اطلب اية مقالة فلسفية ستكون بين يديك باذن الله - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى تحضير شهادة البكالوريا 2024

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اطلب اية مقالة فلسفية ستكون بين يديك باذن الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-01, 14:21   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
hamza.16
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي ارجو المساعدة فورا

من فضلكم اريد حل للمقالة التالية :
ابطل الاطروحة القائلة بان ’’ المعرفة العلمية مجرد تسجيل لمعطيات التجربة ’’ و شكرا على المساعدة









 


قديم 2012-03-01, 17:09   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamza.16 مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد حل للمقالة التالية :
ابطل الاطروحة القائلة بان ’’ المعرفة العلمية مجرد تسجيل لمعطيات التجربة ’’ و شكرا على المساعدة
موضوع: ابطال الاطروحة القائلة بان المعرفة العلمية مجرد تسجيل لمعطيات التجربة
طريقة طبعا استقصاء بالرفع

-الى اي مدى يمكن ابطال الاطروحة القائلة بان المعرفة العلمية مجرد تسجيل لمعطيات التجربة ؟
1-المطلوب عرض الاطروحة القائلة بان المعرفة العلمية ليست الا انعكاسا للتجربة و الاستقراء الحسي....مع نقدها فلسفيا و شخصيا
2-عرض الا طروحة المخاصمة التي تؤكد بان المعرفة العلمية بناء وتنسيق عقلي يتجاوزالحواس و التجربة...مع تفصيل حججهم و مبررات الاثبات....

3-اخيرا مشروعية ابطال الاطروحة....اي ما قالته النزعة التجريبية بان المعرفة العلمية ليست الا مجرد تسجيل لمعطيات التجربة.........غيرصحيحة


المقالة التالية تمنحك الاجابة.....لكن حذار.......حذار.....حذ ار....محلولة بطريقة جدلية........عليك ان توظف المعلومات حسب الخطة و التصميم السابق والالتزام بجميع الخطوات الثلاثة..اي تاخدين من المعلومات ما يخدم الخطة فقط.....موفقة ان شاء الله......................


تنعت العلوم الحقة بأنها علوم تجريبية, بمعنى أنها علوم ترتكز على التجربة أو تلعب فيها التجربة دورا هاما, فما المقصود بالتجربة هنا؟ وما هي خطوات المنهج التجريبي؟ وأي دور تؤديه التجربة في النظرية؟ هل هي منبعها وأساسها أم هي مجرد أداة يلجأ إليها في نهاية المطاف لمعرفة صدق النظرية أو كذبها؟
تجيب النزعة الإستقرائية أو الإمبريقية بأن إنشاء نظرية علمية يقتضي الانطلاق من الملاحظات من دون آراء مسبقة. إن على العالم أن ينقاد للتجربة والوقائع دون أن يسقط على الواقع معتقداته وأحكامه المسبقة. وحسب هذه النزعة فإن العبارات الكلية مثل الفرضيات والمبادىء والقوانين تستخلص من ملاحظة كثرة متنوعة من الحالات الخاصة, وبناء على هذه الرؤية فإن التجربةسابقة على النظرية وهي أصل النظرية وأساسها.
إن نقطة الانطلاق لاكتشاف النظرية أو اكتشافها هي:
1-تجميع كل الوقائع المطلوبة عبر الملاحظة ثم بعد ذلك يجب:
2-تعميم هذه الوقائع الملاحظة, أي استنتاج تعبير كلي منها, وبهذه الخطوة يتم التوصل إلى القوانين والنظريات الكلية
3-وأخيرا على العالم أن يستخلص من هذه القوانين والنظريات نتائج متنوعة تكون بمثابة تفسيرات وتنبؤات.
وهكذا من جديد نعود إلى التجربة, ولكن من خلال الاستنباط:déduction, وكل تنبؤ ناجح يعتبر إثباتا للنظرية تجريبيا. إن أساس العلم حسب هذا التصور هو الاستقراء:induction الذي يقول: إذا تمت ملاحظة عدد كبير من(أ) في ظروف جد متنوعة, وإذا لوحظ أن جميع (أ) دون استتناءتمتلك الخاصية (ب), فإن جميع (أ) تمتلك الخاصية (ب).
تعرض هذا التصور الاستقرائي لعلاقة النظرية والتجربة لعدة انتقادات, فالملاحظة أو
التجربة تقتضي مسبقا معارف أو نظرية تحدد ما يجب أن نلاحظه أو تحددالإجراءات التي يجب أن نقوم بها لإجراء تجربة ما. إن التجربة ليست مجرد تسجيل سلبي لما يقع, بل هي تقتضي فاعلية الفكر. إن العقل المجرب لايقابل التجربة بسلبيته أو وهو خال من الهم,بل يقابلها حاملا لأفكار معينة فيسائلها لكي يعرف ما إذا كانت أفكاره التي يقدمها كتفسير لما يقع صحيحة أو غير صحيحة, ثم إن التجربة العلمية تجربة منظمة ومرتبة توظف فيها أجهزة وأدوات, ولذلك يرى كانط أننا لا نعثر في الواقع إلا على ما نبحث عنه تبعا للأسئلة التي وجهناها له. إن وظيفة التجربة إذن هي استبعاد الأفكار الخاطئة وإثبات الصلاحية المؤقتة للأفكار الملائمة للوقائع, وإذن فلا تجربة من دون نظرية.
إن التجربة لاتقود إلى الاكتشاف découverte , بل الغاية منها هي التحقق vérification , وعليه فإن التجربة ليست هي مبتدأ العمل العلمي, بل هي منتهاه, إن دورها يأتي عندما تتشكل النظرية وتكتمل, وهو التحقق من صدق الفرضيات. لقد أوضح كانط هذه المسألة عندما بين أن العقل لا يقف من الطبيعة موقف التلميذ من المعلم( بنصت ويسجل), بل موقف القاضي من المتهم, فهو لا ينتظر منها أن تخبره عن أسرارها, بل يوجه إليها الأسئلة ويجبرها على الإجابة. إن غاليلي وباسكال كانا يقومان بالتجربة اعتمادا على فرضيات وأسئلة ولم يقتصرا على ملاحظة وقائع الطبيعة.
وحثى نعرف مقتضيات التجريب ووظيفته سنتوقف مع رائد المنهج التجريبي الطبيب والبيولوجي الفرنسي كلودبيرنارC.Bernard(1813-1878) .
يعرف بيرنار المنهج التجريبي بأنه مجموع القواعد والاجراءات التي بمساعدتها نخضع أفكارنا منهجيا لاختبار الوقائع. والاستدلال التجريبي ينحل في نظره إلى الخطوات الآتية :
1-يعاين الباحث في مجرى بحثه العلمي واقعة معينة تحتاج إلى تفسير(عدم تجاوز الماء لارتفاع معين في أنبوبة المضخة مثلا). إن الباحث هنا يتوقف عند الظاهرة ويتسائل كبف حدثت. هذه هي لحظة الملاحظة.
2-انطلاقا من الملاحظة الفاحصة للواقعةتتولد في ذهن الباحث فكرة لتفسيرها, فهذه الفكرة تدفعه مثلا إلى التساؤل مثلا(أليس عدم قدرة الماء على تجاوز مستوى معين في أنبوبة المضخة سببه هو أن للهواء وزنا يمارس به ضغطا على الأجسام؟) وهذه هي لحظة الفرضية.
3-تقود الفكرة الباحث إلى تصور الشروط المادية للقيام بتجربة الغاية منها إثبات صحة الفرضية أوتفنيدها,(وضع الزئبق في أنبوبة مرقمة وملاحظة مستواه في قمة الجبل وسفحه, فإن كان صحيحا أن الهواء له ثقل, فيلزم أن يكون تأثيره مختلفا من سفح الجبل إلى قمته¹), وهده هي لحظة التجربة.
يكون العالم في الخطوة الأولى مجرد ملاحظ, وفي هذه الخطوة عليه أن يكون أمينا وسلبيا يسجل ما يحدث أمامه تماما مثل آلة تصوير دون أن يستدل أو يفكر, وبعد الملاحظة الجيدة تولد الفكرة, وعندئذ على العالم أن يصير مجربا, أي عليه أن يفكر في الشروط المادية التي تمكنه من إقامة تجربة للتحقق من فكرته(أي فرضيته).
هذه الرؤية التجريبية لدور الملاحظ والتجريب تعرضت للنقد من قبل الإبستمولوجيا المعاصرة, فلو نظرنا إلى العلم من زاوية تاريخية لتبين لنا أن العالم يمارس بحوثه وتجاربه في إطاررؤية نظرية مقبولة من طرف الوسط العلمي, كما أن الوقائع العلمية التي يدرسها العلماء ليست جاهزة في الطبيعة, بل هي ألغاز ومشاكل تواجهها هذه الرؤية النظرية وتبحث لها عن حلول, فعالم الرضيات الفرنسي روني طوم R.thom (1923-2002) يؤكد أن الوقائع لاتوحي بأية فكرة, فالناس قد رأوا التفاح يسقط منذ آلاف السنين دون أن توحي لهم واقعة السقوط هذه بفرضية الجاذبية. لقد كانت واقعة سقوط الأجسام تشغل بال العلماء في عصر نيوتن, وعبقرية نيوتن لاتكمن في كونه لاحظ التفاح يسقط, بل في تخيله لفرضية الجاذبية. فللخيال إذن دور كبير في اكتشاف النظرية. إن التجريب لايكفي وحده لكشف أسباب الظواهر, أي أنه لايعفي من التخيل والإبداع, إن دوره سلبي يتمثل في فرز الأفكار لمعرفة الصادق منها من الكاذب. إن وضع آلات ضخمة وأجهزة تقنية دقيقة بين يدي علماء لا خيال لهم لن يقود أبدا إلى أي نتيجة. إن للتجارب الخيالية دورا كبيرا في تصور الوقائع وتفسيرها, وهذا الدور لاتفلح الأجهزة التقنية في تعويضه. إن مكانة التجريب في التصور الإبستمولوجي المعاصر لا تأتي في صدارة العمل العلمي بل في نهايته. إن التصور القائل بأن التجربة هي أساس النظرية وأداة اكتشافها, إنما هو وهم يجب رميه في سلة الخرافات الإبستمولوجيا.
-------------------------------------------


بينا في الفقرة السابقة أن النظرية لاترتكز على التجربة ولاتكتشف انطلاقا من الوقائع, ورأينا أن دور التجربة يتمثل في اختبار النظرية والتحقق منها وليس الإكتشاف. وفي معرض حديثنا عن دور التجربة بينا أن العقل هو من يهندس التجربة ويرتب إجراءاتها وخطواتها, ولكن لم نتبين دوره بوضوح في بناء النظرية واكتشافها, وهذا هو ما سنفصل فيه القول الآن.
قبل كانط وجد تفسيران لمصدر المعرفة وأساسها, فقد كانت النزعة العقلية rationalisme : تذهب إلى أن العقل هو مصدر جميع معارفنا العلمية, وأنه يجب الإعتماد عليه وحده للوصول إلى الحققة, في حين أن النزعة التجريبية: Empiricisme قد ذهبت إلى أن المصدر الوحيد لجميع معارفنا هو التجربةالحسية. وقد انتقد كانت هذين التصورين معا معتبرا أن من الصحيح أن معرفتنا تبدأ بالتجربة, ولكن هذا لايعني أنها كلها مشتقة منها. ذلك أن معطيات التجربة تتصف بالجزئية والعرضية, فهي تكون
متناثرة وتحتاج إلىتنظيم. إن العقل هو الذي يتدخل فيضفي بمقولاته أو مفاهيمه ومبادئه القبلية نظاما على هذه المعطيات ويحولها من مجرد مدركات حسية إلى مدركات عقلية, وعليه فإن العقل هو من يبني التجربة ونظمها بواسطة مبادئه, غير أن هذه المبادىء لاتقدم أية معرفة علمية في غياب المعطيات الحسية(التجربة). ولقد أظهر التقدم العلمي الهائل ابتداءا من القرن 18 أن العقل ليس كيانا أو جوهرا يستمد قوته وقيمته من ذاته, بل هو فاعلية تتشكل وتتطور وتغتني من خلال الحوار مع التجربة و ومن خلال إعادة النظر في مبادئه ومقولاته وقواعده. لقد أصبح العقل العلمي المعاصر عقلا متواضعا نسبيا ونقديا فهو لا يدعي أن مبادئه وقواعده ثابة ويقينية, كما أنه لا يدعي القدرة على الوصول إلى معارف يقينية مطلقة.
هذه الرؤية للعقل لم تتضح معالمها إلا من الثورة العلمية في القرن20. فإنشتاين A.Eintien (1879-1955) يبين لنل أن نسق الفيزياء النظرية يرتكز على مفاهيم concepts وعلى قوانين أساسية lois de base , وهذه القوانين هي التي تربط بين المفاهيم والنتائج conséquences التي تشتق منها بواسطة الإستنباط المنطقي. وينبغي أن تكون معطيات التجربة مطابقة لنتائج النسق النظري حثى يكون هذا الأخير صحيحا. إن قيمة مكونات النسق النظري لايمكن أن تشتق من التجربة, بل هي آتية من البناء الرياضي العقلي, إن التجربة قد ترشدنا عند اختيار المفاهيم الرياضية التي يجب توظيفها لفهم ظوار الطبيعة, ولكنها ليست هي المنبع الذي تصدر عبه هذه المفاهيم, إن قدرتنا على فهم الواقع المادي تأتي من الفكر الرياضي الخالص.
إن نشاط الفيزياء المعاصرة( نظرية الكوانطا خصوصا: عالم الذرة) يثبت حسب الإبستمولوجي الفرنسي غاستون باشلار G.Bachelard(1884-1962) سذاجة النزعتين العقلية و التجريبية المتعارضتين, ذلك أن هذا العلم يقوم على حوار فلسفي جدلي وعميق بين المجرب المزود بأدوات وأجهزة تقنية عالية الدقة وبين عالم الرياضيات, وهذا الحوار يثبت أنه لاعقلانية في الفراغ, ولا عقل
معزول ومكتف بذاته, بل العقل يتشكل ويتبلور من خلال سعيه إلى القبض على التجربة. كما أنه لاوجود لتجريبية خالصة, إذ أنها لن تكون إلا معطيات حسية مفككة الأوصال, فالتجربة نفسها بناء عقلي. وفي مقابل هاتين النزعتين المتناقضتين يتحدث باشلار عن عقلانية مطبقة وعن مادية مبنية(أجهزة- أدوات- تقنيات...). ذلك أن الواقع الفيزيائي اليوم(العالم الميكروسكوبي: الذرة- النواة-الإلكترونات...) ليس واقعا معطى, بل هو واقع مبني, فنماذج هذه الوقائع الميكروسكوبية هي عبارة عن علاقات رياضية قابلة للتعديل والتصحيح. ولهذا يدعو باشلار إلى التخلي عن العقلانية المعمارية( عقلانية المبادىء الثابتة:ديكارت وكانط) لصالح عقلانية جدالية ونشيطة تشغل مبادئها من خلال الحوار مع التجربة, ولتجربة نشيطة هي الأخرى معدة لمراقبة عمل العقل تزول الهوة التي كانت تفصل بين العقل الرياضي والواقع وتنتفي الحدود الفاصلة بين مملكة العقل ومملكة التجربة وبين المجرد والعيني.


-----------------------------------------



بعد أن تعرفنا في المحور السابق على الإشكالات المتعبقة بالعلاقة بين التجربة والعقل ودور كل منهما في بناء النظرية العلمية, بقي لنا أن نتعرف على المعيار أو المعايير الفاصلة بين النظرية العلمية والنظريات التي ليست علمية. ينبع هذا الإشكال من غموض الحدود الفاصلة بين ما هوعلمي وما هو ليس كذلك, وهذا الغموض هو ما يجعل كثيرين يزعمون أن معارفهم علمية مثل العلوم الحقة( المنجمون مثلا), ولذلك انشغل العلماء والإبستمولوجيون بتحديد المعايير الفاصلة بين العلم والعلم الزائف.
رأينا أن النزعة التجريبية ترى أن الملاحظة أو التجربة هي أساس كل علم حق, وهكذا اعتبرت هذه النزعة أن كل مالا يشتق من التجربة أولا يمكن رده إليها فهو ليس علما. وقد تعرض هذا التصور كما رأينا لعدة انتقادات بينت محدوديته وسذاجته. ولقد نشأة في القرن 20 مدرسة فلسفية حاولت تجاوز نقائض التصور التجريبي هي المدرسة الوضعية المنطقية¹,لقد اعتبؤت هذه المدرسة أن معيار التحقق :
vérification هو ما يميز العلم عن ما ليس علما, والتحقق عبارة عن إجراء يمكن من إثبات صحة قضايا( فرضيات- نظريات...) و وعليه فإن القضايا والفرضيات العلمية هي فقط تلك التي يمكن" التحقق" منها بواسطة التجربة الحسية, وبالتالي فإن كل قضية أو فرضية لايمكن إثبات صحتها انطلاقا من ملاحظات حسية لايمكن اعتبارها علمية.
ينتقد الفيلسوف الألماني كارل بوبرK.Popper(1902-1994) رؤية الوضعين المناطقة لمعيار
الفصل بين العلم واللاعلم معتبرا أننا لانستطيع إطلاقا إثبات صحة نظرية اعتمادا على الملاحظة والتجربة, كما أن الاستنباطات المنطقية التي تستند على الملاحظات لاتمكننا من الوصول إلى قوانين
كلية ونظريات, ولكننا بالمقابل نستطيع إثبات خطأ نظرية ما اعتمادا على الملاحظة والتجربة, كما أن
الاستنباطات المنطقية التي تتدذ من ملاحظات خاصة مقدمات لها قد تقودنا إلى استنتاج خطإ أو كذب القوانين والنظريات العلمية.
مثلا: " لوحظ غراب غير أسود في المكان (أ) في اللحظة(ب)"
من هذه العبارة يمكن أن نستنتج منطقيا كذب العبارة:" كل الغربان سود", أي أنه انطلاقا من المقدمة: " لوحظ غراب غير أسود في المكان (أ) في اللحظة(ب)" يمكن أن نستنتج منطقيا: "ليست كل الغربان سود". وإذن فإن بطلان العبارات الكلية(قوانين- نظريات) يمكن أن يستنتج من عبارات مفردة, في حين أن ملايين الملاحظات الفردية والشواهد التجريبيةلاتستطيع أن تثبت صحة عبارة كلية مثل: " كل البجع أبيض", فدور التجربة إذن ليس إيجابيا يتمثل في تأييد النظرية وتدعيمها, بل دورها سلبي يتمثل في تكذيب النظرية وتفنيدها. إن أي تجربة لاتستطيع أن تحقق نظرية بشكل قطعي, ذلك لأنه ليس لدينا دليل كاف على أن التجارب اللاحقة كلها ستكون لصالح النظرية. إن العالم ينشىء نظرية ويبدعها إبداعا حرا,
ويعتبرها مجرد تخمينات conjectures يريد من خلالها حل مشكلات طرحتها نظريات سابقة وعجزت عن حلها, وهذه النظرية تحدد بنفسها نتائج محتملة وتتنبأ بأشياء يمكن للتجربة أن تفندها. صحيح أن الوقائع قد تؤيد هذه النتائج ولكن هذا التأييد confirmation لايعني أن هذه النظرية قد تحقق صدقها وأنها نظرية صحيحة قطعا, إذ من الممكن منطقيا أن تكذبها مستقبلا تجربة مضادة.
هكذا يرى كارل بوبر أن نظرية ما لن تكون علمية إلا إذا كانت قابلة للتكذيب : falsifiable أو التفنيد:réfutable .فما قيمة النظرية إذا كان يستحيل اختبارها أو يستحيل إثبات كذبها بالتجربة؟ إن قابلية النظرية للتكذيب لاتعني ان النظرية يجب أن تكون كاذبة لكي تكون علمية. إن ما يعنيه هذا المبدأ هو أن النظرية يجب أن تكون مبدئيا قابلة للاختبار وأن تتضمن في ذاتها إمكانية أن تكون الوقائع الملاحظة مخالفة لها, إن نتائج الاختبارات التجريبية قد تكون موافقة لتنبؤات النظرية, وفي هذه الحالة لانقول إن النظرية محققة: ,vérifié بل نقول فقط إنها معززة: corroboré بالتجربة,وإذا لم تصمد أمام الاختبارات فعندئذ نقول إنها قد فندت: réfuté, أي أنها باطلة بحكم التجربة. وعليه فإن النظرية لاتكون علمية إلا إذا أمكن تكذيبها¹, وبالمقابل فإن كل نظرية تظل صحيحة مهما كانت الاختبارات التجريبية لايمكن اعتبارها علمية. إن إمكانية أن تكذب النظرية بواسطة التجربة هو ما يحدد طابعها العلمي. إن نسقنا العلمي اليوم هو نسق العبارات القابلة للتكذيب والتي لم يتم تكذيبها بعد.
بدوره ينتقد الإبستمولوجي الفرنسي بيير تويليي(1927- 1998) معيار التحقق ويرى أن القول بأن النتائج التي تستنبط من النظرية يمكن التحقق منها بالتجربة هو قول مبسط ويحتاج إلى إعادة النظر, ذلك لأن الفرضيات لاتواجه الوقائع معزولة بحيث يمكن أن نتحقق من كل فرضية على حدة. كما أن القيام بتجربة علمية يقتضي تعاون نظريات متعددة, ثم إن التحقق التجريبي لايقدم دليلا حاسما لصالح النظرية, فإثباته لصدق النظرية إثبات غير مباشر وجزئي وقابل للتعديل في أي حين.(وهذه انتقادات قريبة من انتقادات بوبر) فلإثبات صدق النظرية لايكفي التحقق منها مرة واحدة فقط بل ينبغي تنويع الاختبارات التجريبية ومقارنةهذه الاختبارات فيما بينها. بل إن الاختبار التجريبي لايمثل إلا أحد المعايير الممكنة لاختبار النظريات, إذ هناك معيار آخر له مكانة مركزية حسب تويليي في تكوين العلم, وهو اختبار التماسك المنطقي للنظرية أو التماسك بين نظريات متعددة.
وإذا كان معيار التحقق يربط صدق النظرية بالواقع الخارجي فإن معيار التماسك المنطقي معيار داخلي
يولي أهمية للترابط المنطقي الدقيق بين مكونات النظرية( مبادىء- مفاهيم- قوانين- نتائج...) اعتمادا على قوانين المنطق. إن شرط التماسك هو عدم حصول تناقض بين مبادئها أو بين مبادئها ونتائجها أو بين نتائجها. وواضح أنه ليس للتجربة أي دور هنا. ولكن تويليي لايقول بأن هذا المعيار هو وحده المميز للعلم, بل هو واحد من معايير أخرى أهمها معيار الاختبار بأوجهه المتنوعة

_________________
ادعيلي ننجح في الباكالوريا




وشوف هاذي

هل أصل المفاهيم الرياضية تعود إلى العقل أم إلى التجربة

السؤال إذا كنت أمام موقفين يقول متعارضين يقول احدهما أن المفاهيم الرياضية في أصلها الأول صادرة عن العقل ويقول ثانيهما أنها صادرة عن التجربة مع العلم أن كليهما صحيح في سياقه ونسقه وطلب منك الفصل في الأمر لتصل إلى المصدر الحقيقي للمفاهيم الرياضية فما عساك أن تفعل؟

طرح المشكل
منذ أن كتب أفلاطون على باب أكاديميته من لم يكن رياضيا لا يطرق بابنا. والرياضيات تحتل المكانة الأولى بين مختلف العلوم وقد ظهرت الرياضيات كعلم منذ القدم لدى اليونانيين.وهي تدرس الكم بنوعيه المتصل والمنفصل وتعتمد على مجموعة من المفاهيم .وإذا كان لكل شيء أصل .ولكل علم مصدر فما أصل الرياضيات وما مصدر مفاهيمها ؟فهل ترتد كلها إلى العقل الصرف الخالص, أم إلى مدركاتنا الحسية والى ما ينطبع في أذهاننا من صور استخلصناها من العالم الخارجي ؟ وبعبارة أخرى هل الرياضيات مستخلصة في أصلها البعيد من العقل أم من التجربة؟
عرض الأطروحة الأولى
أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى العقليرى العقليون أن أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى المبادئ الفطرية التي ولد الإنسان مزودا بها وهي سابقة عن التجربة لان العقل بطبيعته ,يتوفر على مبادئ وأفكار فطرية .وكل ما يصدر عن هذا العقل من أحكام وقضايا ومفاهيم ,تعتبر كلية وضرورية ومطلقة وتتميز بالبداهة والوضوح والثبات ومن ابرز دعاة هذا الرأي نجد اليوناني أفلاطون الذي يرى أن المفاهيم الرياضية كالخط المستقيم والدائرة .واللانهائي والأكبر والأصغر ......هي مفاهيم أولية نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا لان العقل بحسبه كان يحيا في عالم المثل وكان على علم بسائر الحقائق .ومنها المعطيات الرياضية التي هي أزلية وثابتة , لكنه لما فارق هذا العالم نسي أفكاره ,وكان عليه أن يتذكرها .وان يدركها بالذهن وحده . ويرى الفيلسوف الفرنسي ديكارت أن المعاني الرياضية من أشكال وأعداد هي أفكار فطرية أودعها الله فينا منذ البداية وما يلقيه الله فينا من أفكار لا يعتريه الخطأ ولما كان العقل هو اعدل قسمة بين الناس فإنهم يشتركون جميعا في العمليات العقلية حيث يقيمون عليه استنتاجاتهم ويرى الفيلسوف الألماني "كانط" إن الزمان والمكان مفهومان مجردان وليس مشتقين من الإحساسات أو مستمدين من التجربة ,بل هما الدعامة الأولى لكل معرفة حسية

نقد الأطروحة الأولى
لا يمكننا أن نتقبل أن جميع المفاهيم الرياضية هي مفاهيم عقلية لان الكثير من المفاهيم الرياضية لها ما يقابلها في عالم الحس.وتاريخ العلم يدل على أن الرياضيات وقبل أن تصبح علما عقليا ,قطعت مراحل كلها تجريبية .فالهندسة سبقت الحساب والجبر لأنها اقرب للتجربةعرض الأطروحة الثانية أصل المفاهيم الرياضية هي التجربةيرى التجريبيون من أمثال هيوم ولوك وميل أن المفاهيم والمبادئ الرياضية مثل جميع معارفنا تنشا من التجربة ولا يمكن التسليم بأفكار فطرية عقلية لان النفس البشرية تولد صفحة بيضاء .فالواقع الحسي أو التجريبي هو المصدر اليقيني للتجربة.وان كل معرفة عقلية هي صدى لادراكاتنا الحسية عن هذا الواقع .وفي هذا السياق يقولون (لا يوجد شيء في الذهن ما لم يوجد من قبل في التجربة )ويقولون ايضا (ان القضايا الرياضية التي هي من الأفكار المركبة ,ليست سوى مدركات بسيطة هي عبارة عن تعميمات مصدرها التجربة )ويقول دافيد هيوم ( كل ما اعرفه قد استمدته من التجربة) ففكرة الدائرة جاءت من رؤية الإنسان للشمس والقرص جاءت كنتيجة مشاهدة الإنسان للقمر. والاحتمالات جاءت كنتيجة لبعض الألعاب التي كان يمارسها الإنسان الأول .وقد استعان الإنسان عبر التاريخ عند العد بالحصى وبالعيدان وبأصابع اليدين والرجلين وغيرها ,والمفاهيم الرياضية بالنسبة إلى الأطفال والبدائيين .لا تفارق مجال الإدراك الحسي لديهم ,وان ما يوجد في أذهانهم وأذهان غيرهم من معان رياضية ما هي إلا مجرد نسخ جزئية للأشياء المعطاة في التجربة الموضوعية.


نقد الأطروحة الثانية
لا يمكننا أن نسلم أن المفاهيم الرياضية هي مفاهيم تجريبية فقط لأننا لا يمكننا أن ننكر الأفكار الفطرية التي يولد الإنسان مزود بها.وإذا كانت المفاهيم الرياضية أصلها حسي محض لاشترك فيها الإنسان مع الحيوان.

