بدء الخلق وعجائب المخلوقات - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بدء الخلق وعجائب المخلوقات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-30, 00:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة بدء الخلق وعجائب المخلوقات

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الجمع بين القول بكروية الأرض
وبين قوله تعالى : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا )


السؤال :

طلب شخص غير مسلم منى أن أشرح هذه الآيات : في سورة نوح الآية 19 (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا) ، وفى سورة النبأ الآية 6 (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) ؛ ماذا يعنى هذا ؟

وفى سورة الحجر الآية 19 (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) ؛ هل يعني ذلك أن الأرض مسطحة ؟ وفي "تفسير الجلالين" أن الأرض مسطحة ، وهذا ضد العلوم القائمة .


الجواب :

الحمد لله

أولا :

أجمع أهل العلم على كروية الأرض ، إلا أنها في أعين الناظرين مسطحة ؛ لأنها كبيرة الحجم ، وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة ، فهي بحسب النظر مسطحة ، لكنها في جملتها وحقيقتها كروية .

قال ابن حزم رحمه الله :

" البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها "

انتهى من "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/78) .
.
ثانيا :

قوله تعالى : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ) نوح/ 19 ، يدل على أنها منبسطة ، مهيأة للانتفاع بها ، قال ابن كثير :" أَيْ بَسَطَهَا وَمَهَّدَهَا وَقَرَّرَهَا وَثَبَّتَهَا بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/ 247) .

وكذا قوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) النبأ/ 6 ، أي: ممهدة مهيأة لكم ولمصالحكم، من الحروث والمساكن والسبل .
قال ابن كثير :

" أَيْ مُمَهَّدَةٌ لِلْخَلَائِقِ ذَلُولًا لَهُمْ قَارَّةً سَاكِنَةً ثَابِتَةً "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/ 307) .

وقوله تعالى : (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) الحجر/ 19 ، أي بسطناها وجعلنا فيها جبالا ثوابت ، وهذا كقوله : ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ) الرعد/ 3 .

ولا منافاة بين القول بكرويتها والقول بانبساطها ، فهي في حقيقتها وجملتها العظيمة الكبيرة الهائلة : كروية ، وهي في عين الناظر مسطحة مستوية ، كما يظهر لكل الخلق .

قال الرازي رحمه الله :

" فَإِنْ قِيلَ: هَلْ يَدُلُّ قَوْلُهُ: (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) عَلَى أَنَّهَا بَسِيطَةٌ؟

قُلْنَا: نَعَمْ ؛ لِأَنَّ الْأَرْضَ ، بِتَقْدِيرِ كَوْنِهَا كُرَةً ؛ فَهِيَ كُرَةٌ فِي غَايَةِ الْعَظَمَةِ ، وَالْكُرَةُ الْعَظِيمَةُ يَكُونُ كُلُّ قِطْعَةٍ صَغِيرَةٍ مِنْهَا ، إِذَا نُظِرَ إِلَيْهَا ، فَإِنَّهَا تُرَى كَالسَّطْحِ الْمُسْتَوِي، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ زَالَ مَا ذَكَرُوهُ مِنَ الْإِشْكَالِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَالْجِبالَ أَوْتاداً) النَّبَأِ/ 7 ، سَمَّاهَا أَوْتَادًا مَعَ أَنَّهُ قَدْ يحصل عليها سطوح عظيمة مستوية، فكذا هاهنا "

انتهى من "تفسير الرازي" (19/ 131) .

وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله :

" إِذَا كَانَ عُلَمَاءُ الْإِسْلَامِ يُثْبِتُونَ كُرَوِيَّةَ الْأَرْضِ، فَمَاذَا يَقُولُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) إِلَى قَوْلِهِ (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) ؟

وَجَوَابُهُمْ كَجَوَابِهِمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ، أَيْ فِي نَظَرِ الْعَيْنِ ; لِأَنَّ الشَّمْسَ تَغْرُبُ عَنْ أُمَّةٍ ، وَتَسْتَمِرُّ فِي الْأُفُقِ عَلَى أُمَّةٍ أُخْرَى، حَتَّى تَأْتِيَ مَطْلَعَهَا مِنَ الشَّرْقِ فِي صَبِيحَةِ الْيَوْمِ الثَّانِي، وَيَكُونُ بَسْطُ الْأَرْضِ وَتَمْهِيدُهَا، نَظَرًا لِكُلِّ إِقْلِيمٍ وَجُزْءٍ مِنْهَا ، لِسِعَتِهَا وَعِظَمِ جِرْمِهَا.

وَهَذَا لَا يَتَنَافَى مَعَ حَقِيقَةِ شَكْلِهَا ; فَقَدْ نَرَى الْجَبَلَ الشَّاهِقَ، وَإِذَا تَسَلَّقْنَاهُ وَوَصَلْنَا قِمَّتَهُ وَجَدْنَا سَطْحًا مُسْتَوِيًا ، وَوَجَدْنَا أُمَّةً بِكَامِلِ لَوَازِمِهَا، وَقَدْ لَا يَعْلَمُ بَعْضُ مَنْ فِيهِ عَنْ بَقِيَّةِ الْعَالَمِ ، وَهَكَذَا "

انتهى من "أضواء البيان" (8/ 428) .

وقال الشيخ رفيع الدين ابن ولي الله الدهلوي رحمه الله ، في كتاب "التكميل":

"أهل الشرائع يفهمون من مثل قوله تعالى (الْأَرْضَ فِرَاشًا)، و (دَحَاهَا)، و (سُطِحَتْ) أنها سطح مستو، والحكماء يثبتون كرويتها بالأدلة الصحيحة فيتوهم الخلاف، ويدفع بأن القدر المحسوس منها في كل بقعة سطح مستو، فإن الدائرة كلما عظمت قل انجذاب أجزائها فاستواؤها باعتبار محسوسية، أجزائها، وكرويتها باعتبار معقولية جملتها انتهى " .
نقله عنه " صديق حسن خان"

في تفسيره "فتح البيان" (15/208) .

والله تعالى أعلم .








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التاريخ والسيره


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc