|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
مقالات فلسفية اطلب ستكون بين يديك شكرا aissa fatma
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2012-04-21, 04:39 | رقم المشاركة : 46 | ||||
|
يا اخوتي كيفاه نحسبو المجموع هل يوجد قانون خاص به المجموع هو: احسب sn بدلالة n:
|
||||
2012-04-21, 04:46 | رقم المشاركة : 47 | ||||
|
اقتباس:
مقدمة ..... إن الإنسان كائن حي يشترك مع غيره من الكائنات الحية في مجمل الوظائفالحيوية كالتغذية والتكاثر والانقسام ، إلا أن الإنسان يزيد عن غيره منهذه الكائنات بالشعور فينطبع سلوكه بطابع من المعقولية و الذي يصطلح علىتسميته عادة بالوعي الذي يمكننا من التعرف على دواتنا و فهم ما يجري حولناو تكفي المقارنة بين غافل و يقظ لنكتشف الفرق بينهما فاليقظ يشعر بحالتهالنفسية بل و يستطيع وصفها بينما يلاحظ العجز عند الغافل كما يستطيع اليقظأن يضبط أفعاله و يعطيها طابعا إراديا عكس الغافل الذي يفتقد الإرادة علىذلك، إن الفرق بين الاثنين كامن في الشعور و هذا يعني أنه يكتسب أهميةبالغة في حياتنا إذ يشكل الأساس لكل معرفة و من ثمة لا نستغرب كيف أن جميعالمناطقة القدامى عرفوا الإنسان بأنه كائن عاقل ناطق و بناءعلى..هل السلوكالإنساني يمكن فهمه برده الى الوعي فقط ؟ النظرية التقيدية: اعتقد الكثير من الفلاسفة ومن بعدهم علماء النفس أن الشعور قوام الحياة الإنسانية و لعل أوضح اتجاهفلسفي أكد هذه الحقيقة و بشكل قطعي هو الاتجاه العقلاني الذي أرسى دعائمهديكارت من خلال الكوجيتو "أنا أفكر إذن أنا موجود" غير أن الفكرة أخذتعمقها مع علم النفس التقليدي و ننتقي للتعبير عنه برغسون مؤسس علم النفسالاستبطاني و معه وليام جيمس في بداية حياته هذا الأخير الذي كتب يقول "إنعلم النفس هو وصف وتفسير للأحوال الشعورية من حيث هي كذلك" لقد ناضل علماءالنفس التقليديون في البدء ضد النزعة المادية السلوكية التي أنكرت وجودالنفس و رأت في الظواهر النفسية و الأحوال الشعورية مجرد صدى للنشاطالجسمي، غير أن فكرة الشعور كأساس للحوادث النفسية تعزز مع الظواهرية، إذاأعطى إدموند هوسرل بعدا جديدا للمبدأ الديكارتي "أنا أفكر إذن أنا موجود"و حوله إلى مبدأ جديد سماه الكوجيتاتوم و نصه "أنا أفكر في شيء ما، فذاتيالمفكرة إذن موجودة". و معناه أن الشعور ل يقوم بذاته و إنما يتجه بطبعهنحو موضوعاته. يلزم عن موقف كهذا أن ل حياة نفسية إلا ما قام على الشعور أي لا وجودلفاعلية أخرى تحكم السلوك سوى فاعلية الوعي و الشعور و من ثمة فعلم النفسالتقليدي على حد تعبير هنري آي في كتابه الوعي "و قد قام علم النفسالتقليدي على المعقولية التامة هذه و على التطابق المطلق بين الموضوع والعلم به و تضع دعواه الأساسية أن الشعور و الحياة النفسية مترادفان". إذا أردنا أن نقرأ الحجة التي يركن إليها هؤلاء وجدناها منطقية في طابعهافإذا كان ما هو شعوري نفسي فما هو نفسي شعوري أيضا و ما هو خارج الشعور لايمكنه إلا أن يكف عن الوجود إذ كيف السبيل إلى إثبات ما لا يقبل الشعور ويلزم عن ذلك أن الحياة الشعورية مساوية تماما للحياة النفسية و اعكس صحيح. زيادة على حجة نفسية إذ الدليل على الطابع الواعي للسلوك هو شهادة الشعور ذاته كملاحظة داخلية. النقد: إذا كان الاعتقاد بأن ما هو شعوري نفسي صحيحا فإن عكس القضيةالقائل كل ما هو نفسي شعوري غير صحيح من الناحية المنطقية إذ الأصح أنيقال بعض ما هو نفسي شعوري أما من الناحية الواقعية فالسؤال الذي يطرح هوكيف نفسر بعض السلوكات التي نؤتيها و لا ندري لها سببا. ب- النظرية اللاشعورية: قبل الحديث عن النظريةاللاشعورية ينبغي أن نفرق بين المعنى العام للاشعور و بين المعنى الخاص أيبالمعنى السيكولوجي، فالأول يعني كل ما لا يخضع للوعي و للإحساسا كالدورةالدموية، أما المعنى الثاني فيقصد به مجموع الأحوال النفسية الباطنية التيتؤثر في السلوك دون وعي منا. غير أن الفكرة تتضح مع فرويد باعتباره رائداللتحليل النفسي القائم على فكرة اللاشعور، إذ اللاشعور لديه هو ذلك الجانبالخفي من الميول و الرغبات التي تؤثر في السلوك بطريقة غير مباشرة و دونوعي. فكرة اللاشعور من الطرح الفلسفي إلى الطرح العلمي: ظل الاعتقاد سائدا لمدةطويلة أن الحياة النفسية قائمة أساسا على الشعور و الوعي و لا مجال للحديثعن اللاشعور، غير أن ذلك لا يعني أن الفلسفة لم تطرح فكرة اللاشعور بليلاحظ أن لايبنتز في اعتراضه على الفكرة الديكارتية القائلة أن النفسقادرة على تأمل كل أحوالها و من ثمة الشعور بها و يلخص هذه المعارضة فيثلاث نقاط هي: 1/ الإدراكات الصغيرة: هنالك إدراكات متناهية في الصغر لا حصر لهافي النفس، تعجز النفس عن تأملها مثلها في ذلك مثل الموجة التي تحدث هديرانسمعه و لكن لا نستطيع سماع صوت ذرات من ماء هذه الموجة رغم أنها مؤلفةلذلك الهدير. 2/ مبدأ التتابع: لا يوافق لايبنتز على أن النفس قادرة على تأمل كلأفكارها تبعا لمبدأ التتابع فالحاضر مثقل بالماضي و مشحون بالمستقبل و ليسبالإمكان أن نتأمل و بوضوح كل أفكارنا و إلا فالتفكير يأخذ في تأمل كلتأمل إلى ما لا نهاية دون الانتقال إلى فكرة جديدة. 3/ الأفعال الآلية: و هذه ينعدم فيها الشعور، إن تأثير العادة فيالسلوك يجعلنا لا نشعر به أو يجعله لا شعوريا، يقول لايبنتز: "إن العادةهي التي لا تجعلنا نأبه لجعجعة المطحنة أو لضجة الشلال". النقد: إم محاولة لايبنتز الفلسفية لتأكيد إمكانية وجود اللاشعور لاقتمعارضة شديدة لأن السؤال المطروح هو كيف يمكن أن نثبت بالوعي و الشعور مالايقبل الوعي أو الشعور. وضعية علم النفس قبيل التحليل النفسي: إن تقدم علم النفس و الاهتمامبالمرضى النفسيين أدى إلى نتائج هامة في علم النفس و منها المدرستينالشهيرتين في علم النفس. 1/ المدرسة العضوية: كان تفكير الأطباء في هذه المدرسة يتجه إلىاعتبار الاضطرابات النفسية و العقلية ناشئة عن اضطرابات تصيب المخ، و يمثلهذا الرأي الطبيب الألماني وليم جريسنجر (1818-1868م) لتنتشر بعد ذلك آراءجريسنجر و كانت تعالج الاضطرابات النفسية بالعقاقير و الأدوية و الراحة والحمامات و التسلية... 2/ المدرسة النفسية: في مقابل المدرسةالسابقة اعتقد بعض الأطباء ذوي النزعة النفسية أن الاضطرابات النفسية تعودإلى علل نفسية و من المؤسسين الأوائل لهذه المدرسة مسمر (1784-1815م) الذياعتقد بوجود قوة مغناطيسية تحكم النفس و أن امرض ناتج عن اختلال في هذهالقوة و من ثمة كان جهد الطبيب ينصب على إعادة التوازن لهذه القوة. و من أشهر الأطباء الذي استخدموا التنويم في علاج الأمراض برنهايم(1837-1919م) و لقيت هذه النظرية رواجا و خاصة بعد انضمام شاركو إليها بعدما رفضها مدة طويلة في هذه الأثناء كان فرويد يولي اهتماما إلى كيفية علاجالأمراض النفسية فسافر إلى فرنسا أين اشتغل بالتنويم ثم عدل عنه بعد حين. اللاشعور مع فرويد: ما كان لفرويد أن يبدع النظرية اللاشعورية لو لا شعورهبعجز التفسير العضوي للاضطرابات النفسية وكذا عجز النظرية الروحية و يمكنتبين وجهة النظر اللاشعورية من خلال إجابتها على الأسئلة التالية: إذا كان هنالك لا شعور ما الدليل على وجوده؟ كيف يمكن أن يتكون و يشتغل؟ و كيف يمكن النفاذ إليه؟ مظاهر اللاشعور: حرص فرويد على بيان المظاهر المختلفة التي يبدو و منخلالها البعد اللاشعوري للسلوك و التي تعطي المشروعية التامة لفرضيةاللاشعور إذ يقول فرويد "إن فرضية اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة و أن لناأدلة كثيرة على وجود اللاشعور". ومنها: * الأفعال المغلوطة: التي نسميها عادة فلتات لسان و زلات قلم و التي تدلعلى أنها تترجم رغبات دفينة، لأن السؤال الذي يطرحه فرويد هو لماذا تظهرتلك الأفعال مع أن السياق لا يقتضيها، و لماذا تظهر تلك الأخطاء بالذات لاشك أن الأمر يتعلق بوجه آخر للحياة النفسية، لأن الوعي لا ينظر إليها إلاباعتبارها أخطاء، مع أن فهمها الحقيقي لا يكون إلا في مستوى لا شعوري"فأنت ترى الإنسان السليم، كالمريض على السواء يبدي من الأفعال النفسية مال يمكن تفسيره إلا بافتراض أفعال أخرى يضيق عنه الشعور". * الاضطرابات النفسية أو العقد النفسية: مظهر آخر يدل على أن الحياةالنفسية حياة لا شعورية فهي من وجهة نظر فرويد تعبير مرضي تسلكه الرغبةالمكبوتة فيظهر أعراضا قسرية تظهر الاختلال الواضح في السلوك. * أحلام النوم: اكتسب الحلم معنى جديدا عند فرويد، إذ أوحت له تجاربه أنالرغبة المكبوتة تتحين الفرص ااتعبير عن نفسها و أثناء النوم حينما تكونسلطة الرقيب ضعيفة تلبس الرغبة المكبوتة ثوبا جديدا وتطفو على السطح فيشكل رموز على الحيل اللاشعورية كالإسقاط و التبرير...إلخ. و حاصل التحليل أن فرويد يصل نتيجة حاسمة أن المظاهر السابقة تعبر عن ثغرات الوعي و هي تؤكد على وجود حياة نفسية ل شعورية. و بتعبير فرويد تكون هذه المظاهر "حجة لا ترد" على وجود اللاشعور. الجهاز النفسي: لكي نفهم آلية اشتغال اللاشعور و طريقة تكونه يضع فرويدأمامنا تصورا للحياة النفسية، إذ يفترض أن النفس مشدودة بثلاث قوى: الهوى: الذي يمثل أقدم قسم من أقسام الجهاز النفسي و يحتوي على كل موروثطبيعي أي ما هو موجود بحكم الولادة، بمعنى أن الهوى يمثل حضور الطبيعةفينا بكل بدائيتها و حيوانتها الممثلة رأسا في الغرائز و أقوامها الجنسيةو هذه محكومة بمبدأ اللذة و بالتالي فهي تسعى التي التحقق، إنها في حالةحركة و تأثير دائم. الأنا: ونعني بها الذات الواعية و التي نشأت ونبتت في الأصل من الهوى وبفعل التنشئة امتلكت سلطة الإشراف على الحركة و السلوك و الفعل الإرادي ومهمتها حفظ الذات من خلال تخزينها للخبرات المتعلقة بها في الذاكرة و حفظالذات يقتضي التكيف سواء بالهروب مما يضر بحفظ الذات أو بالنشاط بما يحققنفس الغاية، و هي بهذا تصدر أحكاما فيما يتعلق بإشباع الحاجات كالتأجيل أوالقمع. الأنا الأعلى: و هي قوة في النفس تمثل حضور المجتمع بأوامره و نواهيه أوبلغة أخرى حضور الثقافة، فقد لاحظ فرويد أن مدة الطفولة الطويلة تجعلالطفل يعتمد على والديه الذين يزرعان فيه قيم المجتمع ونظامه الثقافي لأنهذا ما يقتضيه الواقع، فيمارس الأنا الأعلى ضغطا على الأنا. التي تكونمطالبة في الأخير بالسعي إلى تحقيق قدر من التوفيق بين مطالب الهوى وأوامر و نواهي المجتمع فيلزم على ذلك صد الرغبات و ينتج عن هذا الصد مايسمى بالكبت، الذي يختلف عن الكبح في كون الأول لا شعوري و الثاني شعوري وكبت الرغبة لا يعني موتها بل عودتها إلى الظهور في شكل جديد تمثله المظاهرالسابقة. التحليل النفسي: لم تتوقف جهود فرويد على القول بحياة نفسية لا شعورية بلاجتهد في ابتكار طريقة تساعد على النفاذ إلى المحتوى اللاشعوري لمعرفته منجهة و لتحقيق التطهير النفسي من جهة أخرى و يقوم التحليل النفسي على مبدأالتداعي الحر للذكريات و القصد منه مساعدة المريض على العودة بذاكرته إلىمراحل الطفولة الأولى و الشكل المرضي و الشاذ و المنحرف للرغبة و استعانفرويد في وقت لاحق بتحليل رموز الأحلام وكان ذلك في الأصل بطلب من إحدىمريضاته زيادة إلى البحث في النسيان شأن أستاذ الأدب الجامعية التي كانتتنسى باستمرار اسم أديب مشهور فكان أن اكتشف فرويد أن اسم الأديب هو نفسالاسم لشخص كانت له معها تجربة مؤلمة. و باختصار يمكن تلخيص مراحل العلاج في: أولا اكتشاف المضمون اللاشعوريللمريض ثانيا حمله على تذكر الأسباب و التغلب على العوائق التي تمنع خروجالذكريات من اللاشعور إلى الشعور. لكن ينبغي أن نفهم أن فرويد لم يجعل من التحليل النفسي مجرد طريقة للعلاجبل أصبح منهجا لمعرفة و فهم السلوك ثم أصبح منهجا تعدى حدود علم النفس إلىالفلسفة. قيمة النظرية اللاشعورية: حققت النظرية اللاشعورية نجاحات مهمة و عدت فتحا جديدا في ميدان العلومالإنسانية، فمن الناحية العرفية أعطت النظرية فهما جديدا للسلوك يتمبالعمق إذ لم تعد أسباب الظواهر هي ما يبدو بل أصبحت أسبابها هي ما يختفيو هذا ما أوحى للبنيوية لا حقا لتعطي ميزة للبنية من أنها لا شعوريةمتخفية ينبغي كشفها. أما من الناحية العملية فالنظرية اللاشعورية انتهتإلى منهج ساهم في علاج الاضطرابات النفسية. و مع ذلك كانت للمبالغة فيالقول باللاشعور انتقادات لاذعة يمكن إجمالها في اثنين: أولا: معرفيا ترتبعلى اللجوء البسيط إلى اللاشعور نقل ثقل الحياة النفسية من مجال واع إلىمجال مبهم غامض و هذه ملاحظة المحلل النفساني جوزاف نتان، كما ترتب علىذلك التقليل من شأن الشعور أو الوعي و هي خاصية إنسانية و هو ما ترفضهالوجودية و الظواهرية معا فكارل ياسبرس يرفض أن يكون اللاشعور أساس الوجودلأنه ببساطة وجد لدراسة السلوك الشاذ أو المرضي و لا مبرر لتعميمه،فالوجود أوسع من أن يستوعبه اللاشعور و هو نفس الرفض الذي نجده عند سارترالذي لا يراه سوى خداعا و تضليلا إذ يتعارض مع الحرية، إن ربط اللاشعوربدوافع غريزية (الغريزة الجنسية) آثار حفيظة الأخلاقيين و الإنسانيين إذكيف تفسر مظاهر الإبداع و الثقافة الإنسانية بردها إلى ما دونها و هيالغريزة الجنسية. ثانيا عمليا و تطبيقيا: لم يحقق التحليل النفسي ما كان مرجوا منه إذ يعترففرويد بصعوبة إثارة الذكريات الكامنة و هو ما دفع بعض امحللين إلى توسيعدائرة التحليل باعتماد طريق جديد مثل إكمال الصورة المنقوصة أو إكمال حوارأو قصة ناقصة. أو التعليق على بقعة الحبر...إلخ. خاتمة: مهما تكن الانتقادات الموجهة إلى التحليل النفسي فإن علم النفساليوم يسلم بأن حياتنا النفسية يتقاسمها تفسيرات كثيرة منها النفسيةشعورية و لا شعورية و منها العضوية السلوكية و منها الاجتماعية الثقافية. |
||||
2012-04-21, 04:57 | رقم المشاركة : 48 | |||
|
هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟ |
|||
2012-04-21, 05:05 | رقم المشاركة : 49 | ||||
|
اقتباس:
*يعيش الإنسان في عالم يحتوي على العديد من الظواهر يجهل ماهيتها وحقيقتها فتعترض وجوده صعوبات جمة وعوائق تعيق تكيفه مع هذه الواقع المجهول وحتى يحقق هذا التأقلم لابد له من أن يرفع الستار عن هذا الغموض وعن ما تحمله الطبيعة من أسرار فيحدث تفاعل بينه وبين المحيط الذي يعيش فيه وبحكم أنه كائن عاقل هذه الطبيعة جعلت ميزة الفضول والرغبة في المعرفة والكشف عن جوهرها متجذرة فيه وهذا ما يفسر سعيه إلى طلب الحكمة وبلوغ الحقيقة وتجدر الإشارة إلى أن الحقيقة كموضوع ومفهوم وردت في بعض التعاريف الفلسفية بأنها الأمر الذي لا يتخلله التناقض ومن ثمة فهو جوهر الشيء ويراها البعض الأخر أنها الأمر الممكن في العقل أو هي مطابقة النتائج للمنطلقات بل هي المنطلقات ذاتها وفي بعض اصطلاحات الفلاسفة هي الكائن الموصوف بالثبات والمطلقية كحقيقة الله والخير ويقابل هذا التعريف الحقيقة الإضافية أو الظاهرة أو النسبية هذه المقابلة بين الحقائق النسبية والمطلقة شكلت محورا أساسيا في كل الفلسفات الكلاسيكية وحتى الحديثة فنتج عن هذا العديد من الدراسات والأبحاث الشائكة التي اهتم بها الإنسان وأعطاها حقها في الدراسة والبحث في أصلها ومعاييرها التي تعددت وتنوعت حسب نزعات الفلاسفة فصبت الواحدة في الطبيعة المطلقة للحقيقة على أساس أنها تتصف بالثبات والكمال والديمومة أما الأخرى فاهتمت بالحقيقة النسبية المتغيرة بحسب المكان والزمان فهي حقيقة تقريبية احتمالية جزئية ومؤقتة على أساس هذا الخلاف الفلسفي ظهر جدال ونقاش بين جمهرة من الفلاسفة حيث يؤكد الرأي الأول أن الحقيقة مطلقة أزلية إلا أن هذا الرأي لم يلقى ترحيبا فلسفيا خاصة عند العلماء مؤكدين أن الحقيقة متغيرة غير ثابتة وتقودنا هاته الاضطرابات إلى سؤال فحواه هل الحقيقة مطلقة أو نسبية؟أو بعبارة أخرى بين الثبات والتغير الكل والجزء أين نجد طبيعة الحقيقة؟ *إن البحث و الحديث عن الطبيعة الحقيقية يقودنا إلى الكشف عن الآراء التي تؤكد و تقر بمطلقاتها كطرح فلسفي يحمل العديد من الأبعاد الفلسفية منها و الوضعية أي العلمية و حتى الصوفية حيث يشير مفهوم الحقيقة الأبدية إلى استحالة دحض مجموعة المعطيات و المبادئ خلال تطور مسيرة المعرفة الإنسانية و يندرج هذا المفهوم في تطورات الإنسان عن الخالق الأزلي و الكون المخلوق و نحو ذلك فالله عز و جل حقيقة أزلية و أبادية لا تقبل الشك و الدحض و البطلان كما تشكل الحقيقة المطلقة قاطعة كلية مع تصورات نسبية فهي خاصة بطبيعة الإله و خلق الكون و الموجودات إذن هي حقائق تتصف بالكمال و الثبات و الديمومة يسعى إليه الباحث و الفيلسوف بواسطة العقل من يبلغ أقصاها فلا حيرة و لا عجب إذا كانت حقيقة الحقائق هي الإنسانية ينشدها الفرد حتى يبلغها فهذا المفهوم للحقيقة المطلقة نجده عند العديد من الفلاسفة المثاليين و الكلاسيكيين و المتصدقين حيث يتبنى هؤلاء المفكرين فكرة أن الحقيقة مطلقة مؤكدين بذلك أنها المبدأ أو الغاية في آن واحد التي إليها الحكماء و أهل الفضول و الذوق فالمطلق يشير إلى ذاته و بذاته و لذاته و من بين الفلاسفة المدعمين لهاته الأفكار الفيلسوف المثالي اليوناني أفلاطون و الذي يؤكد أن الحقيقة مطلقة و أزلية تدرك عن طريق العقل المفارق للعالم المادي حيث ميز أفلاطون بين عالمين عالم المثل و هو عالم ثابت و دائم و خالد و العالم المحسوس متغير و مؤقت و فان و فاسد و الخير الأمم هو الحقائق المطلقة التي توجد في عالم المثل عالم عقلي خالص تكسوه حقائق أزلية بداية بالخير مرور بالجمال ووصولا إلى الرياضيات حيث يقول " أن النفس البشرية لما كانت متصلة بعالم المثل كانت تدرك حقيقة و جوهر الشيء و لما هبطت إلى العالم المادي فقدت ذلك الإدراك " و يقول كذلك " الحقيقة هي المثل " و إلى نفس الرأي يذهب سقراط إلى القول بأن الفيلسوف الحق هو الذي يطلب الموت و يتعلمه ليبلغ الحقيقة المطلقة " فعلى الروح على حد تعبيره الهبوط إلى أعماق نفسها حتى تستنبط الحقائق الكاملة في تلك الأعماق و لا نخل برأي إذا عرضنا على موقف روني ديكارت أبو الفلسفة الحديثة الذي يؤكد و بدرجة كبيرة مطلقة الحقيقة التي لا يمكن أن ترتبط بالواقع الحسي بل هي أفكار قائمة في العقل و مرتبطة بقوانينه و مبادئه الدائمة و الأزلية التي لا يمكن أن تتغير فالعقل أساس لكل معرفة حقيقية لأن أحكامه تتميز بالشمول و الوضوح حيث يتفق " ديكارت سبينوزا " على أن الحقيقة تحمل في طياتها الوضوح و تتطابق مع مبادئ العقل مثل البديهيات الرياضية و انتهى ديكارت من خلال جملة الشك إلى إثبات وجود الأشياء و توصل في مبادئه المشهورة إلى أن التفكير هو أساس الوجود و يستطيع الإنسان التوصل إلى هذه المعارف كلما استعمل عقله و لقد كانت هذه الفكرة المنطلق الضروري الذي اعتمده ديكارت ليبين أساس الحقيقة المتمثل في العقل و من خلالها يبين باقي الحقائق الموجودة و الفكرة ذاتها نجدها عند الرياضيين الكلاسيكيين الذين يحطون الحقيقة بالصدق و اليقين و الثبات و هذا ما نجده في الحقائق الرياضية التي تعرف بأنها روح العلم و علم المفاهيم الكمية المجردة القائمة على أساس الاستنباط العقلي الذي يقتضي التكامل بين المبادئ و النتائج مع العلم أن مبادئ الرياضيات الكلاسيكية المسلمات و البديهيات و التعريفات صادقة صدقا عقليا خاصة إذا كنا نعلم أن أساسها الوضوح و الوضوح مصدره العقل الخطان المتوازيات لا يلتقيان أبدا و الكل أكبر من الجزء فهذه البديهيات واضحة وضوحا عقليا و لا تزال قائمة إلى حد اليوم إضافة إلى هذا فالتعريف الرياضية تعريفات ذهنية عقلية فالدائرة مثلا تعرف على أنها منحنى مغلق جميع نقاطه على بعد متساوي من نقطة واحدة ثابتة و على هذا الأساس فالرياضيات كحقيقة مطلقة في منهجها و معطياتها و مبادئها كانت و ظلت عقلية و ينطبق هذا الطرح مع مذاهب أرسطو حيث أكد أن الحقيقة تكمن في فكرة المحرك الأول الذي يحرك كل شيء و لا يتحرك فهو أبدي و أزلي هو الله الذي يجب أن نؤمن به لأنه الأصل و المبدأ فهو صورة العالم و مبدأ حياته فهذا الطرح يوصلنا إلى فكرة الثبات في الحقائق و الشمول فيدافع عن مطلقية الحقيقة فلاسفة العالم التقليدي كامرسون و بوان كاريه و كلود برنارد حيث يرون أن الطبيعة و أجزائها تخضع لمبدأ الحتمية الطلق الذي يقتضي أنه متى توفرت نفس الشروط أدت حتما إلى نفس النتائج فلكون بأسره يخضع لنظام ثابت لا يقبل و لا الاحتمال يمكن التنبؤ به متى حدثت الشروط التي تحدد الظواهر فالحتمية كقاعدة علمية مطلقة و هذا ما تبناه كلود برنارد بقوله " أنه لا يمكن لأي باحث أن ينكر مبدأ الحتمية المطلق " و كذا ما قاله امرسون أمست دليل على أن المعارف العلمية و يقول في هذا الشأن لو وضعت في موضع اختيار بين التكهن و عدم التكهن اخترت التنبؤ و بتالي الحتمية و على هذا الأساس اعتبر بوان كاريه أن الكون كله يخضع لنظام ثابت و تجسد رأيه هذا في قوله " أن العلم يضع كل شيء موضع الشك إلا الحتمية فلا مجال لشك فيها " و أما الإشارة التي يمكن لحضها جيدا فإنها تتلخص في العقل الإسلامي الذي بدوره يلح على أن الحقائق مطلقة و تتمثل في الحقيقة الذوقية و التي تعرف ذلك الشعور الذي يستولي على المتصوف يستقي علمه من الله عن طريق التجربة الذوقية و التي تتجاوز العقل و المنطق و تتم خارج الحواس فسيتنقل أثرها المتصوف عن نفسه و يستغرق استغراقا مطلقا في ذات الله فتتأتى المعارف مباشرة و تفيض المعرفة اليقينية و هذا لا يحصل إلا بمجاهدة النفس و الغاية من الاتصال بالله هي تحقيق السعادة الكاملة حيث ابن العربي " السعادة تتحقق عند الفلاسفة بمجرد اتصال الحكيم بالله دون اندماجه في الذات اللاهية" و يقول كذلك " من هذب في طاعة جسمه و ملك نفسه ارتقى إلى مقام المقربين فإذا لم يتق فيه من البشرية نصيب حل فيه روح الله في الذي كان في عيسى ابن مريم " و تأصيلا لكل ما سلف ذكره نخلص إلى القول إن الحقيقة المطلقة هي حقائق تتصف بالكمال و الثبات و الديمومة و لكن هل الحقيقة بهذا المفهوم توصلنا إلى المعارف و اليقين ? *إن ما جاء به زعماء الموقف الأول في اعتبار أن الحقيقة مطلقة يظهر للوهلة الأولى صائب و لكن الانتقادات الكثيرة التي وجهت لهم جعلت رأيهم هذا خاطئ فقد بالغوا كثيرا في إعطاء العقل السلطة المطلقة كمعيار للحقيقة المطلقة متجاهلين أن العقل مثلما يصيب قد يخطئ فالعقلاء أنفسهم يخطئون فالحقيقة التي يتكلم عنها الفلاسفة موجودة ضمن العديد من المذاهب النفعية و العقلية الواقعية و الوجودية إلى هذا التعدد في التفسيرات و في النزاعات أخرج الحقيقة من مطلقيتها إلى جزئيتها و ثباتها التي تغيرها و من الاتفاق إلى التناقض . *جملة الانتقادات السالفة الذكر تقودنا للحديث عن نوع أخر من الحقيقة التي تدخل بوصفها مصطلحا مطلقا في إمكانات هائلة و طرق متعددة من الصيرورة المستمرة التي لا تعرف الثبات لأنها تكون في حالة إعادة و تعديل مفاهيمها فما كان خيالا بالأمس البعيد أصبح اليوم حقيقة نسبية و ما اراه أنا حقيقة راسخة في معتقدي و ديني قد لا يكون حقيقة خارج إطار هذا المعتقد و ما يعتقد به مجتمع من حقائق قد تبدو لهم ثابتة لا يعتقده مجتمع آخر و ما ترسخ من تصورات علمية قد يتقنه العلم الحديث بدراساته التحليلية و من بين الفلاسفة الذين تبنو هذا المفهوم النسبي للحقيقة زعماء الفلسفة البراغماتية بيرس و ويليام جيمس و جون دوي و زعيم الفلسفة الوجودية جون بول ساتر و فلاسفة العلم الحديث انشتاين ديراك أديسن و هبرنبرغ و غاستون باشلار فقد أكد هؤلاء الفلاسفة أن الحقيقة ذات طابع نسبي متغير قد تأتي هذه المعارف في غالب الأحيان على أنقاض معارف غير حقيقية أخذ بها لسنوات فالحقيقة النسبية متغيرة بحسب الزمان و المكان و اختلاف الأمم و الشعوب و بيان هذا التطرق لبعض أراء الفلاسفة استنادا إلى أنشتاين الذي يرى أن كل الحقائق التي أفرزها العلم تتضمن نسبة من الخطأ جعلتها عرضة للشك و الضن سواء في الرياضيات و في علوم المادة حيث تجد الحقيقة النسبية عند البراغماتيين أمثال بيرس و ويليام جيمس يؤكد كل واحد منهم أنه لا وجود لحقيقة مطلقة و إنما الموجود هو الحقيقة النسبية تختلف من شخص إلى أخر و من زمان إلى آخر و من مكان إلى آخر فالحقيقة تقاس بالتناغم العقلي بين الرغبة و الموجود أي أن الحقائق تكسوها المنفعة حيث يقول ويليام جيمس " إنني أستخدم البراغماتية بمعنى أوسع أعني نظرية خاصة في الصدق " فالصدق و الحقيقة كلمتان مترادفتان الأمر الذي يجعل من الصدق أكيد للنجاح و الكذب أية للفشل فالتنسيق الذي تبناه البراغماتيين واضح المعالم ينطلق من فكرة الواقع العملي (المنفعة) ليحكم على هدف الأفكار و الحقائق و على هذا الأساس فأن المعارف لا يمكن أن تكون مطلقة فهي نسبية بنسبة معيارها و على هذا يقول ويليا جيمس " الحقيقة و المنفعة طرفان لخيط واحد و الحقائق الكلاسيكية كالأسلحة القديمة يعلوها الصدأ و تعد قديمة " و تعزيزا لهذا الموقف فأن تطور الرياضيات من المفهوم الكلاسيكي الذي ينطلق من البديعيات و التعريفات الذي تصدر منا صادقة صدقا عقليا و بالتالي مطلقا جعل هذا المفهوم يتلاشى و يضمحل حيث أن الرياضيات الحديثة أدحضت كل تلك المبادئ الرياضية العقلية و أنجز عن ذلك رياضيات حديثة تمثلت في هندسة لوبا نسيتسكي ورمان ثم إن التطبيقات العملية للرياضيات هي جعلت منها علم نسبي مجرد من أي إطلاق فقد تراجعوا الرياضيين المحدثين عن العديد من المبادئ كالبديهيات التي كانت تحمل مفاهيم اللانهاية. و التعريفات التي طالما أعتقد بأنها معرفة مطلقة و قد عبر رونيه ديكارت نفسه عن إمكانية حدوث هذا التقييم في المفاهيم الرياضية بقوله " من يدري ربما سيأتي بعدي من يثبت لكم بأن مجموع زوايا المثلث لا يساوي 180° " و لعل التطرق للدحض و الرفض الذي واجهه علماء العلم الكلاسيكي من نشأته أن يعجل جعل الحقائق نسبية و أن الطبيعة تخضع لنظام غير ثابت عكسيا ما كان ينتقده علماء النظريات الفيزيائية الكلاسيكية فمع نهاية القرن التاسع عشر و ظهور القرن العشرين و مع ظهور العلم و ظهور الفيزياء الحديثة أصبح الدفاع عن مبدأ الحتمية المطلقة و الذي يقتضي أية من توفرت نفس الشروط أتت إلى نفس النتائج أمر مستحيل ذلك لأن الكون يخضع لمبدأ الحتمية النسبية و منها هذا المبدأ أية قد تتوه و نفس الشروط و لكن لا تؤدي إلى نفس النتائج و هذا ما عبر عنه هيزنبرغ حين قال " إن الطبيعة كثيرا ما تجد نفسها في مفترق الطرق فعليها حساب الاحتمالات " و قال أيضا " إن الوثوق في مبدأ الحتمية أصبح و هما ذلك لأن الطبيعة لا تخضع للنظام الثابت و لا تخضع لقوانين مطلقة و بالتالي الحتمية المطلقة ذلك لأن لا وجود لشروط مطلقة المحدثة للظواهر" و هذا ما جعل ادنشقرن يقول " لقد أصبح الدفاع عن مبدأ الحتمية المطلقة مستحيلا " فالعلم المطلق إذن مجرد مسلمة عقلية لا يمكن البرهنة عليها و بالتالي قد تحتمل الصدق و قد تحتمل الخطأ و هذا ما يمثل الحقيقة النسبية و قد عبر عن هذا اينشتاين حيث نسبية الحقيقة تمثال الرخام المنتصب وسط الصحراء تعصف به الرياح بعواصف الرمال و لا يمكن أن يحافظ على نعامته تتضوء الشمس إلا إذا تدخلت الأيادي النشيطة التي تنفض الغبار عنه باستمرار فالحقائق النسبية تأتي على أنقاض حقائق أخرى سواء تصحيح لأخطائها أو التعديل عنها و لعل ما قاله نفس الباحث أنشطاين أحسن دليل على أن الحقائق تجردت من المطلقة و اتخذت النسبية أساسا لها حيث قال " كلما اقتربت القوانين من الواقع أصبحت غير ثابتة و كلما اقتربت من الثبات أصبحت غير واقعية " إضافة إلى هذا فأن العديد من الباحثين قد تراجعوا عن أرائهم على أساس أن كل الحقائق التي أفرزها العلم تتضمن نسبية عن الخطأ نتركها عرضة للشك و الارتباك في جل العلوم و من بينهم الباحث البيولوجي كلود برنارد حين قال " يجب أن نكون مقتنعين بأننا لا نمتلك العلاقات الضرورية الموجودة بين الأشياء إلا بوجه تقريبي كثيرا أو قليلا و أن النظريات التي نملكها هي أبعد من أن تشل حقائق ثابتة أنها حقائق نسبية جزئية مؤقتة " كما يؤكد الايستمولوجي صاحب نظرية المعرفة غاسنوز أن العلم الحديث في حقيقة الأمر معرفة تقريبية و التطورات الحاصلة فيه هدفنا دائما بلوغ الدقة و اليقين و هذا ما أثبتته في كتابه التحليل الكيميائي للنار حين أقر ان الطبيعة بين المعارف القديمة و الحديثة شرط للموضوعية و نجد الفكرة نفسها عند صاحب الفلسفة الوجودية جون بول سارتر الذي يؤكد أن حقيقة الإنسان هي انجازه لماهيته لأنه في بداية الوجود لا يملك ماهية فهو محكوم عليه ان يختار مصيره فلابد من ممارسة التجربة الذاتية القائمة على الشعور حتى يجمع بين الحياة و الموت إذن الحقيقة تكمن في الجمع بينهما و هجره العقل و الغوص في الذات الشاغرة فالشعور وحده هو مصدر الحقيقة فلا وجود للحقائق إلا تلك التي تشعر بها فالشعور هو نقطة الانطلاقة لكل علم و فن و فلسفة و إذا كان الشعور حالة ذاتية الأمر الذي يجعلنا نقر بأن الحقيقة نسبية كما يمكن سحب هذا الرأي للموقف الإسلامي الذي يدعو الإنسان إلى المستقبل و يدعوه إلى البحث و المعرفة و عدم التسلم بالعرف و التقليد الأعمى الذي لا يستند إلى المعرفة الموضوعية القائمة على معطيات كالنص الديني و الوحي و العقل مصدقا لقوله تعالى " يوم تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم و أرجلهم بما كانوا يعملون " و نجد هذا الموقف واضحا جليا في قول الفارابي" إن الوقوف على حقائق الأشياء ليس في مقدور البشر و نحن لا نعرف من الأشياء إلى عوارضها " كما أن المتصور لا يستطيع أن يصل إلى درجة الكمال فالحقيقة عند لمعطى ذاتي يختلف باختلاف مقاماتهم فهناك الزاهد العابد العارف فكلها يجمع بينهم هو الاختلاف فأخرجوا الحقيقة من نفوذ المطلقة إلى النسبية و لا نخل بالرأي لو تعرضنا إلى المواقف المختلفة التي يمكن لحظها عند الفلاسفة الكلاسيكيين خاصة في مفهوم الحقيقة فتباينت أرائهم في إعطاء لمفهوم الحقيقة بالرغم من القيم يتفقون حول فكرة المطلقة فالفيلسوف الألماني أفلاطون على أنها كائنات انطوليجية خالدة و يعرفها أرسطو بأنها جوهر يختفي وراء المظهر و بينهما ديكارت يعرفها على أساس الشك ....ومن هذه التعاريف المختلفة ألا بدل هذا على أن الحقيقة في طبيعتها نسبية قابلة للشك جزئية ناقصة . *المتأمل لهذا الرأي يجد أنهم استند إلى العديد من الأدلة جعلت أفكارهم صادقة و لكنهم مادو كثيرا حين أعطوا السلطة للذات الإنسانية في إدراك الحقائق الإنسانية كالذات الشاعرة و الذات النفعية متجاهلين تماما أن الإنسان ذو أبعاد أخرى اجتماعية و عقلية و حتى سياسية و يزيد هذا الموقف عيبا هو أن جميع الفلاسفة الذين تبنوا فكرة نسبية الحقائق يجمع بينهم التناقض و هذا راجع إلى الاختلاف في المرجعيات و نسق كل فيلسوف فأين نجد نسبية الحقائق في ظل هذا التباين. *تحملنا الإشكالية السالفة الذكر إلى ضرورة التأكيد أن الحقيقة كموضوع و مفهوم لاقت أهمية كبيرة في الدراسة نظرا لكثرة الآراء و تباينها بالتحليل الذي قدم في هذه المقالة قد تكون مطلقة أزلية لا تتغير كحقيقة الله و لكن هذا لا يعني أن ننفي نسبيتها ذلك لأن الإنسان محدود القدرات العقلية فلا يستطيع العقل أن يدرك الأشياء إدراكا كليا فالحتمية الآنية هي خطوة نحو الحقيقة اللاحقة بما نلمسه من تغير في المواقف و الاتساق و الأسس في النظريات الفلسفية و حتى العلمية تدعونا إلى التأكيد و بصفة مطلقة أن الحقيقة نسبية فالحقيقة إذا تبدأ مطلقة و تنتهي نسبية و أمام هذا التحليل السابق نستنتج أن الدارس لموضوع الحقيقة يكتسب حقيقة غاية في الموضوع تكمن في ان طبيعتها من بين المواضيع الفلسفية التي احتلت مكانة راقية و سياسية من الدراسات دارت في مجملها حول مفهومها و معاييرها و طبيعيتها و لعل التعرض للآراء السالفة الذكر يجعلنا نجيب دون إطالة و بعبارة جد مركزة و بعبارة لا يتمادى فيها اثنان أنه لابد أن يؤمن بنسبة الحقائق مع تهذيب مطلقيها فالحقائق ذات أصول فلسفية و علمية و رؤى دينية مرتبطة بالواقع العلمي و العلمي الاجتماعي النفسي للإنسان لا تتأتى للفرد إلا إذا وضعها بين النسبي و المطلق . |
||||
2012-04-21, 14:31 | رقم المشاركة : 50 | |||
|
السلام عليكم انا احتاج كثير لمقالة الحقيقة نسبية اومطلقة |
|||
2012-05-06, 20:13 | رقم المشاركة : 51 | |||
|
lمقالة اللغة والفكر موسعةةة |
|||
2012-05-07, 08:23 | رقم المشاركة : 52 | |||
|
اللغة والتواصل - هل يمكن تصور وجود فكر خارج إطار اللغة ؟ - هل يمكن أن نفكر فيما نعجز عن قوله ؟ - هل يوجد فكر بلا لفظ ؟ - هل الألفاظ قبور المعاني ؟ مقدمة: يعتبر التوازن البيولوجي من الشروط الأساسية لقيام الحياة لكن في عالم البشر لا يحس الفرد بإنسانيته كما قال(ها لدان) إلا إذا عبر عن نفسه وتواصل مع بني جنسه وجدير بالبيان أن اللغة هي ملكة الاتصال والتواصل والواقع أن ثنائية اللغة والفكر من المسائل التي ما تزال تطرح الكثير من علامات الاستفهام: والإشكال المطروح: ما لعلاقة بين اللغة والفكر؟ هل هي علاقة اتصال أم انفصال؟ أو بعبارة أخرى: هل يمكن تصور قيام فكر خارج إطار اللغة ؟ الرأي الأول: ذهب أنصار الطرح الأول إلى اعتبار الفكر أوسع من اللغة وأنه لا يمكننا أن نغير عن كل ما نفكر وأنه في أكثر الأحيان تشوه اللغة الفكر لقد أكد المتصوفة على ما بينهم من اختلاف على عجز اللغة عن نقل الحقيقة التي يدركها الصوفي بحدسه إن اللغة تعجز عن التعبير عن ما هو ذاتي فالفكر أوسع من اللغة حتى أن أحدهم قال(إن أجهل الأفكار هي تلك التي لا تستطيع التعبير عنها) وفي هذا السياق ميز برغسون بين نوعين من المعرفة الرمزية والمعرفة الحدسية ومنه قال (جان هارمان) في كتابه: مدخل إلى الفلسفة، ومن ثم كان الحدس شيئا لا يمكن التعبير عنه(إن الفكر أسبق من اللغة) فبعد أن يتفاعل الفكر مع الواقع تأتي اللغة تترجم تجربة الفكر ومن هذا المنطلق قدم أنصار هذا الرأي بعض من حججهم ومنها [إنه لا يمكن تصور لغة من غير فكر بينما يمكن أن نتصور وجود فكر دون لغة كما هو حال الصم البكم] من حججهم أيضا أن اللغة من طبيعة اجتماعية لكن الفكر من طبيعة ذاتية فاللغة واحدة عند جميع الأفراد بينما لكل واحد أفكاره الخاصة به وهذا يعني إستقلابية الفكر عن اللغة وواقعيا الإنسان يفكر ثم بعد ذلك يتكلم أي من حيث الزمن الفكر أسبق من اللغة وعندهم أن كثيرا من المعاني الفكرية قد تفقد قيمتها إذا عبرنا عنها حتى قيل(الألفاظ قبور المعاني) كما أنه من ناحية النفسية [لا يمكن التعبير بدقة عن السعادة والحزن] ويرى برغسون(أن اللغة لا تسجل من الشيء سوى وظيفته الأكثر شيوعا ومظهره الساذج) كما أثار أصحاب الاتجاه الرومانسي على اللغة واعتبروها معرقلة للفكر وخاصة ما تعلق بالجوانب الداخلية من أحاسيس وعواطف ولهذا شاع عندهم هذا القول إذا كانت كلماتي من ثلج فكيف تحتوي في داخلها النيران وهكذا ليس هناك تناسب بين ما نملكه من أفكار وبين ما نملكه من ألفاظ إذا أننا دائما نفكر ثم نعبر وليس العكس إن الفكر يتجاوز اللغة إذ أحيانا نجد الإنسان في نفسه معنى يصعب التعبير عنها لغويا لأن الألفاظ لا تعبر إلا عن أمور سهلة تعارف عليها المجتمع خلاف ما نجده عندما نريد التعبير عن أفكار عاطفية أو فنية أو صوفية وهذا يعني أن الفكر أوسع بكثير من اللغة فالألفاظ تبدو محدودة بينما المعاني ليست محدودة إن الفكر متصل بينما الألفاظ منفصلة وهذا معناه أن اللغة قابلة للتحليل والتركيب بينما الفكر في ذهن صاحبه عبارة عن معاني متصلة ومتدفقة لا تسعها الألفاظ [فاللغة تعرقل الفكر وتحصد بريقه] . نقد: إن الجزم بانفصال اللغة عن الفكر يتعارض مع الواقع لأنه ليس من المنطلق تصور أشياء لا اسم لها ثم