التركــــــــــــــــــيب
إن أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى الترابط والتلازم الموجود بين التجربة والعقل فلا وجود لعالم مثالي للمعاني الرياضية في غياب العالم الخارجي ولا وجود للأشياء المحسوسة في غياب الوعي الإنساني .والحقيقة أن المعاني الرياضية لم تنشأ دفعة واحدة ,وان فعل التجريد أوجدته عوامل حسية وأخرى ذهني.ة

الخاتمة
إن تعارض القولين لا يؤدي بالضرورة إلى رفعهما لان كلا منهما صحيح في سياقه , ويبقى أصل المفاهيم الرياضية هو ذلك التداخل والتكامل الموجود بين العقل والتجربة .ولهذا يقول العالم الرياضي السويسري غونزيث (في كل بناء تجريدي ,يوجد راسب حدسي يستحيل محوه وإزالته .وليست هناك معرفة تجريبية خالصة ,ولا معرفة عقلية خالصة.بل كل ما هناك أن أحد الجانبين العقلي والتجريبي قد يطغى على الآخر ,دون أن يلغيه تماما ويقول" هيجل" "كل ما هو عقلي واقعي وكل ما هو واقعي عقلي

ادعيلي ننجح في الباكالوريا









قديم 2012-03-01, 17:16   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عش حلمك مشاهدة المشاركة
هل تر ان المفاهيم الرياضية في تطورها نابعة من لتجربة ام من العقل

ومشكور اخي


الإشكال:هل ترى أن المفاهيم الرياضية في تطورها نابعة من التجربة أم من العقل ؟

لقد انقسم المفكرون في تفسير نشأة المفاهيم الرياضية إلى نزعتين ،نزعة
عقلية أو مثالية يرى أصحابها أن المفاهيم الرياضية من ابتكار العقل دون
التجربة ،ونزعة تجريبية أو حسية يذهب أنصارها إلى أن المفاهيم الرياضية
مهما بلغت من التجريد العقلي فإنها ليست من العقل في شي وليست فطرية ؛بل
يكتسبها الإنسان عن طريق تجاربه الحسية فما حقيقة الأمر ؟فهل المفاهيم
الرياضية في نموها انبثقت من التجربة أم من العقل ؟
يرى أصحاب الاتجاه المثالي أو العقلي أن المفاهيم الرياضية نابعة من العقل
وموجودة فيه قبليا فهي توجد في العقل قبل الحس أي أن العقل لم يفتقر في
البداية إلى مشاهدة العالم الخارجي حتى يتمكن من تصور مفاهيمه وإبداعها وقد
كان على رأس هذه النزعة أفلاطون الذي يرى أن المعطيات الأولية الرياضية
توجد في عالم المثل فالخطوط والأشكال والأعداد توجد في العقل وتكون واحدة
بالذات ثابتة وأزلية يقول أفلاطون(إن العلم قائم في النفس بالفطرة والتعلم
مجرد تذكر له ولا يمكن القول أنه اكتساب من الواقع المحسوس)؛فهو يرى أن
المفاهيم الرياضية لا ندركها إلا بالذهن وحده ،فالتعريفات الرياضية مجالها
ذهني ولا تتحقق إلا بواسطة العقل دون حاجة إلى المحسوسات فالتعريفات
للحقائق الرياضية واحد لا يتغير واضح متميز وعلى شاكلة هذا الطرح ذهب
ديكارت إلى أن الأعداد والأشكال الرياضية أفكار لا يجوز فيها الخطأ وفي هذا
يقول (إنها ما ألقاه الله في الإنسان من مفاهيم)أي بمعنى المفاهيم الرياضية
ويؤكد مالبرانش من جهته ذلك حيث يقول(إن العقل لا يفهم شيئا ما إلا برؤيته
في فكره اللانهائي التي لديه وأنه لخطأ خالص أن تظن ما ذهب إليه فلاسفة
كثيرون من أن فكره اللانهائي قد تكونت من مجموعة الأفكار التي تكونها عن
الأشياء الجزئية بل العكس هو الصحيح ،فالأفكار الجزئية تكتشف وجودها من
فكره اللانهائي كما أن المخلوقات كلها تكتسب وجودها من الكائن الإلهي الذي
لا يمكن أن يتفرع وجوده عن وجودها )إننا فيم يقول لم نخلق فكرة الله ولا
فكرة الامتداد بكل ما يتفرع عنها من حقائق رياضية وفيزيائية فقد جاءت إلى
عقولنا من الله و يمكن أن نضم كانط إلى هذه النزعة رغم أنه كان يقصد
التركيب بين التفكير العقلي والتفكير الحسي فهو يرى أن الزمان والمكان
مفهومان عقليان قبليان سابقان لكل معرفة تجريبية ويؤطرانها وهم يرون أن هذه
الحقائق تدعم نظرتهم وهي كالتالي :إن الملاحظة لا تكشف لنا على الأعداد بل
على المعدودات كذلك أن المكان الهندسي الذي نتصوره على شكل معين يشبه
المكان الحسي الذي نلاحظ بالإضافة إلى أن الخط المستقيم التام الاستقامة لا
وجود له كذلك بعض القوانين كالعلاقات بين الأشكال كما أن الكثير من المعاني
الرياضية مثل 0.7 لا ترجع إلى الواقع المحسوس .
إن القول بهذا الرأي لم يصمد للنقد ذلك أنه مهما تبدو المعاني الرياضية
مجردة فإنه لا يمكن القول بأنها مستقلة عن الواقع الحسي و إلا فكيف نفسر
الاتجاه التطبيقي للهندسة لدى الشعوب القديمة خاصة عند الحضارات الشرقية في
استخدامها الطرق الرياضية في الزراعة والحساب وهذا ما يدل على ارتباط
الرياضيات أو التفكير الرياضي بالواقع .
وعلى عكس الرأي السابق نجد أصحاب المذهب الحسي أو التجريبي مثال جون لوك
*دافيد هيوم* جون ستورات مل يرون أن المفاهيم الرياضية في رأيهم مأخوذة-مثل
جميع معارفنا- من صميم التجربة الحسية ومن الملاحظة العينية ،فمن يولد
فاقدا لحاسة فيما يقول هيوم لا يمكن بالتالي أن يعرف ما كان يترتب على
انطباعات تلك الحاسة المفقودة من أفكار فالمكفوف لا يعرف ما اللون والأصم
لا يعرف ما الصوت ،إن الانطباعات المباشرة التي تأتينا من العالم الخارجي
هي بمثابة توافد للأفكار ومعطيات للعقل ،ونجد جون ستوارت ميل يرى (أن
المعاني الرياضية فيما يقول والخطوط والدوائر التي يحملها كل واحد في ذهنه
هي مجرد نسخ من النقط والخطوط والدوائر التي عرفها في التجربة ) ،وهناك من
الأدلة والشواهد من الواقع النفسي ومن التاريخ ما يؤيد هذا الموقف ،فعلم
النفس يبين لنا أن الأعداد التي يدركها الطفل في بادئ الأمر كصفة للأشياء
ولكنه لا يقوى في سنواته الأولى على تجريدها من معدوداتها ثم أنه لا يتصور
إلا بعض الأعداد البسيطة فإذا ما زاد على ذلك قال عنه (كثير ) فمثلا لو
أعطينا طفل ثلاث حبات زيتون وأعطينا بالمقابل أخاه الأكبر خمس حبات فنلاحظ
أن الطفل الصغير يشعر بضيق كبير لأنه يرى أن حصته أقل من حصة أخيه لكن حكمه
لا يستند إلى أن حصة أخيه الأكبر تفوقه بـ (2) لأن هذه العملية تتطلب منه
النظر إلى كمية الزيتون باعتبارها وحدات مجردة من منافعها ثم طرح مجموع
الوحدات التي لديه من مجموع الوحدات التي كانت من نصيب أخيه وهذه العملية
ليس بوسع الطفل القيام بها في مرحلته الأولى ،كذلك أن الرجل البدائي لا
يفصل هو الآخر العدد عن المعدود فقد كان يستخدم لكل شيء كلمة خاصة به فمثلا
العدد(2) يعبر عن جناحي الطير والعدد (4) يعبر عن قدمي الطير وقد كان لليد
تأثير كبير في الحساب حتى قال أسبيناس أنها أداة الحساب ،إذن فالمفاهيم
الرياضية بالنسبة لعقلية البدائي والطفل لا تفارق مجال الإدراك الحسي
وكأنها صفة ملامسة للشيء المدرك كالطول والصلابة .أما من التاريخ فتاريخ
العلوم يدلنا على أن الرياضيات قبل أن تصبح علما عقليا قطعت مرحلة كلها
تجريبية ودليل ذلك أن العلوم الرياضية المادية هي التي تطورت قبل غيرها
فالهندسة كفن قائم بذاته سبقت الحساب والجبر لأنها أقرب للتجربة ويظهر أيضا
أن المفاهيم الرياضية الأكثر تجريدا أخذت نشأتها بمناسبة مشاكل محسوسة مثل
تكعيب البراميل وألعاب الصدفة التي عملت على ظهور حساب الاحتمالات .
إنه لمن الواضح أن العلم لا يجد أية صعوبة في تطبيق هذه المعاني ولكن هذا
لا يعني أن ننكر دور العقل في تحصيل هذه المعاني ولهذا ظهر الاتجاه
التوفيقي بين الطرفين .
إن الخطأ الذي وقع فيه المثاليون والتجريبيون هو أنهم فصلوا العقل عن
التجربة والحق أنه لا وجود لعالم مثالي أو عقلي ولأعداد وأشكال هندسية
تتمتع بوجود لذاتها مثل الأفكار الأفلاطونية والقوالب الكانطية القبلية
ونجد جون بياجي الذي يرى أن للعقل دورا إيجابيا ذلك أن عملية التجريد
واكتساب المعاني عمل عقلي ويرى في المقابل أن العقل لا يحمل أي معاني فطرية
قبلية بل كل ما فيه قدرة على معرفة الأشياء وتنظيمها ويرى كذلك جون سارتون
أن العقل لم يدرك المفاهيم الرياضية إلا من جهة ارتباطها بلواحقها المادية
ولكنه انتزعها بالتجربة من لواحقها حتى أصبحت مفاهيم عقلية بحتة ،وأيضا نجد
بوانكاري يقول (لو لم يكن في الطبيعة أجسام صلبة لما وجد علم الهندسة
فالطبيعة في نظره بدون عقل مسلط عليها لا معنى لها يقول أحد العلماء
الرياضيين (إن دراسة معمقة للطبيعة تعد أكثر المنابع إثمارا للاكتشافات
الرياضية)
لا شك أن التجربة كانت في البداية منطلق التفكير الرياضي ومنه له ولكن منذ
ذلك العهد أصبح من الصبياني طرح مشكلة أسبقية العقل أو التجربة في نشوء هذا
التفكير لأن هذا التفكير الرياضي تطور بصفة مستقلة نحو النطاق أو المملكةالعقلية الخالصة ،رغم الفارق الذي يظهر بين التجربة من جهة والمجرد العقلي

من جهة أخرى فإن اللغة الرياضية تبقى نافعة جدا في معرفة العالم المحسوس.معرفة علمية









قديم 2012-03-02, 15:33   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

عش حلمك هل تلك ما تريد










قديم 2012-03-04, 17:39   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل من طلب انا في الخدمة










قديم 2012-03-08, 13:19   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل من طلب فيما يخص المقالات










قديم 2012-03-08, 19:31   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
meliza
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

Bonjour
D'abbord, je tenais à vous remercier pour votre geste
moi j'ai besoin de cette dissertation:
هل المسؤولية شرط لتأسيس الحرية ام الحرية شرط لتأسيس المسؤولية ?
Encore merci










قديم 2012-03-09, 09:56   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meliza مشاهدة المشاركة
Bonjour
D'abbord, je tenais à vous remercier pour votre geste
moi j'ai besoin de cette dissertation:
هل المسؤولية شرط لتأسيس الحرية ام الحرية شرط لتأسيس المسؤولية ?
Encore merci
Merci pour les réponses post-Nice



طرح المشكلة:

القضية المطروحة للبحث تتعلق بالحرية والمسؤولية، وهي قضية مركبة لا يمكن تجزئتها، بمعنى انه لا يمكننا طرح قضية الحرية بمفردها بمعزل عن المسؤولية، وكذلك العكس صحيح، فالمسؤولية مشروطة بالحرية ولا معنى لها في غيابها،أي انها تثبت بثبوت شرطها وترفع برفعه، وكذلك الحرية تستوجب قيام المسؤولية.انهما اذن متلازمان في الوجود ولايمكن الفصل بينهما. أن المشكلة في الحقيقة مزدوجة تدعونا تارة الى الانطلاق من الحرية كشرط لتأسيس المسؤولية وتارة اخرى الى اعتبار هذه المسؤولية شرطا يبرر ويستوجب وجود الحرية.




ايهما يعتبر المبدأ الحرية أم المسؤولية؟ او بصيغة اخرى ايهما يعتبر شرطا للآخر أم مشروطا به؟


الجزء الاول(( الحرية مبدأ وشرط للمسؤولية))

طرح يقول بان الحرية هي المبدأ وهس الشرط، وان الحديث عن المسؤولية لا يستقيم الا بوجود الحرية، ويترتب عن هذا الطرح انه يجب البحث اولا في الحرية والنتائج التي يخلص اليها البحث هي التي تحدد ثبوت المسؤولية او عدم ثبوتها، يمثل هذا الطرح مناصرو الحرية ونفاتها واصحاب الكسب والتوسط وكذلك دعاة التحرر.

1.أنصارالحرية
اليوناني افلاطون: حرية الاختيار مبدأ مطلق لا يفارق الانسان وهو مبدأ أزلي يتخطى حدود الزمان والمكان، وقد عبر افلاطون عن هذا المبدأ في صورة اسطورة ملخصها ان الاموات يطالبون بان يختاروا بمحض حريتهم مصيرا جديدا لتقمصهم القادم وبعد اختيارهم يشربون من نهر النسيان ثم يعودون الى الارض وق نسوا بانهم هم الذين اختاروا مصيرهم ويأخذون في اتهام القضاء والقدر في حين ان الله بريء.
المعتزلة في الفكر الاسلامي: ما يدل عندهم على ان الانسان يمارس افعاله بارادته الحرة هو شعوره بها انها تصدر منه ويتضح ذلك في قولهم(( الانسان يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي والصوارف، فأذا اراد الحركة تحرك واذا اراد السكون سكن.)).كما ان وجود التكليف الشرعي والجزاء الذي يتبعه دليل آخر على حرية ارادة العبد ودليل على عدل الله.
الفرنسي ديكارت: الحرية مثبتة بشهادة الشعور وحده من غير حاجة الى ادلة وذلك من خلال قوله(( ان حرية ارادتنا يمكن ان نتعرف اليها بدون ادلة وذلك بالتجربة وحدها التي لدينا عنها. لكن ديكارت يميز بين حرية الاختيار الحقيقي وحرية اللامبالات، فالاولى تتم بالاختيار بين عدة بدائل استنادا الى مبررات ذاتية، اما الثانية ففيها يستوي الضدان((الاثبات والنفي)) بلا رجحان.
الفرنسي برغسون: يصف الحرية بقوله((انها معطى مباشر للشعور.))، كما ان شعورنا بالحرية متغير با ستمرار بحيث لا يمكن ان تتكرر حالتان متشابهتان اطلاقا، وهذا يعني ان الحياة النفسية لا تخضع الى قانون الحتمية، كما ان الفعل الحر يصدر عن النفس بأجمعها، وليس عن قوة تضغط عليه او عن دافع يتغلب على غيره، وذلك من خلال قوله(( ان الفعل الحر ليس فعلا ناتجا عن التروي والتبصر، انه ذلك الفعل الذي يتفجر من اعماق النفس.)).
الفرنسي جون بول سارتر: لا فرق بين وجود الانسان وحريته، فهو محكوم عليه بالاختيار والمسؤولية وفي ذلك يقول(( ان الانسان لايوجد اولا ليكون بعد ذلك حرا، وانما ليس ثمة فرق بين وجود الانسان ووجوده حرا.)) وقال ايضا(( انه كائن اولا ثم يصير بعد ذلك هذا او ذاك.)).
استنتاج: ينتج عن هذه المواقف الكلاسيكية جميعها ان الانسان حر حرية مطلقة ومن ثمة فهو مسؤول ويتحمل عواقب اختياراته.

مناقشة مواقف مناصري الحرية:
ان القول بوجود حرية مطلقة في غياب كل اكراه داخلي او خارجي هو موقف ميتافيزيقي مجرد لا وجود له في حياتنا الواقعية، فأرادتنا لا يمكنها ان تقول للشيء كن فيكون، انها لا تستطيع ان تنفلت خارج الحتميات وتتحدى قوانين الطبيعة والنفس.
كما ان الشعور بالحرية قد يكون مصدر خداع ووهم كما يصفه الفيلسوف سبينوزا فهو شعور اشبه ما يكون بحجر رمي به من الفضاء وفي ذلك يقول((لو كان يتوفر على شيء من الشعور لظن في اثناء رميه وسقوطه نحو الارض انه يقرر مسار قذفته ويختار المكان والوقت الذي يسقط به.)).
كما نأخذ على الفيلسوف برغسون قوله بحرية الفرد المنعزل عن الآخرين.
كما نسجل على الفرنسي سارتر حذفه لكل تمييز بين افعالنا الحرة منها وغير الحرة ما دامت الحرية تطابق وجود الانسان،كما انه ينفي الحرية من حيث اراد ان يثبتها لأنه يعتبر ان الانسان محكوم عليه بالاختيار.
2.نفاة الحرية:
الحتمية الفيزيائية: الانسان مثله مثل جميع المخلوقات لا يعدو ان يكون جسما يخضع لقانون الجاذبية ويتأثر بالعوامل الطبيعية من حرارة وبرودة..الخ
الحتمية الفيزيولوجية: وتتمثل في تأثير المعطيات الوراثية وتأثير الغدد الصماء والجملة العصبية وهي التي تحدد الجنس والخصائص الجسمية.
الحتمية النفسية: وتتمثل في تأثير الجانب اللاشعوري وتوجيهه للسلوك وهذا ما بينته نتائج التحليل النفسي عن النمساوي سيغموند فرويد.
الحتمية الاجتماعية: يؤكد علماء الاجتماع ان التصورات والافكار والافعال الصادرة عن الفرد راجعة الى تأثير المكتسبات الاجتماعية من عادات وقيم واخلاق التي تشكل في مجموعها الظمير الجمعي.
الحتمية الميتافيزيقية: وتتمثل في جبرية القضاء والقدر، قال بها الجهمية حيث ذهبوا الى ان افعال الانسان ليست اختيارية انما يخلقها الله فينا على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، والافعال تنسب الينا مجازا كما تنسب الى الجمادات، فكما يقال اثمرت الشجرة وجرى الماء وتحرك الحجر وطلعت الشمس او غربت كذلك يقال سافر فلان او نجح فلان....الخ.
3.أنصار التوسط بين الجبر والاختيار
موقف الاشاعرة: يرى الاشعري ان الافعال الصادرة عن الانسان مشاركة بين الانسان وخالقه، فالانسان يريد الفعل والله يخلقه.
4.أنصار التحرر
الرواقيون: الانسان يعيش عالمين عالم داخلي قوامه الحرية أي انه حر امام ذاته وعالم خراجي قوامه الضرورة، أي ليس حرا امام العالم الخارجي لأنه لا يستطيع ان يؤثر في الاشياء الخارجية. واذا كان الرواقيون قد حاولوا التوفيق بين الضرورة والحرية فأن الضرورة تبقى هي الاصل في كل الاشياء، اما الحرية فأنها تكتسب من خلال موافقة الانسان لقوانين الكون ومحاولة فهمها لا معارضتها.
الالماني كارل مار كس وصديقه فريدريك انجلز: يتمثل التحرر من خلال معرفة الانسان لمختلف القوانين الحتمية واستغلال نتائجها من الناحية التطبيقية، وفي هذا السياق قال ماركس((الحرية وعي بالضرورة))وقال انجلز((فالانسان لم يكن يتميز عن الحيوان لان سيطرته على نفسه وعلى الطبيعة لم تكن بعد قد تحققت وبالتالي فان حظه من الحرية لم يكن يزيد عن حظ الحيوان منها، لكن المؤكد ان كل خطوة خطاها في سبيل الحضارة لم تكن سوى مرحلة من مراحل تحرره.)).
الشخصانية:باعتبارها فلسفة عمل وتحرر بقول رائدها ايمانويل موني((ان الحرية لا تكتسب بمضادة الطبيعة انما تكتسب بالانتصار عليها وبها.)).
استنتاج:ينتج عن هذه المواقف ان الانسان فاقد للحرية ومن ثمة فهو غير مسؤول عن افعاله أي لا يتحمل نتائج ما يصدر عنه من تصرفات.

مناقشة آراء نفاة الحرية وأصحاب التوسط ودعاة التحرر
ان الاقرار بالحتمية لايعني تكبيل ارادة الانسان ورفع المسؤولية عنه، فهناك فرق بين عالم الاشياء وعالم الانسان، فالاول يستجيب آليا لنظام الطبيعة والثاني يستجيب له وهو كله وعي واكثر من ذلك يستطيع ان يسخر لنفسه قوانين الطبيعة حسب ارادته بعد معرفتها والتحكم فيها، فالحتمية لاتتنافى مع الحرية ان هي اخذت في هذا السياق على انها تحرر.
كما ان القول مع الجهمية ان ادعاء الحرية يتعارض شرعا مع مسألة الايمان بالقضاء والقدر، قول يناقض التكليف الشرعي وما يتبعه من جزاء، كما انه قول يدعو الى التواكل والاستسلام والافلات من الواجب والمسؤولية.
استنتاج: من خلال ما سبق بيانه حول استعراض الحتميات ومناقشتها لنا ان نتساءل كيف تقوم المسؤولية والشرط الذي يؤسسها لم يتأكد، اذ ليس من المعقول الحديث عن شيء يتوقف ثبوته او نفيه على امر مجهول، ومع ذلك تبقى المسؤولية-كما سنرى-في منطوق الطرح الثاني قائمة يتحملها الانسان بوصفه انسانا.

الجزء الثاني((المسؤولية مبدأ وشرط للحرية))


طرح يرى ان المسؤولية قضية سابقة لطرح قضية الحرية، بمعنى ان الانسان يجب ان يكون مسؤولا اولا ليكون بعد ذلك حران يمثل هذا الطرح رجال الدين وفلاسفة الاخلاق، ودليلهم في ذلك ان التكليف سواء كان شرعيا او اخلاقيا يسبق الحرية ويبررها بغض النظر عن العوامل التي تحيط بالمكلف.
المعتزلة في الفكر الاسلامي: التكليف الشرعي الصادر من الله والذي يخاطب عقل الانسان بأفعل ولا تفعل انما هو تحميل الانسان للمسؤولية امام اوامر الله ونواهيه باعتباره حرا والا كان التكليف سفها وباطلا، اذ لا يصح عقلا ان تقول لمن ليس حرا افعل ولا تفعل.والله سبحانه وتعالى يقول((لايكلف الله نفسا الا وسعها.))
الالماني ايمانويل كانط: الواجب الاخلاقي يتضمن الحرية وذلك في قوله((اذا كان يجب عليك فأنت تستطيع)) والواجب الخلقي ألزام داخلي مصدره الظمير الخلقي الذي يعاقب على الفعل السيء بالأسف والندم والحسرة، كما انه يثيب على الفعل الحسن بالرضى والقبول.
مالرانش: حيث يرى ان المسؤولية مرتبطة اشد الارتباط بالقانون الاخلاقي نفسه وهو على حد تعبيره الذي لا يجوز انتهاكه ونقضه لا من طرف العقول ولا من طرف الاله نفسه، وفي هذا المعنى يقول((ان الذي يريد من الله ان لا يعاقب الجوراو ادمان الخمر لا يحب الله.))
استنتاج: ما يؤكد وجود الحرية المسؤولية وما يؤكد وجود المسؤولية هو العقوبة المرتبطة بالقانون الاخلاقي.

مناقشة منطوق الطرح الثاني
ان المسؤولية البشرية لايمكن ان تكون كاملة، لان حرية الانسان نسبية فقد يرتكب اخطاءا في حق الغير من غير قصد منه.
كما ان دعاة المسؤولية جعلوا من القصاص مرتبط بغايات اخلاقية فقط، فمعاقبة المجرم يحقق في نظرهم شعوره بالذنب والندم عليه وفي ذلك تطهير وتأديب له وجعله عبرة لغيره، لكنها تجاهلت الاساس الاجتماعي الذي يجب ان تبنى عليه العقوبة والمتمثل في حماية المجتمع ووقايته من الخطر، والنظر في اسباب الجريمة وما يجب اتخاذه من اجراءات الدفاع الاجتماعي أما بمعاقبة المجرم او اصلاحه او معالجته حيث اخذ الدور التربوي يحتل الصدارة في العقوبات.
استنتاج: ليس من السهل تقرير مدى مسؤولية الانسان امام نتائج افعاله، لان ذلك مرتبط باقامة الدليل على مدى حرية الانسان ومدى قدرته على التمييز بين الخير والشر وما عقده من نية قبل اقدامه على الفعل.

التركيـب:
يعرف الانسان بخاصية المسؤولية اكثر منه بخاصية الحرية، فالمسؤولية تنصب على الانسان اولا بدون التساؤل عن شروطها، فعندما يكلفك استاذك القيام بواجب مدرسي لا يسألك هل انت حر أم لا، انه يفترض وجودها مسبقا، كما تظهرالمسؤولية عند اعتذارنا عن اخطاء ارتكبناها في حق الغير من دون ان نقصد الى فعل ذلك.
كما ان ما يهم القاضي بالدرجة الاولى هو معرفة من قام بالفعل وما الذي ترتب عن الفعل من نتائج اكثر من اهتمامه بدوافع الفعل، رغم اخذ القاضي بها بعين الاعتبار كظروف مخففة.
وما يؤكد مسؤولية الانسان ان الله جعله خليفته في الارض ومنحه عقلا يميز به بين الخير والشر وارادة يوجهها كيفما يريد وذلك جلي في قوله تعالى في سورة الاحزاب72((أنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقنا منها وحملها الانسان، انه كان ظلوما جهولا.)).

الخاتمة((حل المشكلة)): ان موضوع المسؤولية والحرية يرتبط اشد الارتباط بجوهر الانسان، فكما اننا نقول في مجال الفلسفة ان الانسان حيوان عاقل مهما كانت حدوده الزمكانية، ومهما كانت ظروفه وسنه وجنسه، نقول ايضا انه كائن مسؤول بقطع النظر عن وضعه واحواله وسنه وجنسه.









قديم 2012-03-09, 10:05   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة T4K13DD1N3 مشاهدة المشاركة
Merci pour les réponses post-Nice



طرح المشكلة:



القضية المطروحة للبحث تتعلق بالحرية والمسؤولية، وهي قضية مركبة لا يمكن تجزئتها، بمعنى انه لا يمكننا طرح قضية الحرية بمفردها بمعزل عن المسؤولية، وكذلك العكس صحيح، فالمسؤولية مشروطة بالحرية ولا معنى لها في غيابها،أي انها تثبت بثبوت شرطها وترفع برفعه، وكذلك الحرية تستوجب قيام المسؤولية.انهما اذن متلازمان في الوجود ولايمكن الفصل بينهما. أن المشكلة في الحقيقة مزدوجة تدعونا تارة الى الانطلاق من الحرية كشرط لتأسيس المسؤولية وتارة اخرى الى اعتبار هذه المسؤولية شرطا يبرر ويستوجب وجود الحرية.




ايهما يعتبر المبدأ الحرية أم المسؤولية؟ او بصيغة اخرى ايهما يعتبر شرطا للآخر أم مشروطا به؟


الجزء الاول(( الحرية مبدأ وشرط للمسؤولية))

طرح يقول بان الحرية هي المبدأ وهس الشرط، وان الحديث عن المسؤولية لا يستقيم الا بوجود الحرية، ويترتب عن هذا الطرح انه يجب البحث اولا في الحرية والنتائج التي يخلص اليها البحث هي التي تحدد ثبوت المسؤولية او عدم ثبوتها، يمثل هذا الطرح مناصرو الحرية ونفاتها واصحاب الكسب والتوسط وكذلك دعاة التحرر.

1.أنصارالحرية
اليوناني افلاطون: حرية الاختيار مبدأ مطلق لا يفارق الانسان وهو مبدأ أزلي يتخطى حدود الزمان والمكان، وقد عبر افلاطون عن هذا المبدأ في صورة اسطورة ملخصها ان الاموات يطالبون بان يختاروا بمحض حريتهم مصيرا جديدا لتقمصهم القادم وبعد اختيارهم يشربون من نهر النسيان ثم يعودون الى الارض وق نسوا بانهم هم الذين اختاروا مصيرهم ويأخذون في اتهام القضاء والقدر في حين ان الله بريء.
المعتزلة في الفكر الاسلامي: ما يدل عندهم على ان الانسان يمارس افعاله بارادته الحرة هو شعوره بها انها تصدر منه ويتضح ذلك في قولهم(( الانسان يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الدواعي والصوارف، فأذا اراد الحركة تحرك واذا اراد السكون سكن.)).كما ان وجود التكليف الشرعي والجزاء الذي يتبعه دليل آخر على حرية ارادة العبد ودليل على عدل الله.
الفرنسي ديكارت: الحرية مثبتة بشهادة الشعور وحده من غير حاجة الى ادلة وذلك من خلال قوله(( ان حرية ارادتنا يمكن ان نتعرف اليها بدون ادلة وذلك بالتجربة وحدها التي لدينا عنها. لكن ديكارت يميز بين حرية الاختيار الحقيقي وحرية اللامبالات، فالاولى تتم بالاختيار بين عدة بدائل استنادا الى مبررات ذاتية، اما الثانية ففيها يستوي الضدان((الاثبات والنفي)) بلا رجحان.
الفرنسي برغسون: يصف الحرية بقوله((انها معطى مباشر للشعور.))، كما ان شعورنا بالحرية متغير با ستمرار بحيث لا يمكن ان تتكرر حالتان متشابهتان اطلاقا، وهذا يعني ان الحياة النفسية لا تخضع الى قانون الحتمية، كما ان الفعل الحر يصدر عن النفس بأجمعها، وليس عن قوة تضغط عليه او عن دافع يتغلب على غيره، وذلك من خلال قوله(( ان الفعل الحر ليس فعلا ناتجا عن التروي والتبصر، انه ذلك الفعل الذي يتفجر من اعماق النفس.)).
الفرنسي جون بول سارتر: لا فرق بين وجود الانسان وحريته، فهو محكوم عليه بالاختيار والمسؤولية وفي ذلك يقول(( ان الانسان لايوجد اولا ليكون بعد ذلك حرا، وانما ليس ثمة فرق بين وجود الانسان ووجوده حرا.)) وقال ايضا(( انه كائن اولا ثم يصير بعد ذلك هذا او ذاك.)).
استنتاج: ينتج عن هذه المواقف الكلاسيكية جميعها ان الانسان حر حرية مطلقة ومن ثمة فهو مسؤول ويتحمل عواقب اختياراته.

مناقشة مواقف مناصري الحرية:
ان القول بوجود حرية مطلقة في غياب كل اكراه داخلي او خارجي هو موقف ميتافيزيقي مجرد لا وجود له في حياتنا الواقعية، فأرادتنا لا يمكنها ان تقول للشيء كن فيكون، انها لا تستطيع ان تنفلت خارج الحتميات وتتحدى قوانين الطبيعة والنفس.
كما ان الشعور بالحرية قد يكون مصدر خداع ووهم كما يصفه الفيلسوف سبينوزا فهو شعور اشبه ما يكون بحجر رمي به من الفضاء وفي ذلك يقول((لو كان يتوفر على شيء من الشعور لظن في اثناء رميه وسقوطه نحو الارض انه يقرر مسار قذفته ويختار المكان والوقت الذي يسقط به.)).
كما نأخذ على الفيلسوف برغسون قوله بحرية الفرد المنعزل عن الآخرين.
كما نسجل على الفرنسي سارتر حذفه لكل تمييز بين افعالنا الحرة منها وغير الحرة ما دامت الحرية تطابق وجود الانسان،كما انه ينفي الحرية من حيث اراد ان يثبتها لأنه يعتبر ان الانسان محكوم عليه بالاختيار.
2.نفاة الحرية:
الحتمية الفيزيائية: الانسان مثله مثل جميع المخلوقات لا يعدو ان يكون جسما يخضع لقانون الجاذبية ويتأثر بالعوامل الطبيعية من حرارة وبرودة..الخ
الحتمية الفيزيولوجية: وتتمثل في تأثير المعطيات الوراثية وتأثير الغدد الصماء والجملة العصبية وهي التي تحدد الجنس والخصائص الجسمية.
الحتمية النفسية: وتتمثل في تأثير الجانب اللاشعوري وتوجيهه للسلوك وهذا ما بينته نتائج التحليل النفسي عن النمساوي سيغموند فرويد.
الحتمية الاجتماعية: يؤكد علماء الاجتماع ان التصورات والافكار والافعال الصادرة عن الفرد راجعة الى تأثير المكتسبات الاجتماعية من عادات وقيم واخلاق التي تشكل في مجموعها الظمير الجمعي.
الحتمية الميتافيزيقية: وتتمثل في جبرية القضاء والقدر، قال بها الجهمية حيث ذهبوا الى ان افعال الانسان ليست اختيارية انما يخلقها الله فينا على حسب ما يخلق في سائر الجمادات، والافعال تنسب الينا مجازا كما تنسب الى الجمادات، فكما يقال اثمرت الشجرة وجرى الماء وتحرك الحجر وطلعت الشمس او غربت كذلك يقال سافر فلان او نجح فلان....الخ.
3.أنصار التوسط بين الجبر والاختيار
موقف الاشاعرة: يرى الاشعري ان الافعال الصادرة عن الانسان مشاركة بين الانسان وخالقه، فالانسان يريد الفعل والله يخلقه.
4.أنصار التحرر
الرواقيون: الانسان يعيش عالمين عالم داخلي قوامه الحرية أي انه حر امام ذاته وعالم خراجي قوامه الضرورة، أي ليس حرا امام العالم الخارجي لأنه لا يستطيع ان يؤثر في الاشياء الخارجية. واذا كان الرواقيون قد حاولوا التوفيق بين الضرورة والحرية فأن الضرورة تبقى هي الاصل في كل الاشياء، اما الحرية فأنها تكتسب من خلال موافقة الانسان لقوانين الكون ومحاولة فهمها لا معارضتها.
الالماني كارل مار كس وصديقه فريدريك انجلز: يتمثل التحرر من خلال معرفة الانسان لمختلف القوانين الحتمية واستغلال نتائجها من الناحية التطبيقية، وفي هذا السياق قال ماركس((الحرية وعي بالضرورة))وقال انجلز((فالانسان لم يكن يتميز عن الحيوان لان سيطرته على نفسه وعلى الطبيعة لم تكن بعد قد تحققت وبالتالي فان حظه من الحرية لم يكن يزيد عن حظ الحيوان منها، لكن المؤكد ان كل خطوة خطاها في سبيل الحضارة لم تكن سوى مرحلة من مراحل تحرره.)).
الشخصانية:باعتبارها فلسفة عمل وتحرر بقول رائدها ايمانويل موني((ان الحرية لا تكتسب بمضادة الطبيعة انما تكتسب بالانتصار عليها وبها.)).
استنتاج:ينتج عن هذه المواقف ان الانسان فاقد للحرية ومن ثمة فهو غير مسؤول عن افعاله أي لا يتحمل نتائج ما يصدر عنه من تصرفات.

مناقشة آراء نفاة الحرية وأصحاب التوسط ودعاة التحرر
ان الاقرار بالحتمية لايعني تكبيل ارادة الانسان ورفع المسؤولية عنه، فهناك فرق بين عالم الاشياء وعالم الانسان، فالاول يستجيب آليا لنظام الطبيعة والثاني يستجيب له وهو كله وعي واكثر من ذلك يستطيع ان يسخر لنفسه قوانين الطبيعة حسب ارادته بعد معرفتها والتحكم فيها، فالحتمية لاتتنافى مع الحرية ان هي اخذت في هذا السياق على انها تحرر.
كما ان القول مع الجهمية ان ادعاء الحرية يتعارض شرعا مع مسألة الايمان بالقضاء والقدر، قول يناقض التكليف الشرعي وما يتبعه من جزاء، كما انه قول يدعو الى التواكل والاستسلام والافلات من الواجب والمسؤولية.
استنتاج: من خلال ما سبق بيانه حول استعراض الحتميات ومناقشتها لنا ان نتساءل كيف تقوم المسؤولية والشرط الذي يؤسسها لم يتأكد، اذ ليس من المعقول الحديث عن شيء يتوقف ثبوته او نفيه على امر مجهول، ومع ذلك تبقى المسؤولية-كما سنرى-في منطوق الطرح الثاني قائمة يتحملها الانسان بوصفه انسانا.

الجزء الثاني((المسؤولية مبدأ وشرط للحرية))


طرح يرى ان المسؤولية قضية سابقة لطرح قضية الحرية، بمعنى ان الانسان يجب ان يكون مسؤولا اولا ليكون بعد ذلك حران يمثل هذا الطرح رجال الدين وفلاسفة الاخلاق، ودليلهم في ذلك ان التكليف سواء كان شرعيا او اخلاقيا يسبق الحرية ويبررها بغض النظر عن العوامل التي تحيط بالمكلف.
المعتزلة في الفكر الاسلامي: التكليف الشرعي الصادر من الله والذي يخاطب عقل الانسان بأفعل ولا تفعل انما هو تحميل الانسان للمسؤولية امام اوامر الله ونواهيه باعتباره حرا والا كان التكليف سفها وباطلا، اذ لا يصح عقلا ان تقول لمن ليس حرا افعل ولا تفعل.والله سبحانه وتعالى يقول((لايكلف الله نفسا الا وسعها.))
الالماني ايمانويل كانط: الواجب الاخلاقي يتضمن الحرية وذلك في قوله((اذا كان يجب عليك فأنت تستطيع)) والواجب الخلقي ألزام داخلي مصدره الظمير الخلقي الذي يعاقب على الفعل السيء بالأسف والندم والحسرة، كما انه يثيب على الفعل الحسن بالرضى والقبول.
مالرانش: حيث يرى ان المسؤولية مرتبطة اشد الارتباط بالقانون الاخلاقي نفسه وهو على حد تعبيره الذي لا يجوز انتهاكه ونقضه لا من طرف العقول ولا من طرف الاله نفسه، وفي هذا المعنى يقول((ان الذي يريد من الله ان لا يعاقب الجوراو ادمان الخمر لا يحب الله.))
استنتاج: ما يؤكد وجود الحرية المسؤولية وما يؤكد وجود المسؤولية هو العقوبة المرتبطة بالقانون الاخلاقي.

مناقشة منطوق الطرح الثاني
ان المسؤولية البشرية لايمكن ان تكون كاملة، لان حرية الانسان نسبية فقد يرتكب اخطاءا في حق الغير من غير قصد منه.
كما ان دعاة المسؤولية جعلوا من القصاص مرتبط بغايات اخلاقية فقط، فمعاقبة المجرم يحقق في نظرهم شعوره بالذنب والندم عليه وفي ذلك تطهير وتأديب له وجعله عبرة لغيره، لكنها تجاهلت الاساس الاجتماعي الذي يجب ان تبنى عليه العقوبة والمتمثل في حماية المجتمع ووقايته من الخطر، والنظر في اسباب الجريمة وما يجب اتخاذه من اجراءات الدفاع الاجتماعي أما بمعاقبة المجرم او اصلاحه او معالجته حيث اخذ الدور التربوي يحتل الصدارة في العقوبات.
استنتاج: ليس من السهل تقرير مدى مسؤولية الانسان امام نتائج افعاله، لان ذلك مرتبط باقامة الدليل على مدى حرية الانسان ومدى قدرته على التمييز بين الخير والشر وما عقده من نية قبل اقدامه على الفعل.

التركيـب:
يعرف الانسان بخاصية المسؤولية اكثر منه بخاصية الحرية، فالمسؤولية تنصب على الانسان اولا بدون التساؤل عن شروطها، فعندما يكلفك استاذك القيام بواجب مدرسي لا يسألك هل انت حر أم لا، انه يفترض وجودها مسبقا، كما تظهرالمسؤولية عند اعتذارنا عن اخطاء ارتكبناها في حق الغير من دون ان نقصد الى فعل ذلك.
كما ان ما يهم القاضي بالدرجة الاولى هو معرفة من قام بالفعل وما الذي ترتب عن الفعل من نتائج اكثر من اهتمامه بدوافع الفعل، رغم اخذ القاضي بها بعين الاعتبار كظروف مخففة.
وما يؤكد مسؤولية الانسان ان الله جعله خليفته في الارض ومنحه عقلا يميز به بين الخير والشر وارادة يوجهها كيفما يريد وذلك جلي في قوله تعالى في سورة الاحزاب72((أنا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقنا منها وحملها الانسان، انه كان ظلوما جهولا.)).

الخاتمة((حل المشكلة)): ان موضوع المسؤولية والحرية يرتبط اشد الارتباط بجوهر الانسان، فكما اننا نقول في مجال الفلسفة ان الانسان حيوان عاقل مهما كانت حدوده الزمكانية، ومهما كانت ظروفه وسنه وجنسه، نقول ايضا انه كائن مسؤول بقطع النظر عن وضعه واحواله وسنه وجنسه.
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=874940 زيد شوف









قديم 2012-03-09, 12:35   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
meliza
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

Ah, super
Est ce que je l'apprends comme ça sans rien changer ou bien il faut apporter des modifications ?
( est ce qu'elle respecte al tari9a al djadalia ? (
Mille merci²










قديم 2012-03-09, 13:12   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
حنان BAC
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم اريد مقالات الفلسفة تسيير واقتصاد










قديم 2012-03-09, 15:24   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان BAC مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اريد مقالات الفلسفة تسيير واقتصاد
خصص ايها تريد









قديم 2012-03-22, 17:09   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

خصص ايها تريد










قديم 2012-03-22, 17:17   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
dodomeryouma
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم أولا جازك الله كل خير و جعله في ميزان حسناتك
أريد مقالة جدلية
هل الرياضيات علم مطلق أم نسبي
وشكرا










قديم 2012-03-23, 11:26   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
دكتور دولار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dodomeryouma مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أولا جازك الله كل خير و جعله في ميزان حسناتك
أريد مقالة جدلية
هل الرياضيات علم مطلق أم نسبي
وشكرا

نص السؤال: هل الرياضيات (الهندسة) مطلقة ثابتة أم نسبية متغيرة؟
الطريقة : جدل



بما أن الإنسان محور بحث و اكتشاف الإنسان بمعناه الخاص العالم و الفيلسوف فقد أهتم بدراسة عدة علوم و على رأسها الرياضيات التي اختصت بدراسة المقادير القابلة للقياس كم بنوعيه متصل و منفصل و الرياضيات أساسا تقوم على مبادئ أهمها المسلمات ( المصادرات ) جعلت نتائج الرياضيات مختلفة و عليه فقد اختلف الفلاسفة و الرياضيون حول نتائجها، فهناك من يرى بأنها مطلقة يقينية و التعدد فيها يسئ إلى اليقين الرياضي و عليه فهي دليل عقم و تناقص و هناك من يرى أن نتائجها نسبية أي دليل خصوبة ، و عليه نتساءل هل الرياضيات نتائجها مطلقة أم نسبية وهل التعدد في المسلمات يسئ إلى اليقين الرياضي أي دليل عقم و تناقض أم أنها دليل خصوبة ؟

يرى الاتجاه التقليدي الكلاسيكي على رأسهم إقليدس أن الرياضيات مطلقة ثابتة و أن التعدد في المسلمات يسيء إلى اليقين الرياضي حيث أن هذا التعدد يخالف قواعد العقل و يؤدي إلى التناقض و يجعل الرياضيات مجرد فلسفة و بالتالي دليل عقم و تناقص،ويستدل علي ذلك إذ ينطلق إقليدس من مبادئ البرهان الرياضي واعتباره البديهية المطلقة الصدق لا تحتاج إلى برهان أما المسلمة فهي اقل وضوحا يسلم بها العقل ثم يبرهن عليها و التعريفات هي القول الشارح لي مفهوم الشيء تمثل المادة الخام لدراسة الرياضيات كذلك يسلم إقليدس بالمصادرة انه من نقطة واحدة خارج مستقيم يمكن أن يمر سوى مواز واحد فقط يمعن الخطان المتوازيان لا يلتقيان أبدا والمكان المحسوس ذوا بعاد ,كذلك مجموع أقياس زوايا مثلث °180 درجة أيضا البرهان المعتمد في الهندسة الاقليدية ذو طبيعة استنتاجيه حيث أن الرياضي ينتقل من مبادئ يعتبرها صادقة ليصل إلى نتائج صادقة .
كما أن الناظر إلى التعدد في الهندسات يجده أشبه بالتعدد في الفلسفات فهو يقضي على اليقين الرياضي يقول راسل( أن الرياضيات بهذه الصورة أصبحت علما ليعرف عما يبحث وهل ما يقال فيه صحيحا ) وبالرغم من منطقية وواقعية الحجج إلا أن سيطرة رياضيات إقليدس على الفكر الرياضي أعاقت تطور الرياضيات فرياضيات إقليدس مطلقة وواحدة وتصوره للمكان مستمد من الواقع . في حين يرى الاتجاه المعاصر وعلى رأسهم لوباتشفسكي وريمان أن نتائج الرياضيات نسبية متغيرة وان التعدد في المسلمات مفيد ودليل خصوبة وعليه ظهرت أزمة اليقين بالنسبة للرياضيات لأنه يفتح أمامها مجلات واسعة ويستدلون على ذلك إذ يرى لوباتشفسكي متصورا المكان مقعرا وانه يمكن رسم أكثر من مواز من نقطة خارج مستقيم كذلك مجموع أقياس زاويا المثلث اقل من °180 درجة (اقل من قائمتين كما يرى ريمان 1851م أن المكان محدبا كروي ،كذلك لا يمر، أي موازي من نقطة خارج مستقيم ومجموع أقياس زوايا المثلث اكبر من °180 درجة أيضا البرهان المعتمد في الهندسة المعاصرة ذو طبيعة افترضيه استنتاجيه وعليه ظهر النسق(الاكسيومى) حيث يفترض الرياضي مبادئ لكي يصل إلى النتائج والبرهنة ، يقول بلغان (إن كثرة الأنظمة الرياضية في الرياضيات (الهندسة) لدليل على أن الرياضيات ليست فيها الحقائق مطلقة ) ولقد ثمن بوان كاري بقوله (إن التطور الرياضيات وضعنا أمام حقيقة هامة آلا وهى العقل ولم يعد يكتفي باستخلاص الحقائق من التجربة و أصبح قادرا على إنشاء كل شيء حتى الأمكنة) كذلك ظهور هندسة الفضاء لدليل على أن الرياضيات نسبية متغيرة. وبالرغم من منتقية الحجج و البراهين وواقعيتها إلا أن الهندسة المعاصرة ليست حقيقة مطلقة وتعدد المسلمات لابد أن يتم إلا بشروط عقلية منطقية وواقعية صارمة وإلا تحولت الرياضيات إلى جدل لا نهاية له مما سبق نصل إلى أن الهندسة أحيانا مطلقة و نوع أخر نسبي فكل الهندسات ضروري ولابد من الأخذ بها وعليه أصبحت دراسة الفضاء تستبعد من هذه الهندسة و به نقول لكل فضاء هندسته الخاصة + تحـــليــــل. أرى من خلال هذه المشكل أن لكل علم مسلماته الضرورية ويكون كل نسق صحيح حسب الصلاحية المطلقة التي يتوفر عليه ( المنطقية )وعليه كل رياضي بإمكانه وضع فرضيات بشرط ألا تكون مناقضة للمقدمات التي اعتمدها

وفي الأخير نصل إلى انه لا يمكن إنكار هندسة إقليدس ولا الهندسات المعاصرة لان الرياضيات لم تعد ذلك العلم المطلق بل أصبحت نتائجها نسبية مبنية على العقلانية الجديدة ،وهكذا نشاء النسق الاكسيومي القائم على المنهج الفرضي ألاستنتاجي وعليه تعددت الهندسات









 

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالة, اطلب, فلسفية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc