السلام عليكم. هل التربية الجنسية اصبحت ضرورة في هذا الوقت كما تطالبه بعض الجهات من وزارة التربية الوطنية. لقد جءتكم بموضوع نشرته جريدة " الشروق " هذا اليوم الموافق للاثنين 03 ديسمبر 2018 حول تدريس التربية الجنسية في مدارسنا كما تطالبه بعض الجهات من وزارة التربية الوطنية. وحتى يرى النور هذا المشروع ارتايت ان افتح باب النقاش مع اخواني للادلاء ياراءهم وانعكاسه على تربية اولادنا خاصة ونحن مسلمون تحكم فينا شريعة الله وتقيدنا بعض التقاليد والاعراف في ظل وجود طابوهات كثيرا ما كانت السبب في بعض المشاكل الاسرية بين جيل اباءنا واجدادنا وجيل الاستقلال المقلد للغرب والمتفتح على الثقافة الغربية والمتنافضة لديننا الحنيف. بين هذا وذاك ادعو اخواني للمشاركة في اثراء الموضوع بتدخلاتهم لعلنا نخرج بفاءدة حتى لا نندم مستقبلا على هذا الاختيار الذي هو " عيب " في نظر بعض الاولياء المتشددين من جهة و مطلب الكثير من المربين واولياء التلاميذ المثقفين من جهة اخرى. فالى اقلامكم وانتم مشكورين واليكم الموضوع بامانة :
وزارة التربية مطالبة بتدريس الجنس في المدارس!
أكد أطباء ومختصون في علم النفس، أن الانفتاح التكنولوجي والمعرفة الرقمية، أحدثت فوضى جنسية، ويقصد بها الاعتداءات والتحرشات والعنف ضد الجنس الآخر، وهذا نتيجة الإباحية، حسبهم، التي أصبحت بين “أصابع أطفالنا”، من خلال امتلاكهم للهواتف الذكية، والألواح الالكترونية.
ودعا هؤلاء إلى ضرورة إدراج التربية الجنسية في المناهج الدراسية في كل الأطوار، وكسر طابو “العيب” لدى التلاميذ قصد التقليل من الشذوذ الجنسي والانحراف والتحرش، وأوضحوا في السياق، أن الثقافة الجنسية ليس معناه تعليم ممارسة الجماع والتشجيع على الفعل المخل للحياء، بل ثقافة احترام النفس والذات والجسد والمحرمات والوقاية من الأمراض الجنسية.
- إدراج الثقافة الجنسية في المناهج التربوية لتجنب المشاكل
وشدد عضو مجلس الأمة، ومقرر لجنة التربية والتعليم، عبد الكريم قريشي، على ضرورة طرح مسألة الثقافة الجنسية في المناهج المدرسية، حيث قال “حان الوقت لإقرار الجنس كمادة من مواد المقررات الدراسية، وكسر هذه الطابوهات بعد أن سبق الأطفال سنهم في معرفة الإباحية عبر الانترنت”.
وأكد قريشي سنكون من أوائل أعضاء الغرفة العليا، للموافقة على تدريس الثقافة الجنسية وإدراجها في المناهج التربوية، شريطة أن تكون بيداغوجية، ومدروسة، وبجرأة حقيقية حتى لا نقع في مشاكل ونتائج عكسية.
ويرى عبد الكريم قريشي، بصفته طبيب في علم النفس، أن ترسبات الماضي لدى الجزائريين الذين يفتقرون لثقافة جنسية، بدأت تظهر فجأة مع الفوضى الجنسية التي أحدثها الانفتاح التكنولوجي والمعرفة الرقمية، في الاعتداءات والتحرش، والعنف الجنسي، مضيفا أن الدراسات التي قام بها رفقة مختصين مثله في الجزائر، أثبتت أن المواد مثل التربية الإسلامية والبيولوجية، والرياضة البدنية، يرتاح فيها التلميذ نفسيا، لأنه يجد فيها ما يكبت في نفسه.
وقال إن على وزارة التربية إزالة عواقب من شأنها عرقلة تدريس التربية الجنسية في الوقت الراهن، خاصة وان المجتمع الجزائري يعاني حسبه، في الوقت الراهن بشكل كبير نقصا في موضوع الثقافة الجنسية عند الأطفال مما أدى إلى شذوذ جنسي وانحراف واضح نتيجة إتاحة الإباحية عبر الرقمنة.
- لابد من تعليم الجنس في إطار محترم والتعامل معه بحذر
ومن جهته، كشف رئيس الجمعية الجزائرية لجراحة المسالك البولية، البروفسور عبد الرزاق دحدوح، عن دراسة قام بها رفقة مجموعة من الأطباء المغاربة والأوربيين، خلصت إلى أن 160حالة انكسار للعضو الذكري عند الرجال الجزائريين خلال 5 سنوات، سببه غياب ثقافة الممارسة الجنسية والجهل بالجهاز التناسلي لدى المرأة، وهو نفس المشكل عند الرجال التونسيين والمغاربة.
ودعا البروفيسور عبد الرزاق دحدوح، وزارة التربية إلى إدراج الثقافة الجنسية لمعرفة الجهاز التناسلي، ومراحل التطور الجسدي والهرموني لجسم الجنسين الذكر والأنثى، موضحا أن هذه الخطوة الجريئة لا تتخذ إلا بعد تكوين عال وبيداغوجية دقيقة، واختيار مدرسين يملكون من الخبرة ما يجعلهم يعلمون الجنس في إطار محترم، والتعامل معه بكل حذر.
وحسب البروفسور دحدوح، فإن الغموض حول الجنس، يؤدي إلى إشاعات من شأنها تلغيم المعلومات وترك كبت جنسي يهيء للاغتصاب فيما بعد. وأكد أن الجهل بالثقافة الجنسية الصحيحة، وراء تفشي الاعتداءات الجنسية على الأطفال التي وصلت إلى 3 آلاف حالة في السنوات الأخيرة، كما تسببت أيضا في فشل العلاقات الزوجية، وحدوث أضرار جسمية نتيجة الممارسة الجنسية.
وفي السياق، أكد البروفيسور صلاح الدين كارفة، مختص في أمراض النساء والتوليد، أن التربية الجنسية تؤدي إلى تأخير السلوك الجنسي لدى الأطفال، وتصرفه بكثير من المسؤولية تجاه الجنس الآخر، حيث اثبتت تجربته الميدانية في عيادته الخاصة، أن مراهقات يقعن في حمل غير مرغوب عن جهل، وبعض المتزوجات يتعرضن لنزيف حاد وتمزق في الجهاز التناسلي جراء جهل الرجل للعلاقة الجنسية ووجود كبت داخلي يجعله يرى الأنثى عدوا.
وقال إن تدريس الجنس موضوع حساس وينبغي أن تشارك العائلة، حسبه، فيه من خلال توعية الأم لابنتها وتوعية الأب لابنه، كما يجب أن يكون تعليم التربية الجنسية عبر مراحل مدروسة وتستمر إلى الجامعة.
- تحريم الحديث عن الجنس يعزز الفوضى الجنسية العنيفة
قال الدكتور مسعود بن حليمة، مختص في علم النفس العيادي، إن الجهل بالجنس بيولوجيا ونفسيا يؤدي إلى الكلام في الجنس بطريقة عنيفة، ويخلق هواجس جنسية وكبت مع مرحلة المراهقة، مشيرا إلى أن إتاحة الهواتف الذكية الإباحية بين أصابع الأطفال واستباقهم لسنهم لا يعني أنهم يملكون ثقافة جنسية، بل هي فوضى جنسية، واكتشاف بعد قمع وبنظرة العيب والفاحش، وهو حسبه ما أدى إلى تزايد العنف والتحرش.
وناشد في هذا الصدد، وزارة التربية لفتح النقاش حول طرح تعليم التربية الجنسية في جميع الأطوار، حيث يرى أن التعتيم عن الموضوع هو بداية لتفسيرات شاذة عند الطفل في ظل الإباحية التي تحاصره من كل الجوانب، معلقا بالقول “لا نستغرب اليوم أن بعض الفتيات لا يملكن حتى معلومات حول العادة الشهرية”.
وأوضح أن عدم حصول الأطفال على إجابات ومعلومات شافية حول الجنس من الأهل والمدرسة يجعلهم يبحثون عنها عبر وسائل التكنولوجية الجديدة وأصدقاء السوء، وقد تكون خاطئة، وإن التثقيف في الجنس عبر المدرسة لا يعني الإباحية، بل هو تهذيب للسلوك.
الحاجة للثقافة الجنسية أصبحت مهمة أكثر من أي وقت مضى
وأكد الدكتور أحمد قوراية، مختص في علم النفس والتنمية البشرية، أن رفض أسئلة الأطفال حول الجهاز التناسلي وبعض الأمور المتعلقة بالجنس، وبطريقة عنيفة من طرف الأولياء تخلف لديهم الألم الجنسي ويعني أنهم قد يتعرضون لحالة من الكبت والكراهية للجنس الآخر وبالتالي الشذوذ أو البرود الجنسي، مضيفا أن الحاجة للثقافة الجنسية أصبحت مهمة أكثر من أي وقت مضى.
وهيبة سليماني