![]() |
|
النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 466 | ||||
|
![]() الصور تتكلم
![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 467 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 468 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 469 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 470 | |||
|
![]()
المركز الصحفي السوري
03/05/2016 ألم نقل بأن عصابة المسخ جبانة الا على دك المدن بالطائات وقتل الأطفال و النساء |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 471 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 472 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 473 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 474 | |||
|
![]() اللهم عليك ببشار وجنوده انهم لايعجزونك زلزل الارض من تحت |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 475 | |||
|
![]()
وكالات
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 476 | |||
|
![]()
وكالات جبناء الا على الأطفال و النساء
اللهم عليك بهم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 477 | |||
|
![]()
أورينت نيوز
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 478 | |||
|
![]() الدولة السورية والتشكل الجديد للعالم .. - بقلم: د. عمر ظاهر ------------------------------------------------------------------------------ عالم جديد يتشكل في أيامنا هذه. والبؤرة التي يأخذ فيها التشكل الجديد صورته الواضحة هي الشرق الأوسط، ومن يتمحور حولهم التشكل الجديد هم العرب ودولهم. لا أحد يمكنه أن يقول إن الشكل الجديد للعالم سيكون أفضل، بل بالعكس، فمخاض التشكل الجديد عسير، وآلامه تتمرغ بالدم والصراخ، وانقطاع الأمل. ولكن، ليس باليد حيلة، سيكون للعالم هناك شكل جديد بجغرافيته السياسية، وبثقافته، وبخطوط التماس بين الأمم من جهة، وبين طوائف الأمة الواحدة من جهة أخرى. جديد، لا جديد، ولا ينبغي لأحد أن يصاب بالاحباط، فالعالم يتغير بصورة متواصلة، في كل يوم، وفي كل ساعة. لكننا لا نلحظ التغير فيه إلا عند منعطفات حاسمة، عندما تتحول التراكمات الكمية إلى تغيرات نوعية، مثلا اختفاء نظام، أو ظهور دولة أو دويلة جديدة (كما كان الأمر بظهور إسرائيل)، أو انهيار امبراطورية عملاقة. ليس هناك من حدث كبير يقع دون مقدمات وتراكمات. انهيار الاتحاد السوفيتي، مثلا، لم يقع بين ليلة وضحاها، بل كان نتيجة انهيارات جزئية، ربما يومية في النظام الاقتصادي و/أو البنية السياسية والنسيج الاجتماعي، وخلل في مواجهة الضغوط الخارجية. وانهيار الامبراطورية الأمريكية يستجمع الآن، ومنذ زمن بعيد، الزخم اللازم لوقوعه. إن ذلك يحصل، دون أن نرى تفاصيل التراكم، أو النخر الذي يتسبب به تدريجيا. لكن الانهيار حتمي، فهناك نقطة حرجة، يتخذ التشكل الجديد للعالم عندها صورته التي قد تكون صادمة. ربما ستكون تلك ساعة يتمنى كل إنسان لو أنها لم تأت. أمران لا ينبغي لهما أن يغيبا عن بالنا ونحن نتحدث عن تشكل جديد للعالم، أولا) أن التشكل الجديد، هذه المرة وكل مرة، ليس نهائيا، بل هو مجرد منعطف تصل فيه التراكمات القديمة إلى النقطة الحرجة لتتواصل، أو تبدأ على الفور تراكمات أخرى وجديدة باتجاه نقطة حرجة جديدة – ربما بالاتجاه المعاكس، ومنعطف أو تشكل جديد؛ وثانيا) أن هذا التشكل لا يسير بشكل حتمي إلى غاية نهائية أرقى. كل ما هنالك أن عملية سياسية/ مجتمعية تاريخية تتكر وتتكرر دون انقطاع، مرة نحو الأفضل، وأخرى نحو الأسوأ – حسب تقديرات نسبية تماما. في القرن الماضي تمكن مفكرون كبار، منهم الروسي فلاديمير لينين، من حشو رؤوسنا ببعض الأوهام عن عملية تشكل العالم من جديد. أوهمونا أن مسار التشكل هو تقدمي، وينقل البشرية من طور إلى طور أفضل أو أعلى. وهم فسروا تاريخ المجتمعات البشرية على أنه مر بمراحل بدأت بالمشاعية، وتنتهي بالاشتراكية ثم الشيوعية التي تقوم على أنقاض الرأسمالية. لينين تراجع بطريقة ذكية عن تلك التفاؤلية الساذجة القائمة على حتمية الانتقال من مرحلة إلى أخرى، وذلك لدى استعراضه فكرة التطور الحلزوني الذي يعني أننا ندور في حلقة مفرغة، فنعيد الدورة، ونبلغ دائما النقطة ذاتها في الحلقة في كل دورة. لكنه بقي متفائلا بأن كل حلقة في الحلزون ترتقي صعودا، وفي كل دورة ورغم أننا نصل إلى النقطة نفسها إلا إننا نكون في موقع أعلى قياسا إلى الحلقة السابقة التي تحتها. آخرون كانوا أكثر صراحة من لينين فقالوا ببساطة أنْ لا جديد تحت الشمس، فالبشرية تعيش الدوامات نفسها، المرة تلو الأخرى. نعم، هناك تطور في العلوم، وفي وسائل الانتاج، ووسائط التنقل والاتصال، وحتى التكنولوجيا المتعلقة بالصحة، ولكن كل ذلك مصحوب بتطور أكثر تقدما في وسائل القتل والتدمير والاستغلال، وعدد الجياع على وجه الأرض اليوم تضاعف عشرات المرات عما كان قبل قرن واحد من الآن. إن ذلك ربما يكون سببه أن ما يتحكم بمسار المجتمعات ليس التقدم العلمي أو التكنولوجي، ولا قانون تاريخي يميز المجتمع الإنساني عن مجتمعات الكائنات الأخرى في الطبيعة، بل يتحكم بالمسار جشع الإنسان، ورغبته في النمو والتوسع على حساب غيره، والتحكم بالآخرين – هذا الجشع الذي لا تبدو له نهاية أو حدود. القتال على الأرض وعلى الموارد هو محور كل تغير، والتغير الذي قد يكون تقدميا – وقصير الأجل، يتطلب تضحيات كبيرة، أحيانا حياة جيل بأكمله. في القرن الماضي أيضا، وتحت تأثير الفكر الثوري الاشتراكي، ساد لدى فئات واسعة من الشباب اعتقاد بأننا بالكفاح، السلمي منه والعنيف، بالثورة، ننقل شعوبنا من مرحلة إلى أخرى في تنظيم المجتمع، فالخطوة الأولى بعد الثورة هي تحقيق الاستقلال من الاستعمار، ثم الانطلاق إلى عصر التقدم والرخاء والاشتراكية، و، و، و.. والبداية تكون بوضع الأسس المادية السليمة لاقتصاد وطني، وبناء تحالفات وطنية .. آ. نعم هناك قبل الوصول إلى المجتمع الاشتراكي مرحلة أطلقنا عليها “المرحلة الوطنية الديمقراطية”. وفي تلك المرحلة الوطنية الديمقراطية هناك أهداف يجب تحقيقها، وتتطلب إشراك كل المواطنين فيها، ومن أجل ذلك زعمنا أننا بحاجة حتى إلى الرأسماليين الوطنيين، ولم يكن من الحكمة الاستغناء حتى عن بعض الفئات الرجعية، بل كان علينا إشراكهم جميعا في حكم المجتمع في تلك المرحلة. لاحقا فقط، عندما ننجز مهمات البناء الوطني الديمقراطي، نوجه ضربة إلى أعدائنا الطبقيين، ونسلبهم وسائل قوتهم، ونستثنيهم من السلطة، ونحرمهم من التأثير على المسيرة نحو الاشتراكية. لم يقل لنا أحد وقتها أن الاستقلال وهم، حتى أن الدول التي كانت تستعمرنا، بريطانيا وفرنسا، فقدت بنفسها استقلالها أمام أمريكا، وأصبحت مستعمرات لها رغم أنها بقيت مستعمِرة لنا. ولم نكن نعقل أننا وبعد سبعين سنة من التراكمات على طريق التقدم نحو الاشتراكية نعود بضربة واحدة من الأمريكان وحلفائهم (راسماليينا الوطنيين) إلى عصر ما قبل الصناعة، أو بالأحرى إلى العصر الحجري. ولم نكن حتى نفكر أن أعداءنا الطبقيين قد يكون لهم ذكاء يوازي ذكاءنا، فهم يشعرون بقرب الوصول إلى نهاية المرحلة الوطنية الديمقراطية، فيتغدون بنا قبل أن نتعشى بهم. لينين أفنى جزء كبيرا من عمره القصير وهو يبحث في نظرية الثورة، واكتشف بدهاء كيف أن ظروف الثورة تنضج ببطء بحيث أن على القيادات الثورية أن تكون مستعدة للحظة الحاسمة، فـ “يوم أمس مبكر، ويوم غد يكون الوقت قد فات”. ليت لينين بقي إلى عصرنا ليرى كيف أن الثورات صارت تفبرك وتنضج في دوائر المخابرات، وكيف أنها تنفذ على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى قناة الجزيرة والعربية، دون التوثب لاغتنام اللحظة المناسبة، بالأمس، أو اليوم، أو غدا. إنها لا تتطلب طبقة ثورية، ولا حزبا ثوريا، ولا قيادة ثورية واعية، بل أموالا سعودية وقطرية لتجنيد الإرهابيين والقتلة، وتتطلب خبراء إسرائيلين وأمريكيين على مستوى عال في تكنولوجيا الفوتوشوب. المسألة ليست مسألة تفاؤل أو تشاؤم، بل هي قراءة للتاريخ، تاريخ صعود الأمم وانحدارها، ظهور الدول وزوالها، ظهور الحضارة وتدهورها، تاريخ الحروب، وتاريخ الشعوب. إن سقوط الامبراطورية السوفيتية كان منعطفا تاريخيا مهما ينبغي التوقف عنده. إنه يجعلنا نستنتج أنه مثلما تنشأ من حركة الطبيعة واحات وسط الصحراء القاحلة، ومثلما تنمو من تحت ركام الزلازل جنان وبحيرات سرعان ما ستطويها حركات، وزلازل أخرى، فإن حركة المجتمعات البشرية وزلازلها تولد أيضا واحات زمنية تنعم فيها بعض الشعوب بشيء من الأمن والاستقرار، أو حتى الازدهار إلى حين، بانتظار الحركة الشاملة التالية. في الوقت الحاضر يمكن اعتبار أوروبا الغربية واحة مثالية للأمان، والرخاء، والسلم. تليها أمريكا الشمالية كواحة اقتصادية آمنة إجمالا. تليهما واحات تظهر هنا وهناك. إنها مجرد واحات في صحراء من الجحيم تعيش فيها مليارات من البشر. ولكن لا أحد يمكن أن يضمن أن أوروبا الغربية ستبقى كذلك، أو تكون كذلك بعد قرن أو قرنين من الآن. لا شيء يدوم على حال واحدة، والمجتمعات التي تنجو من حركة التاريخ البشري وتقلباته ربما لا تنجو من حركة الطبيعة، زلازلها، وتسوناميها، والتغير البيئي. كان الاتحاد السوفيتي واحة أمن لمئات الملايين من الناس، رغم أنه كان قد التهم عشرات الملايين لإقامة تلك الواحة، ملايين قضوا في سجون ستالين، وملايين دفاعا عن الاتحاد أمام النازية الألمانية. ثم على حين غرة (هكذا بدا الأمر) وقع كل ما كان ضمن الاتحاد في أتون الحروب، والخراب، وفقدان الأمن، وصارت المافيات سيدة البلدان التي حكمها لعشرات السنين حزب شيوعي جبار. وفي ظل الاتحاد السوفيتي باعتباره الند للامبراطورية الأمريكية ساد هناك نظام عالمي اعتمد إلى حد بعيد على مجلس الأمن وعلى الأمم المتحدة. كان هناك على الأقل أمن في أعالي البحار، وفي الطيران، وفي السفر عبر القارات بشكل عام. أين نحن الآن؟ من كان يتخيل أن القرصنة ستعود لتتحكم حتى بالبحر الأحمر، وبحر العرب؟ لقد عدنا مئات السنين إلى وراء. من كان يتخيل أن ركوب الطائرة سيكون مغامرة في عصر الإرهاب على الرغم من الإجراءات الأمنية المعقدة والمرهقة في مطارات العالم؟ انهار الاتحاد السوفيتي مثلما كانت قد انهارت قبله الامبراطورية الرومانية، والامبراطورية الفارسية، والامبراطوريات الصينية والعربية والتركية، وغيرها. إنه أمر عادي، فلا جديد تحت الشمس. كل ما هنالك هو أننا نعيش لفترة من الزمن يبدو العالم لنا أثناءها وكأنه كان كذلك منذ الأزل، وسيبقى كذلك إلى الأبد، أو يصبح أفضل. كان يتهيأ لنا في القرن الماضي أن هناك مفهوما مقدسا اسمه “الدولة المستقلة ذات السيادة” الذي تلتزم به كل الدول تقريبا، وتحترمه. فقط الولايات المتحدة وحليفاتها كانت تسمح لنفسها، تحت إدانات شديدة من قبل كل العالم، بالعدوان على الدول المستقلة. اليوم عادت الأمور إلى نصابها، إلى وضعها الطبيعي الذي كان سائدا قبل قرون، فمفهوم الدولة المستقلة ذهب أدراج الرياح. لنضرب مثلا – مجرد مثال من أمثلة لا حصر لها: في عام 1967 وقع في دولة نيجيريا حدث كبير، فقد استولى عدد من ضباط الجيش على اقليم في البلد اسمه “بيافرا” وأعلنوا انفصاله عن نيجيريا. كان الموضوع يتعلق بدولة نيجيريا المستقلة، وسيادتها، وقوانين نيجيريا، وحكومة نيجيريا. وكان أمرا طبيعيا أن ترفض دولة نيجيريا ذلك الانفصال، فشنت حربا قاسية لاستعادة السيطرة على الاقليم، واستعادته بعد حرب ضروس. لم يتدخل أحد ليساند الانفصال، فنيجيريا دولة مستقلة، وعضو في الأمم المتحدة. لقد تم سحق الانفصاليين في بيافرا تحت أنظار العالم، وهرب من نجا منهم إلى الخارج. وهكذا كان الأمر ليكون في أي بلد يحصل فيه تمرد وخروج عن سيادة الدولة. بسقوط الاتحاد السوفيتي زال مفهوم الدولة المستقلة بشكل رسمي، وصار بإمكان أمريكا وحلف الناتو التدخل في يوغسلافيا، وتعطيل سيادة الدولة الاتحادية، والمساعدة على تمزيقها إلى ست جمهوريات. ثم أمعن حلف الأطلسي في سلوكه العدواني، فتدخل ليحول إقليما صغيرا هو كوسوفو إلى دولة. يقول بعضهم عن هذا التطور المريع أنه رجوع إلى شريعة الغاب! حقا، إنه شريعة الغاب، حيث يسود قانون القوي والضعيف، وليس قانون الحق والعدل. تخيلوا أن أحدا في أمريكا، فرقة من الجيش، أو عصابات، أو أحزاب، أو الشعب نفسه في ولاية أمريكية يعلن انفصاله عن الاتحاد. ماذا ستفعل الحكومة الاتحادية؟ ستسحق الانفصاليين بلا شفقة. ومن يتجرأ على الاعتراف باستقلال تلك الولاية؟ ومن سيرسل قطعة سلاح أو دولارا واحدا إلى تلك الولاية لدعمها ضد الدولة الاتحادية؟ لماذا؟ لأن أمريكا قوية، ومن يتجاسر على القوي، خاصة عندما يكون كاوبوي لا يعترف بالقانون؟ وانظروا إلى ما تفعله أمريكا نفسها اليوم في سورية. مدينة حلب خرجت جزئيا عن سيطرة الدولة السورية، وصارت تحت سيطرة لا يمكن تعريفها بسهولة، فالمدينة فيها فصائل سورية مسلحة تحارب الدولة السورية، وفيها عصابات قادمة من خارج الحدود تريد إقامة إمارة في المدينة، وفيها قوات أجنبية، وعشعش فيها حتى الشيطان. لماذا تقوم قيامة الأمريكان وحلفائهم ولا تقعد عندما تريد الدولة السورية استعادة السيطرة على المدينة وهي تقع ضمن سيادتها؟ ما علاقة السعودية، مثلا، بحلب حتى تبدأ بالنحيب والعويل كلما تحرك الجيش العربي السوري خطوة نحو المدينة؟ ما هو الوجه القانوني لتدخل مشيخة بحجم البعرور مثل قطر في تقرير مصير حلب، وهي مدينة سورية، ومن حق الدولة السورية بسط سيطرتها عليها؟ إنه عصر سلب الدول المستقلة سيادتها، وسيطرتها على أراضيها. وفي السياق نفسه، لماذا تعتبر محاولة الحكومة العراقية استعادة السيطرة على مدينة الفلوجة أمرا مشروعا يسانده الأمريكيون، بل ويسمحون حتى لعدوتهم، إيران، بمد يد المساعدة للحكومة العراقية لاستعادتها، بينما حلب محرمة استعادتها على الدولة السورية؟ هذا في نفس الوقت الذي يعرف الجميع أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى تقسيم العراق، وموقع الفلوجة في خطة التقسيم واضح. والسؤال نفسه سيطرح حول استعادة الموصل. وكذلك السؤال: لماذا تعرقل أطراف دولية عديدة استعادة الدولة السورية السيطرة على مدينة الرقة، وتساند نفس الأطراف في الوقت نفسه ميليشيات طائفية وعرقية سورية معها فصائل أجنبية في السيطرة على المدينة؟ أي قانون يسود هنا؟ الجواب الجاد في كل الحالات موجود في فكرة التشكل الجديد للعالم، وسورية هي المكان الذي تعلن فيه كل دول العالم موت مفهوم القانون، وزوال مفهوم الدولة. وهذا لن يكون بلا عواقب لجميع “الدول” التي ما تزال تعتبر نفسها مستقلة وذات سيادة. أما إذا أردنا جوابا ساخرا، فهناك ما يشير بوضوح إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم في سورية بتجربة مصغرة عن سيناريو انهيارها هي، أي الولايات المتحدة، وتريد أن تتعلم من القيادة السورية كيفية تجنب تفكك الاتحاد الأمريكي. زمن الاتحاد السوفيتي كان عبارة عن واحة زمنية في تاريخ من الزلازل المدمرة. انتهت الواحة الزمنية. وأصبح الوضع في الشرق الأوسط اليوم يبدو صورة مطابقة لما كان قبل ألف سنة من حيث الفوضى، والصراعات، والحروب الصليبية، والاقتتال الطائفي. وحتى إسرائيل ليست ظاهرة جديدة تحت الشمس فهي تكرار لإمارة أورشليم التي نشأت بعد الحملة الصليبية الأولى في نهاية القرن الثاني عشر، والتي كانت بدورها نسخة عن مملكة أورشليم التي دمرها الملك البابلي نبوخذنصر قبل ثلاثة آلاف سنة. وحتى الغزو الأمريكي المدمر للشرق الأوسط ليس ظاهرة جديدة، بل هو صورة طبق الأصل عن الغزو المغولي الهمجي. الفارق هو أن المغول جاؤوا من الشرق بينما الأمريكان يأتون من الغرب. إنهم يحملون نفس العقلية، ونفس النزعات الوحشية، التدمير، النهب، العبث. إنه يحاول أن يوهمنا من يدعي أن ما ستتمخض عنه الحركة السياسية الحالية في المنطقة ستكون حالة دائمة لصالح هذا أو ذاك – بمن فيهم الأمريكان، أو حالة من السلم، والأمن والاستقرار تتيح معاودة التطور الإيجابي الذي تحقق في القرن الماضي، والذي توقف، أو تلاشى، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. لا تقدم بعد اليوم، ولا تطور، ولا أحلام ولا أوهام، حتى أوهام الأمريكي الغبي. إن ما يبدو واقعيا في الأفق المنظور هو ظهور واحة زمنية من تحت ركام هذا الدمار يجد فيه جيل أو أكثر من أبناء المنطقة بعض الهدوء والسلام لأن الجيل الحالي قد تعب من الصراعات واكتفى بما حصل من شر وقتل، وتدمير. هذه الواحة الزمنية يمكن أن تبرز، ومحور بروزها هي الدولة السورية، وضمان بروزها يعتمد واقعيا على أمرين هامين. هناك، أولا، قوى في المنطقة ما تزال قادرة على التأثير في الحركة العنيفة التي تعصف بمجتمعات المنطقة. وأهم هذه القوى هي دولتا إيران وتركيا. إن تفاهما جادا بين الدولتين يمكن أن يجلب بعض الهدوء إلى ساحات التخريب المنتشرة حولهما. التفاهم لا نقصد الاتفاق على تقاسم مناطق النفوذ في المنطقة، بل الرؤية الواضحة لدور كل منهما في منع انتشار الخراب. إيران وتركيا يمكنهما حتما أن تريا أن استمرار الخراب في المنطقة سيؤدي إلى وصوله إليهما أيضا. ولذلك فإن تعاونهما، وتفهاهمهما، وتخليهما عن بعض المصالح الأنانية المؤقتة سيكون لصالحهما ولصالح المنطقة. ربما لا يمكن واقعيا خلق تواؤم في مصالح الدولتين إلى حد يدفعهما إلى التحالف الذي بإمكانه قلب مقدرات المنطقة. ولكن يكفي خيرا منهما للمنطقة على الأقل أن لا تقع مواجهة بينهما. إن أية مواجهة إيرانية تركية ستجعل الكارثة تامة. الأمل معقود على التفاهم بينهما. إن ذكر المواجهة يفرض نفسه لأن هناك من يدفع باتجاه خلق هذه المواجهة بين الدولتين. وليس خافيا أن السعودية ومن خلفها إسرائيل لها مصلحة وجودية في خلق مواجهة بين إيران وتركيا، فالسعودية هي في مواجهة سياسية مباشرة مع إيران، لكنها لا تجرؤ على مواجهة عسكرية أيضا معها، وتحاول أن تتكئ على تركيا في الجانب العسكري كما فعلت من قبل بالاتكاء على القدرات العراقية. السعودية، ورغم عربدتها المالية ووضعها لنفسها في خدمة المصالح الإسرائيلية، ستبقى قوة هامشية في المنطقة، فهي لا تملك غير المال والإرهابيين في لعب دور في المنطقة. أما إيران وتركيا فتقوم كل منهما على قاعدة اقتصادية جبارة، وقدرات بشرية وتكنولوجية وعسكرية هائلة، تدعمها مواقع مؤثرة في السياسة العالمية. أما الأمر الهام الآخر الذي يمكن أن يضمن بروز واحة زمنية من الأمن والاستقرار في المنطقة فهو حصول تصالح تركي سوري. الوضع المأساوي الذي يتعرض له الشعب السوري يمكن أن ينتهي بسرعة في حال حصول انقلاب في العلاقة بين الدولتين، ومثل هذا الانقلاب، لحسن الحظ، ممكن تماما. على الجانب السوري فإننا على يقين من أن القيادة السورية مستعدة لرشّ الملح على الجرح إن كان ذلك يساعد في تضميده، ولا يمكن للسياسة السورية أن تتعامل إلا على أساس ما تقتضيه مصالح الشعب السوري والدولة السورية. أما على الجانب التركي، فليس خافيا على أحد أن تركيا لعبت دورا كبيرا فيما يحصل في سورية. ولكنْ هناك خط واضح في تطور السياسة التركية تجاه جارتها العربية على مدى السنوات الخمس الماضية. هذا الخط يتجه نحو التصالح، إن نحن نظرنا إليه من زاوية أبجديات السياسة العقلانية. كان ساسة تركيا في البداية يحلمون بالصلاة في المسجد الأموي على اعتبار أن حسم المسألة في البلد كان يتطلب وقتا قصيرا، وكانوا يحسبون أنهم بضغطهم على النظام في دمشق يعجلون في إسقاطه، واكتساب موقع مؤثر في مرحلة ما بعد سقوط النظام. ثم تبين لهم أن الحلم كان وهما، فالنظام أثبت أنه عصي على التبخر. وبعد محاولات فاشلة في التعامل مع ما يسمى المعارضة السورية تغيرت قناعات الساسة الأتراك، فتحولت سياستهم إلى المطالبة برحيل الرئيس الأسد، لا غير. ونعرف جميعا أن سقف المطالب التركية في سورية ظل في نزول مستمر مع الوقت، وبشكل درامي، وصار أخيرا يقتصر على المطالبة بإقامة منطقة عازلة قرب الحدود بين البلدين، والتركيز على مشكلة اللاجئين. أما الآن فيبدو واضحا أن خصم تركيا في سورية لم يعد الأسد، ولا نظامه، بل هو من استفاد من السياسة التركية تجاه سورية، أي الحركات الكردية الانفصالية التي ترتبط مع حزب العمال الكردستاني التركي بوشائج القربى الايديولوجية والطموحات القومية. تركيا تشعر الآن أنها بدلا من إسقاط الأسد وإقامة نظام موال لها في سورية، ساعدت على إنشاء جيوب خطرة من الأعداء على طول حدودها الجنوبية. ليس هناك ما يبرر الافتراض بأن القيادة السورية غير مستعدة لمد اليد إلى “السلطان العثماني” ومحاولة رأب الصدع، ولكن تركيا قد تكون في وضع من قد تأخذه العزة في الإثم. إن مد اليد إلى الأسد يحتاج إلى شجاعة السياسي الحريص على مصالح شعبه. ولا شك في أن تركيا تتحلى بهذه الشجاعة، لكنها تبحث عن طريقة جيدة لإظهارها. قد يكون من بين مآرب التغيرات السياسية الأخيرة في أنقرة مؤخرا إظهار هذه الشجاعة. إن الصحف التركية نفسها أشارت إلى أن رئيس الوزراء الجديد بن علي يلدريم سيسعى إلى تحسين العلاقات مع بعض الدول، من بينها روسيا، ومصر، وإسرائيل. إن عدم ورود اسم سورية بين هذه الدول هو ما يمكن أن تطلق عليه عبارة “العزة في الإثم”. إن إصلاح العلاقة مع سورية أكثر أهمية لتركيا من تحسين العلاقة مع الثلاثة الذين ورد ذكرهم. لا ينبغي للعقلاء استبعاد أي شيء. تركيا تعاني بالتأكيد من مشاكل مع حلفائها، فالسعوديون وبقية الخليجيين الذين يبتزون تركيا لا يمكن الوثوق بهم، أو الاعتماد عليهم، أولا لأنهم تاريخيا خونة، ومجبولون من وحل الخيانة، وثانيا لأنهم فارغون، وليس لديهم قوة يعتد بها، فهم لا يملكون غير حق التصرف ببعض أموال دولهم المودعة في البنوك الغربية، وهم يتصرفون بتلك الأموال برعونة لغايات التخريب فقط. وتركيا نفسها يمكن أن تصبح هدفا لمساعيهم التخريبية ضد الحضارة والمدنية. وتركيا تعاني أيضا من ازدواجية السياسة الأمريكية والأوروبية. تركيا تقف الآن وتنظر بذهول إلى الكيفية التي تجازي بها الولايات المتحدة دورها في سورية. الولايات المتحدة، وبكل بساطة، تخون تركيا، وتتآمر على مستقبلها. لا نستطيع القطع بذلك الآن، ولكن يبدو في الأفق أن أمريكا تريد إقامة كيان كردي، ليس بالضرورة على شكل دولة (لأنها تعرف أن مثل هكذا دولة تولد وهي ميتة)، خاضع لها مئة بالمئة لتنشئ فيه قواعد عسكرية، وتخزن أسلحة ستراتيجية لتكون بديلا محتملا عن تركيا كخط مواجهة مع الروس – قاعدة عسكرية لا غير. والأكراد يسيئون فهم السياسة الأمريكية، ويدخلون في متاهات خطرة مع جيرانهم. تركيا قوية أمر لا يروق لا لأمريكا، ولا لحلف شمال الأطلسي، ولا حتى لعربان الخليج. ولكن لا يجوز الافتراض بأن تركيا تنوي البقاء في دور المتفرج المذهول. تركيا غاضبة، ولديها أوراق يمكن أن تقلب بها الطاولة على كل اللاعبين الآخرين في الشرق الأوسط عامة، وفي سورية خاصة. وبين هذه الأوراق التفاهم بوثيقة شرف مع إيران، ومد يد التصالح إلى الدولة السورية. واحة زمنية لشعوب المنطقة في هذا الجحيم الذي تسعره مصالح مغول العصر، الأمريكيين. هذا هو المطلوب. هذه الواحة لن تخلقها الفوضى، ولن يخلقها العناد الفارغ، وإنما تخلقها الدول القوية ذات السيادة. إن ترسيخ هيبة الدولة السورية وسيطرتها على كل شبر من الأرض السورية ليست فقط أهم محور للتشكل الجديد لعالم الشرق الأوسط، بل إنها باتت، من وجهة نظر عقلانية، ضرورة من ضرورات الأمن القومي التركي. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 479 | |||
|
![]() بشار يمشي بعقلية أنا و بعدي الطوفان
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 480 | |||
|
![]() دفعة جديدة من قتلى الحرس الثوري بينهم قيادي بارز نعت وسائل إعلام إيرانية ولبنانية أمس الاثنين دفعة جديدة من قتلى الحرس الثوري وميليشيا حزب الله اللبناني بينهم ضباط و قياديين ميدانيين وعناصر، تمت تصفيتهم على أيدي الثوار في معارك ريف حلب الجنوبي و محيط مدينة تدمر. وقتل ما لايقل عن 8 عناصر أبرزهم القيادي في لواء فاطميون سعيد محمد حسن حسين في سوريا، حيث أعلنت صفحات النظام أنه قتل في تدمر، بالإضافة إلى نقيب "ابراهيم عشريه"، و "رضا خرمي" ، و“مهدي طهماسبي” هو ابن عقيد في الجيش الإيراني يدعى كريم طهماسبي قائد في جيش ناحية قريبة من مدينة "قم. وقبل يومين قتل رضا رستمي، خلال معارك مع تنظيم داعش، حسب ما أوردت وسائل إعلام إيرانية، مضيفة أنه كان أحد القادة العسكريين لميليشيا الحرس الثوري خلال الحرب العراقية الإيرانية، كما قتل قائد كتائب قوات المغاوير للعمليات الخاصة التابعة لقوات فيلق القدس جهانجير جعفري، إلى أحد الضباط المتقاعدين من الجيش الإيراني زلفي، خلال معارك مع الثوار في ريف حلب الجنوبي. كما نعى موقع الجنوب التابع لميليشيا حزب الله القيادي البارز في قواته المدعو "خليل علي السيد حسن" ليلحق بأخيه "حسان" الذي قتل بدوره في سوريا على يد ثوارها. أما بالنسبة لمرتزقة الأفغان فقد أُعلن اليوم عن مقتل سيد حكيم وهو ثاني أهم قيادي في "جيش فاطميون" على يد تنظيم الدولة خلال المعارك الدائرة شرق تدمر، حيث قتل مع عنصرين آخرين هما رستم رضايي وعلي جعفري. يشار إلى أن معارك "جيش الفتح" ضد الميليشيات الشيعية في ريف حلب الجنوبي قبل يومين و التي تركزت حول قرية خلصة الاستراتيجية خلفت معارك نحو 100 قتيل في صفوف ميليشيات إيران. الى جهنم وبئس المصير |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
"الجرذ, بشارون", حتمية, سقوط |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc