تركت الصلاة في يوم من الأيام

[ضعيف.]

عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟. ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ ) صححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
إن الصلاة كما هو معروف عماد الدين ومن جرب الصلاة سيعرف قيمتها والقول بأن الصلاة عماد الدين قول يجب الوقوف عنده والتأمل فيه والبحث فيه.
قدر الله عز وجل أن أصاب بالوسوة في الصلاة وكنت حينها مراهقا إن كانت المراهقة حقيقة طبعا ولست هنا لأركز انتباهكم للمراهقة وما يخصها ولكن لأركز انتبهاكم إلى أمور ستظهر إن شاء الله عبر الأسطر التالية:
لقد قلت بأنني تركت الصلاة بسبب الوسوة وبالرغم من أنني كدت أن أجن وتركت الصلاة مضطرا ولكن لم يكن لي عذر لأنه لا عذر في ترك الصلاة.
تركت الصلاة لمدة عام كامل فأحسست أنني لم أصبح إنسانا ومن أراد أن يفهم هذا الأمر فعليه البحث في فوائد الصلاة سواء منها المكتوب أو سواء ذلك البحث والتخمين عن فوائدها بحكم العقل والمنطق والتأمل في حال النفس حينما تترك الصلاة.
أقول بكل اختصار إن تركي للصلاة جعل أمري مشتتا ولا شك بأن التعبير بهذه العبارة يدل على كثير من الأمور.
الشيء الذي أريد أن أنبه إليه إخواني هو أن النفس البشرية تأبى التغيير فتارك الصلاة يجد نوعا من العقبة في ابتداء الصلاة وفي الحقيقة هذه العقبة صنعناها نحن بالكسل والخمول واتباع الهوى والاعتقاد بأن الفلاح والنجاح من صنع أيدينا وبمجهودنا وعملنا لذا تجدنا نركض يمينا وشمالا نبحث عن الهناء والسعادة وجمع المال وصنع المستقبل فما يزداد أمرنا إلا تشتتا وضيق نفس.
من العقبات التي تمنعنا من ابتداء الصلاة هو أن نعتقد بأن من يبتدئ الصلاة لا يرتكب أي ذنب فبمجرد أن يبدأ العبد الصلاة على الذنوب أن تختفي جميعها وكثيرا ما يسأل الانسان نفسه كيف لي أن أبدأ الصلاة وأنا أقوم بكذا وكذا من الأعمال غير الصالحة؟؟؟ أعتقد والله أعلم أن هذا الاعتقاد هو مكيدة من مكائد الشيطان فمن المستحيل أن يتغير الانسان بين ليلة وضحاها صحيح يوجد من الأمور ما نستطيع هجرها مباشرة كمجالسة جلساء السوء ولكن كثير من الأمور التي هي متشبثة بالنفس من الصعب إن لم نقل من المستحيل تركها كليا أو جزئيا بين عشية وضحاها خصوصا حينما نعلم بأن النفس البشرية لا تتغير بين عشية وضحاها ولكن كل هذا ليس دعوة للتسويف والتكاسل.
الأمر وما فيه أن صلاتنا هي من تنهانا عن الفحشاء والمنكر وهي من تقودنا إلى تغيير حالنا من السيء إلى الأصلح والأحسن وحتى لو استمر العبد في المعصية بعد الصلاة فحاله يكون أصلح من تارك الصلاة بالكلية الفاعل للمعاصي فالذي يخلط عملا صالحا بآخر طالح يكون أحسن من الذي يعمل الطالح فقط ولكن للأسف الكثير من الناس لا يدركون هذا فيتركون الصلاة أو لا يبادرون أليها أصلا بسبب تفكيرهم الخاطئ: كيف أخلط عملا فاسدا بصلاتي؟؟؟
الأمر الثاني الذي يعيق بداية الصلاة هو غياب رأس الخيط: إننا نركض وراء الدنيا واضعين في عقولنا بأن الفلاح والنجاح من صنع أنفسنا والنجاح يصنع بكثرة الجري هنا وهناك ولكن لو فكرنا بأنه من يملك خيري الدنيا والآخرة هو الله لعمدنا إلى التقرب من الخالق من أجل نيل الخيرين.
صدقوني إن الصلاة تعتبر منطلقا للنجاح الدنيوي من أراد أن تستقيم أموره فعليه أن يبدأ الصلاة بعدها سيرى إن شاء الله النتيجة وعليه بالصدق مع نفسه ومع الله.
آخر ما أريد أن أشير إليه وأركز عليه: أنني عندما تركت الصلاة كنت أحوم حولها وأفعل الخير من صدقة وصنع للمعروف وكنت أقول في نفسي لعل الله يهديني بهذا.
صدقوني لقد حقق حلمي الحمد لله وابتدأت الصلاة من جديد.
فيا تارك الصلاة لعلك تستفيد من هذه التجربة.
إخوتي الكرام لست بعالم عليكم الرجوع إلى العلماء وخذوا ما كتبت على قدر تجربتي بارك الله فيكم.