مهد إلإسلام ولا يطبق فيها إلإسلام
قبل نزول ألرسالة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت أرض ألحجاز مرتعىً للفسق وألفجور وكانت معظم الممارسات وألعادات تدل على ألتخلف وألجاهلية. وتعكس ألواقع ألفوضوي ألذي كانت تعيشه قبائل ألعرب ألمقيمة في ألجزيرة ألعربية في ذلك ألوقت. فكان هناك لعب ألقمار, وألذي كان يعرف بألميسر, وكانت هذه ألعادة تمارس من قبل سكان ألمدن مثل مكة وألطائف. ثم كانت عادة شرب ألخمر وألتي كانت تمارس بشكل مفرط لدرجة أن الله سبحانه وتعالى حينما حرم ألخمر كان ذلك على دفعات حتى لا ينفر العرب من إلإسلام ويبتعدون عنه. وأستمر ألوضع على هذا ألحال إلى أن نزلت ألآية ألكريمة 90 من سورة ألمائدة وألتي تحرم ألخمر وألميسر فقال تعالى," يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" وكان هناك عادات أخرى سيئة مثل وأد ألبنات وقتل ألأولاد خشية ألفقر وتبرج ألنساء وخروجهن كاشفات عن محاسنهن أمام ألرجال.
وكان من أسوأ ألعادات عند ألعرب محاربتهم بعضهم بعضا, وسلبهم ونهبهم لبعضهم البعض. فكانت ألقبيلة ألقوية تغير على الضعيفة لسلب مالها ومتاعها. وكان من أشهر هذه ألحروب, حرب داحس وألغبراء وحرب ألبسوس وحرب ألفِجار. وجاء ألإسلام وحرم أقتتال ألعرب ألمسلمين بعضهم لبعض مهما كانت ألأسباب وتحت أي ذرائع, لما في ذلك من إضعاف وتشتت للمسلمين. وفي ألمقابل كان هناك عادات حسنة يوصف بها ألأعراب قبل ألإسلام كالصدق وقول ألحق, وألإيفاء بألعهد, واحترام ألجوار وتوفير ألحماية لمن يطلبها, وألشجاعة ونجدة ألضعيف وألنظافة. كل هذه ألصفات ألحسنة كان يتحلى بها معظم ألعرب في ألجاهلية قبل نزول ألإسلام. بعد نزول ألإسلام تغيرت ألأحوال في جزيرة ألعرب وتغير إسمها ألآن الى ألسعودية, أي أن أي عمل يقوم به عربي من ألجزيرة ألعربية ينسب إلى آل سعود.
فألخمر على زمن آل سعود أصبح لها بحيرات, وألميسر له شركات وبنوك, وقول ألصدق حدث ولا حرج فبعض أمرائهم يدعون بأنهم يتقاضون راتب شهري لا يتعدى ريال واحد, أما ملياراتهم فلربما نزلت عليهم من ألسماء, ومد يد ألعون للجار وألحمد لله أن كل دول ألجوار لآل سعود يعيشون في رغد ألعيش من كثرة ألدعم لهم مثل سوريا وألعراق وألأردن, أما ألأمانة فهي في ألحفظ وألصون لديهم وهي في حساباتهم في بنوك ألغرب وأمريكا, ونصرة ألإخوة في إلإسلام تعجز ألكلمات عن ألتعبير عنه, فألمقاتلين في لبنان إنتصروا بفضل مال وعتاد ورجال آل سعود ألذين أقاموا جسرا جويا لإيصال المساعدات للمقاتلين هناك كما فعلت أمريكا مع إسرائيل, وكذلك فعلت مع غزة, وألعراق وسوريا. باختصار, فإن كل العادات ألحسنة ألتي كان يتميز ويوصف بها ألعرب قبل وبعد إلإسلام قلبها آل سعود رأسا على عقب وأصبحت من أسوأ ألعادات.
أما ألعادات ألسيئة وألتي نهى عنها ألإسلام فأصبحت ألسمة ألسائدة المطبقة وألسائدة في مهد ألإسلام. فألعبودية ألمتمثلة بنظام ألكفيل وألتي تعتبر من ألكبائر في إلإسلام, تتطبق وبشكل واسع في كل أراضي ألجزيرة ألعربية. وعادة وأد ألبنات ألتي كانت تمارس قبل الإسلام لا زالت تطبق ويشكل أكبر في ألجزيرة ألعربية من قبل آل سعود وعلمائهم ورجال دينهم ليس بالضرورة بالفعل ولكن بالممارسة, فألمراة هناك مدفونة بالحياة فليس لها حقوق وإنما واجبات عليها أداؤها بصورة عمياء دون أي نقاش. وألعدالة ألإجتماعية في أسوأ أحوالها قتجد أفراد عائلة آل سعود يملكون ألمليارات في حساباتهم بالبنوك الربوية بينما تفيد بياناتهم بأن هناك أكثر من ثلاثة ملايين عاطل عن ألعمل. وحرية ألكلمة ألتي نادى بها الإسلام غير متاحة بالمرة.
فلا يسمح لأي حجازي أو نجدي أن يعبر عن رأيه سواء كتابة أو جهراً. فكم من شخص زج به بالسجن لمجرد تفوهه بكلمة نقد عن آل سعود. لقد ضمن لنا الإسلام الحرية في كل مجالات الحياة ما عدى تلك التي تؤثر سلبا على حرية ألآخرين. وجاء آل سعود بغلمانهم وعلمائهم وأعادوا ألناس إلى ما قبل ألإسلام. فسلبوا ألناس أبسط حقوقهم من علم وعمل وعدالة, وأصبحت كل تلك ألحقوق مقتصرة على آل سعود. فهم مميزون في كل شيء ويتفوقون بالإمتيازات ألتي منحوها لأنفسهم على قصص ألملوك وألأمراء ألذين قرأنا عنهم في ألقصص ألخيالية, مثل قصة ألف ليلة وليلة. فالإسلام بفضلهم أصبح يوصم بالجهل وألتخلف وألعبودية والديكتاتورية والتسلط وتكميم ألأفواه وإنعدام ألعدالة وإنحسار ألتآخي بين المسلمين, وانتشار الفقر والرذيلة, وألطبقية وإلإستكانة وقبول حكم ألفرد.
كل هذه ألصفات ألسلبية ليست من إلإسلام في شيء, بل هي صفات وأفعل وممارسات لو قورنت بما كانت عليه ألجاهلية قبل ألإسلام لتمنى ألمسلمون ألعودة إلى عصر ألجاهلية لما فيه من عدالة تفوق ما يطبقه آل سعود على المسلمين في أرض ألإسلام وما يقلده بقية حكام المسلمين في ألعالم أجمع على أنه ألمثل ألمحتذى. بالإختصار ألمفيد, فما لم يحدث ثورة تصحيحية لواقع ألحال, فإن الإسلام يسير من سيء إلى أسوأ وكل واحد فينا يتحمل ألمسؤولية فالساكت عن ألحق سلطان أخرس.
من قلم : رشيد علي