الديمقراطية : حقيقتها و صورها و آثارها - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الديمقراطية : حقيقتها و صورها و آثارها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-17, 08:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد القادر الطالب
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

مبحث جيد جدا سلمت يداك وزادك الله علما على علم

وبارك الله لك والله لقد أثلجت صدورنا أحسنت أحسن الله إليك

يرفع لأهميته









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-01-15, 17:50   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر الطالب مشاهدة المشاركة
مبحث جيد جدا سلمت يداك وزادك الله علما على علم

وبارك الله لك والله لقد أثلجت صدورنا أحسنت أحسن الله إليك

يرفع لأهميته
و فيك بارك الله أخي الفاضل ، ووفقك الله للعلم النافع و العمل الصالح .









رد مع اقتباس
قديم 2014-11-17, 08:47   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سلواان
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

طرحت سؤالا وتحديت أن يجيبني عليه احدهم ..
الكل يتهرب دائرا يمينا وشمالا متلويا متلونيا ..
قلت نحن في الجزائر يجب ان يكون لدينا حاكم يحكمنا ..فما نحن فاعلون لأجل اختياره ..بطريق غير ديمقراطي ..نريد جوابا يصب في واقعنا ...










رد مع اقتباس
قديم 2014-11-17, 10:43   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبدالله سالم
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلواان مشاهدة المشاركة
طرحت سؤالا وتحديت أن يجيبني عليه احدهم ..
الكل يتهرب دائرا يمينا وشمالا متلويا متلونيا ..
قلت نحن في الجزائر يجب ان يكون لدينا حاكم يحكمنا ..فما نحن فاعلون لأجل اختياره ..بطريق غير ديمقراطي ..نريد جوابا يصب في واقعنا ...
سؤال جميل .. في انتظار من يجيب عليه ..









رد مع اقتباس
قديم 2015-01-15, 18:07   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلواان مشاهدة المشاركة
طرحت سؤالا وتحديت أن يجيبني عليه احدهم ..
الكل يتهرب دائرا يمينا وشمالا متلويا متلونيا ..
قلت نحن في الجزائر يجب ان يكون لدينا حاكم يحكمنا ..فما نحن فاعلون لأجل اختياره ..بطريق غير ديمقراطي ..نريد جوابا يصب في واقعنا ...
الشبهة التاسعة عشر : قولهم عن أهل السنة(أنتم متناقضون تحرمون الانتخابات وتوجبون طاعة ولي الأمر الذي وصل عن طريق الانتخابات)).

◄والجواب :
الذي ذكرتموه ليس بتناقض في شيء لا من قريب ولا من بعيد ,وذلك لأن شروط اختيار الحاكم في الإسلام غير شروط طاعة الحاكم , وذلك لأن حال الاختيار يختلف عن حال الاضطرار كما هو معلوم عقلا وشرعا فالحالتين مختلفتين ولكل حالة أحكامها الشرعية المتعلقة بها ففي حال اختيار الحاكم هناك شروط لاختياره, وفي حال وصول هذا الحاكم إلى الحكم هناك شروط لطاعته.
فنحن لا نقول بشرعية الانتخابات حين اختيار الحاكم إنما نقول بالطرق التي جاء به الإسلام , والتي سبق وبينتها في المبحث الرابع من هذا البحث, ونشترط عليه أن يكون عادلا ومسلما وما إلى ذلك من الشروط(1) لكن إذا وصل الحكم عن طريق غير شرعي وكان مسلما فعليه إثمه وإثم من أوصله إلا أن السنة والإجماع تُلْزِمُنا بطاعته في المعروف وعدم إسقاط إمامته حتى لو كان ظالما فاسقا مالم يكفر كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان.
أما السنة : فقد قال عبادة رضي الله عنه: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَايَعْنَاهُ ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا : أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا ، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ " . رواه مسلم.
قلت: فلم يشترط النبي صلى الله عليه وسلم في طاعة ولي الأمر-في غير المعصية- شروط الاختيار إنما اشترط أمرا واحدا فقط وهو الإسلام فلا يجوز الخروج على هذا الحاكم المسلم حتى إن وصل عن طريق شرعي أو لم يستوفي شروط الإمامة-ماعدا الإسلام- بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بطاعة الحاكم الظالم الفاسق -ما لم يكفر- .
وعن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال :
سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ! أرأيت أ، قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ثم سأله ؟ فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية – أو في الثالثة - ؟ فجذبه الأشعث بن قيس، وقال :
(( أسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ))
وفي رواية لمسلم – أيضاً : فجذبه الأشعث بن قيس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( أسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم )) رواه مسلم.

قلت :من المعلوم أن العدل من شروط إختيار الحاكم وبيعته لكن إذا وصل الحاكم إلى الحكم ولم يكن عادلا فإن نبينا عليه الصلاة والسلام أمرنا بطاعته في المعروف دون المعصية رغم أنه أسقط أحد شروط اختياره ألا وهو العدل, فهل يجرأ أحد ويقول هذا تناقض؟.
ولهذا أجمع علماء السنة قديما وحديثا على وجوب طاعة الحاكم الذي لم يستوفي شروط الإمامة كأن يصل إلى الحكم عن طريق غير شرعي :
قال الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله : (وقد أجمع الفقهاء عَلَى وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لِما فِي ذَلِكَ من حقن الدماء وتسكين الدهماء) الفتح (13/7)
وحكى الإجماع أيضا الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال : (الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلَّب على بلد أو بلدان ، له حكم الإمام في جميع الأشياء ، ولولا هذا ما استقامت الدنيا ، لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ، ولا يعرفون أحدًا من العلماء ذكر أن شيئًا من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم ) (الدرر السنية (7/239)) .
قلت : إن كان هذا الإجماع في حق من وصل إلى الحكم عن طريق التغلب والقهر حقنا للدماء وتسكينا للدهماء فمن باب أولى من يصل عن طريق الانتخابات خاصة وأن الانتخابات تعتمد على رأي الأكثرية فالخروج هذا الحاكم بحجة أنه وصل عن طريق الانتخابات يؤدي إلى ضرر أكبر وهو اقتتال المسلمين بعضهم بعضا فتقاتل الأغلبية مع الأقلية فيحصل النزاع وتسفك الدماء ,وهذا مخالفٌ لقواعدِ الشريعةِ التي جاءتْ بتكثير المصالح وتقليل المفاسد .
-----------------------------
(1)وهذه الشروط منها ما هو واجب في كل ولاية كبيرة أو صغيرة ومنها ما هو خاص بالخلافة – الرئاسة - ، ومن هذه الشروط ما لا يمكن التغاضى عنه بحال ، ومنها ما يمكن التغاضى عنه عند عدم الإمكان ، ومن هذه الشروط ما لا خلاف عليه بين العلماء ، وهى الإسلام ، والعقل ، والذكورة ، والعدالة ، والعلم .
ومنها ما اختلف عليه العلماء وهى : البلوغ ، والحرية ، والكفاءة الجسيمة ، والقرشية

منقول
.









رد مع اقتباس
قديم 2014-11-17, 09:38   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أي ديموقراطية تقصد؟
فإن كنت تقصدها بمفهومنا نحن العرب فهي سُمٌ زُعَافْ ...
وإن كنت تقصدها بمفهومها الغربي ...
فهي آلية وكيفية إسلامية في أصلها
لو أننا أدركنا ودققنا في هذا المفهوم ...









رد مع اقتباس
قديم 2015-01-15, 18:11   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

◘الشبهة العشرون : قولهم: ((أين البديل)).

وللجواب على هذا السؤال نقول:
ماذا تقصدون بالبديل؟ أتقصدون بالبديل أي البديل للإصلاح السياسي ؟أم تقصدون بالبديل أي بديل للوصول إلى الحكم؟.

◄إن قلتم بالأول : فاعلموا أن الإصلاح إنما يكون بإصلاح الشعوب فبصلاح الشعوب يصلح الحكام فقد قال الله تعالى:[إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم] فما أوضحه من بيان! لكن مع وضوحه فأكثر من تسمَّوا بأسماء حركات إسلامية قد اجتهدوا وجاء لسان حالهم يقول: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بحكوماتهم!! ولا حول ولا قوة إلا بالله، غاضِّين الطرف عن السيرة النبوية المفسرة لهذا البيان، غافلين عن أنه لا عزّ لهم حتى يتحكم الدين في نفوسهم، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) رواه أبو داود وهو حسن.
هذا حكم الله ورسوله {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}؟!
فاحذروا ـ أي إخواننا! ـ من رد الحق تحاكماً إلى واقعكم أو اغتراراً بتجربتكم أو إرضاءً لنخالة أذهانكم! أوَ ليس قد حكم الله أن لا تمكين في الأرض ولا استخلاف ولا أمن ولا نصر إلا بأمة، وأي أمة؟! إنها أمة العبادة مع توحيد خالص فاقرأ كلاماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي قال: [وَعَدَ اللهُ الَّذِين ءامَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخلِفَنَّهُمْ في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً].

فمن يريد إصلاح أحوال المسلمين مخلصاً جاداً صادقاً فليسلك طريق الأنبياء ومنهجهم وعلى رأسهم خاتم النبيين وقد وضحناه مراراً:
{ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.
ومن يصوّر للنَّاس أنَّ منابع الفساد هم الحكام فقط فهو مخالف لما قرّره القرآن الكريم والسنَّة النبويَّة والتأريخ الإنساني والإسلامي، ومستدرك على منهج الأنبياء خصوصاً إذا وجّه الدعاة إلى حصر جهودهم وصبّها في المجال السياسي.
فمنابع الفساد الأساسيَّة والأصليَّة والخطيرة هي التي قررها الله على أَلسِنة رسله جميعاً ورسم لهم منهجاً لردمها وما عداها فهو تابع لها فليفهم الداعي إلى الله ذلك وليعتصم بحبل الله وليلزم غرز الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
قال الإمام الألباني رحمه الله ( وهنا أقول البديل هو قوله تبارك وتعالى :{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} البديل تقوى الله عز وجل ولا شك أن تقوى الله تتطلب قبل كل شيء علماً نافعاً ، وثانياً: عملاً صالحاً مقروناً بالعلم النافع فلا يغني عمل صالح عن العلم النافع ، ولا العلم النافع بالذي يغني عن العمل الصالح ،بل لا بد من الجمع بينهما ، ولكي يستطيع المسلمون أن يقوموا بهذه التقوى التي تتضمن العلم النافع والعمل الصالح هذا يحتاج إلى جهود جبارة متكافئة بين أهل العلم الذين يقومون بواجب التعليم والتبليغ للإسلام وبين واجب العمل بهذا الإسلام لجماهير المسلمين ، فحينما يتفاعل عامة المسلمين علماؤهم هؤلاء العلماء بنشرهم للعلم وأولئك بعملهم بالعلم فَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ تبارك وتعالى ، فالبديل إذن هو العودة إلى الإسلام فهماً وعملاً )

◄وإن قصدتم بالبديل أي البديل للوصول إلى الحكم:
فقبل الجواب على هذا السؤال نسأل سؤالا آخر كمقدمة فنقول : هل الوصول إلى الحكم عندكم غاية أو وسيلة لتحقيق غاية؟
إن قلتم هو غاية فقد شابهتم الرافضة في غلوهم في الإمامة واتهمتم أنبياء الله تعالى بالتقصير إذ لو كان غاية لكان الكثير من الأنبياء أولى به فقد عرضت السلطة على نبينا عليه الصلاة والسلام فلم يستجب لها لا بدعوى التدرج ولا بدعوى(لا نترك الساحة للمشركين)) , والكثير من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يصلوا إلى السلطة ولم يكونوا حكاما , ومع هذا نحن نعتبرهم ناجحين لأنهم حققوا الغاية التي بعثوا من أجلها وهي نشر دين التوحيد
قال الله تعالى :{ ولقد بعثنا في كلّ أمَّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
وقال تعالى: { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
فهذه مهمتهم وهذه غايتهم دعوة إلى توحيد الله وتحذير من الشرك والمعاصي، وتبشير المؤمنين وإنذار الكافرين المعاندين.
وقد أدّوا واجبهم ووصلوا جميعاً إلى منازل الفلاح والنّجاح، ونصرهم الله على أعدائهم في الدنيا وينصرهم غداً يوم يقوم الأشهاد، و العلمانيون الديمقراطيون أو الحزبيون الإسلاميون بهذه المقاييس الصحيحة هم الفاشلون الأخسرون المغلوبون في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنّهم لهم المنصورون، وإنَّ جندنا لهم الغالبون)[الصافات:171-173].
وقال تعالى: { كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنَّ الله لقوي عزيز} [المجادلة:21].
, فالغاية الحقيقة ليست الكرسي ولا السلطة إنما هي نشر التوحيد فلا يجوز أن ننسى هذه الغاية وننساق وراء الشعارات العلمانية والماسونية لأنه لا عزة لنا ولا تمكين إلا بتحقيق تلك الغاية التي خلقنا من أجلها ألا وهي نشر دين الله تعالى .
وإن قلتم هي مجرد وسيلة فقد صدقتم فهي وسيلة لحماية الدين لكن لا يمكن تحقيق هذه الوسيلة إلا بعد نشر الدين ولا يكون ذلك إلا بإصلاح الشعوب كما سبق وبينت إذ من المستحيل نشر الدين عن طريق السلطة أو الحكم إذا كان المجتمع غير مهيأ لذلك.
◄سئل العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله : " إذا كنتم تحذرون من المشاركة في الانتخابات, فكيف يصل المسلمون إلى الحكم ويحكمون بالشريعة؟.
فأجاب : الذي يظن أنه سيصل بالانتخابات فهو مغفل ! مغفل ! مغفل ! الذي يصل إلى الانتخابات هو الذي يكون عنده ملايين الدولارات الأمريكية, وفي الليل يذهب إلى مشايخ القبائل وإلى الضباط وإلى كذا وكذا,فهو الذي سيفوز بالانتخابات , وعلى فرض أنه فاز في الانتخابات الصالح, فالحكومة ستوجه له المدافع والرشاشات, فهم ليسوا مستعدين أن يعطوها بالانتخابات, فنحن نعلم إن شاء الله في حدود ما نستطيع, والوصول إلى السلطة تكون بتقوى الله والعلم والعمل والدعوة إلى الله وإعداد العدة في حدود ما يستطاع,والله المستعان.من شريط "مقتل الشيخ جميل الرحمن".
وعلى كلّ حال فالإمارة والقضاء من الأمور التي لابدّ منها ولا تقوم حياة المسلمين إلاّ بها، وبها تعصم الدماء والأموال والأعراض.
ولكن يجب أن نسلك في اختيار الأمراء والقضاة منهاج رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلا تعطى هذه المناصب لمن يسـألها أو يحرص عليها أو يرشح نفسه لها عن طريق الانتخابات مثلاً فإنَّ هذا من الحرص عليها.
وإنَّما يُختار لها الأكفاء علماً وزهداً فيها وتقوى.
ثمَّ ينبغي أن نستفيد من المنهج النبوي في التربية، فلا ينبغي أن ننشئ الشباب على حب القيادة والرئاسة والسيادة والإمارة، فلو نشأناهم على حب هذه الأشياء خالفنا هدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأوقعنا الشباب في المهالك وأي فلاح ننتظره في الدنيا والآخرة إن خالفنا منهج رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟

◘وبعد هذه المقدمة نجيب على سؤالكم فنقول :
الوصول إلى الحكم له ثلاث حالات محيطة به :
الحالة الأولى : وجود حاكم مسلم .
الحالة الثانية : وجود حاكم كافر.
الحالثة الثالثة : عدم وجود حاكم.


◄أما الأولى فقد سبق وبينت أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم فالبديل هو الصبر على هذا الحاكم المسلم إذا كان جائرا مع نصحه بالطرق الشرعية والصدق في ذلك ودعوة الناس إلى دين الله لأن صلاح الشعوب أساس صلاح الحكام كما تقدم أما الانقلابات أو الدخول في البرلمانات فليست بديلا أبدا لأنها إن أسقطت حاكما فلن تأتي بحاكم أفضل بل إما مثله أو أشد منه ظلما وجورا وذلك لأن القاعدة الكونية الربانية تقول(كما تكونوا يولى عليكم)) وذلك لقوله تعالى : (﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾ [الأنعام:129]، ) فمُنْتَخَبَهُمْ يكون من جنسهم ولا بد.
◄وأما الثانية فالبديل هو الخروج عليه إذا توفرت القدرة على ذلك وتغلبت المصلحة على المفسدة ,ووُجِدَ من هو مسلم, وإلا فالصبر مع إعداد الإيمانية والمادية قدر الاستطاعة كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة .

◄وأما الثالثة فالبديل هو الشورى ومعناه اختيار أهل الحل والعقد لمن يرونه يصلح للإمامة وهذه الطريقة لقد بينتها في المبحث الرابع من هذا البحث فليراجع.
سئل العلامة عبد المحسن العباد :لقد انعدمت الشورى في أكثر البلدان في اختيار الحاكم، فهل تقوم الانتخابات بديلا عنه وتعتبر من السواد الأعظم؟
الجواب: طريقة الإسلام هي التي يعني تولية الخليفة، جاء في الإسلام طريقتان، إحداهما: هي التي ولي بها أبو بكر رضي الله عنه واجتماع أهل الحل والعقد.
والثانية: كان الخليفة يعيِّن خليفةً مِن بعده، وهو عهد أبي بكر لعمر، وفيما يتعلق بالنسبة بعد عمر رضي الله عنه جُعل الأمر في ستة، وهؤلاء الستة يختارون واحدًا منهم، يختارون واحدًا منهم، وانتهى الأمر إلى عثمان وعليٍّ، ثم انتهى الأمر إلى عثمان رضي الله عنه حيث بايعه الناس، ولما توفي أو قتل عثمان رضي الله عنه صار الناس إلى علِيٍّ لأنه هو الذي كان له دائرًا بينه وبينه في وجودهما معًا، فلمَّا ذهب عثمان انتهي الأمر إلى علِيٍّ.
فطريقة الإسلام هي هذه، يعني إما يعني كون أهل الحل والعقد يقومون بهذا، وأن الذين هم مرجع الناس ووجهاء الناس وكبار الناس، أما هذه الانتخابات، يعني: ينتخب، وإذا حصلت الأغلبية لأناس، يعني: ضررهم أكثر من نفعهم فإن منتخبهم يكون من جنسهم([- شرح الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله سنن ابن ماجه، الشريط رقم (283). ]). اهـ
الخلاصة :
البديل الحقيقي الشرعي هو قوله تعالى :[إن الدين عند الله الإسلام] وقوله تعالى:[ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ]
وقوله عليه الصلاة والسلام((إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )).
أي الدين الذي رضيه الله و جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لا دين العلمانية ولا الديمقراطية ولا الإشتراكية ولا أهواء أهل البدع المنسوبة زورا وبهتانا إلى الإسلام فإن هذه الديانات والأهواء هي السبب الرئيسي في تفرق المسلمين وتمزقهم وتسلط الأعداء عليهم .
فانتبه أيها المسلم للحيل السياسية التي لا تزيد الأمة إلا خذلاناً وذلة تحت أقدام أعدائها , وكل هذا من ثمار البدع , وإذن فيجب أن يسبق الرجوع إلى الكتاب والسنة والتحاكم إليهما والتجمع عليهما بصدق وإخلاص لا التجمع السياسي المغفل والمستغفل الذي ظهرت ثماره الوخيمة كما أسلفنا ولقد جربنا أن أصحاب هذه الدعوة أول من ينفر عن التحاكم إلى الكتاب والسنة وينفر منها ومن أهلها ، ولقد بين الناصحون هذا الأمر العظيم من قبل أن يأتي هذا التجمع السياسي الأبله ومن بعده ولكن لا حياة لمن تنادي .
قال العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله : (أنا أعتقد أن الطريق لتحقيق المجتمع الإسلامي وبالتالي إقامة الدولة المسلمة إنما يكون على طريقة محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي وضع لنا منهجاً عاماً وعبَّر عنه بكلمة موجزة: ((خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم)).
فهل انضَمَّ الرسول -عليه السلام- إلى كفار مكة في سبيل إصلاحهم بالطريقة الناعمة اللطيفة -كما يفعل هؤلاء الذين يريدون أن ينضموا إلى البرلمانات- أم صَدَع بكلمة الحق خاصة كلمة التوحيد: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}؟[محمد:19].
لقد استمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- كما تعلمون جميعاً ثلاثة عشرة سنة وهو يدعو الناس إلى التوحيد وفي أثناء هذه السنين كان يرَبِّيهم -عليه الصلاة والسلام- على عينه بالأخلاق الإسلامية بأن يؤثروا الحياة الآخرة على الحياة الدنيا, فهل سلكنا هذا السبيل؟ الجواب: إن هؤلاء الذين يريدون الإصلاح بطريق الانتماء للبرلمانات لقد نسوا طريق الحق, وهو: التصفية والتربية.
كلمتان أدعو المسلمين إلى الوقوف عندهما وتفهمهما جيداً والعمل على تطبيقهما.
التصفية: نحن الآن في أول القرن الخامس عشر من الهجرة وبيننا وبين العهد النبوي الأطهر الأزهر الأنور أربعة عشر قرناً, دخل في الإسلام ما ليس منه ليس فقط في السلوكيات والأخلاق ولا في العبادات وإنما دخل أيضاً في العقيدة ما ليس من ذلك فأين المرشدون وأين المربون الذين يربون الجماعات الإسلامية التي تكون بالألوف المؤلفة على التصفية والتربية؟! لذلك أنا لا أرجو أبداً أن تنهض جماعة من المسلمين وتكون لهم الصولة والدولة إلا على الطريقة التي جاء بها الرسول -عليه السلام-.
وتلخيص ذلك العلم النافع, والعمل الصالح.
العلم النافع اليوم بيننا وبين الوصول إليه عقبات كَأْدَاء شديدة جداً, فيجب تذليلها وتقريب هذا العلم النافع إلى أذهان الناس بهذه الكلمة التي أسميها بالتصفية مقرون معها التربية, ونحن نجد الآن كثيراً من الدعاة الإسلاميين ليسوا هم أنفسهم لم يرَبُّوا على الإسلام الصحيح, بل ذويهم أيضاً وأهلهم وأولادهم ونسائهم، فإذا لم نحقق المجتمع الإسلامي على هذا الأساس الصحيح من التصفية والتربية فلن تقوم دولة الإسلام بطريق البرلمانات أبداً, وإنما هذا تعويق للمسيرة الإسلامية التي يجب أن نمشي عليها إن شاء الله.)) انتهى.

منقول .









رد مع اقتباس
قديم 2015-01-15, 22:43   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
توفيق43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية توفيق43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمار مشاهدة المشاركة
◘الشبهة العشرون : قولهم: ((أين البديل)).

وللجواب على هذا السؤال نقول:
ماذا تقصدون بالبديل؟ أتقصدون بالبديل أي البديل للإصلاح السياسي ؟أم تقصدون بالبديل أي بديل للوصول إلى الحكم؟.

◄إن قلتم بالأول : فاعلموا أن الإصلاح إنما يكون بإصلاح الشعوب فبصلاح الشعوب يصلح الحكام فقد قال الله تعالى:[إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم] فما أوضحه من بيان! لكن مع وضوحه فأكثر من تسمَّوا بأسماء حركات إسلامية قد اجتهدوا وجاء لسان حالهم يقول: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بحكوماتهم!! ولا حول ولا قوة إلا بالله، غاضِّين الطرف عن السيرة النبوية المفسرة لهذا البيان، غافلين عن أنه لا عزّ لهم حتى يتحكم الدين في نفوسهم، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) رواه أبو داود وهو حسن.
هذا حكم الله ورسوله {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}؟!
فاحذروا ـ أي إخواننا! ـ من رد الحق تحاكماً إلى واقعكم أو اغتراراً بتجربتكم أو إرضاءً لنخالة أذهانكم! أوَ ليس قد حكم الله أن لا تمكين في الأرض ولا استخلاف ولا أمن ولا نصر إلا بأمة، وأي أمة؟! إنها أمة العبادة مع توحيد خالص فاقرأ كلاماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي قال: [وَعَدَ اللهُ الَّذِين ءامَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخلِفَنَّهُمْ في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً].

فمن يريد إصلاح أحوال المسلمين مخلصاً جاداً صادقاً فليسلك طريق الأنبياء ومنهجهم وعلى رأسهم خاتم النبيين وقد وضحناه مراراً:
{ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.
ومن يصوّر للنَّاس أنَّ منابع الفساد هم الحكام فقط فهو مخالف لما قرّره القرآن الكريم والسنَّة النبويَّة والتأريخ الإنساني والإسلامي، ومستدرك على منهج الأنبياء خصوصاً إذا وجّه الدعاة إلى حصر جهودهم وصبّها في المجال السياسي.
فمنابع الفساد الأساسيَّة والأصليَّة والخطيرة هي التي قررها الله على أَلسِنة رسله جميعاً ورسم لهم منهجاً لردمها وما عداها فهو تابع لها فليفهم الداعي إلى الله ذلك وليعتصم بحبل الله وليلزم غرز الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
قال الإمام الألباني رحمه الله ( وهنا أقول البديل هو قوله تبارك وتعالى :{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} البديل تقوى الله عز وجل ولا شك أن تقوى الله تتطلب قبل كل شيء علماً نافعاً ، وثانياً: عملاً صالحاً مقروناً بالعلم النافع فلا يغني عمل صالح عن العلم النافع ، ولا العلم النافع بالذي يغني عن العمل الصالح ،بل لا بد من الجمع بينهما ، ولكي يستطيع المسلمون أن يقوموا بهذه التقوى التي تتضمن العلم النافع والعمل الصالح هذا يحتاج إلى جهود جبارة متكافئة بين أهل العلم الذين يقومون بواجب التعليم والتبليغ للإسلام وبين واجب العمل بهذا الإسلام لجماهير المسلمين ، فحينما يتفاعل عامة المسلمين علماؤهم هؤلاء العلماء بنشرهم للعلم وأولئك بعملهم بالعلم فَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ تبارك وتعالى ، فالبديل إذن هو العودة إلى الإسلام فهماً وعملاً )

◄وإن قصدتم بالبديل أي البديل للوصول إلى الحكم:
فقبل الجواب على هذا السؤال نسأل سؤالا آخر كمقدمة فنقول : هل الوصول إلى الحكم عندكم غاية أو وسيلة لتحقيق غاية؟
إن قلتم هو غاية فقد شابهتم الرافضة في غلوهم في الإمامة واتهمتم أنبياء الله تعالى بالتقصير إذ لو كان غاية لكان الكثير من الأنبياء أولى به فقد عرضت السلطة على نبينا عليه الصلاة والسلام فلم يستجب لها لا بدعوى التدرج ولا بدعوى(لا نترك الساحة للمشركين)) , والكثير من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يصلوا إلى السلطة ولم يكونوا حكاما , ومع هذا نحن نعتبرهم ناجحين لأنهم حققوا الغاية التي بعثوا من أجلها وهي نشر دين التوحيد
قال الله تعالى :{ ولقد بعثنا في كلّ أمَّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
وقال تعالى: { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
فهذه مهمتهم وهذه غايتهم دعوة إلى توحيد الله وتحذير من الشرك والمعاصي، وتبشير المؤمنين وإنذار الكافرين المعاندين.
وقد أدّوا واجبهم ووصلوا جميعاً إلى منازل الفلاح والنّجاح، ونصرهم الله على أعدائهم في الدنيا وينصرهم غداً يوم يقوم الأشهاد، و العلمانيون الديمقراطيون أو الحزبيون الإسلاميون بهذه المقاييس الصحيحة هم الفاشلون الأخسرون المغلوبون في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنّهم لهم المنصورون، وإنَّ جندنا لهم الغالبون)[الصافات:171-173].
وقال تعالى: { كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنَّ الله لقوي عزيز} [المجادلة:21].
, فالغاية الحقيقة ليست الكرسي ولا السلطة إنما هي نشر التوحيد فلا يجوز أن ننسى هذه الغاية وننساق وراء الشعارات العلمانية والماسونية لأنه لا عزة لنا ولا تمكين إلا بتحقيق تلك الغاية التي خلقنا من أجلها ألا وهي نشر دين الله تعالى .
وإن قلتم هي مجرد وسيلة فقد صدقتم فهي وسيلة لحماية الدين لكن لا يمكن تحقيق هذه الوسيلة إلا بعد نشر الدين ولا يكون ذلك إلا بإصلاح الشعوب كما سبق وبينت إذ من المستحيل نشر الدين عن طريق السلطة أو الحكم إذا كان المجتمع غير مهيأ لذلك.
◄سئل العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله : " إذا كنتم تحذرون من المشاركة في الانتخابات, فكيف يصل المسلمون إلى الحكم ويحكمون بالشريعة؟.
فأجاب : الذي يظن أنه سيصل بالانتخابات فهو مغفل ! مغفل ! مغفل ! الذي يصل إلى الانتخابات هو الذي يكون عنده ملايين الدولارات الأمريكية, وفي الليل يذهب إلى مشايخ القبائل وإلى الضباط وإلى كذا وكذا,فهو الذي سيفوز بالانتخابات , وعلى فرض أنه فاز في الانتخابات الصالح, فالحكومة ستوجه له المدافع والرشاشات, فهم ليسوا مستعدين أن يعطوها بالانتخابات, فنحن نعلم إن شاء الله في حدود ما نستطيع, والوصول إلى السلطة تكون بتقوى الله والعلم والعمل والدعوة إلى الله وإعداد العدة في حدود ما يستطاع,والله المستعان.من شريط "مقتل الشيخ جميل الرحمن".
وعلى كلّ حال فالإمارة والقضاء من الأمور التي لابدّ منها ولا تقوم حياة المسلمين إلاّ بها، وبها تعصم الدماء والأموال والأعراض.
ولكن يجب أن نسلك في اختيار الأمراء والقضاة منهاج رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلا تعطى هذه المناصب لمن يسـألها أو يحرص عليها أو يرشح نفسه لها عن طريق الانتخابات مثلاً فإنَّ هذا من الحرص عليها.
وإنَّما يُختار لها الأكفاء علماً وزهداً فيها وتقوى.
ثمَّ ينبغي أن نستفيد من المنهج النبوي في التربية، فلا ينبغي أن ننشئ الشباب على حب القيادة والرئاسة والسيادة والإمارة، فلو نشأناهم على حب هذه الأشياء خالفنا هدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأوقعنا الشباب في المهالك وأي فلاح ننتظره في الدنيا والآخرة إن خالفنا منهج رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟

◘وبعد هذه المقدمة نجيب على سؤالكم فنقول :
الوصول إلى الحكم له ثلاث حالات محيطة به :
الحالة الأولى : وجود حاكم مسلم .
الحالة الثانية : وجود حاكم كافر.
الحالثة الثالثة : عدم وجود حاكم.


◄أما الأولى فقد سبق وبينت أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم فالبديل هو الصبر على هذا الحاكم المسلم إذا كان جائرا مع نصحه بالطرق الشرعية والصدق في ذلك ودعوة الناس إلى دين الله لأن صلاح الشعوب أساس صلاح الحكام كما تقدم أما الانقلابات أو الدخول في البرلمانات فليست بديلا أبدا لأنها إن أسقطت حاكما فلن تأتي بحاكم أفضل بل إما مثله أو أشد منه ظلما وجورا وذلك لأن القاعدة الكونية الربانية تقول(كما تكونوا يولى عليكم)) وذلك لقوله تعالى : (﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾ [الأنعام:129]، ) فمُنْتَخَبَهُمْ يكون من جنسهم ولا بد.
◄وأما الثانية فالبديل هو الخروج عليه إذا توفرت القدرة على ذلك وتغلبت المصلحة على المفسدة ,ووُجِدَ من هو مسلم, وإلا فالصبر مع إعداد الإيمانية والمادية قدر الاستطاعة كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة .

◄وأما الثالثة فالبديل هو الشورى ومعناه اختيار أهل الحل والعقد لمن يرونه يصلح للإمامة وهذه الطريقة لقد بينتها في المبحث الرابع من هذا البحث فليراجع.
سئل العلامة عبد المحسن العباد :لقد انعدمت الشورى في أكثر البلدان في اختيار الحاكم، فهل تقوم الانتخابات بديلا عنه وتعتبر من السواد الأعظم؟
الجواب: طريقة الإسلام هي التي يعني تولية الخليفة، جاء في الإسلام طريقتان، إحداهما: هي التي ولي بها أبو بكر رضي الله عنه واجتماع أهل الحل والعقد.
والثانية: كان الخليفة يعيِّن خليفةً مِن بعده، وهو عهد أبي بكر لعمر، وفيما يتعلق بالنسبة بعد عمر رضي الله عنه جُعل الأمر في ستة، وهؤلاء الستة يختارون واحدًا منهم، يختارون واحدًا منهم، وانتهى الأمر إلى عثمان وعليٍّ، ثم انتهى الأمر إلى عثمان رضي الله عنه حيث بايعه الناس، ولما توفي أو قتل عثمان رضي الله عنه صار الناس إلى علِيٍّ لأنه هو الذي كان له دائرًا بينه وبينه في وجودهما معًا، فلمَّا ذهب عثمان انتهي الأمر إلى علِيٍّ.
فطريقة الإسلام هي هذه، يعني إما يعني كون أهل الحل والعقد يقومون بهذا، وأن الذين هم مرجع الناس ووجهاء الناس وكبار الناس، أما هذه الانتخابات، يعني: ينتخب، وإذا حصلت الأغلبية لأناس، يعني: ضررهم أكثر من نفعهم فإن منتخبهم يكون من جنسهم([- شرح الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله سنن ابن ماجه، الشريط رقم (283). ]). اهـ
الخلاصة :
البديل الحقيقي الشرعي هو قوله تعالى :[إن الدين عند الله الإسلام] وقوله تعالى:[ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ]
وقوله عليه الصلاة والسلام((إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )).
أي الدين الذي رضيه الله و جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لا دين العلمانية ولا الديمقراطية ولا الإشتراكية ولا أهواء أهل البدع المنسوبة زورا وبهتانا إلى الإسلام فإن هذه الديانات والأهواء هي السبب الرئيسي في تفرق المسلمين وتمزقهم وتسلط الأعداء عليهم .
فانتبه أيها المسلم للحيل السياسية التي لا تزيد الأمة إلا خذلاناً وذلة تحت أقدام أعدائها , وكل هذا من ثمار البدع , وإذن فيجب أن يسبق الرجوع إلى الكتاب والسنة والتحاكم إليهما والتجمع عليهما بصدق وإخلاص لا التجمع السياسي المغفل والمستغفل الذي ظهرت ثماره الوخيمة كما أسلفنا ولقد جربنا أن أصحاب هذه الدعوة أول من ينفر عن التحاكم إلى الكتاب والسنة وينفر منها ومن أهلها ، ولقد بين الناصحون هذا الأمر العظيم من قبل أن يأتي هذا التجمع السياسي الأبله ومن بعده ولكن لا حياة لمن تنادي .
قال العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله : (أنا أعتقد أن الطريق لتحقيق المجتمع الإسلامي وبالتالي إقامة الدولة المسلمة إنما يكون على طريقة محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي وضع لنا منهجاً عاماً وعبَّر عنه بكلمة موجزة: ((خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم)).
فهل انضَمَّ الرسول -عليه السلام- إلى كفار مكة في سبيل إصلاحهم بالطريقة الناعمة اللطيفة -كما يفعل هؤلاء الذين يريدون أن ينضموا إلى البرلمانات- أم صَدَع بكلمة الحق خاصة كلمة التوحيد: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}؟[محمد:19].
لقد استمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- كما تعلمون جميعاً ثلاثة عشرة سنة وهو يدعو الناس إلى التوحيد وفي أثناء هذه السنين كان يرَبِّيهم -عليه الصلاة والسلام- على عينه بالأخلاق الإسلامية بأن يؤثروا الحياة الآخرة على الحياة الدنيا, فهل سلكنا هذا السبيل؟ الجواب: إن هؤلاء الذين يريدون الإصلاح بطريق الانتماء للبرلمانات لقد نسوا طريق الحق, وهو: التصفية والتربية.
كلمتان أدعو المسلمين إلى الوقوف عندهما وتفهمهما جيداً والعمل على تطبيقهما.
التصفية: نحن الآن في أول القرن الخامس عشر من الهجرة وبيننا وبين العهد النبوي الأطهر الأزهر الأنور أربعة عشر قرناً, دخل في الإسلام ما ليس منه ليس فقط في السلوكيات والأخلاق ولا في العبادات وإنما دخل أيضاً في العقيدة ما ليس من ذلك فأين المرشدون وأين المربون الذين يربون الجماعات الإسلامية التي تكون بالألوف المؤلفة على التصفية والتربية؟! لذلك أنا لا أرجو أبداً أن تنهض جماعة من المسلمين وتكون لهم الصولة والدولة إلا على الطريقة التي جاء بها الرسول -عليه السلام-.
وتلخيص ذلك العلم النافع, والعمل الصالح.
العلم النافع اليوم بيننا وبين الوصول إليه عقبات كَأْدَاء شديدة جداً, فيجب تذليلها وتقريب هذا العلم النافع إلى أذهان الناس بهذه الكلمة التي أسميها بالتصفية مقرون معها التربية, ونحن نجد الآن كثيراً من الدعاة الإسلاميين ليسوا هم أنفسهم لم يرَبُّوا على الإسلام الصحيح, بل ذويهم أيضاً وأهلهم وأولادهم ونسائهم، فإذا لم نحقق المجتمع الإسلامي على هذا الأساس الصحيح من التصفية والتربية فلن تقوم دولة الإسلام بطريق البرلمانات أبداً, وإنما هذا تعويق للمسيرة الإسلامية التي يجب أن نمشي عليها إن شاء الله.)) انتهى.

منقول .
لماذا الهروب
سؤال سلوان واضح
جاءك حاكم بلد مسلم و قال لك دلنا عن كيفية اختيار الحاكم في الاسلام

دقة الجواب و قوة الحجة لا تقاس بالمتر و طول الجواب









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-13, 22:46   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

يعاد رفعه لأهميته .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أثارها, الديمقراطية, حقيقتها, صورها


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc