لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 32 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-17, 15:02   رقم المشاركة : 466
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
الاتجاهات النظرية الحديثة في سوسيولوجيا التنمية

عزيزة خرازي
الحوار المتمدن - العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

تقديم:
شغلت قضية التنمية والتخلف – ولا تزال – اهتماما كبيرا على الصعيدين الأكاديمي والسياسي منذ ما عرفه العالم من تحولات اقتصادية، سياسية، اجتماعية وثقافية، بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك ما أحدثته كل من الثورتين الفرنسية والثورة الصناعية، حيث أن هذه القضية هي إحدى القضايا دائمة الحضور في الجدل بين الشمال والجنوب، حتى ولو تغيرت أشكال طرحها أو مسلماتها أو محاور الاقتراب منها وبؤر التركيز فيها، تبعا لتغير مصالح واهتمامات ورؤى الطرف الأقوى في المعادلة الدولية.
انطلاقا مما سبق نلاحظ أن الاهتمام بموضوع التنمية والتخلف ليس وليد اللحظة الراهنة، بل على العكس من ذلك له جذور في الماضي، حيث حظيت هذه الإشكالية باهتمام العلوم الاجتماعية وخاصة منها علم الاجتماع الذي عرف بمجموعة من النظريات السوسيولوجية والمقاربات المعرفية للإشكالية ذاتها، وتدخل هذه المقاربات في إطار النظريات السوسيولوجية الكبرى، كالنظرية الماركسية والنظرية البنيوية الوظيفة.
وترجع حدة هذا الاهتمام المتزايد بقضايا التخلف والتنمية إلى الطبيعة البنيوية لظاهرة التخلف الذي يتميز عن غيره من الوقائع الاجتماعية الأخرى بالتركيب والتعقيد وبالدينامية، التي تجعل منه دائما في تغير مستمر، هذا بالإضافة إلى كون مطلب التنمية هو مطلب تاريخي تتطلع إليه كل المجتمعات بمختلف مكوناتها وشرائحها، الأمر الذي جعل موضوع التنمية من أهم قضايا العصر، مما حتم على الباحث داخل العلوم الاجتماعية ولاسيما علم الاجتماع، الاجتهاد للإحاطة بإشكالية التنمية من خلال مقاربة ظاهرة التخلف من زاوية معينة والتي تختلف باختلاف توجهات الباحثين الإيديولوجية ومشاربهم الفكرية.
ومن أهم الاتجاهات والمقاربات النظرية التي حاولت أن تتطرق لإشكالية التخلف والتنمية، نجد ما يلي :
- اتجاه النماذج أو المؤشرات.
- الاتجاه التطوري المحدث.
- الاتجاه الانتشاري.
- الاتجاه السيكولوجي أو السلوكي.
- الاتجاه الماركسي المحدث أو اتجاه التبعية.
- اتجاه المكانة الدولية.
ويمكن تلخيص أهم ما جاءت به هذه الاتجاهات في:

1) النظرية التطورية الجديدة:
والتي جاءت لإحياء المنظور التطوري الذي كان سائدا عند هربرت سبنسر وتشارلز داورني، الذي كان ينكر ضرورة وأهمية الثورة، كما أكدت هذه النظرية الطابع التقليدي للمجتمعات المتخلفة، أي أن هاته المجتمعات وحدها تتحمل مسؤولية تخلفها، متجاهلة بذلك الدور التاريخي الذي قام به المجتمع الغربي في هذه المجتمعات .
وقد استفادت هذه النظرية من دراسة المجتمعات النامية وذلك من خلال :
 تحديد المراحل المختلفة التي مرت بها المجتمعات المتطورة ( المصنعة ).
 قياس المسافة المتبقية بين النموذجين المتقدم، والمتخلف، أي معرفة المدة اللازمة لكي يلتحق البلد المتخلف بالبلد المتقدم النموذج. وخير من يعبر عن هذا الاتجاه هو روستو بمراحل النمو الخمس وهي:
1. مرحلة المجتمع التقليدي.
2. مرحلة التهيؤ للأنطلاق.
3. مرحلة الانطلاق.
4. مرحلة النضج .
5. مرحلة الاستهلاك الوفير.

2) الاتجاه الانتشاري:
يقوم على مسلمة أساسية هي أن الدول الصناعية الرأسمالية المتقدمة تمثل بالنسبة للدول النامية أمل أو صورة المستقبل التي ينبغي أن تحتذى وذلك عن طريق نقل العناصر الثقافية ( المادية والروحية )، من المتقدمة إلى المتخلفة ونشرها فيها. ويعتبر دانييل لينر أحد رواد هذا الاتجاه، والذي يشكو ( الاتجاه الانتشاري ) من ضعف نظري أساسي يتمثل في:
• تأكيده المستمر على فكرة الثنائية ( تقليد / تحديث ).
• اهتمامه بالأجزاء وابتعاده عن أي نظرة شاملة، بمعنى أن تغيير العلاقات بين الأجزاء هو السبيل إلى تجاوز الفروق والاختلافات.
• الانحراف عن المهام الأصلية التي سعى منذ البداية إلى تحقيقها وابتعاده عن أعمال الرواد المحدثين.

3) الاتجاه السيكولوجي أو السلوكي:
حيث يحاول هذا الاتجاه التركيز على درجة " الدافعية " الفردية، أو الحافز الفردي باعتباره الدعامة الأساسية للتنمية، ولا بد وفق هذا الاتجاه من تحديد الصفات السلوكية والنفسية للإنسان المتقدم سواء الآن، أو إبان فترة " الإقلاع " التنموي الأولى، باعتبارها الموذج الذي على الإنسان المتخلف تقليذه وحذوه .
ومن أهم رواد هذا الاتجاه نجد: دافيد ماكليلاند وهيجن هذين الرائدين الذي يقول في حقهما السيد محمد الحسيني بأن : " أفضل وصف لوجهتي نظر ما كليلاند وهيجن أنهما بمثابة تشويه لآراء ماكس فيبر... " . رغم كون هذا الاتجاه هو رد فعل للاتجاهات النظرية الأخرى التي ركزت في تحليلاتها على العوامل الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والسياسية.

4) الاتجاه الماركسي المحدث أو اتجاه التبعية:
شكل اتجاه التبعية تيارا نقديا مناهضا لتيار التحديث الذي يضم جميع الاتجاهات المذكورة سالفا، وهو بذلك استجابة نقذية " لوجهة نظر المراكز الكولونيالية "، حسب Dos Santos في قضايا التخلف والتنمية. فماذا نقصد بالكولونيالية؟
الكولونيالية تعنى احتلال دولة لدولة أخرى خارج حدودها سياسيا واقتصاديا بالاعتماد على القوة العسكرية، أي الاستعمار، لكن هذه الدول حصلت على الاستقلال، فماذا بعد الكولونيالية؟
يعرف الباحث كريس دوهمان نظرية ما بعد الكولونيالية بأنها حركة فى النقد الاجتماعى والأدبى التى ترد على آثار الامبريالية الأوروبية على الشعوب المستعمرة ، إن ما بعد الكولونيالية تقدم سردية مضادة تتصل بالشعوب المستعمرة سابقاً ، أو تسرد بالوكالة عن خصومها ؟ وذلك بشأن الافتراضات المتمركزة إثنياً فى الثقافة الغربية ، ويضيف هذا الباحث موضحا ، أن دلالة مصطلح ما بعد الكولونيالية لا تتضمن فقط بعد المرحلة الاستعمارية بل إنها مقاربة نقدية أيضاً التى تبرز من الاستعمار لتصارع أسسه.
إذا كانت ما بعد الكولونيالية مقاربة نقدية ، فذلك أنها لا تنتقد الافتراضات الغربية المتمركزة إثنياً على أساس أن الشعوب الغربية الآرية أكثر مدنية وتحضرا وديمقراطية وعقلانية من الشعوب المستعمرة سابقا فقط ، إنما يمتد نقد هذه المقاربة إلى مرحلة ما بعد الاستقلال ، لأن هذه الحقبة القصيرة من حيث المدى الزمنى لا تمثل قطيعة تامة مع آثار وكدمات ، أو لنقل التأثيرات النفسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التى تعرضت لها الشعوب المستعمرة فى العالم الثالث على مدى مئات السنين ، والدليل على ذلك ، أن مجتمعات هذا العالم لا تزال تابعة للمراكز الغربية على مستوى جميع النواحي.
وقد تضمنت مدرسة التبعية مجموعتين متميزتين من الاقتصاديين هم:
o مجموعة البنيويين في شخصها Celso Furtado.
o مجموعة من الماركسيين الجدد، مثل: سمير أمين وأندري جوندر فرانك.
حيث يقول جوندر فرانك: " إنهم لن يتمكنوا من تحقيق هذه الأهداف باستيراد القوالب الكلامية العقيمة من المركز والتي لا تتماشى مع حقيقة اقتصادهم التابع، ولا تستجيب لاحتياجاتهم الاستقلالية السياسية " .


5) اتجاه المكانة الدولية:

تعتمد هذه النظرية على وجود نوع من البناء الدولي في ضوئه يمكن أن تتدرج دول العالم وفقا لمحكات معينة.
ونجد بارسونز قد ذهب إلى أن الاستقطاب خاصية أساسية تميز المجتمع الدولي المعاصر.
في حين أن لاجوس Lagos قدم إطار فكري يقوم على فكرة أن المجتمعات القومية تشكل نسقا اجتماعيا دوليا، وأن هذه المجتمعات تحتل داخل هذا النسق أوضاعا مختلفة يمكن ترتيبها أو تدريجها في ضوء المركز الاقتصادي والقوة والهيبة .
ونجد لاجوس أولى الدول المتخلفة نوعا من الاهتمام، حيث أن انخفاض هذه المكانة يكون إما جزئي، ويعني عدم القدرة على اتخاذ موقف الريادة التكنولوجية، وإما كلي، ويعني فقدان التنمية الاجتماعية أو انخفاض مستوى المعيشة.
كما أن هناك مجموعة من نظريات مفكرين بخصوص هذا المجال، أمثال: هورفيتر، بيندكس، نيتل وروبرتسون.
أما بخصوص اتجاه النماذج والمؤشرات والذي هو الموضوع الرئيسي في عرضنا هذافسنتطرق له باستفاضة من خلال المحور التالي.

لقد حاول الأستاذ الدكتور عبد السلام فراعي، في الفقرة الثانية من الفصل الثاني المعنون ب : " ميادين البحث في سوسيولوجيا التنمية " ، أن يعالج العديد من الأسئلة المتعلقة بالاتجاهات النظرية المتصلة بسوسيولوجيا التنمية، وقد أطر مقاربته هذه بالقضايا التي اهتمت بها هذه الاتجاهات، والتي تتلخص في الأسئلة التالية :
1) ما هي الأسباب أو العوامل الكامنة وراء ظاهرتي التخلف والتنمية؟ ولماذا استطاعت مجتمعات معينة أن تنمو بشكل أسرع من مجتمعات أخرى؟.
2) ما هي الاتجاهات التي تتخذها عملية التنمية الاقتصادية والتغير الثقافي، وهل يمكن القول بأن ثمة مراحل تنموية متتالية؟
3) إلى أي مدى تتطلب التنمية الاقتصادية حدوث تحول اجتماعي – ثقافي؟
4) كيف تستجيب الدول النامية للمؤثرات المختلفة التي تتلقاها من المجتمع الدولي؟
وبعد ذلك عمد إلى تقسيم هذه الاتجاهات وفق تصور ينطلق من مرجعيتها الفكرية، وهذا ما تأتى له باعتماد رؤية ثنائية ركناها: المرجعية الماركسية والمرجعية الفيبيرية، بمعنى النظريات الكلاسيكية في التنمية، بالرغم من كون البعض يرفض هذا التقسيم بين النظريات الكلاسيكية والنظريات الحديثة في التنمية.
ويمكن تلخيص أهم ما جاءت به هاتين النظريتين في الجدول التالي:


الاتجاه المادي: كارل ماركس
- البداية: علاقة الإنسان بالطبيعة وبالوسائط التي تنتج الخيرات المتفاوت في امتلاكها.
- الواقع الاقتصادي.
- التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية تحدد الثقافة.
- الرأسمالية خلقت الثروة واقتصاد السوق.
الاتجاه المثالي: ماكس فيبر

- البداية: نظام الأفكار والعقائد والقيم الفاعلة في النشاط الاقتصادي.
- القيم الثقافية.
- القيم الثقافية تحدد نوع ومستوى النشاط الاقتصادي.
- البروتستانية خلقت العقلانية الاقتصادية،والحداثة الديمقراطية.

نلاحظ أن هاته النظريات قد تأثرت بالاتجاه التاريخي الذي سيطر على الفكر الاجتاعي، ورغم كون هذين الاتجاهين متعارضين إلا أنهما يتكاملان في معالجة مسألة التخلف والتنمية. ودليل ذلك ظهور عدة نظريات في سوسيولوجيا التنمية، انطلقت بشكل أو بآخر من الثرات الماركسي أو الفيبيري. فإلى أي مدى استطاعت هذه الاتجاهات الإسهام في التشخيص العلمي لما يصطلح على تسميته بواقعة التخلف؟ وما هي نوع التطورات المقترحة من أجل أن تأخذ بها المجتمعات المتخلفة وتسترشد بها إذا أرادت الخروج من وضعها المتخلف إلى وضع متقدم؟ .
سبق وأشرنا في مقدمة هذا العرض إلى الاتجاهات النظرية الحديثة للتنمية، إضافة إلى اتجاه النماذج والمؤشرات، الذي اعتمد على معالجة مشكلات التنمية الاقتصادية والتغير الثقافي بإقامة نماذج مثالية متقابلة بعد القيام بمقارنات عديدة.
ومن أهم ممثلي هذا الاتجاه نجد:
مانتج ناش:
رئيس تحرير مجلة التنمية الاقتصادية والتغير الثقافي، والذي خلص إلى القول:
 اتجاه النموذج المثالي، يقوم على فكرة النموذج المثالي.
 تجريد الخصائص العامة للاقتصاد المتقدم.
 مقابلة النموذج المثالي للاقتصاد المتقدم، بالنموذج المثالي للخصائص العامة للاقتصاد المتخلف.
ومنه فإن التنمية حسب ناش تمثل تحولا من نموذج لآخر.
ويمكننا انطلاقا من ذلك أن نجد أمثلة عديدة عن هذه النماذج مثل:
 مؤلف هوسيليتز: " العوامل السوسيولوجية للتنمية الاقتصادية ".
 مؤلف تالكوت بارسونز: " البنية والعملية في المجتمعات الحديثة ".
 أعمال ماريو ليفي.
 مؤلف E. Hagen : " نظرية في التغير الاجتماعي ".
هوسيليتز:

الممثل الرئيسي لاتجاه المؤشرات حيث نشر نظريته بهذا الخصوص لأول مرة سنة 1953، في مقال بعنوان: " البنية الاجتماعية والنمو الاقتصادي "، الذي أعاد كتابة بعض أفكاره في مقال نشره سنة 1963 بعنوان: " التراتب الاجتماعي والتنمية الاقتصادية "، حيث وضح في هذين المقالين كيف أن الدول المتقدمة تشهد متغيرات النموذج، وذلك كما يلي:

النموذج المثالي للمجتمعات المتقدمة النموذج المثالي للمجتمعات
المتخلفة
- العمومية
- الأداء
- التخصيص - الخصوصية
- النوعية
- الانتشار

ويخلص هوسيليتز، إلى الاعتقاد أنه يمكن للدول المتخلفة أن تحقق تنميتها عن طريق التخلي عن متغيرات النموذج السائدة فيها (المجتمع التقليدي)، وتبني أو اكتساب واستيعاب المتغيرات السائدة في الدول المتقدمة.
طرح هوسيليتز، يستمد روحه من النظرية الثنائية كتقليد سوسيولوجي يصنف المجتمعات إلى مجموعة من ثنائيات متمحورة حول ازدواجية، التقليد / الحداثة.
كما أن محاولات Hagen بدورها سقطت في أحضان النظرية الثنائية وفخ الأمبريقية الضيقة العمياء.


جورج بلاندي:
وقد أشرف جورج بلاندي ( الذي رأى أن النظرية الثنائية ليست سوى خطاطة عامة تفتقد للقيمة التفسيرية )، على دراسة استخدمت المؤشرات الكمية، حيث نجد أن مؤشرات التخلف تصل إلى 11 مؤشرا هي:
1. ارتفاع نسبة الوفيات وبالخصوص وفيات الأطفال.
2. ارتفاع نسبة الخصوبة.
3. انعدام الوقاية الصحية.
4. ارتفاع نسبة الأمية.
5. سوء التغذية.
6. استهلاك ضعيف للطاقة.
7. ارتفاع نسبة المزارعين.
8. تدني المكانة الاجتماعية للمرأة.
9. تشغيل الأطفال.
10. حجم الطبقة المتوسطة.
11. حجم المجتمع.
كما يمكن إضافة مؤشرات أخرى، كمتوسط الدخل الفردي ودرجة التصنيع، وطبيعة الحراك الاجتماعي.
ويرى بلاندي أن:
 اتجاه المؤشرات الكمية لم يعمل سوى على جمع ركام مؤشرات غير متجانسة، ومعطيات إحصائية وخصائص بنيوية.
 يؤدي هذا الاتجاه بالضرورة إلى إقرار تصور استاتيكي للمجتمع موضع الدراسة.
 واقعة التنمية تستلزم تصورا ديناميا ومعرفة بالعمليات التي تصنف الانتقال من تشكيلة اجتماعية إلى أخرى.
 استعمال المؤشرات يساعد على رصد التخلف ووصف تجلياته فقط ولا يفسر الواقع.
 أغفل هذا الاتجاه ميكانيزمات التخلف.
وقد لخص تشارلز كيند لبيرجر عناصر هذا الاتجاه كما يستخدمه علماء الاقتصاد، وخبراء البنك الدولي بقوله:
" يمكننا عزل السمات النموذجية المثالية المعبرة عن التخلف عن تلك المعبرة عن التقدم، بحيث تبقى لنا السمات التي هي بحاجة إلى تنمية والتي من أجلها يجب أن تخطط المشروعات ".



 شرح اتجاه النماذج والمؤشرات:

من خلال قراءة النص المأخوذ من أطروحة الأستاذ الدكتور عبد السلام فراعي، نلاحظ أن اتجاه النماذج والمؤشرات كغيره من الاتجاهات تعرض لمجموعة من الانتقادات التي كانت ولا تزال مجال جدال بين العديد من المفكرين والباحثين في مجال التنمية والتخلف.
وقبل الحديث عن هذه الانتقادات لا بأس أن نتعرض بالشرح لهذه النظرية وكذلك لبعض الأشكال الأخرى من هذا الاتجاه.
يعتبر هذا الاتجاه هو الأكثر شيوعا في الدول النامية ، والذي أكد السيد الحسيني على ضرورة الاستعانة بالمؤشرات، ولكن من خلال ربطها بالسياق التاريخي والبنائي للدول المتخلفة، مثل ضعف التصنيع، التفاوت الطبقي، التبعية الاقتصادية، انخفاض الإنتاجية، سيطرة الازدواجية... ، ويتخذ شكلين أساسيين أو اتجاهين هما:

اتجاه كمي:
يميل إلى اختزال تنمية الدول النامية والتعبير عنها في صورة مؤشرات كمية مثل:
• متوسط الدخل الفردي.
• نسبة السكان الذين يعملون في الزراعة.
• درجة التعليم.
• عدد الأطباء.
• توزيع الصحف.
وقد وجه انتقاد إلى هذا الاتجاه على أن هذه المؤشرات هي مجرد برهنة على صحة مفاهيم معينة مشتقة من واقع الدول الغربية.
كما نجد سيمور ليبست،S. Lipset، قد ربط مفهوم التنمية السياسية بمؤشرات مثل:
• الثروة.
• التصنيع والتحضر.
• التعليم.
ولم يخلو هذا الرأي أيضا من النقد وذلك لكونه لم يدع مجالا للشك في صدق هذه المؤشرات الحسابية، وخير مثال على ذلك هو مثلا:
 الأرجنتين لديها معدل تحضر أعلى من ألمانيا الغربية.
 الكويت لديها متوسط دخل فردي أعلى من الولايات المتحدة الأمريكية.
كما اقترح البعض مجموعة من المؤشرات تعكس مستوى القوى الإنتاجية وعلاقات الإنتاج معا. مثلا بالنسبة للقوى الإنتاجية هناك مؤشري الإنتاج والاستهلاك ( بمعنى الربط بين تحليل المؤشرات الإحصائية وتحليل الموارد ).
ومنه فإن هذه المؤشرات ما هي إلا متوسطات حسابية وليست اجتماعية، وبالتالي فاعتقاد أصحاب هذا الاتجاه أن الخصائص الكمية الأمبريقية تكاد تمثل أو تعبر عن الواقع الاجتماعي في كليته وشموله هو اعتقاد خاطئ، لأن التنمية تتطلب أكثر من ذلك.

اتجاه كيفي:
ويميل إلى تحديد بعض العناصر النموذجية للتنمية والتي تصبح بذلك مجرد عملية اكتساب أو فقدان خصائص أو سمات معينة.
سبق ورأينا في التلخيص أن هوسيليتز هو الممثل الرئيسي للاتجاه الكيفي في هذه النظرية، والذي حدد ثلاث متغيرات نمط من أصل خمس متغيرات نمط حددها تالكوت بارسونز، والتي يمكن أن تنطوي على أهمية بالغة في دراسة التخلف والتنمية. وبتحليل هوسيليتز لهذين الأخيرين نجده قد دعم الاتجاه الذي عبر عنه بارسونز أبو الوظيفية، والذي حاول إظهار جوانب الاتساق والتكامل في المجتمع وإخفاء جوانب الاستغلال والسيطرة فيه .

ويمكن إجمال نظرية بارسونز في خمسة أزواج من البدائل والتي يعتبرها شاملة على أساس مستوى من التعميم، هاته الأزواج اعتبرها بديلا عن النموذج المثالي عند فيبر، وهي :

النموذج المثالي للمجتمعات المتقدمة النموذج المثالي للمجتمعات
المتخلفة
- العمومية
- الأداء
- التخصيص
- المصلحة الجمعية.
- الحياد الوجداني. - الخصوصية
- النوعية
- الانتشار
- المصلحة الذاتية.
- الوجدانية.

وما نلاحظه في المجتمعات المتخلفة وخصوصا مجتمعاتنا العربية أن هذه النظرية إلى حد ما صحيحة رغم ما قدم إليها من انتقادات، خصوصا فيما يتعلق بسيادة المصلحة الجمعية في الدول المتقدمة على عكس الدول المتخلفة والتي تطغى عليها المصلحة الذاتية. ونفس الشيء بالنسبة للحياد الوجداني الملحوظ في الدول المتقدمة مقابل طغيان الوجدانية في الدول المتخلفة.

الانتقادات الموجهة لنظريتي بارسونز وهوسيليتز:
كون التنمية عندهم تتمثل في اكتساب واستيعاب المجتمعات المتخلفة لمتغيرات النمط السائدة في الدول المتقدمة، وبالتالي فهي تعاني من بعض جوانب القصور المتمثلة في:
 تحديدها للعناصر المعبرة عن الدول المتقدمة والمتخلفة على السواء.
 كون الدول المتخلفة هي متخلفة لتواجد الأسرة الممتدة والقبيلة البدائية والمجتمع الشعبي.
 العمومية ليست سائدة تماما في الدول المتقدمة ( مثال ذلك اليابان وفرنسا ).
 الخصوصية هي قدر من التعسف لأن المجتمعات المتخلفة تعرف قدرا من العمومية لا يمكن تغافله، وبهذا الخصوص نجد أندري جوندر فرانك قد أعطى مجموعة من الأمثلة توضح شيوع خاصية العمومية في الدول النامية خصوصا في المجتمعات المسيحية، الإسلامية...
كما وجه السيد الحسيني من خلال كتابه دراسات في التنمية الاجتماعية ، نقدا لنظرية هوسيليتز بخصوص اتصاف المجتمعات المتقدمة بالأداء ( الإنجاز ) والمتخلفة بخاصية النوعية ( العزو، النسبة )، ومثل لذلك بالولايات المتحدة حيث نجد أن المكافأة على القيام بالوظيفة تتوقف على الأداء، في حين يتوقف الالتحاق بالوظائف على الطبقة التي ينتمي إليها الشخص.
في حين أن هارتجتون، فقد أشار إلى أن خاصية العزو تسود لدى جماهير الفقراء في الولايات المتحدة، حيث إن المجتمع الأمريكي يتجه إلى إحلال خاصية الإنجاز بخاصية العزو.
أما بخصوص التخصص ( تخصيص الدور يسود المجتمعات المتقدمة )، وأن الانتشار ( أو تشتت الدور يسود المجتمعات النامية )، نجد فرانك ينتقد هذه النقطة حيث يكشف بوضوح عن أن الوضع المهني لعلم الاجتماع في بلد كالولايات المتحدة الأمريكية أبعد ما يكون عن تخصيص الدور.





 الأصول المشتركة بين نظرية النماذج والمؤشرات ونظرية ماكس فيبر:
- النموذج المثالي عند ماكس فيبر:
ماذا يقصد فيبر بالنموذج المثالي؟ وما هي هويته ووظائفه الأساسية؟ وما علاقته باتجاه النماذج أو المؤشرات؟

 تعريف النموذج المثالي:
قدم فيبر عدة تعاريف للنموذج المثالي، ولعل أهم تعريف هو كونه بناء من العناصر التي جردتا عن الواقع والتي وضعت مع بعضها البعض، لكي تشكل جوانب الحقيقة. وهو ما يتضمن المبالغة في بعض جوانب الحقيقة . وبالتالي فهو بناء أو تشييد نظري عقلي يتشكل من خلال ظهور أو وضوح سمة أو أكثر يمكن ملاحظتها في الواقع، كما يعبر عن مفردات ملموسة يحددها الباحث بنفسه لكي تكون أساسا تنهض عليه المقارنة.

 هوية ووظيفة النموذج المثالي:
- الهوية:  ليس فرضا نظريا، بمعنى أن يكون قضية تتعلق بالحقيقة الواقعية، ومن ثم يمكن اختيار صدقها الواقعي، لأن النموذج المثالي عادة ما يتسم بالتجريد.
 أنه ليس وصفا للواقع.
 أنه ليس صياغة للسمات الواقعية المشتركة بين فئات الموضوعات الواقعية ( مثلا: وجود اللحية عند الرجال يميزهم عن النساء ) .
- الوظيفة:
 وسيلة موجهة نحو توضيح معنى الموضوع.
 وسيلة توضيحية تساعد على إصدار الأحكام التي تتضمن التنسيب السببي.
ومنه فإن ه-ا النمو-ج يستمد أهميته من خلال كونه وسيلة لفهم العالم الوقعي، إذ لا ضرورة له إذا كان العلم يعرض نفسه أمامنا بطريقة تمكننا من الوصول إلى التعميمات بسهولة. ونجد فيبر يقول بهذا الصدد: " إن النموذج – بما يتضمنه من مفاهيم محددة – يمثل أداة تحليلية تمكننا من السيطرة الفكرية على البيانات الواقعية " .

 علاقة النموذج المثالي الفيبري باتجاه النماذج والمؤشرات:
ترجع هذه العلاقة إلى كون اتجاه النماذج هذا قد استلهم من النموذج الفيبري وذلك من خلال إمكانية استخدامه كوسيلة للمقارنة الموضوعية والعلمية بتحديد نماذج تحدد المجتمع المتقدم ومقارنتها بأخرى تحدد المجتمع المتخلف. ومنه تأسيس نماذج مثالية لمختلف قضايا النظرية الاقتصادية، والتي تتعلق بالساليب التي يتصرف البشر وفقا لها في مواجهة موضوعات اقتصادية خالصة.
وبرغم فاعلية النماذج المثالية كوسائل منهجية تعمق من عملية المنهج المقارن، وتلغي إلى حد كبير التحيزات القيمية التي يسقط في أسرها الباحث، فلم تخلو من انتقادات عديدة لعل أهمها: انتقادات جوندر فرانك.

 انتقادات أندري جوندر فرانك:
انتقد جوندر فرانك اتجاه النماذج والمؤشرات، وتجلت هذه الانتقادات في:
 تجاهله للواقع التاريخي وإسهامه في ظهور التفاوت بين الدول المتقدمة والمتخلفة، وكذلك للواقع البنائي للدول المتخلفة.
 اتجاه النموذج المثالي لا يستطيع بحكم القيود المفروضة عليه أن يحلل بكفاءة البناء الداخلي للمجتمعات المتخلفة.
 عجزه في فهم التغيرات التي تطرأ على البناء الداخلي للمجتمعات ووضع السياسات الملائمة له.
 تجنب ممثلي النموذج المثالي دراسة الخصائص البنائية العامة لظاهرتي التخلف والتنمية.
 كون التخلف ليس أصيلا أو تقليديا، وأن ماضي وحاضر الدول المتخلفة لا يشابه حاضر وماضي الدول المتقدمة في مراحلها السابقة .
كما نجد الأستاذعبد السلام فراعي، في أطروحته قد وجه انتقادا لا ذعا لهذا الاتجاه، تجلى في كونه ضعيف أمبريقيا، وواه نظريا ومظلل تطبيقيا.

أضف إلى ذلك انتقادات أخرى وهي:
 كون هذا الاتجاه لا يزود بالفهم العميق للميكانيزمات الواقعية أو الممكنة للتغيير.
 أنه عبارة عن تعريفات تستند إلى معايير إحصائية، وليست معايير نظرية.
 اختزال عملية التنمية في مجرد اكتساب خصائص الدول المتقدمة.
 النظر إلى الحقيقة وهي في حالتها الساكنة، وعدم قدرته على استيعاب الجوانب الدينامية للظاهرة، ذلك أن الواقع متغير يطرح دائما متغيرات جديدة.
انطلاقا مما سبق، تطرح أمامنا مجموعة من التساؤلات، هي:
1. إلى أي مدى استطاع اتجاه النماذج والمؤشرات مقاربة إشكالية التخلف؟.
2. هل هناك نموذج واحد أو نماذج متعددة للتنمية، تستطيع الدول المتخلفة الاختيار فيما بينها لتضع نفسها على مسار النمو الذاتي؟ .
3. إذا كان هناك نموذج واحد للتنمية وهو النموذج الغربي، فهل تمثل الدول المتخلفة مجموعة متجانسة حتى تتبع هذا النمط؟ أم أن لكل دولة خصوصياتها سواء الاقتصادية، السياسية، الثقافية...؟.
4. لماذ فشلت كل التجارب التنموية بالدول النامية، هل يرجع هذا الفشل إلى أسباب كامنة في الدول المتخلفة متعلقة بطبيعة سكانها ونوعيتهم، وهيكلها الاقتصادي، أم ترجع إلى أسباب خارجية، أم الاثنين معا؟
5. هل تترك عملية التنمية للتفاعل التلقائي، أم يجب أن توضع مخططات تنموية؟ ومن المسؤول عن وضع هذه المخططات؟ وإلى أي مدى يمكن أن يهتم المسؤول عن تنفيذ هذه المخططات بتفعيلها؟

 خلاصة عن التنمية:
وكخلاصة لما سبق يمكن القول أن:
 التنمية مفهوم معقد التركيب، وتوضح هذه الخطاطة مقاربة قاموس التنمية وعائلة المفاهيم ، هذه المقاربة تعلمنا الكثير، أن المفاهيم أصبحت لا توجد ضمن حلقات مفردة، بل هي حلقات متواصلة، وأن المفاهيم أصبحت لا توجد إلا في أشكال منظومات، أو شجرة ذات فروع.

ويعود هذا التعقيد لاتسام التنمية بالطابع الإيديولوجي الذي يتجلى بالأساس في كثرة الأبعاد التي تنظمها ) بيئي، ثقافي، اقتصادي... (، وبذلك في قضية علم وسياسة بحيث لا يمكن الحديث عن تنمية بمعزل عن إرادات سياسية واضحة ومتكاملة تعتمد على البحث والتخطيط العلميين اللذين يشكلان أساسا لكل فعل تنموي ومجتمعي حداثي وديمقراطي، كما لا يمكن الحديث عن تنمية متكاملة بمعزل عن إدارات ومشاريع سياسية قادرة على أجرأة مقتضيات الفعل التنموي على واقع الممارسة الميدانية.
ونجد صاموئيل هنتنجتون يقول في هذا الصدد: " تقتضي الحركة الاجتماعية تغييرات في طموحات الأفراد والجماعات والمجتمعات، وتقتضي التنمية الاقتصادية تغييرات في قدراتهم، وتتطلب الحداثة كلتيهما " .
 التنمية هي السعي المنظم والمقصود للارتقاء المتكامل بالمجتمع من جميع نواحيه عن طريق نهج مجتمعي يرتاح إليه الجميع ويؤدي إلى تغيرات نوعية مرغوبة.
 لا يمكن للتنمية المتوازنة أن تتم إلا عن طريق التخطيط الواعي القائم على القناعة بالدور الأساسي للدولة في رسمها وتوجيهها.
 ومن أسباب فشل الجهود التنموية المتبناة من قبل الدول النامية هو افتقار تلك الجهود للانتماء، للتطلعن وللواقع المحلي، ولفشلها في سبر أغوار الحاجات الحقيقية للمجتمع ومسارها بناء على سياسة تملى عليه من واقع شديد الاختلاف .
 لم تجن الدول النامية المتبنية للبرامج التنموية سوى مشكلات ترتبت على تراكم الديون اتجاه الدول المصنعة والمصدرة لإيديولوجيات وسياسات تلك البرامج، الشيء الذي اضطر الدول المستوردة – النامية – إلى تصدير ثرواتها القومية – اليد العاملة، المواد الخام، الأدمغة... -، لمواجهة أعباء الاستيراد وتسديد الديون المتراكمة.
 ويشير الدكتور جورج قرم إلى نقطة هامة بها الصدد، مفادها: " أن فشل العديد من الجهود التنموية في دول العالم الثالث يدل على أن عملية التنمية ليست مجرد مسألة تخطيط مبني على عمليات رياضية معقدة أو نقل لتجارب وتقنيات لمجرد استخدامها بنجاح لدى دول العالم الصناعي، بل إنها مسألة اتساق مجتمعي اتزان حضاري يتطلب وجود قيادات فكرية من داخل نفس المجتمع لها رؤية واضحة لمفهوم التطور والتقدم ومواقف تابثة قائمة على تلك الرؤية " .
وبالتالي فإنه لم تعد مفاهيم الاستعمار الحديث والتبعية للغرب وحدها كافية لتفسير أسباب فشل المجهودات التنموية، بل لابد من توسيع الإشكالية لتشمل مكونات فكرية وحضارية واجتماعية خاصة بتلك المجتمعات. ومنه لا بد من رسم سياسة تنموية لتحقيق رفاهية المجتمع.
ويقول Graham Room : " أن وجود تنمية من غير خطة يعتبر ضربا من المجازفة التي لا تحمد عواقبها، فالأمر هنا لصيق بالكشف عن الضرورات والاستجابة لها. ويضيف بأن الخطة يمكن لها أن تؤدي الفرض بشرط أن تسندها توجهات لها صلتها الوثيقة بما يطمح إليه "

إذن كل نجاح وإنجاز في العمل التنموي يتحقق عادة نتيجة عملية متكاملة تبدأ من استقراء واقعي لاحتياجات المجتمع وإمكانياته وتطلعاته، ثم تصور استراتيجي عملي يحدد معالم العمل ووسائله وأساليبه وكيفية التعامل مع معطياته ومتابعته وتقويمه، وهذا يتحقق اعتمادا على سند رسمي وشعبي ينظر إلى الواقع بوعي ويتطلع إلى المستقبل بأمل وتصميم على الوصول إلى حياة أفضل.
ولتحقيق ذلك يجب الانطلاق من الإجابة عن الأسئلة التالية:
1. التنمية لمن؟
2. التنمية بمن؟
3. التنمية متى؟

Read more: https://www.kolchi.tv/vb/showthread.p...#ixzz1gngzUqk5



https://www.kolchi.tv/vb/showthread.php?t=22625








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:04   رقم المشاركة : 467
معلومات العضو
مسيلية
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

انا طالبة ادرس علوم التربية تخصص تربية علاجية ولدي مذكرة تخرج بعنوان
المشكلات السلوكية التي تنجم التأخر الدراسي لدى المعاق سمعيا
كما ابحث عن بحث حول
- المسنون والية التكيف
- طرق التدريس لذوي الاحتياجات الخاصة
- الموازنة بين النهاج الحديث والتقليدي للمناهج الدراسية
اذا ممكن في اقرب وقت
او قبل الدخول المدرسي اي قبل نهايةالعطلة
وجزاكم الله خيرا ........شكرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:06   رقم المشاركة : 468
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
من طرف HALIMHARD في الثلاثاء 30 مارس 2010, 3:30 am
لويس هنرى مورغان
إدوارد برنت تايلور
النظرية التطورية الثقافوية
الإتجاه الإنتشارى في الأنثروبولوجيا
الإتجاه الوظيفي في الأنثروبولوجيا
برونيسلو مالينوفسكى
رادكليف براون
الإتجاه النسبى الأمريكى
التطورية الجديدة
الإتجاه المادى الثقافوى
الإتجاه البنيوى الماركسى





لويس هنري مورغان (1818-1881)
محام وعالم إنسان أمريكي اهتم في بداية حياته بدراسة أمريند الايروكيز وغيرهم من سكان الشمال الشرقي الأمريكي الأصليين. حاول مورغان إعادة تركيب صورة المجتمعات الإنسانية وتصنيفها بغية التعرف على تاريخ المجتمع الأوروبي والمراحل التي مرَّ بها وصولاً إلى ما هو عليه في عصره. وقد تأثر مورغان بكتاب باخوفن "حق الأم" وبأبحاث لافيتو.



نشر مورغان في عام 1851 بحثاً بعنوان "عصبة الايروكيز" أبرز فيه النظام الأمومي السائد وسط الايروكيز. وكان اهتمام مورغان بنظم القرابة والنظم الاجتماعية والسياسية كبيراً مما دفعه للقيام برحلات واسعة بين الأمريند، وراسل المبشرين العاملين في جهات مختلفة من العالم مستفسراً عن أنظمة القرابة والتنظيمات الاجتماعية لدى الشعوب التي يبشرون بينها. كما وأطلع على كتاب هنري مين "القانون القديم" الذي نشر في عام 1861. نتيجة تلك الأبحاث والقراءات أصدر مورغان مؤلفة عن "أنظمة القرابة والمصاهرة في العائلة البشرية" في عام 1871 وألحقه في عام 1877 بمؤلفه "المجتمع القديم".



نجح مورغان في إقامة البرهان، عموماً، على أنَّ علاقات القرابة تسيطر على تاريخ الإنسان البدائي، وعلى أنَّ لهذه العلاقات تاريخاً ومنطقاً. واكتشف مورغان أن أنظمة القرابة في المجتمعات البدائية طباقية وليست وصفية وأن نقطة ارتكازها تبادل النساء بين الجماعات، وان الزواج الخارجي (الاغترابي/الاكسوجامي) لا يتنافى والزواج اللحمي (الداخلي/ الاندوجامي) لأن الزواج الاغترابي بين العشائر هو تكملة الزواج اللحمي بين القبائل. ولقد أوضح مورغان أنَّ العشيرة هي الشكل السائد من أشكال التنظيم الاجتماعي لدى جميع الشعوب التي تجاوزت مرحلة التوحش. وميز مورغان شكلين من أشكال العشيرة، العشيرة التي تنتسب إلى الأم والعشيرة التي تنتسب إلى الأب، وقال بالأسبقية التاريخية والمنطقية لأنظمة قرابة الأم على أنظمة قرابة الأب متبنياً بذلك واحدة من فرضيات باخوفن.



انطلق مورغان في تحليله لأنظمة القرابة من واقعة لاحظها لدى الايروكيز الذين عاش معهم واطلع على حياتهم بشكل واسع. لقد كان نظام القرابة السائد لدى الايروكيز "متناقضاً مع علاقاتهم العائلية الفعلية".. ففي الوقت الذي لم يكن فيه شك في حقيقة الأشخاص الذين كانوا آباءهم وأمهاتهم وبناتهم وإخوتهم يسميهم مورغان (بحسبانه أوروبي يعتمد النظام الوصفي للقرابة) أعمام وخالات … إلخ. وكان أبناء العم المتوازين يعدون عند الايروكيز أشقاء وشقيقات، وكان أبناء العم المتصالبون (أي المتحدرون من أخوات الأب ومن إخوة الأم) هم وحدهم الذين يسمون بأبناء العم. ولقد تولدت لدى مورغان القناعة، بعد استقصاء ومراجعة أكثر من 250 قائمة بمصطلحات القرابة عبر العالم بأسره، بأن التناقض المميز لنظام القرابة لدى الايروكيز موجود أيضاً في الهند وفي أمريكا الشمالية. ولتفسير هذه الظاهرة العامة افترض مورغان أن نظام القرابة يتطابق مع شكل عائلي منقرض يمكن إعادة بنائه فيما لو تم التوصل إلى فك لغز ذلك النظام. كان هذا التناقض تعبيراً عن السرعة المتفاوتة لتطور الأسرة، العنصر الحركي الفعال، ولتطور أنظمة القرابة، العنصر السالب المنفصل.



لقد خيل لمورغان، وهو يقيم مقارنة بين 250 من أنظمة القرابة وأشكال الأسرة التي قام بجمعها، أنه اكتشف في الأسرة الهاوائية (جزيرة هاواي) الشكل العائلي الذي يتطابق مع مصطلحات القرابة لدى الايروكيز، لكن لما كان نظام القرابة في هاواي لا يتطابق هو الآخر مع الشكل العائلي الهاوائي لم يكن هناك مفر من الرجوع تدريجياً إلى "شكل عائلي أكثر بدائية أيضاً، شكل لم يقم البرهان على وجوده في أي مكان، ولكن لابدَّ أن يكون قد وجد لأن نظام القرابة ما كان ليوجد دونه" وذلك على حد تعبير مورغان.



هذا الشكل البدائي الأصلي لا يمكن أن يكون، في رأى مورغان، غير حالة من "الاختلاط الجنسي" بين أعضاء "القطيع البدائي". ففي هذه الحالة كان جميع الأخوة والأخوات، والآباء والأولاد أزواجاً وزوجات، ولم يكن للمحارم من وجود وشهدت المرحلة التالية ولادة تحريم الزواج بين الفروع والأصول، بينما بقى الأخوة والأخوات في كل جيل أزواجاً وزوجات. ولا بدَّ أن الأسرة كانت حينها "عصبية". ورغم أن مورغان يرى بأنه حتى أكثر الشعوب بدائية لا تقدم أمثلة قاطعة على هذا النوع من الأسرة فإنه يقول: "لابدَّ أن تكون هذه الأسرة قد وجدت لأن تطور الأسرة اللاحق يفترضها جبراً ويرغمنا النظام الهاوائي على القبول بذلك".



وكان التقدم الثاني حظر الزواج بين الأخوة والأخوات من نسل الأم، ثم بين الأخوة والأخوات من قرابة الحواشي. ويصبح الرجال في هذا الشكل من الأسرة أزواجاً مشتركين لزمرة من نساء لسن بأخوات لهم، وتصبح الأخوات بالمقابل الزوجات المشتركات لرجال ليسوا بإخوة لهن. هكذا يرى مورغان بأن هذا الشكل العائلي يفسر نظام القرابة لدى الايروكيز، وأن هذا النظام يتعايش مع شكل عائلي مغاير، "العائلة "القرينة" التي يكون فيها عدد محرمات الزواج أكبر أيضاً ويتخذ فيها الزوجان المزيد من الأهمية. وفي جميع الأشكال السابقة من الزواج الجماعي ما كان ممكناً تحديد عامود النسب عن غير طريق الأم. عندها اتخذ التنظيم الاجتماعي الذى كانت تتطابق معه العائلة "القرينة" شكل عشيرة، أي مجموع فروع أم واحدة حُرَّمَ عليهم من الآن فصاعدا الزواج فيما بينهم.



إن العشيرة في شكلها الأول ما كان يمكن أن تقوم إلا على عامود نسب الأم. وقد شكلت العشيرة، على حد تعبير مورغان، "قاعدة النظام الاجتماعي لغالبية الشعوب البربرية، إن لم نقل جميعها، ومنها ننتقل فوراً إلى المدنية في اليونان كما في روما".



وقد حلت محل العشيرة التي تقوم على نسب الأم العشيرة التي تقوم على نسب الأب والتي لم تدرك كامل تطورها إلا في العالم القديم بعد أن أدى ظهور تربية الماشية إلى تغير أصاب علاقات الإنتاج وأشكال الملكية لصالح الرجال. وقد أدى تطور تربية الماشية ثم الزراعة إلى ولادة الأسرة الأبوية، وأدى تطور هذه الأخيرة إلى ولادة الأسرة الزوجية الحديثة.



ولقد تطور بدءاً من نظام العشائر التنظيم القبلي ثم إتحاد القبائل، وهذه أعلى نقطة أدركها، في رأى مورغان، الهنود الأمريكيون الأصليون الأكثر تطوراً: الإيروكيز والأزتيك والإنكا. والقبيلة، طبقاً لمورغان، هي جملة من عشائر لها أرضها ولهجتها الخاصة، ولها تصورات دينية وعبادات مشتركة. وهي تنتخب زعماءها، ويدير شئونها المشتركة مجلس القبيلة، وعلى رأسه زعيم أعلى محدود السلطات. وللشعب دوماً الحق للتدخل في المناقشات.



كان هذا التنظيم، في رأي مورغان، تنظيم "ديمقراطية عسكرية" ينطوي بحكم طابعه العسكري على أشكال استثنائية من السلطة موقوفة على القادة الحربيين، لكنه يتنافى في الوقت نفسه، بحكم طابعه الديمقراطي، مع وجود طبقات متصارعة ودولة. وعلى هذا يرى مورغان أن الممالك والإمبراطوريات والملوك والأمراء التي أكتشفها الأسبان في المكسيك لم تكن إلا من اختراع مخيلتهم وجهلهم وآرائهم الغربية المسبقة على نحو يتعارض تماماً مع كل المعارف العلمية المتراكمة عن بنية المجتمع العشائري لدى الهنود الأمريكيين.



وافترض مورغان عدداً من المراحل التطورية الاجتماعية ، وربط كل مرحلة من تلك المراحل بنمط معين طبقاً لمراحل التطور الثقافي، أي أن كل مرحلة تميزها علاقات ثقافية تتمظهر في أشكال من النظم بحيث تتوافق مع المراحل الفرعية. وافترض مورغان أن جميع المجتمعات الإنسانية تخضع في تطورها لقانون واحد طالما أن تاريخ الجنس البشري واحد "وحدة أصل الإنسانية وتوحد الحاجات الإنسانية على الدرجة نفسها من التطور وذلك حين تكون العلاقات الاجتماعية على الدرجة نفسها من المساواة".



هكذا يرى مورغان أن الثقافة الإنسانية انتهجت في تطورها مساراً أُحادياً، أي أنها تنتقل عبر التاريخ وفق سلسلة متتابعة الحلقات، بمعنى وجود مراحل محددة وحتمية لا بدَّ أن تمر بها كل ثقافة من الحالات الدنيا إلى الحالات الراقية فالأكثر رقياً. وافترض مورغان وسعى إلى إيجاد علاقة عنصرين كبيرين في مرحلة ما قبل التاريخ هما: مرحلة التوحش ومرحلة البربرية وقسم كل مرحلة منها إلى مراحل فرعية دنيا ووسطي وعليا قبل الوصول إلى مرحلة المدنية. وبذلك استعاد التاريخ البدائي تلاحماً شاملاً وعمقاً .. تعدد الوجوه يبدو كالتالي:

1- مرحلة التوحش الدنيا: يرى فيها مورغان طفولة البشرية حيث عاش الإنسان في مرحلة أشبه بالحيوانية هائماً على وجهه متغذياً بجذور النباتات وبعض الثمار البرية … جامعاً وملتقطاً.

2- مرحلة التوحش الوسطى: مرحلة تقدم فيها الإنسان قليلاً عما كان عليه في المرحلة السابقة باهتدائه إلى اكتشاف النار واستخدامها في طهي الطعام وإضاءة الكهوف. نتج عن ذلك تعرف الإنسان على أنواع جديدة من الأطعمة بخاصة اللحوم والأسماك.

3- مرحلة التوحش العليا: اكتشف فيها الإنسان القوس والسهم مما ساعده على تغيير غذائه واقتصاده بشكل عام، أصبح الإنسان في هذه المرحلة صائداً للحيوانات يعتمد على لحومها، أي أن الإنسان بدأ في هذه المرحلة في تحقيق الانتقال من جامع للطعام وملتقط له إلى منتج لطعامه. ويفترض مورغان ارتباط هذا التقدم في الاقتصاد بتقدم مماثل في شكل التنظيم الاجتماعي والديني.

4- مرحلة البربرية الدنيا: تتميز بوصول الإنسان إلى إبداعات جديدة أهمها صناعة الفخار، وبخروج الإنسان من عزلته الضيقة وانتشاره في مناطق أكثر اتساعا، وبداية نشوء جماعات اجتماعية.

5- مرحلة البربرية الوسطى: تمكن فيها الإنسان إلى صهر المعادن وصناعة الأدوات والآلات المعدنية، وبداية اكتشاف الكتابة الصورية.

ويرى مورغان أنه وبعد اجتياز الست مراحل تلك توصل الإنسان إلى مرحلة المدنية التي تتميز باختراع الحروف الهجائية والكتابة، وهي المرحلة التي لا زالت ممتدة حتى الوقت الراهن.



ويؤكد مورغان على هذا التتابع المميز للتطور الثقافي ويراه ضرورياً لمطابقته مع الواقع. وحاول مورغان تطبيق تلك المراحل على بعض الثقافات الإنسانية المعاصرة له فرأى أن سكان أستراليا الأصليين يمكن أن يمثلوا مرحلة التوحش الوسطى، في حين يمثل البولينيزيون مرحلة المتوحش العليا، ويمثل الايروكيز ما بعد مرحلة البربرية العليا. أما الثقافة الأوروبية في عصره فتمثل المرحلة السابعة – المدنية. تبقى المرحلة الأولى – الوحشية الدنيا التى لم يجد لها مورغان من يمثلها.



وعارض مورغان المدنية بتاريخ الإنسان البدائي بأشكاله الوحشية والبربرية وشبه هذا التعارض بين المجتمعات اللا طبقية المنظمة تبعاً لعلاقات القرابة وبين المجتمعات الطبقية التي تهيمن عليها الدول والتي تقوم على أساس الملكية الخاصة والتبادل وتراكم الثروات.



وتصور مورغان مرحلة المدنية نفسها بحسبانها عصراً انتقاليا في تطور الإنسانية لا بدَّ أن يفضي، بحكم قوانين التطور، إلى "بعث الحرية والمساواة والإخاء كما عرفتها العشائر القديمة".



ادوارد برنت تايلور (1832-1917)
عالم إنسان بريطاني أصبح أستاذاً لعلم الإنسان في جامعة أكسفورد منذ عام 1896 وظل بها حتى تقاعده في عام 1913. أسهم إسهاماً كبيراً في دراسة الثقافة وكان أحد رواد الاتجاه التطوري، وقال بالنظرية البيولوجية، وأسهم في تطوير الدراسات المقارنة للأديان.



يرى تايلور أن الثقافة تطورت من الشكل غير المعقد إلى الأشكال المعقدة مبدياً اتفاقه مع مورغان بشأن مراحل التتابع الثقافي من الوحشية إلى البربرية فالمدنية. وكان كتابه "أبحاث في التاريخ المبكر للبشرية وتطور المدنية" في عام 1869 والذي أعقبه كتابه"المجتمع البدائي" في عام 1871 قد انطلقا من وجهة نظر تطورية.



ويرجع الفضل إلى تايلور في ابتكار مصطلح الثقافة مفهوماً أنثروبولوجياً بحسبانه "كل ما يفهم من العلم والعقيدة، والفن والأخلاق، والتقاليد والأعراف، وأية قدرات أخرى يكتسبها الإنسان بصفته عضواً في مجتمع". وقد عُدَّ تعريف تايلور للثقافة في حينه أحد أهم التعريفات لكنه ومع تقدم المناهج العلمية وتوسع الأبحاث والدراسات الميدانية لم يعد هذا التعريف مناسباً. تبدو محدودية هذا التعريف في كونه اعتمد على الدراسات الاثنوغرافية الوصفية التي سجلها الرحالة ولم يتجاوز مجرد كونه سرداً وصفي لعناصر الثقافة ومحتواها.



عدَّ تايلور الثقافة عنصراً مساعداً لفهم تاريخ بني الإنسان طالما أن الثقافة ظاهرة تاريخية تميز بها الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى، ويكتسبها الإنسان بالتعلم من مجتمعه الذى يعيش فيه. بهذا الفهم يرى تايلور أن الثقافة تكون دوماً ثقافة جماعة – مجتمع. لكنه في الوقت نفسه لا يهمل دراسة العمليات العقلية للفرد بحسبان الثقافة حصيلة أعمال فردية كثيرة. هكذا يفترض تايلور أن دراسة الثقافة هي دراسة تاريخ تطور الفرد في المجتمع بحسبانها العملية التاريخية العقلية لتطور عادات الإنسان وتقاليده من حالتها غير المعقدة إلى حالتها المعقدة فالأكثر تعقيداً. لكن يلاحظ أن تايلور، خلافاً لمورغان، لا يصر على عد مراحل تطور الثقافة من الوحشية إلى البربرية فالمدنية بمثابة حتمية ملزمة محتفظاً في الوقت نفسه بمبدأ التقدم التطوري من الأدنى إلى الأعلى حقيقة وضعية.



وكان تايلور أول من درس طرق إشعال النار عند البدائيين، وطريقة الطهي بالحجارة الساخنة عند الجماعات التي لم تتعرف على صناعة الفخار. كما انه درس بعناية نظام الزواج الاغترابي المحلي، ونظام الزواج مع أنساب الأم (ابن الخال أو الخالة). وقد اتفق تايلور مع فرضية أدولف باستيان التي ترى في التفسيرات النفسانية للنمو الثقافي. ويقول تايلور أن الثقافة، مثلها مثل النباتات، تتصف بالانتشار أكثر من كونها تتطور، ويرى بأن الناس أخذوا من جيرانهم أكثر مما اخترعوا أو اكتشفوا بأنفسهم. ويرى بأن هناك عدداً من الاكتشافات التي نشأت في مكان واحد وانتشرت منه إلى أماكن أخرى: مثال ذلك الفخار الذى يرى بأنه انتشر في أمريكا من المكسيك، والقوس والسهم والشطرنج الذى نشأ في الهند وانتشر في العالم الجديد عبر المحيط الهادي إلى المكسيك.



تؤلف هذه الآراء تناقضاً في كتابات تايلور التطورية التي تنبع من اعتقاده بوحدة النفس البشرية والتي تصبح انعكاساتها متشابهة في الظروف المتماثلة في أي مكان. لكنه ورغم تجلي بعض مثل تلك الأقوال بشأن الانتشار الثقافي لبعض المظاهر فإن تايلور، بالنظر لمجمل أفكاره، تطوري النزعة، ومن دعاة التطور البسيط من الأسفل إلى الأعلى، من غير المعقد إلى المعقد، من اللا معقول إلى المعقول. ومع أنه أرخَّ للنظم الثقافية تاريخاً تطورياً فإنه اعترف في الوقت نفسه بوجود حالات من الركود والارتداد الثقافي دون أن يمثل ذلك تحولاً جذرياً في الصورة العامة للتطور من أسفل إلى أعلى. فالنظام الأمومي أقدم من النظام الأبوي، وطقوس الكوفادة مرحلة وسطية بين النظامين يختلط فيهما النظام الأمومي بالنظام الأبوي حيث تمثل طقوس الكوفادة "بقايا ثقافية" تشير إلى وجود الشكل السابق في أحشاء الشكل القائم.



وقدم تايلور، في مجال دراسة المعتقدات، مفهوم الأنيمية (الأرواحية) نظرية لتفسير الديانة وتطورها العالمي. فقد استنتج من دراسته الميدانية لقبائل الهنود الأمريكيين من شعب البويبلو بجنوب غربي الولايات المتحدة أن جميع العقائد الدينية ظهرت نتيجة للتفسير الخاطئ لبعض الظواهر التي يتعرض لها الإنسان مثل الأحلام والأمراض والنوم والموت. ويرى أن ظاهرة الأحلام وظاهرة الموت كان لهما الأثر الأكبر في توجيه الفكر الاعتقادي لدى الإنسان. فالأحلام هي التي أوحت للإنسان بفكرة الروح والجسد ذلك أن البدائي يتخيل نفسه متنقلاً من مكان إلى آخر وهو نائم، بل وقد يرى نفسه وهو يؤدي أعمالاً يعجز عن القيام بها وهو في حالة اليقظة. ومن ثم نشأت لديه اعتقادات بأن الروح تفارق الجسد أثناء النوم مبتعدة إلى عوالم أخرى ثم تعود مرتدة إليه عند اليقظة. ويعني عدم رجوع الروح إلى الجسد الموت. واكتشف تايلور أن تلك الأفكار ارتبطت بالطقوس والعادات كما ارتبطت أيضاً بعادة تقديم القرابين لأرواح الأجداد. ومن هنا طرح مصطلحه الأنيمية (الأرواحية) أي الاعتقاد بوجود الأرواح والآلهة والجن والشياطين وغيرها من الصور اللا منظورة التي عدها تايلور الأصل الثقافي للمعتقدات الدينية على اختلاف أنواعها والتى تطورت إلى فكرة الإله العالي في مرحلة المدنية.



وإذا كان علماء القرن الثامن عشر قد نظروا إلىالممارسات الطقوسية المرتبطة بالمعتقدات عند الأوروبين بحسبانها غيبيات، فإن تايلور قد نظر إليها بحسبانها شعائر ثقافية لابدَّ من فهمها انطلاقا من معناها الداخلي وبمقارنتها مع مجمل درجات التقدم. وقد عبر تايلور عن ذلك "أنه ليس لمرحلة قانون البقاء أية دلالة علمية، ذلك أن أكثر ما نسميه معتقدات غيبية إنما ينتمي لهذا القطاع بحيث يمكن إعطاء تفسير عقلي لها". فإذا لم تكن الممارسات والشعائر ذات الطابع الغيبي شيئاً آخراً سوى بقايا مرحلة تطور سالفة، فعلينا أن نتساءل عما تعبر عنه هذه البقايا".



يقول تايلور أن بعض الممارسات يجب أن تعد بقايا، أن لها سبباً علمياً، أو أنها تخدم، على الأقل ، شعائر لها صلتها بمكان نشأتها وزمانها، وهي إن بدت عبثية فذلك لاستعمالها في ظروف مجتمعية جديدة، بذلك تبدو كأنها فقدت معناها … بتفسير من هذا النوع، أى بالعودة إلى دلالة منسية، يمكن توضيح معظم الشعائر التي لا يمكن القول عنها سوى انها حماقات أو ممارسات نادرة.



لا يشك تايلور في تفوق هذا التحليل الوضعي الذى يؤدى إلى فهم حقيقي فبمساعدة هذه الطريقة يعاد اكتشاف "دلالات منسية" أو ضائعة كانت تعد إلى وقت طويل ممارسات غيبية لا معنى لها. فمع هذا التحليل الوضعي تحول الكهنة في المجتمعات البدائية/ طبقاً لتايلور، إلى سحرة يعلمون شيئاً ما، لكن علمهم هذا، رغم ما يبدو منه، لا يساوى في الواقع شيئاً. ومن ثم يكتب تايلور قائلاً: "إن السحر لا يعود في أصوله إلى الشعوذة والاحتيال، ولم يمارس في البداية من هذه المنطلقات. يتعلم الساحر مهنته في العادة بروح طيبة، ويحافظ على هذه الروحية في ممارسته لعلمه من البداية حتى النهاية. إنه مثل الخادع والمخدوع في آن واحد ، يضيف طاقة المؤمن إلى حيلة المنافق. وإذا كانت العلوم السرية قد وجدت منذ البداية من أجل الخداع، فإن بعض الأشياء العبثية قد تكفي لذلك، لكن ما نجده بالفعل هو بمثابة علم خاطئ تطور بشكل منهجي كامل. إنه عبارة عن فلسفة صادقة، لكنها خاطئة، طورها الذهن الإنساني بطريقة يمكننا إدراكها إلى حد كبير، وتعود في أصلها إلى تركيبة الإنسان الذهنية".



تختفي في مثل هذا المفهوم القدرة العقلية الكامنة في كل فرد، كما تختفي إمكانية إدراك ممارساته ومعتقداته، حين لا ينتبه إلى لعبة الكهنة يسود بدلاً عن ذلك الزعم بصعوبة إدراك لغة البدائي أو فهم تصرفاته، كما ويسود الزعم بانغلاق مكانته الذهنية. بالمقابل، تعد ميزة الانغلاق هذه بالنسبة للنظرية الأنثروبولوجية المدخل والشرط لفهم "الخرافة" وتفسيرها..هكذا يوضح تايلور.."فمعنى الخرافة لا يمكن حصره بالحدود التي اقترحها منظرو القرن الثامن عشر والذين رأوا فيها مجرد دلالة خلقية ساذجة ومسطحة، أو علم سرى منظم لأن قوانين الخرافة ليست سوى قوانين اللغة وقوانين المخيلة وهى قوانين منطقية وتشكل نظاماً له دلالته".



يرى تايلور بأن معنى الممارسات بالنسبة للبدائيين، كما هو الأمر بالنسبة لكهنتهم، ليست ناتجاً عن التأثير الذي تمارسه اللغة على العقل الإنساني. فقط في العلم الوضعي يصبح ممكناً فهم اللغة وعدها موصلة إليه. ومن ثم فإن النظرية الأنثروبولوجية هي الوحيدة، في رأى تايلور، القادرة على تقديم علم يتعلق بالمحتوى الذهني للخرافة، وعلى فهم الثقافات غير الغربية بشكل عام. إنها في الواقع ثمرة "التمحور التاريخي والمعرفي" الفريدة: "هنالك نوع من الحدود يجب أن تكون إلى جانبها من جهة التفاعل مع الخرافة ولنتخطاها من الجهة الثانية ليتسنى لنا فهمها. ومن حسن الحظ أننا إلى جانب هذه الحدود، وإنه يمكننا اجتيازها أيضاً بإرادتنا"، هكذا يصرح تايلور. والأمر بهذا القدر من الوضوح فإن تايلور يصل إلى أن النظرية الأنثروبولوجية هي الوحيدة "المعقلنة" من هذه الزاوية، لا الثقافة البدائية بحد ذاتها.



تذوب الثقافات البدائية في التحليل التايلوري، بحسبانها بقايا أو عقلنة ميتة، ومن ثم يجب أن تختفي من الممارسة ومن الحياة العملية. عليها أن تزول، وذلك كما يقول "بسبب ترابطها مع المراحل المتدنية من تاريخ العالم العقلي".

النظرية التطورية الثقافوية

بعد هذا العرض لأفكار رائدين من رواد الاتجاه التطوري في الأنثروبولوجيا نحاول تحديد الخطوط العامة لهذه النظرية كما تضح من أطروحتهما. في المقام الأول يلاحظ أنه وبالنسبة لهذا الاتجاه لا يمكن فهم العقل الإنساني إلا من خلال ربطه بالعقل التاريخي. إن فهم الممارسة النظرية ممكن فقط من خلا ل التاريخ بحسبانه تاريخ بشر متجانسين تحتويهم دائرة واحدة عامة. أما التمايز فهو وليد ظرف تاريخي محدد. تمثل المجتمعات الإنسانية تواصلاً متجانساً مؤلفاً من طبقات تطورية وأقسام موازية. إن مفهوم درجات التطور التاريخي هو معيار أساسي بالنسبة للتطور الذى يسير بخط مستقيم. وطور البشر تبعاً لذلك، من خلال توحدهم ضمن مجال حياة معين وضمن شروط محددة، ومن خلال ما ينتج عن ذلك من ممارسات ومن اقتصاد، وحدة ثقافية ومجتمعية.



لقد رأى أنصار الاتجاه التطوري في التقدم ثمرة التكامل في الأدوات المادية وثمرة التعقيد في العلاقات خلال مراحل تطورية معقدة. يتمظهر التقدم من خلال الانتقال من المرحلة الحيوانية إلى المرحلة البدائية ومن هذه إلى البربرية فالتمدن. وفي مرحلة الثورة الصناعية صار معيار التقدم يقاس بدرجة التطور التقني. إن مبدأ وحدة الجنس البشرى أساسه عالمية المعرفة التقنية كما عبر عن ذلك مورغان حيث كتب "نجد وحدة في فكر البدائيين البرابرة وإنسان المدنية. إنها هي نفسها ما ساعد البشر على ابتكار الأدوات نفسها والأواني ذاتها عندما يخضعون للعلاقات نفسها، وما يساعد أيضاً على اختراع المنشآت الاجتماعية نفسها وتطويرها انطلاقا من بدايات لا يمكن رؤيتها: من العصر الحجري والسهام التي التمعت صورتها في ذهن البدائي، إلى مزج المعادن، وفيه يتمثل ذكاء البربري، وأخيراً إلى تحريك القطار الحديدي، هذا هو انتصار المدن".



هكذا يترك كل من النمو والتقدم بصماته على مختلف مجالات الحياة الاجتماعية. وكان مورغان قد وصف ذلك في كتاباته كما يلي: "يتحدد الذكاء بالاختراع والاكتشاف"، و"تطور القانون الاجتماعي"، "وتطور مفهوم الأسرة"، و"تطور مفهوم الملكية". بذلك يمكن عد كل وحدة، كل مجموعة إنسانية/ مجتمعاً بقدر ما تكون شروط حياة المجموعة المادية والذهنية. ويمكن وضعها في الدرجة الاجتماعية نفسها طالما أنها نتاج الطبقة نفسها. يتضح من ذلك أن مورغان عدَّ التطور بمثابة خط مستقيم. فالبدائية حالة سبقت البربرية التي سبقت بدورها المدنية، وهذا ما يجده مورغان عند البشريَّة بمجموعاتها المختلفة كلها. إن تاريخ الجنس البشرى قد عرف شكلاً موحداً في نشأته، وفي تجربته، وفي تقدمه (وهذا هو رأى تايلور أيضاً).



وبمكاننا رد التشكل نفسه الذي يشمل مراحل التمدن إلى المؤثرات والأسباب الأولية نفسها. أما مختلف درجات التشكل فهي بمثابة درجات التطور بحيث تكون كل دورة وليدة سابقتها وإسهاماً في تشكيل تاريخ المستقبل.



هكذا يجوز القول بأن آراء التطوريين تتلخص في أن تاريخ الإنسانية وتاريخ الثقافة يمثل خطاً متصاعداً من العادات والتقاليد والعقائد والتنظيمات والأدوات والآلات والأفكار. وأن البشرية مرت بمراحل ثقافية تتدرج من الأشكال غير المعقدة إلى الأشكال المعقدة فالأكثر تعقيداً، وأن هذا الخط المتصاعد من الأسفل إلى الأعلى متشابه في أجزاء العالم نتيجة الوحدة النفسية لبني الإنسان في كل مكان وزمان وهو ما جعل التطوريين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر شغلتهم فكرة تطور الثقافة والمجتمع الإنساني عبر مراحل التبدل من حالة إلى حالة، أكثر مما شغلتهم فكرة اكتشاف القوانين الأساسية التى تحكم عملية تطور الثقافة.



إيجازاً نشير إلى أن مولد الأنثروبولوجيا مهنة ارتباطا باتجاهات نظرية محددة قد حدث في النصف الثاني للقرن التاسع عشر في جو فكرى سادت فيه الفروض والنظريات التطورية في مجال التاريخ الطبيعي للكائنات الحية وفي مجال المجتمعات الإنسانية على حد سواء، وذلك جنباً إلى جنب مع ازدياد السيطرة الغربية على شئون العالم. ولقد كان للإنجازات العظيمة التي أحرزتها العلوم الطبيعية أثرها في حث المشتغلين بالمسائل الاجتماعية والأخلاقية آنذاك، في أن يتبنوا تطبيق أساسيات المنهج العلمي في دراساتهم. فقد شغل بال المفكرين عامة، ومن بينهم الاجتماعيون وعلماء الأنثروبولوجيا بصفة خاصة، سؤالاً معيناً هو كيف نشأت ثقافات العالم وتطورت؟ وبالرغم من سيادة الفكر التطوري في إطار نشأة المجتمعات وتطورها (أي الثقافات) الإنسانية في خط واحد، إلا أنه كان هناك أيضاً إجابة أخرى لهذا التساؤل وذلك في إطار النظرية الانتشارية التي تمتد جذورها إلى مفكرين سابقين على القرن التاسع عشر.



الاتجاه الانتشاري

يفترض دعاة هذا الاتجاه أن الاتصال بين الشعوب المختلفة قد نتج عنه احتكاك ثقافي وعملية انتشار لبعض السمات الثقافية أو كلها وهو ما يفسر التباين الثقافي بين الشعوب. وينطلق دعاة هذا الاتجاه من الافتراض بأن عملية الانتشار تبدأ من مركز ثقافي محدد لتنتقل عبر الزمان إلى أجزاء العالم المختلفة عن طريق الاتصالات بين الشعوب.



وبما أن نظرية الانتشار الثقافي تسعى إلى الكشف عن حلقات لربط الثقافات معاً نتيجة تفاعلها جغرافياً وزمنيا فإنها تلتزم أيضاً بالمبدأ التاريخي في علاقات الثقافات بعضها بالبعض الآخر.



وقد ظهرت في أوروبا مدرستان للانتشار الثقافي. كان فريدريك راتزل رائداً للمدرسة الأولى وتبني منهجاً تاريخياً-جغرافياً بتأثير المدرسة الجغرافية الألمانية وركز على أهمية الاتصالات والعلاقات الثقافية بين الشعوب ودور تلك العلاقات في نمو الثقافة. وادعى راتزل بأن الزراعة اعتمدت إما على الفأس أو المحراث وهو ما يفسر الاختلافات بين الثقافات الزراعية. وتبعه في ذلك هان، المتخصص في الجغرافيا البشرية، وادعى الأخير بأن تدجين الحيوانات أعقب اكتشاف الزراعة المعتمدة على الفأس. ومع اعتراف هان بأن الزراعة المعتمدة على الفأس يمكن أن تكون قد ظهرت عدة مرات في أجزاء مختلفة من العالم إلا انه يؤكد على أن زراعة المحراث وتدجين الحيوانات واكتشاف عجلة الفخاري قد تمت كلها في الشرق الأدنى القديم ثم انتشرت منه إلى بقية أجزاء العالم. أما هاينرينج شورتز فقد أبرز فكرة وجود علاقات ثقافية بين العالم القديم (اندونيسيا وماليزيا) وبين العالم الجديد (الأمريكتين). وقد طور ليو فروبينيوس فكرة انتقال الثقافات عبر المحيطات بادعائه حدوث انتشار ثقافي من اندونيسيا إلى أفريقيا. فقد حاول في كتابه الذي نشره في عام 1898 بعنوان "أصل الثقافات الأفريقية" إثبات وجود دائرة ثقافية ماليزية زنجية في غرب أفريقيا فسرها بوصول نفوذ ثقافي اندونيسي في صورة موجة ثقافية إلى ساحل أفريقيا الشرقي، ومن ثمَّ عبورها إلى غرب أفريقيا حيث لا تزال بقايا تلك الموجة موجودة في حين أن بقاياها قد اندثرت في شرق أفريقيا نتيجة هجرات البانتو والحاميين اللاحقة. بهذا يكون ليو فروبينيوس أول من أدخل مفهوم "الدائرة الثقافية" في الاثنولوجيا وهو المفهوم الذي نال تطوره اللاحق في أعمال جرايبز فكرة أحادية منشأ الثقافة الإنسانية مفترضاً وجود عدة مراكز ثقافية أساسية في جهات مختلفة من العالم.. وبفعل التقاء الثقافات نشأت دوائر ثقافية وحدثت بعض عمليات الانصهار وبرزت تشكيلات مختلفة وهو الأمر الذي يفسر الاختلافات البادية في الثقافات الأساسية. وفي عام 1905 نشر جرايبز بحثه عن "الدوائر الثقافية والطبقات الثقافية في جزر المحيط الهادي" والذي استخدم فيه عدد لا يحصى من العناصر الثقافية التي ترتبط بعضها بالبعض الآخر لتؤلف دائرةً ثقافية. وباستخدام التتابع الزمني وانتشارها في أستراليا وجزر المحيط الهادي. وفي عام 1911 نشر جرايبز كتابه "منهج الاثنولوجيا" الذى رسم فيه الخطوط العامة لمدرسته الانتشارية.



أما فلهلم شميدت فقد نشر مع فيلهلم كوبرز خلاصة آراء مدرسة "فينا" وأكدا على وجود ثقافات أزلية تمثل أقدم أنواع المجموعات الثقافية المعاصرة. وكانت هذه الثقافات الأزلية (أقزام أفريقيا وآسيا والفيدا في سيريلانكا، والسينوى في الملايو، والكوبو في سومطرة) تمثل الدائرة الثقافية الأولى. وتمثلت الدائرة الثانية في الثقافات الرعوية في مناطق سيبيريا وأواسط آسيا (حيث دجن الساموييد في شمال سيبيريا الرنة، ودجن التركمان الحصان، ثم المجموعات التي دجنت الماشية والماعز … إلخ).



وتنطوي فكرة الدائرة الثقافية على نقطتين هما: وجود الدائرة الثقافية وكينونتها، والدائرة الثقافية بحسبانها منهجاً بحثياً اثنولوجياً. ويعرف شميدت الدائرة الثقافية بقوله: "إذا احتوت ثقافة كاملة على كل شيء: النواحي المادية والاقتصادية والاجتماعية والاعتيادية والدينية، فإننا نطلق عليها اسم الدائرة الثقافية لأنها متكاملة وتعود على نفسها مثل الدائرة. إنها تكفي نفسها بنفسها، ومن ثم تؤمن استقلال وجودها. وهى – أي الثقافة- في حالة إذا ما أهملت أو فشلت في إرضاء واحد أو أكثر من الاحتياجات الإنسانية الهامة تتيح حدوث تعويض من ثقافة أخرى. وكلما زاد عدد عناصر التعويض تقل هذه الثقافة عن أن تكون دائرة ثقافية (مستقلة). ويضيف شميدت بأن كل مفردات الثقافة متماسكة تماسكاً عضوياً وليست مجرد ارتباطات تلقائية، غالباً ما يسيطر واحد من مظاهر الثقافة في الدائرة على بقية المظاهر، ومن ثم تدمغ هذه المظاهر بصبغتها الخاصة ويسوق مثالاً النسب الأموي المرتبط بالجماعات الأموية النسب غالباً ما تعبد القمر، بينما إله السماء هو الإله المسيطر عند الرعاة وإله الشمس عند الجماعات الطوطمية الأبوية النسب.



وقد لخص كوبرز في بحثه الذى نشره عن "الانتشارية: الانتقال والتقبل" ضمن كتاب "الأنثروبولوجيا المعاصرة" الذى أشرف عليه توماس وطبع في عام 1956، أهم وجهات نظر المدرسة الانتشارية – النمساوية وقد ترجم محمد رياض تلك النقاط في كتابه "الإنسان : دراسة في النوع والحضارة".



1- حيث أن الثقافة والإنسان (منذ نشأته) متزامنان فإن التاريخ في أوسع معانيه يشتمل على كل الفترة التى ظهر فيها الإنسان على الأرض حتى اليوم.

2- لا ينكر أي باحث – قديماً وحديثاً – أن الانتشار الثقافي، ودرجة انتقاله تقبله حقيقة واقعة.

3- إن الانتشارية مبدأ هام في الدراسات الاثنولوجية ودراسات ما قبل التاريخ. ونتيجة لنقص الوثائق المكتوبة فإن الأمر يحتاج إلى دراسات مقارنة للصفات الثقافية من أجل الحصول على العوامل المكانية والزمانية والسببية.

4- يجب أن يستخدم الانتشاريون مقياس الشكل والعدد المعروف عن المنهج التاريخي. ولا شك أن هذا المنهج لن يؤدى إلى تاريخ مماثل لما نجده في الكتابات التاريخية العلمية. يمثل العنصر الثقافي هنا دليلاً قائماً على الصلات، كما يزداد هذا الدليل قوة نتيجة لمدى ترابط العنصر الثقافي ببقية الثقافة. ولا يمكننا أن نهمل هذه الأدلة على إنها تمثل جزءاً من العملية التاريخية.

5- الانتشار الثقافي لا يمثل كل أحداث التاريخ، فدراسة العناصر الثقافية لا تحل محل الوثائق التاريخية لكنها تعطي إضافات هامة في هذا الاتجاه التاريخى. وفي حالة نقص الوثائق التاريخية، كما هو الحال عند دراسة ما قبل التاريخ والجماعات البدائية، يصبح من غير المعقول أن نمتنع عن تفسير الحقائق في الاثنولوجيا وعلم الآثار.

6- تقوم الدراسات الانتشارية على المتشابهات الثقافية، حتى في الحالات التى لا نستطيع فيها التأكد من وجود ارتباطات وهجرات بين المتشابهات الثقافية، فلا شك أن تأكيدنا بأن الظاهرتين المتشابهتين قد نشأتا نشأة مستقلة يصبح غير مقبول لأنه يفترض شيئاً أبعد تحققاً من الارتباطات السابقة. وعلى العموم يمكننا أن نترك الباب مفتوحاً دون اتخاذ قرار.

7- إن الانتشار والنقل والتقبل لا تسير كلها حسب قواعد معينة هناك دائماً فرص متعددة للقبول أو التعديل ، وهى فرصة الاختيار الحر عند غالبية الجماعات.

8- يترتب على ذلك أن كل حالة من حالات الانتشار الثقافي يجب أن تعالج قائمة بذاتها وحسب ظروفها.



والجدير بالذكر أن فكرة الدوائر الثقافية كانت في مجموعها وسيلة ومنهجاً أدق وأحسن من أفكار المدرسة الانتشارية الثانية التى تأسست في بريطانيا على يد عالم التشريح البريطاني اليوت سميث الذى كان مهتماً بالآثار والهياكل البشرية. وكان سميث وكذلك تلميذه بيري قد اعتقدا بأن الثقافة الإنسانية نشأت على ضفاف النيل وازدهرت في مصر القديمة منذ حوالي خمسة ألف سنة قبل الميلاد تقريباً. وعندما توافرت الظروف وبدأت الاتصالات بين الجماعات والشعوب انتقلت بعض مظاهر تلك الثقافة المصرية القديمة إلى بقية العالم. ففي كتابه "هجرة الحضارات" الذى نشره عام 1915 يؤكد سميث من خلال دراسته للمتشابهات الاثنوغرافية خارج مصر بأن مصر كانت مركزاً للثقافة ومنها انتقلت إلى عالم البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا والهند واندونيسيا وعالم المحيط الهادي والأمريكتين.



وفي عام 1923 نشر بيري كتابه " أطفال الشمس" الذى حدد فيه عنصراً واحداً سيطر على مجمل الثقافة المصرية … الاعتقاد في ألوهية الملوك أبناء الشمس، وبالتالي عبادة الشمس. واهتم بيري بعدة عناصر ثقافية مصرية في توزيعها العالمي مثل التحنيط وبناء الأهرام والقيمة التي يعطيها المصريون القدماء للمعادن النفيسة بحسبانها قوة مانحة للحياة المديدة… إلخ.



أما في أمريكا فإن الاتجاه الانتشاري وجد تعبيراً له في كتابات فرانز بواس العالم الطبيعي الألماني الذي استهوته الأنثروبولوجيا بعد زيارة قام بها إلى جزيرة بافن في كندا في عام 1883. فقد أشار بواس إلى أنه من خلال دراسة الشكل والتوزيع الجغرافي لمصدر السمات الثقافية وهجرتها واستعارتها عن طريق الاتصال بين الشعوب، يمكن للباحث أن يستدل على كيفية نشأة السمات الثقافية وتطورها، وبالتالي يمكن الوصول إلى نظرية تتوفر فيها عناصر الصدق والبرهان لتفسير المجتمعات الإنسانية وتطور النظم الاجتماعية أو السمات الثقافية. وانطلاقا من هذا الفهم استخدم بواس مصطلح المناطق الثقافية الذى يشير إلى مجموعات من المناطق الجغرافية التي تتصف كل منها بنمط ثقافي معين غض النظر عن احتواء أي من هذه المناطق على شعوب أو جماعات. ويشير مفهوم المنطقة الثقافية إلى طرق السلوك الشائعة بين عدد من المجتمعات التي تتميز باشتراكها في عدد من مظاهر الثقافة نتيجة لدرجة معينة من الاتصال والتفاعل.



وفق هذا الإطار النظري سعت المدرسة الأمريكية بزعامة بواس إلى إنجاز الدراسة التاريخية الدقيقة للعناصر المختلفة لثقافة محددة وتحليل كل جزء أو عنصر من حيث مصدر نشأته وتطوره واستخدامه وتتبع عمليات هجرته أو استعارته بين الشعوب المختلفة. وكان من نتيجة هذا الاتجاه الانتشاري أن أخذ علماء الإنسان في النظر إلى الثقافات الإنسانية بحسبان أنها تؤلف كيانات مستقلة من حيث المنشأ والتطور ومن حيث ملامحها الرئيسة التى تميزها عن غيرها، وهو ما يضع الاتجاه الانتشاري على عكس الاتجاه التطوري الذى يرى أن الثقافات متشابهة وأن الاختلاف الوحيد بينها يكمن فقط في درجة تطورها التقني والاقتصادي. لقد زعزعت المدرسة الانتشارية إن لم يكن إشكالية الاتجاه التطوري فعلى الأقل طريقته. فالاتجاه الانتشاري قد ابتعد على الأقل عن الفهم الخطى للتاريخ، ومن ناحية ثانية جعل نظرية التاريخ لاحقة لتحليل التواريخ الجزئية لكل مجتمع بحسبانه كلاً مستقلاً، هكذا كتب بواس قائلاً "حين نوضح تاريخ ثقافة واحدة ونفهم مؤثرات المحيط والشروط النفسيَّة التى تنعكس فيها، نكون قد خطونا خطوة إلى الأمام . كذلك يمكننا أن نبحث في الأسباب المؤثرة أثناء تكونه، أو إبانة تطور تلك الثقافة . وهكذا، وبفهمنا لمقاطع النمو، يمكننا اكتشاف قوانين عامة. هذه الطريقة أكثر ضماناً من الطريقة المقارنة (التطورية). والتي غالباً ما تمارس، فبدل وضع فرضية تتناول نمطاً لتطور، يقدم التاريخ الفعلي قاعدة الاستنتاجات.



اعتقادنا أن جل الأنثروبولوجيا الثقافية كامن في هذا النص: مفهوم الثقافة، والتحليل الوصفي للمحيط المادي، والتفسير النفسي، والشك بالتاريخ. اهتم بواس في عبارته


https://tolabe-22.yoo7.com/t182-topic









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:07   رقم المشاركة : 469
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
إشارة من السماء
::


نظرية التطور تُرفَض وتُحارَب بضراوة من مشايخ المسملين، ليس من منطلق علمي مناوئ يستند على دليل حفري أو جيني أو نشوئي، أو على أي برهان علمي آخر يناقضها، أبداً، فهذه كلها تصب، بلا إستثناء، في صالح النظرية وتعززها، إنما ينطلق هذا العداء الشرس من قاعدة لاهوتية خلقية سردية بحتة، ترتكز على قصة آدم وحواء كما جائت بشكلها الظاهري في القرآن وقبلها في التوراة، وتُعتنق من قبل المسلمين كحقيقة ثابتة بدون أي دعم أو سند بأي دليل على صحتها خارج ورودها في تلك الكتب.

ولو كان ظهور الإنسان مستثنى علمياً من النظرية، أي لو كان الجينوم البشري مثلاً يختلف تماماً عن جينوم باقي الحيوانات أو لم تتوافر أدلة حفرية كرونولوجية له، لما شملت النظرية الصنف البشري لعدم توفر الأدلة واستنثنته عنها كظاهرة منفصلة. في هذه الحالة، لن يكن هناك مبرر كافي لرفض النظرية ولقبلتها جميع الطوائف الدينية بدون تردد أو غضاضة. فمعاداة الدين للنظرية إذاً هو بسبب معارضة النصوص القرآنية الخلقية الآدمية لنصوص النظرية التطورية، لاأكثر ولاأقل.

والجزء الذي ينفر منه المؤمن المسلم من النظرية على الخصوص ويحاريه هو ماينسب أصله إلى القرد، ليس لأنه يعارض فكرة خلق الإنسان في هيئته الحالية فحسب، بل لوجود أيضاً نص قرآني صريح يذم هذا الحيوان بالذات بإنزال العقوبة الشديدة على البشر باستنساخهم على هيئته. فكيف يمكن للإنسان المؤمن أن يقبل بأنه ينحدر عرقياً من حيوان، وليس أي حيوان فحسب، بل حيوان ذميم مثل القرد؟

ولكن التطور حقيقة، وانتساب جميع الكائنات الحية إلى أصول مشتركة حقيقة، وانتساب البشر إلى القرود حقيقة تدعمها أطنان من الأدلة. فالإنسان كان له أصل مشترك مع الشيمبانزي عاش قبل حوالي 6 ملايين سنة، وكان هذا الأصل بدوره له أصل مشترك مع الغوريلا عاش قبل 11 مليون سنة وقبله كان هناك أصل مشترك لهؤلاء مع الأورانغ أوتان قبل 13 مليون سنة وهكذا بالتتابع الكرونولوجي حتى نصل إلى أصل مشترك ينتسب إليه جميع القرود، بما فيها الإنسان.

ذاك الأصل المشترك الذي تنتسب له القردة بما فيها الإنسان، كان يُعتقد أنه عاش قبل حالي 35 مليون سنة، ولكن خلال الشهر الماضي، نشر بحث في الجورنال العلمي نيتشر Nature باكتشاف جمجمة لقرد من فصيلة غير معروفة لم تكتشف من قبل، تجتمع فيها صفات القردة القديمة والقردة الحديثة بما فيها الإنسان. ودلت التحاليل على أن هذه الفصيلة المكتشفة مؤخراً قد عاشت قبل 28 إلى 29 مليون سنة، أي أبكر بعدة ملايين سنة مما كان يعتقد في السابق.

هذا الإكتشاف الجديد يضيف إلى أكوام الأدلة الموجودة التي تدعم حقيقة أننا كجنس بشري ننحدر فعلاً من أصل نشترك فيه مع باقي القردة، ولكنه يحمل أيضاً خصائص أخرى يجعله فريد متميز عن غيره من الإكتشافات المماثلة، فبالإضافة إلى:

أولاً، أنه يعطينا معلومات أدق بخصوص الفترة التي عاش فيها هذا الأصل، فبينما كان العلماء يعتقدون في السابق أن الأصول المشتركة عاشت قبل حوالي 35 مليون سنة، هذا الإكتشاف يقربها إلى 29 مليون سنة، وقد لايهم هذا العنصر القارئ والمتابع ولكنه على أهمية كبيرة علمياً.

وثانياً، أنه قدم لنا فصيلة جديدة من القردة لم تكن معروفة في السابق، وأثرى بها الحصيلة الحفرية الموجودة لهذه الحيوانات.

فإنه أيضاً له خاصية ثالثة متميزة، وهذا هو البنتش لاين لهذا البوست، وهي أهمية المكان الذي وجد فيه. وقبل التطرق لهذه النقطة، إسمحوا لي بهذه المقدمة (المتأخرة):

من يقرأ ويفهم النظرية الداروينية (كما يحب أن يسميها المتدين) سوف يدرك أنها بجميع أبعادها، وليس فقط بمضمونها المورفولوجي الجيني، تهدم حقاً الأعمدة الرئيسية التي تستند عليها الأديان الخلقية (أي التي تزعم بأن الإنسان والحيوان خلقا بالصورة التي هما عليها الآن) ولهذا السبب قاومتها جيمع تلك الأديان لعقود منذ نشرها قبل 150 سنة ولايزال الدين الإسلامي يرفضها جملة وتفصيلاً، ولالوم عليه لمقاومتها بهذا الشكل القطعي العنيف لإستحالة تكييفها مع ما تمليه نصوصه المقدسة. نعم، تحاول بعض الطوائف المسيحية تكييفها مع معتقداتها ولكنها محاولات يائسة تواجه معاضل لاتُحل تطرقت لها في موضوع سابق تجدونه هـنـا.

فإذاً يمكننا الإستنتاج بأن أي إكتشاف يؤدي إلى تعزيز ودعم هذه النظرية، سوف يساهم في هدم الأساسات الدينية وبالتالي سوف يغضب الله، لأن الله يريد لرسالته، متمثلة بالدين الإسلامي "المتكامل"، بالإنتشار حتى تصل الحجة إلى جميع البشر، أليس هذا القصد؟ الله يريد أن يعزز دينه وينصره لا أن يدمره بواسطة نظرية تؤدي إلى الكفر به، أليس كذلك؟

والآن، هل من الممكن أن يتفضل أحد المسلمين المؤمنين من قراء هذه المدونة بإفهامي وإفهام القارئ المتسائل لماذا قرر الله أن يُظهر هذا الدليل المدمر لرسالته في عقر داره؟

إكتشفت هذه الجمجمة الهامة في السعودية!
وأين في السعودية؟
في الحجاز!
وأين في الحجاز؟
على هضاب مكة! أي قرب الكعبة!!!

مكتشف هذه الجمجمة هو إياد زلموط أحد طاقم الباحثين البينتيولوجيين في جامعة ميتشيغان الأمريكية، وقد عثر عليها بالصدفة عندما كان يبحث عن متحجرات الحيتان القديمة في صخور مرتفعات مكة. وتم تصنيفها الآن وأُطلق عليها إسم "سعدانيَس حِجازَنسِس" نسبة إلى موقع تواجدها في الحجاز ونُشر بحث عنها في جورنال نيتشر شهر يوليو الماضي.

ولكن كيف يسمح الإله للأدلة الدامغة الهدامة بأن تتراكم عبر السنوات لتنخر في دياناته حتى لتجعلها هرئة تتهشم من لفحة نسيم، ويزيد على ذلك بأن يقدم هذه البراهين الدسمة على أطباق جاهزة ليتناولها الملحدون والكفار وليمة هنيئة من على أقدس بقعة له في الكون خارج قصوره السماوية؟

سوف يكون هناك رداً سهلاً على سؤالي أعلاه من أغلب المؤمنين، لأن قوة العقيدة الموروثة سوف تكون أصلب وأثبت وأشد صموداُ من أن يهزها إكتشاف جمجمة متحجرة وحتى لو ظهرت في قلب الكعبة، ولكن يبقى الأمل في أن ينتبه أحدهم إلى هذه الأمور التي قد تمر على أذهان الغالبية بلا اكتراث، إلى أن تثار التساؤلات فتبدأ خلايا عقله في العمل.

ربما هي إشارات، بل قد تكون أوامر من السماء للبشر، بعد انقطاع الرسل، بترك الدين .... لأن الإله قد غير رأيه.
من هو إياد زلموط؟ ماذا أكتشف إياد زلموط؟ ماهي المتحجرات التي اكتشفها إياد زلموط؟ أين أكتشف إياد زلموط المتحجرات؟ هل صحيح أن إياد زلمزوط إكتشف متحجرات في مكة؟ هل اكتشف إياد زلموط عظام قرد في مكة؟ متى اكتشف إياد زلموط عظام قرد في مكة؟


https://basees.blogspot.com/2010/08/blog-post_13.html









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:08   رقم المشاركة : 470
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
الآلاف من أبناء محافظة البيضاء اليمنية يحتشدون في هبة الشعب في يوم الغضب اليمني - إرسال لصديق - نسخة للطباعة
أساسيات علم النفس التطوري: القسم الاول
بواسطة شباب الشرق الأوسط

أساسيات علم النفس التطوري: القسم الاول

بقلم: علي شان (العراق)




أساسيات علم النفس التطوري (1)
علم النفس التطوري (Evolutionary Psychology )هو الدراسة العلمية للطبيعة البشرية ، استناداً إلى فهم التكيف النفسي إن أسلافنا في عصور ما قبل التاريخ تطورت اجسادهم وأدمغتهم لمواجهة تحديات البقاء والتكاثر. وهو علم جديد انطلق بعد محاولة إدوارد ويلسون في كتابه “علم البيولوجيا الاجتماعية : توليف جديد” والذي حاول فيه توليف المستحدثات الأساسية في البيولوجيا التطورية وقد ولد كتاب ويلسون جدلا واسعا خصوصا فصله الاخير الذي ركز على البشر حيث قدم الكثير من الافتراضات مع قليل من المعطيات التجريبية فإدوارد ويلسون اثار صخباً علمياً وجماهيرياً نافس الاهانة التي سببها داروين في عام 1859 كان كتاب ويلسون المنشور عام 1975 بعنوان (البيولوجيا الاجتماعية : توليف جديد ) عملاقا على صعيدي الحجم والمدى في ما يقارب 700 صفحة من عمودين قدم توليفا للبيولوجيا الخليوية مع الفسيولوجيا العصبية التكاملية ، وعلم الايثولوجيا وعلم النفس المقارن ، البيولوجيا السكانية والايكولوجيا السلوكية . وفحص اضافة الى ذلك انواعا تتراوح ما بين النمل والانسان مدعيا ان المبادىء التفسيرية الاساسية ذاتها يمكن تطبيقها على الجميع .
في كتابه وخصوصا في الفصل الخاص حول البشر وهو لايتعدى 29 صفحة قد ولد سجال اكبر وصرخ جمهور المستمعين في محاضرة عامة مناديا بسقوطه ، وفي احدى المرات سكب احدهم كوزا من الماء على راسه . اشعلت اعماله هجوما عليه من الماركسين ، والراديكاليين والقائلين بخلق الانسان وعلماء أخرين ، وحتى بعض اعضاء قسمه في هارفرد . واخطر مقولاته هي ان البيلوجيا الاجتماعية قد تلتهم علم النفس وهو بالطبع ما لم يلقِ ترحيباً من قبل معظم علماء النفس وقد ادعى أن العديد من الظواهر الانسانية التي تحظى بالتكريم من مثل الثقافة والدين ،والاخلاقيات وحتى الجماليات قد تفسر في نهاية المطاف من خلال هذا التوليف الجديد . ناقضت هذه النظريات بشدة ما متعارف عليه بالعلوم الانسانية إذ افترض معظم علماء الاجتماعيات ان الثقافة ، والتنشة الاجتماعية والعقلانية والوعي وليس البيولوجيا التطورية هي التي تفسر تفرد البشر .
لم ينجح ويلسون بمسعاه اذ كانت الهجمة عنيفة جدا ، الا ان نفس الفترة شهدت ولادة علم النفس التطوري والذي فسر الكثير من توليفات الانسان الثقافية والجمالية تحت معطيات البيلوجيا ،علم النفس التطوري أدى الى سيل من الأبحاث الجديدة على النشاط الجنسي البشري ، كالعدوان ، والوضع والأبوة والحياة الأسرية ، وجماعات التعاون ، والعواطف ، اللغة ، التفكير وغيرها من المواضيع التي كانت مهملة في علم النفس العام او يتناولها بصورة فوقية !. هذا العلم يحاول توفير إطاراً متماسكاً لتوحيد مناطق متنوعة من البحوث في علم النفس الحديث. يحاول أيضا التواصل مع تخصصات أخرى في اتجاهين. فإنه يتصل مع العلوم البيولوجية من خلال البيولوجيا التطورية ، (علم الوراثة، السلوك ، وعلم الأعصاب) . فإنه يتصل مع العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية (مثل الاقتصاد والعلوم السياسية ، علم الاجتماع) عن طريق تتبع كيفية السلوك الجماعي الثقافية تبرز من خلال التفاعل بين الأفراد وفقا لطبيعة الإنسان.
يمثل هذا العلم ثورة معرفية يتركز على نموذج معالجة المعلومات أي وصف الآليات في داخل الرأس التي تاخذ اشكالا نوعية من المعلومات بمثابة مدخلات ، وتحول هذه المعلومات من خلال قواعد اتخاذ القرار ، ومن ثم تولد السلوك بمثابة مخرجات .
ينطلق هذا العلم من الفكرة القائلة بأن البشر قد يولدون مستعدين مسبقاً أو مجهزين بشكل خاص لمعالجة بعض أنواع المعلومات ، وليس سواها ، هذا العلم يثمل توليفا حقيقيا لكل من علم النفس الحديث والبيولوجيا التطورية الحديثة ، وينافس العلوم الاجتماعية في تفسير الكثير من الغاز السلوك الانساني .
فعلم النفس التطوري ( EP) يسعى لتفسير الكثير من التحورات”تحويرات” التي ظهرت على الصفات النفسية لدى الانسان , وهذا يرجع للانتقاء الطبيعي , والانتقاء الجنسي ,و يمكن تفسير الكثير من التحورات التي جرت على القلب , الرئة , والجهاز المناعي بنظرية التطور , كذلك يمكن تفسير التحورات التي حصلت على الجانب النفسي للانسان بنفس الطريقة ” منظور تطوري” .
فنظرية التطور هي الاساس الرصين الذي يعتمد عليها علم النفس التطوري باعتبار ان التطور من خلال الانتقاء الطبيعي هو النظرية العلمية الوحيدة المعروفة التي بإمكانها تفسير التنوع المذهل للحياة التي نراها حولنا، ومع انه من الممكن دوماً ان تأتي نظرية اخرى أفضل منها في المستقبل ، فان الانتقاء الطبيعي هي النظرية الوحيدة حالياً التي توحد كل الاشياء الحية ( نباتات ، حيوانات ، حشرات ، طيور ، انسان ) بدءاً من أصغر المتعضيات وحيدة الخلية في البحر وانتهاءً بأعقد الثديات على الارض .
وهي النظرية العلمية الوحيدة المعروفة التي تملك القدرة على تعليل أصول وبنى آليات التكيف المعقدة التي تستوعب الطبيعة البشرية بدءاً من آليات التكوين الثفني ووصولا الى الدماغ ذي الحجم الكبير .




اساسيات علم النفس التطوري (2)


تحدثنا في الحلقة الاولى عن تعريف هذا العلم وكتابة نبذة عن اعمال ويلسون حول البايلوجية الاجتماعية والتي جوبهت بردود فعل عنيفة .

يمكن رد معظم المقاومة التي لقيها ويلسون وكذلك استخدام نظرية التطور لتفسير السلوك الانساني الى عدة حالات من سوء الفهم المحورية وعلى النقيض من حالات سوء الفهم هذه فإن النظرية التطورية لا تتضمن على كل حال أن السلوك الانساني محدد وراثياً (جينيّاً) ، كما لا تتضمن ان السلوك الانساني غير قابل للتعديل ، وأخيرا فانها لا تتضمن القول بان التطور مصمم بالشكل الامثل (بالحالة الفضلى ) . وهذا تفصيل لحالات سوء الفهم الثلاثة انقلها بتصرف من كتاب علم النفس التطوري لدافيد باس ص 76 الطبعة الثالثة .

سوء الفهم 1 : السلوك الانساني محدد على مستوى الموروثات


الحتمية الجينية هي ذلك المذهب الذي يقول بأن السلوك تضبطه الموروثات بشكل حصري ، مع دور محدد لتأثير البيئة أو حتى غياب هذا الدور .تنبع معظم مقاومة تطبيق النظرية على فهم السلوك الانساني من اللبس الفكري المتمثل بأن النظرية التطورية تتضمن الحتمية الجينية . وعلى العكس من سوء الفهم هذا ، تمثل النظرية التطورية في الواقع اطاراً تفاعلياً حقيقياً فلا يمكن قيام السلوك الانساني من دون مقومين (1) التكيفات المتطورة و (2) مدخلات البيئة التي تطلق نمو هذه التكيفات وتفعله . خذ حالة الثفن (تصلب الجلد بالاحتكاك ) نموذجاً على ذلك . لايمكن للثفن ان يحدث من دون تكيف متطور مولد للثفن ، ممزوجاً مع تأثير البيئة المتمثل بالاحتكاك المتكرر للجلد . وعليه فلا نقول ابداً حين نستحضر النظرية التطورية بماثبة تفسير لحالات الثفن -إن (حالات الثفن محددة وراثياً ، وتحدث بصرف النظر عن مدخلات البيئة ) . وعلى العكس من ذلك فإن الثفن هو نتاج شكل نوعي من التفاعل بين مدخلات البيئة (الاحتكاك المتكرر للجلد) وبين تكيف حساس لهذا الاحتكاك المتكرر والذي يحتوي على تعليمات لتنمية خلايا جلدية جديدة إضافية حين يتعرض للاحتكاك المتكرر . وفي الحقيقة فإن سبب تطور التكيفات يمكن في كونها توفر للمتعضيات الادوات التي تمكنها من التعامل مع المسكلات التي تطرحها البيئة .

وهكذا فإن السلوكات المحددة جينياً والناجم عن الموروثات من دون مدخلات او مؤشرات من البيئة هي خاطئة ببساطة وهي ليست متضمنة بحال من الاحوال في النظرية التطورية .


سوء الفهم 2 : إذا كان الامر تطورياً ، فليس بالامكان تغييره

يتضمن سوء الفهم الثاني القول بأن السلوك الانساني مستعصٍ على التغيير . عد ثانية للمثال في حال ةسوء الفهم الاول وهو الثمن ، يستطيع البشر خلق بيئات فيزيقية خالياً نسبياً من الاحتكاك وهم يفعلون ذلك (عملياً) . تعني هذه البيئات الخالية من الاحتكاك أننا صممنا حالة من التغيير وهو تغيير يحول دون تفعيل الآليات الكامنة المولدة للثفن . تعطينا معرفة الآليات ، وكذلك مدخلات البيئة التي تطلق عملية تفعيلها ، القدرة على تعديل سلوكنا بشكل يقلل من تكون الثفن .

وبطريقة مماثلة ، تعطينا معرفة تكيفاتنا نفس الاجتماعية المتطورة مع معرفة المدخلات الاجتماعية التي تفعلها ، قدرة هائلة على تعديل السلوك الاجتماعي ، فيما لو كانت تلك بغيتنا . لنأخذ مثلاً واحداً . هناك دليل على أن لدى الرجال عتبات (حسية) أدنى من النساء في تخمين النيّات الجنسية . فحين تبتسم امراة لرجل ، فان الملاحظين من الرجال اميل من الملاحظين من النساء للتخمين بان المرأة مهتمة جنسياً . ويشكل ذلك على الارجح جزءاً من ىلية نفسية متطورة لدى الرجال تحضهم على البحث عن فرص جنسية عابرة . إلا ان معرفة هذه الالية تتيح امكانية للتغير . إذ يمكن تعليم الرجال على سبيل المثال أن لديهم عتبات ادنى لتخمين القصد الجنسي عندما تبتسم المرأة لهم . يمكن لهذه المعرفة عندها ان تستخدم من قبل الرجل ، من حيث المبدا للحد من عدد مرات تصرفهم بناء على هذا التخمين الخاطىء للاهتمام الجنسي ، وبالتالي يحدون من عدد المبادرات الجنسية غير المرغوبة التي يقومون بها تجاه النساء .

يمكن ان يكون لمعرفتنا حول تكيفاتنا النفسية المتطورة مضافة الى المدخلات الاجتماعية التي صممت هذه التكيفات للاستجابة لها اثر تحريري يتيح تغيير السلوك في المجالات التي يكون فيها مثل هذا التغيير مرغوبا ، وهو ما يمثل ابعاداً لنا عن الوقوع تحت وطأة قدر محتوم . ولا يعني هذا ان تغيير السلوك هو امر بسيط وسهل ، وإنما يعطينا المزيد من المعرفة بسيكولوجيتنا المتطورة المزيد من القدرة على التغيير .


سوء الفهم 3 : الآليات الراهنة مصممة بحالتها الفضلى

أدى مهوم التكيف اي الفكرة القائلة بأن الاليات لها وظائف متطورة الى العديد من الاكتشافات الفائقة خلال القرن المنصرم . الا ان ذلك لايعني ، ان مجموعة الاليات التكيفية الراهنة التي تكون الانسان مصممة (في حالتها الفضى ) باي حال من الاحوال . قد يتحفظ مهندس ما تجاه بعض الطرق التي تنبني آلياتنا على أساسها ، والتي تبدو احيانا انها تجميع لشتات من هنا وهناك . في الواقع تتسبب العديد من العوامل في كون التصميم الراهن لتكيفاتنا أبعد ما يكون عن الحالة الفضلى .فلننظر في اثنبن من هذه العوامل : -

يتمثل احد قيود التصميم الافضل في فجوات الزمن التطورية . لنتذكر ان التطور يحيلنا الى التغير عبر الزمن فكل تغيير في البيئة يحمل معه ضغوطات انتقاء جديدة . ولأن التغيير التطوري يحدث ببطء متطلباً الالفاً من أجبيال الضغط الانتقائي المتكررة ، فإن البشر الحاليين مصممون بالضرورة للبيئات السابقة التي هي نتاجها (هذا بحد ذاته ضربة قاضية لفكرة الانسان مصور باحسن تصوير ) واذا طرحنا الامر بصورة مغايرة ، فاننا نحمل دماغاً يكاد يكون من العصر الحجري في بيئة حديثة . فالرغبة الكبيرة بالدهون ، التي كانت متكيفة مع ندرة موارد الطعام في البيئة السالفة ، تؤدي بنا حالياً الى انسداد الشرايين والذبحات القلبية ، تعني الفجوة الزمنية ما بين البيئة التي شكلت آلياتنا (اي الماضي كالصيد ، وجمع الطعام الذي ولّد معظم بيئتنا الانتقالية ) وبين البيئة الراهنة ، ان آلياتنا المتطورة الحالية قد لا تكون مصممة بالشكل الافضل للبيئة الحالية .

ويمت القيد الثاني على التصميم الافضل الى تكاليف التكيفات ، انظر على سبيل المثال خطر ان تُقتل خلال قيادة سيارة ، يمكننا من حيث المبدا خفض هذا الخطر الى ما يقارب من الصغر لو فرضنا سرعة قصوى لا تتجاوز عشرة اميال بالساعة . واجبرنا كل فرد على قيادة سيارة مصفحة بعشرة اقدام من الحشوة من الداخل إلا اننا نعتبر ان هذا الحل عالي التكلفة بشكل مثير للسخرية . وعلى الغرار نفسه يمكن النظر في المثل الافتراضي الذي نبى فيه الانتقاء الطبيعي رعباً شديداً لدى البشر بحيث لايخاطر الناس ابداً بالخروج خارج المنزل . سيخفض خوف من هذا القبيل بالتأكيد احتمالية الاصابة بلدغة أفعى ، الا انه يرتب ثمناً غاليا ليس من المسموح تحمله .

اضافة الى ذلك ، ان هذا الخوف سيمنع الناس من حل مشكلات تكيفية اخرى ، من مثل جمع الثمار والنباتات وبقية موارد الطعام الضرورية للبقاء ، خلاصة القول ان الخوف من الافاعي المميز للبشر ليس مصمما بالحالة الفضلى -إذ يتعرض الالالف من الناس للدغ الافاعي كل عام ، على اي حال ، كما يموت بعضهم نتيجة ذلك ، الا ان هذا الخوف يعمل اجمالا بشكل معقول .

ترتب كل التكيفات تكاليف ويعطي الانتقاء أفضلية لآلية معينة عندما تزيد منافع تصميمها على تكاليفها ، مقارنة بتصاميم أخرى ، وهكذا فإن لدينا آليات مطورة جيدة بشكل معقول في حل المشكلات التكيفية بفاعلية ، الا انها ليست مصممة على الوجه الافضل ، كما يفترض ان تكون بفعل قيود الكلفة ، تتمثل كل من فجوات الزمن التطوري وتكاليف التكيفات مجرد سببين من ضمن اسباب عددية اخرى لعدم تصميم التكيفات على الوجه الافضل .

وباختصار يرتكز جزء من مقاومة تطبيق النظرية التطورية على البشر على عدة حالات شائعة من سوء الفهم وعلى النقيض من حالات اللبس هذه فان النظرية التطورية لا تقضي ضمنا حتمية جينية ، كما لا تتضمن اننا عاجزون عن تغيير الاشياء وهي ان تكيفاتنا الراهنة مصممة على الوجه الافضل




أساسيات علم النفس التطوري (3)


هناك ثلاث منتجات للعملية التطورية – التكيفات ، نواتج التكيف (أو مصاحباته) ، والآثار العشوائية (او التشويش) كما يظهر في الجدول التالي :-

This image has been resized from 738x427 by ”Tifnout”, an Artificial Intelligent Robot to Prevent Flooding


يمكن تعريف التكيف بانه خاصية نامية موروثة وموثقة ،أتت إلى الوجود من خلال الانتقاء الطبيعي ، لانها ساعدت على حل مشكلة بقاء او تكاثر خلال فترة تطورها .

دعونا نجزيء هذا التعريف الى عناصره النواتية . يتعين ان يمتلك التكيف موروثات لهذا التكيف . هذه الموروثات مطلوبة لعبور التكيف من الوالدين الى الاولاد ، باعتبار ان للتكيف مرتكزات جينية . وبالطبع لايمكن رد معظم التكيفات الى موروثات وحيدة ، إذ هي بالاحرى نتاج العديد من الموروثات .فعلى سبيل المثال ، تبنى العين البشرية بواسطة مئات الموروثات الا ان واقعة ضرورة الموروثات للتكيفات لا تعني على كل حال ان السلوك (محدد جينياً).

اذا انتقلت البيئات السابقة الموروثات التي نملكها اليوم كما ان البيئات ضرورية خلال حياة الشخص للنمو السليم للتكيفات ، كما ان البيئات الراهنة مسؤولة عن تفعيل التكيفات حين تتكون .

يتعين ان ينمو التكيف بموثوقية لدى أفراد النوع من كل البيئات (العادية) مما يعني انه يتعين ان يبرز التكيف كي يتأهل باعتباره تكيفاً ، في الوقت الملائم خلال حياة المتعضي من دون أن يمسه أي تغيير وبالتالي ان يكون مميزا لجل افراد نوع معين او لكلهم . هناك استثناءات مهمة لذلك من مثل الآليات التي توجد في جنس واحد فقط أو في فئة فرعية نوعية من افراد النوع ، مما سيتم بحثه لاحقاً ، الا ان ما يتعين التشديد عليه الآن هو أن جُل التكيفات هي مميزة نموذجياً لكل نوع من الانواع .

لايعني مظهر التكيفات النامي بشكل موثوق ، ان التكيف يتعين ان يظهر عند الميلاد . إذ تنمو معظم التكيفات في الواقع بعد الميلاد بوقت طويل . فالمشي هو خاصية نامية بموثوقية لدى البشر الا ان معظمهم لايبدأ المشي الا بعد مضي سنة كاملة من العمر بعد الميلاد ، كما ان الثديان هما خاصية نامية بموثوقية لدى النساء ، الا انهما لاينموان الا عند البلوغ أما الخصائص العابرة والموقتة ، والتي تختل بسهولة بفعل البيئة أو التي لا تظهر الا لدى قلة من أفراد نوع معين ، فإنها ليست نامية بموثوقة ، وبالتالي لا تستوفي المعايير التعريفية للتكيفات .

تتشكل التكيفات بتأثير من عملية الانتقاء في كل جيل ، يعمل الانتقاء وكأنه منخل ، مستبعداً الملامح التي لا تُسهم في الانتشار ، ومبقياً على تلك التي تُسهم فيه . تتكرر عملية النخل هذه جيلاً بعد جيل بحيث ان كل جيل جديد يأتي مختلفاً قليلاً عن جيل والديه . عملية الانتقاء الطبيعي هذه ضرورية لخلق التكيفات.

تلك الخصائص التي تنجح في عملية التصفية في كل جيل ، هي تفعل لانها تُسهم في حل مشكلة تكيفية تتعلق إما بالبقاء او التكاثر اكثر من سواها من التصاميم البديلة (المتنافسة معها) والموجودة لدى أفراد النوع . تحيل وظيفة تكيف ما الى المشكلة التكيفية التي تطورت كي تحلها ، وهذه هي على وجه الدقة ،الكيفية التي تُسهم من خلالها في البقاء او التكاثر ، تتحدد وظيفة تكيف ما نموذجياً وتتأثر من خلال ترسخ (تصميم خاص) بحيث ان مكوناته او (ملامح تصميمه) تُسهم جميعاً بطريقة دقيقة في حل مشكلة تكيفية خاصة . وان معايير تقويم وظيفة تكيف مفترضة تتضمن نموذجياً الفاعلية (حل المشكلة بطريقة فاعلية ، والاقتصاد (حل المشكلة بطريقة مجيدة من حيث كلفتها) والدقة (حيث تتخصص كل الاجزاء المكونة في انجاز غاية خاصة) والموثوقية (اي تعمل بشكل يعتمد عليه في السياقات التي صُممت للعمل فيها)

لكل تكيف مرحلته الخاص به من التطور . تحدث الطفرة ، بما هي تغير تلقائي في بنية قطعة من DNA ومع أن معظم الطفرات تعيق البقاء او التكاثر الا ان بعضا منها ، ومن خلال الصدفة وحدها تؤدي الى مساعدة المتعضي على البقاء والتكاثر . واذا كانت الطفرة مساعدة بما يكفي كي تعطي المتعضي أفضلية في التكاثر على بقية افراد النوع ، فإنها ستنقل إلى الجيل اللاحق بأعداد اكبر . وبالتالي سيتملك فريق من الافراد في الجيل الثاني الخاصية التي كانت في الاصل طفرة لدى شخص مفرد وإذا استمرت بالنجاح خلال عدة اجيال فستنتشر الطفرة في كل افراد النوع بحيث يمتلكها كل واحد منهم .

تحيل بيئة قابلية التكيف التطورية (EEA)الى التركيبة الاحصائية لضغوطات الانتقاء التي تحدث خلال مرحلة التكيف التطوري المسؤولة عن انتاج التكيف وبصيغة اخرى فإن EEA تحيل على صعيد كل تكيف الى انتقاء القوى ، او المشكلات التكيفية التي كانت مسؤولة عن تشكيها خلال زمن تطوري مديد ، على سبيل المثال تحيل EEA العين الى ضغوطات الانتقاء النوعية التي شكلت كلا من مكونات النظام البصري عبر مئات ملايين السنين . بينما تتضمن EEA للتحرك على ساقين ضغوطا انتقائية ذات مدى زمني قصير ، اذ تعود الى حوالي 4،4 مليون سنة خلت . تتمثل النقطة المفصلية في ان EEA لا تحيل الى زمن او مكان محددين ، وانما الى قوى الانتقاء المسؤولة عن تشكيل التكيفات . وبالتالي فان كل تكيف يمتلك EEAالفريدة الخاصة به وتحيل مدة تطور التكيف الى المدى الزمني الذي تكون خلال ، قطعة قطعة ، حتى انتهى الى ان يميز التصميم الكوني الخاص بالنوع .

مع ان التكيفات هي المنتجات الاولية للتطور الا انها ليست بالتأكيد المنتجات الوحيدة . إذ تنتج عملية التطور منتجات ثانوية مصاحبة للتكيفات تمثل المنتجات الثانوية خصائص لا تحل مشكلات تكيف كما انه ليس لها تصميم وظيفي انها تُحمَل مع الخصائص التي تمتلك تصميماً وظيفياً لانه حدث ان اقترنت هذه بتلك التكيفات . تماماً كما ان حرارة ضوء المصباح الكهربائي هي مُنتج ثانوي لتصميم الانارة .

انظر الى سرة بطن الانسان ، ليس هناك دليل على ان سرة البطن هي بحد ذاتها تساعد البشر على البقاء او التكاثر ، لا تصلح سرة البطن لالتقاط الطعام، او اكتشاف المفترسين او تجنب الافاعي او ايجاد عادات حسنة او اختيار الاقران ،ولايبدو انها تتدخل مباشرة او مداورة في حل لمشكلة تكيفية .بالاحرى ، فان سرة البطن هي نتاج ثانوي لشيء معين هو بحد ذاته تكيفاً وتحديدا حبل السرة الذي كان يوفر الطعام للجنين النامي . وهكذا فان افتراض ان شيئا ما هو نتاج ثانوي لتكيف معين يتطلب تحديد هذا التكيف الذي ينجم عنه هذا النتاج الثانوي او كذلك تحديد سبب وجود متلازما مع ذلك التكيف . ويتعين إخضاع افتراض كون شيء ما نتاجا ثانويا لمعايير اثبات علمي صارم ، تماما مثل افتراض كون شيء ما تكيفا . أي انه يتعين استخلاص تنبؤات تجريبية من كل افتراض ، ومن ثم اختبارها باستخدام طرق تجريبية .

ثالث منتجات العملية التطورية وآخرها هو التشويش ، أو الآثار العشوائية . يمكن ان تنتج الاثار العشوائية بفعل قوى من مثل الطفرات او التغيرات البيئية المفاجئة وغير المسبوقة ،او بفعل حوادث معينة خلال النمو . تؤذي هذه الاثار العشوائية احيانا النشاط الوظيفي السلس لمتعضي ما ، تماما كما يتلف القاء مفتاح ميكانيكي كبير في ىلة ، او سكب قهوة تغلي داخل جهاز الحاسوب الخاص كل عملياتها الوظيفية . بعض الاثار العشوائية محايدة بمعني انها لاتُسهم في النشاط التكيفي ولا هي تعيقه بينما ان بعضها الاخر مفيد للمتعضي . فالغلاف الزجاجي للمبة كهرباء يحتوي غالبا على بعض الشوائب العائدة اما الى عدم نقاء المواد او الى شوائب في التصنيع ، الا انه لايعيق النشاط الوظيفي للمبة التي تشتغل جيداً سواء بوجود هذه الشوائب ام في غيابها . ويُميز التشويش عن المنتج الثانوي العارض في كونه غير مرتبط بالجوانب التكيفية لملامح التصميم وانما هو على العكس مستقل عنها كما لايميل التشويش الى ان يكون مميزاً للنوع .

موجز القول تنتج العملية التطورية ثلاث منتجات : التكيفات ، المنتجات الثانوية للتكيفات ، والاثار العشوائية . ويمكننا من حيث المبدا تحليل الاجزاء المكونة لاحد الانواع واجراء دراسات لتحديد ايها تكيفات ، وايها منتجات ثانوية وايها ترجع الى مجرد آثار عشوائية ويختلف علماء التطور في تقديرهم للحجم النسبي لهذه الفئات الثلاث من المنتجات . ويعتقد البعض بأن حتى الصفات الفريدة للانسان من مثل اللغة هي مجرد منتجات ثانوية طارئة لا دمغتنا الكبيرة بينما يرى اخرون دليلاً كاسحا على ان اللغة هي تكيف بامتياز وتبدي كل مميزات التكيفات التي وصفت اعلاه . ولحسن الحظ فليس علينا ان نعتمد على اعتقادات العلماء لاننا نستطيع اختبار افكارهم مباشرة .

وبالرغم من الممحاكات العلمية حول الحجم الفعلي للفئات الثلاث للمنتجات التطورية ، الا ان كل العلماء التطوريين يجمعون على النقطة الاساس اي ان التكيفات هي المنتج الاولي للتطور من خلال الانتقاء ، حتى نقاد علم النفس التطوري من مثل ستيفن جاي غولد (لاينكر وجود التكيف واهميته المركزية كما لاينكرون انتاج التكيف من خلال الانتقاء الطبيعي ..)يقول “ انا لا اعرف اي الية علمية غير الانتقاء الطبيعي ذي القوة المثبتة لانشاء بنى لهكذا تصاميم فاعلية بامتياز “ .

تلك الخصائص التي تمر من خلال غربال الانتقاء جيلا بعد جيل لمدة مئات وآلاف وحتى ملاين السنين هي تلك ساعدت على حل مشكلات البقاء والتكاثر .

وهكذا تتكون نواة كل طبيعة الحيوانات بما فيها البشر من مجموعة واسعة من التكيفات .تشكل أعضاء الحس – العينان والاذن والانف مجسات الذوق بعضا من هذه التكيفات التي توفر توافذ للمعلومات ذات الصلة التكيفية مع بيئتنا . كما تساعدنا بعضا من هذه التكيفات على التحرك في بيئتنا من مثل انتصاب قامة هيكلنا العظمي ، الساقين ، العظام وكذلك إصبعي قدمينا الكبيرين . يميل علماء النفس التطور الى التركيز على فئة فرعية خاصة من التكيفات التي تشمل الطبيعة البشرية ، التكيفات النفسية ومنتجاتها الثانوية .

اساسيات علم النفس التطوري (4)

مستويات التحليل التطوري في علم النفس التطوري

يشكل صوغ الفرضيات واحدة من السمات الاساسية لاي علم . تركز الفرضيات في حالة علم النفس التطوري على المشكلات التكيفية وحولها . وبشكل أكثر تخصيصاً ، تركز على المشكلات التكيفية التي جابهها أسلافنا وعلى الحلول النفسية التكيفية لتلك المشكلات . ولكي نرى تحديداً كيف يصوغ عالم النفس التطوري هذه الفرضيات ، يتعين علينا أن نضيف مرتبية مستويات التحليل ضمن علم النفس التطوري كما في الجدول :-

This image has been resized from 602x512 by ”Tifnout”, an Artificial Intelligent Robot to Prevent Flooding


يظهر من الجدول مستويات التحليل التطوري ويظهر الشكل صيغة واحدة من مرتبية مستويات التحليل في علم النفس التطوري . تحتل النظرية التطورية العامة المستوى الاعلى في المرتبة ويتعين ان تكون كل نظرية من المستوى المتوسط متسقة مع النظرية التطورية العامة ، إنما لا يمكن ان تشتق منها . وتشتق فرضيات تطورية نوعية حول الآليات النفسية المتطورة او الانماط السلوكية من كل من نظريات المستوى المتوسط ويمكن لكل فرضية تطورية نوعية ان تولد تنوعا من التنبؤات النوعية القابلة للاختبار وتقوم اسانيد كل فرضية ونظرية من خلال الوزن التراكمي للادلة التجريبية .



النظرية التطورية العامة

يتمثل مستوى التحليل الاول في النظرية التطورية العامة ، بفهم التطور من خلال الانتقاء الطبيعي في صيغته الحديثة من منظور (عين المورثة ) فالاستنساخ الجنيني الفارقي هو المحرك لعملية التطور التي تتشكل التكيفات بواسطتها وبالطبع تشمل النظرية التطورية أكثر من مجرد عملية الانتقاء الطبيعي ، الا ان الانتقاء الطبيعي هو العملية السببية الاساسية الوحيدة المعروفة القادرة على خلق تصميم وظيفي معقد ، وبالتالي سيتم التعامل معها في هذا المقام باعتبارها المستوى الاكثر عمومية في مرتبية التنظير التطوري .

ومع أننا نتحدث على هذا المستوى العام عن (نظرية ) تطورية الا ان هناك توافقا عريضا بين علماء البيولوجيا على اعتبارها واقعة فعلية . ينطلق معظم البحث في علم النفس التطوري من افتراض صحة النظرية التطورية الا ان البحث لا يختبر هذا الافتراض ذاته مباشرة . لقد تمت ملاحظة العمليات الاساسية التي يستند التطور بالانتقاء عليها ، العديد من المرات في المختبر وفي الميدان ولم يتم تفنيدها من قبل اي دراسة منفردة او اي نتائج علمية .

وعلى سبيل المثال ، فلقد استخدمت مبادىء التطور بالانتقاء بنجاح لاستيلاد كلاب عدوانية او سلبية وفئران متاهة ذكية او فئران متاهة غبية . كما تم انتاج انواع جديدة متباينة من حيث تكاثرها بما فيها انواع من الكلاب والنباتات تجريبيا من خلال مبادىء الانتقاء .

هناك من حيث المبدأ ملاحظات قد تفند النظرية التطورية العامة فلو ان العلماء لاحظوا اشكال معقدة من الحياة خلقت خلال فترات زمنية قصيرة جدا بالنسبة لحدوث الانتقاء الطبيعي (في 7 ايام على سبيل المثال ) لأمكن عندها البرهنة على بطلان النظرية . كذلك فلو ان العلماء اكتشفوا تكيفات نُشَّطت فقط لصالح انواع اخرى محددة لامكن عندها اثبات بطلان النظرية ولو اكتشف العلماء تكيفات نشَّطت لصالح المتنافسين ضمن اعضاء الجنس ذاته وحدهم لامكن عندها اثبات بطلان النظرية . الا انه لم تسجل ابدا ظواهر كهذه .

نظرية التطور العامة هي النموذج المرشد لكامل مجال علم البيولوجيا وكذلك لعلم النفس التطوري وهكذا فعندما يختبر عالم نفس تطوري فرضية تطورية فإنه /انها لايكون بصدد اختبار (النظرية العامة في التطور ) التي يفترض انها حقيقية في خطوطها العامة ولانه لم تطرح بدائل مقنعة خلال القرن الماضي ولان هناك دليلا كاسحا يسند النظرية العامة في التطور ، تصبح هذه الفرضيات معقولة .


النظريات التطورية ذات المستوى المتوسط

وبالتحرك لمستوى واحد نزولاً في الجدول السابق سنجد نظريات المستوى المتوسط ، من مثل نظرية ترايفرز في الاستثمار الوالدي والانتقاء الجنسي ، ما زالت نظريات المستوى المتوسط هذه واسعة بشكل مقبول ، بحيث تغطي مجالات كاملة من النشاط الوظيفي . كما انها تشكل مجالاً مقبولاً للاختبار العلمي ، بحيث انه من الممكن اثبات بطلانها . دعونا نفحص نظرية واحدة لايضاح هذه النقطة -اي نظرية ترايفرز في الاستثمار الوالدي بما هو القوة الدافعة وراء الانتقاء الجنسي . وفرت هذه النظرية ، التي هي بدورها تطوير لنظرية الدافعة في الانتقاء الجنسي احد المكونات الكاشفة لتوقع عملية اختيار القرين الجنسي ، والتنافس ضمن افراد الجنس الواحد .

وفي وقت اخر ساتحدث تفصيلا عن هذه النظرية (ربما لا افعل ) فممكن اخذ نظرة صغيرة حولها ، فلقد جادل ترايفرز بأن الجنس الذي يستثمر موارد اكبر في ذريته (وهن الاناث غالباً وان لم يكن على الدوام) فإنه سيتطور كي يصبح اكثر انتقائية او تمييزا في اختيار القرين واما الجنس الذي يستثمر اقل في الذرية فهو على العكس سيتطور كي يكون أقل انتقائية واكثر تنافسا مع اعضاء جنسه ذاته للوصول الجنسي الى الجنس الاخر الاكثر قيمة والاعلى استثمارا وبمعنى اخر فكلما ازداد استثمار متعضي ما في التكاثر فإنه سيتعرض لمزيد من الخسارة بمقدار ما يقدم على اختيار سيء للقرين .

لقد تم إسناد الطرح الاساسي لنظرية ترايفرز بقوة من خلال الدليل التجريبي في انواع مختلفة ففي العديد من الانواع التي تستثمر فيها الاناث بقدر أكبر من الذكور في الذرية بما فيا النوع البشري ، يحتمل ان تكون الاناث في الواقع اكثر إنتقائية وتمييزا

الا ان هناك عددا قليلا من الانواع يستثمر فيها الذكور اكثر من الاناث ففي بعض الاجناس على سبيل المثال تزرع الانثى بيوضها في الذكر ، وهو الذي يحتضن الذرية حتى ولادتها . وهكذا ففي اجناس من مثل صرصور المورمون ضفدع الشهل – السام ، فرس البحر – الانبوبي يستثمر الذكر بهذه الطريقة اكثر من الاناث .

يستقبل فرس البحر الانبوبي البيوض من الانثى ويحملها في جعبته الشبيهة بجعبة الكونغورو . تتنافس الاناث بضراوة مع بعضها بعضا على هذه الانواع المدعوة ذات (الدور الجنسي – المعكوس ) نظرية ترايفرز التي تبين انه ليست الذكورة او الانوثة بحد ذاتها هي التي تسبب الفروق الجنسية في الاختيار وانما هو الاستثمار الوالدي النسبي لكل من الجنسين . وهكذا يوفر الوزن المتراكم للدليل دعما قويا لنظرية ترايفرز ذات المستوى المتوسط في الاستثمار الوالدي ، بما هو المحدد لكل من الميل الاختياري والميل التنافسي في انتقاء اقران التزاوج .

وبالنظر ثانية في الشكل السابق يمكن التحقق من ان نظرية ترايفرز ذات المستوى المتوسط متلاءمة مع النظرية التطورية العامة ، اذ انه لايعرض شيئاً لا يمكن الاحاطة به من قبل العملية التطورية ، الا انه في الآن عينه لايمكن اشتقاق نظرية الاستثمار الوالدي منطقيا من النظرية التطورية العامة ، اذ لايوجد اي شيء في نظرية الانتقاء الطبيعي يأتي على ذكر الاستثمار الوالدي وهكذا يتعين ان تكون نظريات المستوى المتوسط متلاءمة مع نظرية التطور العامة الا انه يتعين كذلك ان تقوم او تسقط بناء لمزايها الخاصة .

انتهى القسم الاول والذي يحتوي على 4 حلقات ، التقيكم بالقسم الثاني والاخير والذي يحتوي على 4 حلقات مع اضافة المصادر .
https://forum.sonsofegypt.net/t19140.html









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:12   رقم المشاركة : 471
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
مدخل إلى الفكر الأنثروبولوجي


بحث لزاهيد مصطفى منشور بمجلة الفكر العربي المعاصر العدد 152/153


''لاحظ الإنسان بصفة عامة الفروق القائمة بين شعوب الجنس البشري و اهتم بمعرفة الطبيعة الإنسانية للإنسان و تفسير الاختلافات في الملامح الجسمية ،و لون البشرة و العادات و التقاليد و الفنون و غير ذلك من مظاهر الحياة، وفي إطار هذا الإهتمام و التساؤل تطورت الدراسات خلال العصور و تبلورت بنشأة فرع جديد من فروع المعرفة، اصطلح على تسميته بالأنثروبولوجيا''1 أو علم الإنسان ،فما هي الأنثروبولوجيا؟ وكيف ظهرت الأنثروبولوجيا كعلم قائم الذات و كتخصص أكاديمي ؟ هل يوجد في القديم علم إسمه الأنثروبولوجيا ؟هل الأنثروبولوجيا وليدة القرن التاسع عشر؟ أم أنها حصيلة تراكم معرفي حتم الشرط التاريخي اكتمال معالمه و قيامه كفرع معرفي جديد في القرن التاسع عشر؟وأخيرا ما هي أهم الإتجاهات النظرية داخل حقل الأنثروبولوجيا؟

حول تحديد المفهوم

يختلف تعريف مفهوم الأنثروبولوجيا باختلاف المرجعيات الثقافية للباحثين الأنثروبولوجيين، فهناك من يستخدم مفهوم الأنثروبولوجيا كمفهوم عام ليشمل كافة النواحي الإجتماعية و الثقافية للإنسان، أي: دراسة الإنسان ككل معقد ،و دراسة إنتاجه عبر التاريخ من ثقافة و تقاليد و عادات و معتقدات، و هناك من يطلقها لتقتصر على ما هو عضوي أو حيوي في الإنسان ''فيستخدم الأمريكيون مصطلح الأنثروبولوجيا الجسمية، الفيزيقية Phisical Anthropology للإشارة إلى دراسة الجانب العضوي أو الحيوي في الإنسان، بينما يستخدمون مصطلح الأنثروبولوجيا الثقافية Cultural Anthropology ليعني مجموع التخصصات التي تدرس النواحي الاجتماعية و الثقافية لحياة الإنسان (يدخل في ذلك الدراسات التي تتعلق بحياة الإنسان القديم أو حضارات ما قبل التاريخ)2" . فإذا كان هذا الإهتمام بالأنثروبولوجيا كعلم يدرس الثقافة البشرية، بمعناها الشامل داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن في فرنسا نجد العكس، فقد ارتبط مفهوم الأنثروبولوجيا بدراسة التاريخ الطبيعي للإنسان، و يذكر الباحث الفرنسي جان بواريه G.Poirier: أنها ظهرت أولا في كتابات علماء الطبيعة إبان القرن الثامن عشر، لتعني دراسة التاريخ الطبيعي للإنسان L’histoire naturelle de l’homme ، وربما كان عالم الطبيعة الألماني جوهان بلوميناخ في رأي بواريه أيضا أول من أدخل كلمة'الأنثروبولوجيا ' في منهج تدريس التاريخ الطبيعي بالمقررات الجامعية، كما استخدمها في الطبعة الثالثة من كتابه الذي صدر عام 1795 تحت عنوان ''عن التنوعات الطبيعية الجوهرية ' بين البشر"3، و إذا كانت الأنثروبولوجيا علما يهتم بدراسة الثقافات و التقاليد و العادات و كل ما يتعلق بالإنسان، يعني دراسة ذلك الكل المعقد الذي يسمى ثقافة ،فإن هذه الدراسة تحتاج إلى مادة لتقوم بتحليلها وهذه المادة توفرها الإتنوغرافيا و التي شكلت على الدوام إرهاصا تاريخيا لحقل معرفي سمي بالانثروبولوجيا.وحول مصطلح الإتنوغرافيا ''نجده يعني الدراسة الوصفية لأسلوب الحياة و مجموع التقاليد و العادات و القيم و الأدوات و الفنون و المأثورات الشعبية لدى جماعة معينة أو مجتمع معين خلال فترة زمنية محددة'' بيد أن الأنثروبولوجيا تختلف عن الإتنوغرافيا، فهي لا تعتمد على أسلوب الوصف فقط، بل تتعداه إلى تحليل هذه المادة الوصفية،وإلى تركيبها بهدف الوصول إلى تصورات نظرية، فهي ''تهتم بالدراسة التحليلية و المقارنة للمادة الإتنوغرافية بهدف الوصول إلى تصورات نظرية أو تعميمات بصدد مختلف النظم الاجتماعية و الإنسانية من حيث أصولها و تطورها و تنوعها ،وبهذا تشكل المادة الإثنوغرافية قاعدة أساسية لعمل الأنثروبولوجي، فالأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا مرتبطتان إذن و تكمل الواحدة الأخرى''5
قد يكون هذا الاقتضاب المخل لا يفي بالغرض ،غير أنه يفي ببعض الغرض، وجدير بخلق إرهاص للطالب حول إشكالية تحديد مفهوم الأنثروبولوجيا بشكل عام و تحديده بحسب المرجعية الثقافية لكل مدرسة أنثروبولوجية بشكل خاص

التأصيل التاريخي للأنثروبولوجيا

تزامن تبلور حقل معرفي جديد إسمه الأنثروبولوجيا بتوالي الكتابات حول تاريخ تبلور هذا الحقل المعرفي، وذلك لتعريف بالجذور المعرفية و الأصول النظرية لهذا الحقل '' وباطلاعنا على عدد من الكتابات عن تاريخ الانثروبولوجيا يمكن القول بصفة عامة :أنه بالرغم من تعدد الإتجاهات في تناول هذا الموضوع، إلا أنه يمكن أن نشير إلى ثلاث مقاربات رئيسية، هناك أولا: من تناول الأنثروبولوجيا من خلال العرض لمجموعة من الرواد الأوائل لهذا العلم و المحدثين على السواء ''6 و هناك من تطرق لهذا العلم الجديد عبر المراحل التاريخية التي مر منها و اعتبر الأنثروبولوجيا نتيجة لإسهام حضارات إنسانية،حيث لم تخلوا مرحلة تاريخية من وجود إرهاصات لفكر أنثروبولوجي ،ونحن نميل إلى العرض التاريخي الذي يوفي الفكر البشري حقه ويجعل إسهامه بعيدا عن أي نزعة ذاتية،صحيح: أن الأنثروبولوجيا كعلم لم تتبلور إلا في أواخر القرن التاسع عشر، لكن وصف ثقافة الشعوب قد جدب العديد من المفكرين و الرحالة و المستكشفين و حاول بعضهم إعطاء تفسيرات لهذه الاختلافات ،و إذا كان الإختلاف لا يدرك لذات إلا عن طريق المقارنة و الإتصال. فالحروب و الرحلات التجارية و الإستكشافية و كذلك البعثات التبشيرية مثلا ساهمت في حدوث اتصال بين الشعوب، ففي الحضارة المصرية شكلت الرحلات التجارية نقطة التقاء بالأخر و التعرف عليه ثقافيا و اجتماعيا و في هذا الصدد" يكتب مودي في عرضه لتاريخ الإتنوغرافيا بأن الرحلة التي قام بها المصريون القدماء عام 1493 ق.م تعد من أقدم الرحلات التاريخية على الإطلاق ذلك حين أبحر في النيل صوب جنوب مصر أسطول مكون من خمسة مراكب، و على متن كل مركب واحد وثلاثون فردا ،و ذلك بهدف تسويق بضائعهم النفيسة التي شكلت آنذاك البخور و العطور،وقد نتج عن هذه الرحلة اتصال المصريين القدماء بأقزام إفريقيا، و تأكيد لإقامة علاقات معهم فيما بعد، فقد صورت النقوش في معبد الدير البحري إستقبال ملك و ملكة بلاديونت لمبعوث مصري ،كما أوضحت النقوش كذلك بعض تفاصيل الصفات الجسمية لتلك الشعوب وبدا واضحا ما اتصف به أهل المملكة من تراكم السمنة بإفراط '' 7 ولم يكتف الإسهام بأفكار أولية عن الأنثروبولوجيا فقط على الحضارة المصرية، بل حتى في الفكر الإغريقي نجد مادة وصفية جاءت في كتابات عدد من الكتاب الإغريق مثل الشاعر اليوناني هوميروس Homier الذي عاش خلال القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد، و صاحب ملحمتي الإلياذة و الأوديسة، غير أن أشهر من نجد في كتاباته بوادر فكر أنثروبولوجي داخل الفكر الإغريقي فهو المؤرخ: هيرودوت الملقب بأب التاريخ '' ففي كتابه 'التواريخ' حرص هيرودوت على تقديم كل ما يستحق التسجيل عن التاريخ الإنساني حتى زمانه، فقد قدم معلومات في تسعة فصول عن حوالي خمسين شعبا من خلال رحلاته و قراءاته وذلك إلى جانب وصفه الدقيق للحرب التي دارت بين الفرس و الإغريق إبان القرن السادس قبل الميلاد ''8 ولم يكتفي هيرودوت عند هذا الحد بل كان يصف المعتقدات و العادات و يقارن بين الشعوب و بين معتقداتها و عاداتها و في هدا الصدد يقول : ''وفي غير مصر يطلق كهنة الآلهة شعورهم، أما في مصر فيحلقونها، و يقضي العرف عند سائر الشعوب بأن يحلق أقارب المصاب رؤوسهم أثناء الحداد و لكن المصريين إذا نزلت بساحتهم محنة الموت فيطلقون شعر الرأس و اللحية"9

إن المادة التي قدمها هيرودوت برأي الأنثروبولوجيين هي عبارة عن إرهاص لفكر أنثروبولوجي سيتبلور في القرن التاسع عشر، لكن إلى أي حد و كيف يمكن اعتبار هيرودوت أول باحت أنثروبولوجيا بصفة عامة و مؤسس إثنوغرافيا بصفة خاصة؟

تكمن أهمية هيرودوت في كونه استطاع في ذلك الوقت المبكر أن يطرح فكرة وجود تنوع بين الشعوب في النواحي الثقافية و السلالية و اللغوية و الدينية و العقائدية …ولم يفت هيرودوت أن يشير إلى عناصر التبادل الثقافي و اقتباس الشعوب بعضها من بعض و هو ما سيتبلور داخل حقل الانثروبولوجيا بمفهوم التثاقف و الإنتشار الثقافي مع المدرسة الإنتشارية، وبصدد نقطة الانتشار و التثاقف بين الشعوب كتب هيرودوت أن الإغريق قد أخذوا عن الليبيين الثياب و الغناء و العربات و يقول هيرودوت في الفقرة 189من النصوص الليبية:'' يبدو أن ثوب و درع وتماثيل أثينا نقلها الإغريق عن النساء الليبيات غير أن لباس النساء الليبيات جلدي و أن عذبات دروعهن المصنوعة من جلد الماعز ليست ثعابين بل هي مصنوعة من سيور جلد الحيوان "10

وفي العصر الروماني سيبتعد الفكر عن التجريد الذي ميز الإغريق و البحث في المسائل العقلية الخالصة ويتجه نحو الواقع الملموس، و مع ذلك ينفي الأنثروبولوجيون أي وجود لإرهاصات فكر أنثروبولوجي في الحقبة الرومانية باستثناء أشعار كروس لوكريتيوسlecretuis (98-55 ق.م) التي احتوت وبلا شك بعض الأفكار الإجتماعية الهامة.إن القارئ لكتابه 'طبيعة الأشياء' الذي نشرت ترجمته الانجليزية في سلسلةpenguin يجد أن لوكريتيوس تناول عدة موضوعات في ستة أبواب رئيسية و ضمنها أفكاره و نظرياته عن المادة ،و حركة و شكل الأجرام السماوية و تكوين العالم مثلا، تطرق في الباب السادس خاصة إلى إلى فكرتي التطور و التقدم حيث تحدت عن الإنسان الأول و العقد الإجتماعي و نشأة اللغة ونظامي الملكية و الحكومة إلى جانب مناقشته للعادات و التقاليد و الفنون و الأزياء و الموسيقى، ويرى بعض الأنثروبولوجيين أن لوكريتيوس إستطاع أن يتصور مسار البشرية في عصور حجرية و برونزية ثم حديدية "11غير أن تدهور الإمبراطورية الرومانية صاحبه انتقال إلى العصور الوسطى والتي تحدد بنهاية الإمبراطورية الرومانية حتى عصر النهضة حسب التحقيب الأوربي. و يذكر لنا المؤرخون أنه مع نهاية القرن الخامس الميلادي تقريبا بدأت السلطة بروما في التدهور و الإنهيار ودخلت أروبا في فترة زمنية طويلة ترتبط عادة في أدهان الأوروبيين بالنكسة الحضارية و ارتداد الفكر إلى حقبة مظلمة، و تعرف هذه الحقبة بالعصور الوسطى"13 وعلى أنها حقبة سيطرت فيها الكنيسة و الفكر اللاهوتي سيطرة مطلقة على جميع الجوانب الفكرية و الاجتماعية و الثقافية، حيث أصبحت المعرفة خاضعة لسلطة المؤسسة و معبرة عن إيديولوجيتها ممثلة في الكنيسة آنذاك المالكة للحقيقة برأي رجال الدين .

و عن صلة هذه الحقبة بالفكر الأنثروبولوجي ،يمكننا أن نستشفه من الموقع الجغرافي لأوروبا و الذي جعلها تنظر إلى الشعوب التي تقطن المحيطات الأخرى بكونها متبربة و رمز الخطيئة الأبدية. هذا الجهل بعادات تلك الشعوب و تقاليدها إضافة إلى التمركز الذاتي حول الدين المسيحي الذي فرضته الكنيسة كنموذج للخلاص جعل الأوروبيين يتجهون إلى تطهير ذاتهم عن طريق الغزو و الحروب رغم ظهور إرهاصات للكتابة حول تلك الشعوب، إلا أن الوصف جاء غالبا في إطار من التخيل و ليس المشاهدة المباشرة،فنجد مثلا أن الأسقف 'إيزدور ISDOR كان قد أعد موسوعة عن المعرفة في القرن السابع الميلادي وأشار فيها إلى بعض تقاليد الشعوب المجاورة و عاداتهم و لكن بطريقة عفوية تتصف بالسطحية و التحيز، فقد ذكر مثلا أن قرب الشعوب أو بعدها عن أوروبا يحدد درجة تقدمها، فكلما كانت المسافة بعيدة كلما كان الإنحطاط و التدهور الحضاري مؤكدا ،وليس هذا فحسب ،بل : إنه وصف أولئك الناس الذين يعيشون في أماكن نائية بأنهم سلالات غريبة الخلقة حيث تبدو وجوههم بلا أنوف'' 14 ولم يتوقف البحت الإتنوغرافي الذي شكل بدايات الفكر الأنثروبولوجي في القرن التاسع عشر على الأوروبيين ولم يبقى حكرا عليهم، بل كانت هناك إسهامات للحضارة الإسلامية و على سبيل الإيضاح: نشير هنا إلى كتاب البيروني عن الهند لما حضي به من شهرة كبيرة في الدوائر العلمية الأوروبية ولما احتواه من مادة إثنوغرافية هامة ففي هذا الكتاب الذي حمل عنوان ''تحريرما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مردولة '' وصف البيروني المجتمع الهندي من ناحية نظمه الدينية و الإجتماعية و أنماطه الثقافية ،كما اهتم أيضا بمقارنة تلك النظم و السلوكيات الثقافية بمثيلاتها عند اليونان و العرب و الفرس و قد أبرز البيروني حقيقة أن الدين يلعب الدور الرئيس في تشكيل الحياة الهندية و توجيه سلوك الأفراد و الجماعات و صياغة القيم و المعتقدات ''15

عصر النهضة :التحول الكمي و الكيفي في نظرية علم الإنسان

تكمن أهمية عصر النهضة بالنسبة للأنثروبولوجيا في المادة الإتنوغرافية التي توافرت فيه و التي تعتبر عملا أوليا في المعرفة الأنثروبولوجية ،فمن خلال تدوين سير الرحالة وما يشاهدونه ومن خلال وصف الأقاليم و الشعوب الغير أوروبية وقف العقل الأوروبي على حقيقة الجنس البشري و على تنوعه و تنوع إنتاجه الحضاري '' و هو الأمر الذي جعل المؤرخ الفرنسي ميشيليهMICHELET (1894-1798) يصف عصر النهضة بأنه كشف للعالم و للإنسان '' و في هذا يكمن في حقيقة الأمر موضوع الأنثروبولوجيا وهدفها أيضا، لذلك يجد المؤرخ لتاريخ الأنثروبولوجيا أو الكاتب لقصتها أن لعصر النهضة ينابيعه الأنثروبولوجية الأصيلة و العميقة التي تتمثل في تحصيل المعرفة عن ثقافات لم تكن معروفة من قبل '' 16كما لا يمكن إغفال الدور الحاسم لرحلات الإستكشافية الأوروبية و لعل أهمها ذاك الحدث الذي غير مجرى التاريخ و مجرى الفكر كذلك ألا و هو اكتشاف العالم الجديد عبر رحلة كريستوف كولومبس (1886-1481)"فمن الناحية الأنثروبولوجية نجد أن مذكرات كولومبس عن رحلته و مشاهداته و اتصالاته مع ''أهالي'' العالم الجديد قد زخرت بالمعرفة و البيانات و الشخصيات الإتنوغرافية و في الحقيقة أن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل اتصفت كتابات كولومبس أيضا بميل نحو الموضوعية محاولا تقصي الأسباب وراء ما شاهده أو سمع عنه من تقاليد أو طقوس أو ممارسات يومية، وتلك صفة قلما وجدت في الكتابات الإتنوغرافية التي كانت سائدة حينذاك ''17 ولم يتوقف إسهام الإكتشافات الجغرافية فقط عند هذا الحد بل أعاد النظر في الأحكام القيمية التي كان الأوروبيون يصدرونها على الشعوب الأخرى، وكلها كانت تتعلق بنفي آنتمائها لنفس الوحدة البيولوجية التي ينتمي إليها النوع البشري، و في هذا الصدد ''يشير جوزيف جيرنبرخ إلى بعض تلك التساؤلات على النحو التالي '' هل الشعوب التي لم تعرف من قبل و التي أمكن التعرف عليها عن طريق الإستكشافات تنتمي إلى نفس النوع الذي ينتمي إليه الإنسان الغربي، و من تم يتحتم المحافظة على أرواحها ؟ " و في ضوء ما تقدم يمكن القول أن الإستكشافات الجغرافية ساهمت جنبا إلى جنب مع الإتجاه العلمي، علاوة على سيادة المذهب الإنساني ، بل قد أثروا جميعهم و لا شك ولو بدرجات متفاوتة وفي مجالات متباينة في تشكيل منطلقات الفكر الاجتماعي النظري وفي إبراز اهتمامات جديدة في مجال دراسة الإنسان الأوروبي و غيره '' 19

كل هذا، شجع على الإهتمام بالإنسان و بدراسته و بتطوره و تطور نتاجه الثقافي و اختلافه، فظاهرة التنوع الحضاري بين البشر الذي أبرزته و أكدته كتابات الرحالة ،جعل الأوروبيين يتجهون نحو فحص الذات و التأمل في أحوالهم،أجل فعلوا ذلك عن طريق المقارنة بين أنفسهم وبين الشعوب المكتشفة في ضوء ما ورد عنها من كتابات و أوصاف،لأنه قد ساد بصفة عامة نوع من التأملات التجريدية و الرومانتيكية عن الحيات البدائية و الطبيعية و ربما ترجع أولى المحاولات لتدوين المادة الإتنوغرافية و التنظير بشأنها إلى الرحالة الإسباني جوزيه اكوسا j’Acosa في القرن السادس عشر حينما حاول ربط ملاحظاته الشخصية عن السكان الأصليين في العالم الجديد ببعض الأفكار النظرية، فقد افترض مثلا أن الهنود الحمر كانوا قد نزحوا أصلا من أسيا إلى أمريكا و بذلك فسر اختلاف حضارتهم عن تلك التي كانت سائدة في أوروبا حينذاك، كذلك قدم أكوسا فرضا أخر حول تطور الحضارة الإنسانية عبر مراحل معينة ،وقفت فيها أوربا بأعلى الدرج و أتت بعدها الصين في المرتبة الثانية لمعرفتها الكتابة بينما احتلت المكسيك مرتبة أدنى من ذلك، أما المجتمعات الأخرى فقد تم تصنيفها على درجات متباينة في أسفل الدرج وقد أقام أكوسا تصنيفاته على أساس معرفة الشعوب بالكتابة و القراءة ''20

ولم يعد الوصف كافيا بل بدأ المفكرون و الباحثون في استخلاص أفكار نظرية من تلك المادة الإتنوغرافية التي يوفرها المستكشف أو الرحالة مثلا، و لم تعد الكتابات تستمد مصداقيتها من الخيال بل أصبحت تتجه نحو البحث الميداني و كانت أهم الخطوات في مجال البحث الميداني ضمن حقل الأنثروبولوجيا تلك التي قام بها الفرنسي ميشيل دي مونتاني m.de montaigne (1892-1532)الذي أجرى مقابلات مع مجموعة من السكان الأصليين الذين كان بعض المكتشفين قد أحضروهم إلى أوربا، و استخدم مونتاني هؤلاء الأسرى كإخباريين أي أنه جمع منهم معلومات عن العادات و التقاليد السائدة في موطنهم الأصلي و خرج من ذلك بمقولة أنه لفهم العالم لابد من دراسة التنوع الحضاري للبشر و استقصاء أسبابه، لذلك يتسنى لأوروبا أن تفهم ثقافات الشعوب الأخرى باعتبار أن لها منطلقاتها و أخلاقياتها الخاصة بها و بالتالي نجد هذا الفيلسوف الفرنسي قد طرح مقدما فكرة '' النسبية الأخلاقية Moral Relativity'' على حد تعبير ايدموند ليتش و قد كتب مونتاني يقول " بأن الوضع الحضاري الذي يصفه البعض بالهمجية ليس إلا وصفا حضاريا مماثل لما لدى الأوربيين، فمن المحتمل في نظره أن يكون المجتمع الأوربي ذاته قد مر بمرحلة مماثلة (يقصد الهمجية ) الأمر الذي تطلب ضرورة فحص التطور الحضاري للمجتمع الأوربي ذاته ''21و إلى جانب مونتاني نشير إلى عالمين فرنسيين آخرين من مفكري القرن الثامن عشر واللذان يرى الأنثروبولوجيون في أعمالهما جذورا للفكر الأنثروبولوجي النظري وهما البارون دي مونتسكيوB .de Montesquieu (1758-1689) و جان جاك روسوJ.Rousseau (1778-1711).

إن أهمية مونتسكيو بالنسبة للأنثروبولوجيا الإجتماعية بصفة خاصة تبدو أول وهلة عندما تطلع على كتاب إيفانز بريتشارد بعنوان 'تاريخ الفكر الأنثروبولوجي' فنجده يبدأ بمونتيسكيو، أما عن جان جاك روسو الذي يعتبره كلود ليفي شتراوس بمثابة 'المعلم و الأخ' و الذي تأثر به تأثرا كبيرا وهو ما سنوضح فيما بعد فقد جاء فكره مناقضا لمونتيسكيو و غيره من فلاسفة عصر الإستنارة المتفائلين و الذين اعتقدوا في التقدم ،فقد رأى روسو أن الإنسانية تسير نحو طريق مسدود و لا مجال نحو التقدم و الكمال و مع ذلك تحتل كتابات روسو مكانة هامة عند التأريخ للأنثروبولوجيا في القرن الثامن عشر نظرا لما تضمنته من تناول للمادة الإتنوغرافية عن الشعوب المستكشفة (أو ما اصطلح على تسميتها آنذاك بالمجتمعات البدائية ) في إطار من المقارنة مع المجتمعات الغربية و الخروج ببعض الأفكار و الأطر النظرية في فهم مسار التاريخ الإنساني ككل و تحديد مراحل تقدم البشرية ، و في هذا الصدد تميز روسو و لا شك عن معاصريه من ناحية أن تفكيره في التاريخ لم يكن مقيدا بحدود حضارية أو زمنية ،و لعل من الأشياء الهامة في كتابات روسو من وجهة نظر الأنثروبولوجيا أنه استطاع أن يخلص نفسه من التحيز الثقافي لمجتمعه، و أن ينقد قيمه بينما يشيد و يستحسن طرق حياة الشعوب بالمجتمعات الأخرى و يعتبر كتابه العقد الاجتماعي le contrat sicial من بواكير الكتابات الأنثروبولوجية" 22

مرحلة النشأة الأكاديمية

لن نتحدث الآن عن امتداد لإرهاصات فكر أنثروبولوجي داخل كتابات الرحالة و الأركيولوجيين و الفلاسفة، بل سنتحدث عنها كعلم أكاديمي و عندما نقول علم يعني علم له ظواهره الخاصة التي يدرسها و له مناهجه التي يستعملها في إقامة البراهين و إنشاء الفروض، إن الأنثروبولوجيا بدأت تحقق هذا المسعى نظرا لتوفر الشرط التاريخي و الإطار النظري و الأزمة المعرفية الضرورية لقيام أي علم من العلوم ،فرغم كون الأنثروبولوجيا لها جذور تاريخية "إلا أنها اتخذت لنفسها طابعا أكاديميا متخصصا، و بدأت في بلورة موضوعاتها، و مناهجها المميزة في القرن التاسع عشر و خلال النصف الثاني منه على وجه التحديد "23.

لقد كان كل شيء يتجه نحو العلمية لقد أصبح القرن التاسع عشر عصر العقل و التجربة فلا إيمان بحقيقة مطلقة متعالية على الواقع ولا وجود لواقع منظم خارج حدود العقل فكل شيء يمكن ضبطه عن طريق الرصد و الملاحظة الدقيقة و في هذا الصدد يقول براون بأنه قد" ساد الإعتقاد في هذا القرن بأنه في حالة ظهور بعض الإنحرافات أو مظاهر من التناقض في نظام الطبيعة ،فإنه يمكن التوفيق بينهما بمزيد من الدقة و من الرصد و التجربة 24 ".

لقد كان للنزعة العلمية التي عرفتها أوروبا نتيجة للثورة الفرنسية و تضافر مجموعة من العوامل السياسية الممثلة في الثورة الفرنسية وعوامل اقتصادية ممثلة في الثورة الصناعية وعوامل فكرية ممثلة في الثورة العلمية التي جاءت لسد الثغرة المعرفية التي خلفتها السلطة الكنسية لرجال الدين على الفكر ،وحينما أقول ثورة علمية لا أشير فقط إلى ذلك اللفظ المبتذل في الأدبيات الكلاسيكية والذي يقصر الثورة العلمية على القرن الثامن والتاسع عشر فقط ،بل أطلق لفظ ثورة علمية ليشمل ذلك الحدث العلمي المثير الذي انطلق مع كوبرنيكوس وديكارت والذي أعلن معه ميلاد الإنسان الحديث الذي بدأ ينزل الأشياء من عليائها ويشكك في الثابت والمتحرك .باحثا عن قوانين تباته وحركته.

كان العامل الحاسم الشرط التاريخي و الإطار النظري المتراكم الذي بلور هته النزعة العلمية، التي نادى بها مجموعة من العلماء" و يجدر التنويه هنا بدعوة أوكست كونتA .Comte (1857-1798) إلى إنشاء علم وضعي لدراسة شؤون الإجتماع الإنساني، كان هذا كله بمثابة علاج لحالة الفوضى السياسية و الأخلاقية و العقلية التي سادت المجتمع الفرنسي منذ قيام الثورة الفرنسية حتى الفقرة التي كتب فيها كونت دروسه الوضعية" 25 مند ذاك الوقت بدأ الإنكباب حول دراسة الإنسان و اكتشافه و اكتشاف تقاليده و عاداته، لكن أي إنسان وجهت إليه الأبحاث هل الإنسان الأوروبي؟!

كان توجيه الأبحاث يستهدف دراسة الأخر المختلف عن الأوروبي، و قد رسمت الكتابات التخمينية التي سبقت الحقبة التي سنتكلم عنها الآن و التي تميزت بنظرة عنصرية تقيم أحكامها على أساس نزعة دينية تفاضلية تصف الأوربي المسيحي بأنه عرق نقي عكس ذاك الإنسان الذي و جهت إليه الأبحاث بوصفه بدائي متوحش و يحمل الخطيئة الأولى و الأبدية .

و الآن سنتطرق لأولى بدايات الفكر الأنثروبولوجي بمعناها الأكاديمي ، والتي ستتبلور في إطار الجمعيات و الرابطات و الدوريات العلمية و المجلات التي تعنى بالأنثروبولوجيا و التي ساهمت في نشر الوعي بأهمية الفكر الأنثروبولوجي بوصفه علما قادما و سيسد ثغرة من ثغرات الفكر البشري، والتي ستساعد على فهم الإنسان و ثقافته، ثقافة هذا البدائي، البربري و المنحط،" و يجذر التنويه بأن رابطة تقدم العلوم التي أنشئت في بريطانيا عام 1846و مثيلتها في أمريكا التي تكونت عام1952 قد أديا دورهما في عرض القضايا و المساءل الأنثروبولوجية و مناقشاتها ،كما عززت الإتجاه القائل بإمكانية قيام علم مستقل و متخصص في تلك القضايا، و لم يقتصر الأمر على قيام جمعيات بفرنسا و انجلترا و أمريكا فحسب ،بل نجد أن شعبية الأنثروبولوجيا قد عمت مدنا أخرى مثل موسكو ومدريد و برلين وفينا ،و تكونت على إثر ذلك جمعيات إتنولوجية بلغت حوالي أربعين جمعية في عام 1870 " 26، ولم تقف الدعاية للعلم الجديد و المساهمة في قيامه و استقلاليته على الجمعيات و الرابطات ووسائل الإعلام بل امتد ذلك إلى المعاهد الأكاديمية و إلى الحكومات التي كانت تهدف إلى استفادة عملية من تلك الأبحاث أكثر منها ثقافية و لم يقتصر تطور الفكر الأنثروبولوجي في المرحلة التي اتجه فيها نحو الأكاديمية على وسائل الإعلام و المعاهد و الدوريات فقط بل تطور موازاة مع ذلك بين ما" يقدمه الرحالة من معلومات وما يصل إليه المفكرون من نظريات" 27.

وقد كانت أولى الأبحاث الأنثروبولوجية موجهة للإشتغال حول مفهوم الثقافة و تصنيف الثقافات و كيفية حدوث طفرات تؤدي إلى التطور و كانت الإنطلاقة باستلهام مفاهيم تبلورت داخل حقل الطبيعيات كفكرة التطور عند تشارلز داروين، و كان سؤال الإنطلاق : كيف نشأت حضارات العالم وتطورت؟ هذا السؤال الكلاسيكي تبلور و أعاد نفسه داخل مناخ فكري تطوري في إطار المدرسة التطورية لكن الإجابة على هذا السؤال لم تتوقف على ما قدمه التطويريون،بل أدت إلى إفراز إتجاهات أخرى كالإتجاه الإنتشاري و الوظيفي والبنيوي....


التطورية

كان الفلاسفة يعتقدون مند القرن السابع عشر وخاصة في القرن الثامن عشر وبتأثير من أفكار كل من داروين و لامارك حول التطور أن البشرية تتطور باتجاه التقدم الدائم، و أن المجتمعات تنحوا نحو الانتقال من حالة البساطة النسبية في تنظيمها و تطورها ،إلى حالة أكثر فأكثر تعقيدا و تمايزا" 28، و التقدم و التطور فكرة قديمة نجد أسسها في النظريات الفلسفية و حتى لدى أرسطو الذي رأى في الطبيعة صيرورة تخضع لمبدأ النشوء و الإرتقاء و الفناء" و هكذا فإن الواقعة الأساسية الحاضرة في كل جوانب الطبيعة هي 'التغير' العملية ' الحركة' وحيث أن الحركة في معناها الدقيق و هو تغير الوضع "29،غير أن التطور الذي بدأت أوروبا تعرفه مند النهضة الأوربية التي كانت بمثابة حركة ثورية على جميع المستويات، خاصة العلمي و السياسي ،منها و ما رافق ذلك من اكتشافات علمية جعل الثقة كبيرة في المستقبل الذي يمكن للإنسان أن يعيشه و ذلك بفعل القواعد العلمية الدقيقة لضبط حركته و حركة الطبيعة .

لقد كانت المدرسة التطورية التي ظهرت داخل حقل الأنثروبولوجيا تلك المدرسة التي استلهم روادها بعض المفاهيم التي أفرزها الإتجاه التطوري داخل حقل البيولوجيا مستندا على أبحاث لامارك و داروين و في موازاة مع الإكتشافات التي ظهرت في ميدان البيولوجيا" جاءت أولى الإكتشافات ما قبل التاريخية لتعزيز المواقع التطورية، فتصنيف الحقبات الكبرى الذي ظهر عام 1820إلى عصر حجري مشطوب (الحجري القديم )و المصقول (الحجري الجديد) و إلى عصر البرونز و الحديد كان قد أوحى في الواقع بوضع ترسيمة لتطور الحياة المادية و بانتقال حتمي من عصر إلى أخر"30.

لقد كان ظهور المدرسة التطورية على نحو خاص بالولايات المتحدة الأمريكية ،وقد اهتمت بدراسة مختلف الشعوب التي تعاقبت عبر الزمن و التي كانت مختلفة من حيث ثقافتها " فإنسان المجتمعات الغابرة المعاصر على ما يقول الباحث التطوري: هو صورة على أجدادنا القدماء و عن مجتمعهم الذي كنا شهدناه في ما مضى ،و موضوع البحث الأساسي هو أن نفسر تاريخيا مختلف المراحل التي مرت بها البشرية عبر اكتشاف القوانين التي أتاحت الإنتقال من مرحلة إلى أخرى، هكذا يتساءل أحد باحثي ذلك العصر عن الشروط الطبيعية و الفكرية و المجتمعية الخ ....التي حكمت تحول المؤسسات و الظاهرات الاجتماعية بحيث أدى تحولها هذا إلى تغير المجتمع تغيرا كليا، في سياق هده السلسلة المشتركة التي تشكل كل مرحلة من مراحلها حلقة من الحلقات المتتالية على حد قوله: كيف ظهرت هذه التغيرات؟ و ما هي الصيغ التي اتخذتها في مختلف قطاعات حياة تلك المجتمعات: من تنظيمات مجتمعية بشكل عام و أنظمة سياسية وأنساق قرابية و معتقدات دينية ....الخ ؟كيف نشأت بعض المؤسسات بالذات كمؤسسة الزواج و مؤسسة الدولة ؟31

كانت هده الأسئلة نقطة انطلاق المدرسة التطورية في تحديدها للموضوع أما على المستوى المنهجي" فإن التاريخ بوجه خاص هو ما يستعين به التطوري و يعتمد عليه، لكن هنا ليس تاريخ تخميني أي إفتراضي و حسب بل تاريخ ملتبس، إذ أنه لا يملك بالنسبة لهدا النمط من المجتمعات تلك المستندات التي نعتمدها تقليديا ،كالوثائق المكتوبة التي تأتي لتؤكد صحة واقع تاريخي، لذا نجد الباحث التطوري يفترض تحركات معينة لقوم معينين أدت إلى ولادة هذا الشعب أو ذاك أو نجده يتخيل أنماطا من السلوك أو من المعتقدات انطلاقا من مؤشرات واهية ،إذ كثيرا ما تكون المؤشرات المذكورة عبارة عن رواسب لبعض العادات و الأعراف المعتبرة بمثابة الذخائر المتبقية من مرحلة سابقة ،هذه هي نقطة الضعف في المنهج التطوري و هي أيضا النقطة التي تركزت عليها معظم الإنتقادات 32"،و قد كان هدف التطوريين الإحاطة بمجمل الثقافات التي عرفتها البشرية و مقارنة الثقافات فيما بينها واضعين المجتمع الغربي كنموذج أعلى للتطور نظرا لما كان يشمل عليه من مؤسسات سياسية و عائلية بلغت ذروة التطور، و من بين الانتقادات التي وجهت إلى التطورية أيضا اعتقادها بوجود مسيرة خطية واحدة للمجتمعات عبر الزمن.

مما لاشك فيه أنه لحد الآن لم نلقي إلا نظرة تاريخية حول أولى المدارس الأنثروبولوجية وإلى الإطار النظري الذي اشتغلت فيه ،كما قمنا بتحديد الموضوع الذي تهتم به التطورية ،وقد سلكت هذا المنهج لأنني واجهت في البداية صعوبة حول كيفية التطرق إلى أهم المدارس الأنثروبولوجية في إطاراتها النظرية و بسطها للقارئ، و عيا مني بصعوبة ذلك لكن ارتأيت المغامرة فإن أصبت بعض الشيء فلا بأس و إن أخطأت و وجدت من يرشدني فتلك غايتي ،قلت واجهتني صعوبة حول نقطة الإنطلاق هل من ثقافة الأنثروبولوجية أم من طرق ممارسة الأنثروبولوجيين للأنثروبولوجيا، لكن توصلت أثناء قراءتي الأولية لبعض المقالات و الكتب التي اطلعت عليها أنه لا يمكن الفصل بين الاثنين و يمكن تحوير مقولة كانط التي عرضها في نقده لكل من التجريبيين و العقلانيين حول تصورهم للطرق التي يمكن من خلالها الوصول إلى المعرفة و التي حصرها التجريبيون في الواقع و التجربة الملاحظة ،بينما ارتكز العقلانيون على العقل كنقطة انطلاق، قلت بتحويرنا لتلك القولة يمكن القول أن: الفصل بين عرض ثقافة الأنثروبولوجيا دون نموذج لدراسات الأنثروبولوجيا كميدان للتحقق و التجريب يبقى أعمى و التطرق لنموذج من الدراسات الأنثروبولوجيا دون الإطارات النظرية يبقى عرضا أجوف.

لقد أشرنا في البداية إلى أن المدرسة التطورية ،إتجاه معرفي داخل حقل الأنثروبولوجيا ،وقد ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن قام لويس هنري مورغان بتأسيس أول كرسي للأنثروبولوجيا في روشيسترس في ولاية نيويورك، بيد أن لويس هنري مورغان ليس أول التطوريين في حقل الأنثروبولوجيا" بل أقدم هؤلاء التطوريين البارزين الحقوقي السويسري باشوفن (1887- 1816)الذي أعتمد شأنه شأن أمثاله في ذلك العصر على أخبار المجتمعات المعروفة أي مجتمعات العالم القديم أو الشرقي نظرا لغياب المعرفة الكافية بالمجتمعات التي لا تعرف الكتابة و التي درست بعد ذلك، لقد تطرق باشوفن إلى الأنساق القرابية و هي على رأس المسائل التي عالجها التطوريون ''33،لكن مع بروز الأنثروبولوجيا كحقل معرفي جديد فإن الدراسات التطورية في حقل الأنثروبولوجيا ستأخذ منحى أكثر دقة معتمدا على الملاحظة المباشرة و الميدانية ومن ابرز التطوريين في هده المرحلة مورغان وتايلور وفرازر و سنكتفي في عرضنا هذا بمورغان لنتعرف من خلاله على رؤية المدرسة التطورية لتطور البشرية و لأنساق القرابة ،و لتايلور لنعرف من خلاله مفهوم الثقافة الجديد في حقل الأنثروبولوجيا

مورغان كنموذج للدراسات التطورية :

لقد اهتم أصحاب النظرية التطورية بدراسة الثقافات الإنسانية من خلال البحث عن الأصول التاريخية لسمات الثقافة اللإنسانية وكذلك من خلال البحث عن الأصول التاريخية لسمات الثقافية، حيث اعتقد هؤلاء العلماء أن الثقافة هي نتيجة لتراكم النشاط الإنساني عبر الزمن و أن التقدم هو الغاية الأساسية من التطور الإنساني و قد جاء هذا رفضا للنظرية القائلة باحتمال ارتداد أو انتكاس للإنسان و الشعوب من حالة متقدمة إلى وضع أدنى كما سبق أن ذكرنا، و يرى التطوريون أن المجتمعات الإنسانية كلها تتغير وفق قانون ثابت للتطور يقوم على التقدم من مرحلة دنيا إلى أخرى أرقى منها حتى تصل في النهاية إلى قمة الحضارة الإنسانية كما كانت ممثلة آنذاك في المجتمع الأوربي، و يمثل التقدم في نظرهم ثمرة التكامل في الأدوات المادية و ثمرة التعقيد في العلاقات خلال مراحل تطورية و مركبة، و أصبح معيار التقدم عندهم يتمثل جليا في التطور العلمي و التكنولوجي و علاوة على فكرة التقدم ،تقوم نظرية التطور الثقافي على أساس أنه لا يمكن فهم العقل الإنساني إلا بربطه بالتاريخ الذي يمكن من خلاله فقط فهم الحياة الإنسانية، و الوصول إلى القوانين التي تحكم مسارها، فتاريخ البشر واحد على أساس وحدة الفكر الإنساني ،أما التمايز بين الثقافات فهو وليد ظروف تاريخية معينة، فالمجتمعات قد اعتبرت على الدوام بمثابة وجود متواصل متجانس مؤلف من طبقات تطورية و أقسام متوازنة يسير فيها التطور حتما في خط مستقيم و لابد للمجتمعات أن تمر بها. يقوم إذن جوهر التطورية على آفتراض أن تاريخ الجنس البشري قد عرف شكلا واحدا في نشأته وفي تجزيئه و تقدمه، و أن اختلاف درجات هذا الشكل هي في الأمر درجات للتطور ذاته ،بحيث تكون كل درجة وليدة سابقاتها و مساهمة في حقيقة الأمر في تشكل تاريخ ما بعدها أي المستقبل.

: هي رؤية التطورية لتطور الثقافات الإنسانية بصفة عامة ،هذا التطور الخطي الذي يرى أن الثقافات تتطور وفق قانون واحد ينطلق من ما هو أدنى إلى و ضع أرقى حتى الوصول إلى قمة الحضارة التي ارتأوا أنها ممثلة في المجتمع الأوربي آنذاك، و قد أتجرأ لأقول بأن هذه الرؤية المغلفة بطابع حتمي يجعل التاريخ يتطور بشكل خطي ستاتيكي، ديناميكي في مراحل معينة ،من وضع أدنى إلى و ضع أرقى آنذاك، هو ما عزز تلك النزعة المفرطة في الذاتية و التي دفعت الغرب إلى القيام بحركة استعمارية،صحيح أن التطور الذي عرفته أرويا مع الثورة الصناعية خلق حاجة إلى المواد الأولية و إلى تصريف فائض الإنتاج، لكن العامل الأول بنظري لن يكون إلا تلك النزعة الذاتية المتعالية للغرب كنموذج للحضارة و التقدم أو ما يسميه فوكو بالقدر المتعالي الذي خص به الغرب.

كان لويس هنري مورغان أمريكي الجنسية و أنشأ أول كرسي للإناسة في روشسترس في ولاية نيويورك، كما كان أول الباحثين المتبحرين اللذين قاموا ببحث ميداني ،أي بدراسة المجتمعات في عقر دارها على نحو ماأصبح ذلك قاعدة في القرن العشرين ،فقد قضى مدة زمنية معينة بين الإيركوازيين وأصدر كتابه رابطة الإيركوازيين عام (1951 )" 34

لقد كان مورغان أول أنثروبولوجي يقارب ميدانيا الأنساق المجتمعية والسياسية في مجتمعات اعتبرت بلا دولة ولا تعرف الدولة ،وقد تطرق مورغان في كتابه "رابطة الإيركوازيين "للنظام الأمومي السائد وسط الإيركوازيين، فهي بالتالي :أنساق مبنية على العلاقات القائمة بين الجماعات التي تربطها أواصر القرابة " 35 واهتم مورغان في فهمه لنسق القرابة باللغة "واكتشف أن مصطلحات القرابة التي يستعملها الهنود تصلح هي نفسها للدلالة على عدد من الأقرباء أكثر مما هو عليه في الغرب، "كما راسل مورغان المبشرين العاملين في جهات مختلفة من العالم مستفسرا عن أنظمة القرابة "36 وكنتيجة لتلك الأبحاث والقراءات المتعددة والمستخلصة من المادة التي يوفرها الميدان و الملا حظة المباشرة في الحقل أصدر مورغان مؤلفه "عن أنظمة القرابة والمصاهرة في العائلة البشرية "في عام 1871 وألحقه في عام 1877 بمؤلفه 'المجتمع القديم ' 37 الذي أبرز فيه بالفعل وعلى نحو أفضل نمو موهبته ومقدرته ووضوح طرحه للأمور كباحث تطوري "38

وفد نجح مورغان في إقامة البرهان عموما على أن علاقات القرابة تسيطر على تاريخ الإنسان البدائي وعلى أن لهذه العلاقات تاريخا ومنطقا، واكتشف مورغان أن أنظمة القرابة في المجتمعات البدائية طباقية وليست وصفية، وأن نقطة ارتكازها تبادل النساء بين الجماعات ،وأن الزواج الخارجي (الإكسوغامي) لايتنافى والزواج اللحمي الداخلي (الأندوغامي )لأن الزواج الاغترابي بين العشائر هو تكملة الزواج اللحمي بين القبائل ،ولقد أوضح مورغان أن العشيرة هي الشكل السائد من أشكال التنظيم الإجتماعي لدى جميع الشعوب التي تجاوزت مرحلة التوحش ،وميز مورغان بين شكلين من أشكال العشيرة ،العشيرة :التي تنتسب إلى الأم والعشيرة التي تنتسب إلى الأب ،وقال بالأسبقية التاريخية والمنطقية لأنظمة قرابة الأم على أنظمة قرابة الأب ،متبنيا في ذلك واحدة من فرضيات باشوفن.وقد أنطلق مورغان في تحليله لأنظمة القرابة من واقعة لاحظها لدى الإيركوازيين الذين عاش معهم، وأطلع على حياتهم بشكل واسع، لقد كان نضام القرابة السائد لدى الإيركوازيين متناقضا مع علاقاتهم العائلية الفعلية ،ففي الوقت الذي لم يكن فيه شك في حقيقة الأشخاص اللذين كانوا آبائهم وأمهاتهم وبناتهم وإخوتهم يسميهم مورغان (بحسبانه أروبي يعتمد النظام الوصفي للقرابة ،أعمام ،خالات.......الخ )وكان أبناء العم المتوازين يعدون عند الإيركوازيين أشقاء وشقيقات ،وكان أبناء العم المتصالبون (أي المنحدر ون من أخوات الأب ومن أخوات الأم )هم وحدهم اللذين يسمون بأبناء العم .

وقد تولدت لدى مورغان القناعة بعد استقصاء ومراجعة أكثر من 250 قائمة (متعلقة بمصطلحات القرابة) موجودة أيضا في الهند وفي أمريكا الشمالية، وذلك من أجل تفسير هذه الظاهرة داخل نسق النظرية التطورية ،فآفترض مورغان أن نظام القرابة يتطابق مع شكل عائلي منقرض يمكن إعادة بناءه فيما لو تم التوصل إلى فك لغز دلك النظام .لقد كان هذا التناقض تعبير عن السرعة المتفاوتة لتطور الأسرة، العنصر الحركي، الفعال ولتطور أنظمة القرابة العنصر السالب المنفصل.وإلى جانب هذا شكلت العشيرة على حد تعبير مورغان "قاعدة النظام الاجتماعي لغالبية الشعوب البربرية إن لم نقل جميعها .

كانت هذه أهم المواضيع التي آستأترت باهتمام مورغان على مستوى نسق القرابة، والتي لم تكن إلا ظاهرة ومؤسسة بدت له محددة للمراحل الكبرى التي مر منها تطور البشرية، والذي طرحه في كتابه 'المجتمع القديم'ويمكن إيجاز هذه الظاهرات والمؤسسات التي بدت له محدد لهذا التطور فيما يلي:
1) تقنيات العيش ووسائله
2) العائلة وتنظيمها
3) أشكال الحكم
4) الملكية
5) الكلام
أما الدين فلم يشغل داخل نسق مورغان التطوري إلا مؤشر من مؤشرات التغير ،أما من الناحية السياسية ،فقد شدد مورغان على التضاد الأساسي الذي سيضل مفتاحا لكل محاولة ترمي إلى فهم حكم البشر ،وهو التضاد بين المجتمعات المبنية على العلاقات القائمة بين الجماعات القرابية ،فهي إذن مجتمعات بلا دولة يسودها التضامن والتعاون المتبادل ،أو يسود عددا منها أحيانا ،وهدا هو السستام الحكومي الذي أطلق عليه أسم سوسيتاسsociètas (أي التجمع )والمجتمعات المبنية على وحدة الأرض وهي عبارة عن مجتمعات ذات دولة أطلق عليها اسم سيفيتاس civitas (أي الحاضرة ،أو المدينة)وآعتبرها تعقب بصورة طبيعية المجتمعات الأولى "39

إن كل من العائلة ،والحكم ،والعشيرة ،والقبيلة ،قد شهدت عبر الزمن تحولا في بنيتها ،ووظائفها وساهمت عبر التعديلات التي طرأت في التطور العام الذي عرفته البشرية ،والذي حصره مورغان في " ثلاث حقبات تنقسم بدورها إلى حقبات فرعية 'حالة الهمجية 'و'البربرية'و'حالة التحضر'ويعتبر أن كلا من هده الحقبات أو الحقبات الفرعية بدأت بتحول هام كان قد طرأ على التقنيات أو على التنظيمات"40

"وأفترض مورغان أن جميع المجتمعات الإنسانية تخضع في تطورها لقانون واحد طالما أن تاريخ الجنس البشري واحد "وحدة ،أصل الإنسانية ،وتوحد الحاجات الإنسانية على الدرجة نفسها من التطور وذلك حيث تكون العلاقات الاجتماعية على الدرجة نفسها من المساواة"

إن هدا القول يعني وجود مراحل محددة وحتمية لابد أن تمر بها البشرية وهي تبدأ من الحالة الدنيا إلى الحالة الراقية ثم إلى حالة أكثر رقيا ،وآفترض مورغان وجود مراحل سميت بما قبل التاريخ :هما مرحلة التوحش ومرحلة البربرية وقسم كل مرحلة من هذه المراحل إلى مراحل فرعية دنيا ووسطى وعليا قبل الوصول إلى مرحلة المدنية.


1. مرحلة التوحش الدنيا: يرى فيها مورغان مرحلة ممثلة لطفولة البشرية حيث عاش الإنسان مرحلة أشبه بالحيوانية ،هائما على وجهه متغذيا بجذور النباتات وبعض الثمار البرية .....جامعا، وملتقطا
2. مرحلة التوحش الوسطى: مرحلة تقدم فيها الإنسان قليلا عما كان عليه في المرحلة السابقة باهتدائه إلى اكتشاف النار واستخدامها في طهي الطعام وإضاءة الكهوف مما نتج عنه اكتشاف الإنسان لأطعمة جديدة
3. مرحلة التوحش العليا : اكتشف فيها الإنسان القوس والسهم مما ساعده على تغيير غدائه واقتصاده بشكل عام فلم يعد الإنسان جامعا للطعام وملتقطا له بل أصبح منتجا له ،ويفترض مورغان ويقرن هدا التقدم في الاقتصاد بتقدم مماثل في شكل التنظيم الاجتماعي والديني
4. مرحلة البربرية الدنيا: تتميز بوصول الإنسان إلى اختراعات أهمها صناعة الفخار، وخروج الإنسان من عزلته الضيقة وانتشاره في مناطق أكتر اتساعا
5. مرحلة البربرية الوسطى : تمكن الإنسان من تدجين الحيوان والاستئناس به والاستفادة من لحومه ،وجلده مما ساعده على الاستقرار
6. مرحلة االبربريية العليا : تمكن فيها الإنسان من صهر المعادن وصناعة الأدوات والآلات المعدنية وبداية اكتشاف الكتابة الصورية"40
ويرى مورغان أنه وبعد اجتياز الست مراحل تلك توصل الإنسان إلى مرحلة المدنية التي تتميز باختراع الحروف الهجائية والكتابة وهي المرحلة التي لازالت ممتدة حتى الوقت الراهن ،ويؤكد مورغان على التتابع المميز للتطور الثقافي ويراه ضروريا لمطابقته للواقع ،وهو ما جعل مورغان يسلط كل مرحلة معينة على بعض الثقافات الإنسانية والجدول التالي يلخص تلك النضرة التطورية إلى الثقافة البشرية كما افترضها مورغان "41
الحقبات الإثنية،حسب مورغان



إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل



ادوارد برنت تايلور (1832-1917)

يعد عالم أنثروبولوجيا،أسهم إسهاما كبيرا في دراسة الثقافة وفي تحديد مفهوم الثقافة، وأحد رواد الفكر التطوري ،وقال بالنظرية البيولوجيا وأسهم في الدراسات المقارنة للأديان ويتفق تايلور مع مورغان في كونه قال بانتقال الثقافة من الشكل البسيط إلى الشكل المعقد وقد جاءت مؤلفاته "أبحاث في التاريخ المبكر للبشرية وتطور المدنية 'عام 1869 ،والذي أعقبه كتابه 'المجتمع البدائي 'في عام 1871 قد انطلقا من وجهة نظر تطورية ويرجع الفضل إليه في ابتكار مفهوم الثقافة انتروبولوجيا حيث عرفها 'بأنها دلك الكل المركب الذي يتضمن المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق الاجتماعية والقانون والعادات الاجتماعية وغير ذلك من القدرات والعادات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في المجتمع '43

لم يكن تايلور يرى أن التطور دو حركة أحادية مثلما رأى مورفان بل كان يؤمن بأهمية الإحتكاك الثقافي وبدور المحاكاة بين الشعوب كعامل ساهم في التطور واهتم تايلور بدراسة الأنساق القرابية ،غير أن أهم ما اشتهر به هو الأنثروبولوجيا الدينية وخاصة نظريته حول الإحيائية والتي شكلت برأيه نقطة انطلاق بالنسبة لتطور المعتقدات الدينية ،وقد "انصرف تايلور في البداية إلى القيام بأبحاث حول الأساطير فكرس لها عدة فصول من كتابه الأول (بداية التاريخ البشري ونمو الحضارة ،1865 )ثم توسع بأبحاثه بعد دلك ليشمل على الظاهرة الدينية بشكل عام"44 ولم تكن الأسطورة حسب تايلور نوع من التفكير البدائي اللامنظم، بل هي بنظر تايلور تشكل مفتاحا لفهم التصورات و المعتقدات وكذلك المراحل التي مر منها الإنسان في تطوره الروحي عبر التاريخ .وفي دراسته لظاهرة الدينية ينطلق تايلور من السؤال التالي "ماهو الدين؟"وفي تعريفه لدين ينطلق من مماثلة أساسية بينه وبين الظاهرة التي كانت أساس نشأته ،وهي الإحيائية والتي تعني الإعتقاد بوجود كائنات روحية وقد أعتبره جاك لومبار في كتابه الذي ترجمه حسن قبيسي بأنه "تعريف فضفاض جدا ويفتقد للدقة"45 .

هدا التعريف الذي أعطاه تايلور للإحيائية لم يصمد أمام الإنتقادات والأبحاث الجديدة حول الإحيائية والتي تم تعريفها فيما بعد بدقة ،كونها "ممارسة تنحوا إلى إضفاء الطابع الروحي على العالم الطبيعي،أي أنها تسبغ روحا أو نفسا على عناصر الطبيعة من نباتات وحيوانات وأمكنة ومواضيع عجيبة الشكل أوخطيرة الشأن"46 .

ولعرض التطور الروحي للإنسان انطلق تايلور من ثنائية أساسية "ثنائية الجسد والنفس، التي استلهمها الإنسان من الحلم أولا ،ومن الموت بعد ذلك فالمرء يرى نفسه أثناء النوم كائنا نشطا،يتنقل ويحيا بحيث يستخلص من ذلك أن له قرين في داخله هو النفس ،وإذا كانت هده النفس تضل حية ،في هذا الجسد،الهامد:الذي هو جسد الميت وإذا كان الروح الحيوي يعود بعد النوم إلى هدا المسكن الذي يقيم فيه فإنه بعد الموت يغادر إلى غير رجعة"47.

هذه النظرة المغمورة بهاجس فلسفي والمستنتجة من دراسته لقبائل الهنود الأمريكيين عن شعب "البويبلو" بجنوب غربي الولايات المتحدة الأمريكيين، جعلت المعتقدات الدينية تنشأ وتتطور نتيجة التفسير الخاطئ لبعض الظواهر التي يتعرض إليها الإنسان،مثل الأحلام والأمراض والنوم والموت ،ويرى أن ظاهرة الأحلام وظاهرة الموت كان لهما الأثر الأكبر في توجيه الفكر الإعتقادي لدى الإنسان ،فالأحلام هي التي أوحت للإنسان بفكرة الروح والجسد :ذلك أن البدائي يتخيل نفسه متنقلا من مكان لأخر وهو نائم ،بل وقد يرى نفسه وهو يؤدي أعمالا يعجز عن القيام بها وهو في حالة اليقظة ،وقد أرجع تايلور هته الأفكار إلى الطقوس و العادات ،وإلى عادة تقريب القرابين لأرواح الأجداد"ومن هنا طرح مصطلح الأنيمة (الأرواحية)أي الإعتقاد بوجود الأرواح والآلهة والجن والشياطين وغيرها من الصور اللامنظورة والتي عدها تايلور الأصل الثقافي للمعتقدات الدينية على اختلاف أنواعها، والتي تطورت إلى فكرة الإله المتعالي في مرحلة المدنية "48
أما عن الثقافات البدائية برأي تايلور فهي"بقايا أو عقلنة ميتة ومن تم يجب أن تختفي من الممارسة ومن الحياة العملية ،عليها أن تزول ودلك كما يقول "بسبب ترابطها مع المراحل المتدنية من تاريخ العالم العقلي".

وقد كان هذا التصور القائم على مثالية النموذج الغربي في الإجتماع كمقياس للمقارنة أن يكون انطلاقة لإيديولوجية استعمارية بدأت تتشكل مند أواخر القرن الثامن عشر، كما أن التفسير التركيبي لتايلور ،لفترات أصبحت بمنآي عن متناولنا قد لاقت العديد من النقد فهذه النظرية بالنسبة لجاك لومبار "تستند إلى مقدرة تخيلية على إعادة تركيب الأمور أكتر من استنادها إلى أسس علمية صلبة حتى ولو كان من الممكن أن تتفق بعض جوانب الفكر الإحيائي مع بعض وقائع هدا النمط من المعتقدات على نحو ما تمكن الباحثون من دراستها في ما بعد .غير أن نقطة الضعف في هده النظرية تكمن بشكل خاص في هشاشة تفسيرها للأطوار التي حكمت الإنتقال من مرحلة إلى أخرى من مراحل التطور فكان ذلك هو الخلل الأكبر في تلك المدرسة (يعني التطورية)التي سعت دائما إلى إعادة تركيب ذلك الماضي السحيق الذي صار بمنأى عن متناولنا ،وذلك بأن بدلت جهدها في إعمال الفكر على نحو ما كان بوسع بشر أحرين يعيشون في ظروف وبعقليات مختلفة كليا عن ظروفنا وعقلياتنا أن يفكروا"49



المدرسة الإنتشارية


ذكرنا أن انطلاقة الأنثروبولوجيا شهدت سيطرة كبيرة للفكر التطوري في إطار الدراسة النظرية لتاريخ الحضارة الإنسانية ، ومع ذلك فقد ظهر الفكر الإنتشاري منتقدا للفكر التطوري ، و كمحاولة جديدة لتفسير أسباب التنوع الثقافي وقيام الحضارات معتمدا في ذلك على التاريخ و الجغرافيا وعلى أهمية الزمان و المكان في التنوع الثقافي رافضا الفكرة القائلة بأفضلية ثقافة على أخرى وإنما هناك نسيج من الثقافات "وافترض المناهضون للتطور أن الإتصال بين الشعوب قد نتج عنه احتكاك ثقافي وعملية انتشار لبعض السمات الحضارية، الأمر الذي يمكن أن يفسر في ضوءه التباين الحضاري للشعوب وليس في إطار عملية تطورية "
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الإتجاه قد تبنى منهجا تاريخيا جغرافيا بتأثير من المدرسة الجغرافية الألمانية ورائدها فريدريك راتزل الذي ركز على أهمية الإتصالات والعلاقات الحضارية بين الشعوب ودورها في النمو الحضاري ،وقد نمى تلاميذه هذا الإتجاه وخاصة هاينريخ شورتر h.shurTZ الذي أبرز فكرة وجود علاقات حضارية بين العالم القديم والعالم الجديد (أمريكا)،وكذلك ليوفروبينيوسL .FROBENUIS صاحب نظرية الإنتشارالحضاري بين أندونيسيا وأفريقيا"والمدرسة .الإنتشارية لا تدرس الثقافات باعتبارها نماذج ممثلة لمراحل متعاقبة عبر الزمن بل هي ترفض اعتبار البشرية بمثابة الكائن الذي ينمو كما تنمو الخلايا المغلقة والمنضوية على ذاتها ،بحيث تتطور كل منها على حدة مع تقدم الاختراعات، (أطروحة مورغان) فالإنتشارية أن هذه الاختراعات تنتج عن العناصر الثقافية و تنتشر من مجتمعات إلى أخرى مجاورة لها إما بفعل الهجرات وإما بفعل الحروب"

بكلمة إذا كانت المدرسة التطورية ترى أن موضوع الأنثروبولوجيا هو البحت عن أسباب التفاوت الثقافي فإن المدرسة الانتشارية ترى أن هذا الموضوع هو البحت عن صيغ الإنتشار من ثقافة إلى أخرى .كيف ينتقل عنصر ثقافي من مجتمع إلى آخر؟وإذا كانت نظرتها لهذا الموضوع نظرة تاريخية تتناول دائما كيفية حصول التغير عبر الزمن ،فإنها تصبح إلى ذلك نضرة جغرافية فلا يعود السؤال مقتصرا على الصيغة التالية :لماذا نجد الثقافات متنوعة ؟بل صار يطرح بصيغة أخرى كيف كان لهذا التنوع أن يحصل؟وقد ظهر في أرويا نظريتان مختلفتان بصدد هدا التفسير الإنتشاري لعناصر الثقافة وهما المدرسة البريطانية والمدرسة الألمانية النمساوية .

نظرية المدرسة البريطانية : والتي أرجعت نشأة الحضارة الإنسانية كلها إلى مصدر واحد أو مركز واحد وعن طريق الإحتكاك الثقافي بين الشعوب سواء عن طريق التجارة والغزوات أو الهجرات فقد انتشرت عناصر تلك الحضارة المركزية أو الرئيسية، واتسعت دائرة وجودها. وتزعم هذه المدرسة عالم التشريع البريطاني أليوث سميت E.SMITH 1937-1871) ( وكان مهتما بالآثار والهياكل البشرية ومعه أيضا تلميذه وليم بيري w .j.perry (1888-1949 )اللذان رأيا أن الحضارة الإنسانية نشأت وازدهرت على ضفاف نهر النيل في مصر القديمة مند حوالي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد تقريبا ،وذلك بعد فترة طويلة عاشتها الإنسانية على الصيد وعندما توافرت الظروف بدأت الإتصالات بين الجماعات والشعوب، فانتقلت بعض مظاهر تلك الحضارة المصرية القديمة إلى بقية بقاع العالم التي عجزت شعوبها عن الإبتكار أو الاختراع فعوضت ذلك بالاستعارة والتقليد "لكن هذا الطرح المتطرف و القليل الواقعية سرعان ما تعرض لنقد على إثر الإكتشافات الفنية و الأثرية التي بينت أن هناك بؤرا حضارية في إفريقيا، مثلا :كانت قد ابتدعت ثقافتها الخاصة على نحو ما تشهد الأعمال الفنية في بنين وهي أعمال مستقلة عن كل الثأتيرات المصرية "

المدرسة الألمانية النمساوية : إذا كانت المدرسة الإنجليزية قد ركزت على فكرة المنشأ الواحد للحضارة الإنسانية فهناك "فريق من الألمان والنمساويين وعلى رأسهم فريتز جرابينور(1834-1817 )وولهم شميدت W .SHMIDT (1859-1868 ) قد رفضوا فكرة المركز الواحد التي هي أقرب إلى الخيال أكثر من كونها علمية الأساس(على حد تعبير جان بواريه) وافترضوا وجود عدة مراكز حضارية أساسية في جهات متفرقة من العالم وأنه نشأ من التقاء الحضارات مع بعضها البعض نوع من الدوائر الثقافية، وحدثت بعض عمليات الإنصهار، والتشكيلات المختلفة ،الأمر الذي يفسر أوجه الاختلاف عن تلك الثقافات المركزية أو الأساسية إلا أن أصحاب هذا الرأي لم يقدموا الدلائل على وجود تلك المراكز أو تتبع حركات الإتصال بينهما ودراسة تلك النتائج المترتبة عن ذلك بطريقة منهجية سليمة ،ورغم هذا الإختلاف في وجهة نضر المدرستين البريطانية و الألمانية – النمساوية- إلا أنهما اتفقتا في رفض حتمية تطور المجتمعات كلها وفق قانون تابت ،وأنه من غير المعقول أن يتشابه التكوين العقلي عند جميع البشر :وليس من الممكن أيضا أن تتمتع جميع الشعوب بقدر متماثل من الخلق والابتكار
https://benimellal-online.com/inf-ar/...show-id-63.htm









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:15   رقم المشاركة : 472
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***
أشهر المذاهب التطوريّة -4-




18. هيربرت سبنسر (1820–1903) Herbert Spenser فيلسوف إنجليزي، صاحب "الفلسفة التركيبية Synthetic philosophy " وقد ألّفَ في موضوعها العديد من الكتب منها "مبادئ علم الاجتماع" – "مبادئ علم الأحياء" – "مبادئ الأخلاق" – "الفلسفة التركيبية". آمن قبل داروين بتطور الأنواع من أشكال بسيطة إلى أشكال معقدة. له نظرية مشهورة في التطور بالانتقال من حال التجانس إلى حال التنافر والاختلاف نشرها في جريدة "الليدار" شهر آذار عام 1852، وأعيد طبعها في كتابه "المقـالات"عام 1858. وهو من أبرز القائلين بِ "الدّاروينية الاجتماعية Social Darwinisim" وهي نظرية في التطور الاجتماعي والثقافي نشأت في القرن التاسع عشر واستمدت اسمها مـن صلتهـا بدراسات داروين البيولوجيّة، والواقع أنّ الفكرة القائلة بأنّ



حياة الإنسان في المجتمع تمثل صراعاً من أجل الوجود يحكمه مبدأ "بقاء الأصلح" لم يستحدثها داروين ولكن دراساته منحتها الشُّهرة.

ويعتبر "هيربرت سبنسر" و "وليم غراهام" من أبرز القائلين بالداروينية الاجتماعية، إذ ذهبا إلى أن الجماعات كائنات حيّة تتطور بمثل الطريقة التي يتم بها تطور الأفراد، وقد استُخدِمَت تلك النظرية لتوطيد دعائم الاستعمار ولتبرير التمايز الطبقي على أساس من التفاوت الفطري بين الأفراد والأقوام فقد استخدمت لتأييد السياسات الكافرة المجرمة من استعمارية وعنصرية وعرقية، ولتعزيز الزّعم القائل بتفوق بعض الشّعوب والأمم مثل: الأنكلوسكسونية أو الآرية أو اليهوديّة على غيرها تفوقاً بيولوجياً وثقافياً، وقد اضمحلّت هذه النظرية خلال القرن العشـرين بعد أن ثبت أنها لا تقوم على أي أساس علمي سليم.

وفي عام (1850) أي قبل ظهور كتاب "أصـل الأنـواع" بتسع سنين كان هيربرت سبنسر يضع أسس نظريته عن التطور الاجتماعي ويربط ذلك بالتطور العضوي، وذلك في أول كتبه وهو كتاب "Social statics" مما يعني أن تفكير سبنسر كان مستقلاً عن داروين في بداية الأمر، والأرجح أنّ اتصاله بالتفكير التطوري كان أقدم من ذلك إذ يرجع إلى عام (1840) بالذات حين قرأ كتاب "سير تشارلز ليل" عن "مبادئ الجيولوجيا Principles of Geology" الذي تعرف فيه على تفكير لامارك التطوري، ولكن مع أنّ فكرة التطور كانت تدور في ذهنه منذ ذلك الحين فإنّها لم تصبح الفكرة المركزية في كل تفكيره إلا في العام (1857) وهو يراجع بعض مقالاته لكي ينشرها في كتاب، ففي تلك المقالات يظهر بوضوح دعوى التطور التي تقوم على "قانون باير في الفسيولوجيا Beer physiological low" الخاص بنمو وظهور المادة العضويـة من حـالــة


التجانس إلى حالة التغاير، أي من البقاء الموحد المطرد – كما هو الحال في الخلية الجنينية الأولى التي تحمل كل وظائف الحياة – إلى الكائن العضوي الكامل بكل بنائه ووظائفه المعقدة المتفاضلة. ولكن سبنسر لم يتمكن من الرّبط بطريقة محكمة بين النظريتين البيولوجية والاجتماعية في حدود وألفاظ الصراع العام الكلي والبقاء للأصلح – وهما المبدءان الأساسيان في النظرية الداروينية – وفي عام (1863) أي بعد ظهور كتاب داروين بأربع سنوات ظهر كتاب سبنسر عن "المبادئ الأولى First Principles" الذي يعتبر المدخل الأساسي لكل فلسفته الاجتماعية حيث يعرض كل نظريته عن التطور العام.

19 – وليم غراهام سَـمْنَر (1840–1910) William Graham Sumner عالم اقتصاد واجتماع أمريكي، يعتبر من أبرز القائلين بالداروينية الحديثة الاجتماعية ، عُرِفَ بايمانه الشـديد بسياسة "دَعْهُ يعمل" أي سياسة عدم التّدخل وبالحريّة الفردية التي نادى بها المبدأ الرأسمالي وبعدم التكافؤ الفطري بين النّاس.

20 – ســير يـوسف دالتون هوكر Sir Joseph Dalton Hooker عالم إنجليزي. (1817 – 1910) تخرّج طبيباً ثم عكف على دراسة علم النبات. زار القطب الجنوبي لإجراء أبحاث على نباتاته ثم رافق بعثاً إلى جبال همالايا عام (1847). أشهر كتبه "مذكرات بعث جبال هملايا" (1854) و "علم النبات" (1862). وقد قام عام (1859) بطبع كتابه "مجموعة استراليا النباتية" وقال في الجزء الأول منه بصحة تسلسل الأنواع وتحول صفاتها، وحاول إثبات مقولته بمشـاهدات طبيعية عديدة.

21 – بادن باول (1896–1911) Baden Baul عالم إنجليزي دعى إلى دراسة الطبيعيات والرّياضة. له كتب كثيرة أشهرها "توافق الحقائق الطبيعية والإلهية" – "حقيقة الفلسفة الإستنتاجية" – "نظرة تاريخية في تقدم الطبيعيات والرياضيات". قام عام (1855) بنشر عدة مقالات في موضوع وحدة العوالم وتولد الأنواع التي وصفها بأنها "ظـاهرة مطردة لا ظـاهرة اتفاقية" واتفق مع "سير جون هرشل" أنها ظاهرة طبيعية قياسـية ليست راجعة إلى أي معجزة.

22 – داروين : ايرازمـوس (1731 – 1802) Erasmus Darwin طبيب وشاعر بريطاني. جد تشارلس داروين. عُرِفَ بآرائه ونظرياته العلمية التي كان لها شأن مذكور في تاريخ نظرية التطور. يعتبر هو والكونت بوفون من أوائل ومشاهير المنادين بنظريات التطور المادي على أسس وقواعد علمية. من أشهر آثاره: "الحديقة النباتية" – "هيكل الطبيعة أو أصل المجتمع" – "معبد الطبيعة Temple of nature" الذي صدر عام (1803).

23 – داروين : تشارلس روبرت وانجCharles Darwin عالم طبيعة بريطاني. ولد في 12/2/1809، خامس أولاد "روبرت وارنج داروين" وحفيد داعية التطور "ايرازموس داروين". كان فاشلاً في تحصيله العلمي، درس الطب وتوجه إلى دراسة الأحياء المائية، فشل في دراسة التشريح فالتحق بكلية اللاهوت في كامبردج عام (1827). ألحقه أسـتاذه "هنسلو" ليرافق البعث العلمي في سفينة "البيجل" سنة (1831).
بدأ يفكر في نظريات التطور منذ عام (1837)، زار خلال رحلته البحرية والتي امتدت حتى العام (1836) جزر الرأس الأخضر، جزر ازور، سواحل أمريكا الجنوبية، فجمع المعلومات عن نباتاها وحيواناتها وطبيعتها الجيولوجية، فكانت تلك الرحلة نواة لنظرياته.

أشهر كتبه كان كتاب "أصـل الأنواع" المطبوع عام (1859). ويطلقون على مذهبه في التطور اسم "الدّاروينية Darwinism"، وهذا المذهب يرد أصل الأنواع جميعاً وتطورها إلى أنّ الكائنات الحيَّة تنزع إلى إنتاج مواليد تختلف اختلافا طفيفاً عن آبائها، وأنّ عملية الاصطفاء الطبيعي تفضي إلى بقاء الأصلح أو الأكثر تكيفاً مع البيئة، وبأن كل ذلك يؤدي في النهاية إلى ظهور أنواع جديدة لم تكن معروفة من قبل.

وقد قام داروين بشرح مذهبه هذا في كتابه "أصل الأنواع" الذي أثار عند نشره عام (1859) عاصفة هوجاء في الدّوائر العلمية والفلسفية والدينية، فَهَلَلَ له قوم وَسَفَهَهُ أقوام وقد اشتهر كتابه كمرجع لتفسير مقولات "التطور Evolution".

وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشـرين ظهرت "الداروينية المحدثة Neo-Darwinism". وهي تطوير لنظرية داروين، وقوام هذا التطوير بأن الإصطفاء الطبيعي[1 ] هو العامل الأساسي في عملية التطور العضوي، وبأنّ الصفات المكتسبة لا يمكن أن تورث. ويعتبر "اوغست وايزمان Wissman " من أبرز القائلين بالداروينية المحدثة.


.................................................. .................................................. ....
(1) Natural selection

.................................................. .................................................. ....
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.
.................................................. .................................................. ....
يتبع إن شاء الله.........
__________________
إذا رضيت لنفسك بالهوان وجعلت من نفسك نعلاً فلا تلومن من انتعلك !
روابط هامة :
فهرس مواضيع الرد على الملحدين والعلمانين ... فهرس قسم الحوار حول الإسلام
مجموعة من الكتب لاغنى عنها للرد على الملحدين والعلمانيين ... الدليل الجامع للرد علي الشبهات والاباطيل
أيها الموحدون .... انتبهوا إلى ألاعيب الملحدين !

#17
02-28-2006
حازم
طالب علم


المذهب أو العقيدة: مسلم
تاريخ التسجيل: Sep 2004
الدولة: مصر
المشاركات: 1,739

الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***
أشهر المذاهب التطوريّة -5-


24 – الفريد روسل وولاس (1848–1935) Alfred Russel Wallace عالم طبيعي انجليزي. زميل داروين وأحد أشهر من ساعده في وضع نظريته، سَلَّمَ إلى داروين عام (1858) مذكرات وأبحاث في موضوع التطور أرسلت إلى "جمعية لينيه العلمي" ونشرت في المجلد الثالث من صحيفته العلمية. ساهم بالاشتراك مع تشارلز ليل ود. هوكر وآخرين في بلورة النظرية واعداد كتاب "أصل الأنواع". قضى أربع سنوات على ضفاف نهر الأمازون، وثماني سنين في جزر الملايو منقباً في مشكـلات العلم الطبيعي. صدر له: "عالم الحياة" – "تاريخ جزر الملايـو الطبيعي" عام (1869) – "تمهيد لنظرية الإنتخاب الطبيعي" (1867) – "طبيعـة المناطق المعتدلة" (1878)– "المذهب الدارويني". ومقالات مجموعة عنوانها: "نظرات علمية وإجتماعية".

25 – هوجو دي فريز ( 1848 – 1935 ) Hugo de Vreis عالم تطوري هولندي. صاحب نظرية النشوء والارتقاء عن طريق "الطّفرة mutation" التي وضعها عام (1901) مخالفاً بذلك مذهبي داروين ولامارك، ملخصها أنّ الطّفرة[1 ] هو تغير أو تحول مفاجئ يطرأ على الكروموسات أو الجينات فيؤدي إلى مواليد جديدة ذات خصائص لم تكن لأي من الأبوين المنتجين. والطفرة أمرٌ نادرٌ حدوثه إلا أن في الإمكان إحداثه صنعياً عن طريق التعريض لأشعة إكس – حسب نظريتهم -. ويعتبر عالم النبات دي فريز هو أول من افترض وجود عامل الطفرة، ولقد أجرى العالم الأمريكي "هرمان مولر" تجارب في هذا الحقل على ذبابة الفاكهة.


26 – أوغســت وايزمان (1834–1914) Augest Weissman عالم بيولوجي ألماني. يعد أحد مؤسسي علم الوراثة، وأحد مؤسسي الداروينية المحدثة، وصاحب نظرية التطور عن طريق البلازم الجرثومي. من آثاره المترجمة إلى اللغة الإنجليزية "نظرية النشوء والارتقاءThe Evolution theory". عام (1904).

27 – آرنست هاينريتش هيكل (1834-1914) Ernst Heinrich Heakel عالم بيولوجي وفيلسوف نشوئي ألماني. أيّدَ نظرية داروين تأييداً حماسياً. يُعزى إليه اكتشافات هامة في المُضغيات[2 ] وفي علم الحيوان أيضاً. له أقوال وتصريحات رعناء في محاولة التّدليل على صحة نظرية التطور العضوي يلقبونه: "رسول التحرر الفكري".

28 – توماس هنري هكسلي (1825 – 1895) Thomas Henry Huxley عالم بيولوجي بريطاني، جَد جوليان هكسلي، وأيضاً جد الروائي والشاعر الإنجليزي اولدس هكسلي. يُعَدُ من كبار علماء التشريح في القرن العشرين. التقى بشارلس داروين عام (1851)، حتى إذا أصدر داروين كتابه "أصل الأنواع" عام (1859) سارع هكسلي إلى تأييد الداروينية والدفاع عنها والعمل على نشرها بين الجمهور، وكان قد التحق بالبحرية الإنجليزية كمساعد جراح، ولم يعد إلى إنجلترا إلا سنه (1850). أشهر كتبه: "مرتبة الإنسان في الطبيعة".



يعتبر ثوماس هكسلي أقوى أنصار داروين في ذلك الحين لدرجة أن داروين نفسه كان يصغه بأنه "وكيله العام" بينما كان هكسلي يصف نفسه بأنه "كلب داروين الحارس" وقد كرّس جهوده ووقته وعلمه لجمع كل ما يمكن من أدلة وبراهين في مجالات الجيولوجيا ودراسات الإنسان القديم والبيولوجيا والأنتر بيولوجيا، بل وأيضاً من الانتقادات التي وُجِهَت إلى "الكتاب المقدّس" ذاته لتعضيد نظرية داروين، وأفلح إلى حد بعيد في الدفاع عنها ونشرها، خاصة وقد كانت له قدرة فائقة على المناقشة والجدل، وذلك فضلاً عن شخصيته العدوانية التي لم يكـن داروين يتمتـع بمثلها، وبذلك تولى الدّفاع عن النظرية خلال معظم المصادمـات العديدة التي وقعت بين الكنيسة ودعاة التطور حينها حول القضية الداروينية ومشكلات نظريات التطور.

ولعلّ أشهر حالات الصدام الدرامي حول الداروينية كان اللقاء الذي تم أثناء اجتماع "الرابطة البريطانيةBritish Association" في أكسفورد عام (1860)، وكانت الداروينية هي موضوع المؤتمر، وكان يقوم بدور "المدفع الضخم" - حسب تعبير داونز – على الجانب المعارض للفكرة الداروينية أسقف أكسفورد "صمويل ويلبر فورس Wilberforce" الذي التفت – في ختام خطاب طويل عنيف حاول به تحطيم نظرية داروين – إلى هكسلي الذي كان يجلس على المنصّة وقال له بسخرية: أحبُ أن أسأل الأستاذ هكسلي إذا كان ينتمي إلى القرود من ناحية جده أو جدته؟ وقد همس هكسلي إلى أحد أصدقائه: لقد أوقعه الله بين يدي، ثم نهض ليجيب على السؤال حيث قال:

إذا سألت عما إذا كنت أختار بين الانحدار من ذلك الحيوان المسكين ذي الذكاء المحدود والمشية المنحنية وبين الانحدار من صلب رجل على درجة عالية من المقدرة والمهارة ويحتل مكانة مرموقة، ولكنـه يسـتغل هـذه الملكـات في الاستهزاء بالباحثين

المتواضعين عن الحقيقة والعمل على هدمهم، فأنني لا أتردد في الإجابة على هذا السؤال: ليس للإنسان أن يخجل أن يكون قرداً، وإذا كان لي جدٌ أخجل أن أذكره فإنّهُ لا بدّ وأن يكون هذا الجد إنساناً له عقل قلق متقلب وتفكير غير مستقر ولا يقنع بالنجاح في مجال نشاطه، وإنما يلقي بنفسه في المشـاكل العلميـة التي ليس له بها معرفة حقيقية، وكل ما يفلح أن يفعله هو أن يضفي عليها ستاراً من الغموض عن طريق الخطابة الجوفاء، وأن يصرف انتباه مستمعيه عن النقطة موضوع الخلاف وذلك بالاتجاه إلى الاستطرادات البليغة والاعتماد في حذق ومهارة على العاطفة اليدينية.[ 3]

29 – جـوليان هكسلي (1887 –1975) Juliann Huxley عالم بيولوجي بريطاني حفيد توماس هنري هكسلي، وفق إلى اكتشافات هامة في علم الأحياء "البيولوجيا"، وقد أكثر من التأليف في موضوع النّشوء والتطور، ونهج نهج جده في تأييد الداروينية والدفاع عنها والعمل على نشرها بين الجمهور، وعني بدراسة سلوك الإنسان السيكولوجي والأخلاقي والاجتماعي، وكان له خطاب طويل في مدح الداروينية في الذكرى المؤوية للداروينية التي أقيمت في شيكاغو عام (1959)، إلا أنّ جوليان هكسـلي قد خالف نظرية سبنسر عن الصراع والتنافس كما سيرد لاحقاً.[4 ]

30 – ايفان فلاديميروفيتش ميتشورينIvan Vladimirovich Michurin عالم بيولوجي روسي (1855-1975) رفض قانون الوراثة الذي وضعه الراهب "مندل" ووضع مذهباً في التطور العضوي سمي نسبة إليه "الميتشورينية Michurinism" وهو مذهب في التطور العضوي يعتبــر


شكلاً من أشكال اللاماركية والذي يقول بأنّ الصفات المكتسبة تنتقل بالوراثة إلى الذرية.

31 – تروفيم دينيسوفتش ليسينكو(1898-1976) Trofim Denisovich Lysnko عالم بيولوجي سوفييتي، عمل بتشجيع من ستالين على إنتاج أنماط جديدة من المحاصيل في فترة شكى الاتحاد السوفييتي خلالها أزمة خطيرة في الإنتاج الزراعي (1927-1929)، وضع مذهباً في التطور العضوي نسب إليه إذ أطلق عليه اسم: "الليسنكووية Lusenkoism" وهو مذهب في التطور العضوي وضعه حوالي العام (1930) يعتبر تطويراً لِ "الميتشورينية". والمذهب يقوم على إنكار وجود "المورثات Genes" والهرمونات النباتية ودور "الصبغيات Chromosomes" المتخصص، ويقوم على قاعدة أساسية هي "الوحدة بين المتعضي organism وبيئته"، مؤكداً أن جميع أجزاء المتعضي تُسهم فيما ندعوه الوراثة وأنّ في إمكان البيئة أن تتحكم في هذه الوراثة.
.................................................. .................................................. ....
لقد جرى استعراض أسماء مشاهير أصحاب النظريات والقائلين بالتطور العضوي حسب التواريخ الزمنية لظهورهم. إلا داروين الجد الذي ذُكر قبل اسم حفيده تشارلس داروين لكي يسهل على القارئ الرّبط بين الاسمين.
أمّا المصادر التي تم النقل عنها فهي كثيرة، ونظراً لأن النقل عن معظمهم جرى عن أكثر من مصدر فلم يجري الإشارة إلى تلك المصادر في محله، إلا أنّ أهمها كان :

- أصل الأنواع – داروين
- موسوعة المورد العربية – منير البعلبكي
- البيولوجيا – ريتشارد جولدزبي
- البيولوجيا – د. عدنان بدران وآخرين
- دائرة المعارف العربية للبستاني
- من الإغريق إلى داروين – أوزبورن
- خلق لا تطور – د. إحسان حقي .

.................................................. .................................................. ....
1- الطفرة Mutation : ا لافتجاء أو التغاير الأحيائي.
2- المضغيات: علم الأجنّة.
3- R.Y.Mwnetor books,Books that change the worldDowns
4-أنظر الفصل العاشر، " عصور التقدم البشري الأولى.

.................................................. .................................................. ....
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.
__________________
إذا رضيت لنفسك بالهوان وجعلت من نفسك نعلاً فلا تلومن من انتعلك !
روابط هامة :
فهرس مواضيع الرد على الملحدين والعلمانين ... فهرس قسم الحوار حول الإسلام
مجموعة من الكتب لاغنى عنها للرد على الملحدين والعلمانيين ... الدليل الجامع للرد علي الشبهات والاباطيل
أيها الموحدون .... انتبهوا إلى ألاعيب الملحدين !

#18
03-09-2006
حازم
طالب علم


المذهب أو العقيدة: مسلم
تاريخ التسجيل: Sep 2004
الدولة: مصر
المشاركات: 1,739

الخلق والنشوء
بين ضلال النظريات
وحقائق الإسلام
***

داروين ونظريته حول خلق الإنسان[1 ]



إنّ أشهر من ضلّ وشطّ في نظرته إلى أصل الخلق والنشوء كان "تشارلس وارنج داروين Darwin " الذي برز بفكرته عام (1859) حول أصل الأنواع ونشوء الإنسان مُنكراً أنّ وراء هذا الكون خالقاً خلقه ومعللاً الوجود بالتطور Evolution، تلك الفكرة التي ما أن نشرها حتى أحدثت عاصفة هوجاء من النّقاش والجدل حولها، فأيدها قوم وعارضها أو رفضها ونقضها أقوام، تلك النظرية التي سنتعرض لشرحها باختصار والتي تقول:

طوال عهود من الزمان موغلة في القِدَم تنشأت صنوف مختلفة من الأحياء، ومضت متطورة ضاربة في سبيل الارتقاء، كما فَنيت غيرها وبادت واندثرت منقرضة لعجزها عن مسايرة مقتضيات التطور – كلياً أو جزئياً-، أمّا من فَنيَ وبادَ من الأحياء فقد احتلَ مكانه غيره من الكائنات لأنها أصلح للبقاء منها، وذلك لقدرتها على تحصيل الرّزق أو مقاومة أفاعيل الطبيعة مثل الحر والرّطوبة والجفاف وغير ذلك. وهذه الصورة المتفوقة خلال بعض الأزمان عادت فأخلت السَّبيل لغيرها من الصّور الحيَّة لَمْا نَضَبَ فيها معين التَّكَيُف التي من شأنها أن توائم بين حاجات حياتها وبيئتها التي تعيش فيها.


لقد ظهرت الحيـاة أول ما ظهرت في تلك الصورة الهلامية التي نسميها: الجبلة Protoplasm"[ 2] وهي المادة الحيّة الأولى التي هي الذّخيرة أو

الأصل الذي تعود إليه كل صور الحياة من نبات أو حيوان. فأبسط صور الحياة هو عبارة عن شذرّة صغيرة من الجبلة أو البروتوبلازم تتضمن جسماً مستديراً هو "النواة Nucleus" علاوة على الجبلة وهي ما يسميه الأحيائيون "الخلية Cell" والتي ليس في استطاعة العين المجردة رؤيتها دون الاستعانة بالمجهر، وكل الأحياء على إطلاق القول إمّا أن تتألف من خلية واحدة أو من خلايا متعددة ، والإنسان نفسه لا يتعدى أن يكون توليفة من عدد لا يحصى من الخلايا المختلفة، كما أن الحيوانات تنقسم إلى قسمين من ناحية تركيبها :

1. وحيدة الخلية، وتسمى " الأوالى أو البرزويات " Protozoa
2. متعددة الخلايا، وتسمى " المتزويات " ****zoa

إلا أنّ كافة الموجودات قد نشأ من أصل واحد وهو "وحيد الخليّة Protozoa "، وذلك يعني أنّ متعددة الخلايا كانت في أول أمرها بسيطة التّركيب، مثل: حيوان "المرجان Corals"، "قناديل البحر Jelly-fish"، "شقائق البحر Sea-anemones" وما إلى ذلك، وشجرة الأحياء التي اعتمدها أصحاب النظرية والتي سنثبتها لاحقاً[3 ] تؤكد بوضوح تام أنّ أصل الحيوانات جميعاً يعود إلى الجبلّة حسب ما قرروه في نظريتهم.

عقيب ذلك ظهرت صور جديدة من الحيوان الدودي الصورة أو "الحيوانات الدودية Worms " التي نشأ منها " الرّخويات Mollusks " مثل: المحارOysters والحلازين Spirally والحبّاراتCattle-fish التي هي نوع من هي نوع من الأسماك fish . ثم ظهرت " الشوكياتRachidians" والتي تعرف أيضا باسم: "Echinodermata" مثل: "نجوم البحرstar fish " و "قنافذ البحر sea-urchins"

و"خيار البحر sea-cucumber " . ثم تلي ذلك " القشريات Crustaceans" مثل: السراطينCrabs والجمبري Prawn ، ثم بعد ذلك ظهرت "الحشرات Insects".
ثمَّ بعد ذلك ظهرت صور جديدة من الحيوان هي عشائر ذات صفات مستحدثة دَلَّ وجودها على انقلاب كبير في سير الحياة، فكل الحيوانات التي ذكرنا من قبل كانت رخوة القوام لينة الأجسام معدومة العظام، ولو أنّ بعضاً منها مثل السراطين وقنافذ البحر والمحار قد اختصت بأصداف تقي ذواتها من العطب، أمــــا الصور الجديدة فكان لها حبل متين يمتد على طول الجسم ويسمى علمياً "الرِّتمة Notochord" وكان ظهور هذا الحبل أول مدارج التطور نحو تكوين واستحداث "الفقار أو الصلبOxon-loin" المؤلف من أجزاء عظمية كلٌ منها يسمى "فقّارة vertebro"، أي أنّ طبيعة العيش اقتضت استحداث تطور أو انقلاب جديد بظهور "العظام Bones" فظهرت أولاً الحيوانات ذات الرّتمة، وقد سميت علمياً "الرّتميات أو الحبليات Phylum chordate" فكانت سهمية الشّكل ومن أهل الماء وأشهرها "الاطريف" الذي يسمى أيضاً "السهيم أو الحريب March trefoil" ومن السهيم ظهرت "الأسماك Fishes".

لقد بدأ ظهور الأسماك بالصورة ذات الهيكل الغضروفي "Cartilage" ثم ظهر بعد ذلك "الأسـماك ذات الهيكل العظمي الصلب Skeleton " المسماة علمياً "Bony fish " مثل: "الصمون Salmon" و "القد Cod" و "الفرخ Perch"، كما تفرع من الحريب صور أخرى مثل السباذج والجلكيات Sea squids وهي نوع من الأحياء لا رتمة لها، أي ليس لها حبل ظهري إلا عندما تكون صغيرة وفي أول عهدها بالحياة.


.................................................. .................................................. .................................................. .............
(1) كتاب " أصل الأنواع " ، تشارلس داروين، ترجمة اسماعيل مظهر، طبعة مطبعة النهضة، الصفحات (39-45) وتسمى فيما بعد (المرجع).
[2] أما الجبلة فهي البروتوبلازم Protoplasm: وهي مادة لزجة تُعتبر قوام الخلايا الحية، وعليها يعتمد النمو والتكاثر وعمليات حياتية أخرى. تتألف الجبلة من: النواة، الحشوة، الغشاء البلازمي أو المصْلي. والنواة هي جسم شبه كروي يشتمل على صبغيات chloromosemes، وتؤلف الحشوة سائر الوحدة البروتوبلازمية وتشتمل عادة على حبيبيات ذات أحجام مختلفة. أما الغشاء البلازمي فيشكل سطح الوحدة، ويقع عادة بين الغلاف الخارجي القاسي نسبياً وبين مادة الحشوة ذات القوام الهلامي.
أمّا الخلية Cell فهي الوحدة البنيوية الصغرى التي تتألف منها جميع الحيوانات والنباتات، وهي كتلة من البروتوبلازما، صغيرة مجهري عادةً، يحيط بها غشاء نصف مُنفذ يشتمل على (النواة nucleus ) وعلى (الحشوةcytoplasm ) وعلى مواد أحرى غير حية، وتضم النواة (الصبغيات chromosomes) والمورثات ( Genes ).
والكائن الحي قد يكون وحيد الخلية كالأميبة ( ameba )، وقد يتألف من ملايين الخلايا، ويقدرون عدد الخلايا الموجودة في جسم الإنسان بآلف مليار خلية.
أما النواة nucleus فهي الجزء المركزي الموجب الشحنة من الذرة، والذي تدور حوله الإلكترونات ( الشحنات السالبة ) في مداراتها المستقلة. تشتمل النواة على كامل الكتلة الذرية تقريباً لكنها لا تشغل غير حيز صغير جداً من حجم الذّرة، وتتألف النواة من بروتونات ونيوترونات، ألا أن نواة الهيدروجين تتألف من بروتون واحد فقط.
أما الصبغيات أو الكروموسات chloromosomes: فهي تلك الجسيمات الخيطية التي توجد أزواجا في نواة الخلية الحيوانية أو النباتية، والكروموسات بالغة الأهمية لأنها تحمل المورثات أو الجينات genes التي تحدد الصفات الوراثية المميزة، وعددها ثابت في كل نوع من الأنواع ( species )، ففي خلية الإنسان 23 زوجاً منها، وفي خلية الحصان 30 زوجاً، وفي خلية الأضاليا 32 زوجاً.
أما المورثات أو الجينات (Genes ) فكل جينة جزء من الكروموسوم يحدد الصفات الوراثية المميزة في الحيوانات والنباتات. ومن الصفات التي تتحكم فيها الجينات الحجم والوزن واللون ( كلون العينين مثلاً )، ولا يرى العلماء حتمية أن تكون الجينات جميعها في الكروموسات فقط، بل يقولون أنّ لديهم تثبت وجود بعضها في الحشوة أيضاً، وعلى كل حال فالجينات تتألف في المقام الأول من حمض نووي يدعى (د.ن.أ. ) أي (حامض ديوكسي ريبونيو كلييك) Deoxyribonucleic acid ( D.N.A.) وهو حمض نووي يتواجد في نوى الخلايا خاصة وتتألف منه الجينات أو المورثات، وهذا الحمض يتحكم تحكماً كبيراً في عمليات الوراثة، وقد حدد العالم الحيوي الكيميائي البريطاني ( فرنسيس كريك Crick ) طبيعة البيئة الجزئية ( molecular ) بِ ( D.N.A.) فاعتُبر هذا التحديد أعظم كشف بيولوجي وفق إليه العلماء خلال هذا القرن. ن. اعتبر العلماء ( حمض الريبونيوكلييك ) المعروف بِ ( ر. ن . أ) ( RNA ) ( Ribonucleic acid ) بأنه الحمض النووي الوثيق الصلة بِ (DNA) وأن (RNA) له أثر كبير في السيطرة على النشاطات الكيميائية .
(3) المرجع ، صفحة (41) والرجوع أيضاً إلى شجرة الأحياء المثبتة بعد هذا الفصل، وجدول تطور الأحياء الوارد في الفصل التاسع من الكتاب.
.................................................. .................................................. ....
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي ، الناشر: مكتبة الايمان ، المنصورة ، مصر.




https://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?page=2&t=4042



.................................................. .................................................. ....









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:16   رقم المشاركة : 473
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
الداروينيــة
التعــريف:
تنتسب الحركة الفكرية الداروينية إلى الباحث الإِنجليزي تشارلز داروين الذي نشر كتابه "أصل الأنواع" سنة 1859م والذي طرح فيه نظريته في النشوء والارتقاء مما زعزع القيم الدينية، وترك آثاراً سلبية على الفكر العالمي.

التأسيــس وأبـــرز الشخــصيات:
- تشارلز داروين: صاحب هذه المدرسة، وهو باحث إنجليزي نشر في سنة 1859م كتابه "أصل الأنواع" وقد ناقش فيه نظريته في النشوء والارتقاء معتبراً أصل الحياة خلية كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين، وقد تطورت هذه الخلية ومرّت بمراحل منها، مرحلة القرد، انتهاء بالإِنسان، وهو بذلك ينسف الفكرة الدينية التي تجعل الإِنسان منتسباً إلى آدم وحواء ابتداء.
- آرثر كيت: دارويني متعصب، يعترف بأن هذه النظرية لا تزال حتى الآن بدون براهين فيضطر إلى كتابتها من جديد وهو يقول: "إن نظرية النشوء والارتقاء لا زالت بدون براهين، وستظل كذلك، والسبب الوحيد في أننا نؤمن بها هو أن البديل الوحيد الممكن لها هو الإِيمان بالخلق المباشر وهذا غير وارد على الإطلاق".
- جوليان هكسلي: دارويني ملحد، ظهر في القرن العشرين، وهو الذي يقول عن النظرية:
"هكذا يضع علم الحياة الإِنسان في مركز مماثل لما أُنعم عليه كسيد للمخلوقات كما تقول الأديان".
"من المسلَّم به أن الإِنسان في الوقت الحاضر سيد المخلوقات ولكن قد تحل محله القطة أو الفأر".
- ويزعم بأن الإِنسان قد اختلق فكرة "الله" إبان عصر عجزه وجهله، أما الآن فقد تعلم وسيطر على الطبيعة بنفسه، ولم يعد بحاجة إليه، فهو العابد والمعبود في آن واحد.
- يقول: "بعد نظرية داروين لم يعد الإِنسان يستطيع تجنب اعتبار نفسه حيواناً".
- ليكونت دي نوي: من أشهر التطوريين المحدثين، وهو في الحقيقة صاحب نظرية تطورية مستقلة.
- د. هـ. سكوت: دارويني شديد التعصب، يقول: "إن نظرية النشوء جاءت لتبقى، ولا يمكن أن نتخلى عنها حتى ولو أصبحت عملاً من أعمال الاعتقاد".
- برتراند راسل: فيلسوف ملحد، يشيد بالأثر الدارويني مركزاً على الناحية الميكانيكية في النظرية، فيقول: "إن الذي فعله جاليلاي ونيوتن من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم الحياة".

الأفــكار والمعتقــدات:
أولاً: نظريـة دارويـن: تدور هذه النظرية حول عدة أفكار وافتراضات هي:
- يفترض داروين أن أصل الكائنات العضوية ذات الملايين من الخلايا كائن حقير ذو خلية واحدة.
- تفترض النظرية تطور الحياة في الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد إلى الدقة والتعقيد.
- تتدرج هذه الكائنات من الأحط إلى الأرقى.
- الطبيعة وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء والنمو والتكيف مع البيئة لتصارع الكوارث وتندرج في سلم الرقي مما يؤدي إلى تحسن نوعي مستمر ينتج عنه أنواع راقية جديدة كالقرد، وأنواع أرقى تتجلى في "الإِنسان". بينما نجد أن الطبيعة قد سلبت تلك القدرة من الأنواع الضعيفة فتعثرت وسقطت وزالت. وقد استمد داروين نظريته هذه من قانون "الانتقاء الطبعي" لمالتوس.
- الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواعاً جديدة مع مرور الأحقاب الطويلة.
- الطبيعة تعطي وتحرم بدون خطة مرسومة، بل خط عشوائي، وخط التطور ذاته متعرج ومضطرب لا يسير على قاعدة مطردة منطقية.
- النظرية في جوهرها فرضية بيولوجية أبعد ما تكون عن النظريات الفلسفية.
- تقوم النظرية على أصلين كل منهما مستقل عن الآخر:
-1 المخلوقات الحية وجدت في مراحل تاريخية متدرجة ولم توجد دفعة واحدة. وهذا
الأصل من الممكن البرهنة عليه.
-2 هذه المخلوقات متسلسلة وراثياً ينتج بعضها عن بعض بطريق التعاقب خلال عملية
التطور البطيئة الطويلة. وهذا الأصل لم يتمكنوا من بهنته حتى الآن لوجود
حلقة أو حلقات مفقودة في سلسلة التطور الذي يزعمونه.
- تفترض النظرية أن كل مرحلة من مراحل التطور أعقبت التي قبلها بطريقة حتمية، أي أن العوامل الخارجية هي التي تحدد نوعية هذه المرحلة. أما خط سيرها ذاته بمراحله جميعها فهو خط مضطرب لا يسعى إلى غاية مرسومة أو هدف بعيد لأن الطبيعة التي أوجدته غير عاقلة ولا واعية، بل إنها خبط عشواء.

ثانياً: الآثار التي تركتها النظرية:
- قبل ظهور النظرية كان الناس يدعون إلى "حرية الاعتقاد" بسبب الثورة الفرنسية، ولكنهم بعدها أعلنوا إلحادهم الذي انتشر بطريقة عجيبة وانتقل من أوروبا إلى بقاع العالم.
- لم يعد هناك أي معنى لمدلول كلمة: آدم، حواء، الجنة، الشجرة التي أكل منها آدم وحواء، الخطيئة (التي صلب المسيح ليكفّر عنها ويخلص البشرية من أغلالها حسب اعتقاد النصارى).
- سيطرت الأفكار المادية على عقول الطبقة المثقفة وأوحت كذلك بمادية الإِنسان وخضوعه لقوانين المادة.
- تخلت جموع غفيرة من الناس عن إيمانها بالله تخلياً تاماً أو شبه تام.
- عبادة الطبيعة، فقد قال داروين: "الطبيعة تخلق كل شيء ولا حدّ لقدرتها على الخلق".
وقال: "إن تفسير النشوء والارتقاء بتدخل الله هو بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت".
- لم يعد هناك جدوى من البحث في الغاية والهدف من وجود الإِنسان لأن داروين قد جعل بين الإِنسان والقرد نسباً بل زعم أن الجدّ الحقيقي للإِنسان هو خلية صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين.
- أهملت العلوم الغربية بجملتها فكرة "الغائية" بحجة أنها لا تهم الباحث العلمي ولا تقع في دائرة عمله.
- استبد شعور باليأس والقنوط والضياع وظهرت أجيال حائرة مضطربة ذات خواء روحي.
- طغت على الحياة فوضى عقائدية، وأصبح هذا العصر عصر القلق والضياع.
- كانت نظرية داروين إيذاناً وتمهيداً لميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي، وميلاد نظرية برجسون في الروحية الحديثة، وميلاد نظرية سارتر في الوجودية، وميلاد نظرية ماركس في المادية. وقد استفادت هذه النظريات جميعاً من الأساس الذي وضعه داروين واعتمدت عليه في منطلقاتها وتفسيراتها للإِنسان والحياة والسلوك.
- زعم داروين أن الإِنسان حيوان كسائر الحيوانات مما هزّ المشاعر والمعتقدات.
- الإِنسان في نظرهم ما هو إلاّ مرآة تنعكس عليها تقلبات الطبيعة المفاجئة وتخبطاتها غير المنهجية.
"فكرة التطور" أوحت بحيوانية الإِنسان، و "تفسير عملية التطور" أوحت بماديته.
- نظرية التطور البيولوجية انتقلت لتكون فكرة فلسفية داعية إلى التطور المطلق في كل شيء تطور لا غاية له ولا حدود، وانعكس ذلك على الدين والقيم والتقاليد. وساد الاعتقاد بأن كل عقيدة أو نظام أو خُلُق هو أفضل وأكمل من غيره ما دام تالياً له في الوجود الزمني.
- يقول برتراند راسل: "ليس ثمة كمال ثابت ولا حكمة لا تقوم بعدها وأي اعتقاد نعتقده ليس بباق مدى الدهر، ولو تخيلنا أنه يحتوي على الحق الأبدي فإن المستقبل كفيل بأن يضحك منا".
- استمد ماركس من نظرية داروين مادية الإِنسان وجعل مطلبه في الحياة ينحصر في الحصول على "الغذاء والسكن والجنس" مهملاً بذلك جميع العوامل الروحية لديه.
- استمد فرويد من نظرية داروين حيوانية الإنسان وكوّن منها مدرسته في التحليل النفسي، وقد فسّر السلوك الإِنساني معتمداً عل الدافع الجنسي الوحيد في ذلك، فالإِنسان عنده حيوان جنسي لا يملك إلاّ الانصياع لأوامر الغريزة وإلاّ وقع فريسة الكبت المدمر للأعصاب.
- استمد دور كايم من نظرية داروين حيوانية الإِنسان وماديته وجمع بينهما بنظرية العقل الجمعي.
- استفاد برتراند راسل من ذلك بتفسيره لتطور الأخلاق الذي تطور عنده من المحرم (التابو) إلى أخلاق الطاعة الإِلهية ومن ثم إلى أخلاق المجتمع العلمي.
- والتطور عند فرويد أصبح مفسراً للدين تفسيراً جنسياً: "الدين هو الشعور بالندم من قتل الأولاد لأبيهم الذي حرمهم من الاستمتاع بأمهم ثم صار عبادة للأب، ثم عبادة الطوطم، ثم عبادة القوى الخفية في صورة الدين السماوي، وكل الأدوار تنبع وترتكز إلى عقدة أوديب".

ثالثاً: دور اليهود والقوى الهدامة في نشر هذه النظرية:
- لم يكن داروين يهودياً، بل كان نصرانياً، ولكن اليهود والقوى الهدامة وجدوافي هذه النظرية ضالتهم المنشودة فعملوا على استغلالها لتحطيم القيم في حياة الناس.
- تقول بروتوكولات حكماء صهيون: "لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء ولاحظوا هنا أن نجاح داروين وماركس ونيتشه قد رتبناه من قبل، والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحاً لنا على التأكيد".
- نلاحظ السرعة المذهلة التي طبقت بها النظرية وذلك دليل على وجود أصابع خفية مستفيدة من نشرها علماً بأنها كانت وما تزال مجرد نظرية لا تستند إلى براهين.
- التقديس والتمجيد الخارق العجيب لداروين الذي اعتبر محرر الفكر البشري، ووصف بأنه قاهر الطبيعة.
- ميل الصحف بشكل كامل إلى صفّه ضدّ الكنيسة والتشهير بأعداء النظرية وذلك لأن معظم الصحف تعود ملكيتها لليهود وأتباعهم.

رابعاً: نقــادها:
- نقدها آغاسيز في إنجلترا، وأوين في أمريكا: "إن الأفكار الداروينية مجرد خرافة علمية وأنها سوف تنسى بسرعة". ونقدها كذلك العالم الفلكي هرشل ومعظم أساتذة الجامعات في القرن الماضي.
- كرسي موريسون: "إن القائلين بنظرية التطور لم يكونوا يعلمون شيئاً عن وحدات الوراثة "الجينات" وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطور حقاً، أعني عند الخلية".
- أنتوني ستاندن صاحب كتاب (العلم بقرة مقدسة) يناقش الحلقة المفقودة وهي ثغرة عجز الداروينيون عن سدّها فيقول: "إنه لأقرب من الحقيقة أن نقول: إن جزءاً كبيراً من السلسلة مفقودة وليس حلقة واحدة، بل إننا لنشك في وجود السلسلة ذاتها".
- ستيوارت تشيس: "أيّد علماء الأحياء جزئياً قصة آدم وحواء كما ترويها الأديان، وإن الفكرة صحيحة في مجملها".
- أوستن كلارك: "لا توجد علامة واحدة تحمل على الاعتقاد بأن أيّاً من المراتب الحيوانية الكبرى ينحدر من غيره، إن كل مرحلة لها وجودها المتميز الناتج عن عملية خلق خاصة متميزة، لقد ظهر الإِنسان على الأرض فجأة وفي نفس الشكل الذي تراه عليه الآن".
- أبطل باستور أسطورة التوالد الذاتي، وكانت أبحاثه ضربة قاسية لنظرية داروين.

خامساً: الداروينية الحديثة:
- اضطرب أصحاب الداروينية الحديثة أمام النقد العلمي الذي وُجِّهَ إلى النظرية، ولم يستطيعوا أمام ضعف نظريتهم إلا أن يخرجوا بأفكار جديدة تدعيماً لها وتدليلاً على تعصبهم الشديد حيالها، فأجروا سلسلة من التبديلات منها:
إقرارهم بأن قانون الارتقاء الطبيعي قاصر عن تفسير عملية التطور واستبدلوه بقانون جديد أسموه قانون التحولات المفاجئة أو الطفرات، وخرجوا بفكرة المصادفة.
أُرغموا على الاعتراف بأن هناك أصولاً عدة تفرعت عنها كل الأنواع وليس أصلاً واحداً كما كان سائداً في الاعتقاد.
أُجبروا على الإِقرار بتفرد الإِنسان بيولوجياً رغم التشابه الظاهري بينه وبين القرد، وهي النقطة التي سقط منها داروين ومعاصروه.
كل ما جاء به أصحاب الداروينية الحديثة ما هو إلا أفكار ونظريات هزيلة أعجز من أن تستطيع تفسير النظام الحياتي والكوني الذي يسير بدقة متناهية بتدبير الحكيم "الذي أعطى كلَّ شيء خلقه ثم هدى".
- لقد عرفت هذه الفكرة قبل داروين، وقد لاحظ العلماء بأن الأنواع المتأخرة في الظهور أكثر رقياً من الأنواع المتقدمة ومن هؤلاء: راي باكنسون، لينو.
- قالوا: "بأن التطور خطة مرسومة فيها رحمة للعالمين" ولكن نظريتهم وصفت بأنها لاهوتية فنسيت داخل معامل الأحياء.

الجــذور الفكرية والعقائــدية:
- استوحى داروين نظريته من علم دراسة السكان، ومن نظرية مالتوس بالذات. فقد استفاد من قانونه في الانتخاب أو الانتقاء والذي يدور حول إفناء الطبيعة للضعفاء لمصلحة الأقوياء.
- استفاد من أبحاث "ليل" الجيولوجية حيث تمكن من صياغة نظرية ميكانيكية للتطور.
- صادفت هذه النظرية جواً مناسباً إذ كان ميلادها بعد زوال سلطان الكنيسة والدين، وبعد الثورة الفرنسية والثورة الصناعية حيث كانت النفوس مهيأة لتفسير الحياة تفسيراً مادياً بحتاً، ومستعدة لتقبل أي طرح فكري يقودها إلى مزيد من الإِلحاد والبعد عن التفسيرات اللاهوتية، مصيبة كانت أم مخطئة.

الانتشار ومواقع النفــوذ:
بدأت الداروينية سنة 1859م، وانتشرت في أوروبا، انتقلت بعدها إلى جميع بقاع العالم، وما تزال هذه النظرية تدرس في كثير من الجامعات العالمية. كما أنها قد وجدت أتباعاً لها في العالم الإِسلامي بين الذين تربّوا تربية غربية، ودرسوا في جامعات أوروبية وأمريكية.


https://www.khayma.com/bosaeed/adeaan/3.htm









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:17   رقم المشاركة : 474
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان

Déjà Vu
17-02-2009, 12:17
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كل منّا يعرف نظرية التطور لداروين، وكلنا نعلم ما قيل عن تطور الانسان من القرد..
و لارتباطي بالأحياء و بديننا الاسلامي .. أحببت أن أعرض لكم ما أعرفه عن هذه النظرية..


نظرية التطور..

تقوم نظرية التطور على أن ظهور ميزات جديدة ومتجددة من جيل لآخر لدى الكائنات، من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى تغيير و تحسين كافة مواصفات النوع قيد التطور مما يؤدي إلى نشوء نوع جديد من الكائنات الحية.

بدأ التطور الفعلي لهذه النظرية مع إدخال مصطلح الاصطفاء (الانتقاء) الطبيعي natural selection في مقالة مشتركة لتشارلز داروين و ألفريد روسل والاس عام 1858. من ثم حققت النظرية شعبية واسعة بعد الاقبال على قراءة كتاب داروين الشهير أصل الأنواع.

كانت فرضية داروين و والاس الأساسية ان التطور يحدث وفق ميزة قابلة للتوريث تؤدي إلى زيادة فرصة بعض الأفراد الحاملين لهذه الميزة بالتكاثر أكثر من الأفراد الذين لا يحملونها. هذه الفرضية كانت جديدة تماما ومخالفة لمعظم أسس النظريات التطورية القديمة خصوصا النظرية المطورة من قبل جان بابيست لامارك.

حسب نظرية داروين و والاس: يحدث التطور نتيجة تغير في ميزات قابلة للتوريث ضمن مجموعة حيوية من الكائنات على امتداد أجيال متعاقبة، كما يحدده التغيرات في التكرارات الأليلية للجينات. ومع الوقت، يمكن ان تؤدي هذه العملية إلى تطور نوع جديد من الأحياء بدءا من نوع موجود أساسا. بالنسبة لهذه النظرية فإن جميع الكائنات الموجودة ترتبط ببعضها البعض من خلال سلف مشترك، كنتيجة لتراكمات التغيرات التطورية عبر ملايين السنين .

في الثلاثينات من القرن العشرين، ترافق الاصطفاء الطبيعي الدارويني مع نظرية الوراثة الماندلية، لتشكل نظرية جديدة (عرفت أيضا بالداروينية الجديدة) اوسرعان ما أصبحت المبدأ المركزي المنظم للبيولوجيا الحديثة، نسبة لقدرتها التفسيرية و التنبؤية العالية، تربط حاليا بشكل مباشر مع دراسة أصل مقاومة المضادات الحيوية في الجراثيم، وفي الحشرات، والتنوع في النظام البيئي للأرض.

https://www.cache.mexat.com/images/im...009/02/255.jpg
(شجرة الحياة)

دراسة التطور

تاريخ الفكر التطوري

تعود فكرة التطور البيولوجي إلى عهود قديمة فبعض الفلاسفة الإغريق كانوا يؤمنون بهذه الفكرة مثل أناكسيماندر و أبيقور إضافة لبعض قلاسفة الهند مثل باتانجالي. لكن النظريات العلمية للتطور لم تظهر بشكلها الحالي إلا في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر على يد جان-بابيست لامارك و تشارلز داروين .

تطافر الأنواع transmutation of species (التحول بالطفرات) كان أمرا مقبولا من قبل العديد من العلماء قبل 1859 ، لكن عمل داروين عن أصل الأنواع عن طريق الاصطفاء الطبيعي أمن أول طرح مقنع و كامل لهذه الفرضية للآلية التي يحدث بها التغير التطوري من نوع لآخر : ألا وهي الاصطفاء الطبيعي . بعد الكثير من العمل على نظريته قام داروين بنشر عمله عن التطور بعد تسلمه رسالة من ألفردروسل والاس بكشف له والاس فيها عن اكتشافه الشخصي حول موضوع الاصطفاء الطبيعي .لهذا يتسب لوالاس دورا مشاركا في التأسيس لهذه النظرية .

نشر كتاب داروين أثار قدرا كبيرا من الجدل العلمي و الاجتماعي . فبرغم من أن حدوث تطور بيولوجي من نوع ما أصبح مقبولا من قبل عدد كبير من العلماء ، فإن أفكار داروين خاصة حول حدوث تطور تدريجي من خلال الاصطفاء الطبيعي تمت مهاجمتها و نقدها بقوة . إضافة لذلك كان داروين قادرا أن يبين الاختلاف بين النواع مفسرا إياه بالاصطفاء الطبيعي ثم التلاؤم ، إلا انه كان عاجزا عن تفسير كيفية نشوء الاختلاف أو كيف يتم تعديل النواع عبر الأجيال ، كان لا بد من انتظار نشوء علم الوراثة على يد ماندل .

استطاع غريغور ماندل بالعمل على وراثة النبات من كشف حقيقة انتقال ميزات معينة certain traits في حبات البازلاء ، هذا الانتقال يحدث بأشكال متنوعة وكانت قابلة للتوريث بنسب واضحة قابلة للتنبؤ .
أعيد إحياء عمل ماتدل في عام 1901 ، و فسر بداية على أنه دعم "للقفزة" المعاكسة للداروينية ، أو ما يدعى بمدرسة القفز التطوري saltationist و معاكسة لفكرة التدرجية .

https://www.cache.mexat.com/images/im...009/02/256.jpg
(تشارلز داروين)


الرجاء عدم الرد :تدخين:
Déjà Vu
17-02-2009, 12:41
إثباتات التطور

قول العلماء أن التطور قد خلف وراءه العديد من السجلات التي تروي تاريخ الأنواع المختلفة و زمن نشوءها . الأحافير بمجموعها مع التشريح المقارن للنباتات و الحيوانات الموجودة حاليا ، تشكل سجلا تشريحيا و مورفولوجيا . و بالمقارنة التشريحية و الشكلية بين الأنواع الحالية و الأنواع المنقرضة يمكن لعلماء المستحاثات ان يقوموا بمعرفة الارتباطات و الأصول المشتركة بين هذه الأنواع . تقوم بعض السمستحاثات المهمة بإثبات الصلة بين أنواع منقرضة و انواع موجودة حاليا عن طريق ما يدعى أنواع "انتقالية" ، مثال هذه الأنواع الانتقالية أرخايوبتركس الذي أثبت العلاقة بين الديناصورات و الطيور . والحيوان المكتشف منذ فترة ليست بالقصيرة المسمى بالـ Tiktaalik الذي يثبت التطور من الأسماك الى الحيوانات الرباعية الأطراف

https://www.cache.mexat.com/images/im...009/02/257.jpg
(Tiktaalik)

لاحقا سمح تطور علم الوراثة الجزيئي و خصوصا إمكانية سلسلة الدنا ، للبيولوجيين بدراسة سجل التطور عن طريق البنى الوراثية للمتعضيات الحالية و المنقرضة ، مما وسع بشكل كبير و عدل من إمكانية إيجاد الصلات و القرابات بين الأنواع و احيانا كان يؤدي لتعديلات جذرية في التصنيف الحيوي للأحياء . غن طريق التشابه و الاختلاف بين تسلسلات الدنا للمتعضيات الحية يقوم البيولوجيون حاليا بإيجاد و تعديل العلاقات و صلات القرابة بين الأنواع الحية قديمها و جديدها . فعن طريق الدراسات الوراثية تبين أن 95% من الصيغة الوراثية (الجينية) متشابهة بين الإنسان و الشمبانزي .

تم جمع إثباتات أخرى من بعض البنى التشريحية الموجودة في بعض الكائنات الحية كما عند الباندا أو شكل الأقدام عند السحالي أو انعدام العيون عند الأسماك الكهفية ، مما قدم إثباتات لإمكانية التنامي التطوري . تقدم دراسات أخرى إثباتات عن طريق تمثيل صلات تطورية تتضمن التوزع الجغرافي للأنواع . مثلا : أحاديات الفتحة Monotreme ، مثل platypus و معظم الجرابيات marsupials مثل الكنغر و الكوالا وجدوا فقط في أستراليا وضحوا أن سلفهم المشترك مع الثدييات المشيمية placental mammals عاش قبل غمر الجسر الأرضي القديم بين أستراليا و آسيا .

جميع هذه الإثباتات من علم الإحاثة ، التشريح ، علم الوراثة ، و الجغرافيا ، إضافة لمعلومات أخرى حول تاريخ الأرض قام العلماء بربطها سوية ضمن إطار تقدم نظرية التطور من خلاله و تجعلها نظرية علمية متماسكة. فمثلا علم المناخ الإحاثي paleoclimatology يشير إلى العصر الجليدي الدوري الذي كان فيه مناخ الأرض أكثر برودة ، مما أدى لنشوء و انتشار أنواع حية قادرة على تحمل البرد القارس أهم هذه الأنواع الماموث woolly mammoth.

الإثباتات المورفولوجية

غالبا ما تعتبر المستحاثات إثباتات حرجة لتقييم عمق الصلات بين الأنواع . بما أن استحاثة متعضية يعتبر أمرا نادر الحدوث ، يحدث غالبا بوجود أجزاء صلبة مثل الأسنان و العظام ، لذلك فإن المستحاثات غالبا ما تعتبر بأنها تقدم معلومات ضئيلة أو متوسطة الأهمية حول علاقات القرابة بين الأنواع . مع هذا فيمكن حدوث استحاثة لبعض النواع بدون أجزاء صلبة (أسنان ، عظام) في بعض الظروف : rapid burial, بيئات منخفضة الأكسجين, او تأثير ميكروبيولوجي .
تؤمن السجلات الأحفورية أنماطا متعددة من البيانات المهمة لدراسة التطور . اولا يحوي السجل الأحفوري الأمثلة المعروفة المبكرة للحياة ، إضافة لحدوث أولى حالات القرابة الفردية بين الأنواع . فمثلا حسب السجل الأحفوري ظهر أول حيوانات معقدة في عصر الكمبري المبكر ، أي حوالي 520 مليون سنة مضت. ثانيا سجلات الأنواع المنفردة تعطي معلومات بخصوص الأنماط و الأشكال التي مر بها النوع و سرعة التغير و التطور في هذا النوع .، مظهرة مثلا فيما إذا تطور هذا النوع إلى نوع جديد مختلف (في عملية ندعوها الانتواع speciation ) تدريجيا و بشكل متزايد ، أو خلال قترات زمنية قصيرة نسبيا ضمن الزمن الجيولوجي . ثالثا يعتبر السجل الأحفوري وثيقة للأنماط الكبيرة الانتشار و الأحداث المهمة في تاريخ الحياة ، و العديد من هذه المستحاثات قد أثرت بشكل فعلي في تصورنا للتاريخ التطوري لعلاقات القربى . مثلا الانقراض الكبير نتج في عدة أزمنة مؤديا لفقدان مجموعات كاملة من الأنواع ، مثل الديناصورات غير الطيارة non-avian dinosaurs ، في حين أنها لا تؤثر على مجموعات أخرى من الأنواع .
مؤخرا استطاع علماء البيولوجيا الجزيئية أن يستعملوا الزمن منذ تقارب الأنساب lineages المختلفة ليقوموا بمعايرة سرعة أو معدل التراكم التطافري، حساب أزمنة تطور جينومات الأنساب المختلفة .

https://www.cache.mexat.com/images/im...2009/02/49.gif
(الحرف C يشير إلى الجزء غير المتطور من أرجل الـ baleen whale )


الرجاء عدم الرد :تدخين:
Déjà Vu
17-02-2009, 12:50
أسلاف الكائنات الحية

في علم الأحياء ، تعتبر نظرية السلف المشترك العام universal common descent نظرية تفترض أن جميع الأحياء الموجودة على سطح الأرض تنحدر من سلف مشترك وحيد عام أو لنقل حوض جيني أصلي وحيد . تستند نظرية السلف المشترك إلى وجود سمات مشتركة بين كافة المتعضيات الحية . في أيام داروين كانت الاثباتات على التشارك بالسمات يستند فقط إلى الملاحظات المرئية للتشابهات الشكلية ، مثل حقيقة أن جميع الطيور حتى التي لا تطير تملك أجنحة . أما اليوم فهناك إثباتات أقوى تقوم على أساس علم الوراثة تؤكد وجود السلف المشترك. مثلا ، كل خلية حية تستخدم نفس الحمض النووي كمادة وراثية (دنا و رنا DNA, RNA ) ، و تستخدم نفس الحموض الأمينية كوحدات بناء للبروتينات . إضافة لذلك فإن جميع الأحياء تستخدم نفس الشفرة الوراثية (باختلافات ضئيلة و نادرة ) لترجمة الحموض النووية إلى تسلسل الحموض الأمينية الذي تشكل البروتينات في النهاية . هذه التماثل العام لهذه السمات المشتركة في خلايا جميع الكائنات الحية يطرح بقوة فرضية السلف الواحد للأحياء.

المعلومات حول التطور المبكر للحياة يتضمن مدخلات من حقول معرفية كالجيولوجيا و علوم الكواكب planetary science . هذه العلوم توفر معلومات حول تاريخ الأرض المبكر و التغيرات التي أنتجت الحياة بالرغم من العديد من لامعلومات قد دمرتها الأحداث الجيولوجية عبر الزمن .


https://www.cache.mexat.com/images/im...009/02/258.jpg
(وفقا لنظرية التطور، تعتبر التشابهات الشكلية في عائلة Hominidae أحد الدلة على وجود سلف مشترك لجميع الأحياء.)

تاريخ الحياة

التطور الكيميائي (أو ما يدعى بالتخلق اللاحيوي ) من تفاعلات كيميائية ذاتية التحفيز self-catalytic chemical reactions إلى ظهور الحياة (انظر أصل الحياة ) لا يمثل جزءا من نظرية التطور الحيوية ، من غير الواضح حتى الآن اللحظة التي تشكلت فيها الظروف المناسبة لهذه المجموعة المعقدة من التفاعلات إن حدثت لتشكل لنا الظاهرة الفريدة و الغريبة و التي تدعى الحياة.

لم يعرف الكثير بعد عن التطورات المبكرة في الحياة. لكن من الواضح بشكل غير قابل للشك أن جميع الكائنات الحية تتشارك بسمات مشتركة بشكل واضح ، بما في ذلك البنية الخلوية و نفس الشفرة الوراثية . معظم العلماء يفسرون هذا التشابه على أنه تشارك لجميع الأحياء بسلف وحيد مشترك، تطور عنه العمليات الخلوية الأساسية جميعها ، مع هذا لا يوجد إجماع علمي على وجود علاقة بين المملالك الثلاث : الجراثيم القديمة Archaea و البكتريا، وحقيقيات النوى) كما ليس هناك إجماع حول أصل الحياة. محاولات إلقاء الضوء على التاريخ المبكر للحياة يركز بشكل عام على سلوك الجزيئات الضخمة macromolecule بخاصة الرنا RNA وسلوك الأنظمة المعقدة.

نشوء التركيب الضوئي الأكسجيني (قبل حوالي 3 بلايين عام مضى) والنشوء التالي لغلاف جوي غير مرجع غني بالأكسجين يمكن تعقبه من خلال تشكل مناجم الحديد المجمع banded iron، ولاحقا الأسرة الحمراء من أكسيد الحديد.
تعتبر عملية التركيب الضوئي شرطا أساسيا لتطور تنفس خلوي هوائي، الذي يعتقد أنه تشكل قبل بليونين من السنين.

الرجاء عدم الرد:تدخين:
Déjà Vu
17-02-2009, 13:00
كلنا نعلم قيام بعض العلماء الملحدين بإنكار نظرية خلق الله سبحانه و تعالى للانسان
و محاولة إثباتهم لنظريتهم بتطور الانسان عن القرد..

و قد حاولوا عدة مرات إثبات نظريتهم بالغش و التدليس..
و سأذكر عدداً منها..

المحاولة الأولى: صور الأجنة

كان من ضمن أدلة أنصار التطور في بداية القرن العشرين نظرية وضعوها وأطلقوا عليها اسم (نظرية التلخيص Recapitution Theory)، وملخصها أن التشابه الظاهري الموجود في المراحل الجنينية لبعض الحيوانات تشير إلى كون هذه الحيوانات متطورة من أصل واحد، وأن هذه المراحل الجنينية تلخص التاريخ التطوري للأحياء ومن ضمنهم الإنسان.

وقد نبذت الأوساط العلمية هذه النظرية منذ سنوات عديدة - وإن كان هناك في العالم العربي من لا يزال يقدمها كدليل بعناد غير مفهوم أو بجهل غير مبرر - لأن الدراسات الدقيقة لهذه المراحل لا تؤدي أبداً إلى هذه النتيجة. وقد أحس أحد كبار علماء التطور بهذا الأمر وبخطورة فشل هذا الدليل فقام بإجراء رتوش وتغييرات على صور الأجنة البشرية، وأضاف إلى مجموعة الصور صورتين من عنده لكي تبدو وكأنها متوافقة مع هذه النظرية ومؤيدة لهذا الدليل.

ولكن حبل الكذب قصير، فقد اكتشف أحد العلماء وهو الدكتور (بر اس) هذا التزوير، وكتب مقالة في إحدى الجرائد متحديًا "أرنست هيجل" وداعيًا له للاعتراف بما قام به من تزوير.

وانتظرت الأوساط العلمية جواب العالم المتهم بالتزوير. وبعد تردد قارب الشهر كتب هيجل بتاريخ 14/12/ 1908م مقالة تحت عنوان (تزوير صور الأجنة) اعترف فيها بعملية التزوير التي قام بها، وقال بعد هذا الاعتراف المذهل:

( إنني أعترف رسميًّا - حسمًا للجدال في هذه المسألة - أن عددًا قليلاً من صور الأجنة نحو ستة في المائة أو ثمانية موضوع أو مزور...)... إلى أن قال: (بعد هذا الاعتراف يجب أن أحسب نفسي مقضيًّا عليّ وهالكًا، ولكن ما يعزيني هو أن أرى بجانبي في كرسي الاتهام مئات من شركائي في الجريمة، وبينهم عدد كبير من الفلاسفة المعول عليهم في التجارب العلمية وغيرهم من علماء الأحياء - البيولوجيا - فإن كثيرًا من الصور التي توضح علم بنية الأحياء وعلم التشريح وعلم الأنسجة وعلم الأجنة المنتشرة المُعَوَّل عليها مزور مثل تزويري تمامًا لا يختلف عنه في شيء)!!

إذن ما رأيكم في حياد وموضوعية وأخلاق هؤلاء العلماء التطوريين الذي قال عنهم هيجل إنهم يعدون بالمئات ؟!!

وبعد سقوط هذه النظرية وفشلها اخترع أنصار التطور نظرية أخرى سموها بـ(قانون التكوين الحياتي Biogenetic Law)، وتبين فيما بعد خطأ هذه النظرية أيضًا. ولا يسعنا تناولها هنا.

المحاولة الثانية: إنسان بلتداون

https://www.cache.mexat.com/images/im...009/02/259.jpg

في عام 1912م جاء أحد هواة التنقيب عن الآثار - ويعمل محاميًا في مدينة سوساك بانكلترا واسمه "جارلس داوصن Charles Davson - إلى المتحف البريطاني وقدم إلى أحد العاملين فيه وهو (سمث وود وورد Smith Woodward) قطعًا من جمجمة قال إنه اكتشفها عام 1908م في إحدى الحفريات في "بلتداون" قرب مدينة "سوساك".

كانت الجمجمة تبدو قديمة جدًّا، وكانت غريبة؛ فالقحف يبدو وكأنه يعود لجمجمة إنسان، أما الفك فيشبه فك قرد أورانجتون. أما الأسنان فكانت شبيهة بأسنان الإنسان. ومع أن مكان اتصال الفك مع القحف كان مكسورًا، أي لا يدري أحد عمَّا إذا كان هذا الفك يعود لهذه الجمجمة أم لا، إلا أن علماء التطور أصروا على كونه يعود إليها دون تقديم أي برهان يُعْتَدُّ به على هذا الأمر؛ لأن هذه الجمجمة كانت بالنسبة إليهم فرصة ذهبية لإعلان أنها تمثل الحلقة المفقودة بين الإنسان وبين القرد. وأطلقوا عليها اسم إنسان أو رجل بلتداون (Piltdown Man). وقال علماء التطور بأن اكتشاف هذه الجمجمة (التي قدروا أنها ترجع إلى ما قبل نصف مليون سنة) وضع حدًّا للنقاش الدائر بين علماء التطور حول: هل تطور دماغ الإنسان أولاً ثم جسده ؟ أم تطور جسده ثم تطور دماغه؟ وقالوا بأن هذه الجمجمة تبرهن أن دماغ الإنسان هو الذي تطور أولاً. وقام "سمث وود وورد" بقياس وتقدير حجم دماغ هذا المخلوق مقدرًا إياه ب ( 1070) سم3. وبعد فترة أعاد عالم آخر هو "سير آرثر كيث "حساب حجم الدماغ وأوصله إلى الحد الأدنى لدماغ الإنسان المعاصر الذي يبلغ ( 1400 – 1500) سم3.

وفي اجتماع الجيولوجيين المعقود في لندن عام 1912م أشار بعض الحاضرين إلى احتمال كون هذه القطع العظمية عائدة إلى مخلوقات عدة وليس إلى مخلوق واحد.

ولكن لم يلتفت أحد إلى اعتراضهم هذا؛ لأن الجو العام كان في صالح التطوريين الذين ما كانوا ليدعوا هذه الفرصة الذهبية لتأييد نظرية التطور تفلت من أيديهم. وخلق علماء التطور جوًّا من الإرهاب العلمي والفكري بحيث خشي العلماء القيام بأي اعتراض في هذا الموضوع، فمثلاً عندما قال عالم التشريح الألماني المشهور "فرانز ويدنريج Franz Weidenreich" ( 1873 – 1948 ) عام 1940 ( أي بعد 28 سنة من اكتشاف هذه العظام):

(يجب حذف "إنسان بلتداون" من سجل المتحجرات؛ لأنه ليس إلا عبارة عن تركيب اصطناعي بين جمجمة إنسان وفك قرد الأورانج ووضع أسنان في هذا الفك بشكل اصطناعي).

كتب العالم البريطاني سير آرثر كيث ( 1866 - 1955) جوابًا قاسيًا له وقال مؤنبًا إياه:

(إن عملك هذا ليس إلا طريقة للتخلص من الحقائق التي لا توافق نظرية مقبولة لديك سلفًا. أما الطريق الذي يسلكه رجال العلم فهو تطويع النظريات للحقائق، وليس التخلص من الحقائق).

واضطر العالم الأمريكي المعروف هنري إزبورن (1857 – 1935) الذي تشكك في البداية من هذه العظام إلى سحب رأيه عندما زار المتحف البريطاني عام 1921م، وشاهد الجمجمة فقال مبديًا حيرته: (إن الطبيعة مليئة بالمفاجآت)، ثم وصف الاكتشاف بأنه اكتشاف في غاية الأهمية للمراحل التي عاشها الإنسان في السابق.

واستمرت هذه المهزلة التي ألبسوها لباس العلم ما يقارب أربعين عامًا، كان علماء التطور الفطاحل يكتشفون في كل يوم أمرًا جديدًا في هذه الجمجمة، فقد بدأ بعضهم يكتشف علامات قردية في قحف هذه الجمجمة، فقد قال سير آرثر كيث بأن جبهتها تشبه جبهة قرد الأورانج الموجود في بورنيو وسومطرة. كما بدأ آخرون يكتشفون علامات إنسانية في الفك، فشكل تثبيت الأسنان في الفك - كما زعموا - يشبه ما هو موجود لدى الإنسان، وبدأت الدراسات "العلمية ‍‍!!" ‍‍‍تَتْرى ‍‍‍‍حول هذه الجمجمة وحول العلامات الخفية فيها ودلالات هذه العلامات، حتى قيل بأنه كتب ما يقارب من نصف مليون مقالة وبحث في الجرائد وفي المجلات حول هذه الجمجمة وأهميتها ودلالاتها طوال هذه السنوات.

استمرت هذه المهزلة حتى عام 1949م عندما قام "كنيث أوكلي" من قسم السلالات البشرية في المتحف البريطاني بإجراء تجربة الفلور على هذه الجمجمة لمعرفة عمرها وكانت النتيجة أنها ليست قديمة بالدرجة المخمنة سابقًا، ثم قام الشخص نفسه مع "سير ولفود لي كروس كلارك" من جامعة أكسفورد مع " ج. س. وينر" في عام 1953م بإجراء تجارب أكثر دقة، واستعملوا فيها أشعة أكس وتجربة النتروجين وهي تجربة تعطي نتائج أكثر دقة من تجربة الفلور. وتبين في نتيجة هذه التجارب أن العظام جديدة تمامًا، وتعود للعصر الحالي، وعندما وضعوا العظام في محلول حامض اختفت البقع الموجودة عليها، واتضح أن هذه البقع لم تكن نتيجة لبقائها مدة طويلة في التراب، بل أحدثت اصطناعيًّا للإيهام بأنها قديمة. وعندما فحصوا الفك والأسنان بالمجهر رأوا أن هذه الأسنان أسنان إنسانية غرست في الفك اصطناعيًّا وبردت بالمبرد للإيهام بأنها قديمة.

في الشهر الحادي عشر من عام 1953م أعلنت نتائج التجارب بشكل رسمي وكانت كما يأتي:

(إن إنسان بلتداون ليس إلا قضية تزوير وخداع تمت بمهارة ومن قبل أناس محترفين، فالجمجمة تعود إلى إنسان معاصر، أما عظام الفك فهي لقرد أورانجتون بعمر عشر سنوات. والأسنان هي أسنان إنسان غرست بشكل اصطناعي وركبت على الفك. وظهر كذلك أن العظام عوملت بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم لإحداث آثار بقع للتمويه وإعطاء شكل تاريخي قديم لها).

وانفجر هذا الخبر كدوي قنبلة ولا سيما في الأوساط العلمية. وكان السؤال المحير هو: كيف عجز هؤلاء العلماء الفطاحل عن اكتشاف هذا التزوير، وكيف استطاع شخص واحد من خداع كل هؤلاء العلماء مدة أربعين عامًا تقريبًا؟ وكيف لم يلاحظ كبار أطباء الأسنان الذين فحصوا أسنان هذه الجمجمة اكتشاف آثار البرد الواضحة والغرس الصناعي للأسنان في الفك؟

قال كروس كلارك الذي كان ضمن لجنة الفحص متعجبًا:

(لقد كانت علامات المحاولة المقصودة لإظهار العظام قديمة ومتآكلة ظاهرة وواضحة إلى درجة أن الإنسان ليحتار كيف أنها لم تلاحظ حتى الآن من قبل أحد!!)

الرجاء عدم الرد :تدخين:



https://www.mexat.com/vb/archive/index.php/t-558863.html









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:20   رقم المشاركة : 475
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
بداية فإن فكرة التطور تتلخص في الآتي :
آ- كل نوع من الأحياء نشأ من نوع آخر كان موجودا قبله وأكثر بدائية وأبسط منه تركيباً.
ب- يحدث تغير دائم في شكل الأحياء وتركيبها ووظائفها.
ج- تغيرات الأحياء قليلة للغاية ولكن تراكمها بمرور الأزمنة والأحقاب على مدى ملايين السنين يؤدي الى اختلافات كبيرة تتسبب في نشأة أنواع جديدة من الأحياء.
د- عدد أنواع الأحياء متغير ولم تظهر كلها في وقت واحد ؛بل ظهرت بالتدريج وتطورت حتى أصبحت على ما هي عليه الآن في أشكالها الحالية.
في علم الأحياء، التطور هو عملية أدت لظهور جماعات الكائنات الحية، بشكل عام يؤدي التطور لظهور صفات جديدة و متجددة من جيل لآخر، تؤدي في النهاية إلى تغيير مواصفات النوع قيد التطور مما يؤدي إلى نشوء نوع جديد من الكائنات الحية. كانت نظرية داروين و والاس الأساسية ان التطور يحدث وفق ميزة قابلة للتوريث تؤدي إلى زيادة فرصة بعض الأفراد الحاملين لهذه الميزة بالتكاثر أكثر من الأفراد الذين لا يحملونها. ومع الوقت، يمكن أن تنتج هذه العملية تطور نوع جديد من الأحياء بدءاً من نوع موجود أساسا. بالنسبة لهذه النظرية فإن جميع الكائنات الحية الموجودة ترتبط ببعضها البعض من خلال سلف مشترك، كنتيجة لتراكمات التغيرات التطورية عبر ملايين السنين.
الفهم الحديث للتطور يعتمد على نظرية الاصطفاء الطبيعي، التي وضعت أسسها أساساً في ورقة مفصلية عام 1858 من قبل تشارلز داروين وألفرد راسل والاس ونشرت ضمن كتاب داروين الشهير أصل الأنواع. في الثلاثينات من القرن العشرين، ترافق الاصطفاء الطبيعي الدارويني مع نظرية الوراثة المندلية لتشكل ما يدعى الاصطناع التطوري الحديث، وعرفت أيضاً بالداروينية-الجديدة. الاصطناع الحديث يصف التطور كتغير في تكرار وتوافر الأليلات (تركيبات كيميائية) ضمن مجموعة حيوية من جيل إلى الجيل الذي يليه. هذه النظرية سرعان ما أصبحت المبدأ المركزي المنظم لعلم الأحياء الحديث، نسبة لقدرتها التفسيرية والتنبؤية العالية، تربط حالياً بشكل مباشر مع دراسة أصل مقاومة المضادات الحيوية في الجراثيم، و في الحشرات، والتنوع في النظام البيئي للأرض. و مع أن هناك إجماع علمي لدعم صلاحية وصحة نظرية التطور، لتطبيقاتها وقدرتها التفسيرية والتنبؤية لأصول الأجناس والأنواع الحية، فإن غالبية المؤمنين بالأديان التقليدية لازالت ترفضها بدون أي دليل علمي و ذلك من أجل تبرير القصص الدينية عن الخلق.
أقسام نظرية التطور
عندما يُشير كُتَّاب اليوم إلى نظريّة داروين, يقصدون مجموعة من بعض النظريّات التالية:
1- التطوُّر في حد ذاتهُ(Evolution as such): تقول هذه النظريّة أنَّ العالم ليس ثابتً أو مخلوق مؤخراً, و ليس يدور في دوائر ثابتة و كاملة, لكن بالأحرى العالم يتغيُّر بثبات و الكائنات الموجودة في هذا العالم تتغيّر بمرور الوقت.
2- نظريّة الأصل المُشترك(Common descent): كل مجموعة من الكائنات الحيّة انحدرت من سلف مشترك, و كل مجموعات الكائنات الحيّة, بما يتضمن الحيوانات و النباتات و الكائنات المجهريّة, ترجع في النهاية إلى أصل وحيد للحياة على الأرض.
3- تكاثر أو مُضاعفة الأنواع (Multiplication of species): تُوضِّح هذه النظريّة الأصل الهائل للتنوُّع العضويّ. و تفترض أنَّ الأنواع تتضاعف, إمّا عن طريق الانشقاق إلى أنواع أبناء و أنواع آباء أو عن طريق التبرعم و ذلك بتأسيس نوع جديد بواسطة مجموعة معزولة جغرافيّاً عن النوع الأب, فتتطوّر هذه المجموعة إلى نوع جديد.
4- التدرُّجيّة (Gradualism): طبقاً لهذه النظريّة, يحدث التغيُّر التطوُّري خلال تغيُّر تدريجيّ للسكان Populations, و ليس من خلال الإنتاج المفاجئ لأفرادٍ جدد يمثلون نوعاً جديداً.
5- الانتقاء الطبيعيّ (Natural Selection): وِفقاً لهذه النظريّة, يأتي التغير التطوري من خلال الإنتاج الوفير للتنوعات و الاختلافات الوراثيّة في كل جيل. الأفراد الذين ينجون بفضل مجموعة الصفات المتكيّفة جداً و القابلة للتوريث, يكونون السبب في ظهور الجيل التالي و هكذا..
أسلاف الكائنات الحية
في علم الأحياء، تعتبر نظرية السلف المشترك العام universal common descent نظرية تفترض أن جميع الأحياء الموجودة على سطح الأرض تنحدر من سلف مشترك وحيد عام أو لنقل حوض جيني أصلي وحيد. تستند نظرية السلف المشترك إلى وجود سمات مشتركة بين كافة الكائنات الحية. في أيام داروين كانت الاثباتات على التشارك بالسمات يستند فقط إلى الملاحظات المرئية للتشابهات الشكلية، مثل حقيقة أن جميع الطيور حتى التي لا تطير تملك أجنحة. أما اليوم فهناك إثباتات أقوى تقوم على أساس علم الوراثة تؤكد وجود السلف المشترك. مثلا، كل خلية حية تستخدم نفس الحمض النووي كمادة وراثية (دنا ورنا)، وتستخدم نفس الأحماض الأمينية كوحدات بناء للبروتينات. إضافة لذلك فإن جميع الأحياء تستخدم نفس الشفرة الوراثية (باختلافات ضئيلة ونادرة) لترجمة الأحماض النووية إلى تسلسل الأحماض الأمينية التي تشكل البروتينات في النهاية. هذا التماثل العام لهذه السمات المشتركة في خلايا جميع الكائنات الحية يطرح بقوة فرضية السلف الواحد للأحياء.
المعلومات حول التطور المبكر للحياة يتضمن مدخلات من حقول معرفية كالجيولوجيا وعلوم الكواكب planetary science. هذه العلوم توفر معلومات حول تاريخ الأرض المبكر والتغيرات التي أنتجت الحياة بالرغم من العديد من المعلومات قد دمرتها الأحداث الجيولوجية عبر الزمن.
تاريخ فكرة التطور

تشارلز داروين
بعد الكثير من العمل على نظريته قام داروين بنشر عمله عن التطور بعد تسلمه رسالة من ألفرد راسل والاس يكشف له والاس فيها عن اكتشافه الشخصي حول موضوع الاصطفاء الطبيعي. لهذا ينسب لوالاس دور مشارك في التأسيس لهذه النظرية. الخميس 24 نوفمبر من عام 1859 وزع مؤرخ الطبيعيات تشارلز داروين الطبعة الاولى من كتابه “أصل الانواع” (The Origin of Species). الطبعة لم تكن تتجاوز 1250 نسخة وبيعت كاملة في اليوم نفسه، لتبدأ رحلة النقاشات والحوارات العميقة مع وضد الافكار الداروينية بالرغم من انه ، في حينه، قلة من فهمت معنى مصطلحه ” الاصطفاء الطبيعي”.
أثار نشر كتاب داروين قدراً كبيراً من الجدل العلمي والاجتماعي. فبالرغم من أن حدوث تطور بيولوجي من نوع ما أصبح مقبولاً من قبل عدد كبير من العلماء، فإن أفكار داروين خاصة حول حدوث تطور تدريجي من خلال الاصطفاء الطبيعي تمت مهاجمتها ونقدها بقوة. إضافة لذلك كان داروين قادراً أن يبين الاختلاف بين الأنواع مفسراً إياه بالاصطفاء الطبيعي ثم التلاؤم، إلا انه كان عاجزاً عن تفسير كيفية نشوء الاختلاف أو كيف يتم تعديل الأنواع عبر الأجيال، كان لا بد من انتظار نشوء علم الوراثة على يد ماندل. استطاع غريغور ماندل بالعمل على وراثة النبات من كشف حقيقة انتقال ميزات معينة في حبات البازلاء، هذا الانتقال يحدث بأشكال متنوعة وكانت قابلة للتوريث بنسب واضحة قابلة للتنبؤ.
• في القرن التاسع عشر: هربرت سبنسر 1829- 1903 وهو في الأصل فيلسوف، لكنه أيضاً عالم بيولوجي متخصص، حتى أنه قد أسس مذهبه في التطور وبشر به قبل عدة سنوات من ظهور كتاب “أصل الأنواع” لتشارلز داروين _والذي اعتبر على أنه قنبلة الموسم آنذاك_ إلا أن سبنسر كان في طليعة من عبر عن أفكاره، وقد شاركه في آراءه العديد من علماء البيئة والبيولوجيا في عصره.
• عام 1900 قام غريغور مندل بدراسة عملية التوارث، وبذلك تمت ولادة علم الجينات أو دراسة المادة الوراثية لأول مرة.
• خلال فترة العشرينات قام كل من فيشر، هالدين، ورايت _وهم علماء رياضيين_بإثبات أن النظرية الجينية ونظرية الانتقاء الطبيعي مترابطتان، وأنهما تشتركان في الكثير من القواسم المشتركة، وبذلك قاموا بالتأسيس لعلم الجينوم الذي أصبح النقطة المركزية في أبحاث التطور.
• كما أن تكامل علم السكان الوراثي مع الحقول العلمية التقليدية ذات الاتجاه التطوري مثل: علم التشريح، علم الطبيعات القديمة، وعلم التصنيف قد تلقي دفعة إلى الأمام خلال فترة أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات بفضل كتابات كل من دوفانسكي (عالم جينات) وماير (خبير أنظمة)، وسيمبسون (عالم في الطبيعيات القديمة).
• أعطى جوليان هكسلي في كتابه (التطور: التركيب الجديد) 1942 اسماً جديداً للنظرية الداروينية المحدثة: النظرية التركيبية.
• عام 1953 نقل كل من فرانسيس كريك وجيمس واطسون الاهتمام التطوري إلى المستوى الجزيئي من خلال نموذجهم الذي يصف بنية الحمض النووي الريبي المنقوص الأكسجين DNAأو المادة الوراثية كما هو متعارف.
الأدلة على صحة نظرية التطور
1- الحفريات دليل مادي على حدوث التطور
الحفريات هي عبارة عن بقايا أو لآثار الكائنات الحية التي عاشت قديما قبل بداية العصر الحديث تحت ظروف مختلفة عن الظروف الحاضرة؛ثم دفنت بع دموتها ضمن الرواسب المكونة للصخور الرسوبية ؛ويشترط في ذلك وجود الهيكل الصلب للكائن واندفانه في رواسب تحميه من التحلل بعد موته مباشرة ووجود الوسط المعدني المناسب الذي يحل محل المحتوى العضوي للكائن الحي؛وأهمية الحفريات كدليل على وجود الكائنات الحية في الماضي (ولكن لم تسمح الطبيعة بتكوين الحفريات لكل الكائنات الحية القديمة بسسب وجود شروط وظروف خاصة تسمح بذلك).
أولاً: ظهور الحياة خلال العصور :
1- ظهرت الحياة أولاً في الماء؛ثم تدرجت الى اليابس.
2- تطور الحياة سار في الاتجاه نحو زيادة التخصص والتعقيد في تركيب الأعضاء ووظائفها.
3- الحفريات النباتية:ظهرت الطحالب،ثم الحزازيات،ثم السراخس؛ثم عاريات البذور ؛ثم مغطاة البذور.
4- الحفريات الانتقالية ،ظهرت اللافقاريات ،ثم الفقاريات التي بدأت بالأسماك ذات الدروع،ثم البرمائيات،ثم الزواحف الضخمة التي نشأت منها الطيور والثدييات.
ثانياً:الحلقات الانتقالية (الحلقات المتوسطة) توضح وتربط الصلة بين قسمين مختلفين تماماً من الحيوانات أو من النباتات.
* الطائر العتيق (أركيوبتركس) يسد الفجوة بين الزواحف والطيور. .
* التيكتاليك حلقة وصل بين السمك والبرمائيات.
2- التراكيب الاثرية أدلة على حدوث التطور
ماهو المقصود بالتراكيب الأثرية؟:
نتيجة نشوء الفقاريات اللاحقة عن سلف مشترك، نجد ان بعض بعض اعضاء الجسم كانت تقوم بوظائف ضرورية في الأسلاف القديمة،ولكنها أصبحت غير ضرورية وبدون عمل في الظروف الجديدة فأنتهت الحاجة الى وجودها بإنتهاء وظيفتها، ،ولذلك تزول تماما أو تتضاءل و تصبح أثرية ضامرة، في طريقها لتزول تماما في المستقبل. أمثلة عن الأعضاء الأثرية:
- الزائدة الدودية في الانسان الحالي نجدها ضئيلة، ولدى آكلات الاعشاب كالارانب مثلا تكون بلا وظيفة كبيرة، في حين وظيفتها معدومة في آكلات اللحوم كالقطط والأسود. الزائدة الدودية كانت نامية في الانسان القديم الذي كان يتغذى على النباتات، لأتها تساهم في هضم السليلوز، غير ان وظيفتها اقتصرت الان على ان تكون مخزن لحفظ البكتريا المفيدة، يمكن الرجوع اليها إذا فنيت البكتريا في المعدة لسبب من الاسباب، خصوصا عند الاطفال. تنتهي اهمية هذه الوظيفة عند الكبار، كما انها تشير الى ان بعض الاعضاء تتغير وظيفته السابقة الى وظيفة جديدة لم تكن متوقعة.
- الأوراق الحرشفية: نجدها في النباتات الطفيلية وقسم من النباتات الصحراوية ، وهي عبارة عن آثار تحول ألاوراق الخضراء كانت توجد قديما على النبات، ثم فقدت وظيفتها الأصلية بتغير البيئة نحو الجفاف او تغير ظروف النبات وأسلوب معيشته.
- النباتات المائية تحتوي على أنسجة وعائية مختزلة
- الحوت لازال لديه قدمان خلفيتان في هيكله العظمي في حين منقرضتان في الظاهر ليبقى الهيكل يدل على تركيب أثري متبقٍ من بنية أجداده السابقين عندما كانوا يعيشون على البر.

الأقدام الأثرية للحوت
اذن من الواضح ان أجسام الكائنات المعاصرة عبارة عن متحف للتراكيب الأثرية التي كانت ذات أهمية للأحياء القديمة ( للاجداد) ثم أدت مجموع التغييرات الى فقدان الحاجة اليها فأصبحت بلا وظيفة في إنتظار الزوال التام او ايجاد وظيفة جديدة لها. ومن الملاحظ ان هذه ” التراكيب الاثرية” يمكن ان تعود الى اصلها فيما يعرف ” بالتطور الارتدادي”، حيث يظهر للثعبان او الحوت ارجل صغيرة، او يظهر للانسان ذيل.
أدلة التطور البيولوجي:
لقد ترك التطور تسجيلات عديدة والتي كشفت تاريخ اخترف الأنواع.المتحجرات مع التشريح المقارن لنباتات وحيوانات معاصرة سويا ينشآن لنا السجل التشكلي التطوري أو التشريحي،بمقارنة تشريحية لأنواع حالية ومنقرضة من الكائنات ،علماء المتحجرات يستدلون على خط النسب أو مايعرف بشجرة تصنيف الكائنات لأنواع.حفريات هامة عديدة اكتشفت تنطوي عى رابطة بين نوعين مختلفين من الكائنات وهو ما يسمى بالأنواع الانتقالية،مثل الطائر العتيق الذي قدم دليلا مبكرا عن الرابطة بين الديناصورات والطيور،وأيضا الاكتشاف المعاصر لما اطلق عليه Tiktaalik والذي وضح وبين التطور من الأسماك الى البرمائيات رباعية الأقدام.
تطور علم الوراثة الجزيئي وخاصة اكتشاف تسلسل الحمض النووي DNA sequences ،سمح لعلماءالأحياء بدراسة سجل التطور المعطى في النوويات الجينية للكائنات.ان درجة التشابه والاختلاف في تسلسلات الشفرة الوراثية DNA للأنواع الحالية من الكائنات أتاح لعلماء الوراثة أن يعيدوا بناء شجرة التصنيف أو شجرة التطور ،وجدير بالذكر أن من خلال مقارنة تسلسل الDNA وُجِد أن درجة التشابه بين جينات الانسان والشمبانزي هي 95%.

دليل آخر يستخدم للبرهنة على الشجرة التطورية هو التوزيع الجغرافي للأنواع .كمثال الثدييات الكيسية والثدييات أحادية المخرج أو فتحة الاخراج وهي توجد فقط في أستراليا.دالاً ذلك على أن سلفهم المشترك مع الثدييات المشيمية عاش ووُجِد قبلَ أن يغمر الماء الأرض الجسرية القديمة التي كانت تربط بين أستراليا وآسيا.
العلماء يربطون كل الأدلة السابقة أعلاه ؛بدءً من علم الحفريات ،التشريح ،الجينات،الجغرافيا،مع معلومات أخرى عن تاريخ الأرض . مثلاً علم الأحوال الجوية في العصور القديمة Paleoclimatology يدل على العصور الجليدية والتي خلالها كان العلم أكثر برودة ،وقد وُجد أن هذا ينسجم مع انتشار أنواع وقتئذٍ معدة بشكلٍ أفضل للتعايش مع البرد،مثل فيل الماموث ذي الفرو الكثيف الذي عثر على مستحاثاته في جليد سيبريا.
الدليل الجزيئي من البيولوجيا الجزيئية
المقارنة بين تسلسلات الأحماض النوويةDNAيسمح بتصنيف الكائنات الحية تبعاً للتشابه في التسلسل الوراثي. والشجرة التصنيفية النشوئية الناتجة عن ذلك تتطابق مع التصنيف التقليدي النمطي القديم الى حد كبير.وتستخدم تلك التسلسلات لتقوية أو تصحيح تصنيف الكائنات الحية.مقارنة التسلسل تعتبر مقياساً قوياً كفايةًليستعمل في تصحيح الافتراضات الخاطئة في شجرة النشوء والتطور في الحالات التي تكون فيها الأدلة الأخرى غير كافية .على سبيل المثال التسلسلات المحايدة للDNAالبشريّ تختلف تقريبا بنسبة1.2%عن ألصق قريب جيني له وهو الشمبانزي،1.6%عن الغوريلا،6.6% عن البابون.
بناءً على ذلك تسلسل الحمض النووي كدليل يعطينا نتيجةً كمية عن الجينات المتماثلة بين البشر والقرود العليا .

القردة العليا بما فيها الإنسان
من ناحية أخرى تسلسل جين165rRNA ،وهو جين حيوي يشفر جزءًمن الرايبوسوم ،استخدم من قبل العلماء للبرهنة على العلاقات النشوئية الكبيرة بين كل أشكال الحياة.التحليل الأصلي قام به Carl Woese تحصل من ثلاثة من أنظمة الحياة يشكلان الشقين الرئيسين في أشكال التطور الأولي للحياة :Eukaryote,Archaeo&Bacteria
الدليل البروتيني أيضا يدعم نظرية الأصل المشترك لكل الكائنات.البروتينات الحيوية مثل الريبوسوم و الDNAK , وانزيم البوليمرات ،وبوليمر الRNA وُجِدوا في أكثر أنواع البكتريا بدائيةً و حتى أكثر الثدييات تعقيداً.الجزء الأساسي من البروتين موجود في كل أشكال الحياة وهو يؤدي وظائفَ متشابهة.
أما الكائنات الأعلى (أي المتطورة) فلديها بروتينات اضافية أكثر تطوراً تؤثر بشكل كبيرفي التنظيم (أي قدرة الجنين) و الكائن المتعضي على مواصلة التطور الطبيعي لنموه وحياته بعد اصابة أو تغيير البناء-علم الوراثة requlation وتفاعل البروتين-بروتين في الخلية.
- تشابهات أخرى عالية بين أنواع اكائنات الحية مثل الDNA والRNA والأحماض الأمينية ،تدعم نظرية الأصل المشترك.
التشارك في ال DNA والRNA ,والأحماض الأمينية يوجد في كل أشكال الحياة المعروفة،مع أن هذا التشارك الجزيئي لا يوجد له فائدة وظيفية ما .أبسط نظرية أن ذاك الاختيار قد تم عشوائياًفي أشكال الحياة البدائية المبكرة،ثم توورث كل ذلك الى كل أشكال الحياة الحالية من خلال الأصل المشترك .
الدليل الجزيئي يقترح آلية للقفزات أو الطفرات التطورية الكبيرة والتطور المتشعب لكائنات وأنواع لها أصل واحد Macroevolution؛هي الانتقال الجيني بين الأنواع المنتمية الى فصيلة واحدة ،العملية التي يقوم يها كائن متعضي(ذو أعضاء)بنقل مواد جينية( أيDNA) الى خلية أخرى ليست من سلالته ونوعه.
ما يسمح بطفرات تطورية واسعة مفاجئة في النوع نتيجة لدمج جينات مفيدة متطورة في نوع آخر.
نظرية التكافل الجيني تشرح أصل الميتوكندريا والبلاستيدات ؛مثلاً الحبيبة اليخضورية أوChloroplasts في الطحالب.
تقترح هذه النظرية آلية من آليات التطور المفاجيئ الطفرة عن طريق دمج وتهجين المواد الجينية والخلط البيوكيميائي لأنواع منفصلة.هذه الآلية التطورية قد لوحظت في ال Henetaوهو كائن حي وحيد الخلية معاصر يمر بهذا التطور التكافلي .
دليل آخر لاعادة بناء خطوط شجرة الحياة يأتي من الDNAعديم العمل أو الفائدة ،مثل الجينات الزائفة أي الميتة،والجينات المكررة،والتي بشكل ثابت تراكم الطفرات على مر ملايين السنين.
ولأن العمليات الأيضية لاتترك متحجرات ؛فالأبحاث على تطور العمليات الخلوية الأساسية تُقام بشكل واسع بمقارنة كائنات منقرضة. العديد من خطوط الأنساب أو التحدر تتشعب عندما تظهر عمليات أيضية جديدة (مثلاً الأبحاث تقول أن ما يجعل الإنسان أذكى من الشمبانزي؛أن مخ الإنسان ينتج أنواعاً معينة من البروتينات أكثر مما ينتجها الشمبانزي).ونظرياً هناك امكانية لتحديد متى ستظهر عمليات أيضية جديدة من خلال مقارنة الحالات الوراثية لأنواع أو سلالات لها سلف مشترك ،أو بالاطلاع على صفاتها الجسمانية الظاهرة. على سبيل المثال ظهر الأكسوجين في الغلاف الجويّ لكوكب الأرض ارتبط بتطور خاصية التمثيل الضوئي في النباتات.
تاريخ الحياة
التطور الكيميائي من تفاعلات كيميائية الى حياة ؛ليس جزءًمن موضوعنا عن التطور البيولوجي،لكن من غير الواضح عند أي نقطة أصبحت مجموعةٌ من التفاعلات المركبة المعقدة المتنامية؛مانسميه ونعتبره نحن اليومَ كائناتٍ حية.
لانعرف الكثير عن التطورات والنشوآت الأولى للحياة ،مع ذلك فقد تشاركت كل الكائنات المنقرضة في صفات مؤكدة،تتضمن البناء الخلوي والشفرة الجينية.معظم العلماء يؤولون هذا بأن كل الكائنات المنقرضة كان لها أصلٌ مشترك،والذي كان قد طور أهم العمليات الخلوية الأساسية؛لكن لا توجد رؤية علمية بخصوص العلاقة بين ثلاثة من أنماط الحياة :Eukaryota, Archaeo &Bacteria أو أصل الحياة كما تُعتبر. محاولات إلقاء الضوء على التاريخ الأولي للحياة ترتكز عامةً على سلوك المركبات العضوية المعقدة،خصوصاً الRNAوالDNA،وسلوك الأجهزة العضوية المعقدة.
ظهور التمثيل الضوئي الأُكسجيني (حوالي 3مليار سنة ماضية) وثم الظهور التابع للأكسجين الوفير غير المنخفض في هواء الغلاف الجوي كان متطلباً ضرورياً لنشوء وتطور عمليات الأكسدة الأيضية الهوائية الخلوية لدى الحيوانات والتي يعتقد أنها قد ظهرت منذ حوالي 2 مليار سنة.
في آخر مليار سنة بدأت في الظهور أي النشوء نباتات وحيوانات بسيطة عديدة الخلايا في المحيطات.
و بُعيد ذلك في الحقبة الجيولوجية الكامبريةCambrian(والتي كانت فترة قصيرة لكن فريدة وجديرة بالملاحظة وتميزت بدفء المياه وانتشار الصحراء ..عثر على آثار كائنات متنوعة مسجلة عبر المتحجرات في منطقةBurgess Shale) نرى فيها جميع شعب الحيوانات الحديثة ..أي الجسم الرئيسي لشجرة الحياة الحالية،ويعتقد أن هذا الحدث تم عن طريق تطور الجينات.
ومنذ حوالي 500 مليون عام ماضية استعمرت نباتات وفطرياتٌ الأرضَ لأول مرةٍ بعد أت كانت تعيش في المياه فقط،وتبعها بعد ذلك المفصليات وحيوانات أخرى ؛مؤدية الى تطور الأنظمة البيئية للبر إلى ما نعتبره نحن الآن شيئاً مألوفاً معتاداً عادياً.
إن العمليات التطورية تحدث ببطء جداً.وتشير الدلائل الأحافيرية إلى أن التنوع والتعقيد في أشكال الحياة الحالية قد طُوِّرَ خلال معظم تاريخ وجود كوكب الأرض.والأدلة الجيولوجية تقول أن عمر الأرض هو تقريباً 4.6مليار سنة.
قام David Reznick بدراسات على أسماك guppiesفي جامعة كاليفورنيا وضّحت أن معدلَ سرعة حدوث التطور خلال عملية الانتقاء الطبيعي قد تحدث بسرعة أكبر بعشرةآلاف الى عشرة ملايين مرة مما تُظهِرُه التسجيلات المتحجراتية.
بقيَ أن نقولَ أن كلاًََ منعلم التشريح ،والدراسات التطورية عن طريق مقارنة التسلسل الجينيّ (عادةًالDNA)يستخدمان لدعم فكرة السلف المشترك لكل الكائنات الحية.
تأريخ مسيرة التطور على الأرض :
3600 مليون عام ق.م
ظهور الحياة في الأرض, الكائنات الحية الدقيقة
1300 – 1400 مليون عام ق.م
ظهور التناسل الجنسي
1000 مليون عام ق.م
بدء عوم النباتات في البحار
670 مليون عام ق.م
ظهور أوائل الكائنات متعددة الخلايا
543 مليون عام ق.م
ظهور القشريات, مرجانيات وحيوانات صدفية
500 مليون عام ق.م
ظهور تنوع في الحياة البحرية, أسماك مدرعة
430-450 مليون عام ق.م
النباتات وأوائل اللافقاريات يغزون الأرض
417 مليون عام ق.م
ظهور الحشرات
375 مليون عام ق.م
ظهور أوائل الأسماك في المياه العذبة (Tiktaalik) وأوائل الفقاريات يخرجون إلى اليابسة.
360 مليون عام ق.م
ظهور أوائل البرمائيات والأشجار
340 مليون عام ق.م
ظهور الزواحف
300 مليون عام ق.م
الزواحف تسيطر على الأرض
225 مليون عام ق.م
ولادة أوائل الديناصورات
205 مليون عام ق.م
ظهور الزواحف الطائرة في السماء
180 مليون عام ق.م
ظهور أوائل الثدييات على مسرح الطبيعة
150 مليون عام ق.م
ظهور أوائل الطيور
65 مليون عام ق.م
اختفاء الديناصورات بكل أنواعها وحيوانات أخرى بسبب اصطدامات متعددة بكوكب الأرض
50 مليون عام ق.م
ظهور الحيتان والفيلة
7 مليون عام ق.م
ظهور أوائل الإنسانيات
200 ألف عام ق.م
ظهور عنصرنا – الإنسان العاقل -
30 ألف عام ق.م
انقراض إنسان نياندرتال
12 ألف عام ق.م
اختفاء الإنسان الزهري
تاريخ تطور الإنسان
في البداية كان هناك كائن وحيد الخلية و مع مرور الوقت أصبح هذا الكائن متعدد الخلايا و من آكلات المترشحات أي أنه يرشح غذاؤه من الماء. ثم تطورت لديه خياشيم مشرطة و التي كانت أكثر كفاءة في ترشيح جزيئات الطعام ثم أصبح يرقة ثم أصبحت و هي بالغة تعوم بحرية و لها ما يشبه العمود الفقري. كان هذا الكائن مجرد سمكة بلا فك و تتغذى بالترشيح مثل أسماك الجلي ثم مع الوقت طورت أعين و أفكاك و ظهرت الأسماك الحديثة التي بدات في إفتراس بعضها البعض.
ثم في فترات الجفاف حيث كانت البحيرات و المستنقعات تجف طورت بعض الأسماك رئات بدائية لتستنشق الهواء و كانت أدمغتها آخذة في النمو ثم تعلمت بعض الأسماك كيف تدفع نفسها للمستنقع المجاور لتنمو لها أطراف و تصبح أوائل البرمائيات و إن كانت بذيول كالأسماك ثم تطورت البرمائيات إلي ثدييات في خلال عصر الديناصورات و كان الدماغ آخذا في النمو. فكان سلف كل الثدييات حيوان يشبه الفأر و الذي مع الوقت تحول إلي حيوان يشبه الشمبانزي كما يشبه الإنسان و هو سلف البشر و الشمبانزي. ثم كان هناك العديد من الانواع البشرية مثل الهومو إيريكتس و الهومو إيرجاستر و الهومو هابيليس و الهومو هايدلبرجنسيز و الهومو نيادرثالينسيز و الكثير غيرها و لكنها إنقرضت جميعا و لم يتبق غير الهومو سابينز أو الإنسان العاقل الذي هو نوعنا البشري.
سجلات أحفورية لتطور الإنسان
السجلات الأثرية لتطور الإنسان في كثير من المجالات مكتملة وتشير إلى التحول التدريجي بين كل جنس وآخر. لكن ما زال هناك بعض النواقص والتي يصعب على العلماء الإجابة عنها بشكل موضوعي ودقيق على الاقل بما يملكونه من أدلة حتى الآن. ومع هذا فالسجلات الأثرية تجعل العلماء يقرون ويؤكدون وبكل ثقة على أن الإنسان الحديث تطور من القردة أو ما يعرف بالقردة العليا great apes عبر سلسلة من التغييرات والتحولات على امتداد ثمانية مليون سنة. ومع هذا فالعلماء قاموا بتبسيط مرحلة التطور البشري إلى النقاط التالية
- ظهرت أشباه البشر قبل ثمانية مليون سنة عندما تطورت من القردة العليا great apes
- استخدام القدمين في الحركة عند اشباه البشر قبل أربعة ملايين سنة
- ظهور أول أداة حجرية بسيطه استخدمت بوساطه أشباه البشر قبل مليونين وخمسمائة الف سنة (صخره مدببه الاطراف لتكسير العظام واستخراج الجذور).
- ظهور أول اداه متطوره استخدمها اشباه البشر قبل مليون وخمسمائة الف سنة.
- استخدام اشباه البشر للنار والرمح وأدوات معقدة أخرى قبل نصف مليون سنة
- استخدام اشباه البشر للرموز التصويرية وبعض المجوهرات والرسومات ومظاهر لوجود شعائر دفن للموتي قبل أربعين ألف سنة
- ظهور الزراعة قبل عشرة آلاف سنة.
الرئيسيات
هي رتبة تنضوي تحت فصيلة الثدييات وتشمل على عدد من الحيوانات كالقردة والسعادين والغوريلات وأيضا الإنسان. رتبة الرئيسيات تحوي على خصائص ومتشابهه في ما بينها كالأصابع القادره على التحرك والأظافر والنظر وتجويف العينين في الجمجمة وتركيب الجمجمة نفسها وضخامة الدماغ مقارنة بالجسم ككل. جميع أنواع هذه الرتبة لها حاسية شم ضعيفة تقريبا أشباه البشر هي مجموعة ضمن رتبة الرئيسيات وتحوي في أنواعها الإنسان والقردة العليا great ape. هذه المجموعة تعتبر أول من مشى على قدمين اثنين في استخدام الحركة والتنقل.Hominins ولعل أقوى دليل على علاقتنا هذه بين الإنسان والقردة ياتي من التحاليل الجينية للدنا. ليس هذا فحسب بل حتى الترتيب الجيني في كلا الفصيلتين هو نفسه. ولهذا قال العلماء أن البعام chimpanzees هي أقرب للإنسان وراثيا منها إلى الغوريلات. و بما أن أقدم أحفورة لشبة بشري وجدت في أفريقيا وأن جيناتنا البشرية تكاد تطابق جينات القرود الأفريقية لا غيرها كقرود اندونيسيات الأورانجوتان البرتقالية. لذلك فجميع الهومينيس Hominins بما فيها الإنسان قد خرجت بالأساس من أفريقيا ومن ثم انتشرت على باقي القارات.

أول شبيه للبشر
بالنظر إلى التحليلات الجينية فإن العلماء الاحياء يعتقدون بأن اشباه البشر قد تطوروا من القرود قبل ثمانية أو سبعة ملايين سنة. حتى قبل عام 2000م والمعروف فإن أقدم أحفورة لشبية للبشر كان عمرها اربعة ملايين وخمسمائة الف سنة وسميت بأرديبيتيكوس. في عام 2000م اكتشفت احفورة تعود إلى ستة ملايين سنة وسميت بي Orrorin tugenensis. هذا المخلوق كان له اسنان صغيرة مثل الإنسان الحديث وطبقة كثيفه من الجير على الأسنان مما يعنى انه كان يتغذى على النباتات القوية كالجذور والبذور بدلا من النباتات الطرية الثمار. وبعد دراسة الأحفورة أقر العماء بأن هذا المخلوق من فصائل الشبة بشرية والتي كانت تمشي على قدمين. وفي شهر يوليو من عام 2002م اكتشفت أحفورة يعود عمرها إلى سبعة مليون سنة ولدرجة اختلافها عن باقي احافير اشباه البشر فقد خصصت لهذه الاحفوره نوع خاص من أنواع اشباه البشر وسميت بي Sahelanthropus tchadensis.
و سمت اختصارا بي Toumai ويعتقد بأنه عاش في مرحلة قريبة جدا من بدء انقسام اصول الإنسان الشبة بشريه من القرده. هذا المخلوق وبشكل غريب يحوي تداخلا بين خصائص من كلا القردة وأشباه البشر مما يعني وبالرغم من وجود الدلائل التي تشير مقدرة هذا المخلوق على المشي بقدمية إلى ان العلماء لم يتأكدوا حتى الآن من هذا الشيء. وبالنظر إلى هذه الدلائل فإن فرضية علماء الجينات بان الإنسان انفصل عن القرد قبل سبعه أو ثمانية ملايين سنة أخذه بالوضوح أكثر وأكثر وأكثر.
كما يشير عالم البيولوجيا التطورية نوار كبيبو أن أول شبيه للبشر ظهر في افريقيا.
عبقرية داروين : الجزء الأول

=====================================
ويكيبيديا : نظرية التطور و تطور الإنسان
مجلة العلوم الأمريكية : أصل الجنس البشري و مستحاثات بشرية من أفريقيا و داروين قاهر الأشباح
الذاكرة : وادي الحيتان يكشف الأصل البري للحيتان و نظرية داروين ومعانيها و ماهي الداروينية؟ و الادلة الحسية والعلمية على حدوث التطور
الحوار المتمدن : نظرية النشوء والتطور (الحلقة الأولى) للكاتب و المترجم : إبراهيم جركس
2 تعليقات
Mohammed, on 22 يوليو 2011 at 9:57 م said:
ليه
ليه الانسان لم يتطور له يد اخري او رجل اخري ليتكيف مع عصر السرعة
ليه الحوت بهيئته كما نعرفه من ملايين السنين وما تغير فيه شيء
ليه في استفسارات لا يستطيع هؤلاء العلماء الاجابة عليها
لماذا لم يتم تطور اجناس اخري جنبا الي جنب مع تطور الانسان
لماذا لم يبيدأ من 10 الاف سنة مثلا تطور اي اجناس اخري
معذرة فكلامه دليل علي عكسه
الا شيء واحد وهو ان جميع الاجناس تتفق في الجينات وهو ما يثبت وحدة الواجد
رد
dr, on 26 نوفمبر 2011 at 1:56 ص said:
واين ذهب شبيه الانسان

https://atheist4ever.wordpress.com/evolution/









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:20   رقم المشاركة : 476
معلومات العضو
مسيلية
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

انا طالبة ادرس علوم التربية تخصص تربية علاجية ولدي مذكرة تخرج بعنوان
المشكلات السلوكية التي تنجم التأخر الدراسي لدى المعاق سمعيا
كما ابحث عن بحث حول
- المسنون والية التكيف
- طرق التدريس لذوي الاحتياجات الخاصة
- الموازنة بين النهاج الحديث والتقليدي للمناهج الدراسية
اذا ممكن في اقرب وقت
او قبل الدخول المدرسي اي قبل نهايةالعطلة
وجزاكم الله خيرا ........شكرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:22   رقم المشاركة : 477
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%...B3%D8%A7%D9%86


https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%...B7%D9%88%D8%B1









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:24   رقم المشاركة : 478
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان
Joel Hanes


ماهي الداروينية؟



يُلخِّص إيرنست ماير (Ernst Mayr:عالم أحياء تطوري, و مؤسس المفهوم البيولوجي للنوع-Biological Species Concept) في كِتابِه "مجادلة واحدة طويلة", نظريات داروين, و يتعقّبُ تاريخ القبول العلمي لهذه النظريات من قِبل المجتمع العلمي, و يبدأ في مقدمة الكتاب:

يتجه علماء التطور اليوم إلى أعمال داروين مراراً و تكراراً, و هذا ليس بالشيء المفاجئ لأن جذور تفكيرنا التطوّري تعود إلى داروين. و خلافاتنا الحاليّة في أغلب الأحيان تمتلك بعض الغموض في كتابات داروين أو عن سؤال لم يكن داروين قادر على الإجابة عليه بسبب المعرفة البيولوجية الغير كافية التي كانت متوفرة في وقتهِ. ولكن المرءَ يعودُ إلى كتابات داروين الأصليّة لأكثر من أسباب تاريخيّة مجرّدة. فقد فَهِم داروين العديد من الأشياء أكثر بكثير مما فهمها معارضوه أو مؤيدوه, بما يتضمن أولئك في الوقت الحاضر.

حقيقة افكار داروين
في الفصل الرابع, "المعارضة الأيديولوجيّة لنظريّات داروين الخمسة", يتحدث ماير باختصار عن "نظريّة داروين" أو "الداروينيّة", كمايلي:

في كِلا الثقافتين العلميّة و الشعبيّة, نجد بشكلٍ متكرر أفكار و مواضيع تُنسَبُ إلى "نظريّة داروين في التطوّر", كما لو كانت هذه النظريّة كيان واحد!
في الحقيقة, إنَّ "نظريّة" داروين في التطوّر كانت حزمة كاملة من النظريّات. و من المستحيل مناقشة فكر داروين التطوّريّ إذا لم يتم التمييز بين المكونات المختلفة لهذا الفكر.

...إنَّ مُصطلح "الداروينيّة" يمتلك معاني عديدة وِفقاً لمن يستخدمهُ, و وِفقاً للفترة الزمنيّة التي يستخدمهُ فيها. وفهمٌ أفضل لمعنى هذا المصطلح, من شأنهِ أن يلفت الانتباه إلى الطبيعة المركبة لفكر داروين التطوّري.

...السبب الرئيسيّ في أنَّ الداروينيّة لا يُمكن أن تكون نظريّة منليثيّة واحدة, هو أن التطوّر العضويّ يشتمل على عمليتين أساسيّتين مستقلتين, كما رأينا للآن: التحوُّل أو التغيُّر بمرور الوقت, و التنويع الذي يحصل في الفضاء البيئيّ و الجغرافيّ. تتطلبُ العمليّتان حد أدنى من نظريّتين مختلفتين و مستقلتين كليّاً.

اقسام نظرية التطور
...أنا أعتبر أنه من الضروريّ تشريح البنية أو الهيكل المفاهيميّ للتطوُّر عند داروين إلى عدد من النظريّات الرئيسيّة التي تُشكل قاعدة تفكيرهِ التطوُّري. و من أجل أفضل النتائج, جزَّأتُ النموذج التطوُّريّ عند داروين إلى خمس نظريّات, و قد يُفضّل البعض تقسيماً آخر. إنَّ هذه النظريّات المختارة ليست أبداً كل نظريّات داروين التطوُّريّة, فعلى سبيل المثال لدينا نظريّات أخرى لداروين مثل: الانتقاء الجنسيّ, نظريّة النشوء الموجّه pangenesis (هذا أقرب معنى وجدتهُ لهذه الكلمة, فأرجو ممن لديه تعبير أدق أن يُزوّدنا بهِ مشكوراً_المترجم), تأثير الاستعمال و عدم الاستعمال, و تباعد أو تفرُّع الصفات. و عندما يُشير كُتَّاب اليوم إلى نظريّة داروين, يقصدون مجموعة من بعض النظريّات التالية:

1- التطوُّر في حد ذاتهُ(Evolution as such): تقول هذه النظريّة أنَّ العالم ليس ثابتً أو مخلوق مؤخراً, و ليس يدور في دوائر ثابتة و كاملة, لكن بالأحرى العالم يتغيُّر بثبات و الكائنات الموجودة في هذا العالم تتغيّر بمرور الوقت.
2- نظريّة الأصل المُشترك(Common descent): كل مجموعة من الكائنات الحيّة انحدرت من سلف مشترك, و كل مجموعات الكائنات الحيّة, بما يتضمن الحيوانات و النباتات و الكائنات المجهريّة, ترجع في النهاية إلى أصل وحيد للحياة على الأرض.
3- تكاثر أو مُضاعفة الأنواع (Multiplication of species): تُوضِّح هذه النظريّة الأصل الهائل للتنوُّع العضويّ. و تفترض أنَّ الأنواع تتضاعف, إمّا عن طريق الانشقاق إلى أنواع أبناء و أنواع آباء أو عن طريق التبرعم و ذلك بتأسيس نوع جديد بواسطة مجموعة معزولة جغرافيّاً عن النوع الأب, فتتطوّر هذه المجموعة إلى نوع جديد.
4- التدرُّجيّة (Gradualism): طبقاً لهذه النظريّة, يحدث التغيُّر التطوُّري خلال تغيُّر تدريجيّ للسكان Populations, و ليس من خلال الإنتاج المفاجئ لأفرادٍ جدد يمثلون نوعاً جديداً.
5- الانتقاء الطبيعيّ (Natural Selection): وِفقاً لهذه النظريّة, يأتي التغير التطوري من خلال الإنتاج الوفير للتنوعات و الاختلافات الوراثيّة في كل جيل. الأفراد الذين ينجون بفضل مجموعة الصفات المتكيّفة جداً و القابلة للتوريث, يكونون السبب في ظهور الجيل التالي و هكذا..

تحليل نتائج ماير
دعونا نلقي نظرة على بعض نتائج تحليلات ماير.
للوهلة الأولى, تبدو التدرُّجيّة أنها تتضارب مع نظريّة التوازن المتقطع (punctuated equilibrium) لغولد و ألدريج, لكن بالفحص الدقيق نرى أنها ليست كذلك.

و هنا اقتباسان من كتاب أصل الأنواع:
"...من المحتمل أنَّ الفترات, التي من خلالها يمرُّ كل {نوع} بالتعديل, و بالرغم من كونها عديدة و طويلة إذا قِيست بالسنين, قد كانت قصيرة بالمقارنة مع الفترات التي بقي خلالها كل نوع دون تغيير في شروطٍ محددة"
(من الطبعة السادسة,1872).

" غالباً ما تكون التنوُّعات محليّة في بادئ الأمر... مما يؤدي إلى احتمال قليل للكشف عن روابط متوسطة بينها. فالتنوعات المحليّة لن تنتشر إلى مناطق أخرى بعيدة, حتّى تُعدَّل و تُغيَّر بشكلٍ كبير.. و عندما تنتشر, إذا اكتُشِفت في تشكيلٍ جيولوجيّ معيّن, فتظهر كما لو أنّها قد خُلِقت في ذلك المكان, و تُصنّف ببساطة كأنواعٍ جديدة"

لم يدَّعي داروين أنَّ التغيُّر التطوُّريّ بطيء و مستمر... لقد قال فقط أن هذا التغيُّر لا يتتابع بـ"قفزات" في جيلٍِ واحد, (وهو ما يدعوهُ ماير بالتغيُّر المفاجئ-الطفريّ-saltational). وبغضِّ النظر عن بعض التشويهات التي افتعلها اللاتطوّريين, داروين بوضوحٍ لم يكن يفكر أبداً أنَّ التطوُّر يتتابع عن طريق إنتاج "وحوش متفائلة!". داروين نفسه لم يقترح أبداً أنَّ ديناصوراً كاملاً قد يُنتج (أو كان أنتج) سلالة من الطيور الكاملة!! لكن بالأحرى التغيُّر يحدث في سلسلة من الحالات المتوسطة, ربما غير قابلة للكشف, التي تظهر في أجيال متعاقبة. و يجب أن نلاحظ أيضاً أنَّ التغيُّر الذي يحدث على طول ألف جيل في أي نوع, يظهرُ كتغيير "مفاجئ" أو "غير متوقّع" في السجل الأحفوريّ, لأن الألف جيل هذه لا تُشكل سوى جزء متناهي الصغر من تاريخ الأرض.

إنَّ الانتقاء الطبيعيّ لا يُفسِّر بعض أنواع الاختلافات التي نراها في بعض الأنواع -خصوصاً الميّزات غير التكيُّفيّة-, و لكنك ستلاحظ أن داروين لم يدّعي أنَّ الانتقاء الطبيعيّ يفسّر "كل الميّزات"!!, لكن فقط الميّزات و الصفات التكيُّفيّة.

تحريفات على النظرية
بعد داروين, حرَّف بعض البيولوجيون نظريّة الانتقاء الطبيعيّ و حوُّلوها إلى مبدأ "التكيّفات الصارمة", حيث أصبحت كل ميّزة لكل كائن حيّ تُنتَج بواسطة الانتقاء الطبيعيّ, و هكذا أصبح من المطلوب وجود تفسير لماذا هذه الميّزة تكيُّفيّة. لكن داروين لم يقل أنَّ كل الانتقاء هو انتقاء طبيعي (تكيّفي), فالانتقاء الطبيعي هو مصدر بعض التغييرات و يستطيع أن يشرح لماذا تحدث التغيُّرات التكيّفيّة فقط. وقد اقترح البيولوجيون المعاصرون آليّات أخرى للتغيير التطوُّريّ, مثل الانتقاء المُحايد, الجرف الجينيّ, و "تأثير المؤسِّس"...إلخ وقد اعتقد داروين أن الانتقاء الجنسيّ قد يكون مهمّاً. أيٌّ من الآليّات الأخرى للتغيير الوراثيّ بمرور الوقت, لا تُناقض فكرة الانتقاء الطبيعيّ, بل على العكس, تلك الآليّات تُعزّز الانتقاء الطبيعيّ بوضوح.

هُنا اقتباس من الفصل الأخير من الإصدار الأخير من كتاب أصل الأنواع:
بما أنَّه يتم تقديم استنتاجاتي بشكلٍ سيّء, ويتم التصريح أنني أنسب تعديلات الأنواع إلى الانتقاء الطبيعيّ حصريّاً, سأشيرُ إلى أنَّني في الإصدار الأول من هذا العمل قد وضعتُ في موقِعٍ واضحٍ جداً, تحديداً عند نهاية المقدّمة, الكلمات التالية: "أن مُقتنعٌ أن الانتقاء الطبيعي قد كان الوسيلة الرئيسيّة, و لكن ليست الوحيدة, للتعديلات في الأنواع"

لكن هذا كان بلا جدوى.. فقِوى سوء تقديم الأفكار, هي قوى عظيمة. و من حسن الحظ أنّ تاريخ العلم يُظهِر أنَّ هذه القوى لا تبقى طويلاً.

هل انتهت الداروينية؟
يُلخِّص ماير تاريخ النظريّات الداروينيّة, ويُخاطب تلك الادعاءات التي فنّدتها الداروينيّة أو حلّت محلها, و ذلك في الفصل العاشر: "تخومٌ جديدة في بيولوجيا التطوُّر".

في العقد الذي تلا اكتشاف قوانين ماندل, منذ حوالي 1970, تزايد انتشار الادعاء الذي يقول أنَّ "الداروينيّة قد انتهت"
...
يخلط معارضو "نظريّة التطوُّر الحديثة", بشكلٍ مقصود, بين ثلاث من مدارس الداروينيّة, و هي:
1- الداروينيّة الجديدة (Neo-Darwinism): و هو مُصطلحٌ وُضِعَ من قِبل روماينز (Romanes) في 1896, و ذلك ليُشير إلى "الداروينيّة بدون توريث الصفات المُكتسبة".
2- علم وراثة مجموعات الأحياء الأولى (early population genetics): مدرسة تخفيضيّة (reductionist) عرّفت التطوُّر كتعديل على تردُّدات الجين عن طريق الانتقاء الطبيعيّ.
3- الفرع الشموليّ من الفرضيّة التطوُّريّة الحديثة: الذي استمر بالاعتقاد بأفكار داروين الأساسيّة, إضافةً لقبول نتائج علم الوراثة.

إنَّ الداروينيّة ليست نظريّة بسيطة حيثُ إمّا أن تكون صحيحة أو خاطئة, لكنها بالأحرى برنامج بحث مركّب يتم تعديلهُ و تحسينه بشكلٍ مستمر. و قد كان هذا صحيحاً قبل النظريّة التطوُّرية الحديثة و يستمر لما بعدها.

إنَّ الجدول التالي يعرض العديد من المراحل الهامة في تاريخ تعديل الداروينيّة. و لكن تمييز مثل هذه المراحل على أنها فترات متقطّعة, سيكون مشروع مصطنع و غير قابل للتحقيق....فكل واحدة من هذه الفترات كانت مختلفة إلى حدٍ ما, و ذلك بسبب اختلافات التفكير التطوّري عند العديد من التطوّريين. و قد فشل أكثر النُقّاد الذين حاولوا دحض الفرضيّة التطوُّريّة في إدراك هذا الاختلاف في وجهات النظر. لكنهم نجحوا في تفنيد المدارس التخفيضيّة (reductionist) فقط من معسكر الداروينيّة.

جدول المراحل الهامة في التعديلات التي طرأت على الداروينيّة:
• من 1883 إلى 1886: الداروينيّة الجديدة عند وايسمان Weismann, نهاية التوريث البسيط, و الاعتراف بإعادة الخلط و الاتحاد الجينيّ و الخلويّ.
• 1900 المندليّة (Mendelism): قبول الثبات الجينيّ, و رفض الخلط الوراثيّ.
• من 1918 إلى 1933 (Fisherism): اعتبار التطوّر كمسألة تتعلق بترددات الجين, و قوّة حتى أصغر ضغوط الانتقاء الصغيرة.
• من 1936 إلى 1947(Evolutionary synthesis): تأكيد الأفكار المتعلقة بمجموعات الكائنات الحيّة (Population) ... الاهتمام في تطوُّر التنوعات و الاختلافات, النشوء الجغرافي للأنواع, معدّلات تطوُّريّة متغيّرة.
• من 1947 إلى 1972 (Post-Synthesis): النظر بشكل متزايد إلى الأفراد كهدف للانتقاء, نظرة أكثر شموليّة و الاعتراف المتزايد بالصدفة و القيود.
• من 1954 إلى 1972 (Punctuated equilibria): التوازن المتقطّع و ازدياد أهميّة التطوّر عن طريق انقسام النوع الواحد إلى مجموعتين معزولتين.
• من 1969 إلى 1980: إعادة اكتشاف أهميّة النتقاء الجنسيّ... و أهميّة النجّاح المُنتج في الانتقاء.

المصادر:
_"مجادلة واحدة طويلة: تشارلز داروين و نشوء التفكير التطوّري الحديث", إيرنست ماير Ernst Mayr, مطبعة جامعة هارفورد, كامبريدج ماسوشوستس 1991.
ISBN 0-674-63905-7. QH371.M336 1991. 575 - dc20

_"نشأة الأنواع الحيّة عن طريق الانتخاب الطبيعي, أو الاحتفاظ بالأعراق المفضّلة في أثناء الكفاح من أجل الحياة", تشارلز داروين Charles Darwin,الطبعة الأولى 1859. الطبعة السادسة 1872




ترجمة Godzela
عن موقع TalkOrigins



https://www.alzakera.eu/music/vetensk...bio-0024-3.htm









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:26   رقم المشاركة : 479
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان



بقلم طريف سردست


قصة نشوء نظرية التطور



الخميس 24 نوفمبر من عام 1859 وزع مؤرخ الطبيعيات تشارلز داروين الطبعة الاولى من كتابه "مصادر الانواع" (The Origin of Species). الطبعة لم تكن تتجاوز 1250 نسخة وبيعت كاملة في اليوم نفسه، لتبدأ رحلة النقاشات والحوارات العميقة مع وضد الافكار الداروينية بالرغم من انه ، في حينه، قلة من فهمت معنى مصطلحه " الانتخاب الطبيعي".

الاساس لنظرية داروين جاء من ملاحظاته التي اجراها قبل حوالي 25 عاما عند رحلته الى مجموعة الجزر المسماة Galápagos حيث توقفت الباخرة في جزيرة Chatham. لحسن الحظ لم يرتاح داروين لصحبة كابتن الباخرة بالرغم من انه ابحر ليكون رفيق سفر للكابتن في رحلته الطويلة كما ان داروين لم يحب البحر. كل ذلك شكل سببا له للنزول الى الجزر والقيام بمراقباته وجمع النباتات والحيوانات ونماذج عن الصخور والمعادن. هذا السبب ايضا كان حافزا له للنزول الى الجزيرة التي افضت الى اكتشافاته . لقد زار اربعة جزر من جزر المجموعة واطلع على حيواناتها وطيورها المتيزة والغريبة عن مانعرف.

بالرغم من ان البعض يعتقد ان داروين توصل فورا الى نتائج ملاحظاته التي يترجمها مصطلح " الانتقاء الطبيعي" إلا ان الحقيقة ان داروين قد وصل الى هذا الاستنتاج بعد فترة طويلة، حسب ماتشير اليه مذكراته اليومية، بالرغم من انه سمع من الكابتن عن ظاهرة الاختلاف بين الطيور المتشابهة من جزيرة الى اخرى وبالرغم من انه شخصيا قد رأى اختلافات ظاهرة بين الطيور المنعزلة، ولم يفهم المغزى من هذه المعلومات إلا بعد زمن طويل. ومع ذلك يمكن القول ان زيارته الى هذه الجزر كانت حاسمة في ظهور النظرية التي تعتبر احد اهم نظريات العصر الحديث.

مجموعة الجزر Galápagos تشكلت بفعل نشاطات بركانية وكانت من امنيات داروين رؤية بركان نشيط ولكن البركان Chatham كان قد انطفئ منذ زمن طويل، وبالرغم ذلك سجل داروين ملاحظات عن تشير الى ان الجزيرة كانت سوداء بفعل المصهورات التي انطلقت من البركان عند نشاطه والتي تغطي سطح الجزيرة على شكل موجات جامدة.
على الجزيرة التقى حيوانات وطيور جريئة للغاية لم يعهدها من قبل مثل طيور تسمى فينكار وسولور. لقد اثاره التنوع بالحيوانات والحياة الغنية بالانواع مثل السلاحف والسلامندرا البحرية والحرباء ،في جزر صغيرة تشبه الجنة الموعودة، حيث حيواناتها لاتخاف الانسان، إذ انها لم تلتقي بالانسان ابدا.

جزيرة Charles وتسمى ايضا جزيرة Santa Maria or Floreana كانت مركزا لقضاء المساطين فترة محكوميتهم تحت امرة البريطاني Nicholas Lawson. هذا البريطاني ذكر ان المرء يستطيع التفريق بين الجزر من خلال النظر الى شكل السلاحف التي على الجزيرة، إذ ان كل جزيرة تقطنها سلاحف ذات شكل مختلف عن الجزيرة الاخرى. مثلا في احدى الجزر كانت حافة الدرع عند الرقبة تشكل قوسا الى الاعلى بحيث ان السلحفاة تتمكن من الوصول الى الاغصان المرتفعة والآكل منها في حين في بقية الجزر كانت الحافة مستقيمة والسلاحف لم تكن تحتاج الى رفع رأسها للوصول الى الطعام، وبالتأكيد يوجد الكثير من الاختلافات الصغيرة الاخرى ايضا، والتي لم ينتبه اليها داروين في حينه ولم يفهم مغزاها.

في مذكراته التي نشرت عام 1845 اعترف داروين بأنه لم ينتبه لما تتضمنه الملاحظات التي صادفها وذلك لعدة اسباب من بينها انه لم يعقل ان تنعزل الانواع في جزر قريبة من بعضها بهذا الشكل ولم يخطر بباله درجة التنوع التي حصلت بين حيوانات الجزر. وعوضا عن ان يجمع اكثر، القى بما جمعه من دروع السلاحف من على ظهر الباخرة الى البحر.

وبالرغم ذلك كانت هناك مجموعة من الطيور اثارت انتباهه بشكل خاص كان لها ممثلين كنوع او كصنف على جميع مجموعة الجزر هذه الطيور تسمى الفينكار او Finches . من هذا النوع جلب العديد من النماذج الموثقة والتي تؤكد وجود العديد من الانواع منها والجزيرة التي ينتمي اليها كل نوع منها.

في لندن سلم مجموعته من الطيور الى العالم البيلوجي المشهور John Gould الذي اخبره بعد فترة من الدراسات ان المجموعة تعود لنوع واحد من الطيور ولكنه مختلف بالشكل الخارجي مما ادهش داروين. ولاعجب، فأن الانواع الاربعة عشر التي ينقسم اليها الطير المعروف بإسم فينكار يختلف اختلافا شديدا بين بعضه ومن الصعب رؤية انتمائه الى نوع واحد من مجرد رؤيته في الطبيعة.

قبل مغادرة الباخرة المعروفة بإسم Beagle والتي اقلت داروين في رحلته لجزر Galápagos توقفت عند جزيرة Albermale/ Isabela حيث درس داروين للسحلية البحرية وحيث ابحر على ظهر سلحفاة بحرية كبيرة.

بعد خمسة اسابيع غادروا الجزيرة. وبالرغم من انه رأى مالم يكن يخطر على باله من الحيوانات والتنوع في اشكالها إلا انه لم يصبح " تتطوري" بعد، بل اصبح اكثر غنى وتفتحا وخبرة الامور الضرورية التي هيئت لانفتاح بصيرته.

عند العودة ومعاينة النماذج من الطيور التي جمعها والملاحظات التي سجلها، توصل الى ان التعدد الكبير في انواع الطيور والاختلاف بينها لايمكن تفسيره بغير انه كل الوقت تنشأ انواعا جديدة ، من الانواع الام، وانها دائما تملك مؤهلات إضافية منسجمة مع البيئة المحيطة، كما هو الامر مع مجموعة طيور الفينكار.
لقد نضجت ونمت نظرية التتطور عند داروين ببطء ولكن بثبات، وظهر له ان طيور الفينكار الذين اثاروا حيرته في البدء هم افضل مثال على قابلية الطبيعة على التتطور والانسجام.

بعد عشرة سنوات على رحلته يكتب داروين عن دراسة نماذج الطيور التي جمعها " يظهر انها استطاعت ان تقربنا الى حل معضلة المعضلات عن مصدر ظهور الاشكال الجديدة للحياة على هذه الارض". بعد هذه الاسطر بدأت تتالى مقالاته ورحلاته الاستكشافية الواحدة بعد الاخرى مؤكدة كلماته التنبؤية الاولى. في كتابه المسمى عن اصلا الانسان "The Descent of Man" 1871, وضح مفهومه عن الاختيار الجنسي واشار الى ان الانسان والشمبانزي يملكون جدا مشتركا وان الانسانية جاءت اصلا من افريقيا.

الجزء الثاني: تطور طيور الفينكار
https://www.alzakera.eu/music/vetensk...bio-0024-1.htm









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-17, 15:27   رقم المشاركة : 480
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاكر مشاهدة المشاركة
لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان


ترجمة راهب العلم


الادلة الحسية والعلمية على حدوث التتطور

القسم الاول


هنا نبذة عن الأدلة الملموسة على حدوث التطور بعيداً عن الكلام النظري والنظريات التي تبقى في مجال تفسير كيف يحدث التطور في حين ان الظاهرة ثابتة امامنا وجزء من سنة الكون؛ إذن الاختلاف في محاولة تفسيرها هو الامر الذي يمكن ان يخضع للاختلاف. "

نظام التتطور العضوي الحديث

يقوم نظام التتطور العضوي الحديث على المبادئ التالية:
آ- كل نوع من الأحياء نشأ من نوع آخر كان موجودا قبله وأكثر بدائية وأبسط منه تركيباً.
ب- يحدث تغير دائم في شكل الأحياء وتركيبها ووظائفها.
ج- تغيرات الأحياء قليلة للغاية ولكن تراكمها بمرور الأزمنة والأحقاب على مدى ملايين السنين يؤدي الى اختلافات كبيرة تتسبب في نشأة أنواع جديدة من الأحياء.
د- عدد أنواع الأحياء متغير ولم تظهر كلها في وقت واحد ؛بل ظهرت بالتدريج وتطورت حتى أصبحت على ما هي عليه الآن في أشكالها الحالية.

اولا الحفريات
ثانياً التصنيف
ثالثاً التشريح المقارن
رابعاً التراكيب الاثرية
خامساً التشابه الفسيولوجي
سادساً الأجنة
سابعاً التوزيع الجغرافي

الحفريات دليل مادي على حدوث التطور

الحفريات هي عبارة عن بقايا أو لآثار الكائنات الحية التي عاشت قديما قبل بداية العصر الحديث تحت ظروف مختلفة عن الظروف الحاضرة؛ثم دفنت بع دموتها ضمن الرواسب المكونة للصخور الرسوبية ؛ويشترط في ذلك وجود الهيكل الصلب للكائن واندفانه في رواسب تحميه من التحلل بعد موته مباشرة ووجود الوسط المعدني المناسب الذي يحل محل المحتوى العضوي للكائن الحي؛وأهمية الحفريات كدليل على وجود الكائنات الحية في الماضي (ولكن لم تسمح الطبيعة بتكوين الحفريات لكل الكائنات الحية القديمة بسسب وجود شروط وظروف خاصة تسمح بذلك)
أولاً: ظهور الحياة خلال العصور :
1-ظهرت الحياة أولاً في الماء؛ثم تدرجت الى اليابس.
2-تطور الحياة سار في الاتجاه نحو زيادة التخصص والتعقيد في تركيب الأعضاء ووظائفها.
3-الحفريات النباتية:ظهرت الطحالب،ثم الحزازيات،ثم السراخس؛ثم عاريات البذور ؛ثم مغطاة البذور.
4-الحفريات الانتقالية ،ظهرت اللافقاريات ،ثم الفقاريات التي بدأت بالأسماك ذات الدروع،ثم البرمائيات،ثم الزواحف الضخمة التي نشأت منها الطيور والثدييات.

ثانياً:الحلقات الانتقالية(الحلقات المتوسطة)توضح وتربط الصلة بين قسمين مختلفين تماماً من الحيوانات أو من النباتات.
*الطائر العتيق (أركيوبتركس)
يسد الفجوة بين الزواحف والطيور؛ولقد تكلمنا عنه مطولاً .
*التيكتاليك حلقة وصل بين السمك والبرمائيات.

التصنيف دليل لاثبات التطور

يعتمد علماء البيلوجيا التصنيف البيلوجي التالي: عالم أو مملكة<شعبة<طائفة أو قسم<رتبة<فصيلة أو عائلة<جنس<نوع<صنف

وتخضع له كل الاحياء الموجودة في الطبيعة. ومنن المعروف ان اي كائن حي يكتشف يخضع لدراسة مكثفة ومعقدة من اجل اكتشاف موقعه في التصنيف البيلوجي. شجرة الحياة أو التطور تتبع الفصائل والرتب المختلفة في عالمي النبات والحيوان:
1-يوجد تدرج خلال الشعب المختلفة من البسيط الى المعقد تسلسلاً في الرقي من طائفةٍ الى أخرى.
2-يمثل تصنيف كل من عالمي مملكتي النبات والحيوان بشجرة كثيرة الفروع :
(أ)أصلها الطحالب وحيدة الخلية في النبات _وأطرافها الزهريات
(ب)أصلها الأوليات في الحيوان كالأميبا،وأطرافها الثدييات
#شجرة الحياة والتطور :ان تدرج تركيب الكائنات الحية يوضح فكرة التطور بإرجاع الأنواع والأجناس في كل فصيلة الى أصول مشتركة ؛حيث يوضع حيوانان متقاربان مختلفان كل الاختلاف في مجموعة واحدة ؛(مثلا ذوات الظلف،أو الدرداوات ،أو الرئيسات ..الخ)

فراغات شجرة الحياة:
1- اكتشاف حلقات تملئ فراغات في تسلسل التطور من طائفة الى طائفة أخرى كنا نفتقد صلات القربى بينهما. والمستحاثات التي جرى العثور عليها تتطابق تماما مع تسلسل منطقي لحلقات متوسطة أو انتقالية الضرورية للوصول الى المرحلة الراهنة، ونعني هنا: العثور على مجموعة من الأنواع تسد بعض الفجوات بين مراحل بدائية ومراحل حالية لمجموعة من الأحياء المنقرضة أو المعاصرة تجمع في تركيبها بين صفات طائفة سابقة وصفات طائفة لاحقة في شجرة النسب؛ مثلا:
#الأسماك الرئوية(حلقة متوسطة بين الأسماك الغلصمية والبرمائيات التي تتنفس بالخياشيم في الهواء). عندما يأتي الجفاف، تتنفس هذه الاسماك الهواء بما يشبه رئة بدائية (نتيجة تحور المثانة الغازية)، مما يعطينا فكرة عن الخطوات الاولى في التطور من الأسماك الى الفقاريات البرية الاولى

#الجلد شوكيات أرقى اللافقاريات مثل نجم البحر وقنفذ البحر وخيار البحر،لها هيكل داخلي من عظيمات جيرية؛فهي حلقة وسطى ما بين الفقاريات واللافقاريات ؛أثناء انقباض عضلاتها يتكون فيها فوسفات الأرجنين [كاللافقاريات] وفوسفات الكرياتين [كالفقاريات]
#حيوان منقار البطة Platypusحيوان ثدي يبيض يعيش بأستراليا
#الطائر العتيق
#التيكتاليك
#الأحصنة الخماسية والثلاثية الأصابع


التشريح المقارن دليل على حدوث التطور:


1-الحيوانات عديدة الخلايا تقسم الى فقاريات ولافقاريات ؛تبعاً لوجود العمود الفقري أو عدم وجوده.
2-تركيب الأطراف في الفقاريات(تختلف في الشكل وتتشابه في التركيب):
(أ )تختلف في الشكل الخارجي بما يلائم ظروف البيئة وطريقة الحركة.
(ب)تتشابه كثيراً في تركيب الهيكل العظميّ الذي يدعمها.
(ج)الأطراف ذات الأصابع الخمس تحورت لتلائم الوظيفة:
1_الطيور:تحورت الأطراف الأمامية الى أجنحة للطيران.
2_الحافريات:اختزلت الأصابع الى اصبع واحد للركض.
3_سبع البحر والحوت:قصرت العظام واندمجت لتكون مجاديف للعوم
....اذن التشابه والتماثل يدل على أن الفقاريات نشأت من أصل واحد مشترك.أما الاختزال في بعض الأعضاء والتغير في أعضاء أخرى ؛فقد حدث أثناء التطور من هذا الأصل الواحد الى الأنواع والأجناس المعاصرة

التراكيب الاثرية أدلة على حدوث التطور

ماهو المقصود بالتراكيب الأثرية؟:
نتيجة نشوء الفقاريات اللاحقة عن سلف مشترك، نجد ان بعض بعض اعضاء الجسم كانت تقوم بوظائف ضرورية في الأسلاف القديمة،ولكنها أصبحت غير ضرورية وبدون عمل في الظروف الجديدة فأنتهت الحاجة الى وجودها بإنتهاء وظيفتها، ،ولذلك تزول تماما أو تتضاءل و تصبح أثرية ضامرة، في طريقها لتزول تماما في المستقبل. أمثلة عن الأعضاء الأثرية:
#الزائدة الدودية في الانسان الحالي نجدها ضئيلة، ولدى آكلات الاعشاب كالارانب مثلا تكون بلا وظيفة كبيرة، في حين وظيفتها معدومة في آكلات اللحوم كالقطط والأسود. الزائدة الدودية كانت نامية في الانسان القديم الذي كان يتغذى على النباتات، لأتها تساهم في هضم السليلوز، غير ان وظيفتها اقتصرت الان على ان تكون مخزن لحفظ البكتريا المفيدة، يمكن الرجوع اليها إذا فنيت البكتريا في المعدة لسبب من الاسباب، خصوصا عند الاطفال. تنتهي اهمية هذه الوظيفة عند الكبار، كما انها تشير الى ان بعض الاعضاء تتغير وظيفته السابقة الى وظيفة جديدة لم تكن متوقعة.
#الأوراق الحرشفية: نجدها في النباتات الطفيلية وقسم من النباتات الصحراوية ، وهي عبارة عن آثار تحول ألاوراق الخضراء كانت توجد قديما على النبات، ثم فقدت وظيفتها الأصلية بتغير البيئة نحو الجفاف او تغير ظروف النبات وأسلوب معيشته.
#النباتات المائية تحتوي على أنسجة وعائية مختزلة
#الحوت لازال لديه قدمان خلفيتان في هيكله العظمي في حين منقرضتان في الظاهر ليبقى الهيكل يدل على تركيب أثري متبقٍ من بنية أجداده السابقين عندما كانوا يعيشون على البر

اذن من الواضح ان أجسام الكائنات المعاصرة عبارة عن متحف للتراكيب الأثرية التي كانت ذات أهمية للأحياء القديمة ( للاجداد) ثم أدت مجموع التغييرات الى فقدان الحاجة اليها فأصبحت بلا وظيفة في إنتظار الزوال التام او ايجاد وظيفة جديدة لها. ومن الملاحظ ان هذه " التراكيب الاثرية" يمكن ان تعود الى اصلها فيما يعرف " بالتطور الارتدادي"، حيث يظهر للثعبان او الحوت ارجل صغيرة، او يظهر للانسان ذيل.


التوزيع الجغرافي دليل لاثبات التطور

انتشار مجموعات الأحياء يتوقف على :
1- القدرة على مواجهة الحواجز المناخية (حرارة_رياح_أمطار....)
2- القدرة على مواجهة الحواجز الجغرافية (بحار_محيطات_جبال_صحراء....)
3- القدرة على منافسة الكائنات الحية الأخرى.
*يؤدي انتشار الأحياء الى عملية الانتخاب الطبيعي،وتكيف الكائنات لعدد كبير من العوامل؛مما يؤدي الى تطورها.
*تطورت الكائنات الحية في المناطق الجغرافية المختلفة المتباعدة تطورا مغايرا ؛فأصبح لكل منطقة مجموعة مميزة من الأحياء.

تفسير الاختلاف والتشابه بين الكائنات الحية في البيئات المختلفة:
1- تختلف حيوانات قارتي أمريكا (ثدييات درداوات أي عديمة الأسنان-خفافيش مصاصة للدماء، كائنات مدرعة)، عن حيوانات قارة افريقيا (الحمار الوحشي، الزرافة ، الفيلة، القردة العليا،الخرتيت) برغم تشابه القارتين في المناخ.. إلا أن حيوانات كل منطقة تطورت مستقلة منذ انفصال القارتين منذ أزمان غابرة جعلت إختلاطهما مستحيل لوجود الحواجز الطبيعية بين القارتين.
2- تشابه حيوانات الجزر البريطانية وأوروبا رغم انفصالهما، نتيجة أن انفصال بريطانيا عن أوروبا حديث العهد بالنسبة لعمر الأرض، على العكس نجد ان حيوانات جزيرة مدغشقر مختلفة عن افريقيا بسبب ان مدغشقر على الدوام منفصلة عن افريقيا جيلوجيا..


التشابه الفسيولوجي دليل لاثبات التطور:

تتشابه الكائنات الحية في الوظائف الحيوية تمشياًمع التشابه التشريحي ؛وفي كيمياء الخلية؛وسوف أعود فيما بعد لتفاصيل هذي النقطة نقلا عن ويكيبيديا؛
بعض مظاهر التشابه الفسيولوجي:
1-مادة البروتوبلازم:
(أ )تشترك جميع الأحياء في تكوينها من البروتوبلازم وتتم فيه عمليات الأيض(البناء والهدم وحرق الطاقة)بصورة متماثلة في جميع خلايا الأحياء.
(ب)يتم انقسام الخلايا بنفس الخطوات في جميع الأحياء تحت سيطرة التي تحتوي على مادة وراثية تتكون من أحماض نووية متشابهة؛بحيث أنه حين يحدث تكاثر الخلية بانقسامها الى خليتين يحدث انقسام متماثل للنواة والكروموسومات ؛كل كروموسوم ينقسم الى كرومدين(مثنى كروميد)؛فيما يعرف بعملية النسخ.
2-الفضلات النيتروجينية في الحيوانات الفقارية:
#الأسماك تتخلص من النشادر (يذوب في الماء) بواسطة الخياشيم في الماء.
#البرمائيات والثدييات تتخلص من البولينا(تذوب في الماء) بواسطة الكليتين في البول.
#الزواحف والطيور تخرج حمض البوليك مع البراز على شكل بللورات [لعدم فقد الماء]
**الطور اليرقي للضفدعة أو أبو ذنيب :تخرج النشادر كالأسماك ،ثم تتطور الى ضفعة يافعة أي كاملة النمو يحتوي بولها على البولينا


الآجنة دليل يثبت التطور (ظاهرة الاستعادة والتلخيص)

تتبع نمو الأجنة:
تبدأ جميع أنواع النباتات والحيوانات حياتها من خلية واحدة أولى (اللاقحة أو الزيجوت) التي تنقسم وتنمو الى أنسجة وأعضاء وأجهزة؛وصولاً الى الكائن الحي

عند تتبع نمو أجنة الحيوانات المختلفة نجد انها تتشابه في أطوارها الجنينية الأولى .
1-أجنة الحيوانات البعدية****zoa:
تمر بمرحلة يتكون فيها الجسم من طبقتين من الخلايا ، ثم بنتقل الى مرحلة الطبقات الثلاث.
*كلما كانت الحيوانات المعنية أكثر تقاربا في طورها اليافع ازداد التقارب في أشكال أطوارها الجنينية.
2-أجنة الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات تمر بمرحلة لها فتحات خيشومية والقلب من أذين واحد وبطين واحد(كالأسماك )ثم تختفي الخياشيم باستمرار النمو ويتحول القلب المفرد في أجنة الطيور والثدييات الى قلب مزدوج(وكذلك يتدرج النمو وأعضاء الاخراج والتناسل وعظام الجمجمة)، #لأن جميع الحيوانات انحدرت من أصل مائي مشترك يشبه الأسماك في صفاته العامة أو حتى قل أنه سمكة أوأسماك ما.



الجزء الثاني:أدلة التتطور البيلوجي
الجزء الثالث:المستحاثات دليل على التطور
Taxon

https://www.alzakera.eu/music/vetensk...bio-0027-1.htm









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc