لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 34 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-11-24, 19:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوبوess مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أريد بحث حول نظرية دافيد إيستون
الثورات المعرفية والتحولات الرئيسية في علم السياسة
الثلاثاء, 04-أغسطس-2009
جـون س. دريـزك، ترجمة: عـادل زقاغ - ظل علم السياسة منذ تأسيسه حقلا معرفيا غير مستقر، وشهد حركات تستهدف إعادة صياغة طبيعته "الدولاتية". من خلال هذا المقال تمت مقارنة خمس حركات بارزة عملت على إحداث تغيير جوهري في علم السياسة:
 "النزعة الدولاتية" Statism (التمحور حول الدولة وجعلها مرجعية للتحليل): وهي النزعة التي رافقت مسيرة هذا الحقل خلال بواكير سعيه لاكتساب المهنية.
 "النزعة التعددية" Pluralism: وقد برز هذا التوجه مع نهاية العقد الثاني وبداية العقد الثالث من القرن العشرين.  "النزعة السلوكية" Bahavioralism (ظهرت منتصف القرن العشرين).
 الاتجاه نحو إرساء "علم سياسة جديد" New Political Science (وذلك خلال نهاية الستينيات وبداية التسعينيات).
 التيار المعروف حديثا بـ "بريسترويكا علم السياسة" (تزامن ظهوره مع بدايات القرن الحادي والعشرين).
من بين هذه الحركات الأربعة التي قامت على منطق "الثورة العلمية" scientific revolution (لدى توماس كوهن) لم تنجح سوى الحركتان الأولى والثالثة، ذلك أن حقل علم السياسة أظهر مقاومة شديدة للتغيير. وما تجدر ملاحظته في هذا الشأن هو أن سر نجاح "الدولاتية" و"السلوكية" يكمن في أن ثورتاهما لم تواجه بأي مقاومة من داخل هذا الحقل المعرفي (على أنها تعرضت لاحقا لانتقادات ومقاومة من قبل تيارات نظرية أخرى، لكن بعد أن كللت ثورتها المعرفية بالنجاح).
حاول الكثيرون تغيير طبيعة علم السياسة في الولايات المتحدة، غير أن قلة منهم كللت جهودهم بالنجاح. لقد حاول هؤلاء الثوريون الذين أتحدث عنهم هنا، من خلال مسعى جماعي، صياغة أجندة جديدة للبحث في هذا الجقل المعرفي على أنقاض المنجزات التي تمت قبلا. وهكذا، شهدا هذا الحقل خمس حركات ثورية معرفية. ويجدر التنبيه هنا إلى الفرق بين "الثورات العلمية" (الكوهنية) و"البرامج البحثية" (اللاكاتوشية) يعتبر معيارا لتحديد عدد الثورات المعرفية، فصياغة برنامج بحثي جديد كالوظيفية البنيوية أو البيوسياسة لا يؤهلها كثورات بمعنى تحول في النموذج الإرشادي المعرفي (الباراديم). وعلى ضوء هذا المعيار فإن خمس اتجاهات فكرية نجحت في إحداث القطيعة.
البداية كانت مع إرساء هذا الحقل المعرفي نهاية تسعينيات القرن التاسع عشر باعتباره علما يتمحور حول الدولة ويسعى لإضفاء المهنية و"الاحترافية" على التحليل السياسي عبر تهميش "الهواة". وتلى ذلك النزعة التعددية pluralist التي ركزت جهودها على انتقاد التحليل المتمركز حول الدولة. الحركة الثورية الثالثة كانت السلوكية behavioralist school والتي طفت إلى السطح منتصف القرن العشرين. وقد دعت السلوكية إلى التحول في دراسة علم السياسة إلى التركيز على السلوك الحالي للنظام السياسي بدل الدولة (لدى "الستاتيين" أو "الدولاتيين") أو الفواعل المختلفين (مثلما هو الأمر لدى رواد النزعة التعددية).

ومع أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات تبلورت حركة ثورية رابعة، وهي "المؤتمر من أجل علم سياسة جديد"، لقد تهجم هذا التوجه الثوري المعرفي الجديد على تشبث السلوكيين بالوضع القائم، وطالبوا بعلم سياسة فاعل مجند لخدمة القضايا الاجتماعية وحل الأزمات القائمة.

وأخيرا ظهرت حركة "بريسترويكا علم السياسة" مع بدايات القرن الحادي والعشرين، واستهدفت هيمنة المقاربات الكمية على علم السياسة، وطالبت بالتعددية المنهجية، وبتركيز مزيد من الجهد على البحوث الكيفية، كما عاودت التأكيد مرة أخرى على ضرورة الاهتمام بالقضايا العامة والانخراط فيها.

في هذا المقال لن يتم الحديث مطولا عن حركة "بريسترويكا علم السياسة" طالما أن نتائجها لم تتبلور بعد، حيث سيتم التركيز بالأساس على خصائص الثورات الأربع التي سبقتها، والتي نجحت منها اثنتان كما سبقت الإشارة إليه حسب معيار قياس النجاح المعتمد في هذا المقال، والمتمثل في قدرة اتجاه فكري ما على إعادة صياغة أجندة البحث في هذا الحقل المعرفي، ومدى إقرار العلماء والباحثين لمزايا اعتماد هذا النمط من التفكير والمقاربة للظاهرة السياسية، حتى وإن لم يتقاسموا معهم المنطلقات ذاتها. وبذلك، فإنه يتوجب على الباحثين تحديد مواقفهم من هذا الفهم العلمي الجديد للسياسة حتى وإن لم يتقاسموا معهم النظرة نفسها.

يبدوا أن قياس نجاح الثورات المعرفية على ضوء مواقف الباحثين منها يعتبر معيارا مناسبا. لكن ومع أنه معيار لا لبس فيه للقياس، إلا أنه لا يغطي ثورة معرفة واحدة على الأقل كما سنرى لاحقا، ومن هنا نتساءل ما الشيء المميز بالنسبة للثورتين الناجحتين (الدولاتية والسلوكية)، إنه غياب خصوم يمتلكون من القدرة ما يمكنهم من محاصرة تنامي المساندة للخطاب النظري الناشئ. حيث أن خصوم هاتين الثورتين المعرفيتين تحركوا بشكل متأخر أي بعد نجاح الثورتين المعرفيتين، وبالتالي فقد أتت محاولاتهم بنتائج عكسية، حيث ساهمت في إعطاء الشرعية لهذا التحول. والدرس الذي نستقيه من ذلك، هو أن إحداث تحول جوهري في الحقل المعرفي لعلم السياسة لا يمكن أن ينجح إلا في حالة خلو الساحة من خصوم جاهزين لمقاومة هذا التحول. ولتوضيح ذلك، نذكر أنه طيلة قرن ونصف من ظهور علم السياسة في الولايات المتحدة لم تكلل أية حركة إصلاحية بالنجاح إذا كانت تنطوي على معارضة الوضع القائم في الحقل، حيث أن ذلك يجعلها عرضة لمقاومة شديدة من طرف الباحثين. إن صعوبة إحداث إصلاحات أو تغييرات في علم السياسة بالولايات المتحدة لا تضاهيها سوى صعوبة إصلاح أو تغيير النظام السياسي الأمريكي. فقد مر على علم السياسة العديد من الإصلاحيين المحبطين من فرانسيس ليبر Francis Lieber إلى تيودور لوي Theodore Lowi.

ولفحص افتراضاتي سأركز على الثورات التي رافقت دراسة النظام السياسي الأمريكي، والتي كانت حتى عهد قريب غير منفصلة عن دراسة النظرية السياسية. غير أن دراسة النظام السياسي الأمريكي أو الحكومة هي ما يكسب علم السياسة الأمريكي هوية وقيما متميزتين.

في البدء كانت الدولة:
هيمن تصور الدولة على الخطاب السياسي الأمريكي مع نهاية القرن التاسع عشر، وساهم في إكساب (الدولة) هذا الوزن وجوه أكاديمية تحولت إلى رموز لعلم السياسة الناشئ. ومع ذلك، فإن الإشارة إلى تصور الدولة وجعله محورا للنقاش ليس بالشيء الجديد كليا، حيث سبق لما اصطلح على تسميته بالنقاشات الدستورية بين الفدراليين أن أولت عناية كبيرة بها. وهكذا تمحور الخطاب العلمي لهذا الحقل المعرفي على الدولة ابتداء من فرانسيس ليبر Francis Lieber، والذي عين كأول أستاذ لعلم السياسة بجامعة كولمبيا الأمريكية عام 1857، وصولا إلى وودرو ويلسن Woodrow Wilson وغيره من الباحثين، وخلال هذه الفترة كانت المهمة الرئيسية لعلم السياسة إرساء دولة قومية موحدة ومواطنة فاضلة. ولم يكن "ويلسن" وحيدا في تصوره لـ: "نظام سياسي تؤطره أحزاب سياسية منضبطة تقترح سياسات عقلانية معدة بعناية، لناخبين لديهم الدراية الكافية، وعلى ضوء نتائج الانتخابات، يقوم الكونغرس بإقرار السياسات التي تمت تزكيتها، لتعكف على تنفيذها بيروقراطية تتمتع بالخبرة وتطبق أفضل ما جاد به علم الإدارة. هذه الدولة الإدارية تتنشق حسب ويلسن هواء أمريكيا نقيا".

لقد صاحبت هذه الدعوة للفضيلة دراسات إمبريقية عدة دأبت على تحليل المؤسسات الأمريكية وكشف مختلف مظاهر الشرخ والجهوية المحسوبية والفساد. وقد جسد مُؤلَف "ويلسن" نفسه المعنون: "الحكومة البرلمانية" الصادر في 1885 هذا النوع من الدراسات.
بدا أن مهمة علم السياسة طيلة نصف قرن انحصرت في السعي من أجل إقامة دولة قومية موحدة، تشد دعائمها أمة موحدة تتمتع بالمهارة. وفي هذا الاتجاه أشار فرانك قودناو Frank Goodnow في معرض حديثه أمام "الجمعية الأمريكية لعلم السياسة" APSA (American Political Science Association)، حول دور علم السياسة في تحقيق "إرادة الدولة": "أحيانا تنشأ التحالفات السياسية لهذا الغرض (تحقيق إرادة الدولة)، خاصة الحركة التقدمية، لكن الهدف الذي وجد من أجله هذا المشروع يتمثل بالأساس في مكافحة الفساد، الزبونية، الماكنة الحزبية، المحاباة، والجهوية، وهي المظاهر التي سعت النزعة الدولاتية إلى محاصرتها، تماما مثلما عملت على إصلاح النظام الماديسوني (نسبة إلى توماس ماديسون أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة) والذي أصبح غير ملائم للتحولات الاجتماعية الناجمة عن الثورة الصناعية. ومن جهة أخرى، فقد ركز بعض الباحثين في الاتجاه الدولاتي الذي يقدس الدولة على معارضة الطابع الفدرالي للدولة بدعوى جعل الولايات المتحدة الأمريكية أكثر توحدا.
وبذلك يتضح أن الحقل المعرفي الناشئ باسم علم السياسة لم يكن هدفه تقديم إطار تحليلي لدراسة الظاهرة السياسية، بل تجسيد أجندة سياسية أيضا، وهي الميزة التي اتسمت بها كل الحركات الثورية العلمية، إن "الدولاتية" باعتبارها الاتجاه الفكري الذي أسس علم السياسة لم تعمل على تغيير واقع الحال في هذا الحقل المعرفي بل إلى إرساء دعائمه في المقام الأول، لكن رفضها السماح للمحللين السياسيين الهواة (غير المنضبطين منهجيا والمؤطرين أكاديميا) بمشاركتهم الحقل المعرفي أهلهم ليكونوا حركة ثورية معرفية، وفعلا فقد تجمع الاتجاه الذي يشمل "هواة" التحليل السياسي في إطار "الجمعية الأمريكية للعلوم الاجتماعية" ASSA والتي أسست سنة 1865، لكن هذه الأخيرة "أحيلت على التقاعد" مع تأسيس "الجمعية الأمريكية لعلم السياسة" سنة 1903، و"الجمعية السوسيولوجية الأمريكية"سنة 1905. اتسمت جمعية ASSA في الأساس بنزعتها الإصلاحية المسيحية، وعملها الميداني الهادف في مجمله إلى تحقيق الرفاه العام، ولكنها لم تتوجه نحو دراسة جادة للسياسة الأمريكية عبر طرح تساؤلات عميقة بشأن الواقع السياسي الأمريكي. وبذلك يكون مؤسسي النزعة المهنية الاحترافية في علم السياسة قد ساهموا في إرساء أجندة فكرية جديدة وثورية أهم مظاهرها جعل تصور الدولة تصورا مركزيا في مسعى إكساب الحقل المعرفي لعلم السياسة هوية جديدة. لم يتعرض هذا الاتجاه المعرفي "الدولاتي" للمقاومة من داخل الحقل المعرفي لأن الذين جاء على أنقاضهم ظلوا خارج الحدود التي رسمت لهذا العلم الناشئ.

انتفاضة ذوي "النزعة التعددية":
كانت الولايات المتحدة نظاما سياسيا تعدديا بشكل يفوق آمال ذوي النزعة "الدولاتية"، ورغم أن "الدولاتيين" يقرون بالتعدد إلا أنهم يطلقون عليه وصف (التجزئة)، بل ويعتبرونه مشكلة يتعين حلها لا وضعية ينبغي تثمينها، هذه هي الحقيقة التي يشير إليها مؤلَف الأستاذ: آرثر بنتلي Arthur Bently المعنون: The Process of Government والذي يعتبره السلوكيون أحد رواد السلوكية التعددية. وفي كتاب آخر أصدره لاحقا بعنوان: Makers, Users and Masters عبَر "بنتلي" عن إدانته لهيمنة مجموعات المصالح على السياسة الأمريكية. وهو ما يتفق مع أحد أسلاف السلوكية تشارلز ميريام Charles Merriam والذي دعا في مؤلف نشره خلال العشرينيات من القرن العشرين إلى تقوية الديمقراطية وتعزيز التحكم في العملية السياسية والرعاية الاجتماعية. لكن ومع أن نظام الدولة المركزية قد تعرض للنزيف مع فقدانه للتحكم في العديد من الأجهزة، إلا أن تقديس الدولة استمر خلال العشرينيات لأنها كانت تلبي تطلعات معيارية.

غير أن التعددية المعيارية أضحت تحتل حيزا متزايدا مع ظهور مؤلفات "هارولد لاسكي" Harold Laski (1917) و"ماري بيركيت فوليت" Mary Parket Follet (1918). كان كل من "لاسكي" و"فوليت" متأثرين بفلسفة "وليم جيمس" التي شددت على وجود طرق عدة يمكن للفرد من خلالها إدارة شؤونه. ومن هنا يمكن استشفاف حقيقة أن مفهوم التعدد لدى ذوي النزعة التعددية لا يرتكز على تعدد المصالح بل على تعدد الوسائل. أما "فوليت" فقد كانت من دعاة تنظيم المجتمع في جماعات من للقاعدة باتجاه القمة، معارضة بذلك الهندسة الاجتماعية التي كانت تعتمد على الاتجاه العكسي من القمة باتجاه القاعدة. وهي بذلك تختلف عن "الدولاتيين" في تقديسهم لدور الوصاية التي تمارسها الدولة. لقد طرحت "فوليت" سؤالا وجيها: ما الذي يمكن عمله بالتعددية؟ لكنها تلقت ردا مباشرا من الدولاتيين: كل ما يجب فعله بالتعدد هو إزالته أما مبررات "فوليت" فهي غامضة وصعبة التطبيق.

إلا أن "قانيل" Gunnel يرى خلافا لباحثين آخرين أن صعود "النزعة التعددية" في العشرينيات يعتبر الثورة المعرفية الحقيقية الوحيدة التي شهدها علم السياسة في الولايات المتحدة، ولدعم وجهة نظره يستعين "قانيل" بباحث آخر هو "جورج كاتلين" George Catlin بدلا من "لاسكي" و"فوليت"، صحيح أن كاتلين نفسه كان متأثرا بـ: "لاسكي" إلا أنه عارض مرجعيته الأخلاقية الداعية لربط علم السياسة بقضايا المجتمع، ذلك لأن "كاتلين" كان من مناصري "تحييد العلم"، أما بالنسبة للنظرة للتعدد فقد كان لـ "كاتلين" تصور مختلف أيضا، حيث يرى أن التعدد يعود على اختلاف مصالح المجموعات المشكلة للنسيج الوطني، لا على تعدد تجارب هذه المجموعات (ووسائلها)، وقد سار السلوكيون على هذا التقليد، ما جعل "قانيل" يقول أن التيار السلوكي لم يكن ثوريا بل مجرد استمرار لتحول النموذج الإرشادي الذي قاده "كاتلين".

وإذا تمعنا جيدا في أعمال "كاتلين" سنستشف تقاربا كبيرا بينه وبين "الاتجاه الدولاتي" الذي كان بمثابة التقليد البحثي السائد خلال تلك الفترة، خاصة وأن "الدلاوتيين" كانوا يعترفون بوجود التعددية باستثناء أنهم كانوا يرون فيها مشكلة يتعين حلها. وعموما، فإن تعددية "كاتلين" من الناحية الواقعية لا تنطوي على تحول جذري، وحتى رائد "الاتجاه الدولاتي" والمدافع الشرس عنه (حسب "قانيل") "وليم يانديل إليوت" William Yandell Elliott لم يكن ليعارض تعددية "كاتلين" باعتبارها نظرية تفسيرية، ذلك أن ما عارضه "إليوت" هو التعددية المعيارية (أي التسليم بوجود مجموعات مشكلة للنسيج الوطني تحمل قيما مختلفة). ومن هنا يتضح أن الشيء الثوري الوحيد لدى التعدديين هو الشق المعياري لطرحهم. ما يعني أن "لاسكي" و"فوليت" (وليس "كاتلين") هما المؤهلان لتمثيل الثورة التعددية في الحقل المعرفي لعلم السياسة. لكن تطلعاتهم لم تحض بالقبول في علم السياسة إلا في خمسينيات القرن العشرين. وحينها فإن الصيغة المتبناة للتعدد هي تلك التي ترتكز على تعدد المصالح لا على تعدد التجارب المجتمعية التي تفضي إلى منظومات قيمية مختلفة (تعدد القيم).

ما يجعلني أنأى عن تصنيف صعود التعدديين كثورة معرفية هو عدم تبني الباحثين لطروحاتهم لاحقا، كما أنهم لم يستطيعوا إرساء تقليد بحثي يؤطر أعمال وأبحاث باحثي علم السياسة. فهل يعقل أن تحدث الثورات دون أن تلفت انتباه أحد؟ لجأ "قانيل" في مؤلف أصدره عام 2005 إلى اقتباس لـ "توماس كوهن" Thomas Kuhn (1962) يتحدث فيه عن أن الثورات المعرفية تكون غير محسوسة في البداية إلا أن الفهم الجديد الذي تسوقه سرعان ما يهيمن على الحقل المعرفي. لم يكن "قانيل" مصيبا في اقتباسه لأن ما قصده "كوهن" هو اتجاه معتنقي البارادايم (النموذج الإرشادي المعرفي) إلى إعادة كتابة الماضي لإظهار الباحثين الأولين على أنهم الرواد الذين ساهموا في بناء الصرح المعرفي قيد التبلور. وهو ما لم يحدث في الفترة الممتدة بين 1920 و1950، وفضلا عن ذلك، فإن المسؤولين عن إنجاح نموذج إرشادي (باراديام) جديد يفترض أن يتم الإقرار بإنجازاتهم وامتداحها (توماس كوهن). ما قاله "كوهن" لا ينطبق على "كاتلين"، وبذلك فإن الحديث يجب أن يكون حول المحاولة الثورية التي قام بها ذوي "النزعة التعددية المعيارية" (تعددية القيم لا تعددية المصالح)، وهي المحاولة التي باءت بالفشل، لأنها جوبهت بمقاومة عنيفة من التقليد البحثي السائد آنذاك ("الدولاتي": المتحور حول الدولة والذي ينبذ فكرة وجود فاعلين آخرين بخلاف الدولة) لاسيما من رموز "الدولاتية": "تشارلز بيردو" Charles Beardo، "وولتر شيبارد" Walter Shepard، "فرانسيس كوكر" Francis Coker، "وليم يانديل إيليوت" William Yandell Elliott وغيرهم. لقد كان "لاسكي" محسوبا على الاشتراكيين الراديكاليين ، بينما التصق اسم "إليوت" بالفاشية الإيطالية.

لكن التقليد البحثي "الدولاتي" ظل قائما رغم تراجع هيمنته على علم السياسة وذلك إلى غاية إعادة بعثه من طرف "تيودور لوي" Theodore Lowi من خلال كتابه: The End of Liberalism )نهاية الليبرالية( مع أن هذا الأخير كان محسوبا على ما اصطلح على تسميته بـ "الخيار الثالث" الذي يشمل التوجه الإصلاحي في علم السياسة، ومذ ذاك فإنه وعقب نصف قرن من هيمنة مصطلح "الدولة"، اختفى هذا المصطلح تقريبا من التداول لولا استخدامه في تخصص العلاقات الدولية.

الاتجاه السلوكي:
يمكن تعريف "السلوكية" باعتبارها:
تركيز البحث على "السلوك السياسي"؛
مرافعة منهجية لصالح "النزعة العلمية"؛
رسالة سياسية فحواها تشجيع "النزعة العلمية"؛
تصور تنظيمي لـ"النظام السياسي".
وبالرغم من أن "السلوكيين" يركزون على الفرد باعتباره وحدة للتحليل إلا أنه لم يكن هناك مشكلة في دراسة "الأفراد العاكفين في إطار المجموعة على تحقيق الأهداف الجماعية"، وقد كان كل من "روبرت داهل" Robert Dahl و"دايفيد ترومان" David Truman علماء السلوكية في بداياتها خلال الخمسينيات حيث ترأس "ترومان" لجنة السلوك السياسي التابعة لـ "مجلس البحث في العلوم الاجتماعية".

تبنى "الاتجاه السلوكي" التعددية في شقها المتعلق بالمصالح لا القيم، أي ذلك التعدد الذي يقبع تحت مظلة التوافق حول المنطلقات الأسس بين المصالح الاقتصادية المتعارضة. ومع وصول الستينيات ظهرت كتابات عديدة تشيد بانتصار السلوكية، وأعطى ذلك انطباعا بأن "السلوكية" ثورة تحصلت على رضا الأكاديميين بفضل نجاحها في إعادة صياغة أجندة البحث، كنتيجة لإسهامات المؤيدين والخصوم على حد سواء. لكن مع ذلك يحق لنا التساؤل: إذا كانت السلوكية ثورة معرفية، فضد من أعلنت هذه الثورة؟ كان خطاب الثوريين يتحدث عن توجيه ثورتهم المعرفية ضد "علم السياسة التقليدي" الذي يتعمد المنهج التاريخي والمغالي في واقعيته (باستعارة وصف "دايفيد إستون" David Easton)؛ لكن من هم الباحثون الذين وسمت أعمالهم بـ"التقليدية"؟ ذلك سؤال لم يجب عنه السلوكيون الذين ظلوا صامتين إزاء هوية خصومهم، أو الأعمال والمؤلفات التي تمثل هذا "الاتجاه التقليدي" في علم السياسة، فكتاب Garceau (1953) الذي يتضمن مراجعة استعراضية يخلوا من أية إشارة سلبية كانت أم إيجابية لهوية الخصوم (خصوم السلوكية). لكن أعنف هجوم علمي ثوري على الوضع القائم في حقل علم السياسة كان قد شنه "دايفيد إيستون" في 1953 من خلال كتابه المعنون: "النظام السياسي"، وهو ما حدا بـ "قانيل" لاعتبار "إيستون" أبرز منظر في الاتجاه السلوكي، ويمكن استشفاف نقمته على الوضع القائم في الفصل الثاني من كتابه، والذي يتحدث فيه عن حالة عدم الرضا بين أخصائيي علم السياسة، وقد أثار محتوى هذا الجزء من الكتاب سجالا فكريا كبيرا، لكن المثير في الأمر هو أن حواشي الفصل التي يبلغ عددها 28 لا تشير إلى أي عالم سياسة أمريكي يمكن إدانته بالمغالاة في الواقعية والإخفاق في التنظير.

في حين عدَّدَ "إيستون" بالمقابل عددا من علماء السياسة لكونهم استثناء عن قاعدة التقليديين وهم: Simon، Merriam، Herring، Appleby، Laswwell، Gosnell، Eldersveld. لكن في الفصل الثالث حاول "إيستون" تقديم نموذج عن خصومه فأشار إلى "جيمس برايس" James Bryce رغم أن كتابات هذا الأخير تعود إلى نصف قرن مضى، أما في الفصل العاشر، فقد انتقد "إيستون" لجوء منظري علم السياسة إلى تاريخ الفكر السياسي لكنه لم يجد من يدينه بذلك سوى George Sabine.

بعد ذلك بوقت طويل (1984) أصدر "إيستون" مؤلفا آخر يتحدث فيه عن علم السياسة التقليدي (باعتبار أنه ساد خلال عشرينيات القرن العشرين)، وقال أنه بالغ في الاهتمام بالأحزاب وبمجموعات الضغط على حساب الدولة، وكنموذج للتأكيد على مزاعمه أشار إلى "بنتلي" (1908) و"بندلتون هيرينغ" Pandleton Herring (1929) مغفلا حقيقة أن "بنتلي" اختفى من المشهد الأكاديمي في 1953، وقبل حدوث ذلك فإن "بنتلي" نفسه تحول إلى واحد من المتحمسين للسلوكية. أما "هيرينغ" ورغم أنه عاش حتى فترة صعود الاتجاه السلوكي في الخمسينيات، إلا أنه لم يعارض "السلوكيين" بل ساهم بشكل فاعل عام 1949 في تأسيس "لجنة السلوك السياسي" تحت مظلة "مجلس البحث في العلوم الاجتماعية"، والتي ترأسها هو شخصيا، وقد كانت هذه اللجنة المدخل الذي نفذ من خلاله "السلوكيون" إلى APSA، كما كان لها دور حيوي في تمويل الثورة السلوكية ورعايتها مؤسساتيا.

وفي مؤلفه هذا جدد "إيستون" مآخذه على التقليديين مثيرا خلطهم للحقائق والقيم، وإطنابهم في وصف الظواهر السياسية دون تقديم تفسيرات وافية، يضاف لذلك كله إسهامهم بالقليل من النظريات الفضفاضة، وانتهى "إيستون" إلى اعتبار كتاب "القوى المتوازية لـ "ميرل فينسود" Merle Fainsod بمثابة النظرية غير المعلنة لـ "التقليديين". ومعروف أن فينسود في كتابه هذا حاول تفسير عملية صنع السياسة بالقول أنها محصلة تفاعل قوى تدفع في اتجاهات مختلفة. وإذا كان هذا هو جوهر علم السياسة التقليدي في هذه الفترة، فلا يبدو هناك أي مبرر إذن ليدخلوا في سجال مع السلوكيين، وأكثر من ذلك فإن صاحب هذا المؤلف (فينسود) أصبح لاحقا رئيسا لـ APSA في ذروة هيمنة السلوكيين، بل وساهم هو نفسه عام 1968 في الحفاظ على انتصار "البارادايم" السلوكي بصفته رئيسا لـ "الجمعية الأمريكية لعلم السياسة" APSA عبر تضييق الخناق (بطريقة ذكية ودفاعية) على "المؤتمر من أجل علم سياسة جديد" Cucus for a New Political Science من خلال وضع شروط معينة للمشاركة في المؤتمر السنوي لـ APSA تستبعد المنخرطين في مسعى تجديد علم السياسة.

وإذا استبعدنا "علم السياسة التقليدي" الذي يعتمد على "المنهج التاريخي"، لا يمكن إيجاد أي مصدر للخصومة بين "السلوكية" والخصم الآخر المفترض: التحليل المؤسساتي القانوني باعتباره نقيضا آخر لـ "النزعة العلمية" التي يدعي "السلوكيون" الدفاع عنها. لقد سبق لـ "بنتلي" و"ويلسون" من بين باحثين آخرين أن تهجما على المبالغة في السطحية من خلال "التحليل القانوني المؤسساتي"، لكن لم يكن هناك باحث واحد في معسكر "المناوئين للعلمية"، فمعارضة "النزعة العلمية" كانت توجها هامشيا في هذا الحقل المعرفي، وتأكد ذلك أكثر لدى تأسيس APSA عام 1903، حيث أشارت إلى أن أحد أهداف تأسيسها هو: "تشجيع الدراسة العلمية للسياسة".

وطالما أن السلوك، والعلم، والتعددية والنظام هي أهم سمات "السلوكية"، فإنه لا مبرر لاعتراض التقليديين عليها، ذلك أن البحوث التي تناولت السلوك على المستوى الفردي ذاع صيتها خلال الثلاثينيات والأربعينيات، وتزعمها "هيرينغ"، "قوزنيل"، "لازويل" "لازرفلد"، وحتى الباحثين الذين لم يدرسوا "السلوك" لم يبدوا اعتراضا على القيام بذلك. لقد كانت النزعة العلمية قائمة حتى قبل مجيء "السلوكيين"، وكانت فترة "الماكارثية" استثناء، حيث تصاعدت خلالها حدة النقاش بين "ذوي النزعة العلمية" و"المهتمين بالقضايا الاجتماعية"، وبين هذه التجاذبات كانت "التعددية" بمثابة واقع إمبريقي أقرته "النظرية غير المعلنة للتقليديين"، إذن ما الجديد الذي جاءت به السلوكية؟ فحتى تصور النظام السياسي الذي جاء به "إيستن" قدم مصطلحات جديدة (المدخلات، المخرجات، والارتداد الارتجاعي)، ولكنه لم يزودنا بنظرية جديدة شاملة لعلم السياسة.

ما الذي يجعل من السلوكية ثورة إذن؟ الإجابة هي أن "السلوكية" قامت بإحداث تغييرات جذرية في توجهات قائمة سلفا في علم السياسة، هذه المجالات المنتقاة هي السلوك، العلمية، التعددية، الوصف مقابل التفسير في الجوانب النظرية. بدء بالسلوك، حيث اعتمد السلوكيون على الدراسات المسحية التي تستند إلى مجتمع إحصائي أوسع، كما عمد إلى زيادة وتيرة الدراسات الكمية التي تصدرت صفحات الدوريات العلمية الرئيسة في التخصص. لكن ومن جهة أخرى، فإن سيطرة السلوكيون على التخصص ساهم في تراجع الدراسات المخصصة لتحليل السياسة العامة للحكومة.
أما النزعة العلمية الجديدة للسلوكيين فقد ساعدتهم على تحصيل موارد جديدة لتمويل أبحاثهم لاسيما من "الصندوق القومي للعلوم". بخصوص النقطة المتعلقة بالتعددية أي التركيز على عدة فواعل في مسعى التحليل، فقد طغى مجال دراسة السلوك على دراسة المؤسسات، لكن دون أن تسقط المؤسسات من أجندة البحث. وبالتالي، فإن ما تجدر ملاحظته على هذه التحولات التي جاء بها السلوكيون، هو أنها لا تحمل في طياتها تغييرا جذريا بل مجرد تحول في التركيز على جوانب دون أخرى.

وبذلك، فإنه ومن بين النقاط الأربعة السابقة، فإن مجال النظرية، هو المجال الوحيد الذي حمل الجديد وأكسب السلوكية صفة الثورة، وهو ما نجم عنه إرساء النظرية السياسية كتخصص مستقل ومؤطر للبحث في علم السياسة، لقد كان المنظرون قبل الثورة السلوكية (أي خلال هيمنة "الدولاتيين" و"التعدديين") بمثابة المحاورين المحوريين في النقاشات التي دارت حول هوية علم السياسة. لكن مع بداية الخمسينات، فإن المفكرين الذين هاجروا للولايات المتحدة من أمثال "هانا آرندت" Hannah Arendt، "ليو شتراوس" Leo Strauss و"إيريك فوقلين" Eric Voeglin أوجدت طبقة جديدة من المفكرين المناوئين لليبرالية. وقد كان الحل الملائم للجميع هو انفصال النظرية السياسية عن المجالات الأخرى لعلم السياسة، وبذلك سينأى السلوكيون بأنفسهم بعيدا عن أية انتقادات قد تطال الديمقراطية الليبرالية الأمريكية، لقد نجح "السلوكيون" بذلك في استبعاد الآثار السلبية لدخول المناهضين لليبرالية إلى الحقل المعرفي. ومن بين المنظرين الرئيسيين، فإن "روبرت داهل" هو Robert Dahl الوحيد الذي تمكن من الصمود والبقاء تحت مظلة التقليد البحثي المهيمن في علم السياسة، ذلك لأنه ظل وفيا للتقليد الليبرالي الأمريكي.
وبخلاف التحول في مجالات الاهتمام، فإن الجديد الذي حملته السلوكية كثورة تتمثل في إعادة صياغتها لتصور التعددية، من تعددية (المنظومات القيمية) إلى تعددية المصالح، وقد تبنت السلوكية هذا المفهوم للتعددية باعتباره موجها معياريا (أو نظرية معيارية) على الرغم من ادعائها المستمر بالتزام الحياد وعدم التأثر بأية قيم لدى إنجاز بحوثهم العلمية. لقد هيمنت هذه النظرية الجديدة وحلت مكان المعيارية التي سادت لفترة طويلة لدى "الدولاتيين"، وحتى "إيليوت" الذي دافع بقوة عن "الدولاتية"، وشن حملة ضد التعدديين في العشرينيات، إلا أن صوته خفت خلال الخمسينات، رغم حضوره الأكاديمي البارز في علم السياسة. ذلك لأن الحرب العالمية الثانية أماطت اللثام عن الجانب الرهيب للدولة، لاسيما وأن الأمر يتعلق بدولتين يتسم بناءهما بالكمال (ألمانيا النازية، ايطاليا الفاشية) ومع اندلاع الحرب الباردة مع دولة أخرى (دولة الإتحاد السوفييتي التي عمدت إلى التدخل في كل مناحي الحياة)، فإنه كان من الصعب إقناع أي كان بإعادة صياغة السياسة الأمريكية عبر إعطاء دور أكبر للدولة مثلما يدعوا إليه "المنظور الدولاتي".

لا يعني ذلك أن تفوق "السلوكيين" كان من دون عقبات تذكر، فقد أشار "إيستون" في كتاب نشره خلال التسعينيات أنه كان هناك شعور بالإقصاء في أوساط "السلوكيين" إلى غاية نهاية "الخمسينات"، وتجلى ذلك بوضوح في ضآلة فرص النشر في دورية Review وفي المناصب القليلة التي حظي بها "السلوكيون" في APSA، غير أن وجهة نظر "إيستون" لم تكن صحيحة كليا، فهذه لم تكن مظاهر إقصاء متعمد بل مجرد إرهاصات مؤسساتية لمرحلة لم تتبلور بعد في شكلها النهائي. والدليل أن Oliver Garceau نشر "الإعلان السلوكي" عام 1951 في أبرز دورية آنذاك Review، وبوصول عام 1955 كان ثلة من أعلام السلوكية قد تمكنوا من نشر دراساتهم دون صعوبة: "أنقوس كامبيل" Angus Campbell، "جيمس دايفيس" James C. Davies، "صامويل ألدرزفلد" Samuel Eldersfeld، "هاينتز أويلاو" Heintz Eulau، "ف. أ. كي" V. O. Key، "آفيري لايزرسن" Avery Leiserson، "وارن ميلر" Warren Miller، "ويليم ريكر" William Riker، و"هيربرت سيمون" Herbert Simon.

لقد هيمنت "السلوكية" تدريجيا على التخصص، لكن ذلك لم يجعلها بمنأى عن الانتقادات التي تصاعدت حدتها مطلع الستينيات. هذه الانتقادات لم يكن لها من دور سوى تأكيد هيمنة "السلوكيين" ونجاحهم في إعادة صياغة أجندة البحث في علم السياسة، وهو ما أقر به حتى المناوئين لهم والذين كانوا مهمشين في هذا الحقل المعرفي. وحتى "الشتراوسيين" (نسبة إلى "ليو شتراوس") كانوا أشبه بطائفة معزولة في النظرية السياسية، وبخلاف هؤلاء، فقد تنامى النقد الموجه ضد السلوكية من جهات أكاديمية أخرى، لكن هذه المرة فإن مصدر النقد لم يكن من "التقليديين ذوي النزعة التاريخية"، بل من باحثين يطالبون بدور إيجابي لعلم السياسة، من خلال إعطائه لمسة نقدية وتوجيه اهتمامات الباحثين نحو قضايا المجتمع، وذلك بدعوى أن السلوكيين تورطوا من خلال ما أسموه بالحياد القيمي في تعزيز الوضع القائم في السياسة الأمريكية رغم أنه وضع أبعد ما يكون من أن يكون مثاليا.

طلائع الثورة "المؤتمر من أجل علم سياسة جديدة":
أثمرت الانتقادات التي وجهها اليساريون للسلوكية ظهور ما يسمى بـ "المؤتمر من أجل علم سياسة جديد"، والذي حاول تحديد ملامح المرحلة المقبلة في علم السياسة وإعادة توجيهه. تم تنظيم المؤتمر سنة 1967 خلال الاجتماع السنوي لـAPSA، وتزعمه: "بيتر باكراتش" Peter Bachrach، "كريستيان بي" Christian Bay، "تيودور لوي" Theodore Lowi، "مايكل برينت" Michael brent، "آلين وولف" Alan Wolfe، "شيلدون وولين" ****don Wolin، كما تضمنت القائمة أيضا وجها بارزا في تخصص العلاقات الدولية: "هانتس مورقينتو" Hans Morgenthau والذي كان من بين المعارضين للحرب في فيتنام، وقد قدم المؤتمر مرشحا لرئاسة APSA.

كان من بين أعضاء المؤتمر عدد من المنظرين السياسيين العازمين على جلب النقاشات والانتقادات حول الديمقراطية الليبرالية الأمريكية إلى قلب النقاشات الأكاديمية بعد أن كانت معزولة في محيط تخصص العلوم السياسية، ولتسويق طرحهم عمد أعضاء هذا "المؤتمر" إلى تغطية ما يرونه جوانب قصور في "الاتجاه السلوكي": حيث توجهوا نحو الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والأزمات السياسية لتلك الفترة، كما طالبوا بعلم سياسة يتخذ موقفا جماعيا موحدا من القضايا السياسية المثيرة للجدل مثل: حرب فيتنام، التمييز العنصري، والفقر، إضافة إلى قضايا البيئة والمرأة.
ورغم أن المؤتمرين لم يجمعوا على رفض النزعة العلمية، إلا أنهم رأوا بضرورة إعادة ترتيب الأولويات، لتكون "العلمية" في المرتبة الثانية بعد الالتزام بقضايا المجتمع؛ ومدى صلاحية نتائج الأبحاث لمعالجة هذه القضايا. وبرروا موقفهم هذا بكون مسألة تفسير السلوك السياسي لا تشكل حقيقةً مركز الثقل المعرفي في علم السياسة، وبذلك يبدو واضحا أن "المؤتمر من أجل علم سياسة جديد"، مثله مثل الاتجاهات الثلاثة التي سبقته جمع بين الأهداف الفكرية والأهداف السياسية، ولو أن أهدافه السياسية كانت أوضح مقارنة بـ "السلوكيين".

سخر أعضاء المؤتمر أكثر جهودهم لمسعى إصلاح APSA، وقدموا مرشحين لمنصب الرئيس ولعضوية مجلس الجمعية، لكنهم أخفقوا في الحصول على الرئاسة رغم نجاحهم في الاستحواذ على بعض المقاعد في المجلس. وتجدر الإشارة إلى أن بعض رواد "المؤتمر" من أمثال "تيودور لوي" Theodore Lowi، و"إيرا كاتز نيلسن" Ira katznelson، تمكنوا من الحصول في فترات لاحقة على منصب الرئاسة باعتبارهم مرشحين رسميين.
أخذت المقاومة من جانب "السلوكيين" تشتد لاسيما وسط APSA التي يهيمنون عليها بشكل شبه كلي، ففي 1968 قاموا بتجميد عمل كل لجان العمل التي دعا إلى تشكيلها أعضاء "المؤتمر". لكن "دافيد إيستون" عمل على التخفيف من حدة التوتر بين "السلوكيين" و"المؤتمريين"، فخلال مداخلته له أمامAPSA عام 1969 بصفته رئيسا للجمعية تحدث عن "ثورة جديدة في علم السياسة"، بإمكانها أن تجعل التقنيات التي طورها "السلوكيون" و"نظريته للنظم" على حد سواء في خدمة المشكلات الاجتماعية.

لم ينجح "إيستون" في ردم الهوة بين المعسكرين، إلا أنه نجح في إرساء تخصص ثانوي في علم السياسة وهو السياسات العامة. وهكذا ظل السلوكيون في إطار APSA متشبثين بمقاومتهم للتغيير الذي بشر به "المؤتمر من أجل علم سياسة جديدة"، إلا أن ثقتهم في النفس قد تزعزعت كثيرا، وهم الذين استماتوا في مقاومة تسييس "حقل علم السياسة"، وهي النقطة التي أثارها "أويلاو" Eulau في تقريره كرئيس لـ APSA عام 1972: "إننا لم ننظم أنفسنا في إطار APSA من أجل ممارسة السياسة أو لنشر وجهات نظر سياسة". وفي الاتجاه ذاته، صرح Austin Ranney بخصوص تعيين خليفة له على رأس APSA أن الصورة واضحة جدا في ذهنه، وهي أن يخلفه رئيس لا يمت بصلة إلى "المؤتمريين".

إن المؤتمر، وبدل أن يتوجه نحو تشييد روابط مع التيارات الاجتماعية والسياسية والتي تحمل ثقافة مناوئة له، فقد كرس جهوده على الصعيد المهني، مما دعا "لوي" Lowi إلى تسميته بـ "المؤتمر من أجل جمعية جديدة لعلم السياسة"، ومع إخفاقه في الحصول على رئاسة الجمعية فقد تراجع طموح أعضاء "المؤتمر" وأصبح تنظيمهم مجرد قسم عادي ضمن أقسام APSA يعمل على تمويل لجان عمله بشكل ذاتيا، أما المجلة العلمية التي قام "المؤتمر" برعايتها (علم السياسة الجديد) New Political Science فقد ظل انتشارها محدود، ولم يظهر اسمها ضمن ترتيب أبرز 115 دورية علمية في التخصص. هذه الحقيقة لم يعها أعضاء الحركة الجديدة المسماة: "بريسترويكا علم السياسة"، والتي برزت مع بداية الألفية الجديدة، وذلك عندما وضعوا نصب أعينهم إصلاح الحقل المعرفي لعلم السياسة.

لقد شن المؤتمر من أجل علم سياسة جديدة هجوما كاسحا على "السلوكية" لكنهم جوبهوا بمقاومة شرسة. وإذا رجعنا إلى معيار قياس مدى نجاح "الثورات المعرفية" والذي تحدثت عنه في البداية، فإننا نخلص إلى إخفاق ثورة المؤتمريين من حيث:
 أنهم لم يتمكنوا من إعادة صياغة أجندة البحث في علم السياسة؛
 أن أجندة البحث التي اقترحوها لم يكن معترفا بها في أوساط الباحثين؛
 أن المناهضين لهم لم يكن يتعين عليهم تبني صيغة توفيقية، بل اكتفوا بتجاهل طرح مناصري "المؤتمر" (ما يدل على ضعف طرح جماعة "المؤتمر").

غياب الثورات وانتشار برامج البحث:
شهد علم السياسة تحولات كبيرة في الفترة التي أعقبت الثورة السلوكية. وكان عودة مفهوم "الدولة" إلى تصدر أجندة البحث في الحقل قد أثار انتباه الباحثين إلى أن علم السياسة تحكمه نظام الدورات المعرفية ( فمثلا: مفهوم الدولة كان محور اهتمام الباحثين لفترة طويلة ثم تراجع ليعود إلى الواجهة في مرحلة لاحقة). غير أن الدولة عادت هذه المرة في ثوب جديد، فهي لم تعد قيمة مقدسة كما كانت خلال عصر تأسيس علم السياسة، ذلك أن النزعة التجزيئية المجتمعية للسلوكيين، أثرت في "الدولاتيين الجدد"، فهؤلاء يعتبرون الدولة متغيرا مستقلا، من حيث أن مسؤولي الدولة -من وجهة نظرهم- قد يعملون على تحقيق مصالحهم الشخصية؛ ولا يعكسون بالضرورة القوى الاجتماعية. وهم بذلك لا يحملون أي جديد، بل عاودوا التركيز فقط على فواعل معينين وعلى حوافز معينة للسلوك (تحقيق المصالح الشخصية)، ويتفقون في ذلك مع السلوكيين من أمثال: "ترومان" Truman، والذي أقر بأن المسؤولين الرسميين يتفاعلون مع فواعل آخرين لتحقيق مصالح تحددها المؤسسات (المجتمعية) التي ينتمون إليها.

ويشير Almond في هذا الصدد إلى أن "النزعة الدولاتية الجديدة" لا تحمل في طياتها أية ثورة، أو تحولا في "البارادايم"، بل مجرد برنامج بحثي جديد يطمح إلى التمييز بين الأنظمة السياسية، من حيث مدى تأثيرها في الطريقة التي يعمل من خلالها الموظفون الحكوميون على صناعة السياسة العامة.
ما يميز برنامج البحث هذا، هو ما يميز برامج البحث بشكل عام، وهو أنه بإمكان الأكاديميين الناشطين في التخصص أن يتجاهلوه في حال لم يودوا الانخراط فيه. وفقا عن ذلك، فإن لغة هذا البرنامج البحثي (الدولاتي) لم تكن مستوعبة في أوساط علماء السياسة في تلك المرحلة. لكن خلال التسعينات، أصبح من الصعب جدا على علماء السياسة الأمريكية أن يتجاهلوا نظرية الخيار العقلاني رغم أن بدايات هذه المقاربة الجديدة (أو البرنامج البحثي الجديد) تعود لخمسينيات القرن الماضي، مع الأعمال التي نشرها: "كينيث أورو" Kenneth Arrow، "دونان بلاك" Dunan Blak، "أنطوني داونز" Anthony Downs، "ويليم يركر" William Riker. لقد كان استحواذهم تدريجيا على فضاء النشر الأكاديمي في علم السياسة يمنحهم مع مرور الوقت صفة البرنامج البحثي الأكثر شعبية في هذا الحقل المعرفي.

لكن نظرية الخيار العقلاني، وبدل أن تحدث ثورة في علم السياسة، فإنها ظلت تتوسع تحت ظلال "السلوكية"، و"الدولاتية الجديدة"، والمقاربتين: "الثقافية" و"المؤسساتية الجديدة"، وغيرها من البرامج البحثية القائمة في علم السياسة، والتي يتزايد عددها باطراد. لقد ادعى بعض رواد "الخيار العقلاني" بأن مقاربتهم تعتبر تطورا جديدا بني على أنقاض "السلوكية" (في شقيها "الديمقراطية الليبرالية" لـ "روبرت داهل" Robert Dahl و"نظرية النظم" لـ "دايفيد إيستون" David Easton)، لكن "السلوكيين" يرفضون هذا الطرح ويجددون إيمانهم بـ "النظرية التفسيرية التراكمية"، بمعنى أن التطورات المعرفية التي جاءت بعد ثورة "السلوكيين"، تساهم في "التراكم المعرفي" الذي وضعوا هم أسسه.

خاتمة:
لقد كان تغيير علم السياسة في الولايات المتحدة لاتجاهه حدثا نادرا، حيث لم يحصل ذلك إلا مرتين طيلة قرن ونصف من تأسيس هذا الحقل المعرفي في أمريكا، والسبب في ذلك لا يتعلق بغياب محاولات في هذا الاتجاه بل يٌعزي إلى استعصاء علم السياسة على مساعي إحداث تحولات عميقة فيه. ويظهر لنا تاريخ حقل علم السياسة إخفاق حركات معرفية جديدة في ذلك، رغم تصميمها على إرساء تقاليد بحثية جديدة ومفهوم خاص بها، وسبب إخفاقها يكمن في المقاومة الشرسة التي لقيتها.

أما صمود "الثورات المعرفية" الناجحة أمام "المناوئين" لها من باحثين في علم السياسة فمرده إلى أن النجاح في حد ذاته يمنحها القدرة على إعادة صياغة أجندة البحث في هذا التخصص (علم السياسة) وأكثر من ذلك، فهي تقوم بتحديد الكيفية التي يعارضها الباحثون الذين لا يتقاسمون معها التصور المعرفي ذاته لعلم السياسة، إضافة إلى أن هذه المعارضة غالبا ما تظهر بعد نجاح الثورة المعرفية، وهذه هي الطريقة التي شكل بها "المؤتمر من أجل علم سياسة جديدة" [الكوكوس] من طرف أبناء الثورة السلوكية.

لكن ذلك لا يعني أن الثورات المعرفية الناجحة تحتفظ بقدرة ثابتة على صياغة أجندة البحث، فهذه القدرة تتضاءل مع الوقت. هذه هي الطريقة التي استقل بها الاتجاه الدولاتي "المعياري" خلال الخمسينيات. لقد ظلت تركة "السلوكيين" (من مناهج وتقنيات ومواضيع بحث) حاضرة في علم السياسة لاسيما في فرع "علم النفس السياسي". ومع ذلك، فإن قدرتهم على صياغة أجندة البحث قد تضاءلت بدء من السبعينات بسبب انتشار برامج البحث، وهو ما يؤكده أعلام "السلوكية" مثل: "أويلاو"، "ألموند"، "إيستون" ويعزونه للنزيف الذي تعرض له هذا الاتجاه، فضلا عن انقسامه على نفسه وافتقاده لهدف واضح للاستمرار. لكن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك، فمنذ هذه الفترة أصبح من الصعب الحديث عن "أجندة بحث" في "علم السياسة" ليمكن إعادة صياغتها.

يعتقد بعض الباحثين أن تاريخ الحقل المعرفي لعلم السياسة -من منظور توماس كوهن- هو عبارة عن مجموعة من المراحل التي تحدد معالمها "الثورات المعرفية". لكن هذا الطرح ليس دقيقا كليا، فالكثير من التطورات التي حصلت كان المحرك الرئيسي فيها ليس "الثورات المعرفية" بل "التطور التدريجي"، فتراجع "دور الدولة" ابتداء من بواكير القرن التاسع عشر إلى غاية أربعينيات القرن العشرين ساهم بشكل غير مباشر وغير ملحوظ في "بلورة" المقاربات النظرية التي ميزت "فترة ما بعد السلوكية".

إن نجاح "النزعة الدولاتية الأولى" يعود إلى عزمها على إضفاء المهنية والاحترافية على دراسة علم السياسة، ولا يعود الفضل فيه إلى "التزاماتها المعيارية" [الالتزام بالدعوة للإصلاح والحفاظ على القيم]، فهذه الأخيرة كانت على الدوام جانبا مهملا في النظام السياسي الأمريكي. ولا شك أن نجاح السلوكية في إعادة صياغة أجندة البحث في علم السياسة يعود إلى إقدامها على إحداث تغييرات جذرية تضمنت بالأساس إنهاء الالتزامات [المعيارية]. يبدو جليا أن كلتا الثورتين الناجحتين (الدولاتية والسلوكية) كانتا بمثابة ثورات من دون خصوم، وهو النمط الوحيد من الثورات التي تظفر بميزة إعادة توجيه علم السياسة للاتجاه الذي تراه مناسبا [على صعيد المنهج والموضوع].


* جون دريزك هو أستاذ بالجامعة الوطنية الأسترالية، كامبيرا.
https://www.almethaq.info/news/print.php?id=2227








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 19:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوبوess مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أريد بحث حول نظرية دافيد إيستون
ضوع: دراسات سياسية مقارنة .. للدين يحضرون مجستير هده السنة .. الله يوفقنا جميعا . السبت 9 أكتوبر 2010 - 9:51
تعريف السياسة المقارنة: هي أحد فروع علم السياسة الذي يهتم بدراسة أنماط الحكومات في عصرنا الحاضر، إلا أن تحديد المجال للحكومات المقارنة على وجه الدقة تعترضه صعوبتان أساسيتنا:

الصعوبة الأولى: تتصل بصعوبة الدراسة وماهية الأعمال التي تشكل جوهر النشاط الحكومي.

الصعوبة الثانية: هي الأهم فإنها تتصل بعلاقة بين القيم من ناحية وبين النشاط الحكومي من ناحية أخرى، وذلك باعتبار أن لكل حكومة من واقع ميراثها التاريخي شيئا من الخصوصية يجعل تنميط الحكومات وتصنيفها محلا للتساؤل.

ومن واقع هذا الاختلاف في تحديد معنى المصطلح ودلالته يمكن التمييز بين مستويين تحليلين أساسيين في نطاق السياسات المقارنة:

المستوى الأول الأفقي: مقارنة نشاط الحكومة داخل المجتمع بنشاطات مجموعة وحدات الحكم المحلي وربما ببعض الوحدات الأصغر مثل اتحادات التجار والكنائس والشركات التي تتفق مع الحكومة في مضمون وليس في حجم النشاط.

المستوى الثاني الرأسي: وهذا المستوى يعتمد على أسلوبين:-

1- مقارنة تطور نفس الحكومة عبر فترات تاريخية مختلفة، وقد سيطر هذا النوع من التحليل بالفعل على دراسة السياسات المقارنة زمنا طويلا يكشف عن أوزان المتغيرات المختلفة في تأثير على النشاط الحكومي ودرجة استمرارية هذا التأثير.

2- مقارنة مختلف حكومات العالم المعاصر، وفي هذا استخدمت معايير شديدة الاختلاف.

ولئن كانت تلك هي أبرز نماذج تصنيف الحكومات على مستوى العالم، إلا أنها ليست الوحيدة، حيث تعددت محاولات التصنيف والنمذجة باختلاف المعايير المستخدمة وهي شديدة التنوع، لكن الملاحظ أن هذا الأسلوب في الدراسة المقارنة تواجهه الصعوبة نفسها الخاصة بجمع المعلومات المتعمقة.

‌ب- ماهية وتطور السياسة المقارنة.

هناك مصطلحات أربعة يستخدمونها العلماء بالسياسة كمفردات: الحكومات المقارنة، والسياسة المقارنة، والتحليل المقارن، والمنهج المقارن.

فالمقررات الدراسية والمصنفات العلمية والتصنيفات المكتبية تستعمل أي منها دون أبداء السبب.

وبالتحليل المقارن جزء هاما من أية دراسة عملية في أي علم من العلوم، وبالتالي فهو علم السياسة بمثابة جوهر التفسير السياسي.

وهكذا يتضح أن مفهوم السياسة المقارنة يستوعب المفاهيم الثلاثة الأخرى فضلا عن أنه أكثرها دلالة في التعبير عن حقل النظم السياسية المقارنة.

ويختلف الرأي حول حدود علم السياسة المقارنة. فهناك من يعتبره قلب علم السياسة المعاصرة ويطالب بتوسيع نطاقه ليشمل أكبر عدد من الدول، وبالتالي من المؤسسات والتفاعلات السياسية التي تخضع للمقارنة.

فذهبوا يسلكون معها النظم السياسية في الدول الاسكندينافية وشرق أوروبا وبلدان العالم الثالث.

فإذا كانت البرلمانات، فلماذا لا تكون الأحزاب؟ وإذا كانت الأحزاب فلماذا لا تكون القيادة وأساليب التجنيد السياسي؟.

كذلك فقد زعموا أن قصر نطاق العلم مقدما على المؤسسات بذاتها في دول معينة يضيق نطاق المقارنة بل ويحد من إمكانية التفسير، فمثلا قد يكون الحزب في دولة ما متغيرا مستقلا، وفي أخرى متغيرا تابع.

على أن هناك فريقا آخر يحذر من توسيع نطاق السياسة المقارنة لحد شموله علم السياسة ذاته، ويطالب بوضع حدود لعلم السياسة المقارنة. وهذا الانقسام يتحصل بموقفين:

الأول: أنه لا يجوز التوسع في فهم محتوى السياسة المقارنة إلى الحد الذي تختفي معه الفواصل بينهما وبين علم السياسة، ثم بينهما وبين فروعه الأخرى كالعلاقات الدولية والنظرية السياسية.

الثاني: وجوب التوسع في محتوى السياسة المقارنة بوصفها تحليلا مقارنا للنظم السياسية وذلك بزيادة كم ونوعية النظم السياسية الرئيسية والفرعية موضع الدراسة توخيا لفهم أعمق وأشمل للمؤسسات السياسية وأنماط التفاعل السياسي في مختلف الدول.

ج- تطور السياسة المقارنة

أن التحليل المقارن لنظم الحكم قد زامل رحلة الفكر السياسي منذ مطلعها.

على أنه يمكن عموما التمييز بين مرحلتين في تطور الدراسة السياسة المقارنة: مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية وأخرى لاحقه لها.


المرحلة الأولى: يعتبر أرسطو، الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد، أبو المنهجية السياسية المقارنة، إذ استخدم الأسلوب المقارن في دراسة أشكال وأساليب الحكم.

وسلك بهذا الخصوص منهاجيه مقارنة تحصلت خطوطها العريضة في تحديد المشكلة ( مصادر الاستقرار وعدم الاستقرار )، جمع معلومات عن 158 دستورا من دساتير دول المدينة، تصنيف المعلومات بمعنى تصنيف الدساتير وفقا لعدة محكات أهمها عدد الحكام، وطريقة الحكم والبقاء الطبقي، وأخيرا تحديد أي أنماط الحكم أكثر أو أقل استقرارا وتفسير ذلك.

وذكر أرسطو أن النظام السياسي المستقر هو الذي يتركز على حكم الطبقة الوسطى التي تجمع بين الكثرة العددية نسبيا، والتوسط في المستوى الاقتصادي والقدر المعقول من التعليم والثقافة.

كذلك قارن بوليبياس الذي عاش بعد أرسطو بقرن ونص تقريبا بين امبرطورية الفرس وممالك اسبرطة ومقدونيا وبين الجمهورية الرومانية وهو بسبيل البحث عن أكمل الدساتير.

وفي عصر النهضة، نجد مكافيللي يستخدم تقريبا نفس المنهاجية الأرسطو طاليسيةوخلال القرن السادس عشر، درس المفكر الفرنسي جان بودان حكومات الدول الأوروبية وعقدمقارنات بينها تناولت خصائصها ومظاهر القوة فيها.

وفي القرن التاسع عشر، انحرف التحليل المقارن عن الأسلوب الذي اتبعه العلماء السابقين، فقد اهتمت الدراسات المقارنة بتفسير التطورات السياسية في ضوء الأفكار الخاصة بالتقدم المستمر، والسمو العرقي والتفاؤل الديمقراطي.

وبنهاية القرن المذكور، اتخذت دراسات نظم الحكم طابعا نظريا وقانونيا لا علاقة له بالواقع الفعلي لهذه النظم، فقت اتجهت بعض الدراسات إلى تمجيد أو نقد المذاهب الديمقراطية والارستقراطية والاشتراكية والفوضوية دون اهتمام بالنظم التي تتبنى هذه المذاهب.

وبعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت الدراسات المقارنة أكثر تعقيدا.

ويلاحظ أن ظهور النظم الشمولية بعد الحرب وجه الأنظار إلى دراسة النظم السوفيتية والفاشية والنازية من حيث خصائصها ومدى تعارضها مع النموذج الديمقراطي الغربي.

وفي هذه الفترة، ظهرت بعض الكتابات السياسية المقارنة، من ذلك: هيرمان فاينر: الحكومة الحديثة بين النظرية والتطبيق 1932، كارل فردريك: الحكم الدستوري والسياسة 1937، ادوارد سايت: المؤسسات السياسية 1938، إلا أن هذه المؤلفات اقتصرت على النظم السياسة الغربية، وظلت ملخصة للنهج القانوني – الشكلي إلى حد كبير. على أية حال، يمكن تحديد الخصائص العامة للدراسة المقارنة لنظم الحكم قبل الحرب العالمية الثانية في النقاط التالية:

1- سيادة الطابع الغربي: فالنظم السياسية الغربية بالذات كانت محط البحث المقارن.

2- غلبة الطابع القانوني – الشكلي: ذلك أن الدراسة ركزت على المؤسسات الحكومية، أيعلى السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية في النظم موضع المقارنة من منظور دستوري دون اهتمام يذكر بالمؤسسات غير الحكومية كالأحزاب والجماعات الضاغطة.

3- الاتجاه نحو الوصف وليس التحليل: فالدراسة بوجه عام لم تكن تتجاوز الوصف إلى التفسير.

4- غلبة الاتجاه المحافظ: نزعت السياسة المقارنة إلى الاهتمام بما هو ثابت وغير متغير في نظم الحكم، أي وصف التطور الذي مرت فيه المؤسسات السياسية وانتهى فيها إلى وضعها الحاضر.

5- غياب الاهتمامات النظرية: إذ لم يهتم دارسوا السياسة المقارنة ببناء نظرية امبيريقية لنظم الحكم، ولم يعرف عن أحدهم أنه حاول صياغة فروض أو تعميمات تقبل الاختبار.

6- الجمود المنهجي: فقد تميز مجال السياسة المقارنة بقصور منهجي شديد.

هذه الحالة يمكن فهمها في أمرين:

الأول: أن السياسة ذاتها لم تكن تعتبر آنذاك علما تجريبيا وإنما علما انطباعيا.

ثانيا: إن الدراسة الوصفية والقانونية لمؤسسات الحكم لم تكن تتطلب تكنيكات بحثية معقدة.

تلك هي السمات التي ميزت ميدان السياسة المقارنة قبل الحرب العالمية الثانية.

المرحلة الثانية:

خلال هذه المرحلة شهد ميدان السياسة المقارنة تطورا هائلا استحق أن ينعت بالثورة أو الانفجار كما ذهبت إلى ذلك مجلة السياسة المقارنة في أول عدد لها صدر عام 1968م.

ففي عام 1925 كان معدل مقررات السياسة المقارنة إلى جملة المقررات السياسية في مرحلة البكالوريوس هو 1 : 10 أصبح 1 : 5 في عام 1945، 1 : 3 في عام 1965.

رافق ذلك احتجاج على المنهج التقليدي في تناول نظم الحكم وهو احتجاج تعود جذوره إلى العشرينات والثلاثينات من هذا القرن حيث نجد في الكتابات الرائدة لكل من جورج كاتلن، تشارلز ميريام، هارولد لاسوبل تحذيرا من الدراسة المؤسسية – القانونية ودعوة إلى التحليل المقارن لعلاقات القوة والسلطة.

ما هي العوامل التي أدت إلى هذا التطور وما هي مظاهرة؟

للأجابة على الشق الأول من السؤال، يمكن أن نشير إلى عاملين أساسيين:

1- نالت دول كثيرة استقلالها السياسي وتزايدت أهميتها على المسرح الدولي بحيث لم يعد ممكنناتجاهلها في الدراسات السياسية.

2- تعرض علم السياسة ذاته لثورة منهجية كان من شأنها أضعاف شوكة المناهج والأدوات التقليدية وتبني مناهج وأدوات جديدة، هذه الثورة أملتها جملة اعتبارات:

الاعتبار الأول: يتعلق بالحركة السلوكية التي أثرت بشكل واضح في العلوم الاجتماعية ومن ضمنها علم السياسة.

الاعتبار الثاني: يتعلق بانفتاح علم السياسة بفروعه المختلفة على العلوم الأخرى كما يظهر في استخدام النماذج الاقتصادية والأساليب الانثروبولوجية للتعرف على علاقات القوة والسلطة غير الرسمية، فضلا عن اقترابات البحث السوسيولوجي كالتحليل البنائي الوظيفي والتحليل الطبقي والنخبوي.

الاعتبار الثالث: بظهور دراسة المناطق التي تنهض على تعاون أكثر من علم إجتماعي في سبيل التحليل الرصين الجاد لأوضاع منطقة بعينها.

أما الإجابة على الشق الثاني من السؤال:

1- يفضل اسهامات دافيد ايستون وجابرئيل الموند، أصبح مفهوم النظام وحدة مكروكزمية للتحليل المقارن.

2- بفضل جهود الموند ولوشيان باي وفريد رجز وليونارد بايندر ودانكورات روستو ودافيد ابتر وغيرهم، باتت قضايا التنمية والتغير السياسي تدخل ضمن الاهتمامات الرئيسية لعلم السياسة المقارنة، وأصبحت أدبيات هذا العلم حافلة بكلمات التحديث والتنمية والتغير والاصلاح والثورة والصراع والعنف.

3- استخدام المنهجيات المقارنة في دراسات المشكلات والسياسات الحكومية في دولتين أو أكثر: السلوك التصويتي، أسلوب الاختيار والتعيين في الجهاز الإداري، سياسة الرعاية الاجتماعية، صنع السياسة الخارجية، السياسة الاقتصادية، وضع المؤسسات العسكرية.

4- بروز مفاهيم جديدة أثرت بالتحليل السياسي المقارن.

5- تعدد وتنويع المناهج والأطر النظرية وأدوات جمع المعلومات المستخدمة في الدراسات السياسية المقارنة.


‌أ معنى وقواعد ومستويات وأهداف الدراسة المقارنة.

يقصد بالمقارنة إبراز وتفسير أوجه الشبة والاختلافات بين المتغيرات موضع الدراسة.

فإن التحليل السياسي المقارن يعني بأظهار وتعليق الفروق وأوجه التشابه بين مختلف المؤسسات السياسية وأنماط السلوك السياسي.

تخضع لمجموعة من القواعد:

1- لا موضع للمقارنة بين أشياء متماثلة تماما أو متميزة تماما.

2- لا يصح إجراء مقارنات مصطنعه تعتمد على تشويه للظواهر أو الحالات محل المقارنة.

3- ضرورة خضوع الظواهر موضع المقارنة لمناهج بحث واحد توخيا للدقة العلمية في إظهار جوانب الاتفاق والاختلاف.

وتتخذ المقارنة أكثر من شكل أو مستوى:

1- مقارنة واحدة أو الظاهرة في مرحلتين تاريخيتين مختلفتين في تطورها التاريخي في مجتمع معين: دراسة النظام السياسي المصري أو إحدى مؤسساته أو السلوك التصويتي أو نمط القيادة أو السياسات العامة قبل وبعد الثورة 1952 أو عهد عبد الناصر وعهد السادات.

2- مقارنة المظاهر أو وحدة عبر المكان، أي في دولتين أو أكثر: الدراسة المقارنة للنظام السياسي ككل أو لأحد عناصره أو العلاقة بين متغيرين (التعليم والمشاركة السياسية) أو ظاهرة الثورة أو المعارضة السياسية في أكثر من دولة.

وينبغي الإشارة إلى أن القيام ببحوث مقارنة حول ظاهرة أو أكثر في مجتمعات عديدة أمر ضروري لبناء، كما يقول جبرائيل الموند، نظرية احتمالية للنظام السياسي أي الوصول إلى تعميمات أكثر صدقا.

هذه المنهجية المقارنة تمثل بديلا عن التجريب المعملي، فعن طريقها يستطيع الباحث الاجتماعي ضبط المتغيرات على نحو غير مباشر من حيث يستحيل عليه الضبط المباشر الذي يتيحه التجريب المعملي للباحث الكيميائي أو للفيزيائي.

لقد أدرك ضرورة أجراء دراسات مقارنة ماكس فيبر لبيان العلاقة السببية بين الأخلاق البروتستانتيةوبين ظهور الرأسمالية.

ويرمي التحليل المقارن إلى تحقيق أغراض عديدة أهمها:

1- إثراء المعارف النظرية والواقعية بأنظمة الحكم والسياسة في العالم الذي نعيش فيه.

2- تقييم الخبرات والمؤسسات والتفاعلات وأنماط السلوك السياسي.

3- التنبؤ بالأحداث والاتجاهات والنتائج.

4- تحديد أي أنظمة الحكم أكثر كفاءة، وطرح حلول أفضل لعديد من المشكلات السياسية، فالدراسات الراهنة عن النظم السياسية في دول العالم الثالث تدفع إليها، جزئيا، رغبة في معرفة أكثر صيغ الحكم ملائمة وقدرة على النهوض بهذه الدول.

و- مشاكل الدراسة المقارنة:

يواجه التحليل المقارن للنظم السياسية عددا من المشكلات ومن أبرزها:

1- عدم دقة المصطلحات.

2- مشكلة تحديد المتغيرات أو العناصر الأولى بالبحث المقارن:

أ- الموند وباول: البنية والثقافة السياسية، التعبير عن المصالح تجميع المصالح، الأبنية والوظائف الحكومية، الاتصال، قدرات النظام، أنماط السياسة، والتنمية السياسية.

ب- روي مكريدس: صنع القرار، القوة، الأيديولجية.

ج- بلوندل: الأبنية، السلوك، القانون.

د- ميركل: التنشئة والمشاركة والتجنيد السياسي، الثقافات السياسية، المركز والحواف.

هـ- كيرتس: المجتمع والدولة، تصنيف النظم السياسية، التمثيل والتصويت.

و- ايكشتين وابتر: الحكم التمثيلي والدستوري، النظم الانتخابية، جماعات الضغط، الأحزاب.

د- استخدام أحد المناهج (منهج النظم، أو المنهج البنائي الوظيفي أو منهج الاتصال أو منهج الصفوة، أو التحليل الطبقي أو التحليل النفسي)

3- مشكلة تحديد وحدة المقارنة، فالبعض يرى أن النظام السياسي ككل أكثر الوحدات السياسيةملائمة للتحليل المقارن، وهناك من يركز على الحكومة ويرها الآخرون في الدولة.

4- كيفية معالجة الظاهرة السياسية: هنا يمكن أن تخضع الظواهر السياسية للبحث المقارن بوصفها غايات، أي نتيجة عوامل يندر أن تكون من طبيعة سياسية.

5- بناء المؤشرات: لقد مر بنا أنه قلما يتفق الدارسون على مجموعة مؤشرات تدل بوضوح ودقة على الظاهرة السياسية قيد البحث المقارن ونضيف أن المؤشرات الخاصة بمتغير أو ظاهرة ما ربما كانت دالة بالنسبة لمجتمع وغير ذلك بالنسبة لمجتمع آخر.

6- مدى وفرة المعلومات، فأحيانا قد لا يجد الباحث الحقائق أو المعلومات التي تسمح له بالمقارنة.

_________________


https://mgnon.cinebb.com/t2243-topic









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 19:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوبوess مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أريد بحث حول نظرية دافيد إيستون
تحليل النظام السياسي عند دافيد ايستون




محمد نويري
الحوار المتمدن - العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع




يعتبر دافيد ايستون David Easton من ابرز المفكرين السياسيين المعاصرين الذين ساهموا بشكل واسع في مجال تحليل الظواهر السياسية , و كذلك من أهم الأكاديميين المتخصصين في تحليل النظم السياسية , حيث وضع النموذج التحليلي المعروف باسم نموذج "المدخلات و المخرجات" Inputs and Outputs بنظرة وظيفية .

يبني دافيد ايستون نظريته في النظم السياسية على أساس أن الظاهرة السياسية هي عبارة عن مجموعة من العلاقات المتداخلة و العناصر المتفاعلة , و التي تتكون أساسا من نظام System و محيط Environment

و هذه الصورة توضح تحليل النظام السياسي عند ايستون
https://upload.traidnt.net/upfiles/I0P40164.jpg


كما هو موضح في الصورة فإن النظام السياسي ينبني على أساس المدخلات و المخرجات , فما هو مدلول كل منهما ؟

بالنسبة للمدخلات Inputs فتتكون عند ايستون (انظر الصورة) من عنصرين أساسيين و هما :

1- : المطالب و الحاجات الصادرة عن المجتمع (المجتمع المدني , استطلاعات الرأي العام , وسائل الاعلام ) و التي يجب أن يعبر عنها في شكل تظاهرات سياسية عقلانية و منظمة .

2- : دعم و مساندة النظام النظام السياسي , و الايمان بقواعد اللعبة السياسية

اما بخصوص المخرجات Outputs فهي عبارة عن رد فعل المؤسسات السياسية الحاكمة على الطلبات و المطالب الصادرة عن المجتمع , و ذلك عن طريق تغذية استرجاعية FeedBack .

و يكون رد فعل النظام السياسي إما إيجابيا أو سلبيا :

فيصير ايجابيا عندما يتخذ النظام السياسي تدابير سياسية إيجابية , تتمثل في قبول و تحقيق مطالب المحيط , و من تم ترجمتها في شكل سياسات عامة .

و يتخذ رد الفعل طريقا سلبيا عندما تقابل مطالب المحيط بالرفض و التدابير الزجرية و القمعية .

و بالتالي فإن النظام السياسي إذا اتخذ اجراءات ايجابية بالنسبة لايستون فإنه يحقق لنفسه توازنا يمنحه طابع الديمقراطية .

أما اذا قوبلت مطالب المحيط بالرفض فإن هذا النظام السياسي نظام غير متوازن , و بالتالي غير ديمقرطي .


https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=191454









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 19:58   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوبوess مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أريد بحث حول نظرية دافيد إيستون

الصفحة 1
ديفيد ايستون نظرية السياسية النظام السياسي : والتحقيق في الدولة في العلوم السياسية. ديفيد ايستون. (نيو يورك : ألفريد أ ، 1953). PP. الثالث عشر ، 320 ، العاشر 5.95 دولار. إطارا للتحليل السياسي بقلم ديفيد ايستون. (إنجلوود المنحدرات ، ونيو جيرسي : برنتس هول ، وشركة ، 1965). PP. السادس عشر ، 143. 7،50 $. تحليل نظم الحياة السياسية بقلم ديفيد ايستون. (جديد نيويورك : جون وايلي وأولاده المحدودة ، 1965). PP. السادس عشر ، 507. 9.95 دولار. A ن تقييم ديفيد ايستون ' مساهمة في العلوم السياسية يجب أن تتصالح مع التقييم الذاتي والتي تبرز في كتاباته الخاصة. إذا اعتبرنا ما تقول إيستون ، أولا ، عن العلاقة بين الحركة السلوكية في وقت سابق للعلوم السياسية ، و ثانيا ، حول مكانة له بين نهج النظم المزمع النهج havioral عموما ، ويقود نحن إلى استنتاج مفاده أن له نظرية النظم هو تحقيق الشاهقة من جهد ، والآن ما يقرب من 2500 سنة ، من أجل وضع الفلسفية أو العلمية فهم الحياة السياسية. بينما أعطي الكلمة هذا التقييم عالية في السؤال ، يا تقدير إيستون ' ق العمل بأي حال من الأحوال كليا غير مواتية. نظريته في النظام السياسي ، وضعت في كبيرة بالتفصيل على مدى عقدين من الزمن ، وتقف على النحو الأكثر فرض الهيكل النظري لم تخرج بعد من الحركة السلوكية في العلوم السياسية. وقد تحدث أي تنظيريا الأخرى السلوكية لذلك مجموعة واسعة من القضايا ، سواء المنهجية والنظرية. أنا تنوي المعرض ، إلا أن هناك صعوبات جوهرية في إيستون ' ق المنهجية والنظرية التي تنتقص ادعائه تقدمت بحزم وراء الفلسفة السياسية التقليدية. أنا فمن الممكن ، على أساس إيستون ' نشرت كتابات ، ل تمييز ثلاث مراحل في تطور فكره. أول مرحلة تمتد من أواخر 1940 ' ق إلى حوالي 1953 ، عندما والسياسية وبدا النظام. في هذه المرحلة التحضيرية ، ونجح في elabo - التصويت على نظرة شاملة لطبيعة العلوم السياسية و النظرية السياسية. انه يضع الاساس المنهجي لل البناء ، في العقد التالي ، من إطار مفاهيمي للتحليل السياسي. المرحلة الثانية في تطوره ، و
الصفحة 2
ديفيد ايستون ' S النظرية السياسية 185 مرحلة البناء ، يتوج في المنشور ، في عام 1965 ، اثنين من الأعمال النظرية الرئيسية : إطار للتحليل السياسي و وتحليل النظم من الحياة السياسية. ولما كان قد وعد لا يزال تجريبيا عمل آخر على المنحى النظرية السياسية ، كرس إلى الأشكال الهيكلية من الحياة السياسية ، لا بد للمرء أن يفترض أنه وسوف تستمر في وضع موقفه النظري. ومع ذلك ، هناك دلائل تشير إلى أن تفكيره ، قد قبل في أواخر عام 1960 ، قد دخلت مرحلة جديدة من إعادة تقييم واحد. كما خدم إيستون الرئيس المنتخب وبعد ذلك رئيسا للجنة المسائل السياسية الاميركية الجمعية العلمية خلال وقت قيادة المنشأة للجمعية ، وكذلك التحقيق السلوكية نفسها ، وجاءت تحت الثقيلة للهجوم من علماء السياسية مع الناشط الراديكالي أو COM - mitments. في خطابه الرئاسي لعام 1969 ، بعنوان " و ثورة جديدة في العلوم السياسية ، " 1 ينادي بعض كبيرة تعديلات في الاتجاه الذي اتخذ العلوم السياسية تحت تأثير حركة سلوكية. ومن المثير للاهتمام ، إعادة تقييم هذا يؤدي به الى التأكيد على بعض المواضيع التي كانت ظهرت في البداية في كتاباته ولكن قد ضعفت بعد ان تحولت لبناء نظرية عامة. ألف التحضير. النظام السياسي لا تزال تقف ايستون ' ق العمل الأساسي في منهجية العلوم السياسية. إذا نظرنا إلى الوراء على هذا العمل في منتصف 1960 ' ق ، وقال انه وصف على أنها وحدة التخزين الأولية لرباعية على نظرية تجريبية ، و ومن المفهوم أفضل نظام سياسي ، ولكن في ضوء بحثه في عام 1940 في وقت متأخر من ل ' ق وأوائل 1950 ' ق عن حلول لكبرى مشكلات منهجية. فمن الممكن أن تتبع تطور من إيستون ' ق منهجية التفكير من خلال النظر والسياسية جنبا إلى جنب مع نظام مقالاته الكبرى في السنوات السابقة لعام 1953. في مقالات عن باجهوت "وLasswell ،' يبدو انه حاسم في الطريق تعاملت مع العلماء الاجتماعية الأخرى بالنسبة للقضايا الكبرى ، metho dology. في مقالتين لاحقة ، " تراجع الحديث بو نظرية litical "" و "مشاكل في أسلوب السياسية الأمريكية ل مراجعة العلوم السياسية الأمريكية ، المجلد. LXIII ، العدد 4 (ديسمبر ، 1969) ، ص 1051-1061. 2 " والتر باجيت الواقعية والليبرالية ، " مراجعة العلوم السياسية الأمريكية ، المجلد. XLIII ، العدد 1 (فبراير 1949) ، ص 17-37. 3 " هارولد Lasswell ، عالم السياسة العامة لل a ديمقراطية المجتمع ، " مجلة السياسة ، المجلد. 12 ، رقم 3 (أغسطس ، 1950) ، ص 450-477. 4 مجلة السياسة ، المجلد 13 ، العدد 1 (فبراير 1951) ، ص 36-58.

https://www.mmisi.org/pr/01_01/miller.pdf









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 20:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوبوess مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أريد بحث حول نظرية دافيد إيستون
https://www.ao-academy.org/docs/qanoo...ry26012011.doc









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-24, 19:16   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
elbouri
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام يانصير المغبنين رحم الله كل امة محمد الامين آمين يارب العالمين
اخي انا السنة أولى علوم إجتماعية واريد بطاقة تقنية حول النظريةالوضعية جعل الله تعبك في ميزان حسناتك انت والغالي عليك آمين










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-27, 17:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elbouri مشاهدة المشاركة
السلام يانصير المغبنين رحم الله كل امة محمد الامين آمين يارب العالمين
اخي انا السنة أولى علوم إجتماعية واريد بطاقة تقنية حول النظريةالوضعية جعل الله تعبك في ميزان حسناتك انت والغالي عليك آمين
https://www.ingdz.com/vb/archive/index.php/t-48408.html









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-27, 17:09   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elbouri مشاهدة المشاركة
السلام يانصير المغبنين رحم الله كل امة محمد الامين آمين يارب العالمين
اخي انا السنة أولى علوم إجتماعية واريد بطاقة تقنية حول النظريةالوضعية جعل الله تعبك في ميزان حسناتك انت والغالي عليك آمين

تعتبرُ التفاعلية الرمزية واحدةٌ من المحاور الأساسيةِ التي تعتمدُ عليها النظرية الاجتماعية، في تحليل الأنساق الاجتماعية.
وهي تبدأ بمستوى الوحدات الصغرى (MICRO)، منطلقةً منها لفهم الوحدات الكبرى، بمعنى أنها تبدأُ بالأفراد وسلوكهم كمدخل لفهم النسق الاجتماعي. فأفعالُ الأفراد تصبح ثابتةً لتشكل بنية من الأدوار؛ ويمكن النظر إلى هذه الأدوار من حيث توقعات البشر بعضهم تجاه بعض من حيث المعاني والرموز. وهنا يصبح التركيز إما على بُنى الأدوار والأنساق الاجتماعية، أو على سلوك الدور والفعل الاجتماعي.
ومع أنها تَرى البُنى الاجتماعية ضمناً، باعتبارها بنىً للأدوار بنفس طريقة بارسونز Parsons ، إلا أنها لا تُشغل نفسها بالتحليل على مستوى الأنساق، بقدر اهتمامها بالتفاعل الرمزي المتشكِّل عبر اللغة، والمعاني، والصورِ الذهنيةِ، استناداً إلى حقيقةٍ مهمةٍ، هي أن على الفرد أن يستوعب أدوارَ الآخرين.

إن أصحابَ النظريةِ التفاعلية يبدَءُون بدراستهم للنظام التعليمي من الفصل الدراسي (مكانَ حدوثِ الفعلِ الاجتماعي). فالعلاقةُ في الفصل الدراسي والتلاميذِ والمعلم، هي علاقةٌ حاسمةٌ؛ لأنه يمكن التفاوضُ حول الحقيقة داخل الصفّ، إذ يُدرك التلاميذ حقيقةَ كونهم ماهرين أو أغبياءَ أو كسالى. وفي ضوء هذه المقولات يتفاعل التلاميذ والمدرسون بعضهم مع بعض، حيث يحققون في النهاية نجاحاً أو فشلاً تعليمياً.

أشهرُ ممثلي النظريةِ التفاعليةِ الرمزية:

1) جورج هربرت ميد George H. Mead (1863-1931):
استطاع جورج ميد في محاضراته التي كان يُلقيها في جامعة شيكاغو، على طولِ الفترة من (1894-1931) أن يُبلور على نَحوٍ متقن، الأفكار الأساسية لهذه النظرية. وقد جَمعَ له تلاميذُه كتاباً بعد وفاته، يحتوي على معظم أفكاره التي كانوا يدوّنوها في محاضراته، تحتَ عنوان: (Mind, Self and Society, 1934).

ويبدأ ميد بتحليل عمليةِ الاتصال، وتصنيفها إلى صنفين: الاتصالُ الرّمزي، والاتصال غير الرمزي. فبالنسبة للاتصال الرمزي فإنه يؤكّد بوضوحٍ على استخدام الأفكار والمفاهيم، وبذلك تكون اللغةُ ذاتَ أهميةٍ بالنسبة لعملية الاتصال بين الناس في المواقفِ المختلفة، وعليه فإن النظام الاجتماعي هو نتاجُ الأفعال التي يصنعُها أفراد المجتمع، ويُشير ذلك إلى أن المعنى ليس مفروضاً عليهم، وإنما هو موضوعٌ خاضع للتفاوض والتداولِ بين الأفراد.

2) هربرت بلومر H. Blumer (1900-1986):
وهو يتفق مع جورج ميد في أن التفاعل الرمزيَّ هو السمةُ المميزةُ للتفاعل البشري، وأن تلك السمةَ الخاصةَ تنطوي على ترجمةِ رموزِ وأحداثِ الأفراد وأفعالهم المتبادلة. وقد أوجَزَ فرضياتِه في النقاطِ التالية:

• إن البشرَ يتصرفون حيالَ الأشياءِ على أساسِ ما تعنيهِ تلك الأشياءُ بالنسبة إليهم.
• هذه المعاني هي نتاجٌ للتفاعل الاجتماعي الإنساني.
• هذه المعاني تحوَّرُ وتعدّل، ويتم تداولُها عبر عملياتِ تأويلٍ يستخدمُها كلُّ فردٍ في تعامله مع الإشاراتِ التي يواجهُها.

3) إرفنج جوفمان ErvingGoffman (1922-1982):

وقد وجَّهَ اهتمامَهُ لتطوير مدخلِ التفاعلية الرمزية لتحليلِ الأنساق الاجتماعية، مؤكداً على أن التفاعلَ – وخاصةً النمطَ المعياريَّ والأخلاقيَّ- ما هو إلا الانطباع الذهنيُّ الإرادي الذي يتم في نطاق المواجهة، كما أن المعلوماتِ تسهم في تعريف الموقف، وتوضيحِ توقعات الدَور.

4) كما أن هناك عدداً كبيراً من العلماء الذين لم تُناقَش أعمالُهم بشكلٍ واسع، مع أنهم من أعلامِ ومؤسسي النظرية التفاعلية الرمزية. ومنهم:
• روبرت بارك Robert Park، (1864-1944). ووليم إسحاق توماس W. I. Thomas، (1863-1947). وهما من مؤسسي النظرية.
• مانفرد كون ManferdKuhn، (1911-1963). وهو عالم اجتماع أمريكي، ومن رواد مدرسة (آيوا) للتفاعلية الرمزية.
• وكذلك كل من ميلتزر Meltzer، وهيرمان Herman، وجلاسر Glaser، وستراوس Sturauss، وغيرِهم.

مصطلحاتُ النظريّة:

1. التفاعل Interaction: وهو سلسةٌ متبادلةٌ ومستمرةٌ من الاتصالات بين فرد وفرد، أو فرد مع جماعة، أو جماعةٍ مع جماعة.
2. المرونة Flexibility: ويقصد بها استطاعةُ الإنسان أن يتصرفَ في مجموعةِ ظروفٍ بطريقة واحدة في وقت واحد، وبطريقةٍ مختلفة في وقتٍ آخرَ، وبطريقةٍ متباينة في فرصةٍ ثالثة.
3. الرموز Symbols: وهي مجموعةٌ من الإشارات المصطَنعة، يستخدمها الناسُ فيما بينهم لتسهيل عمليةِ التواصل، وهي سمة خاصة في الإنسان. وتشملُ عند جورج ميد اللغةَ، وعند بلومر المعاني، وعند جوفمان الانطباعاتِ والصور الذهنية.
4. الوعيُ الذاتي Self- Consciousness: وهو مقدرةُ الإنسان على تمثّل الدور، فالتوقعات التي تكُون لدى الآخرين عن سلوكنا في ظروف معينة، هي بمثابة نصوصٍ يجب أن نَعيها حتى نُمثلَها، على حدّ تعبير جوفمان.
النظريات الحديثة في علم الاجتماع التربويالتفاعلية الرمزية والنظرية المعرفية



تعتبرُ التفاعلية الرمزية واحدةٌ من المحاور الأساسيةِ التي تعتمدُ عليها النظرية الاجتماعية، في تحليل الأنساق الاجتماعية.
وهي تبدأ بمستوى الوحدات الصغرى (MICRO)، منطلقةً منها لفهم الوحدات الكبرى، بمعنى أنها تبدأُ بالأفراد وسلوكهم كمدخل لفهم النسق الاجتماعي. فأفعالُ الأفراد تصبح ثابتةً لتشكل بنية من الأدوار؛ ويمكن النظر إلى هذه الأدوار من حيث توقعات البشر بعضهم تجاه بعض من حيث المعاني والرموز. وهنا يصبح التركيز إما على بُنى الأدوار والأنساق الاجتماعية، أو على سلوك الدور والفعل الاجتماعي.
ومع أنها تَرى البُنى الاجتماعية ضمناً، باعتبارها بنىً للأدوار بنفس طريقة بارسونز Parsons ، إلا أنها لا تُشغل نفسها بالتحليل على مستوى الأنساق، بقدر اهتمامها بالتفاعل الرمزي المتشكِّل عبر اللغة، والمعاني، والصورِ الذهنيةِ، استناداً إلى حقيقةٍ مهمةٍ، هي أن على الفرد أن يستوعب أدوارَ الآخرين.

إن أصحابَ النظريةِ التفاعلية يبدَءُون بدراستهم للنظام التعليمي من الفصل الدراسي (مكانَ حدوثِ الفعلِ الاجتماعي). فالعلاقةُ في الفصل الدراسي والتلاميذِ والمعلم، هي علاقةٌ حاسمةٌ؛ لأنه يمكن التفاوضُ حول الحقيقة داخل الصفّ، إذ يُدرك التلاميذ حقيقةَ كونهم ماهرين أو أغبياءَ أو كسالى. وفي ضوء هذه المقولات يتفاعل التلاميذ والمدرسون بعضهم مع بعض، حيث يحققون في النهاية نجاحاً أو فشلاً تعليمياً.

أشهرُ ممثلي النظريةِ التفاعليةِ الرمزية:

1) جورج هربرت ميد George H. Mead (1863-1931):
استطاع جورج ميد في محاضراته التي كان يُلقيها في جامعة شيكاغو، على طولِ الفترة من (1894-1931) أن يُبلور على نَحوٍ متقن، الأفكار الأساسية لهذه النظرية. وقد جَمعَ له تلاميذُه كتاباً بعد وفاته، يحتوي على معظم أفكاره التي كانوا يدوّنوها في محاضراته، تحتَ عنوان: (Mind, Self and Society, 1934).

ويبدأ ميد بتحليل عمليةِ الاتصال، وتصنيفها إلى صنفين: الاتصالُ الرّمزي، والاتصال غير الرمزي. فبالنسبة للاتصال الرمزي فإنه يؤكّد بوضوحٍ على استخدام الأفكار والمفاهيم، وبذلك تكون اللغةُ ذاتَ أهميةٍ بالنسبة لعملية الاتصال بين الناس في المواقفِ المختلفة، وعليه فإن النظام الاجتماعي هو نتاجُ الأفعال التي يصنعُها أفراد المجتمع، ويُشير ذلك إلى أن المعنى ليس مفروضاً عليهم، وإنما هو موضوعٌ خاضع للتفاوض والتداولِ بين الأفراد.

2) هربرت بلومر H. Blumer (1900-1986):
وهو يتفق مع جورج ميد في أن التفاعل الرمزيَّ هو السمةُ المميزةُ للتفاعل البشري، وأن تلك السمةَ الخاصةَ تنطوي على ترجمةِ رموزِ وأحداثِ الأفراد وأفعالهم المتبادلة. وقد أوجَزَ فرضياتِه في النقاطِ التالية:

• إن البشرَ يتصرفون حيالَ الأشياءِ على أساسِ ما تعنيهِ تلك الأشياءُ بالنسبة إليهم.
• هذه المعاني هي نتاجٌ للتفاعل الاجتماعي الإنساني.
• هذه المعاني تحوَّرُ وتعدّل، ويتم تداولُها عبر عملياتِ تأويلٍ يستخدمُها كلُّ فردٍ في تعامله مع الإشاراتِ التي يواجهُها.

3) إرفنج جوفمان ErvingGoffman (1922-1982):

وقد وجَّهَ اهتمامَهُ لتطوير مدخلِ التفاعلية الرمزية لتحليلِ الأنساق الاجتماعية، مؤكداً على أن التفاعلَ – وخاصةً النمطَ المعياريَّ والأخلاقيَّ- ما هو إلا الانطباع الذهنيُّ الإرادي الذي يتم في نطاق المواجهة، كما أن المعلوماتِ تسهم في تعريف الموقف، وتوضيحِ توقعات الدَور.

4) كما أن هناك عدداً كبيراً من العلماء الذين لم تُناقَش أعمالُهم بشكلٍ واسع، مع أنهم من أعلامِ ومؤسسي النظرية التفاعلية الرمزية. ومنهم:
• روبرت بارك Robert Park، (1864-1944). ووليم إسحاق توماس W. I. Thomas، (1863-1947). وهما من مؤسسي النظرية.
• مانفرد كون ManferdKuhn، (1911-1963). وهو عالم اجتماع أمريكي، ومن رواد مدرسة (آيوا) للتفاعلية الرمزية.
• وكذلك كل من ميلتزر Meltzer، وهيرمان Herman، وجلاسر Glaser، وستراوس Sturauss، وغيرِهم.

مصطلحاتُ النظريّة:

1. التفاعل Interaction: وهو سلسةٌ متبادلةٌ ومستمرةٌ من الاتصالات بين فرد وفرد، أو فرد مع جماعة، أو جماعةٍ مع جماعة.
2. المرونة Flexibility: ويقصد بها استطاعةُ الإنسان أن يتصرفَ في مجموعةِ ظروفٍ بطريقة واحدة في وقت واحد، وبطريقةٍ مختلفة في وقتٍ آخرَ، وبطريقةٍ متباينة في فرصةٍ ثالثة.
3. الرموز Symbols: وهي مجموعةٌ من الإشارات المصطَنعة، يستخدمها الناسُ فيما بينهم لتسهيل عمليةِ التواصل، وهي سمة خاصة في الإنسان. وتشملُ عند جورج ميد اللغةَ، وعند بلومر المعاني، وعند جوفمان الانطباعاتِ والصور الذهنية.
4. الوعيُ الذاتي Self- Consciousness: وهو مقدرةُ الإنسان على تمثّل الدور، فالتوقعات التي تكُون لدى الآخرين عن سلوكنا في ظروف معينة، هي بمثابة نصوصٍ يجب أن نَعيها حتى نُمثلَها، على حدّ تعبير جوفمان.
أولاً: التفاعلية الرمزية Symbolic Interactionalism :

تعتبرُ التفاعلية الرمزية واحدةٌ من المحاور الأساسيةِ التي تعتمدُ عليها النظرية الاجتماعية، في تحليل الأنساق الاجتماعية.
وهي تبدأ بمستوى الوحدات الصغرى (MICRO)، منطلقةً منها لفهم الوحدات الكبرى، بمعنى أنها تبدأُ بالأفراد وسلوكهم كمدخل لفهم النسق الاجتماعي(1). فأفعالُ الأفراد تصبح ثابتةً لتشكل بنية من الأدوار؛ ويمكن النظر إلى هذه الأدوار من حيث توقعات البشر بعضهم تجاه بعض من حيث المعاني والرموز(2). وهنا يصبح التركيز إما على بُنى الأدوار والأنساق الاجتماعية، أو على سلوك الدور والفعل الاجتماعي.
ومع أنها تَرى البُنى الاجتماعية ضمناً، باعتبارها بنىً للأدوار بنفس طريقة بارسونز Parsons ، إلا أنها لا تُشغل نفسها بالتحليل على مستوى الأنساق(3)، بقدر اهتمامها بالتفاعل الرمزي المتشكِّل عبر اللغة، والمعاني، والصورِ الذهنيةِ، استناداً إلى حقيقةٍ مهمةٍ، هي أن على الفرد أن يستوعب أدوارَ الآخرين.
إن أصحابَ النظريةِ التفاعلية يبدَءُون بدراستهم للنظام التعليمي من الفصل الدراسي (مكانَ حدوثِ الفعلِ الاجتماعي). فالعلاقةُ في الفصل الدراسي والتلاميذِ والمعلم، هي علاقةٌ حاسمةٌ؛ لأنه يمكن التفاوضُ حول الحقيقة داخل الصفّ، إذ يُدرك التلاميذ حقيقةَ كونهم ماهرين أو أغبياءَ أو كسالى. وفي ضوء هذه المقولات يتفاعل التلاميذ والمدرسون بعضهم مع بعض، حيث يحققون في النهاية نجاحاً أو فشلاً تعليمياً(4).
أشهرُ ممثلي النظريةِ التفاعليةِ الرمزية:
1) جورج هربرت ميد George H. Mead (1863-1931):
استطاع جورج ميد في محاضراته التي كان يُلقيها في جامعة شيكاغو، على طولِ الفترة من (1894-1931) أن يُبلور على نَحوٍ متقن، الأفكار الأساسية لهذه النظرية(5). وقد جَمعَ له تلاميذُه كتاباً بعد وفاته، يحتوي على معظم أفكاره التي كانوا يدوّنوها في محاضراته، تحتَ عنوان: (Mind, Self and Society, 1934).
ويبدأ ميد بتحليل عمليةِ الاتصال، وتصنيفها إلى صنفين: الاتصالُ الرّمزي، والاتصال غير الرمزي. فبالنسبة للاتصال الرمزي فإنه يؤكّد بوضوحٍ على استخدام الأفكار والمفاهيم، وبذلك تكون اللغةُ ذاتَ أهميةٍ بالنسبة لعملية الاتصال بين الناس في المواقفِ المختلفة، وعليه فإن النظام الاجتماعي هو نتاجُ الأفعال التي يصنعُها أفراد المجتمع، ويُشير ذلك إلى أن المعنى ليس مفروضاً عليهم، وإنما هو موضوعٌ خاضع للتفاوض والتداولِ بين الأفراد(6).
2) هربرت بلومر H. Blumer (1900-1986):
وهو يتفق مع جورج ميد في أن التفاعل الرمزيَّ هو السمةُ المميزةُ للتفاعل البشري، وأن تلك السمةَ الخاصةَ تنطوي على ترجمةِ رموزِ وأحداثِ الأفراد وأفعالهم المتبادلة. وقد أوجَزَ فرضياتِه في النقاطِ التالية(7):
• إن البشرَ يتصرفون حيالَ الأشياءِ على أساسِ ما تعنيهِ تلك الأشياءُ بالنسبة إليهم.
• هذه المعاني هي نتاجٌ للتفاعل الاجتماعي الإنساني.
• هذه المعاني تحوَّرُ وتعدّل، ويتم تداولُها عبر عملياتِ تأويلٍ يستخدمُها كلُّ فردٍ في تعامله مع الإشاراتِ التي يواجهُها.
3) إرفنج جوفمان ErvingGoffman (1922-1982):
وقد وجَّهَ اهتمامَهُ لتطوير مدخلِ التفاعلية الرمزية لتحليلِ الأنساق الاجتماعية، مؤكداً على أن التفاعلَ – وخاصةً النمطَ المعياريَّ والأخلاقيَّ- ما هو إلا الانطباع الذهنيُّ الإرادي الذي يتم في نطاق المواجهة، كما أن المعلوماتِ تسهم في تعريف الموقف، وتوضيحِ توقعات الدَور(8).
4) كما أن هناك عدداً كبيراً من العلماء الذين لم تُناقَش أعمالُهم بشكلٍ واسع، مع أنهم من أعلامِ ومؤسسي النظرية التفاعلية الرمزية. ومنهم:
• روبرت بارك Robert Park، (1864-1944). ووليم إسحاق توماس W. I. Thomas، (1863-1947). وهما من مؤسسي النظرية.
• مانفرد كون ManferdKuhn، (1911-1963). وهو عالم اجتماع أمريكي، ومن رواد مدرسة (آيوا) للتفاعلية الرمزية.
• وكذلك كل من ميلتزر Meltzer، وهيرمان Herman، وجلاسر Glaser، وستراوس Sturauss، وغيرِهم.
مصطلحاتُ النظريّة:
1. التفاعل Interaction: وهو سلسةٌ متبادلةٌ ومستمرةٌ من الاتصالات بين فرد وفرد، أو فرد مع جماعة، أو جماعةٍ مع جماعة.
2. المرونة Flexibility: ويقصد بها استطاعةُ الإنسان أن يتصرفَ في مجموعةِ ظروفٍ بطريقة واحدة في وقت واحد، وبطريقةٍ مختلفة في وقتٍ آخرَ، وبطريقةٍ متباينة في فرصةٍ ثالثة.
3. الرموز Symbols: وهي مجموعةٌ من الإشارات المصطَنعة، يستخدمها الناسُ فيما بينهم لتسهيل عمليةِ التواصل، وهي سمة خاصة في الإنسان. وتشملُ عند جورج ميد اللغةَ، وعند بلومر المعاني، وعند جوفمان الانطباعاتِ والصور الذهنية(9).
4. الوعيُ الذاتي Self- Consciousness: وهو مقدرةُ الإنسان على تمثّل الدور، فالتوقعات التي تكُون لدى الآخرين عن سلوكنا في ظروف معينة، هي بمثابة نصوصٍ يجب أن نَعيها حتى نُمثلَها، على حدّ تعبير جوفمان(10).
ثانياً: النظرية المعرفية في علم الاجتماع التربوي:
يُعرّف جورج غورفيتش علمَ اجتماعِ المعرفةِ على أنه: دراسةُ الترابطات التي يمكن قيامُها بين الأنواع المختلفة للمعرفة من جهة، والأطُر الاجتماعية من جهة ثانية(11). فعلم اجتماع المعرفة يركز على الترابطات الوظيفية القائمة بين أنواع وأشكالِ المعرفة، بحدِّ ذاتها، ثم بينها وبين الأطُر الاجتماعية، مما يكشف عن أن عَصَب المعرفة يَكمنُ في وظائفها(12).
أما علمُ اجتماع المعرفة التربوي فيُعرفه يونج M. Young على أنه: المبادئُ التي تقف خلفَ كيفيةِ توزيع المعرفةِ التربوية وتنظيمِها، وكيفيةِ انتقائِها وإعطائِها قيمتَها، ومعرفةِ ثقافة الحسّ العام، وكيف يمكن ربطُها بالمعرفة المقدَّمةِ في المدارس، واعتبارها المدخلَ الحقيقيَّ للتعليم(13).
وبناء على ذلك يهتمُّ علمُ اجتماع التربيةِ المعرفي بالبحث في الثقافات الفرعيّةِ داخلَ المجتمع، وعمليةِ التنشئةِ الاجتماعية، وأثرُ ذلك على قِيَم الطفل واتجاهاتِه، ومستوى تحصيلِه الأكاديمي واللُغوي. ويَهتم أيضاً بالبحث في طبيعة العلاقة المتبادلة بين التعليم والتغيّر الاجتماعي، وتحليلِ المدرسةِ كمؤسسةٍ تربوية، معتمداً في ذلك على استخدام الأسلوبِ السوسيولوجي الدقيق Micro – SociologicalApproach(14).
مصطلحاتُ النظريةِ المعرفية:
1. نُظُم المعرفة: ويُعنى بها أن المعرفة اجتماعية؛ لأن إنتاج المعرفة ليس عملاً فردياً، وإنما هو عمل جماعي.
2. توزيعُ المعرفة: تأخذ المعرفةُ أشكالاً هرميةً تبعاً لتدرجها في القيمة؛ لأن تميُّزَ بعض المعارف عن بعضها الآخر شرطٌ ضروريٌ لبعض الجماعات، وذلك لكي يكتسب المنتفعون منهم أهميةً وشرعيةً لمكانتهم الاجتماعية العالية.
3. الموضوعية والنسبية: إن المعيارَ الوحيدَ للمعرفة هو تحسينُ الأوضاع الإنسانية، فالمعرفةُ القائمةُ على السياقات الاجتماعية جاءت لحلِّ مشكلةِ الإنسان(15).
4. رأسُ المال الثقافي Cultural Capital: يعرِّفه بوردو على أنه: الدورُ الّذي تلعبه الثقافةُ المسيطرة أو السائدة في مجتمع ما، في إعادة إنتاجِ أو ترسيخ بُنيةِ التفاوت الطبقيّ السّائدِ في ذلك المجتمع.
ومن أشهرِ ممثلي النظريةِ المعرفية:
1. مايكل يونج M. Young:
الذي أَعلنَ مَولِدَ علمِ اجتماع المعرفة التربوية عامَ 1971، في كتابه: (علمُ اجتماعِ التربيةِ الجديد). وهو يَرى بأن علمَ اجتماع التربية التقليدي كلِّهِ باءَ بالفشل؛ لأن الباحثين أخَذوا المشكلات مأخَذَ التسليم على أنها مشكلاتُ التربية الجديرةِ بالدراسة، من غير أن يحاولوا فحصَ قيمةِ تلك المشكلات نفسِها، لتبيِّن أهميتَها بالنسبة للتربية. فالمدخلُ الحقيقي للإصلاح هو خلقُ المواقف المشكِلةِ، وأن تضَعَ المعرفةُ التربويةُ نفسَها موضع الشّك والتساؤل، فيتغيّر الجدلُ حولَ قضايا التربية، وتَتولّدُ نظرياتٌ خصبة، وبحوثٌ جديدةٌ في مجال البرامج الدراسية(16).
2. برونر J. Bruner:
الذي تزعّمَ حركةَ العودةِ إلى الأساسيات Back – to Basic – Movement. إثرَ محاولاتِ إصلاح التعليم، بعدَ أزمة سبوتنيك عام 1957م. وكان كتابُهُ الشهير (العملية التربوية) The Process of Education. بمثابة إنجيل إصلاح المنهج في التعليم الابتدائي والثانوي.
ولبُّ نظرية برونر هو الدعوةُ إلى تجديدِ البُنية الأساسيةِ للتعليم، مع المحافظة على الحواجز بينَ كلِ مادة وأخرى. وهو يعتمدُ على مُسلّمةٍ مُؤَدّاها: أن كلَ الأنشطة العقلية في أي موقع من ميادين المعرفة هي واحدة، مهما تضخّمت المعرفةُ أو تقلَّصت(17).
3. بيير بوردو:
إن المقولةَ الرئيسية التي بَنى عليها بوردو نظريتَه، هي أن الثقافة وسطٌ يتم به، ومن خلاله عملية إعادة إنتاج بُنية التفاوت الطبقي. ويستند بوردو في إثبات هذه المقولةِ وتحليلها إلى نظريتين، هما(18):
• مفهومُ رأس المال الثقافي TheCultural Capital.
• مفهوم الخصائص النفسية The Habitus.
فالثقافة عند بوردو تَفرضُ مبادئ بناءِ الواقع الاجتماعي الجديد، كما أنها –كأنساق رمزية- هي بمثابة رأسِِ مالٍ قابل للتحول إلى رأسِ مالٍ اقتصادي أو اجتماعي أو أيّ شكل آخرَ من رؤوس الأموال المختلفة(19).
4. ومن ممثلي النظرية المعرفية في علم الاجتماع التربوي كلٌّ من:
فلود Floud، وهالسي Halsey، ومارتن Martin.
تعقيب
إن النظريةَ التفاعليةَ الرمزيةَ، لا تقدّم مفهوماً شاملاً للشخصية، فأصحابُ النظرية وعلى رأسِهم بلومر يقرّون بأن هذه النظرية يجب ألا تُشغِل نفسَها بموضوع الشخصية كما ينشغل بها علم النفس. وهذا سبب واضحٌ، ومبررٌ جوهري على قِلة الاستفادة من هذه النظرية في الميدان التربوي، على الرغم من وجود بعض الأبحاث القليلة المنشورة هنا وهناك.
كما أن التفاعليةَ الرمزية أغفلت الجوانبَ الواسعةِ للبُنية الاجتماعية؛ لذلك نجدها لا تستطيع قولَ أي شئ عن ظواهرَ اجتماعية كالقوّة والصراع والتغيّر، وأن صياغتَها النظرية مُغرقةٌ في الغموض، وأنها تقدم صورة ناقصة عن الفرد.
أما فيما يتعلّق بالنظرية الاجتماعية في علم الاجتماع، فيمكن القول بأنها المجالُ السائدُ حالياً في علم الاجتماع التربوي، وقد انفردَت باسم: (علم الاجتماع التربوي الجديد)؛ لأنها جمعت بين أسلوب البحث الدقيق، باستخدام أسلوب الملاحظة، والملاحظة بالمشاركة داخل الغرفة الصفية، وبين أسلوب البحث الاجتماعي الواسع، الذي اشتمل على قضايا واسعةٍ كالقهر، والصراع، والتغيّر، والحَراكِ الاجتماعي، ودور التربية في ذلك.
ولعل الدراسةَ التي قامت بها نيلّ كيدّي Nell Keddie. في إحدى المدارس الإنجليزية، بعنوان: \"معرفة الفصل المدرسي\" من بين الدراسات القليلة التي أُجريَت في إطار هذا الاهتمام بالمعرفة التي توجَد لدى المعلمين حول تلاميذهم، وهي نموذج لاهتماماتِ علم اجتماع التربية الجديد.

https://www.ingdz.com/vb/showthread.php?t=48408









رد مع اقتباس
قديم 2021-06-11, 21:30   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
Lahcenz
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي تقرير تربص

ارجوا المساعدة احتاج موضوع تقرير تربص بعنوان اثر المزيج التسويقي في تحسين صورة المؤسسة الاجل اقتباس بعض الفكار










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-27, 17:10   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elbouri مشاهدة المشاركة
السلام يانصير المغبنين رحم الله كل امة محمد الامين آمين يارب العالمين
اخي انا السنة أولى علوم إجتماعية واريد بطاقة تقنية حول النظريةالوضعية جعل الله تعبك في ميزان حسناتك انت والغالي عليك آمين
الانتقادات الموجهة لمنهاج التفاعليةالرمزية

لقد فجر منهاج الذي قدمه بلومر العديد من الكتابات النظرية التي انتقدت في مجملها التفاعليةالرمزية .
كانت البداية هي التساؤل عن جدوى الاستخدام الكلي لهذه الطريقة المنهجية في البحث عند صياغة نظرية اجتماعية.
ويرى النقاد بأن التفاعليةالرمزية كنظرية سوسيولوجية تخلت عن العديد من الأساليب العلمية التقليدية في فهم البناءات الاجتماعية فلو كانت الظواهر الاجتماعية ناتجة عن التفاعل الأفراد المجتمع وأعضاء ه فكيف يمكن لنا دراسة ما يعرف بالذات أو الوعي دراسة علمية مع العلم أنه لا يمكن تحديدها تحديد كمي .كما أن المنهاج الذي اقترحه بلومر لا يستطيع أن يفسر البناءان الاجتماعية الكبرى .
رؤية التفاعليةالرمزية تجعل أحكامها اجتماعية وهذا يتناقض مع الحتمية إذا أن القدرات الرمزية للتفاعلين يتبع إدخال عناصر استثنائية غير متوقعة في الموقف التفاعلي مما يمكن له أن يغير مجرى التفاعل في أي لحظة.
-أقر بلومر كيف يمكن دراسة عملية التفسير والتقييم والتعريف والتخطيط في إطار تعريفات إجرائية واضحة فرأى أن قضايا التفاعل الرمزي تسمح باختبار المباشر للعالم التجريبي دون أن يوضح الطريقة للقيام بذلك . فقيمة وصحة هذه القضايا والمفهومات ينبغي أن تتحدد من خلال هذا الاختبار وليس من خلال رؤية ما.
ما يطرأ على هذه والقضايا عندما تخضع لمقاييس غير ملائمة للبحث ويرى أن هذه المقاييس تتضمن مجموعة زائفة من الفروض ككيفية ارتباط المفهومات بأحداث العالم التجريبي ارتبطا ضروريا، إضافة إلى وجود مفهومات غامضة وغير محددة تمتد من اقتراب العالم التجريبي وفهمه لأن لسنا على ثقة مما يحاول فهمه إذن عدم الثقة فيما نحاول الإشارة إليه يمنعنا من طرح أسئلة واضحة ذات صلة دقيقة بالموضوع ويمنع من طرح مشكلات ملائمة

أطروحات سترا يكر لتحديث النموذج التفاعلي الرمزي :
حاول سترا يكر أن يعالج نظرية التفاعل ويجعلها نظرية سوسيولوجية معاصرة تركزت دراستها لعملية التفاعل على كل الظواهر الكبرى والصغرى .
حيث قام بطرح مجموعة من الأفكار بمساعدة جملة من أنصار التفاعليةالرمزية أمثال مينز وروك والتي ساهمت في تطوير وتحديث هذه النظرية حيث رأى سترا يكر أنه يجب تحليلها من المستوى الفرد أو الذات إلى مستوى البناءات الاجتماعية الكبرى أي أنها يجب أن تركز على العلاقات التبادلية بين الفرد و المجتمع باعتبارها وحدة دراسة والتحليل وليس الاهتمام فقط بالذات كموحدات صغرى وهذا بهدف طرح تصورات جديدة تصبح مسلمات
تصورات سترا يكر حول تحديث التفاعليةالرمزية( تحديث أطروحات H- Mead )
1- يعتمدفعل الإنسانيعلى المسامات المرتبطة بالأشياء في العالم والتي تحمل نفس مسلماتها بالإضافة إلى معانيها لدى الفاعلين (الأفراد) فالأفراد يتعلمون خلال عملية التفاعل مع الآخرين كيفية تصنيفهم وتسميتهم للأشياء الني توجد في العالم الخارج بالإضافة إلى كيفية تكييف سلوكهم اتجاه الأشياء
2- يتعلم الناس كيفية استخدام الرموز لتجديد مكانتهم الاجتماعية ويعتبر هذا عنصرا هاما لتفسير معاني الأشياء كما يجب أن يهتم الناس أيضا لمعرفة الأدوار التي تساهم المشاركة في التعريفات السلوكية المرتبطة بمكانتهم الاجتماعية.
3- ضرورة الاهتمام بتحليل المكونات البناءات الاجتماعية الكبرى بالإضافة إلى تحليل الذات الفردية .
4- الأفراد يتعرفون على أنفسهم وعلى الآخرين وعلى مكانتهم ووضعهم الاجتماعي الذي يشغلونه هذا الإدراك لنفس وللآخرين والمكانة يعتبر جزء من الذات .
5- عندما يحدث التفاعل الأفراد يستطيعون تحديدا المواقف وتسميتها.
6- السلوك الاجتماعي لا يتحدد بالمعاني الاجتماعية فقط إنما بالنشاط الذي يستطيع الفرد به توجيه دوره رغم أن المعاني الاجتماعية تفرض قيودا على سلوك الاجتماعي.
7- تقوم البناءات الاجتماعية لتحديد عملية الأدوار وتختلف البناءات فيما بينها بالنسبة لهذه العملية فهناك كثيرا من البناءات التي تسمح بظهور أنشطة وأدوار إقحامية مقارنة بغيرها .
8- تغير الأسماء والرموز يؤدي إلى تغير البناءات الاجتماعية.


تقييم التفاعليةالرمزية:

انطوت التفاعليةالرمزية على جملة من الايجابيات والسلبيات
‌أ- ايجابيات التفاعلية الرمزية
1- أكدت التفاعل الرمزية على التفاعل الرمزي كما صححت المنظورات الأخرى كالوظيفية وللصراع التي أكدت على البناءات الكبرى وأهملت الوحدات الصغرى.
2- من المحتمل أن تكون مفهومات نظرية التفاعلية الرمزية أكثر شمولا من الأنماط المحددة للتفاعل والتي تهتم بها متطورات الأخرى وأنه من الممكن إدراج المفهومات مثل التبادل والاتصال والإعلام ضمن مفهومات التفاعل الرمزي
3- يمكن أن تستخدم مفهومات التفاعل الرمزي لتشمل مدى واسع من العلاقات الإنسانية مثل الصراع، التعاون، الخضوع، ومن حيث المبدأ على الأقل فإن التفاعلية الرمزية تجعل صياغة نظريات متباينة تدرس كل نمط من العلاقات الإنسانية أمرا لا ضرورة منه.
‌ب- سلبيات دراسة التفاعلية الرمزية :
1- أكدت التفاعلية الرمزية على أن المجتمع تفاعل رمزي دون أن تشير إلى أنماط الظروف مهما كان نوع التفاعل الذي يؤدي إلى ظهور وانبثاق أي نمط من أنماط بناء اجتماعي واستمراره وتغييره في سياق أي ظرف من الظروف .
2- الغموض الذي اتسمت به أطروحات التفاعلية الرمزية وكيفية تشكيل التنظيم الاجتماعي وتغييره فهناك غموض بين عملية التفاعل ونتائجها .
3- عدم صياغة براهين وحجج كافية وذلك حول، حتى كيف وإلى أين وما عمليات التفاعل تعمل على تكوين واستمرار وتغيير أنماط التنظيم الاجتماعي المتنوعة والمتباينة.
4- تقليل التفاعلية الرمزية من شأن الأبنية الاجتماعية بحيث تجعلها موضوعات ناتجة من اتجاهات الفاعلين أو الأشياء تتشكل كنتيجة للتفاعل.
5- عدم ربط التفاعلية الرمزية بين الأبنية الاجتماعية و العماليات الاجتماعية واقتصارها على تأكيد وجود كل منها.

آخر مواضيعي


رقم المشاركة : ( 3 )
sabrina1000





رقم العضوية : 112383
تاريخ التسجيل : 07-06-2009
الدولة : Algeria
الجنس :
مكان الإقامة : سطيف
Université : جامعة فرحات عباس سطيف
Spécialité: Autres
عدد المشاركات : 241 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 326
قوة الترشيح :



رد: كل نظريات علم الاجتماع
كُتب : [ 21-08-2009 - 07:04 PM ]

نظرية الصراع الاجتماعي " رالف داهرندوف " R. Dahrendof

مفهوم الصراع الاجتماعي :

يحدث الصراع الاجتماعي نتيجة لغياب الانسجام والتوازن والنظام والاجماع في محيط اجتماعي معين . ويحدث ايضا نتيجة لوجود حالات من عدم الرضى حول الموارد المادية مثل السلطة والدخل والملكية او كليهما معا . اما المحيط الاجتماعي المعني بالصراع فيشمل كل الجماعات سواء كانت صغيرة كالجماعات البسيطة او كبيرة كالعشاثر والقبائل والعائلات والتجمعات السكنية في المدن وحتى الشعوب والامم .

والفكرة الاساسية تتجلى في القول ان قضية الصراع بين المجموعات البشرية هي في الواقع ظاهرة عضوية في الحياة الانسانية والعلاقات السائدة بينها . ويمكن ايراد نوعين من الأسباب حول استيطان الصراع الاجتماعي كظاهرة اجتماعية بين المجموعات البشرية :

1. ثمة ما يسمى بـ" الرموز الثقافية " وهو نوع من الاسباب التي تؤدي إلى انسجام بين البشر او إلى خصام . والخصام في هذا السياق قد يتجلى في الاختلاف على مفهوم السلطة المادية . فمن له الحق في السلطة وتملكها ؟ ولماذا ؟ هو سؤال يسمح بنشوب صراع .

2. ومن وجهة نظر ماركسية فان قضية العدالة الاجتماعية تعد متغيرا بنيويا في اثارة الصراعات الاجتماعية طالما ان هناك توزيع غير عادل للثروة .

بعض تعريفات الصراع الاجتماعي

يقدم علماء الاجتماع السياسي وعلماء الانثروبولوجيا بعض التعريفات التي تساعدنا في التعرف على معنى الصراع في ادبيات العلوم الاجتماعية ، ولنأخذ اثنين من هذه الادبيات :

أولا : رالف داهرندوف

يقدم عالم الاجتماع الالماني هذا الصراع على انه "حصيلة العلاقات بين الافراد الذين يشكون من اختلاف في الاحداث " .

ثانيا : لويس كوزر

هو عالم اجتماع امريكي معاصر اهتم بالنظرية الوظيفية وقدم مساهمة في نظرية الصراع الا جتماعي .

هذه المساهمة تعرف الصراع بـ :

" انه مجابهة حول القيم او الرغبة في امتلاك الجاه والقوة او الموارد النادرة " .

وفي هذا السياق للتعريف فان الاطراف المتصارعة لا ينحصر اهتمامها بكسب الاشياء المرغوب فيها بل انها تهدف إلى وضع المناوئين اما في حالة حياد او ان يقع الاضرار بهم او القضاء عليهم .

مشروعية الصراع الاجتماعي

§ الجذور :

تهتم النظريات السوسيولوجية باستكشاف اسباب الصراع الاجتماعي وانعكاساتها ، وتحاول ان تطرح رؤىً فكرية بخصوص امكاية نفي المفهوم او التحكم فيه . أي البحث في استعمال المفهوم وتوظيفه لتبرير غايات سياسية او اقتصادية او اجتماعية او حتى فلسفية . ولكن كيف ؟

ان الفكر النظري حول الصراع الاجتماعي هو فكر قديم جدا ولعل نظرية كارل ماركس حول الصراع الطبقي تمثل حصيلة لتراكم الزاد المعرفي لهذه النظرية . فالصراع الاجتماعي عند ماركس له جذور اقتصادية تشكل الطبقات الاجتماعية اساسه عند المجموعات البشرية . فالصراع الطبقي حسب الماركسية هو القوة المحركة للتاريخ .

من جهة أخرى يرى البعض كـ " روبرت مالتوس " صاحب النظرية الشهيرة في السكان بان الثروات وقتل الملايين من الافراد عبر وسائل العنف المتعددة والمتنوعة هي مسألة ضرورية لتقدم البشرية . بعبارة اخرى فالصراع الاجتماعي من هذا المنظور اساسيا وضروريا لإحداث تغير اجتماعي ايجابي وكأن فلسفة التقدم والتنمية التي اجتاحت اوربا في القرن 19م ما كان لها ان تنجح لولا البعد العنفي الكامن فيها . وفي هذا السياق يبدو أن للصراع وظيفة ايجابية .

§ في علم الاجتماع

بالنسبة لنظرية الصراع في علم الاجتماع فيمكن الاشارة إلى المعالم التالية :

فمن جهة تُعَدُّ نظرية الصراع الاجتماعي كطليعة للفكر الماركسي ، ومن جهة ثانية تُعَدُّ بديلا للنظرية البنيوية الوظيفية ، بل انها تمثل مخرجا للنظريتين فهي من جهة تحمل بذورالوظيفية وفي نفس الوقت تحمل بذور الماركسية لذا فهي تستعمل مضامين وجواهر كلا من الوظيفية والماركسية بحيث يستحيل ردّ اطروحاتها إلى أي من هما منفردة .

كنا قد اشرنا إلى النقد الذي تعرضت له البنيوية الوظيفية على عدة مستويات باعتبارها نظرية محافظة ذات طابع ايديولوجي وغير قادرة على التعامل مع التغيرات الاجتماعية كونها ركزت في انطلاقاتها علىاستقرار البنى الاجتماعية حتى فقدت القدرة على تحليل الصراع الاجتماعي . لذا يمكن القول بان نظرية الصراع الاجتماعي تمثل محاولة قام بها العديد من علماء الاجتماع للمحافظة على الاهتمام بمفهوم البنية والاعتناء بنفس الوقت بمفهوم الصراع .

ويعد كتاب عالم الاجتماع الامريكي " لويس كوزر" المنشور تحت اسم " وظائف الصراع الاجتماعي 1950 " أول محاولة تنظيرية في هذاالصدد . أي انه أول محاولة امريكية تتعامل مع الصراع الاجتماعي انطلاقا من رؤية البنيوية الوظيفية مما يعني ان كوزر انفرد نوعا ما بنظرة ايجابية للصراع الاجتماعي . ومع ذلك فالبعض يرى ان دراسة الصراع الاجتماعي يجب ان يتجاوز الوظائف الاجتماعية الايجابية لهذا الصراع . فما الذي يعنيه هذا البعض ؟

المعنى يكمن في النظرية الماركسية . فلعل ابرز ضعف تشكو منه نظرية الصراع الاجتماعي هو فقدانها لارضية النظرية الماركسية ، ولعل الاستثناء الوحيد في هذا الميدان هو عالم الاجتماع الالماني " رالف داهر ندوف " الذي حاول تلقيح نظرية الصراع الاجتماعي بأطروحة الفكر الماركسي فكان كتابه " الطبقة وصراع الطبقات " أهم عمل سوسيولوجي حول نظرية الصراع الاجتماعي .

ومع هذا فإن داهرندوف يكاد يستعمل نفس الاطار التحليلي الذي تبناه علماء الاجتماع الوظيفيون " البنى والتنظيمات الاجتماعية " . ومن ناحية اخرى فقد نبه داهرندوف إلى أن عناصر النسق الاجتماعي يمكن ان تعمل معا متناسقة ويمكن ان تعرف صراعا وتوترات ذات بال ، فالمجتمعات تتمتع بحركية والصراع هو أحد ملامح هذه الحركية ومثلما ان هناك تناسق اجتماعي فثمة أيضا مجابهات وتوترات اجتماعية .

وفي النهاية يمكن النظر إلى نظرية الصراع الاجتماعي على أنها مرحلة عابرة في تاريخ تكون النظرية السوسيولوجية . ويعود فشل تبلورها إلى عدم الاستفادة الكافية من الفكر الماركسي الذي كان انتشاره ضئيلا قبل الخمسينات في القرن العشرين بين علماء الاجتماع الأمريكان ومع ذلك فالنظرية الصراعية هيأت الظروف المناسبة لقبول الفكر الماركسي بين المثقفين الأمريكان مع مطلع الستينات من نفس القرن .

ومما يؤخذ على نظرية الصراع الاجتماعي أيضا أنها تركزعلى التحليل

آخر مواضيعي

الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ sabrina1000 على المشاركة المفيدة:
ريم.

رقم المشاركة : ( 4 )
sabrina1000





رقم العضوية : 112383
تاريخ التسجيل : 07-06-2009
الدولة : Algeria
الجنس :
مكان الإقامة : سطيف
Université : جامعة فرحات عباس سطيف
Spécialité: Autres
عدد المشاركات : 241 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 326
قوة الترشيح :



رد: كل نظريات علم الاجتماع
كُتب : [ 21-08-2009 - 07:30 PM ]

النظرية الاجتماعية التقليدية
الوضعية
سان سيمون S. Simon
( 1825 - 1760 )
المقاربة الوضعية هي منهجية تحليله تقوم على استبعاد لأنماط الفكر والتحليل اللاهوتي ( الديني ) والميتافزيقي ( التجريدي = الطبيعة ) من أي تحليل مقترحة بديلا عنهما الإنسان الذي بات يتمتع بقيمة مركزية في الكون، بهذا المضمون سنكون على إطلالة لمعادلة جديدة تحكم سير الحياة الاجتماعية برمتها على النحو التالي:
الظاهرة الظاهرة الظاهرة
مرجع لاهوتي مرجع ميتافزيقي مرجع إنساني / الوضعية
الدين الطبيعة = التجريد العقل
هذه المعادلة التي ستمثل لدى أوجست كونت المراحل التي مرت به الإنسانية ومصدر قانون الحالات الثلاث تبين لنا أن الإنسان لم يكن موضع ترحيب في المرحلتين السابقتين , إذ أن الإنسان عجز عن أن يجد له موقع او مكانة فيما مضى لذا فقد استبعد من أي تحليل للظواهر مفسحا المجال أمام القوى الدينية أو قو ى الطبيعة. وبما انه لم يكن للإنسان أية قيمة فلم تكن أيضا للمجتمع آية قيمة, ولهذا تطورت الوضعية العلمية التي تناولت ظواهر طبيعية بينما لم تتطور ذات الوضعية حينما كانت تتناول ظواهر متعلقة بالإنسان والمجتمع , وسنرى كيف وضع أوجست كونت حدا لهذه الازدواجية في التفكير والتي يسميها الفوضى العقلية التي تسببت في ثلاث ثورات برجوازية وقعت في أعقاب الثورة الفرنسية 1789 حتى سنة 1848، ولكن قبل الوصول إلى أوجست كونت علينا العودة الي جذور الوضعية لدى أستاذ كونت وهو المفكر سان سيمون.
عاش سان سيمون في نظام إقطاعي سليلا لأسرة أرستقراطية، ويحمل لقبا اجتماعيا هو الكونت وكان ضابطا برتبة ملازم أول لما كانت فرنسا تخوض حربا ضد الإنجليز في شمال القارة الامريكية، وقد نضج فكره حلال الثورة الفرنسية التي كانت بمثابة ثورة على النظام الاجتماعي والاقتصادي في أوروبا عامة وفرنسا خاصة وثورة على النظام المعرفي التقليدي السائد في فرنسا وثورة على النظام السياسي الملكي.
بداية المقاربة الوضعية:
بدأت المقاربة الوضعية في مرحلة الفكر الموسوعي الذي عرفه في القرن 18 واتخذت عند سان سيمون طابعا تطبيقيا عمليا وليس نظريا مثلما كان سائدا في المرحلة التجريدية أي العلم النظري المجرد، ففي القرن 18 طور الفكر الموسوعي آليات تحليل جديدة تقوم على الترابط بين المعرفة والواقع الإنساني لذا سيمثل هذا الفكر مرجعية سان سيمون. فمن أين البداية إن لم تكن من المقاربة الوضعية للدين؟
أ‌. تعريف سان سيمون للدين:
في كتابة الشهير ( المسيحية الجديدة ) يعرف الدين بأنه:
"جملة تطبيقات العلم العام التي يمكن بواسطتها أن يحكم الرجال المستنيرون غيرهم من الجهلة ".
بهذا المضمون فان الديانة عند سان سيمون هي أداة مدنية للحكم المستنير لغير المستنيرين. وبما أن الدين يلعب دورا في التربية لذا فان التربية هي العنصر الذي يساعد على توطيد المشاعر الديموقراطية وتحقيق القيم ا



https://www.ingdz.com/vb/showthread.php?t=48408









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-27, 17:24   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elbouri مشاهدة المشاركة
السلام يانصير المغبنين رحم الله كل امة محمد الامين آمين يارب العالمين
اخي انا السنة أولى علوم إجتماعية واريد بطاقة تقنية حول النظريةالوضعية جعل الله تعبك في ميزان حسناتك انت والغالي عليك آمين
كُتب : [ 21-08-2009 - 07:39 PM ]

2. التجربة:
يميز كونت في هذا السياق بين " التجربة الاجتماعية " التي تطبق على ظواهر المجتمع وبين " التجربة العلمية " التي تُجرى على الظواهر الطبيعية كالكيمياء والبيولوجيا. وما يهمنا ويهم كونت هو التجربة الاجتماعية.
جوهر التجربة الاجتماعية؟ وصحتها؟
في البحوث العلمية حيث تجرى التجارب على الظواهر الطبيعية ؛ وبهدف استخراج القوانين يلجأ الباحث عادة الى إجراء تجارب مقارنة بين ظاهرتين متشابهتين في كل شيء ولكنهما مختلفتين في حالة واحدة وهذا الاختلاف بين الظاهرتين يرجع الى هذه الحالة فقط. ومهمة الباحث هي معرفة هذا العامل ( القانون ) الذي تسبب باختلاف الظاهرتين ثم دراسة مدى تأثير العامل الطارئ هذا على ظاهرة أخرى.

السؤال هو: هل لدينا وسائل تمكننا من إجراء تجارب من هذا القبيل في علم مثل علم الاجتماع؟ بمعنى: هل يمكن استعمال التجربة كوسيلة في معاينة الظواهر الاجتماعية؟
الجواب: يعتقد كونت إن المجتمع مثل جسم الإنسان لا بد وأنه يتعرض الى حالات مرضية سابقة من حين إلى آخر بفعل عوامل طارئة وتيارات ظرفية كالثورات والفتن والانقلابات، وهي حالات تحدث بلا شك طبقا للقوانين الستاتيكية والديناميكية. ولا ريب أن دراسة الحالات الباثالوجية هذه في المجتمع ستؤدي الى تكون رصيد معرفي يساعد في إعادة المجتمع الى سيره المعتاد.

سؤال آخر: الى أي حد تصلح التجربة كوسيلة فعالة في دراسة الظواهر الاجتماعية؟
جواب: إذا تمكن الباحث من الوقوف من قبل على القوانين التي تخضع لها الظواهر في حالتها العادية حتى يمكن الكشف عن العامل الطارئ الذي سبب الحالة المرضية. ومع ذلك ليست التجربة وسيلة مجدية ولا مواتية في كل الظروف والمناسبات وبالتالي فهي غير فعالة.

3. المنهج المقارن:
- مفهوم المقارنة
المقارنة الاجتماعية هي وسيلة منهجية تتأسس على تحديد اوجه الشبه واوجه الاختلاف بين الظاهرتين، ويبين كونت ثلاثة أشكال للمقارنة الاجتماعية كما سنوضح.
- أشكال المنهج المقارن:
أولا: مقارنة في مستوى الماكرو وسوسيولوجي " مقارنات واسعة "
مقارنة المجتمعات الإنسانية ببعضها.
مقارنة ظاهرتين في مجتمعين إحدهما تطورت بسرعة وأخرى بطيئة التطور.
ملاحظة وجود مجموعة من النظم في مجتمع بينما لاتؤدي الظاهرة نفس الوظيفة في مجتمع آخر أو ليست بالدرجة نفسها.
ثانيا: مقارنة في مستوى الميكرو وسوسيولوجي " مقارنات أضيق نطاقا "
مثلا كأن تقع مقارنة في مجتمع واحد بين الطبقات او الهيئات والمؤسسات او في مستوى المعيشة، والأخلاق، الأذواق العامة، اختلاف اللهجات...الخ، درجة التحضر والتريف.
ثالثا: مقارنات اكثر شمولا وعمومية وأوسع نطاق
مثلا مقارنة جميع المجتمعات الإنسانية في عصر ما بالمجتمعات الإنسانية نفسها في عصر آخر للوقوف على مدى التقدم الذي تخطوه الإنسانية في كل طور من أطوارها ومعرفة درجة التطور ما بين الشعوب الإنسانية.
4. المنهج التاريخي " المنهج السامي "
- هو آخر حجر في بناء المنهج الوضعي و يقصد به كونت:
" المنهج الذي يكشف عن القوانين الأساسية التي تحكم التطور الاجتماعي للجنس البشري باعتبار أن هذا الجنس وحدة واحدة تنتقل من مرحلة الي أخرى أرقى منها ".
- وهو المنهج الذي أقام كونت على أساسه " قانون الأدوار الثلاثة ".
- وهو منهج يعبر عن فلسفة كونت نفسها أكثر مما يعبر عن حقائق علمية، لان كونت نفسه يقدم وسائل منهجية لدراسة الظواهر الاجتماعية والإنسانية تنسف ما يدعيه لا سيما أن الظواهر تتطور او تبطئ او تؤدي وظائف مختلفة في مجتمعات مختلفة، كما انه يقر بالتباين والاختلاف لنفس الظواهر وما بين المجتمعات.
- فلماذا ينظر الى الإنسانية كوحدة واحدة في التطور والتقدم؟ وكيف يفسر كونت الآن وجود دول متقدمة وأخرى متخلفة وأخيرة بدائية إذا كان خط التقدم والتطور واحدا؟

المدارس الاجتماعية ما بعد الوضعية
بعد شيوع الوضعية وتأسيس علم الاجتماع ظهرت العديد من المدارس الاجتماعية التي نشطت في جمع المعلومات عن الظواهر الإنسانية والاجتماعية أو حاولت تفسيرها وتحليلها، ومن هذه المدارس نعرض لبعض منها:
- المدرسة الاجتماعية البايولوجية:
لا تعترف هذه المدرسة باستقلالية الظاهرة الاجتماعية بل تعتبرها مظهرا من مظاهر الحياة اليومية. كما ترى أن الظاهرة الاجتماعية في نشأتها وتطورها تسير وفق القوانين التي تسير عليها الظواهر البيولوجية.
- المدرسة الفرنسية في علم الاجتماع:
يتزعمها إميل دوركايم واتباعه مثل مارسيل موس و ليفي بروهل و دي سوسير وبولجيه وهاليفاكس وكوهين وغيرهم. وقد التزمت هذه المدرسة بحدود الوضعية الكونتية بل أنها أرست الوضعية الصحيحة. واعترفت باستقلال علم الاجتماع و الظواهر الاجتماعية وقدمت دراسات ميدانية ممتازة. وتميزت أبحاثها بالدقة العلمية وبذلت جهدا نظريا ضخما في إقامة دعائم علم الاجتماع وتحديد مناهجه وميادينه.
- المدرسة المادية التاريخية ( كارل ماركس )
تذهب هذه المدرسة الى اعتبار أن كل ما يحدث في المجتمع وما ينشأ فيه من ظواهر ونظم انما يرجع الى الطبيعة الاقتصادية. فالظروف الاقتصادية هي العامل الوحيد الذي يشكل نظم الاجتماع والسياسة والأخلاق والدين وبالتالي فالمادة الاقتصادية هي قطب الرحى في التطور السياسي والأخلاقي والاجتماعي.
- المدرسة الجغرافية ( برون و ميشليه )
تعتبر هذه المدرسة ان ظواهر المجتمع هي وليدة البيئة وظروفها العمرانية والطبيعية. لهذا فقد فسرت كل ما يحدث في المجتمع بالرجوع الى الظواهر الجغرافية وقامت بهذا الصدد بتطبيقات تعسفية.
- المدرسة النفسية ( جابرييل تارد وغوستاف لوبون )
وهي المدرسة التي خسرت خصومتها التاريخية مع إميل دوركايم واتباعه. لماذا؟ لأنها لا تعترف باستقلال علم الاجتماع بل تلحقه بعلم النفس وبالتالي فهي تفسر الظواهر الاجتماعية بمبادئ وأصول سيكولوجية. هذه المدسة تعتبر الظواهر الاجتماعية وليدة الارادة الفردية في التقليد والمحاكاة.
- المدرسة الاثنولوجية ( تين: Tain، ميشليه: Michelet، ممن: Momen )
تفسر الظواهر الاجتماعية بالرجوع الى فكرة الجنس
- مدرسة الانثربولوجيا الاجتماعية = دراسة المجتمعات البدائية:
مدرسة واسعة تزعمها الكثير من العلماء امثال فريزر وستمارك Frezer Westrmarek و Maclenanو lang وTaylor و Rivers و B. smith و Gillen. وقد اهتمت هذه المدرسة بدراسة المجتمعات البدائية وأشكالها التي ما تزال قائمة سواء في أمريكا او استراليا او أفريقيا واسيا فتعرف روادها على النظم الاجتماعية الأولى، واتسم الرواد بأنهم جمّاعين مهرة للمعلومات غير انهم اقل قدرة على التحليل، هذا النقص الذي بدأته المدرسة الأنثروبولوجية تداركته مدرسة دوركايم.

المدرسة الاجتماعية البيولوجية
هر برت سبنسر / H. spensser
( 1820 - 1903)
أولا: حياته العلمية
- بدأ حياته مدرسا ثم مهندسا. ولكنه ترك وظيفته واشتغل بالسياسة والأدب والاجتماع واعتنق مذهب التطور " في النشوء والارتقاء " ووصل الى حقائق دقيقة قبل أن ينشر داروين بحوثه. ولما نشر سنة 1850 كتابه " الستاتيك الاجتماعية " اخذ نجمه يسطع فكتب بعد ذلك في علم الحياة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والتربية، والسياسة.
- حاول تطبيق فكرة " النشوء العضوي والتطور " على الكائنات الحية في ميدان علم الأحياء وعلى الإنسان في ميدان علم النفس والأخلاق وعلى المجتمع في ميدان علم الاجتماع والسياسة.
ثانيا: المبادئ العامة لفلسفته
‌أ. يتحدث سبنسر عن نفسه قائلا:
[ " أن جرثومة فلسفتي ظهرت عندما توصلت الى حقيقة بيولوجية أساسها:
إن الأنواع الدنيا من الحيوان تتألف أجسامها من أجزاء متماثلة لا يتوقف بعضها على بعض واما الانواع العليا من الحيوان فتتألف أجسامها من أعضاء متباينة تعتمد في أعمالها ووظائفها على بعضها البعض. وهذه نتيجة استقرائية وصلت إليها من بحوثي وتجاربي في ميدان الدراسات البيولوجية. وهذه الحقيقة تصدق كذلك على جماعات الأفراد.فكأن المجتمع شأنه شأن أي كائن حي يبدأ متجانسا ثم يميل الى التفرد والانتقال من المتجانس الى اللا متجانس " ].
تشتمل مقولة سبنسر عن نفسه المبادئ العامة لفلسفته، وهذه المبادئ تقوم على التكامل / التجانس والتباين / اللاتجانس والعلاقة بينهما. كيف؟
انطلاقا من مبدأ " النشوء والارتقاء " يمكن القول:
أن الارتقاء في جميع مسالك الطبيعة من نبات وحيوان واجتماع إنساني وما يتصل بهذا الاجتماع من شؤون تتعلق بالأخلاق، السياسة، الفنون والعادات إنما يقوم على أساس واحد هو " الانتقال من التماثل والتشابه الى التباين وعدم التجانس ". كيف؟
حقائق بيولوجية:
نماذج الأنواع
أ. نماذج التماثل والتشابه او التجانس:
إن الانواع الدنيا من النبات يكون التشابه فيها اكثر وضوحا من الاختلاف في حين أن الانواع العليا من النبات يكون الاختلاف فيها بارزا. كما أن الانواع الدنيا في الحيوان تكون هي الأخرى متماثلة كالأميبيا والإسفنج.
ب. نماذج الاختلاف والتباين او اللاتجانس:
في النباتات الراقية يمكن ملاحظة الاختلاف في ميدان التذكير والتأنيث. وفي الحيوان يعتبر الإنسان هو الأرقى ولاشك أن الاختلاف اشد وضوحا.
مميزات الأنواع
في الأنواع الدنيا من النبات والحيوان فان الجزء يؤدي حصرا وظيفة الكل فإذا قطعنا جزء من جسم الإسفنج فالحياة مستمرة لان باستطاعة الجزء أن يعيش ويقاوم حتى يصل الى حالة التماثل الأولى وكذلك الأمر في بعض النباتات. هذا يعني أن التطور لن يصل في احسن الأحوال إلا الى حالة التجانس أما اللاتجانس فلا. هذا يعني أيضا أن الجزء مستقل عن الكل حيث قوى النمو والتوالد كامنة فيه.
أما في الانواع العليا من النبات والحيوان فان الجزء لا يؤدي وظيفة الكل كما أن الجزء مستقل عن الكل نسبيا غير أن التباين والاستقلالية لا تعني الانفصال بل التكامل كما أن العضو مثلا في الإنسان لا تكمن فيه قوى النمو والتوالد لذا فهو يؤدي وظيفة معينة الى جانب وظائف الأعضاء الأخرى بحيث أن عملية التكامل الوظيفي تؤدي الى وحدة القصد والهدف.
القانون العام:
من هذه الحقائق البيولوجية يستخلص سبنسر القانون التالي:
" أن في الحياة ميلا الى التفرد والتخصص والانتقال من المتجانس الى اللامتجانس ومن المتشابه الى المتباين. فالجماد او الجسم غير الحي كذرات التراب، النار والهواء يكون متماثلا وغير متخصص في حين أن الجسم الحي يتمتع بذاتية وينفرد بشخصيته ويؤدي وظيفة خاصة ومحدودة يتعين عليه أن يؤديها وكلما زاد الكائن الحي ارتقاءا زاد تفرده وتخصصه ظهورا ".
وهكذا يقرر سبنسر أن التخصص هو غاية كل تطور وارتقاء في الموجودات.
دعائم القانون:
حسب تحليل سبنسر فالقانون يقوم على دعامتين:
أولا: كلما ازداد المركب الحيوي تعقيدا ازداد تخصصا وتفردا.
ثانيا:كلما ازدادت الأعضاء تفردا واختصاصا ازدادت استقلالا
من الحقائق البيولوجية الى الحقائق الاجتماعية
"من ميدان البيولوجيا الى ميدان الحياة الاجتماعية "
نشط سبنسر في تطبيق ما توصل إليه في الميدان البيولوجي على الميدان الاجتماعي:
1. الأفراد وحياة الفطرة
اتسمت حياة الجماعات البشرية الأولى بالتشابه والتماثل في انتسابهم الى مجتمع تتشابه فيه طرق المعيشة والحاجات والغايات ووسائل العيش والاقتصاد والنمو والدفاع والأمن والزواج والدين والمعتقدات والأساطير...الخ
وفي مرحلة ما حدث تطور في الحياة الاجتماعية والانتقال من سذاجة الفطرة الى مرحلة اكثر ارتقاء لوحظ فيه ظهور الفوارق بين الأفراد وتقاسم وظيفي لشؤون الأسرة والعمل وما الى ذلك من شؤون الحياة الاجتماعية.
وفي مرحلة اكثر تطورا ورقيا لوحظ ازدياد في التخصص والاستقلالية الفردية.
2. انقسام المجتمعات:
- كلما ازداد التخصص والتفرد كلما انقسمت المجتمعات الى طبقات اكثر.
- شيوع ظاهرة التخصص والتفرد في أدق مظاهرها.
تعقيب / تساؤل: هل التخصص والتفرد يشكلان مصدر قوة أم ضعف للمجتمع؟ تماسك أم تفكك؟
إن الإسراف في التخصص لا يعني استقلال كل كائن عن الآخر او كل طائفة اجتماعية عن بقية الطوائف الأخرى في المجتمع وعلى العكس من ذلك فالتخصص ينطوي على التضامن والتعاون ويتجه نحو التآلف ؛ فالعدالة تستوجب ضمانات لتحقيقها كالقضاة والمحامون ووكلاء الدفاع والكتاب والمحضرون بحيث ينصرف كل الى عمله ليتحقق القصد والهدف العام كما أن التآلف ينسحب على الدور التكاملي الذي يؤديه كل من التاجر والصانع والطبيب والمدرس وعامل النظافة والمزارع والجندي والشرطي بحيث ينصهر الجميع في بوتقة واحدة تنزع نحو وحدة القصد والهدف رغم التفرد والاختصاص.

ملخص نظرية سبنسر
تتلخص النظرية التطورية عند سبنسر في:
- الانتقال من التشابه الى التباين او من التعميم الى التخصص او من الاستقلال الانعزالي ( فوضى الشيوع ) الى النظام والتدرج.
- هذه المعاني لا تتغير، فهو شرحها في كتابه " المبادئ الأولى " وفي كتبه الأخرى " مبادئ علم النفس وعلم الحياة وعلم الاجتماع ".

ثالثا: نظريته في طبيعة المجتمع
‌أ. المحددات النظرية:
إن نظرية سبنسر في المجتمع تنبع أصلا من فلسفته في التطور الاجتماعي هذه الفلسفة ستؤدي حتما الى مماثلة بين المجتمع والكائن الحي ولكن بشرط. أي أن المجتمع فقط يشبه الكائن الحي ولكنه يتطابق معه. كيف؟

عبر ثلاث ماهيات.
1. ماهية المجتمع:
حسب داروين و هيغل بصفة خاصة يتفق سبنسر على اعتبار المجتمع جزء من النظام الطبيعي للكون وبالتالي فهو يرفض الفكرة التي تعتبره شيئا خارجا عن هذا النظام.
2. ماهية علم الاجتماع:
إن اعتبار المجتمع جزء من النظام الطبيعي للكون يستوجب، حسب سبنسر، النظر إليه كفرع من منظومة التفسير الطبيعي التي تطبق على سائر مظاهر الكون وليس على المجتمع فقط. وعلى هذا الأساس فإن علم الاجتماع هو محاولة لمعرفة نشأة المجتمع وتركيبه وعناصره وهيئاته ومراحل نموه وتطوره وما الى ذلك من المظاهر التي تخلفها العوامل الطبيعية والنفسية والحيوية بوصفها عوامل تعمل متضافرة في عملية تطورية موحدة.
3. ماهية التطور الاجتماعي:
هكذا فان التطور الاجتماعي ليس إلا عملية تطورية عضوية ليس بالمعنى البيولوجي النصوصي بل بالمعنى الاصطلاحي الذي يخلص سبنسر الى تسميته بالتطور فوق العضوي.
‌ب. التطور فوق العضوي: ما هو؟ = التطور العضوي؟
إن التحدث عن تطور عضوي ( بمعنى بيولوجي ) وتطور فوق عضوي ( بمعنى اصطلاحي ) يعني أن سبنسر بصدد الحديث عن مقارنة الكائن الحي من جهة والمجتمع من جهة أخرى. وبما أن المنهج المقارن يستوجب ضبط التشابهات ( التماثلاث ) والاختلافات ( التمايزات ) فمن الواضح أن سبنسر عندما يتحدث عن عناصر تشابه بين المجتمع والكائن الحي إنما يتحدث أيضا عن فروقات لذا نراه دقيقا في اختياره للمصطلحات والمفاهيم بالقدر الذي يسمح له ببناء نظرية تجد لها موقعا ملائما بين النظريات الاجتماعية التي أعقبت ظهور علم الاجتماع على يد اوجست كونت.
السؤال: ماهي طبيعة الفرو قات بين التطور العضوي والتطور فوق العضوي؟
جواب: لدى مقارنته للمصطلحين في نطاق المجتمعات الحيوانية يرى سبنسر أن التطور فوق العضوي وإن كان موجودا في مجتمعات النمل والنحل مثلا بوصفها مجتمعات راقية إلا انه يبقى اقل وضوحا. إذن المسألة تتعلق بمدى تعقد المجتمعات المدروسة، أي بمدى تخصصها، وفي هذا السياق يعقد سبنسر مقارنة بين المجتمعات الحيوانية والمجتمعات البشرية، فماذا يلاحظ؟
يلاحظ أن المجتمعات الحيوانية ليست معقدة كالتعقيد الذي يمكن ملاحظته في المجتمعات البشرية. لماذا؟ وأين يكمن التعقيد؟ مبدئيا فإن الاجتماع الحيواني يشتمل على ضرب من السلوك والأثر ما هو أشد تعقيدا مما لدى الاجتماع الإنساني، غير أن الاجتماع الإنساني ينطوي على تفاعل في مستوى العلاقات الإنسانية وتشابك المصالح والرغبات بين الأفراد مما ينجم عنه ضروبا من السلوك والآثار أشد تعقيدا وأشد تنوُّعا الى الحد الذي يجعله أرقى صورة للتطور العضوي.
‌ج. محتوى المماثلة البيولوجية
المجتمع كائن حي؟
في ضوء ما سبق، وحسب سبنسر، فإن:
- المجتمع عبارة عن كائن عضوي أو مركب عضوي يشبه الجسم الحي.
- عناصر المجتمع وهيئآته تشبه نظائرها في الكائن الحي. كيف؟
1. من حيث التشابهات:
فالمجتمع كالفرد مزود بجهاز للتغذية يتمثل في هيئاته وطبقاته المنتجة، ومزود بدورة دموية تتمثل في نظم التوزيع وطرق المواصلات، ومزود بجهاز هضمي وإخراجي يتمثل في نظام الاستهلاك، ومزود بجهاز عصبي يتمثل في الحهاز التنظيمي والادارة والحكومية التي تتولى قيادة المجتمع والاشراف على مصالحه.
2. من حيث الفروقات:
v ان عناصر الكائن الحي تكون كلا متماسكا ومتحددا بصفة مباشرة.هذه الكلية تتمظهر في اتحاد مادي محسوس لجميع العناصر.
v ولكن في المجتمع فان العناصر / العوامل إنما تؤدي الى الوحدة / الكلية لانها عناصر خارجية وليست عضوية كما هو التركيب العضوي للفرد. وهذه العوامل تتجلى باللغة والعواطف والانفعالات والافكار والمعتقدات والتقاليد والعرف...الخ
v ان الجهاز العصبي ـ مثلا ـ في عقل الكائن يشغل جزء صغيرا من التركيب البيولوجي \العضوي للفرد، بينما في المجتمع نجده ممثلا بالجهاز التنظيمي والادارة والقيادة. أي أنه موزع بين الافراد ولكل انسان الحق في المساهمه فيه في اطار توجيه المجتمع.
v المجتمع يشبه الفرد من حيث النشأة والتكوين، حيث ينشأ بصورة بسيطة ضيقة النطاق ثم يأخذ حجمه بالنمو وعدد افراده بالتكاثر. اذن المجتمع يشبه الكائن الحي في حالة النشأة أي في الحالة التي يتبعها تميز في الهيئات والاعضاء والتركيب المعقد [ انتقال من التجانس اللامحدود الي التباين المحدود ] ولكن نمو المجتمع لا يكون عن طريق التزايد البسيط الضيق بل من خلال اندماج هيئاته واتحاد بعض المجتمعات الصغيرة وتفاعل اتجاهاتها والتيارات التي تسودها، هنا تبدأ حالة التعقيد في بنية المجتمع وتركيبه.
المجتمع بين الاستقرار والانحلال
يقضي قانون النشوء والارتقاء بخضوع الكائنات الحية لوجهي القانون. فاذا كان الكائن الحي ينشأ وينمو فهو ايضا ينحل. وهكذا المجتمع حين يشبهه سبنسر بالكائن الحي فهو حتما خاضع للوجه الاخر للقانون وهو الضعف والانحلال.
1. استقرار المجتمع:
ان نشوء المجتمع مرحلة تتواصل مع مرحلة النمو، وما بين اكتمال نمو المجتمع وتعقيده من جهة وانحلاله من جهة اخرى ثمة مرحلة استقرار يبلغ فيها المجتمع من القوة ما يزيد من اندماج عناصره وهيئآته وتماسكها. في هذه المرحلة يكون المجتمع في أوج استقراره. فما الذي يحدث عند استقرار المجتمع؟
ما ان تستمر الحياة لاجتماعية الى حد ما حتى تاخذ الظواهر والنظم الاجتماعية في الارتقاء والتطور، وهذه العملية تعني الانتقال من حالة التجانس الى حالة التباين والتخصص. وخلال انتقالها من حالة الى حالة فإن الظواهر والنظم الاجتماعية ستتاثر بنوعين من العوامل:
- العوامل الداخلية:
تتعلق هذه العوامل بالناحية الفردية. أي كل الخواص الفردية ذات الصلة بالتكوين الطبيعي والتكوين العاطفي العقلي للافراد الذين يكوِّنون المجتمع. فالظواهر التي تقوم في المجتمع تنشأ في واقع الامر متاثرة بالخواص الفردية هذه. بمعنى ان الافراد يشكلون ظواهر المجتمع وفق الخواص المشار اليها.
- العوامل الخارجية:
هي كل العوامل التي تقع خارج نطاق الخواص الفردية ولكنها تؤثر على الافراد تأثيرا مباشرا وعلى الظواهر الاجتماعية بوصفها نتاج لأوجه نشاط الافراد.هذه العوامل هي البيئة: كالبيئة الجغرافية والطبيعية وظروف المجتمع المناخية وموقعه وما الى ذلك من المؤثرات البيئية.
2. انحلال المجتمع:
ان ارتقاء وتطور المجتمع عملية تنسحب على شتى مناحي الحياة الاجتماعية من نمو في الوحدة السياسية ( الاسرة، قبيلة، مدينة، دولة، هيئة، أمم...الخ ) والوحدة الاقتصادية (صناعة منزلية، مهن، ثورة صناعية آلية ثم ثورة صناعية كهربائية، وكذلك نظم الشركات المساهمة والاحتكار والاستعمار...الخ ) ونمو في الوحدة السكانية (عائلة ثم قرية ثم مدينة...الخ )...الخ
ان التطور كان وما يزال مصحوبا بظاهرة ملازمة هي ظاهرة " تنافر القوى وتنوع الوظائف وتفرع الاختصاصات ". فالعامل الاجتماعي ازداد تنوعا فيما ازدادت المهن والصناعات تخصصا وخضعت مظاهر الانتاج الاخرى لهذه المبادئ. لا بل نجد تنوعا بين خصائص الريف والمدن وبين دولة وأخرى او بين وحدة اقليمية واخرى، وفي كل ناحية من نواحي الحياة الاجتماعية نجد تطبيقات صحيحة لهذه المبادئ في السياسة والدين والاخلاق والعلم والفن والاقتصاد.
وفي المقابل نجد انحلال يعقب التطور. إذ ثمة مجتمعات تضعف بعد قوة ومدنا تتقوض وتنحل وتفقد مكانتها، ودولا يحل بها الظلم والهوان والفقر والتخلف بعد مجد وسلطان وأخرى تقوم من جديد وتأخذ بأسباب النشوء والارتقاء في عملية خلق متجددة في الحياة الانسانية.
تعقيــب
ولكننا نلاحظ دولا وشعوبا وقبائل تأبى الانعتاق من تخلفها وبدائيتها مقابل دول وشعوبا تصر على ديمومة الارتقاء وعدم الانتكاس.
رابعا: نظريات سبنسر في شؤون المجتمع
كثيرة هي النظريات التي يعرض لها سبنسر في فلسفته الاجتماعية، منها ما يتعلق بالشؤون السياسية والاقتصادية وبعضها يتعلق بالشؤون الاخلاقية والدينية.
نظريته في تصنيف المجتمعات
يقسم سبنسر المجتمعات باعتبارين:
1. من ناحية التكوين المورفولوجي: مجتمعات بسيطة أومركبة
في هذا النوع تكون الوحدات الاجتماعية أو التجمعات البشرية متجانسة بما يشبه الفوضى البدائية شأنها في ذلك شأن الانواع الدنيا من الحيوان ثم تاخذ في النمو كما ينمو جسم الانسان فترتقي وتتجه بالتدريج نحو التعقيد في التركيب والتنوع في الوظائف والظواهر والنظم ومن ثم الاستقرار. ومن الضروري أن يحدث اتحاد بين هذه التجمعات إما عن إرادة وقصد وإما عن طريق القهر والتغلب لكي يحصل الانتقال من حالة التجمعات البسيطة الساذجة الى حالة التعقيد والتركيب.
2. من ناحية الوظيفة: مجتمعات حربية أو صناعية
يرى سبنسر أن بعض المجتمعات من يعيش سكانها رغبة في القتال كالتي سادت نظم الحياة الاقطاعية في أوروبا سابقا وهو حال المجتمعات الحربية. وهناك من المجتمعات من يقتصر عيشها على مكافحة المتاعب في الحياة والصراع في معركتها. مثل هذه المجتمعات ليس لها غاية الا العمل للتغلب على مصاعب الحياة وهو حال المجتمعات الصناعية.
النظرية الوظيفية
اولا: جذور النظرية
لما نتعرض للوظيفية بالدرس والتحليل والفهم علينا اولا ان نأخذ بعين الاعتبار ان للنظرية الوظيفية:
1. جذورا ابستيمية ومعرفية تسبق تحول الوظيفية الى نظرية، ولما نبحث عن الجذور فاننا في الواقع نقوم بمقاربة للوظيفية كمفهوم قبل ان نقف عليها كنظرية هذه الجذور المعرفية نجدها لدى علماء الاجتماع الاوائل امثال سان سيمون و اوجست كونت و اميل دور كايم و مارسيل موس وحتى كارل ماركس و ماكس فيبر. وهي في وضعها هذا لا تعدو ان تكون مجرد مقاربة ولكنها قابلة للارتقاء الى مستوى النظرية.
2. ان النظرية الوظيفية هي نظرية جزئية وليست نظرية كلية في علم الاجتماع وهذا هو حالها فيما لو قارناها بالنظرية الماركسية التي تقدم نظرة شاملة للمجتمع.
3. بدء من العقود الاولى للقرن العشرين اخذت الوظيفية بالهيمنه على ساحة علم الاجتماع خاصة بعد ان نشطت المدرسة الانجلو سكسونية التي ضمت كلا من روبرت ميرتون و راد كليف براون و تالكوت بارسونز ومالينوفسكي في انجاز ابحاث استندت الى النظرية الوظيفية او ما عرف بالبنائية الوظيفية.
هكذا علينا أن نقر انه من العبث فهم هذه المقاربة الجديدة قبل ان نرجعها الى جذورها المعرفية الاولى، أي الى المقاربة الوضعية التي انبثقت منها. كيف؟
لقد اوجد اوجست كونت قطيعة بين ما يسميه هو بقرون الميتافيزيقيا والقرن التاسع عشر او ما يسميه بالقرن الوضعي العلمي. هذه القطيعة ترتب عليها بروز تصورات جديدة تتعلق بالنظام السياسي والنظام الاجتماعي والنظام المعرفي. كما ان كونت بشر بوراثة العلماء والفلاسفة والصناعيين لرجال العهد الميتافيزيقي البائد، أي انه بشر بنظام اجتماعي وسياسي سيرتكز على العلم والفلسفة والصناعة. وهكذا، فكلما تغيرت المعرفة بالاتجاه العلمي والوضعي كلما امكن التوصل الى اقامة نظام سيلسي وضعي.
السؤال: ما هي قيمة التصور الوضعي للاجتماع والسياسة والمعرفة؟
قيمة التصور الوضعي تنعكس على علاقة المعرفة بواقعها.أي ان المعرفة لم تعد نظرية مجردة بالقدر الذي ستصبح فيه تطبيقية. في هذا الاطار من التصور الوضعي سيكون دور المقاربة الوظيفية هو التعامل الواقعي مع الظواهر الاجتماعية. فهل حصل مثل هذا التعامل؟
في واقع الامر نعم. فقد بدأ هذا التعامل الواقعي مع الظواهر مع سان سيمون لما اعترف – مثلا - بمفهوم المواطنة وأعلى من شأنه على حساب مفهوم الكونت، ثم لما اعتبر الدين ظاهرة اجتماعية وجردها من كل مقدس. ولكن مع اوجست كونت كان التعامل الواقعي مع الظواهر ابلغ اثرا حيث جعل من ظاهرة الدولة ظاهرة نمطية فقسمها الى ثلاثة اقسام / انماط تعبر عن ثلاث مراحل هي:
- الدولة الثيولوجية تعبير عن المرحلة اللاهوتية.
- الدولة الميتافيزيقية تعبير عن المرحلة الفلسفية \الميتافيزيقية – الطبيعية.
- الدولة العلمية تعبير عن المرحلة الاخيرة / الصناعية او الفكر الوضعي العلمي.
بعد هذه التجربة المعرفية في تنميط مراحل التطور البشري الفكري توصل كونت الى تجاوز الفلسفة النظرية المجردة التي اخفقت لانها عجزت عن تحليل واقع الانسان وشرع كونت في بناء شجرة المعرفة متوجا اياها بعلم الاجتماع الذي كان عليه ان يلعب دورا اساسيا في تحليل وافع الانسان. وهكذا ستكون المقاربة الوظيفية ترجمة لكل التصورات التي حصلت داخل المقاربة الوضعية.

آخر مواضيعي









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-27, 17:27   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elbouri مشاهدة المشاركة
السلام يانصير المغبنين رحم الله كل امة محمد الامين آمين يارب العالمين
اخي انا السنة أولى علوم إجتماعية واريد بطاقة تقنية حول النظريةالوضعية جعل الله تعبك في ميزان حسناتك انت والغالي عليك آمين

الخـــــــــلاصة
لاشك ان توضيحات ميرتون تمثل اضافات هامة بالنسبة لعلماء الاجتماع الذين يصرون على استعمال التحليلات الوظيفية في دراساتهم للوظائف الاجتماعية، فتعديلات ميرتون للصيغ القديمة للنظرية الوظيفية تعد تعديلات ضخمة بحيث يمكن تسمية علماء الاجتماع الذين تبنوا تفكيره بـ" الوظيفيين الجدد "
الجزء الثاني:
النظرية الاجتماعية المعاصرة
نظرية الصراع الاجتماعي
" رالف داهرندوف " R. Dahrendof
مفهوم الصراع الاجتماعي:
يحدث الصراع الاجتماعي نتيجة لغياب الانسجام والتوازن والنظام والاجماع في محيط اجتماعي معين. ويحدث ايضا نتيجة لوجود حالات من عدم الرضى حول الموارد المادية مثل السلطة والدخل والملكية او كليهما معا.
اما المحيط الاجتماعي المعني بالصراع فيشمل كل الجماعات سواء كانت صغيرة كالجماعات البسيطة او كبيرة كالعشاثر والقبائل والعائلات والتجمعات السكنية في المدن وحتى الشعوب والامم.
والفكرة الاساسية تتجلى في القول ان قضية الصراع بين المجموعات البشرية هي في الواقع ظاهرة عضوية في الحياة الانسانية والعلاقات السائدة بينها. ويمكن ايراد نوعين من الأسباب حول استيطان الصراع الاجتماعي كظاهرة اجتماعية بين المجموعات البشرية:
1. ثمة ما يسمى بـ" الرموز الثقافية " وهو نوع من الاسباب التي تؤدي الى انسجام بين البشر او الى خصام. والخصام في هذا السياق قد يتجلى في الاختلاف على مفهوم السلطة المادية. فمن له الحق في السلطة وتملكها؟ ولماذا؟ هو سؤال يسمح بنشوب صراع.
2. ومن وجهة نظر ماركسية فان قضية العدالة الاجتماعية تعد متغيرا بنيويا في اثارة الصراعات الاجتماعية طالما ان هناك توزيع غير عادل للثروة.
بعض تعريفات الصراع الاجتماعي
يقدم علماء الاجتماع السياسي وعلماء الانثروبولوجيا بعض التعريفات التي تساعدنا في التعرف على معنى الصراع في ادبيات العلوم الاجتماعية، ولنأخذ اثنين من هذه الادبيات:
أولا: رالف داهرندوف
يقدم عالم الاجتماع الالماني هذا الصراع على انه "حصيلة العلاقات بين الافراد الذين يشكون من اختلاف في الاحداث ".
ثانيا: لويس كوزر
هو عالم اجتماع امريكي معاصر اهتم بالنظرية الوظيفية وقدم مساهمة في نظرية الصراع الا جتماعي.
هذه المساهمة تعرف الصراع بـ:
" انه مجابهة حول القيم او الرغبة في امتلاك الجاه والقوة او الموارد النادرة ".
وفي هذا السياق للتعريف فان الاطراف المتصارعة لا ينحصر اهتمامها بكسب الاشياء المرغوب فيها بل انها تهدف الى وضع المناوئين اما في حالة حياد او ان يقع الاضرار بهم او القضاء عليهم.
مشروعية الصراع الاجتماعي
- الجذور:
تهتم النظريات السوسيولوجية باستكشاف اسباب الصراع الاجتماعي وانعكاساتها، وتحاول ان تطرح رؤىً فكرية بخصوص امكاية نفي المفهوم او التحكم فيه. أي البحث في استعمال المفهوم وتوظيفه لتبرير غايات سياسية او اقتصادية او اجتماعية او حتى فلسفية. ولكن كيف؟
ان الفكر النظري حول الصراع الاجتماعي هو فكر قديم جدا ولعل نظرية كارل ماركس حول الصراع الطبقي تمثل حصيلة لتراكم الزاد المعرفي لهذه النظرية. فالصراع الاجتماعي عند ماركس له جذور اقتصادية تشكل الطبقات الاجتماعية اساسه عند المجموعات البشرية. فالصراع الطبقي حسب الماركسية هو القوة المحركة للتاريخ.
من جهة أخرى يرى البعض كـ " روبرت مالتوس " صاحب النظرية الشهيرة في السكان بان الثروات وقتل الملايين من الافراد عبر وسائل العنف المتعددة والمتنوعة هي مسألة ضرورية لتقدم البشرية. بعبارة اخرى فالصراع الاجتماعي من هذا المنظور اساسيا وضروريا لإحداث تغير اجتماعي ايجابي وكأن فلسفة التقدم والتنمية التي اجتاحت اوربا في القرن 19م ما كان لها ان تنجح لولا البعد العنفي الكامن فيها. وفي هذا السياق يبدو أن للصراع وظيفة ايجابية.
- في علم الاجتماع
بالنسبة لنظرية الصراع في علم الاجتماع فيمكن الاشارة الى المعالم التالية:
فمن جهة تُعَدُّ نظرية الصراع الاجتماعي كطليعة للفكر الماركسي، ومن جهة ثانية تُعَدُّ بديلا للنظرية البنيوية الوظيفية، بل انها تمثل مخرجا للنظريتين فهي من جهة تحمل بذورالوظيفية وفي نفس الوقت تحمل بذور الماركسية لذا فهي تستعمل مضامين وجواهر كلا من الوظيفية والماركسية بحيث يستحيل ردّ اطروحاتها الى أي من هما منفردة.
كنا قد اشرنا الى النقد الذي تعرضت له البنيوية الوظيفية على عدة مستويات باعتبارها نظرية محافظة ذات طابع ايديولوجي وغير قادرة على التعامل مع التغيرات الاجتماعية كونها ركزت في انطلاقاتها علىاستقرار البنى الاجتماعية حتى فقدت القدرة على تحليل الصراع الاجتماعي. لذا يمكن القول بان نظرية الصراع الاجتماعي تمثل محاولة قام بها العديد من علماء الاجتماع للمحافظة على الاهتمام بمفهوم البنية والاعتناء بنفس الوقت بمفهوم الصراع.
ويعد كتاب عالم الاجتماع الامريكي " لويس كوزر" المنشور تحت اسم " وظائف الصراع الاجتماعي 1950 " أول محاولة تنظيرية في هذاالصدد. أي انه أول محاولة امريكية تتعامل مع الصراع الاجتماعي انطلاقا من رؤية البنيوية الوظيفية مما يعني ان كوزر انفرد نوعا ما بنظرة ايجابية للصراع الاجتماعي. ومع ذلك فالبعض يرى ان دراسة الصراع الاجتماعي يجب ان يتجاوز الوظائف الاجتماعية الايجابية لهذا الصراع. فما الذي يعنيه هذا البعض؟
المعنى يكمن في النظرية الماركسية. فلعل ابرز ضعف تشكو منه نظرية الصراع الاجتماعي هو فقدانها لارضية النظرية الماركسية، ولعل الاستثناء الوحيد في هذا الميدان هو عالم الاجتماع الالماني " رالف داهر ندوف " الذي حاول تلقيح نظرية الصراع الاجتماعي بأطروحة الفكر الماركسي فكان كتابه " الطبقة وصراع الطبقات " أهم عمل سوسيولوجي حول نظرية الصراع الاجتماعي.
ومع هذا فإن داهرندوف يكاد يستعمل نفس الاطار التحليلي الذي تبناه علماء الاجتماع الوظيفيون " البنى والتنظيمات الاجتماعية ". ومن ناحية اخرى فقد نبه داهرندوف الى أن عناصر النسق الاجتماعي يمكن ان تعمل معا متناسقة ويمكن ان تعرف صراعا وتوترات ذات بال، فالمجتمعات تتمتع بحركية والصراع هو أحد ملامح هذه الحركية ومثلما ان هناك تناسق اجتماعي فثمة أيضا مجابهات وتوترات اجتماعية.
وفي النهاية يمكن النظر الى نظرية الصراع الاجتماعي على أنها مرحلة عابرة في تاريخ تكون النظرية السوسيولوجية. ويعود فشل تبلورها الى عدم الاستفادة الكافية من الفكر الماركسي الذي كان انتشاره ضئيلا قبل الخمسينات في القرن العشرين بين علماء الاجتماع الأمريكان ومع ذلك فالنظرية الصراعية هيأت الظروف المناسبة لقبول الفكر الماركسي بين المثقفين الأمريكان مع مطلع الستينات من نفس القرن.
ومما يؤخذ على نظرية الصراع الاجتماعي أيضا أنها تركز في تحليلاتها على البنى الاجتماعية مهملة بذلك دور الأفراد وتفكيرهم وسلوكاتهم، فالوظيفية أصلا لم تعط دورا للفرد ولا أهمية له. والواقع أن علم الاجتماع الأمريكي لم يعط الفرد أي دور في فهم وتفسير الظواهر خلا نظرية التفاعل الرمزي للأنثروبولوجي الأمريكي "جورج هر برت ميد ".
نظرية الصراع عند رالف داهرندوف
مكونات النظرية " الجهاز النظري = المعرفي "
تتكون نظرية داهرندوف من عدة افكار ومقولات يمكن عرض ابرزها في الملاحظات التالية:
1. كل مجتمع يظل عرضة بصفة دائمة الى عملية التغير.
2. ان العديد من عناصر النسق الاجتماعي تساعد على تفكك المجتمع وإحداث التغير فيه.
3. كل مجتمع له نظام اجتماعي قائم على سلطة القهر والتهديد التي يمارسها أفراد المجتمع المنتصبون على قمة الهرم الاجتماعي.
إلى هنا يمكن أن نطرح عدة تساؤلات:
فهل من الممكن أن يبقى المجتمع جامدا غير متحرك؟ وكيف نقيس سرعة التغير في المجتمع؟ هل هو بطئ؟ ام انه يسجل قفزات؟ أم انه ذو طبيعة شاملة؟ وما هي كثافة التغيير؟
ان تربع طبقة، فئة، شريحة ما على قمة السلطة ستدفع الى الهيمنة والتسلط وبالتالي ستمهد الى صراع مكشوف على السلطة او الحقوق.
4. حسب داهرندوف فالنظرية السوسيولوجية ينبغي أن تنقسم الى قسمين:
- نظرية الصراع: Conflect Theory وهذه تهتم بدراسة صراعات المصالح وأشكال القهر التي تحافظ على سلامة المجتمع.
- نظرية الوفاق: Consens Theory وهذه تركز على دراسة الدمج في المجتمع " مثل النظرية الوظيفية "
وهكذا يعترف داهرندوف أن المجتمع لايمكن أن يوجد بدون وجود الصراع والوفاق معا واللذان يكملان بعضهما البعض. ولأن الصراع يحدث في المجتمع الذي يسوده الاتفاق في جميع أجزائه فان الصراع أيضا يحدث طالما يولد الحاجة الى الوفاق.
ملخص نظرية الصراع عند داهرندوف:
ينبغي بناء النظرية السوسيولوجية على مبدأين:
- مبدأالصراع
- مبدأ الوفاق
هذا يعني حسب النظرية الصراعية أنه لن يكون هناك وجود لاي مجتمع بدون حضور المبدأين الضرورين لبعضهما البعض. فالمجتمع الذي يسوده الاتفاق بين أجزائه لطالما يحدث فيه صراع بين اجزائه والعكس صحيح، فالصراع طالما يؤدي الى اتفاق فيما بين اجزائه.
مناقشة النظرية
بداية، فان عالم الاجتماع الألماني غير متفائل بخصوص الوصول الى نظرية سوسيولوجية وحيدة تشمل مبدأي الصراع والوفاق بين الأجزاء المكونة للمجتمع.
أولا: مفهوم السلطة لدى داهرندوف
في معاينته لعنصر السلطة في المجتمع يناقش داهرندوف مبدأ نشوب الصراع الاجتماعي. فهو يرى ان المجتمع يحافظ على النظام بواسطة ما يسمية بالضغوط القوية. وهذا يعني ان بعض المواقع الاجتماعية في المجتمع تتفوق بقوة السلطة على مواقع اخرى في نفس المجتمع. هذه قضية تذكرنا بنظرية ابن خلدون في الصراع الاجتماعي حين تتخذ القبيلة الاقوى من العصبية مبررا للهيمنة والتسلط واخضاع القبائل الاخرى الاضعف وبالتالي إقامة الحكم، فالعصبية الغالبة هي التي تتفوق على العصبيات الاخرى الضعيفة وهي التي تنصب نفسها صاحبة القوة على قمة الهرم الاجتماعي وليس لها من وظيفة الا المحافظة على النظام الاجتماعي القائم في المجتمع.
اذن المحافظة على النظام الاجتماعي في المجتمع لا تتوفر الا من خلال الضغوط القوية. فما الذي يعنيه داهرندوف بوجود قوة مهيمنة عل القوى الاخرى؟
هذا الواقع التسلطي لبعض القوى على القوى الاخرى قاد داهرندوف الى الاعتقاد بان التوزيع التفاضلي للسلطة يصبح، باستمرار، بمثابة العامل الحاسم في بلورة الصراعات الاجتماعية.وهذا الاعتقاد يطرح تساؤلات عديدة يبرزها الواقع الاجتماعي حول الجوهر الذي تدور حوله الصراعات الاجتماعية مثل: من له السلطة الاكثر في المجتمع؟ او من هو صاحب الامتياز الاكبر في احتكار السلطة؟
هل هو الثقافي؟
هل هو صاحب الرأسمال؟
من يتحكم بمن؟ ومن يسيطر على من؟
من الملاحظ أن إثارة التوزيع غير العادل للسلطة يقرب داهرندوف من الرؤية الماركسية للصراع الاجتماعي.
فكلما كانت السلطة موزعة تفاضليا بين شرائح المجتمع كلما مثلت العامل الحاسم في نشوء الصراعات. هذه الفرضية ستحمل داهرندوف على الولوج إلى قلب النظرية الماركسية التي تتحدث عن طبقات مهيمنة وطبقات مهيمن عليها. فما هي الفكرة الرئيسية؟
السلطة كواقع اجتماعي:
أولا: يتحدث داهرندوف في فكرته الرئيسية عن السلطة عن مواقع اجتماعية في المجتمع تتمتع بأحكام ورؤى مختلفة للسلطة، وهذه المواقع هي التي تمتلك السلطة. فماذا يقصد بالمواقع الاجتماعية؟
يقصد داهرندوف أن الأفراد في المجتمع بوضعياتهم الفردية في المجتمع لا يملكون السلطة. ولكن المواقع الاجتماعية التي يشغلها الأفراد هي التي تمتلك السلطة. فالسلطة إذن لا تأتى الى الفرد من حيث كونه فرد، إذ أن المجتمع هو في أحد مكوناته يمثل مجموع الأفراد وليس من المعقول أن يتولى مجموع الأفراد السلطة. لذا فان السلطة لا تأتى إلى الأفراد من مواقعهم الفردية إنما من خلال المواقع الاجتماعية.
ثانيا: لم يهتم داهرندوف ببنية المواقع الاجتماعية فحسب. فكما قلنا فإن لهذه المواقع أحكاما ورؤىً مختلفة تجاه السلطة وبالتالي ثمة تعارض فيما بينها. وهذا يعني أن داهر ندوف سيهتم حتما بالصراعات فيما بينها.

فأين تكمن هذه الصراعات؟
في واقع الآمر فإننا حين نتحدث عن مواقع اجتماعية فلابد لنا أن نتحدث عن الأدوار الاجتماعية لأن كل موقع اجتماعي يؤدي دورا وهذه مسألة تحدَّث عنها الوظيفيون أو بعض من اهتم بالنظرية الوظيفية حينما جرى التمييز بين الوظيفة والدور، فالدين مثلا بنية تؤدي وظيفة اجتماعية ؛ ولكن الكاهن / الشيخ / القسيس يلعب دورا دينيا قد يكون مختلفا عن الوظيفة التي يؤديها الدين. كذلك الأمر فيما يتعلق بالسلطة، فالسلطة تؤدي وظيفية في المجتمع باعتبارها عنصرا بنيويا مركزيا فيه لا يمكن الاستغناء عنه ولكن المتمتع بموقع سلطوي يلعب دورا مختلفا عن الوظيفة التي تؤديها السلطة. وإذا كانت السلطة تمثل حاجة اجتماعية كما ترى الوظيفية فإن الدور لا يمثل حاجة اجتماعية إنما يعبر عن موقع اجتماعي يلعبه فرد ما.
لذلك فان داهرندوف يرى بأن الأصل البنيوي للصراعات الاجتماعية ينبغي البحث عنه في منظومة الادوار الاجتماعية التي تكشف عن مواقع الهيمنة ومواقع الخضوع. ولكي نفهم بنية سلطة مهيمنة ومهيمن عليها يجب أن نبحث عن طبيعة الأدوار الاجتماعية التي يضطلع بها كلا الفريقين. وعليه فإن المهمة الأولى عند داهرندوف في صياغته لنظرية الصراع تتمثل بتحديد أدوار السلطة المختلفة في المجتمع.
إذن السلطة الممنوحة الى المواقع الاجتماعية هي عنصر رئيسي في المنظور السوسيولوجي لداهرندوف وهؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بمواقع سلطوية يُنتظر منهم التحكم بأولئك الذين لا يملكونها، ونظرا لأن السلطة تكتسب شرعية معينة فعلينا أن ننتظر معاقبة كل من يخالفها.
النظرية الكبرى للصراع
سيستعمل داهرندوف مقولات ماركسية في تحليل الصراع بين الفئات الاجتماعية المختلفة أو مكونات المجتمع البنيوية. ويمكن أن يتخذ التحليل طابع الماكرو سوسيولوجي كتحليل الصراع بين نمطين اقتصاديين عالميين كالرأسمالية والاشتراكية مثلا، ويمكن ان يتخذ التحليل طابع الميكرو سوسيولوجي كالتنازع بين المجموعات المهيمن علها والمجموعات المهيمنة في إطار اجتماعي ما. ولأن داهرندوف عالم اجتماع ماركسي فهو يرى ان الصراع اساسه إما الميدان الاقتصادي أو ملكيات وسائل الانتاج. ولكن مثل هذه الصراعات باتت قديمة الطابع. ففي المرحلة الصناعية ظهرت صراعات جديدة مختلفة عن الصراعات القديمة، فما الذي سيفعله داهرندوف لصياغة نظريته الكبرى حول الصراع؟
- إن العمليات الكبرى للرأسمالية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تنازع الطبقات فيما بينها هو ما تقول به النظرية الماركسية. ولكن التنازع حول ملكية وسائل الانتاج أي حول العوامل الاقتصادية لم يعد هو الصراع الوحيد، ذلك ان العنصر البشري والمعطيات الاقتصادية المادية هي عناصر أخرى للصراع.
- إذن منطلقات داهرندوف التي ظهرت في كتابه الشهير حول نظرية الصراع في المجتمعات الصناعية تتأسس، أولا وقبل كل شيئ، على تعميم عناصر الصراع الموجودة في نظريه كارل ماركس كمنطلق لبناء نظرية صراع كبرى. وهذا يعني أن محاولات داهرندوف تجاوزت المحتوى الماركسي لتبحث عن عوامل صراع جديدة والا كيف ينسجم داهرندوف مع نفسه حين يتحدث عن صراع ووفاق وحين يجعل من العلاقات الاجتماعية والقيم موضوعا لعلم الاجتماع الصراعي؟
محتوى النظرية الكبرى للصراع:
حسب هذه النظرية فالمجتمع يتكون من مجموعتين يتحدد موقع كل منهما بما يمتلك من قوة وهما:
- المجموعة المهيمنة
- المجموعة المهيمن عليها
سمات المجموعتين:
1. كل مجموعة من المجموعتين تكوِّن مجموعة مصالح مشتركة تجعلها تقف موقف العدو من المجموعة الأخرى، فحتى تحافظ كل من المجموعتين على وحدتها لا بد أن تخلق كل منهما بعض المصالح وإن كانت متناقضة.
2. تهتم المجموعة المهيمنة بالمحافظة على الوضع كما هو لأنها تقع في منطقة امتيازات أي مواقع اجتماعية نافذة بينما تهتم المجموعة المهيمَن عليها بالعمل على تغيير الوضع لصالحها. مثلا كأن تكافح المرأة لتغيير الوضع القائم لصالحها، ففي هذا المثال يتضح أن المنظومة القيمية تحد من حرية المرأة وحقوقها بحيث يبدو مجتمع الرجال مهيمنا على مجتمع النساء في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية...الخ
3. وكمجموعات منظمة لكل منها مصالح مشتركة فمن الطبيعي أن يشعر أفرادها بالانتماء المشترك ويعملون على إنشاء وسائل مادية وأيديولوجية وقيادية للدفاع عن مصالحها الأمر الذي يؤدي الى تبلور الصراع بطريقة واضحة وظاهرة، أي أن الصراع سيتحرر من حالة الجمود " الخفاء " الى حالة البروز " الظهور" ليغدو صراعا مفتوحا.
4. يرى داهرندوف أن الصراع كظاهرة اجتماعية في المجتمعات الرأسمالية الصناعية من الممكن أن يؤدي الى التغيير في المجتمع، وهذا التغيير يحدث كلما استطاعت المجموعة المهيمَن عليها أن تضعف قوة المجموعة المهيمِنة عند ذلك يصبح التغيير الاجتماعي اكثر احتمالا بما يلائم أهداف المجموعة الحقيقية. والفكرة الأساسية تتعلق في وظيفة الصراع كوسيلة من وسائل التغيير.
5. ولكن ما أن تنتصر المجموعات الضعيفة وتنتصب على قمة الهرم الاجتماعي حتى تظهر في المقابل مجموعات معارضة جديدة، وفي هذا السياق يتحدث داهرندوف عن حركية التغيير المستمر في المجتمع كونه متحرك غير جامد.
6. كما يعتقد داهرندوف أن الصراع بين مجموعتين في المجتمعات الرأسمالية والديموقراطية الحديثة ينتشر ليمس كل جوانب الحياة الاجتماعية في المجتمع كصراع المرأة ضد الرجل فيما يتعلق بالمشاركة في السلطة السياسية والمواقع الاقتصادية والأكاديمية والأسرية، وحتى الدين والعلوم والفنون باتت معرضة للصراع.
ويخلص داهرندوف الى التأكيد على انه كلما انتقلت هذه النظرية من تفسير الصراعات الخفية الى تفسير التغيير الاجتماعي كلما اصبح واجبا أن تأخذ النظرية بعين الاعتبار سلوكات الأفراد والجماعات في أوضاع اجتماعية معينة، إذ أن منطق الصراع تكمله حركية الصراعات. وهكذا فإن نظرية الصراع الكبرى لـ داهرندوف مثل نظرية كارل ماركس تعتمد على النشاطات الصغرى MICRO ACTIVE كمنطلق في تفسير العمليات التاريخية الكبرى المجسمة للتغيير.
https://www.ingdz.com/vb/showthread.php?t=48408&page=2
آخر مواضيعي









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-25, 19:55   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أسامة الزمالة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أسامة الزمالة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك............................................... ...........










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-26, 19:33   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
LINA ADALOU3A
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية LINA ADALOU3A
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اختي الكريمة انا ابحث عن بحث حول الاعلان و الاشهار اذا امكن ذلك و جزاك الله كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-26, 21:11   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة LINA ADALOU3A مشاهدة المشاركة
اختي الكريمة انا ابحث عن بحث حول الاعلان و الاشهار اذا امكن ذلك و جزاك الله كل خير
رسالة
أسيل
المدير العام



عدد المساهمات: 153
السٌّمعَة: 9
تاريخ التسجيل: 02/11/2009
العمر: 18
الموقع: elama.a7larab.net


موضوع: بحث حول الإشهار الخميس أبريل 15, 2010 8:17 pm
مقدمة:


يعتبر الإشهار أهم الأنشطة في سياسة الاتصال التسويقي وترويج السلع والخدمات ، لأنه يجعل المنتوج حاضرا في الذهن وان كان غائبا ماديا ، إضافة إلى أنه يلعب دورا مهما في التعريف بالمنتوج و إقناع الزبون به وحثه على شرائه إذا ماخطط له بمهارة ،و يمكن اعتبار الإشهار الأداة التي يتم بواسطتها وضع السياسات التسويقية موضع التنفيذ .
ولهذا يجب على مسئول التسويق التعرف على جميع جوانب وأبعاد السياسة الاشهارية للمؤسسة ،ابتدءا من تحديد أهداف الإشهار حتى الوصول في الأخير إلى تقييم فعاليته ، حتى يتمكن من تحقيق أهداف السياسة الاشهارية ومن ثم تحقيق الأهداف العامة للمؤسسة.
تعريف الإشهار:
تعرف الجمعية الأمريكية للتسويق الإشهار بأنه "شكل من أشكال تقديم الأفكار ، أو السلع أو الخدمات غير الشخصية والمدفوعة الأجر بواسطة معلن محدد ومعروف "
أما فيليب كوتلر يعرف الإشهار انه " شكل غير شخصي ، مدفوع القيمة لتقديم فكرة ، أو سلعة أو خدمة ، ويكون بواسطة جهة معلومة ".
و يعرف الاشهار على انه "عملية اتصال غير شخصية لحساب المؤسسة المشهرة التي تسدد ثمنه لصالح الوسائل المستعملة لبثه ويكون هذا الإشهار في غالب الأحيان من إعداد وكالات الإشهار ، ويكون الإشهار عن السلع والخدمات لأغراض تجارية ، وأحيانا يكون لأغراض اجتماعية وسياسية.
أهمية الإشهار:
يعتبر الإشهار من المفاهيم ذات الأهمية البالغة,وذلك على المستوى الأكاديمي حيث كان موضوعا لدراسات وبحوث في مختلف التخصصات،أو حتى من حيث الممارسة باعتباره نشاط اتصالي بين منتج لسلعة أو خدمة وبين مستهلك يريد تحصيل هذه الخدمة أو السلعة قصد الحصول على قيمتها الاستعمالية أو النفعية. فقد أصبح الإشهارعلما قائما بذاته.له مناهجه، مواضيعه وتقنياته.هذا بالإضافة إلى كونه فنّا في التطبيق والممارسة.يتطلب الإبداع حتى يصل إلى الشرائح المختلفة المشكلة للجمهور العام.و بالتالي لم يعد الإشهار مجرد إخراج لرسائل إعلامية إبداعية باستخدام بعض المؤثرات الصوتية أو المرئية، بل وسيلة اتصال لها أهمية بالغة بالنسبة لكل الأطراف التي تتشكل منها عملية اتصالية مكتملة العناصر.سواء أكان المستهلك النهائي عبارة عن أفراد أو مستهلكين صناعيين.
كما زادت أهمية الإشهار بظهور التسويق بمفهومه الحديث الذي يركز على احتياجات المستهلكين ورغباتهم من أجل الاستجابة لها ومحاولة إشباعها من خلال منتجات وخدمات تسعى إلى إرضاء الجمهور الذي يتطلب إقناعه بصحة مايدّعيه المنتج أن نقدم له معلومات صادقة وكافية عن كل ما يقدمه من سلع وخدمات.
الخصائص الأساسية للإشهار:
يتميز الإشهار عن غيره من وسائل الاتصال الأخرى من بيع شخصي ، وترقية المبيعات وعلاقات عامة بخمس خصائص أساسية تتمثل فيما يلي :
- يستطيع الاشهار أن يصل ويمس جمهور كبير ، في بعض الأحيان يستهدف الملايين من الناس ، وهذا ما جعله الوسيلة الاتصالية الأكثر استعمالا وتقبلا .
- الاشهار عن طريق وسائل الاتصال مرتفع لكن كونه يمس جمهور كبير فان تكلفة الاتصال تنخفض ، وهو السبب الذي جعله الوسيلة الأكثر استعمالا من طرف المعلنين ، وخاصة في مجال السلع ذات الاستهلاك الواسع .
- الإعادة والاستمرارية : يقوم الاشهار على مبدأ التكرار والاستمرارية في بث الرسائل الاشهارية
- تتميز الرسائل الاشهارية بالوضوح والشمولية ، أي نفس الإشهار لجميع الناس ، وهو على عكس وسائل الاتصال الأخرى كالبيع الشخصي والعلاقات العامة حيث تختلف الرسائل المعدة بحسب الجمهور المستهدف
- الإشهار عبارة عن رسالة يكون مضمونها موضوعها مراقب بدقة من طرف المعلن ووسائل الإعلام المختلفة التي تبث هذا الإشهار أي لايمكن لها التعديل أو التغيير فيه .
أهداف اٌشهار:
-1هدف تجاري: يتمثل في التوسع في تقديم المنتوج ويهدف إلى جعل المستهلك يقدم على عملية شراء السلع أي تنشيط الطلب عليها .
-2هدف اعلامي: ويتمثل في التعريف بالمنتوج خاصة عند مرحلة الانطلاق ، او بالتغييرات الجديدة التي قد تدخل على المنتوج.
- 3هدف اقناعي: يتمثل في شرح ابراز مميزات وخصائص المنتوج بهدف اقناع الجمهور به.
4- هدف مؤسساتي : بهدف تعريف و تحسين صورة المؤسسة .

أنواع الإشهار:
يمكن تصنيف الإشهار إلى عدة أنواع : حسب الهدف الذي يسعى المعلن إلى تحقيقه ، حسب الجمهور المستهدف أو على أساس نوع المعلن (مسالك التوزيع ) وأخيرا على أساس نوع الوسيلة الاشهارية المستخدمة .
-1 تقسيم الإشهار على أساس الهدف :
يمكن التمييز وفقا لهذا الأساس بين نوعين من الإشهار وهما الأول إشهار السلعة أو الخدمة و الثاني إشهار المشروع أو المؤسسة .
النوع الأول : إشهار السلعة أو الخدمة :
أ – الإشهار التعليمي : ويتعلق هذا النوع من الإشهار في تسويق سلع جديدة لم تكن موجودة من قبل ، أو سلع قديمة قامت المؤسسة بإضافة استعمالات جديدة لها ، ومنه الإشهار الذي غرضه تقديم مجموعة من التعليمات الخاصة بالسلعة ، أو الخدمة المسوقة وذلك فيما يخص مزاياها وكيفية استخدامها والخصائص المميزة لها .
ب – الإشهار الإرشادي(الإخباري):
يتعلق الأمر بالسلع والخدمات التي لا يعرف الناس معلومات كافية عنها ، وهذا النوع من الإشهار يهدف إلى إرشاد المستهلكين عن كيفية الاستخدام الامثل للسلعة أو الخدمة المعلن عنها وكذلك إلى إرشاد المستهلكين إلى كيفية إشباع حاجاتهم بالطرق الاقتصادية .فضلا عن هذا يحدد المعلن الوكلاء المعتمدين الذين توكل لهم عمليات بيع السلع وأماكن تواجدها .
ج- الإشهار التذكيري :
يكتفي هذا النوع من الإشهار إلى تذكير المستهلك بالسلعة المعلن عنها من قبل والخروج بها من دائرة النسيان ، وهذا بعدما وصل المستهلك إلى معرفة خصائصها
ومزاياها وكيفية استخدامها....الخ ومنه تكون استمرارية عملية الشراء.

د- الإشهار الإعلامي :
يرمي المعلن من وراء هذا الإشهار إلى تقديم بيانات للجمهور حول منتوج أو خدمة بغرض نشرها بين أفراده ،وهذا من اجل تكوين عقيدة جيدة ، أو تصحيح فكرة خاطئة تكونت من قبل عن المؤسسة بغرض المحافظة عن العملاء الحاليين .وكذلك بغية الحصول على عملاء جدد.
هـ- الإشهار التنافسي :
يفيدنا هذا النوع من الإشهار في حالة ظهور منتجات جديدة وخدمات منافسة للمؤسسة او سلع جديدة مكافئة من حيث النوع والخصائص والمميزات ، ...الخ ومن اجل نجاح هذا النوع من الإشهار يجب على المعلن أن يقدم نوعا من الابتكارات الفنية حتى يستحوذ على إعجاب الجمهور .
و- الإشهار المقارن :
يقدم مقارنة مباشرة بين العلامة المعلن عنها والعلامة الخاصة بسلع أخرى منافسة ، وهو أكثر الاشهارات التي نراها كما نه البديل للإشهار التنافسي تقريبا .
النوع الثاني : إشهار المشروع أو المؤسسة : يرمي هذا المشروع إلى بناء شهرة واسعة أو سمعة طيبة للمشروع في ذهنية المستهلكين ، أكثر من بيع منتج أو خدمة معينة وينقسم هذا النوع من الإشهار إلى ثلاثة أنواع :
ا-إشهار التعامل :
يتمثل في تقديم معلومات عامة ذات أهمية للعملاء مثل الإشهار عن مواعيد العمل أو تغيير أرقام التليفونات أو فتح فرع جديد .
ب- إشهار العلاقات العامة : الذي يحاول تكوين صورة جيدة عن المشروع في أذهان المستهلكين ، عن طريق تقديم بيانات عن دور المعلن في المجتمع ، وما يقوم به من خدمات ، مثلا الجهود التي يقوم بها المعلن في سبيل منع تلوث البيئة .
ج- إشهار الخدمات العامة :
الذي يظهر فيه المعلن بصورة المواطن الصالح ، مثلا حث الجمهور على التبرع للهيئات الخيرية ، أو التبرع بالدم .
-2تقسيم الإشهار على أساس نوع الجمهور :
كما هو معروف فان المستهلك هو العنصر الرئيسي الذي تقوم على أساسه أي عملية تسويقية ، مما جعل البعض يعتبرونه ملك السوق والمسيطر الرئيسي عليه والمحرك لأنشطته وسياساته بما فيها الجانب الترويجي والاشهاري ، وان اتخاذ القرار السليم يبدأ من خلال دراسة المستهلكين كما سبق وان أوردناه في المبحث الثاني من الفصل الأول ، ولهذا يجب أن يصنف الأشهر وفقا لنوع الجمهور ، ويكون كما يلي :
أ – إشهار استهلاكي : يوجه الإشهار إلى المستهلك الأخير للسلعة ، أو الخدمة ، من اجل دفعه إلى الاقتناع بشراء سلع معلن عنها من خلال إثارة الدوافع الظاهرية والباطنية التي تحرك سلوكه .
ب إشهار صناعي :
يوجه إلى وحدات الإنتاج أو المستعملين الصناعيين حيث يعلن عن السلع أو المنتجات التامة الصنع والخامات ، والتجهيزات ، وما إلى ذلك والتي تتم بها عملية التصنيع بغية الخروج بمنتج جديد .
تقسيم الإشهار على أساس نوع المعلن ( مسالك التوزيع):
يمكن التمييز بناء على هذا الأساس بين الأنواع التالية :
أ – الإشهار الأهلي أو الإشهار العام :
هو الإشهار الذي يتم بثه من خلال وسائل الإعلام المختلفة للمستهلكين المتواجدين على نطاق الدولة ، بهدف التأثير عليهم .
ب- الإشهار المحلي : يتعلق بالسلع التي توزع في منطقة جغرافية محددة ، حيث توجه الرسائل الاشهارية للسكان الذين يقطنون فيها ، وفيه يتم استخدام الوسائل الاشهارية التي تغطي تلك المنطقة مثل لوحات الطرق والسينما ، والإذاعة المحلية.
ج- الإشهار الدولي : حيث يغطي أكثر من دولة واحدة ويوجه إلى المستهلكين في دول مختلفة ، وهو الإشهار الذي يرمي من وراءه المعلن إلى التعريف بالسلع والخدمات المقدمة داخل دولة ما للزبائن المقيمين خارج نطاق الدولة لخلق صورة لائقة للسلع والخدمات المراد تسويقها .
-3 تقييم الإشهار على أساس الوسيلة الاشهارية :
تختلف الوسيلة الاشهارية باختلاف الغرض المراد الوصول إليه عن طريقها ، كما تتفاوت في قدراتها على نقل الرسائل الاشهارية ، ومدى التأثير على الناس ، وانطلاقا من هذا المنظور يمكن تقسيمها إلى الأنواع التالية :
- الإشهار في الصحف والمجلات ( يومية ، شهرية ) والصحف والمجلات المتخصصة .
- الإشهار في الراديو .
- الإشهار في التليفزيون.
-الإشهار في السينما.
- الإشهار الخارجي كالملصقات .
- الإشهار بالبريد .
- الإشهار في نوافذ المعرضات .
- الإشهار في الكتيبات.
- الإشهار في الانترنت .

أن الكثير من الناس يتصورون أن الإشهار يؤدي إلى زيادة المبيعات ، ولكن في حقيقة الأمر أن زيادة المبيعات تأتي بتضافر جوانب مختلفة من المزيج التسويقي ، وإذا كان الهدف من الإشهار في المشروع التجاري هو العمل على زيادة المبيعات ، بل هذا الأخير ماهو إلا هدف منشود ومنه يضم الإشهار الوظائف التالية :
تزويد المستهلك بالمعلومات عن السلعة ومنافعها ومميزاتها و أسعارها وكيفية الحصول عليها، مع التركيز على انه يمكن للسلعة أن تساعد المستهلك على حلل المشكلة معينة مما يؤدي إلى إثارة رغبته في شرائها .
تغيير رغبات المستهلكين عن طريق دراسة محددات السلوك الاستهلاكي ، وهذا بتحقق الشرطين التاليين:
-أن ينجح الإشهار في إبراز المنافع التي يمكن أن يحققها المستهلك نتيجة إقناعه بمضمون الإشهار ، وان يثير لديه الإحساس بالتأثر وبسداد قراره في تقبل التغيير.
-التأثير على تفضيل المستهلك لعلامات معينة ، وذلك لتحويله عنها إلى سلع المنتج ، وقد يتم ذلك بواسطة إثارة الرغبة في الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة، أو عن طريق الربط بين استخدام السلعة وبين بعض الصفات الإنسانية المرغوبة.

التكوين الفني للإشهار:
يعتبر التكوين الفني للإشهار احد العوامل الأساسية في تحقيق نجاحه وفعاليته حيث يتضمن المجهودات الخاصة بتنسيق محتوياته المختلفة ، حتى يصير إشهارا ملفتا للنظر ومثيرا للرغبات.
تحرير الإشهار :
قبل أن يأخذ الإشهار شكله النهائي وقبل أن تبدأ عملية التصميم النهائي أو الصياغة الإنشائية يمر الإشهار بعملية التحرير أو إعداد الرسالة الاشهارية ومكوناتها وعناصرها " وبالتالي فإن كتابة الرسالة الاشهارية من الخطوات أو المراحل الهامة التي يمر بها إعداد الإشهار .
تعريف الرسالة الإشهارية :
يمكن القول بان الرسالة الاشهارية : " هي بمثابة تدفق سيل من المعلومات بين المشهر والجمهور المستهدف " ومن ثم فان فعالية الرسالة الاشهارية يعني القدرة على مخاطبة الجمهور العام والقدرة على دفعهم وحثهم على الشراء وبالتالي فهي إحدى الطرق المناسبة القادرة على تحريك سلوك العملاء المستهدفين بشكل ايجابي مما يسهم في تحقيق الترويج للسلع والخدمات وزيادة حجم المبيعات .
وتجدر الإشارة إلى أن كاتب الإشهار قبل أن يبدأ في تحرير الرسالة الاشهارية ، يجب أن يقوم بنوع من معين من البحوث وهذا ما يسمى : " ببحث الرسالة الذي يقوم فيه بتحديد نوع الرسالة المناسبة ونوع الميزة التنافسية الواجب ذكرها " وهذا يأخذ أكثر من شكل منها دراسات استخدام السلعة ، دراسات الدوافع ، دراسات الجماعات ، ...وغيرها اظافة إلى تحديد أهداف الرسالة التي تشتق أصلا من أهداف الإشهار فالرسالة يجب أن تلفت انتباه المستهلك وتجذبه وتحدد له جاذبية بيعية معينة وتثير رغبته في اقتناء السلعة و توضح له كيف ومن أين يحصل عليها ، وتدفعه بالفعل إلى الشراء ومن ثم يتم اختيار الوسيلة أو الوسائل المتفق على استخدامها فقد تكون الرسالة مطبوعة ، أو مرئية ، وبخصوص هذا توجد بعض الفروق البسيطة في درجة التحكم في سرعة الرسالة والوقت المتاح .
لبثها أو التلاؤم أو التناسق بين الكلمة والصوت ، أو بين الكلمة والموسيقى أو بين الكلمة والصورة ... وبعد ذلك يتم وضع العنوان الذي يتفرع إلى عنوان رئيسي وعناوين فرعية .
أما فيما يخص العنوان الرئيسي فهو يمثل الفكرة الرئيسية التي يدور حولها مضمون الإشهار وعادة ما يحمل الوعود بالمنافع والمزايا التنافسية ، أما العناوين الفرعية فعادة ما تكون في مضمون أو نص الرسالة أو القصة وعلى ضوء ما سبق ينبغي على محرر الإشهار أن يقوم باختيار الأساليب الإشهارية التي سوف نذكرها :
-1 الأساليب الاشهارية ( أساليب تحرير الرسالة الاشهارية ):
هناك العديد من الأساليب نخص بالذكر منها 3:
-1الأسلوب المنطقي : ويعتمد على الدليل والبرهان والمنطق وأحيانا الحساب وتبيان الفوائد الفنية والاقتصادية للسلعة ومقارنتها بالقيمة السلعة لها .
-2 الأسلوب الوجداني أو العاطفي : يركز هذا الأسلوب على إرضاء الجانب العاطفي في المستهلك على حساب الجانب العقلي أو المنطقي ويتفرع عن الأسلوب الوجداني أسلوبان فرعيان :
*- الأسلوب القصصي : يعتمد على استخدام القصة لكي تكون وسيلة للبيع ومن ثم يتضمن عنصر التشويق ووحدة الفكرة .
*- الأسلوب الوصفي : ويعتمد على الوصف بحيث يكون الغرض الأساسي من الرسالة الاشهارية مثلا وصف السلعة ، ومميزاتها وخصائصها وكيفية استخدامها وكيفية صيانتها أو كيفية الحصول عليها مما يبرز نواحي معينة معتمدا في ذلك على الصورة أو الكلمة .
-3أسلوب الحجج والمبررات :وهو الأسلوب الذي يجمع بين الصيغة العاطفية والصيغة المنطقية فمع استخدام الأسلوب العاطفي تستخدم بعض الحجج والمبررات لإرضاء الجانب العقلي أو المنطقي الذي يكون موجودا ، كجزء من دوافع الشراء
والنموذج الثاني يقسم الرسائل الاشهارية إلى :
أ- الرسالة التفسيرية : تعتمد على التفسير والتوضيح والتعليم بما يساعد المستهلك على جمع معلومات حقيقية دون الاعتماد على تبيان مزايا السلعة و فوائدها وكذلك الاعتماد على معلومات حقيقية دون الإثارة أو الاعتماد على أساليب عاطفية أو خيالية .
ب – الرسالة الوصفية : والهدف الرئيسي لهذه الرسالة الاشهارية هنا مجرد وصف السلعة وخصائصها وشرح كيفية الحصول عليها أو استخدامها
ج-الرسالة الخفيفة :تعتمد على الأسلوب الطريف الذي يتميز بالخفة والفكاهة أو الدعابة أو الصياغة الخفيفة اللطيفة دون الاعتماد على البيانات والتعبيرات الجامدة الصماء.
د- الشهادة : ها يعتمد محرر الإشهار على أقوال أو اعترافات أو شهادة احد أو بعض الشخصيات التي تكون معروفة وسط المجتمع المراد الإشهار له ، وبديهي أن يكون اختيار تلك الشخصية مرتبطا بمقدار ما يكون لها من تأثير على أفراد المجتمع .
-2العوامل التي يجب مراعاتها عند تحرير الإشهار :
يقوم محرر الإشهار بمراعاة النواحي التالية:
-احتواء الرسالة على تسلسل منطقي لما يريده المستهلك أو بما يتماشى مع تسلسل تفكيره الذهني .
- أن تكون الرسالة مثيرة للاهتمام ، محددة الهدف واضحة غير معقدة سهلة الفهم ومقنعة .
- أن تتفق تماما مع الهدف المطلوب تحقيقه ، ومع نوعية الجمهور والسوق المطلوب مخاطبته ، ومع الوسيلة التي ستنقل الرسالة .
- أن تتماشى الرسالة مع المراحل التأثيرية للإشهار والتي تم استنباطها نتيجة لمراحل أو خطوات نفسية وذهنية تمر بها عملية الشراء ، وهي على الترتيب : جذب الانتباه ، إثارة الاهتمام ، إثارة أو بعث الرغبة في الاقتناء ، إقناع المستهلك بحاجته إلى السلعة أو الخدمة. ولاشك ان لكل مرحلة من المراحل أو الوظائف وسائل تستخدم لتحقيقه .

بعد ان يقوم مهندس الإشهار بتحرير الرسالة الاشهارية ، تأتي مرحلة لاحقة الاوهي مرحلة تصميم الإشهار ، هذه الأخيرة تعتبر عملا فنيا يتطلب معرفة واسعة بمختلف العلوم السلوكية من علم نفس واجتماع واتصال ... بغية تحقيق التأثير في نفسية المستهلك ويمر الإشهار بأربع مراحل أساسية هي:
1-مرحلة تصميم المسودة:
في هذه المرحلة يتم تحديد الفكرة الأساسية التي تدور حولها الرسالة الاشهارية المراد تصميمها ، وتكون فكرة أولية يسعى بها إلى جذب انتباه الجمهور وإثارة دوافع الشراء ، وقد تكون هذه الفكرة الأولية مرسومة ، أو مكتوبة حيث نشرح ما تحتويه الرسالة الاشهارية وأغراضها وطريقة إخراجها.
: مرحلة التصميم الأولي -2
وفي هذه المرحلة يتم إعداد هيكل الإشهار واستخدام الرسوم والألوان وكذلك الشعارات والإشارات والرموز إظافة إلى استخدام العناوين وفي مايلي عرض موجز لكل منها : أ- إعداد هيكل الإشهار:
ويتم ذلك من خلال خطة توضح كيفية توزيع أجزاء الإشهار على المساحة المخصصة بحيث يتيح لمحرر الرسالة الاشهارية ان يتخيل مكانها من الإشهار ليصبح اختيارها مناسبا ويساعد المخرج على تحديد متطلبات عملية الإخراج وتقييم النفقات . ب- استخدام الرسوم والصور والألوان:
من المعروف ان نقل الفكرة أو المعلومة المطلوبة يمكن ان يعبر عنه بالرسالة المكتوبة أو الرسالة المرسومة أو بكليهما ...إلا ان اختيار الصور والألوان المناسبة قد يكون أعمق أثرا و أوقع في النفس من الكلمات المكتوبة لاسيما وان للرسالة المرسومة قدرة في التعبير عن معاني ذات مضمون واسع كالسعادة ، والراحة والرضا عن النفس ، الصفاء بالاظافة إلى قدرتها على اجتذاب الانتباه وإثارة الاهتمام وإضفاء الواقعية على الإشهار
ج- استخدام العناوين:
يمكن للعنوان الجيد المتناسق مع عناصر الإشهار الأخرى ا يحدث تأثيرا سريعا ومباشرا ، و يجتذب المستهلكين المرتقبين ، ويساعد على تركيز اهتمامهم على أهم نقاط الإشهار ، وتختلف العناوين تبعا للنتائج المرجو تحقيقها. العنوان المباشر : ذو طبيعة إخبارية . -
.العنوان الغير مباشر: يثير فضول القارئ -
العنوان الصحفي: يتميز بالاختصار -
العنوان الاستفهامي و العنوان الأمر - : مرحلة التصميم النهائي
وتعتبر هذه المرحلة آخر مرحلة في تصميم الإشهار لذلك يجب أن يأخذ مهندس الإشهار بعين الاعتبار الجوانب القانونية المذكورة في عقد الإشهار والمتمثلة في:
الوقت، طرق الدفع ، النوع، الواجبات ، المصادقة على التصميم الأساسي للإشهار الجهات المسؤولة عن التنفيذ و الوسائل الاشهارية. وعلى ضوء ما سبق تجدر بنا الإشارة إلى بعض مبادئ التصميم وعلى وجه الخصوص مبادئ التصميم المطبوع و المتمثل في ما يلي:
مبدأ التوازن : أي توازن بين عناصر الإشهار التي ستظهر في المجلة أو الجريدة .
مبدأ السيطرة أو التركيز : في حالة استخدام البراهين كالصور و الرسومات يجب أن تكون إحدى الصور اكبر من الأخرى وذلك لجذب الانتباه إلى الإشهار.
. مبدأ التتابع : ترتيب عناصر الإشهار يجب أن يتماشى مع حركة العين
. مبدأ التجانس أو التناغم بين عناصر الإشهار
مبدأ الوحدة : يجب أن تكون كل عناصر الإشهار مترابطة أو متحدة معا وذلك لتحقيق الأثر و الهدف المطلوب من الإشهار إخراج الإشهار:
وهو الترتيب و التنسيق النهائي لوحدات وأجزاء الإشهار داخل حدوده والوصول إلى صورته النهائية ، ويمر مخرج الإشهار بإعداد العديد من المسودات في إطار الحجم أو المساحة المتاحة بحيث يعطي لكل جزء حجمه ومكانه المناسب وذلك طبقا لاعتبارين : الأول أهمية كل جزء والثاني مظهر كل جزء ولاشك أن المسودة النهائية للإشهار التي يفكر فيها المخرج ثم يعدها سوف تخضع لعدد من التعديلات حتى يوافق عليها المختصون ومن ثم ترسل إلى المطبعة للتنفيذ . وتجدر الإشارة إلى بعض المشكلات المتعلقة بالإخراج حسب الوسائل الاشهارية المختلفة .
فبالنسبة لإشهار الراديو يعتمد على حاسة السمع ،في حين يعتمد إشهار التليفزيون على حاستي السمع والبصر ، حيث تلعب كل من الحركة من الأصوات والمشاهد دورا أساسيا في اجتذاب انتباه الفرد، فضلا عن إمكانية توفير عنصر التكرار والتحكم في سرعة الرسالة الاشهارية وكيفية عرضها والمدة التي تستغرقها والفترة التي تذاع أو تعرض خلالها من الأحسن أن يقدم الإشهار الإذاعي بطابع طبيعي بعيدا عن التكلف أو الافتعال وبلغة بسيطة وجمل قصيرة مع تكرار اسم السلعة المشهر عنها أو الأفكار الأساسية التي يقوم عليها الإشهار ومن أهم أنواع الاشهارات الإذاعية : إشهار الكلمات والموسيقى ، الإشهار المباشر (بدون مؤثرات صوتية ) إشهار الدقيقة الواحدة ( في شكل حوار ). الاشهارات الشخصية أما بالنسة للإشهار التلفزيوني فان نجاحه يعتمد على مدى تلاؤمه مع المادة التلفزيونية أو المذاعة ، وعلى اختيار الوقت المناسب لعرضه وحسن استغلال الصورة والصوت و الحركة إلى جانب الواقعية في المضمون والبساطة في التقديم والتعبير.
ومن أهم الاشهارات التلفزيونية مايلي : الإشهار المباشر ، اشهارات العرض ( أي بقديم سلعة في حالات استخدامها ) اشهارات الشهادات الشخصية ، الاشهارات الروائية ، الاشهارات التسجيلية ( تقدم فيها أدلة تبين مزايا السلعة
وبدون الدخول في تفاصيل كثيرة يمكن تناول اخرج الإشهار الإذاعي والتلفزيوني على الأخص في المراحل التالية:
مرحلة التحضير الأولي : ويتم فيها إعداد موازنة مبدئية بين السيناريو الأدبي وسيناريو الإخراج
مرحلة التحضير الثانية : وتشمل الإعداد للتسجيل أو التصوير أو اختيار المواقع والممثلين وتوزيع الأدوار والصوت وأماكن وضع الكاميرات والجدول الزمني للتصوير والتسجيل
مرحلة التنفيذ : أي التصوير والتسجيل
مرحلة المونتاج والمكساج : وتتضمن العمليات التقنية من مونتاج ومكساج وغيرها من العمليات الأخرى إلى أن يتم تسليم نسخة الفيلم أو الشريط بعد اختياره وموافقة المشهر وكذلك أجهزة الدولة للرقابة تطبيقات تسويقية لمفهوم الجماعات المرجعية للإشهار: يستخدم مديرو التسويق مفهوم الجماعات التسويقية بكثرة في رسائلهم الاشهارية ، فغالبا ما يستعين المشهرون ببعض الشخصيات المعروفة كنجم من نجوم الرياضة أو الفن مثلا أو مجموعة معينة من الأفراد بحيث يستطيع المشاهد أن يتعرف عليهم بسهولة ، يساهم النجم المعروف في إنجاح إشهارات الشركة وفي تعريف المستهلكين بالمنتج المشهر عنه بسرعة اكبر بسبب مصداقيته وشهرته ومواهبه وقدرته على التأثير في الآخرين وتعتبر مصداقية النجم من أهم الأسباب المؤدية إلى نجاح إشهار المؤسسة حيث تعتمد على عاملين هما
اعتقاد الجمهور بان النجم يمتلك قدرا كافي من الخبرة بالسلعة
اعتقاد الجمهور بان النجم جدير بالثقة
وعموما يتم استخدام النجوم في الإشهار بطرق أربعة هي على التوالي:
إعطاء شهادة طبية عن المنتج أو الخدمة : يعد هذا الأسلوب مناسبا ومشجعا على التصديق بحيث يستخدم النجم السلعة أو العلامة التجارية محل الإشهار بصفة شخصية مما يجعله قادرا على تقييمها وتحديد محاسنها ومنافعها على أن يكون نوع السلعة مرتبطة بطبيعة عمل النجم
تأييد استعمال المنتج : تعتمد الشركة في هذا الأسلوب الاشهاري على شهرة النجم ، ومعرفة الناس له وحبهم له بهدف تحقيق نوع من الانطباع الذهني الطيب والشهرة لعلامتها التجارية بحيث تطلب الشركة من احد النجوم أن يظهر في اشهاراتها ليؤيد استعمال المنتج بصرف النظر عن وجود علاقة بين المنتج وبين طبيعة عمل النجم .
:التمثيل في الإشهار
قد يطلب المشهر من احد النجوم مجرد القيام بدور تمثيلي في الإشهار كالقيام بدور الأب أو عائل الأسرة أو الطبيب أو حتى بدور كوميدي أن كان النجم من النجوم الكوميديين وذلك حتى يترك انطباعا طيبا في نفوس المشاهدين . الظهور كمتحدث إشهاري باسم الشركة :
يعتمد هذا الأسلوب الاشهاري على اتخاذ احد النجوم كمتحدث باسم الشركة او باسم منتجاتها في الاشهارات التجارية لفترة طويلة في كل من الوسائل المسموعة والمرئية والمطبوعة وبذلك يصبح النجم مرتبطا ارتباطا وثيقا بمنتجات الشركة التي يمثلها .
ب : استخدام الخبراء في الإشهار :
يختار المشهر احد الخبراء من بين المتخصصين وذوي الخبرة في نفس الصناعة أو من الأفراد الذين تلقوا تدريبا خاصا في مجال السلعة أو الخدمة المشهر عنها ، وبذلك يكونون في مركز يسمح لهم بإبداء الرأي المبني على المعرفة والخبرة ومساعدة المستهلك في تقييم المنتج محل الإشهار مما يزيد في مصداقيتهم لديه
ج: استخدام المستهلك العادي في الإشهار:
يتلخص هذا الأسلوب في إظهار المستهلكين العاديين في الإشهار حيث يظهرون وهم يستعملون السلعة أو الخدمة المشهر عنها ويمدحونها ، وفكرة هذا الأسلوب مبنية على مبدأ التشابه الموجود بين نموذج المستهلك العادي الذي يظهر في الإشهار والمشاهد أو القارئ
شروط الإشهار الجيد :
يعتبر الإشهار من بين الوسائل الترويجية الجيدة ، ونجاح هذا الأخير يتوقف على توفر عدة شروط أهمها:
الدراسات والبحوث السابقة التي يستند إليها تخطيط وتصميم الإشهار ، وتلك الدراسات المتعلقة بالمستهلك وبالسوق والسلعة نفسها .
. التصميم السليم للحملات الاشهارية من ناحية التكوين والنوع والحجم والتوقيت
. اختيار وسيلة الإشهار الملائمة بناء على توفر الدراسات عن وسائل النشر المتاحة
. التصميم و الإخراج الجيد للإشهار
. توفر المختصين في مجالات الإشهار المختلفة
وجوب الحقيقة في الرسالة الاشهارية وان لا تكون مخالفة للواقع سواء كان الأمر يتعلق بحقيقة المنتوج أو حقيقة المؤسسة ذاتها أن يراعى في الإشهار تحقيق المصلحة الاقتصادية للمنتج والمستهلك والمجتمع .
قيام الإشهار على الأسس و المبادئ العلمية ، فالإشهار أصبح علما بجانب كونه فنا ، فالإشهار الجيد يحتاج إلى الإدارة العلمية أي يحتاج إلى التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة.
تحديد إستراتيجية الإشهار :
بعد تحديد أهداف النشاط الاشهاري يجب تحديد الاستراتيجيات الملائمة للوصول إلى هذه الأهداف ، وتتمثل في اختيار الوسيلة الإشهارية .والوسيلة الإشهارية تعني محاولة خلق درجة تماثل بين جمهور الوسيلة والجمهور المستهدف بالحملة الإشهارية ، ونلاحظ أن عملية اختبار الوسيلة الإشهارية تمر بمرحلتين وهما اختيار نوع الوسيلة أولا ثم اختيار وسيلة محددة داخل كل نوع من أنواع الوسائل الاشهارية ، ويهدف المعلن من وراء اختيار وسائل الإشهار إلى الوصول بالرسائل الإشهارية إلى اكبر قدر من الجمهور المستهدف ، ويكون هذا عن طريق اختيار وكالة الإشهار ، ومن ثم اختيار وسائل الإشهار كالصحف والمجلات ،التلفزيون ،الإذاعة والسينما وغيرها من الوسائل.
الخاتمة:
يلعب الإشهار دورا هاما في نجاح النشاطات التسويقية داخل المؤسسة و ذلك من خلال تحقيق الاتصالات التسويقية بين المنتج و المستهلك و تعتبر استراتيجيات الاشهار ماهي الا تطوير للجهود الاشهارية لكي تلائم مواقف تسويقية معينة، فمهمة الاشهار ماهي الا تمهيد الطريق أمام مندوبي المبيعات لترويج منتجاتهم بتكاليف توزيع اقل .
تقديم مختلف البيانات و المواصفات الكافية التي يجهلها المستهلك في مضمون السلعة او الخدمات التي تطرحها اي مؤسسة اقتصادية
حيث أن الإشهار يغرس عند الأفراد عادات جديدة تزداد رسوخا كلما زاد تكرار الاستعمال ومن الأمثلة على ذلك تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون، غسل الشعر بالغسول...وذلك نتيجة الإستغلال المتطور للسلع والخدمات المعلن عنها .

https://elama.a7larab.net/t52-topic









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc