اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ziane rapace
السلام عليكم أما بعد :
مؤخرا ذهبت لإجراء بعض الفحوصات الطبية والتحاليل عند عيادة طبية إلى غير ذلك من المواعيد الروتينية ، لكن ما لفت إنتباهي لغة التواصل بين الطاقم الطبي والمرضى ، فقد كانت على العموم باللغة الفرنسية !! وهاذا ما أثار إنتباهي رغم قدرتي على التواصل بنفس اللغة المذكورة، لكن ما ميّزني في تلك العيادة وبشدة سواء من طرف الطاقم أو حتى الأطباء أو حتى بعض المرضى أنّي كنت أتكلم باللغة العربية وأحيانا أتلفظ بألفاظ قُحَّة وذلك طبعي ليس إلا، فقد لاحظت إحترام الغير لي ممن ذكرتهم والله، وحتى أن الطبيبة التى كنت أعالج عندها أصبحت كلما رأتني تبادلني بعبارات لغة عربية وإن لاحظت صعوبة نطقها لها لِما تتواصل به بالفرنسية.
تُرى هل أصبحنا دٌخلاء على اللغة العربية أم أصبحنا مُفرنَسين ؟
وهل تواصلي معك بالفرنسية مقياس على السلوك الحضاري أم ماذا ؟
هل التواصل بالفرنسية يحشرك مع أصحاب المدن الكبرى أم العربية تميزك بالأجنبي على ذلك ؟
والله لا أكاد أتواصل مع أحد في أي مكان إلا وأجده يستعين ببعض المصطلحات الفرنسية لكي يُوصِل الفكرة المُراد نقاشها ،هل أصبحت بداغوجيتنا في مجتمع عربي أم إنسلاخ من عباءة ولُبس تُبَّانْ؟
حقيقة إني أجد لذة الحديث في التكلم باللغة العربية ، وأظنها مقياس التحضر و التعايش . فما ترونهم أنتم ؟؟؟
|
كل من يحب التكلم بالفرنسية ليست لديه هوية و لا انتماء و المتكلم بالفرنسية لديه عقدة نقص او مرض نفسي ففي نظره كل ما هو فرنسي فهو امر جيد و كل ما هو عربي سيّء و لقد حدثت معي في حياتي حادثة طريفة في ولاية باتنة ذهبت الى موسسة اتصالات لن اذكر اسمها و عند كنت انتظر دوري جلست بجانب شيخ متقاعد كان مغتربا في فرنسا و كان يحمل جريدة بالفرنسية و لتمضية الوقت سألته ان يعطيني الجريدة للقراءة و تمضية الوقت بعد قليل خرجت مديرة تلك الشركة من مكتبها لقاعة الانتظار و نظرت يميناً و شمالا لتبحث عن واحد من الطبقة المفرنسة المثقفة فلم تجد غيري يحمل جريدة باللغة الفرنسية فتقدمت نحوي و كان عمرها يتجاوز الستين و تلبس و كأنها في الثامنة عشرة من العمر المهم بدأت تشرح لي باللغة الفرنسية كل ما يتعلق بالإنترنت ثري جي فتركتها تشرح و فهمت كل شيء و لكنني أردت ان ألقنها درسا لن تنساه خصوصا و ان كل من في القاعة كان ينظر اليها و هي تشرح لي فتركتها تنتهي ثم كلمتها بالايطالية و أخبرتها انني لا أتكلم الفرنسية كل هذا بالايطالية فصدمت و اصبح وجهها اصفر ثم كلمتها بالألمانية و أخبرتها انني لا أتكلم الفرنسية و أتكلم الألمانية كل هذا بالألماني فأصبح وجهها احمر و شعرت بأنها تختنق من الداخل و كادت تموت من الحرج و خاصة ان كل الحاضرين انتبهو و سمعو كل ما جرى فما كان منها الا ان مشت خطوة الى الخلف و انزلت رأسها من شدة الخجل و دخلت الى مكتبها و لم تخرج منه بعد ذلك اعجب الشيخ صاحب الجريدة بما فعلته و مات ضحكا و شكرني الشباب الجالسين بجانبي و قدمو لي التحية و شبعت المديرة ذلا امام الناس و الموظفين
فاحذر يا من تتكلم الفرنسية و هي ليست لغتك و ليست لغة اجدادك و كانت اللغة المحببة للعملاء و الخونة زمن الاستعمار الفرنسي فاحذر ان تتباهى بفرنسيتك امام شخص يتكلم 5 لغات فيذلك امام الناس