مذكرات مادة الفلسفة مجانا - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى أساتذة التعليم الثانوي > قــسم المذكرات

قــسم المذكرات مذكرات تربوية لجميع المواد و لكل مستويات التعليم الثانوي

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مذكرات مادة الفلسفة مجانا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-10-27, 13:47   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المـــــــــــــــــــادة: فلسفة
النشـــــــــــــــــاط: درس تطبيقي
الإشكالية الثالثـــة: فلسفة العلوم
المشكلة الأولــــى: فلسفة العلوم التجريبية و العلوم البيولوجية
المستــــــــــــوى: 3 آداب و فلسفة
الحجم الساعــــي: 1 ساعة
الكفاءات المستهدفة:
التحليــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
**المشكلة:يرى بعض الفلاسفة بأن التجريب على ظواهر المادة الحية أمر غير ممكن ، ما رأيك؟
الطريقة:الجدلية
1- طرح المشكلة:
* التمهيد:
إن المعارف التي تطمح إلى تطبيق المنهج التجريبي،لا شك في أنها تسعى من وراء ذلك إلى الإلتحاق بركب العلوم و بلوغ مراتبه،وهو المنهج الذي إستخدمته أصلا،العلوم التجريبية في المادة الجامدة كالفيزياء والكيمياء والذي كان وراء نجاحها و ازدهارها. و ليس بالغريب إذا كانت العلوم المبتدئة كعلم البيولوجيا تحاول استثمار خبرات العلوم السالفة وتقليدها في تطبيق المنهج العلمي الموضوع المدروس،وقد اختلف الفلاسفة في امكانية ذلك.
1- كيف نسلم بأن التجربة هي مقياس الأساسي الذي يجعل العلم علمًا؟
أولا : إستقلال العلم عن الفلسفة: تم استقلال العلم عن الفلسفة يوم أعرض الباحثون عن طرح المسائل الميتافيزيقية والتجرد لدراسة الظواهر التي تقع تحت المشاهدة والإعراض عن منطق الأهواء وتبني المنهج التجريبي،وبدأ ت المطالبة بالاستقلال على يد "كوبرنيك" و"كبلر" و"غاليلي" وتجسدت بأكثر بوضوح بوضع "فرانسيس بيكون" أسس المنهج التجريبي الحديث.
ثانيا: خطوات المنهج التجريبي :
يتألف المنهج التجريبي من ثلاثة خطوات أساسية الملاحظة والفرض والتجريب :
1- الملاحظة: والمقصود بها ليست مجرد مشاهدة. وإنما هي الاتصال بعالم الأشياء
عن طريق الحواس وتوجيه الانتباه إلى ظواهر معينة،كما تعني مشاهدة الظواهر و مراقبتها بالذهن والحواس على ما هي عليه بالذات.
2- الفرضية : وهي التفسير المؤقت الظاهرة المبحوثة فالعالم ومن أجل فهم الظواهر لا يكتفي بملاحظتها وإنما يتعدى ذلك إلى البحث عن القانون أو العلاقات الثابتة بين الأشياء وما القانون إلا فرضية أثبتت التجربة صحتها.
3- التجربة: هي الخطوة الأخيرة في مسار المنهج العلمي،وتتمثل على مجمل الترتيبات العملية التي يعدها المجرب قصد تقرير الفرضيات لتبنيها في حالة صدقها أو رفضها في حالة كذبها،أو تهذبيها في حالة تشخيص المجرب خطئها وهي تقوم على عمليتين :- التجربة العملية أو ما يسميه "كلود برنار"بالتجريب " و الاستدلال التجريبي أي حوصلة وما يترتب من نتائج من أجل تدوين قانون يفسر الوقائع ويسهل السيطرة عليها لصالح الإنسان.
ثالثا : معني التجربة بمفهومها الأوسع:إذا كانت التجربة هي الخطوة التي تستوعب المراحل السابقة من الملاحظة والفرض من أجل تدوين دستور العلاقات الثابتة بين الظواهر،من أجل التنبؤ بحركات الظواهر وتسخيرها لخدمة الإنسان .بحيث يقول كلود برنار إن التجريب هو الوسيلة الوحيدة التي نمتلكها لنتطلع على طبيعة الأشياء التي هي خارجة عنا )، لكن من جهة أخرى المنهج التجريبي يعد المحك الفصل في الحكم على مدى إلتحاق مساعي الأبحاث العلمية بمصف العلوم.
كما أنه لايمكن أن نعتبر أنها المقياس الفصل في الحكم على مدى التحاق مساعي الأبحاث العلمية بمصف العلوم،لذلك وجب أن نفهم التجربة بمفهومها الذي قد ينمو ويتهذب مع تنوع ميادين البحث حسب حقوله،ومن هنا وجب أن نقول أن التجربة في مفهومها العلمي تنمو وتتقو لب مع طبيعة الموضوع ومن أمثلة ذلك،أن إجراء التجربة يختلف من عالم الفلك على عالم البيولوجيا إلى عالم النفساني ....
2- إذا كان الأمر كذلك ،فهل العلوم التجريبية تحترم هذا المقياس ؟وهل ما نستخلصه من نتائج يمكن وصفه بالدقة ؟
تتنوع العلوم وتختلف على اختلاف طبيعتها وموضوعها ومقتظيات العمل الميداني في دراستها وكل هذا من شأنه أن يؤثر على مدى تطابق المبدأ المنهجي ومدى مصداقية نتائجه.
أولا : أصناف العلوم :يمكن تصنيف العلوم التجريبية والعلوم القريبة منها إلى ثلاثة أنواع :
- علوم المادة الجامدة:وتتناول ظواهر المادة الجامدة كما هو الحال الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك والجيولوجيا....
- علوم المادة الحية:وتتناول ظواهر الطبيعة الحية كما هو الحال البيولوجيا وما تفرع عنها من علم النبات والحيوان والبشر.
- العلوم الإنسانية:وتتناول أحوال الناس متفردا وجماعة .أي من حيث أنه يشعر ويفكر وينفعل ويريد وأنه كائن إجتماعي وتاريخي وهذه الأخيرة تعاني على غرار سابقتها معانات منهجية على الرغم من تسليمه بأهمية المنهج التجريبي العلمي .
ثانيا : تتشكل التجربة حسب طبيعة الموضوع في الزمرة الواحـــدة : إن الباحث يدرك فائدة المنهج العلمي كمبدأ فطري للوصول بالمعرفة إلى طابعها العلمي هو الإدراك والفهم الذي يسهل له تطبيق المنهج تطبيق كاملا أو بتكيف خطواته على مقياس الأهداف المرسومة،وهذا يعني أن المنهج العلمي منهج طيع ولين يساعد على فهم الموضوع فهما موضوعيًا وذلك حسب ما تمليه طبيعة الموضوع المبحوث وهذا من شأنه أن يوسع دائرة وقدرة الاستيعاب لأكبر قدر ممكن من العلوم المختلفة بحيث قد يستغني الباحث عن خطوة من خطوات المنهج كالملاحظة مثلا بحيث يستبدلها بغيرها تماشيًا مع طبيعة الموضوع ،فيتعين عليه الاستدلال عندما تكون المشاهدة عصية،مثلما هو الحال في معرفة مركز الأرض أو رؤية الشمس في مختلف أوقاتها خاصة في الصيف زوالا،فهنا ينظر إلى الآثار التي تتركها هذه الظواهر وبهذا الشكل يمكن القول بأن مفهوم التجربة وحتى وإن هناك تميز إنما هو تميز نظري أو يكون لأغرض منهجية .
ثالثا : وحتى مع إحترام المنهج التجريبي،فإن نتائجها ليست مطلقة ولا دقيقة :
أ- يمكن التماس هذه النتائج بوجه خاص ،على مستوى التنبؤ بالمستقبل و التحكم في الظواهر، فمن المستحيل نظريا،التنبؤ بالمستقبل لأن المنهج العلمي يقوم على أساس الإستقراء الناقص أي أن من خلال الظواهر الجزئية نحكم على الكل ، وقد ألح فلاسفة العلوم على الصفة الترجيحية و الإحتمالية و أقروا أنه ليس يقينا كما في المنطق و الرياضيات،ويشهد على هذا الأمر ما حدث لرواد الفضاء عند نزولهم إلى سطح القمر إذا أخطوا هدفهم ببضع عشرات المترات،وكما يقع أيضا لأهل الأحوال الجوية حيث تأتى الأحوال بغير ما يتنبؤون.
ب- أما عن أسباب هذه النتائج ، فيمكن تلخيصها في النقاط التالية :
**الإضطرار إلى الإنطلاق من مقدمات غير مؤكدة: فجون ستيوارت مل يعتقد بأن بعض الظواهر تعقب وسوف تعقب بعض ظواهر الأخرى فالمتقدم هو سبب أو علة، والثابت الذي يتلو يسمى نتيجة . والحق أن ليس كل متقدم سببا،فالليل يسبق النهار ولا يمكن القول بأن الليل سبب حدوث النهار،لأن سبب حدوث النهار هو إشراق الشمس.
ولكن البحث عن الظاهرة التي تسبق ظاهرة أخرى بصفة دائمة،هو مطلب عملي : فإذا قلنا بأن الحرارة تسبق تمدد المعادن، فنحن هنا نربط بين الحرارة والتمدد بشكل سبب و مسبب لفائدة عملية وهي الحصول على التمدد.أما العلم الحديث فإنه لا يقصد إلى أي الظواهر سابق و أيها لاحق؛و إنما يقصد إلى القانون،وهو تفسير حتمي للظواهر.
لقد بين ماكس بلانك بنظريته المعروفة بالكوانتا أي الكمات أن الذرة لا تصدر طاقتها بصفة منتظمة أو متصلة ،و إنما تصدرها بصفة انفصالية أو بصدمات، ولقد توصل العلماء بعده في الميدان الفيزيائي إلى أنه يستحيل تعيين موقع دقيق للذرة أو سرعتها معا ضبطا دقيقا مباشر،ويؤكد فرنر هيزنبرغ أن الضبط الحتمي الذي تؤكد عليه العلية و قوانينها غير ممكن في الفيزياء الذرية أو الميكروفيزياء.
** تغير عالم الأشياء المستمر،على الرغم من التسليم بمبدأي الحتمية و الإطراد: ثم إن القول بعودة العلة نفسها تستتبع عودة النتيجة نفسها لقول قاصر ، لأنه لا تكرار في ظواهر الطبيعة. فالعلة نفسها لا تتكرر أبدا والنتيجة نفسها لا تتكرر أبدا ، فالظواهر الطبيعية وحيدة وفريدة حتى وإن تشابهت.فهي تحدث مرة واحدة وتمضي بلا عودة.
يذهب هيرقليطس إلى أن الصيرورة هي جوهر الكون وحقيقته،فلا شيء يدوم على حال معينة لحظتين متتابعتين،وأن البقاء الذي ننسبه للأشياء هو خداع بصري، فقد نظن أن الموجة تظل هي ذاتها لكن في الحقيقة إن هناك إختلاف في الماء الذي تتكون منه كل موجة،ولهذا شبه هيرقليطس الحياة كلها بما فيها عالم الأشياء ،بالنهر الذي نراه من بعيد هادئا، ولكنه أبدا متحرك نحو مصبه.
** عدم خصوصية العلم التجريبي:فالطريقة التجربة يجب أن تتماشى مع طبيعة الموضوع المدروس ولا يجب الإعتقاد بأن التجربة المعمول بها في الفيزياء هي النموذج المثالي الذي يجب أن يحتذي به كل علم.فالمنهج العلمي إذن قابـل للنمو و النضوج .

** قصور أدوات الباحث المستعملة في إجراء التجربة:فالتجارب ولكي تكون دقيقة تحتاج إلى جملة من الوسائل والتجهيز سواء في الملاحظة أو التجريب، ولهذا فإن العلماء يقعون في أخطاء نتيجة قلة الوسائل،وحتى إن وجدت تدفعنا فلسفة العلوم تدفعنا إلى القول بأن الطريقة العلمية قد يكون فيها خلل على مستوى قدم الوسائل أو ضعف صيانتها أو على مستوى الحواس ومصداقيتها أو في مستوى ظروف التجربة المكانية و الزمانية.
3- ثم ما هي مخاطر إستخدام هذا المقياس في العلوم الحية،وكيف يتم تجاوزها؟
إن المنهج التجريبي الذي وضعه العلماء من أجل دراسة عالم الأشياء الجامدة واجه تطبيقه في عالم الأشياء الحية عوائق جمة وعقبات معتبرة . فما هي هذه العوائق والعقبات،وكيف يمكن إقتحامها ؟ وما هي الحكمة الفلسفية من ذلك ؟.
أولا: عوائق تطبيق المنهج التجريبي في هذه العلوم :
أ- تصطدم البيولوجيا أمام المنهاج التجريبي ،بعقبات شتى،يمكن ردها إلى أربع:
1 - تتمثل العقبة الأولى في طبيعة الموضوع"إن موضوع الذي تعني بدراسته البيولوجيا يختلف عن الموضوع الذي تدرسه المادة الجامدة وذلك لأن الموضوع البيولوجي كائن حي ،كل جزء فيه تابع للكل ولكل الأجزاء الأخرى.بينما لا تشكل المادة الجامدة أي وحدة متعاضدة تحافظ على تماسكها،فهي ليست فردية بحيث لو وقع تدمير جزء منها،إستحال تعويضه،و المادة الحية إذا قمنا بعملية الفصل أي فصل عضو عن باقي العضوية فإننا سنحدث خلل في عمل العضوية أي أن أعضاء المادة الحية تشكل وحدة متكاملة لا تقبل الفصل أو التفكيك،يقول كـــوفيي:«إن سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها،فهي لا تستطيع الحركة إلا بمقدار ما تتحرك كلها معا،و الرغبة في فصل جزء من الكتلة معناه نقله إلى نظام الذوات الميتة و معناه تبديل ماهيته تبديلا كاملا ».
2- وتتمثل العقبة الثانية في تصنيف الحوادث : فظواهر المادة الحية ليس من السهل تصنيفها مثل ظواهر المادة الجامدة مثل ما هو فيزيائي أو كيميائي أو فلكي .....إلخ،وذلك لأن كل كائن حي ينطوي على خصوصيات ينفرد بها دون غيره،وكل محاولة للتصنيف تقضي على الفردية عند الكائنات الحية،فتصنيف الحيوانات تصنيفا مورفولوجيا (أي من حيث الهيئة الشكلية)،أو إلى نافعة و ضارة أو حسب إرتفاعها و حجمها، هو عمل مصطنع يشوه طبيعة الموضوع،ويشوش نتائج البحث.
3- وتتمثل الصعوبة الثالثة في تعميم النتائج فالنتائج المتوصل إليها لا يمكن تعميمها لأن الكائنات الحية عموما لا تكون هي هي مع أنواع أخرى.
4- العقبة الأخيرة تتمثل في مصداقية التجريب فالكائن الحي لا يكون هو هو إلا في محيطه الأصلي الطبيعي، ونقله إلى محيط إصطناعي يؤدي إلا تغير سلوكه إضطرابه،مثل إستئصال العين أو الغدة النخامية وخاصة مع وجود مفعول المخدر.
ب-ولقد وجد بعض المفكرين في هذه العقبات مبررات لمعارضة تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية، وأضافوا عقبة أخرى تتمثل في العفوية الحرة التي تتمتع بها الكائنات الحية إذ يسلمون بإن هناك قوة حيوية تحرك سائر حوادث الحياة أي كأنها بمثابة قوة باطنية مستقلة تتحكم في أفعال هذه الحوادث.
ثانيا: إقتحام العوائـــــق:
لكن رغم هذه العوائق فإن الإنسان لم يتوقف فضوله عن محاولة كشف النقاب عن الكائنات الحية منذ القدم و إستعملت في ذلك أساليب معلنة و أخرى تحت ستار الكتمان وهي أساليب تقنية ساهم في إنتاجها الفطرة و مجربات الطب التقليدي،وظلت هذه العملية تخطئ و تصيب، تفسد و تصلح إلى عهد نضج فيه المنهج العلمي فألهم بعض العلماء و المفكرين إلى الإستئناس به أمثال كلــود برنــارد، فلقد عرف هذا العالم كيف يكيف المنهج التجريبي الذي وضع للمادة الجامدة على المادة الحية مع الحفاظ على خصوصياتها، لقد عبر عن ذلك في كتابه:« مدخل لدراسة الطب التجريبي »،نقتطف منه بعض المقاطع :
- إن خصائص المادة الحية لا يمكن معرفتها إلا بعلاقتها مع خصائص المادة الخام،ذلك لأن في العضويات المركبة ثلاث أنواع من الأجسام:
1- الأجسام البسيطة كيميائيا﴿16﴾منها فقط،تدخل في تركيب جسم الإنسان;ولكن من تفاعل هاته الأجسام ال ﴿16 ﴾ تتألف مختلف الذوات السائلة والصلبة والغازية
2- المبادئ المباشرة غير العضوية و العضوية التي تدخل كعناصر مؤلفة وجوهرية في تكوين الأجسام الحية،غير أن الأول تؤخذ من العالم الخارجي مباشرة، وهي تامة التكوين كالأملاح الترابية و الفوسفور و الكلور، أما الثانية فإنها ليست مستعارة من العالم الخارجي بتاتا، لأنها من تكوين العضوية الحيوانية أو النباتية كالنشاء و السكر والشحم و الألبومين.هذه المبادئ المباشرة المقتطفة من الجسم ، تحتفظ بخصائصها لأنها لم تبق حية، إنها منتوجات عضوية،ولكنها غير منظمة.
3- العناصر التشريحية المنظمة التي تعتبر الأجزاء الوحيدة التي تعرف النظام والحياة.وهي سريعة التهيج وتبدي تحت تأثير منبهات متنوعة خصائص تميز الكائنات بصفة كلية. وهذه الأجزاء هي التي لا يمكن أن تنفصل عن العضوية دون أن تفقد حيويتها.
هذه الفئات الثلاثة من الأجسام مع إختلافها قادرة كلها أن تعطي عمليات فيزيائية كيميائية تحت تأثير منبهات خارجية كالحرارة والضوء والكهرباء. الفيزيولوجي يبيح لنفسه فهم الظواهر الحية و تفسيرها إعتمادا على المبادئ التي ترتد إليها المادة الجامدة.
وعلى هذا الأساس لا بد أن تكون الدراسة العلمية للحوادث الحيوية ، دراسة فيزيائية كيميائية.فعملية التنفس مثلا، ترتد في النهاية إلى أكسدة اليحمور وإلى تأكسدات خاصة الخلايا.ولقد إجتهد كلود برنارد من أجل إخراج العلوم البيولوجية من مجال التحجر إلى مجال الإزدهار والتقدم وذلك بسعيه إلى تطبيق مناهج البحث في الدراسات الفيزيائية الكيميائية.وبفضل ذلك إستطاع كلود برنارد أن يقلب حيوانات ذات دم حار إلى حيوانات ذات دم بارد حتى يستقصي خصائص عناصرها الهستولوجية، ورأى أننا لا نستطيع الوصول إلى معرفة قوانين وخصائص المادة الحية إلا بتفكيك العضويات الحية للنفوذ في دواخلها.
وبفضل هذا إستطاع بــاستور أن يصحح الفكرة القائلة بالنشوء العفوي للجراثيم مثبتا بأن الجراثيم منشؤها في الهواء .
وهكذا إزدهرت العلوم البيولوجية و تقدمت بفضل المنهج التجريبي،وعرف العلماء كيف يطورون وسائله وأساليبه ولم يعودوا يكتفون بتشريح الميت بل الحي أيضا.
ثالثا:الحكمــــــة من فلسفة المنــــاهج:
إن الخصوصيات التي تميز الكائنات الحية ليست متروكة للعفوية، بدليل أن المنهج التجريبي القائم على أساس مبدأي الحتمية و الإطراد،مكن العلماء في مجال الكائنات الحية من إحراز تقدم مذهل،أدرك ذروته مع تسخير المورثات في مجال الإستنساخ.
ولكن رغم ذلك مازالت هناك مشاكل في تطبيق المنهج التجريبي على ظواهر المادة الحية،وأيضا في العلوم الإنسانية.
** حـل المشكلة**
لقد برهن المنهج التجريبي على أنه حقيقة المقياس المثالي لكل بحث يريد لنفسه أن يكون بحثا علميا أي موضوعيا تحترمه كل العقول البشرية،فهو المحك الذي يزن مصداقية العلوم ورغم تسجيل بعض القصور في صرامة تطبيق خطواته،وعدم وجود الدقة المطلقة في النتائج،فلأننا ليس في الرياضيات نتعامل مع المجرد بل نحن نتعامل مع المحسوس الذي ليس في مأمن مطلق عن التغير،ولهذا فالمنهج التجريبي يحتاج دائما إلى تهذيب مستمر مع تطور معرفتنا لخصائص الظواهر المبحوثة ، خاصة إذا تعلق الأمر بالكائنات الحية،ولعل إستمرار التهذيب الميداني هو الذي مكن العلماء من فتح فن جديد يعرف ب:«أخلاقيات البيولوجيا»









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 13:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المـــــــــــــــــــادة: فلسفة
النشـــــــــــــــــاط: درس نظري
الإشكالية الثالثـــة: فلسفة العلوم
المشكلة الأولــــى: الحقيقة العلمية والفلسفية المطلقة
المستــــــــــــوى: 3 آداب و فلسفة
الحجم الساعــــي: 6 ساعات
الكفاءة الختاميــة: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية التي تتعلق بفلسفة العلوم
الكفاءة المحورية: التمييز بوضوح بين مجالي العلم والفلسفة وتكاملهما
التحليــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
في الحقيقة العلمية و الحقيقة الفلسفية
***الحقيقة تعريفها أصنافها و مقاييسها:
أولا: تعريفها :
ليس من السهل تعريف الحقيقة و ذلك لاختلا ف معناها من تصور فلسفي إلى تصور فلسفي آخر،و من مجال إلى مجال،و من ثقافة إلى ثقافة أخرى ،و هذا يؤدي إلى تنوع المعارف وتعددها نقتصر فيها على ما يلي :
1- عند اللغويين:تطلق على الماهية أو الذات ،نحققه الشيء ماهية أي ما به الشيء هو هو.
2- الواقعيين :مطابقة التصور (الحكم) للواقع ,كما نقول بأن الحقيقة مطابقة التصور لعالم الأشياء.
3)- عند المناطقة والرياضيين :هو الأمر الممكن في العقل الذي لا يتخلله تناقض،و بتعبير آخر هي مطابقة النتائج للمنطلقات كما يمكن أن تكون المنطلقات ذاتها التي تجبر العقل على الالتزام بها قال"لايبنتز":{{ متى كانت الحقيقة مسرورة ،أمكنك أن تعرف أسبابها بإرجاعها إلى معان وحقائق أبسط منها حتى تصل إلى الحقائق الأولى.}}و الحقائق الأولى هي الأوليات و المبادئ العقلية .
4)- في إصطلاح الفلاسفة:هي الكائن الموصوف بالثبات والمطلقية(كالله و الخير)مع قطع النظر عمن سواه .
ثانيا:أصنافها:
تقسم الحقيقة إلى ثلاثة أصناف:
1)- الحقيقة المطلقة:
هي أقصى ما يطمح إليه الفيلسوف أو الحكيم ،و ابعد ما يستطيع بلوغه عن طريق العقل أو الحدس .فعند أفلاطون يعتبران الحقيقة تتمثل في عالم المثل الذي يمثل عالم الخلود و عالم الحق .و الفضيلة الأخلاقية تستوجب التخلص من عالم الفناء بحثا عن الحقيقة المطلقة في العالم الفوقي.
أما عند أرسطو فالحقيقة المطلقة تتمثل في "المحرك"الذي لا يتحرك ،الذي يمثل "الله".
2)- حقائق نسبية :
هنا تقتصر على الحقائق العلمية ،لأن هذه الأخيرة تعبر عن علاقات ثابتة بين الظواهر تصاغ صياغات قانونية ،و هذه الأخيرة قابلة للرفض و التغير مما يطغي عليها طابع النسبية.
و النسبي لغة "هو المتعلق بغيره، أي أن النسبي ما يتوقف وجوده على غيره،ومما جعل الحقائق العلمية هو كون الاستقراء للموضوعيات العلمية مزال مفتوحا ،ثبت أن العلماء يسعون وراء الحقيقة النسبية ،و لهذا قال "كلود برنا رد"يجب أن نكون مقتنعين بأننا لا نمتلك العلاقات الضرورية الموجودة بين الأشياء إلا بوجود تقريبي كثيرا أو قليلا ، وأن النظريات التي نمتلكها هي أبعد من أن تمثل حقائق ثابتة ) . 3)- حقائق ذوقية :
وهي الشعور الذي يستولى على المتصوف عند بلوغه الحقيقة الربانية المطلقة ،فهو يستقي علمه من الله رأسا ويتم ذلك عن طريق الفناء .أو عن طريق التقاء وجود الخالق،و يتم بواسطة الكشف أو"الذوق" كما يعرف بالحدس ،من أجل بلوغ السعادة القسوة .
4)- الحقائق بين المطلق والنسبي :
وهي حقائق فلسفية ،إلى أنها تنهل مصداقيتها من الواقع الاجتماعي.و النفسي و ألتأملي
ثالثا- مقياسها:
نقدت مقاييس الحقيقة على حسب مجالاتها وفلسفة أصحابها ،فكان تارة مطابقة العقل للتجربة ،وكما اعتبروا الوضوح والبداهة ، و هناك من أعتبرها هو الكائن المطلق ،لذلك فإن مقياس الحقيقة لدى البراغماتيين هو النفع ولدى الوجوديون هو الذات البشرية، والوضوح لدى العقلانيين .
أ)- مقياس الوضوح :
ذهب بعض الفلاسفة أمثال ديكارت و سبينوزا إلي أن الحكم الصادق يحمل في طياته معيار صدقه ،و الوضوح .فاعتبر'ديكارت' أن البداهة هي معيار المطلقية والتي لا يكتنفها الشك .وأنتهي إلى قضيته المشهورة :"أنا أفكر إذن،أنا موجود."كما أعتبر أن الأشياء التي نتصورها تصورًا بالغًا الوضوح و التميز هي الصحيحة حيث يقول :"إني أشك،ولكن لا أستطيع الشك فيه هو أنني أشك وأن الشك التفكير "،وفي هذا المعني يضيف"سبينوزا"أنه ليس هناك معيار للحقيقة خارج الحقيقة ،بحيث لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر وضوح ويقينا من الفكرة الصادقة ،يصلح أن يكون معيار الفكرة الصادق .
ب)- مقياس النفع :
ذهب بعض البرغماتيين أمثال :"بيرس ،جيمس،ديوي" أن الحكم يكون صادقا إلا إذا أدى إلي منفعة عملية ،لذلك فالمنفعة هي المقياس الوحيد للصدق ،بحيث يقول "بيرس":"أن الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج،أي أن الفكرة خطة للعمل أو مشروع له وليست حقيقة في حد ذاتها"،كما اعتبروا أنه لمعرفة الحقيقة من غير الحقيقة يجب ملاحظة النتائج ،لأنه ما يؤدي إلى النجاح فهو حقيقي.
ج)-مقياس الوجود لذاته:
ترى الوجودية مع "سارتر" أن مجال الحقيقة هو الإنسان المشخص في وجوده الحسي،وحقيقة الإنسان هي في إنجاز ماهيته ،وتحديد مصيره ،و الحقيقة هي ممارسة التجربة، التي تجمع بين الحياة و الموت وما ينتج عنها من قلق، وآلم .
تعقيب:
إن إرجاع الحقيقة للوضوح يجعلها تلجأ إلي معيار ذاتي ،لأنها تصبح خاضعة في وضوحها إلي تربية الإنسان وميوله و إتجاهاته الفكرية ,
-أما إذا أرجعناها إلى مقياس النفع فإنه يؤدي إلى عدم وضوح الحقيقة بل إلى تضاربها و تناقضها ،و تسخر الحقيقة لمصالح الفرد.
- كما أن الحقيقة أوسع مما ذهب إليه الوجوديون لأنه يجب مراعاة البعد الاجتماعي للإنسان بوصفه كائن إجتماعي ,يعيش مع ذوات أخرى يجب مراعاتها.
*** إذا كانت النسبية تلاحق الحقيقة المطلقة، فهل الحقيقة المطلقة "نسبية " هي الأخرى؟:
ماهي الحقيقة المطلقة بالنظر إلي ذاتها ؟وهل طبيعتها تتغير إذا قبلناها بحقائق نسبية ؟ وهل تحافظ على خصوصياتها الأصلية إذا ما توصل إدراكنا إلى حملها ؟
أولا :خصائص الحقيقة المطلقة :
المطلق لغة :هو المعتري عن كل قيد،وهو ،التام والكامل كذا ما يراد ف القبلي ،ويقابل النسبي.
أما إصطلاحا :علم ما بعد الطبيعة ،وهو إسم للشيء الذي لا يتوقف تصوره ووجوده على شيء آخر لأنه علة وجود نفسه ،ومن أهم خصائصه :أي من أهم خصائص التي تمتاز بها الحقيقة المطلقة هي أنها :
مجردة من كل قيد وعلائق ،أنها مستقلة لا تحتاج إلى علل من أجل وجودها ولا إلي أي حدود زمانية ومكانية ،كما أنها لا ترتبط بأحكام الإنسان وتصوراته ،وموقعها الحقيقي ما وراء عالم الشهادة ،كما أنها تعتبر المبدأ والغاية في آن واحد ،كما تعتبر الخير الأسمى الذي يتوق إليه الحكماء وأهل الفضول والذوق،كما أنها الموجود بما هو موجود ،أي أنها الحقيقة المطلقة التي تقوم مستقلة عن الذات.
ثانيا :النسبية وملاحقتها للمطلق:
إذا كان المطلق يشير إلي الموجود في ذاته،ولذاته ، وبذاته ،فإن النسبي يشير إلي ما يتوقف وجوده علي غيره ، إلا أن التحديد المبدأى للمطلق يتم بالتجريد ،لأن إدراكه من طرف الإنسان هو إدراك من طرف كائن مقيد بحدود زمانية مكانية ومفاهيم ثقافية ،والمعرفة الإنسانية بين الذات العارفة والموضوع المعروف كما أن محاولة العقل الإنساني لإدراك المطلق يجعلنا نضع احتمالين إما أن تكون الحقيقة مطلقة ولا أمل في إدراكها من طرف المدرك ،وإما أن يدركها المدرك فتنتقل من المطلقية إلي النسبية . كما أن الحقيقة التي يتكلم عنها الفلاسفة تندرج تحت أنساق فلسفية معينة ، وهذا ما يجعلها حقائق تتماشي مع مذهبهم وما تقتضيه الضرورة المنطقية مما يجعلها تتغير من نسق فلسفي إلى نسق آخر،ومنها فالحقيقة لا يدركها عقل ولا علم ولا حدس ولاذ وق لأنها أمور ذاتية ،ونسبية و النسبي لا يمكنه أن يدرك المطلق .
*** في هذه الحالة ،ألا تلتبس الحقيقة مع الواقع ؟ وأي واقع هذا؟:
ما هو الواقع وما مجالته المتنوعة ؟ وهل يقابل الحقيقة أم يلتبس بها ؟ وما دور الإنسان في تحديد طبيعة كل واحد من الطرفين ؟
أولا : تعريف الواقع :
القصد منه إبراز التنوع في الطبيعة والمجال:تتنوع كلمة الواقع علي حسب التأويلات التي نأخذها إما في المعني العام أو في المعني الفلسفي : في المعني العام -:يقرن بوجود الإنسان فنقول أن هذا الشيء واقعي لأنه موجود .
وقد يقرن الواقع بنا لا يختلف في حقيقته إثنان ،وهو ما يمكن أن يثبت وجوده حسيا أو تجريبيا.
في المعني الفلسفي :وهو العالم الخارجي كما يتقدم لعقولنا وحواسنا ،ويتصف إدراكنا له بأنه حقيقي إذا ما تم فعلا .
ويستنتج من هذا ،أن الواقع هو مصدر تقدير أحكامنا ،أي أن تكون الصور المدركة تعكس تماما ما في الواقع
أن الواقع هو وجود الأشياء العيني وجودا مستقلا عن الذات العارفة أي لا دخل للذات في تصوره ،ويمتاز بخصائص وموصفات منها :
-أنه مجال مستقل عن الذات المدركة ويمكنها من بلوغ الموضوعية
-أنه يعتبر المصدر الأول والأخير لإختيبار الفروض وتبرير أحكامنا العقلية
-أنه المنبه والدافع إلى إكتشاف الحقيقة ،وهي انطباق الفكر مع العالم الحسي والتجريبي .
ثانيا:إرتباط الحقيقة بالواقع :
ويظهر هذا الإرتباط على شكلين:
1) التقابل :
إن فكرة الحقيقة مرتبطة بالواقع بفكرة الواقع وذلك يظهر من خلال اتجاهين :- الإتجاه التجريبي الذي يجعل الحقيقة عاكسة للواقع
- الإتجاه المثالي الذي يجعل مقرها الواقع المثالي الثابت
2) الإلتباس:
ولذلك وجب التميز بين الواقع في ذاته والواقع في ذواتنا ،و الواقع في ذواتنا يظهر في حالتين :-حالة تعبر عن الواقع الموضوعي كما نراه أو كما ندركه ، - وحالة تعبر عن" الواقع ",الحقيقة الذي نعيشه داخليا ، أي أن الإلتباس يحدث بين ما هو موجود في ذاتنا وما هو موجود في العالم المثالي : ومن هنا, حسب الحسيان تصبح الحقيقة تعكس الواقع الموضوعي ( الحسي ) عكسًا تمامًا بحيث أن إنطباق الواقع غير الواقع ،أي بمثابة الصورة الجامدة التي تستقر فيها الأشكال و الثاني يستمر في حركاته الحية . فيصبح ما يراه الشخص أنه حقيقي يكون هو الحقيقة .
أما المثاليون أمثال "أفلاطون ،ديكارت" تكمن الحقيقة في إتفاق معارفنا مع الوقائع المثالية الذي تشخص إليه عقول الحكماء.
ثالثا-الإنسان بين الواقع والحقيقة :
إن الواقع هو واقع الأشياء ،و الحقيقة هي حقيقة الأفراد ، والقبض عن الحقيقة تتمثل في الحرية على حسب "هيدغر", أما السعي وراء الحقيقة المطلقة فيبقي أمرًا نسبيا بين الأفراد فكل ينظر إليها حسب نزعته الفلسفية ،بل حتى الحقيقة المطلقة التي تتمثل في "الله" وقع حولها اختلاف بين المجسمة والمنزه.
حل المشكلة :
أن مشكلة الحقائق تبقي الحقائق التي يسعى إليها الإنسان حقائق نسبية كما تبقي النسبية تلاحق المطلق في شتى المحالات .










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 13:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

الإشكالية الأولى: في إدراك العالم الخارجي
المشكلة الجزئية الثالثة: في الشعور و اللاشعور..
شعبة: آداب و فلسفة نهائي.
درس: الشعور و الحياة النفسية. الحجم الساعي: 1 سا.
الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية التي تتعلق بالإنسان و محيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل نشاط نفسي و ثقافي إلى عملية الإدراك.
الكفاءة الخاصة: أ) إنجاز مخطط ينجز فيه موقع الإدراك و تكفله بكل نشاطات الإنسان.
ب) إنجاز مخطط يبرز فيه العلاقات الجدلية فيما بين كل النشاطات النفسية.
بنية الدّرس المدّة نشاط الأستاذ نشاط المتَعلِم /مضامين الدرس مؤشر الكفاءة
طرح المشكلة 10 د توجيه الأسئلة التالية:
هل يحتاج الواحد منّا إلى المرآة ليعرف من هو؟ و كيف يطلع الواحد منّا على أحواله و أفعاله؟
لو افترضنا أنّ الإنسان فقد شعوره هل تستقيم حياته النفسية؟ لماذا؟ في محاولة الإجابة يدرك المتعلمُ أنّ معرفة الإنسان لذاته و أحواله و أفعاله لا تكون إلا بالشعور.
في محاولة الإجابة يدرك المتعلمُ بأن الحياة النفسية غير ممكنة بدون الشعور و هو أساسها.
تحويل الإجابات إلى تساؤل: ما هو الشعور؟و ما هي صفاته؟ و هل له مستويات؟و هل هو أساس الحياة النفسية؟. كفاءة تصور المشكلة و طرحها بلغة سليمة.
تحديد عنوان الدّرس و موضوعه.
محاولة حل المشكلة 45 د دفع المتعلمِين إلى تعريف الشعور عن طريق:
لفت انتباههم إلى علاقة الشعور بالمعرفة المباشرة للأحوال و الأفعال.
لفت انتباههم إلى الطابع الذاتي و الشخصي للشعور.
مساعدة المتعلم على التعرف على صفات الشعور:
هل شعورك ساكن على حالة واحدة منذ الصباح؟ و لماذا؟ فهل هذه صفة يتميّز بها الشعور؟
عندما تستيقظ في الصباح هل تشعر بوجود ثغرة و فجوة في شعورك بحيث تحتاج إلى مساعدة خارجية لتربط ما فات بما هو آت؟
هل يمكن أن نعير شعورنا للغير كما نفعل ذلك بأغراضنا؟ و هل شاهدت شعورا لوحده؟ و هل يتفق النّاس في شعور واحد؟
هل يمكن أن نزن و نقيس مشاعرنا بالمقاييس المادية؟
عندما تكون في قاعة الانتظار كيف تشعر بالوقت؟ عندما تكون منشغلا كيف تشعر بالوقت؟ ماذا يقول النّاس عندما يتحدثون عن المدة التي عاشوها من أعمارهم؟
مساعدة المتعلمِ على معرفة مستويات الشعور و التمييز بينها:
هل عندما نستيقظ صباحاً نعطي شعورنا الأمر في أن يبدأ بالعمل؟ لماذا؟ ألا يعتبر ذلك مستواً من الشعور؟
لو طلبت منكم وصف حالتكم و شعوركم عندما تكنون في حالة خوف؟ هل يتطلب ذلك منكم جهداً إراديا؟ هل تميزون بين شعوركم و ما تشعرون به؟
حملُ المتعلمِين على مناقشة علاقة الشعور بالحياة النفسية بتذكيرهم بالسؤال الذي طرح عليهم في بداية الدّرس هل تستقيم حياتنا النفسية بدون الشعور؟
مما يتركب الإنسان؟ ما وظيفة و حقيقة الروح أو النفس؟
إذا كان الإنسان مركب من جسد و روح، و جوهر النفس هو الوعي و التفكير فهل يعقل وجود شعور خارجها؟ و هل تتساوى الحياة النفسية و الحياة الشعورية؟
هل هناك واسطة بين شعورك و الموضوع الذي تشعر به؟ هل معرفتك بأحوالك خادعة؟ هل تشك في أنك شخص آخر؟
دفع المتعلم إلى مناقشة و التشكيك في المساواة بين الشعور و الحياة النفسية:
لكن ألا ترى أنّك تشعر بمشاعر نحو أشخاص لا تعرفهم و لا تعرف سبب ذلك؟ ألا ترى أنّك تقوم ببعض الأفعال رغم أنّك لا تعي أسباب ذلك؟ ضبط مفهوم الشعور كمعرفة: هو حدس الفكر لأحوال و أفعال.
ضبط مفهوم الشعور كتجربة: الشعور تجربة خاصة لا يدركها و لا يطلع عليها إلا صاحبها.
كشف صفات الشعور كما ضبطها "وليام جيمس" و "هنري برغسون"من خلال:
1. إدراك المتعلم لصفة التغير و الحركة (الشعور تيار لا يعرف الثبات و السكون).
2. إدراك المتعلم لصفة الاتصال (الشعور تيار متصل مستمر متدفق بالأحوال النفسية و لا ينقطع رغم النوم و الغيبوبة).
3. إدراك المتعلم لصفة أنّ الشعور شخصي (ملتصق بالشخص و لا يوجد خارجه و ينطبع بطابعه)
4. إدراك المتعلم أنّ الشعور كيفية خالصة (معنوي لا يمكن تقديره كميا).
5. إدراك المتعلم لصفة الديمومة (الشعور تيار متدفق بالأحوال المتجددة التي هي كتلة واحدة يتداخل فيها الماضي بالحاضر بالمستقبل).
التعرف على الشعور العفوي: شعور تلقائي بسيط لا يتطلب جهداً إراديا و لا نميز فيه بين الشعور و الموضوع الذي نشعر به.
التعرف على الشعور الإرادي: شعور مركب يتطلب تفكيراً و إرادة نميز فيه بين شعورنا و ما نشعر به يدعى تأملي (عندما يتعلق بالموضوعات العقلية) و يدعى استبطاني (عندما يتعلق بالمشاعر و الانفعالات).
يدرك المتعلم حاجة الحياة النفسية للشعور و بالتالي فهو أساسها. (وهذا ما ذهب إليه العقلانيون بزعامة روني ديكارت).
1. إدراك ثنائية الإنسان (جسد و روح) و حقيقة هذه الروح أنّها واعية مفكرة و لا تتوقف على ذلك و بالتالي فالشعور أساس الحياة النفسية.
2. إدراك أنّ كل ما هو نفسي شعوري و كل ما هو شعوري نفسي، و لا وجود لشعور خارج النفس، إلا الحياة الجسدية المادية.
3. المعرفة الشعورية صادقة و مطلقة لا يتسرب إليها الشك لعدم وجود واسطة بين الذات و الموضوع. لذلك قال ديكارت: أنا أفكر إذن أنا موجود. حقيقة مطلقة.
يصدر المتعلمُ تعليقا يظهر تشككه في وجود تساوي بين ما هو نفسي و ما هو شعوري؟ كفاءة ضبط المفاهيم و وضع التعريفات بلغة دقيقة.
كفاءة ضبط صفات شيء و تمييزها عن بعضها البعض.
كفاءة البرهنة و تبرير التصورات من خلال إثبات ضرورة الشعور للحياة النفسية و حاجتها إليه.
كفاءة النقد و المناقشة بالتشكيك في الأحكام القاطعة، و بالتالي تعليق تصديقها و تبنيها.
حل المشكلة 05 د دفع المتعلم إلى استنتاج واضح
هل يعني هذا أنّ الشعور غير مهم للحياة النفسية؟
هل نشك في حاجتها إليه أم نشك في أنّهما متساويان؟ الشعور جزء مهم من الحياة النفسية و لا تقوم إلا به، لكن هذا لا يعني أن نساوي بينهما. كفاءة الاستنتاج و حل المشكلة بالوصول إلى نتيجة تناسب منطق التحليل، و تأسيسها منطقياً










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:05   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المنطق الصوري
التصور و الحكم
أولا ً: التصور :
وهو إدراك الماهية من غير أن نحكم عليها بنفي أو إثبات أو
هو الإدراك الخالي عن الحكم .
أي : بمعنى إدراك الذهن لمعنى المفرد من غير تعرض لإثبات شيء له ولا
لنفيه عنه، فهو تصور عقلي فقط مجرداً عن أي نسبة مضافة إليه صدقاً أو كذب اً.
مثال ذل ك: إدراك معنى الشمس أو الفرس أو الإنسان، أو إدراك معنى اللذة أو الألم، أو معنى
المرارة، ومعنى الحلاوة، ونحو ذلك .
فالتصو ر: هو فهم المعنى المراد به ذلك المفرد كما في الأمثلة السابقة ونحوها دون تعرض
لإثبات شيء له، ولا لنفيه عنه . وكأن صورة المفرد تنطبق في الذهن لإدراك المتصور لمعناها .
والإدراك في الاصطلا ح: هو وصول النفس إلى المعنى بتمامه، فإن وصلت إليه لا تمامه فهو
المسمى في الاصطلاح بالشعو ر.
ثاني اً: التصديق (الحكم ): هو أن تحكم عليه بالنفي أو الإثبات أو هو علم إدراك الماهية مع الحكم
عليها بالنفي أو الإثبات أي إثبات أمر لأمر بالفعل، أو نفيه عنه بالفعل، وهو إدراك الذهن
للعلاقة القائمة بين موضوع ومحمول على سبيل النفي أو الإثبات .
مثال ذل ك: الكاتب إنسان .
فإدراك معنى الكاتب فقط : علم تصو ر.
وإدراك معنى الإنسان فقط : علم تصو ر.
وإدراك النسبة بين الت صورين دون الحكم بوقوعها أو عدم وقوعه ا: علم تصو ر.
وأما التصديق : فهو إدراك وقوع النسبة بالفعل، وهو إدراك كون الإنسان كاتبًا بالفعل .
ويلاحظ أن تسميته جاءت من أن التصديق إما جازم أو لا، والجازم إما بغير دليل - وهو
التقليد - وإما بدليل؛ فهو إما أن يقبل متعلقه ا لنقيض بوجه وهو الاعتقاد أولاً، وهو العلم إذن
التصديق خبر، والخبر بالنظر إلى ذاته يحتمل التصديق والتكذيب، فسموه بأشرف الاحتمالين .
ويلاحظ أيضاً أن الوصول إلى التصديق لا بد فيه من أربع تصورا ت:
-تصور المحكوم عليه : وهو الموضوع . -تصور المحكوم به : وهو المحمول.
-تصور النسبة الحكمية من غير حكم بوقوعها أو عدم وقوعه ا.
تصور وقوع النسبة الحكمية بالفعل أو عدم وقوعها .
ويلاحظ أن الموضوع في اصطلاح المنطقيين هو المعروف في المعاني بالمسند إليه وفي النحو
بالمبتدأ أو الفاعل أو نائب الفاع ل.
والمحمول في اصطلاحهم هو المعروف في المعاني بالمسند، وفي النحو بالخبر أو
الفعل، وإنما سمي الموضوع موضوعًا لأن المحمول صفة من صفات الموضوع أو فعل من
أفعاله . والصفة لا بد لها من موصوف، والفعل لا بد له من فاعل .
فالأساس الذي وضع لإمكان إثبات الصفات أو نفيها هو المحكوم عليه . ولذا سمي موضوعاً
ك الأساس للبنيان، وسمي الآخر محمو ً لا لأنه كسقف البنيان لا بدله من أساس
يبنى عليه .
مثال : لو قلت : (زيد عال م) أو (زيد ضارب ) ، فالعلم صفة زيد والضرب فعله، ولا يمكن أن
توجد صفة بدون موصوف، ولا فعل بدون فاعل، فصار المحكوم عليه كأنه وضع أساسًا للحكم
فسمي مو ضوعاً، وسمي ما يسند إليه من صفات وأفعال محمولاً، لأنها لا تقوم بنفسها، فلا بد
لها من أساس تحمل عليه .
ويلاحظ أن ك ً لا من التصور والتصديق ينقسم إلى بدهي وكسبي .
فالبدهي : هو ما لا يحتاج إدراكه إلى تأمل .
والكسبي : ما يحتاج إدراكه إلى التأم ل.
فالتصور البده ي: كتصور معنى الواحد ومعنى الاثنين .
والتصديق البده ي: كإدراك أن الواحد نصف الاثنين، وأن الكل أكبر من الجزء .
والتصور الكسبي : مّثل له بعضهم بتصور الملائكة والجنة، ومن أمثلته : تشخيص الطبيب لعين
المريض؛ فهو تصور له بعد بحث وتأمل ونظ ر.
والتصديق الكسب ي: كقول ك: الواحد نصف سدس الاثني عشر، وربع عشر الأربعين .
مباحث الألفاظ من حيث صلتها بالمعاني والدلالات
المباحث : جمع مبحث، وهم اسم مكان بمعنى مكان البحث، والبحث : هو الفحص والتفتيش عن
الألفاظ من حيث التركيب والإفراد ونحو ذلك كالكلية والجزئية … الخ .
أولا ً: تقسيم اللفظ من حيث الأفر اد والتركي ب:
الألفاظ الدالة على معان إما أن تكون مفردة أو مركبة
اللفظ المفرد : وهو ما لا يقصد بجزئه الدلالة على جزء معناه أ و: ( ما لا يدل جزؤه على جزء
معناه وينقسم إلى الأسماء والأفعال والحروف ).
فإنه إن دل بذاته دلالة مطلقة مجردة عن الزمان فهو الاسم، وإن دل بذاته دلالة مقترنة بأحد
الأزمنة الثلاثة فهو الفعل، وإن توقفت دلالته على اقترانه بغيره فهو الحرف .
اللفظ المركب : (وهو ما قصد بجزء اللفظ الدلالة على جزء المعنى والمركب هو : (ما يدل
جزئه على جزء معناه دلالة مقصودة خالصة . فخرج بقولهم : ( ما دل جزؤ ه) ما لا جزء له
أص ً لا كباء الجر ولامه، وماله جزء لا دلالة له على شيء كبعض حروف زيد .
وخرج بقولهم : (على جزء معنا ه): ما له جزء وله دلالة؛ ولكن لا على جزء معناه كأبكم، فإن
نصف الأول وهو (الأب ) يدل على ذات متصف بالأبوة، ونصفه الأخير وهو ( كم ) يدل على
سؤال عن عدد، ولكن ليس واحد منهما يدل على جزء المعنى المقصود بالأبكم .
وخرج بقولهم : (مقصود ة) العلم الإضافي؛ كعبد الله، فإن جزءه الأول يدل على العبد، والثاني
يدل على الخالق جل وعلا، ولكن هذه الدلالة ليست مقصودة؛ لأن المقصود جعل اللفظين علماً
للشخص معينًا له عن غيره من الأشخاص .
وخرج بقولهم : (خالصة ): ما لو قصد في تسمية الإنسان بعبد الله مث ً لا أنه متصف بالعبودية لله،
فإن دلالة جزء اللفظ على جزء المعنى حينئذ مقصودة لكنها غير خالصة من شائبة العلمية .
ثاني اً: تقسيم اللفظ من حيث عموم المعنى وخصوصه :
تنقسم الألفاظ من حيث ما تدل عليه من ا لمعاني إلى نوعين :
أصلي الدلال ة:
وهو ما كان مستعم ً لا للدلالة على المعاني التي وضعت لها في الأصل .
ومثاله : لفظ الأسد حين يطلق على الحيوان المعروف، والغالب لهذا النوع من الأسماء أن يدل
على المعنى الواحد باسم واحد، فإن دل على المعنى الواحد بأسماء كثيرة فإنها تسمى مترادفة،
وذلك كدلالة الليث والأسد والغضنفر على نفس الحيوان المعروف
مغير الدلالة:
وتغير الدلالة إما أن يكون على سبيل النقل أو على سبيل المجاز والاستعارة أو على سبيل
الاشتقاق .
واللفظ سواء كان مستعم ً لا في معناه الأصلي أو في غيره ينقسم بحسب عموم المعنى
وخصوصه إلى قسمين
القسم الأول : جزئي :
"وهو ما يمنع تصور معناه من وقوع الشركة فيه فالذهن حين يتصوره لا يستطيع أن يجعل
دلالته لأكثر من واحد .
مثاله : زيد وغيره من أسماء الأعلام والمدن والجبال ونحوها، فمعنى كل منها خاص به
فحسب.
القسم الثاني: كلي :
"وهو ما لا يمنع تصور معناه من وقوع الشركة فيه فالذهن يصح له من مجرد تصوره أن
يجعل معناه صادقاً على الكثيرين .
مثاله : الإنسان والحيوان والشجر ونحوها من كل ما يصح أن يصدق معناه على الكثيرين .
ويلاحظ أن الكلي ينقسم باعتبار استواء معناه في أفراده وتفاوته فيها إلى متواطئ ومشكك .
فالمتواطئ : (وهو اتحاد المعنى في أفراد ) وهو أي أفراد ه :- (هي التي تدل على أعيان متعددة
بمعنى واحد مشترك بينها وقيل : هو الكلي الذي استوى أفراده في معناه .
مثاله : الإنسان والرجل والمرأ ة.
فإن حقيقة الإنسانية والذكورة والأنوثة مستوية في جم يع الأفراد، وإنما التفاضل بينها بأمور
أُخر زائدة على مطلق الماهي ة.
والمشكك : ( هو ما اختلف في أفراده بالشدة والضعف وقيل : هو الكلي الذي تتفاوت أفراده في
معناه بالقوة والضعف
مثاله : النور والبياض .
فالنور في الشمس أقوى منه في السراج والبياض في الثلج أقوى منه في العاج .
ويلاحظ أيضاً أن الكلي ينقسم باعتبار تعدد مسماه وعدم تعدده إلى مشترك ومنفر د:
فالمشترك : ( هو ما اتحد منه اللفظ وتعدد المعنى وقيل : ( اللفظ الواحد الذي يطلق على موجودات
مختلفة بالحد والحقيقة إطلاقًا متساوياً
مثال : العين للباصرة والجارية، والقرء للطهر والحيض.
والمنفر د: أن يكون للكلي مسمى واحد.
مثال : الإنسان والحيوان ونحو ذلك .
فالحقيقة الذهنية التي هي مسمى اللفظ واحدة، وإنما التعدد في الأفراد الخارجية .
وينقسم الكلي أيضًا باعتبار وجود أفراده في الخارج وعدم وجودها فيه إلى ستة أقسام:
كلي لم يوجد من أفراده فرد واحد في الخارج مع أن وجود فرد منها مستحيل عقلا ً.
مثاله : الجمع بين الضدي ن.
كلي لم يوجد من أفراده فرد واحد في الخارج مع جواز وجوده عق لاً.
مثاله : بحر من زئبق وجبل من ياقوت .
كلي وجد منه فرد واحد مع استحالة وجود غيره من الأفراد عق لاً.
مثاله : الإله الحق خالق كل شيء ورب كل شيء والقادر على كل شي ء.
كلي وجد منه فرد واحد مع جواز وجود غيره من الأفراد عقلاً . هذا ما أثبت وجوده العلماء
اليو م.
مثاله : الشمس .
كلي وجدت منه أفراد كثيرة ولكنها متناهية .
مثاله : الإنسان والحيوان .
كلي وجدت منه أفراد كثيرة وغير متناهية .
مثاله : العدد
ثالثاً : النظر إلى اللفظ بحسب دلالته على المعنى :
يعرف هذا البحث عند المناطقة باسم مبحث الدلالة، والمقصود عندهم منه هو دلالة اللفظ
وضع اً.
والوضع في الاصطلا ح: هو تعيين أمر للدلالة على أمر، وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام : المطابقة
والتضمن والالتزام .
دلالة المطابقة :
وهي دلالة اللفظ على تمام المعنى الموضوع له اللفظ
مثاله : دلالة الرجل على الإنسان الذكر، ودلالة المرأة على الإنسان الأنثى .
دلالة التضمن :
(وهي دلالة اللفظ على جزء من أجزاء المعنى المتضمن له ) ولا تكون إلا في
المعاني المركبة .
مثاله : دلالة لفظ إنسان على الحيوان أو على الناطق ودلالة البيت على الجدران أو على السقف.
دلالة الإلتزام:
(وهي دلالة اللفظ على أمر خارج عن المعنى لازم له لزومًا ذهنيًا بحيث يلزم من فهم المعنى
المطابقي فهم ذلك الخارج اللازم
مثاله : دلالة الأربعة على الزوجية، والزوجية في الاصطلاح : هي الانقسام إلى متساويين،
ودلالة لفظ السقف على الجدا ر.
ويلاحظ أن هذا النوع من الدلالة يشترط فيه وضوح اللزوم الذهني بين اللفظ وما يلازمه .
رابع اً: تقسيم الألفاظ بحسب علاقة معانيها بالماهيا ت:
اللفظ الكلي ينقسم بحسب وظيفة معناه في تحديد م اهية الشيء الموصوف به إلى قسمين :
كلي ذاتي : (أن يكون داخلها في الذات بأن يكون جزءًا من المعنى المدلول للفظه وهو يكون
معناه جزءًا أساسيًا من ذات الموصوف به، أ ي: أن معناه يعتبر مقومًا له وجزءًا من حقيقته
وجوهره، ويشمل الجنس والنوع والفصل؛ كالحيوان الناطق بال نسبة للإنسان .
كلي عرضي : (أن يكون خارجًا عن الذات بأن لم يكن جزء من المعنى المدلول للفظه وهو
الذي يمثل معناه صفة عارضة لذات الموصوف، أي ليس عنصراً تلتئم منه ذاتيته، وإنما هو
عارض له بعد تقويمه، وشمل العرض الخاص (الخاصة ) والعرض العام . كالماشي والضاحك
بالنسبة للإنسان .
وبهذا نصل إلى الكلام عن الكليات الخم س:
الجنس والنوع والفصل والعرض الخاص والعرض العام . والتي تمثل مبادئ التصورات، وهي
وأمثلتها موضوع المبحث التالي .
التصورات
مبادئ التصورات
سبق أن تبين أن اللفظ الكلي ينقسم بحسب وظيفة م عناه في تحديد ماهية الشيء الموصوف إلى
قسمين :
الذاتي : (هو الذي يدخل في حقيقة جزئياته كالحيوان بالنسبة للإنسان وهو الذي يمثل معناه صفة
عارضة لذات الموصوف، وهو ما يمثل الجواب عن السؤال بلفظة "أ ي" التي يسأل بها عن ما
يميز المسئول عنه، ويفصله عما يشاركه ذاتياً كان أو عرضياً، والجواب ينحصر إما في
العرض الخاص، أو العرض العا م.
وبذلك يصل البحث إلى الكليات الخمس التي هي أقسام الذاتي والعرض، وتفصيلها على النحو
التالي:
الجنس :
المقصود بالجنس عند أهل المنطق : قول كلي يقال على كثيرين مختلفين في الحقيقة يقع في
جواب ما هو أو هو المحمول على كثيرين مختلفين بالنوع من طريق ما هو . أو هو جزء
الماهية الذي هو أعم منها لصدقه عليها وعلى غيره ا.
مثاله : لفظ الحيوان .
فإنه يطلق على الإنسان والفرس والثور، فإن حقيقة كل من الإنسان والفرس والثور تختلف عن
الآخر، ولكن يجمعها كلها أنها تندرج تحت كلمة حيوان لأنه جنسها .
ويلاحظ أن الحيوا ن -في هذا المثا ل- هو جزء من ماهية الإنسان لأن الإنسا ن- على قول أهل
المنط ق- مركب من حيوان ناطق فالحيوان جزء ماهيته الصادق بها، وكذلك الفرس والثور
ونحوها .
- النوع :
قول كلي يقال على كثيرين متفقين في الحقيقة مختلفين في الع دد واقع في جواب ما هو، وهو ما
يترتب تحت الجنس، أو هو الكلي الذي هو تمام ماهية أفراد ه.
مثاله : زيد وعمرو وبكر وخالد وهن د. فقولك : ما هو زيد؟ وما هو عمرو؟ وما هو بكر؟ وما هو
خالد؟ وما هي هند؟ الكلمة التي تحمل على الجميع هي النوع؟ فجواب ذلك أن تقول : الإنسان
لأنه القدر المشترك بين الأفراد . فالإنسان نوع، فهم متفقون في الحقيقة الإنسانية ولكن يختلف
كل شخص منهم عن الآخر . ويلاحظ أن ك ً لا من الجنس والنوع يقع في جوا ب "ما ه و" غير أن
الجنس يطلق على كثيرين مختلفين في الحقيقة، والنوع يطلق على كثرين متفقين في الحقيقة؛
فالجنس أ عم من النوع لأنه يشتمل على أنواع كثير ة.
ويلاحظ أيضاً أن الجنس قد يكون نوعًا لجنس أعلى منه مثل الحيوان "نو ع" بالنسبة للجسم
"جنس اً "، فإن الجسم أعم من الحيوان حيث يشتمل عليه وعلى غيره كالجمادات ونحوها، وهذا
الاعتبار يكون الجنس نوعًا لما هو أعلى منه وجنسًا لما هو أخص منه، فإن الحيوان جنس
للإنسان والفرس ونوع للجسم، وهكذا حتى ينتهي الأمر في الارتقاء وإلى جنس واحد
لا جنس فوقه، يسمى جنس الأجناس، وينتهي الأمر في الانحطاط إلى نوع لا نوع بعده يسمى
نوع الأنواع . كيف يعتبر أصغر الأنواع نوع الأنواع؟ وإنما الذي يعتبر أكبرها هو نوع
الأنوا ع.
الفصل : وهو القسم الثالث للذاتي:
وهو كلي مقول على كثيرين متفقين بالحقيقة في جواب أي شيء هو في ذاته فهو يمثل صفة أو
صفات ذاتية تفصل نوعًا عن غره من الأنواع المشتركة معه في جنس واحد، وذلك كلفظ
الناطق الذي يحمل على الإنسان فيفصله عن الف رس والثور اللذين يشتركان معه في الجنس
وهو الحيوانية .
ويلاحظ أن الفصل بالنسبة للنوع مقوم له، وبالنسبة للجنس مقسم له؛ فالناطق
في المثال السابق داخل في تعريف الإنسان الذي هو النوع مقوم له، وفي نفس الوقت قسم من
أقسام الجنس الذي هو الحيوان .
ويلاحظ أن هذه الأقسام الثلاثة من الكليات من قبيل الذاتي .
العرض الخاص (الخاصة ):
كلى خارج عن الماهية مختص بها، وعى خاصا لأنه يختص بنوع واحد فقط من أنواع الجنس
ويميزه عن غيره من الأنواع الأخرى
مثل : ضاحك بالنسبة لنوع الإنسان؛ فإنه يميزه عن بقية أنواع جنسه كالفرس والثور مثلا،
وس واء وجدت صفة الضحك في كل أفراد الإنسان أم لا فإنها تميز الإنسان عن غيره
وتختص به هو، وكذلك صفة الكاتب والقارئ مع أنها تختص ببعض أفراد النو ع- إذ ليس كل
إنسان قارئاً أو كاتب ا- فإنها خاصة به دون غير ه.
العرض العا م:
هو الكلي الخارج عن الماهية الشامل لها ولغي رها، وعي عاما لأنه يعم أكثر في نوع واحد
سواء وصفت به جملة النوع كصفة البياض بالنسبة للقطن والثلج واللبن، أو وصفت به بعض
أشخاص النوع كالحركة بالنسبة للنبات والفرس والإنسان .
ويلاحظ أن معنى لفظ العرض انه ليس جزءًا في الحقيقة ولكنه من لوازم النو ع.
وبهذا القدر المختصر من الكلام عن الكليات الخمس ينتهي الكلام عن مبادئ التصورات ويأتي
الكلام عن مقاصد التصورات وهي والحدود والتي تعتبر الكليات الخمس بمثابة الأساس لها .
مقاصد التصورات (التعريفا ت)
مقاصد التصورات هي التعريفات والحدود . وأهل المنطق يعتبرون مبحث التعريف بالحد
والقياس البرهاني لب المنطق وجوهره، وما عدا هذين -أعني ما أصبح مشهورًا باسم القياس
المنطقي والحد الأرسط ي- فهو نوع متفرع عنهما أو مكمل لهما.
ويراد من التعريف للشيء، أن يكون ذلك التعريف جامعًا لجميع أفراد ذلك الشيء بحيث لا
يخرج عنه فرد، وأن يكون مانعًا لكل ما سواها من الدخول فيها .
ويلاحظ أن التعريف للشيء يقوم عل ى:
إدراج النوع تحت جنسه، سواء كان الجنس القريب أو البعيد .
تم تمييزه بصفة جوهرية فيه أو بخاصة من خواص ه.
والتعريف ينقسم إلى قسمي ن:
التعريف بالحد والتعريف بالرسم .
وتفصيل الكلام فيهما على النحو التالي :
أولا ً: التعريف بالح د:
المراد بالحد عند أهل اللغة هو المنع أو الفصل بين شيء وآخر . والمراد بالحد عند أهل المنطق
ه و: (القول الدال على ماهية الشيء وإنما يكون القول دالاً على ماهية الشيء إذا كان يجمع
صفاته الذاتية واللازمة على وجه يتم به تحديده وتمييزه عن غيره، وسمي الحد حدًا لأنه يمنع
أفراد المحدود من الخروج، ويمنع غيرها من الدخول .
والتعريف بالحد ينقسم إلى ما يكون بالحد التام وما يكون بالحد الناقص، وتفصيل ذلك كالآتي :
أولا ً: الحد التام :
هو ما يتركب من الجنس والفصل القريبين كتعريف الإنسان بالحيوان الناطق أي تعريف
الماهية بذكر المقومات الذاتية المشتركة (الجنس ) والمقومات الذاتية الخاصة (الفصل ) أو على
وجه الدقة يقال للتعريف بالحد التام : هو ما يكون بالجنس القريب والفص ل.
مثال ذل ك: تعريف الإنسان بأنه حيوان ناطق .
فالجنس القري ب: وهو مقومه الذاتي ا لمشترك فيه مع غيره (حيوان ).
والفصل : وهو مقومه الذاتي الخاص به المميز له عن غيره (ناطق ).
ثاني اً: الحد الناق ص:
التعريف بالحد الناقص : ( هو ما تألف من الجنس البعيد والفصل أو ما كان بالفصل وحد ه.
مثال ذل ك: تعريف الإنسان بأنه جسم ناطق .
فكلمة (جس م) تمثل جنسًا بعيداً للإنسان لا يدل على طبيعته على وجه الدقة .
وكلمة ( ناطق ) فصل مميز ذاتي يختص به وحده.
وعدم الدلالة على حقيقة المع  رف وماهيته في ذلك المثال هو ما جعل ذلك التعريف من قبيل
الحد الناق ص.
وكذلك الحال إذا اكتفينا في التعريف بالفعل وحد ه.
ثاني اً: التعريف بالرس م:
هو التعريف المؤلف من الصفات العرضية أو بعضها للشيء المع  رف، ويسمى التعريف
الوصفي أو التعريف بالرسم؛ لأنه يع  رف الشيء بذكر خاصة من خواصه تميزه عن بقية
الأشياء الأخرى، فالتعريف بالرس م: يرسم صورة ظاهرة للشيء دون الكشف عن حقيقته
وماهيته .
والتعريف بالرسم ينقس م إلى التعريف بالرسم التام والتعريف بالرسم الناقص، والتفصيل كالآتي :
التعريف بالرسم التام :
وهو المؤلف من الجنس القريب والخاصة أي من مميز ذاتي مشترك مع صفة ليست جزءًا من
الماهية، لكنها لازمة لها، وهي خاص ة.
مثال ذل ك: تعريف الإنسان بأنه حيوان ضاحك أو حيوان كا تب .
التعريف بالرسم الناقص :
هو التعريف المؤلف من الجنس البعيد والخاصة أو بالخاصة وحدها
مثال ذل ك: تعريف الإنسان بأنه جسم كاتب أو جسم ضاحك .
فالجسم : جنس بعيد للإنسان، وكاتب -ومثلها ضاح ك -: خاصة .
أو تعريف الإنسان بأنه ضاحك، فهذا تعريف بالخاصة وحدها .
شروط التعري ف:
لكي يؤدي التعريف إلى الغاية المقصودة منه اشترط أهل المنطق له عدة شروط هي :
الشرط الأول : أن يكون التعريف بالحد التام المبين للماهية والكاشف عن الحقيقة .
الشرط الثان ي: أن يكون التعريف جامعاً مانعاً، أي جامعًا لكل أفراد غيره، ومعنى ذلك أن
التعريف لا بد أن يكو ن مساويًا للمعرف من جهة الماصد ق.
فلا يكون أعم : أي أوسع مجا ً لا من المع  رف .
ولا يكون أخ ص: أي أضيق مجا ً لا من المع  رف .
الشرط الثالث : أن يكون التعريف أوضح من المع  رف في المعنى لكي تتحقق الفائدة المقصودة
من التعريف.
مثال ذل ك: تعريف الغضنفر بالأسد؛ لأن الأسد أظهر وأوضح عند السامع من الغضنفر، ولا
يجوز أن يكون التعريف مساويًا للمع  رف في الظهور أو أخفى منه .
مثال الأول : تعريف الزوج بما ليس فرد اً.
الشرط الراب ع: أن لا يكون التعريف بما لا يعرف إلا بواسطة الشيء المع  رف؛ لأن ذلك يدخل
فيما يعرف بالدور السبقي، وهو ممتنع .
مث ال ذل ك: تعريف الشمس بأنها كوكب يطلع نهاراً، فالنهار في الحقيقة إنما يعرف بطول
الشمس وليس العك س.
ويلاحظ في هذا الشرط عدم جواز إدخال الأحكام في الحدود التي أساسها التصور؛ لأن الحكم
على الشيء فرع عن تصور ه.
الشرط الخامس : أن لا يكون التعريف للشيء بنفسه، بمعنى ت عريفه بمرادفه أو ببعضه .
مثال ذل ك: تعريف الحركة بأنها هي النقلة، فالنقلة من أقسام الحركة، أو تعريف الزمان بأنه مدة
الحركة؛ إذ المدة مرادفة للزمان .
الشرط السادس : أن يكون التعريف خاليًا من المجاز إلا مع قرينة تعين المقصود بالتعريف، وأن
يكون خاليًا من الألفاظ المستعارة والغريبة والوحشية، بل يجب أن تستعمل فيه الألفاظ الواضحة
المعتاد ة.
خلاصة ينبغي أن يكون التعريف جامعا مانعا في محتواه، واضحا في معناه، لا لغو فيه، ولا
سلب في تعبيره)
المفهوم والماصدق
كل اسم أو حد إما أن يشير إلى موضوع أو موضوعات معينة، وإما أن يشير إلى صفة أو
صفات يحتويها ذلك الموضوع أو تلك الموضوعات . والأشياء أو
الموضوعات التي يشير إليها الاسم أو الحد تسمى بالماصدق . أما الصفات أو
الكيفيات فتسمى بالمفهو م.
يطلق لفظ المفهوم في إصلاح المناطقة، ويراد به مجموعة الصفات وا لخصائص الذهنية التي
يثيرها اللفظ في ذهن السامع والقارئ، أ ي: هو ما يفهم من اللفظ، أي : معناه .
أما الماصد ق: فهو المسميات الخارجية التي يصدق عليها اللفظ، أي : أنه يدل على الأفراد التي
ينطبق عليها اللفظ، وهي الأشياء التي جاء هذا اللفظ ليسميها.
أو بعبارة أخرى : ال ماصدق يطلق على الأفراد المندرجة تحت مفهوم اللفظ، فلكل اسم أو حد
إذن ناحيتان :
أ- ناحية الماصد ق:
أي ناحية الإشارة إلى أفراد أو أشياء يتحقق فيهم أو يصدق عليهم اللف ظ.
ب- ناحية المفهوم :
أي مجموعة الصفات والخصائص الذهنية التي تحمل على هؤلاء الأفرا د.
مثال ذل ك: لفظ ( معد ن) فيه جانبان :
أحدهم ا: يدل على ذاتية المعدن أو صفاته الجوهرية التي منها تتقوم حقيقته وتتميز عن غيرها؛
وذلك جانب المفهوم؛ وهو أنه موصل جيد للحرارة والكهرباء، سهل ال َ ط  رق والتشكيل .
وثانيهم ا: يدل على الأفراد أو الجزئيات التي تندرج تحت هذا المفهوم، وذلك جانب الماصدق .
وهو في هذا المثال : الحديد والنحاس والرصاص والذهب … الخ .
ويلاحظ أنه يوجد نوع من العلاقة العكسية بين المفهوم والماصدق؛ فكلما زادت خصائص
المفهوم قلت أفراد الماصدق، وكلما قلت خصائص المفهوم زادت عدد الماصد ق.
القضايا (التصديقا ت)
م دخل :
تبين - مما سبق - أن التصور هو إدراك حقيقة الشيء وماهيته إدراكًا ذهنيًا دون حكم عليه
بصدق أو كذ ب.
وتبين أيضًا أن الطريق المعتمد لوصول إلى ذلك التصور عند أهل المنطق هو التعريف بالحد
التام، وهو ما يعرف بالحد الأرسطي .
واشتهر عن أهل المنطق -سواء من تصريحهم أو من طريقة عرضهم لهذه المسائل وما
تقتضي ه- أنه لا يمكن الوصول إلى التصور النظري إلا بالحد الأرسط ي.
وعلى كل حال، فالتصور يمثل الخطوة الأولى في العلوم التي ينبني عليها ما بعدها من
التصديقات والاستدلالا ت.
وأما التصديق -كما سبق ذكر ه- فهو الحكم بالارتباط بين ت صورين، فإذا جاء الحكم مطابقاً
للواقع كان صادقاً، وإذا جاء مخالفًا للواقع كان كاذباً .
فإذا كان التصور لا يحكم فيه بصدق أو كذب، فإن التصديق لا يقوم إلا على حكم.
والحكم يحتاج في التعبير عنه إلى تركيب خبري يحتمل الصدق والكذب؛ هذا التركيب يسمى
في المنطق "قضي ة".
هذه القضية وأقسامها وما يتعلق بها، سوف أتناولها تحت عنوان : مبادئ التصديقا ت.
ثم يأتي بعد ذلك الكلام عن الارتباط بين هذه "القضايا المنطقي ة" وصو ً لا إلى الاستدلال الذي
يمثل المقصود الأعظم من فن المنطق كله، وهو ما أتناوله تحت عنوان : مكانة القياس المنطقي :
(مقاص د التصديقا ت) ، وهو ما يمثل الفصل الثاني من القسم الثالث .
(القضايا المنطقية )
والقضية المنطقية هي قول مؤلف يحكم فيه بنسبة شيء إلى شيء على سبيل الإيجاب أو
السلب، ويسمى طرفًا للقضية حدين، وهما اللذان يحكم بنسبة أحدهما للآخر .
وتتركب القضية المنطقية -كما سبق بيان ه- من الموضوع والمحمول والرابطة بينهما :
أنواع القضاي ا:
تنقسم القضايا من حيث تركيبها إلى الحملية والشرطية كالآتي :
أولا ً: القضية الحملية :
وهي التي يحكم بها بإثبات شيء بشيء أو نفي شيء عن شيء
وتنقسم القضية الحملية من حيث الكم إلى كلية وجزئية :
فالقضية الحملية الكلية : هي التي يكون الحكم فيها واقعاً على كل أفراد الموضو ع.
والقضية الحملية الجزئي ة: هي التي يكون الحكم فيها واقعاً على بعض أفراد الموضو ع.
وتنقسم القضية الحملية من حيث الكيف إلى موجبة وسالبة كالآتي :
القضية الحملية الموجب ة: هي التي يكون الح كم فيها بإثبات شيء لشيء، بمعنى أن المحمول فيها
يثبت صفة للموضو ع.
والقضية الحملية السالب ة: هي التي يكون الحكم فيها بنفي شيء عن شيء، بمعنى أن المحمول
فيها ينفى عن الموضوع .
السور في القضية الحملية :
المقصود عند أهل المنطق بكلمة " سور القضي ة" هو ما يدل على الكل ية والجزئية فيها تشبيها له
بالسور الذي يحيط بالمنزل .
وتعريف السور عند أهل المنطق : هو اللفظ الدال على إحاطة المحمول بجميع أفراد الموضوع
أو بعضها إيجابًا وسلباً.
وبذلك ينقسم سور القضية الحملية إلى أربعة أقسام على النحو التالي :
سور كلي إيجاب ي: نحو ( كل ) و (ع امة ) وما شابه ذلك .
سور كلي سلبي : نحو ( لا شي ء) و (لا واحد ) ونحوهما .
سور جزئي إيجاب ي: نحو ( بعض ).
سور جزئي سلبي : نحو ( بعض ليس ) و (ليس بعض ).
والقضية الحملية لا بد لموضوعها من أحد أمرين :
إما أن يكون كلياً، وإما أن يكون جزئياً .
فإن كان موضوعًا كليًا فله مع السور خمس حالات :
أن يس  ور بسور كلي إيجابي .
أن يسور بسور كلي سلبي .
أن يسور بسور جزئي إيجابي .
أن يسور بسور جزئي سلبي .
أن يهمل من السو ر.
وهذا القسم بمنزلة الكليةالجزئية .
فأقسام القضية الحملية التي موضوعها كلي أربعة في الحقيقة؛ لأن المهملة في قوة الكلية .
وأما إن كان موضوعها جزئيًا فهي التي تسمى شخصية ومخصوصة، ولها مع السور حالتان :
أن تكون موجبة : نحو (زيد قائم ).
أو تكون سالبة : نحو (زيد ليس بقائ م).
فتحصل أن القضية الحملية باعتبار الكيف والكم ستة أقسا م:
كلية موجبة : مثال ( كل إنسان حيوان ).
كلية سالبة : مثال ( لا شيء من الإنسان بحجر ).
جزئية موجبة : مثال (بعض الحيوان إنسان ).
جزئية سالبة : مثال ( بعض الحيوان ليس بإنسان ).
شخصية موجبة : مثال (زيد قائم ).
شخصية سالبة : مثال (زيد ليس بقائم).
ثاني اً: القضية الشرطية :
"ما تركبت من جزأين ربط أحدهما بالآخر بأ داة شرط أو عناد".
مثال : إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود .
والعدد إما زوج وإما فرد
إذن تتألف القضية الشرطية من قضيتين حمليتين ترتبطان بأداة ربط معينة، تسمى القضية
الأولى : "مقد م" ، وتسمى القضية الثانية : "تال ي".
وعلى أساس الأداة التي تربط بين المقدم والتالي يختلف نوع القضية الشرطية، فهي إما شرطية
متصلة، وإما شرطية منفصل ة.
ويلاحظ أن تسميتها بالشرطية تمييزًا لها عن القضية الحملية التي هي مطلقة؛ لأن الحكم فيها
أطلق بلا شرط أو قي د.
أما القضايا الشرطية فإن الحكم فيها يتوقف على استيفاء شرط معين، فهي مشروطة بهذا
الش رط .
ويلاحظ أيضاً أن القضية الحملية التي تدخل في تركيب القضية الشرطية ينتفي كونها قضية
مستقلة بارتباطها بالقضية الأخرى؛ إذ إنها تصبح مجرد جزء من قضية أكبر، هي التي يقال
عنها إما صادقة وإما كاذبة .
ويلاحظ أيضاً أن القضية الحملية يكون كل طرف من طرفيها مفرداً غ ير مركب، بينما القضية
الشرطية -كما سب ق- لا بد أن يكون كل من طرفيها مركباً، ولذلك تسمى القضية الحملية قضية
بسيطة، وتسمى القضية الشرطية قضية مركبة . وتفصيل الكلام على نوعي القضية الشرطية
على النحو التالي :
القضية الشرطية المتصلة : هي التي يكون الحكم فيها بتعليق أحد طرفيها على الآخر، وهي
قضية تتكون من قضيتين حمليتين تربط بينهما واحدة من أدوات الشرط : "إ ن" و "إذ ا" و "كلم ا"
ونحوها، وإنما سميت متصلة لاتصال طرفيها -أي مقدمها وتاليه ا- صدقًا ومعية .
صدق اً: لأنه يلزم من ثبوت الملزوم ثبوت لازم ه.
ومعية : لأنه يلزم من وجود مقد مها وجود تاليها معه في المصاحبة والوجود .
وتنقسم الشرطية المتصلة بحسب الكيف إل ى:
شرطية متصلة موجبة : مثال : كلما كانت الشمس طالعة، كان النهار موجود اً.
شرطية متصلة سالبة : مثا ل: ليس كلما كانت الشمس طلعة، كان الليل موجوداً.
القضية الشرطية المنفصل ة: وهي التي يكون الحكم فيها بالتنافي والعناء أو بسلبه بين طرفيها،
وهي تتكون من قضيتين حمليتين بينهما رابطة تفيد معنى الفصل والمباعدة، وتتمثل هذه
الرابطة في أداة "إم ا".
وتنقسم الشرطية المنفصلة أيضًا بحسب الكيف إلى :
شرطية منفصلة موجبة : مثال : هذه الزاوية إما حادة وإما منفرجة .
شرطية منفصلة سالبة : مثال : ليس إما أن يكون هذا العدد زوجًا وإما منقسمًا بمتساويين .
السور في القضية الشرطي ة:
أولا ً: سور القضية الشرطية المتصل ة:
هي كل لفظ يدل على الحكم بالمتلازم أو بعدمه في كل الأحوال والأزمان أو بعض الأحوال
والأزمان، وعلى ذلك يتنوع بحسب نوع القضي ة.
فإن كانت الشرطية كلية موجبة : كان سورها يدل على الكم بالتلازم بين المقدم التالي في جميع
الأحوال والأزمان كلف ظ: كلما، ومهما، ومتى .
مثال ذل ك: كلما كثر مال المرء زاد حبه للمال .
وإن كانت كلية سالبة : كان سورها هو اللفظ الدال على سلب التلازم بين المقدم والتالي في
جميع الأحوال والأزمان، وهو "ليس البت ة" و "ليس أبد اً".
مثال : ليس البتة إذا كان الماء بخارًا كان أثقل من الهوا ء.
وإن كانت جزئية موجبة : كان سورها يفيد الحكم بالتلازم بين مقدمها وتاليها في بعض الأحوال
والأزمان .
ويستعمل لذلك اللفظ "قد يكو ن".
م ثال ذل ك: وقد يكون إذا كان الطالب مجدًا في دروسه كان ناجحًا في الامتحان .
وإن كانت الشرطية المتصلة جزئية سالب ة: كان السور ما يدل على رفع التلازم بين طرفيها في
بعض الأحوال والأزمان، ويستعمل لذلك "قد لا يكو ن" و "ليس كلم ا".
مثال ذل ك: قد لا يكون إذا كان الطالب مجتهدًا كان ناجحاً .
ثاني اً: سور الشرطية المنفصل ة:
يتنوع كذلك سور القضية المنفصلة بحسب أنواعها :
فإن كانت كلية موجبة؛ كان سورها اللفظ الدال على التنافي والتعاند بين طرفيها في جميع
الأحوال والأزمان، وهو : "دائماً".
مثال : دائمًا إما أن يكون الجو حارًا وإما أن يك ون بارد اً.
وإن كانت كلية سالبة : كان السور فيها ما دل على سلب التنافي والعناد بين طرفيها في جميع
الأحوال والأزمان، ويدل على ذلك باللفظ : "ليس البت ة".
مثال : ليس البتة إما أن يكون العدد فرداً أو غير قابل للقسمة على اثنين .
وإن كانت جزئية موجبة : كان السور ما دل على العناد بين المقدم والتالي في بعض الأحوال أو
الأزمان، ويدل على ذلك باللفظ : "قد يكو ن".
مثال : قد يكون إما أن يكون الشيء ناميًا وإما أن يكون جماداً .
وإن كانت جزئية سالبة : كان سورها اللفظ الدال على سلب العناد بين مقدمها وتاليها في بعض
الأحوال والأزمان، وال لفظ الدال على سلب العناد بين مقدمها وتاليها في بعض الأحوال
والأزمان المستعمل لذلك : " قد لا يكو ن" و "وليس دائم اً".
مثال : قد لا يكون إما أن يكون الشيء حيوانًا وإما أن يكون إنساناً .
القياس المنطقي
المبحث الأول : تعريف القياس
المبحث الثاني : أشكال القياس
المبحث الثالث : شروط إنتاج القياس
مدخل في مقاصد التصديقا ت:
القياس المنطقي، وهو المقصود الأصلي من فن المنطق اليوناني، وهو الجزء الجوهري من
المنطق اليوناني، وهو العمدة عند أهل المنطق تحصيل المطالب التصديقية التي هي أشرف من
التصوري ة.
وإذا كان القياس عند أهل المنطق : "هو قول مؤلف من قضيتين أو أكثر يستلزم
قضية أخر ى "، فإن هذا يبين أن القضايا المنطقية هي الأساس الذي ينبني عليه القياس المنطقي،
والقضية المنطقية هي التركيب الخبري الذي يحتمل الصدق والكذب فهي التصدي ق.
والتصديق أساسه التصور والتصور لا يعر ف -عند الم ناطق ة- إلا بالتعريف بالحد التام، والحد
التام يعتمد على مباحث الألفاظ وعلاقاتها بالمعاني والدلالات توص ً لا إلى الكليات الخمس أساس
التعريف كله .
وهكذا يتبين للباحث أن كل مسائل المنطق إنما سيقت وصيغت للوصول إلى القياس المنطقي
الذي يمثل الركن الرئيسي من أركان المنطق اليوناني.
والكلام عن القياس المنطقي يتمثل في الكلام عن تعريف القياس وأشكال القياس وشروط الإنتاج
في القياس الاقتراني الحملي على التفصيل التالي :
المبحث الأول : تعريف القياس
تعريف القياس عند أهل المنطق هو قول مؤلف من أقوال إذا صحت لزم عنها بذاتها لا
بالغر ض قول آخر غيرها اضطرار وقيل أن ه: قول مؤلف من قضيتين -أو أكث ر- يستلزم لذاته
قضية أخرى . فخرج بقولهم : "مؤلف من قضيتي ن" ما ليس بمؤلف كالقضية الواحدة، وخرج
بقولهم : "يستلزم لذاته قضية أخر ى" ما لم يستلزم قضية أصلاً، وخرج بقولهم : "لذات ه" ما استلزم
قضية أخرى لا لذ اته بل من أجل قضية أجنبية أو لخصوص الماد ة.
ويلاحظ في شرح تعريف القياس ما يلي :
أن الكلام على القياس في هذا العرض المختصر يقتصر على القياس الاقتراني الحملي . فهو
اقتراني؛ لأن عناصره فيها اقتران ونتيجته في مقدمتيه بالقوة لا بالفعل، يعني بالمادة لا
بالصورة واله يئة .
وهو قياس حملي؛ لأنه مؤلف من القضايا الحملية، وليس فيه من الشرطيات شي ء.
أجزاء القياس تسمى مقدمات، ويقتصر فيه على مقدمتين فقط وهذا مشهور، وقد يشتمل القياس
على أكثر من مقدمتين، ولكنها تؤول إلى مقدمتين : المقدمة الأولى والمقدمة الثانية .
الأجزاء التي تتألف م نها مقدمتا القياس تسمى حدود اً.
لا بد في مقدمتي القياس من حد مشترك، بينما يجمع بين المقدمة الأولى والثانية، وهذا الحد
المشترك يسمى الحد الأوسط، وبواسطته ينتقل الذهن من الحكم العام إلى الحكم الخاص . ولكل
من المقدمتين حد يخصها تنفرد به عن الأخرى، وهما طرفا الح كم الخاص الذي ينتقل إليه
الذهن وهو النتيجة، ويسمى الحد الأول في النتيجة بالحد الأصغر، وتسمى المقدمة التي تشتمل
عليه بالمقدمة الصغرى، ويسمى الحد الثاني في النتيجة بالحد الأكبر، وتسمى المقدمة التي
تشتمل عليه بالمقدمة الكبرى .
فقال : كل إنسان حيوان وكل حيوان حساس .
ينتج : كل إنسان حساس .
فالحد الأول ف بالنتيجة (الموضوع ): كل إنسان؛ وهو الحد الأصغر، والمقدمة التي تشتمل لعيه
تسمى المقدمة الكبرى، وهي : كل حيوان حساس.
فالمقدمة الكبرى هي التي تشتمل على محمول النتيجة، والمقدمة الصغرى هي التي تشتمل على
موضوعه ا.
المبحث ا لثاني : أشكال القياس
يحدد وضع الحد الأوسط في المقدمتين أشكال القياس، والقسمة العقلية لوضع الحد الأوسط في
المقدمتين لا تخرج عن أربعة أشكال :
الشكل الأول : يكون الحد الأوسط في ه: محمو ً لا في الصغرى موضوعًا في الكبر ى.
مثال : كل إنسان حيوان وكل حيوان حساس . ينت ج: كل إنسان حساس .
الشكل الثاني : يكون الحد الأوسط فيه : محمو ً لا في الصغرى والكبرى معاً .
مثال : كل إنسان حيوان، ولا شيء من الحجر بحيوان . ينتج : لا شيء من الإنسان بحجر .
الشكل الثالث : يكون الحد الأوسط فيه : موضوعًا في الصغرى والكبرى معاً ( عكس الشكل
الثاني ).
مثال : كل إنسان حيوان، وبعض الإنسان كاتب . ينتج : بعض الحيوان كاتب .
الشكل الرابع : يكون الحد الأوسط فيه موضوعًا في الصغرى محمو ً لا في الكبرى (
عكس الشكل الأول ).
مثال : كل إنسان حيوان، وكل ناطق إنسان . ينتج : بعض الحيوان ناطق .
المبحث الثالث : شروط إنتاج القياس
أولا ً: شروط الإنتاج في القياس الاقتراني الحملي :
هناك شروط عامة لا بد منها في كل قياس لكي يكون منتجًا بالضرورة، وهناك شروط تخص
كل شكل من الأشكال الأربعة للقياس .
ثاني اً: الشروط العامة لإنتاج القياس :
أن يكون في كل قياس مقدمة كلية؛ لأنه لا إنتاج من جزئين .
أن يكون في كل قياس مقدمة موجبة؛ لأنه لا إنتاج من سالبتين .
لا بد أن تتبع النتيجة أخس المقدمين كمًا وكيفاً، فإذا كانت إحدى المقدمتين جزئية وجب أن تأتي
النتيجة جزئية، وإذا كانت المقدمتين سالبة؛ وجب أن تكون النتيجة سالبة كذلك .
ألا يستغرق في النتيجة حد لم يكن م ستغربًا في مقدمته؛ بمعنى أنه لا تجيء النتيجة كلية
وتكون إحدى المقدمتين جزئية
ثالثاً : الشروط الخاصة بكل شكل من أشكال القياس:
شروط إنتاج الشكل الأو ل:
أن تكون الصغرى موجبة والكبرى كلية .
مثال : كل إنسان حيوان، وكل حيوان فان . ينتج : كل إنسان فان .
والضروب المنتجة لهذا الشكل أربع، هي :
كلية موجبة + كلية موجبة = كلية موجبة
كلية موجبة + كلية سالبة = كلية سالبة
كلية موجبة + جزئية موجبة = جزئية موجبة
كلية سالبة + جزئية موجبة = جزئية سالبة
شروط إنتاج الشكل الثان ي:
أن تختلف مقدمتاه سلبًا وإيجابًا وأن تكون الكبرى كلية .
مثال : كل إنسان حيوان، ولا شيء من الجماد حيوان . ينتج : لا شيء من الإنسان بجماد .
والضروب المنتجة لهذا الشكل أربع كذلك، هي :
كلية سالبة + كلية موجبة = كلية سالبة
كلية موجب ة+ كلية سالبة = كلية سالبة
كلية سالبة + جزئية موجبة = جزئية سالبة
كلية موجب ة+ جزئية سالبة = جزئية سالبة
شروط إنتاج الشكل الثال ث:
أن تكون الصغرى موجبة، وأن تكون إحدى المقدمتين كلية .
ويلاحظ أن ضروب هذا الشكل المنتجة لا بد أن تكون جزئية
حتى لا يستغرق حد في النتيجة م يكن مستغرقًا في المقدمة .
مثال : كل إنسان ح يوان، وكل إنسان ضاح ك. ينتج : بعض الحيوان ضاحك .
والضروب المنتجة لهذا الشكل ستة، هي :
كلية موجبة + كلية موجب ة= جزئية موجبة
كلية سالب ة+ كلية موجبة = جزئية سالبة
كلية موجب ة+ جزئية موجب ة= جزئية موجبة
جزئية سالب ة+ كلية موجبة = جزئية سالبة
كلية موجب ة+ جزئية موج بة = جزئية موجبة
كلية سالبة + جزئية موجبة = جزئية سالبة
شروط إنتاج الشكل الراب ع:
ألا تجتمع فيه خستان وهما ( السلب والجزئية ) سواء كانتا من جنسين أو من جنس واحد .
ويستثنى من هذا الشرط صورة واحد ة: وهي كون صغراه جزئية موجبة وكبراه كلية سالبة .
مثال : كل إنسان ح يوان، وكل ناطق إنسا ن. ينتج : بعض الحيوان ناطق .
والضروب المنتجة لهذا الشكل خمسة، ه ي:
كلية موجبة + كلية موجبة = جزئية موجبة
كلية موجبة + جزئية موجبة = جزئية موجبة
كلية موجبة + كلية سالبة = كلية سالبة
كلية سالبة + كلية موجبة = جزئية سالبة
كلية سالبة+ جزئية موج بة =جزئية سالبة
وهذه الصورة الأخيرة هي الحالة الوحيدة المستثناة من شرط اجتماع الخستين في هذا الشكل.










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:11   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المشكل الأخلاقي
مقدمة :
إذا كان الإنسان يختار فعاله الحرة بصفة إرادية وفي حدود معينة فهذا الاختيار يكون بين
ممكنين على الإنسان في ذلك يعي ما يختار، أي لا يتم الاختيار إلا بعد تقييم ثم يترتب عليه
الإقدام أو الأحجام فنقدم على ا لفعل إذا كان حسنا ونحجم عنه إذا كان مستهجنا، فلو أخذنا فعل
السرقة، وفعل العمل، لوصفنا الأول بأنه قبيح رغم ما يترتب عليه من أثار مادية كالربح
ونصف الثاني بأنه حسن رغم ما به من تعب ونصب، وهذا يعني أن الأول فعل لا أخلاقي أي
انه شر أما الثاني فهو فعل أخلاقي وهو خير .
إن ما ينتج عن هذه الموازنة هو أن الإنسان العادي السوي ينشد الخير وينفر من الشر وهذا
أمر عادي ومعروف ولكن الموضوع سيصبح إشكاليا لو طرح السؤال متى يكون الفعل خيرا؟
ومتى يكون شرا؟ هل ما كان خيرا سيظل كذلك ؟ أم أن ما هو خير اليوم يمكن إن يصبح شرا
غدا؟ أن هذه التساؤلات تفرض علينا مستوى من التحليل يبدل بضبط مفهوم للقيمة الأخلاقية
ذاتها .
معنى القيمة الأخلاقية :
القيمة في اللغة تعني المقدار فيقال قيمة الشيء مقداره وقيمة المتاع ثمنه ويطلق من الناحية
الذاتية على الصفة التي تجعل من ذلك الشيء مرغوبا ومطلوبا ، أما الناحية الموضوعية فتطلق
على ما يتميز به الشيء ذاته من صفات تجعله مستحقا للتقدير إن كثيرا أو قليلا . أما في
الأخلاق فلفظ القيمة الأخلاقية يعني الخير ونقيضه الشر، بحيث تكون قيمة الفعل فيما يتضمنه
من خيريه أو ما نرى فيه من خيريه وكلما كانت المطابقة بين الفعل والصورة الغائية للخير
كلما كانت قيمة الفعل اكبر .
طبيعة القيمة الأخلاقية :
أ - ضبط المشكلة:
إذا كان من السهل أن يقال أن القيمة الأخلاقية هي المطابقة بين الفعل والصورة الغائية للخير
فما طبيعة هذه القيمة؟ هل الخير خير في ذاته ومن ثمة فصورته ثابتة، موضوعية ، مطلقة
لتكون القيمة الأخلاقية موضوعية مستقلة عنا وعن كل ما يطرأ في حياة الناس من تغيرات أم
أن القيمة الأخلاقية (الخي ر) ذاتية لتكون صورته الغائية متغيرة، نسبية ، تتصل بالزمان والمكان
؟ بصورة وجيزة هل طبيعة القيمة الأخلاقية موضوعية أم ذاتية . ؟
ب - التحليل :
1 القيمة الأخلاقية موضوعية :يذهب المثاليون إلى الاعتقاد أن القيم الأخلاقية ينبغي أن تكون *موضوعية
مستقلة عن عالم الكون والفساد .فأفلاطون قديما يعتقد أن الفضيلة موجودة في عالم
المثل، والروح تأتي منه وه ي محملة بالفضيلة، وعليه فما كان خيرا سيظل كذلك والروح تدرك
بذاتها ما في الفعل من خيرية من خلال التذك ر. على أن الفكرة تزداد وضوحا مع كانط الذي
سلك منهجا نقديا قاده بالضرورة إلى افتراض ثلاث خصائص للقيمة الأخلاقية حتى تكون قيمة
بالمعنى الإنساني الموضوعية وال ثبات والمطلقية، وإلا لم ولن تستطيع القيم الأخلاقية أن تكتسب
الطابع الإنساني .
وقد تذهب المعتزلة في الفكر الإسلامي إلى أن في الفعل من الصفات ما يجعله خير ا، الشرع
مخير والعقل مدرك . فالفعل الخير كالجوهرة فيه من الصفات الموضوعية ما يجعله خير ا,
ويذهب فولتر إلى أن الخير يعرف بداهة ولا يختلف فيه اثنان مهما اختلف الزمان والمكان
فالراعي التتري والصباغ الهندي والبحار الإنجليزي يتفوق على أن العدل خير والظلم ش ر,
ومعناه إن في العدل من الصفات ما يجعله خيرا بشكل موضوعي وثابت ومطلق .
النقد : يتضح من هذا الطرح أن القول بموض وعية القيم الأخلاقية هدفه تامين اليقين للقيم
الأخلاقية وتجاوز كل تضارب أخلاقي يفقد القيم الأخلاقية طابعها الإنساني وهو مسعى لا
نعترض علبيه ولكنها طرح يتجاوز الوقائع من جهة ويتجاوز الحياة الإنسانية من جهة ثانية لأن
النظر في الواقع يفيد أن لكل بيئة اجتماعية ثقافية نظاما من القيم يخالف بيئة أخرى فإذا كان
العدل مثلا مطلبا إنسانيا فهو لا يطبق بنفس الكيفية فالعدل كما يراه الصباغ الهندي يختلف.
2 من طبيعة ذاتية ) : يمكن إدراج وجهة نظر الاشاعرة ضمن الاتجاه الذاتي ). يذهب أنصار الاتجاه
الذاتي الذي يشمل ذوي النزعة الواق عية التجريبية أن القيمة الأخلاقية ذاتية بنت بيئتها
زمانيا ومكاني ا, فإذا كنا نعيش عالما يتسم بالتغير فالأكيد إن القيم الأخلاقية تتغير ولا وجود لقيم
موضوعية هي بذاتها ثابتة .فالنفعيون والاجتماعيون والعاطفيون يتفقون على أن القيم الأخلاقية
ذاتية نسبية متغيرة مثلما تتغير المنافع وتتغير البيئات وتتقلب العواطف وخير دليل الواقع , إن
تمثلنا للقيم وتبنينا لها يخضع لما نتلقاه من تربية وتلقي ن, وما يلاحظ من تقارن بين الناس و بين
البيئات الثقافية لذا كان حقد نيتشة على كانط كبيرا حينما زعم نمطا أخلاقيا متعاليا إنسانيا لأن
الواقع يفرض نظاما من الأخلاق تبعا لموقع الفرد الطبق ي, الثقافي .... الخ .
وفي الفكر الإسلامي ناهض الاشاعرة دعوى المعتزلة واعتقدوا أن الحسن والقبيح شرعيان
وليسا عقليان , مختلفان باختلاف الشرائع .
النقد :إن كنا لا نستطع إن نقفز فوق الواقع الذي يثبت أن لكل نظام ثقافي منظومة أخلاقية
يساهم في إرسائها المعتقد الديني والواقع الثقافي والوضع التاريخي فإننا في المقابل نؤكد أن هذه
النظرة تمثل الأخلاق كممارسة وهنا نفهم أن طبيعة القيم الأخلاقية من حيث الممارسة متغيرة
وتتأثر بالذات في حين أن النظر أليها من جهة الطبيعية النظ رية وفي صورة إنسانية تبدو ثابتة .
نتيجة : تتأثر طبيعة القيمة الأخلاقية بالزاوية التي ننظر منها إلى القيمة فمن الناحية النظرية تبدو
مطلقة لوضعية ثابتة حتى أن نحكم الحياة الإنسانية , أما من الناحية العلمية فهي تتأثر بالزمان
والمكان ليغلب عليها الطابع الذاتي .
أساس القيمة الأخلاقية :
إذا كان الاختلاف قائما حول طبيعة القيمة الاخلاقية فأن هذا الاختلاف امتد أيضا إلى الأساس
الذي تقوم عليه هذه القيمة ومن ثمة يطرح السؤال ما هو المعيار الذي بموجبه يغدو الفعل خيرا
أو شرا ؟ هل يمكن أن تكون التجربة القائمة على اللذة والأ لم والنفع والضرر أساسا موجها
لأحكامنا الاخلاقية أم أن التجربة تعجز عن ذلك لتضارب اللذات و المنافع و عليه لا يكون
الأساس سوى عقليا بعيدا عن الميول والعواطف والهواء أم أن العقل هو الآخر لا يكفي لأنه قد
يؤدي إلى أحكام صورية نظرية يصعب تطبيقها و بالتالي يكون ا لتفكير في المجتمع كأساس
لأحكامنا الاخلاقية , فما حسنه المجتمع كان حسنا وما قبحه كان قبيحا ؟ وبصيغة موجز هل
أساس القيمة الاخلاقية هو الطبيعة البشرية ( اللذة والالم ) أم الطبيعة الإنسانية العاقلة (العقل ) آم
الطبيعة الاجتماعية ؟
أ - المذهب التجريبي :
) من اللذة إلى المنفعة ) يعد هذا المذهب من أقدم المذاهب الفلسفية إذ تعود جذوره الأولى إلى
الفكر اليوناني إذ يذهب ارستيب إلى تأكيد أن اللذة هي مقياس الفعل، بل هي الخير الأعظم، هذا
ما يلائم الطبيعة البشرية التي تنجذب بصورة تلقائية وعفوية إزاء ما يحقق لها متعة الحياة
و تنفر في المقابل من كل ما يهدد أو يقلل من هذه المتعة هذا هو صوت الطبيعة ، فلا خجل ولا
حياء ، أن اللذة المقصودة عنده هي لذة الجسد وأقواها إطلاقا لذة البطن ويلزم على ذلك أن كل
القوى تتجه نحو تأكيد وتمجيد هذا المقياس .
لكن اتباع هذا المذهب عدلوا من هذا الطرح لأنه يتضمن صراحة الإساءة إلى حياة إنسانية
يقترض فيها التميز عن حياة حيوانية هذا ما يؤكد ابيقور والابيقوريون .الذين ميزوا بين الذات
يعقبها الم وأخرى نقية لا يعقبها الم الأولى ليست مقياسا للفعل الاخلاقي هي لذة الفساق كالخمر
ق م التي تتوافق اكثر مع Epicure) (341والنساء،
وبينما هي أساسه وانتهى ابيقو ر 270
طبيعة الإنسان هي اللذات الروحية من قبيل الصداقة وتحصيل الحكمة ، وهي لذات تستلزم
اللذة إلى مستوى روحي أعلى Les stoicims الاعتدال في السلوك، بينما رفع الرواقيون
ومقياس اللذة عندهم كل ما يحقق السعادة، ولا تتحقق السع ادة إلا إذا عاش الفرد على وفاق مع
الطبيعة .
أما الفلاسفة المحدثون الذين يعد فكرهم امتداد لمذهب اللذة فقد جعلوا من المنفعة أساسا للفعل
ويظل الاختلاف بين النفعيين في أي المنافع يصلح مقياسا للفعل فقد حرص جريمي بنتام على
وضع مقاييس للمنفعة، كالشدة والدوام وال يقين والقرب والخصوبة والصفاء أو النقاء والسعة أو
الامتداد ، ومع ذلك لم يخرج بنتام عن الأنانية السائدة في تصوره لمذهب المنفعة فهو يشترط
في نقاء اللذة إلا تنطوي على تضحية من جانب الشخص للآخرين وهذا ما رفضه جون
استورت مل الذي اثر المنفعة العامة عن المنفعة الخ اصة . وهو ما سبقه إليه جون لوك
1632- ) الذي يذهب إلى أن الغاية من الاختلاق اجتماعية . 1704)
النقد : يتميز هذا المذهب بنظرية الواقعية آذ لا احد يتصرف ضد مصالحه ومنافعه وهذا ليس أمرا سيئا , لكن السيئ في الموقف هو الاكتفاء باللذة و المنفعة موجها للفعل و إلا ترتب على
ذلك تضاربا في القيم نتيجة لتضارب المصالح .
ب - المذهب العقلي :
يذهب نيون إجمالا إلى اتخاذ العقل مقياسا للفعل فقد قرن سقراط الفضيلة بالمعرف ة, لكن جميع
الدارسين يقفون على محاولة كانط التي تعد أهم محاولة لتأسيس الأخلاق لسببين , الأول وضع
الأخلاق على محك النقد في محاولة لكشف الشروط القبيلة للفعل الاخلاقي و الثاني إيجاد مقياس
يسمح لكل ذي عقل أن يميز بين الفعل الاخلاقي واللاخلاقي .
فعن السبب الأول رفض كانط رهن الواجب الأخلاقي لغايات تخرج عن ه, بصيغة أوضح رفض
كانط بتأسيس الأخلاق على التجربة الحية لما يطالها من تغير وتبدل وما ترتبط به من غايات
خارجة عن الفعل ,وهذا معناه أن الفعل الأخلاقي لا يكون كذلك إلا لذا كان واجبا إذا الواجب
آمرا مطل ق, كل ي, ثاب ت, إنسان ي, منز ه, صادر عن الإرادة الخبرة للإنسان وعن السبب الثاني
يحدد كانط جملة من القواعد أو الصيغ بها تقاس أفعالنا .
1 قاعة الكلية " :اعمل دائما بحيث تستطيع أن تجعل من قاعدة فعلك قانونا كليا شبيها بقانون *الطبيعة
."
2قاعة التنزي ه: اعمل دائما بحيث تعامل الإنسانية في شخصك وفي أشخاص الآخرين دائما *كغاية
لا كوسيلة ."
3 قاعة الحرية أو الإراد ة" :اعمل دائما بحيث تستطيع أن تجعل عن إرادتك الإرادة الكلية *المشرعة
للقانون الأخلاقي".
بهذه القواعد يتضح سمو الواجب الاخلاقي الذي لا يمكن أن نخفضه إلى مجرد واجب اجتماعي
قل هو واجب لكل الكائنات العمالقة تمثلا للقانون لا أكبر .
النقد :طمح كانط إلى تأسيس أخلاق ثابتة أمن لها اليقين و المطلقة وج علها متعالية منزهة ومع
ذلك كانت عرضة لانتقادات شديدة وخاصة من قبل الفيلسوف الألمان فريدريك نيتشة الذي لم
ير في مساواة الناس جميعا في واجب مطلق يختفي وراءه هؤلاء الضعفاء في الوقت الذي
يفترض فيه أخلاق القوة (أخلاق الساد ة) تلك التي تعبر عن إرادة الحياة.
ج - المذهب الاجتماعي :
في المقابل للمذاهب السابقة يرفض الاجتماعيون كل تأمل أخلاقي لا يأخذ بعين الاعتبار الواقع
الاجتماعي و فقد جعلت الماركسية الخلاق انعكاس للواقع الاجتماعي الذي يعد هو بحد ذاته
صدى لعلاقات الإنتا ج, فالأخلاق السائدة هي أخلاق الطبقة المسيطرة , بي نما تذهب المدرسة
هي في الحقيقة العادات ethique الاجتماعية بزعامة دوركايم وليفي بري ل, إلى أن الأخلاق
والتقالي د, فهي في نظر دوركايم ظاهر اجتماعية تمارس ضغطا وإكراه ا" , لسنا سادة وتقويمنا
الأخلاقي , فنحن ملزمون ومجبرون ومقيدون والذي يلزمنا ويجبرنا ويفيدنا هو المجتمع ." معنى
ذلك أن أساس الفعل الأخلاقي هو المجتم ع, فما حسنه المجتمع وأمر به فهو واجب أخلاقي لأن
الواجب الأخلاقي بالضبط هو الواجب الاجتماعي وما نهى عنه معناه شر ينبغي تجنب ه, هذا ما
يدل عليه الواقع وما يكشف عليه التاريخ .
النقد : لا شك أن للمجتمع حضورا قويا فيما لدينا من قيم أخلاقية نأخذها كقوالب جاهزة علينا
الاقتتال لها ومع ذلك فالأخلاق ليس كلها اجتماعي ة, فقد ناهض برغسون الخلاق الاجتماعية
ووصفها بالأخلاق المغلقة ,الساكنة والراكدة التي تتنقل من جيل إلى جيل في مقابل الأخلاق
المفتوح ة, الحيوية والمتطورة تلك الت ي يبدعاه الأفراد القديسون والأبطال ...
ويعلق فرانسوا غريغوار على الأخلاق الاجتماعية وما بها من نقص "فهي تبرير للانسياق
الاتباعي " الذي يحرمنا من كل إبداع .
نتيجة :
نكشف من العرض السابق إن الإنسان كائن أخلاقي بلا ريب حتى لو شك في هذا الأساس أو
ذاك كما يكشف التحليل انه من الصعب اتخاذ أساس مطلق للأخلاق بسبب من تشعب الحياة
وتعدد مناحيها .
مشكلة سلم القيم الأخلاقية وتعارض الواجبات .
ضبط المشكلة : تقرر من التحليل السابق أن الإنسان في جميع الأحوال يسلك بمقتضى رقم
ونظام أخلاقي بغض النظر الطبيعية و الأساس و لكن كثيرا ما نجد أنفسنا إزاء واجبات نختار في أيتها نختار وبأيها نبد أ. فما هو السلم الذي ينبغي أن نعتمده في اختيار الواجبات ؟
يمكن إخضاع الإجابة على هذا السؤال للمذاهب السابقة ونتوقع أن يوجهنا أصحاب اللذة
والمنفعة إلى اختيار السلوك على أساس من اللذة وبها تغدو الواجبات الشخصية سابقة على
العام ة, وفضائل الحس والجسد قبل تضائل التأمل والعق ل, حلافا للاجتماعين الذين يضعون
الواجبات الاجتماعي ة, الآتية والقائمة موضع التنفيذ قبل الواجبات الخاصة أو المتعالية , بينما
ستكون إجابة كانط على ذلك من أن السلم الجدير بالاحترام هو أن نضع الواجب الأخلاقي
موضع الاختيار باعتباره الأسمى والمنزه والكلي و الثابت و إجمالا الفضائل أصناف و ينبغي
للإنسان أن يحرص على انتقاد واختيار الأجدر منها و الأكم ل, أي تلك التي تكمل بها إنسانية
الإنسان.










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:12   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفن

مقدمة: طرح المشكلة:
إذا كان هدف الإنسان السعي إلى التحرر من قيود الطبيعة،وسمو الجانب الإنساني عنده،فإن هذا الأمر تجسد عنده في صور عديدة تعددت بتعدد المراحل الحضارية التي مر بها ،فظهر كصورة بدائية على شكل محاكاة للطبيعة بهدف إحداث إنسجام و تناسق معها،لكن بتطور و تقدم الواقع الإنساني في شتى المجالات العلمية عبر الإنسان عن إنسجامه مع الطبيعة في صور إبداعية إستطاعت توجيه الطبيعة لخدمة الإنسان،وهذا ما عبر عنه العلماء و الفلاسفة بالذوق الفني عند الإنسان الذي فتح آفاق واسعة للفكر و الثقافة و الحضارة بإعتباره تجربة تجاوزت الأبعاد الذاتية فيها،و هذا الأمر يدفعنا إلى التساؤل : كيف يمكن إثبات القول بأن الآثار الفنية ليست مجرد تعبير عن الجمال،و بأن التجربة الذوقية ليست مجرد تجربة حميمية ؟
1- ماذا عن التجربة الذوقية الجمالية؟وماذا عن تطور الأثر الفني المبدع كتعبير عنها ؟
أولا : الذوق الجمالي كتجربة إنسانية :
إذا كان الفن منبثق عن تجربة إنسانية معبرة عن إنسجام الجسم مع الروح في شكل من التوازن و التكامل يعكس ذلك البعد الفني للجمال و الذوق الجمالي الذي هو فطرة إنسانية وصفة ملازمة للعقل بإعتباره خصوصية إنسانية،فما هو سر هذا الذوق الجمالي بإعتباره خاصية إنسانية؟
أ‌- الجمال والجلال:
الجمال هو صفة للأشياء تبعث السرور و الرضا في النفس دون أي تصور أي أن الجمال يحدث في النفس عاطفة خاصة يطلق عليها عاطفة الجمال و توصف بالفناء و العلم الذي يبحث في الجمال يسمى بعلم الجمال Esthetique و أول من أطلق هذا الإسم الفيلسوف الألماني ألكسندر بومغارتن.
أما الجلال فهو العظمة و المجد و البهاء،وهي صفات الجليل الموصف بالمطلقية، والجمال والجلال يشتركان في كونهما معرفة خالصة خالية من الإرادة،و ذلك لأن الشعور بالجليل يكون مطابقا للشعور بالجميل،ولكن يتميز الشعور بالجميل بخاصة ترفعه فوق العلاقة العدائية وذلك لأن الذات تكون في حالة هدوء،في حين تكون على غرار ذلك في حالة تأملها الجليل الذي لا يحدث إلا بعد مقاومة و صراع عنيف.
ب‌- الإنفعال و التعبير :
الإنفعال هو رد الفعل للإنفعال الفني إلى فكرة عامة،أما التعبير فهو تأمل متخصص يعبر عن فردية أو ذاتية الإنسان.
وفي العلاقة بينهما رأى أفلاطون أن الإنفعال الفني يهدم التوازن النفسي للإنسان و يقوي فيه الشهوات و الرغبات،بينما ذهب تولستوي إلى إعتبار الفن صورة من صور الإنفعال و أن هو معيار كل إبداع فني.
ثانيا- المنتوج التعبيري في الفن:
إن التعبير عما هو موجود في النفس يعني الإعراب عنه،و التعبير لا يعني التطابق التام للأشياء بل دلالة الصورة على الأشياء مع ما يضعه الفنان فيها من إحساسه و خياله و عناصر تجربته ومن صوره:
أ‌- المحاكاة من حيث هي نقد فني:
بحيث يكون العمل الفني مظاهر للأشياء الجزئية و هذا فهو لا يحاكي المثل الثابتة للأشياء،كما أنه لا يضع أشياء فعلية فهو أقل مرتبة من الخلق و الإبداع،لذلك إعتبر أفلاطون الفنان بأنه ذلك الإنسان الذي يدير مرآة من حوله ليصنع منها مظاهر و خيالات للأشياء،لذلك نقد أفلاطون الفن واعتبره نموذج مشوه و مزيف للواقع وأنه لا يتضمن أي دعوة أخلاقية،خاصة الشعر الذي وصفه بكل سلبية،أما أرسطو فأعتبر العمل الفني الجيد هو العمل الذي يحتوي أرقى أشكال الإعتدال،بحيث يكون مقنعا محدثا للتأثير قائم على أساس المحاكاة التي من شرطها الإنسجام و التآلف و الوضوح.
ب-الحدسية كتعبير إبداعي :
إن لا يعني تلك الصورة الفنية بحد ذاتها،بل هي مجرد تنظيم يساهم في تزويد الإنسان المتلقي منظومة خاصة من الإنطباعات التي تعتبر كمرجع للإنتاج الجمالي والحدسي وذلك لوجود عناصر تآلفية في العمل الفني،لذلك إعتبر برغسون أن الواقع يخضع إلى ما يعرف بالدفعة الحيوية،وأن الفن يقوم على أساس الحدس الذي هو فهم مباشر للواقع و السبيل الوحيد للتعامل معه،هذا الأمر يعجز عنه العقل،و الدس يقع بين العقل و الغريزة.
أما كروتشه فقد ميز بين المنطق و الدس فأعتبر المنطق عام و الحدس خاص ونوعي يتعلق بالفرد،ومجمل العمل الفني ما هو إلا تعبير عن الحدوس التي يتوصل إليها الإنسان،ولقد إعتبر أن هذا الحدس الذي يمتلكه الإنسان هو تعبير فني،و بدوره التعبير هو إبداع وهو الجمال و التمثيل و الفن وهو صور من الخيال.










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:14   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المقدمة طرح الإشكالية
يتعامل ويتفاعل الإنسان مع الأشياء في العالم الخارجي وكذلك مع الأفراد ويتلقي الكثير من المنبهات التي يستجيب لها من خلال الفهم والتفسير والتأويل وهذا هو الإدراك غير أن طبيعة ومصدر الإدراك عرف جدلا واسعا بين مذهبين (العقلي و الحسي) والسؤال الذي يعبر عن ذلك هل أساس الإدراك الحواس أم العقل؟
التحليل"
عرض الأطروحة الأولى :
تري هذه الأطروحة أن الإدراك يتوقف على نشاط الذهن أي كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها العقل وليس الحواس هذا ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي هاجم الإحساس بقوله << إني وجدت الحواس خداعة زمن الحكمة ألا نطمئن لمن خدعونا ولو مرة واحدة >> ومن الأمثلة التوضيحية أن التمثال في أعلى الجبل تراه من الأسفل صغيرا أما إذا صعدت فإنك تراه كبيرا وشيد ديكارت الإدراك على العقل ووظيفته اكتشاف أخطاء الحواس وتصحيحها ومن أنصار هذه الأطروحة الفيلسوف ألان الذي قال << الإدراك معرفة مسبقة فمن يدرك جيدا يعرف مسبقا ما يجب فعله >> إن الصياد يدرك الحل الصحيح وينجح في اصطياد فريسته بفضل التخطيط المسبق والطفل الصغير يفشل لأن عقله لم يصل بعد إلى القدرة التخطيط فالإدراك مصدره العقل
النقد :
هذه الأطروحة أرجعت الإدراك إلى العقل لكن العقل ليس معصوم من الخطأ.
عرض الأطروحة الثانية:
ترى هذه الأطروحة (المذهب الحسي ) أن مصدر الإدراك هو التجربة الحسية أي هو كل معرفة ينطوي عليها الإدراك , مصدره الإحساس وحجتهم في ذلك أنه من فقد حاسة فقد معرفة ومن الأمثلة التوضيحية أن الكفيف لا يدرك حقيقة الألوان وهذا يوضح أن الإدراك يستلزم وجود الحواس التي هي نوافذ المعرفة وبها نتعرف على العالم الخارجي ومن أنصار هذه الأطروحة دافيد هيوم الذي رأى أن مبادئ العقل مكتسبة وليست فطرية وفي هذا المثال << لو كانت مبادئ العقل فطرية لتساوى في العلم بها في كل زمان ومكان لكن مبدأ عدم التناقض أو الهوية لايعرفه إلا قلة من المثقفين ويجهله الأطفال >> وخلاصة ما ذهب إليه المذهب الحسي أن الإدراك هو تأليف وتركيب بين الإحساسات فالإحساس مصدر الإدراك
النقد:
هذه الأطروحة أرجعت الإدراك إلى الإحساس لكن الحواس تخطئ ومن الحكمة أن لا نأسس الإدراك على معيار خاطئ.
التركيب ( الفصل في المشكلة )تعتبر مشكلة الإحساس والإدراك من المشكلات الفلسفية المعقدة والتي طرحت علي طاولة الحث الفلسفي في صورته القديمة والحديثة ولاشك أن التحليل المنطقي يؤدي بنا إلى حل توفيقي تجمع فيه بين (الحواس والعقل) وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الألماني كانط في قوله <<حدوس حسية بلا مفاهيم عقلية عمياء ومفاهيم عقلية بلا حدوس حسية جوفاء>>.
حل الإشكالية
في الأخير الإحساس والإدراك من القضايا البارزة في الفلسفة وقد تبين لنا أن العلاقة بينهما مشكلة أدت إلى تقارب في الآراء بين مذهبين العقليون الذين أرجعوا الإدراك إلى نشاط الذهني و الحسيون الذين قالوا أن الإدراك مصدر الإحساس وكمخرج للمشكلة نستنتج أن الإدراك محصلة لتكامل الحواس










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:15   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

وع.الموضوع :السؤال المشكل.إذا افترضنا أن الأطروحة القائلة (إن المجتمع هو النموذج والمصدر لكل سلطة أخلاقية)أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها وتبنيها فما عساك إن تفعل ؟
الاجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــابة
طرح المشكلة مقدمة
إن مشكلة أساس القيمة الخلقية هي من أقدم المشكلات الفلسفية واعقدها التي اختلف حولها الفلاسفة والمفكرين منذ فجر التاريخ ،وتناولوها وفقا لأرائهم واتجاهاتهم الفكرية,ومن ابرز هذه الاتجــاهات .الاتجاه الاجتماعي الذي يرجع أصحابه أساس القيم الخلقية إلى سلطة المجتمع .فكيف يمكننا إثبات أن المجتمع هو المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية؟
محاولة حل المشكلة
عرض منطق الأطروحة
ينطلق أنصار المدرسة الاجتماعية وفي مقدمتهم الفرنسي (دوركايم)من إن القيم الأخلاقية بمختلف أنواعها وأشكالها سببها المجتمع ,وما سلوك الأفراد في حياتهم اليومية إلا انعكاس للضمير الجمعي الذي يُهيمن على كل فرد في المجتمع .وفي هذا يقول –دوركايم –(إذا تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي يتكلم )ومنه فان المجتمع هو المنبع والأساس الوحيد للقيمة الأخلاقية .وكل فعل يقوم به الفرد خارج الأطر والقوانين الاجتماعية لا تكون له أية قيمة في المجتمع .وكل من يحاول التمرد على الأعراف والعادات الاجتماعية يُعَرضُ نفسه لاستهجانه وسخطه .ومن هنا كان للقيمة الخلقية قوة مؤثرة في الفرد فهو يستجيب لها راضيا أو كارها ولهذا يقول دوركايم –إذا استنكر احدنا الفاحشة فلان المجتمع استنكرها – ويقول أيضا *.....لا بُد أن تكون أخلاق الفرد هي الأخلاق التي يتطلبها المجتمع بالضبط .إذ أن أي فعل لا يقره المجتمع على انه أخلاقي مهما كان نوعه لا يمكن أن يكسب فاعله أي قدر من الهيبة والنفوذ........
تدعيم الأطروحة بحجج شخصية
إن الأفراد المتمردون على القيم الاجتماعية وعند قيامهم بأي تصرفات منافية للقيم الاجتماعية يقومون بها بعيدا عن أعين المجتمع .فالسارق لا يمكنه أن يسرق شيئا إذا اعتقد أن غيره يراه .كما أن الواقع يؤكد بان سلطة المجتمع على الكثير من الأفراد أعلى من سلطة الشرع والعقل معا بدليل إن السواد الأعظم من البشر يلتزمون اشد الالتزام بالأوامر والنواهي الاجتماعية .بينما يقل التزامهم بالتعاليم الشرعية ..بالإضافة غالى أن الطفل ومنذ نعومة أظافره يحتك بالمجتمع من اجل اكتساب القيم الأخلاقية فيُقَوم ويُعَدل سلوكا ته وفقا لأوامر ونواهي المجتمع.
نقد خصوم الأطروحة
يرى أنصار الاتجاه العقلي وفي مقدمتهم الألماني كانط أن العقل هو الأساس والمصدر لكل قيمة خلقية لأنه الوسيلة التي يميز به الإنسان بين الخير والشر.وهو الذي يُشَرع ُ ويضع مختلف القوانين والقواعد الأخلاقية التي تتصف بالكلية والشمول أي تتجاوز الزمان والمكان .وقد اعتبر كانط الإرادة الخيرة الدعامة الأساسية للفعل الأخلاقي والشرط الذي ينبغي توفره في الإرادة هو الواجب ولهذا تسمى الأخلاق الكانطية- أخلاق الواجب -
وفي هذا يقول( إن الفعل الذي يتسم بالخيرية الخلقية فعل نقي خالص ,وكأنما هو قد هبط من السماء ذاتها)
ولكن أنصار هذا الاتجاه لا يستطيعون تفسير اختلاف القيم الأخلاقية بين الأفراد رغم ان العقل هو اعدل قسمة بين الناس .,كما انه ليس كل البشر يملكون الإرادة الخيرة .وهذا الإضافة إلى أن الأخلاق الكانطية هي أخلاق متعالية مثالية ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع
حل المشكلة
إن المجتمع يمدنا بمختلف القيم والقوانين الأخلاقية وهو سلطة متعالية على جميع الأفراد .و المصدر والنموذج لكل سلطة خلقية فالأطروحة صحيحة في سياقها ونسقها










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:18   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل القيمة الخلقية نسبية أم مطلقة ؟
مقدمة / إذا تأملنا تصرفات الناس ، نجد أن كل واحد من أفراد المجتمع يتصور الخير و الشر من زاوية مختلفة ، فما يراه العض خير و فضيلة ، يراه آخرون شر و رذيلة ، فندرك أن هناك مشكل في الأخلاق يستدعي منا البحث و التأمل ، و لا يمكن أن نكون تصور واضح عن هذا المشكل إلا بالنظر إلى مواقف الفلاسفة : فهل القيمة الخلقية نسبية متغيرة أم مطلقة ثابتة ؟
طرح القضية الأولى /
القيمة الخلقية نسبية و متغيرة لأن أساسها المنفعة و المجتمع و كلاهما متغير و نسبي:
الأساس النفعي ( مذهب اللذة) / مصدر القيمة الخلقية (المنفعة) بمعنى أن الخير هو اللذة و الشر هو الألم و العبرة بالنتائج و ليس بالمبادئ ، و الدليل على ذلك واقعي حيث أن الناس يميلون إلى اللذة و ينفرون من الألم بحكم طبيعتهم ..يقول أرستيب القورينائي Aristippe (435-355) مؤسس مذهب اللذة ، (اللذة صوت الطبيعة )، و يجب الحصول عليها بكل الطرق ، و أن إشباع الغرائز ضروري لأنها المحرك الأساسي للأفعال الإنسانية
أبيقــــورEpicure يرى أن الخير في سكينة النفس ، فهي أفضل و أولى لأنها دائمة يمكن إحياؤها في الذاكرة كل مرة و هكذا نكون سعداء رغم ناء أجسامنا ، مثل لذة المعرفة ، و المطالعة ، و المحبة و الصداقة ، و يدعو إلى اجتناب اللذات التي تنتهي بألم ، مع قبول الألم الذي يؤدي إلى لذة
بنتــــام Benthame حول اللذة إلى المنفعة العامة ، فوضع بذلك مسلمتين للفعل الأخلاقي ، مسلمة فردية تقول بأن لكل فرد الحق في الحكم على لذته ، و مسلمة جماعية تقول أن اللذة إذا اتحدت شروطها أصبحت واحدة بالنسبة للمجتمع ، فربط بنتام بين خير الفرد و خير الجماعة .و وضع سبعة أبعاد لقياس اللذة و هي الشدة المدة النقاء الخصب القرب اليقين الامتداد أي شمول اللذة لأكبر عدد من الناس
نفس المبدأ يدافع عنه ج س ميل J.S.Mill فالمنفعة هي المبدأ الأخلاقي الذي يفضي إلى تحقيق أكبر سعادة ممكنة ، فالخير ما هو نافع لنا و لغيرنا (المنفعة المتبادلة). كما اهتم ميل Mill بنوعية اللذات لا كميتها يقول " من الأفضل أن أكون إنسانا شقيا من إن أكون خنزيرا متلذذا" و ما دانت المنفعة متغيرة و مختلفة من شخص لآخر كانت القيمة الخلقية نسبية
الأساس الاجتماعي / إن أساس القيم الخلقية هو (المجتمع) ، فالخير ما يتماش مع العرف الاجتماعي ، و الشر ما يتنافى معه ، هذا ما تراه المدرسة الوضعية مع إميل دوركايم ،E.Durckeime و ما يدعم هذا الموقف هو أن الفرد كائن اجتماعي بالطبيعة ، لا يستطيع العيش خارج الجماعة فهو بمثابة الجزء من الكل ، انه مدين للمجتمع بكل مقوماته النفسية و العقلية و السلوكية ، يتأثر ببيئته ، و يتصرف حسب الجماعة التي ينتمي إليها فلولا الغير لما كان بحاجة إلى أخلاق .
إن الطفل يكون فكرته عن الخير و الشر بالتدريج اعتمادا على أوامر و نواهي أفراد مجتمعه ، سواء في الأسرة أو المدرسة يقول دوركايم " عندما يتكلم ضميرنا فان المجتمع هو الذي يتكلم فينا " بمعنى أن الضمير الفردي ما هو إلا صدى للضمير الجمعي . و على هذا الأساس لا يمكن للفرد ان يبتكر لنفسه قيما و أخلاقيات بل يأخذها جاهزة من المتجر الاجتماعي كما يأخذ ملابسه من النحل التجاري ،
و يرى ليفي برول L.Bruhl أن الأخلاق ظاهرة اجتماعية ، تنضم العلاقة مع الغير و تمنح قوانينها للفرد بواسطة التربية ، و الخير و الشر يتحددان بمدى اندماج الفرد في الجماعة أو عدم اندماجه فيها . فالاندماج هو مقياس الخير ، وعدم الاندماج هو مقياس الشر . و بما أن لكل مجتمع عادات و تقاليد و نظم خاصة كانت القيمة الخلقية أيضا نسبية و متغيرة
النقـــــــد:
رغم أن الناس تدفعهم طبيعتهم النفعية إلى وضع المصلحة فوق كل اعتبار غير أن هذا ليس مبررا كافيا يجعل المنفعة مقياسا للسلوك الأخلاقي ، كونها خاصية ذاتية تختلف باختلاف الميول و الرغبات ، فإذا خضع الناس لها اصطدمت مصالحهم بعضها البعض ، و عمت الفوضى في المجتمع فما ينفع البعض قد يضر بالبعض الآخر ، و ليس كل شيء فيه لذة خير بالضرورة
للمجتمع تأثير في الفرد ، لكن هذا لا يعني أن كل ما يقوله المجتمع أخلاقي بالضرورة ، و إلا كيف نفسر لجوء المصلحين إلى تغيير ما في مجتمعاتهم من عادات بالية و قوانين جائرة ، و كيف نفسر اختلاف أفراد المجتمع الواحد في أخلاقهـــــــــــــــــم.

طرح القضية الثانية:
القيمة الخلقية مطلقة و ثابتة لأن أساسها العقل و الشرع:
*الأساس العقلي / إن أساس القيمة الخلقية هو العقل ، فالخير ما يتطابق مع أحكام العقل ، و الشر ما يخضع لحكم الغرائز و الشهوات العمياء ، و يتعارض مع الواجب . قال أفلاطون " Platon ( الفضائل ثلاث: الحكمة فضيلة العقل ، و العفة فضيلة القوة الشهوانية ، و الشجاعة فضيلة القوة الغضبية ) و الحكمة رأس الفضائل كلها لأنها تحد من طغيان الشهوة و تلطف الغضبية ، و إذا خضعت القوة الشهوانية للغضبية ، و الغضبية للعقل تحقق في النفس الانتظام و التناسب و يسمي أفلاطون حالة التناسب هذه بالعدالــــة
و ذهب الفيلسوف الألماني كانط Kant الى تقدير الفعل من خلال مبادئه و نيّة فاعله ، فالخير ما يسير بمقتضى الواجب الذي يمليه الضمير ، و يكون نابعا من الإرادة الخيرة و الشر ما يتعارض مع الواجب يقول ( أن القيمة الخلقية للفعل تكمن في مبدأ الإرادة الخيرة ، بغض النظر عن ما ينتج عن الفعل من كسب أو خسارة ) : ، لذلك ميز كانط بين نوعين من الأوامر : الأمر الشرطي ، المرتبط بالمنافع ، فيفقد بذالك قيمته الخلقية كأن نقول قل الصدق حتى يثق فيك الناس ،. و الأمر المطلق (القطعي) المنزه من كل مبدأ نفعي ، و المستجيب لصوت الضمير يحمل الخير في ذاته كأن نقول كن صادقا . أو كن أمينا ، هو الواجب من اجل الواجب و لا يتغير مع النتائج ، إذ لا يعقل أن يصبح ذات يوم الصدق شر ، و الكذب خير ، أو تصبح الأمانة رذيلة و الخيانة فضيلة ، فالأخلاق مبادئ ثابتة و مطلقة و عليه وضع كانط ثلاثة قواعد للسلوك الأخلاقي :
ا- قاعدة التعميم : اعمل كما لو كان عملك قانونا عاما فالبعض مثلا يرى في الكذب منفعة ، لكنه لن يكون أبدا سلوكا أخلاقيا ، كونه لا يصلح للتعميم ، فإذا كنا نرفض الكذب علينا ، فمعنى ذلك لأنه لا ينبغي علينا أن نكذب حتى و لو كان الكذب في صالحنا . نفس الشيء بالنسبة لجميع الأفعال
ب- قاعدة الغائية / اعمل و كأنك تعامل الإنسانية في نفسك و غيرك كغاية لا مجرد وسيلة ، فالواجب يأمرنا أن لا نجعل الإنسان مهما كانت صفاته مجرد أداة لتحقيق مصلحة ، فالشخص الذي يعطي وعودا كاذبة يتخذ الآخرين مجرد وسائل من أجل تحقيق رغبات و منافع معينة من غير أن يلتفت الى أن لهم حقوقا بصفتهم كائنات عاقلة يقول كانط( لو كانت سعادة البشرية متوقفة على قتل طفل بريئ لكان قتله سلوكا لا أخلاقيا )
ج- قاعدة التشريع / اعمل بحيث تكون إرادتك الحرة المشرعة للقانون الأخلاقي في جمهورية العقلاء ، و هذا يعني أن الواجب يقتضي منا أن نجعل من أفعالنا مثالا يقتدى به ، و قانونا نؤسسه بإرادتنا لأنفسنا و لغيرنا باعتبارنا كائنات حرة و عاقلة ، إننا ندرك بعقلنا و نور ضميرنا لا بحكم اللذة و المصلحة أن الصدق و الإخلاص و الوفاء واجبات كونها أفعال خيرة في ذاتها و عند الالتزام بها نكون قد جعلناها قانونا أخلاقيا
الأساس الشرعي . إن أساس القيمة الخلقية هو الشرع . قال تعالى في سورة النحل ( و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين) فالخير إذن ما يستجيب لأوامر الشرع ، و الشرع ما يخالفها يقول الأشاعرة و هم أتباع أبي حسن الأشعري :الحسن ما حث الله عليه و رغب فيه ، و القبح ما نهى الله عنه و رهب منه . إذن الخير و الشر يوجبهما الشرع لا العقل كما ادعت المعتزلة ، فالعقل بحكم قصوره و ضيق معرفته ، لا يستطيع الاهتداء إلى الحق لوحده فكان لا بد أن يعتمد على الشرع قال تعالى في سورة الحشر ( و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا) و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله و سنتي ) و ما دامت إرادة الله مطلقة ، و الرسول الكريم بعث للناس كافة ، و الإسلام دين يصلح لكل زمان و مكان كانت القيمة الخلقية مطلقة و ثابتة و لا اختيار لإرادة الإنسان أمام الإرادة الإلهية
النقد :
لا ينكر أحد دور العقل في توجيه السلوك نحو الخير ، و اجتناب الشر ، لكن تجريد الفعل من كل غاية أو منفعة قد يجعله جافا , غير مرغوب فيه ، فأخلاق الواجب مثالية للغاية ، و صورية ، تهتم بالمبادئ المطلقة دون المعالات الخاصة ، لذلك لا يمكن للإنسان العادي الذي يتفاعل مع واقعه ، و تحركه الدوافع و الغايات أن يعمل بها ، و يرى الفيلسوف الألماني شوبنهاور و هو أحد تلامذة كانط( إن الواجب الكانطي قانون سلبي ، يصلح لعالم الملائكة لا لعالم البشر)
النقد/ ان الشرع لم يلغ أبدا دور العقل في استنباط الأحكام ، فهناك كثير من المسائل تظهر مع تطور الحياة الاجتماعية و العلمية تحتاج الى اجتهاد الرأي ، ووجود علم الفقه أحسن دليل على ذلك ، و في الاجتهاد اختلاف و صدق نسبي
التركيب:
رغم اختلاف الفلاسفة في تحديد المعايير التي ندرك بها الخير ، نرى أن هناك تكامل بينها ، فكلما وفق المرء بين مطالبه النفعية ، و أحكامه العقلية و ما يقرره المجتمع من قوانين و قواعد سلوكية ، و ما أمر به الشرع و ما نهى عنه ، كان صاحب هذا الفعل أكثر خلقا من غيره
حل المشكلة :
إنطلاقا من هذا التكامل في الأسس التي تبنى عليها القيمة الخلقية يمكن القول أن الأخلاق في مبادئها مطلقة و ثابتة ، و في المعاملات تكون نسبية و متغيرة حسب المقتضيات .و أن تبق إرادة الخير هي المسيطرة على جميع أفعالنا










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:32   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المحتوى المعرفي الأول : إدراك العالم الخارجي المادة: فلسفة
القسم: 3 آداب وفلسفة

الإشكالية الأولى: إدراك العالم الخارجي الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية
المشكلة الأولى: الإحساس والإدراك التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل
نشاط نفسي وثقافي إلى عملية الإدراك
الكفاءة الخاصة: إنجاز مخطط يبرز فيه موقع الإدراك
وتكفله بكل نشاطات الإنسان.

طرح الإشكالية:
هل علاقاتنا بالعالم الخارجي تتم عن طريق الإحساس أم الإدراك ؟ وهل كل معرفة ينطوي عليها الإدراك مصدرها الإحساس ؟ وإذا كان الإحساس عملية أولية للاتصال بالعالم الخارجي، فهل معنى ذلك أنه خال من أي نشاط ذهني ؟
i. ماذا عن الإحساس كعلاقة انفعال وتفاعل أولييّن مع العالم الخارجي ؟
أولا: الإحساس بوصفه نشاطاً أوّلياً ومتعدّداً:
إن الإحساس حادثة أولية وبسيطة و بها تحصل المعرفة ويتمّ التكيف .
ولكن أليس من التناقض اعتباره أوّلياً ومركباً ؟ واحداً ومتعدداً في ذات الوقت ؟
1. الإحساس بسيط ومركب في الآن نفسه:
(أنظر الوضعية المشكلة صفحة 9)
الإحساس يتمّ بطريقة أوّلية ومباشرة" فالإحساس هو قبول صورة الشيء (المحسوس) مجرّدة عن مادته فيتصور بها الحاسّ."
- آلية الإحساس ثلاثية التركيب
ونخلص من ذلك إلى أنه لا يوجد تناقض بين طبيعة الإحساس الأوّلية البسيطة وبين صفة التركيب فيه
2. الإحساس متنوّع و واحد في ذات الوقت:
- الإحساس متنوّع بتنوّع قنواته
- لإحساس واحد و مشترك في جميع أنواعه
- حواسنا تشترك جميعها في آلية التركيب وكيفية الحدوث .
إن الإحساس إذن، قناة اتصال أساسية بيننا وبين العالم الخارجي.

ثانياً : من الظاهرة الحيوية إلى الظاهرة النفسية :
1- الإحساس ظاهرة حيوية غايتها حفظ البقاء :
(أنظر الحوار صفحة 11 )
نستنتج من مجريات هذا الحوار :
• أن ثمة تفاوتاً في طبيعة الإحساس بين الإنسان والكائنات الحية الأخرى
• وأن التفاوت المشار إليه تفرضه الحاجة الحيوية إلى التكيف وحفظ البقاء.
1. الإحساس والشعور والانطباع النفسي :
يقول جميل صليبا: " الإحساس حادثة نفسية أولية، وهو إما أن يكون انفعالياً، أو عنصراً من الحياة العقلية.. فكل
انفعال نفسي ينشأ عن تبدل عضوي .. أو هو صدى التبدلات الجسدية وانعكاس آثارها على الشعور"
الإحساس يتعلق بالتأقلم مع العالم الخارجي أكثر من تعلقه بمعرفة هذا العالم، وأن طبيعته
الحيوية تطغى على طبيعته النفسية.










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:33   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المحتوى المعرفي الأول : إدراك العالم الخارجي المادة: فلسفة
القسم: 3 آداب وفلسفة
المذكرة: 01
الإشكالية الأولى: إدراك العالم الخارجي الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية
المشكلة الأولى: الإحساس والإدراك التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل
نشاط نفسي وثقافي إلى عملية الإدراك
الكفاءة الخاصة: إنجاز مخطط يبرز فيه موقع الإدراك
وتكفله بكل نشاطات الإنسان.
II. وماذا عن الإدراك كمعرفة عقلية تطلعنا على حقيقة هذا العالم الخارجي ؟
ـ أولا: الإدراك وفعاليات العقل العليا :
"..العملية النفسية التي يتمّ بواسطتها الاتصال بيننا وبين العالم الخارجي ومعرفة الأشياء في هذا العالم. وهو تابع لاهتماماتنا ولقدراتنا العقلية " أنطوان مقدسي
: فيمَ تتمثل خصوصية الإدراك الإنسانية إذن ، وأين يكمن تعقيده ؟
1. إدراك ما وراء الإحساس :
( وضعية مشكلة صفحة 14) يتبيّن من تحليل هذه الوضعية المشكلة:
• أن الفرق بين سلوك كل منهما، هو تماماً كالفرق مبدئياً بين العقل والإحساس:
يقول ديكارت:" .. وإذن فأنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أن أراه بعيني"
2. إدراك ما وراء المعرفة :
• أن آلية الإدراك الذهنية تقوم دائماً عند جميع الناس على مرحلية ثلاثية متكاملة :
* الصورة الإجمالية(أو التلفيقية* التحليل(أو التفكيك) * التركيب(أو إعادة التأليف)
• أن آلية الإدراك الذهنية تستوجب الاستعانة بالوظائف العقلية العليا بنسب مختلفة. يقول برغسون: " الإدراك تذكر"
- ونستتج من كل ما سبق ، أن الإدراك عملية إنسانية في المقام الأول باعتباره وظيفة عقلية عليا ، وأنه فعالية معقدة تتدخل فيها قدرات عقلية مختلفة وفق نمطية ثابتة تتيح له أن يحقق ، في آن واحد ، المعرفة من وراء الإحساس ، والتجريد من وراء المعرفة.
ثانياً: نسبية المعرفة في إدراكنا الحسي :
1.كل إدراك تابع للعوامل المشكلة له :
إن الإدراك- على ضوء الوضعية المشكلة- تتحكم فيه عوامل ثلاثة متكاملة
• عوامل نفسية وعقلية • عوامل موضوعية وبيئية • عوامل اجتماعية وثقافية
يمكننا أن نستنتج بأن الإدراك في آليته ليس واحداً عند جميع الناس، فهو يتوقف على مؤثرات متعدّدة تجعل، في بعض الأحيان، معارفنا عن العالم الخارجي نسبية.
2. للإدراك أخطاء وأمراض :
يقول مالبرانش: " ..ليست حواسنا هي التي تخدعنا ، وإنما إرادتنا بأحكامها السريعة ".
- أخطاء الإدراك : وهي كثيرة نذكر منها نوعين رئيسيين :
- الخداع البصري : كالعصا يُغمس نصفها في الماء فتبدو لنا منكسرة. - الخداع الحركي
• أمراض الإدراك : وأشهرها على وجه الخصوص : أمراض المعرفة (Agnosie): وتصيب الحساسية ، فلا يتمّ التمييز بين إحساسين أو أكثر . وأمراض الهلوسة (Halliucination) : وفيها يخلط الإنسان بين الأحلام والوقائع
نخلص في الأخير إلى أن الإدراك يكاد يكون ظاهرة إنسانية ، يتميز بطابعه العقلي وبكونه نشاطاً معقداً يحتاج إلى إسهام بقية الوظائف العقلية الأخرى.










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:34   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المحتوى المعرفي الأول : إدراك العالم الخارجي المادة: فلسفة
القسم: 3 آداب وفلسفة

الإشكالية الأولى: إدراك العالم الخارجي الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية
المشكلة الأولى: الإحساس والإدراك التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل
نشاط نفسي وثقافي إلى عملية الإدراك
الكفاءة الخاصة: إنجاز مخطط يبرز فيه موقع الإدراك
وتكفله بكل نشاطات الإنسان.
Iii. ثم هل كل معارفنا الإدراكية حول هذا العالم، تنبع- بالضرورة- من الإحساس؟
ـ أولا : الإحساس والإدراك المجرّد :
. المعرفة بالجزئيات والمعرفة بالكليات : ( وضعية مشكلة صفحة 18)
• الإحساس وحده لا يحقق معرفة مجردة : فهو ناشىء عن إحساسنا المباشر بالأشياء ولا يحمل معرفة مجردة
• الإحساس يثير العقل لتحقيق معرفة مجردة : فقيمة الإحساس تكمن في أنه يقوم بتنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية لنصل
بطريقة غير مباشرة إلى المعرفة المجردة وهي المعرفة الحقيقية.
2. من المعرفة الظنية إلى المعرفة اليقينية :
كيف نميّز الإحساس عن الإدراك من حيث القيمة ؟
• الإحساس أدنى قيمة معرفية من الإدراك :
الإحساس من شأن العامة ، والمعرفة فيه ظنية، أقل وضوحاً، بل لا تتجاوز ما توافر عند الحيوانات والإدراك يقتضي تعقّل الشيء بواسطة البحث عن ماهيته، وعن السبيل إلى معرفته، وعن سنده
وخلاصة القول ، أن أنصار المذهب العقلي منذ العصر اليوناني إلى الآن ، يعتقدون أن ثمة ما يستوجب التمييز بين الإحساس والإدراك، وهم يعتبرون أن ليست كل إدراكاتنا المعرفية نابعة- بالضرورة - من الإحساس ، بل أن الغالب في هذه الإدراكات أنها صادرة بصورة قبلية عن العقل وما وراء العقل أيضاً.
ثانياً : الإحساس مصدر كل معرفة :
ما الذي يثبت ، في كل الأحوال ، أن معارفنا الإدراكية لا مصدر لها سوى الإحساس والتجربة الخارجية ؟
التجريب بدل التجريد : ( أنظر الوضعية صفحة 21)
• مقياس الحقيقة هو التجربة والإحساس، لا العقل والإدراك المجرد • الإدراك العقلي نفسه مكتسب من مكتسبات الخبرة
2- الخبرة بدل الفطرة :
إلى أي مدى برّر الحسيون نفيهم للأفكار الفطرية وقولهم بالخبرة الحسية؟
• ليس ثمة أفكار فطرية ، بل خبرة مكتسبة :• ليس ثمة أفكار مجردة ، بل انطباعات حسية :
- وخلاصة القول،أن النظرية التقليدية التي استفاض أقطابها من العقليين والحسيين القدامى والمحدثين في بسطها
وتعليلها ، لم تستطع حلّ الإشكال القائم حول طبيعة العلاقة بين الإحساس والإدراك.










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:35   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المحتوى المعرفي الأول : إدراك العالم الخارجي المادة: فلسفة
القسم: 3 آداب وفلسفة

الإشكالية الأولى: إدراك العالم الخارجي الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية
المشكلة الأولى: الإحساس والإدراك التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل
نشاط نفسي وثقافي إلى عملية الإدراك
الكفاءة الخاصة: إنجاز مخطط يبرز فيه موقع الإدراك
وتكفله بكل نشاطات الإنسان.

Iv. وهل الطابع الأوّلي لإحساساتنا يعني– بالمقابل- خلوُّها من أيّ نشاط ذهني سابق ؟
أولا : الإدراك الحسي للصورة الكلية :
وهل نستطيع فعلا أن نميّز بين معرفة حسية ومعرفة عقلية ؟
1- الإدراك الحسي ناتج عن انتظام الأشياء في المجال : (أنظر الأشكال صفحة 25)
2- نشاط الذهن في الإدراك الحسي شكلي :
فإن فضل هذه النظرية يكمن بالخصوص في تطوير وصياغة وتنسيق معارفنا حول الإدراك الحسي، نبّهتنا إلى أهمية
العوامل الخارجية في تشكيل عملية الإدراك،إلا أنها قلّلت، بالمقابل، من دور وإسهام العوامل الذاتية إلى حدّهما الأدنى.
ـ ثانياً: الإدراك والتعايش مع الأشياء :
وهل يلتقي الظواهريون في ذلك مع العقليين أم يفترقون؟
1. لا إدراك إلا بموضوع : (أنظر الحوار صفحة 27)
فإن الإدراك في نظر الظواهريين يتعلق بمعرفة وصفية يؤدّى إليها عامل الامتداد الذي يتميّز به شعورنا ؛ فلا
إدراك أو شعور إلا بموضوع أن " ..النزعة الظواهرية تعتقد أنه ما من شيء يمكن أن يتبدّى إلى الإنسان غير
الظواهر..ونحن لا نعرف غير [هذه] الظواهر
2. لا موضوع مدرك إلا من حيث هو مقصود :
إن قيام هذا الطرح على فكرة عدم التمييز بين الإحساس والإدراك، لم يُعفِه من نقيصة تغليب الشعور الذاتي
لإدراكاتنا.
نستنتج أن العالم الخارجي ومعرفتنا به يشكّلان كلّا واحداً موحّداً سواء عند الغشطالتيين أو الظواهريين وأن ما نسمّيه
بالإحساس الخالص أو العقل المحض وهمٌ فرضه النزوع المذهبي للحسيين والعقليين على السواء.

خاتمة: حل المشكلة

إن نتائج الأبحاث العلمية الباهرة في علوم الحياة والإنسان، أثبت استحالة الفصل بين الإحساس بوصفه علاقة
أولية بالعالم الخارجي ، والإدراك باعتباره معرفة مجردة بهذا العالم.










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:36   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المحتوى المعرفي الأول : إدراك العالم الخارجي المادة: فلسفة
القسم: 3 آداب وفلسفة

الإشكالية الأولى: إدراك العالم الخارجي الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية
المشكلة الأولى: اللغة والفكر التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل
نشاط نفسي وثقافي إلى عملية الإدراك
الكفاءة الخاصة: إنجاز مخطط يبرزالعلاقات الجدلية فيما
بين كل النشاطات النفسية

طرح الإشكال:
I. إذا لم تكن اللغة مجرد تعبير انفعالي ، أو نشاط حيويّ عامّ ، فَفيمَ تتمثل طبيعتها ؟
أولا : أشكال التعبير الانفعالي :
(ملاحظة وضعيات والتعليق عليها صفحة 31)
في الوضعية الأولى ، نقول : إنه من الجحود إنكار وجود اتصال بين أفراد النوع الواحد مثل النمل (كما ورد في الآية) ، إلاّ أنّ طبيعة هذا الاتصال ومكوناته ، لا تشبه ما في لغة الإنسان ؛ فالإشارات والأصوات التي يستخدمها الحيوان محدودة العدد ، كما أنّها فطرية تولد مع الكائن ، بالإضافة إلى أنّها نوعية أي لا يتمايز فيها أفراد النوع الواحد .
إنّ عالم الحيوان، يتواصل باستخدام (رموز وإشارات) خالية من الذكاء والتفكير، خالٍ من (الحوار)
- ونخلص إذن:
- إن التعبير لدى الحيوان فطري وراثي ،
- إن الحيوان مُعدٌّ للتعبير عن بعض الحالات الطبيعية المرتبطة بالحياة وحفظ البقاء،
- كما أنّ شكل الاتصال عند الحيوانات كما قال دونالد هب يندرج ضمن الأساليب المنعكسة ؛ وهي نماذج نمطية توصل معلومات لكن بطريقة غير إرادية وخالية من القصد .
- بالإضافة إلى أنّ الإشارة لا يمكن تحليلها وتفكيكها وتجزئتها
ـ ثانياً : التعبير من التكيف إلى الوعي:
أن الإنسان بإمكانه أن يعبّر عن أفكاره وأحواله النفسية بالطريقتين معا
أ‌- بالإشارات الطبيعية : إلاّ أنّها مجرد انعكاس شرطي لمنبه داخلي أو خارجي أن التبسم والضحك أو الصراخ والبكاء علامات غير قابلة للتحليل والتفكيك.
ب‌- وبالإشارات الاصطلاحية : وهي نسق من الرموز الاتفاقية المكتسبة بالتعلم.
- نستنتج أنّ الحيوانات لا تمتلك (لغة)، وأنها لدى الإنسان ليست مجرد تعبيرات انفعالية فطرية ، بل تتجاوز ذلك إلى اصطناع الإشارات الاصطلاحية المتفق عليها بالتواضع والترميز
ـ ثالثا: اللغة خاصية إنسانية فريدة :
يعتبر جورج غسدورف اللغة كلمة السر التي تدخل الطفل العالم الإنساني ؛"..فالحدّ الذي يفصل بينهما هنا فصلاً مطلقاً هو عتبة اللغة "
- أن لغة الإنسان تتميّز بخصائص تنفرد بها أهمها :
* أنّها مكتسبة عن طريق التعلم ،
* يرتبط وجودها عند الإنسان بالعقل
* تتصف بازدواجية خاصية الكلام
ب- المستوى الصوتي:.
أ‌- المستوى التركيبي
* لها قدرة التحوّل من حيث أنها تمنح الإنسان المقدرة على أن يتكلم عن الأشياء والأحداث عبر الزمان والمكان.
* ولها قابلية الانتقال فهي تكتسب بالتعلم والمحاكاة.
* واللغة عند الإنسان ترتبط بالإبداعية كتنظيم كلامي
* كما تتسع لغة الإنسان للتعبير عن خبراته وتجاربه، والتعبير عن التصورات العقلية والقيم الجمالية والمعاني النفسية ،
* واللغة عند الإنسان لا ترتبط بالعقل فقط ، بل بالإرادة أيضاً.
هنا فهي ميزة إنسانية خالصة ، لذا يصحّ أن يقال عن الإنسان : " إنّه حيوان ناطق بالماهية".

II. وما الأسس التي تقوم عليها بوصفها بنية رمزية تطبع نشاط الفكر وتترجم إبداعاته ؟
(عرض وضعية مشكلة صفحة 39)
ـ أولا: اللغة واللسان والكلام :
: ما طبيعتها ؟ وإلى أي مدى يختلف اللسان عن اللغة
1. عناصر مفهوم اللغة :
إن علم النفس اللغوي يربط بين اللغة والإنسان فيعتبرها سلوكاً قابلاً للدراسة التجريبية
فاللغة " كيان عام يضم النشاط اللغوي الإنساني ويشمل كل ما هو منطوق أو مكتوب أو إشارة أو اصطلاح "،" ..كنظام من العلامات الاصطلاحية ذات الدلالة الاصطلاحية "
- اللغة كل متكامل ونسق من الرموز والإشارات، تشكل الأصوات أهم أنماطها.
- ارتباطها بالإنسان فرداً كان أو جماعة .
- اللغة واقعة اجتماعية كامنة في عقول جميع الأفراد المنتمين لمجموعة لغوية معيّنة
2- عناصر مفهوم اللسان :
فاللّسان أخص من اللغة، أمّا اللغة فتطلق على النشاط اللغوي الإنساني سواء كان رمزاً صوتياً أو مكتوباً أو إشارة أو اصطلاحا
3- عناصر مفهوم الكلام :
الكلام هو الممارسة الفردية المنطوقة ، أي هو فعل ملموس ونشاط شخصي يمكن ملاحظته بمراقبة الكلام أو الكتابة . فشروط الكلام إذن هي :
- وجود لغة محدّدة - وجود قدرة على التعبير - القدرة على الكلام من خلال شروط نفسية كالسلامة من الاضطرابات العقلية وشروط عضوية مثل سلامة أجهزة إصدار الكلام من حنجرة وحبال صوتية ورئتين ولسان وتجاويف فموية وأنفية بالإضافة إلى سلامة الدماغ
- الإلمام بالمفردات والكلمات وقواعد التراكيب اللغوية والنحوية والصرفية
ـ ثانياً : طبيعة الرمز والدلالة :
ما طبيعة اللغة ؟
إنّ الإجابة على مجمل هذه الأسئلة يتأثر بالخلفية الفكرية والعلمية التي ينطلق منها المجيب سواء كان من علماء اللسانيات أو علماء اللغة أو علماء النفس ؛ ولكن علم الأصوات (Phonologie) وعلم المعنى (Sémiologie) هما اللذان يوكل إليهما البحث في النظم الصوتية للكلام ، والدلالة المرتبطة بهذه النظم .
1. بنية الكلام :
(أ) الفونيمات (Phonème) : وهي الأصوات الأساسية أو الوحدات الصوتية الأساسية غير الدالة (لا تحمل معنى)
والتي يتكون منها الكلام .
(ب) المورفيمات (Morphème) : وهي ما ينتج عن ضم الأصوات الأساسية إلى وحدات لها معنى في بداية الكلمة
ونهايتها .
ومنهما يكوّن الإنسان تركيبات لانهائية من الرموز والكلمات ، لها دلالات متعدّدة حسب سياقها تسمح للإنسان بالتعبير عن كل شيء . وهذا ما جعل أندري مارتيني يعتبر أنّ جوهر اللغة الإنسانية هو قابليتها للتفكيك وإعادة التركيب (التمفصل) ؛ ويقصد به أنّ اللغة قابلة للفصل والوصل بين عناصرها اللغوية (الفونيمات والمورفيمات) ، فاللغة تنقسم إلى سلسلة كلامية تنفك بدورها إلى وحدات.
مما تقدم نخلص إلى أنّ لغة الإنسان تتكون من وحدات صوتية أساسية خالية المعنى ، ومن وحدات صوتية أعلى ذات معنى تسمح بتأليف جمل متعددة وفقاً لقواعد النحو ، وتعبر عن مضامين مختلفة تؤكد كلّها على أنّ اللغة ميزة إنسانية.
2- الرمز وأنواع الدلالة :
إن الرمز عند هيغل (1770- 1831) علامة تحوي خصائص وصفات ما تدل عليه ،
وعرّف علماء الدلالة الرمز بأنّه ".. مثير بديل يستدعي لنفسه نفس الاستجابة التي قد يستدعيها شيء آخر عند حضوره " وقسموه إلى قسمين :
- الرمز اللغوي: فالكلمات (المنطوقة أو المكتوبة) أخص أنواع الرموز اللغوية حيث أنّها لا تشير لنفسها بل لأشياء أخرى.
- الرمز غير اللغوي: ومثال ذلك الجرس في تجربة بافلوف ، حيث أنّه (أي صوت الجرس) يستدعي شيئا غير نفسه.
أما العلامة اللغوية فهي "..وحدة أساسية في عملية التواصل بين أفراد مجتمع معين وتنقسم إلى : دال ومدلول ، فالدال : هو الصورة السمعية (البصمة النفسية للصوت) التي تعني شيئا ما وتدل عليه . أما المدلول : فهو التصور الذهني للشيء المعني "
3- العلاقة بين الألفاظ والأشياء :
- العلاقة ضرورية : " ..إن العلاقة بين الدال والمدلول ليست اعتباطية بل هي على عكس ذلك علاقة ضرورية " .
لكن هذه الأطروحة تصطدم ببعض الحقائق التي أقرّها علماء اللغة فلو كانت الكلمات تحاكي الأشياء ، فكيف يمكن تفسير تعدد الألفاظ والمسمّيات لشيء واحد.
- العلاقة اعتباطية :
لذلك لا توجد ضرورة عقلية أو تجريبية فرضت على اللغة العربية مثلاً التعبير عن هذا المعنى بهذه الأصوات ، بل تمَّ اقتراحها دون مبرر ؛ بالتواضعية الاعتباطية أو التحكمية (العفوية)
يلزم من هذا التأكيد على أنّ اللغة نشاط رمزي العلاقة فيه بين الأسماء والأشياء غير ضرورية، وبواسطته يتمثل الإنسان الواقع دون الحاجة إلى إحضاره.
ـ ثالثا : تبادلية اللغة والفكر:
ما الفكر ؟ وهل هو مستقل عن اللغة؟ ( وضعية وتحليلها صفحة 47 التردد أثناء كتابة رسالة أو مقالة)
" ..الفكر بوجه عام جملة النشاط الذهني من تفكير وإرادة ووجدان وعاطفة، وبوجه خاص ما يتمّ به التفكير من أفعال ذهنية كالتحليل والتركيب والتنسيق "
1- الفكر منفصل عن اللغة :
الفصل بين الفكر واللغة ، بالقول بأسبقيته (الفكر) عليها (اللغة)
أ ـ أن اللغة محدودة
- التعبير عن الأشياء الخارجية :
- التعبير عن الذات فاللغة لا تنقل من المشاعر إلاّ جانبها العام غير الشخصي
وقد تؤدي الألفاظ إلى قتل المعاني وتجمد حيويتها وحركتها ، فالفكرة أغنى من اللفظ.
لكن هذا الرأي بالغ في تمجيد الفكر والتقليل من شأن اللغة قال هيغل : "..نحن نفكر داخل الكلمات" ذهب غوسدروف حيث قال : "..التفكير ضاجٌّ بالكلمات"
2- الفكر واللغة متّصلان :
إن الاعتقاد بوجود نشاط فكري بدون لغة هو مجرد توهّم لأنّه في الحقيقة (مونولوج) داخلي بين الذات ونفسها؛ إذ "..عندما نفكر فنحن نتكلم بصوت خافت، وعندما نتحدث فنحن نفكر بصوت عالٍ "، وبذلك فاللغة هي ذاتها الفكر.
لا بدّ من التسليم بوجود علاقة ترابط بين الفكر واللغة ، وهذا ما تؤكده الدراسات والأبحاث العلمية الّلسانية.
؛ وهذه العلاقة تشبه العلاقة بين وجه الورقة النقدية وظهرها، يقول ديسوسير:" إنّ الفكر هو وجه الصفحة ، بينما الصوت هو ظهر الصفحة ؛ ولا يمكن قطع الوجه دون أن يتمّ في الوقت نفسه قطع الظهر ، وبالتالي لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن الفكر ، أو فصل الفكر عن الصوت".
III. ثم كيف يتيسّر للغة أن تحقق التبليغ والتواصل بالرغم من تنوعها وتعدّد نشاطاتها ؟
(عرض وضعية مشكلة صفحة 50)
1- التبليغ والتواصل الاجتماعي :
أ - مفهوم التواصل :
إن التواصل في اللغة مأخوذ من الصلة ، والتواصل اصطلاحا : هو تبادل الحقائق والأفكار والمشاعر بين شخصين أو أكثر بمختلف وسائل الاتصال وأخصها (الكلام)
ب‌- شروط التواصل :
- المرسِل - المتلقي - الرسالة - المرجع - روابط الاتصال - الشيفرة
- ثمة تنوع في وظائفها، ومن أهمّ هذه الوظائف:
- الوظيفة النفعية : اللغة تسمح للإنسان بإشباع حاجاته سواء البيولوجية الغريزية، أو النفسية الانفعالية.
- الوظيفة الشخصية : اللغة وسيلة يعبر بها الشخص عن ذاته وهذا ما يسمح للغير بمعرفته والتعرف على اهتماماته.
- الوظيفة التفاعلية : اللغة تستخدم للتفاعل مع الآخرين في المحيط الاجتماعي، ومن ثمة يتم تبادل الآراء والأفكار.
- الوظيفة الاستكشافية : اللغة وسيلة الإنسان للتعرف على محيطه.
- الوظيفة التنظيمية : اللغة تنظم سلوك واستجابات الآخرين
- الوظيفة التخيلية : اللغة نسق من الرموز يجرد الواقع المادي في كلمات تغنيه عن إحضارها
- الوظيفة الرمزية :
- الوظيفة الإخبارية : اللغة تنقل المعلومات إلى الآخرين.
خاتمة: حل المشكلة
مما تقدّم نخلص إلى أنّ الحديث عن اللغة هو في الحقيقة حديث عن الإنسان ؛ فهي خاصته التي تميزه.










رد مع اقتباس
قديم 2012-10-27, 14:37   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المحتوى المعرفي الأول : إدراك العالم الخارجي المادة: فلسفة
القسم: 3 آداب وفلسفة

الإشكالية الأولى: إدراك العالم الخارجي الكفاءة الختامية: ممارسة التأمل الفلسفي في القضايا الفكرية
المشكلة الأولى: الشعور واللاشعور التي تتعلق بالإنسان ومحيطه.
الكفاءة المحورية: التحكم في الخطاب المتعلق بإرجاع كل
نشاط نفسي وثقافي إلى عملية الإدراك
الكفاءة الخاصة: إنجاز مخطط يبرزالعلاقات الجدلية فيما
بين كل النشاطات النفسية

i. ماذا عن الشعور كإحاطة بمجالات الحياة النفسية وكمعرفة بأسبابها الباطنة والظاهرة ؟
ـ أولا : الشعور باعتباره معرفة مباشرة وأوّلية : (عرض وضعية مشكلة صفحة 56 )
ما هو إذن مفهوم الشعور وماهي خصائصه ؟ وهل هو من طبيعة موضوعية أم ذاتية؟
1- الشعور معرفة أوّلية: يرى هاملتون: " بأنه أحد المعطيات الأساسية للتفكير، والذي لا يمكن تحليله إلى عناصر أبسط.
2- الشعور معرفة ذاتية : فأنا الحزين وأنا المحب وأنا المريد أنا وحدي من يعاني ذلك وأنا أدرى الناس بأحوالي ، وبدون وسائط أعي بوضوح ما يجري في أعماقي ولا يمكن لغيري الإطلاع على ما يجري في أعماقي.
وهكذا فالشعور حميمي وذاتي.
ثانيا- الشعور وحدة في كثرة وتغيّر في اتصال:
من الشعور العفوي إلى الشعور الإرادي: طبيعي مجرد من كل تأمل، أما الشعور الإرادي فهو قصدي، والفرق بين الشعور العفوي والإرادي هو أن العفوي حالاته انفعالية أو عقلية أو فاعلة ، أمّا الإرادي فلا يمكن لحالاته أن تكون إلاّ عقلية تأملية، ثم أن الشعور العفوي يتميز بالبساطة بينما الشعور الإرادي هو شعور مركّب.
2- طبيعة الشعور التنوّع : (وضعية صفحة 60)
نستنتج مما سبق أن للشعور صفات منها :
- تيار متدفق لا يعرف السكون - لا يعرف الانقطاع، فهو كما يرى برغسون:" الشعور شبيه بسيلان وتدفق دائم الحركة ؛ إنه ديمومة. - - وأنه زماني لا مكاني ، وكيفي لا كمّي. - هذا الزمان نفسي داخلي ، وهو بذلك ديمومة محضة.- وأنه ملازم للشخصية وغير مفارق لها بل هو جزء منها.- كما أنه انتقائي ؛ ذلك لأن فاعلية النفس محدودة. - فتلجأ لاصطفاء ما يلائمها وما يوافق أحوالها وتهمل ما لا يناسبها.
ثالثا: الشعور كمبدأ وحيد للحياة النفسية: (وضعيات صفحة 62)
فهل معنى ذلك أن الشعور وحده أساس للحياة النفسية؟
إن الشعور والحياة النفسية مفهومان متكافئان ، وأنه لا يوجد خارج الحياة النفسية إلاّ الحياة العضوية (الفيزيولوجية)
- من التناقض أن نقول بأن النفس تشعر بما لا تشعر.
- لكن التجربة النفسية تكشف بوضوح أننا نعيش الكثير من الحالات دون أن نعرف لها سببا.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مادة, مذكرات, مجانا, الفلسفة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc