مجموع رود العلماءعلى إمام الخوارج أسامة بن لادن - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مجموع رود العلماءعلى إمام الخوارج أسامة بن لادن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-02, 10:36   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفات مع فكر القاعدة ( 1 - 5 )


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :

جلس ولد مع أبيه يتجاذبان أطراف الحديث حول منهج أسامة بن لادن، أهو شهيد أم لا ؟

فقال الابن لأبيه: يا أبت أريد أن تبين لي بعض الأمور التي تُشكِل عليَّ فقال الأب: حسنا وما هذه الأمور؟ فقال الابن لأبيه: إن الناظر لفكر القاعدة وما يفعلونه يجد أن نيتهم حسنة ، فهل النية الحسنة دليل على صحة الفعل وسلامة المنهج ؟

قال الأب : لا يا بني إن النية الحسنة لا تجعل المنهج صحيحا والفعل سليما ولا تجعل البدعة حسنة ، وذلك لأن النية الحسنة وحدها لا تكفي، بل لا بد أن يكون معها موافقة السنة ومتابعة السلف الصالح . فقال الابن ما الدليل على ما تقول يا أبتي؟ فقال: الدليل على ما أقول من الكتاب ومن السنة ومن أقوال السلف . أما القرآن فقال الله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم } فصلاح الأعمال ومغفرة الذنوب لا تتحقق إلا بالقول السديد والقول السديد لا يكون إلا بشرطين أساسيين
الشرط الأول : إخلاص النية ، والشرط الثاني : المتابعة ، فإذا اختل شرط من هذين الشرطين فالعمل غير مقبول وبالمثال يتضح المقال فلو أن رجلاً صلى الظهر خمس ركعات متعمداً يريد زيادة الخير لله خالصا لوجه لا رياء ولا سمعة ، ويبتغي وجه الله والدار الآخرة ، فهل نقول يا بني أن صلاته صحيحة ومقبولة لأن نيته خالصة لله ؟!! الجواب لا يا بني ، إن صلاته غير مقبولة لعدم المتابعة ، وجاء في صحيح البخاري ( جاء رجل فصلَّى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل لا يطمئن في صلاته، ولا يعلم أن الطمأنينة ركن وهو جاهل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: (ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ) ولم يعذره بالجهل ولم تشفع له نيته مع أنه استقبل القبلة وكبر وركع وسجد ونيته لله ومع ذلك أبطل صلاته بقوله((ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ)، حتى قال الرجل: (والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلِّمني، فعلَّمه) وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه البخاري . ولو أن رجلا صلى الظهر ـ على وفق السنة ومتابعا للرسول الكريم ـ أربع ركعات ولكنه أخل في شرط النية يعني الإخلاص ووقع في الرياء مثلا ، فهل نقول: إن صلاته صحيحة ومقبولة لأنه وافق السنة ؟!! الجواب لا يا بني، إن صلاته غير مقبولة لعدم تحقق الإخلاص وقد جاء في الحديث في مسلم- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ » وقال تعالى ((فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ* أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص) وقد جمع الله هذين الشرطين في آية { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وََلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } والعمل الصالح ما كان صوابًا خالصًا، والخالص: ما قصد به وجه الله، والصواب: ما كان على شريعة الله ، ومن أقوال السلف ما رواه البيهقي بسند صحيح عن سعيد بن المسيب أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيهما

الركوع والسجود فنهاه فقال : يا أبا محمد ! أيعذبني الله على الصلاة ؟ ! قال : لا ولكن يعذبك على

خلاف السنة ) وَقَالَ الفضيل بْنُ عِيَاضٍ فِي قَوْله تَعَالَى { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا } قَالَ : أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ قَالُوا يَا أَبَا عَلِيٍّ : مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ ؟ قَالَ : إذَا كَانَ الْعَمَلُ خَالِصًا وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا ؛ وَالْخَالِصُ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ وَالصَّوَابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّة. فقال الأبن لأبيه بارك الله فيك يا أبتي لقد فهمت الآن أن (( النية )) الحسنة لا تغني من الحق شيئا وليست كفيلة لتصحيح منهج العامل ولا العمل إذ لا بد أن يكون معها موافقة السنة ومتابعة السلف الصالح وإلا ينطبق عليه هذه الآيات {قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً الّذِينَ ضَلّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } وقال تعالى {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نّاصِبَةٌ تَصْلَىَ نَاراً حَامِيَةً } فقال الأب لأبنه أحسنت أحسنت.

ثم قال الابن يا أبتِ هل يصح إعطاء الكافر الأمان أن يدخل ديار المسلمين ؟ فقال الأب هذا ما سنجيبه في المقال القادم بإذن الله فانتظرونا والحمد لله رب العالمين .

كتبه : فيحان الجرمان.
نقلا عن موقع الإسلام العتيق.








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-06-02, 10:41   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفة مع فكر القاعدة 2 - 5
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
متابعة لما بدأناه في المقال السابق من مناقشة فكر القاعدة :
قال الابن يا أبتِ: هل يصح إعطاء الكافر الأمان أن يدخل ديار المسلمين؟ فقال الأب نعم إنه يعطى الأمان إذا طلبه ، ويسمَّى بالمستأمِن ويصح إعطاؤه الأمان من ولي الأمر أو من آحاد المسلمين حتى المرأة لقول النبي عليه الصلاة والسلام «قد أجرنا من أجرتِ يا أم هانئ ) فهو بمثابة عقد وعهد ، فلا يجوز لأحد أن يعتدي عليه أو يغدر به ، وقد ذكر العلماء أن الأنفس المحرمة أربعة: نفس المؤمن، والذمي، والمعاهد، والمستأمِن ( طالب الأمان )؛ فالمؤمن لإيمانه، والذمي لذمته، والمعاهد لعهده، والمستأمن لتأمينه.
والفرق بين الثلاثة ـ الذمي، والمعاهد، والمستأمِن ـ أن الذمي: هو الذي بيننا وبينه ذمة ، أي: عهد على أن يقيم في بلادنا معصوماً مع بذل الجزية. وأما المعاهد: فيقيم في بلاده لكن بيننا وبينه عهد أن لا يحاربنا ولا نحاربه ، وأما المستأمِن: فهو الذي ليس بيننا وبينه ذمة ولا عهد، لكننا أمنـَّاه في وقت محدد، كرجل حربي دخل إلينا بأمان للتجارة ونحوها، أو ليفهم الإسلام، قال تعالى (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) بل الإمام مالك أفتى أبعد من ذلك حينما سُئل أَرَأَيْت لَوْ أَنَّ عَبِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ أَسَرَهُمْ أَهْلُ الْحَرْبِ ثُمَّ دَخَلَ إلَيْنَا رَجُلٌ مَنْ أَهْلِ الْحَرْبِ بِأَمَانٍ وَالْعَبِيدُ مَعَهُ ، أَيُعْرَضُ لَهُ وَيُؤْخَذُ الْعَبِيدُ مِنْهُ أَمْ لا ؟ قَالَ : لا لا يُؤْخَذُونَ مِنْهُ وَهُوَ رَأْيِي )راجع كتاب المدونة 3 / 18 . فهذه الأنفس الأربع قتلها حرام بإجماع العلماء، لكنها ليست على حد سواء في التحريم ؛ فنفس المؤمن أعظم، ثم الذمي، ثم المعاهد، ثم المستأمن ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا) أخرجه البخاري. وذمة المسلمين واحدة لا يجوز للمسلم أن يخفر أي يغدر وينقض عهد أخيه إذا كان أمَّن كافرًا، كما ورد في البخاري قوله عليه السلام ( ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلا ).
والقاعدة وزعيمها أسامة لسان حالهم أنهم أَغْيَرُ من صاحب الرسالة ومن سلف الأمة من الصحابة والتابعين ـ ومثلهم كمثل الذين تَقالُّوا عبادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومثلهم كمثل الذي قال لرسول الله اتقِ الله يا محمد هذه قسمة ما أريد بها وجه الله حتى قال الرسول في حقه ، إن من ضئضئ هذا قوما يخرجون يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ـ لذلك تراهم يقتلون المعاهدين والمستأمنين في بلاد المسلمين وليست عنك ببعيد تلك التفجيرات التي حصلت في العاصمة الرياض في شارع العليا وقُتِل فيها عدد من المسلمين وأُرِيقت دماؤهم ، وما حصل من تفجير في مجمع المحيا زاعمين أن هذا عين الجهاد وهو والله عين الفساد . فقال الابن معذرة معذرة يا أبتِ عن المقاطعة هل القاعدة وأسامة لا يعلمون أن قتل المعاهد والمستأمِن حرام ؟!!! ألم يعلموا بهذه الأحاديث وبأقوال أهل العلم ؟!!! فقال الأب يا بني ليست المسألة مسألة معرفة الأحاديث وقراءتها ومعرفة أقوال العلماء وإنما المسألة هي الفقه في الدين والعمل به إن هؤلاء يأخذهم تارة الجهل وعدم الرجوع إلى أهل العلم وتارة يأخذهم الحماس والْغَيْرَةُ والاندفاع غير المنضبط بضوابط الشرع وسأذكر لك مثالا محسوسا ومشاهدا على ما أقول وهو تلك الحادثة التي حصلت ، وتناقلتها وسائل الإعلام وذلك في مسجد صبحان حينما اجتمع متبعو القاعدة والمتعاطفون معهم لصلاة الغائب على أسامة بن لادن فحصلت مشاجرة وسب واقتتال بينهم وبين إمام المسجد أو المؤذن حيث منعهم من إلقاء الخطب في المسجد بعد ما صلوا صلاة الغائب لعدم الإذن لديهم من إدارة المساجد ، ومعلوم أن الإمام أو المؤذن مسؤول عن المسجد ولكن السؤال الذي أطرحه هل صلاة الغائب على أسامة بن لادن واجبة والخطبة بعد الصلاة واجبة أيضاً ؟!!! بحيث يضرب إمام المسجد باللكمات لأجل تحقيقهما ، ومن المعلوم أن صلاة الجنازة ليست فرض عين وإنما فرض كفاية إن قام بها البعض سقطت عن الباقين ، ولذلك أتباع أسامة والقاعدة يعلمون قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) وهو في البخاري ، فهم خالفوا الحديث مع علمهم به وعملوا بخلافه ووقعوا بالفسوق والكفر لأجل سنة وهي صلاة الغائب أو الخطبة بعد الصلاة فليس لديهم حكمة ولا فقه في الدين بل هم سفهاء أحلام يغلبهم الحماس والاندفاع والجهل ، وقد قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله عندما سُئل عن التفجير الذي وقع في العليا والخُبر، وحدث فيهما إزهاق للأرواح من المعاهَدين وغير ذلك فأجاب بقوله ( ولا يخفى علينا جميعاً أن الله تعالى أمر بوفاء العهود وأمر بوفاء العقود، وقال: { إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } ولا يخفى علينا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (من قتل معاهَداً لم يرح رائحة الجنة) . ولا يخفى علينا أيضاً أنه قال عليه الصلاة والسلام: ( ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً ـ نقض عهده ـ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين). ولا يخفى علينا أن الائتمان أو التأمين والإجارة يكون حتى من واحد من المسلمين، وإن لم يكن ولي أمر، ولو كانت امرأة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ) ، فكيف إذا كان هذا الأمان من ولاة الأمور؟! فهذا هو عين المحادَّة لله ورسوله وعين المشاقَّة لله ورسوله، ولو قدَّرنا على أسوأ تقدير أن الدولة التي ينتمي إليها هؤلاء الذين قُتلوا دولة معادية للإسلام فما ذنب هؤلاء؟! هؤلاء الذين جاؤوا بأمر حكومتهم ولم يأتوا بأمرهم، قد يكون بعضهم جاء عن كره، ولا يريد الاعتداء. ثم ما ذنب المسلمين الساكنين هناك؟! فقد قتل عدد من المسلمين من هذه البلاد ، وأصيب عدد منهم أطفال، وعجائز، وشيوخ وهم نائمون في مأمنهم على فرشهم. ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم، ولكن بحول الله ( إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } سوف يُعْثَر عليهم إن شاء الله ويأخذون جزاءهم. لكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث، منهج الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين، وأن هؤلاء إما جاهلون، وإما سفهاء، وإما حاقدون. فهم جاهلون: لأنهم لا يعرفون الشرع، الشرع يأمر بالوفاء بالعهد وأوفى دِينٍ بالعهود هو دين الإسلام والحمد لله. وهم سفهاء أيضاً: لأنه سوف يترتب على هذه الحادثة من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، يعني: ليست هذه وسيلة إصلاح، حتى يقولوا:{ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } بل هم المفسدون في الواقع. أو حاقدون على هذه البلاد وأهلها .) انتهى كلام ابن عثيمين.0 يا بني إن القاعدة تسير على نهج غير نهج الإسلام الصحيح وإنما هو نهج شبيه بنهج الخوارج الذين يكفرون المسلم بفعل الكبيرة . فقال الابن إذن الذي فهمته يا أبتِ أنه لا يجوز قتل هذه الأنفس ( الذمي والمعاهد والمستأمن ) بغير جرم فقال الأب نعم يا بني وهذا إجماع بين أهل العلم ولا خلاف في ذلك إلا من سلك مسلك الخوارج . فقال الابن لقد علمتُ حُكَم من دخل ديار المسلمين ولكن ما حكم من دخل ديار الكفار عن طريق التأشيرة يريد التفجير فيها هل هو عمل مشروع وجهاد أم هو غير مشروع وإفساد ؟!!! ؟ فقال الأب هذا ما سنجيبه في المقال القادم بإذن الله فانتظرونا والحمد لله رب العالمين.0
كتبه / فيحان الجرمان









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-02, 10:44   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفات مع فكر القاعدة 3- 5


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :


متابعة لما بدأناه في المقالين السابقين من مناقشة فكر القاعدة


قال الابن : لقد علمتُ حكم من دخل ديار المسلمين، ولكن ما حكم من دخل ديار الكفار عن طريق الجواز أو التأشيرة وهو قد بيَّت النية يريد التفجير فيها ، أو طرأت عليه فكرة التفجير بعد دخوله ، هل هذا عمل مشروع وجهاد أم غير مشروع ومحرم ؟!!! فقال الأب إن هذا العمل حرام ومنافٍ للأخلاق وآداب الإسلام والمسلمين لأن الذي يدخل ديار الكفار قد أعطاهم الأمن والعهد والميثاق ألا يُفسِد ، ولو أظهر لهم نيته بالإفساد ما سمحوا له بالدخول ، ولأن الدخول عن طريق الجواز أو التأشيرة بمثابة " عقد أمان " يجب الوفاء به وعدم الغدر أو نقضه ولا يجوز نبذه من طرف واحد لأن إلغاء العقد من طرف واحد يعد خيانة ، فإذا أراد نبذه لا بد أن يخبرهم حتى يكونوا على سواء كما قال تعالى {وَإِمّا تَخَافَنّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىَ سَوَآءٍ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الخَائِنِينَ} .ثم اعلم يا بني أن أخذ التأشيرة أو الدخول عن طريق الجواز في الوقت الحاضر " أمان " متفق عليه عند جميع الدول الإسلامية وغير الإسلامية وهو بمثابة " عقد " وهذا لا خلاف عليه بين علماء المسلمين الذين يعتد بقولهم ، لأن الدول لا تمنح أي شخص يرغب في دخول أراضيها إلا بشرط أن يلتزم بقوانينها ونظمها التي تمنع زعزعة أمنها كالغش والسرقة والتطاول على الغير، ومن أعظمها القتل بأي وسيلة ، ولأن المسلم إذا دخل دار حرب "بأمان " حرُم تعرضه لشيء من دم ومال وفرج منهم؛ إذ المسلمون على شروطهم قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } قال الشافعي رحمه الله فيمن دخل بلاد الكفار وهو قادر أن يأخذ شيئا من أموالهم قال ( وإذا دخل رجل مسلم دار الحرب بأمان .. وقدر على شيء من أموالهم لم يحل له أن يأخذ منه شيئاً قلَّ أو كثر) راجع كتاب الأم للشافعي 4/284 وفي مذهب الإمام أحمد( ومن دخل دارهم بأمانهم فقد أمَّـنهم من نفسه " ؛ لأنهم إنما أعطوه الأمان مشروطا بأمنه إياهم من نفسه وترك خيانتهم ، وإن لم يكن ذلك مذكورا فهو معلوم في المعنى ولا يصلح في ديننا الغدر وقد قال عليه السلام : المؤمنون عند شروطهم ) راجع كتاب العمدة2 /251 وفي مذهب الأحناف ( وإذا دخل المسلم دار الحرب بأمان لا يتعرض لشيء من دمائهم وأموالهم ؛ لأن فيه غدرا بهم وأنه منهي عنه ) راجع كتاب الاختيار لتعليل المختار. فالواجب يا بني على المسلمين وجوب الوفاء بالعهود والمواثيق التي تكون بينهم وبين الكفار، ولا تجوز الخيانة أو الغدر حتى لو كان في الغدر أو الخيانة مصلحة للمسلمين، فقال الابن: رويدًا يا أبتِ كيف لا يجوز أن أخون وأغدر بالكفار إذا كان هناك مصلحة ؟!!!
فقال الأب : يا بني إن دين الإسلام يأمر بالوفاء بالعهد ، وأوفى الأديان بالعهود على أكمل وجه هو دين الإسلام يقول تعالى { وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْر إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ ُ} أي ، وإن استنصركم هؤلاء الأعراب, الذين لم يهاجروا, فإنه واجب عليكم نصرهم, لأنهم إخوانكم في الدين, إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار, بينكم وبينهم ميثاق أي مهادنة إلى مدة, فلا تخفروا ذمتكم ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم, وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنه كما ذكره ابن كثير ، وهذا يدل على أن العهد كان مسئولا، يا بني لقد صالح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهل الحديبية على أن يرد من جاءه مسلما إليهم فجاءه أبو جندل وقد أسلم فردَّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المشركين وفاءً بالعهد والعقد، قال تعالى{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا } يا بني إن الأنبياء والرسل لا يغدرون ، وقد سأل هرقلُ ( عظيمُ الروم ) أبا سفيان قبل أن يسلم عن رسول الله هل يغدر ؟ فقال أبو سفيان " لا " فقال هرقل وكذلك الرسل لا يغدرون ، فجعل عدم الغدر والخيانة صفة وعلامة لازمة للمرسلين. يا بني إن من مكارم الأخلاق ومحاسنها ألا يخون المرء ولا يغدر ، يا بني إن الخيانة صفة ذم مطلقا لأن الخيانة خدعة في مقام الأتمان والأمان وقد جاء في الحديث قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ولا تخن من خانك " رواه أحمد وأبو داود. يا بني إن الله ترفَّع وتنزَّه عن صفة الخيانة لأنها صفة نقص على الإطلاق لا كمال فيها بوجه من الوجوه بخلاف المكر والخداع وغيرهما وذلك مثل قوله تعالى {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} وقوله: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً}، وقوله: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} وقوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} وقوله: {قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} ولما ذكر الله خيانتهم لم يذكر أنه خانهم ، فقال تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} فقال: فأمكن منهم، ولم يقل: فخانهم. لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهى صفة ذم مطلقا ، يا بني إن أسامة بن لادن والقاعدة لا يلتفتون إلى هذه الأحكام والآداب فيقتلون المسلمين في ديارهم والمعاهدين والمستأمنين الذين أعطوا الأمان، إما جهلا أو معتقدين أن حكام دول الخليج غير مسلمين لذا لا عهد لهم ولا ذمة وهذا هو الأقرب، لذلك احذرك يا بني من منهج القاعدة ، فإن منهج القاعدة لا يرى المسلمَ مسلما إلا من شهدوا له أو كان معهم ولا إسلاما إلا الذي هم عليه ولا عهد إلا لمن عاهدوه .فقال الابن يا أبتِ: ما الدليل على أن منهج أسامة بن لادن والقاعدة لا يرون مسلما إلا من شهدوا له ولا إسلاما إلا الذي هم عليه ؟ !! فقال الأب هذا ما سنجيبه في المقال القادم بإذن الله فانتظرونا والحمد لله رب العالمين .



كتبه / فيحان الجرمان









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-05, 01:50   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
-روميو-
محظور
 
إحصائية العضو










Lightbulb ثناء بن عثيمين وبن جبرين على بن لادن




ثناء بن عثيمين وبن جبرين على بن لادن










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-10, 22:38   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفات مع فكر القاعدة 4- 6



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :


متابعة لما بدأناه في المقالات السابقة من مناقشة فكر القاعدة :


قال الابن لأبيه يا أبتي لقد قلتَ إن منهج القاعدة لا يرى المسلمَ مسلما إلا من شهد له أو كان معهم ، ولا إسلاما إلا الذي هم عليه فما الدليل على ما تقول ، فقال الأب الدليل على ما أقول قول أسامة بن لادن في تفجيرات 11 سبتمبر ببرجي التجارة العالمية في أمريكا : ((
إن هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه ) فقال الابن معذرة يا أبتي ما معنى الفسطاط وماذا يقصد به ؟.
فقال الأب: الفسطاط يطلق على البنيان أو على الخيمة، وهو يقصد أن الناس على فريقين لا ثالث لهما فريق إيمان لا نفاق فيه وفريق كفر ، وهو بهذا التقسيم يكفر كل من لم يؤيد هذا التفجير ، والتكفير حكم شرعي لا يخرج عن الكتاب والسنة وحينئذ لا يجوز أن نكفر إلا من كفره الله ورسوله ، والعجيب يا بني أن أتباعه أيدوه في قوله ، وكأن كلامه من كلام الوحي أو النبوة يجب أن نسلم له تسليما ، بل حلت محل لا إله إلا الله وذلك قوله ( إن هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر ). فجعل أحداث 11 سبتمبر هي الفيصل بين الإيمان والكفر وجعل أيضا لها نواقض كما أن لا إله إلا الله لها نواقض فمن نواقض الإيمان عند أسامة والقاعدة عدم تأييد تفجيرات 11 سبتمبر فمن لم يؤيد فهو داخل في فسطاط الكفر، والمؤيد لها نال إيمانا لا نفاق فيه ، فقال الابن على رِسْلك يا أبتي أليست هذه عقيدة الإرجاء ؟! فقال الأب بلى يا بني ، إن القاعدة لطالما وصفت العلماء وطلاب العلم وكل من لا يقف معها " بالإرجاء " وهاهي تقع في الإرجاء حيث وصفت كل من أيد تفجيرات 11 سبتمبر بأنه مؤمن لا نفاق فيه ، وعلى ذلك لا يضر معه معصية ولا كفر ولا نفاق فبمجرد التأييد يدخل في فسطاط إيمانا لا نفاق فيه ،وكأن فعلهم هذا أعظم من فعل أهل بدر حينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لهم لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال : ((اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم ) بمعنى أن الله يغفر لهم ما قد يقع منهم من الذنوب بسبب تلك الحسنة التي فعلوها وهي غزوة بدر لكن القاعدة كلامهم ليس فيمن قام بالفعل وإنما بالمؤيدين والمعارضين فوصفوا المؤيدين للتفجيرات بالإيمان الذي لا نفاق فيه ووصفوا المعارضين لها بالكفر ، فما هو الوصف الذي سيناله أو يستحقه من قام بهذه التفجيرات عند أسامة والقاعدة ؟!!! . فقال الابن: يا أبتي لماذا لا يكون كلام أسامة بن لادن صحيحا بناءً على أن التفجير عمل صحيح ؟ !!! فقال الأب: يا بني هناك قاعدة " ما بني على باطل فهو باطل " إن هذه التفجيرات التي تحدث هنا وهناك ليس فيها مصلحة وإن وجدت فيها مصلحة فمفسدتها أكبر من نفعها وذلك لأمور ثلاثة:
الأمر الأول: قد قتل فيها الصبي والمرأة والكبير والصغير وقد قتل فيها بعض المسلمين وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله ولا تقتلوا (صبيا ولا امرأة ولا كبيرا هرما ) هذا في حق الكفار، فكيف يا بني بمن يقتل مسلما ؟!!! ثم قد علمتَ فيما مضى في المقال الثالث حكم من دخل ديار الكفار عن طريق التأشيرة أو الجواز وهو بمثابة "عقد وأمان" فراجعه فإنه نافع .
الأمر الثاني : ليس مُسَوَّغاً وجائزا الإضرار بالعدو والنكاية به وحده دون النظر إلى المصلحة ، ولا شك أن الإضرار بالعدو مطلب شرعي ولكن هذا المطلب الشرعي إذا كان يترتب عليه مفسدة أعظم من مصلحته فإنه يحرم فعله ويكون منهيا عنه والدليل على ذلك قوله تعالى {وَلاَ تَسُبّواْ الّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) فقد نهى الله رسولَه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن سبّ آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة ومطلب شرعي وهو إغاظة المشركين ، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها، وهي مقابلة المشركين بسبّ الله ) وقد نص على ذلك ابن كثير وغيره من أهل العلم وهو إجماع لا خلاف فيه قال ابن القيم رحمه الله ( فَمَتَى كَانَ الْفِعْلُ السَّالِمُ عَنْ الْمَفْسَدَةِ وَسِيلَةً إلَى الْمَفْسَدَةِ مَنَعْنَا مِنْ ذَلِكَ الْفِعْلَ وَهُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ رحمه الله وَالْقَوْلُ بِسَدِّهِ مَأْخُوذٌ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , أَمَّا الْكِتَابُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ } , فَمَتَى خَافَ الْمُسْلِمُ إذَا سَبَّ دِينَ الْكُفْرِ يُؤَدِّي إلَى سَبِّ اللَّهِ أَوْ رَسُولِهِ أَوْ الْإِسْلَامِ أَوْ أَهْلِهِ لَمْ يَجُزْ لَهُ أَنْ يَسُبَّ دِينَهُمْ وَلَا صُلْبَانَهُمْ , وَلَا مَا يَتَعَرَّضُ إلَى مَا يَدْعُو إلَى ذَلِكَ , قَالَهُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي أَحْكَامِ الْقُرْآنِ . وَقَالَ ابْنُ رُشْدٍ فِي الْمُقَدِّمَاتِ ) وقال العلامة ابن باز رحمه الله(( فلابد من رعاية العواقب , ولهذا ذكر ابن القيم رحمه الله أن الإنسان إذا كان أمره بالمعروف في بعض الأحيان قد يفضي إلى وجود ما هو أنكر من المنكر الذي يريد أن ينهي عنه , فإنه لا يجوز له أن ينهى عن المنكر في هذه الحالة إذا كان إنكار المنكر يفضي إلى ما هو أنكر منه وأشد )

