موضوع مميز تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم - الصفحة 379 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحفيظ حديث شريف لكل تلميذ(ة) في القسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-06-24, 00:16   رقم المشاركة : 5671
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أفلا تتفكّرون التعميم قد يكون انحرافا---الدكتور يوسف نواسة إمام وأستاذ الشّريعة بالمدرسة العليا للأساتذة

نعلم أنّ تعميم الحكم بعد التجربة والملاحظة والتكرار هو سبيل صوغ القواعد والقوانين العلمية، فهو مهم لصياغة العلوم وضبطها وتطويرها، بيد أنّ تعميم الأحكام قد يكون عين الجهل وعين الظلم وعين الخطأ، خاصة ما تعلّق بالحكم على الناس وبقضاياهم الاجتماعية والتاريخية والحياتية عامة. والقرآن العظيم، وهو يعلم المسلم التفكير المتوازن والإنصاف، ينبّهه إلى خطورة التّعميم في مناسبات عدة، فمثلا عند حديثه عن بني إسرائيل رغم شناعة وفظاعة المخالفات التي قاموا بها نجد الله عزّ وجلّ يقول: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}، فاستثنى القليل منهم حتى لا يعمهم في الحكم. قال الشيخ ابن عاشور رحمه الله “إنصاف لهم في توبيخهم ومذمتهم، وإعلان بفضل من حافظ على العهد”. ويقول سبحانه عنهم أيضا {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، والإنصاف بعد التعميم واضح في هذه الآية. وكذلك في الآيتين التاليتين: {لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ الكتاب أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ الله آنَآءَ الليل وَهُمْ يَسْجُدُونَ}، {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، قال الشيخ ابن عاشور رحمه الله “ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار إنصافا لحق هذا الفريق، لأن الإنصاف مما اشتهر به الإسلام”.









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-06-24, 09:32   رقم المشاركة : 5672
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2016-06-24, 23:44   رقم المشاركة : 5673
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 من عِبَر فتح مكة--- الشيخ إلياس آيت سي العربي

إن من الأحداث العظيمة التي حدثت في شهر رمضان الفضيل المبارك “فتح مكة المكرمة” التي وقعت في اليوم 20 من رمضان، دخلها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم معززًا ومكرمًا بجيش تعداده عشرة آلاف موحد، كلهم يرددون “لا إله إلا الله، نصر عبده، وأعز جُنده، وهزم الأحزاب وحده”، بعد أن خرج منها صلى الله عليه وسلم وهو يتوجس من قريش خيفة.

إن فتح مكة هو نتيجة لجملة من المقدمات، منها المرتكزات الفكرية التي كانت تقوم عليها الدعوة المحمدية:
ـ البناء العقائدي، كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري من طريق السيدة عائشة رضي الله عنها: “علمنا الإيمان قبل الأحكام فلو أن أول آية نزلت افعلوا أو لا تفعلوا ما استجبنا لأمر الله”. فالتربية الإيمانية هي التي دفعت سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه يتحمل كل ألوان الأذى وهو يردد قوله “أحَدٌ أحَدٌ فَرْدٌ صَمَدٌ”.
ـ المفهوم الشامل للإسلام، كما قال تعالى: {قُلْ إن صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَب الْعَالَمِين َ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَولُ الْمُسْلِمِينَ}، وهذا الذي فهمه سيدنا ربعي بن عامر رضي الله عنه لما دخل على ملك الفرس، فقال له: مَن أنتُم؟ فقال سيدنا ربعي رضي الله عنه: “نحن عبيد جئنا نُخرِج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سَعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام”.
ـ التدرج في الدعوة، فالمصطفى صلى الله عليه وسلم كان متدرجًا في دعوته، روى البخاري من طريق سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مُعاذ بن جبل إلى اليمن فقال له: “إنك ستُدرك قوم أهل الكتاب فادعُهُم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تُؤخَذ من أغنيائهم وتُرد إلى فقرائهم”.
ـ كسب الأنصار بالترغيب، لذا كان صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول: اللهم انصر الإسلام بأحد العُمَرَين: عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام الذي سمي “أبا جهل”، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطمع في إسلام أبا جهل، ولما دخل مكة أمَر أن ينادي “مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمِن” تأليفًا لقلبه على الإسلام.
ـ حقن الدماء مقصد من مقاصد الشرع، لذا لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم وسمع قول سيدنا سعد بن عبادة رضي الله عنه: “اليوم يوم الملحمة، اليوم تنتهك الكعبة وتُستَحل” فقال صلى الله عليه وسلم: “لا يا سعد، اليوم يوم المرحمة، اليوم تعظم الكعبة وتكرم”.
ـ العفو عند المقدرة، لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة بعد أن حطم الأصنام التي كانت في جوف الكعبة وحولها قام خطيبًا، ثم قال: “ما تظنون أني فاعل بكم؟” فقالوا: أنت الكريم ابن الكريم، فقال صلى الله عليه وسلم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
ـ التواضع والبكاء من خشية الله، دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وهو مطأطئ رأسه ويرجع في قوله تعالى: {إِنا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} والدموع تذرف من عينه، ليُعلمنا الربانية في الدعوة وأن نستشعر أن النصر من عند الله {وَمَا النصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللهِ}.
فعلى المسلم أن يرتبط بخالقه وأن يُخلِص العمل ويعتمد عليه ويفوض أموره إليه سبحانه وتعالى.









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-26, 10:30   رقم المشاركة : 5674
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 الظِلُّ الوَريف في المصحف الشّريف حسرات العجز!--الدكتور يوسف بلمهدي--إمام وأستاذ بجامعة المسيلة*

العجز في الإنسان صفة مذمومة إذا تعلّقت بإرادته وحزمه، يتبرم منه ويتبرأ، بل يتحسّر إن فاته ما كان قادرًا عليه، قال تعالى: “يَا وَيْلَتَي أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُوْنَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِيْ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِيْنَ” المائدة:31، وذلك بسبب ضعفه وغفلته، وعدم تقدير العواقب والمآلات.
وقد علّمنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن ندعو: “اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل..”، بل أمرنا باستجماع النيّة وتقوية العزم والتسلّح بالحزم لتحقيق النّفع والصّلاح، وعدم الاستلام للخور والعجز، فقال: “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”، وقد تخون المرء الكفء، والرّجل القدير فرص الحياة فيعجز عن إتمام ما بدأ، وإنجاز ما فيه شرع، وهذا عيب النّقص البشري:
ولم أر في عيوب النّاس عيْبًا كنقص القادرين على التّمام
غير أنّ العجز الّذي سببه التّخاذل والانسحاب من معترك الحياة، يعتبر ذنبًا من الذّنوب، ونقيصة يحاسب عليها صاحبها، وإن قدم الأعذار، قال المتنبي:
يرى الجبناء أن العجز عقلٌ وتلك خديعة الطّبع اللّئيم
ولأمرٍ ما قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: “اللّهمّ إليك أشكو جلد الفاجر، وعجز الثّقة”، وهو ما جرّ الويل والثّبور على أمم رضيت بالدوّن، وخضعت للهوان، وعشقت العيش على موائد الآخرين وكلّ ذلك بسبب العجز المقنّع والخوّر المفتعل، قال أكثم بن صيفي: “العجز مفتاح الفقر”، وما ذلك إلاّ لتعطيل الأسباب، والتهيّب من ركوب الصّعاب:
ومن يتهيّب صعود الجبال يعش أبد الدّهر بين الحفر
غير أنّ العجز بمعنى التخلّي عن مزاحمة أهل الباطل في باطلهم وعدم الخوض في زيفهم، مخافة أن يكون سببًا في إحن ومحن أو يشترك في إيقاد فتن، فهذا لعمري محمدة، بل مطلب شرعي وحلّ واقعي. ففي حديث أبي هريرة قال: قال صلّى الله عليه وسلّم: “سيأتي على النّاس زمان يُخيّر فيه الرّجل بين العجز والفجور، فمَن أدرك ذلك منكم فليختر العجز على الفجور”، والله المستعان.









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-26, 19:22   رقم المشاركة : 5675
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أخلاق القرآن إصلاح ذات البي--د. عبد الحق حميش -كلية الدراسات الإسلامية/ قطر

إنّ الإصلاح بين النّاس عبادة عظيمة يُحبّها الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، وقال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} أي: “واتّقوا الله في أموركم، وأصلحوا فيما بينكم، ولا تظالموا، ولا تشاجروا؛ فما آتاكم الله من الهدى والعِلم خير ممّا تختصمون بسببه”، ثمّ أورد عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قوله: “هذا تحريج من الله ورسوله أن يتّقوا الله ويصلحوا ذات البين”.
والإصلاح من أفضل الأعمال، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ألاَ أخبركم بأفضل من درجة الصّيام والصّلاة والصّدقة؟” قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “إصلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هو الحالقة”، وفي رواية: “إن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشّعر، ولكن تحلق الدِّين”.
ومن أهم مجالات الإصلاح بين النّاس، النّزاع بين الزّوجين الّذي يهدِّم كيان الأسرة، وربّما أدّى إلى الطّلاق والفراق، وتشتّت الأولاد وضياعهم، فالإصلاح بينهما مطلوب، والله يقول: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}.









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-26, 19:25   رقم المشاركة : 5676
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أفلا تتفكّرون قل هاتوا برهانكم-- الدكتور يوسف نواسة --إمام وأستاذ الشّريعة بالمدرسة العليا للأساتذة

من الانحرافات الخطيرة في التّفكير، قبول الفكرة لمجرّد أنّ فلانًا قالها؛ لهذا تكرّر قول الله عزّ وجلّ: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين} مرّتين، كما قال سبحانه: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ}، {فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ}، اهتمامًا بهذه القاعدة الجليلة: أنّ لا تقبل أيّ دعوى من أيّ مدعٍ بغير برهان. وهي أحد أسس التّفكير السّليم والعقلية العلمية الّتي يغرسها القرآن العظيم في أتباعه، ويطلب منهم الالتزام بها واعتناقها في كلّ القضايا وكلّ المناحي، فالدّعوى الّتي لا يشهد لها دليل، ولا يدلّ على صدقها برهان هي لا شيء في ميزان القرآن الكريم، وفي واقع النّاس لو كانوا يعقلون.
إنّ القرآن الكريم يسمّي الدّليل والبرهان سلطانًا {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} لِما له من قوّة تخضع لها عقول النّاس كخضوعهم لسلاطينهم، أمّا قبول القول بلا دليل، وقبول الدّعاوي بلا برهان، وقبول الشّائعات بلا حجّة، فهذا ضربٌ من الجهل وقلّة العقل. وقد قعّد علماؤنا قاعدة جليلة لو التزم بها النّاس لسقط الكثير من الشّائعات، ولَفُضح الكثير من الدّعاوي، قالوا: إذا كنت ناقلاً فالصِّحّة، وإذا كنتَ مُدعيّا فالدّليل. فمن نقل خبرًا لا يقبل منه حتّى يبيّن صحّته، فليس كلّ ما يُشاع وينتشر صحيحًا؛ فكم ظلم أناسٌ وشوّهوا بسبب أخبار كاذبة ملفّقة سهّل التطوّر انتشارها مع بطلانها!. ومَن ادّعى دعوى لا تقبل منه حتّى يقيم البُرهان على صحّتها، فليس كلّ ما يكثر معتنقوه ومصدّقوه صحيحًا، فكم صدّق النّاس مقولات خاطئة واعتنقوا مذاهب ضالة ضارّة لوثوقية مَرَضية من غير تثبّت وبحث عن البُرهان، فضَلُّوا وأضَلُّوا!. ولا اهتداء إلاّ باعتماد هذا الهديّ الربّانيّ: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ!. -









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-29, 00:31   رقم المشاركة : 5677
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أفلا تتفكّرون -الجاهلية انحراف في التّفكير---الدكتور يوسف نواسة.. إمام وأستاذ الشّريعة بالمدرسة العليا للأساتذة

أُطْلِق على الفترة الّتي سبقت الإسلام لقب الجاهلية كما هو معلوم، وقد ذكر هذا المصطلح أربع مرّات في القرآن الكريم. وقد فهم بعض النّاس خطأ أنّ الجاهلية هي الجهل، والحقّ أنّ الجاهلية شيء والجهل شيء، فأهل الجاهلية لم يكونوا جهّلاً، بل نقل عنهم الكثير من الحِكمة والإبداع وحسن تدبير المعاش، وشعرهم شاهد على ذلك، إنّما انحرف تفكيرهم وفسدت عقولهم فنسبوا إلى الجهل، لأنّ الجاهل أحسن حالاً من العالم العاقل الّذي انحرف تفكيره وانتكس عقله، فالأول يُعلم فيتعلّم، أمّا الثاني فهو يفلسف خطأه ويردّ الحقّ الصّراح وهو يحسب أنّه على حقّ.
قال العلامة أبو الحسن النّدوي رحمه الله: “بعث الله محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم والعالم بناء أصيب بزلزال شديد هزّه هزّا عنيفًا، فإذا كلّ شيء فيه في غير محلّه.. فنظر إلى العالم بعين الأنبياء فرأى إنسانًا هانت عليه إنسانيته.. رأى إنسانًا معكوسًا قد فسدت عقليته فلم تعد تسيغ البديهيات وتعقل الجليّات، وفسد نظام فكره، فإذا النّظريّ عنده بديهيّ وبالعكس، يستريب في موضع القطع، ويؤمن في موضع الشّكّ..”.
ومن صور فساد العقل واختلال التّفكير عندهم ما ذكر الله سبحانه من قولهم: “وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”، ولو سلمت عقولهم واستقام تفكيرهم لقالوا: فاهدنا له ويسِّر الهدى لنا!، ولكنّه منطق الجاهلية!.
ومن هنا لا نتعجّب لمّا نجد عالمًا كبيرًا في الفيزياء أو الفلك أو الرياضيات أو غيرها من العلوم ثمّ نجده يسجد لبقرة أو يؤمن بالتّثليث أو يدّعي الإلحاد، فما هذا إلاّ صورة من صور انحراف التّفكير الجاهلي!.









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-29, 00:34   رقم المشاركة : 5678
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أخلاق القرآن--حفظ اللسان من الغيبة---د. عبد الحق حميش: كلية الدراسات الإسلامية/ قطر

قال الله تعالى: “وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”.
الغيبة هي أخطر أمراض اللّسان، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عنها، وشبّه مَن يغتاب أخاه ويذكره بما يكره ويتحدّث عن عيوبه في غيابه، كمَن يأكل لحم أخيه الميت. والغيبة عذابها شديد وعقابها أليم يوم القيامة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لمّا عرج بي -أي في رحلة الإسراء- مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون -يجرحون- وجوههم وصدورهم، فقلتُ: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الّذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم”.

والرّسول عليه الصّلاة والسّلام يقول لأصحابه: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: “ذِكرك أخاك بما يكره”. قيل: أفرأيت إن كان في آخي ما أقول. قال: “إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته” أي رميته بالبُهتان وهو الباطل، وذلك ظلم يجلب سخط الله.

ونهى الله عزّ وجلّ عن تتبّع عورات النّاس، لأنّ مَن يبحث عن عورة أخيه المسلم ويفشيها فإنّ الله يكشف ستره ويفضحه جزاء له على تتبّع عورات الآخرين. عن أبي برزة الأسلمي أنّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “يا معشر من أمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم، فإنّ مَن اتّبع عوراتهم يتّبع الله عورته ومَن يتّبع الله عورته يفضحه في بيته”.









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-30, 16:16   رقم المشاركة : 5679
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 الظِلُّ الوَريف في المصحف الشّريف"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"-النِّداء الحبيب الدكتور يوسف بلمهدي إمام

كثيرًا ما نقرأ أو نسمع هذا النّداء، الموجه إلينا، إلى كل واحد من أهل الايمان “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا”، وهو النداء الحبيب، أو نداء الحبيب للحبيب، نداء الله سبحانه إلى عبده، الذي دخل مع ربّه في عقد الإيمان، وعهد الإسلام، نداء للمؤانسة والملاطفة، وهو نداء المدح، إذ وصفت أشرف ما يربط العبد بربه وهو الإيمان والتصديق، والاعتراف والتحقيق..
وباعتبار أنّ هذا النداء ما نزل إلاّ في المدينة غالبًا، وهي مدينة الحبّ ومنبعه، وكيف لا وهي مهاجر رسول الله الحبيب ومدفنه، حيث أحبه فيها كل شيء حتى الجذع النابت، وجبل أحد الثابت، حتى يعين أهل الايمان على ما يأتي بعد هذا النداء، إذ يقول علماء القرآن: “ما جاء بعد “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا” إلا أمر أو نهي”، أي فعل أو ترك، فكان يفترض أن ينفر العبد إلى ربّه ويجيب مناديه بنداء المؤالفة، فلم الصدود والمخالفة..
وما أعجب القرآن حين يكون العتاب في أقصاه، والاستنكار قد بلغ مداه، إلا أن نداء الحبيب يتكرر، يقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ” الصف:2-3، فكأنه ينشد فيك المحبة والوّد، إذ لا يؤمن إلا من عرف، ومن عرف اغترف، فيا أيّها الذين آمنوا، أجيبوا داعي الله.
ولنكن مثل سلفنا الصالح حين يتلى عليهم القرآن يُقبلون إليه، ويعكفون عليه، وحالهم، كما قال الحسن البصري: “إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبّرونها بالليل ويعملون بها في النهار”، ورضي الله عن عبد الله بن مسعود حين قال: “إذا سمعت الله يقول: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا”، فأصغ لها سمعك، فإنه خير تؤمر به أو شر تنهى عنه”.









رد مع اقتباس
قديم 2016-06-30, 16:33   رقم المشاركة : 5680
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 د.موسى إسماعيل يجيب

السؤال: نظرا لشدة الحرارة في المسجد يصلي البعض في ساحة المسجد مع أنه يوجد في داخل المسجد أماكن فارغة، فهل صلاتهم صحيحة؟

الجواب: من السنة الصلاة داخل المسجد، فإذا كانت ضرورة للصلاة خارجه فلا بأس بذلك، ومن الضرورة امتلاء المسجد أو شدة الحر أو وجود أشغال بداخله.
جاء في كتاب العتبية «سئل مالك عن صلاة أهل مكة ووقوفهم في السقائف للظل لموضع الحر، قال: أرجو أن يكون خفيفا، فقيل له: فأهل المدينة ووقوفهم في الشق الأيمن من مسجدهم وتنقطع صفوفهم في الشق الأيسر، قال أرجو أن يكون واسعا لموضع الشمس»؛ فخفف مالك رحمه الله في وقوف الناس للصلاة في سقائف المسجد مع أن الصفوف تنقطع لأجل الشمس، لأن شدة الحر تذهب الخشوع وتمنع السكينة والوقار، والخشوع في الصلاة مطلوب، بل هو أفضل هيئاتها، لقوله تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ»، والأجر والثواب فيها يكون على قدر الخشوع فيها، ففي مسند أحمد وسنن أبي داود عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا نِصْفُهَا»، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإبراد بصلاة الظهر إذا اشتد الحر، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ»، لأن السعي إلى الصلاة في ذلك الوقت يسلب الخشوع، وما يفعله أهل هذه المساجد من الصلاة في ساحة المسجد أمر جائز لا بأس به.









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-01, 00:59   رقم المشاركة : 5681
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أخلاق القرآن الإيثار---د. عبد الحق حميش كلية الدراسات الإسلامية/ قطر -

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، قال ابن كثير: أي يقدّمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدءون بالنّاس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك.
قال ابن مسكويه: الإيثار هو فضيلة للنّفس بها يكفّ الإنسان عن بعض حاجاته الّتي تخصّه حتّى يبذله لمَن يستحقّه.
وخُلق الإيثار من أعلى المراتب، وإنّما ينشأ الإيثار عن قوّة اليقين وتوكيد المحبّة، والصّبر على المشقّة، مع الرّغبة في الأجر والثّواب.
وأجمل ما يمكن ذِكرُه في هذا المقام قصّة ذلك الأنصاري (أبي طلحة) وزوجه رضي الله عنهما، حيث جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأرسل النّبيّ إلى أزواجه ليُضيف هذا الرّجل، فما كان عندهم إلاّ الماء، فقال عليه الصّلاة والسّلام: “مَن يضيف هذا اللّيلةَ رحمه الله”، فقام رجلٌ من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: هل عندك شيءٌ؟ قالت: لا، إلّا قوت صبياني. قال: فعلّليهم بشيءٍ فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السّراج وأريه أنّا نأكُل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السّراج حتّى تطفئيه. فقعدوا وأكل الضّيف فلمّا أصبح غدَا على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: “قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما اللّيلة”، والمراد بالعجب من الله تعالى أي: رِضاه سبحانه بذلك الفعل.









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-01, 21:50   رقم المشاركة : 5682
معلومات العضو
ضيوف وسنغادر
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ضيوف وسنغادر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شّڳَرًأِ لًڳً ۶ـلّى أًلّمُوٌضّوِعُ أًلٌجٌمًيّلّ وِ أِلًمُفًيِدَ

جّزَأٌڳُ أًلِلًهٌ أًلٌفً خّيًرُ عُلَى ڳَلّ مٌأً تًقٌدّمًهِ لًهَذٌأُ أَلّمًنَتًدَى

نّنِتَظِرً أِبّدًأِعّأَتًڳُ أِلُجُمٌيٌلٌة بّفُأًرَغُ أُلَصّبِرٌ









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-02, 02:36   رقم المشاركة : 5683
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 د.موسى إسماعيل يجيب

السؤال: الوالدة تبلغ من العمر سبعين عاما، لا تشتكي من أي مرض والحمد لله، إلا أنها لما تصوم تفشل وتأخذها الرعشة، فما هو حكم الصيام بالنسبة لها؟

الجواب: والدتك لا يجب عليها الصيام، لأن الكبير إذا صار لا يطيق الصوم فحكمه حكم المريض في جواز الإفطار بإجماع الأمة، ويستحب له الإطعام من غير إيجاب إن قدرا عليه، مدا من طعام عن كل يوم، أما إن كانا يقدر على الصوم في زمن دون زمن، فإنه يؤخره للزمن الذي يقدر فيه ولا يطعم.
قال الإمام ابن المنذر رحمه الله ناقلا الإجماع على إباحة الفطر للكبير العاجز: «أجمعوا على أن الشيخ الكبير والعجوز العاجزين عن الصوم أن يفطرا».
وروى الطبري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في تفسير قوله تعالى: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»؛ «الشَّيْخُ الْكَبِيْرُ الذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ يُفْطِرُ وَيُطْعِمُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِيْنًا».
وروى الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «رُخِّصَ لِلْشَّيخِ الْكَبِيرِ أَنْ يُفْطِرَ وَيُطْعِمَ عَنْ كُلِّ يَومٍ مِسْكِينًا وَلاَ قَضَاءَ عَلَيهِ».
وروى الدارقطني عن قتادة «أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ضَعُفَ عَنِ الصَّوْمِ قَبْلَ مَوْتِهِ عَامًا، فَأَفْطَرَ وَأَطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا».









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-03, 01:00   رقم المشاركة : 5684
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أفلا تتفكّرون التّقليد الأعمى ضلال عن الحقّ-الدكتور يوسف نواسة: إمام وأستاذ الشّريعة بالمدرسة العليا للأساتذة

من الانحرافات في التّفكير الّتي حذّر منها القرآن ونعى على أهلها: التّقليد الأعمى، وممّا جاء من ذلك قوله تعالى: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ”.
ولا يخفى أنّ تقليد الآباء قد استعاض عنه النّاس في زمننا بتقليد الشّيوخ والعلماء والمفكّرين والنّجوم وهلمّ جرَّا، فالآية الكريمة واردة في المشركين ولكنّها تشمل كلّ من وافقهم في التّقليد الأعمى لأيٍّ كان. وأكثر صور التّقليد الأعمى في الفكر شيوعًا في زمننا اتّباع المشايخ والعلماء.
وحتّى يعرف المرء هل هو مبتلى به أم لا ينظر لحاله: فإن كان لا يطمئن لقول قائل مهما بلغ علمه ويتريّث في قبول قوله، فإذا قال شيخه الّذي يعتقد أنّه من أهل الحقّ وناصر الحقّ وناصر السنة... إلخ قبل قوله من غير تردّد فهو غارق في التّقليد الأعمى وإن توهّم أنّه يتّبع الحقّ والدّليل!!.
والآية الكريمة تذمّ من حاله كذلك من ناحيتين كما يقول الإمام الأستاذ محمّد عبده رحمه الله: “ذمّهم من ناحيتين: (إحداهما) الجمود على ما كان عليه آباؤهم والاكتفاء به عن الترقّي في العلم والعمل، وليس هذا من شأن الإنسان الحيّ العاقل، فإنّ الحياة تقتضي النّمو والتّوليد، والعقل يطلب المزيد والتّجديد. (والثانية) أنّهم باتّباعهم لآبائهم قد فقدوا مزيّة البشر في التّمييز بين الحقّ والباطل، والخير والشّرّ، والحسن والقبيح، بطريق العقل والعلم، وطريق الاهتداء في العمل”. ويكفي هذا ذمًّا وتشنيعًا على المقلّدين تقليدًا أعمى لآبائهم أو لعلمائهم أو لغيرهم.









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-03, 01:02   رقم المشاركة : 5685
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 أخلاق القرآن المواساة وتطييب الخواطر- د. عبد الحق حميش كلية الدراسات الإسلامية/ قطر

عاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم لأنه أعرض عن الأعمى، وقد جاءه يستفيد، يسأل، يا رسول الله: علمني مما علمك الله، وكان النبي عليه الصلاة والسلام منشغلاً بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه، فأنزل الله: {عَبَسَ وَتَوَلى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلهُ يَزكى * أَوْ يَذكرُ فَتَنْفَعَهُ الذكْرَى}.
قال القرطبي في التفسير: “فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان”. تطييب الخواطر لمَن انكسر قلبه من مصيبة مثلاً واضح جدا في السنة النبوية، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا جابر مالي أراك منكسرًا، قلتُ: يا رسول الله: استشهد أبي (قتل يوم أحد وترك عيالاً ودَيْنًا، أخوات ودين، وليس إلا جابر)، قال عليه الصلاة والسلام: أفلا أُبَشرُك بما لقيَ الله به أباك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحًا، فقال: يا عبدي تَمَن علي أعطك، قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون”.
وعن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني، وأنا منهم”.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القسم, تلميذ(ة), تخفيظ, جيدة, زريف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc