قال الله تعالى في محكم تنزيله :
( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ( 155 ) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ( 156 ) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ( 157 ) )سورة البقرة
كل واحد منا يتعرض للإبتلاءات و غيرها من الظروف القاهرة و من بينها مثلا قلة و ندرة فرص العمل و هذا يجعل الواحد منا يضعف و يتقهقر امام عدم تحقيقه لآماله من بيت و زوجة و مال يعيله و يغنيه عن الناس ... لكن هل انت غير راض بما قسمه الله سبحانه و تعالى لك !!! و ماذا لو كان هذا قدرك و مكتوبك الذي كتبه الله لك , فأمامك سبيلان أو مخرجان .
اولهما الرضى بقدر الله و الصبر و التذكر و التذكرة , يعني انا اليوم مثلا مهموم فذكرني , و إن كنت أنت مهموما ذكرتك و رفعت من معنوياتك و أقول لك قول العزيز الغفار الذي له ملك السموات و الارض :
قال -تعالى-: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(البقرة:268).
و المخرج الثاني أعاذني الله و إياكم منهم و جنبنا هذا المخرج ألا و هو مخرج الشيطان و هو القنوط و الجزع الذي يؤدي به الى الهلاك و الى غضب الرحمن ثم بعد ذلك إرتكاب المحرمات و تجاوز حدد الله بدفع الرشوة و الربى و غير ذلك من هذه المصائب المهلكة .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده طعام يومه فكأنما حيزت له الدنيا.
و أختمها :
بقصيدة للإمام الشافعى رحمة الله عليه :
دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ........... فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا . وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا .... وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ........ يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ............ فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ...... فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني .... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ...... ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ...... فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا .......... فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ...... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين ....... فما يغني عن الموت الدواء