أولاً : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة مندوب إليها في الكتاب والسنة ، بلا خلاف أو إشكال .
غير أن تحديد العبادة بعدد أو بزمان أو بمكان لم يُحدده الشارع يُدخل تلك العبادة في حيّز العبادة .
وقد أنكر الصحابة رضي الله عنهم على من أحدث مثل ذلك .
والسؤال : هل تسجيل الدخول للمنتدى كالدخول للمسجد بحيث نُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما دخلنا أو خرجنا ؟!
فمن قال : نعم ، فليأت بالدليل ! ولا دليل .
ومن قال : لا . قيل له : إذاً لا يُقبَل العمل الصالح حتى يُتابَع فيه النبي صلى الله عليه وسلم في سبب العبادة .
هذا الأول .
والثاني : جنس العبادة
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدّم مشروعة مندوب إليها .
وليس كل ما شُرِع عمومه تُشرع آحاده وأفراده – كما تقدّم – .
الثالث : قدر العبادة
وهذا مُتعلّق بالعدد ، وبِقَدْر العبادة .
الرابع : صفة العبادة
أي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو الذِّكْر بهذه الصفة .
وهل هو مشروع ؟
فمن قال : نعم . طالَبْناه بالدليل على هذا العمل على وجه الخصوص .
أين صفة هذه العبادة في عمل السلف ؟
الخامس : زمان العبادة ( فيما حُدِّد لها زمان ) .
فالذي حدد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو حدد الذِّكْر كلما دخل المنتدى أو خَرَج منه ، حدد زماناً للعبادة لم يُحدده الشارع ، وقد مضى كلام الشاطبي رحمه الله ، وأن التحديد من غير دليل بدعة .
السادس : مكان العبادة ( فيما قُيّدت بمكان مُعيّن )
وأما قول القائل :
" افتح أبواب الخير ولاتقفلها , ليكن لك دورٌ في استصلاح المنتديات وتأييد كل عمل خيِّر فيها بدلا من أن تسدَّ أبواب الخير القليلة فيها "
أبواب الخير لا تُفتح بالبدع !
والله يَعلم ما دخلت الشبكة ، وأمضيت فيها الوقت ، إلا من باب نشر الخير .
وسبق أن حسن المقصد وسلامة النية لا تُسوِّغ فعل كل أمر نظنه خيراً !
وليس كل عمل خير يراه الإنسان يسوغ عمله .
ولو ساغ ذلك لكانت كل بِدعة يسوغ عملها ، لأنه ما من صاحب بِدعة إلا وهو يَرى أن في بدعته خيراً .
وما من صاحب بدعة إلا وهو يُقيمها على حساب السنة .
وما من صاحب بِدعة يراها حسنة إلا وهو يستدرك على الشارع ، بل ويتّهم محمدا صلى الله عليه وسلم أنه لم يُبلِّغ البلاغ المبين .
قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .
ثم إنه يجب سد باب البدع والْمُحدَثات .
ويجب سد باب تناقل الموضوعات المكذوبات على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن ادّعى أصحابها أنهم ما أرادوا إلا الخير .
فهل نفتح الباب للحديث المكذوب بهذه الحجة ؟
بحجة " افتح أبواب الخير ولاتقفلها " ؟!
ونسأل الله أن يُفقّهنا في الدِّين .
أما مسألة التصدّر والجرأة على الفتيا فلا والله ما رغبت فيه ، وإنما أُقحِمت فيه .
والله يَعلم أني جلستُ إلى شيخي الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله – قبل سنتين – في المسجد الحرام ، ونحن نتراءى بيت الله ، فاستعفيته فلم يُعفِني ، وسألته ترك الفتوى فما أجابني إلى ذلك .
والله يَعلم ما أحببت الفتوى ، ولا تقحّم أوارها ، ولا خُضت غمارها حباً في التصدّر ، ولا رغبة في الظهور .
والله يَعلم لو أعفاني شيخي لما أفتيت ، ولما كتبت حرفا في فتوى .
والله يحفظك.
الشيخ عبد الرحمن السحيم .
https://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=34542