[font="arial black"][b]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم بعد:
بداية أخي الكريم قبل التعليق على ما تفضلت به من إيرادات لي تعقيب بسيط على العنوان الذي جاء مناقضا لما في الموضوع
في العنوان تكلمت عن السلفية وهي كما هو معلوم عند أهل العلم من المحدثين والمحقيين معناها الإسلام الصافي كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أي قبل أن تدخله التشويهات والبدع العقائدية والأخلاقية والفقهية التي شوهت جماله ونقاءه وصفاءه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
[size="4"]واعلم أنه ليس في العقل الصريح , ولا في شيء من النقل الصحيح ,
ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلاً ... ( الفتوى الحموية ص 34 ).
وقال الإمام الذهبي قال في ترجمة: الحافظ أحمد بن محمد المعروف بـ أبي طاهر السلفي: "السلفي بفتحتين وهو من كان على مذهب السلف" سير أعلام النبلاء (21/6).
لكنك في الموضوع تداركت ذلك يقولك:
ليتك إذن ذكرت ذلك في عنوانك واستبدلت كلمة"السلفية" بكلمة"أدعياء السلفية" حتى لا تختلط الأسماء بالحقائق.
شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ في الفتاوى : (1/149) في رده على قول العز بن عبدالسلام : ".. والآخر يتستر بمذهب السلف": ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً، فإن كان موافقاً له باطناً وظاهراً، فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطناً وظاهراً، وإن كان موافقاً له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق ، فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم).
للمزيد حول هذا الموضوع راجع بإنصاف بعيد عن التعصب والإجحاف:
الإسلام هو السلفية والسلفية هي الإسلام
https://www.echoroukonline.com/~echor...0&postcount=19
أما الرد على الإيراد الذي ذكرت فأقول وبالله وحده أصول وأجول:
إن نجاح أي دعوة من الدعوات سواء كانت دعوة الحق التي هي الإسلام الدي كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه(السلفية) أو غيرها من الدعوات لا تقاس بكثرة الناس أو قلتهم فليس هذا هو الميزان في معرفة صدق الدعوة من عدمه. ألا ترى حال الكثير من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مع أقوامهم فهذا نوح عليه السلام قال له قومه((
ما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين)) . وقد قال الله تعالى عنه
(وما آمن معه إلا قليل)) وقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام عن حال الكثير من الأنبياء يوم القيامة فقال((
عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه )).
فاحذر أخي من الوقوع في مصيدة أعداء الإسلام عبر الأزمان الذين يروجون لمثل هذه الأقوال فليس لهم سلف فيها غير المكذبين للأنبياء .
ثم لا يخفى عليك أن أهل السنة السلفيين هم أقل الناس وأشدهم غربة ولا يصح الإستشهاد بالكثرة للإطاحة بهم أو السخرية منهم لأن فيه غفلة عن النصوص الكثيرة الموضحة والمبينة أن أهل الحق قلة دائماً :
فقد قال الله تعالى: {
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}
وقال تعالى: {
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
وقال تعالى: {
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}
وقال تعالى: {
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
وقال تعالى يقول: {فَ
أَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورً}
فكل هذه النصوص وغيرها كثير تذم رأي الأكثرية واتباع أكثر الناس بل الداخلون النار أكثر بكثير من أهل الجنة....
والمحصلون لأعلى رتب الأعمال القلبية والجوارحية السابقون السابقون
أقل بكثير من غيرهم..
والقائمون على نصرة الحق إلى قيام الساعة طائفة
قليلة .....
والفرقة الناجية
واحدة من ثلاثة وسبعين فرقة....
فكيف بعد كل هذا سولت لهم أنفسهم أن يستغلوا غربة أهل السنة السلفيين وقلتهم ليؤنبوا عليهم عامة الناس وكثرتهم ,إن هذا التأنيب أو ذاك التشويه لأقوى دليل على صدق المنهج السلفي وأنه هو الحق بلا منازع فأصحابه وأهله هم أهل الله وخاصته ولئن لكان رعاع الإعلاميين أو جهلة الحزبيين أو غيرهم من المنحرفين عن الصراط المستقيم قد وصفوه بما وصفهم به مكذبي الرسل والأنبياء فإن الكتاب والسنة وكلام أئمة الهدى عبر العصور قد تناولتهم بالمدح والثناء ووعدتهم بالرفعة والعلاء
وها نحنُ نرشقُ شكَّ المترتبِ ببضعة عشرَ سهماً؛ لتنداحَ سبيل المؤمنينَ عن شجرةِ اليقينِ، فنجني من أعلاها المغدقِ حلاوةَ الإيمانِ، ونتقلَّبَ تحتَ أسفلها المورقِ في أفوافِ روح وريحان.
قالَ تعالى:
(والسابقونَ الأولونَ من المهاجرينَ والأنصار والَّذينَ اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنّاتٍ تجري مِن تحتَها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً ذلكَ الفوزُ العظيمُ) ]التوبةُ: 100[ .
فوجه الدلالة أن ربنا عز وجل قد أثنى على السلف الصالح وعلى من اتبعهم بإحسان من السلفين ووعدهم بالجنات والفوز العظيم.
ومنها قولُه صلى الله عليه وسلم ( في وصفِ منهجِ الفرقةِ الناجيةِ والطائفةِ المنصورةِ:
( ما أنا عليه اليومَ وأصحابي ) .
للمزيد راجع مقال لأخاك-غفر الله له- بعنوان:
الرد على من يقول : يا سلفيون الكل يذمكم
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...06&postcount=1