أنه لا يمكن الفصل بين معنى ومعنى آخر إلا إذا ترجمة تلك المعاني في قوالب لغوية أي في عبارات أو جمل. الرأي الثاني: دافعت هذه الأطروحة عن التحام الفكر مع اللغة حيث يرى بعض الباحثين أن اللغة ملتحمة مع الفكر ودليلهم العلمي أن الطفل يتعلم التفكير في الوقت الذي يبدأ بتعلم اللغة ومنه قال ربحي نجيب محمود (إن اللغة هي الفكر... وأنه يستحيل أن يكون هناك فكر لا يمكن التعبير عنه لأن ذلك قولا ينقض بعضه بعضا مادامت لفظة فكر نفسها معناه عبارة تكتب وتقال) وقال أيضا[الفكرة هي عبارتها فالعبارة المستقيمة الواضحة فكرة مستقيمة واضحة والعبارة الملتوية الغامضة هي لاشيء ولا تصبح فكرة] كوندياك إن الألفاظ هي الآلة التي تعنينا على تحليل الفكر هذا الذي دفع هاملتون إلى القول(الألفاظ تصون معاني) وشبه دي سو سور علاقة اللغة بالفكر بوجهي الورقة يمثل الفكر وجهها واللغة ظهرها ويستحيل فصل الوجهين عن بعضهما بعض والحقيقة أن هذا الالتحام قال به(جون لوك) زعيم المدرسة التجريبية[إن الكلمات هي علامات حسية على الأفكار وهذه الأفكار هي معناها المباشر إن اللغة عبارة عن سلة من الكلمات عن تفكير كامل] ورأي ستالينإنه مهما كانت الأفكار التي تجيء إلى فكر الإنسان فإنها لا تستطيع أن تنشأ وتوجد إلا على أساس مادة اللغة) وهنا شبه ماكس مولير التداخل بين اللغة والفكر بالقطعة النقدية وأضاف قائلا لما كان للإنسان أن يقدس اللغة حبا لها أو بعشقها لأنغامها وأجراسها وإنما لأنها سجل تفكيره كحفظه له وتنقله عنه إلى إخوانه في الإنسانية والحقيقة أنه لا يمكن تجسيد المعاني في الواقع إلا إذا استعانت هذه المعاني باللغة وهنا تأكد الصلة الوثيقة بين اللغة والفكر ولذلك قال وليام هاملتون:[إن المعاني شبيهة بشرار النار لا تومض إلا لتغيب ولا يمكن إظهارها وتثبيتها إلا بالألفاظ] إن(الألفاظ حصون المعاني) وأكد أمير لوبانتي(أن الفكر لا يوجد خارج الكلمات). مناقشة: رغم صحة هذا الرأي في معظمه إلا أننا نجد أحيانا تفاوت بين اللغة والفكر وذلك لعدم تناسب بين قدرة على الفهم والقدرة على التبليغ إذ قد نتكلم مع شخص مالا يتكلم نفسا ومع ذلك نفهمه لكن لا نستطيع الرد عليه بلغته. التركيب: قال كون دباك [نحن لا نفكر بصورة حسنة أو سيئة إلا أن لغتنا مصنوعة صناعة حسنة أو سيئة] وقال دولاكروا(إن الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه) وقال واطسون[إننا نتكلم بفكرنا ونفكر بلغتنا] ويرى كون ديات أن (فن التفكير يرتبط بفن إتقان الكلام) فهما مرتبطان أشد ارتباط ورأي هيغل أن الرغبة في التفكير بدون الكلمات محاولة عديمة المعنى لهذا قيل: إن ما ندركه إدراكا جيدا نعبر عنه تعبيرا واضحا. الخاتمة: اللغة ملكة تواصل وهي الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان هذه المسألة الفلسفية العلمية تعبر بحق من أكبر الظواهر المعقدة التي تتطلب النظر وانطلاقا من أن الذي لم يبصر لم ينظر وإن الإبصار العقلي لا الحسي وسيلة للإمساك بالحقيقة والانتفاع بها كان هذا المقال نافذة محاولة من خلالها أن تحقق متعة النظر وعليه نستنتج كما قال واطسون إننا نتكلم بفكرنا ونفكر بلغتنا. |
|||
2012-05-07, 11:44 | رقم المشاركة : 53 | |||
|
احتاج مقالة حول العنف و التسامح .......رجاءاا |
|||
2012-05-07, 23:23 | رقم المشاركة : 54 | |||
|
مقالة حول مشكلة العنف والتسامح فند الأطروحة التالية : «لايمكن حل المشاكل الإنسانية ألا باستخدام العنف» إذا كانت العلاقات الإنسانية تتسم في بعض الأحيان بالتجاذب والتواصل، وفي بعض الأحيان تتسم بالتنافر والعنف والمشاكل،فقد اعتقد البعض أن الوسيلة الوحيدة للوقوف ضد مختلف أشكال العنف هو استخدام القوة،بل يرى فيه البعض روح العدل والإنصاف وطريقة لاسترجاع الحقوق المهضومة،بينما يرى البعض أنه ليس من الأخلاقي أن نقابل العنف بالعنف بل لابد من لغة التسامح،وعليه يمكن أن نطرح السؤال التالي : إلى أي مدى يمكن دحض فكرة أن العنف هو الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل الإنسانية؟ يرى بعض المفكرين أن استخدام القوة ضروري كوسيلة ضرورية لاسترجاع الحقوق المغتصبة وللوقوف أمام الاضطهاد ومختلف أشكال الظلم ومواجهة المعتدين وإلا حكم على الإنسان بالجبن حيث يقول الفرنسي جون جاك روسو: « ليس لنا فقط الحق بل يجب أن نثور إذا اقتصت الضرورة ذلك فهناك نوع من الأخلاقية يدعونا إلى حمل السلاح في أوقات ما»،وهذا ما ذهب إليه السياسي ماوتسي تونغ في قوله: « نقوم بالحرب من اجل السلم لا الحرب من اجل الحرب...والعنف يبرره الدفاع عن النفس،ولقد وجد الإنسان قانون مقابلة المثل بالمثل وتحديدا في هذا السياق العنف بالعنف ،فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم في القصاص روح العدل والإنصاف في ضمد الجراح منذ القديم،وهو قانون أمر بوضعه الملك حامورابي سنة1730ق.م، وأيدته مختلف الكتب السماوية حيث جاء في إنجيل متى: « من قتل إنسانا يقتل،..فالنفس بالنفس.ومن تسبب في إحداث عاهة لدى موطن يعامل بالمثل : الكسر بالكسر،والعين بالعين،والسن بالسن». وجاء في القرآن الكريم: «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُُقتلون» ،ونصت عليه الكثير من الدساتير والمنظمات العالمية خاصة بعد هجمات 11/9/2001 وفق القانون: إذا وقع الظلم والاعتداء ،هنا يجب الرد: على من اعتدى علك بمثل ما اعتدى به. لكن الواقع يثبت أن العنف ظاهرة سلبية تهدد الإنسانية ،فالعنف لايولد إلا العنف عاجلا أم آجلا فالعنف لا ينبئ سوى بنكوص ما هو إنساني نحو اللاإنساني ومقابلة السوء بالسوء لا يزيد الأمر إلا سوء ويولد روح الانتقام وهذا ما يثبته التاريخ أيضا،كما انه يسقط الإنسان من إنسانيته حيث اثبت عالم النفس الأمريكي فروم fromm أن الحيوانات لا تلجا للعنف إلا لضرورة بيولوجية أو دفاعا عن النفس ،فكيف بالإنسان الذي يتصف بالحكمة والأخلاق أن يكون عنيفا؟،والعنف المبرر في حالة الهجوم و كأداة ضرورية لرده لا يمكن أن يكون ففي الواقع إلا حجة لكل المجرمين حيث يصبح متنفسا لكل مرتكب جريمة بادعائه الدفاع عن النفس مثلما تمارسه السياسة الأمريكية الآن ضد الدول الإسلامية العراق ولإيران بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية نفسها ونشر السلام.لذا فمن الحكمة أن يصفح الإنسان عمن اخطأ في حقه . وهذا ما اتجه إليه بعض المفكرين حيث يرون انه من الحكمة مقابلة العنف بالتسامح واللين كأسلوب لمحاربة الشر دون تغذيته ،وباعتباره قيمة أخلاقية عامة بين الناس غايتها تحقيق التعايش السلمي والتواصل بين بني البشر في إطار القبول بالتنوع الاجتماعي والديني والثقافي،حيث يقول الفيلسوف كانط : اعمل دائما بحيث تعامل الإنسانية في شخصك وفي أشخاص آخرين كغاية لا مجرد وسيلة، فالإنسان باعتباره كائن عاقل والأخلاقي يجنح إلى السلم ويطلب الأمن والسعادة ،والتسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري للثقافات ولأشكال التعبير،فهو نوع من الواجبات الأخلاقية.ولنا في حياة النبي عليه الصلاة والسلام أرقى النماذج السلوكية لمقابلة البشر بالخير والتعامل بالرفق واللين حيث يقول: « إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف»، ونهى عن استخدام العنف حيث يقول : «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينزع وإن كان أخاه من أبيه وأمه»، نجد في القران الكريم دعوة إلى العفو والصفح: «وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم »،و في حياة السياسي الهندي غاندي وسيرته الذاتية خير دليل عن ثقافة اللين والاتصاف بالحكمة بعيدا عن التهور حيث يعتبر «اللاعنف قانون الجنس البشري أما العنف قانون البهيمة ..... » بفضل حكمة الإنسان يمكنه حل المشاكل ومختلف إشكال العنف بالتسامح، ولا سبل على ذلك إلا بنشر ثقافة مقابلة العنف بالتسامح.وهكذا يتسامى بسلوكه إلى ماهو مثالي....الأستاذة سويحي إيمان/ثانوية سيدي لعجال/ولاية الجلفة ادعوا لوالدي --------------------------------------------------------------- مقالة على شكل استقصاء بالرفع حول مشكلة العنف و التسامح - الاستاذ جحلاط فيصل مقالة / إذا طلب منك أن تفند الأطروحة القائلة بان العنف هو الأداة الوحيدة لحل المشاكل بين الناس ، فما سيكون موقفك من ذلك ؟ الطريقة:استقصاء بالرفع *المقدمة / ابطال راي يبدو سليما– اذا كان البعض يعتقد بان العنف هو الوسيلة المثلى لحل المشاكل والنزاعات بين الناس ، فكيف يمكننا ابطال هذا الراي ،والكشف عن الطريقة الحسنة والمشروعة لحل المشاكل ؟ *العرض / منطق الأطروحة* ترى الأطروحة أن العنف هو الأداة الوحيدة لحل المشاكل بين الناس و العنف Violence: هو كل سلوك يضغط به شخص على إرادة الغير لسبب أو لآخر " بمعنى آخر العنف هو كل تعسف في استخدام القوة, أي الخروج عن الإطار المحدد والمتداول عليه. و للعنف عدة أسباب منهـــا .......................................... لكن هذه الأطروحة غير سليمة ولا تعكس الحقيقة *إبطال الأطروحة بالحجج والأمثلة/ ان الوسيلة المثلى لحل المشاكل بين الناس هي التسامح باعتباره سلوك أخلاقي وحضاري و التسامح Tolérance : هو التساهل مع من أساء ، أو الصفح عمن أخطأ في حقك أو اعتدى عليك بأسلــــوب ما**إن التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا. ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد. وأنه الوئام في سياق الاختلاف .................................................. ... لقد اعترف جون جاك روسو J.J.Rousseau ..........................يقول ( إن الميثاق الاجتماعي لا يمكن أن يقوم على العنف و يكسب بذلك شرعية إذ لا وجود لحق الأقوى ) نفس المبدأ يدافع عنه كانط حيث يقول ( يجب أن يحاط كل انسان بالاحترام بوصفه غاية في ذاته و ليس مجرد وسيلة ) والإسلام دين التسامح ينبذ العنف والكراهية....................................... و من آثار التسامح الديني مجادلة المختلفين في العقيدة بالتي هي أحسن لقوله تعالى في سورة النحل (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) و أمرا لله تعالى عباده المؤمنين بأن يدفعوا السيئة بالحسنة : {وَلا تَسْتَوِيالْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِيبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّحَمِيمٌ}(فصلت:34) *نقد أنصار الأطروحة/ يرى توماس هوبز T.Hobbes أن الإنسان شرير بطبعه و ميال الى العنف ، ..................................و نفس الفكرة نجدها عند ميكيافيلي Machiavel عندما يعتبر الناس خبيثون بطبعهم لذلك لا ينبغي للمرء أن يكون شريفا دائما ، و أن القسوة و الرذيلة تضمن للدولة هيبتها و استمرارها ، يقول ( من الأفضل أن يخشاك الناس من أن يحبوك ) و الغاية تبرر الوسيلة و الضرورة لا تعرف القانون كذلك السياسي الروسي الماركسي ليون تروتسكي والكاتب الأمريكي الأكاديمي وارد تشرتشل هؤلاء كانوا ناقدين شديدين لمبدأ اللاعنف على تنوعهم، فاللاعنف هو محاولة لفرض أخلاق الأرستقراطيين على الكادحين، وأن العنف ضروري لتحقيق التغيير الثوري، أو بأن حق الدفاع عن النفس مبدأ أساسي. غير ان هذا الراي غير سليم وحججه غير مقنعة النقد/ ن العنف لا يولد الا العنف ، و لا يقابل الا به و هذا من شأنه أن يفسد الأمور و لا يصلحها ، بل يؤدي تأزم الأوضاع أكثر و الى تحطم العلاقات بين أعضاء المجتمع الواحد و الأسرة الواحدة ، فالعنف يفرز العداء و التوتر و الرغبة في الانتقام و مبررا للتدمير و التخريب ، و هو أسلوب بدائي غير متحضر لا يرقى الى مستوى الانسان فالحيوان لا يلجأ الى العنف الا لضرورة بيولوجية كالصيد أو الدفاع عن النفس فكيف بالإنسان يمتاز بالعقل و القيم الأخلاقية ، ا ما أدى الى ظهور نظريات اللاعنف التي تنادي بضرورة استخدام الوسائل السلمية في المطالبة بالحقوق أو في حل الخلافات و النزاعات . الخاتمة/ التأكيد على مشروعية الابطال/ نستنتج ان المشاكل والنزاعات بين الناس لا تحل الا بمبدا التسامح والتفاهم والتعاون المتبادل ، وعليه تكون اطروحة العنف غير مشروعة ولا يمكن تبنيهـــــــــــــا |
|||
2012-05-08, 12:50 | رقم المشاركة : 55 | |||
|
|
|||
2012-05-16, 20:30 | رقم المشاركة : 56 | |||
|
ممكن مقالــة حول * الشعور بالانا و الشعور بالغير * |
|||
2012-05-16, 20:52 | رقم المشاركة : 57 | ||||
|
اقتباس:
هل معرفة الذات تتوقف على وجود الوعي أم وجود الغير ؟ *الموقف الاول/ معرفة الذات تتوقف على وجود الوعي ، لذلك قال سقراط Socrate "إعرف نفسك بنفسـك" و الدليل على ذلك أن الوعي (الشعورConscience )باعتباره حدس نفسي يمكن المرء من إدراك ذاته و أفعاله و أحواله النفسية إدراكا مباشرا دون واسطة خارجية ،كأن نشعر بالوحدة أو بالخوف أو الفرح و غيرها ، و بواسطته يدرك المرء أن له ذات مستقلة و متميزة عن الآخرين يقول مان دي بيـــران " إن الشعور يستند الى التمييز بين الذات الشاعرة و الموضوع الذي نشعر به" الأنا Le Moi هو شعور الذات بذاتها ، و الكائن الشاعر بذاته هو من يعرف أنه موجود ، و أنه يدرك ذاته بواسطة التفكير لقد شك ديكارت Descarte في وجود الغير ، و في وجود العالم على أساس أن الحواس مصدر غير موثوق في المعرفة ، و أن معرفتنا السابقة بالأشياء غير دقيقة و غير يقينية ، لكنه لم يتمكن من الشك في أنه يشك ، و ما دام الشك موجود فلا بد من وجود الذات التي تشك و ما دام الشك ضرب من ضروب التفكير " أنا أفكر فأنا اذن موجود Je Pense donc je Suis" هكذا برهن ديكارت على وجود ذاته من خلال التفكير الممنهج دون الاعتماد على أحكام الغير ، ديكارتبواسطة الكوجيتو Cogito يدشن مرحلة وحدانية الذات Le solipsisme أنا وحدي موجود حيث كل ذات تعتبر ذاتها حقيقة مكتفية بذاتها ، وتملك يقين وجودها بشكل فردي عبر آلية التفكير ، فالإنسان يعي ذاته بذاته دون الحاجة إلى وساطات الغير حتى ولو كان هذا الغير مشابها لي . نفس الفكرة تبناها السوفسطائيون Sophistes قديما عندما قالوا " الإنسان مقياس كل شيء" فما يراه خير فهو خير و ما يراه شر فهو شر. أي أن المعرفة تابعة للذات العارفة و ليست مرتبطة بأمور خارجية النقد / إن الأحكام الذاتية غالبا ما تكون مبالغ فيها ، و وعي الذات لذاتها ليس بمنهج علمي ، لأنه لا يوصلنا الى نتائج موضوعية ، فالمعرفة تتطلب وجود الذات العارفة و موضوع المعرفة ، في حين أن الذات واحدة لا يمكن أن تشاهد ذاتها بذاتها ، فالفرد لا يمكن أن يتأمل ذاته و هو في حالة غضب أو فزع ، يقول أوغست كومت A.Comte " الذات التي تستبطن ذاتها كالعين التي تريد أن ترى نفسها بنفسها " و يرى س.فرويد S.Freud أن معطيات الشعور ناقصة جدا ، و أن الكثير من الأفعال تصدر عنا و لا نعي أسبابها ، مثل الأحلام و النسيان و فلتات اللسان ...فالحياة النفسية تبقى غير مفهومة دون أن الى الدوافع اللاشعوريـــة *الموقف الثاني / معرفة الذات تتوقف على وجود الغير ، و المقصود بالغير L autre الطرف المقابل الموجود خــارج عنا ، و ما يؤكد ذلك : إن المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد ، و التفاعل الذي يحصل بينه و بين الآخرين هو الذي يمكنه من إدراك نفسه و باختلافه عن الآخرين ، هذا الغير الذي يواجهنا ، يصدر أحكاما حول ذواتنا مما يدفعنا الى التفكير في أنفسنا . يقول سارتر Sartre " وجود الآخر شرط وجودي" فبالقياس الى الغير ندرك نقائصنا و عيوبنا أو محاسننا ، و أحسن مثال على ذالك أن التلميذ يعرف مستواه من خلال تقييم الأستاذ له ، كذلك وجودي مع الغير يحد من حريتي و يقلقني ويقدم سارتر هنا مثال النظرة المتبادلة بين الأنا والغير؛ فحين يكون إنسان ما وحده يتصرف بعفوية وحرية، وما إن ينتبه إلى أن أحدا آخر يراقبه وينظر إليه حتى تتجمد حركاته وأفعاله وتفقد عفويتها وتلقائيتها. هكذا يصبح الغير جحيما، وهو ما تعبر عنه قولة سارتر الشهيرة:"الجحيم هم الآخرون". هكذا يتحدد وجود الغير مع الأنا من خلال عمليات الصراع. لكن مع ذالك يعتبر سارتر أن وجود الغير شرط ضروري لوجود الأنا و وعيه بذاته بوصفه ذات حرة ومتعالية. و للمجتمع الدور الفعال في تنظيم نشاط الفرد و تربيته و تنشئته منذ الوهلة الأولى يقول واطسن Watson " الطفل مجرد عجينة يصنع منها المجتمع ما يشاء " من خلال الوسائل التي يوفرها ، فكلما كان الوسط الاجتماعي أرقى و أوسع كانت الذات أنمى، و أكثر اكتمالا ، و عليه يمكن التمييز بين الأفراد من خلال البيئة التي يعيشون فيها .فالفرد كما يرى دوركايم Durckeime ابن بيئته ، و مرآة تعكس صورة مجتمعه .فمن غير الممكن إذن أن يتعرف على نفسه الا من خلال اندماجه في المجتمع و احتكاكه بالغير ، فنحن نتعرف على الأناني مثلا من خلال تعامله مع الغير ، كذلك الأمر بالنسبة للفضولي ، و العنيد ...الخ و لو عاش المرء منعزلا في جزيرة بعيدة لما علم عن نفسه شيئ النقد/ صحيح أن الفرد يعيش مع الغير ، لكن هذا الغير لا يدرك منا الا المظاهر الخارجية التي لا تعكس حقيقة ما يجري بداخلنا من نزوات خفية و ميول و رغبات ، و هذه المظاهر بامكاننا اصطناعها و التظاهر بها ، كالممثل السينمائي الذي يصطنع الانفعالات . كما أن أحكام الغير تتم باللغة و اللغة كما يرى برغسون Bergson عاجزة عن وصف المعطيات المباشرة للحدس وصفا حيا . حل المشكلة / أن ادراك المرء لذاته لا يحصل دون وجود الوعي و الغير في نفس الوقت ، لأن الإنسان في تعامله مع الآخرين من أفراد مجتمعه يتصرف بوعي ، و يوفق بين ما يقوله الآخرون عنه و ما يعتقده في نفسه ، لأن الشخصية التي تمثل الأنا تتكامل فيها الجوانب الذاتية و الموضوعيــــــــــــــــــــــة الأستاذ ج-فيصل يهدي هذه المقالة الى طلبة الفلسفة ، و يتمنى لهم كل النجاح مقالة جدلية: الشعور بالأنا و الشعور بالغير. طرح الإشكال: كلما كبرالشخص اتسعت دائرة الغير لديه لان الطبيعة الانسانية تفرض عليه ذلك التعامل مع هذا الغير والغير منظم داخل مجتمع يفرض بدوره توحد الانا و الانسجام معهفي نمه وقيمه اعرافه ومعتقداته.اذ تعرف الانا بانها عين الشيئ ونفسه اما فلسفيا فتعرف بانها جوهر قائم بذاته ثابت رغم تعرضه للغير .واذ ترى المدرسة الجدلية لقابريال مارسيل انني اتعرف على ذاتي بإستقلالي وانفصالي عن الغير بينما ترى المدرسة العقلية و الوجودية ان تعرفي على ذاتي من خلال توحدي مع الغير .فهل فعلا يعتبر الغير مناقض لذاتي وعلي الحذر منه للمحافظة على استقلالي و وجودي ؟ ام ان اناي لا وجود لها الا بوجود الغير والتوحد معه ؟ محاولة حل الاشكال:أ) عرض الاطروحة : ( اتعرف على ذاتي لا يتم الا بالانفصال واستقلالي على الاخر) يمثل الاطروحة مارسيل قابريل و هيج لاذ ترى المدرسة الجدلية ان التناقض و التنافر مع الغير هو الذي يحقق لنا القدرة على التعرف عن ذواتنا و اثباتها. ضبط الحجة :1- يقول قابريل مارسيل تتعرف الانا على ذاتها عندما انفصل و تعزل نفسها عن الغير "أضع نفسي داخل دائرة أشكلها بنفسي لنفسي أما الغير أعامله مثل أنت ليس مثل أنا أو هو ذلك يزيدني تفردا باناي مستقلة عن الغير ومتوحدة فيما يبنها وليس مع الغير. 2-يقول هيجل في جدليته بين السيد والعبد (هناك شخصان تصارعا تغلب احدهم على الاخر و لم يشئ ان يقتله بل ابقاه و سيد نفسه عليه فإظطر العبد الى التعامل مع الطبيعة حتى يرضي السيد و ابتعد اليس عن الطبغة وبمرور الوقت اصبح السيد هو العبد و العبد و السيد لانه اتصل بالطبيعة فتحرر منها و من السيد لاكن السبد اصبح حبيسها و لولا هذا التناقض مع الغير و صراعه معهتعرف العبد على اناه. نقد الحجة: لو لم يستعبد السيد الشخص المغلوب لما استطاع التحرر من جهله ومعرفة اناه بمعنى ان وجود الغير و توحده مع الانا هو الذي يدفع بالانا الى البحث و المعرفة و بهذا تتعرف على ذاتها و بدون ذلك تبقى الانا جاهلة لذاتها . ب) عرض نقيض الاطروحة: ( اتعرف على ذاتي من خلال توجدي مع الغير) يمثل الاطروحة ماكس شيلر اللمدرسة العقلية و الوجودية حيث تعتبر ان ان وجود الغير ضروري لمعرفة انا لذاتها بشرط التوحد مع الغير معتمدت على مسلماتها * الوعي ضروري لتعرف الانا عن ذاتها كما ان الغير ايضا ضروري لمعرفتي لذاتي. ضبط الحجة :1- يرى ديكارت ان الوعي هو الذي يمكني من التعرف عن ذاتي ويؤكد ذلك من خلال ما يسمى "بالكوجيطو الديكارتي "( أنا افكر اذن انا موجود) فالفكر هو الذي يجعلنا نتعرف على ذواتنا منفصلة و مستقلة عن الغير و متوحدة معه في نفس الوقت لانها بحاجة ماسة للغير . 2- يساند سارتر زعيم الوجودية الملحدة موقف ديكارت اذ يقول "الغير هو الجحيم" لانه ضروري لمعرفة بذاتي فالحرية هي اساس شعور الانا بو جودها لكن ضد الوجود لا يتحقق الا في اطار تواجد الغير . فرغم ان هذا الغير يقلص من حريتي الا ان هذا التقليص يشعرني بالمسؤولية فعندما اختار لنفسي فانني اختار لجميع الناس لهذا فالانا في حركة تجاذب دائمة مع الغير . 3-اعتبر ماكس شيلر ان التعاطف مع الغير هو الذي يبني العلاقات الاجتماعية و الانسانبة وبالتالي تستطيع الانا التعرف على ذاتها و يسانده بر وكسون اذ يرى ان اللغة غير صالحة للتعبير عن الشعور فهي غير دقيقة في وصف مشلعرنا لهذا كثرا ما نفول انني لا اجد العبارات التي تصف مشاعر فتتجلى في الرسم والمسرح والايماء. ج) التركيب : ( تغليب موقف على اخر ) الغير يفرض الانا اذ يرى فيها تقيدنا لحريتةه فهي تسعى للاستقلال و اثبات الذات بينما يسعى الغير الى تنظيم العلاقات وفق القوانين و صارمة فتشعر الانا بالظلم و باستغلال حقوقها فتتوحد معه فتنشأ علاقة تنافر بينهما لهذا تصف الان الغير بانه الضد لان اللاشياء تعرف باضدادها فلولا الشر ما عرفنا الخير و لولا المضرة لما عرفنا المنفعة... حل الاشكال : اذا كانت الانا و الغيرقد شكلت اشكاليات فلسفية صعب التعامل مها فالمجتمعات الانسانية في تركيبتها الطبقية عانة الكثير من اشكالية الانا و الغير و اهم الثورات التي عبر عن هذه المعانات هي الثورة الفرنسية شعارها (الاخوة_ المساواة_ الحرية ) و رغم تطولر الطبة البائسة كما سماها فيكتور ايجو في كتابه بؤشاء الارض فقد قاد مثل هذه الثورة جون جاك روسوا لكن الاسلام قضى على ذلك الصراع بين الانا و الغير عندما حدّد حرية الانا و الطار الذي يتحرك فيه الغير و رفض ان تكون العادات و التقاليد هي الحاكم المسيطر في علاقة الانا و الغير بل التشريع الاسلام هو الذي يجب ان يحكم هذه العلاقة و بذلك انهى هيمنة المجتمع على الفرد و منح له اطارا واسعا للحرية التي تجعل منه شخصا مبدعا ( الانا توجد بوجود الغبر . و الغير لا وجود له الا بالانا ) فئنشأ بذلك أكبر امبراطورية اسلامية .و اليوم مثل' الو .م. أ). مقالة جدلية: الحرية و المشؤولية طرح الاشكال: كل شخص يعبر عن نفسه بلفظ انا وهذا التعريف يحمل وعيا بعالمها الداخلي اي شعور هذه الذات بما تعمله من رغبات و ميول الى الظهور في شكل سلوك يسمى سلوك حر و ان الفرد يغيش داخل مجتكع منظم بالعرف و العادات و التقاليد بحيث يعتبر الفرد مسؤولا داخلجماعته.اذ تعرف الحرية بانها قضية ميتافيزيقية لانها مجرد شعور للفرد برغباة الذاتية و بقدرته على الاختيار في عدّة ممكنات و بقدرته على الاستقلالية في قراراته و سلوكاته في حين تعرف المسؤولية بانها الحاق الاقتضاء بصاحبه من حيث هو فاعله اي الحاق تبعية و ما ينتج عن السلوك الحر بصاحبه من حيث هو القائم بــه. اذ نلاحظ من خلال التعريفين انه هناك تعارض بينهما مما دفع بالمدارس الفلسفية وعلماء الاجرام و علماء النفس على اعتبار المسؤولية منافية للحرية الفردية بينما ترى المدرسة العقلية و الوجودية ان المسؤولية تشترط الحرية و الحرية تشترط المسؤولية فهما يتوحدان معا في سلوك الانسان. فاذاكانت المسؤولية تاخذ طابع الالزام و الالتزام و الحرية تتحرر من الالزام فهلا هذا يسمح لنا باعتبار المسؤولية تتنافى والحرية ؟ ام ان هذا التعارض بينهما غير حقيقي لايحدث تنافر بينهما و بالتالي لا يمنع توحدهما ؟ محاولة حل الأشكال:عرض الاطروحة (المسؤولية تتنافى والحرية و تتعارض معها) يمثل الاطروحة المدرسة الاختماعية لدوركهايم و فيري و المدرسة النفسية لـ فرويده حيث ترى ان المسؤولية تتنافى و الحرية و تعيقها معتمدت على مسلماتها : - الانسان ابن بيئته و هو خاضع لحتمية اجتماعية تفرض عليه تحمل المسؤولية - يتعرض الطفل الى عملية كبت لرغباته الداخلية ويصéبح سلوكه نسخة عن المجنمع ضبط الحجة: 1- يعتقد دوركهايم ان المجتمع هو الذي يحدد نمط سلوكاتنا لاننا نولد ضعفاء و نجد المجتمع منظم تنظبما صارما في قوانينه و نظمه واعرافه التي تنقل الينا عن طريق الاسرة بالتربية و التلقين و عندما نبلغ سن الرشد يكون سلوكنا مجلاد اجترار لما تلقيناه من قيم سابقا حيث نعتقد اننا ناتي سلوكاتنا بانفسنا لاكن الحقيقة تعبر ما يرغب فيه المجتمع اي الخروج عن القيم الاجتماعية يتحمل الفرد مسؤوليته عنها اذا يجب ان تكون القوانين صارمة بمعاقبة الفرد فالمسؤولية الاجتماعية تجعلنا جزء من المجتمع تعاقبنا معنويا بالعرف و ماديا بالقانون فالوسؤولية تتنافى و الحرية. 2- يقسم فرويده الجهاز النفسي الى : 1- الهو ID : اين توجد الرغبات الذاتية و الميول و كل لبدوافع النفسية التي معنا لهذا الهو مستودع الطاقة النفسية. 2- الانا Ego :هي الذات الواعية التي تشعر بعالمها الداخلي اذا كل شخص يشير الى نفسه بلفظ انا .و هي محكمــة داخلية. 3- الانا الاعلى souper ego : هي القيم الاخلاقية والمعاير الاجتماعية و المعتقدات و كل مايؤمن به المجتمع. تسقط الرغبة الذاتية من اله والى الانا في نفس الوقت تتلقى الانا من الانا الاعى قيم اجتماعية . اذا حدث توافق بين ما يرغب فيه الفرد و مايرغب فيه المجتمع فام الانا تسمح للرغبة الذاتية بالتعبير عن نفسها بشكل سلوك اما اذا حدث تعارض بينهما يحدث الصراع داخل الانا ينتهي بحكم الانا الاعلى الاقوى( المجتع) فتعمل النا على الرغبة الذاتية الى اللاشعور حيث تكبت مما يعني ان المسؤولية الاجتماعية تتنافى و الحرية الفردية. نقد الحجة : اعتبر دوركهايم ان خروج الفرد على قوانين الاجتماعية يعرضه للعقاب لانه يتحمل المسؤولية هذا الخروج و هذا يؤكد الحرية ولا ينفيها لانا الخروج عن القوانين هو الاختيار و لا يتم الاختيار الا بالحرية. عرض نقيض الاطروحة المسؤولية تشترط الحرية و تتوحد معها ) يمثل الاطروحة المدرسة العقلية لـ افلاطون و المعتزلة والمدرسة الوجودية لسارتر وكانط ترى ان المسؤولية تشترط الحرية و تتوحد معها معتمدت على مسلماتها : - لا يكون الانسنان مسؤولا الا اذا كان حرا و اذا سقطت الحرية سقطت عنه المسؤولية. - اذا كانت الحرية حق طبيعي يولد مع الانسان فهو يولد ايضا مسؤولا. ضبط الحجة : 1- يقول سارتر (ان الانسان لايوجد اولا ثم يكون حرّا بل هو الكائن الوحيد الذي يولد حرّاو ذلك يضطر الى الاختيار و اثناء عملية الاختبار يكون قد حدد مسؤوليته) 2- يقول المعتزلة ( الانسان يولد حرّ و يملك القدر على التميز بين الخير والشر و عليه فاذا اختار الشر فهو ممسؤول عن اختياره). 3- يقول كانط (اذا كان يجب عليك فانت تستطيع فالاستطاعة تعني القدرة على الاختيار بين القيام بالفع و التخلي عنه مما يعني ان الواجب الاخلاقي الذي مصدره الضمير يجعلنا مسؤولين عن اختيارتنا) 4-و يعتمد افلاطون في اسطورة الجندي (آر) الذي مات في ساحة الشرف اذ يعود الى الحياة من جديد و يروي الاشياء التي تمكن من رايتها في الجحيم حيث ان الاموات يطالبون بان يختاروا بمحض ارادتهم تقمصهم القادم وبعد ان يختارو يشربوا من نهر النسيان (ليثــه) ثم يعودون الى الارض حيث قد نسوا بانهم هم الذين اختاروا مصيرهم و ياخذون باتهام القضاء والقدر في حين ان الله بريئ . نقد الحجة : تتكلم المدرس السابقة عن حرية انسانية مسبقة لكن في الواقع الانساني يواجه حتميات و عوائق مختلفة قد يتغلب عليها مما يعني ان المسؤولية ليست مرتبطة بالحرية .فاذا كان الانسانحرا فحريته محدودة مما يسقط عليه احبانا المسؤوليةرغم ممارسته لحريته. التركيب: تغلــيب موقف على اخر. اذا كان النسان بطبيعته حرّاو في المقابل كانت هناك حتميات نفسية فيزيولوجية فيزيائية و اجتماعية فان الحرية قائمة على الارادة اي ان الانسان يملك بالفطرة القدرة على مقاومة المختميات و مواجهة الصعاب فاذا استسلم و لم يقاوم قهذا خطأ ولا يلغي عليه المسؤولية بل تبقى قائمة فالطالب الذي يعلم انه متوجه الى الامتحان دون ان يسلح نفسه بالاجتهاد و يستسلم لحتمية حب الراحة فان ذلك لا يلغي عليه مسؤوليته في الفشل حل الاشكال:يمر الفعل الارادي الحر بمراحل هي : شعور الفرد برغبته ..المداولة الذهنية..اتخاذ القرار ..و هذا مايسمى تثبية النية او القصد الى الفعل الذي يعتبر شرط من شروط المسؤولية. اما شروط المسؤولية: الوعي (المعرفة) .. العقل (التميز).. الحرية ..مما يعني ان الفرد لا يكون مسؤولا الا اذا سلوكه حرا فنستنتج ان الحرية تشترط المسؤولية في القصد الى الفعل و المسؤولية تشترط الحرية فهما يتوحدان رغم ان الحرية تشير الى عدم التقيد م المسؤولية تشير الى التقيد. مقالة جدلية : نفي واثبا ت الحرية طرح الاشكال: تعاني مجتمعات اليوم من انتشار ظاهرة العنف التي لم تعرفها المجتمعات القديمة و يرجع شبب ذلك الى المساس بالحريات. اذ تعرف الحرية بانها قضية ميتافيزيقي لان شعور الفرد برغباته الذاتية على الاختيار بين عدّة ممكنات و بقدرته على الاستقلالية .اذ نلاحض من خلال التعريف ان الحرية لا وجود لها على المستوى العملي (السلوك) وهذا ماجعل اراء الفلاسفة تتضارب في وجودها الحقيقي فالمدرسة الجبرية و المدافين على الحتميات يعتبرونها مجلرد شعور وهمي.و على خلاف ذلك ترى المدرسة الوجودية (دعاة العقل) ان الحرية موجودة فعلا و اذا كانت قضية ميتافيزيقية فذلك ضروري لتتجسد في السلوك لان مصدرها الفرد . فهل نحن فعلا احرار امام كل تلك الحتميات التييعجز شعورنا بالحرية على مواجهتها؟ محاولة حل الاشكال : عرض الاطروحة: (الحرية مجرد شعور وهمي)يمثل الاطروحة المدرسة الجبرية العربية ل جهم ابن ابي صفوان و الجبرية الاوروبية ل سبينوزا التي تجد دعما لدى كل الحتميات النفسية لفرويد و الفيزيولوجية والفيزيائية والاجتماعية لدوركهايم . اذ تعتبر ان الحريةلاو جود لها فهي مجرد وهم بداخلنا يعجز عن مقاومة ذلك الكم المتزايد من الحتميات و التي اهمها الميتافيزيقية فاذا كان الانسان يستطيع مواجهة الحتميات فهو عاجز عن مواجهة القضاء و القدر. ضبط الحجة : 1- تثبت الجبرة نفي الحرية اعتمادا على التفسير الظاهري للاية القرانية في قوله تعالى:"ومارميت اذا رميت انما الله رمى".وقال ايضا"وقل كل مايصيبنا الا ماكتبه الله لنا".ومنه تاكد ان الله هو صانع افعالنا. 2- يثبت فروي دان الانسان ليس حرا لان هناك حتمية نفسية تدفعه للقيام بسلوك و هو يعتقد انه ياتي افعاله وفق ارادته الحرة لاكنا للشعور هو الذي يملي عيه سلوكاته 3-يثبت الفيزيائيون ان الطبيعة تخضع لنظام ثابت هو القنون الفيزيائي و بما ان الانسان جزء من هذه الطبيعة فهو يخضع بالضرورة الى هذا القانون الفيزيائي الثابت ولا يستطيع الخروج عليه مثل : لايستطيع العيش بمنطقة خالية من الجاذبية والاكسجين. 4-يعتقد الفيزيولوجيون اننا نعيش تحت رحمة غددنا الصماء (الغدّ الدرقة) زيادة افرازاتها تؤدي الى سرعة التهيج و القابلية الشديد للاستثارة نحو اي مثار كما يكون الشخص شره للاكل ونحيف في نفس الوقت اما نقص افرازاتها فيؤدي الى بطئ للاستجابة الانفعالية وبلادة في التفكي. 5-اما المدرسة الاجتماعية ترى ان الانسان يولد طفلا ضعيفا و يجد المجنمع منظما تنظيما صارما في قوانينه ومعتقداته وكل ذلك يلقن بالتربية واتنسأة الجتماعية و عندما يبلغ سن الرشد يعتقد انه ياتي بافعاله وفق ارادته الحرّ لاكنه في الحقيقة هو يجتر فقط ما تلقاه سابقا من قيم اجتماعية تظهر في سلوكه. 6-اما البيولوجيون فيعتقدون ان الانسان يحلم و يطمح لتحقيق طموحه لاكن جسمه يمنهه من تحقيق ذلك . نقد الحجة :اذا كانت الحتمية ايّ كان نوعها تفق ضدّ رغبات الفرد فان ذلك ياكد الحرية و لا ينفيها لان الاشياء تعرف باضدادها فكذلك لولا الحتمية لما عرف الانسان ان له رغبات يرغب في تحقيقها فمقابل الحتمية يوجد الارادة النفسية في التحرر من هذه الحتميات. عرض نقيض الاطروحة الحرية حقيقة ثابتة) يمثل الاطروحة المعتزلة و سارتر المدرسة الوجودية و ديكارت حيث ترى ان الحرية طبيعة انسانية فوجد الانسان يعني وجود حرية و الحرية تساوي الانسان و ياكدون موقفهم من خلال مسلمات . -الانسان هو الكائن الوحيد الواعي بوجوده - نفي الحرية هو نفي للوجود الانساني. ضبط الحجة: 1-تقف المعتزلة ضد الجبرية حيث تثبت حرية الانسان من خلال 3 براهين.البرهان النفسي و البرهان الاخلاقي والبرهان الميتافيزيقي. 2- اما سارتر يثبت الحرية المطلقة في ذاته و هي مواضع العلم الخارجي التي خلق الله لها وضيفتها ثم خلقها الوجود لذاته و هو الانسان حيث خلقه الله دون ان يحدد لع ماهية (الوضيفة) ثم قذب به في هذا الكون و تركه دون عون الاهي فاظطر الانسان ان يكونحرا حرية مطلقة حتي يستطيع تحديد وظيفته في الحياة و لهذا الحرية صفات الزامية فالانسان مضطر ان يكون حرّا.وذاتية منبعها الشعور.شاملة فلا يكون حرا مرّ و عبدا مرّة اخرى.مطلقةعندما اختار لنفسي اختار لجميع الناس لهذا فهي تصنع ماهية الانسان لذا يجب ان تكون مطلقة.لازمة للعمل فلا يكون حرّا الا من يعمل فالحرية تسلوي العمل و العمل يساوي الحرية. 3-ديكارت يثبت الحرية في الشعور اذ يرى ان تجربة الشعور كافية لإثبات إننا أحرار فان مرة بنا لحظات يومية شعرنا فيها برغباتنا الذاتية باننا اصحاب القرار و اصحاب السلوك نقد الحجة : اعتمد الحجج 3 على فكرة الشعور لاثبات الحرية فالسكير و العبد كلاهما يشعر انه حر لاكن في الحقيقة كلاهما قيد للحلرية لهذا لايمكن الاعتماد على الشعور لاثبات الحرية كما انه لا توجد مطلقة اذا لو كانت كذلك يقال الانسان للشيء كن فيكون لاكنته يقاوم ويعمل و يجتهد و في النهاية قد يتغلب على الحتمية و قد تتغلب عليه. التركيب التوزفيق بين الموقفين)تغير الحية من أفدم المواضيع الذي عالجها الفلاسفة فإذ كان الوصف الادبي البسيط الا انها عند الفلاسفة من اكبر المواضيع تعقيدا و ينتهي ابن رشد ذلك الصراع اذا يضع الحتمية شرط لوجود الحرية القضاء والقدر لا يعني اننا لسنا احرار فالمعرفة اللاهية مطلقة لهذا دوّن الله كل افعالنا قبل وجودنا و ذلك مايسمى بالقضء و القدر المكتوب يثبت الحرية و لاينفيها اما القدر فهو تلك الحكمة اللاهية إلي تحمينا و تختبرنا مثل: الفلاح عندما يجتهد طيلة الموسم الزراعي وعندما يقوم بجني المحصول يحدث فيضان و يتلف المحصول و تلك الخسارة ليس مسؤولا عنها وهذا مايثبت ايضا ان حريتنا محدودة. حل الاشكال : لم تعد قضية نفي و اثبات الحرية هي الاشكاية القائمة الا ان اذا اتفق الفلاسفة على وجود الحرية كطبيعة انسانية لاكنهم يبحثون عن طرق تحقيقها و ممارستها في الواقع كممارسة شخصية اجتماعية وسياسية وحضارية. |
||||
2012-05-17, 19:21 | رقم المشاركة : 58 | |||
|
hada makan 7aja sahla
|
|||
2012-05-17, 20:17 | رقم المشاركة : 59 | |||
|
السلام عليكم |
|||
2012-05-18, 21:58 | رقم المشاركة : 60 | |||
|
شكرا ممكن مقال حول المنهج الجريبي |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مقالات, اطلب, فلسفية |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc