![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الأشاعرة ليسوا من أهل السنة ـ مقالات للشيخ فلاح في ملف واحد pdf
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 31 | ||||
|
![]() الفرق العظيم بين التوحيد و التجسيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفرق العظيم بين التوحيد و التجسيم قال الشيخ العلامة المحقق النظار قامع البدعة المفدى سعيد فودة حفظه الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الحمد لله والصلاة، والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومَن والاه واتبعه بإحسان إلى يوم الدين: أما بعد فهذه كلمات قليلة تبين بعضَ الأمور التي كثر الاختلاف فيها، كتبتها لما رأيت الناس في هذا الزمان قد اختلطت عندهم الأمور، وصار الحاذق منهم لا يعرف طريق الاهتداء وأحسَنُ ما يمكنه فعله هو التوقف في أمور لا يجوز له التوقف فيها، لأنها من أصول الدين التي لا يعذر الجاهل بها، وترى الذكي الألمعي عند عامة الناس أقصى ما يستطيع قوله هو لا أدري، وهذه الكلمة نصف العلم فعلا، ولكن في أمور وأمور. واعلم أيها المسلم التقي، أن الجهل بأصول الدين قد عمَّ وانتشر في هذا الزمان، وازداد اضطراب الناس في أمور دينهم، وما ذاك إلا لتقصير أولي الأمر من العلماء فهؤلاء لاهون عن الناس بأمور ظنوا أنها تفيد في نشر الدين وعودة سلطانه، وأشغلوا أنفسهم بمقالات لا تغني من جوع، وغفلوا عن وظيفتهم الأولى وهي تبليغ شئون الدين إلى الخلق، وهذا لا يتم إلا بمخالطتهم والصبر على أذاهم في سبيل المُهِمِّ، كما كان يفعل الأنبياء، وهذا ما يجب أن يفعله أئمة الدين من العلماء، فإنهم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا إلا علما، وعلى من ينصِّبُ نفسه لاستحقاق هذا الميراث أن يلتزم بحقه، وهو التبليغ. ولما رأى الناس موقع العلماء فارغا، ألقوا بأنفسهم بين أيدي من نَصَّبَ نفسه له وإن لم يكن من أهله. فضلوا طريقهم في الحياة الدنيا، وصاروا يجرون وراء كل صارخ، وسلموا أمور دينهم للجاهلين المتعالمين، وصار جمهور الناس أُلعوبة بأيدي اللاعبين. وبناء على هذا وغيره، فقد وجب على كل ذي علم أن يقوم بهداية الناس إلى الدين الحق في كل الأمور، في العقائد وفي الشرائع، وذلك حتى تستقيم أمور الناس على منهاج رب العالمين الذي ارتضاه لهم. وهذه الرسالة سميتها (الفرق العظيم بين التوحيد والتجسيم)، وقد دعاني إلى كتابتها ما رأيت عند كثير من الناس من الخلط بين الأمرين، ومن المعلوم أنه لا يستقيم أساس الدين إلا على أساس التوحيد، فالإسلام دين التوحيد، وأيضا فقد انتشر بين عامة الناس وخاصتهم جهلهم باعتقاد أهل السنة والجماعة، فَرُمْتُ بهذه الرسالة تبيين المعتقد ورد المذهب المنتقد. وجريت فيها على تبيين أصول كافية لبعض الفرق الإسلامية ليسهل على الناس التمييز بين الحق والباطل. بيان أصل نشوء التشبيه عند أهل الإسلام قال أبو محمد ابن حزم في الفِصَلِ([1]): "في أول ورقة من توراة اليهود التي عند ربانيهم وعانانيهم وعيسويه حيث كانوا في مشارق الأرض ومغاربها لا يختلفون فيها على صفة واحدة، لو رام أن يزيد فيها لفظة أو ينقص أخرى لافتضح عند جميعهم مبلغة ذلك إلى أحبارهم الذين كانوا أيام ملك الهارونية لهم قبل الخراب الثاني بدهر يذكرون أنها مبلغة ذلك من أؤلئك إلى عذراء الوراق الهاروني ففي صدرها:" قال الله تعالى اصنع بناء آدم كصورتنا كشبهنا"، قال أبو محمد بن حزم: ولو لم يقل إلا كصورتنا لكان له وجه حسن ومعنى صحيح، وهو أن نضيف الصورة إلى الله تعالى إضافة الملك والخلق، كما تقول هذا عمل الله، وتقول للقرد والقبيح والحسن:هذه صورة الله، أي تصوير الله، والصفة التي انفرد بملكها وخلقها. لكن قوله كشبهنا منع التأويلات وسد المخارج وقطع السبل، وأوجب شبه آدم لله عز وجل ولا بد ضرورةً، وهذا يُعْلَمُ بطلانه ببديهة العقل إذا الشبه والمثل واحد، وحاشى لله أن يكون له مثل أو شبه".اهـ هذا كلام عظيم المعنى، فهو يبين أن اليهود يقولون بأن الله تعالى مثلنا في صورته فهم مشبهة، وأيضا ينص على أن هذا القول مردود عقلا ونقلا، ولا يجوز لمسلم أن يقول به، وقد نص علماء الفِرَقِ على أن اليهود هم أصل التشبيه، وأنهم قسمان، الأول مشبهة والثاني قدريون، فقال الإمام العلامة أبو المظفر الإسفراييني صاحب كتاب التبصير في الدين بخصوص المشبهة منهم: "هم الأصل في التشبيه، وكل من قال قولا في دولة الإسلام بشيء من التشبيه فقد نسج على منوالهم([2])."اهـ فليعلم الذين ينتمون إلى الإسلام ويقولون بالتشبيه بأي فريق يقتدون، وإلى أيِّ سلفٍ يرجعون. عوامل ابتعاد الناس عن النهج السليم : لما ابتعدت المسافة والزمان بين الناس وبين نهج الصحابة، ولما قلَّ تأثُّرهم بنور النبوة، صارت الشبه تتوارد عليهم، وصار بعضهم يتصور إلهه على صورة إنسان كما يوحي إليه خياله وخيال شيطانه، واختلفت الناس في هذه الأمور باختلاطهم مع أهل البلاد المفتوحة مثل المجوس في فارس والهنود وغيرهم من الأقوام، وصار اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الملل والنحل وأصحاب المذاهب والآراء يعملون عملهم ويؤثرون في عقول السذج من المسلمين، فصار الغبَشُ يحوِّمُ على عقائد القوم. فلما رأى السلف من أصحاب الحديث هذه الأحوال، تحيروا في تقرير مذهب أهل السنة والجماعة في متشابهات آيات الكتاب وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم. فأما أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني وجماعة من أئمة السلف فجروا على منهاج السلف المتقدمين من أصحاب الحديث مثل مالك بن أنس، وسلكوا طريق السلامة فقالوا: نؤمن بما ورد به الكتاب والسنة ولا نتعرض للتأويل، بعد أن نعلم قطعا أن الله تعالى لا يشبه شيئا من المخلوقات، وأن كل ما تمثل في الوهم فإنه خالقه ومقَدِّرُه. هذا حاصل ما ذكره الشهرستاني، ثم قال([3]): "وكانوا يحترزون عن التشبيه إلى غاية أن قالوا من حرَّك يده عند قراءته "خلقت بيديَّ" أو أشار بإصبعه عند روايته "قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن"، وجب قطع يده وقلع أصبعه. وقالوا: إنما توقفنا في تفسير الآية وتأويلها لأمرين أحدهما: المنع الوارد في التنزيل في قوله تعالى"فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا"، فنحن نحترز عن التأويل. والثاني: إن التأويل أمر مظنون بالاتفاق، والقول في صفات الباري تعالى بالظن غير جائز، فربما أولنا الآية على غير مراد الباري تعالى فوقعنا في الزيغ، بل نقول كما قال الراسخون في العلم"كلٌّ من عند ربنا" آمنا بظاهره وصدقنا بباطنه ووكلنا علمه إلى الله تعالى. ولسنا مكلفين بمعرفة ذلك، إذ ليس من شرائط الإيمان وأركانه. " قال الشهرستاني: "واحتاط بعضهم أكثر احتياط حتى لم يقرأ اليد بالفارسية ولا الوجه ولا الاستواء ولا ما ورد من جنس ذلك، بل إن احتاج في ذكرها إلى عبارة عبر عنها بما ورد لفظا بلفظ. فهذا هو طريق السلامة، وليس هو من التشبيه بشيء."اهـ فانظروا رحمكم الله إلى دقة هذا الأسلوب وعظم دلالته على حرص السلف الصالح على الامتثال بأوامر الله تعالى من حيث احتياطهم لعدم الوقوع في الخطأ، ويؤيد هذا الكلام الثابت عن أئمة السلف مثل الإمام أحمد رحمه الله تعالى، قال عندما سئل عن أحاديث الصفات: "نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى".اهـ وقال الإمام الحافظ الترمذي في سننه(4/692): "والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عُيَيْنَة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفَسَّر، ولا تُتَوَهَّم، ولا يقال كيف، وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه".اهـ هذا هو مذهب السلف رحمهم الله تعالى، فهم يفوضون في المعنى ولا يفسرون، فأين هذا المذهب من قول من يفسر وينسب لله تعالى اليد والجارحة، والاستواء الذي هو جلوس واستقرار وماسة، ونزول هو حركة وانتقال وغير ذلك من ترهات وتوهمات، فهل هذا هو الذي يقصده السلف عندما يقولون "أمِرُّوها كما جاءت بلا تفسير" فأين الذين يثبتون صفات لله تعالى هي مثل صفات البشر ممن يفوضون علم الآيات المتشابهات كلها إلى الله تعالى مع التنزيه. وليس هذا هو موضع بيان مذهب أولئك الذين ينتسبون إلى السلف الصالح، ويُلَبِّسون على عامة الناس ببعض التهويلات، وتصدر منهم كلمات لا يفهمون معناها، ويتصدرون المجالس فيفتون الناس فيضلون ويضلون، بل سوف نزيد بيان أحوالهم خصوصا في هذا العصر فيما يلي من الفصول إن شاء الله تعالى. وسوف نزيد مذهب السلف بيانا، لنوضح كيف أن السلف يستحيل أن يصدق عليهم أنهم كانوا من المشبهة الذين يثبتون الجهة والحدَّ والحركة والحيز لله تعالى، قال الشيخ العلامة شهاب الدين الحلبيُّ المشهورُ باب جهبل([4]): "ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه، والمبتدعة تزعم أنها على مذهب السلف وكلٌّ يدعون وصال ليلى وليلى لاتُقِرُّ لهم بذاكا وكيف يعتقد في السلف أنهم يعتقدون التشبيه أو يسكتون عند ظهور البدع وقد قال الله (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)([5]) وقال الله تعالى(وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتُبَيِّنُنَّه للنا ولا تكتمونه)([6]) وقال الله تعالى(لتبين للناس ما نُزِّل إليهم)"اهـ. وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته: " إن الله واحد لا شريك له ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه ولا إله غيره قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد، لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام ولا تشبهه الأنام"اهـ فانظروا عباد الله في كلام هؤلاء الأعلام، وليختبر كل واحد منكم نفسه، هل يتصور صورة معينة لمعبوده، هل يتصوره جسما أو كبيرا أو صغيرا في الحجم، هل يتصوره يمشي في الأسواق كما يمشي الناس، هل يتصور له شكلا معينا مثل الإنسان لكنه أكبر مما نراه، كما يقول المشبهة، هل يتصوره جالسا على عرشه كما يجلس الناس، هل يتوهمه مماسا للعرش ملاصقا له أو بينه وبين العرش مسافة، هل يتوهمه يَقْتَرِبُ من عباده في المكان حتى يمكننا أن نشير إليه ونحدده بمكان دون مكان، أو جهة دون جهة، أيها المسلمون يجب عليكم محاسبة أنفسكم من داخلها ولا تغرنكم كلمات ترددونها دون فهم معنى لها، يجب أن تهتموا بما في الصدور، هل تتصورون لله مثلا، سواء في ذاته أو صفاته أو أفعاله، إذا كان كذلك فارموا بهذه العقائد الزائفة عرض الحائط، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم، وقولوا كما قال الله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). ولا تتصوروا أن مجرد قولكم إننا سلفيون متبعون للسلف ينجيكم، فلم يكن للسلف عقائد فاسدة ولم يكونوا يشبهون خالقهم بشيء، ولم يكن أهل الإسلام من أهل القرون الأولى المشهود لها بالخيرية يقولون: إن جمهور علماء الإسلام مبتدعة، ويحكم كيف تحكمون؟! هل علماء الإسلام وحفاظهم وأهل الفقه والتفسير واللغة والعلوم مبتدعة، وأنتم فقط أهل السنة والجماعة، أين علمكم بجانب علم هؤلاء، وأين ورعكم وتقواكم ، وماذا فعلتم للإسلام سوى إثارة بعض الفتن على بعض المسائل الفقهية التي جعل الله تعالى اختلاف العلماء فيها رحمة، وأهملتم أصول الدين وقواعده الكلية وقلتم في أصول الدين بأقوال المجسمة والمشبهة، وظننتم أنكم أنتم الناجون، لعمري إن من يفكر بهذا الأسلوب ما هو إلا من الجاهلين الذين يبالغون في الغي وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. التنزيه بين النفي والتشبيه : قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى: "ومن لم يتوقَّ النفي والتشبيه زلَّ ولم يصب التنزيه، فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية، ليس بمعناه أحد من البرية، تعالى الله عن الحدود والغايات والأركان والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات."اهـ وهذا كلام كله فوائد، وهو حقيق أن يحفظ بلفظه، وقد اشتهرت عقيدة الطحاوي في البلاد بين الناس، ووقع الاتفاق جملةً على صحة ما فيها وأنه يمثل عقيدة أهل السنة، وحاصل معنى هذه الفقرة على وجه الإيجاز، أنه لا يجوز لنا أن ننفي معنى ثبت بالنص في حق الله تعالى، فمثلا إذا ورد في النقل أن الله سميع، وكان ما يفهمه عامة الناس من ظاهر السمع هو اتصال الأمواج الصوتية بطبلة الأذن ثم انتقال الموجات من خلال السائل السمعي إلى الدماغ وتفسيرها هناك، فلا يجوز أن نقول بنفي أصل هذه الكلمة، بحجة أنه يلزم منها النقص، بل نحن نثبت أصلها أي مطلق أن الله سميع، وننفي أن يكون له أذن مثلا، وننفي أن يكون له عضو يحصل بواسطته السمع بل وننفي أن يكون أصل سمع الله تعالى مثل سمعنا، فالحاصل أننا نثبت له سمعا يليق بجلاله وننزهه عن صفات المخلوقين. هذا في اللفظ الذي ليس له إلا معنى واحد، أما ما يحتمل أكثر من معنى فالواجب عندذاك هو البحث عن المعنى اللائق بالله تعالى فنصرف اللفظ عن المعنى الباطل الذي لا يجوز نسبته إليه تعالى ونحمله على المعنى الصحيح، وهذا هو معنى التأويل. فهذا ما يلزمنا أن نفعله لكي نتوقى النفي، وأما التشبيه فيجب علينا توقيه أيضا، فالله تعالى موصوف بصفات الوحدانية وصفاته ليست كصفات أحد من المخلوقات، هذا هو الأصل الكلي في توقي التشبيه. فكل ما يدل على الحدوث وعلى سمة النقص فالرب يتعالى ويتقدس عنه. وكون الشيء له نهاية في وجوده اللائق به فهذا هو المحدود، وهذا نقص. والاتصاف بالأركان وهي الأجزاء نقص، لأن في ذلك دلالة على وجود من ركَّبَ هذه الأجزاء، وكذلك الاتصاف بالأدوات وهي الآلات التي يتوصل بها إلى ما يريد صاحبها، تدل على نقصه. فلذلك لما اتصف الانسان بالأركان والأدوات عرفنا أنه ناقص، لأن كل أداة وكل ركن فهو ناقص. وكذلك يكون كل من هو في جهة من الجهات محدودا، وقد عرفنا أن المحدود ناقص. ولهذا ينفي الإمام الطحاوي أن يكون الله تعالى في جهة من الجهات، وعلى ذلك مذهب أهل السنة كلهم، ولم يخالفهم في هذا إلا من التحق بالحشوية من المشبهة، قال الشيخ شهاب الدين الحلبي:"مذهب الحشوية في إثبات الجهة مذهب واهٍ ساقط ، يظهر فساده من مجرد تصوره، حتى قالت الأئمة: لولا اغترار العامة بهم([7]) لما صُرِفَ إليهم عنان الفكر، ولا قَطَرَ القلم في الردِّ عليهم"([8])، وقال:"وبالله أقسم يميناً بَرَّةً، ما هي مرة، بل ألفُ ألفِ مرة، أن سيد الرسل صلى الله عليه وسلم لم يقل أيها الناس اعتقدوا أن الله تعالى في جهة العلو"([9]).اهـ ولاحظ أنه يوجد فرق عظيم بين مطلق العلوِّ وبين جهة العلو، فالذي ورد في الشرع ويجب على المسلم أن يؤمن به، هو أن الله تعالى عليٌّ، وهذا هو مطلق العلو، أما أن يقال الله تعالى في جهة هي الفوق، فلم يَرِدْ، بل هو باطل لا يجوز اعتقاده، ولذلك نفى أبو جعفر الطحاوي الجهات كلها عن الله تعالى، ولو كانت جهة العلو ثابتة في حق الله تعالى فما الذي يمنع الطحاوي من التصريح بها أو استثنائها من سائر الجهات؟ وأما تأويل كلامه لا لدليل بل لمجرد اتباع هوى والقول أنه أراد كذا ولم يَرِد كذا فما هو إلا تحريف، فالذي يثبت الجهة في حق الله تعالى يقع في أمرين الأول: وصف الله تعالى بلفظ لم يرد في كتاب ولا في سنة ولا ورد عن تابع، لا سيما وأن الذين يدَّعون أنهم سلفيون يقولون لا نَصِفُ اللهَ إلا بما ورد عن الله ورسوله ثم تراهم أول الناس يخالفون ذلك. الثاني: إن هذه اللفظة تحمل معاني فاسدة لا يجوز نسبتها إلى الله تعالى لما تحويه من نقص، قال أبو جعفر الطحاوي : "ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر". والكون في الجهات وصف ملازم للبشر وهو بعد هذا يدل على نقص. وليس فيه دلالة على الشرف، فالذي يسكن في الطابق العاشر مثلا لا يلزم أن يكون أشرف من الذي يسكن في الطابق الثاني. ولا توجد دلالة شرعية ولا عقلية على أن المكان العالي أشرف من المكان الواطي، فإثبات جهة العلوّ إنما هو تحكم واتباع للهوى. ولهذا ذكر الإمام الجويني رحمه الله تعالى جملة عامة هي قاعدة في هذا الباب([10]): "كل صفة في المخلوقات دل ثبوتها على مخصص يؤثرها ويريدها ولا يُعْقَلُ ثبوتها دون ذلك فهي مستحيلة على الإله، فإنها لو ثبتت له لدلت على افتقاره إلى مخصص دلالَتها في حق الحادث المخلوق"اهـ، وهذا كلام في غاية الدقة والعظمة، ومعناه أننا إذا عرفنا ثبوت صفة ما في الموجودات المحسوسة، كالحركة والمحدودية مثلا، ونظرنا في نفس مفهوم الحركة ثم دلتنا البراهين القطعية على أن الحركة لا بد أن تكون حادثة، ويستحيل أن تكون قديمة، فإننا نعرف أن ما يتصف بالحركة من المحسوسات يجب أن يكون حادثا كذلك، لاستحالة وجود الشيء من غير صفته، فتكون الصفة التي هي الحركة قد دلتنا على حدوث المتحرك. فإذا انتقلنا بعد ذلك إلى الله تعالى، وقال لنا أحد المشبهة إن الله تعالى يتحرك وينتقل من محل إلى آخر، فإننا نقول له إن الله إذا كان متحركا فيلزم أن يكون حادثا، لأن الحركة التي أثبتناها في حق المحسوس هي التي قد دلتنا على حدوثه، فكذلك إذا أثبتَّ أنت أيها المجسم الحركة لله تعالى، فيلزمك أن تثبت حدوث الله تعالى، لأن سبب الحدوث إنما هو الحركة وهي عينها التي تثبتها في حقه تعالى عما تقول. فإذن إذا دلتنا صفة على الحدوث فيستحيل أن نثبت نفس تلك الصفة لله تعالى لما يلزم من إثبات الحدوث له تعالى، وهذا مستحيل في حقه جلَّ شأنه. وحاصل مذهب أهل السنة أن الله تعالى واحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله، من كل الوجوه واستقر الاتفاق على أنه كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك. وقد قال الإمام أبو المعالي الجويني([11]): "من انتهض لطلب مُدَبِّرِهِ فإن اطمأن إلى موجود انتهى إليه فكره فهو مُشَبِّهٌ، وإن اطمأنَّ إلى النفي المحض فهو مُعَطِّلٌ، وإن قطع بموجود واعترف بالعجز عن دَرْكِ حقيقته فهو موَحِّدٌ."اهـ فانظر في هذا الكلام العظيم واتخذه قاعدة لنفسك، فإنه بمنزلة التفسير لقوله تعالى"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير". زيادة بيان لعقيدة الإسلام : نبدأ هنا بذكر بعض النصوص من القرآن والسنة، ثم نثني بنقل قول بعض العلماء، ليطمئن قلب من يتَردد فإن الإنسان إذا رأى قول أهل العلم اطمأنَّ، ولا يجوز أن يقول عامة الناس: "نحن رجال وهم رجال، فنجتهد كما اجتهدوا"، لأنا نقول: هم اجتهدوا ليس لأنهم رجال! فإن النساء يجوز لهنَّ الاجتهاد، بل فعلوا ذلك لأنهم علماء، بمعنى أن للاجتهاد شروط لا يستطيع أي أحد تحصيلها، أو إذا استطاع فبعد جهد ومشقة عظيمين. وقد أمر الله تعالى بالرجوع إلى أهل الذكر إن كنا لا نعلم "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". \قال الله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وهذه الآية من المحكمات التي ترد إليها المتشابهات. قال الإمام البيهقي([12]): "لما أراد الله سبحانه أن ينفي التشبيه على آكد ما يكون من النفي، جمع في قراءتنا بين حروف التشبيه واسم التشبيه حتى يكون النفي مؤكدا على المبالغة". وروى البيهقي بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعني يقول الله عز وجل: "كذبني ابن آدم، ولم ينبغِ له أن يكذبني، وشتمني ابن آدم، ولم ينبغ له أن يشتمني، فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني، وليس أول خلقه بأهون عليَّ من إعادته. وأما شتمه إياي فقوله (اتخذ الله ولدا) وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفوا أحد"([13]). وروى البيهقي بسنده عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال: "إن المشركين قالوا: يا محمد انسب لنا ربك، فأنزل الله تبارك وتعالى: (قل هو الله أحد الله الصمد). قال الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله تبارك وتعالى لا يموت ولا يورث، ولم يكن له كفوا أحد، لم يكن له شبه ولا عدل، ليس كمثله شيء([14]). قال الإمام الأكبر أبو حنيفة في كتابه الوصية "ونُقِرُّ بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة واستقرار عليه وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج"([15])، فنفى الإمام أبو حنيفة أن يكون الله تعالى مستقرا على العرش وملامساً له، بل أمرَّ النص كما جاء فأثبت الاستواء ونزه الله تعالى عن أن يكون استواؤه كاستواء غيره مطلقا. روى ابن عبد البر عن أيوب بن صلاح المخزومي قال: كنا عند مالك إذ جاءه عراقي فقال له يا أبا عبدالله (الرحمن على العرش استوى)كيف استوى؟ قال سألت عن غير مجهول وتكلمت في غير معقول. قال يحيى بن إبراهيم بن مزين: إنما كره مالك أن يتحدث بتلك الأحاديث لأن فيها حدا وصفة وتشبيها، والنجاة في هذا الانتهاء إلى ما قال الله عز وجل، ووصف به نفسه بوجه ويدين وبسط واستواء وكلام فقال(فأينما تولوا فثم وجه الله) وقال(بل يداه مبسوطتان )وقال(والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه)وقال(الرحمن على العرش استوى، فليقل قائل بما قال الله ولينته إليه، ولا يعدوه ولا يفسره ولا يقل كيف؟ فإن في ذلك الهلاك، لأن الله كلف عبيده الإيمانَ بالتنزيل ولم يكلفهم الخوض في التأويل الذي لا يعلمه غيره([16]). فانظر وتمعن في هذا الكلام، ترى أن القوم كانوا يتجنبون التشبيه كما يتجنبون الموت والهلاك، والمنع من الخوض في هذه الأمور إنما هو دفع للتشبيه، في أي معنى كان. وبما مرَّ يكون قد ثبت النهي عن التشبيه في الكتاب والسنة وأقوال العلماء من السلف ثبوتا قطعيا، خلافا لمن ادعى غلطا إنه لم يرد النهي عن التشبيه في الكتاب والسنة. التنبيه على أقوال فاسدة لبعض الفرق المبتدعة قال الشهرستاني([17]): "اعلم أن جماعة كبيرة من السلف كانوا يثبتون لله تعالى صفات أزلية من العلم والقدرة والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والجلال والإكرام والجود والإنعام والعزة والعظمة ولا يفرقون بين صفات الذات وصفات الفعل، بل يسوقون الكلام سوقا واحدا، وكذلك يثبتون صفات خبرية مثل اليدين والرجلين ولا يؤولون ذلك، إلا إنهم يقولون بتسميتها صفات خبرية. ولما كانت المعتزلة ينفون الصفات، والسلف يثبتون، سمي السلف صفاتية والمعتزلة معطلة، فبالغ بعض السلف في إثبات الصفات إلى حد التشبيه بصفات المحدثات، واقتصر بعضهم على صفات دلت الأفعال عليها، وما ورد الخبر فيه فافترقوا فيه فرقتين: منهم من أولها على وجه يحتمل اللفظ ذلك المعنى، ومنهم من توقف في التأويل، وقال: عرفنا بمقتضى العقل أن الله تعالى ليس كمثله شيء، فلا يشبه شيئا من المخلوقات، ولا يشبهه شيء منها، وقطعنا بذلك إلا أنا لا نعرف معنى اللفظ الوارد فيه مثل قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) ومثل قوله(خلقتُ بيَدَيَّ)، ومثل قوله(وجاء ربك) إلى غير ذلك، ولسنا مكلفين بمعرفة تفسير هذه الآيات وتأويلها بل التكليف قد ورد بالاعتقاد بأنه لا شريك له وليس كمثله شيء، وذلك قد أثبتناه يقينا. ثم إن جماعة من المتأخرين زادوا على ما قال السلف فقالوا لا بدَّ من إجرائها على ظاهرها، فوقعوا في التشبيه الصرف، وذلك على خلاف ما اعتقده السلف. ولقد كان التشبيه صرفا خالصا في اليهود لا في كلهم بل في القرائين منهم ثم الشيعة في هذه الشريعة وقعوا في غلو وتقصير. أما الغلو فتشبيه بعض أئمتهم بالإله تعالى وتقدس. وأما التقصير فتشبيه الإله بواحد من الخلق، ولما ظهرت المعتزلة والمتكلمون من السلف رجعت بعض الروافض عن الغلو والتقصير، ووقعت في الاعتزال، وتخطت جماعة من السلف إلى التفسير الظاهر فوقعت في التشبيه. وأما السلف الذين لم يتعرضوا للتأويل ولا تهدَّفوا للتشبيه فمنهم مالك بن أنس رضي الله عنه إذ قال الاستواء معلوم والكيفية مجهولة([18]) والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، ومثل أحمد بن حنبل وسفيان الثوري وداود بن علي الأصفهاني ومن تبعهم."اهـ وقال ما خلاصته([19]): "إن جماعة من الشيعة الغالية وجماعة من أصحاب الحديث الحشوية صرحوا بالتشبيه .... قالوا إن معبودهم صورة ذات أعضاء وأبعاض إما روحانية وإما جسمانية ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن ..... وأجاز الحشوية على ربهم الملامسة والمصافحة([20])، وحكى عن داود الجواربي أنه قال: أعفوني من اللحية والفرج واسألوني عما وراء ذلك. وقال إن معبوده جسم ولحم ودم وله جوارح وأعضاء من يد ورِجلٍ ورأسٍ ولسان وعينين ومع ذلك جسم لا كالأجسام ولحم لا كاللحوم ودم لا كالدماء، وكذلك سائر الصفات وهو لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء". ثم قال([21]): "وأما ما ورد في التنزيل من الاستواء والوجه واليدين والجنب والمجيء والإتيان والفوقية وغير ذلك فأجْرَوها على ظاهرها، أعني ما يُفهم عند الإطلاق على الأجسام([22])، وكذلك ما ورد في الأخبار من الصورة في قوله عليها السلام "خلق آدم على صورة الرحمن " وقوله "حتى يضع الجبار قدمه في النار" وقوله قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن"، وقوله"خمر طينة آدم بيده أربعين صباحا"، وقوله "وضع يده أو كفه على كتفي" وقوله " حتى وجدت برد أنامله في صدري"، إلى غير ذلك أجروها على ما يتعارف في صفات الأجسام([23])، وزادوا في الأخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها إلى النبي عليه الصلاة والسلام وأكثرها مقتبس من اليهود([24])، فإن التشبيه فيهم طباع، حتى قالوا: اشتكت عيناه فعادته الملائكة، وبكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه، وإن العرش ليئط من تحته كأطيط الرَّحْلِ الحديد، وأنه يفضل من كل جانب أربع أصابع." ثم قال([25]): "ومن المشبهة من مال إلى مذهب الحلولية، وقال يجوز أن يظهر الباري تعالى بصورة شخص."اهـ وقال الإمام الحافظ ابن الجوزي عن بعض المشبهة([26]): "ورأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح، وانتدب للتصنيف ثلاثة: أبو عبدالله بن حامد، وصاحبه القاضي أبو يعلى ، وابن الزاغوني فصنفوا كتبا شانوا بها المذهب، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام فحملوا الصفات على مقتضى الحس، فسمعوا أن الله تعالى خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ووجها زائدا على الذات وعينين وفما ولهوات وأضراسا وأضواءا لوجهه هي السُّبُحات ويدين وأصابع وكفا وخنصرا وإبهاما وصدرا وفخذا وساقين ورجلين، وقالوا:ما سمعنا بذكر الرأس، وقالوا يجوز أن يَمس ويُمَسَّ، ويُدني العبدَ من ذاته، وقال بعضهم :ويتنفس. ثم يُرضون العوام بقولهم: لا كما يُعْقَلُ([27]). وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات، فسموها بالصفات تسمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ولا إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من سمات الحدوث. ولم يقنعوا بأن يقولوا صفة فعل حتى قالوا صفة ذات، ثم لما أثبتوا أنها صفات ذات، قالوا: لا نحملها على توجيه اللغة مثل يد على نعمة وقدرة ومجيء وإتيان على معنى برَّ ولطف وساق على شدة بل قالوا: نحملها على ظواهرها المتعارفة والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين والشيء إنما يحمل على حقيقته إذا أمكن([28])، ثم يتحرجون من التشبيه ويأنفون من إضافته إليهم ويقولون: نحن أهل السنة، وكلامهم صريح في التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام. فقد نصحت التابع والمتبوع فقلت لهم: يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل، وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يقول وهو تحت السياط: كيف أقول ما لم يقل([29])، فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه، ثم قلتم في الأحاديث(تحمل على ظاهرها)فظاهر القدم الجارحة، فإنه لما قيل في عيسى عليه الصلاة والسلام (روح الله) اعتقدت النصارى لعنهم الله تعالى أن الله سبحانه وتعالى صفة هي روح ولجت في مريم. ومن قال استوى بذاته المقدسة فقد أجراه سبحانه وتعالى مجرى الحسيات، وينبغي أن لا يهمل ما يثبت به الأصل وهو العقل فإنا عرفنا الله تعالى وحكمنا له بالقِدَمِ، فَلَو أنكم قلتم نقرأ الأحاديث ونسكتُ، لما أنكرَ أحد عليكم، إنما حَمْلُكُم إياها على الظاهر قبيح. فلا تُدخِلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي ما ليس منه فلقد كسيتم هذا المذهب شيئا قبيحا، حتى صار لا يقال عن حنبلي إلا مجسم، ثم زينتم مذهبكم أيضا بالعصبية ليزيد بن معاوية وقد علمتم أن صاحب هذا المذهب أجاز لعنته. وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم، لقد شان المذهب شيئا قبيحا لا يغسل إلى يوم القيامة."اهـ خاتـــمــة قال الإمام ابن الجوزي في كتاب صيد الخاطر([30]): فصلٌ. حدثوا الناس بما يطيقون من المخاطرات العظيمة تحديث العوام بما لا تحتمله قلوبهم، أو بما قد رسخ في نفوسهم ضده. مثاله أن قوما قد رسخ في قلوبهم التشبيه وأن ذات الخالق سبحانه مُلاصِقَةٌ للعرش، وهي بقدر العرش، ويفضل من العرش قدر أربع أصابع. وسمعوا مثل هذا من أشياخهم، وثبت عندهم أنه إذا نزل وانتقل إلى السماء الدنيا خلت منه ست سموات فإذا دُعِيَ أحدهم إلى التنزيه وقيل له ليس كما خطر لك، إنما ينبغي أن تُمِرَّ الأحاديث كما جاءت من غير مساكنة ما توهمته، صَعُبَ هذا عليه لوجهين أحدهما: لغلبة الحس عليه، والحس على العوام أغلبُ. والثاني: لما قد سمعه من ذلك من الأشياخ الذين كانوا أجهل منه. فالمخاطِبُ لهذا مخاطر بنفسه، ولقد بلغني عن بعض من كان يتدين ممن رسخ في قلبه التشبيه أنه سمع من بعض العلماء شيئا من التنزيه، فقال: والله لو قدرت عليه لقتلته. فاللهَ اللهَ أن تحدِّثَ مخلوقا من العوام بما لا يحتمله دون احتيال وتلطف، فإنه لا يزول ما في نفسه، ويخاطر المحدث له بنفسه. فكذلك كل ما يتعلق بالأصول. اهـ فانظر في هذا الكلام وتمعن فيه حكمة بالغة، ولا تمش وراء شهوتك وتتعصب لما يبدو لك في نفسك، فإن في هذا مقتلك. وبهذا نكون قد أتينا بما قد وعدنا به، ولم نقصد تطويل الكلام، بل اكتفينا بالإشارات في معظم الأحوال، ورجونا أن يكون بذكر كلام بعض الأعلام تأثير في قلوب المتقين. وأدعو الله تعالى أن ينفع بهذه الرسالة، ويهدي بها إلى الحق والطريق المستقيم. والحمد لله رب العالمين وليس لنا وراء الله مذهب ولا غاية سعيد فودة ــــــــــــــ الهوامش ([1] ) الفصل في الملل والأهواء والنحل (1/117)،طبعة دار المعرفة-بيروت. ([2] ) راجع التبصير في الدين، للإمام أبي المظفر الإسفرايني،ص90، بتحقيق وتعليق العلامة محمد زاهد الكوثري، طبعة 1940م-1359هـ. ([3] ) الملل والنحل (1/118-119) طبعة دار المعرفة-بيروت. ([4] ) وهذا النص من الرسالة التي أوردها العلامة تاج الدين السبكي لابن جهبل في ترجمته له في الطبقات الكبرة (9/34)، قال الإمام ابن السبكي:"ووقفت له على تصنيف صنَّفه في نفي الجهة ردَّاً على ابن تيمية لا بأس به وهو هذا"، ثم أورد الرسالة التي نقتطف نحن منها هذا النص. ([5] ) البقرة 42. ([6] ) آل عمران 187. ([7] ) المجسمة دائما يستعملون كلمات عامة عاطفية في مواعظهم، ودائما يستخدمون عبارات تدفع الواحد نحو التعصب فتعمى عيناه وينغلق قلبه، فيندفع فورا وراء الدعاة إلى هذا المذهب، وهذا هو نفسه ما يحصل في هذا الزمان، فإننا نرى دعاة هذا المذهب يتطاولون على الآخرين بشتى كلمات وألقاب التعصب، ولا يتورعون عن اتهامهم بشتى التهم لا عن دليل بل لمجرد توجيه العامة نحو مخالفيهم. فتراهم يتهمونهم بالكفر والزندقة وتخريب الدين، وإبطال القرآن والسنة، والعمالة للأجانب، والتهاون بالأديان، وغير ذلك من الاتهامات. وهذا ما صوره كثير من العلماء في مختلف الأزمنة. انظر مثلا رسالة الذهبي إلى ابن تيمية، وتابع أحوالهم وحوادثهم في كتب التواريخ على مر العصور. وندعو الله تعالى أن يوفقنا إلى كتابة رسالة خاصة نبين بها هذه الأحوال. ([8] ) رسالته المودعة في طبقات الشافعية الكبرى للإمام السبكي(9/36). ([9] ) رسالة ابن جهبل في طبقات الشافعية (9/38). ([10] ) العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية،ص21. ([11] ) العقيدة النظامية للإمام الجويني،ص23. ([12] ) الأسماء والصفات،ص277، بتحقيق وتعليق الإمام محمد زاهد الكوثري، طبعة دار إحياء التراث. ([13] ) رواه البخاري في صحيحه عن أبي اليمان. ([14] ) الأسماء والصفات،ص32. ([15] ) هذه هي عبارة الإمام أبي حنيفة النعمان في كتاب الوصية، وهي الثابتة في المخطوطات وهو تنزيه واضح وقاطع لله عن أن يكون مستقرا على العرش، ولكن محقق كتاب الوصية الأستاذ محمد عوينة بنشر دار ابن حزم أورد النص كما يلي:"نقرُّ بأن الله استوى على العرش من غير أن يكون له حاجة واستقر عليه"، مع العلم أنه نفسه قد أورد صورة المخطوطة في مقدمة الكتاب والعبارة فيها واضحة بما لا يقبل الشك كما أثبتناه أعلاه. فهكذا يثبت أتباع السلفية المعاصرة وهم ورثة المجسمة نصوص العلماء، وأنا أتعجب كيف أجاز هذا المحقق لنفسه أن يورد النص هكذا مع وضوح المخطوطة على خلافه، ترى هل يفعلون ذلك ليحرفوا النص ليجعلوه خادما لعقيدة المجسمة أم هو محض خطأ غير مقصود، إن كثرة التحريفات والأغلاط في الكتب المطبوعة في العقائد تجعلنا نُبْعِدُ احتمال أن يكون خطأ غير مقصود. والعجيب أنني رأيت نفس التحريف في الطبعة المصرية بنشر المكتبة الأزهرية للتراثوقد كتبوا على غلافها (بتحقيق العلامة محمد زاهد الكوثري)، وأنا أستبعد أن يكون العلامة الكوثري قد ترك هذه العبارة من دون تعليق ونقد قوي، كما فعلوا في ذلك الكتاب، ولا أستبعد عليهم أنهم تابعوا فيها إحدى الطبعات الحديثة من دون مراجعتها حتى على نسخة الكوثري. ([16] ) التمهيد (7/151-152). ([17] ) الملل والنحل، الإمام محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، طبعة دار المعرفة، ص104. ([18] ) الرواية الأقوى هي: "والكيف غير معقول"، أي غير معقول النسبة إلى الله تعالى. وأما على كونها "والكيف مجهول" كما هنا، فيمكن أن يكون معناها "والكيف مجهول النسبة إلى الله تعالى"، وما كان مجهول النسبة إليه جلَّ شأنه، فهو غير معقول ويجب نفيه. ([19] ) الملل والنحل،ص120. ([20] ) لاحظ إن الداعية الأكبر لمذهب المجسمة في هذا العصر وهو ابن تيمية بكتبه التي أعيد نشرها والاعتناء بها قد قال بجميع هذه الأمور، فقال بأن الله تعالى له أعضاء وأجزاء وأنه يلامس الخلق وأنه ينتقل من مكان إلى آخر وأنه ينزل ويصعد ويستقر على العرش حيث إنه عنده جالس ومتمكن عليه، وأن الله تعالى عند ابن تيمية جسم مجسم منتشر في الأبعاد وله حدود في جميع الجهات، فهو غير منتشر في الأبعاد إلى لا نهاية كما يقوله بعض المجسمة. وكل هذا أوضحناه ودللنا عليه في كتابنا الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية. ([21] ) الملل والنحل ص 121. ([22] ) أرأيت أيها الحاذق، هذا هو مفهوم الظاهر عند أهل السنة، إنه ما يفهم عند الإطلاق على الأجسام، وذلك أننا نتألف من روح وجسم، وحكم الجسم غالب علينا في هذه الحياة، والجسم هو ما له أبعاد ثلاثة، اتفاقا بين سائر الفرق، وزاد الأشاعرة بتسمية ما له بعد واحد فقط بالجسم، ونحن نمشي على ما هو متفق عليه بين الجميع، فنقول: إن أغلب الألفاظ التي نستعملها في هذه الحياة فإننا نفهم منها ونقصد منها معاني صادقة على الأجسام، وما لها من صفات، فالمعنى الذي يظهر للأذهان عند سماع الألفاظ إنما هو المتعلق بالأجسام، فهو يتبادر إلى أذهاننا لكثرة تعلقنا بمصداقه في غالب الأوقات، وهذا هو الحكم الغالب على التعاملات بيننا نحن البشر. ولكن إذا انتقلنا إلى ما يتعلق بالله تعالى، وأردنا أن نتكلم عن جلاله وعظمته فما هي الألفاظ التي نستخدمها، أليست هي عين الألفاظ التي نستخدمها فيما بيننا، أليست اللغة العربية هي عينها التي أنزل الله تعالى بها القرآن الكريم؟! ولكن، يجب علينا أن لا نستحضر في أذهاننا المعاني التي ننسبها إلى أنفسنا من الألفاظ إذا أطلقت على الباري عز وجل، فاللفظ قد يطلق ويراد لازمه، أو مصداقه، والمصاديق تختلف، مع اتحاد اللفظ، فأهل السنة التفتوا إلى هذه الناحية، ولذلك قالوا بمفهوم التأويل، وحاصله إن اللفظ الذي نستخدمه فيما بيننا لنصف حياتنا وواقعنا، إذا استخدمناه في حق الله تعالى فيجب أن لا نقصد به عين المعنى المراد في الحال الأول، إذ لو فعلنا ذلك لصرنا حقيقة من المشبهة، وهذا متفق مع قوانين اللغات والعقول والشرائع بلا خلاف بين أحد من العقلاء. أما المجسمة فقد حملوا اللفظ المستعمل في حق الله تعالى على نفس المعنى المستعمل في حقنا، فوقعوا في التجسيم والتشبيه. فالإمام الشهرستاني هنا ينبهنا إلى فائدة عظيمة، وهي أن معنى الظاهر إنما هو ما يتبادر إلى الأفهام عند الإطلاق على الأجسام، فهذا المعنى يجب صرفه عن الذات الإلهية. ([23] ) تأمل الحاشية السابقة، لتزداد يقينا بما ذكرناه. ([24] ) سوف نكتب بتوفيق الله تعالى رسالة خاصة عن التشبيه بين اليهود، وما هي جهات تأثير اليهود في عقائد المسلمين، ونقارن ذلك بما عند المسيحية والإسلام. وأما ما ذكره الشهرستاني من أن المجسمة يكذبون على الرسول عليه الصلاة والسلام، فهذا صحيح تماما، فما أكثر ما وضعوا من أحاديث لمجرد نصرة مذهبهم الباطل، وهم لا يكذبون على الرسول عليه السلام فقط، بل أيضا يستحلون الكذب على خصومهم كما أشار إلى ذلك غير واحد من العلماء، وقد رأينا ذلك في هذا الزمان أيضا في مواضع كثيرة. ([25] ) الملل والنحل،ص123. ([26] ) دفع شبه التشبيه ص97. حقق الكتاب السيد حسن السقاف، وأجاد في تعليقاته التي كتبها عليه، ومن قبله حققه وأخرجه إلى الناس الإمام العلامة محمد زاهد الكوثري، وعليه تعليقاته الأثيرة الغزيرة الفوائد. ([27] ) راجع تفاصيل ذلك كله في كتابنا (الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية). ([28] ) هذا نص آخر من ابن الجوزي يوافق فيه ما شرحته من كلام الشهرستاني سابقا، بخصوص مفهوم الظاهر، فتأمل فيه جيدا. ([29] ) قال الإمام العلامة محمد زاهد الكوثري في تعليقه على هذه العبارة: "ولما سئل الإمام أحمد عن أحاديث النزول والرؤية ووضع القدم، ونحوها قال:"نؤمن بها ةنصدق بها ولا كيف ولا معنى".وقال أيضا يوم سألوه عن الاستواء:"استوى على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حد ولا صفة يبلغها واصف". على ما ذكره الخلال في السنة بسنده إلى حنبل عن عمه الإمام أحمد، وهذا تفويض وتنزيه كما هو مذهب السلف، وربما أوَّلَ في بعض المواضع كما حكى حنبل أيضا عن الإمام أحمد أنه سمعه يقول: احتجوا عليَّ يوم المناظرة فقالوا: تجيء يوم القيامة سورة البقرة وتجيء سورة تبارك، قال فقلت لهم: إنما هو الثواب، قال الله جل ذكره(وجاء ربك والملك صفا صفاً)، وإنما تأتي قدرته. وقال ابن حزم الظاهري في فِصَلِه: وقد روينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله أنه قال:"وجاء ربك" إنما معناه: وجاء أمر ربك.اهـ وهذا تأويل وتنزيه كما هو مذهب الخلف، وأما ما ينقل عن الإمام أحمد مما يخالف ما تقدم فهو تخرُّصُ صديق جاهل وسوء فهم لمذهب هذا الإمام.(ز) ([30] ) صيد الخاطر لابن الجوزي،ص419 – نقل -
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 32 | |||
|
![]() الأشاعرة جمهور الأمة أهل السنة والجماعة باعتراف الوهابية أنفسهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الخلق أجمعين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, وبعد الأشاعرة جمهور الأمة أهل السنة والجماعة باعتراف الوهابية أنفسهم إعترف الوهابية بان جمهور الأمة الإسلامية وجل الائمة والعلماء هم من الأشاعرة والماتريدية بل وتراهم يحذرون منهم فلا نعلم ممن يحذر هؤلاء الجهال!! ممن نقل إلينا هذا الدين ...!! ونريد أن نسأل الوهابية من نتبع غير السواد الاعظم ؟؟؟ وماذا نفعل في هذا الحديث الصحيح بطرقه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل عن ابن عمر-رضي الله عنه-: "إن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبداً، وإن يد الله مع الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ في النار) رواه الترمذي (٢٠٩٣)، والحاكم (١/١٩٩-٢٠٠)، وأبو نعيم في الحلية (٣/٣٧)وابن مندة،من طريق الضياء عن ابن عمر عن أبي بصرة الغفاري –رضي الله عنه-: " سألت الله -عز وجل- أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها...". رواه أحمد (25966) والطبراني في الكبير (2171) وحيث أنهم ضللوا جميع علماء الأمة محدثيها ومفسريها وفقهائها عقائديا فمن أين أخذوا دينهم ومن نقل إليهم العلوم التي يتظاهرون باتقانها ؟؟ من بقي للوهابية يا ترى ؟ من بقي لهؤلاء الوهابية ليقتدوا به؟ فكيف يقومون بأخذ الدين من أشعري العقيدة؟؟؟ هل يجوز أن نحتفظ بكتب قوم على باطل فى الأعتقاد كما تدعون ؟ هل يا ترى خفي عن كثير من علماء الأمة ممن كان على الأصول الأشعرية أن تلك الأصول التي كانوا عليها كانت غير صحيحة مع علو كعبهم ورسوخ قدمهم في شتى العلوم والمعارف ؟ أريد أخاً سلفياً(وهّابياً) عاقلاً ليجيبني عن أسئلتي فهل أجده ؟ والأن مع الوثائق و الأشاعرة جمهور أهل السنة والجماعة بإعتراف الوهابية أنفسهم 1- الإمام أبا سليمان الخطابي 319 هـ الإمام البيهقي 384هـ صالح الفوزان في كتيب له بعنوان (نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان .. من الهفوات) وهذه عادة الوهابية فمكتباتهم ملآى بالتعقيبات بالشتم لعلماء المسلمين ولكي نعلم الإسفاف الفكري عند هؤلاء. يقول: صالح الفوزان • ص 44 (البيهقي - يرحمه الله – عنده شيء من تأويل الصفات فلا يوثق بنقله في هذا الباب) • ص45 (الحافظ – أي ابن حجر- متأثر بمذهب الأشاعرة فلا عبرة بقوله في هذا) ويشير بهذا إلى العقيدة. • ص 47 (الخطابي – يرحمه الله – ممن يتأولون الصفات فلا اعتبار بقوله ، ولا حجة برأيه ، وله تأويلات كثيرة) 2- الإمام القرطبي والإمام الرازي وأبي السعود والنسفي والآلوسي وغيرهم من الأشاعرة والماتريدية صالح عبدالعزيز آل شيخ في مناهج المفسرين ص15 يقول:- (( الأشاعرة لهم تفاسير كثيره على هذا النحو مثل القرطبي ومثل تفسير أبي السعود وتفسير الرازي وأشباه هذه التفاسير . الماتوريديه : أيضا لهم تفاسير مثل تفسير النسفي وتفسير الآلوسي روح المعاني وغير هذه التفاسير , وهذا قسم فسروا القرآن من جهة العقيدة وقد يكون لهم اعتناء باشياء اخر مثل الاعتناء بالفقه لهم اعتناء باللغه الخ )) انتهى كلامه . 3- انظروا إلي إعترافات الوهابية السلفية أن الإمام ابن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري شرح صحيح البخاري المجمع علي جلالة قدره وعلمه وعلو كعبه ويلقب بأمير المؤمنين في الحديث وكذلك الإمام النووي شارح صحيح مسلم وهما إمامان لهما قدرهما في العالم الإسلامي هما من الأشاعرة . انظروا إلى رسالة مشهور بن حسن آل سلمان التي بعنوان [ الردود والتعقبات على ما وقع للإمام النووي في شرح صحيح مسلم من التأويل في الصفات وغيرها من المسائل المهمات ] ورسالة عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي بعنوان [ الأخطاء الأساسية في توحيد الألوهية لأحمد بن حجر العسقلاني ] . وقول عبد المحسن بن حمد العباد في كتابه رفقا أهل السنة بأهل السنة ، مانصه : ( ومن العلماء الذين مضوا وعندهم خلل في مسائل العقيدة، ولا يستغني العلماء وطلبة العلم عن علمهم، بل إن مؤلفاتهم من المراجع المهمة للمشتغلين في العلم، الأئمة: البيهقي والنووي وابن حجر العسقلاني ) انتهى .. فالنووي وأبن حجر عند رموز الوهابية أصحاب أخطاء في العقيدة !!!! ولا حول ولا قوة إلا بالله وكذلك الإمام الحافظ النووي شارح صحيح مسلم فهو اشعري المعتقد كما صرح بذلك الإمام عبد الوهاب السبكي في طبقات الشافعية2/19 حيثُ قال [ وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا إلى ان كتب شرح صحيح مسلم للشيخ النووي وحذف من كلام النووي ما تكلم به عن احاديث الصفات فإن النووي اشعري العقيدة الخ كلامهِ] . فهذان الإمامان وهما إماما أهل السنة في عصريهما لم يسلما من طعن الوهابية ومن شايعهم من الجهلة والعوام. 4- فتوى من موقع الإسلام اليوم الفتوى الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة المجيب جمع من العلماء التصنيف الفهرسة\ العقائد والمذاهب الفكرية التاريخ 29/06/1427هـ السؤال: ( ما حكم التعامل مع المخالف لعقيدة السلف الصالح كالأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم والتعاون معهم على البر والتقوى والأمور العامة وهل يحرم العمل معهم سواء كانت الإدارة لنا وهم يعملون تحتنا أو العمل تحت إشرافهم؟ وهل هم من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين؟ وهل التعامل معهم يعد من باب تولي غير المؤمنين؟.) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فجواباً على ذلك نقول: الأشاعرة والماتريدية قد خالفوا الصواب حين أولوا بعض صفات الله سبحانه. لكنهم من أهل السنة والجماعة، وليسوا من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين إلا من غلا منهم في التعطيل، ووافق الجهمية فحكمه حكم الجهمية. أما سائر الأشاعرة والماتريدية فليسوا كذلك وهم معذورون في اجتهادهم وإن أخطأوا الحق. ويجوز التعامل والتعاون معهم على البر والإحسان والتقوى، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد تتلمذ على كثير من العلماء الأشاعرة، بل قد قاتل تحت راية أمراء المماليك حكام ذلك الزمان وعامتهم أشاعرة، بل كان القائد المجاهد البطل نور الدين زنكي الشهيد، وكذا صلاح الدين الأيوبي من الأشاعرة كما نص عليه الذهبي في سير أعلام النبلاء، وغيرهما كثير من العلماء والقواد والمصلحين، بل إن كثيراً من علماء المسلمين وأئمتهم أشاعرة وماتريدية، كأمثال البيهقي والنووي وابن الصلاح والمزي وابن حجر العسقلاني والعراقي والسخاوي والزيلعي والسيوطي، بل جميع شراح البخاري هم أشاعرة وغيرهم كثير، ومع ذلك استفاد الناس من عملهم، وأقروا لهم بالفضل والإمامة في الدين، مع اعتقاد كونهم معذورين فيما اجتهدوا فيه وأخطأوا، والله يعفو عنهم ويغفر لهم. والخليفة المأمون كان جهمياً معتزلياً وكذلك المعتصم والواثق كانوا جهمية ضُلاَّلاً. ومع ذلك لم يفت أحد من أئمة الإسلام بعدم جواز الاقتداء بهم في الصلوات والقتال تحت رايتهم في الجهاد، فلم يفت أحد مثلاً بتحريم القتال مع المعتصم يوم عمورية، مع توافر الأئمة في ذلك الزمان كأمثال أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأضرابهم من كبار أئمة القرن الهجري الثالث. ولم نسمع أن أحداً منهم حرم التعامل مع أولئك القوم، أو منع الاقتداء بهم، أو القتال تحت رايتهم. فيجب أن نتأدب بأدب السلف مع المخالف. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم. د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ عميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية سابقًا د. محمد بن ناصر السحيباني المدرس بالمسجد النبوي د. عبد الله بن محمد الغنيمان رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا الذي علق على الفتوى قائلاً: "هذا جواب سديد صحيح ولا يسع المسلمين إلا ذلك، ولم يزل الخلاف يقع في صفوف العلماء، ولم يكن ذلك مسبباً لاختلاف القلوب والتفرق، وقصة الصحابة لما ذهبوا إلى بني قريظة معروفة مشهورة وغيرها، قاله عبد الله بن محمد الغنيمان. تحريراً في 22/4/1427هـ ![]() ![]() 5- تبديع الإمام الشّاطبي لانه من الأشاعرة وإعترافهم بذلك فممَّن وقفت عليهم أعلن ذلك؛ صاحب رسالة: الإعلام بمخالفات الموافقات والاعتصام تأليف ناصر بن حمد الفهد 1419هـ قال في مقدّمة رسالته: (( ولما كان للشاطبي رحمه الله تعالى جهود في حرب البدعة، وحرب البدع مما اشتهر به السلفيون، فقد انتشر بين الناس أنه سلفي الاعتقاد []– حتى بين بعض طلبة العلم-، والحقيقة التي تظهر لكل من يقرأ كتابيه هذين أنه أشعري المعتقد في باب الصفات والقدر والإيمان وغيرها []، ومرجعه في أبواب الاعتقاد هي كتب الأشاعرة ] كما سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى )) انتهى كلامه. وقال أيضًا: (( وموقف الشاطبي رحمه الله تعالى من البدع العملية (وهي البدع في العبادات ) في تحذيره منها وبيان مفاسدها والتشديد على التمسك بالسنة فيها موقف جيد ، وعمل مشكور ، ولكنه مع ذلك وقع في بدع الأشاعرة والمتكلمين الاعتقادية في الصفات والقدر وغيرها[].)) اهـ!!!. وقال بعد ذلك: (( ولم ينفرد [1-]الشاطبي رحمه الله تعالى بهذا الأمر بين العلماء [قلت: ما أجمل الصّراحة الوهّابيّة ] ؛ فقد وقع فيه غيره [2-] كأبي بكرٍ الطرطوشي رحمه الله تعالى فإنه ألّف كتاب (البدع والحوادث ) في التحذير من البدع العملية ومع ذلك فقد وافق الأشاعرة في أصولهم ، و [3-] كأبي شامة الدمشقي رحمه الله تعالى فإن له كتاب (الباعث في إنكار البدع والحوادث ) في البدع العملية وهو أشعري المعتقد ، والسبب في ذلك – والله أعلم – أن علماء الكلام لم يتطرقوا لمثل هذه الأمور ؛ لهذا لم يفسدوها بأصولهم فلم تلتبس على من أراد الحق وسعى إليه بخلاف الاعتقادات كالأسماء والصفات والقدر والإيمان وغيرها فإن المتكلمين أفسدوها بأصولهم المبتدعة وشبهوا على كثيرٍ من العلماء الفضلاء فيها فوافقوهم في أصولهم وبدعهم – عفا الله عن الجميع بمنه وكرمه -. )) اهـ كلامه. !! ولا أفهم منه إلاَّ أنَّ هؤلاء الأئمّة كانوا -وحاشاهم- على درجة من [الحذلقة] فلا ينهض ناهض أمام [بدع المتكلّمين] ليصيب الصّواب فيها !! ثم قال : (( والمقصود أنني عندما قرأت كتابي الشاطبي (الموافقات ) و( الاعتصام) قمت بتقييد مخالفاته لمعتقد أهل السنة والجماعة [ ورأيت أن أخرجها نصيحة للأمة ،و إتماماً للمنفعة ، بحيث تحذر هذه المواضع من كتابيه هذين ، وقد رتبتها وجعلتها على ثلاثة أبواب كما يلي : الباب الأول: مخالفاته في التوحيد ، وتحته فصلان: الفصل الأول: مخالفته في توحيد الربوبية: الفصل الثاني: مخالفاته في توحيد الأسماء والصفات: الباب الثاني: مخالفاته في الإيمان و القدر، وتحته فصلان: الفصل الأول: في مخالفته في الإيمان: الفصل الثاني: في مخالفاته القدر: الباب الثالث: مخالفاته الأخرى، وتحته ثلاثة فصول: الفصل الأول: تأثره بعلم الكلام: الفصل الثاني:تأثره بالصوفية: ] الفصل الثالث:إنكاره للمهدي) اهـ كلامه من مقدّمته. وممّا قاله: (( المبحث الأول: "في عقيدة التفويض" يظهر جلياً واضحاً من كلام الشاطبي رحمه الله تعالى عند تعرضه لمذهب السلف في نصوص الصفات ومدحه له وحثه على اتباعه أنه إنما يقصد به مذهب التفويض – تفويض المعنى والكيفية-)) اهـ. وكلام ابن تيمية عن مذهب التّفويض كلام فظيع لا أطيق أن أحكيه!! بل ويكفي كلام الوهابية عن الأشاعرة عمومًا، وقول سفيههم القحطاني فيهم، وكلام ابن القيم في نونيته، ووصف ابن تيمية لهم بأنّهم (مخانيث الجهمية) ، أمّا المعاصرين منهم، فكلام بشع، فظيع، نسأل الله لهم الهداية. فماذا هم قائلون، وهم يجدون جبلاً من جبال الأصول: يُحذَف اسمه بعد محاولات جاهدة لإثباته في قائمتهم، إلى قائمة أهل السنة والجماعة السّادة الأشاعرة والماتريدية ؟ فالحمد لله على ما منَّ به من الهداية إلى عقيدة أهل الحق.. رسالة أخرى: بعنوان: الإمام الشاطبي عقيدته وموقفه من البدع وأهلها تأليف عبد الرحمن آدم علي مكتبة الرشد وهذه الرّسالة أعفُّ لسانًا، وأفضل في المنهجيّة العلميّة من تلك، والأوّل [الفهد] انتقد صاحب هذه الرّسالة لأنه (لم يذكر إلا بعض مخالفاته)؛ فهو غفل عن كثير من مخالفات الشّاطبي !! ولم يتطرّق لموافقة الشّاطبي لبدع المتكلّمين والصُّوفيّة !!!! هذا محصّلة قول الأول. قال مصنّف الرّسالة فيها ص(196) : ((إن موقف الشاطبي -رحمه الله- من التأويل لا يختلف عن موقف الأشعرية، بل هو تقرير له من غير تعصب)) اهـ. وقال ص(198) : ((يتضح مما سبق من كلام الشاطبي -رحمه الله- أنه يقول في التأويل خاصة في صفات البارئ بقول الأشعرية، على غير تعصب منه؛ لأنه يرى أن ذلك فرع من الفروع، ومن ثم فهو مسألة اجتهادية)) اهـ. وقال ص(208) : ((إن مناقشته -رحمه الله- في العقيدة كانت مع المعتزلة كثيرًا، ومع الجهمية قليلاً، ونادرًا ما يشير إلى أهل السنة والجماعة، وإن أشار فمراده بذلك الأشعرية فقط.)) اهـ. وقال ص(224) : ((يتبين مما تقدم من كلام الشاطبي رحمه الله أنه يذهب إلى مذهب الأشاعرة في مسألة الرؤية فهو يثبتها على منهجهم. وبمقارنته بما ورد في كتب الأشاعرة يتبين ذلك.)) اهـ. وقال ص(229) : ((اضطربت أقوال الأشعرية في الاستواء ما بين تأويل وتفويض، فحكى بعضهم أن التفويض مذهب مال إليه المتقدمون من الأشعرية، مما جعل كثيرًا من المتأخرين يختارونه بحجة أنه أسلم في زعمهم، وهو الذي ذهب إليه الشاطبي رحمه الله، فقد سلك مسلك التفويض ويرى أن ذلك مذهب السلف، مع أن الحقيقة ليس ذلك بمذهب السلف، وإنما مذهبهم تفويض الكيف والحقيقة لا المعنى)) اهـ كلامه. وليس المجال مجال تعقيبه، بقدر ما نذكر النصوص المحجوج بها مَنْ مِنْ الوهابية ينكر أشعريّة الشّاطبي. وبهذا يتبيّن لك أخي المسلم، أولاً: الغش الذي يفعله بعض الوهابية من محاولات جعل الإمام الشاطبي في صفهم، وثانيًا: يتبيّن لك أخي الكريم أشعريّة إمام عظيم من أئمّة علم أصول الفقه المالكيّة؛ طالما احتجَّ الوهابية بنصوصه في باب البدع والمحدثات، فهم محجوجون بأشعريّته، وأحكام الوهابية على الأشاعرة شنيعة لا تخفاك، وإن شئت السُّؤال عنها فلنا الجواب، والذي يبحث بنفسه في مواقعهم ويجد مصداق كلامي سيقول: ليس الخبر كالمعاينة.. 6- اعترافهم بأن جميع المفسرين هم من السادة الأشاعرة والماتريدية جاء في موقع (الإسلام اليوم) فتوى بعنوان (عقيدة الشيخ الشعراوي) أجاب عليها: د. فهد بن عبدالرحمن الرومي عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالرياض فقال في منتصف الفتوي (ليس هناك تفسير مطبوع ليس فيه خطأ في العقيدة) بالنسبة لهم هذا خطا وهل هؤلاء القوم هكذا يتبعون السلف اذا كان السلف جميعه من الأشاعرة اكثر من 99% من الائمة والعلماء كانوا من الأشاعرة ولم يشذ غير الشيخ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والدرامي ومحمد ابن عبد الوهاب ومن تبعهم... ![]() 7- إعتراف الراجحي بأن عقيدة الإمام ابن بطال وابن التين والإمام ابن حجر العسقلاني هي عقيدة الأشاعرة رحمهم الله. وبل ويحذر منهم فلا نعلم بأي سفه يقولون.. فمن يكونوا أمام هؤلاء العلماء وهم لا يصلوا والله حتى إلى قيمة نعلة حذاء في قدم هؤلاء الحفاظ؟؟؟ ويا ليتي حظيت بتقبيل قدمهم رحمهم الله يقول عبد العزيز بن عبد الله الراجحي في الفتوى. بعض الشراح الذين يذكرهم ابن حجر - رحمه الله تعالى - كابن بطال وابن أبي جمرة وغيرهم.. ما هي عقيدتهم ؟ الجواب في الغالب أنهم على طريقة الأشاعرة كابن بطال وابن التين في الغالب أنهم ليسوا على معتقد أهل السنة والجماعة يؤولون الصفات في الغالب، فمثلا مسألة العقيدة إذا تكلموا في العقيدة أو في الصفات لا تأخذ عنهم، لكن تستفيد منهم من شرحهم للحديث. كذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - ، على طريقة الأشاعرة في الغالب أنه فسر الصفات على طريقة الأشاعرة وهم علماء كبار، ولهم أياد عظيمة، ولهم اليد الطولى في الحديث، لكن ما وفقوا لمشايخ أهل السنة والجماعة ينشِّئونهم على معتقد أهل السنة والجماعة واجتهدوا وظنوا أن هذا هو الحق، وأن هذا هو التنزيل، فلا تأخذ عن هؤلاء الشراح عقيدة، لا ابن حجر ولا ابن بطال ولا ابن التين ولا غيرهم . ![]() 8- وهناك كتاب يسمي التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري تقريظ عبد العزيز بن باز صالح الفـوزان عبد الله بن عقيل عبد الله بن منيع عبد الله الغنيمان وهو إكمال لما بدأه عبد العزيز بن باز على الفتح بإشارته ومتابعته ومراجعته وقراءته كتبه علي بن عبد العزيز بن علي الشبل وهو كتاب يحذر من عقيدة الحافظ ابن حجر العسقلاني فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. 9- وقال صالح الفوزان عن الإمام السيوطي والإمام جلال الدين المحلي في تفسيرهم المعروف بالجلالين. ومعترفا أنهم من السادة الأشاعرة. (تفسير الجلالين) لجلال الدين المحلي، وجلال الدين السيوطي، وهو من أَجَلّ التفاسير وأكثرها فائدة للمتعلم، وفيه عناية باللغة والإعراب وأسباب النزول ومعاني الآيات،فضلاً عن متانة أسلوبه ودقة عبارته، وهو مختصر جميل، غير أنّ فيه أغلاطاً في العقيدة فصاحباه أشعريان، والواجب أن يتولى تنبيهك عليها شيخك، ثم تنتقل إلى تفسي رابن كثير (تفسير القرآن العظيم) فهو من أجل التفاسير وأكثرها فائدة للمتعلم، وفيه عناية بالمأثور والاعتماد عليه، ويمتاز بسلامة العقيدة وصحة تفسير المعنى.) ولنرى من هم السادة الأشاعرة والماتريدية ولنذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : من أهل التفسير وعلوم القرآن : الجصاص وأبو عمرو الداني والقرطبي والكيا الهراسي وابن العربي والرازي وابن عطية والمحلي والبيضاوي والثعالبي وأبو حيان وابن الجزري والسمرقندي والواحدي والزركشي والسيوطي والآلوسي والزرقاني والنسفي والقاسمي وابن عاشور وغيرهم كثير ومن أهل الحديث وعلومه : الدارقطني والحاكم والبيهقي والخطيب البغدادي وابن عساكر والخطابي وأبو نعيم الأصبهاني والسمعاني وابن القطان والقاضي عياض وابن الصلاح والمنذري والنووي والهيثمي والمزي وابن حجر وابن المنير وابن بطال وغالب شراح الصحيحين , وشراح السنن , والعراقي وابنه وابن جماعة والعيني والعلائي وابن الملقن وابن دقيق العيد وابن الزملكاني والزيلعي والسيوطي وابن علان والسخاوي والمناوي وعلي القاري والجلال الدواني والبيقوني واللكنوي والزبيدي وغيرهم كثير ومن أهل الفقه وأصوله : فمن الحنفية : ابن نجيم والكاساني والسرخسي والزيلعي والحصكفي والميرغناني والكمال بن الهمام والشرنبلالي وابن أمير الحاج والبزدوي والخادمي وعبد العزيز البخاري وابن عابدين والطحطاوي وغالب علماء الهند والباكستان وغيرهم كثير ومن المالكية : ابن رشد والقرافي والشاطبي وابن الحاجب وخليل والدردير والدسوقي وزروق واللقاني والزرقاني والنفراوي وابن جزي والعدوي وابن الحاج والسنوسي وعليش وغالب الشناقطة وعلماء المغرب العربي وغيرهم كثير ومن الشافعية : الجويني وابنه والرازي والغزالي والآمدي والشيرازي والاسفرائيني والباقلاني والمتولي والسمعاني وابن الصلاح والنووي والرافعي والعز بن عبد السلام وابن دقيق العيد وابن الرفعة والأذرعي والإسنوي والسبكي وابنه والبيضاوي والحصني وزكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي والرملي والشربيني والمحلي وابن المقري والبجيرمي والبيجوري , وابن القاسم العبادي وقلوبي وعميرة وابن قاسم الغزي وابن النقيب والعطار والبناني والدمياطي وآل الأهدل وغيرهم كثير ومن أهل التواريخ والسير والتراجم : القاضي عياض والمحب الطبري وابن عساكر والخطيب البغدادي وأبو نعيم الأصبهاني وابن حجر والمزي والسهيلي والصالحي والسيوطي وابن الأثير وابن خلدون والتلمساني والقسطلاني والصفدي وابن خلكان وابن قاضي شهبة وابن ناصر الدين وغيرهم كثير ومن أهل اللغة : الجرجاني والغزويني وأبو البركات الأنباري والسيوطي وابن مالك وابن عقيل وابن هشام وابن منظور والفيروزآبادي والزبيدي وابن الحاجب وخالد الأزهري وأبو حيان وابن الأثير والحموي وابن فارس والكفوي وابن آجروم والحطاب والأهدل وغيرهم كثير ومن القادة : نور الدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي والمظفر قطز والظاهر بيبرس وسلاطين الأيوبيين والمماليك , والسلطان محمد الفاتح وسلاطين العثمانيين ونظام الملك وغيرهم كثير وكذا كثير من قادة الحركة الإسلامية المعاصرة في مصر والشام والمغرب العربي والسودان والعراق والهند والباكستان وغيرها من البلدان هم من الأشاعرة أو الماتريدية كل أولئك أشاعرة أو ماتريدية وهم طائفة قليلة من المشهورين منهم ولو أردنا أن نعدد لطال بنا المقام ومن أراد المزيد فعليه بكتب التراجم والسير والتاريخ بل لو أردنا أن نعدد من لم يكن أشعريا أو ماتريديا - من غير الحنابلة - لما استطعنا أن نعد بقدر الأصابع , وفي الجملة فإن الحنفية ماتريدية إلا ما ندر , والمالكية والشافعية أشعرية إلا ما ندر , والحنابلة أثرية إلا ما ندر فإذا كان أولئك الأئمة الذين ذكرناهم - وغيرهم كثير ممن لم نذكرهم – مبتدعين ضالين خارجين عن أهل السنة والجماعة ومن الفرق الهالكة ومن المتوعدين بالنار , أو كان ما هم عليه بدعة وضلالة وخروجا عن السنة والجماعة ومتوعدون بسببه بالهلاك والنار فواخسارة الإسلام والمسلمين . إن القول بأن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة أمر لا ريب فيه فإن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين فالطعن فيهم طعن في الدين , فكما نقول : الصحابة نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين كذلك نقول في الأشاعرة والماتريدية : هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين . قال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى (إتحاف السادة المتقين 2/6): (اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل، وإن اختلفوا في الطرق والمبادئ الموصلة لذلك، أو في لِميّة ما هنالك، وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف: الأولى: أهل الحديث ومعتمد مباديهم الأدلة السمعية، أعني الكتاب والسنة والإجماع. الثانية: أهل النظر العقلي والصناعة الفكرية، وهم الأشعرية والحنفية، وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي... الثالثة: أهل الوجدان والكشف، وهم الصوفية، ومباديهم مبادئ أهل النظر والحديث في البداية، والكشف والإلهام في النهاية) اهـ. وقال الإمام عضد الدين الإيجي - رحمه الله تعالى - في بيان الفرقة الناجية، بعد أن عدد فرق الهالكين (المواقف ص 430): (وأما الفرقة الناجية المستثناة الذين قال النبي ـ ‘ ـ فيهم "هم الذين على ما أنا عليه وأصحابي" فهم الأشاعرة والسلف من المحدثين وأهل السنة والجماعة، ومذهبهم خالٍ من بدع هؤلاء) اهـ. وقال الإمام الجلال الدواني رحمه الله تعالى (شرح العقائد العضدية 1/ 34): (الفرقة الناجية، وهم الأشاعرة أي التابعون في الأصـول للشيخ أبي الحسـن... فـإن قلت: كيف حكم بأن الفرقة الناجية هم الأشاعرة؟ وكل فرقة تزعم أنها ناجية؟ قلت سياق الحـديث مشعر بأنهم – يعني الفرقة الناجية – المعتقدون بما روي عن النبـي‘ وأصحابه، وذلك إنما ينطبق على الأشاعرة، فإنهم متمسكون في عقائدهم بالأحاديث الصحيحة المنقولة عنه ‘وعن أصحابه، ولا يتجاوزون عن ظواهرها إلا لضرورة، ولا يسترسلون مع عقولهم كالمعتزلة) اهـ. والاقتصار على الأشاعرة في نصوص الأئمة إنما ذلك لكونهم أغلب أهل السنة فلا يفهم منه إخراج غيرهم من طوائف أهل السنة من الفرقة الناجية فمن لم يكن منهم متبعاً للإمام الأشعري فهو موافق له. الإمام محمد السفاريني الحنبلي صاحب العقيدة السفارينية : حيث قال في كتابه لوامع الأنوار شرح عقيدته 1/ 73 : ( أهل السنة والجماعة ثلاث فرق : - الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه. - والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعري - والماتردية وإمامهم أبو منصور الماتريدي ) اه وقال ص 1/76 : ( قال بعض العلماء : هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية ) ا وقال العارف بالله الإمام ابن عجيبة رحمه الله تعالى (تفسير الفاتحة الكبير، المسمى بـ " البحر المديد " ص607): (أما أهل السنة فهم الأشاعرة ومن تبعهم في اعتقادهم الصحيح، كما هو مقرر في كتب أهل السنة)’اهـ. قال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى (طبقات الشافعية 3 / 365): (قال الشيخ الإمام - يعني والده التقي السبكي - فيما يحكيه لنا: ولقد وقفت لبعض المعتزلة على كتاب سماه طبقات المعتزلة، وافتتح بذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ظناً منه أنه - برأه الله منهم - على عقيدتهم. قال: وهذا نهاية في التعصب، فإنما ينسب إلى المرء من مشى على منواله. قلت أنا للشيخ الإمام: ولو تم هذا لهم لكان للأشاعرة أن يعدوا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في جملتهم، لأنهم عن عقيدتهما وعقيدة غيرهما من الصحابة فيما يدعون يناضلون، وإياها ينصرون، وعلى حماها يحومون. فتبسم، وقال: أتباع المرء من دان بمذهبه وقال بقوله على سبيل المتابعة والاقتفاء الذي هو أخص من الموافقة، فبين المتابعة والموافقة بون عظيم) اهـ. وقال الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله (الفرق بين الفرق ص 19): (.. فأما الفرقة الثالثة والسبعون فهي أهل السنة والجماعة من فريقي الرأي والحديث دون من يشتري لهو الحديث، وفقهاء هذين الفريقين وقراؤهم ومحدثوهم ومتكلمو أهل الحديث منهم، كلهم متفقون على مقالة واحدة... وليس بينهم فيما اختلفوا فيه منها تضليل ولا تفسيق وهم الفرقة الناجية... فمن قال بهذه الجهة التي ذكرناها ولم يخلط إيمانه بشيء من بدع.... سائر أهل الأهواء فهو من جملة الفرقة الناجية - إن ختم الله له بها - ودخل في هذه الجملة جمهور الأمة وسوادها الأعظم من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة والأوزاعي والثوري وأهل الظاهر....) اهـ. وقال أيضاً (أصول الدين ص309) بعد أن عدَّدَ أئمة أهل السنة والجماعة في علم الكلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن قال: (.. ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجاً في حلوق القدرية..... وقد ملأت الدنيا كتبه، وما رزق أحد من المتكلمين من التبع ما قد رزق، لأن جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه) اهـ. وقال الإمام الزاهد القدوة أبو عمرو الداني رحمه الله تعالى(الرسالة الوافية في معتقد أهل السنةوالجماعة ص117): (اعلموا أيدكم الله بتوفيقه وأمدكم بعونه وتسديده، أن قول أهـل السنـة والجماعة من المسلمين المتقدمين والمتأخرين من أصحاب الحديث والفقهاء والمتكلمين..) ثم شرع ببيان إعتقاد أهل السنة، وقوله (الفقهـاء والمتكلمين) يعني بهم الأشاعرة والماتريدية ورسالته زاخرة بأدلة التقديس رحمه الله وتأثره بشيخه وأستاذه شيخ أهل السنة القاضي أبي بكر الباقلاني رحمه الله تعالى وبطريقة الإمام الأشعري واضح لا يخفى على من طالع كتبه بل إن بعض الألفاظ والعبارات هي هي التي استخدمها الإمام الأشعري في بعض كتبه. وقال حجة المتكلمين الإمام أبو المظفر الإسفراييني - رحمه الله تعالى- (التبصـير في الدين ص111) بعد أن شرح عقيدة أهل السنة: (وأن تعلم أنّ كل من تدين بهذا الدين الذي وصفناه من اعتقاد الفرقة الناجية فهو على الحق وعلى الصراط المستقيم فمن بدّعه فهو مبتدع ومن ضلله فهو ضال ومن كفره فهو كافر) اهـ. فانظر يا رعاك الله كيف هي خطورة الأمر، لتعلم استهتار الذين يقعون في أعراض الأشاعرة ويثلبونهم ويضللون عقائدهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى (طبقات الشافعية 3/ 376): (وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق) اهـ. وناهيك بأبي إسحاق الشيرازي علماً وفقهاً وديانة وورعاً وتقدماً في الدين. وسئل الإمام ابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى – عن الإمام أبي الحسن الأشعري والباقلاني وابن فورك وإمام الحرمين والباجي وغيرهم ممن أخذ بمذهب الأشعري، فأجاب: (هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين، فيجب الاقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ وبيان ما يجب من الاعتقادات والديانات، لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز في حقه........ والواجب الاعتراف بفضل أولئك الأئمة المذكورين في السؤال وسابقتهم وأنهم من جملة المرادين بقوله ‘ " يحمل هذا العلممن كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبهم إلا فاسق، فينبغي تبصير الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع) اهـ. (الفتاوى الحديثية ص 205). وقال الإمام المرتضى الزبيدي - رحمه الله تعالى - (إتحاف السادة المتقين 2 / 6): (إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية) اهـ. وقال أيضاً في موضع آخر (2 / 86): (والمراد بأهل السنة هم الفرق الأربعة، المحدثون والصوفيةوالأشاعرة والماتريدية) اهـ. ومما يستشهد به في هذا الباب رسالة أبي جعفر الطحاوي - رحمه الله - في العقيدة، المسماة بالعقيدة الطحاوية التي أجمل فيها اعتقاد السلف رضوان الله عليهم وهي مما أطبقت الأمة عليه وتلقته بالقبول وما تضمنته هذه العقيدة هو ما يعتقده الأشاعرة . وقال الإمام العلامة أحمد الدردير - رحمه الله تعالى - في شرحه على منظومته في العقائد المسماة بـ " خريدة التوحيد " (ص 194): (واتبع سبيل الناسكين العلماء) ثم شرح عبارته فقال (جمع عالم وهو العارف بالأحكام الشرعية التي عليها مدار صحة الدين اعتقادية كانت أو عملية والمراد بهم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان وسبيلهم منحصر في اعتقاد وعلم وعمل على طبقالعلم، وافترق من جاء بعدهم من أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسـها لبيـان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين، ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التي كان عليها السلف وهم الأشعري والماتريدي ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجـاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام فالناجي من كان في عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة) اهـ. قال الإمام عبد الباقي البعلي الحنبلي في العين والأثر ص(59) : وللكلام على المقصد الثاني تقدمة،وهي أن طوائف أهل السنة ثلاثة:أشاعرة وحنابلة وماتريدية.أ ـ هـ وقال الإمام القدومي الحنبلي: لأن أهل الحديث والأشعرية والماتريدية: فرقة واحدة متفـقون في أصُول الدين على التوحيد، وتقد يــر الخير والشر، وفي شروط النبوة والرسالة، وفي موالاة الصحابة كلهم، وما جرى مجرى ذلك: كعـــدم وجوب الصلاح والأصلح، وفي إثبـات الكسب، وإثبات الشفـاعة، وخروج عصاة المُوَحِّـــد يــن من النار. والخلافُ بينهم في مسائل قـليلة. وقال الإمام العلامة عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله تعالى (نيل المرام شرح عقيدة الإسلام للإمام الحداد الصفحة 8): (اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام علماؤها ودهماؤها، إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مرّ الأيام والسنين، وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغة والتاريخ) اهـ. وقال أيضاً رضي الله عنه (رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة ص/67 ـ 68): (وعليك بتحسين معتقدك وإصلاحه وتقويمه على منهاج الفرقة الناجية، وهي المعروفة من بين سائر الفرق الإسلامية بأهل السنة والجماعة، وهم المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنت إذا نظرت بفهم مستقيم عن قلب سليـم فـي نصوص الكتاب والسنة المتضمنة لعلوم الإيمان، وطالعت سير السلف الصالح من الصحابة والتابعين علمتَ وتحققتَ أن الحق مع الفرقة الموسومة بالأشعرية، نسبة إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله، فقد رتب قواعد عقيدة أهل الحق وحرَّرَ أدلتها، وهي العقيدة التي أجمع عليها الصحابة ومن بعدهم من خيار التابعين، وهي عقيدة أهل الحق من أهل كل زمان ومكان، وهي عقيدة جملة أهل التصوف كما حكى ذلك أبو القاسم القشيري في أول رسالته، وهي بحمد الله عقيدتنا.. وعقيدة أسلافنا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.. والماتريدية كالأشعرية في جميع ما تقدم) اهـ. وقال العـلامة ابن الشطي الحنبلي - رحمه الله تعالى - في شرحـه على العقيـدة السفارينية (تبصير القانع في الجمع بين شرحي ابن شطي وابن مانع على العقيدة السفارينية، الصفحة / 73): (قال بعض العلماء هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية) ثم قال بعد ذلك بأسطر: (فائدة: أهل السنة والجماعة ثلاث فرق، الأثرية وإمامهم الإمام أحمد رضي الله عنه. والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى. والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي رحمه الله تعالى) اهـ. وقال العلامة المواهبي الحنبلي رحمه الله تعالى (العين والأثر ص/53): (طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة، وحنابلة، وماتريدية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة) اهـ قال الإمام ابن حجر الهيتمي - رحمه الله تعالى - (الزواجر عن اقتراف الكبائر 82): (المـراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجمـاعة الشيخ أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي..) اهـ. وقال العلامة طاش كبري زاده - رحمه الله تعالى - (مفتاح السعادة 2 / 33): (ثم اعلم أن رئيس أهل السنة والجماعة في علم الكلام - يعني العقائد - رجلان، أحدهما حنفي والآخر شافعي، أما الحنفي فهو أبو منصور محمد بن محمود الماتريدي، إمام الهدى... وأما الآخر الشافعي فهو شيخ السنة ورئيس الجماعة إمام المتكلمين وناصر سنة سيد المرسلين والذاب عن الدين والساعي في حفظ عقائد المسلمين، أبو الحسن الأشعري البصري.. حامي جناب الشرع الشريـف من الحديـث المفترى، الذي قـام في نصرة ملـة الإسـلام فنصرها نصراً مؤزراً) اهـ. الإمام محمد بن إبراهيم ابن الوزير اليماني : حيث قال رحمه الله في كتابه إيثار الحق 250 : ( اتفق أهل السنة : من أهل الأثر والنظر والأشعرية على أن الإرادة لا يصح أن تضاد العلم ولا يريد الله تعالى وجود ما قد علم أنه لا يوجد ) اه قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي [ عمّار طالبي : آراء أبي بكر بن العربي الكلامية و نقده للفلسفة اليونانية ، الجزء الثاني : العواصم من القواصم صفحة 108 ] : على كل حال فالذي أراه لكم على الإطلاق ، أن تقتصروا على كتب علمائنا الأشعرية ، و على العبارات الإسلامية ، و الأدلة القرآنية.اهــــ ونختم بهذه الفتوى المهمة سئل الإمام ابن رشد الجد المالكي رحمه الله تعالى الملقب عند المالكية بشيخ المذهب عن رأي المالكية في السادة الأشاعرة وحكم من ينتقصهم كما في فتاواه ( 2 / 802 ) وهذا نص السؤال والجواب : السؤاال: ما يقول الفقيه القاضي الأجل . أبو الوليد وصل الله توفيقه وتسديده ، ونهج إلى كل صالحة طريقه ، في أبي الحسن الأشعري وأبي إسحاق الإسفراييني وأبي بكر الباقلاني وأبي بكربن فورك وأبي المعالي ، ونظرائهم ممن ينتحل علم الكلام ويتكلم في أصول الديانات ويصنف للرد على أهل الأهواء ؟ أهم أئمة رشاد وهداية أم هم قادة حيرة وعماية ؟ . وما تقول في قوم يسبونهم وينتقصونهم ، ويسبون كل من ينتمي إلى علم الأشعرية ، ويكفرونهم ويتبرأون منهم ، وينحرفون بالولاية عنهم ، ويعتقدون أنهم على ضلالة ، وخائضون في جهالة ، فماذا يقال لهم ويصنع بهم ويعتقد فيهم ؟ أيتركون على أهوائهم ، أم يكف عن غلوائهم ؟ ! . فأجاب رحمه الله : تصفحت عصمنا الله وإياك سؤالك هذا ، ووقفت على الذين سميت من العلماء فهؤلاء أئمة خير وهدى ، وممن يجب بهم الاقتداء ، لأنهم قاموا بنصر الشريعة ، وأبطلوا شبه أهل الزيغ والضلالة ، وأوضحوا المشكلات ، وبينوا ما يجب أن يدان به من المعتقدات ، فهم بمعرفتهم بأصول الديانات العلماء على الحقيقة ، لعلمهم بالله عزوجل وما يجب له وما يجوز عليه ، وما ينتفي عنه ، إذ لا تعلم الفروع إلا بعد معرفة الاصول ، فمن الواجب أن يعترف بفضائلهم ، ويقر لهم بسوابقهم ، فهم الذين عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ) . فلايعتقد أنهم على ضلالة وجهالة إلا غبي جاهل ، أو مبتدع زائغ عن الحق مائل ، ولا يسبهم وينسب إليهم خلاف ما هم عليه إلا فاسق ، وقد قال الله عز وجل : (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) . فيجب أن يبصر الجاهل منهم ، ويؤدب الفاسق ، ويستتاب المبتدع الزائغ عن الحق إذا كان مستسهلا ببدعة ، فإن تاب وإلا ضرب أبدا حتى يتوب ، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصبيغ المتهم في اعتقاده ، من ضربه إياه حتى قال: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد دوائي فقد بلغت مني موضع الداء ، وإن كنت تريد قتلي فأجهز علي ، فخلى سبيله ، والله أسأل العصمة والتوفيق برحمته . قاله : محمدبن رشد . ونقول للوهابية فكيف تطعنون فمن نقل إلينا هذا الدين؟؟ من هم السلف الصالح بالنسبة لمعتقد الوهابية ؟؟ وحيث أنهم ضللوا جميع علماء الأمة محدثيها ومفسريها وفقهائها عقائديا فمن أين أخذوا دينهم ومن نقل إليهم العلوم التي يتظاهرون باتقانها ؟؟ من بقي للوهابية يا ترى ؟ من بقي لهؤلاء الوهابية ليقتدوا به؟ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 33 | |||
|
![]() نورد هذه الادلة حتى يعلم القارئ الكريم الحقيقة كاملة دون تدليس واخفاء للرأي الاخر،، فنحن والحمد لله اراءنا وكتبنا وعقيدتنا نظهرها علانية وتحت ضوء الشمس وفي رابعة النهار ،ويبقى الحكم لكل احد هل يتفق معها او لا هذا شأنه الخاص،اما اللجوء الى اسلوب البتر والدس فهذا شيء لا نعرفه نحن ابدا. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 34 | |||
|
![]() الأشاعرة أهل صلاح وجهاد وعلم . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 35 | |||
|
![]() شكرا اخي السلطان وفتح الله عليك فتوح العارفين بالله، استطيع ان اقول ان 90% اويزيد من علماء الامة اشاعرة وماتردية فأين نذهب بهؤلاء هل نحرق كتبهم ونطمس اثارهم ونعيد جمع السنة والحديث من جديد؟؟؟ هذه لا تصلح حتى مسرحية هزلية فما بالك بمن يعتقد ويتمنى هذا؟؟؟ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 36 | ||||
|
![]() اقتباس:
فمعلوم أنّ معظم محقي المذاهب الأربعة اشاعرة وأئمة التفسير والحديث أشاعرة وأعلام الجهاد أشاعرة وصوفية. والاخوة السلفيون يقولون عنهم أهل ضلال ولا يعلم الاخوة السلفيون أنهم اذا أرادوا طلب العلم فلن يطلبوه الا على كتب الأشاعرة فمن أراد أن يدرس مصطلح الحديث فلن يجد أمامه الا كتب حافظ الأمة ابن حجر الأشعري وألفية العراقي الأشعري والامام السيوطي الصوفي واذا أراد دراسة اصول الفقه فنظم الورقات للامام الجويني الأشعري هو غايته واذا أراد قراءة شروح الصحيحن والسنن فلن يجد سوى شروحات أئمة الاشعرية وهكذا في كل الفنون. فالمصيبة الأعظم أن يخرج عليك البعض فيقول الأشاعرة ليسوا من أهل السنّة وهم أهل ضلال. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 37 | |||
|
![]() هذه هي نتيجة احياء الفتن بين المسلمين بحجة الدعوة الى السلفية،لا احد سيقتنع بالاخر ولو بقينا الف سنة،تعصبنا وتعصبكم سبب الخلاف وليس مسألة الادلة اطلاقا. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 38 | ||||
|
![]() اقتباس:
السلام عليكم
ممكن توضح أكثر ماذا تعني ...شكرا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 39 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 40 | |||
|
![]() اولا اخي joe2rue القصد هو ان المدرسة الاشعرية كيان قائم، و للاسف يجحده الغير ويفتري عليه، قد قدم خدمة جليلة للاسلام ولا زال،بحيث حطم قلاع الفكر والمنطق العقلي التي كانت تمثله المعتزلة والمفكريين العقلانيين واذيال الفكر الاغريقي و... |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 41 | |||
|
![]() ثانيا اخي الصادق23 ارجوا ان لاتعطيهم فرصة لينفذوا منها، ثم يحاولوا الصاق تهمة سوء الادب بنا، هم اخواننا والحمدلله نختلف معهم في مسائل قليلة وهذا لا يعني العداوة ـ حاشا لله ـ. الكل هنا يدلي بدلوه وحجته، فلا تعكروا هذا الفضاء الجميل رجاءا. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 42 | ||||
|
![]()
اقتباس:
قلت:هذه الفتوى التي تقرر أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة ليس فيها حجة من كتاب الله أو من سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ونحن لسنا مطالب باتباع أحد من البشر غير النبي صلى الله عليه وسلم.وقد رد على هذه الفتوى الشيخ عبد العزيز ريس برد علمي قيم للغاية في كتابه((تأكيد المسلمات السلفية في نقض الفتوى الجماعية بأن الأشاعرة من الفرقة المرضية )). حمل الكتاب من هنا: https://www.islamancient.com/books,item,10.html وقد بين العلامة الغنيمان مقصوده منها كما في هذا الرابط: https://majles.alukah.net/showthread.php?t=862 وقال الشيخ إسماعيل مندكار:ولما نظرت في الفتوى فرأيت العنوان، ثم السؤال الموجه، ثم الجواب، أيقنت بمخالفة السياق والأسلوب لما عهدته من شيخي وأستاذي- حفظه الله ونفع به- فالجواب يقرر: - الأشاعرة والماتوريدية خالفوا الصواب - لكنهم من أهل السنة والجماعة - ليسوا من الفرق الضالة - إلا من غلا منهم في التعطيل - وهم معذورون في اجتهادهم وإن أخطأوا الحق إن مثل هذه الأقوال فيها من الاضطراب واللبس ما يتفطن له طلاب العلم، فكيف خالفوا الصواب، وليسوا من الفرق، إلا من غلا- وما هو حد الغلو في التعطيل والأشاعرة يقولون بخلق القرآن الذي بين أيدينا، ويؤولون الصفات الخبرية الاختيارية كلها تأويلا باطلا- بل يقررون إثبات سبع صفات عن طريق العقل لا النقل، ويخالفون أهل السنة في الأصول والقواعد التي بها تتقرر مسائل الاعتقاد، يقدمون العقل(يرددون أخبار الآحاد كلها ولا يحتجون بها في الاعتقاد) ويؤولون النصوص عن ظاهرها، ويتهمون نصوص القرآن والسنة أنها توهم التشبيه وظاهرها الكفر وعدم التنزيه، بل من حيث الجملة يرجحون مذهبهم على مذهب السلف والصحابة، إلى غير ذلك مما يدل على مفارقتهم لأهل السنة والجماعة، ثم هل في مسائل الاعتقاد اجتهاد وتقديم عقل يعذر فيه صاحبه إن أخطأ؟!! الشاهد أنه بعد أيام من حادثة تلك الفتوى، جاءني بعض الأخوة بفتوى أخرى كتبها شيخنا- حفظه الله- بعنوان (توضيح واستدراك) وتاريخها 29/1/1428هـ - 17/2/2007م وينص فيها الشيخ على أن: «جوابه كان أن الأشاعرة في الأمور العامة من أهل السنة، ففرح بذلك بعض من أُشرب قلبه حب الباطل ممن تمسك ببدعة الأشعرية وضلالها........ فصار أولئك ينشرون الفتوى ويحتجون بها على أن الأشعرية من أهل السنة، فلزم لذلك البيان والتوضيح» هذا نص كلامه حفظه الله. وأشار إلى أن الفتوى لم تكن في حكم الأشاعرة، ولكن في التعاون معهم في الأمور العامة، ثم ختم قائلاً:«أما مذهب الأشاعرة في صفات الله وفي بعض مسائل الإيمان والقدر فهو ضلال بيّن وفيه تناقض واضح، فهم في ذلك بعيدون عن أهل السنة فليسوا منهم، بل مذهب الأشعرية أمشاج من مذاهب المتكلمين والفلاسفة والصوفية والسنة.... ثم الانتساب إلى الأشعرية بدعة ضلالة، ويقال مثل ذلك في مذهب الماتوريدية، وكيف يكون من أهل السنة من يخالف صريح القرآن وحديث رسول الله....» انتهى كلامه حفظه الله. قرأت الفتوى وحمدت الله على موقفي من شيخنا الفاضل وعلى حسن توضيحه وإزالة اللبس وبيان الحجة لئلا يزعم أهل الباطل أو يتعلقوا في تأييد مذهبهم وباطلهم. ثانيا:أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين ، لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون ، ولا ينقصون قدرهم ، ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل ، والتأول له ، والترحم عليه ، كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه ؛ لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه ، وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال . وبيان خطأ المخطئ في الشرع سواء كانت هذه الأخطاء بدعا أو دون ذلك لا يعتبر سبا ولا منقصة بل هو من تمام العدل والإنصاف والنصح لدين الله .ومات ذكره الشيخين لا غبار عليه فهو عين الحق والإنصاف إذ من المعلوم أن الإمام النووي وابن حجر قد وقعوا في بعض البدع فهم ليسوا من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل بدع ومن أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة فهل هناك عدل وإنصاف أكبر من هذا؟! أم أنكم تريدون منا أن نتجمل مع أخطاء الناس في دين الله؛ فنصبح كاليهود الذين {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ}؟! {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} ؟! هذا وليعلم هؤلاء أن السلفيين يفرقون بين الأخطاء الصادرة عن علماء الإسلام مما أصلوا دعواتهم على منهج أهل السنة فتكون من قبيل الإجتهاد الذي يؤجرون عليه أجرا واحدا وخطؤهم مردود وبين أخطاء دعاة البدعة ممن كانت أصولهم قائمة إبتداءا على غير منهج أهل السنة فتحمل أخطائهم على البدعة وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله :لا يخلوا المنسوب إلى البدعة أن يكون :مجتهدا فيها أو مقلدا....ثم قال : فالقسم الأول على ضربين :أحدهما : أن يصح كونه مجتهدا فالإبتداع منه لا يقع إلا فلتة وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدة والدليل عليه أنه ظهر له الحق أذعن له وأقر به والثاني : وأما إن لم يصح بمسبار العلم أنه من المجتهدين فهو الحري باستنباط ما خالف الشرع كما تقدم إذ وقع له مع الجهل بقواعد الشرع الهوى الباعث عليه في الأصل وهو التبعية » الإعتصام(1/193/-197). وأنت رحت تنقل كلام العلماء السلفيين في بيان أخطأ من أخطا من الأئمة وكأنك تعتبر الإمام النووي وابن حجر والشاطبي من أهل العصمة؟! وكأنك تعتبر كتب التفاسير معصومة؟ سبحان الله من قال لك أن كل من مخطئ في الصفات يعتبر معصوما بل حتى السلفيين قد يخطئون أحيانا وكثيرا وغالبا فلسنا معصومين يا أخيي فمالك تشنع وتستكثر وتصول وتجول ولعلك لا تفهم ما تعلق وتقول؟!. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله((( وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه ،وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة )) . ويقول((( إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم، فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له، فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول، فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ، ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم ، فهذا أصل عظيم، فتدبره فغنه نافع )) . ويقول((((وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال : ((قد فعلت))، وبسط هذا له موضع آخر))[معارج الوصول ص:43]. ولا تنسى أن الحافظ ابن حجر انتقد الأشاعرة بإسمهم الصريح فلا داعي لتجعله أشعري بإطلاق!. بل لقد وافق السلفيين في الكثير من الأصول فهل مجسم عندكم؟! ثالثا:لم نجد في القائمة من تسمونهم أشاعرة أحد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ..لما ناظر ابن عباس الخوارج سألهم هل فيكم أحد من أصحاب محمد فقالوا لا..فكذلك نسألكم هل فيكم أحد من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ينكر حديث الأحاد ويعطل الصفات ويقول بالكلام النفسي ويقول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه! رابعا:أغلب الأشاعرة تركوا علم الكلام وعادوا لنهج السلف كالرازي والجويني والغزالي وغيرهم فكيف تتكلم عن أناس قد تاب الكثير منهم وعادوا لنهج السلف بل وتمنى بعضهم أن يموت على عقيدة العجائز! خامسا: اننا لو سلمنا - جدلا - ان عامة الامة - اي غالبية الامة - على دين الاشاعرة ، فليس في هذا دليل على صحة عقيدتهم ! لان الله عز وجل اخبرنا في مواضع عديدة من كتابة ان اهل الحق قلة ، وان اهل الباطل كثرة . قال سبحانه : { وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله } ، وقال سبحانه : { وكثير منهم فاسقون } ، وقال سبحانه : { وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون } ، وقال سبحانه : { ومـا أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنيـن } . وقال صلى الله عليه وسلم : (( بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود كما بدأ غريبا ، فطوبى للغرباء )) ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( يقول الله ؛ يا آدم. . . أخرج بعث النهار ، فيقول ؛ وما بعث النار ؟! فيقول ؛ من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون ! )) ] . وقد نظم ابن القيم هذا المعنى ، فقال يا سلعة الرحمن ليس ينالها * في الألف الا واحد لا اثنان وهذا الذي فهمه ائمة الإسلام من هذه النصوص : ان اهل الحق قلة ، وان اهل الباطل كثرة ، ولا يستدل بقلة اهل الحق على بطلان مذهبهم ، ولا بكثر ة اهل الباطل على صحة مذهبهم . قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( ان جمهور الجماعة هي التي تفارق الجماعة ، إنما الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك ) [اصول اعتقاد اهل السنة للالكائي ص 160]. وقال ابن حزم رحمه الله : ( وإذا خالف واحد من العلماء جماعة ، فلا عبرة في الكثرة ، لان الله تعالى يقول - وقد ذكر أهل الفضل - { وقليل ما هم } ) [النبذ ص 77]. وقال عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى { وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله } : ( ودلت الآية على انه لا يستدل على الحق بكثرة أهله ، ولا يدل قلة السالكين - لأمر من الأمور - ان يكون غير الحق ، بل الواقع بخلاف ذلك ، فان أهل الحق هم الاقلون عددا ، الاعظمون عند الله قدرا واجرا ) [تيسير الكريم المنان 2/463] . اذن لا مجال لمثل هذا الاستدلال الذي استدل به الاشاعرة ، لا واقــــعــــا ولا شـــــرعــــــا !! سادسا:أئمة المذاهب لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الأئمة المجتهدين ، بل كانوا من أئمة السلف أهل السنة والجماعة كالإمام الليث بن سعد إمام أهل مصر ، والإمام الأوزاعي إمام أهل الشام ، والإمام إسحق بن راهويه إمام خراسان ، والإمام سفيان الثوري إمام العراق ، والإمام المجاهد عبدالله بن المبارك ، وأئمة البصرة في زمانهم حماد بن سلمة وحماد بن زيد ، وإمام سمرقند الحجة عبدالله بن عبدالرحمن الدار مي السمرقندي وأئمة اليمن الحفاظ معمر بن راشد الأزدي وعبدالرزاق الصنعاني ، وأئمة الحديث الجهابذة الراسخين علي بن المديني وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي ويحيى بن معين ، ويحي القطان وشعبة بن الحجاج الأزدي ، وإمام الدنيا في زمانه الإمام البخاري صاحب الصحيح وصحيحه يشهد بذلك ، وتلميذه الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أيضاً ، وبقية أصحاب الكتب الستة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وخاتمة الجهابذة إمام المسلمين في زمانه أبو الحسن الدارقطني وخليفته من بعده الخطيب البغدادي ، وإمام الأئمة ابن خزيمة والإمام ابن حبان والإمام الحاكم … وغيرهم كثير ولله الحمد فلم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية ، بل سلفيين أهل السنة والجماعة . سابعا:أن المالكية والشافعية ليسوا أشاعرة وليس الحنفية ماتُريدية ، ولنضرب لذلك أمثلةً يتبين فيها ذلك :أما المالكية فالإمام مالك رحمه الله تعالى لم يكن أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كابن القاسم وسحنون وبشر بن عمر الزهراني ، ولا الذين رووا عنه الموطأ كالإمام يحيى الليثي وأبي مصعب الزبيري ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم كثير ، وأما أتباع مذهبه من الأئمة الكبار فلم يكونوا أشاعرة بل كشيخهم وإمامهم من أئمة السلف ، فمنهم : إمام المالكية في زمانه قاضي بغداد الإمام المشهور إسماعيل بن اسحاق القاضي أحد أحفاد الإمام الثبت حماد بن زيد ، وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبدالوهاب المالكي ، وإمام المالكية في زمانه الذي كان يُقال له مالك الصغير الإمام عبدالله بن أبي زيد القيرواني ، والإمام العلامة أبو عمرو الطلمنكي ، والإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي ، والإمام الحجة أبو عبدالله المشهور بابن أبي زمنين ، وحافظ المغرب في زمانه إمام الأندلس بل المغرب الحجة العلامة أبو عمر بن عبدالبر ، وغيرهم كثير ومن المتأخرين من المالكية وإن كان يُعتبر من الأئمة المجتهدين والجهابذة الراسخين الذي كان معدوم النظير في عصرنا الحاضر الإمام العلامة أبو عبدالله محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي ، وكتابهُ في التفسير [ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ] شاهدٌ على ذلك وعلى تقدمه وعلو منزلته . وأما الشافعية : فإن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لم يكن أيضاً أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كالإمام إسماعيل بن يحيى المزني ، والإمام الربيع بن سليمان المرادي ، وكالإمام البويطي وغيرهم ، وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة أمثال : إمام الشافعية في زمانه أبي العباس بن سريج ، وإمام الشافعية في زمانه أبي العباس سعد بن علي الزنجاني ، والإمام حجة الإسلام أبي أحمد الحداد ، وإمام الشافعية في زمانه إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي ، وكالإمام الحجة أبي بكر بن المنذر ، والإمام المشهور الذي كان يقال له الشافعي الثاني أبو حامد الإسفراييني،وصاحبه الإمام العلامة الحجة شيخ الإسلام أبي القاسم الطبري اللالكائي وانظر كتابه [ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة] والإمام المشهور إمام المسلمين في زمانه أبي عبدالله محمد بن نصر المروزي ، وكذلك الأئمة حُفاظ عصرهم أبو الحجاج المزي ، والإمام علم الدين البرزالي وأبو عبدالله الذهبي مؤرخ الإسلام ومفيد الشام ، والإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الشافعي ، ومن المتأخرين من الشافعية الإمام العلامة أحمد بن عبدالقادر الحِفظي وغيرهم كثير ولله الحمد . وأما الحنفية : فإمامهم الإمام الفقيه أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى لم يكن ماتُريدياً لا هو ولا تلامذته الجهابذة أمثال : محمد بن الحسن الشيباني أحد رواة موطأ الإمام مالك ، والقاضي أبي يوسف وغيرهم ، وأما أتباع مذهبه الجهابذة الكبار فلم يكونوا لا ماتُريدية ولا أشعرية ، بل أئمة سلفيين أمثال : الإمام الفقيه هشام ابن عُبيدالله الرازي عالم الري في زمانه ، والإمام العلامة المحدث الفقيه إمام الحنفية في زمانه بل محدث الديار المصرية وفقيهها الإمام أبو جعفر الطحاوي ، وعقيدته المسماة» بالعقيدة الطحاوية «مشهورة بين العلماء وطلبة العلم ، وأفضل من شرحها من العلماء الحنفية الإمام العلامة القاضي ابن أبي العز الحنفي وأما من المتأخرين من علماء الحنفية بل من علماء العلم الإسلامي الإمام المجتهد العلامة محمد بن صديق بن حسن خان القنُّوجي ، فقد أبان عن مذهب السلف في كتابه القيم » الدين الخالص « وهناك غيرهم من أئمة السلف . وأما أتباع المذاهب الأخرى كالمذهب الزيدي مثلاً فقد ظهر منهم عُلماء اختاروا مذهب السلف وأيدوه ودافعوا عنه وردوا على من خالفه ، حتى على نفس المذهب الزيدي الذي نشأوا في بداية حياتهم عليه ، ومن هؤلاء العلماء : السيد الإمام العلامة محمد بن إبراهيم بن عبدالله المشهور بابن الوزير المتوفى سنة 840 صاحب كتاب» العواصم والقواصم في الذب عن سُنة أبي القاسم « وكذلك الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المتوفى 1182 صاحب كتاب» سُبل السلام شرح بلوغ المرام « وكذلك الإمام العلامة المجتهد القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 ورسالته المسماة » بالتحف في مذاهب السلف تدل على ذلك أخيرا:إن كان بعض العلماء قد جعلوا الأشاعرة من أهل السنة فهناك الكثير جدا لم يجعلهم من أهل السنة وإليك شيء من ذلك: 1-إمام أهل السنة الإمام أحمد فقد بدع الكلابية وشدد عليهم وهم كالأشاعرة الأوائل قال الإمام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (2/6): (وأما الحارث المحاسبي فكان ينتسب إلى قول ابن كلاب، ولهذا أمر أحمد بهجره، وكان أحمد يحذر عن ابن كلاب وأتباعه) 2- الإمام أبو نصر السجزي إذ وصف الأشاعرة بأنهم متكلمون وفرقة محدثة وأنهم أشد ضرراً من المعتزلة فقالفكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه، وقبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف، عُلم أنه محدث زائغ، وأنه لا يستحق أن يصغا إليه أو يناظر في قوله، وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به بل تمحينهم لأهله ظاهر، ونفورهم عنهم بين، وكتبهم عارية عن إسناد بل يقولون: قال الأشعري، وقال ابن كلاب، وقال القلانسي، وقال الجبائي...ومعلوم أن القائل بما ثبت من طريق النقل الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمى محدثاً بل يسمى سنياً متبعاً، وأن من قال في نفسه قولاً وزعم أنه مقتضى عقله، وأن الحديث المخالف له لا ينبغي أن يلتفت إليه، لكونه من أخبار الآحاد، وهي لا توجب علماً، وعقله موجب للعلم يستحق أن يسمى محدثاً مبتدعاً ، مخالفاً، ومن كان له أدنى تحصيل أمكنه أن يفرق بيننا وبين مخالفينا بتأمل هذا الفصل في أول وهلة، ويعلم أن أهل السنة نحن دونهم، وأن المبتدعة خصومنا دوننا) انظر: الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص100-101) . 3- الإمام محمد بن احمد بن خويز منداد المصري المالكي - رحمه الله- ، فقد روى عنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/96): أنه قال في كتاب الشهادات في تأويل قول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء قال : أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها ) 4- ابن قدامة-رحمه الله- فقد نص على أنهم مبتدعة فقال في كتاب المناظرة في القرآن ص35 : ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية ا.هـ ا.هـ 5- أبو حامد الإسفرائني :قال ابن تيمية في درء التعارض (2/96) : قال الشيخ أبو الحسن: وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام قال ولم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرؤن مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت عدة من المشايخ والأئمة منهم الحافظ المؤتمن بن أحمد بن على الساجي يقولون سمعنا جماعة من المشايخ الثقات قالوا كان الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علمًا وأصحابا إذا سعى إلى الجمعة من قطعية الكرج إلى جامع المنصور يدخل الرباط المعروف بالزوزي المحاذي للجامع ويقبل على من حضر ويقول اشهدوا على بأن القرآن كلام الله غير مخلوق كما قاله الإمام ابن حنبل لا كما يقوله الباقلاني وتكرر ذلك منه جمعات فقيل له في ذلك فقال حتى ينتشر في الناس وفي أهل الصلاح ويشيع الخبر في أهل البلاد أني بريء مما هم عليه يعني الأشعرية وبريء من مذهب ابي بكر بن الباقلاني فإن جماعة من المتفقهة الغرباء يدخلون على الباقلاني خفية ويقرؤون عليه فيفتنون بمذهبه فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة فيظن ظان أنهم منى تعلموه قبله وأنا ما قلته وأنا بريء من مذهب البلاقلاني وعقيدته . 6- أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري .ذكر السبكي في طبقاته (4/272) أنه ذكر في كتابه ذم الكلام أنه كان يلعن أبا الحسن الأشعري , وأنه ترك الرواية عن شيخه القاضي أبي بكر الحيري لكونه أشعرياً ا.هـ وقال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى(14/354) : كأبي إسماعيل الأنصاري الهروي صاحب كتاب ذم الكلام فإنه من المبالغين في ذم الجهمية لنفيهم الصفات و له كتاب تكفير الجهمية و يبالغ في ذم الأشعرية مع أنهم من أقرب هذه الطوائف إلى السنة و الحديث و ربما كان يلعنهم وقد قال له بعض الناس: بحضرة نظام الملك أتلعن الأشعرية ؟ فقال: ألعن من يقول ليس في السموات إله و لا في المصحف قرآن و لا في القبر نبي و قام من عنده مغضباً ا.هـ 7- محمد بن عبد الملك بن محمد بن عمر بن محمد الكرجي أبو الحسن الشافعي.تقدم نقل ابن تيمية كلامه عن الأشعرية وقد نقل له السبكي في طبقاته(6/144) أبياتاً في ذم الأشعرية فقال-رحمه الله- : وخبث مقال الأشعري تخنث يضاهي تلويه تلوي الشغازب يزين هذا الأشعري مقاله ويقشبه بالسم ياشر قاشب فينفي تفاصيلاً ويثبت جملة كناقصه من بعد شد الذوائب يؤول آيات الصفات برأيه فجرأته في الدين جرأة خارب 8-القحطاني في نونية الرائعة إذ قال :يا أشعرية يا أسافلة الورى يا عمي يا صم بلا آذان أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم بغضا أقل قليله أضغاني لو كنت أعمى المقتلتين لسرني كيلا يرى إنسانكم إنساني وقال : يا أشعرية يا جميع من ادعى بدعاً وأهواء بلا برهان جاءتكم سنية مأمونة من شاعر ذرب اللسان معان والكثير الكثير ليس هنا محل نقل كلامهم كله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 43 | |||
|
![]() اجدادنا رحمهم الله من اهل المغرب العربي والاندلس .الذين كانوا يرددون في حلقاتهم ابيات سيدي عبد الواحد بن عاشر |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 44 | ||||
|
![]() اقتباس:
1-بل أجدادنا كانوا سلفيين على السنة النقية البيضاء قال العلامة الجزائري مبارك الميلي-أمين جمعية علماء المسلمين-((( وكان أهل المغرب سلفيين حتى رحل ابن تومرت إلى الشرق وعزم على إحداث انقلاب بالمغرب سياسي علمي ديني ، فأخذ بطريقة الأشعري ونصرها وسمى المرابطين السلفيين مجسمين ، تم انقلابه على يد عبد المؤمن فتم انتصار الأشاعرة بالمغرب ، واحتجبت السلفية بسقوط دولة صنهاجة ، فلم ينصرها بعدهم إلا أفراد قليلون من أهل العلم في أزمنة مختلفة ، ولشيخ قسنطينة في القرن الثاني عشر عبد القادر الراشدي أبيات في الانتصار للسلفيين طالعها: خبرا عني المؤول أني كافر بالذي قضته العقول »تاريخ الجزائر في القديم والحديث (711). وقال الشيخ أبو يعلى رحمه الله في كتابه الإسلام الصحيح :« اعلم أيها السائل أن خير طريقة في العقيدة التوحيدية طريقة السلف التي هي اتباع ما ثبت عن الله وعن رسوله من غير كثرة التأويل والدخول في الأخذ والرد من الجدل في المتشابه وإيراد الشبه والرد عليها ، وأذكر الآن بهذه المناسبة جملة من أقوال الأئمة العظام من السلف الصالح لتعتبر أيها السائل وتعلم أن الخوض غالبا خصوصا في قضايا الانتصار لمذهب دون مذهب وتجد أن مذهب الحق في ذلك هو مذهب القرآن العظيم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهو مذهب السلف فإن القرآن الكريم أبى الخوض في ذلك لعجز المخلوق عن معرفة حقيقة الخالق وإنما تصدى لتوجيه الأنظار للاعتبار كما تقدم »[ص4-5]. ثم نقل الآثار المعروفة عن مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف في ذم علم الكلام وأهله وقال :« وقد اتفق أهل الحديث من السلف على هذا ». وصرح بعد ذلك في أثناء الكتاب بعدم الانتماء لأي مذهب كلامي محدث من المذاهب الموجودة فقال(94):« أما أنا ومن على شاكلتي من إخواني الكثيرين فلا شريعة لنا ولا دين لا ديوان إلا الكتاب والسنة وما عليه محمد وأصحابه وعقيدة السلف الصالح فلا اعتزال ولا ماتريدي ولا أشعري ، وذلك أن الأشاعرة تفرقوا واختلفوا أي المتقدمون منهم والمتأخرون ووقعوا في ارتباك من التأويل والحيرة في مسائل يطول شرحها» ضربني وبكى سبقني واشتكى: أما عن تهمة التكفير ورمي الناس بالشرك فالأشاعرة قديما وحديثا هم أولى بها فانظر مثلا ما يقوله شيخكم السنوسي في "شرح الكبرى": وأما من زعم أن الطريق إلى معرفة الحق هو الكتاب والسنة, ويحرم ما سواهما؛ فالرد عليه أن حجتهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي, وأيضاً فقد وقعت فيهما ظواهر من اعتقدها على ظاهرها كفر عند جماعة وابتدع. ويقول أيضا: أصول الكفر ستة فذكر خمسة. ثم قال: سادساً: التمسك في أصول العقائد بمجرد ظواهر الكتاب والسنة من غير عرضها على البراهين العقلية والقواطع الشرعية!.. بيان هيئة كبار العلماء في ذم الغلو في التكفيـر وما ينشأ عنه من أثر خطير https://www.fatwa1.com/anti-erhab/Takfeer/kol_bayantakfeer.html لا تعترض..... |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 45 | |||
|
![]() يقول قاضي القضاة الشيخ تاج الدين عبد الوهاب السبكي في الطبقات ما نصه : |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ليسوا, مقالات, الأشاعرة, السنة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc