يوميات صعبة ~ يوم في الذاكرة ( أُمّي )~

[ناصف الورداني]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

ربّما تأتي أوقات نقول فيها لماذا للقدر .. و لكننا نشعر بالندم حيال ذلك فالحياة هي التي تختار و لسنا نحن من نختار .

كنا نسكن في مبنى قديم في حي شعبي يعني نسميه في وهران حوش و هو جد كبير لجدي رحمه الله ، مضى على هذه الحادثة 14 سنة .. كان عمري ست سنوات كما ذكرت سابقا كنت جالسا في البيت على مائدة العشاء و امي تضع العشاء قالت لي انتظرني ساذهب الى بيت عمتك لانادي اخواتك لا تبدا الاكل حمزة .. خرجت امي و بعد لحظات من خروجها سمعت صوت انهيار خرجت سريعا و اذا بي لا ارى الى الغبار الكثيف كنا نسكن في الطابق الاول خرج الجيران و الاقارب الى الفناء متعجبين ،،، يا الاهي مالذي يحدث ؟ جزء من المبنى قد انهار شيئا فشيئل بدا يزول الغبار ويا ليته لم يزل ، لقد تحطمت ارضية الرواق التي تصل بين البيوت ، و فجأة بدا الموجودون يصرخون باسم والدتي لقد كانت تتشبث بسياج الممر تكاد تسقط في الطابق السفلي فالارض التي كانت تمشي عليها انهارت من تحتها لقدم المبنى كان الظلام و الغبار يحجبان الرؤية ، يومها لم أعي ما يحدث لقد حاولوا انقاذها و لكنها ظلت متشبتة في السياج خوفا من السقوط ..

بعد عناء طويل نجت والدتي من الموت المحتم و الحمد لله فتحتها كانت الحجارة متراكمة اثر الانهيار ، تقول لي والدتي لم اكن ارى لحظتها الا اولادي و لم اترك السياج لاني كنت اسمعكم تنادون ( ماما ماما ..) اتذكر يومها جاءت سيارة اسعاف اخدت والدتي و صعدت معها لم اتركها و هي لحظتها قالت لهم اتركوه ياتي معي .

تعود بي الذاكرة الى ذلك اليوم الذي لا ينسى يا الاهي لم تكن امي حزينة او تتالم بل تمسك يدي و تبتسم و تقول لي لا تخف لم افهم شيء يومها و لكن الان متعجب و حين ذهبت الى المشفى طلب منها ان تظل الليلة هناك لكنها رفضت رفضا قاطعا كانت تريد رؤية اولادها ثم كيف لم تتألم الامر غريب فقد

كانت يدها مكسورة و هي تبتسم في وجهي ، من اجلنا فقط فهل يجوز ان يخدل الابناء أما عانت من أجلهم ؟

لا و الله و لن أفكر في ذلك بل سأرفع رأسك أينما تذهبين يا أمي ..