وما أن بدأت أشرح الحديث الشريف حتى بادرني إمام المسجد بسؤال قال فيه إن في القرآن الكريم آية اشتملت على أمرين , وخبرين ونهيين وبشارتين فخبرني ما هي ؟ ووقع السؤال على نفسي وقعا عجيبا لأنه لم يكن له أى مناسبة بما أقوله في شرح الحديث لكنه في نفس الوقت نزل من نفسي منزل الرضا إذ كنت أعرف الإجابة عنه فقد حدث ذات يوم أن ذهب صديقي لشراء بعض الأطعمة وبعد أن فتح الورقة التي لفت فيها الأطعمة قال لى أتدري ماذا كتب في هذه الورقة ؟ وبدأ يقرأ ( وأوحينا إلى أم موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم , ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) ثم قرأ بعد ذلك عبارة تعقب على الآية الكريمة فتقول :" ومن عجيب الأمر أن هذه الآية اشتملت على أمرين وخبرين ونهيين وبشارتين " فالأمران هما : أرضعيه وألقيه . والخبران هما : أوحينا وخفت . والنهيان هما : لا تخافي ولا تحزني والبشارتان هما : إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين .
لكنني لما سألني الشيخ هذا السؤال على مسمع من الناس لم يكن على شئ من أدب الإسلام فلو لم أقرأ تلك الورقة لكان في ذلك إحراج وأي إحراج وقد نهي الإسلام عن تصفير الوجوه فقد قالوا حتي في النصيحة . من نصحك بينه وبين نفسه فقد نصحك, ومن نصحك على ملأ من الناس فقد فضحك .فماذا كان يقصد السائل من سؤاله هذا ؟ لو كان يطلب الفهم بهذا السؤال لكان ذلك بيني وبينه بعد انقضاء الدرس . علما بأنه يعلم الإجابة عنه . لكنني لست بالخب ولكن الخب لا يغلبني( أى لست ليئما ولا أسمح للئيم أن يغلبني ) .
فقلت له : أرجو تأخير الإجابة إلى آخر الدرس إذ لو أجبت على الفور لظن بعض الجالسين أن هذا الأمر متفق عليه بيني وبينه . يسألني فأجيب على الفور دون إعمال روية أو نظر وصمت الناس للاستماع إلى الدرس . لكنهم شغلوا بالإجابة : هل سأستطيع أن أجيب أم أنه تسويف للهروب . وما أن أوشك الدرس أن ينتهي حتي ناديت على الشيخ قائلا : أين السائل ؟ أسمع ألإجابة : وقرأت عليه الآية الكريمة: ( وأوحينا إلى أم موسي ...) الآية وما أن فرغت من شرحها على ضوء ما سأل حتى تنفس الناس الصعداء وسمعت منهم صيحة الإعجاب عالية بالإضافة إلى دعوات ل بالتوفيق والسداد