والأمر الثالث : ما قامت به القاعدة من تفجيرات هنا وهناك مفسدته أعظم من مصلحته وذلك أن أمريكا لا أحد يشك أنها دولة كافرة تسعى سعيا حثيثا لمصلحتها الخاصة مع محاربة الإسلام بأي وسيلة وتهرع إلى أي مدخل لاجتثاث الإسلام ، ولا شك أن القاعدة أعطت لأمريكا مبررا لكي تتدخل في جميع الدول الإسلامية بذريعة محاربة التطرف وعلى رأس هذه الدول أفغانستان والعراق وكان سبب انهيار دولة طالبان والعراق على يد القاعة بسبب تصرفها وحماقتها ، فقال الابن يا أبتي أفهم من ذلك أن كلام أسامة خطأ حينما قال(( إن هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه ) فقال الأب: نعم يا بني لأن التكفير حكم شرعي لا يكون إلا عن طريق الوحي ، وكلام أسامة بن لادن لا يقوله إلا نبي يوحى إليه، وهذا ما سَأُتِم بيانه لك إن شاء الله في المقال الخامس،

فانتظرونا والحمد لله رب العالمين.

كتبه : فيحان الجرمان









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-18, 20:37   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفات مع فكر القاعدة 5- 6
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
متابعة لما بدأناه في المقالات السابقة من مناقشة فكر القاعدة :
قال الابن :يا أبتي أفهم من ذلك أن كلام أسامة خطأ حينما قال:( إن هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه ) فقال الأب: نعم يا بني لأن التكفير حكم شرعي لا يكون إلا عن طريق الوحي ، وكلام أسامة بن لادن لا يقوله إلا نبي يوحى إليه ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعثمان (لا يَضُرُّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ )أخرجه أحمد والترمذي. أو نقول: إن كلام أسامة بن لادن شبيه بكلام الخوارج الذين لا يعبؤون بما يقولون ويصدرون الأحكام من غير تورع.
فقال الابن: مهلا يا أبتي وهل الخوارج من علاماتهم وأوصافهم إصدار الأحكام من غير تورع ؟
فقال الأب: نعم يا بني من علامات الخوارج الجرأة على الفتوى وإصدار الأحكام على المسلمين ،

فقال الابن: ما الدليل على ذلك ؟

فقال الأب :الدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قسم غنائم حنين على المؤلفة قلوبهم ، فقال رجل وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ، وفي رواية اتقِ الله يا محمد واعدل فقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا وَلَّى قَالَ :إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ ) والحديث في البخاري.

وانظر يا بني إلى ألفاظهم وعدم ورعهم في القول في حق خير البشر وسيد الناس في الدنيا والآخرة فكيف بمن دونه ؟! وتمعّن يا بني إلى تلك الألفاظ التي تدل على أن قائلها من الأتقياء ومن الحريصين على الإسلام.
أولا : لفظ ، هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا .
ثانيا : لفظ وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ .
ثالثا : لفظ اتقِ الله يا محمد واعدل، وأيضا ما حصل للصحابي الجليل أبي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِي ، قال الأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ : كُنَّا بِالأَهْوَازِ نُقَاتِلُ الْحَرُورِيَّةَ فَبَيْنَا أَنَا عَلَى جُرُفِ نَهَرٍ إِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي ، وَإِذَا لِجَامُ دَابَّتِهِ بِيَدِهِ فَجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تُنَازِعُهُ وَجَعَلَ يَتْبَعُهَا- قَالَ شُعْبَةُ ، هُوَ أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ - فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَقُولُ اللَّهُمَّ افْعَلْ بِهَذَا الشَّيْخِ ويَسُبُّهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ الشَّيْخُ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكُمْ وَإِنِّي غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ غَزَوَاتٍ، أَوْ سَبْعَ غَزَوَاتٍ وَثَمَانِيَ وَشَهِدْتُ تَيْسِيرَهُ وَإِنِّي أَنْ كُنْتُ أَنْ أُرَاجِعَ مَعَ دَابَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدَعَهَا تَرْجِعُ إِلَى مَأْلَفِهَا فَيَشُقَّ عَلَيَّ . والحديث في البخاري، وفي روايات صحيحة الإسناد قال الخارجي: انظروا إلى هذا الحمار وفي رواية ترك آخرته لأجل دنياه .
انظر يا بني وتمعن إلى ألفاظهم التي قالوها في حق الصحابي والتي تدل على أن قائلها من الأتقياء ومن الحريصين على الإسلام ،

أولا: قاموا بسبه وهو صحابي وشيخ كبير ،
ثانيا : وصفوه بالحمار ،
ثالثا : قالوا عنه ترك آخرته لأجل دنياه ، وهو من خيار الصحابة وقد غزى مع رسول الله ، وأيضا ، قتلوا عليا رضي الله عنه ولما سُئل عبد الرحمن بن ملجم الخارجي لماذا قتلتَ عليا قال: أتقرب بِدَمِهِ إلى الله ،حتى قال عمران بن حطان وهو يمدح عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي ( يا ضربة من تقي ما أرادا بها إلا ليبلغ عند الله رضوانا ) لذلك فهم لا يتورعون عن أي لفظ في العلماء كما يصفونهم بعلماء سلطة أو بعلماء حيض ونفاس ولا يعلمون بفقه الواقع إلى غير ذلك من المسميات التي يراد بها تنفير الناس عنهم ، ويرون أن هذا العمل من الدين.
فقال الإبن: يا أبتي ألا تكون هذه شجاعة من أسامة بن لادن والقاعدة حينما قاموا بالتفجير ؟! .
فقال الأب: يا بني:
أولا : الذين يقومون بهذه الأعمال ويفجرون أنفسهم هم شباب مُغرَر بهم وهم الضحية استغلوا حماسهم واندفاعهم وجهلهم وأما القادة فهم على الآرائك ينظرون .
ثانيا : لماذا القادة لا يتسابقون ويفجرون أنفسهم حتى يدخلوا الجنة كما قد صرحوا مرارا وتكرارا أنهم في جهاد ؟!!!
ثالثا: هذه ليست شجاعة وإنما جرأة لأن الشجاعة مبنية على الصبر والثبات وحسن التدبير وقد فرق ابن القيم رحمه الله بين الشجاعة والجرأة فقال ((وأما الجرأة فهي إقدام سببه قلة المبالاة وعدم النظر في العاقبة)

فقال الابن: يا أبتي هناك سؤال قد يُشِكل عليَّ وألاحظه عند بعض أصدقائي وهو التعاطف والميل والتأييد عند قتل الكافر فهل هذا جائز ؟

فقال الأب: إن التعاطف إذا كان منضبطاً بضوابط الشرع فإنه محمود بل مطلوب شرعا ولكن إذا كان فيه جَور فإن التعاطف حينئذ مذموم فليس كل من قتل كافرا نتعاطف معه ونؤيده. فقال الابن: مهلا مهلا يا أبتي ومعذرة عن المقاطعة ، أليست هذه مداهنة وفتوى لحماية الكفار ؟ والقاعدة وأسامة بن لادن سيصفونك يا أبتي بالمداهن والمنافق !!!

فقال الأب: يا بني دعنا من الناس وعليك بالشرع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ما َسِلمَ من شرهم فوصفوه بالجور وعدم العدل عند القسمة وسأختصر لك الجواب بحديث عن رسول الله ، يدل على أنه ليس كل من قَتَلَ كافرا نتعاطف معه ونؤيده، فالمعاهد والذمي والمستأمن هذه أنفس كافرة فلا يجوز أن نتعاطف مع من يتعدى عليهم ويقتلهم، والدليل على ذلك ، قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا ) رواه البخاري، فهل النبي صلى الله عليه وسلم تعاطف مع الكافر ووقع في المداهنة والدفاع ؟!!! الجواب " كلا وحاشا "
يا بني : لقد صرح أسامة بن لادن بتكفير الدول الإسلامية سوى أفغانستان حينما سُئل في مقابلة لجريدة الرأي العام بتاريخ 11 / 11 / 2001 إذا خرج الأمريكيون من السعودية وتم تحرير المسجد الأقصى ، هل ستوافق على تقديم نفسك للمحاكمة في بلد مسلم ؟ فأجاب أسامة بن لادن قائلا : أفغانستان وحدها دولة مسلمة ، باكستان تتبع القانون الإنجليزي ، وأنا لا أعترف بالسعودية دولة مسلمة ) وأيضا لو تتبعتَ تصريحات أسامة بن لادن عند ذكر السعودية لا يقول المملكة السعودية ويكره لفظ السعودية نسبة لآل سعود وإنما يقول مكة والحجاز حتى أنه بلغ كرهه إذا سئل من أي جامعة تخرجتَ لا يقول جامعة الملك عبد العزيز ،
فقال الابن :رويدا يا أبتي لقد سمعتُ سعد الفقيه يقول لا يجوز أن يُكتَب لك في " التابعية " أي الهوية ، سعودي لأنك إذا رضيتَ بهذا فقد أعلنتَ لآل سعود التبعية فما تقول يا أبتي بهذا الكلام ؟! فقال الأب هذا من التطرف والغلو والجهل المركب لأنه معلوم أن هذا من التسميات لا أثر فيها كالدولة الأموية والعباسية ولم يكن آنذاك حدود وجنسية وجوازات مثل هذا العصر فالمسألة اصطلاحية والعلماء يقولون لا مشاحاة في الاصطلاح، والله عز وجل سيسألك عن عملك واعتقادك {مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} ثم إن هؤلاء من أمثال المسعري وسعد الفقيه وعموم القاعدة يرزقون بأبناء في أثناء إقامتهم في هذه الدول ويمنحونهم الجنسية البريطانية أو الأمريكية أو الكندية ، فلماذا لا يكونون قد أعلنوا التبعية لتلك الدول ؟!. فقال الابن يا أبتي: كيف يقول أسامة بن لادن أفغانستان وحدها دولة مسلمة ؟ ثم يقيم في باكستان التي تتبع القانون الإنجليزي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمُشْرِكِينَ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلِمَ ؟ قَالَ : " لا تَرَاءَى نارَهُمَا ) رواه أبو داود.فالرسول عليه السلام ، يتبرأ من المسلم الذي يقيم في دولة غير مسلمة فيكون أسامة والقاعدة وقعوا في المحذور وأقاموا في دول الكفر، ولم يقم في دولة أفغانستان، فقال الأب يا بني بل أزيدك من الشعر بيتا المسعري وسعد الفقيه وغيرهما يقيمون في دولة الصليب في بريطانيا ولهم قناة تبث منها وتسمى " قناة الإصلاح " وأكثر حديثها الطعن في المملكة العربية السعودية، ولا يتكلمون عن المنكرات والشركيات المنتشرة في بريطانيا ، وهؤلاء قد التمسوا الأعذار لأنفسهم فيرون أنهم مضطرون للإقامة فيها وقلوبهم كارهة وما يحصل بينهم وبين الكفار هناك من الود واللين والابتسامة يرونه من المصلحة لكي تسير أمورهم على أكمل وجه !!!، ولا يلتمسون الأعذار لغيرهم من المسلمين !!!! فيكفرون حكام المسلمين لا سيما دول الخليج بسبب مخالفتهم للشرع كالولاء والمداهنة لدول الغرب وترك بعض الأحكام الشرعية ،
فقال الابن: ولماذا لا يكفر كل من وقع في الكفر كالموالاة للكفار ؟ فقال الأب اسمع يا بني وكن على بصيرة من دينك، فإنه لا يجوز تكفير المعين حتى تتوفر فيه الشروط وتنتفي عنه الموانع : !! وهذا ما سنجيبه في المقال القادم بإذن الله فانتظرونا ، والحمد لله رب العالمين.
كتبه : فيحان الجرمان









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-19, 23:54   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفات مع فكر القاعدة 6- 6



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :


متابعة لما بدأناه في المقالات السابقة من مناقشة فكر القاعدة :


قال الابن لأبيه: لماذا لا يكفر كل من وقع في الكفر كالموالاة للكفار ؟ فقال الأب اسمع يا بني وكن على بصيرة من دينك، فإنه لا يجوز تكفير المعين حتى تتوفر فيه الشروط وتنتفي عنه الموانع ومن الشروط: أن يكون مكلفاً ، عالماً بالحكم ، مختارا ، ومن الموانع : التأويل السائغ ، والجهل ، والإكراه ، والشُّبه ، وعدم قيام الحجة ، وهذا متفقٌ عليه عند عامة السلف وَعَامَّةَ الْأَئِمَّةِ كما نص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ، واعلم أيضا يا بني أن التسرع في تكفير المعين من غير مراعاة للشروط والموانع من منهج الخوارج حيث إنهم اعتمدوا على بعض ظواهر النصوص ،وتركوا النصوص الأخرى من غير جمع بينها واقتصروا على فهمهم دون الرجوع إلى العلماء مع عدم النظر في أعذار الناس مما أدى إلى عدم الفقه في الدين وإطلاق الأحكام الكفرية على من لا يستحقها فقال الابن : رويدا ومعذرة عن المقاطعة يا أبتِ :كيف لا يَكْفر المسلم أو الحاكم المسلم بموالاة الكفار ؟ والله يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ }
فقال الأب: يا بني إن التكفير المطلق لا يستلزم تكفير المُعيَّن قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يرد على الذين يكفرون بعموميات النصوص وينزلونها على المعين فقال في مجموع الفتاوى 12 / 487 ( وَلَمْ يَتَدَبَّرُوا أَنَّ التَّكْفِيرَ لَهُ شُرُوطٌ وَمَوَانِعُ قَدْ تَنْتَفي فِي حَقِّ الْمُعَيَّنِ وَأَنَّ تَكْفِيرَ الْمُطْلَقِ لَا يَسْتَلْزِمُ تَكْفِيرَ الْمُعَيَّنِ إلَّا إذَا وُجِدَتْ الشُّرُوطُ وَانْتَفَتْ الْمَوَانِعُ ) فتأمل يا بني هذه العبارة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التي تستحق أن تكتب بماء الذهب فاحفظها يحفظك الله بها من الزلل فقال الابن يا أبت إن منهج السلف قائم على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة فما الدليل على أن التكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين ؟
فقال الأب أحسنت يا بني على طلبك للدليل، والدليل على ذلك قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ - إلى أن قال تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} وقوله تعالى{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ } قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه الآيات في مجموع الفتاوى ( وَقَدْ تَحْصُلُ لِلرَّجُلِ مُوَادَّتُهُمْ لِرَحِمِ أَوْ حَاجَةٍ فَتَكُونُ ذَنْبًا يَنْقُصُ بِهِ إيمَانُهُ وَلَا يَكُونُ بِهِ كَافِرًا كَمَا حَصَلَ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بلتعة لَمَّا كَاتَبَ الْمُشْرِكِينَ بِبَعْضِ أَخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ } . وَكَمَا حَصَلَ لِسَعْدِ بْنِ عبادة لَمَّا انْتَصَرَ لعَبْدِ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ . فَقَالَ : لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ : كَذَبْت وَاَللَّهِ ؛ لَا تَقْتُلُهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ ؛ قَالَتْ عَائِشَةُ : وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا وَلَكِنْ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ ) .
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري عند قوله تعالى {وان جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} ثم البر والصلة والإحسان لا يستلزم التحابب والتوادد المنهي عنه ). هذه الآيات التي ذكرتُها لك آنفا يا بني تدل على إطلاقها وظاهرها تكفير كل من يتولَّ الكفار ويظهر لهم المودة ولكن هذا التكفير المطلق لا يستلزم منه تكفير المعين كما ذكر ذلك أهل العلم ، إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع
فقال الابن يا أبت يا حبذا لو ضربت لي بعض الأمثلة ليتضح لي معنى تكفير المطلق وتكفير المعين فقال الأب حسنا يا بني هذه عبارة ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) كفر أم ليست بكفر ؟
فقال الابن كفر يا أبت ومن قالها يخرج من الإسلام فقال الأب أحسنت وأيضا ، السجود لغير الله كفر أم ليس بكفر ؟ فقال الابن كفر يخرج فاعله من الإسلام فقال الأب أحسنت يا بني وأيضا مكاتبة المشركين وإفشاء سر الرسول عليه السلام كفر ونفاق أم ليس بكفر ولا نفاق ؟ فقال الابن كفر ونفاق لأنه يضمن إظهار المودة للكفار فقال الأب أحسنت يا بني فعقيدة أهل السنة والجماعة التفريق بين شهادة معلقة بوصف أو جنس وبين شهادة معلقة بعين أو بمعنى آخر إن التكفير المطلق عند أهل السنة والجماعة لا يستلزم منه تكفير المعين ، فتقول مثلا كل من سجد لغير الله فهو كافر وكل من قال اللهم أنت عبدي وأنا ربك فهو كافر وكل متبرجة ملعونة وكل شارب خمر ملعون فهذا الحكم على وجه الإطلاق وعلى سبيل العموم جائز ولا حرج في ذلك فإن كان الذي يشرب الخمر يستحق اللعن أصابه أو شمله اللعن وإن لم يستحق اللعن فأنت لم تقع في الخطأ أو في الإثم لأنك لم تلعنه بعينه وإنما أطلقتَ اللعن على سبيل العموم كما أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا ))إلى آخر الحديث ) رواه أبو داود . فأهل السنة والجماعة لا يمانعون من قول: من قال كذا، أو فعل كذا، فهو كافر، ولكن حينما يتعلق الأمر بالشخص المعين الذي قاله أو فعله، لا يحكمون على كفره إطلاقاً، حتى تجتمع فيه الشروط وتنتفي عنه الموانع ، فإذا رأيتَ رجلا قد شرب الخمر لا تقلْ عنه لعنه الله ولكن قل لعن الله شارب الخمر لأن لعن المعين أو تكفير المعين قد يكون هناك مانع يمنع من إطلاق هذا الحكم والدليل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري قال أبو هريرة رضي الله عنه قال ( أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَكْرَانَ فَجُلِدَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لاَ تَلْعَنُوهُ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلَّا أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ) . وأيضا يا بني أهل السنة والجماعة يفرقون بين القول والقائل وبين الفعل والفاعل فالفعل أوالقول قد يكون كفر لكن الفاعل أو القائل قد لا يكفر لأن الكفر أو النفاق أو اللعن ، عندما يتعلق بالشخص فأهل السنة والجماعة يتورعون عن تكفير المعين أو لعنه حذرا من قوله صلى الله عليه وسلم (إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا) والحديث في مسلم وفي البخاري (لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ ) فلا يحكمون عليه أنه كافر أو منافق لأن الحكم هنا يتعلق بذات الشخص وعينه لا بالقول أو الفعل فلا يحكم عليه أنه كافر حتى تتوفر فيه الشروط وتنتفي عنه الموانع ،وسأضرب لك بعض الأمثلة أولا : ما جاء في صحيح مسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ ) فانظر يا بني إلى قوله فالقول كفر لكن القائل لا يكفر لوجود المانع وهو الخطأ من شدة الفرح ثانيا : لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه و سلم . قال ( ما هذا يا معاذ ؟ ) قال أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم . فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( فلا تفعلوا ) أخرجه ابن ما جه .فانتبه يا بني ، فالفعل محرم وقد أجمع العلماء أن السجود لغير الله شرك ومحرم وأما الفاعل وهو معاذ رضي الله عنه فحاشا أن ينطبق عليه فعله لوجود مانع وهو الجهل والتأويل . وهذا الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة في عصره قال شيخ الإسلام ابن تيمية عنه ( فَإِنَّ الْإِمَامَ أَحْمَد - مَثَلًا - قَدْ بَاشَرَ ـ " الْجَهْمِيَّة " الَّذِينَ دَعَوْهُ إلَى خَلْقِ الْقُرْآنِ وَنَفْيِ الصِّفَاتِ وَامْتَحَنُوهُ وَسَائِر عُلَمَاءِ وَقْتِهِ وَفَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ الَّذِينَ لَمْ يُوَافِقُوهُمْ عَلَى التَّجَهُّمِ بِالضَّرْبِ وَالْحَبْسِ وَالْقَتْلِ . وكَانَ كَثِيرٌ مِنْ أُولِي الْأَمْرِ إذْ ذَاكَ مِنْ الْجَهْمِيَّة مِنْ الْوُلَاةِ وَالْقُضَاةِ وَغَيْرِهِمْ : يُكَفِّرُونَ كُلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ جهميا مُوَافِقًا لَهُمْ ... ثُمَّ إنَّ الْإِمَامَ أَحْمَد دَعَا لِلْخَلِيفَةِ وَغَيْرِهِ. مِمَّنْ ضَرَبَهُ وَحَبَسَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ وحللهم مِمَّا فَعَلُوهُ بِهِ مِنْ الظُّلْمِ وَالدُّعَاءِ إلَى الْقَوْلِ الَّذِي هُوَ كُفْرٌ وَلَوْ كَانُوا مُرْتَدِّينَ عَنْ الْإِسْلَامِ لَمْ يَجُزْ الِاسْتِغْفَارُ لَهُمْ ؛ فَإِنَّ الِاسْتِغْفَارَ لِلْكَفَّارِ لَا يَجُوزُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ وَالْأَعْمَالُ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ صَرِيحَةٌ فِي أَنَّهُمْ لَمْ يُكَفِّرُوا الْمُعَيَّنِينَ مِنْ الْجَهْمِيَّة الَّذِينَ كَانُوا يَقُولُونَ : الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُرَى فِي الْآخِرَةِ وَما نُقِلَ عَنْ أَحْمَد ممَا يَدُلُّ عَلَى كفر المعينِ ؛ فَلِقِيَامِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّهُ وُجِدَتْ فِيهِ شُرُوطُ التَّكْفِيرِ وَانْتَفَتْ مَوَانِعُهُ ، وَمَنْ لَمْ يُكَفِّرْهُ بِعَيْنِهِ؛ فَلِانْتِفَاءِ ذَلِكَ فِي حَقِّهِ هَذا ) ولم ينتقم الإمام أحمد لنفسه ممن عذبه وحبسه كما تفعل القاعدة الآن في باكستان من قتل المسلمين وترويعهم انتقاما لقتل أسامة .
وفي ختام وقفاتي مع فكر القاعدة أسأل الله ـ عز وجل ـ أن يهدينا للحق ويعيننا على التزام الطريق الصحيح، ويثبت قلوبنا على عقيدة السلف الصالح والحمد لله رب العلمين .




كتبه :فيحان الجرمان









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-20, 00:29   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
بنت الحرمين ..
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية بنت الحرمين ..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أعتذر لكن الموضوع فيه تعدي على حرمة الأمواتـــــ


الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله افضى إلى ما قدم


ترحموا عليه بدل الطعن فيه ..!!










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-20, 04:35   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
جواهر الجزائرية
عضو متألق
 
الصورة الرمزية جواهر الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
ليس بعد كلام حجة البيان وبلاغ الكلام وعلم راسخ وسيف قاطع في من فتن العباد بالكلام الفارغ شرعه ولا راع الانسانية ولاالخوف من الله والخروج وشق الطاعة ونشر الدمار في الارض
واستحلال دم المسلمين في كل مكان وجعل الاسلام دافع لكن رياء وافتخار وزعامة على اشلاء الابرياء دون رحمة وصاح وقال انه جهاد في سبيل الله بل بل فتنة في سبيل الاهواء والشيطان ...ليس بعد كلام العلماء الذي يشهد لهم بالعلم كلام آخر ..بارك الله فيهم ورحم الله ميتهم وحفظ الله الحيين..وبارك الله فيك يا اخي جمال










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-20, 05:37   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
بنت الحرمين ..
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية بنت الحرمين ..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جواهر نقية مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ليس بعد كلام حجة البيان وبلاغ الكلام وعلم راسخ وسيف قاطع في من فتن العباد بالكلام الفارغ شرعه ولا راع الانسانية ولاالخوف من الله والخروج وشق الطاعة ونشر الدمار في الارض
واستحلال دم المسلمين في كل مكان وجعل الاسلام دافع لكن رياء وافتخار وزعامة على اشلاء الابرياء دون رحمة وصاح وقال انه جهاد في سبيل الله بل بل فتنة في سبيل الاهواء والشيطان ...ليس بعد كلام العلماء الذي يشهد لهم بالعلم كلام آخر ..بارك الله فيهم ورحم الله ميتهم وحفظ الله الحيين..وبارك الله فيك يا اخي جمال

يعجبني التزامك بآراء أهل العلم .. ولكن أهل العلم آثروا السكوت عند استشهاد الشيخ اسامه بن لادن

وترحموا عليه ..بل الكثير غضب لمقتله والمساجد والخطب بكت لفراقه

ولا يجدر بك كمسلمه ملتزمه أن تتكلمي في أحد الأموات فحرمة الميت تحتم علينا السكوت









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-20, 11:03   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الحرمين .. مشاهدة المشاركة
أعتذر لكن الموضوع فيه تعدي على حرمة الأمواتـــــ


الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله افضى إلى ما قدم


ترحموا عليه بدل الطعن فيه ..!!
أولا:بيان خطأ المخطئ, والكلام في النّاس تعديلا ومدحا أو تجريحا وقدحا؛ لا علاقة ‏له‎ ‎بمقاديرهم عند الله, ولا بمصائرهم في الدّار الآخرة؛ فهذا للّه وحده, وبيان الخطأ‎ ‎والكلام جرحا وتعديلا ‏عند الحاجة واجب على أهل العلم ممّن توفّرت فيهم شروطه, وحقّ‎ ‎للأمّة في أعناق أهل العلم لا يسعهم - ‏أعني أهل العلم - عدم أدائه, لا علاقة للكلام‎ ‎في بيان خطأ المخطئ وبدعة المبتدع بغفران الله ربّ العالمين ‏للمخطئ أو للمبتدع, ولا‎ ‎بمصيره عند ربّه, هذا بمعزل عن الكلام فيه؛ أمر يعلمه الله ربّ العالمين‎.
ذكر‎ ‎الخطيب في ((الكفاية)) أنّ عبد الرحمن بن أبي حاتم دخل عليه يوسف بن الحسين الرازيّ‎ ‎وهو ‏الصوفيّ, وكان عبد الرحمن يقرأ في كتابه في ((الجرح والتعديل)), فقال له يوسف‎ ‎الصوفيّ‎: (‎كم من هؤلاء ‏القوم قد حطّوا رحالهم في الجنّة منذ مئة‎ ‎سنة أو مئتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم؟‎) ‎فبكى عبد الرحمن‎.
وذكر ابن‎ ‎الصّلاح رحمه الله في كتابه ((معرفة أنواع علم الحديث)) المعروف بـ((مقدّمة ابن‎ ‎الصّلاح)): (قال ‏يحيى بن معين رحمه الله‎: (‎إنّا‎ ‎لنطعن على أقوام لعلّهم حطّوا رحالهم في ‏الجنّة منذ أكثر من مئتي‎ ‎سنة‎)).
نطعن عليهم ونبيّن أخطائهم ونحذّر الأمّة من بدعتهم واجب‎ ‎ذلك وإلاّ فهو الدّخول في إثم الكتمان, وهو ممّا ‏يستوجب العذاب بالنيران‎
.‎.‎
ثانيا:تحذيرنا من فكر ابن لادن هو رحمة عليه ومن حقه علينا ميتا كان أو حيا لأن بالرد عليه والتحذير من ضلالاته
يقلُّ اتباعه فتقل آثامه، فإن من دلَّ على ضلالة كان له من الوزر مثل أوزار من تبعه إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء.
قال أبو صالح الفراء: "حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئًا من أمر الفتن، فقال: ذاك أستاذه - يعنِي: الحسن بن حي- فقلت ليوسف: أما تخاف أن تكون هذه غيبة؟ فقال: لِمَ يا أحمق؟ أنا خير لِهؤلاء من آبائهم وأمهاتِهم، أنا أنْهى الناس أن يعملوا بِما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم، ومن أطراهم؛ كان أضر عليهم" اهـ









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-20, 11:21   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نظرة شرعية إلى تنظيم القاعدة للعلامة عبد السلام برجس رحمه الله:
https://www.burjes.com/audio/leqaat/nazra_qaeda.wma









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-20, 11:40   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحركيون وحدث وفاة أسامة بن لادن
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
................ أما بعد
فلا ريب أن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان قال تعالى(لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الفتاوى (8/191):
ومن المعلوم أن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله وقد أمرنا الله أن نأمر بالمعروف ونحبه ونرضاه ونحب أهله وننهى عن المنكر ونبغضه ونسخطه ونبغض أهله ونجاهدهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا.))
ولذلك كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان يقيمون هذه الشعيرة المباركة مع كل أحد فيحبون المرء بحسب ما عنده من إيمان وتقوى وعمل صالح ويبغضون المرء بحسب ما عنده من مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة فالأمر عندهم محسوم لذلك لا تجدهم يتخبطون ولا يتناقضون ولا يداهنون ولا يتلونون فتراهم دائماً ما يقولون من قال كذا فهو كذا ومن قال كذا فهو كذا فالموقف واحد وإن تعدد الأشخاص حتى وإن كان هذا المخالف من أعبد الناس الله قواماً باليل صواماً بالنهار مجاهداً للكفار فبمجرد أن يخالف أهل السنة في أمر كلي أو في أصل من أصول أهل السنة أو في جزئيات كثيرة تعدل أمراً كلياً فهو مبتدع ضال والأمثلة على هذا كثيرة ومن الأمثلة على ذلك موقف السلف من الحسن بن صالح بن حي فمع كثرة عبادته وزهده لم يتوقفوا في تبديعه والتحذير منه.

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الحسن بن صالح بعد أن ذكر من روى عنه :
دخل الثوري يوم الجمعة من الباب القبلي، فإذا الحسن بن صالح يصلي، فقال: نعوذ بالله من خشوع النفاق، وأخذ نعليه، فتحول إلى سارية أخرى.
وقال العلاء بن عمرو الحنفي، عن زافر بن سليمان: أردت الحج، فقال لي الحسن بن صالح: إن لقيت أبا عبد الله سفيان الثوري بمكة، فأقره مني السلام، وقل: أنا على الأمر الأول.
فلقيت سفيان في الطواف، فقلت: إن أخاك الحسن بن صالح يقرأ عليك السلام، ويقول: أنا على الأمر الأول.
قال: فما بال الجمعة.
قلت: كان يترك الجمعة، ولا يراها خلف أئمة الجور بزعمه.
قال عبيد بن يعيش: عن خلاد بن يزيد،:
جاءني سفيان، فقال: الحسن بن صالح مع ما سمع من العلم وفقه يترك الجمعة، ثم قام، فذهب.
أبو سعيد الأشج: سمعت ابن إدريس: ما أنا وابن حي؟ لا يرى جمعة ولا جهادا.(يعني مع أئمة الجور).
قال محمد بن غيلان: عن أبي نعيم،:
ذكر الحسن بن صالح عند الثوري، فقال: ذاك رجل يرى السيف على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
قال يوسف بن أسباط: كان الحسن بن حي يرى السيف.
قلت: مع أنه لم يكن عنده إلا هذه البدعة وكان يراها ولم يخرج على الأئمة وإنما كان يرى ذلك.
وهذا والله من كمال النصح و العدل والرحمة لهذا المخالف قبل أن يكون من كمال النصح والعدل والرحمة للمسلمين
وإليك ما نقل الذهبي في
نفس مثالنا السابق:
قال قال أبو صالح الفراء: حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئا من أمر الفتن، فقال: ذاك يشبه أستاذه.
يعني: الحسن بن حي.
فقلت ليوسف: أما تخاف أن تكون هذه غيبة؟
فقال: لم يا أحمق، أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم، أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا، فتتبعهم أوزارهم، ومن أطراهم كان أضر عليهم.انتهى
ومن قال خلاف قولهم فهو مع إحسان الظن به يقال إنه : جاهل بما كان عليه السلف الصالح أو أن يقال صاحب هواءً غلبه هواه فأصمه وأعماه فالقول قولهم و الهدي هديهم قال تعالى (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) وقال تعالى (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
ونحن في هذا الزمان الذي كثرة فيه الفتن وألقى الشيطان فيه على ألسنة كثير ممن ينتسب إلى العلم والدعوة شبهاً اغتر بها الكثير من المسلمين وحصل بها من الخلط واللبس الشيء الكثير وما ذاك إلا أن الناس أحسنوا بهم الظن وظنوا أنهم من دعاة الخير وما علموا أنه قد غلب عليهم الهواء وحب الدنيا وحب الرياسة .
وسببالتقديم بهذا الكلام الذي يعرفه من نور الله بصيرته أننا في هذه الأيام نعيش حدثاً كبيراً وهو مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد القوات الأمريكية الكافرة فقد تم اغتياله على أيديهم غير مأسوف عليه وبسبب هذا الحدث العظيم الذي طارت به جميع وكالات الأنباء وكثر فيه الخوض بالحق تارة وبالباطل تارات فمن الناس من قام بواجبه الشرعي فقال كلمة الحق في حق هذا الرجل وهم قلة قليلة وهذا حال أهل الغربة ومن الناس من غلبته نفسه وهواه وتقديم رضا الناس على رضا الله وهم أكثر الناس (ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
وليس الهدف من هذا المقال الحكم على هذا الرجل الذي سعى في الأرض فساداً والله لا يحب الفساد بل وسعى في خراب الدولة التي قامت على التوحيد والسنة (الدولة السعودية) .
بل وتكلم فيه أئمة السنة وعلى رأسهم إمام أهل السنة والجماعة عبد العزيز ابن باز رحمه الله رحمة واسعة فقال في مجموع الفتاوى (9/100):
أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم , وهم دعاة شر عظيم , وفساد كبير , والواجب الحذر من نشراتهم , والقضاء عليها , وإتلافها , وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن ; لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر , ونشر الكذب , ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك .
هذه النشرات التي تصدر من الفقيه , أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها , ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق , وتحذيرهم من هذا الباطل , ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر , ويجب أن ينصحوا , وأن يعودوا إلى رشدهم , وأن يدعوا هذا الباطل ويتركوه . ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدعوا هذا الطريق الوخيم , وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه , وأن يعودوا إلى رشدهم , وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم , والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم , والإحسان إليهم , كما قال سبحانه : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }
{ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون }
وقال سبحانه : { وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون } والآيات في هذا المعنى كثيرة .انتهى.
إنما الهدف من هذا المقال بيان تناقض دعاة الفتنة الذين يفتنون في كل عام مرة أو مرتين فقبل أيام كان لهم صولة وجولة في تأييد الثورات و علا صوتهم فيها وطاشت أحلامهم ولكن الله سلم ورجعوا في ثورة حنين بخفي حنين فلم ينالوا خيرا وهذا حالهم دائماً لا يستحون ولا يتذكرون ولا يخافون نسأل الله السلامة والعافية.
وقبل الوقوف مع هؤلاء القوم لا بد من مقدمات تنفع بإذن الله.
المقدمة الأولى:
من أسامة ابن لادن ؟ و ما فكره ؟ وما طريقته ؟ وهل هو على طريقة أهل السنة والجماعة ؟ كل هذه التساؤلات لابد أن يجيب عليها المسلم الصادق مع نفسه الذي يسعى في نجاتها.
ويكفي في معرفة هذا الرجل أن تعرف أنه زعيم تنظيم القاعدة الذي سمم أفكار شباب المسلمين حتى فجروا في بلادهم قبل بلاد الكفار وحملوا السلاح على أهلهم قبل أن يحملوه على الكفار وجروا على الإسلام والمسلمين البلاء الكثير فكانوا كما قال عليه الصلاة والسلام في البخاري
ومسلمعنأبيسعيدالخدري." يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان " فهذا الرجل وتنظيمه المسئول الأول عن ما حصل في بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية من تفجيرات باعترافه هو وتحريضه بدءً بتفجيرات العلياء سنة 1417هـ وما بعدها من تفجيرات في هذا البلد الطيب المبارك حتى عد هذه الأعمال الإجرامية من الجهاد في سبيل الله.
وهذا الرجل هو الذي تطاول على علماء المسلمين وعلى رأسهم الإمام عبدالعزيز ابن باز في البيانات التي أصدرها قال في البيان رقم (11) الذي أصدرته هيئة النصيحة والإصلاح التابعة له قال مخاطباً الإمام عبدالعزيز بن باز : وكأنكم لم تكتفوا بإباحة بلاد الحرمين الشريفين لقوات الاحتلال اليهودية والصليبية ، حتى أدخلتم ثالث الحرمين في المصيبة بإضفائكم الصبغة الشرعية على صكوك الاستسلام التي يوقعها الخونة والجبناء من طواغيت العرب مع اليهود إن هذا الكلام خطير كبير ، وطامة عامة لما فيه من التدليس على الناس والتلبيس على الأمة . ... إن الفتاوى السابقة لو صدرت عن غيركم لقيل بتعمد صاحبها ما تضمنته من الباطل ، ويترتب عليها من آثار وأخطار ، ولكنها لما صدرت منكم تعين أن يكون سبب الخلل فيها غير ذلك من الأسباب التي لا ترجع إلى نقص علمكم الشرعي ، ولكن لعدم إدراك حقيقة الواقع ، وما يترتب على مثل هذه الفتاوى من آثار مما يجعل الفتوى حينئذ غير مستوفاة الشروط ومن ثم لا يصح إطلاقها مما يتحتم على المفتي عندئذ أن يتوقف عن الفتوى أو يحيلها إلى المختصين الجامعين بين العلم بالحكم الشرعي والعلم بحقيقة الواقع ا.هـ
وقال في البيان رقم (12): فقد سبق لنا في هيئة النصيحة والإصلاح أن وجهنا لكم رسالة مفتوحة في بياننا رقم (11) وذكرناكم فيها بالله ، وبواجبكم الشرعي تجاه الملة والأمة ، ونبهناكم فيها على مجموعة من الفتاوى والمواقف الصادرة منكم ، والتي ألحقت بالأمة والعاملين للإسلام من العلماء والدعاة أضراراً جسيمة عظيمة . .... ولذا فإننا ننبه الأمة على خطورة مثل هذه الفتاوى الباطلة وغير مستوفية الشروط ، وندعوها إلى الرجوع في الفتوى إلى أولئك الذين جمعوا بين العلم الشرعي والاطلاع على الواقع . ... كما نكرر دعوتنا لكم أيها الشيخ للخروج من خندق هؤلاء الحكام الذين سخروكم لخدمة أهوائهم وتترسوا بكم ضد كل داعية ، وروموا بكم في وجه كل مصلح . ... كما نعظكم بحال أولئك الذين قال الله فيهم إنهم
) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (. أيها الشيخ في ختام هذه الرسالة نقول لكم: إذا أنتم لم تستطيعوا أن تتحملوا تبعات الجهر بالحق والصدع به ، ومناصرة أهله ضد هؤلاء الحكام ، فلا أقل من أن تتنحوا عن المناصب الرسمية التي لوثكم بها هذا النظام ا.هـ
وهذا الرجل هو الذي كفر كل من لم يؤيده على تفجيراته 11 سبتمبر في أمريكا قال: إن هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر أعاذنا الله وإياكم منه.
وهذا الرجل هو الذي خون الإمامين عبدالعزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين قال في كلام قبيح جداً:
وأما علماء السوء ووزراء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة وأشباههم فكما قيل: لكل زمن دولة ورجال . فهؤلاء رجال الدولة الذين يحرفون الحق ويشهدون بالزور حتى في البلد الحرام في البيت الحرام ولا حول ولا قوة إلا بالله . ويزعمون أن الحكام الخائنين ولاة أمر لنا ولا حول ولا قوة إلا بالله . يقولون ذلك من أجل تثبيت أركان الدولة ، فهؤلاء قد ضلوا سواء السبيل فيجب هجرهم والتحذير منهم – ثم قال – كما حصل يوم أن أباح الملك بلاد الحرمين للأمريكيين ، فأمر علماءه فأصدروا تلك الفتوى الطامة التي خالفت الدين واستخفت بعقول المسلمين والمؤيد لفعله الخائن في تلك المصيبة العظيمة ، والأمة اليوم إنما تعاني ما تعانيه من مصائب وخوف وتهديد من جراء ذلك القرار المدمر وتلك الفتوى المداهنة ا.هـ
وعلى رأس من أفتى الإمام عبدالعزيز بن باز والإمام محمد بن صالح العثيمين هذا بعض ما عنده وما خفي أعظم.
المقدمة الثانية:
يتبين من المقدمة الأولى أن هذا الرجل (أسامة بن لادن) خارجي جلد يكفر بالحسنات قبل السيئات فقد كفر من لم يوافقه على أعماله المشينة التي جرت على المسلمين المصائب وراح ضحيتها لا أقول أفراد ولا جماعات بل دول ذهبت نتيجة هذه التهورات.
المقدمة الثالثة:
من معتقد أهل السنة والجماعة بغض أهل البدع والتحذير منهم قال أبو عثمان الصابوني عن معتقد أهل السنة في البدع (ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرَّت في القلوب ضرَّت – ثم قال – وإحدى علامات أهل السنة حبهم لأئمة السنة وعلمائها وأنصارها وأوليائها وبغضهم لأئمة البدع الذين يدعون إلى النار ، ويدلون أصحابهم على دار البوار
وقال ابن تيميه في الفتاوى
(28 / 131)" ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة ، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال :إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل ، فبين أن هذا نفع عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ، ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين ،وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب ، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً ، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء ا.هـ فإذا كان هذا حال أهل السنة وأئمتها مع أهل البدع فقارن بين حالهم -رحمهم الله- و حال دعاة الفتنة في هذا الزمان.
المقدمة الرابعة:
لماذا الكلام على أسامة ابن لادن وقد أفضى إلى
ما قدم ؟
الجواب: ليس الأمر مجرد محاربة أسامة بن لادن لذاته فقط فهذا وإن كان واجباً في حياته فلا حاجة له الآن وقد مات الرجل ولكن الأمر متعلق بفكر منحرف له ورثه الذين يحملونه ويدعون إليه.
فالقاعدة التي أسسها أسامة بن لادن فكر خارجي يكفي في الانخراط فيها أن تعتقد ما يعتقده ابن لادن واتباعه من تكفير الحكام وتخوين العلماء وقتال الكفار دون مراعاة العهود والمواثيق ودون مراعاة حال الضعف وحال القوة واعتقاد أن ديار المسلمين دار حرب وغير ذلك من الانحرافات فتعين على كل ناصح أن ينصح للمسلمين وأن يحذرهم من أفكاره وانحرافاته حتى لا يغتر به وتقدم أن هذا من كمال النصح والرحمة لابن لادن وللمسلمين.
المقدمة الخامسة:
ترك الترحم على أهل البدع والفساق من السنة و من هدي السلف الصالح وهذا لا يعني كفرهم أو الشهادة لهم بالنار بل هذا من النصيحة للمسلمين والزجر لهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الاختيارات الفقهية:
ولا يجوز لأحد أن يترحم على من مات كافرا ومن مات مظهراً للفسق مع ما فيه من الإيمان كأهل الكبائر ومن امتنع من الصلاة على أحدهم زجرا لأمثاله عن مثل فعله كان حسناً ولو امتنع في الظاهر ودعا له في الباطن ليجمع بين المصلحتين كان أولى من تفويت إحداهما وترك النبي صلى الله عليه وسلم غسل الشهيد والصلاة عليه يدل على عدم الوجوب أما استحباب الترك فلا يدل على تحريم الفعل ويتبع الجنازة..........الخ
وبعد هذه المقدمات المسلم بها عند من أنار الله بصيرته وقلبه وهداه للسنة نقف مع بعض دعاة الفتنة الذين خاضوا بالباطل في هذا الحدث وكعادتهم يتلاعبون بعواطف الناس بعيداً عن منهج السلف الصالح المنهج الحق وفاقد الشيء لا يعطيه وحتى يعرف من اغتر بهم أنهم دعاة فتنة ودعاة باطل.
وقفات مع دعاة الفتنة:

الوقفة الأولى مع (سلمان العودة)
ودائماً من تكون البداية معه في كل فتنة:
قال (أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد القوات الأميركية في باكستان يدل على "ضعف وعجز" الولايات المتحدة الذي ظلت تطارده سنوات. وأضاف العودة عبر موقع تويتر" أن تبتهج أعظم دولة " الولايات المتحدة" بقتل فرد واحد "أسامه بن لادن" ظلت تطارده لعشر سنوات، فهو علامة ضعف وعجز وليس علامة قوة واقتدار".)
قلت: أي ضعف هذا يا سلمان الذي تتحدث عنه وما هذا الضعف والعجز الذي لا يراه إلا أنت وأمثالك ممن أعمى الله بصيرتهم.
هل من الضعف أن تقوم أمريكا على مدى عشر سنوات بتدمير أفغانستان والعراق والتدخل في شئون الدول الإسلامية بحجة مكافحة الإرهابوهل من الضعف أن تقوم أمريكا باعتقال كل من تريد بشبهة أو بغير شبهة وزجهم في السجون ....................... إذا كان هذا ضعفهم فلا أرنا الله قوتهم.


ثم قال:
عن اعتقاده " بأن موته قد يكون هزيمة للجمهوريين".
وقال العودة " أن الأفكار لا تنتهي بزوال أصحابها، فالفكر يقاوم بالفكر ونشر العدالة وتصحيح الأخطاء".
قوله" أن الأفكار لا تنتهي بزوال أصحاب........الخ
فهذا كلام صحيح ولكن هل ما تفعله من مديح وثناء يساعد على محاربة فكر ابن لادن أم هو تمجيد وثناء .
وكما تقدم سلمان العودة كثيراً ما يتعمد أن يكون كلامه حمال أوجه بل قد يفهم من كلامه التناقض وهو ليس كذلك ولكنها السياسة الإخوانية غير شرعية حتى يرضي الجميع ويكسب الجميع.

وأضاف " نختلف مع بن لادن في ما أقدم عليه وندعو له بالرحمة والغفران و قد أفضى إلى ما قدم.
أما قوله أن موته قد يكون هزيمة للجمهوريين فهذه التحليلات البعيدة عن المواقف الشرعية التي لا ينبغي أن نشغل الناس بها وهذه العبارات كثيراً ما يستعملها العودة لأسباب منها دغدة مشاعر المسلمين واللعب بعواطف الجهال منهم.
أما قوله " نختلف مع بن لادن في ما أقدم عليه وندعو له بالرحمة والغفران و قد أفضى إلى ما قدم.
فهذا من الأساليب الماكرة التي يستعملها العودة ومن تأثر به وهي بمثابة خط رجعة حتى لا يحرج العودة وأمثالة أمام العقلاء أو الحكومات أما الترحم فقد تقدم كلام شيخ الإسلام .
والسؤال الواجب طرحه هنا ماهذا الموقف البارد من رجل تقدم بيان بعض ما عنده وإذا كان العودة وأمثاله صادقين في الخلاف مع هذا الرجل فما حجم هذا الخلاف؟الوقفة الثانية مع (عصام بن صالح العويد إمام جامع الحديثي بالرياض) . قال: رحمك الله يا أسامة والله لو كنت صوتا لكنت رعداً .. ولو كنت نورا لكنت برقاً .. هكذا فلتكن همم الرجال في علوها وثباتها .. أما من كان يحبه فليرد أتباعه عن المضي في التهاون في سفك الدماء المحرمة بأدنى شبهة فهذا من أفضل ما يقدم له.
وهل هذا الموقف البارد يصلح أن يكون ردة فعل لموت هذا الرجل المفسد ! ولكن القوم أهل سياسة ومكر وإلا لو كانوا صادقين في مخالفتهم لنهج هذا الرجل لكان موقفهم موقفاً شرعياً لكن الموقف الشرعي يحرجهم كثيراً مع جمهورهم وأتباعهم الذين يسعون لرضاهم مهما كان الثمن وإلا فالواجب أن يكون الموقف حازماً حتى ينزجر الناس فيحذروا أمثال ابن لادن من أصحاب البدع والأفكار وتقدم أن ترك الترحم والصلاة من هذا القبيل ولكن هناك فرق بين دعاة السنة وبين دعاة البدعة.
https://www.********.com/profile.php?...438303&sk=wall
قلت: عصام العويد من الذين كان لهم صولة وجولة في بداية الثورات (ثورة حنين)
فقد كتب مقالاً سيئاً بعنوان (الاسلام وعلاقة الشعوب بالحكام) دعا فيه إلى المظاهرات وقرر فيه أموراً مخالفة لعقيدة السلف الصالح في التعامل مع ولاة الأمور ودعا إلى أمور عظام.
وقد رددت عليه في كتاب بعنون (عصام العويد بين بره لمنهجه الثوري وعقوقه لشيخه صالح ال شيخ)
https://islamancient.com/books,item,502.html
وهذا الرجل بلغ في التلبيس مبلغاً عظيماً لكنه لم يبلغ مبلغ سلمان العودة فلم يستطع في مقاله السابق ذكره(الاسلام وعلاقة الحكام باشعوب)
أن يجعل له خط رجعه وهذا سوء تقدير منه ولعله خمّن وقدّر ولكن رد الله عدوانهم فلم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال ومن رجع إلى المقال استغرب لغة التهور والاستعجال التي كتب بها ولكن كما قال تعالى(أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم).
ولكنه في هذه المرة لم يقع في نفس الخطأ الأول فوضع لنفسه خط رجعة ولعله استفاد من سلمان العودة فبئس المستفيد والمستفاد منه.
قوله رحمك الله يا أسامة .........الخ
قلت: ذاك السؤال المطروح آنفاً الذي يجب أن يسأل عنه كل من أثنى على هذا الخارجي وزعم أنه يختلف معه.
ما حدود هذا الخلاف بينكم وبين هذا الرجل؟ إذا كانت هذه الأمور أموراً عظيمة فلماذا هذا البرود وإذا كنتم لا تختلفون معه كثيراً فلماذا هذه المراوغة والتلبيس؟
ولكن سوف يتبين لكل عاقل كيف يستخفون بعقول الناس بأساليب ممجوجة لا تنطوي إلا على أصحاب العقول الصغيرة.
أما قوله
هكذا فلتكن همم الرجال في علوها وثباتها ......الخ
قلت :ما همم الرجال التي تتحدث عنها أهي التفجير في بلاد التوحيد أم أنها تكفير الحاكم والمحكوم في بلاد التوحيد أم أنه يقصد التطاول على علماء السنة في بلاد التوحيد أو يقصد ذاك التهور الذي جر على المسلمين النكبات والويلات.
سبحان الله إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
ثم قال أما من كان يحبه فليرد .........الخ
قلت: بدء يرسم لنفسه خط رجعة............ ولكن قد نبأنا الله من أخباركم والحمد لله رب العالمين.

الوقفة الثالثة
مع
سعيد بن ناصر الغامدي
قال في مقتل أسامة رحمه الله سيكثر الجدل والتربص وتسجيل المواقف،ولا أقول ماقاله علي في طلحةعندما رآه في واد ملقى فنزل فمسح التراب عن وجهه وقال عزيز علي أبا محمد بأن أراك مجدلا في الأودية تحت نجوم السماء إلى الله أشكو عجري وبجري(أي)سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي
ومسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه وقال ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
قلت: وكما هي عادة القوم في تغير الحقائق ولبس الحق بالباطل فهذا المدعو سعيد الغامدي يريد أن يقول أن الخلاف مع أسامة ابن لادن من جنس الخلاف الذي وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم وشتان ما بين الأمرين وشتان مابين الفريقين فالصحابة لم يكن يكفر بعضهم بعضا كما فعل صاحبكم الذي تتباكون عليه، والصحابة لم يكونوا يريدون القتال وكانوا ما بين مجتهد مصيب له أجران وما بين مجتهد مخطئ له أجر واحد بل اتفق مجموعهم على قتال الخوارج الذين ورثهم ابن لادن وأمثاله فكيف يقول عاقل هذا الكلام.
فلستم علياً أمير المؤمنين وليس صاحبكم طلحة رضي الله عن الصحابة أجمعين.
الوقفة الخامسة:
مع الدكتور علي بادحدح
قال الموت حق والمرد إلى الله الحكم العدل ومن ثم أقول:
مات أسامة بن لادن غيلة فرحمة الله عليه وغفر الله له، وهذا ما ندعو به لكل مسلم، وقد أفضى إلى ما قدم، والناس شهداء الله في الأرض والشهادة له بأنه مريد للحق ومؤثر له وباذل في سبيله، وأنه زاهد في الدنيا ترك زخرفها إلى ما اجتهد أنه أرضى لربه وأنفع لدينه، وقد تبنى من الأفكار والأقوال والأعمال ما خالفه فيه وفي مشروعيته أكثر أهل العلم والدعوة ورأوا أنه أفضى إلى إزهاق أنفس معصومة ومفاسد كثيرة حول صورة الإسلام ومصالح ومناشط المسلمين، وما قيل من قذف جثمانه في البحر عدوان وامتهان لا يقبل ولا يبرر، واحتدام الجدل بين إفراط وتفريط لا حاجة له ولا فائدة منه فقدومه إلى الله وهو الأعلم و الأحكم و الأعدل سبحانه وتعالى وأما قاتلوه فمعلوم عدوانهم وقتلهم للمسلمين وما العراق وأفغانستان إلا الشواهد الأقرب والأظهر وغيرها أقدم واشهر، والمسلم مرجعه وميزانه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قلت :الدكتور بادحدح كالذي قبله ممن تقدم ذكرهم أهل تلبيس وتدليس وأهل تسجيل للمواقف السيئة في الفتن فهو من دعاة الفتنة الذين رفعوا عريضة للمالك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين طالبوا فيها بإصلاحات وهي والله عين الفساد والإفتيات على ولي أمر هذه البلاد .
قوله :مات مات أسامة بن لادن غيلة فرحمة الله ......الخ
وأيضاً قتل جنود التوحيد الذين راحوا ضحية أفكار هذا الرجل غيلة وراح الأطفال والنساء من المسلمين بسبب دعوات هذا الرجل غيلة وراحت الأنفس البريئة من الذين قتله هو و أفراخه من المسلمين ومن غير المسلمين غيلة فلماذ البكاء على الظالم وتناسي المظلوم.
قوله وقد أفضى إلى ما قدم............الخ
أما أنه قد أفضى إلى ما قدم فهذا صحيح وكذلك واصل ابن عطاء المعتزلي أفضى إلى ما قدم والجهم ابن صفوان أفضى إلى ما قدم وبشر المريسي أفضى إلى.ما قدم ولكنه يريد أن يقطع الطريق على من ينتقد ا بن لادن.
وإلا فالكل سوف يفضي إلى إلى عمله وأسامة ابن لادن مثله مثل دعاة البدعة يجب على كل ناصح أن يحذر منه ومن أفكاره وعقيدته المخالفة لعقيدة السلف الصالح
أما قوله الناس شهداء ........الخ .
قلت الشهادة لا تكون إلا من العدول من أهل العلم والدين وهم شهداء الله في أرضه وتقدم كلام الإمام عبدالعزيز بن بن باز رحمه فلستم بأعدل منه وهذا كلام أحد العدول
وهو محدث المدينة العلامة عبدالمحسن العباد
سُئل شيخنا عبدالمحسن بن حمد العبَّاد البدر عن مقتل الخارجي أسامة بن لادن
الموافق لـيوم الأثنين 28/5/1432هـ بعد صلاة العشاء (بدون تسجيل)
السؤال:
ما هو القول الوسط في مقتل أسامة بن لادن فهناك من فرح بمقتله,
وهناك من قال إنه كان مجاهداً وحكم له بالشهادة؟


أجاب شيخنا:
كيف مجاهد؟! نعم هو مجاهد في سبيل الشيطان.
أسامة بن لادن جلب شراً عظيماً على المسلمين
ولا شك أن ذهابه فيه راحة لهم, يرتاح الناس بذهابه
قوله:
وقد تبنى من الأفكار والأقوال والأعمال ما خالفه فيه وفي مشروعيته أكثر......الخ
قلت كل هذا البلاء تعرفه عنه وتقر به ومع ذلك تمدحه وتثني عليه أين الحب في الله والبغض في الله.
قوله
وما قيل من قذف جثمانه في البحر ...........الخ
قلت الله أحكم وأعدل ونحن نتكلم عن حكم الرجل في الدنيا وفرق بين أحكام الدنيا وأحكام الأخرة فحكمه عند أهل العلم والفضل أنه من أهل الفساد ومن الخوارج أما عند الله فلا أحد يعلم ما هو قادم عليه أسأل الله أن يعاملنا برحمته وفضله.
قوله
وأما قاتلوه فمعلوم عدوانهم وقتلهم للمسلمين وما العراق ...الخ
قلت
من الذي جر هؤلاء الكفار إلى أفغانستان ومن ثم العرق أليس صاحبكم الذي تتبكون عليه؟
وليت الدكتور بين مستنده من الكتاب والسنة كما يزعم.........ولكنها دعوى لا حقيقة.
الوقفة السادسة
مع (المصري محمد حسان)
ولا أبلغ إذا قلت أن هذا الرجل بلغ الغاية في التناقض والتلون بل في الموقف واحد تجد له عدة وجوه ومن تناقضهأنه قام خطيباً ومادحاً للرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك بل وقال عنه إمام المسلمين..................الخ
وبعد أن ثارة الفتنة في مصر قام خطيباً وحذر منها وأفتى بحرمتها وبحرمة الخروج على ولي أمرهم.....الخ
وبعد ذلك لا أقول بشهور بل بأيام ظهر في إحدى القنوات يحث الشباب على مواصلة الثورة ووصفها بالعمل المبارك الصالح فلا يدري المتابع لهذا الرجل ماذا يريد
وماذا يعتقد.
وهذه صورة من صور تلبيسه وتلونه وتناقضه في موقف واحد والله سبحانه وتعالى يقول (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونو مع الصادقين).
أما موقفه من أسامة ابن لادن فهو شبيه بمواقف رفاقه ممن تقدم ذكرهم ولكنه وزاد
قال في قناته في لقاء بعد مقتل أسامة ابن لادن:
أنه يخالف أبن لادن في بعض الاجتهادات وأقول هذا تديناً ......الخ
قلت: ما هذه الاجتهادات التي يتكلم عنها فهل تكفير المسلمين يعد اجتهاداً
وقتل المعاهد والمستأمن يعد اجتهاداً والنبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري من حديث عبدالله ابن عمرو يقول من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً.
فهل هذا الوعيد على أمر اجتهادي وهل التفجير في بلاد المسلمين يعد اجتهاداً والتطاول على العلماء يعد اجتهاداً.
ثم قال ومن حق كل أحد أن يختلف معه ومن حق أي أحد أن يتفق معه فلا نريد أن يكون عندنا إرهاب فكري.
قلت هذا كلام من لا يعرف عن عقيدة السلف إلا الإسم والعجيب أنه يحسب على أنه سلفي ولكن هذه هي الغربة رجل يقول من حق أي أحد أن يوافق هذا الخارجي ومن حق أي أحد أن يخالفه بل ويعد التثريب عليه من الإرهاب الفكري ويعد من السلفيين فإنا لله وإنا إليه راجعون.
في الختام أسأل أن يعز دينه وينصر جنده ويخذل أهل الزيغ والفساد إنه على كل شيئاً قدير وصلى الله وسلم على نبيناً محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبو محمد عبدالله القحطاني.










رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 15:21   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

للرفع ............









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-17, 15:30   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تنظيم القاعدة المشؤوم يواصل الإساءة إلى الإسلام


د. إبراهيم بن عبد الله المطلق

في خضم الأحداث الجارية والتفجيرات العالمية الجديدة والعمليات الانتحارية اليومية والمتزايدة وعمليات الاختطاف والاغتيالات المتكررة يدرك كل عاقل سويٍّ أن ما يعيشه العالم بأجمعه اليوم من تفجير وعمليات انتحارية هو نتاج فكر متطرف بدأ مؤسِّسوه وقادته في العمل الدؤوب والتفكير الجاد بالثورة العارمة على العالم. هذا الفكر الذي قرَّر منذ تأسيسه تفجير العالم بأجمعه بدءاً بالمسلمين وحكَّامهم، ذلك أن كل مَن على الأرض من المسلمين يستحقون الإبادة؛ لأنهم مرتدُّون وكفَّار وعملاء للكفار في فكر هذه الجماعة، ولا يوجد على وجه الأرض مسلم سواهم هم فقط، والبقية يعيشون في جاهلية جهلاء وضلال عظيم وكفر كفر فرعون وهامان.
وتمضي السنون ويتخرج من هذه المدرسة المتطرفة مئات الألوف من أبناء العالم الإسلامي وبجميع الجنسيات، ولكن بثقافات جديدة وبتخطيط فريد وبدهاء لم يُسطِّر له التاريخ مثيلاً، فينفِّذون وصية أحد أئمتهم مؤسِّسي هذا الفكر ببناء القاعدة لتتولى القيادة الكبرى وتكون المركز في التوجيه وإصدار القرارات التفجيرية الدموية وفي الثورة على العالم بصفة عامة وحكَّام المسلمين بصفة خاصة، فتبدأ التدمير وفي الكرة الأرضية قاطبةً شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. وهاهو شاهد جديد على شؤم الفكر الدموي التفجيري بالتباهي بمواصلة الإساءة للإسلام والمسلمين وزرع الحقد في قلوب الآخرين بتفجيرات جديدة تشهدها أكبر عاصمة أوروبية ويذهب ضحيتها عدد كبير من الأبرياء والآمنين ممن لا ناقة لهم ولا جمل في سياسة أو غيرها.
وما تشهده بلاد الرافدين من عمليات انتحارية متواصلة ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء من العراقيين وغيرهم، وما تشهده العراق من عمليات اختطاف واغتيالات متكررة دليل رعونة هذا الفكر وخطورته وشؤمه على الأمة الإسلامية جمعاء.
أغرب ما يستغرب لدى ورثة هذا الفكر التلوُّن السريع وبكل الألوان والعمل بقاعدة الغاية تبرِّر الوسيلة، فالغاية هي الوصول إلى الحكم وبأيسر الطرق، والوسيلة هي تكفير الحكَّام والثورة عليهم، تماماً كما أوصى أحد مؤسِّسي فكرهم. الشاهد على صدق ما أقوله التاريخ والواقع والعالم بأجمعه.. وإليك أخي القارئ ما يثير عجبك في تناقضات حَمَلَة هذا الفكر:
1- يقوم فكر هذا التنظيم على تكفير الحكَّام وتضليلهم، بل تكفير البشرية جمعاء.. وإليك أخي القارئ الأدلة من مصنَّفاتهم:
يقول أحد قادتهم: (يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها تقدِّم الشعائر التعبُّدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار أنها لا تدين بالعبودية له وحده في نظام حياتها.. فهي وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله تعطي أخصَّ خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها وقيمها وموازينها وعاداتها وتقاليدها.. موقف الإسلام من هذه المجتمعات كلها يتحدَّد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها).
ويقول أيضاً: (ارتدَّت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظلَّ فريق منها يردِّد على المآذن: لا إله إلى الله).
وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى: {وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً} (يونس: 87) بعد أن بيَّنا فيما سبق دخول مسلمي العصر في إطار المجتمع الجاهلي يقول: (وهنا يرشدنا الله إلى اعتزال معابد الجاهلية - مساجدها - واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي).
وقال أيضاً: (إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقدياً وشعورياً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله بقيام دار إسلام تعتصم بها، وإلا تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة، وأن ما حولها ومَن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت في جاهلية). وقال: (إنه ليست على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي).



2- الكذب سجية من سجايا المنتمين إلى هذا الفكر. والكذب الإخبار بخلاف الواقع، والكذب كما أخبر البشير النذير يهدي إلى الفجور. هذه السجية مستهجنة وممقوتة في دين أبي جهل وأبي لهب، وفي دين أتباع هذا الفكر مستحبة ومندوبة. أما قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة: 119) فالخطاب في هذه الآية موجَّه إلى المؤمنين، والمؤمن لا يكذب بخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام: (أيزني المؤمن؟ قال: يزني. أيسرق المؤمن؟ قال: يسرق. أيكذب المؤمن؟ قال: لا). وليس قوله (يزني) و(يسرق) إباحة للزنا والسرقة، ولكنه إخبار منه عليه الصلاة والسلام أن المؤمن قد يرتكب مثل هذه الكبيرة.
3- من ألدِّ أعدائهم العلمانية والعلمانيون ظاهراً. ومفهوم العلمانية هي الفصل بين الدين والدولة، يعني مَن يريد الدين فليذهب إلى أماكنه ومؤسساته، ومَن يريد الفسق والسكر فأماكنها مفتوحة. ولا شك أن مَن يعتقد حل ما حرَّمه الله ورسوله فهو كافر يُستتاب، فإن تاب وإلا أقيم عليه حد الردة، ومَن لا يعتقد تحليل الحرام وإباحته وتحريم الحلال فليس بكافر وإن دعا إلى هذه المنكرات غير معتقد حلَّها، ولكنه مؤمن بإيمانه فاسق. ومَن يظهر الإسلام ويبطن الكفر والكيد للإسلام فهذا منافق جاء وصفه في القرآن والسُّنة. وبيَّن الدين الحنيف أسلوب التعامل معه ومصيره إن مات على نفاقه يوم القيامة. وتجديد الألقاب مما لم يرد في الكتاب والسُّنة، ولم يبيِّنه سلف هذه الأمة من القرون المفضَّلة، فلا حاجة لنا، فحسبنا فرقة وتشيُّعاً، ولا أعتقد أن وجود وانتشار ما يسمونه بالعلمانية تارة والليبرالية تارة أخرى في مجتمعنا بخاصة؛ لأنه مجتمع نشأ وترعرع على سلامة الفطرة والعقيدة والتعلق بالصلاة والمحافظة عليها، ومَن فعل ذلك ظاهراً فهو عندنا براء ظاهراً وباطناً حتى يثبت خلاف ذلك، وإن وجد قلة لديهم شيء من هذا الفكر فهم لا يمثلون ظاهرة ويُدعون بالحكمة والموعظة الحسنة ويُجادلون بالحسنى.
أقول: من مثالب فكر الإخوان الذي ينتسب إليه وانبثق منه هذا التنظيم المنحرف العداء الظاهر للعلمانيين، وفي الباطن ومن أجل مصلحة التنظيم لا حرج في التنازل وإلى مستوى تقبيل الأيدي والأقدام، والشاهد لدى بعض القنوات الفضائية والمؤتمرات وغيرها.
للأسف الشديد جداً الجهل المركَّب لدى كثير من أبناء المجتمعات، وعلى جميع المستويات، بخطورة هذه الجماعة وخطورة فكرها، ليس فقط بخطورتها على مجتمع دون مجتمع آخر بل على العالم، ودليلنا على هذا الجهل استطاعة قادة الفكر المنتمين إلى هذه الجماعة الوصول وفي عدد من أقطار العالم إلى رأس الهرم أو قريباً منه، وقد وصل الحال ببعض القادة في العالم إلى الخوف منهم، كما يخاف رؤساء أمريكا من الصهيونية العالمية؛ حيث بلغت بهم الجرأة تهديد كلَّ مَن يقف عثرة في تحقيق أهدافهم، ومَن يتجرَّأ على تجريح مؤسِّسي هذه الجماعة يجد التعنيف واللوم والسب والشتم والتضليل والتصنيف، ويحتاج إلى مواجهة الكم الهائل من البشر وعلى جميع المستويات إلى صبر أولي العزم من الرسل.
إن المؤسف كل المؤسف أن في رعونة وتعسُّف وتطرُّف هذا الفكر ليست خسارة جسدية أو مادية، إنما هي خسارة دين ومصداقية؛ فالنظرة العالمية اليوم إلى الإسلام تختلف عنها قبل سنوات وقبل أن يشتعل فتيل قنابل الفكر وتفجيراته واختطافاته وتدميراته على مستوى العالم وتحت شعار الإسلام، وهذا العنف هو الذي غيَّر نظرة العالم إلى الإسلام، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن الحكمة ضالة المؤمن، واليوم وقد ابتلينا بانتشار هذا الفكر في أوساط مثقفينا، بل وأغلب شرائح مجتمعاتنا، فلا بد من العمل الدؤوب والمخلص في محاصرة هذا الفكر، والحذر من وسائل وأساليب انتشاره وتلقينه لفلذات الأكباد.
وفي الختام أشير إلى أن غايتي القصوى في كتابة هذا المقال بيان مثالب هذا الفكر، والتحذير من خطره وخطر انتشاره ديناً أدين الله به عملاً بقوله تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (سورة العصر)، وقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه وللأئمة المسلمين وعامتهم).


جريدة الجزيرة - العدد 11975 - الثلاثاء 6 جمادى الثانية 1426.












رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لاين, مجموع, العملاء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc