عن حرض وتهامة وجريمة الجرائم السعودية (2)
الأربعاء, 05-يوليو-2017 - 0708
الإعلام التقدمي-محمد عايش -
تدمر السعودية كل حياةٍ في مناطق شمال تهامة اليمنية، متسلحةً بـ100 عامٍ من العدائية والوساوس والارتياب والغطرسة تجاه اليمن.
و يواجه فظائع جرائمها مقاتلون يمنيون متسلحين بذاكرة 100 عام من الشعور بالقهر والظلم ومرارة الاستعلاء والغطرسة.
هذا ما أستطيعه من تلخيصٍ لمعركة السعودية ومعركتنا معها في تهامة .. في حرض وميدي تحديداً.
و دعونا اليوم نظل في الشق الأول من الموضوع؛ شق الجريمة الكبرى وأهدافها:
قطعاً، ونزولاً عند كل الشواهد، لا علاقة لما يفعله السعوديون هنا بأي عنوان من عناوين العدوان المسمى “عاصفة الحزم”.. لا علاقة له بالشرعية ولا بالانقلاب ولا بالحوثيين ولا بصالح ولا بإيران ولا بروافض ولا بمجوس ولا بأي عنوان آخر. بل له علاقة مباشرة بكراهية السعودية لليمنيين، وبشكلٍ أخص: له علاقة بوساوسها الأمنية الدائمة تجاه الحقائق الديمغرافية في اليمن.
يرعب حكام السعودية أن يكون لديهم جار بهذه الكثافة السكانية، ويرعبهم أكثر أن يتمركز جزء من هذه الكثافة، ويتنامى، في منطقة هي على تماس مباشر مع خطهم الحدودي (يشمل هذا كامل الخط الحدودي والمدن القريبة منه مثل صعدة والجوف ولكن محو حرض وميدي يبدو للسعودية هدفا في المتناول في الوقت الحالي عكس غيرهما).
مدينة حرض كانت تنمو بسرعة قياسية، حركة العمران فيها باتت تتمدد حتى داخل الجانب اليمني من المنطقة العازلة بين الحدود.
ولو استمر الحال بضعة سنوات أخرى، فإن مدينة الترانزيت هذه، أو الميناء البري هذا، لربما كان سيتحول إلى واحد من أكبر التجمعات السكانية في اليمن.
تخيلوا حرض وقد أصبحت مدينة تيخوانا، خامس أكبر مدينة مكسيكية سكانا وأكثرها تسبباً للأمريكيين بالأرق، لقربها من الحدود الأمريكية.
الرياض لا تريد نسخة يمنية من تيخوانا المكسيكية على حدودها، فضلا عن عدم رغبتها في بقاء أي تجمعات سكانية صغيرة متناثرة قرب الخط الحدودي.
و لذلك، وربما على مدى عقود، لم تكن تنتظر إلا المناسبة المواتية لتمحو أي وجود سكاني هنا، بضربة واحدة، وإلى الأبد.
هكذا ومن أول يوم للعدوان، وقبل أن تتشكل لأنصار الله أو لأي طرف يمني أية جبهة عسكرية أو أي وجود قتالي في المنطقة، بدأت السعودية بمحو المدن والقرى والأسواق والمزارع بآلاف الصواريخ وأطنان القنابل.
في الأربعين يوماً الأولى من العاصفة كانت الحرب هنا، كما يعرف الجميع، من طرف واحد. إذ لم يبدأ الطرف اليمني بتشكيل جبهة حدودية والرد على العدوان إلا بعد هذه المدة.
ماهي الحرب التي تشن من طرف واحد وتمحو مدناً وقرى كاملة؟!
ليست غير حرب مبيتةٍ من عشرات السنين وبنوايا الإقتلاع والاجتثاث النهائي لمئات آلاف السكان.
لم تعد حرض ولا ميدي مدينتين صالحتين للحياة ولا لإعادة الإعمار في حال توقفت الحرب، وهذا هو الهدف السعودي (حتى حين ينتصر الضحايا هنا فإنهم سيضطرون لبناء مدينة بجوار المدينة حيث الكلفة ستكون أقل، ولا حل آخر، لتظل حرض المدمرة شاهدة مدى الدهر على أسوأ فرعنة، وأَلْعَن انحطاط، شهدته الجزيرة العربية طوال تاريخها).