الإمام محمد بن عبد الوهاب...ليس وهابيا - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإمام محمد بن عبد الوهاب...ليس وهابيا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-08-28, 18:37   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
zianemohamed
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية zianemohamed
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم
لم لا توجهون طاقاتكم إلى كيفية خدمة الإسلام والمسلمين وتهتمون بالجانب الخلقي..
فالإسلام موجود قبل ابن هبد الوهاب وغيره وهو باق بعده وبعد غيره لأنه ليس فكرة أو دعوة أو مذهب أو حزب أو تنظيم..و باختصار هو دين الله الذي ارتضاه لعباده والحمد لله

مسلمون وكفى
نرى أن هذا النقاش الذي يود صاحبه الانتصار لمذهب أو فكرة لا يخدم الإسلام بل يزيد الهوة بين المسلمين
ويفرق و لا يجمع فاتقوا الله









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-08-28, 18:56   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zianemohamed مشاهدة المشاركة
تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم
لم لا توجهون طاقاتكم إلى كيفية خدمة الإسلام والمسلمين وتهتمون بالجانب الخلقي..
فالإسلام موجود قبل ابن هبد الوهاب وغيره وهو باق بعده وبعد غيره لأنه ليس فكرة أو دعوة أو مذهب أو حزب أو تنظيم..و باختصار هو دين الله الذي ارتضاه لعباده والحمد لله

مسلمون وكفى
نرى أن هذا النقاش الذي يود صاحبه الانتصار لمذهب أو فكرة لا يخدم الإسلام بل يزيد الهوة بين المسلمين
ويفرق و لا يجمع فاتقوا الله
اعلم يا اخي جزاك الله خيرا أنا كريم الحنبلي مسلم لقد وفقني الله أن عرفت وتعلمت من منهج السلف عقيدة أهل السنة والجماعة وعلى القاعدة العامة لهذا المنهج الكتاب والسنة على ماكان عليهالسلف أو بفهم السلف فمن هذا الأصل أرد على أي فعل أو قول لا ينطبق علي هذا الأصل ومهما كان قائله ولو كان ممن تعلمت منه المنهج الصحيح فالذي ومن بين الذي لا أراه يخالف هذا الأصل هو التسمي بالسلفي رغم أن هناك نصوص واضحة الدلالة سبحان الله بهافلن اخفي عليك أني أقول أنا مسلم على منهج السلف الصالح إن شاء الله ودليلي قولالله عز وجل ) هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هوسماكم المسلمين من قبل( ..إلى آخر الآيةفالسؤال هو كيف تنطبق على القاعدةالعامة وهو لو كان خيراً لسبقونا ونفعني الله بالعلم المستنير المصفى ....

الجواب هذه الآيةالكريمة التي ذكرتها أنا وهي قوله تعالى )هو سماكم المسلمين من قبل( لاتمنعمن أن يتسمى أهل الحق بأسماء أخرى لها معاني صحيحة ودلالات شرعية معتبرة وليس فيذلك محظور بل القرآن الكريم دل على ذلك فإن الله عزوجل سمى فيه المسلمين بأسماءأخرى حيث سماهم : المهاجرين والأنصار, وكذلك في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلىآله وسلم حيث قال(لاتزال طائفة من أمتي) الحديث فسماهم طائفة واستثناهم من عمومالأمة, وقال –أيضاً-(وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)فجعلهم فرقة واحدة وقال(خير التابعين أويس) فسمى الجيل الذي يأتي بعدهبالتابعين,فهذه الأسماء الشرعية لا تتعارض مع الآية الكريمة فنحن مسلمون على كل حاللم نطرح هذا الاسم الذي سمانا به ربنا عزوجل وكذلك نقول الطائفة المنصورة والفرقةالناجية كما سمانا نبينا عليه الصلاة والسلام ونقول أهل السنة والجماعة والسلفيون والأثريون كما قرره أهل العلم وهم في هذا ماضون على الأصل المقرر في الكتاب والسنةأن الاسم الشرعي الذي دلت عليه الأدلة الشرعية لابأس بإطلاقه والتسمي به والانتساب إليه بل قد يكون هذا الأمر حاجة ملحة خصوصاً بعد ظهور الفرق وتشعب الأهواء فكيف يتميز أهل الإتباع والدين الخالص عن أهل الأهواء والبدع فلو أن الأخ السائل -رعاك للهعاش في زمن الصحابة قبل ظهور الأهواء لكان كلاماً وجيهاً في أنه لاحاجة إلىأن نتسمى إلا بما جاء في الآية الكريمة( هو سماكم المسلمين) أما وهو يعيش في عصرفيه الشيعي والصوفي واالإباضي والقبوري والخرافي والأشعري والماتريدي والعقلاني والتكفيري والتحريري والإخواني والتبليغي والسروري ومسميات كثيرة كلها ترجع إلى ذلك الاسم(المسلمين) ولا تستطيع أن تخرجهم عنه وإلا كنت مثلهم فكيف السبيل يا أخي إلىتمييزك أنت وأمثالك عن هؤلاء؟ فإن قلت: أنا مسلم قالوا كلهم ونحن كذلك مسلمون وإنقلت: أنا مسلم على الكتاب والسنة قال لك معظمهم ونحن كذلك مسلمون على الكتاب والسنةلكن يبقى المحك وهو منهج السلف فهم لايستطيعون القول إنهم سلفيون أو على منهج السلف وأنى لهم ذلك وهم يحاربون منهج السلف فإنك إن قلت لهم : أنا مسلم على الكتاب والسنةومنهج السلف الصالح خرصوا جميعاً وصرت أنت في شق وهم جميعاً في شق آخرأنا مسلم على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وقد اختصرالعلماء هذه الجملة الطويلة إلى كلمةواحدة ذات دلالة متميزة ومعنى عظيم وهي كلمة سلفي, وبذلك تتميز الفرقة الناجيةوالطائفة المنصورة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا التميز لا يحصل بطبيعة الحال بكلمة (مسلمين) التي ينضوي تحتها ثلاث وسبعون فرقة واحدة فقط هيالناجية فلو تركنا هذه الفرقة الناجية بدون أسماء تميزها عن باقي الفرق الهالكةضاعت هويتها بين تلك الفرق وأنت ترى اليوم حرباً على الطائفة المنصورة والفرقةالناجية من قبل بعض الأشخاص والجماعات الحزبية ومحاولةً منهم في صهر هذه الفرقةالناجية ودمجها مع باقي فرق الضلال تحت هذا المسمى الذي تدعو أنت إليه (مسلمون) وهيكل مة حق أريد بها باطل ألم تسمع بأن أحدهم ألقى محاضرة عنوانها(مسلمون وكفى) فماالذي يريده هذا الشخص بهذا العنوان سوى طمس معالم الفرقة الناجية وإذابتها في هذاالمسمى الكبير الذي يجمع عنده كل فرق الضلال والغريب أن هذا الشخص نفسه كان يحاربالطائفة المنصورة بأسلوب آخر هو التفريق بينها وبين الفرقة الناجية بيد أنه كانيعترف بوجود طائفة منصورة أما اليوم فلا طائفة منصورة ولا فرقة ناجية (مسلمون وكفى)وهو بهذا المسعى يدعوا إلى التقريب بين كافة الفرق والطوائف ، وختاماً يا أخي الكريم إن المنهج السلفي الذي نعتز جميعا به ونفتخر بالانتساب إليه من أصوله ألاَّينفرد الإنسان بمسألة أو رأي ليس له فيها سلف من العلماء وليس أحد من العلماءالسلفيين السابقين ولا اللاحقين – فيما أعلم – دعا إلى ترك هذه الأسماء الشرعية أهلالسنة, أهل السنة والحديث, أهل السنة والجماعة, أصحاب الحديث, السلفيون وأمثالها منالأسماء الشرعية المعتبرة والرجوع إلى مسمى(مسلمين) فانتبه يا أخي فأنت بهذا الرأيتخالف منهج السلف من حيث لا تشعر وتوافق في الوقت نفسه أعداء الدعوة السلفية الذينتغيظهم هذه الأسماء حتى قال شخص منهم (السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهباًإسلامياً) أرأيت كيف يتفننون في إطفاء نور السلفية ودسها في ركام الفرق الهالكة؟!ثم لماذا نحن نناقض أنفسنا وواقعنا أرأيت لو أن كافراً دخل في الإسلام وأراد أنيتعرف على الإسلام المصفى الذي كان عليه السلف وهو يرى ألواناً وأشكالاً من الفرقوالأحزاب والجماعات وكلها تدّعي الإسلام فهل من النصح له أن نقول له (نحن مسلمونوكفى) ، ما أشبه هؤلاء – أعني دعاة الألقاب الواسعة الفضفاضة- بحال الواقفة الذينظهروا في زمن الإمام أحمد بن حنبل أيام ما كانت الحرب مستعرة بين أهل السنة من جهةوالجهمية من جهة أخرى في مسألة القول بخلق القرآن وانقسم الناس إلى حزبين حزب ينصرالله ورسوله ودينه وعقيدة المسلمين ، وحزب يعادي الله ورسوله ودينه وعقيدة المسلمين ، فظهرت طائفة تقول نحن لسنا نقول بقول هؤلاء يعني أهل السنة ولا بقول هؤلاء يعنيالجهمية ونقول القرآن كلام الله لا نقول غير مخلوق ولا نقول مخلوق فخذلوا أهل الحقبهذا الموقف البارد وبهذه الفلسفة الفارغة ما جعل الإمام أحمد يحشرهم مع الجهمية فيالتشنيع عليهم والتحذير منهم, وكذلك نابتة العصر على هذا المنطق الذي كانت عليهالواقفة قديماً يقولون : لسنا سلفيين ولا إخوانيين ولا تبليغيين ولا سروريين نحنمسلمون وكفى فوقفوا عند النقطة التي وقفت عندها الواقفة وخذلوا بهذا البرود وبهذهالفلسفة الفارغة أهل الحق, حتى لقب أهل السنة والجماعة جعلوه فضفاضاً واسعاً حيثأدخلوا فيه أهل الحديث والأشعرية والماتريدية والصوفية فصرت إذا سمعت أحدهم يقولأهل السنة والجماعة عرفت ماذا يريد بهذا اللقب بل حتى لقب (السلفيون) سطوا عليهلإفساده وإفساد الانتساب إليه فظهر في (الجزائر) ما يعرف بالجماعة السلفية للدعوةوالقتال ومعلوم أنهم يعنون قتال الحكومة وهذا وحده يكفي في إخراجهم من السلفية,وظهر في (المغرب الأقصى) ما يعرف بالسلفية الجهادية ويعنون بها كذلك جهاد الحكومةفهي رديفة لكلمة (القتال) السابقة وهذا كذلك يكفي في إخراجهم من السلفية ، فيا أخيالكريم أيجوز في الوقت الذي يتمسح فيه هولاء بالسلفية ويظهرون الانتساب إليها أننتخلى نحن عنها ونقول كما يقول دعاة التقريب الذي هو في حقيقته تسريب: مسلمون وكفى؟!قال الإمام الرباني شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – (لاعيب على من أظهرمذهب السلف, وانتسب إليه واعتزى إليه , بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق , فإن مذهبالسلف لا يكون إلا حقاً) المجموع (4/ 149) .










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-28, 19:49   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
mmahmoude84
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

على ماذا تتنابزون
الشيخ محمد بن عبد الوهاب لو لم يكن له من خير سوى توحيد الجزيرة العربية تحت راية واحدة بعدما كانت قبائل متناطحة متصارعة لكفته هذه










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 11:26   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
zianemohamed
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية zianemohamed
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقد اختصرالعلماء هذه الجملة الطويلة إلى كلمةواحدة ذات دلالة متميزة ومعنى عظيم وهي كلمة سلفي, وبذلك تتميز الفرقة الناجيةوالطائفة المنصورة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا التميز لا يحصل بطبيعة الحال بكلمة (مسلمين) التي ينضوي تحتها ثلاث وسبعون فرقة واحدة فقط هيالناجية فلو تركنا هذه الفرقة الناجية بدون أسماء تميزها عن باقي الفرق الهالكةضاعت هويتها بين تلك الفرق وأنت ترى اليوم حرباً على الطائفة المنصورة والفرقةالناجية من قبل بعض الأشخاص والجماعات الحزبية ومحاولةً منهم في صهر هذه الفرقةالناجية ودمجها مع باقي فرق الضلال تحت هذا المسمى الذي تدعو أنت إليه (مسلمون) وهيكل مة حق أريد بها باطل ألم تسمع بأن أحدهم ألقى محاضرة عنوانها(مسلمون وكفى) فماالذي يريده هذا الشخص بهذا العنوان سوى طمس معالم الفرقة الناجية وإذابتها في هذاالمسمى الكبير الذي يجمع عنده كل فرق الضلال
أخي هذا هو الخطا الكبير الذي يقع فيه الكثير حين يقول أنا سلفي أنا من الفرقة الناجية
ثم يرد الآخر برد عنيف والرابح الشيطان وأعداء الإسلام
نحن نريد مسلمين على نهج السلف تدينا وأخلاقا لا تسمية فقط
أظن قد فهمتني
والله من وراء القصد










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 12:08   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zianemohamed مشاهدة المشاركة
وقد اختصرالعلماء هذه الجملة الطويلة إلى كلمةواحدة ذات دلالة متميزة ومعنى عظيم وهي كلمة سلفي, وبذلك تتميز الفرقة الناجيةوالطائفة المنصورة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا التميز لا يحصل بطبيعة الحال بكلمة (مسلمين) التي ينضوي تحتها ثلاث وسبعون فرقة واحدة فقط هيالناجية فلو تركنا هذه الفرقة الناجية بدون أسماء تميزها عن باقي الفرق الهالكةضاعت هويتها بين تلك الفرق وأنت ترى اليوم حرباً على الطائفة المنصورة والفرقةالناجية من قبل بعض الأشخاص والجماعات الحزبية ومحاولةً منهم في صهر هذه الفرقةالناجية ودمجها مع باقي فرق الضلال تحت هذا المسمى الذي تدعو أنت إليه (مسلمون) وهيكل مة حق أريد بها باطل ألم تسمع بأن أحدهم ألقى محاضرة عنوانها(مسلمون وكفى) فماالذي يريده هذا الشخص بهذا العنوان سوى طمس معالم الفرقة الناجية وإذابتها في هذاالمسمى الكبير الذي يجمع عنده كل فرق الضلال
أخي هذا هو الخطا الكبير الذي يقع فيه الكثير حين يقول أنا سلفي أنا من الفرقة الناجية
ثم يرد الآخر برد عنيف والرابح الشيطان وأعداء الإسلام
نحن نريد مسلمين على نهج السلف تدينا وأخلاقا لا تسمية فقط
أظن قد فهمتني
والله من وراء القصد
لا ياأخي لست على خطأ لانني لم آتي من نفسي والفرق المذكورة ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم
لذا اسمع واطيع قال يا أيها الناس ! إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله ، وعترتي ، أهل بيتي
الراوي: أبو سعيد الخدري و جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7877
خلاصة الدرجة: صحيح
....لا لم افهمك تريد تدينا واخلاقا وانا اقول لك اريدك ان تكون على النهج السلف بدون شروط فقط ان تنتهج نهج السلف دينا اما اخلاقا فوالله في زمن رسول الله وهو معهم وكانت معاصي وسوء خلاق والسرقة والزنا والكذب والغلو والكبر يعني لو لم تكن هذه لما كانت هناك نهج ولا هناك النواهي عنها كل انسان ليس معصوم ..الكل يخطأ لكن ...وجب عليه ان يتدارك خطأه وان يتقبل الحق مهما كان قاسيا ولا يعاند..هل من اجل سوء خلق واحد او فئة نتنكر للنهج الحق ونتركه ونستميت على الفرق المارقة التي نعرف انها ليست على حق من خلال ...انسلاخهم عن الفرق الناجية واتخاذ نهج جديد عنها واتخاذ البدع والمحدثات بدل التمسك والتشبث بالكتاب والسنة ...









رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 18:08   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

صاحب الموضوع لم يعرف ماهو الغرض من مشاركتنا في موضوعه
هي عدم تناول شيخهم بنظرة عادلة وجعله بشر يخطاء ويصيب وتبيين ذلك للناس
فتناول الصواب وعدم تصويب الخطاء للناس
هذا سيجعلهم في مرتبة الملائكة والانبياء وليس الناس العاديين
وقد قلت هذا في احدى مشاركاتي
النظرة العادلة لكل علماء ودعات الامة في ميزان عدل واحد ومساوات
وليس تناول اصطياد اخطاء علماء لانهم في الاخير بشر ونسيان و اغفال اخطاء علماء اخرين
وهنا التحيز
على الرغم انه الشجاعة في الاعتراف بالحق موجودة في السنة النبوية الشريفة
في حادثة القتلي الذين قتلهم الصحابي خالد ابن الوليد عن طريق الخطاء
وكان هنا الرسول واضحا ويعلمنا درسا في الشجاعة وميزان الحق والعدل في النظر للناس عاديين و علماء اوحتى صحابة
في معنى قوله عليه الصلاة وابلسلام
اللهم اني ابرء اليك مما فعل خالد
ودفع دية الناس الذين قتلهم خالد ابن الوليد
وحداثة الصحابي الجليل الذي قتل شخصا ونطق الشهادة فلما سال لما قتلته
قال انه قالها خوفا من السيف
فرد عليه نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام
اشققت قلبه
هذا هو سبب مشاركتنا في الموضوع
اذا كان شيخكم قتل وازقه الارواح المسلمة الموحدة والمعصومة بالباطل فعترفوا
قال شيخنا ارتكب اخطاء جسيمة مثل قتل النفس المحرم سفك دمها
وخلاص وانتهى الامر
فهل راح نكون نعرف الاعتراف بخطاء الغير احسن من رسول الله عليه الصلاة والسلام
هذا كل مافي الامر









رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 18:12   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

يلاحظ الاهتمام بسلمان بن عبد الوهاب وغياب الاهتمام بشيخيي محمد عبد الوهاب واساتذته الذين عارضوه

تجريد سيف الجهـاد لمدّعي الاجتهـاد: للشيخ عبد الله بن عبد اللطيف الشافعي، وهـو أستاذ محمد بن عبد الوهـاب وشيخه ، وقد ردّ عليهـ في حياته.

الردّ على محمد بن عبد الوهـاب: لمحمد بن سليمان الكردي الشافعي، أستاذ ابن عبد الوهـاب وشيخه

يبقى السؤال مطروح









رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 18:14   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

على كل حال راح نشوف هذا الاختلاف من عدة زوايا










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 18:16   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

من جريدة الرياض هناك مقال

الشيخ سليمان بن عبدالوهاب في المجمعة

د. عبدالله بن إبراهيم العسكر
الشيخ سليمان بن عبدالوهاب بن سليمان بن مشرف، شقيق الشيخ محمد، وان توهم بعض الفضلاء غير ذلك، ولا نعلم أيهما أسن. وكان الشيخ سليمان يخلف أباه في قضاء حريملاء، وتبوأ مكانه بعد وفاته سنة 1153ه . وقال محقق كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة ان الشيخ سليمان أسن من أخيه الشيخ محمد صاحب الدعوة الاصلحية، لأن الأول تولى قضاء بلدة حريملاء. وليس هذا بدليل قوي، فقد يتولى الأصغر دون الأكبر، خصوصاً ان الشيخ محمد كان مشغولاً بعد وفاة والده بدعوته.
ولد الشيخ سليمان في بلد العيينة حينما كان أبوه قاضيا فيها. وتاريخ ولادته مجهول. وتعلم في العيينة على والده وغيره، ثم أكمل تعليمه الشرعي في حريملاء على يد والده وغيره من علماء عصره، خصوصاً في علم الفقه، الذي كان سنام العلوم الشرعية آنذاك. وصف المؤرخ ابن بشر في تاريخه بأنه من العلماء القضاة، والفقهاء من أصحاب المعرف والدراية. وتوفى الشيخ سليمان في الدرعية يوم السابع عشر من شهر رجب سنة 1208ه .
كان الشيخ سليمان منافياً لدعوة أخيه. ونقل أنه ألّف رسالتين أو كتابين يرد فيهما على دعوة أخيه مستشهداً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية. الأول: فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبدالوهاب. ولم أقف عليه، ورأيت له نقولات سأشير إليها لاحقاً. والثاني: الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية. ويبدو من عنوانه غلبة الصنعة عليه. فلم تشتهر الدعوة بهذا الاسم إلاّ متأخراً.
وكتب الشيخ عبدالستار الدهلوي في كتابه (فياض الملك المتعالي) ان النزاع بين الشقيقين طال، مما اضطر معه الشيخ سليمان إلى مغادرة نجد إلى المدينة المنورة غاضباً. وهناك كتب رسالته (فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبدالوهاب) وليس هذا بصحيح، وإنما الصحيح ان كان ثمة رسالة، فلابد أنه كتبها في حريملاء أو في المجمعة. هذا وقد ذكر ابن بشر في تاريخه وهو يتحدث عن حوادث سنة 5611ه وحوادث سنة 1167ه ومجمل الحوادث ان بعض طلبة العلم وأعيان حريملاء اختلفوا في قبول الدعوة السلفية. وكان الشيخ سليمان معارضاً لها كما قلنا. وأنه كتب كتاباً أرسل إلى أهل العيينة يوضح لهم فيها معارضته لدعوة أخيه. وحمل الخطاب رجل اسمه سليمان بن خويطر. لكن الأخير لم يتمكن من توصيل الرسالة لأصحابها، فقد قبض عليه ومعه الرسالة، فلما تيقن الشيخ محمد بن عبدالوهاب من الأمر أمر بقتل سليمان الخويطر. أما الشيخ سليمان فقد هرب إلى المجمعة ماشياً، بعد أحداث دامية ومواجهات بين جيش الدرعية ومقاتلين من أهل حريملاء.
ولم يتحقق أحد فيما اطلعت عليه من مؤلفات، عن المدة التي مرت على الشيخ وهو في المجمعة وما عمل فيها. وكان الشيخ سليمان قد غادر حريملاء يوم الجمعة السابع من شهر جمادى الأخير سنة 1168ه ، ثم غادر المجمعة إلى الدرعية سنة 1190ه حيث أقام فيها فيما يشبه الإقامة الجبرية. وبهذا يكون قد سلخ من عمره اثنتين وعشرين سنة مقيماً إقامة شبه دائمة في المجمعة. وليس لدينا معلومات كافية عن نشاطه في المجمعة.
والظاهر أنه اتخذ مقامه بعيداً عن النطاق السياسي المساند لأخيه محمد. على ان معارضة علماء المجمعة للدعوة لم تكن بذات الشدة التي عليها بعض العلماء في مناطق أخرى.
برز نشاط الشيخ سليمان في المجمعة في كتابة العقود الشرعية أو الشهادة عليها. أما ما عدا ذلك فلم يرد فيما نعلم أنه قام بعمل يذكر. فلا هو مثلاً جلس للطلاب ولا هو تقلد منصباً شرعياً أو دينياً. ويظهر أنه اختار البعد عن الجو السياسي والتعليمي نظراً لمعارضته لدعوة أخيه. من الوثائق التي كتبها الشيخ سليمان أو شهد عليها، وثيقة تملك بعض كتب علماء من أسرة آل الشبانة المعروفين. والوثائق بخطه. كما وصلنا وثيقة شهد فيها الشيخ سليمان على تأجير أرض سبل مسجد إبراهيم بن سيف عام 1186ه . وهذه الوثيقة لها ذكر ونص في كتاب المسائل النجدية للشيخ ابن قاسم (معنى الوثيقتين وليس صورتهما مما حدثني عنهما ابن العم عبدالله العسكر فله الشكر).
إنه لسؤال محير أن يبقى الشيخ اثنتين وعشرين سنة في المجمعة دون أن يرد له ذكر في المصادر المعاصرة، خصوصاً لدى المؤرخ ابن لعبون. والحق ان اختيار الشيخ سليمان لمنفاه في المجمعة دون غيره من البلدات النجدية، ربما يعود لكون المجمعة آنذاك لا زالت تحتفظ بعلاقات لم تصل لحد القطيعة مع الدرعية. وهو يعرف ان علماء المجمعة مثل الشيخان: حمد بن عثمان بن شبانة، ومحمد بن عثمان بن شبانة، والشيخ عبدالله بن سحيم، والشيخ أحمد بن محمد التويجري، لديهم ما يعدونه معارضة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ولكن لديهم قناة، إن لم أقل قنوات مفتوحة مع الدرعية سياسياً ودينياً. والحق ان معارضتهم للدعوة السلفية لم تصل في شدتها لمعارضة ابن مويس المجاور لهم في بلدة حرمة. فهل يمكن ان نعد هذا سبباً لسكوت الشيخ سليمان مدة طويلة. أم أنه اختار تدوين فكره المعارض في كتاب أو رسائل دون إذاعتها على طلبة العلم. المصادر التي بين أيدينا لا تسعفنا على استجلاء الحقيقة.
وقد سأل بعض ورثة الشيخ سليمان ومنهم الأخ: عبدالوهاب بن عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالوهاب بن عبدالعزيز بن سليمان بن عبدالوهاب فلم أظفر بطائل. والطريف أن بعض المؤرخين يقولون بانقطاع ولد الشيخ سليمان. والصحيح ما اختاره الشيخ حمد الجاسر من ان آل عبدالوهاب هم ذرية الشيخ سليمان. ويسكنون حريملاء.
وأميل إلى ان إقامة الشيخ سليمان في المجمعة ربما شهدت نشاطاً مسكوتاً عنه، مجاملة لأخيه. ولا يستبعد ان علماء المجمعة حاولوا التوسط بين الأخوين، وأخذت منهم الوساطة مدة طويلة، وانتهت بأن اصطحبوا الشيخ سليمان إلى الدرعية، وجمعوا بين الأخوين. ويظهر ان الشيخ سليمان قبل بالشرطين اللذين اشترطهما عليه أخوه الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهما: البقاء في المنزل، وعدم اظهار المعارضة أو النشاط فيها. على ان تجري له ما يحتاجه مثله من مصروفات ومؤمن. وهذا ما تم حتى وفاة الأخوين.
كما لم يرد ما يبين ان كانت إقامته الطويلة في المجمعة قد غيرت من آرائه تجاه الدعوة الاصلاحية. وأميل إلى ما اختاره الشيخ عبدالله البسام في كتابه علماء نجد، من أنه مات ولم يغير رأيه تجاه الدعوة. وبقي على معارضته الساكتة. وهذا خلاف ما اختاره الشيخ: عبدالرحمن بن عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ في كتابه: مشاهير علماء نجد وغيرهم. والعجيب ان الشيخ عبدالرحمن لم يترجم للشيخ سليمان، لأنه لم يعده من علماء نجد الذين ينطبق عليهم شروط كتابه. ومثله فعل صاحب: السحب الوابلة على ضريح الحنابلة. وتبقى ترجمة الشيخ عبدالله البسام الوحيدة في استيعابها لتاريخ الشيخ سليمان.
وكنت أشرت في مقال سابق في هذه الجريدة إلى خطورة ربط دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بدعاوى سياسية أو دينية من خارج الجزيرة العربية. واستعمال منافاة أخيه سليمان له كحصان طروادة. ويبدو ان ما حذرت منه وقع وسيقع. فقد وقع في يدي كتاب عنوانه: الوهابية من تأليف سامي قاسم أمين المليجي، من منشورات مكتبة مدبولي لعام 2006م. والكتاب يتحدث عن معارضة الشيخ سليمان للدعوة الاصلاحية، وكيف ان الشيخ محمد قمع المعارضة بقوة السيف. على ان المؤلف لا يستند إلى مؤلفات نجدية معاصرة، واستناده كان على كتاب: الفتوحات الإسلامية للشيخ أحمد بن زين بن أحمد دحلان المكي مفتي الشافعية بمكة. والكتاب فيه أغلاط كثيرة، وفيه تجن واضح. ولا يصح. أما كون الشيخ سليمان أقام في المجمعة مدة طويلة، فهذا أمر حدث، ولكن لا يجب تحميل هذا الحدث أكثر مما يحتمل. رحم الله الجميع والله أعلم.


https://www.alriyadh.com/2006/11/22/article203475.html

الكاتب رد على الجريدة في تعليقات القراء الموجودة في الرابط










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 18:28   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

تحويل أحلام اليقظة للوهابية إلي كابوس في مقالهم سليمان بن عبد الوهاب الشيخ المفترى عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه ممن أحسن الأدب بين يدى أهل العلم واستفهم عما أشكل عليه ولم ينخدع بتمويه أحداث الأسنان سفهاء الأحلام الذين يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كما وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم, وبعد؛
تحويل أحلام اليقظة للوهابية إلي كابوس في مقالهم سليمان بن عبد الوهاب الشيخ المفترى عليه

سليمان بن عبد الوهاب..... الشيخ المفترى عليه
وقفنا على مقال مهلهل محشو بالكذب والتدليس ولا يرتقي إلي المناقشة من شخص
أسمة محمد بن سعد الشويعر ويطلقون عليه لقب دكتور والمقال باسم
سليمان بن عبد الوهاب..... الشيخ المفترى عليه
وكم تعجبت عندما وجدت هذا المقال المهلل من هذا الشخص وكان تعجبي لانه قد وصل بهم الكذب والتدليس إلي طمس حقائق واضحة وضوح الشمس وأن بعض أتباع هذا المذهب أخذه حجة بل ويقومون بنشره على موقع ناصبي
يتبع محمد ابن عبد الوهاب ويتباهى به الوهابية وهو يخلو من دليل واحد
بل كله كلمات جوفاء لا معنى لها...
ونقول للوهابية محاولتكم فاسدة كاسدة فالتاريخ لا يرحم يا بني وهبان وكفاكم كذب
على الله ورسوله لنصرة مذهبه
فكاتب المقال المهلهل لا يعلم أن الشيخ النحرير الفهامة العلامة سليمان ابن عبد الوهاب
كتابه الصواعق الالهية في الرد على الوهابية أخذ أكثر من اسم وذاع صيته في الأفاق بأكثر
من اسم منها.
فصل الخطاب في مذهب محمد بن عبد الوهاب
وكلام أولى الألباب في مذهب محمد بن عبد الوهاب
وذلك لانه أرسل إلي أكثر من مكان وكان رداً على أخيه ولم يطلق عليه الشيخ أسماً محدداً والكتاب له مخطوطات كما ذكر العلماء.
فكيف يدعي الوهابية أن هذا الكتاب مدسوس وأنه لم يكن هناك خلاف بين الشيخ النحرير الفهامة العلامة
سليمان ابن عبد الوهاب وبين أخيه محمد ابن عبد الوهاب..
والكتاب مشهور نسبته للمؤلف وذكر في كتب التراجم والفهرسة فأي كذب يقول به الوهابية اخزاهم الله؟؟؟
ومما جاء من الكذب والتدليس من المدلس الشويعر في المقال المهلهل.
اقتباس :
والشيخ سليمان بن عبد الوهاب، اراد اهل الباطل ان يتسلقوا على كتفه بالكذب عليه، وجعله مطية تدافع عن اهوائهم وباطلهم، فنسبوا اليه كتابين هو منهما براء وهما: ((صواعق الالهية في الرد على الوهابية))، و((فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب))، هذا ما وصل الينا علمه، وقد تكون رغبات اهل الأهواء زادت بمؤلفات اخرى كما يحلو لهم,, كما قالوا ايضا عن والده بأنه عارض ابنه محمداً في دعوته
اقتباس :
ما سليمان فلم يعرف عنه رأي يخالف ذلك لا في الشيخ ولا في دعوته، ولم يذكر المخالفون للشيخ محمد وفق الرسائل الكثيرة رأياً للشيخ سليمان يخالف ما سار عليه اخوه، ولو عرفوا عنه شيئاً وهم لصيقون به لذكروه كبرهان يستدل به.. لكن العكس هو الصحيح. كما سوف يرى القراء فيما بعد من هذا البحث: نموذجاً من رسائله المؤيدة لدعوة الشيخ والحاثة لبعض طلبة العلم بالانضمام اليها وتبيين محاسنها.

ونترك أهل الشأن من المؤرخين يردون عليهم ويقحمون المسمي بالشويعر
وليعلمنا هل هؤلاء أهل الأهواء
وسنترك مشايخه يظهرون تدليسه فيا للعار الذي جلبه لبني وهبان.
قال ابن غنام الوهابي عن سبب تأليف محمد بن عبد الوهاب لرسالة مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد
" ثم إن الشيخ أرسل لأهل العيينة رسالة أبطل فيها ما موَّه به سليمان وما قاله وعطّل فيها كلامه وأقواله"
روضة الأفكار والأفهام، (2: 20)
ــــــــ

وصف محمد بن عبد الوهاب أخاه سليمان بأنه ملحد . مفيد المستفيد، ص 294، 297.
ــــــــ
وبأنه من أعداء الدين مفيد المستفيد، ص 286.
ــــــــ
قال ابن غنام الوهابي عن وقائع تلك السنة: سنة 1167، «وفيها: مقتل سليمان بن خويطر، وسبب ذلك أنه قدم بلدة حريملاء خفية، وهم إذ ذاك بلد حرب؛ فكتب معه سليمان بن عبد الوهاب إلى أهل العيينة كتاباً، وذكر فيه شبهاً مزخرفة، وأقاويل مغيَّرة محرفة، وأحاديث أوهى من نسج العنكبوت، وأمرَهُ أنْ يقرأها في المحافل والبيوت، وألقى في قلوب أناس من أهل العيينة، شبهاً مضرةً شينة، غيَّرتْ قلوبَ مَنْ لم يتحقق بالإيمان،ولم يعرف مصادر الكلام بالإتقان، فكان يفعل ما به أُمر، فلما تُحققَ حالُه واختبِر؛ أمر الشيخ به أنْ يُقتل؛ فقتل، وامتثل أمره وقبل، ثم إنَّ سليمان على حالته لم يزل يرسل الشبه في الكتب لأهل العيينة، مع من خرج منهم ودخل، ويبذل في ذلك الجد في العمل، ثم إن الشيخ أرسل لأهل العيينة رسالة أبطل فيها ما موّه به سليمان وما قاله، وعطل فيها كلامه وأقواله، نحا فيها منهج الصدق، وبيّن واضح الثواب والحق، فهي بحر زخر تياره وطمى، وسحاب همل ودقه وهمى، زيَّن فلكها بعلوم التوحيد الزواخر، تلين قلوب السامعين لقولها، ويصغي لها أهل الهدى بمسامع دلائلها محروسة عن كل معارض، وآياتها محفوظة عن كل مدافع»
روضة الأفكار والأفهام (1: 19- 20)
ــــــــ

قال ابن بشر ( عنوان المجد ) في حوادث سنة 1167 يقول فيها : وفي هذه السنة أيضاً قتل سليمان بن خويطر وذلك أنه لما قدم بلد حريملاء خفية وهي حرب , كتب معه سليمان بن عبد الوهاب إلى أهل العيينة كتاباً, وذكر فيه تشبيهاً على الناس في الدين, فتحقق عند الشيخ أن ابن خويطر قدم العيينة بذلك فأمر بقتله, فقتل. وأرسل الشيخ رحمه الله إلى أهل العيينة رسالة عظيمة طويلة في تبطيل ما لبس به سليمان على العوام , وأطال فيها الكلام من كتاب الله وسنة رسوله.
ــــــــ

قال حسين بن غنام في حوادث سنة 1165: «واستنشق الشيخ من أخيه سليمان، أنه لأسباب الردة معوان، وأنه يلقي إلى الرؤساء، وخاصة من الجلساء، شبهاً كثيرة، وإنما دعاه إلى هذا الحسد لأخيه والغيرة، فلأجل إلقائه عليهم الشبه، وترويجه عليهم بما خفي معنى واشتبه؛ كاتبه الشيخ وناصحه، بل أنّبه وكافحه، وحذّره شؤم العاقبة، وبيّن له أنه لا يدرك مطالبه؛ فلم تجده النصائح والإنذار، ولم يجنح إلى منهج الاعتبار، ومحجة الاستبصار، والطمأنينة والسكنى في تلك الديار، بل طلب واختار ركوب كواهل الأخطار، وكان سليمان قبل أنْ يطير من الردة اللهب؛ حين عذله الشيخ وعتب؛ أرسل إلى الشيخ رسالة، حبَّر فيها كلامه ومقاله، وزخرف فيها أقواله، ولكنها للعهد قد تضمنت، ولعقد الأيمان قد حوت وأحكمت، أنه إنْ وقع من أهل حريملاء ارتداد؛ لا يقيم يوماً في تلك البلاد؛ فلم يفِ بذلك الوعد، بل أخلف الميثاق والعهد، وآثر السكنى والبقاء، أيام الفتنة والشقاء، كيف لا وهو أبو عذرها؟ والباعث على تأسيس أمرها؟ والداعي إلى تأسيس قبيحها ونكرها»
روضة الأفكار والأفهام (2: 17- 18).
ــــــــ

و سليمان بن عبد الوهاب فقد هرب من البلد على قدميه إلى سدير .
روضة الأفكار والأفهام (2: 46)، وعنوان المجد (1: 65)، وابن لعبون (1: 163)
ــــــــ

ذكر محقق كتاب ( عنوان المجد في تاريخ نجد) عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ ـ ( وآل الشيخ ) يعنون بها أحفاد محمد بن عبد الوهاب ـ في حوادث سنة 1168هـ ص71 , في أمر هروب سليمان بن عبد الوهاب ماشياً إلى أن وصل مدينة سدير . فقال : سليمان هذا هو أخو الشيخ محمد بن عبدالوهاب لأمه وأبيه وكان سليمان في بادئ الأمر مناوئاً لأخيه الشيخ محمد ومعارضاً لدعوة التوحيد حسداً وعداء وظلماً وقد ألف سليمان رسالة يعارض فيها دعوة التوحيد ويرد فيها على أخيه الشيخ وقد وضع أعداء التوحيد لهذه الرسالة عنواناً وسموها ( الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية ) وطُبعت بهذا العنوان سنة ألف وثلاثمائة وثمان وعشرين .
وقد حاول المحقق القول بأن الشيخ سليمان قد رجع عن معارضته وتاب وأنه قد وقف على رسالة تفيد توبته ورجوعه عن ما ألفه ضد اخيه. وهي محاولة فاشلة . فرسائل محمد بن عبد الوهاب التي كان يرسلها لأمراء المناطق وشيوخ القبائل محفوظة لديهم . وبالتالى طالما أن هناك رسالة تفيد توبة الشيخ سليمان ورجوعه عن معارضة أخيه كما يقول محقق الكتاب , فلما لا يبرزوها للملأ ويُظهروها للعلن كما أبرزوا رسائل جدهم محمد بن عبد الوهاب ؟!.
ــــــــ

قال ابن لعبون في تاريخه المخطوط :" و في سنة تسعين بعد المائة و الالف وفد اهل الزلفى و منيخ على الشيخ محمد بن عبد الوهاب و عبدالعزيز بن محمد و معهم سليمان بن عبدالوهاب ، وقد استقدمه اخوه محمد و عبدالعزيز كرها ، و ألزموه السكن في الدرعية ، و قاموا بما ينوبه من النفقة حتى توفاه الله فيها ".اهـ
ابن لعبون (1: 184)
ا
بن لعبون هذا معاصر لمحمد بن عبد الوهاب وأخيه وشاهد الواقعة إلى أن توفى الله الشيخ سليمان رحمه الله وهو مكره !
ــــــــ

وقد أكد ذلك شيخ الوهابية ونقل وأكد الخلاف
جاء في كتاب "علماء نجد خلال ثمانية قرون" عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام الوهابي في ترجمة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب (ص350-357) :
(
و الشيخ سليمان مخالف لأخيه الشيخ محمد و لدعوته و معاد لها و راد عليها ، و كان حين ولاية الإمام محمد بن سعود عليها هو القاضي في حريملاء) اهـ
ــــــــ

قال مشهور حسن الوهابي في كتابه ( كتب حذر العلماء منها ) ما نصه : ( لقد كان لهذا الكتاب أثر سلبي ( ! ) كبير ، إذ نكص بسببه أهل ( حريملاء ) عن اتباع الدعوة السلفية ( ! ) ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل تجاوزت آثار الكتاب إلى ( العيينة ) .
فارتاب ، وشك بعض من يدعي العلم في ( العيينة ) في صدق هذه الدعوة ، وصحتها ( ! ! ! )
كتب حذر . . ( 1 / 271 )
ــــــــ

قال مفتي الحنابلة بمكة المتوفى سنة ١٢٩٥ هـ الشيخ محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي في كتابه "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة"(ص/ ٢٧٥) في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب بن سليمان ما نصّه : "وهو والد محمّد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الافاق، لكن بينهما تباين مع أن محمدًا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده، وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غضبان على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر، فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر، فقدّر الله أن صار ما صار، وكذلك ابنه سليمان أخو الشيخ محمد كان منافيًا له في دعوته ورد عليه ردًا جيدا بالآيات والآثار لكون المردود عليه لا يقبل سواهما ولا يلتفت إلى كلام عالم متقدمًا أو متأخرا كائنا من كان غير الشيخ تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن القيم فإنه يرى كلامهما نصّا لا يقبل التأويل ويصول به على الناس وإن كان كلامهما على غير ما يفهم، وسمى الشيخ سليمان رده على أخيه "فصل الخطاب في الرد على محمّد بن عبد الوهاب" وسلّمه الله من شرّه ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد، فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله، وقيل إن مجنونًا كان في بلدة ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسلاح، فأمر محمدٌ أن يعطى سيفًا ويدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلما رءاه الشيخ سليمان خاف منه فرمى المجنون السيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تخف إنك من الآمنين ويكررها مرارا، ولا شك أن هذه من الكرامات ". ا.هـ.
ــــــــ

وممن أثبتها باسم ( فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب) عبد العزيز محمد بن علي العبد اللطيف , مؤلف كتاب ( دعاوى المناوئين ) دار الوطن للنشر ـ ط1 ـ 1412 هـ .
حيث ينقل مُؤلف الكتاب عن الدكتور عبد الله العثيمين عدداً- تقريبياً – لأولئك الخصوم ( خصوم محمد بن عبد الوهاب ) في نجد آنذاك وتنوع مواقفهم فيقول ( أي الدكتور العثيمين)
واضح من رسائل الشيخ الشخصية أن دعوته لقيت معارضة شديدة من قبل بعض علماء نجد, فالمتتبع لها يلاحظ أن أكثر من عشرين عالماً أو طالب علم وقفوا ضدها في وقت من الأوقات .......إلخ . ص32
ذكرهم وذكر بعض من ألف ضد محمد بن عبد الوهاب من ضمنهم سليمان فقال :
سليمان بن عبد الوهاب , شقيق محمد بن عبد الوهاب تولى قضاء حريملاء ألف رسالة سماها (فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب ) ( ت 1208هـ ) ص40
ــــــــ

وقد ذكر الكتاب في معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة
( 4 / 269 )
ــــــــ

وذكر في إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن اسامى الكتب والفنون إسماعيل باشا البغدادي ( 2 / 190 ) باسم : فصل الخطاب في مذهب محمد بن عبد الوهاب . وذكره كحالة ، أيضا . والمعروف أن الاسمين لكتاب واحد ، كما ذكر اسمه في بعض الفهارس هكذا : فصل الخطاب من كتاب رب الأرباب ، وحديث رسول الملك الوهاب ، وكلام أولى الألباب في . . . مذهب محمد بن عبد الوهاب
ــــــــ

فائدة
في المكتبة الأزهرية نسخة مخطوطة من الكتاب تحت عنوان: "الرد على من كفر المسلمين بسبب النذر لغير الله والاستغاثة بغيره ونحو ذلك" تحت رقم 66278.
وهناك نسخة أخرى ذكرها الزركلي في الأعلام 3: 130
ــــــــ

فالكتاب وجد تحت أكثر من اسم وله مخطوطات تؤكده فأي كذب يقول به الوهابية بعد إعترافات مشايخ الوهابية انفسهم والمعاصرين لابن عبد الوهاب والمؤرخين وكما ذكر في كتب الفهرسة والترجمة.
فمن نصدق من عاصر ابن عبد الوهاب وكل هؤلاء الوهابية ومعهم أصحاب كتب التاريخ والفهرسة أم نصدق الشويعر؟؟
بالإضافة إلي أن من ضمن من أثبتها الشيخ العلامة احمد زيني دحلان في رده على الوهابية في كتابه فتنة الوهابية.
فالتاريخ لا يرحم!!!!!
أعتقد أنه تسقط عدالة الوهابية كلياً بعد هذا الكذب الواضح للعيان
فكل كتب التراجم والفهرسة بل وإعترافات مؤرخي الوهابية ومشايخهم كلها تدل على نسبة الكتاب
ووجود الخلاف وآرخ لذلك المعاصرين لمحمد ابن عبدالوهاب.
فهل يصح أن نصدق وهابي يتحذلق ويلعب في الوقت الضائع ويكذب ثم يكذب إلي أن صدق نفسه فقال ان الكتاب لا يصح وان الشيخ سليمان رحمه الله رجع وندم بغير دليل واحد بل كله مقال عقيم يدل على جهل فظيع ؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 18:30   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بتصرف
ونلاحظ هنا انو محمد بن عبد الوهاب انتظر موت ابوه ليقوم بدعوته
وهنا لماذا
هل كانت هناك اشارات من الاب ترفظ هذه الدعوة










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 18:34   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

في كل هذا انا ارجح هذا البحث واعتقد انه وسطي في حقيقة خلاف الاقارب اخوه وعلماء نجد الحنابلة مع محمد بن عبد الوهاب
والله اعلم


حقيقة الخلاف بين محمد بن عبد الوهاب وأخيه سليمان
للأستاذ سعود بن صالح السرحان
كاتب وباحث "سعودي" والمشرف العام على موقع جدل مكة المكرمة


إعادة كتابة تاريخ «الوهابية».. دعوة إلى فهم أسباب الولادة الأولى
المقدمة
ترجع علاقتي بهذا البحث إلى قرابة عشر سنوات، حيث كان جزءاً من مقدمة كتبتها لتحقيق كتاب: «مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد» للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد حالت الظروف دون نشر ذلك الكتاب، وبقيت أعيد النظر من آنٍ إلى آن في هذه المقدمة، وكلما نظرت فيها وجدت جوانب تحتاج إلى مزيد دراسة: من ناحية تحقيق الوقائع التاريخية «حيث تجمع لدي ما يدعوني إلى التوقف في بعض أخبار ابن غنام وابن بشر «لا سيما بعد مقارنة أخبارهما بأخبار مصادر محايدة عاصرت وشاهدت الأحداث، مثل ابن عباد»، كما أن الحقل الاجتماعي لم يزل فقيراً للدراسات الجادة، وقبل ذلك وبعده علاقة الديني بالدنيوي، أو علاقة السياسة بالدين، ففي ظني أيضاً أن الوهابية يُساء فهمها من بعض خصومها ومن بعض مؤيديها على وجه سواء عند إغفال دراسة مقولاتها الدينية وربطها بالواقع السياسي أو بالأهداف السياسية «مثل: التكفير، ومشروعية القتال، والولاء والبراء، والهجرة..».
هذا النقص كان يدعوني إلى إعادة القراءة، وإلى التريث في نشر هذا البحث وأنه في الحقيقة ليس إلا جزءاً من مشروع كبير لإعادة كتابة تاريخ الوهابية وفهم مقولاتها، وكانت المشاغل الدراسية والمشاريع العلمية الأخرى تحول دوني والتفرغ لإتمام هذا البحث، لكن بعض الأحداث الثقافية التي حصلت مؤخراً دعتني إلى المبادرة بنشره، فقد ظهرت عدة مقالات بحثية لباحثين مرموقين «من أمثال الدكتورين خالد الدخيل وسعد الصويان» تدعو لإعادة فهم أسباب ولادة الوهابية والدولة السعودية الأولى. كما ظهرت بعض الكتب والمقالات التي تعوزها الدقة عن سليمان بن عبد الوهاب، فوجدت أنه من المناسب نشر هذه المقالة البحثية في هذا الوقت؛ لتسهم في إثارة التساؤلات وتحفيز الباحثين لإعادة دراسة الوهابية بعيداً عن الدعاوى والدعاوى المضادة.
المبحث الأول: سليمان بن عبد الوهاب:
لم يصلنا الكثير من أخبار سليمان بن عبد الوهاب؛ فتاريخ مولده مجهول، وكذلك أخباره العلمية، ونحن لا نعرف عن مولده إلا أنه ولد في العيينة، لما كان والده قاضياً هناك[1] ، ثم انتقل مع والده عام 1139 هـ إلى حريملاء[2] .
أما شيوخه:
فلا نعرف منهم إلا والده، عبد الوهاب[3] .
وذكر ابن بسام أنه قرأ على غيره من علماء نجد[4] ، لكنه لم يبين لنا من هم هؤلاء العلماء.
وعلى كل حال؛ فهو لم يكن صاحب رحلة في طلب العلم، كما كان أخوه محمد[5] .
أعماله:
تولى القضاء في حريملاء، بعد وفاة والده في ذي الحجة سنة 1153، واستمر على ذلك حتى سقوط حريملاء في يد ابن سعود سنة 1168[6] .
العلاقة بين محمد بن عبد الوهاب، وأخيه سليمان:
قبل أنْ أعرض لموقف سليمان من دعوة أخيه؛ أحب أنْ أذكر باختصار العلاقة بين بلدة حريملاء، التي كان سليمان قاضياً فيها، وبين الدعوة الوهابية، وذلك باختصار:
حريملاء والدرعية:
بدأ محمد بن عبد الوهاب دعوته في حريملاء، بعد وفاة والده في ذي الحجة من سنة 1153، وتبعه أناس من أهل البلد، إلا أنه لم يأمن على نفسه؛ فانتقل إلى العيينة، ثم انتقل إلى الدرعية، سنة 1158، أو أواخر سنة 1157[7] .
وانضمت حريملاء للدعوة سنة 1158، ولم يكن لها رئيس؛ حتى عين محمد بن عبد الوهاب[8] على البلد محمد بن عبد الله بن مبارك[9] ، سنة [10] 1158.
وقد ناصر أهلُ حريملاء دعوةَ محمد بن عبد الوهاب، وشاركوا في أغلب الغزوات، من سنة 1159 إلى سنة 1161 التي قاتلوا فيها مع أهل الدرعية[11] .
وفي سنة 1160: غزا أهل الدرعية، والعيينة، ومنفوحة، وحريملاء: الرياضَ؛ فانفلت رجل يقال له: أبو شيبة، من أهل حريملاء وأنذر دهام بن دواس[12] .
وفي السنة نفسها: حصل بين ابن معمر أمير العيينة، ومحمد بن مبارك أمير حريملاء العهد والمصافاة والاتفاق[13] .
ثم إننا نجد أنه في سنوات 1162، و1163، و1164 لم يرد لأهل حريملاء أي ذكر في مشاركتها للغزو مع أهل الدرعية.
ويبدو أن العلاقة كانت متوترة بين حريملاء والدرعية، حتى وصل الأمر سنة 1165 إلى: خروج أهل حريملاء عن حكم ابن سعود[14] ، وطردهم لأميرهم محمد بن عبد الله بن مبارك، ومعه بعض أقربائه وأنصاره، مثل أخيه عثمان، وعدوان بن مبارك، وابنه مبارك بن عدوان[15] ، وبنائهم سور البلد وتحصينه احتياطاً من هجوم أهل الدرعية عليهم[16] .
وقد حاول محمد بن مبارك إعادة السيطرة على البلد، بالتعاون مع بعض أقربائه؛ لكن أهل حريملاء أفشلوا مخططه، وقتلوه وبعض معاونيه، ومنهم عدوان بن مبارك[17] .
وبعد أن قتل أهل حريملاء محمد بن مبارك أرسلوا إلى أمير العيينة مشاري بن معمر، وهو المعيّن من قبل ابن عبد الوهاب، أن ينضم إليهم، لكنه رفض[18] .
فما السبب الذي جعل العلاقة تسوء بين حريملاء والدرعية ابتداءً من سنة 1162، حتى انتهى الأمر بالعداء والحرب سنة 1165؟
في الحقيقة نجد أن المصادر تسكت عن ذكر سبب هذا العداء، غير أننا نستطيع تلمس الأسباب المؤدية إليه، فمحمد بن عبد الوهاب لم يجد في حريملاء تأييداً قوياً لما بدأ دعوته فيها، ما دعاه إلى مغادرتها، ولعل سبب ذلك هو عدم اقتناع أهل حريملاء بدعوته، ويقودهم في ذلك سليمان بن عبد الوهاب، أخوه.
هذا من الناحية الفكرية، أما من الناحية السياسية فنجد أن حريملاء انضمت للدعوة مبكرًا، ويبدو أن ذلك كان متابعة لابن معمر أمير العيينة، وكانت حريملاء بعد انضمامها للدعوة منضوية تحت لواء ابن معمر في الحروب، فهم يخرجون معه، حيث تخبرنا التواريخ أن الجيوش الوهابية كانت، غالباً، تخرج في قسمين: أحدهما: تحت إمرة ابن معمر، وفي هذا القسم حريملاء، والقسم الثاني: تحت إمرة ابن سعود، وأمير الجميع ابن معمر.
وفي سنة 1160، كما سبق، حصل التعاهد بين ابن معمر، وابن مبارك، رئيس حريملاء، على المصافاة والاتفاق.
لذا فلما حصل التجافي بين ابن عبد الوهاب وابن سعود من جهة وابن معمر من جهة أخرى سنة 1162؛ وقف أهل حريملاء في صف ابن معمر، وكان عدم مشاركتهم في الغزو دليلاً على اعتراضهم على معاملة ابن سعود وابن عبد الوهاب لابن معمر، واشتد الخلاف بين ابن معمر من جهة، وابن عبد الوهاب وابن سعود من جهة أخرى؛ إلى أن حسم باغتيال ابن معمر في المسجد بعد صلاة الجمعة[19] ، وهذا بلا شك جعل أهل حريملاء لا يشعرون بالأمان، وجعلهم يدبرون للتمرد سراً، حتى أظهروه عام 1165.
وسبب تأخرهم في إعلان التمرد هو أن أمير حريملاء ابن مبارك المعين من قبل ابن عبد الوهاب لم يكن راضياً عن هذا التمرد، ووصلت أخبار الإعداد للتمرد إلى ابن عبد الوهاب، الذي أرسل لأخيه سليمان أكثر من مرة يحذره من مغبة الانضمام إلى المتمردين.
وبعد إتمام أهل حريملاء تحصين بلدهم، هجموا سنة 1166 على الدرعية، ورد أهل الدرعية بأن هاجموهم عدة مرات[20] .
ويبدو أن الحرب لم تكن عسكرية فقط، بل كانت فكرية أيضاً، فقد بدأ سليمان بن عبد الوهاب بحرب إعلامية ضد أخيه وصار يرسل الرسائل في الرد على الوهابية، وبدأ في تحريض أهل العيينة، ففي سنة 1167: قُبض على سليمان بن خويطر في العيينة، ومعه كتاب من سليمان بن عبد الوهاب، فأمر محمد بن عبد الوهاب بقتله، وكتب محمد بن عبد الوهاب كتابه: «مفيد المستفيد» رداً على أخيه سليمان[21] .
وفي سنة 1168 يوم الجمعة الثامن من جمادى الأولى، سقطت حريملاء وقتل 100 من أهلها، وهرب سليمان بن عبد الوهاب، وعين على حريملاء مبارك بن عدوان[22] .
وفي السنة ذاتها 1168 هجم أهالي حريملاء، الذين هربوا منها، ومعهم دهام بن دواس وأهل سدير وأهل ثادق وأهل الوشم على حريملاء، واستولوا عليها، ودام القتال خمسة أيام، وانتهى بهزيمة المهاجمين من أهل حريملاء، وعودة حريملاء إلى طاعة الوهابية[23] ، وقتل أربعين من المهاجمين[24] .
وفي ذي القعدة من سنة 1170 وصل مربد بن أحمد القاضي، من أهل حريملاء، إلى أرض اليمن، وقابل الصنعاني، وذكر المسائل التي يختلف فيها مع محمد بن عبد الوهاب، ما أدى إلى رجوع الصنعاني عن قصيدته في مدح محمد بن عبد الوهاب.
وفي سنة 1171 عزل محمد بن عبد الوهاب مباركَ بن عدوان عن إمارة حريملاء؛ فأعلن هذا الأخير العصيان، لكنه فشل، وتفرق الذين معه، ومنهم مربد القاضي الذي قبض عليه أمير رغبة وقتله[25] .
وفي سنة 1172 هاجم مبارك بن عدوان حريملاء، ومعه أهل الوشم وسدير ومنيخ، مستمدين قوتهم من عريعر قائد الأحساء، وجرى قتال لمدة ثلاثة أيام، ولم ينجح المهاجمون في الاستيلاء على المدينة[26] .
وبهذا تم إغلاق ملف حريملاء العسكري نهائياً.
[1] الذي يترجح عندي أن سليمان كان أكبر من أخيه محمد، وذلك لأنه هو الذي ولي القضاء بعد أبيه، ولأن اسمه سليمان، ومن عادة أهل نجد أن يكون اسم الابن الأكبر على اسم الوالد.
[2] علماء نجد «2: 350».
[3] المرجع السابق.
[4] المرجع السابق.
[5] لعل السبب في عدم ترحّله في طلب العلم؛ أنه كان يساعد أباه في شؤونه.
[6] انظر عنوان المجد، أحداث سنة 1165، وعلماء نجد «2: 350».
[7] روضة الأفكار والأفهام، وعنوان المجد «1: 31، 36، 39». وتاريخ ابن لعبون، ضمن الخزانة «1: 156- 157».
[8] كما تدل على هذا عبارة ابن بشر.
[9] عائلة المبارك من قبيلة عنزة، ومن أشهر المنتسبين إلى هذه العائلة: الشيخ فيصل بن محمد المبارك، المولود في حريملاء سنة 1319، كان قاضياً في الشارقة، وتنقل في بعض الوظائف الدينية، حتى توفي سنة 1399. تتمة الأعلام، لمحمد خير «2: 18».
[10] روضة الأفكار والأفهام، وعنوان المجد «1: 31، 40».
[11] روضة الأفكار والأفهام «2: 7- 17».
[12] عنوان المجد، «1: 47». وقد قتل في هذه الوقعة فيصل وسعود ابنا محمد بن سعود. انظر: تاريخ ابن لعبون، ضمن الخزانة «1: 157».
[13] عنوان المجد «1: 48».
[14] هنا مسألة يجب أنْ يوليها الباحثون اهتمامهم، وهي: أن كثيراً من البلدان التي ناصرت دعوة محمد بن عبد الوهاب، ودخلت في الدعوة سلماً؛ رجعت فانقلبت على الدعوة، وخرجت منها.
فحريملاء، وهي من أوائل المؤيدين للدعوة حيث انضمت لها فور إعلانها عام 1158، رجعت وتمردت وحاربت الدعوة سياسياً وإعلامياً وعسكرياً عام 1165، وتمردت مرة أخرى عام 1171.
ومنفوحة التي انضمت سلماً للدعوة قرابة عام 1159، رجعت عن تأييد الدعوة سنة 1166.
وثرمداء التي انضمت سلماً للدعوة سنة 1159، رجعت عن تأييدها سنة 1160.
وضرما التي انضمت سلماً للدعوة عام 1161 تقريباً، نجد أنها رجعت عن تأييدها للدعوة عام 1164.
والرياض التي انضمت للدعوة سلماً عام 1167، تخلت عن تأييدها عام 1168، ثم نجد أنها عادت إلى تأييد الدعوة عام 1177، ثم تراجعت مجددًا عن تأييدها عام 1178.
والعودة التي انضمت سلماً للدعوة سنة 1170، رجعت عن تأييدها في السنة ذاتها.
والحوطة التي انضمت للدعوة سلماً سنة 1171، رجعت عن تأييدها سنة 1190.
ونجد خبراً عن تراجع أهل وثيثياء عام 1176.
وكذلك نجد خبراً عن تراجع أهل الحائر سنة 1182.
والقصيم التي انضمت للدعوة سنة 1183، رجعت بريدة منها عن تأييدها سنة 1188، ثم أخضعت حرباً سنة 1189، ثم رجعت بلدان القصيم كلها عن تأييد الدعوة سنة 1196، إلا بريدة والرس والنومة.
وحرمة التي انضمت للدعوة سلماً سنة 1188، رجعت عن تأييدها سنة 1191، ثم عادت إلى تأييد الدعوة في السنة ذاتهاـ ثم تراجعت عن تأييدها سنة 1193.
والحريق التي أيدت الدعوة سنة 1188، رجعت عن تأييدها سنة 1190.
والدلم التي أيدت الدعوة سلماً 1189، رجعت عن تأييدها سنة 1190، ثم عادت،بواسطة الحرب، للدعوة في السنة ذاتها، إلا أنها تراجعت عن تأييدها للدعوة في السنة ذاتها أيضاً.
والزلفي التي انضمت للدعوة سلماً عام 1190، نجد أنها حاربت أهل الدرعية عام 1193.
وكذلك اليمامة التي انضمت للدعوة سلماً عام 1190، ثم رجعت عن تأييدها للدعوة في السنة نفسها.
ونجد خبراً عن تراجع أهل الخرج سنة 1190.
وكذلك خبراً عن تراجع أهل الروضة سنة 1196.
ووادي الدواسر الذي انضم أهله للدعوة سنة 1202، رجع كثير منهم عن تأييدها في السنة ذاتها.
وكذلك كثير من قبائل البادية رجعت عن تأييدها للدعوة سنة 1204.
والأحساء التي انضمت للدعوة سنة 1207، رجعت عن تأييدها في السنة ذاتها، ثم أعيدت بالقوة، لكنها رجعت عن تأييدها مرة أخرى سنة 1210.
وهي السنة التي يقف البحث عندها.
وجميع البلدان التي خرجت عن الدعوة جرت محاربتها وإرجاعها عسكرياً إلى حظيرة الدعوة.
وكلما قدم غازٍ على نجد؛ تبعته أكثر المدن والقبائل، وانضمت معه لمحاربة الدعوة، فمن ذلك: لما قدم الشريف غالب سنة 1205 «تظاهرت بأسباب الردة في بادية وبلدة، خلق كثير لا يحصون ولا يعدون ولا يستقصون». ابن غنام «2: 147»، وكذلك أيدوا المكرمي في قدومه الثاني سنة 1189. ابن غنام «2: 91»، ولما قدم عريعر سنة 1178: «تبين من أهل نجد الارتداد، ونجم الضلال والنفاق، وقام الباطل على ساق» ابن غنام «2: 68».
هذا عدا المحاولات الفاشلة من بعض المدن في الخروج عن سيطرة الدعوة، كما حصل عام 1201 من أهل اليمامة.
وسنة 1202 من أهل عنيزة.
وسنة 1191 من أهل منيخ وسدير والحوطة والعودة وحرمة.
بل حتى الدرعية نفسها لم تسلم من محاولة انقلاب فما سبب هذا الإقبال على تأييد الدعوة، ثم الانقلاب عليها؟
فالمسألة تحتاج إلى مزيد دراسة وبحث.
وكذلك الحال في الأشخاص الذين أيدوا الدعوة، ثم تراجعوا عن ذلك، سواء كانوا علماء، أو رؤساء، وهم كثير.
[15] روضة الأفكار والأفهام «2: 17»، وتاريخ الفاخري ص 134، وتاريخ ابن لعبون، ضمن الخزانة «1: 160»، وعنوان المجد «1: 59».
[16] قارن بما جاء في تاريخ ابن لعبون، ضمن الخزانة «1: 160».
[17] روضة الأفكار والأفهام «2: 18»، وتاريخ ابن لعبون، ص 160.
[18] روضة الأفكار والأفهام «2: 18».
[19] روضة الأفكار والأفهام «2: 13».
[20] روضة الأفكار والأفهام «2: 18- 19»، وانظر: تاريخ ابن لعبون «1: 161».
[21] روضة الأفكار والأفهام «2: 19- 20»، وتاريخ ابن لعبون، «1: 162».
[22] روضة الأفكار والأفهام «2: 45- 46»، وقارن بما جاء في تاريخ ابن لعبون «1: 162- 163».
إنَّ مقتل أكثر من مائة رجل، في يوم واحد، من قرية من قرى نجد، في القرن الثاني عشر الهجري «الثامن عشر الميلادي» يُعتبر عدداً رهيباً، لا سيما إذا كانت قرية صغيرة مثل حريملاء في ذلك العصر.
وإنْ كنت أشك في هذا العدد، فابن غنام بعد مقارنتي لما يكتبه مع غيره من المؤرخين المحايدين؛ أجده يبالغ في ذكر عدد قتلى الخصوم، ويقلل من ذكر عدد قتلى الوهابية. عدد القتلى عند ابن لعبون قرابة 80. انظر: تاريخ ابن لعبون «1: 163».
[23] روضة الأفكار والأفهام «1: 47».
[24] تاريخ ابن عباد ص 86، وذكر ابن غنام أن القتلى كانوا ستين رجلاً. روضة الأفكار والأفهام «1: 47»، وابن لعبون ص 164، وابن عباد أوثق منهما، وكان معاصراً وقريباً من الحدث.
[25] روضة الأفكار والأفهام «2: 53- 54»، وتاريخ ابن لعبون، ص 167، وعنوان المجد «1: 80- 81».
[26] روضة الأفكار والأفهام «2: 55»، وعنوان المجد «1: 82».

فأين كان سليمان بن عبد الوهاب من هذا كله؟
يبدو أن سليمان لم يكن مؤيداً لدعوة أخيه محمد، وهو بهذا يسير على خطى والده عبد الوهاب[1] ، لكن معارضته للدعوة كانت سرية في بداية الأمر، ثم قويت وظهرت علانية.
فمنذ سنة 1154 أو أواخر سنة 1153، وهو الوقت الذي بدأ فيه محمد بن عبد الوهاب الدعوة[2] ، وحتى سنة 1165 لا نجد لسليمان ذكراً، لا تأييداً ولا معارضةً لدعوة أخيه، مع أن أهالي حريملاء من أوائل المنضمين، سلماً، لدعوة محمد بن عبد الوهاب، وهم من أكثر المشاركين في الغزوات.
وفي سنة 1165 نجد لسليمان نشاطاً سرياً معارضاً للدعوة، إلا أنه كان على مستوى النخبة، فقد قال حسين بن غنام في حوادث سنة 1165: «واستنشق الشيخ من أخيه سليمان، أنه لأسباب الردة معوان، وأنه يلقي إلى الرؤساء، وخاصة من الجلساء، شبهاً كثيرة، وإنما دعاه إلى هذا الحسد لأخيه والغيرة، فلأجل إلقائه عليهم الشبه، وترويجه عليهم بما خفي معنى واشتبه؛ كاتبه الشيخ وناصحه، بل أنّبه وكافحه، وحذّره شؤم العاقبة، وبيّن له أنه لا يدرك مطالبه؛ فلم تجده النصائح والإنذار، ولم يجنح إلى منهج الاعتبار، ومحجة الاستبصار، والطمأنينة والسكنى في تلك الديار، بل طلب واختار ركوب كواهل الأخطار، وكان سليمان قبل أنْ يطير من الردة اللهب؛ حين عذله الشيخ وعتب؛ أرسل إلى الشيخ رسالة، حبَّر فيها كلامه ومقاله، وزخرف فيها أقواله، ولكنها للعهد قد تضمنت، ولعقد الأيمان قد حوت وأحكمت، أنه إنْ وقع من أهل حريملاء ارتداد؛ لا يقيم يوماً في تلك البلاد؛ فلم يفِ بذلك الوعد، بل أخلف الميثاق والعهد، وآثر السكنى والبقاء، أيام الفتنة والشقاء، كيف لا وهو أبو عذرها؟ والباعث على تأسيس أمرها؟ والداعي إلى تأسيس قبيحها ونكرها»[3] .
هذا نص مهم جداً، إلا أنَّ المؤلف أفسده بالسجع المتكلف، حتى استعصت بعض المواضع على الفهم.
فمما نستخلصه من هذا النص:
1- استشعار محمد بن عبد الوهاب بوجود معارضة مستترة في حريملاء.
2- بلغ محمداً أنَّ أخاه سليمان يلقي إلى بعض الخاصة والرؤساء شبهاً حول دعوة أخيه؛ فأرسل إليه محمد مناصحاً ومؤنباً.
3- رد سليمان على أخيه محمد برسالة، يبدو أنه ضمنها بعض ملاحظاته على دعوة أخيه، إلا أنها تضمنت، أيضاً، العهد منه بعدم التأييد لأي عمل عسكري ضد أخيه، في حال حصول تمرد في حريملاء.
4- كان سليمان مسراً بمعارضته حتى تلك اللحظة.
لكن ما أن انتهت هذه السنة إلا وقد أصحر سليمان بالعداوة، وصرَّح بمخالفته لأخيه، وأيَّد طرد الأمير المعيّن من قبل أخيه وابن سعود، وشن حملة إعلامية ضد دعوة أخيه، وراسل البلدان والأشخاص تنفيراً عن الدعوة.
واشتدت الحرب الإعلامية سنة 1167، فقد قال ابن غنام عن وقائع تلك السنة: «وفيها: مقتل سليمان بن خويطر، وسبب ذلك أنه قدم بلدة حريملاء خفية، وهم إذ ذاك بلد حرب؛ فكتب معه سليمان بن عبد الوهاب إلى أهل العيينة كتاباً، وذكر فيه شبهاً مزخرفة، وأقاويل مغيَّرة محرفة، وأحاديث أوهى من نسج العنكبوت، وأمرَهُ أنْ يقرأها في المحافل والبيوت، وألقى في قلوب أناس من أهل العيينة، شبهاً مضرةً شينة، غيَّرتْ قلوبَ مَنْ لم يتحقق بالإيمان، ولم يعرف مصادر الكلام بالإتقان، فكان يفعل ما به أُمر، فلما تُحققَ حالُه واختبِر؛ أمر الشيخ به أنْ يُقتل؛ فقتل، وامتثل أمره وقبل، ثم إنَّ سليمان على حالته لم يزل يرسل الشبه في الكتب لأهل العيينة، مع من خرج منهم ودخل، ويبذل في ذلك الجد في العمل، ثم إن الشيخ أرسل لأهل العيينة رسالة أبطل فيها ما موّه به سليمان وما قاله، وعطل فيها كلامه وأقواله، نحا فيها منهج الصدق، وبيّن واضح الثواب والحق، فهي بحر زخر تياره وطمى، وسحاب همل ودقه وهمى، زيَّن فلكها بعلوم التوحيد الزواخر، تلين قلوب السامعين لقولها، ويصغي لها أهل الهدى بمسامع دلائلها محروسة عن كل معارض، وآياتها محفوظة عن كل مدافع»[4] .
واضح أن الصراع اشتد بين سليمان ومحمد ابني عبد الوهاب، فقد استمر سليمان في مراسلة البلدان والأشخاص محرضاً وراداً على دعوة أخيه، ويبدو أنها لاقت بعض الاستجابة، لا سيما في العيينة التي تُعد أهم المدن في نجد في ذلك الوقت.
لذا كان رد محمد بن عبد الوهاب حازماً وحاسماً، فمن الناحية السياسية قتل «سليمان بن خويطر» وذلك ليرهب المتعاطفين مع سليمان بن عبد الوهاب في العيينة.
أما من الناحية الإعلامية والعلمية فقد أضطر محمد بن عبد الوهاب، بعد طول صمت، أنْ يرد على أخيه سليمان، فكتب كتابه المعروف باسم: «مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد».
وأدرك محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود ما صارت تشكّله حريملاء من خطر قريب على دعوتهما، سياسياً وإعلامياً؛ فقاما بهجوم كاسح على حريملاء للقضاء على المعارضة هناك، وذلك بعد فشل المحاولات السابقة التي استمرت عامين دون نجاح.
فقد هجم أهل الدرعية، بقيادة عبد العزيز بن محمد بن سعود، ومعهم أتباع رئيس حريملاء المخلوع، على حريملاء بجيش قوامه 1000 رجل، وهو عدد كبير بالنسبة لنجد في ذلك الوقت، واستطاعوا الاستيلاء على حريملاء وقتل ما بين 100- 140 رجل من أهلها.
أما سليمان بن عبد الوهاب فقد هرب من البلد، على قدميه، إلى سدير ويبدو أنه كان يتنقل بين بلدان سدير والزلفي[5] .
ولا نعرف الكثير عن نشاط سليمان في منطقة سدير لكن يبدو أنه استمر في ممارسة نشاطه كرجل دين (= مطوع) دون أن يتقلد مناصب رسمية كالقضاء ونحوه، فنجد في وثيقة تعود إلى عام 1186، وهي عقد إيجار أرض وقف لابن سيف في بلدة المجمعة، حيث شهد على العقد سليمان بن عبد الوهاب ومحمد بن عثمان بن شبانة[6] ، وبقي سليمان على موقفه الرافض لدعوة أخيه، دون أن يكون له نشاط ظاهر حتى قدم أهل الزلفي إلى الدرعية ليبايعوا الأمير عبد العزيز بن محمد و محمد بن عبد الوهاب سنة 1190، وأتوا معهم بسليمان كرهاً، بطلب من أخيه محمد ومن عبد العزيز بن محمد، اللذين وضعاه تحت الإقامة الجبرية في الدرعية[7] ، وقاما بما ينوبه من النفقة[8] ، حتى توفي سابع عشر رجب من سنة 1208[9] .
وقد أوردت بعض المراجع خبراً عن (توبة) سليمان، ورجوعه إلى موافقة أخيه، لكن لا يمكن الاطمئنان إلى قبول هذا الخبر، وقد أورد البسام أدلة تبين عدم صحة هذا الرجوع[10] .

[1] عنوان المجد (1: 30).
[2] فمحمد بن عبد الوهاب لم يبدأ دعوته إلا بعد وفاة والده في ذي الحجة من سنة 1153 هـ.
[3] روضة الأفكار والأفهام (2: 17- 1.
[4] روضة الأفكار والأفهام (1: 19- 20).
[5] روضة الأفكار والأفهام (2: 46)، وعنوان المجد (1: 65)، وابن لعبون (1: 163).
[6] مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (1/ 153).
[7] علماء نجد (2: 352)، وقارن بـروضة الأفكار والأفهام (2: 96)، وابن لعبون (1: 184).
[8] يبدو سليمان محظوظاً لحصوله على هذه المعاملة المتسامحة، نوعاً ما، فتاريخ الدعوة يبين شدتها في التعامل مع الطاعنين فيها، لا سيما المشككون في بعض المسائل، مثل: مشروعية تكفير المخالفين بالضوابط المعروفة، ومشروعية قتالهم، وهما المسألتان اللتان بنى سليمان كتابه على إبطالهما، وحتى يتبين لنا مدى التساهل الذي حظي به سليمان؛ فسأعرض لبعض الذين قالوا بقول سليمان، أو أقل منه، لكنهم لقوا معاملة صارمة، فمن ذلك:
1- عثمان بن معمر، وكان أمير العيينة، والرجل القوي في الدعوة، اغتيل عام 1163، بتهمة أنه أضمر الردة في نفسه، مع أن عبد العزيز بن محمد بن سعود كان متزوجاً من ابنته، وعثمان هو جد سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود لأمه، كما محمد بن عبد الوهاب كان متزوجاً من بنت عمه.
2- سليمان بن خويطر، قتل سنة 1167، لأنه نشر كتب سليمان بن عبد الوهاب في العيينة.
3- مربد بن أحمد القاضي، من علماء حريملاء، قتل سنة 1171، وأفعاله لا تزيد عما فعله سليمان بن عبد الوهاب.
4- محمد بن عبد الله الغريب، وكان متزوجاً من بنت محمد بن عبد الوهاب، ومن كبار علماء الدرعية، ومن المؤلفين في الدفاع عن الوهابية، فهو صاحب كتاب: "التوضيح عن توحيد الخلاق، في الجواب عن أسئلة أهل العراق"، قتل عام 1208، لوشاية وردت أنه يرى أن الأفضل هو التنزه عن غنائم الحروب الوهابية.
5- عبد الله بن علي بن عمرو، من علماء بريدة، قتل سنة 1326، لمخالفته للدعوة في التكفير.
6- إبراهيم بن حمد بن جاسر، من علماء بريدة، نفي سنة 1338، لموقفه من تكفير الأتراك، ويقال إنه مات مسموماً.
فهل حصل سليمان على هذه المعاملة الخاصة لأنه أخو محمد بن عبد الوهاب؟ أو لأنه سلم إلى الدرعية ضمن اتفاقية مع أهل الزلفي ومنيخ؟
[9] تاريخ الفاخري ص 156، وعنوان المجد (1: 183)، وتاريخ بعض الحوادث، لابن عيسى ص 96.
[10] علماء نجد (2: 353- 354).

المبحث الثاني: كتاب: «الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية»:
طبع كتاب سليمان بن عبد الوهاب في الرد على أخيه باسم: «الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية» في الهند سنة 1306[1] .
ولم أجد هذا الاسم على أي من مخطوطات الكتاب.
وقد احتج بعضهم على عدم صحة هذه النسبة، بأن لقب «الوهابية» كان متأخراً في الظهور عن عصر محمد بن عبد الوهاب، وهذا غير صحيح، فقد استعمله بعض معاصري ابن عبد الوهاب، مثل الشاعر حميدان الشويعر المتوفى قرابة سنة 1160، حيث يقول:
كانك للجنة مشتاقِ تبغي النعيم بجانبها[2]
اتبعْ ما قال الوهابي وغيره بالك تقربها[3]
وذكر بعضهم الكتاب باسم: «فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب»، وبهذا سماه محمد بن حميد الحنبلي في كتابه: «السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة»[4] .
وهو موجود بهذا الاسم على بعض المخطوطات، لكنها متأخرة نسبياً.
وفي المكتبة الأزهرية نسخة مخطوطة من الكتاب تحت عنوان: «الرد على من كفر المسلمين بسبب النذر لغير الله والاستغاثة بغيره ونحو ذلك»[5] ، وهناك نسخة أخرى بالعنوان ذاته في مكتبة الأوقاف العامة في بغداد[6] .
والذي يترجح عندي أن سليمان لم يسم كتابه، لا سيما وهو في الأصل رسالة موجهة لحسن بن عيدان. وإن المتتبع للمؤلفين النجديين في تلك الفترة يجد أنهم نادراً ما يسمون كتبهم، وغالباً ما تكون تسمية الكتب من قبل النسَّاخ، أو التلاميذ، ولذا تجد كثيراً من كتب أهل نجد لها أكثر من عنوان.
تاريخ تأليف الكتاب:
كتب سليمان كتابه هذا في وقتٍ اشتدت فيه الحرب الإعلامية بين حريملاء والدرعية، حتى خشي محمد بن عبد الوهاب أن يخسر العيينة.
وهذه الحرب الإعلامية امتدت بين عامي 1165- 1168.
ويبدو أن كتاب سليمان هذا، كتب ما بين عامي 1165- 1667، حيث نجده يقول في كتابه: «فأنتم مدتكم قريبة من ثمانِ سنين»[7] .
ويقول أيضاً: «والعجب أن هذا ما حدث في بلدكم [الدرعية] إلا من قريب عشر سنين»[8] .
فمعنى هذا أنه كتب كتابه بعد بدء الدعوة ما بين ثمان إلى عشر سنين، ونحن نعرف أن محمد بن عبد الوهاب قدم إلى الدرعية سنة 1157.
وإنْ كنت أرجح أنه كتب كتابه قرابة عام 1166؛ لأن أخاه محمداً رد عليه بكتاب «مفيد المستفيد» سنة 1167.
سبب تأليف الكتاب:
الكتاب رسالة من سليمان بن عبد الوهاب إلى حسن بن عيدان، حيث نصحه سليمان على لسان ابن أخيه؛ فأرسل حسن أكثر من مرة يستدعي ما عند سليمان؛ فأرسل سليمان إليه هذا الكتاب[9] .
وإنَّ الوقائع التي حدثتْ بعد ذلك، تجعلنا لا نحسن الظن بسؤال ابن عيدان، حيث يبدو أنه لم يستكتب سليمان لينظر ما عنده، ويقارنه بما عند أخيه محمد بن عبد الوهاب، وإنما استدعى من سليمان ما عنده ليثبت عليه «تهمة» معاداة الدعوة.
ولعل ما يدعم هذا الرأي أن ابن عيدان قد كوفئ بعد استيلاء الوهابية على حريملاء، وعين «قاضياً» فيها، بدلاً من سليمان بن عبد الوهاب[10] .
ووقف بقوة ضد محاولة مبارك بن عدوان الانقلاب على الوهابية في حريملاء، سنة 1171[11] .
أهم الأفكار الواردة في الكتاب:
اعترض سليمان في كتابه هذا على الوهّابية في ثلاث مسائل، وهي: الاجتهاد، وتكفير من يقول لا إله إلا الله، وقتالهم. وشبّههم بالخوارج.
وسأحاول هنا عرض ملخص مختصر لكلامه هذا:
1- الخروج على جماعة المسلمين:
حيث أصل سليمان لحجية إجماع الأمة وخطورة الخروج على هذا الإجماع، ثم اتهم الوهابية بمخالفة الأمة وإجماعها، حيث قال سليمان: «وجعل [الله] اقتفاء أثر هذه الأمة واجباً على كل أحد بقوله تعالى: ? ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ?، وجعل إجماعهم حجة قاطعة لا يجوز لأحد الخروج عنه»[12] ، ويأخذ على أخيه مخالفته للأمة، فـ«الأمة كلها تصيح بلسان واحد ومع هذا لا يرد لهم في كلمة، بل كلهم كفار أو جهال»[13] .
2- مسألة الاجتهاد:
أخذ سليمان على أخيه محمد «دعواه الاجتهاد»، إلا أنه قد يُفهم من هذا المأخذ أنه يعترض على مجمل ثلاثة أمور، وهي:
أ‌- الاستنباط المباشر من الكتاب والسنة، وفهمهما مباشرة، مع عدم توفر أدوات الاجتهاد فيه.
ب‌-الاستبداد بالرأي فيما يفهمه، وعدم تدارسه مع العلماء.
ت‌-تكفير من يخالف اجتهاده هذا.
قال سليمان: «فإن اليوم ابتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة، ويستنبط من علومهما، ولا يبالي من خالفه، وإذا طلبت منه أنْ يعرض كلامه على أهل العلم؛ لم يفعل، بل يوجب على الناس الأخذ بقوله، وبمفهومه، ومَنْ خالفه فهو عنده كافر، هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد، ولا والله عُشر واحدةٍ، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال، فإنا لله وإنا إليه راجعون»[14] .
3- التكفير:
والمراد به تكفير «المسلم الذي يشهد أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً عبده ورسوله؛ إذا دعا غائباً أو ميتاً، أو نذر له، أو ذبح لغير الله، أو تمسح بقبر، أو أخذ من ترابه»[15] .
وذكر سليمان أنَّ هذا ليس من الشرك الأكبر بل من الأصغر، وأنه لا يجوز أن تُجرى بسببه أحكام الردة على البلدان، لكن في بعض أنواع هذا الفعل شرك أكبر حسب حال قائله ونيته، غير أنه لا يُحكم بكفره حتى تقوم الحجة التي يكفر تاركها، وذكر أن هذا هو رأي ابن تيمية وابن القيم[16] .
وقال سليمان: «فإنَّ أهل العلم ذكروا في كل مذهب من المذاهب: الأقوال والأفعال التي يكون بها المسلم مرتداً، ولم يقولوا: من ذبح لغير الله فهو مرتد، ولم يقولوا: من تمسح بالقبور وأخذ من ترابها فهو كافر، كما قلتم أنتم»[17] .
وملخص اعتراضه، في مسألة التكفير:
أ‌- أن هذه الأفعال شرك أصغر، وليست شركاً أكبر، وأن هذا هو قول الشيخين ابن تيمية وابن القيم، بل قول جميع فقهاء الإسلام، ومن نصوصه في ذلك، قوله: «ولتعلموا أنَّ هذه الأمور التي تكفرون بها، وتخرجون المسلم بها من الإسلام، ليست كما زعمتم أنه الشرك الأكبر، شرك المشركين، الذين كذَّبوا جميع الرسل في الأصلين، وإنما هذه الأفعال التي تكفرون بها من فروع هذا الشرك، ولهذا من قال من العلماء أنها شرك، وسماها شركاً: عدَّها في الشرك الأصغر، ومنهم من لم يسمها شركاً وذكرها في المحرمات، ومنهم من عدَّ بعضها في المكروهات، كما هو مذكور في مواضعه من كتب أهل العلم، من طلبه وجده»[18] .
ب‌-أنَّ ما كان في هذه الأفعال من شرك أكبر؛ فلا بد من إقامة الحجة فيه على فاعله، وأن هذا هو قول ابن تيمية وابن القيم[19] ، وقال إن فاعل الشرك: «لا يكفر حتى تقام عليه الحجة التي يكفر تاركها، وأن الحجة لا تقوم إلا بالإجماع القطعي لا الظني، وأن الذي يقيم الحجة الإمامُ أو نائبه...وأن المسلم المقر بالرسول إذا استند إلى نوع شبهة تخفى على مثله: لا يكفر، وأنَّ مذهب أهل السنة التحاشي عن تكفير من انتسب إلى الإسلام...وأنَّ المكفرين هم أهل الأهواء والبدع، وأن الجهل عذرٌ عن الكفر، وكذلك الشبهة، ولو كانت ضعيفة»[20] .
ت‌-أنه لا يجوز تكفير أهل البلد كله، والحكم عليهم بالردة، وأنهم بلاد حرب؛ لوقوع بعضهم في هذه الأفعال.
ث‌-ولا يجوز تكفير من لم يكفر هؤلاء.
وبين أن هؤلاء الذين يكفّرهم الوهابيون، مسلمون مؤمنون، عقائدهم هي عقائد أهل السنة والجماعة[21] .
وأشار إلى تكفيرهم لحريملاء وأهلها، مع عدم وقوع أي شرك فيها، فقال: «بل والله كفرتم من قال بالحق الصرف حيث خالف أهواءكم»[22] ، وقال: «ما لعباد الله عندكم ذنب إلا أنهم لم يتبعوكم على تكفير مَنْ شهدت النصوص الصحيحة بإسلامه، وأجمع المسلمون على إسلامه، فإنْ اتبعوكم أغضبوا الله تعالى ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وإنْ عصوا آراءكم حكمتم بكفرهم وردتهم»[23] .
4- القتال:
والمراد به قتال الوهابيين مَنْ يعارضهم بحجة أنهم مشركون، وأن بلادهم بلاد حرب، وقال سليمان: «والله ما لكم مَثَلٌ إلا عبد الملك بن مروان لما قال لابنه: ادعُ الناسَ إلى طاعتك؛ فمن قال عنك برأسه هكذا؛ فقل بالسيف هكذا»[24] .
وهنا أمر يجب أنْ نقف عنده، وهو إذا كان سليمان يعارض تكفير الناس وقتالهم، وكذلك مَنْ معه من أهل حريملاء؛ فلماذا شاركوا الوهابيين في غزواتهم ما بين عامي 1159- 1161؟
يضاف إلى ذلك أن نجدًا قبل الوهابية لم تكن تعيش في حالة سلم، بل كانت تعيش في حروب مستمرة، فما الأمر الجديد الذي تغير مع الوهابية؟ حتى أنكروا عليهم القتال؟
أما عن سبب مشاركة أهل حريملاء للوهابيين في القتال، فسأجتهد بذكر بعض الأسباب، ولعل أحدها يكون صواباً، أو قريباً من الصواب:
أ‌- أن أهل حريملاء اقتنعوا بكلام محمد بن عبد الوهاب لفترة من الوقت، ثم تغيرت قناعتهم بعد ذلك.
ب‌-أو أنهم خرجوا للقتل مُكرَهين، فيبدو أن الوهابية كانت تلزم البلدان والقبائل إذا دخلت تحت طاعتها أنْ تشارك معها في الغزو، وأن مخالف ذلك يكون مرتداً[25] .
وهنا ملاحظة مهمة على القتال عند الوهابيين؛ فإنهم يستحلون دماء وأموال مقاتليهم، وهذا مفهوم ما داموا يحكمون عليهم بالردة، لكن الغريب هو أنهم لم يستحلوا نساءهم، ويجعلوهن جواري لهم بوصفهم مجاهدين غنموهن من دار حرب، ويبدو أن ذلك يعود إلى العادات والأعراف السائدة في نجد التي تمنع هذا، أو أن منهج الدعوة الوهابية كان مضطربًا فلم يحسم هذه القضية فائقة الحساسية.
مصادر الكتاب:
رجع سليمان إلى مراجع كثيرة في كتابه، لكننا لا يمكن أن نثق أنه استقى من جميع هذه المصادر مباشرة، لا سيما المصادر الحديثية، التي نعلم أن نجداً كانت خالية منها، مما يبين أنه اعتمد فيها على كتب وسيطة، ولعلها كتب ابن تيمية وابن القيم، فسليمان لما ذكر أخبار الفرق المبتدعة قال: «وكل ما ذكرته من أخبار هذه الفرق فإنما أخذته من كتب أهل العلم، وأكثر ما أنقله عن ابن تيمية وابن القيم»[26] .
الآداب الشرعية، لابن مفلح 66، 79
مختصر الروضة، للطوفي 66
الأذكار، للنووي 66
اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية 67
إعلام الموقعين 4، 57
البرقاني 75
الإقناع 14، 16، 62، 99
مستدرك الحاكم 87، 89، 120، 121، 123، 124
الإيمان، لابن تيمية 32، 55
سنن ابن ماجه 87، 109، 111، 124
ابن القيم 7، 15، 34، 44، 79، 100
سنن النسائي 89، 115، 119، 121
ابن تيمية 9، 12- 15، 31، 33، 39- 41، 43، 45، 54، 78، 81، 83
صحيح ابن خزيمة 109، 114
الخطابي 23
ابن السني 120
صحيح البخاري 3، 6، 7، 8، 76، 82، 85، 92، 107- 118، 125، 126.

صحيح مسلم 6، 7، 73، 82، 85، 87، 91، 92، 94، 95، 107- 118، 125
سنن البيهقي 120، 123
الصواعق، لابن القيم 35
ابن أبي الدنيا 120
غاية السول 3
الكلم الطيب، لابن القيم؟ 66
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، لابن تيمية 36
معجم الطبراني 52، 120-122، 125
الفروع، لابن مفلح 12، 16
سنن أبي داود 111، 125
مدارج السالكين، لابن القيم 13، 35، 53
الشافعي 113
مسند أحمد 83، 87، 89، 109، 111، 113، 115، 116، 118، 119، 122
سنن الترمذي 89، 111، 115، 122، 123
المفهم، للقرطبي 25
صحيح ابن حبان 114، 119- 121، 123
النونية، لابن القيم 35، 36
البزار 119، 121

تقريظ الكتاب:
قرَّظ محمد سليمان الكردي كتاب سليمان (الصواعق الإلهية) والكردي كان عالماً شافعياً يقيم في المدينة المنورة، ويستمد هذا التقريظ أهميته من كون الكردي أحد شيوخ محمد بن عبد الوهاب[27] ، ويدل على مدى شهرة كتاب سليمان، وأنه انتشر في حياة مؤلفه.
بين الصواعق ومفيد المستفيد:
إذا قرأنا «مفيد المستفيد» لمحمد بن عبد الوهاب؛ فإننا نجد أن أخاه سليمان قد رد على بعض ما ورد فيه من نصوص في كتابه «الصواعق»، فمن ذلك:
مفيد المستفيد
الصواعق الإلهية
نقل عن ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم تكفير الذابح والناذر لغير الله. ص 285- 288.
نجد سليمان قد رد عليه، حيث يقول: "ونحن نذكر كلام الشيخ تقي الدين الذي استدللتم بعبارته على تكفير المسلمين بالدعاء والنذر...قال الشيخ رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم..." فذكر الكلام الذي نقله أخوه، ثم رد عليه. ص 67- 73.
نقل عن الإقناع أنه نقل عن ابن تيمية أن من دعا علي بن أبي طالب فهو كافر، وأن من شك في كفره فهو كافر. ص 297.
قال سليمان: "ومن العجائب أيضاً احتجاجكم بعبارة الشيخ التي في الإقناع، أن من قال: إن علياً إله، أو إن جبريل غلط؛ فهو كافر، ومن لم يكفره فهو كافر". ثم رد على الاحتجاج بهذا النص. ص 99- 100.
الاحتجاج بقصة قدامة بن مظعون في استحلاله الخمر. ص 308.
قال سليمان: "ومن أعجب العجب استدلالكم بقصة قدامة ومن معه..." ثم رد على الاستدلال بها. ص 98- 99.

وهذه النصوص يبدو أنها ليست رداً على ما ورد في «المفيد» وإنما هي رد على ما ذكره محمد بن عبد الوهاب، وينقله عنه تلاميذه، في دروسه، ورسائله الأخرى.
[1] اكتفاء القنوع بما هو مطبوع، ص 388.
[2] إذا كنت مشتاقاً للجنة، وتريد النعيم بجانبها.
[3] فاتبع ما يقوله الوهابي، ودع غيره من المذاهب.
ديوان حميدان الشويعر، لمحمد الحمدان، ص 57، وخيار ما يلتقط، لعبد الله الحاتم (1: 145)، ورئيس التحرير حميدان الشويعر، لعبد الله الفوزان ص 152.
وفي القصيدة ذاتها، ويرى بعض الباحثين، أنها من قصيدة أخرى، يبدي حميدان الشويعر رأياً آخر في الدعوة الوهابية، وهو قول:
شفت جملين في العارض *** زبدها فوق غواربها
حطت الدين لها سلم *** ولا أدري وش مآربها
ولا أدري وش هي تبغي *** ولا أدري عن مطالبها
إنْ كان داخلها مثل ظاهرها *** فيا ويلك يا محاربها
وإن داخها مخالف ظاهرها *** فكل يقرا عقاربها

وهو صاحب الأبيات الشهيرة، في الاستهزاء بالدعوة وشيخها، حيث يقول:
الدين الدين اللي بين *** بين كالشمس القيضية
الدين ابعيرٍ خرج اربع *** والخامس دين البياضية
ماهمن ذيبٍ بالعوجا *** همي عودٍ في الدرعية
قوله حق وفعله باطل *** وسيوفه كتبٍ مطوية
خلى هذا يذبح هذا *** وهو نايم في الزولية
ان جاك السبع ابو ريشة *** يلعب لك لعب الحوحية
فاقدح واعلق واركب ووشم *** وحط القاطع بين لحيه

[4] (2: 697).
[5] تحت رقم 66278.
[6] الأعلام، للزركلي (3: 130).
[7] الصواعق الإلهية، ص 97.
[8] الصواعق، ص 86.
[9] الصواعق، ص 2.
[10] علماء نجد، (2: 51).
[11] عنوان المجد (1: 80).
[12] الصواعق، ص 3.
[13] الصواعق، ص 5.
[14] الصواعق، ص 5.
[15] الصواعق، ص 9.
[16] الصواعق، ص 9- 10.
[17] الصواعق، ص 10.
[18] الصواعق، ص 106.
[19] الصواعق، ص 17.
[20] الصواعق، ص 60.
[21] الصواعق، ص 7، 26.
[22] الصواعق، ص 31.
[23] الصواعق، ص 51.
[24] الصواعق، ص 19.
[25] حيث نجد نصوصاً في بيعة بعض البلدان، يسمح لهم فيها بعدم المشاركة في الجهاد، لمدة سنوات معينة، انظر مثلاً: بيعة أهل المجمعة وحرمة، في روضة الأفكار والأفهام (2: 90).
وبيعة أهل الأحساء، في روضة الأفكار والأفهام (2: 160).
[26] الصواعق، ص 32.
[27] كون الكردي من شيوخ محمد بن عيد الوهاب هو المذكور في كثير من المراجع، ويحتاج إلى تثبت.

مبحث الثالث: كتاب «مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد»:
لم يسم محمد بن عبد الوهاب كتابه هذا، وقد طبع باسم: «مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد».
والكتاب أورده حسين بن غنام كاملاً في تاريخه، ولم يذكر له عنواناً[1] .
وبعض نسخه المخطوطة، عليها عنوان: «شرح مجموعة أحاديث أولها حديث عمرو بن عبسة» وهي محفوظة في جامعة الإمام برقم 6288/خ.
ومما يدل على أن محمد بن عبد الوهاب لم يسمِّ كتابه هذا أن ابن غنام أشار إليه بقوله: «الرسالة التي كتبها حين ارتد أهل حريملاء»[2] .
سبب تأليف الكتاب:
كتب محمد بن عبد الوهاب كتابه هذا عندما خشي أنْ تصل المعارضة إلى العيينة، المناصر القوي للدرعية، لا سيما وأنه قد حصل فيها بعض التململ؛ فكتب كتابه هذا ليرد على الحملة الإعلامية التي شنها أخوه سليمان ضده، وقتل سليمان بن خويطر الذي حمل كتاب أخيه إلى العيينة.
قال ابن غنام، عن سبب تأليف محمد بن عبد الوهاب لهذه الرسالة: « ثم إن الشيخ أرسل لأهل العيينة رسالة أبطل فيها ما موَّه به سليمان وما قاله، وعطّل فيها كلامه وأقواله»[3] إلى آخر كلامه، وقد سبق..
تاريخ تأليف الكتاب:
هذا الكتاب يكاد يكون الكتاب الوحيد من كتب محمد بن عبد الوهاب، الذي نعرف تأريخ تأليفه، وسبب التأليف، فالكتاب كما هو متفق عليه كتب سنة 1167، حيث أورده ابن غنام في حوادث تلك السنة من تاريخه، وكتبه محمد بن عبد الوهاب رداً على أخيه سليمان.
الأفكار الواردة في الكتاب:
ردَّ محمد بن عبد الوهاب في كتابه هذا على التهم التي وجهها أخوه إليه، وهي:
1- التكفير:
ذكر محمد بن عبد الوهاب أن الذبح لغير الله، والنذر له، ودعاءه، كلها من الشرك الأكبر الذي يخرج فاعله من الملة، وأنه يكفر الشخص المعين إذا فعل ذلك، ولا يعذر، وأنه يكفر من لا يكفره.
وذكر أن هذا هو رأي ابن تيمية وابن القيم.
ثم أن هذا هو الحق، لو سلمنا بأنه مخالف لرأي ابن تيمية[4] .
2- القتال:
ثم بين أن هذا لما كان شركاً أكبر، وجب قتال الناس عليه، وقال: «زبدة الرسالة الإلهية، والدعوة النبوية، هي توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وكسر الأوثان، ومعلوم أنَّ كسرها لا يستقيم إلا بشدة العداوة، وتجريد السيف؛ فتأمل زبد الرسالة»[5] .
3- الولاء والبراء:
فقد ختم محمد بن عبد الوهاب كتابه بنصوص من كتب الحديث، لا سيما كتاب ابن وضاح «ما جاء في البدع»[6] في التحذير من موالاة الكفار والمبتدعة، ووجوب موالاة المؤمنين.
وحجم هذه النقول ما بين ثلث إلى نصف الكتاب، ومراد محمد بن عبد الوهاب من ذلك أنه يجب على أهل حريملاء موالاته هو وأتباعه، لكونهم المؤمنين، وعدم الوقوف مع الآخرين «المشركين» والدفاع عنهم.
4- حكم محمد بن عبد الوهاب على أهل حريملاء وعلى أخيه سليمان:
وصف محمد بن عبد الوهاب أخاه سليمان بأنه ملحد[7] ، وبأنه من أعداء الدين[8] ، وجعله من الطواغيت[9] .
أما حريملاء فهي مرتدة، وليست ردَّتها سياسية، كما يزعم بعضهم، بل هي ردَّة دينية، تبيح المال والدم.
ونجد محمد بن عبد الوهاب يوضح رأيه في ردة أهل حريملاء، توضيحاً لا مزيد عليه، فيقول: «وأعظم من هذا وأطمّ أن أهل حريملاء يصرحون بمسبة الدين، وأن الحق ما عليه أكثر الناس، ويستدلون بالكثرة على ما هم فيه من الدين، ويفعلون ويقولون ما هو من أكبر الردة وأفحشها.
فإذا قالوا: التوحيد حق، والشرك باطل، وأيضاً لم يحدثوا في بلدهم أوثاناً: جادل الملحد عنهم، وقال: إنهم يقرون أن هذا شرك، وأن التوحيد هو الحق، ولا يضرهم –عنده- ما هم عليه من السبِّ لدين الله، وبغي العوج له، ومدح الشرك، وذبِّهم عنه بالمال واليد واللسان، فالله المستعان»[10] .
فأهل حريملاء كفار مرتدون عند محمد بن عبد الوهاب، مع أنهم غير مشركين؛ لأربعة أسباب:
أ‌- سب دين الله= وليس الإسلام، بل المراد به هنا: «الوهابية».
ب‌-بغي العوج له= بغي العوج لأهل الدرعية.
ت‌-مدح الشرك= عدم تكفير المسلمين، مع عدم الرضا بما يفعلونه من أمور، هي من الشرك الأصغر، عند سليمان بن عبد الوهاب.
ث‌-ذبّهم عن الشرك باليد والمال واللسان= عدم مشاركتهم في الغزو مع أهل الدرعية، ودفاعهم عن تكفير الوهابية لغيرهم.
ولذا؛ فإنه لما استولى الوهابيون على حريملاء قتلوا عدداً كبيراً من الرجال، ولما توقف بعض الناس في «الغنائم» جلا محمد بن عبد الوهاب «الشبهة» وبيَّن أن تلك الغنائم من جملة الأحباس على المسلمين، اقتداءً بما جرى من أفعال المسلمين الكبرى[11] !
ولا أدري ما المراد بأفعال المسلمين الكبرى؟ أوقعة بدر؟ أم فتح مكة؟
مصادر الكتاب:
صحيح مسلم 281
صحيح البخاري 285، 310
الرسالة السنية، لابن تيمية 291
مدارج السالكين، لابن القيم 293، 295
الروضة 305
شرح الأربعين، لابن حجر الهيتمي 305
الحوادث والبدع، لابن وضاح 312، 315- 325
رسالة لابن تيمية كتبها في السجن 325
القرطبي 304
النهر الفائق 304
ابن عقيل الحنبلي 301
الفنون، لابن عقيل 302
قصيدة الصنعاني في مدح ابن عبد الوهاب 310
الشفاء، لعياض 305
اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية 285، 286
الرد على المتكلمين (نقض المنطق) لابن تيمية 289، 298، 305
إغاثة اللهفان، لابن القيم 304
الإقناع 297
الإعلام بقواطع الإسلام 305
ابن تيمية 283، 300
جواب لابن تيمية عن الحشيشة 328


وسيلاحظ القارئ التشابه بين مراجع محمد بن عبد الوهاب ومراجع أخيه سليمان، بل إنهما يحتجان بالنص نفسه أحياناً.
بين «مفيد المستفيد» و «الصواعق»:
يرى كثير من الباحثين أن مفيد المستفيد هو رد على «الصواعق الإلهية» لسليمان، وهذا القول له وجه من النظر قوي[12] .
مع أن محمد بن عبد الوهاب رد في مفيد المستفيد على كتاب وجهه سليمان إلى أهل العيينة، وكتاب الصواعق، كما سبق، وجهه سليمان إلى حسن بن عيدان.
لكن هذا لا يمنع أن يكون سليمان قد أرسل نسخة منه إلى حسن، وأخرى إلى العيينة.
وقد رد محمد بن عبد الوهاب على أقوال، بنصِّها، موجودة في كتاب سليمان، فمن ذلك:
الصواعق
المفيد
«وقال الشيخ [ابن تيمية] أيضاً: إني دائماً، ومن جالسني يعلم مني أني من أعظم الناس نهياً أن ينسب معيَّن إلى تكفير أو تفسيق أو معصية». ص 41.
«وأنا اذكر لفظه [ابن تيمية] الذي احتجوا به على زيغهم، قال رحمه الله تعالى: أنا من أعظم الناس نهياً....الخ» ثم ردَّ عليه. ص 289.
«كذلك ابن القيم ذكر النذر لغير الله في فصل الشرك الأصغر من المدارج». ص 13.
«والمراد بهذا أنَّ بعض الملحدين نسب إلى الشيخ [ابن القيم] أن هذا [النذر لغير الله] شرك أصغر، وشبهته أنه ذكره في الفصل الثاني الذي ذكر في أوله الأصغر». ص 297، وانظر: ص294- 295.

وبعد:
فأرجو أنْ أكون قد كشفت عن حقيقة الصراع بين الأخوين ابني عبد الوهاب، وعرضت، بحيادِ، لنموذج من السِّجال الديني في تلك الفترة، كما جاهدت أن ألقي الضوء على توظيف «المصطلح الديني» لخدمة «الغرض السياسي».
[1] روضة الأفكار والأفهام، (2: 20- 44).
[2] روضة الأفكار والأفهام (1: 94).
[3] روضة الأفكار والأفهام، (2: 20).
[4] مفيد المستفيد، ص 290.
[5] مفيد المستفيد، ص 284.









رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 18:35   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mazour مشاهدة المشاركة
صاحب الموضوع لم يعرف ماهو الغرض من مشاركتنا في موضوعه
هي عدم تناول شيخهم بنظرة عادلة وجعله بشر يخطاء ويصيب وتبيين ذلك للناس
فتناول الصواب وعدم تصويب الخطاء للناس
هذا سيجعلهم في مرتبة الملائكة والانبياء وليس الناس العاديين
وقد قلت هذا في احدى مشاركاتي



قال عزوجل ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ( 41 ) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين ( 42 ) )

لا أنا أعرف غرض مشاركتكم في المواضيع وليس موضوع واعرف نواياكم من وراء تمثيل المسكنة....غرضكم واضح للكل وليس غرضا لاجل الحق للاسف بل غرض هي النفسو العدوة للانسان عدوة تتحكم فيه لدرجة التعنت والعناد .
إنَّ العلماءَ الرَّبانيينَ هم (النُّجوم المضيئةُ) في سماء هذا العالمِ ؛ فبهم يهتدي النَّاسُ في مساربِ هذه الحياةِ ؛ فإذا غابوا أو غُيِّبوا سادَ الظلامُ الدَّامسُ أرجاء الأرض ، وتخبَّطَ الخلقُ في دياجيرِ الظلمةِ ؛ فلا يعرفونَ طريقاً ، ولا يهتدونَ سبيلاً ؛ كما قال أحدُ السلفِ-رحمه الله- : ((مثل العلماء مثل النجوم التي يُهتدى بها، والأعلام التي يُقتدى بها ، إذا تغيَّبتْ عنهم تحيَّروا ، وإذا تركوها ضَلُّوا))([1]) .
وكُلَّما عصفتْ بالأُمَّةِ رياحُ الفتنِ العاتيةِ ، وضَربتْ بها أعاصيرُ المحنِ القاسيةِ ؛ عَظُمتْ الضَّرورةُ إلى هذا الطراز الفريدِ من أهل العلمِ ، وصارتْ الأُمَّةُ في مسيس الحاجة إليهِ .
الرُّسوخُ في ميراثِ الأنبياءِ-عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ- وهو العلمُ القائمُ على الوحيِ المنزلِ من عند اللهِ عَزَّ وجلَّ- وفق المنهجية الصحيحة المستندة على اتباع المحكم وترك المتشابه .
فَعَنْ أبي الدرداء-رضي الله عنه- قال : قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ((...وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ))([2]) .
وقال تعالى :{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}[آل عمران : 7] .
قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية-رحمه الله- : ((أَهْلُ الْعِلْمِ مِنْ الصَّحَابَةِ كَانُوا يَعْرِفُونَ مِنْ مَعَانِي كَلَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَا يَعْرِفُهُ غَيْرُهُمْ ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ))([3]) .
قال الإمام الشاطبي-رحمه الله- : (({مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَاب}؛ فجعل المحكم -وهو الواضح المعنى الذي لا إشكال فيه ولا اشتباه- هو الأمَّ والأصلَ المرجوع إليه، ثم قال: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}، يريد: وليست بأم ولا معظم، فهي إذا ً قلائل، ثم أخبر أن اتباع المتشابه منها شأن أهل الزيغ والضلال عن الحق والميل عن الجادة، وأما الراسخون في العلم، فليسوا كذلك، وما ذاك إلا باتباعهم أم الكتاب وتركهم الاتباع للمتشابه))([4])
1)-أخرجه ابن أبي شيبة في :\"مصنفه\" : (8/253) عن كاتبِ أبي قلابة .
(2)-إسناده صحيح.أخرجه أبوداود في :\"سننه\" : (3/354، رقم3643).
(3)-\"مجموع الفتاوى\" : (17/428) .
(4)- \"الموافقات\" : (10/210) ، ت.فضيلة الشيخ مشهور حسن .
.

.
اقتباس:
النظرة العادلة لكل علماء ودعات الامة في ميزان عدل واحد ومساوات
وليس تناول اصطياد اخطاء علماء لانهم في الاخير بشر ونسيان و اغفال اخطاء علماء اخرين
وهنا التحيز
.


هذا غرضي وانا افهمه اياك وغرض كل من ينتهج كتاب الله وسنته

فكثيراً ما يستدل أهل الباطل المخالفين لمنهج السلف الصالح في ردودهم على أهل السنة بكون فلان من العلماء السلفيين قال بنفس ما يقوله متبوعهم وكبيرهم ويطالبون بالتسوية في الحكم عليه بذلك العالم ؟
وهذه شبهة شيطانية المقصود منها التسوية بين الواقع في الخطأ دون قصد وبين المخطئ المصر المعاند ؟!
والسلفيون يفرقون بين وقوع العالم في الزلة وبين وقوعه في الفتنة :
فالفرق بين زلة العالم وفتنته: أن زلته خطؤه بلا تعمد، وأما فتنته فمخالفته للحق وانحرافه عن تعمد، وإصراره على هذا الانحراف قال تعالى ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (29/43-45) : ” سبب الفرق بين أهل العلم وأهل الأهواء مع وجود الاختلاف في قول كل منهما أن العالم قد فعل ما أمر به من حسن القصد والاجتهاد وهو مأمور في الظاهر باعتقاد ما قام عنده دليله وإن لم يكن مطابقاً لكن اعتقاداً ليس بيقيني …
فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق وقد سلك طريقه
وأما متبع الهوى المحض فهو من يعلم الحق ويعاند عنه .
وثم قسم آخر وهو غالب الناس وهو أن يكون له هوى فيه شبهة فتجتمع الشهوة والشبهة.
فالمجتهد المحض مغفور له ومأجور
وصاحب الهوى المحض مستوجب للعذاب
وأما المجتهد الاجتهاد المركب من شبهة وهوى فهو مسيء وهم في ذلك على درجات بحسب ما يغلب وبحسب الحسنات الماحية وأكثر المتأخرين من المنتسبين إلى فقه أو تصوف مبتلون بذلك“

فزلة العالم ليست هوى إنما خطأ غير متعمد، بخلاف فتنته فهو انحراف وسلوك غير الحق بالتعمد، فلا يعذر .
ولذلك يطعن على من فتن في دينه ولا يطعن على من زل، ومن سوَّى بينهما فقد أخطأ، قال الشيخ العلامة حامل راية الجرح والتعديل ربيع المدخلي حفظه الله تعالى ” كل من وقع في البدع لا يبدع لكن إذا عرفنا منه الهوى، وعرفنا منه سوء القصد، وعرفنا منه أشياء تدل على أنه يريد البدعة هذا يبدع؛ لهذا تجدهم: حكموا على كثير من الناس بأنهم مبتدعة.
وكثير من الناس وقعوا في أخطاء ما سموهم مبتدعة؛ لأنهم عرفوا سلامة مقصدهم، وحسن نواياهم، وتحريهم للحق وسلامة المنهج الذي يسيرون عليه” انتهى

خطورة تتبع الشواذ والأفراد من أخطاء العلماء:
ومن هنا حذر أهل العلم من تتبع الشواذ من الأقوال واتخاذها ديناً: قال الأوزاعي ” من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام“
وقال خالد بن الحارث قال لي سليمان التيمي ” لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله“
وعلق ابن عبد البر على قول التيمي ” هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً ” كما في جامع بيان العلم وفضله (2/91) .
وقال ابن قيم الجوزية في إعلام الموقعين (2/192) : … مِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْمَخُوفَ في زَلَّةِ الْعَالِمِ تَقْلِيدُهُ فيها إذْ لَوْلَا التَّقْلِيدُ لم يَخَفْ من زَلَّةِ الْعَالِمِ على غَيْرِهِ .
فإذا عَرَفَ أنها زَلَّةً لم يَجُزْ له أَنْ يَتْبَعَهُ فيها بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ فإنه اتِّبَاعٌ لِلْخَطَأِ على عَمْدٍ وَمَنْ لم يَعْرِفْ أنها زَلَّةٌ فَهُوَ أَعْذَرُ منه وَكِلَاهُمَا مُفْرِطٌ فِيمَا أُمِرَ بِهِ“
فمن نسب لأهل السنة التسوية بين المخطئ وبين المعاند فقد بغى وتعدى وظلم والله حسيبه!
وانظر : صلاة التراويح (35-39) للعلامة السلفي بحق وصدق وعدل محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى ” [ قاله الشيخ الفاضل أحمد بازمول في شبكة سحاب السلفية ] .


و أزيد الأفاضل العقلاء من جميل كلام العلماء :

قال البربهاري : ( اعلم أن الخروج من الطريق على وجهين؛ أما أحدهما: فرجل زل عن الطريق، وهو لا يريد إلا الخير، فلا يُقتدى بزلته،فإنه هالك.
وآخر عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين، فهو ضال مضل، شيطان مريد في هذه الأمة، حقيق على من يعرفه أن يحذر الناس منه، ويبين لهم قصته؛ لئلا يقع أحد في بدعته فيهلك ) [ شرح السنة صفحة (3 ]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فمن كان خطؤه لتفريطه فيما يجب عليه من اتباع القرآن والإيمان مثلا أو لتعديه حدود الله بسلوك السبل التي نهى عنها أو لاتباع هواه بغير هدى من الله: فهو الظالم لنفسه وهو من أهل الوعيد؛ بخلاف المجتهد في طاعة الله ورسوله باطنا وظاهرا الذي يطلب الحق باجتهاده كما أمره الله ورسوله؛ فهذا مغفور له خطؤه. كما قال تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله} إلى قوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}[1] . وقد ثبت في صحيح مسلم [2] {أن الله قال قد فعلت} وكذلك ثبت فيه [3] من حديث ابن عباس {أن النبي لم يقرأ بحرف من هاتين الآيتين ومن سورة الفاتحة إلا أعطى ذلك} . فهذا يبين استجابة هذا الدعاء للنبي والمؤمنين وأن الله لا يؤاخذهم إن نسوا أو أخطئوا ) [ مجموع الفتاوى (3/317) ]

و قال شيخ الإسلام أيضاً : ( مذهب فقهاء أهل الحديث كأحمد وغيره: أن من كان داعية إلى بدعة فإنه يستحق العقوبة لدفع ضرره عن الناس وإن كان في الباطن مجتهدا وأقل عقوبته أن يهجر فلا يكون له مرتبة في الدين لا يؤخذ عنه العلم ولا يستقضى ولا تقبل شهادته ونحو ذلك ) [ مجموع الفتاوى (7/385) ]

وقال شيخ الإسلام : (ويلحق الذم من تبين له الحق؛ فتركه أو قصر في طلبه فلم يتبين له أو أعرض عن طلبه لهوى أو كسل ونحو ذلك ) [ مجموع الفتاوى (4/195) ]

و قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فطريقة السلف و الأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع و العقل ويراعون أيضاً الألفاظ الشرعية فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا ومن تكلم فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه . ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة أيضاً ، وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة ورد باطلاً بباطل ) [ درء التعارض (1/254) ]

قال القيرواني : ( ومن قول أهل السنة : أنه لا يعذر من وداه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يعذروا ؛ إذ خرجوا بتأويلهم عن الصحابة فسماهم عليه السلام مارقين ، وجعل المجتهد في الأحكام مأجوراً وإن أخطأ ) [ الجامع في السنن و الآداب و الحكم و المغازي (121) ] وبهذا التأصيل وهذه النقول يتضح الفرق جلياً بين زلة العالم السني في مسألة ما بعد التحري والاجتهاد المطلوب ، لأن مثله لا يكون متبعاً لهواه مقدماً على الحق ما يراه ، و مخالفة من فسدت أصوله العلمية وخروجها عن القواعد المرعية ، وإن كان بظن البعض مجتهداً ، مع ضرورة الرد على أي مخالفة للحق من أي كانت فلا تلازم بين الرد و التبديع .
قال ابن رجب ( رد المقالات الضعيفة وتبيين الحق في خلافها بالأدلة الشرعية ليس هو مما يكرهه أولئك العلماء بل مما يحبونه ويمدحون فاعله ويثنون عليه ، فلا يكون داخلاً في الغيبة بالكلية فلو فرض أن أحداً يكره إظهار خطئه المخالف للحق فلا عبرة بكراهته لذلك فإن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة بل الواجب على المسلم أن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له سواءٌ كان ذلك في موافقته أو مخالفته. وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامتهم وذلك هو الدين كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. وأما بيان خطأ من أخطأ من العلماء قبله إذا تأدب في الخطاب وأحسن في الرد والجواب فلا حرج عليه ولا لوم يتوجه إليه وإن صدر منه الاغترار بمقالته فلا حرج عليه وقد كان بعض السلف إذا بلغه قول ينكره على قائله يقول: (كذب فلان) ومن هذا «قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” كذب أبو السنابل “[4] لما بلغه أنه أفتى أن المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملاً لا تحل بوضع الحمل حتى يمضى عليها أربعة أشهر وعشر» . وقد بالغ الأئمة الوَرِعون في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء وردِّها أبلغ الردِّ كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة تفردوا بها ويبالغ في ردها عليهم هذا كله حكم الظاهر.
وأما في باطن الأمر: فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق ولئلا يغتر الناس بقالات من أخطأ في مقالاته فلا ريب أنه مثاب على قصده ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم. وسواء كان الذي بين الخطأ صغيراً أو كبيراً فله أسوة بمن رد من العلماء مقالات ابن عباس التي يشذ بها وأُنكرت عليه من العماء مثل المتعة والصرف والعمرتين وغير ذلك.
ومن ردَّ على سعيد بن المسيِّب قوله في إباحته المطلقة ثلاثاً بمجرد العقد وغير ذلك مما يخالف السنة الصريحة، وعلى الحسن في قوله في ترك الإحداد على المتوفى عنها زوجها، وعلى عطاء في إباحته إعادة الفروج، وعلى طاووس قوله في مسائل متعددة شذَّ بها عن العلماء، وعلى غير هؤلاء ممن أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ومحبتهم والثناء عليهم. ولم يعد أحد منهم مخالفيه في هذه المسائل ونحوها طعناً في هؤلاء الأئمة ولا عيباً لهم، وقد امتلأت كتب أئمة المسلمين من السلف والخلف بتبيين هذه المقالات وما أشبهها مثل كتب الشافعي وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور ومن بعدهم من أئمة الفقه والحديث وغيرهما ممن ادعوا هذه المقالات ما كان بمثابتها شيء كثير ولو ذكرنا ذلك بحروفه لطال الأمر جداً.
وأما إذا كان مرادُ الرادِّ بذلك إظهارَ عيب من ردَّ عليه وتنقصَه وتبيينَ جهله وقصوره في العلم ونحو ذلك كان محرماً سواء كان ردُّه لذلك في وجه من ردِّ عليه أو في غيبته وسواء كان في حياته أو بعد موته وهذا داخل فيما ذمَّه الله تعالى في كتابه وتوعد عليه في الهمز واللمز وداخل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته» [5] . وهذا كله في حق العلماء المقتدى بهم في الدين فأما أهل البدع والضلالة ومن تشبه بالعلماء وليس منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم. وليس كلامنا الآن في هذا القبيل والله أعلم ) [ من رسالته الفرق بين النصيحة و التعيير (405 إلى 407 ) من المجلد الثاني في مجموع رسائله ]


فهناك خطأ ناشئ عن اتباع للهوى و عن أصول فاسدة ، وهناك خطأ دون قصد أو تعمد .
ومع ذلك ، فإن الواقع في النوع الثاني لا يُتابع على غلطه ! بل يرد مع حفظ كرامته ، ومن تابعه عليه لا يكون معذوراً ! ولا يعاملان بنفس المعاملة ، يقول شيخ الاسلام : ( والذي يصدر عنه أمثال هذه الأمور - أي الأخطاء و البدع - إن كان معذورًا بقصور في اجتهاده، أو غيبة في عقله، فليس مَن اتبعه بمعذور، مع وضوح الحق والسبيل) ا.هـ
و يجب أيضاً : رد الغلط الذي وقع فيه ، وتبين الحق الذي خالفه ، قال شيخ الاسلام – كذلك – : ( وإن كان المخطئ المجتهد مغفورًا له خطؤه، وهو مأجور على اجتهاده، فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة واجب، وإن كان في ذلك مخالفة لقوله وعمله، ومن علم منه الاجتهاد السائغ، فلا يجوز أن يُذكر على وجه الذم والتأثيم له، فإن الله غفر له خطأه، بل يجب لما فيه من الإيمان والتقوى موالاته ومحبته، والقيام بما أوجب الله له من حقوقه، من ثناء ودعاء وغير ذلك ) و هذه المقدمة واضحة جلية لمن أنار الله قلبه بالعلم ومَنَّ عليه باتباع منهج السلف ، ولأجل هذا التفريق العلمي الأصيل ! يرمينا الغلاة بالازدواجية ! وهم بها أحرى وبالوصم بها أولى ! فهم بها إلى آذانهم ولكن القوم غرقى في الضلال و الهوى ، و الله المستعان و إليه المشتكى ..
فاتعظوا أيها الأحبة من حالهم ! و اتقوا أوحالهم ! و السعيد من وعظ بغيره .. و أظن أن كلام الإمام الألباني رحمه الله الذي أشار إليه الشيخ أحمد بازمول حفظه الله ، هو هذا :
[ ... فلا يتوهمن أحد أننا حين اخترنا الاقتصار على السنة في عدد ركعات التراويح ، وعدم جواز الزيادة عليها أننا نضلل أو نبدع من لا يرى ذلك من العلماء السابقين واللاحقين ، كما قد ظن ذلك بعض الناس واتخذوه حجة للطعن علينا ! توهماً منهم أنه يلزم من قولنا : بأن الأمر الفلاني لا يجوز أو أنه بدعة ، أن كل من قال بجوازه واستحبابه فهو ضال مبتدع ؛ كلا فإنه وهم باطل ، وجهل بالغ ، لأن البدعة التي يذم صاحبها وتحمل عليه الأحاديث الزاجرة عن البدعة إنما هي " طريقة في الدين مخترعة تضاه الشريعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه [6] “
فمن ابتدع بدعة يقصد بها المبالغة في التعبد وهو يعلم أنها ليست من الشرع فهو الذي تنصب عليه تلك الأحاديث ،
وأما من وقع فيها دون أن يعلم بها ولم يقصد بها المبالغة في التعبد فلا تشمله تلك الأحاديث مطلقا ولا تعنيه البتة ،
وإنما تعني أولئك المبتدعة الذي يقفون في طريق انتشار السنة ويستحسنون كل بدعة بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير ، بل ولا تقليداً لأهل العلم والذكر بل اتباعاً للهوى وإرضاء للعوام
وحاشا أن يكون من هؤلاء أحد من العلماء المعروفين بعلمهم وصدقهم وصلاحهم وإخلاصهم ولا سيما الأئمة الأربعة المجتهدين رضي الله عنهم أجمعين ، فإننا نقطع بتنـزههم أن يستحسنوا بدعة مبالغة منهم في التعبد كيف وهم قد نهوا عن ذلك كما سنذكر نصوصهم في ذلك في الرسالة الخاصة بالبدعة إن شاء الله تعالى .
نعم قد يقع أحدهم فيما هو خطأ شرعاً ، ولكنه لا يؤاخذ على ذلك ، بل هو مغفور له ومأجور عليه كما سبق مراراً ، وقد يتبين للباحث أن هذا الخطأ من نوع البدعة فلا يختلف الحكم في كونه مغفوراً له ومأجوراً عليه ؛ لأنه وقع عن اجتهاد منه .
ولا يشك عالم أنه لا فرق من حيث كونه خطأ بين وقوع العالم في البدعة ظنا منه أنها سنة ، وبين وقوعه في المحرم وهو يظن أنه حلال ، فهذا كله خطأ ومغفور كما علمت ، ولهذا نرى العلماء مع اختلافهم الشديد في بعض المسأئل لا يضلل بعضهم بعضا ولا يبدع بعضهم بعضاً .
ولنضرب على ذلك مثالاً واحداً ، لقد اختلفوا منذ عهد الصحابة في إتمام الفريضة في السفر فمنهم من أجازه ومنهم من منعه ورآه بدعة مخالفة للسنة ومع ذلك فلم يبدعوا مخالفيهم ، فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول : ” صلاة المسافر ركعتان من خالف السنة كفر ” رواه السراج في مسنده (21/122-123) باسنادين صحيحين عنه . ومع هذا فلم يكفر ولم يضلل من خالف هذه السنة اجتهاداً بل لما صلى وراء من يرى الإتمام أتمّ معه ، فروى السراج أيضاً بسند صحيح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمنى ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان صدراً من أمارته ركعتين ثم أن عثمان صلى بمنى أربعاً ، فكان ابن عمر اذا صلى معهم صلى أربعا واذا صلى وحده صلى ركعتين [7].
فتأمل كيف أن ابن عمر لم يحمله اعتقاده بخطأ من يخالف السنة الثابتة بالإتمام في السفر على أن يضلله أو يبدعه ، بل إنه صلى وراءه ؛ لأنه يعلم أن عثمان رضي الله عنه لم يتم اتباعاً للهوى – معاذ الله بل ذلك عن اجتهاد منه [8] ،
وهذا هو السبيل الوسط الذي نرى من الواجب على المسلمين أن يتخذوه لهم طريقاً لحل الخلافات القائمة بينهم ، أن يجهر كل منهم بما يراه هو الصواب الموافق للكتاب والسنة ، شريطة أن لا يضلل ولا يبدع من لم يرَ ذلك لشبهة عرضت له ، لأنه هو الطريق الوحيد الذي به تتحقق وحدة المسلمين وتتوحد كلمتهم ويبقى الحق فيه ظاهراً جليًّا غير منطمس المعالم ،
ولهذا نرى أيضا أن تفرق المسلمين في صلاتهم وراء أئمة متعددين : هذا حنفي وهذا شافعي … مما يخالف ما كان عليه سلفنا الصالح من الاجتماع في الصلاة وراء إمام واحد وعدم التفرق وراء أئمة متعددين !
هذا هو موقفنا في المسائل الخلافية بين المسلمين ، الجهر بالحق بالتي هي أحسن ، وعدم تضليل من يخالفنا لشبهة لا لهوى ؛ وهذا هو الذي جرينا عليه منذ أن هدانا الله لاتباع السنة ، و ذلك من نحو عشرين سنة ، ونتمنى مثل هذا الموقف لأولئك المتسرعين في تضليل المسلمين الذين من مذهبهم قولهم : ” إذا سئل عن مذهبنا ؟ قلنا : صواب يحتمل الخطأ وإذا سئلنا عن مذهب غيرنا ؟ قلنا خطأ يحتمل الصواب ” ومن مذهب القول بكراهة الصلاة وراء المخالف في المذهب أو بطلانها ولذلك تفرقوا في المسجد الواحد كما سبق وخاصة في جماعة الوتر في رمضان ! لظن بعضهم أن الوتر لا يصح إذا فصل الإمام بين شفعه ووتره مع أنه هو الأفضل الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في الفصل السابع ، و انظر التعليق ( ص 109 )
وذلك هو موقفنا وما أظن عاقلاً ينازعنا فيه ، فمن نسب إلينا غير ذلك فقد بغى وتعدى وظلم والله حسيبه ]


قال الشيخ العلامة بقية السلف صالح الفوزان حفظه الرحيم الرحمن شارحاً قول الإمام البربهاري : ( اعلم أن الخروج من الطريق على وجهين؛ أما أحدهما: فرجل زل عن الطريق، وهو لا يريد إلا الخير، فلا يُقتدى بزلته،فإنه هالك.
وآخر عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين، فهو ضال مضل، شيطان مريد في هذه الأمة، حقيق على من يعرفه أن يحذر الناس منه، ويبين لهم قصته؛ لئلا يقع أحد في بدعته فيهلك )
قال :
[ لما وصف الشيخ رحمه الله في الكلام السابق الطريق الصحيح الذي يجب أن يسير عليه المسلم في عقيدته و دينه ذكر أن من يخرج عن هذا الطريق فهو أحد رجلين :

الرجل الأول : من خرج غير مُتَعَمِّدٍ بل يريد الخير لكنه سلك طريق غير الخير ، و الاجتهاد لا يكفي ، و إن كانت نية صاحبه صالحة ومقصده حسناً ، لابد أن يكون مع ذلك على الطريق الصحيح ، فهذا يُعتبر مخطئاً ، ومن وافقه على ذلك وسار معه على الخطأ وهو يعلم خطأه فهو هالك ؛ لأن هذا طريق هلاك حتى ولو لم يتعمد صاحبه الخروج و إنما هو يلتمس الخير .
و هذا هو حال الكثير من الذين يبتكرون ابتكارات من عند أنفسهم في علم العقيدة ، فهذا أمر لا يجوز ، ولا يُتابعون عليه ، وصاحبه ليس على صواب ، و الله جل وعلا يقول : { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } [ الأنعام:153] ، فأي سبيل يخرجنا عن الصراط المستقيم فنحن نرفضه وهو إن استمر على خطئه فسيؤول إلى الهلاك ؛ لأن من ترك الطريق الصحيح في سفره وأخذ طريق مضيعة هلك .

أما الرجل الآخر: فهو المتعمد للخروج ، فهو يعرف الحق ، ويعرف أن ما خرج إليه باطل ، لكن يتعمد الخروج عن الحق ، بقصد إضلال الناس .
الأول : قصده إصلاح الناس لكنه لم يسلك الطريق الصحيح .
و الثاني : قصد إضلال الناس وصرفهم عن الطريق الصحيح ، فهذا شيطان ، لأن الشياطين يخرجون الناس عن الصراط المستقيم ، يقول إبليس لربه عز وجل : { لأقعدن لهم صراطك المستقيم } [الأعراف:16] يريد أن يصرفهم عنه إلى الطرق المنحرفة ، و النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لهذا مثلاً حينما خط خطاً مستقيماً ، وخط حوله خطوطاً أخرى ، فقال للخط المستقيم : ( هذا صراط الله ) وقال للخطوط الأخرى : ( وهذه سبل ، على كل سبيل منها شيطان يدعو الناس إليها ) ، وهذا مثال واضح ، ويطابقه ما ذكره الشيخ هنا ، فإن الذي يخرج بالناس عن الصراط المستقيم إلى السبل المحدثة المبتدعة ، لا يريد لهم الخير ، و إنما يريد لهم الهلاك ؛ وهو شيطان ، سواء كان من شياطين الجن أو من شياطين الإنس ، علينا أن نحذر من هذا أشد من الحذر من الأول ، لأن هذا متعمد لإضلال الناس .

قوله : ( فهو ضال مضل ، شيطان مريد ) أي : هو ضال في نفسه ، ومضل لغيره وهو شيطان مريد ، متمرد ، يريد صرف الناس عن الصراط المستقيم .

قوله : ( حقيق على من عرفه أن يُحذر الناس منه ، و يبين للناس قصته لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك ) أي : هذا الذي خرج عن الحق متعمداً لا يجوز السكوت عنه ، بل يجب أن يُكشف أمره ، ويفضح خزيه حتى يحذره الناس ، ولا يقال : الناس أحرار في الرأي ، حرية الكلمة ، احترام الرأي الآخر ! كما يدندنون به الآن من احترام الرأي الآخر ! فالمسألة ليست مسألة آراء ، المسألة مسألة اتباع ، نحن قد رسم الله لنا طريقاً واضحاً ، وقال لنا سيروا عليه حينما قال : { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه } ، فأي شخص يأتينا و يريد منا أن نخرج عن هذا الصراط المستقيم فإننا أولاً : نرفض قوله ، و ثانياً : نبين ، ونحذر الناس منه ، ولا يسعنا السكوت عنه، لأننا إذا سكتنا عنه اغتر به الناس ؛ لاسيما إذا كان صاحب فصاحة ولسان وقلم وثقافة ، فإن الناس يغترون به ، ويقولون هذا مؤهل ! هذا من المفكرين ، كما هو الحاصل الآن ، فالمسألة خطيرة جداً .

وهذا فيه وجوب الرد على المخالف ، عكس ما يقوله أولئك ، يقولون : اتركوا الردود ، ودعوا الناس كلٌّ له رأيه واحترامه ، وحرية الرأي و حرية الكلمة ، بهذا تهلك الأمة ، السلف ما سكتوا عن أمثال هؤلاء ، بل فضحوهم وردوا عليهم ، لعلمهم بخطرهم على الأمة ، ونحن لا يسعنا أن نسكت عن شرهم ، بل لابد من بيان ما أنزل الله ، و إلا فإننا نكون كاتمين ، من الذين قال الله فيهم { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون } [ البقرة:159] ، فلا يقصر الأمر على المبتدع ، بل يتناول الأمر من سكت عنه ، فإنه يتناوله الذم و العقاب ، لأن الواجب البيان و التوضيح للناس ، وهذه وظيفة الردود العلمية المتوفرة الآن في مكتبات المسلمين كلها تذب عن الصراط المستقيم ، وتُحذر من هؤلاء ، فلا يروج هذه الفكرة – فكرة حرية الرأي و حرية الكلمة و احترام الرأي الآخر – إلا مضلل كاتم للحق .

نحن قصدنا الحق ، ما قصدنا أن نجرح الناس أو نتكلم في الناس ، القصد هو بيان الحق ، وهذه أمانة حملها اللهُ العلماءَ ، فلا يجوز السكوت عن أمثال هؤلاء ، لكن مع الأسف لو يأتي عالم يرد على أمثال هؤلاء قالوا : هذا متسرع ، إلى غير ذلك من الوساوس ، فهذا لا يُخَذِّل أهل العلم أن يبينوا للناس شر دعاة الضلال ، لا يُخَذِّلُهُمْ ] انتهى بتمامه لنفاسته من شرح العلامة الفوزان على شرح السنة للبربهاري [ صفحة 67 وما بعدها ]

و قال الشيخ مقبل – رحمه الله – : ( لا تبالي إذا أراك الله الحق،ولو خالفك من خالفك ، وترفق بالعلماء الآخرين ، أما هذا الذي له كل يوم داهية فلا بد من إبانة حاله ).[البشائر في السماع المباشر لعبدالله الأهدل ،تقديم الشيخ الوصابي ص25] ( نقله الأخ عبد الرحمن الغنامي في شبكة سحاب السلفية )

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” إذَا رَأَيْت الْمَقَالَةَ الْمُخْطِئَةَ قَدْ صَدَرَتْ مِنْ إمَامٍ قَدِيمٍ فَاغْتُفِرَتْ ؛ لِعَدَمِ بُلُوغِ الْحُجَّةِ لَهُ؛ فَلَا يُغْتَفَرُ لِمَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ مَا اُغْتُفِرَ لِلْأَوَّلِ؛ فَلِهَذَا يُبَدَّعُ مَنْ بَلَغَتْهُ أَحَادِيثُ عَذَابِ الْقَبْرِ وَنَحْوِهَا إذَا أَنْكَرَ ذَلِكَ وَلَا تُبَدَّعُ عَائِشَةُ وَنَحْوُهَا مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ بِأَنَّ الْمَوْتَى يَسْمَعُونَ فِي قُبُورِهِمْ؛ فَهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ فَتَدَبَّرْهُ فَإِنَّهُ نَافِعٌ ” مجموع الفتاوى 6/61

ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله : ” وهاهنا أمرٌ خفيٌّ ينبغي التَّفطُّن له، وهو أنَّ كثيراً من أئمَّةِ الدِّينِ قد يقولُ قولاً مرجوحاً ويكون مجتهداً فيه ، مأجوراً على اجتهاده فيه ، موضوعاً عنه خطؤه فيهِ، ولا يكونُ المنتصِرُ لمقالته تلك بمنْزلته في هذه الدَّرجة؛ لأنَّه قد لا ينتصِرُ لهذا القولِ إلاَّ لكونِ متبوعه قد قاله ، بحيث أنَّه لو قاله غيرُه من أئمَّة الدِّينِ ، لما قبِلَهُ ولا انتصر له ، ولا والى من وافقه ، ولا عادى من خالفه ، وهو مع هذا يظن أنَّه إنَّما انتصر للحقِّ بمنْزلة متبوعه ، وليس كذلك, فإنَّ متبوعه إنَّما كان قصدُه الانتصارَ للحقِّ ، وإنْ أخطأ في اجتهاده ، وأمَّا هذا التَّابعُ ، فقد شابَ انتصارَه لما يظنُّه الحقَّ إرادة علوِّ متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنْ لا يُنسَبَ إلى الخطأ، وهذه دسيسةٌ تَقْدَحُ في قصد الانتصار للحقِّ, فافهم هذا، فإنَّه فَهْمٌ عظيم والله يهدي مَنْ يشاء إلى صراطٍ مستقيم” جامع العلوم والحكم 1/267-2
[1] سورة البقرة الآيات [285 – 286]
[2] صحيح مسلم برقم [200]
[3] صحيح مسلم [199]
[4] سلسلة الأحاديث الصحيحة [3274][5]: قال الألباني في صحيح أبي داود [4880] : [ حسن صحيح، المشكاة (5044 / التحقيق الثاني) ، التعليق الرغيب (3 / 177) ][6] : الإبداع في مضار الإبتداع (ص 15) [ قاله الألباني ]
[7] : وروى البخاري (2/451-452) نحوه عن ابن مسعود ، وفيه أنه لما بلغه إتمام عثمان استرجع ! . [ قاله الألباني ]

[8] : مثل ما روى أبو داوود (1/30 عن الزهري أن عثمان أتم الصلاة بمنى من أجل الأعراب لأنهم كثروا عامئذ فصلى بالناس أربعاً ليعلمهم أن الصلاة أربع ، و رجاله ثقات لكنه منقطع .[ قاله الألباني ]

68













رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 18:35   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

[6] هنا إشارة مهمة، وهي أن النسخة التي اعتمد عليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من «ما جاء في البدع» مطابقة تماماً للنسخة المحفوظة في مكتبة الظاهرية بدمشق من هذا الكتاب، فمتى أتت هذه النسخة إلى نجد؟ هل أتى بها الشيخ محمد؟ فهذا يثبت سفره لدمشق، أم أتى بها شخص آخر؟
[7] مفيد المستفيد، ص 294، 297.
[8] مفيد المستفيد، ص 286.
[9] الدرر السنية (1: 117).
[10] مفيد المستفيد، ص 300.
[11] روضة الأفكار والأفهام، (2: 45- 46).
[12] . انظر، على سبيل المثال: الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لعبد الله العثيمين، ص 61- 62.










رد مع اقتباس
قديم 2012-08-29, 18:46   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اعذرك
لانك بعترافك بالاخطاء الجسيمة للدماء التي سفكت بالباطل راح تنسف كل اقوال انها كانت سلمية وعلى نهج السلف
وتظهر مادى العنصرية و التحيز في عدم النظرة للاخطاء علماء الامة الاسلامية بميزان واحد ومساوات الحق
فانت معذور فقد دخل فيها عميل الصليب الانجليزي ال سلول بالتحالف مع هذه الدعوة وزاد احرجكم احراجا كبيرا
وزاد دخل فيها احدى اكبر مهندسي الفتن واراقة الدماء في الجزيرة العربية في القرن الفائت اليهوديان الجاسوسان جون فليبي وبريسيي كوكس

فانتم في ورطة كبيرة لا تحسدون عليها حقا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد, الإمام, الوهاب...ليس, وهابيا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc