|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2020-09-23, 04:44 | رقم المشاركة : 46 | ||||
|
اخوة الاسلام
الغضب نزغة من نزغات الشيطان يقع بسببه من السيئات والمصائب مالا يعلمه إلا الله ولذلك جاء في الشريعة ذكرُ واسع لهذا الخلق الذميم وورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء وللحدّ من آثاره ، فمن ذلك : الاستعاذة بالله من الشيطان : عن سليمان بن صرد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبّان فأحدهما احمرّ وجهه واتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد رواه البخاري ، الفتح 6/337 ومسلم/2610 . وقال صلى الله عليه وسلم : إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه صحيح الجامع الصغير رقم 695 . السكوت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) رواه الإمام أحمد المسند 1/329 وفي صحيح الجامع 693 ، 4027 . وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالباً فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر والعياذ بالله أو لعن أو طلاق يهدم بيته أو سب وشتم - يجلب له عداوة الآخرين فبالجملة : السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك . - السكون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) وذكر الحديث بقصته في مسند أحمد 5/152 وانظر صحيح الجامع رقم 694 . إن تذكر ما أعد الله للمتقين الذين يتجنبون أسباب الغضب ويجاهدون أنفسهم في كبته ورده لهو من أعظم ما يعين على إطفاء نار الغضب ومما ورد من الأجر العظيم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة رواه الطبراني 12/453 وهو في صحيح الجامع 176 . وأجر عظيم آخر في قوله عليه الصلاة والسلام : ( من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ماشاء رواه أبو داود 4777 وغيره وحسنّه في صحيح الجامع 6518 . معرفة الرتبة العالية والميزة المتقدمة لمن ملك نفسه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه أحمد 2/236 والحديث متفق عليه . وكلما انفعلت النفس واشتد الأمر كان كظم الغيظ أعلى في الرتبة . قال عليه الصلاة والسلام : ( الصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه ) رواه الإمام أحمد 5/367 وحسنه في صحيح الجامع 3859 . وينتهز عليه الصلاة والسلام الفرصة في حادثة أمام الصحابة ليوضّح هذا الأمر فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقوم يصطرعون ، فقال : ماهذا ؟ قالوا : فلان الصريع ما يصارع أحداً إلا صرعه قال : أفلا أدلكم على من هو أشد منه رجلٌ ظلمه رجلٌ فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه رواه البزار قال ابن حجر بإسناد حسن . الفتح 10/519 . و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع
آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-09-25 في 04:14.
|
||||
2020-09-23, 05:12 | رقم المشاركة : 47 | ||||
|
اقتباس:
فكم من فراق وقطيعة صلة رحم تحدث بسبب لحظة غضب هزمت صاحبها فقال او فعل ما يفرق الصلات .. اللهم اني اعوذ بك من الغضب ..لذلك عدم الغضب كانت وصية نبوية خالصة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أوصني، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تغضب . فردد ذلك مرارًا، فقال النبي لا تغضب» بارك الله فيك ونفع بك اخي عبد الحمن على ما تنقله من مواعظ ودروس ... أحسنت |
||||
2020-09-23, 15:16 | رقم المشاركة : 48 | ||||
|
اقتباس:
اسعدك الله بكل خير كما اسعدتيني بحضورك و مازلت في انتظار مرورك العطر فمازال للموضوع بقية آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-09-23 في 15:17.
|
||||
2020-09-24, 03:59 | رقم المشاركة : 49 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الغضب ليس مذموماً كله بل يُحمد الغضب إذا كان غضباً لله تعالى كأن تُنتهك محارم الله عز وجل . والمذموم منه ما كان غضباً لدنيا وخاصة إذا ترتب عليه أذى أو ضرر أو شر كقتل ، وضرب ، وطلاق ، وشتم ، وقذف . عن أَبي مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ ، مِمَّا يُطِيلُ بِنَا ؟ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ . رواه البخاري ( 670 ) ومسلم ( 466 ) . وبوَّب عليه البخاري بقوله : " باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله " وبوَّب عليه النووي في " رياض الصالحين " بقوله " باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع والانتصار لدين الله تعالى " . قال الشيخ العثيمين – رحمه الله - : والغضب له عدة أسباب منها : أن ينتصر الإنسان لنفسه يفعل أحد معه ما يغضبه فيغضب لينتصر لنفسه وهذا الغضب منهي عنه لأن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال له أوصني قال : ( لا تغضب ) فردَّد مراراً يقول : أوصني ، وهو يقول : ( لا تغضب ) . والثاني من أسباب الغضب : الغضب لله عز وجل بأن يرى الإنسان شخصاً يَنتهك حرمات الله فيغضب غيرة لدين الله وحمية لدين الله فإن هذا محمود ويثاب الإنسان عليه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان هذا من سنَّته ولأنه داخل في قوله تعالى : ( وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) ( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) فتعظيم شعائر الله وتعظيم حرمات الله : أن يجدها الإنسان عظيمة وأن يجد امتهانها عظيماً ، فيغضب ويثأر لذلك حتى يفعل ما أمر به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك . " شرح رياض الصالحين " ( 3 / 615 ، 616 ) . و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء مع نشر الجزء الثالث من هذا الموضوع آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-09-24 في 04:02.
|
|||
2020-09-25, 04:13 | رقم المشاركة : 50 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أما التعامل مع الشخص الغاضب : فله عدة اتجاهات وقواعد ، منها : 1. إذا رأيتَ من يغضب الغضب الشرعي فيغضب لانتهاك حرمات الله ويغضب لفعل الناس الموبقات فالواجب عليك أن تشاركه في ذلك الغضب لله . ثم ينظر فيما يجب عليكم فعله بمقتضى ذلك الغضب لله ، وهذا يختلف بحسب الحال والمصلحة الشرعية في ذلك . 2. إذا رأيتَ من يغضب لنفسه ، أو لدنيا وتعلم منه تعظيمه للدين ، ووقوفه عند حدود الشرع : فذكِّره أثناء غضبه بربه تعالى وذكره بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب ) وذكره بفضيلة ملك النفس عند الغضب ، وفضل العفو . عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ - وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ - وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ : " يَا ابْنَ أَخِي هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ ؟ " قَالَ : " سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ ! فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ ) وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ . رواه البخاري ( 4366 ) . 3. إذا رأيتَ من يغضب لنفسه أو لدنياه وليس عنده تعظيم للشرع لكنه لا يتطاول في غضبه على الشرع وإنما يصب غضبه عليك أنت : فخير لك السكوت حتى ينتهي من تفريغ شحنات غضبه في الهواء فإن أجبته لم تكسب خيراً ، ولم تُصلح حالاً بل تزيد الأمر شرّاً وسوءًا – غالباً - . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ غَضِبْتَ وَقُمْتَ قَالَ : ( إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ وَقَعَ الشَّيْطَانُ فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ ) ثُمَّ قَالَ : ( يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَعَزَّ اللَّهُ بِهَا نَصْرَهُ ... ) . رواه أحمد ( 15 / 390 ) ، وحسَّنه المحققون وجوَّد إسناده الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2232 ) . وهذه القاعدة يمكن أن نجعلها عامَّة في معاملة كل غاضب فنسكت عنه حتى يفرِّغ ما عنده ، ولا نرد عليه ولا نحمل في قلوبنا شيئاً عليه بسبب ما قال ثم إذا هدأ ذكَّرناه بقبح وسوء ما فعل وقال وهذا ما يوصي به الحكماء . قال ابن الجوزي – رحمه الله - : الغضبان كالسكران لا يُؤاخذ بما يقول . متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح : فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصراً – ( أي : لا تعتد بكلامه ) - ولا أن تؤاخذه به ؛ فإن حاله حال السكران لا يدري ما يجري ، بل اصبر لفورته ، ولا تعول عليها فإن الشيطان قد غلبه والطبع قد هاج ، والعقل قد استتر . ومتى أخذت في نفسك عليه أو أجبته بمقتضى فعله : كنت كعاقل واجه مجنونًا أو كمفيق عاتب مغمى عليه ، فالذنب لك . بل انظر بعين الرحمة ، وتلمح تصريف القدر له وتفرج في لعب الطبع به واعلم أنه إذا انتبه : ندم على ما جرى وعرف لك فضل الصبر . وأقل الأقسام : أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به . وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب الوالد والزوجة عند غضب الزوج فتتركه يشتفي بما يقول ولا تعول على ذلك ، فسيعود نادماً معتذراً . ومتى قوبل على حالته ومقالته : صارت العداوة متمكنة وجازى في الإفاقة على ما فُعل في حقه وقت السكر . وأكثر الناس على غير هذه الطريق : متى رأوا غضبان : قابلوه بما يقول ويعمل وهذا على غير مقتضى الحكمة بل الحكمة ما ذكرته ( وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) العنكبوت/ 43 . " صيد الخاطر " ( ص 295 ، 296 ) . 4. إذا كان الغاضب هو الزوج فلتصبر الزوجة على غضبه ولا ترد عليه في فورته ، ولتؤجل ترضيته فإذا جاء الليل فلتأخذ بيده وتقول له : " لا أنام حتى ترضى " . عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أَلَا أُخبِرُكُم بِنِسَائِكُم فِي الجَنَّةِ ؟ ) قُلنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( وَدُودٌ وَلُودٌ إِذَا غَضِبَت أَو أُسِيءَ إِلَيهَا أَو غَضِبَ زَوجُهَا قَالَت : هَذِهِ يَدِي فِي يَدِكَ لَا أَكتَحِلُ بِغِمضٍ حَتَّى تَرضَى ) . رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 206 ) وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة ( 3380 ) قال المناوي - رحمه الله - : ( لا أذوق غُمضا ) بالضم أي : لا أذوق نوماً . فمن اتصفت بهذه الأوصاف منهن فهي خليقة بكونها من أهل الجنة وقلما نرى فيهن مَن هذه صفاتها فالمرأة الصالحة كالغراب الأعصم . " فيض القدير" ( 3 / 106 ) . 5. إذا كان الغاضب هو الأب على ابنه أو المدير على موظفه ، أو الجار على جاره أو صديق على صديقه : فالأنسب هنا : أ. أن نُبعد الطرف الآخر أن يراه ذلك الغاضب لأن سورة الغضب تشتعل وتتأجج بوجوده فإذا ما أبعدناه عنه : خفَّ الغضب ، وزال بسرعة . ب. مجاراته في توعده بعقوبته ، أو تهديده بقتله أو ما يشبه ذلك من العقوبات فيُجارى ، ولا يُنفَّذ له طلب . قال ابن القيم – رحمه الله - : ولهذا يأمر الملوك وغيرهم عند الغضب بامور يعلم خواصهم أنهم تكلموا بها دفعاً لحرارة الغضب وأنهم لا يريدون مقتضاها ، فلا يمتثله خواصهم بل يؤخرونه ، فيحمدونهم على ذلك إذا سكن غضبهم . وكذلك الرجل وقت شدة الغضب يقوم ليبطش بولده أو صديقه فيحول غيره بينه وبين ذلك فيحمدهم بعد ذلك كما يحمد السكران والمحموم ونحوهما من يحول بينه وبين ما يهم بفعله في تلك الحالة . " إغاثة اللهفان في طلاق الغضبان " ( ص 47 ) . ونسأل الله أن يحفظ جوارحنا وأن يقينا شرور أنفسنا . والله أعلم و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-26, 04:19 | رقم المشاركة : 51 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قال النبي صلى الله عليه وسلّم : إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثةٍ إلا من صَدَقَة جَارِيَة أوَعِلْم يُنْتَفَعُ بِهِ أوَوَلَد صَالِح يَدْعُو لَهُ . رواه مسلم/1631 . واستغفار الذكر والأنثى من أولاد الميت للميت - وهو الدعاء له بالمغفرة - فيه ميزة عظيمة كما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْه ِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ . رواه ابن ماجة رقم 3660 وهو في صحيح الجامع 1617 ومما يصل إليه كذلك الصّدقة عنه لما روت عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا ( أي ماتت ) وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا قَالَ : نَعَمْ . رواه البخاري : فتح 1388 وعن ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَنَّ سَعدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِي اللَّه عَنْهم تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَ هُوَ غَائِبٌ عَنْهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ الْمِخْرَافَ ( اسم لبستانه سمي بذلك لكثرة ثمره ) صَدَقَة ٌ عَلَيْهَا . رواه البخاري : فتح : 2756 وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِي ِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالا وَلَمْ يُوصِ فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ قَالَ نَعَمْ *رواه النسائي وعَنْ سَعْدِ ابْنِ عُبَادَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ سَقْيُ الْمَاءِ * رواه النسائي ومما يصل إلى الميت كذلك الحجّ والعمرة عنه بعد أن يكون الحيّ قد حجّ واعتمر عن نفسه . وقد روى عَبْد اللَّهِ بْن بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ بَيْنَما أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ وَإِنَّهَا مَاتَتْ قَالَ فَقَالَ وَجَبَ أَجْرُكِ وَرَدَّهَا عَلَيْكِ الْمِيرَاثُ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَصُومُ عَنْهَا قَالَ صُومِي عَنْهَا قَالَتْ إِنَّهَا لَمْ تَحُجَّ قَطُّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا قَالَ حُجِّي عَنْهَا . رواه مسلم رحمه الله في صحيحه رقم 1149 وهذا يدلّ كذلك على مشروعية قضاء الصيام عنه . ومما ينفع الميت أيضا قضاء نذره لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَحُجَّ أَفَأَحُجَّ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ اقْضُوا اللَّهَ الَّذِي لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ * البخاري فتح 7315 وممّا يصل إلى الميّت كذلك من الأجر إشراك قريبه له بالأضحية عند ذبحها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذبح أضحيته : بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ رواه مسلم رقم 1967 وآل محمد فيهم الأحياء والأموات . أسأل الله أن يغفر لنا و يرحمنا ويتجاوزعن سائر أموات المسلمين إنه هو الغفور الرحيم . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-27, 04:13 | رقم المشاركة : 52 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته روى ابن ماجة (215) وأحمد (11870) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :( هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ ) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" قال المناوي رحمه الله : " أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به سموا بذلك تعظيما لهم كما يقال : "بيت الله" قال الحكيم الترمذي : وإنما يكون هذا في قارئ انتفى عنه جور قلبه وذهبت جناية نفسه وليس من أهله إلا من تطهر من الذنوب ظاهرا وباطنا وتزين بالطاعة ، فعندها يكون من أهل الله " انتهى باختصار .فيض القدير" (3 / 87) ولا يكفي مجرد التلاوة ليكون من أهل القرآن حتى يعمل بأحكامه ويقف عند حدوده ، ويتخلق بأخلاقه . وللحافظ محمد بن الحسين الآجري رحمه الله في ذلك كلام طيب جدير بالعناية نذكر منه طرفا ، قال رحمه الله : " ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره ممن لم يحمله ، وأحب أن يكون من أهل القرآن وأهل الله وخاصته أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه يعمر به ما خرب من قلبه يتأدب بآداب القرآن ويتخلق بأخلاق شريفة تبين به عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن : فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه بصيرا بزمانه أهله ، فهو يحذرهم على دينه مقبلا على شأنه ، مهموما بإصلاح ما فسد من أمره حافظا للسانه ، مميزا لكلامه إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا قليل الخوض فيما لا يعنيه يخاف من لسانه أشد مما يخاف عدوه قليل الضحك مما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك باسط الوجه ، طيب الكلام ، لا يغتاب أحدا ولا يحقر أحدا ، ولا يسب أحدا ، ولا يشمت بمصيبة ولا يبغي على أحد ، ولا يحسده وقد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير يطلب الرفعة من الله ، لا من المخلوقين ، ماقتا للكبر خائفا على نفسه منه لا يتآكل بالقرآن ولا يحب أن يقضي به الحوائج ولا يسعى به إلى أبناء الملوك ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه ، يقنع بالقليل فيكفيه ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه يتبع واجبات القرآن والسنة يأكل الطعام بعلم ، ويشرب بعلم ، ويلبس بعلم ، وينام بعلم ويجامع أهله بعلم ، ويصطحب الإخوان بعلم ، ويزورهم بعلم يلزم نفسه بر والديه ، وإن استعانا به على طاعة أعانهما وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها ورفق بهما في معصيته إياهما بحسن الأدب ليرجعا عن قبيح ما أرادا مما لا يحسن بهما فعله يصل الرحم ، ويكره القطيعة ، من قطعه لم يقطعه ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه رفيق في أموره ، صبور على تعليم الخير يأنس به المتعلم ، ويفرح به المجالس مجالسته تفيد خيرا قد جعل العلم والفقه دليله إلى كل خير إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله : من اتباع ما أمر والانتهاء عما نهى ، ليس همته متى أختم السورة ؟ همته متى أستغني بالله عن غيره ؟ متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من المحسنين ؟ متى أكون من المتوكلين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟ متى أعقل عن الله الخطاب ؟ متى أفقه ما أتلو ؟ متى أغلب نفسي على ما تهوى ؟ متى أجاهد في الله حق الجهاد ؟ متى أكون بزجر القرآن متعظا ؟ متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا ؟ . فمن كانت هذه صفته ، أو ما قارب هذه الصفة فقد تلاه حق تلاوته ، ورعاه حق رعايته وكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا ومن كان هذا وصفه نفع نفسه ونفع أهله ، وعاد على والديه وعلى ولده كل خير في الدنيا وفي الآخرة " انتهى باختصار ."أخلاق حملة القرآن" (ص 27) . و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-09-28, 04:09 | رقم المشاركة : 53 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته وعلى من أراد أن يكون له حظ من قول النبي صلى الله عليه وسلم في أهل القرآن إنهم أهل الله وخاصته أن لا يختم القرآن في أكثر من شهراً . روى البخاري (1978) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ قَالَ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ : فِي ثَلَاثٍ ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " الصحيح عندهم في حديث عبد الله بن عمرو أنه انتهى به النبي صلى الله عليه وسلم إلى سبع كما أنه أمره ابتداء بقراءته في الشهر فجعل الحد ما بين الشهر إلى الأسبوع . وقد روي أنه أمره ابتداء أن يقرأه في أربعين وهذا في طرف السعة يناظر التثليث في طرف الاجتهاد " انتهى ."مجموع الفتاوى" (13 / 407-408) . ومعنى هذا : أن الأفضل أن يختم القرآن فيما بين الأسبوع إلى الشهر فإذا كان مشغولاً ، فله رخصة إلى أربعين يوماً . وينبغي ألا يمر عليه يوم إلا وهو ينظر في مصحفه يتلو كلام ربه ، فيكون له ورد يومي يحافظ عليه وأقل ذلك جزء من القرآن تقريبا وكلما زاد كلما كان أفضل وهو مع ذلك يتدبره ويعمل بما فيه من أحكام وأخلاق وآداب . روى الإمام أحمد في "الزهد" (ص 128) عن عثمان رضي الله عنه قال : (ما أحب أن يأتي علي يوم ولا ليلة إلا أنظر في كتاب الله - يعني القراءة في المصحف) . وقال ابن كثير رحمه الله " كرهوا أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في مصحفه " انتهى ."تفسير ابن كثير" (1 / 68) وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله : " الذين يقرؤون القرآن طوال عامهم هم أهل القرآن ، الذين هم أهل الله وخاصته . ويجب على المسلم أن يكون مهتماً بالقرآن ويكون من الذين يتلونه حق تلاوته ومن الذين يحللون حلاله ويحرمون حرامه ويعملون بمحكمه ، ويؤمنون بمتشابهه ويقفون عند عجائبه ، ويعتبرون بأمثاله ويعتبرون بقصصه وما فيه ، ويطبقون تعاليمه لأن القرآن أنزل لأجل أن يعمل به ويطبق وإن كانت تلاوته تعتبر عملاً وفيها أجر . فمن أحب أن يكون من أهل الذكر فعليه أن يكون من الذين يتلون كتاب الله حق تلاوته ويقرأه في المسجد ، و يقرأه في بيته و يقرأه في مقر عمله ، لا يغفل عن القرآن ولا يخص شهر رمضان بذلك فقط . فإذا قرأت القرآن فاجتهد فيه كأن تختمه مثلاً كل خمسة أيام ، أو في كل ثلاثة أيام . والأفضل للإنسان أن يجعل له حزباً يومياً يقرأه بعد العشا أو بعد الفجر أو بعد العصر وهكذا . لابد أن تبقى معك آثار هذا القرآن بقية السنة ويحبب إليك كلام الله فتجد له لذة وحلاوة وطلاوة وهنا لن تمل من استماعه كما لن تمل من تلاوته . هذه سمات وصفات المؤمن الذي يجب أن يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته " انتهى . "فتاوى الشيخ ابن جبرين" (59 / 31-32) . ومن كان له ورد يومي من القرآن فتركه لعذر من سفر أو مرض ونحوه لم يضره ذلك لما رواه البخاري (2996) عن أبي مُوسَى رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا ) . ولا ينبغي لمن أراد أن يكون من أهل القرآن أن يترك تلاوته يوما لغير عذر فصاحب القرآن لا يغفل عنه ولا ينشغل عنه أبدا . والله أعلم . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-29, 04:47 | رقم المشاركة : 54 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الدُّعاء: هو إظهار غاية التذلُّل والافتقار إلى الله والاستكانة له (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ 11 صـ 98). و من فضائل الدعاء قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]. قال الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله - : وإذا سألك يا محمد عبادي عني: أين أنا؟ فإني قريبٌ منهم، أسمع دعاءهم وأجيب دعوة الداعي منهم؛ (تفسير الطبري - جـ 3 - صـ 222). و موضوع اليوم عن الدعاء في التشهد الأخير جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ [ وفي رواية : إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ ] فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ . صحيح مسلم 588 وقد ورد أيضا مع هذه الأربع الاستعاذة من المأثم والمغرم فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ .. البخاري 833 وقد ورد أيضا أنه علّم أبا بكر الصّديق دعاء يدعو به في صلاته كما جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . رقم790 وهذا الدّعاء يُمكن أن يجعله المصلي في التشهد الأخير بعد الاستعاذات السابقة . وقد ورد أيضا أن للمصلي أن يدعو بعد الاستعاذات بأيّ دعاء طيّب يريده ويسأل الله ما يشاء من خيري الدنيا والآخرة فقد جاء عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ثُمَّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ بِمَا بَدَا لَهُ * رواه النسائي 1293 والله تعالى أعلم . و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء لمزيد من الفائدة حول هذا الدعاء |
|||
2020-09-30, 04:19 | رقم المشاركة : 55 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته معنى فتنة المحيا والممات "فِتْنَة الْمَحْيَا" : هي الفتن التي يلاقيها المسلم في حياته فقد يمتحن الإنسان بدواعي المعصية أو البدعة ، أو حتى الكفر – نسأل الله تعالى أن ينجينا من الفتن وهذه الدواعي إما أن تكون من الشبهات ، أو الشهوات . وأما فِتْنَة الْمَمَاتِ : فيمكن أن يكون المراد بها : ما يعرض للمسلم عند احتضاره وقرب مماته فقد يعرض له الشيطان في آخر لحظات حياته يحاول أن يضله فسميت فتنة الممات لقربها من الموت وكذا فتنة عذاب القبر فالإنسان يفتن في قبره . عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ... وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَىَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ - أَوْ قَرِيبَ مِنْ - فِتْنَةِ الدَّجَّالِ - لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ- يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ : مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ - أَوِ الْمُوقِنُ ، لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ : هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا ، فَيُقَالُ : نَمْ صَالِحًا فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنًا ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ - أَوِ الْمُرْتَابُ لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي ، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ " رواه البخاري ( 184 ) ، ومسلم ( 905 ) . وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : " فتنة المحيا : هي أن يفتتن الإنسان بالدنيا وينغمس فيها ، وينسى الآخرة وهذا ما أنكره الله تعالى على العباد ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) . ومن فتن الدنيا : الشبهات أن يقع في قلب الإنسان شك وجهل فيما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم . أما فتنة الممات فتشمل شيئين : الأول ما يحدث عند الموت والثاني ما يحدث في القبر . فأما الأول : وهو الذي يحدث عند الموت فإن الشيطان أعاذنا الله منه أحرص ما يكون على إغواء بني آدم عند موته لأنها هي الساعة الحاسمة فيحول بين المرء وقلبه بمعنى : أنه يوقع الإنسان في تلك اللحظة فيما يخرجه عن دين الإسلام ... يحرص حرصاً كاملاً على إغواء بني آدم في تلك اللحظة . وقد ذكروا عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان حين احتضاره يغمى عليه ، فيسمعونه يقول : بعد ، بعد ، فلما أفاق قيل له : يا أبا عبد الله ما قولك بعد ، بعد ؟ قال : إن الشيطان يتمثل أمامي يقول : فُتَّني يا أحمد ، فتني يا أحمد ، فأقول له : بعد ، بعد – يعني - لم أَفُتْك لأن الإنسان لا ينجو من الشيطان إلا إذا مات إذا مات انقطع عمله ولا رجاء للشيطان فيه إن كان مؤمناً فيقول : إني أقول بعد ، بعد أي : لم أفتك لجواز أن يحصل من الشيطان فتنة عند موت الإنسان . ولكنني أبشر إخواني الذين آمنوا بالله حقاً واتبعوا رسوله صدقا واستقاموا على شريعة الله أبشرهم أن الله بفضله وكرمه لن يخذلهم لن يختم لهم بسوء الخاتمة ... فمن صدق مع الله ، فليبشر بالخير ... أما الثاني مما يتناوله فتنة الموت : فهو فتنة الإنسان في قبره فإن الإنسان إذا مات ودفن وتولى عنه أصحابه : أتاه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه ... " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " ( 6/ 2 ) . وأما فتنة المسيح الدجال : فهي أعظم ما يمر بالعبد من الفتن في حياته الدنيا بل هي أعظم فتنة خلقها الله على وجه هذه الأرض نسأل الله أن يسلمنا منها ، بمنه وكرمه . وفي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ " رواه مسلم برقم (5239) . وفي رواية أحمد عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ . مسند الإمام أحمد(15831) و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-10-01, 04:15 | رقم المشاركة : 56 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته يشرع للمسلم أن يدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة وأن يسلم عليه كما يشرع له أن يدعو له بالبركة فمن الأدلة على مشروعية السلام على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب / 56 وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ ) صحيح سنن النسائي 1215 السلسلة الصحيحة 2853. وعَنْ عَبْدِاللَّهِ قَالَ : كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ مِنْ عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَقُولُوا السَّلامُ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلامُ وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو) رواه البخاري 835 . وعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَقُولُ : ( بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ ) وَإِذَا خَرَجَ قَالَ : ( بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ ) صحيح سنن ابن ماجه 625. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ ) صحيح سنن أبي داود 1795. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبِشْرُ يُرَى فِي وَجْهِهِ فَقَالَ : ( إِنَّهُ جَاءَنِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَمَا يُرْضِيكَ يَا مُحَمَّدُ أَنْ لا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا وَلا يُسَلِّمَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا ) صحيح سنن النسائي 1228. فالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم من حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته والمسلم مأمور بها إما مطلقا أو على وجه التقييد بما ورد كالسلام عليه في التشهد وعند الدخول إلى المسجد والخروج منه والأمر بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم مع غيابه من خصائصه التي اختصه الله بها فلا يشاركه فيها أحد فليس من المشروع السلام على معين مع غيابه إلا هو صلى الله عليه وسلم فمن خصائصه أنه يُبلّغ سلام الأمة عليه فيتحصل الإنسان على فضل السلام وبلوغه النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يقطع مسافة للقائه في حياته ولو لم يأت لقبره بعد وفاته . أما الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم أن يبارك عليه فمشروع ومن أدلة مشروعيته ما صح عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ : أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَالسَّلامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ ) رواه مسلم 405. والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون من العبد كأن يقول مثلا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وقد يكون دعاء له صلى الله عليه وسلم أن يسلمه الله كقولك صلى الله عليه –أي النبي- وسلم فسلام العبد على النبي يكون بذكر اسم الرب السلام على جهة التبرك وذكر الاسم المناسب لمقام الدعاء له بالسلامة فكأن العبد يقول اللهم يا من اسمه السلام سلم نبيك صلى الله عليه وسلم ولذا فإن السلام يَرِدُ مُعرفاً بالألف واللام إشارة إلى اسمه تعالى السلام بخلاف سلام الرب سبحانه على عباده فإنه يأتي منكرا ( لأن سلاما منه سبحانه كاف من كل سلام ومغن عن كل تحية ومقرب من كل أمنية فأدنى سلام منه ولا أدنى هناك يستغرق الوصف ويُتم النعمة ويدفع البؤس ويُطيِّبُ الحياة ويقطع مواد العطب والهلاك فلم يكن لذكر الألف واللام هناك معنى ) انظر بدائع الفوائد 2/143 ومعنى السلام البراءة والخلاص والنجاة من الشر والعيوب فالمسلم على النبي داع له صلى الله عليه وسلم بهذه المعاني سائل للنبي صلى الله عليه والسلام السلامة من الشرور والعيوب والنقائص أما البركة فحقيقتها الثبوت واللزوم والاستقرار والبركة النماء والزيادة والتبريك الدعاء بذلك فيقال : باركه الله وبارك فيه وبارك عليه وبارك له . ومعنى الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بالبركة والمباركة عليه سؤال الله له الخير وإدامته وثبوته له ومضاعفته له وزيادته وتنميته . والله أعلم . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-10-02, 04:39 | رقم المشاركة : 57 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد ، فقال : أحي والداك قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد " ( رواه البخاري 4/18 ) وفي رواية : " أتى رجل فقال : يا رسول الله : إني جئت أريد الجهاد معك ولقد أتيت وإن والدي يبكيان قال : فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما " ( رواه أحمد 2/160 وأبو داود 3/38 ) أهمية احترام الوالدين : أولاً : أنها طاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ) سورة الاحقاف وقال تعالى : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) ) سورة الاسراء عن ابن مسعود قَالَ: " سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: (الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا) ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ) قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) " . رواه البخاري (527) ، ومسلم (85) ثانياً إن طاعة الوالدين واحترامهما سبب لدخول الجنة كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ . صحيح مسلم 4627 ثالثاً : أن احترامهما وطاعتهما سبب للألفة والمحبة . رابعاً : أن احترامهما وطاعتهما شكر لهما لأنهما سبب وجودك في هذه الدنيا وأيضاً شكر لها على تربيتك ورعايتك في صغرك قال الله تعالى : ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) . خامساً : أن بر الولد لوالديه سببُ لأن يبره أولاده قال الله تعالى : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) . والله أعلم . و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء للاطلاع كذلك علي حقوق الابناء علي ابائهم |
|||
2020-10-03, 04:35 | رقم المشاركة : 58 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قد جعل الله للأبناء على آبائهم حقوقا كما أن للوالدين على أولادهم حقوقاً . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث عبد الله بن عمر : " ….. وإن لولدك عليك حقاً " مسلم ( 1159 ) . عن ابن عمر قال : " إنما سماهم الله أبراراً لأنهم بروا الآباء والأبناء كما أن لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا " . " الأدب المفرد " ( 94 ) . وحقوق الأولاد على آبائهم منها ما يكون قبل ولادة الولد ، فمن ذلك : 1- اختيار الزوجة الصالحة لتكون أما صالحة : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) . وعلى الطرف الآخر قال لأهل الفتاة في الحديث الشريف : [ إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض ] رواه الترمذي في (النكاح) باب (ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه) برقم: 1084. حقوق ما بعد ولادة المولود : 1- يسن تحنيك المولود حين ولادته . قال النووي : اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر فإن تعذر فما في معناه وقريب منه من الحلو فيمضغ المحنِّك التمر حتى تصير مائعة بحيث تبتلع ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه . " شرح النووي على صحيح مسلم " ( 14 / 122 – 123 ) . 2- تسمية الولد باسم حسن كعبد الله وعبد الرحمن . عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن " رواه مسلم ( 2132 ) . ويستحب تسميته في اليوم السابع ولا بأس بتسميته في يوم ولادته للحديث السابق . 3- كما يسن حلق شعره في اليوم السابع والتصدق بوزنه فضة : عن علي بن أبي طالب قال : " عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة وقال : يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة قال فوزنته فكان وزنه درهما أو بعض درهم " رواه الترمذي ( 1519 ) وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1226 ) . 4- كما تستحب العقيقة على والده عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى " رواه أبو داود ( 2838 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4541 ) . 5- الختان : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب " رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) . - حقوق في التربية : عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " رواه البخاري ( 2416 ) ومسلم ( 1829 ) . قال المناوي : ( كما أن لوالديك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا أي حقوقا كثيرة منها تعليمهم الفروض العينية وتأدبهم بالآداب الشرعية والعدل بينهم في العطية سواء كانت هبة أم هدية أم وقفا أم تبرعا آخر فإن فَضّل بلا عذر بطل عند بعض العلماء وكره عند بعضهم . " فيض القدير " ( 2 / 574 ) . وعليه أن يقي أبناءه وبناته من كل شيء مما شأنه أن يقربهم من النار قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون التحريم / 6 . النفقة : وهذه من الواجبات على الأب تجاه أولاده فلا يجوز له التقصير فيها ولا تضييعها بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل : عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " رواه أبو داود ( 1692 ) وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4481 ) . كذلك أيضاً من أعظم الحقوق وأجلها حسن التربية والرعاية للبنت خاصة ولقد رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا العمل الصالح . عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأعطيتُها فقسمتْها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثتُه فقال : من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كنَّ له ستراً من النار . رواه البخاري ( 5649 ) ومسلم ( 2629 ) . كذلك أيضاً من الأمور المهمة : وهي من حقوق الأولاد التي ينبغي رعايتها حق العدل بين الأولاد ، وهذا الحق أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم " رواه البخاري ( 2447 ) ومسلم ( 1623 ) فلا يجوز تفضيل الإناث على الذكور كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث وإذا وقع الأب في هذا الخطأ وفضّل بعض أولاده على بعض ولم يعدل بينهم تسبب ذلك في مفاسد كثيرة ، منها : ما يكون ضرره على الوالد نفسه فإنه ينشأ الأولاد الذين حرمهم ومنعهم على حقده وكراهيته وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى بقوله في الحديث الذي رواه مسلم ( 1623 ) لوالد النعمان : " أتحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟ قال : نعم " ، أي : إذا كنت تريدهم في البر سواء فاعدل بينهم في العطية . ومنها كراهية الأخوة بعضهم لبعض وزرع نار العداوة والبغضاء بينهم . والله اعلم . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-10-04, 04:38 | رقم المشاركة : 59 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الحديث في الصورة المعبرة من طريق مكحول عن أبي هريرة قد ضعفه الترمذي بعد روايته لكن أصله في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ . رواه البخاري (4205) ، ومسلم (2704) وهذه الجملة العظيمة فيها التسليم لله تعالى والاعتماد عليه وأن (الحول) - أي الحركة أو (التحول) من حال إلى حال - والقوة على الطاعة، لا تكون إلا بالله. فلا تحول عن معصية الله إلاّ بتوفيقه وعصمته، ولا قوة على طاعته إلاّ بمعونته. قال النووي رحمه الله " قال أهل اللغة: الحول : الحركة والحيلة، أي لا حركة ولا استطاعة ، ولا حيلة ، إلا بمشيئة الله تعالى. وقيل: معناه : لا حول في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله. وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولاقوة على طاعته إلا بمعونته وحكى هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه، وكله متقارب" انتهى من "شرح مسلم" (17/ 26). وفي " صحيح مسلم " وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قال المؤذن: الله أكبر؛ فقال الرجل: الله أكبر فقال: أشهد أن لا إله إلا الله؛ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله فقال: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال: حي على الصلاة؛ فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح فقال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر الله أكبر فقال: الله أكبر الله أكبر . [573] رواه مسلم (385). فلفظ (الحول) : يتناول كل تحول من حال إلى حال . و(القوة) : هي القدرة على ذلك التحول . فدلت هذه الكلمة العظيمة على أنه ليس للعالم العلوي والسفلي حركة وتحول ، من حال إلى حال ولا قدرة على ذلك ؛ إلا بالله. ومن الناس من يفسر ذلك بمعنى خاص فيقول: لا حول عن معصيته إلا بعصمته ولا قوة على طاعته إلا بمعونته. والصواب ، الذي عليه الجمهور : هو التفسير الأول وهو الذي يدل عليه اللفظ فإن الحول لا يختص بالحول عن المعصية وكذلك القوة لا تختص بالقوة على الطاعة بل لفظ الحول يعم كل تحول. ومنه لفظ " الحيلة " ، ووزنها فعلة بالكسر وهي النوع المختص من الحول ... وكذلك لفظ " القوة " قال تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة . ولفظ القوة : قد يراد به ما كان في القدرة أكمل من غيره فهو قدرة أرجح من غيرها أو القدرة التامة. ولفظ " القوة " قد يعم القوة التي في الجمادات بخلاف لفظ القدرة فلهذا كان المنفي بلفظ القوة أشمل وأكمل. فإذا لم تكن قوة إلا به لم تكن قدرة إلا به بطريق الأولى. وهذا باب واسع." انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/574-575) . ويقول ابن القيم رحمه الله : " وَأَمَّا تَأْثِيرُ " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ " فِي دَفْعِ هَذَا الدَّاءِ [ يعني : داء الهم والغم ] : فَلِمَا فِيهَا مِنْ كَمَالِ التَّفْوِيضِ وَالتَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، إِلَّا بِهِ وَتَسْلِيمِ الْأَمْرِ كُلِّهِ لَهُ، وَعَدَمِ مُنَازَعَتِهِ فِي شَيْءٍ مِنْهُ . وَعُمُومُ ذَلِكَ لِكُلِّ تَحَوُّلٍ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ، وَالْقُوَّةِ عَلَى ذَلِكَ التَّحَوُّلِ وَأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ بِاللَّهِ، وَحْدَهُ فَلَا يَقُومُ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ شَيْءٌ. وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ إِنَّهُ مَا يَنْزِلُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ وَلَا يَصْعَدُ إِلَيْهَا إِلَّا بِلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ . وَلَهَا تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي طَرْدِ الشَّيْطَانِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ." انتهى من "زاد المعاد" (4/193) . و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-10-05, 04:27 | رقم المشاركة : 60 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته لا حول ولا قوة إلا بالله قال الشيخ سعد الحميّد . تقال هذه الجملة إذا دهم الإنسان أمر عظيم لا يستطيعه أو يصعب عليه القيام به . ومن المواضع التي تقال فيها هذه الجملة ما يلي : - إذا تقلب في الليل : فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُه ) رواه البخاري / 1086 - إذا قال المؤذن حي على الصلاة أو حي على الفلاح : فعن حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم في صحيحه / 578 وأبو داوود في سننه / 443 . - إذا خرج من بيته : فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ - يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ - بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ يُقَالُ لَهُ كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي في سننه / 3348 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وانظر صحيح الجامع للألباني / 6419 ورواه أبو داوود في سننه / (4431) وزاد : ( فيقول له شيطان آخر : كيف لك بِرَجُلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ ) . - بعد الصلاة : فعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ : ( لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) وَقَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ " رواه مسلم في صحيحه / 935. و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-10-05 في 04:28.
|
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc