أقوى الردود على من أنكر علو العزيز الودود..متجدد - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أقوى الردود على من أنكر علو العزيز الودود..متجدد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-20, 20:34   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل الله في السماء؟ حديث الجارية أين الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حديث الجارية أين الله
ماذا يقول أهل العلم بحديث الجارية الذي فيه لفظ : أين الله ، فقالت الجارية : في السماء ؟
حديث الجارية روي بعدة ألفاظ مختلفة منها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة.
ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد.
ومنها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه باب تحريم الكلام في الصلاة دون كتاب الإيمان من طريق هلال بن أبي ميمونة عن عطاء ابـن يسار عن معاوية بن الحكم السُّلَمي قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قِبَلَ أُحد والجوَّانية فاطَّلَعتُ ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني ءادمَ ءاسفُ كما يأسفون لكني صككتها صكَّةً فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظَّمَ ذلك علي قُلتُ يا رسول الله أفلا أُعتقُها؟ قال: إئتني بها، فأتيته بها، فقال لها: أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟قالت أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنةٌ.
وجاء من وجه ءاخر عند الإمام مالك في الموطأ: باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة بلفظ: أين الله وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله بزيادة: أتوقنين بالبعث بعد الموت دون لفظ: فإنها مؤمنة من طريق ابن شهاب في الثانية.
وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: اتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة.
وهي رواية صحيحة.
وفي رواية لأبى داود في سننه: باب: تشميت العاطس في الصلاة، وباب: في الرقبة المؤمنة ، من طريق يزيد بن هارون قال أخبرني المسعودي عن عون بن عبد الله عن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال: يا رسول الله إن عليَّ رقبة مؤمنة، فقال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء بإصبعها، فقال لها: من أنا؟ فأشارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى السماء، يعني أنت رسول الله.
وفي لفظ من طريق الحجاج بن الصواف قالت في السماء..
وفي رواية لأحمد أنها أشارت إلى السماء بإصبعها السبابة
وفي رواية لعبد الرزاق في مصنفه باب ما يجوز من الرقاب بلفظ: أين ربك؟ فأشارت إلى السماء. وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا لله؟ قالت نعم.
كذا روى الدارمي في السنن بلفظ: أتشهدين من حديث الشريد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن على أمي رقبة وإن عندي جارية سوداء...الحديث.
وقد جاءت رواية: أيـن الله التي رواها عطاء بن يسار بلفظ ءاخر من طريق سعيد بن زيد عن توبة العنبري عن عطاء بن يسار قال حدثني صاحب الجارية وهي بلفظ: فمد النبي يده إليها مستفهما من في السمـاء؟ قالت الله... الحديث.
أي دون أن يقول لها لفظ أين الله الذي يتشبث به المتعصبون مـن وهابية وغيرهم تبعا لشيخهم ابن تيمية لإثباتهم الحيز والجهة لله.
وأوردها الذهبي في كتاب العلو وذكر سندها المزي في تحفة الأشراف.

قال فيه الإمام النووي في شرح صحيح مسلم الجزء الخامس كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة باب تحريم الكلام في الصَّلاة ونسخ ما كان من إباحته :
" هذا الحديث من أحاديث الصّفات، وفيها مذهبان تقدَّم ذكرهما مرَّات في كتاب الإيمان: أحدهما: الإيمان به من غير خوض في معناه، مع اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شىء، وتنـزيهه عن سمات المخلوقات. والثَّاني: تأويله بما يليق به.
فمن قال بهذا قال: كان المراد امتحانها هل هي موحِّدة تقرُّ بأنَّ الخالق المدبِّر الفعَّال هو الله وحده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي استقبل السَّماء، كما إذا صلَّى المصلِّي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنَّه منحصر في السَّماء، كما أنَّه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلِّين، أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي بين أيديهم، فلمَّا قالت: في السَّماء علم أنَّها موحِّدة وليست عابدة للأوثان.
قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16] ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم" انتهى.
وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي في كتابه المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ما نصه :
" وقيل في تأويل هذا الحديث: إن النبي صلى الله عليه وسلم سألها بأين عن الرتبة المعنوية التي هي راجعة إلى جلاله تعالى وعظمته التي بها باين كلَّ مَن نُسبت إليه الإلهية وهذا كما يقال: أين الثريا من الثرى؟! والبصر من العمى؟! أي بعُدَ ما بينهما واختصت الثريا والبصر بالشرف والرفعة على هذا يكون قولها في السماء أي في غاية العلو والرفعة وهذا كما يقال: فلان في السماء ومناط الثريا" اهـ .
وقال الرازي أيضا في كتابه أساس التقديس:
" إن لفظ أين كما يجعل سؤالا عن المكان فقد يجعل سؤالا عن المنـزلة والدرجة يقال أين فلان من فلان فلعل السؤال كان عن المنـزلة وأشار بها إلى السماء أي هو رفيع القدر جدا " .اهـ
وفي كتاب إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للإمام محمد بن خليفة الأبي ما نصه:
وقيل إنما سألها بأين عما تعتقده من عظمة الله تعالى، وإشارتها إلى السماء إخبار عن جلاله في نفسها، فقد قال القاضي عياض لم يختلف المسلمون في تأويل ما يوهم أنه تعالى في السماء كقوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء}.اهـ
ومثله في كتاب مكمل إكمال الإكمال شرح صحيح مسلم للإمام محمد السنوسي الحسني.
وقال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار :
فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أين الله فأشارت إلى السماء) ولا نظن برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من أحد أن يثبت لله تعالى جهة ولا مكانًا، ولا حجة لهم في الآية، لأن الكفر خبث من حيث الاعتقاد، والمصروف إلى الكفارة ليس هو الاعتقاد إنما المصروف إلى الكفارة المالية، ومن حيث المالية هو عيب يسير على شرف الزوال"اهـ.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح سنن الترمذي :
" أين الله؟ والمراد بالسؤال بها عنه تعالى المكانة فإن المكان يستحيل عليه.اهـ
وقال الحافظ ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه بعد رواية حديث معاوية بن الحكم : قلت
" قد ثبت عند العلماء أن الله تعالى لا يحويه السماء والأرض ولا تضمه الأقطار وإنما عرف بإشارتها تعظيم الخالق عندها.اهـ
وقال الباجي:
لعلها تريد وصفه بالعلو وبذلك يوصف كل من شأنه العلو فيقال فلان في السماء بمعنى علو حاله ورفعته وشرفه.اهـ
وقال البيضاوي:
لم يرد به السؤال عن مكانه فإنه منـزه عنه والرسول أعلى من أن يسأل ذلك.اهـ
وقال الإمام الحجة تقي الدين السبكي في رده على نونية ابن قيم الجوزية المسمى بالسيف الصقيل:
أما القول فقوله صلى الله عليه وسلم للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل لأنه مشَّاء على بدعة لا يقبل غيرها.اهـ
قال الفخر الرازي:
وأما عدم صحة الاحتجاج بحديث الجارية في إثبات المكان له تعالى فللبراهين القائمة في تنـزه الله سبحانه عن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات، قال الله تعالى: {قل لمن ما في السموات والأرض قل لله} [الأنعام:12] وهذا مشعر بأن المكان وكل ما فيه ملك لله تعالى، وقال تعالى: {وله ما سكن في الليل والنهار} [الأنعام:13] وذلك يدل على أن الزمان وكل ما فيه ملك لله تعالى فهاتان الآيتان تدلان على أن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات كلها ملك لله تعالى وذلك يدل على تنـزيه الله سبحانه عن المكان والزمان.اهـ
وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المفسر في كتاب التذكار في أفضل الأذكار:
لأن كل من في السموات والأرض وما فيهما خلق الله تعالى وملك له وإذا كان كذلك يستحيل على الله أن يكون في السماء أو في الأرض إذ لو كان في شىء لكان محصورا أو محدودا ولو كان كذلك لكان محدثا وهذا مذهب أهل الحق والتحقيق وعلى هذه القاعدة قوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء} وقوله عليه السلام للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، ولم يُنكر عليها وما كان مثله ليس على ظاهره بل هو مؤول تأويلات صحيحة قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم.اهـ

الحافظ أبو سليمان الخطابي
قال الحافظ أبو سليمان الخطابي في شرحه على أبي داود ما نصه: وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: أعتقها فإنها مؤمنة ولم يكن ظهر لـه من إيمانها أكثر من قولـه حين سألها أيـن الله فقالت: في السماء وسألها من أنا فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا السؤال عن أمارة الإيمان وسمة أهله وليس بسؤال عن أصل الإيمان وصفة حقيقته ولو أن كافرا يريد الانتقال من الكفر إلى دين الإسلام فوصف من الإيمان هذا القدر الذي تكلمت به الجارية لم يصر به مسلما حتى يشهد أن لا إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويـتـبرى من دينه الذي كان يعتقده، وإنما هذا كرجل وامرأة يوجدان في بيت فيقال للرجل من هذه منك فيقول زوجتي وتصدقه المرأة فإنا نصدقهما في قولهما ولا نكشف عن أمرهما ولا نطالبهما بشرائط عقد الزوجية حتى إذا جاءانا وهما أجنبيان يريدان ابتداء عقد النكاح بينهما فإنا نطالبهما حينئذ بشرائط عقد الزوجية من إحضار الولي والشهود وتسمية المهر كذلك الكافر إذا عرض عليه الإسلام لم يقتصر منه على أن يقول إني مسلم حتى يصف الإيمان بكماله وشرائطه وإذا جاءنا من نجهل حاله بالكفر والإيمان فقال إني مسلم قبلناه وكذلك إذا رأينا عليه أمارة المسلمين من هيئة وشارة ونحوهما حكمنا بإسلامه إلى أن يظهر لنا منه خلاف ذلك.اهـ.
كلام نفيس للإمام السهيلي
ولأبي القاسم السهيلي على هذا الحديث كلام نفيس ومن كلامه فيما نقله الشيخ محمد الشنقيطي في كتابه استحالة المعية بالذات ما نصه:
السؤال بأين ينقسم إلى ثلاثة أقسام اثنان جائزان وواحد لا يجوز:
الأول: على جهة الاختبار للمسؤول ليعرف مكانه من العلم والإيمان كسؤاله عليه الصلاة والسلام للأمة.
والثاني: السؤال عن مستقر ملكوت الله تعالى وموضع سلطانه كعرشه وكرسيه وملائكته.
والثالث: السؤال بأين عن ذات الرب سبحانه وتعالى وهذا سؤال فاسد لا يجوز ولا يجاب عنه سائله، وإنما سبيل المسؤول عنه أن يبين له فساد سؤاله كما قال سيدنا علي كرم الله تعالى وجهه ورضي عنه حين سئل: أين الله؟ فقال: الذي أين الأين لا يقال فيه أيـن. فبين للسائل فساد سؤاله بأن الأينية مخلوقة والذي خلقها لا محالة قد كان قبل أن يخلقها ولا أينية له وصفات نفسه لا تتغير فهو بعد أن خلق الأينية على ما كان قبل أن يخلقها، وإنما مثل هذا السائل كمن سأل عن لون العلم أو طعم الظن أو الشك فيقال له من عرف حقيقة العلم أو الظن ثم سأل هذا السؤال فهو متناقض لأن اللون والطعم من صفات الأجسام وقد سألت عن غير جسم فسؤالك فاسد محال لتناقضه.اهـ
الإمام البياضي
وفي كتاب إشارات المرام للإمام البياضي ممزوجا بالمتن: ولا يتطرق إليه سمات الـحدوث والفناء كما أشار إليه بقوله فيه [وعليه] أي يُخرّج على أنه يدعى من أعلى ويوصف بنعوت الجلال وصفات الكبرياء [ما روي في الحديث أن رجلا] وهو عمرو بن الشريد كما رواه أبو هريرة وعبد الله بن رواحة كما بيّنه الإمام في مسنده بتخريج الحارثي وطلحة والبلخلي والخوارزمي [أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأمة سوداء فقال: وجب علي عتق رقبة مؤمنة] قال: إن أمي هلكت وأمرت أن أعتق عنها رقبة مؤمنة ولا أملك إلا هذه وهي جارية سوداء أعجمية لا تدري ما الصلاة أفتجزيني هذه؟ عما لزم بالوصية كما في مصنف الحافظ عبد الرزاق وليس في الروايات الصحيحة أنها كانت خرساء كما قيل [فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أمؤمنة أنت؟ قالت نعم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أين الله؟] سائلا عن المنزلة والعلو على العباد علوّ القهر والغلبة، ومشيرا أنه إذا دعاه العباد استقبلوا السماء دون ظاهره من الجهة، لكن لما كان التنـزيه عن الجهة مما يقصر عنه عقول العامة فضلا عن النساء حتى يكاد يجزم بنفي ما ليس في الجهة، كان الأقرب إلى إصلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهرا في الجهة كما في شرح المقاصد، [فأشارت إلى السماء] إشارة إلى أعلى المنازل كما يقال فلان في السماء أي رفيع القدر جدا كما في التقديس للرازي [فقال: أعتقها فإنها مؤمنة]. ثم قال: [فأشار إلى الجواب بأن السؤال والتقرير لا يدلان على المكان بالجهة لمنع البراهين اليقينية عن حقيقة الأينية]. ثم قال البياضي:
الرابعة: أنه عليه الصلاة والسلام أراد امتحانها هل تُقرُّ بأن الخالق الفعال المتعالي هو الله الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما دل السؤال والتقرير كما في شرح مسلم للنووي، وإليه أشار بترتيب التخريج أنه يدعى من أعلى لا من أسفل.
الخامسة: أنها كانت أعجمية لا تقدر أن تفصح عما في ضميرها من اعتقاد التوحيد بالعبارة فتعرف بالإشارة أن معبودها إله السماء فإنهم كانوا يسمون الله إله السماء كما دل السؤال، والاكتفاء بتلك الإشارة كما في الكفاية لنور الدين البخاري.اهـ
الإمام المازري المالكي
وفي كتاب استحالة المعية بالذات وما يضاهيها من متشابه الصفات للشيخ المحدث محمد الشنقيطي ما نصه: وقال المازري: وقيل وقع السؤال لها بأين لأجل أنه صلى الله عليه وسلم أراد السؤال عما تعتقده من جلالة البارئ وعظمته جل وعلا، فأشارت إلى السمـاء إخباراً عن جلالته سبحانه وتعالى في نفسها، لأنها قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين.اهـ
الإمام ابن فورك
وقال الإمام الحجة أبو بكر بن فورك: إن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ استعلام لمنـزلته وقدره عندها وفي قلبها وأشارت إلى السماء فدلت بإشارتها على أنه في السماء عندها على قول القائل إذا أراد أن يخبر عن رفعة وعلو منـزلة فلان في السماء أي هو رفيع الشأن عظيم القدر كذلك قولها في السماء على طريق الإشارة إليها تنبيها عـن مكانته في قلبها ومعرفتها به وإنما أشارت إلى السماء لأنها كانت خرساء فدلت بإشارتها على مثل دلالة العبارة على نحو هذا المعنى وإذا كان كذلك لم يجز أن يحمل على غيره مما يقتضي الحد والتشبيه والتمكين في المكان والتكييف.اهـ

وقال بعض العلماء إن الرواية الموافقة للأصول هي رواية مالك وفيها أن الرسول قال لها:"أتشهدين أن لا إله إلا الله" قالت: "نعم" قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم". أخرجها الإمامان إماما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ومالك بن أنس رضي الله عنهما.
أما أحمد فأخرج عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمَةٍ سوداء فقال: "يا رسول الله إن عليَّ رقبه مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة فأعتقها" فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتشهدين أن لا إله الا الله" قالت: "نعم"، قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم"، قال: "أتؤمنين بالبعث بعد الموت" قالت: "نعم"، قال: "أعتقها"، ورجاله رجال الصحيح.
وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة. وهي رواية صحيحة.
ومنها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت: يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها، فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة. ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكـبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد.
قال بعض العلماء :
ظاهر هذا الحديث ( الذي فيه حكم على الجارية بالإسلام لأنها قالت : في السماء ) يخالف الحديث المتواتر الذي رواه خمسة عشر صحابيا.
وهذا الحديث المتواتر الذي يعارض حديث الجارية قوله عليه الصلاة والسلام: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله}.
هذا الحديث فيه أنّ الرسول لا يحكم بإسلام الشخص الذي يريد الدخول بالإسلام إلا بالشهادتين.
لأن من أصول الشريعة أن الشخص لا يحكم له بقول " الله في السماء " بالإسلام لأن هذا القول مشترك بين اليهود والنصارى وغيرهم وإنما الأصل المعروف في شريعة الله ما جاء في الحديث: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله "اهـ
ولفظ رواية مالك : أتشهدين ، موافق للأصول .
لذا حكم الحافظ أبو بكر البيهقي وغيره باضطراب حديث الجارية هذا.
- الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى قال في " الأسماء والصفات " : " وهذا صحيح قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الاوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ؟ وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه ، وقد ذكرت في كتاب الظهار من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث " (انظر السنن الكبرى 7 / 388) .
- الحافظ البزار قال بعد أن روى الحديث من طريق من طرقه (كما في كشف الاستار 1 / 14) :
" وهذا قد روي نحوه بألفاظ مختلفة " .
-قال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار :
فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا" اهـ
- قال الامام الحافظ تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى في كتابه " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل " ص (94) :
" أقول : أما القول : فقوله للجارية " أين الله ؟ قالت : في السماء " وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل "اهـ
-الحافظ ابن حجر العسقلاني قال في " التلخيص الحبير " (3 / 223) ما نصه :
" وفي اللفظ مخالفة كثيرة " اه‍ .
قال الحافظ في " فتح الباري " (1 / 221) :
" فإن إدراك العقول لاسرار الربوبية قاصر فلا يتوجه على حكمه لم ولا كيف ؟ كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث . . " اه‍ .
- المحدث الكوثري حكم بالاضطراب في تعليقه على " الأسماء والصفات " ص (422) فقال :
" وقصة الجارية مذكورة فيما بأيدينا من نسخ مسلم لعلها زيدت فيما بعد إتماما للحديث ، أو كانت نسخة المصنف ناقصة ؟ وقد أشار المصنف - أي البيهقي - إلى اضطراب الحديث بقوله (وقد ذكرت في كتاب الظهار - من السنن - مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث) . . . " اه‍
وفي تعليقه رحمه الله تعالى على كتاب الحافظ السبكي " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل " ص (94) توسع في مبحث اضطرابه .
- المحدث عبد الله ابن الصديق ذكر في تعليقه على كتاب " التمهيد " (7 / 135) للحافظ ابن عبد البر عن لفظ " أين الله " ما نصه :
" رواه مسلم وأبو داود والنسائي . وقد تصرف الرواة في ألفاظه ، فروي بهذا اللفظ كما هنا وبلفظ " من ربك ؟ " قالت : الله ربي . وبلفظ " أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ " قالت : نعم . وقد أستوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي . . . "
و حديث الجارية ليس معناه أن الله ساكن السماء كما توهم بعض الجهلة بل لكان معناه أن الله عالي القدر جدا ، وعلى هذا المعنى أقر بعضهم صحة رواية مسلم هذه.
ونقول للمشبهة : لو كان الأمر كما تدعون من حمل ءاية (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) ) على ظاهرها وحمل حديث الجارية على ظاهره لتناقض القرءان بعضه مع بعض والحديث بعضه مع بعض ، فما تقولون في قوله تعالى ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115)) فإمّا أن تجعلوا القرءان مناقضا بعضه لبعض والحديث مناقضا بعضه لبعض فهذا اعتراف بكفركم لأن القرءان ينـزه عن المناقضة وحديث الرسول كذلك ، وإن أولتم ءاية ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) ولم تأولوا ءاية الاستواء فهذا تحكّم أي قول بلا دليل .
وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان أحدكم في صلاته فإنه يناجي ربه فلا يبصقن في قبلته ولا عن يمينه فإن ربه بينه وبين قبلته " ، وهذا الحديث أقوى إسنادا من حديث الجارية .
وأخرج البخاري أيضا عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ": (يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده). " .
وفي مسند الامام أحمد :" أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ما تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا ان الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته". اهـ
فيقال للمعترض : إذا أخذت حديث الجارية على ظاهره وهذين الحديثين على ظاهرهما لَبَطَلَ زعمك أن الله في السماء وإن أَوَّلْت هذين الحديثين ولم تؤوِّل حديث الجارية فهذا تحكم ـ أي قول بلا دليل ـ ويصدق عليك قول الله في اليهود ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ )(البقرة: من الآية85) وكذلك ماذا تقول في قوله تعالى : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) فإن أوَّلته فلِمَ لا تؤول حديث الجارية . وقد جاء في تفسير هذه الآية عن مجاهد تلميذ ابن عباس : " قِبلَةُ الله " ، ففسر الوجه بالقبلة ، أي لصلاة النفل في السفر على الراحلة .
وفي صحيح مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فأكثروا الدعاء " . اهـ
ونختم هذا الجواب بما في كتاب رد المحتار على الدر المختار > كتاب الصلاة > باب شروط الصلاة
استقبال القبلة ) حقيقة أو حكما كعاجز ، والشرط حصوله لا طلبه، وهو شرط زائد للابتلاء قوله (للابتلاء ) علة لمحذوف أي شرطه الله تعالى لاختبار المكلفين لأن فطرة المكلف المعتقد استحالة الجهة عليه تعالى تقتضي عدم التوجه في الصلاة إلى جهة مخصوصة فأمرهم على خلاف ما تقتضيه فطرتهم اختبارا لهم هل يطيعون أو لا كما في البحر ح . قلت : وهذا كما ابتلى الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم حيث جعله قبلة لسجودهم. اهـ












 


قديم 2011-06-20, 20:36   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان من تأول الاستواء بالقهر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بيان من تأول الاستواء بالقهر
من تأول من علماء أهل السنة

اولاً:
بيان معنى استولى في لغة العرب
تأتي استولى في اللغة بمعنى :

1- بلوغ الغاية :
قال ابن منظور في (( لسان العرب )) (ج15/413) : (( استولى على الأمَد أي بلغ الغاية، ويقال استبق الفارسان على فرسيهما إلى غاية تسابقا إليها فاستولى أحدهما على الغاية إذا سبق الآخر، ومنه قول الذبياني: سَبْق الجوادِ إذا استولى على الأمد. واستيلاؤه على الأمد أن يغلب عليه بسبقه إليه، ومن هذا يقال : استولى فلان على مالي أي غلبني عليه )) ا هـ.
2- القهر :
قال الفيومي في (( المصباح المنير )) (ص258) : (( واستولى عليه : غلب عليه وتمكن منه )) ا هـ، أي قهره وصار تحت تصرفه .
3- التملك :
قال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في (( تاج العروس )) (ج10 /401) : (( واستولى على الشئ إذا صار في يده )) اهـ وهذا فيه أيضا معنى القهر .
ثانياً
بيان معنى استوى في لغة العرب
الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه ، فيأتي بمعنى :
1- التمكن والاستقرار :
ومنه قوله تعالى : { وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ } [ سورة هود ] أي أن سفينة نوح عليه السلام استقرت على جبل الجودي.
ويقال : استوى الرجل على ظهر دابته أي استقر عليها ، قاله اللغويون وغيرهم .

2- الاستقامة والاعتدال :
ومنه قوله تعالى : { فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ } [سورة الفتح ] أي الزرع ، والمراد بالاستواء في هذه الآية الاستقامة التي هي ضد الاعوجاج.
قال المفسر أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط ج8 / 103) ما نصه: (( فاستوى أي تم نباته على سوقه جمع ساق كناية عن أصوله )) ا هـ
وقال البيضاوي في تفسيره ما نصه (أنوار التنـزيل م2/ج5/ص 86) : (( فاستقام على قصبه جمع ساق)) ا هـ
ومثله قال النسفي في تفسيره (ج4/164) ، وقال القرطبي في تفسيره (ج16/295) :
(( فاستوى على سوقه : على عوده الذي يقوم عليه فيكون ساقا له )) ا هـ.
وقال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في شرح القاموس (ج10/188) ممزوجا بالمتن : (( (واستوى : اعتدل ) في ذاته، ومنه قوله تعالى : {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ }[سورة الفتح ] )) ا هـ، ويقال : استوى الشئ اعتدل (لسان العرب ج14/414) .
3- التمام :
ومنه قوله تعالى : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى } [ سورة القصص ] )) أي تمت قوته الجسدية .
ففي (( القاموس )) (ص1673) : (( واستوى الرجل : بلغ أشده )) ا هـ ، قال الحافظ محمد مرتضى الزبيدي شارح القاموس (ج10/189): (( فعلى هذا قوله تعالى : {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى } [سورة القصص ] )) ا هـ، وفي (( مختار الصحاح )) ما نصه (ص136) : (( واستوى الرجل : انتهى شبابه )) ا هـ ، وكذا في (( لسان العرب )) (ج14/414) وفيه أيضا ما نصه (ج14/414) : (( قال الفراء : الاستواء في كلام العرب على وجهين : أحدهما أن يستوى الرجل وينتهي شبابه وقوته ...)) ا هـ.
وقال اللغوي الفيروزابادي ما نصه (بصائر ذوي التمييز ج2/106) : { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى } [ سورة القصص ] ، قوي واشتد)) ا هـ.
4- الاستيلاء أي القهر:
يقال استوى فلان على بلدة كذا إذا احتوى على مقاليد الملك واستولى عليها وحازها .
وقال اللغوي الفيومي في (( المصباح المنير ص 113)) ما نصه : (( واستوى على سرير الملك كناية عن التملك وإن لم يجلس عليه )) اهـ 5- النضج :
وقال اللغوي الفيومي في (( المصباح المنير )) ما نصه (ص 113) : ( استوى الطعام أي نضج )اهـ
6- القصد أو الإقبال :
قال اللغوي الفيومي في (( المصباح المنير)) ما نصه (ص 113) : ( واستوى إلى العراق : قصد)اهـ وقال ابن منظور في (( لسان العرب )) (ج14/414) : (( تقول : قد بلغ الأمير من بلد كذا وكذا ثم استوى إلى بلد كذا معناه قصد بالاستواء إليه )) اهـ، ثم قال : (( قال الفراء : تقول كان فلان مقبلا على فلان ثم استوى عليّ وإليَّ يشاتمني على معنى أقبل إليَّ وعليَّ )) ا هـ.
7- التماثل والتساوي :
وفي (( المصباح المنير )) ما نصه (ص 113) : (( استوى القوم في المال إذا لم يفضل منهم أحد على غيره وتساووا فيه وهم فيه سواء )) ا هـ.
وفي (( لسان العرب )) ما نصه (ج14/410) : (( استوى الشيئان وتساويا : تماثلا )) ا هـ.
8- الجلوس :
يقال: استوى على السرير إذا جلس عليه .
9- العلو :
قال ابن منظور في (( لسان العرب )) ما نصه (ج14/410) : (( قال الأخفش : استوى أي علا، تقول : استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي علوته )) اهـ .
والاستواء بمعنى العلو قد يكون بالرتبة وقد يكون بالمكان وهذا مستحيل على الله .
وقال اللغوي الفيروزابادي عند تعداد معنى الاستواء ما نصه (بصائر ذوي التمييز ج2/106) : (( بمعنى الركوب والاستعلاء : {ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ } [سورة الزخرف] أي ركبتم واستعليتم )) ا هـ.
وللاستواء غير ذلك من المعاني

ثالثاً
بيان من تأول الاستواء الاستواء على العرش بالاستيلاء والقهر
1- اللغوي السلفي الأديب أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى بن المبارك (ت237هـ) ، كان عارفا باللغة والنحو ، قال في كتابه (( غريب القرءان وتفسيره )) ما نصه : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه ] : استوى : استولى )) اهـ .
2- الإمام اللغوي أبو إسحاق إبراهيم بن السَّرِي الزجاج (ت311هـ ) قال فيه الذهبي (السير ج14/360): (( نحوي زمانه)) اهـ، قال في كتابه ((معاني القرءان )) ما نصه : ((وقالوا : معنى استوى :استولى )) اهـ .
3- الإمام أبو منصور محمد بن محمد الماتريدي الحنفي (ت333هـ) إمام أهل السنة والجماعة ، قال في كتابه المسمى (( تأويلات أهل السنة )) في تفسير قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه] ما نصه (4) : (( أو الاستيلاء [عليه ] وأن لا سلطان لغيره ولا تدبير لأحد فيه )) اهـ.
4- اللغوي أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت340هـ) قال فيه الذهبي (السير ج 15/475)ما نصه : ((شيخ العربية وتلميذ العلامة أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج ، وهو منسوب إليه )) اهـ، قال في كتابه (( اشتقاق أسماء الله )) ما نصه: (( والعلي والعالي أيضا : القاهر الغالب للأشياء، فقول العرب : علا فلان فلانا أي غلبه وقهره كما قال الشاعر :
فلما علونا واستوينا عليهم تركناهم صرعى لنسر وكاسر
يعني غلبناهم وقهرناهم واستولينا عليهم )) اهـ.
5- الشيخ أبو بكر أحمد الرازي الجصاص الحنفي (ت370هـ) في كتابه (( أحكام القرءان )).
6- المفسر أبو الحسن علي بن محمد الماوردي (ت 450 هـ ) قال في تفسيره (( النكت والعيون )) ما نصه : {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [ سورة الأعراف ] : فيه قولان : ...والثاني : استولى على العرش كما قال الشاعر :
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق )) اهـ
7- قال الحافظ البيهقي ( ت 458هـ ) في كتابه (( الأسماء والصفات )) ما نصه : (( وفيما كتب إلي الأستاذ أبو منصور بن أبي أيوب أن كثيرا من متأخري أصحابنا ذهبوا إلى أن الاستواء هو القهر والغلبة )) اهـ.
8- أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي (ت478 هـ) في تفسيره (( الوجيز )).
9- الشيخ الحسين بن محمد الدامغاني الحنفي (ت478 هـ ) في كتابه (( إصلاح الوجوه )).
10- إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني الشافعي (ت 578هـ ) قال في كتابه (( الإرشاد )) ما نصه :
(( الاستواء القهر والغلبة، وذلك شائع في اللغة إذ تقول : استوى فلان على المملك إذا احتوى على مقاليد الملك واستعلى على الرقاب )) اهـ.
11- الإمام عبد الرحمن بن محمد الشافعي المعروف بالمتولي (ت478 هـ ) قال في كتابه (( الغنية )) في دفع شبهة من منع تفسير الاستواء بالقهر ما نصه : فإن قيل الاستواء إذا كان بمعنى القهر والغلبة فيقضي منازعة سابقة وذلك محال في وصفه . وقلنا : والاستواء بمعنى الاستقرار يقتضي سبق الاضطراب والاعوجاج ، وذلك محال في وصفه )) اهـ.
12- اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصبهاني (ت502 هـ ) قال في كتابه (( المفردات )) ما نصه : (( ومتى عُدِّي- أي الاستواء – بـ (( على )) اقتضى معنى الاستيلاء كقوله : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه ] )) اهـ.
13- الشيخ الفقيه أبو حامد الغزالي الشافعي (ت505هـ ) قال في كتابه (( إحياء علوم الدين )) عندما تكلم عن الاستواء ما نصه : (( وليس ذلك إلا بطريق القهر والاستيلاء )) اهـ .
14- المتكلم أبو المعين ميمون بن محمد النسفي الحنفي ( ت508هـ ) قال في كتابه (( تبصرة الأدلة )) بعد أن ذكر معاني الاستواء وأن منها الاستيلاء ما نصه : (( فعلى هذا يحتمل أن يكون المراد منه : استولى على العرش الذي هو أعظم المخلوقات )) اهـ.
15- الإمام أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ( ت514 هـ ) الذي وصفه الحافظ عبد الرزاق الطبسي بإمام الأئمة، قال في كتابه (( التذكرة الشرقية )) ما نصه : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }[سورة طه ]: قهر وحفظ وأبقى )) اهـ .
16- القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد المالكي قاضي الجماعة بقرطبة المعروف بابن رشد الجد (ت520هـ ): قال ما نصه : (( والاستواء في قوله تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [ سورة الأعراف] معناه استولى )) اهـ، ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه (( المدخل )) موافقا له ومقرا لكلامه .
17- العلامة الفقيه الأصولي أبو الثناء محمود بن زيد اللامشي الحنفي الماتريدي ( توفي في أوائل القرن السادس الهجري ) قال ما نصه: ((ووجه ذلك أن الاستواء قد يذكر ويراد به الاستقرار، وقد يذكر ويراد به الاستيلاء فيحمل على الاستيلاء دفعا للتناقض، وإنما خص العرش بالذكر تعظيما له كما خصه بالذكر في قوله تعالى : {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [سورة التوبة ] وإن كان هو رب كل شئ)) اهـ.
18- الحافظ الكبير محدث الشام المؤرخ أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله ( ت571هـ) : قال ما نصه :
خلق السماء كما يشا ء بلا دعائم مستقلة
لا للتحيز كي تكو ن لذاته جهة مقلة
رب على العرش استوى قهرا وينـزل لا بنقلة
19- الإمام الحافظ المفسر عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي ت 597 هـ في كتابه دفع شبه التشبيه.
20- المفسر فخر الدين الرازي الشافعي (ت606هـ) : قال في تفسيره ما نصه : (( فثبت أن المراد استواؤه على عالم الأجسام بالقهر والقدرة والتدبير والحفظ )) اهـ، وقال في موضع ءاخر ما نصه : (( قال بعض العلماء : المراد من الاستواء الاستيلاء )) اهـ ، وقال في كتابه (( أساس التقديس : (( وإذا ثبت هذا ظهر أنه ليس المراد من الاستواء الاستقرار ، فوجب أن يكون المراد هو الاستيلاء والقهر وهذا مستقيم على قانون اللغة، قال الشاعر : قد استوى بشر على العراق )) ا هـ.
21- الشيخ المتكلم سيف الدين الآمدي الحنبلي ثم الشافعي (ت631هـ) ذكر في كتابه (( أبكار الأفكار )) أن تفسير الاستواء بالاستيلاء والقهر هو من أحسن التأويلات وأقربها .
22- الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام الشافعي (ت660هـ ) في كتابه
(( الإشارة إلى الإيجاز )).
23- الشيخ الفقيه القرافي المالكي (ت684هـ ) .
24- المفسر القاضي أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد البيضاوي الشافعي (ت685 هـ وقيل 691هـ ) قال في تفسيره (( أنوار التنـزيل )) ما نصه: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [سورة الأعراف ] : استوى أمره أو استولى )) اهـ.
25- المفسر أبو البركات عبد الله بن أحمد النسفي (ت 710هـ وقيل 701هـ ) قال في تفسيره(( مدارك التنـزيل )) ما نصه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه ] : استولى، عن الزجاج )) اهـ .
26- اللغوي محمد بن مكرم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور (ت711هـ) قال في كتابه (( لسان العرب )) من غير أن يتعرض لتفسير ءاية الاستواء ما نصه : (( استوى: استولى، وظهر )) اهـ
27- المحدث الفقيه ابن المعلم القرشي (ت725 هـ) : ذكر في كتابه (( نجم المهتدي )) معاني الاستواء وأن منها الاستيلاء المجرد عن معنى المغالبة ، ولم يعترض على هذا التفسير ، نقله الكوثري في تعليقه على (( الأسماء والصفات )).
28- الشيخ أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن جهبل الحلبي الشافعي (ت733هـ ) قال في رسالته التي ألفها في نفي الجهة عن الله ردا على ابن تيمية ما نصه : ((والاستواء بمعنى الاستيلاء )) اهـ ، نقله التاج السبكي في ((طبقاته )) .
29- القاضي محمد بن إبراهيم الشافعي الشهير ببدر الدين بن جماعة ( ت 733 هـ ) قال في كتابه (( إيضاح الدليل )) ما نصه: (( فقوله تعالى : { اسْتَوَى } يتعين فيه معنى الاستيلاء والقهر لا القعود والاستقرار )) اهـ .
30- الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المغربي المالكي المعروف بابن الحاج ( ت 737 هـ ) كان من أصحاب العلامة الولي العارف بالله الزاهد المقرئ ابن أبي جمرة رحمه الله تعالى ونفعنا به ، ذكر في كتابه (( المدخل )) كلام ابن رشد الجد الذي ذكرناه ءانفا مؤيدا وموافقا له 31- الفقيه شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الشافعي المعروف بابن اللبان (ت749هـ ) في كتابه (( إزالة الشبهات )).
31- القاضي عبد الرحمن بن أحمد الإيجي (ت756 هـ ) في كتابه (( المواقف )) .
33- الإمام الفقيه تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي ( ت756هـ ) قال في كتابه (( السيف الصقيل )) ما نصه :
((فالمقدم على هذا التأويل – أي تأويل الاستواء بالاستيلاء – لم يرتكب محذورا ولا وصف الله تعالى بما لا يجوز عليه )) اهـ .
34- اللغوي المفسر أحمد بن يوسف الشافعي المعروف بالسمين الحلبي (ت756هـ ) قال في كتابه (( عمدة الحفاظ )) ما نصه : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه] : أي استولى )) اهـ.
35- القاضي محمود بن أحمد القونوي الحنفي المعروف بابن السراج (ت770هـ ويقال 771هـ ) كما في كتابه (( القلائد )) .
36-اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي ( ت817هـ ) قال في كتابه ((بصائر ذوي التمييز )) عند ذكر معاني الاستواء ما نصه : (( بمعنى القهر والقدر: { اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }[سورة الأعراف ] { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }[سورة طه ] )) اهـ .
37- الشيخ الفقيه تقي الدين الحصني الشافعي (ت829هـ ) قال في كتابه (( دفع شبه من شبه وتمرد )) في معرض بيان معنى الاستواء في اللغة ما نصه: (( ومنها الاستيلاء على الشئ )) اهـ .
38- الفقيه الأصولي كمال الدين محمد بن عبد الواحد الحنفي المعروف بابن الهمام (ت861هـ )قال في كتابه ((المسايرة )) ما نصه : (( أما كون المراد أنه – أي الاستواء – استيلاؤه على العرش فأمر جائز الإرادة )) اهـ .
39-الشيخ محمد بن سليمان الكافيجي (ت879هـ ) أحد مشايخ السيوطي قال في كتابه (( التيسير )) ما نصه : (( أما التأويل في العرف فهو صرف اللفظ إلى بعض الوجوه ليكون ذلك موافقا للأصول كما إذا قال القائل : الظاهر أن المراد من الاستواء في قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[سورة طه ] هو الاستيلاء بما لاح لي من الدليل فذلك تأويل برأي الشرع )) اهـ.
40- المحدث الشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي (ت879هـ ) قال في حاشيته على (( المسايرة )) ما نصه : ((قال أهل الحق بأن الاستواء مشترك بين معان ، والمعنى الأليق الاستيلاء )) اهـ .
41- الشيخ كمال الدين محمد بن محمد الشافعي المعروف بابن أبي شريف (ت906هـ ) شارح كتاب (( المسايرة)) لابن الهمام الذي مر ذكره ووافقه على التأويل باستولى .
42- قال الحافظ السيوطي الشافعي (ت 911هـ ) في كتابه (( الكنـز المدفون )) ما نصه : (( خص – أي الله – الاستواء عليه – أي العرش – وهو استواء استيلاء ، فمن استولى على أعظم المخلوقات استولى على ما دونه )) اهـ
43- الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني الشافعي (ت923هـ ) كما في شرحه على البخاري .
44- القاضي الشيخ زكريا بن محمد الأنصاري المصري الشافعي ( ت926 هـ ) كما في كتابه (( غاية الوصول شرح لب الأصول )) .
45- الشيخ أبو الحسن علي بن محمد المنوفي المالكي المصري ( ت939 هـ ) قال في كتابه (( كفاية الطالب )) ما نصه : (( معنى استوائه على عرشه أن الله تعالى استولى عليه استيلاء ملك قادر قاهر، ومن استولى على أعظم الأشياء كان ما دونه منطويا تحته، وقيل الاستواء بمعنى العلو أي علو مرتبه ومكانة لا علو المكان )) اهـ.
46- المفسر محمد بن مصطفى الحنفي المعروف بشيخ زاده (ت951هـ) كما في حاشيته على تفسير البيضاوي فقد قال : (( ولا يتوهم من استوائه على العرش كونه معتمدا عليه مستقرا فوقه بحيث لولا العرش لسقط ونزل لأن ذلك مستحيل في حقه تعالى لاتفاق المسلمين على أنه تعالى هو الممسك للعرش والحافظ [ له ] وأنه لا يحتاج إلى شئ مما سواه بل المراد من الاستواء على العرش والله أعلم الاستيلاء عليه ونفاذ التصرف ، وخص العرش بالاستيلاء عليه لأنه أعظم المخلوقات ، قال الشاعر :
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق )) اهـ
47- الشيخ يوسف بن عبد الله الأرميوني الشافعي (ت958 هـ ) في كتابه (( القول المعتمد )).
48- المفسر القاضي أبو السعود محمد بن محمد العمادي الحنفي ( ت982 هـ ) في تفسيره (( إرشاد العقل السليم )).
49- الشيخ أحمد بن غنيم النفراوي المالكي الأزهري (ت 1126 هـ ) في كتابه (( الفواكه الدواني ))، قال ما نصه :
(( استوى أي استولى بالقهر والغلة استيلاء ملك قاهر وإله قادر، ويلزم من استيلائه تعالى على أعظم الأشياء وأعلاها استيلاؤه على ما دونه )) اهـ .
50- الشيخ المفسر سليمان بن عمر الشهير بالجمل الشافعي (ت1204 هـ ) نقل في حاشيته على تفسير الجلالين عن شيخه ما نصه : (( طريقة الخلف التأويل بتعيين محمل اللفظ فيؤولون الاستواء بالاستيلاء )) اهـ .
51- الحافظ اللغوي الفقيه محمد مرتضى الزبيدي الحنفي (ت1205هـ) قال في شرح الإحياء ما نصه : ((وإذا خيف على العامة لقصور فهمهم عدم فهم الاستواء إذا لم يكن بمعنى الاستيلاء إلا الاتصال ونحوه من لوازم الجسمية فلا بأس بصرف فهمهم إلى الاستيلاء صيانة لهم من المحذور، فإنه قد ثبت إطلاقه وإرادته لغة )) اهـ.
52- الشيخ محمد الطيب بن عبد المجيد المدعو ابن كيران المالكي (ت1227هـ ) في شرحه على ((المرشد المعين على الضروري من علم الدين (1/448) مفسرا الاستواء على العرش بالقهر والغلبة لقوله:
فلما علونا واستوينا عليهم جعلناهم مرعى لنسر وطائر
وقوله :
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق ))
وخص العرش لأنه أعظم المخلوقات ، ومن استولى على أعظمها كان استيلاؤه على غيره أحرى )) اهـ .
53- الشيخ أحمد بن محمد المالكي الصاوي ( ت1241هـ ) كما في شرحه على جوهرة التوحيد )) اهـ .
54- الشيخ إدريس بن أحمد الوزاني الفاسي المولود سنة 1275هـ في (( نشر الطيب )) قال : (( الاستواء يطلق لغة على الاستقرار على الشئ ولكن لا يحمل على ظاهره كما تقول المشبهة بل المراد لازمه الذي هو الاستيلاء بالقهر والغلبة )) اهـ.
55- المحدث أبو عبد الله محمد بن درويش الحوت البيروتي الشافعي (ت1276هـ ) قال في رسالته (( الدرة البهية في توحيد رب البرية ))ما نصه : (( وقد أول الخلف الاستواء بالقهر والاستيلاء على العرش )) اهـ .
56- الشيخ إبراهيم محمد البيجوري الشافعي ( ت1277هـ ) كما في شرح (( جوهرة التوحيد))
57- الشيخ محمد علاء الدين بن محمد أمين عابدين الدمشقي الحنفي (ت1306هـ) في كتابه (( الهدية العلائية )) قال ما نصه : (( وقالوا : (( استوى )) بمعنى استولى )) اهـ.
58- الشيخ محمد بن محفوظ الترمسي الأندنوسي ( كان حيا سنة 1329 هـ ) قال في تفسير قوله تعالى :{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } : (( فالظاهر من ذلك ليس مرادا اتفاقا، ثم السلف يفوضون علم حقيقته على التفصيل إلى الله ، والخلف يؤولونه إلى أن المراد من الاستواء الاستيلاء والملك على حد قول الشاعر : قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق )) اهـ.
59- الشيخ الفقيه المفسر المتكلم محمد نووي الشافعي الجاوي (ت1316هـ ) في تفسيره .
60- شيخ الأزهر في مصر الأستاذ سليم البشري (ت 1335هـ ) : قال في فتوى له نقلها الشيخ سلامة العزامي ( ت1376هـ ) في رسالته (( فرقان القرءان )) : (( إن الاستواء بمعنى الاستيلاء كما هو رأي الخلف )) اهـ.
61- الشيخ طاهر بن محمد الجزائري الدمشقي (ت 1338هـ ) كما في كتابه (( الجواهر الكلامية )) .
62- الشيخ عبد المجيد الشرنوبي المصري الأزهري المالكي ( ت 1348هـ ) كما في شرحه على (( تائية السلوك )) وفي (( تقريب المعاني )) .
63- الشيخ محمد بن محمد الخطاب السبكي الأزهري ( ت1352 هـ ) كما في كتابه (( إتحاف الكائنات )) .
64- الشيخ عثمان بن حسنين بري الجعلي المالكي ( انتهى المؤلف من شرحه سنة 1364هـ) قال في كتابه (( سراج الملوك شرح أسهل المسالك )) ما نصه : (( وتؤول الاستواء على العرش بالقهر والغلبة بمعنى أن الله تعالى مالك للعرش وما حواه )) اهـ.
65- الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ( ت 1367 هـ ) هو مدرس علوم القرءان والحديث في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر بمصر ، قال في كتابه (( مناهل العرفان )) طبق ما قرره مجلس الأزهر الأعلى في دراسة تخصص الكليات الأزهرية ما نصه : (( وطائفة المتأخرين يعينون فيقولون : إن المراد بالاستواء هنا هو الاستيلاء والقهر من غير معاناة ولا تكلف لأن اللغة تتسع لهذا المعنى )) اهـ
66- الشيخ محمد زاهد الكوثري ( ت 1371هـ ) كان وكيل مشيخة الإسلام بالاستانة، ووافق في (( تكملة الرد على نونية ابن القيم )) الحافظ الفقيه السبكي على تأويل الاستواء بالاستيلاء .
67- الشيخ سلامة القضاعي العزامي ( ت1367 هـ ) كما في كتابه (( البراهين الساطعة ))، ورسالته (( فرقان القرءان )).
68- كتاب العقيدة الإسلامية : التوحيد من الكتاب والسنة .
69- الشيخ إبراهيم الدسوقي وزير الأوقاف سابقا ( مصر ) .
70- الشيخ حسين بن عبد الرحيم مكي في كتابه (( مذكرات التوحيد )).
71- وكذا في كتاب (( مشروع زايد لتحفيظ القرءان الكريم )) بدولة الإمارات العربية المتحدة .
72- قال الشيخ محمد حامد ( مدرس وخطيب جامع السلطان بحماه ) في كتابه (( ردود على أباطيل )): (( وإن استواء الله على عرشه يجري فيه مذهبان للسلف والخلف، فالسلف يفوضون معناه إلى الله تعالى مع التنـزيه، والخلف يؤولونه بالاستيلاء على العرش وهو أعظم المكونات، فهو إذن مستول على غيره بالأولى من غير استعصاء سابق لا من العرش ولا من غيره )) اهـ.
73- الشيخ عبد الكريم المدرس ( إمام وخطيب جامع الأحمدي والمدرس في الحضرة الكيلانية ببغداد ) في كتابه (( الوسيلة )) .
















قديم 2011-06-20, 20:39   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
قذائف الحق
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أين الله ؟ أم لا إله إلا الله ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الخلق أجمعين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, وبعد
أين الله ؟ أم لا إله إلا الله ؟
مقال للشيخ فوزي العنجري
اطلعت على حلقتين من مقالة كتبها احدهم عنوانها ( أين الله ؟ الله في السماء) ، صاغها بإسلوب مناظرة تخيلها بين شخصين ، الأول منهما سماه " الشيخ عبد الله:" وجعله ممثلا لفكره ناطقا باسمه ، وأجرى على لسانه ما يريد قوله للقراء ، وأضفى عليه ما استطاع أن يضفيه من علم وحكمة ، وحفظ ، والثاني منهما سماه التائه !! وهو شاب أخرق إمعة لا علم لديه ولا فهم ولا حفظ ، شاب هزيل ركيك ، لم يكن له إلا التلقي من الشيخ عبد الله ، وهز رأسه مؤيدا ومؤمِّنا ومعقبا بعبارات الإعجاب والانبهار ، وجعل هذا الشاب المفلس ممثلا لخصومه الأشاعرة ، وناطقا بأسمائهم ، وهذا ليسهل على الشيخ عبد الله هزيمة قرينه والتفوق عليه .
وموضوع المقالة ظاهر من عنوانها ، أين الله ؟ ، والجواب الله في السماء
وأنا أقرأ المقالة كان يلازمني سؤال ملح، هو:
ما الفائدة من طرح مثل هذه الموضوعات ؟ وما الداعي المقتضى لذلك ؟
هل معرفة أين الله أصل من أصول الدين ؟
وهل الجاهل بـ ( أين الله ) مؤاخذ عند الله تعالى ؟
وإن كان كذلك، لماذا لم يمتحن رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بطرح هذا السؤال عليهم ؟
إن المعلوم من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم انه بعث بلا إله إلا الله محمد رسول الله ، وأُمر بأن يقاتل الناس عليها حتى يقروا بها ، فإذا فعلوا عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحق ، هذا هو الذي بُعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو ثابت في الصحيح ، ولم يؤمر بامتحان الناس
بـ ( أين الله ؟ )
بل لو افترضنا مسلما موحداً مات دون أن يدور في خلده هذا الأمر، ومات موقناً بالله ورسوله وكتابه، كان من الناجين بإذن الله تعالى، لأنه لم يجهل شيئا يتوجب عليه معرفته.
فلماذا تثار مثل هذه الموضوعات ويتكرر طرحها والحديث عنها وكأنها مما لا يعذر المسلم بالجهل به ؟
لماذا ولمصلحة من ؟
ألا يكفى المسلمين ما هم فيه من إحن ومحن وفتن حتى نزيدهم تشرذما وتفرقا ؟
الله تعالى هو العلىُّ رفيع الدرجات ذو العرش ، وهو القاهر فوق عباده المتعالي بمجده وجميل صفاته ، له العلو اللائق بربوبيته وألوهيته ، العلو المنـزَّه عن كل نقص وشائبةِ مشابهةِ الخلق ، هذا ما ينبغي أن يعتقده المسلم بربه تعالى ، وهذا ما نعتقده وندين الله تعالى به .
أما العلو الحسي الذي يشار إليه بالإشارة الحسية، فالله تعالى منـزَّه عنه، فهو من سمات المخلوق الحالِّ بالأمكنة.
وسؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية الصغيرة ( أين الله ) هو من باب التنـزُّل مراعاة لعقل الجارية ، وليس السؤال على ظاهره ، لأن ( أين ) في حقيقتها يُستفسر بها عن المكان ، والله منـزَّه عن المكان ، فهو خالق المكان .
قال الإمام القرطبي صاحب المُفهِم ( وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية ( أين الله ) ، هذا السؤال من النبي صلى الله عليه وسلم تنـزُّلٌ مع الجارية على قدر فهمها ، إذ أراد أن يظهر منها ما يدل على إنها ليست ممن يعبد الأصنام ولا الحجارة التي في الأرض...
إلى أن قال رحمه الله : ثم اعلم انه لا خلاف بين المسلمين قاطبة محدثهم وفقيههم ومتكلمهم ومقلدهم ونظارهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى : " ءأمنتم من في السماء " ليست على ظاهرها وأنها متأولة عند جميعهم ..... وقد حصل من هذا الأمر المحقق ، إن قول الجارية ( في السماء ) ليس على ظاهره باتفاق المسلمين ، فيتعين أن يُعتقد فيه انه مُعَرَّض لتأويا المتأولين ، وأن من حمله على ظاهره فهو ضالٌّ من الضالِّين ) انتهى
وهذا الذي نقلناه عن أبى العباس القرطبي رحمه الله تعالى هو قول الإمام النووي والعز بن عبد السلام والحافظ بن حجر والسيوطي والسخاوى ومن قبلهم البيهقى وابن عساكر وابن الجو زى والغزالي والجوينى والرازي وغيرهم من أئمة الإسلام .
قال الإمام الزجاج المتوفى سنة ( 311 هـ ) في كتابه تفسير أسماء الله الحسنى :
( الظاهر، هو الذي ظهر للعقول بحججه ..... والله تعالى عالٍ على كل شيء ، وليس المراد بالعلو ارتفاع المحل ، لأن الله تعالى يجلُّ عن المحل والمكان ، وإنما العلو علو الشأن وارتفاع السلطان ، ويؤكد الوجه الآخر قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه : " أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ..." .) انتهى
وقال الإمام ابن عطية: ( وقوله تعالى: ( من في السماء ) جار على عرف تلقى البشر أوامر الله تعالى ونزول القدر بحوادثه ونعمه ونقمه وآياته من تلك الجهة، وعلى ذلك صار رفع الأيدي والوجوه في الدعاء إلى تلك الجهة والناحية ...) انتهى
وقال الإمام أبو عبد الله القرطبي صاحب التفسير بعد أن نقل بعض الوجوه في تفسير قواه تعالى
( ءأمنتم من في السماء ) قال :
وقال المحققون ءأمنتم من في السماء .. أي فوقها لا بالمماسة والتحيز ولكن بالقهر والتدبير ، وقيل معناه ءأمنتم من في السماء ، كقوله (( ولأصلبنَّكم في جذوع النخل )) أي عليها ، ومعناه أنه مدبرها ومالكها .... والأخبار في هذا الباب كثيرة منتشرة ، مشيرة إلى العلو ، لا يدفعها إلا ملحد أو جاهل معاند ، والمراد بها توقيره و تنـزيهه عن السفل والتحت ، ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود ، ، لأنها صفات الأجسام ، وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنـزل القطر ومحل القدس ومعدن المطهرين من الملائكة ، واليها ترفع أعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته ، كما جعل الله الكعبة قبلة الدعاء والصلاة ، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها ...) انتهى .
وقال الحافظ ابن حجر: ( لأن وصفه تعالى بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس ... ) انتهى
وقال أيضا : ( ولا يستحيل وصفه بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد الذي يفضى إلى التشبيه ...) انتهى
والنصوص عن العلماء كثيرة لا تسعها هذه المقالة، ولعل فيما نقلناه كفاية لمن أنصف.
إن النصوص التي استدل بها الكاتب ، والتي يوهم ظاهرها أن الله في السماء يشار إليه بالإشارة الحسية وغيرها من النصوص التي ظاهرها يوهم ذلك ، تعارضها نصوص يوهم ظاهرها أن الله تعالى مع خلقه بذاته ، مثل قوله تعالى " وهو معكم أينما كنتم " ،
وقوله "إنى ذاهب إلى ربى " ،
وقوله " إنى مهاجر إلى ربى "
وقوله تعالى " أن بورك من في النار ومن حولها "
وقول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا كان أحدكم يصلى فلا يبصق قِبَل وجهه، فإن الله قِبَل وجهه إذا صلى "
وفى رواية " ربه بينه وبين قِبلته "
وقوله عليه الصلاة والسلام " الذي تدعونه اقرب إلى أحدكم من راحلة أحدكم "
وقوله عليه الصلاهة والسلام : إن الله عز وجل يقول يوم القيامة :
يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال :
أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده
يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين، قال :
أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي
يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال:
استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي.
رواه مسلم.
قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث :
قال العلماء، إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى، والمراد العبد تشريفاً للعبد وتقريباً له، قالوا، ومعنى وجدتني عنده، أي وجدت ثوابي وكرامتي، ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث، لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه، والله أعلم.
فما الذي جعل اعتقاد ظاهر هذه كفرا واعتقاد ظاهر تلك سنة وهدى ؟ !
وما المسوِّغ الذي سوَّغ تأويل هذه وحملها على معية العلم والإحاطة ، ومنع تأويل نصوص الكون في السماء والإشارة الحسية ونحوها على علو الرتبة والمكانة ؟!
والحق انه كما أن النصوص التي ظاهرها المعية بالذات والحلول مع الخلق مستحيلة الظاهر ، ومصروفة إلى معية العلم والإحاطة والنصرة وغير ذلك من المعاني الموفقة لضوابط التنـزيه ومعايير اللغة ، وهذا باتفاق ، فكذلك الحال مع النصوص التي ظاهرها الظرفية و التحيـز والكون في السماء والإشارة الحسية ، فهي أيضا مستحيلة الظاهر ومصروفة إلى معان لائقة بالله تعالى من علو الرتبة والقدر ، والقهر والسلطان ، وغير ذلك .
لا فرق بين هذه النصوص وتلك البتة، ومن فرّق بينها فاعتقد ظاهر هذه ونفى ظاهر تلك فقد فرّق بين المتماثلات، ورجع فعله إلى التحكم والتشهي والهوى، وطولب بالدليل على التفريق.
لقد خاض الكاتب في موضوعات عدة ، كموضوع التفويض ، وحديث الآحاد ، وقد ناقش العلماء هذه الموضوعات وأشبعوها بحثا ، فعلى من أراد الحق فيها أن يرجع إلى كتب الأصول ، أصول الدين والفقه والعقائد والحديث حيث مظانها .
وكنا قد جمعنا ورقات من أقوال العلماء ونشرناها بعنوان ( أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم ) نقلنا فيها طرفا مما أفاض فيه العلماء وأسهبوا فيه من هذه المسائل ، وتوجناه بمجموعة من تقريظات بعض أهل العلم في عالمنا الإسلامي .
إن المقالة لا تتيح المساحة الكافية لمناقشة هذه المسائل ، بشيء من التفصيل ، لهذا سنكتفي بمعالجتها عن بعد دون الدخول بتفاصيلها وما لا يرك كله لا يترك جله .
أما التفويض الذي جعله الكاتب مذهب أهل البدع ويعنى بهم الاشاعرة بالطبع ، فمعناه إرجاع معرفة تلك النصوص إلى قائلها ، فالله تعالى اعلم بمراده ، وهذا المذهب ليس مذهب أهل البدع كما قال الكاتب بل هو مذهب جمهور السلف الصالح وكثير من الخلف .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ( هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء .... احدهما :
وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين ، انه يُؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى ، وان ظاهرها المراد فى حقنا غير مراد ولا يُتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنـزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق ،
والثاني:
مذهب اكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي عن مالك والاوزاعى أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها .) انتهى
ونقل عن الإمام احمد بن حنبل رضي الله عنه في أحاديث الصفات : ( نؤمن بها ونصدِّق بها ولا كيف ولا معنى .) انتهى
وهذا صريح في التفويض لا يحتمل تحميله أي معنى آخر
وقال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى : ( والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة سفيان الثوري ومالك بن انس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم ، أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا ، تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف ، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأحاديث كما جاءت ويُؤمن بها ولا تُفَسَّر ولا تُتَوَهَّم ولا يقال كيف ...) انتهى
وقوله : وتفسر ولا تتوهم صريح في أنهم لا يعلمون معاني تلك الألفاظ ، نعم يعلمون المعنى الإجمالى للنص ، ولكن اللفظ المتشابه لا يعلمون المراد منه ويفرون من تفسيره والخوض فيه .
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى : ( فقولنا في ذلك وبابه الإقرار والإمرار وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم .) انتهى
ونقل الحافظ بن حجر عن ابن المنيِّر مؤيداً تقسيم المذاهب في المتشابهات إلى ثلاثة مذاهب فقال:
( والثالث إمرارها على ما جاءت مفوضا معناها إلى الله تعالى ...) ثم قال الحافظ : ( قال الطيبى هذا هو المذهب المعتمد وبه يقول السلف الصالح ) انتهى
وذكر الحافظ بن حجر أكثر من موضع في كتابه الفتح أن القول في المتشابهات إما التفويض وإما التأويل.
والنصوص في هذا كثيرة جدا كلها يفند ما قاله الكاتب وزعمه من أن التفويض مذهب أهل البدع.
حديث الآحاد
وهو الحديث الذي لم يبلغ حد التواتر الذي ترويه جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب، فكل خبر لك يكن على هذه الصفة فهو حديث آحاد وقد اختلف العلماء في خبر الآحاد، هل يفيد العلم واليقين والقطع، أم الظن، والذي عليه غالب العلماء وجمهورهم انه لا يفيد العلم واليقين
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
( وأما خبر الواحد فهو ما لم يوجد فيه شروط المتواتر ، سواء كان الراوي فيه واحد أو أكثر ، واختلف في حكمه ، فالذي عليه جماهير المسلمين من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من المحدثين والفقهاء وأصحاب الأصول ، أن خبر الواحد الثقة حجة من حجج الشرع يلزم العمل بها ويفيد الضن ولا يفيد العلم .) انتهى
لهذا السبب لم يأخذ به أهل السنة في أصول العقائد كصفات الله تعالى التي يلزم لثبوتها القطع واليقين
قال الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى : ( خبر الواحد لا يقبل في شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلَّفين العلم بها والقطع عليها ، والعلة في ذلك ، انه إذا لم يعلم أن الخبر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ابعد من العلم بمضمونه ، فأما ما عدا ذلك من الأحكام التي لم يوجب علينا العلم بان النبي صلى الله عليه وسلم قررها واخبر عن الله عز وجل بها فان خبر الواحد فيها مقبول والعمل واجب .) انتهى
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في معرض رده على خصمه فى منهاج السنة :
( إن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به .) انتهى
بهذا وغيره يستبين مسلك أهل السنة في خبر الآحاد ، وان عدم أخذهم به في العقيدة ليس على الإطلاق ، بل هو محصور في الأبواب التي يلزم لثبوتها القطع واليقين الذي لا يتوفر في خبر الآحاد ، زاما ما عدا ذلك من الأبواب كالسمعيات فهم يأخذون به ويثبتون به أحكام العقائد .
وأخيرا أقول
إن من يتصدى للكتابة للناس يقع على عاتقه حمل ثقيل ، لكونه يملك سلاحا فعالا في أذهان الناس ، فعليه أن يتقى الله تعالى ويراعى عقول الناس فلا يلقى لهم ما من شأنه أن يبلبل أفكارهم وعقائدهم لاسيما إذا كان هذا الذي يلقيه مما لا فائدة ولا أهمية لذكره كهذا الموضوع الذي عقد له الكاتب مقالته وبني عليه المناظرة الساذجة .
وبدلا من إثارة هذه الموضوعات كان التركيز على الجوانب الإيمانية والروحية التي تعزز الجانب السلوكي والأخلاقي الذي يعانى منه النشء الإسلامى ، نعم ، التركيز على هذه القضايا أجدى وانفع من إثارة موضوع (أين الله ) و (خلق القرآن ) وغير ذلك من الموضوعات النظرية التي تشوش أذهان الناس وان لم تفعل فلن تفيدهم معرفتها شيئا .
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا يختلفون ، إهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك انك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم .














قديم 2011-06-20, 22:57   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قذائف الحق مشاهدة المشاركة
يا أخ جمال ها قد جاءك صدى صوتك، لقد نصحك الاخوة بعدم التعنت ولكن اردت غير ذلك، فلا تغتر بتك النقولات التي استدللت بها ونسيت ان تقول للاعضاء بأن هناك راي اخ غير هذا، فهاهو امامك وقد ساعدناك لوجه الله.
لذا نرجوا ان تتوقف عن هذا التشدد الذي قد يضر بك اولا وبمصداقية الفكر الوهابي وبالمنتدى ثانيا وثالثا.
هذا رجاء فقط لا استعطاف،وان اردت المواصلة فنحن لها.

ذلك الموقع الزنديق الذي تنقل منه مقالاتك وتنهل منه علمك وحده دليل كاف شاف لكل اعضاء المنتدى ليعلموا ان الذين يردون على اهل السنة هم في حقيقة الامر ينحدرون من سلالة عبدة القبور والاولياء الصاحين، و كل عضو من اعضاء ذلك المنتدى الذي تنقل منه هدفه في هذا الوجود ان يصبح قبرا او وليا صالحا ليصبح تاجا يعبد، لذلك تجدهم ينشرون عقيدة ان الله في كل مكان بما في ذلك المزابل والقبور وبذلك تبدء عقيدة الحلول فالمشبع بهذه الزندقة يعتبر انه هو الله والله هو كما قال ابن عربي الزنديق والحلاج وغيرهم ممن يريد نشر فكرهم اما اهل السنة فالههم على العرش في السماء وهو العلي الاعلى فوق كل شيء ليس كمثله شيء وهو القائل والسميع والبصير كما جاء في القرآن الكريم ليس كما يدعي الزنديق ان القائل الرحمن على العرش استوى والله في السماء كافر فمن عجائب الامور ان التزندق يجعل الزنديق يرى التسليم بظاهر القران الكريم كفر ..... عجب جدا









قديم 2011-06-21, 09:32   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
samou el fedjm
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرايجي مشاهدة المشاركة

ذلك الموقع الزنديق الذي تنقل منه مقالاتك وتنهل منه علمك وحده دليل كاف شاف لكل اعضاء المنتدى ليعلموا ان الذين يردون على اهل السنة هم في حقيقة الامر ينحدرون من سلالة عبدة القبور والاولياء الصاحين، و كل عضو من اعضاء ذلك المنتدى الذي تنقل منه هدفه في هذا الوجود ان يصبح قبرا او وليا صالحا ليصبح تاجا يعبد، لذلك تجدهم ينشرون عقيدة ان الله في كل مكان بما في ذلك المزابل والقبور وبذلك تبدء عقيدة الحلول فالمشبع بهذه الزندقة يعتبر انه هو الله والله هو كما قال ابن عربي الزنديق والحلاج وغيرهم ممن يريد نشر فكرهم اما اهل السنة فالههم على العرش في السماء وهو العلي الاعلى فوق كل شيء ليس كمثله شيء وهو القائل والسميع والبصير كما جاء في القرآن الكريم ليس كما يدعي الزنديق ان القائل الرحمن على العرش استوى والله في السماء كافر فمن عجائب الامور ان التزندق يجعل الزنديق يرى التسليم بظاهر القران الكريم كفر ..... عجب جدا

أو كالجفري الذي يقول يستطيع الله ان يخلق ولدا مكن دون أب

ولك ان تفهم ماذا يقصد ؟ لأن الله خلق عيسى ابن مريم من دون أب









قديم 2011-06-21, 09:36   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
samou el fedjm
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الآيات الدالة على استواء الله على عرشه فوق سماواته





ذكر الله تبارك وتعالى ذكر استواءه على العرش في سبعة مواضع من القران:
الموضع الأول قوله تعالى في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
الموضع الثاني قوله تعالى في سورة يونس: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}
الموضع الثالث قوله تعالى في سورة الرعد: {اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}
الموضع الرابع قوله تعالى في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
الموضع الخامس قوله تعالى في سورة الفرقان: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}
الموضع السادس قوله تعالى في سورة السجدة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}
الموضع السابع قوله تعالى في سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

والنص على استواء الرب تبارك وتعالى على العرش، الذي هو فوق جميع المخلوقات، ينافي كونه مع سكان الأرض بذاته، وفي كل من هذه الآيات السبع أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية.

و قول الله تعالى في سورة النحل: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} وإذا كان الرب تبارك وتعالى فوق الملائكة الذين هم سكان السموات، ولم يكن معهم بذاته، فكيف يقال: إن معيته لخلقه –أي الذين في الأرض- معية ذاتية هذا قول ظاهر البطلان.
و قول الله تعالى في سورة الأنعام: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}
وقوله تعالى في سورة الأنعام أيضا: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً}
وقوله في سورة الأعلى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
وقوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى}
وقوله تعالى في سورة الرعد: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}
وقوله تعالى في سورة غافر: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ}
وقوله تعالى: {وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} وقوله تعالى في سورة الشورى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
وقوله تعالى: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} وقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} وقوله تعالىفي سورة سبأ: {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } وقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}
وقوله تعالى في سورة غافر: {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ}

فقد وصف الرب تبارك وتعالى نفسه في هذه الآيات بصفة العلو المطلق، وهو يشمل علو القدر، وعلو القهر، وعلو الذات، ولا يخفى على من له عقل وعلم أن صفة علو الذات تنافي المعية الذاتية للخلق أعظم المنافع.

و قول الله تعالى في سورة الملك: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ () أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}

قال البيهقي في كتاب " الأسماء والصفات" في الكلام على قوله: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} أراد من فوق السماء كما قال: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} بمعنى على جذوع النخل. وقال: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ}أي على الأرض. وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السموات، فمعنى الآية: أأمنتم من على العرش كما صرح به في سائر الآيات.
قال: وفيما كتبنا من الآيات دلالة على إبطال قول من زعم من الجهمية: أن الله بذاته في كل مكان، وقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} (4) سورة الحديد إنما أراد بعلمه. لا بذاته انتهى.

وقال القرطبي في تفسيره في الكلام على قوله تعالى: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} قال المحققون: أأمنتم من فوق السماء كقوله: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ} أي فوقها انتهى.

و قول الله تعالى في سورة فاطر: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
وقوله تعالى في سورة السجدة: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ}
وقوله تعالى في سورة المعارج: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}
وقوله تعالى في سورة آل عمران: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}
وقوله تعالى في سورة النساء: {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ}
وقوله تعالى في سورة النحل: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ}
وقوله تعالى في سورة المائدة: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} وقوله تعالى في سورة الأنعام: {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ} وقوله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ () مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ}
وقوله تعالى في سورة غافر{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا} وقوله تعالى {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}وقوله تعالى {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}
وقوله تعالى " وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا "

وهذا شيء من الآيات الكثيرة الواردة في كتاب الله والتي تدل دلالة صريحة على علو الله فوق سماواته ومباينته لخلقه










قديم 2011-06-21, 09:52   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
samou el fedjm
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأحاديث الدالة على استواء الله على عرشه فوق سماواته وأنه بائن من خلقه



جاء الصَّحِيحَيْن مِنْ حَدِيث أَبِي الزِّنَاد عَنْ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمَّا قَضَى اللَّه الْخَلْق كَتَبَ فِي كِتَاب ,فَهُوَ عِنْده فَوْق عَرْشه إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي " . وَفِي لَفْظ الْبُخَارِيّ " هُوَ وَضْع عِنْده عَلَى الْعَرْش " . وَفِي لَفْظ لَهُ أَيْضًا " فَهُوَ مَكْتُوب فَوْق الْعَرْش" .


وَفِي صَحِيح الْبُخَارِيّ أَيْضًا مِنْ حَدِيث حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ ثَابِت الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَس قَالَ " كَانَتْ زَيْنَب تَفْخَر عَلَى أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُول زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللَّه مِنْ فَوْق سَبْع سَمَاوَات " . وَفِي لَفْظ لِلْبُخَارِيِّ " كَانَتْ تَقُول أَنْكَحَنِي اللَّه فِي السَّمَاء " .


وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَة مِنْ كَسْب طَيِّب , وَلَا يَصْعَد إِلَى اللَّه إِلَّا الطَّيِّب, فَإِنَّ اللَّه يَتَقَبَّلهَا بِيَمِينِهِ , ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدكُمْ فَلُوَّهُ , حَتَّى تَكُون مِثْل الْجَبَل " لَفْظ الْبُخَارِيّ .


وَفِي الصَّحِيحَيْن مِنْ حَدِيث مَالِك عَنْ أَبِي الزِّنَاد عَنْ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَة بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَة بِالنَّهَارِ , وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاة الْعَصْر وَصَلَاة الْفَجْر , ثُمَّ يَعْرُج الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ , فَيَسْأَلهُمْ اللَّه - وَهُوَ أَعْلَم بِهِمْ - كَيْف تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ , وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ " وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيح وَقَالَ " ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ " وَقَالَ أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيح .


وَفِي الصَّحِيحَيْن قِصَّة سَعْد بْن مُعَاذ , وَحُكْمه فِي بَنِي قُرَيْظَة , وَقَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَقَدْ حَكَمْت فِيهِمْ بِحُكْمِ الْمَلِك " وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيث سَعْد بْن إِبْرَاهِيم عَنْ عَامِر بْن سَعْد عَنْ أَبِيهِ , وَفِيهِ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَقَدْ حَكَمَ فِيهِمْ الْيَوْم بِحُكْمِ اللَّه الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْق سَبْع سَمَاوَات " . وَقَالَ اِبْن إِسْحَاق فِي حَدِيثه " لَقَدْ حَكَمْت فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّه الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْق سَبْعَة أَرْقِعَة " وَالرَّقِيع مِنْ أَسْمَاء السَّمَاء .


وَرَوَى التِّرْمِذِيّ وَالْإِمَام أَحْمَد مِنْ حَدِيث الْحَسَن عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْنٍ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي " يَا حُصَيْنُ كَمْ تَعْبُد الْيَوْم إِلَهًا , قَالَ أَبِي سَبْعَة , سِتَّة فِي الْأَرْض وَوَاحِدًا فِي السَّمَاء , قَالَ فَأَيّهمْ تَعُدّ لِرَغْبَتِك وَرَهْبَتك ؟ قَالَ : الَّذِي فِي السَّمَاء , قَالَ يَا حُصَيْنُ أَمَا إِنَّك لَوْ أَسْلَمْت عَلَّمْتُك كَلِمَتَيْنِ يَنْفَعَانِك . قَالَ فَلَمَّا أَسْلَمَ حُصَيْنٌ قَالَ يَا رَسُول اللَّه عَلِّمْنِي الْكَلِمَتَيْنِ اللَّتَيْنِ وَعَدْتنِي , قَالَ : قُلْ اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي , وَأَعِذْنِي مِنْ شَرّ نَفْسِي " .


وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيح " أَنَّهُ جَعَلَ يُشِير بِأُصْبُعِهِ إِلَى السَّمَاء - فِي خُطْبَته فِي حَجَّة الْوَدَاع وَيُنَكِّسهَا إِلَى النَّاس وَيَقُول : اللَّهُمَّ اِشْهَدْ " .
قال الإمام ابن القيم : َكَانَ مُسْتَشْهِدًا بِاَللَّهِ حِينَئِذٍ لَمْ يَكُنْ دَاعِيًا حَتَّى يُقَال : السَّمَاء قِبْلَة الدُّعَاء .


وَفِي الصَّحِيحَيْن مِنْ حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نُعَيْم قَالَ سَمِعْت أَبَا سَعِيد الْخُدْرِيَّ يَقُول " بَعَثَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْيَمَن بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيم مَقْرُوظ لَمْ تُحَصَّل مِنْ تُرَابهَا فَقَسَمَهَا بَيْن أَرْبَعَة نَفَر بَيْن عُيَيْنَةَ بْن بَدْر وَالْأَقْرَع بْن حَابِس , وَزَيْد الْخَيْل , وَالرَّابِع إِمَّا عَلْقَمَة بْن عُلَاثَة وَأَمَّا عَامِر بْن الطُّفَيْل , فَقَالَ رَجُل مِنْ أَصْحَابه : كُنَّا أَحَقّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ , فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ أَلَا تَأْمَنُونِي , وَأَنَا أَمِين مَنْ فِي السَّمَاء , يَأْتِينِي خَبَر السَّمَاء صَبَاحًا وَمَسَاء " .


وعن أَبِي الدَّرْدَاء : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " رَبّنَا اللَّه الَّذِي فِي السَّمَاء , تَقَدَّسَ اِسْمك , أَمْرك فِي السَّمَاء وَالْأَرْض كَمَا رَحْمَتك فِي السَّمَاء - الْحَدِيث " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الطِّبّ وإسناده حسن .



وَرَوَى سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنْ أَبِي قَابُوس - مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرو بْن الْعَاصِ - عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " اِرْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْض يَرْحَمكُمْ مَنْ فِي السَّمَاء " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حَسَن صَحِيح , ورواه أبو داود ، وغيرهما ، وهو الحديث المسلسل بالأولية ، ورواه ابن قدامة في أول كتابه " العلو " مسلسلاً بالأولية ، وبأسانيدي أرويه عن مشايخي مسلسلاً بالأولية .


وَفِي صَحِيح اِبْن حِبَّان عَنْ أَبِي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنْ سَلْمَان الْفَارِسِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ رَبّكُمْ حَيّ كَرِيم , يَسْتَحْيِ مِنْ عَبْده إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدّهُمَا صِفْرًا " .


وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ عَنْ الْحَاكِم عَنْ الْأَصَمّ عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الصَّنْعَانِيِّ حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون أَخْبَرَنَا جَرِير بْن حَازِم عَنْ أَبِي يَزِيد الْمَدِينِيّ " أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب مَرَّ فِي نَاس مِنْ أَصْحَابه فَلَقِيَتْهُ عَجُوز وَاسْتَوْقَفَتْهُ فَوَقَفَ عَلَيْهَا فَوَضَعَ يَده عَلَى مَنْكِبَيْهَا حَتَّى قَضَتْ حَاجَتهَا , فَلَمَّا فَرَغَتْ قَالَ لَهُ رَجُل حَبَسْت رِجَالَات قُرَيْش عَلَى هَذِهِ الْعَجُوز . قَالَ وَيْحك , تَدْرِي مَنْ هَذِهِ , هَذِهِ عَجُوز سَمِعَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ شَكْوَاهَا مِنْ فَوْق سَبْع سَمَاوَات , وَاَللَّه لَوْ اِسْتَوْقَفَتْنِي إِلَى اللَّيْل لَوَقَفْت عَلَيْهَا إِلَّا أَنْ آتِي صَلَاة ثُمَّ أَعُود عَلَيْهَا " إسناده صحيح عدا الانقطاع بين أبي يزيد وعمر بن الخطاب رضي الله عنه .


قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الْحَافِظ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْهَيْثَم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كَثِير الْمِصِّيصِيّ قَالَ سَمِعْت الْأَوْزَاعِيَّ يَقُول " كُنَّا - وَالتَّابِعُونَ مُتَوَافِرُونَ - نَقُول : إِنَّ اللَّه تَعَالَى فَوْق عَرْشه وَنُؤْمِن بِمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّة مِنْ صِفَاته " .
وَقَالَ الْبُخَارِيّ فِي الصَّحِيح قَالَ أَبُو الْعَالِيَة " اِسْتَوَى إِلَى السَّمَاء اِرْتَفَعَ , فَسَوَّى خَلْقهنَّ " . وَقَالَ مُجَاهِد " اِسْتَوَى عَلَا "

وروى البخاري في كتاب التوحيد في صحيحه حديث أنس رضي الله عنه حديث الإسراء وقال فيه: ثم علا به ( يعني جبرائيل) فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاوز سدرة المنتهى ودنا الجبار رب العزة فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إليه فيما أوحى إليه خمسين صلاة، ثم هبط حتى بلغ موسى فاحتبسه وقال يا محمد ماذا عهد إليك ربك؟ قال عهد إليّ خمسين صلاة في كل يوم وليلة، قال إن أمتك لا تستطيع ذلك، فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبرائيل " كأنه يستشيره في ذلك " فأشار إليه جبريل أن نعم إن شئت،فعلا به إلى الجبار تبارك وتعالى فقال وهو مكانه يا رب خفف عنا. وذكر الحديث..


وثبت عن عمر بن الخطاب فيما رواه ابن قدامة في " العلو " بإسناد صحيح كالشمس أن عمر بن الخطاب لم قدم إلى الشام استقبله الناس وهو على بعيره ، فقالوا : يا أمير المؤمنين لو ركبت برذوناً تلقاك عظماء الناس و وجوههم ، فقال عمر : ألا أراكم ههنا ، إنما الأمر من ههنا ، وأشار بيده إلى السماء .
قال الذهبي : إسناده كالشمس .


وروى البخاري في " خلق أفعال العباد " عن سعيد بن عامر أنه قال :الجهمية شر قولاً من اليهود والنصارى ، قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان على أن الله تعالى على العرش ، وقالوا هم : ليس على العرش!! .


وفي صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال "لطمت جارية لي فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك عليّ فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال بلى ائتني بها. قال فجئت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها أين الله؟ قالت في السماء، قال فمن أنا؟ قالت أنت رسول الله، قال أعتقها فإنها مؤمنة".


وفي سنن أبي داود من حديث جبير بن مطعم قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله نهكت الأنفس وجاع العيال وهلكت الأموال استسق ربك فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه فقال: ويحك أتدري ما الله إن شأنه أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع به على أحد من خلقه إنه لفوق سمائه على عرشه، وإنه لهكذا وإنه لينط به أطيط الرحل بالراكب".


وفي جامع الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " قال الترمذي حديث حسن صحيح.


وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها.


وعن جابر بن سليم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن رجلا ممن كان قبلكم لبس بردين فتبختر فنظر الله إليه من فوق عرشه فمقته فأمر الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها ".
رواه الدارمي عن سهل بن بكار أحد شيوخ البخاري وله شاهد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقبلوا البشرى يا بني تميم، قالوا بشرتنا فأعطنا قال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم، قالوا قد بشرتنا فاقض لنا على هذا الأمر كيف كان، فقال كان الله عز وجل على العرش وكان قبل كل شيء وكتب في اللوح المحفوظ كل شيء يكون " حديث صحيح أصله في البخاري.


وقال عثمان بن سعيد الدارمي الإمام الحافظ: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد وهو ابن سلمة حدثنا عطاء بن السائب عن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لما أسري بي مررت برائحة طيبة، فقلت يا جبرائيل ما هذه الرائحة الطيبة؟ قال هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت بسم الله تعالى، فقالت ابنته أبي، قالت لا ولكن ربي ورب أبيك الله، فقالت أخبر بذلك أبي، قالت نعم، فأخبرته فدعا بها فقال من ربك، هل لك رب غيري؟ قالت ربي وربك الله الذي في السماء، فأمر بنقرة من نحاس فأحميت ثم دعا بها وبولدها فألقاهما فيها " وساق الحديث بطوله.


وعن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه، " عجبت من ملكين نزلا يلتمسان عبدا في مصلاه كان يصلي فيه فلم يجداه فعرجا إلى الله فقالا يا ربنا عبدك فلان كنا نكتب له من العمل فوجدناه قد حبسته في حبالك، فقال اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل " رواه ابن أبي الدنيا وله شاهد في البخاري،


وروى أبو نعيم من حديث شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن العبد ليشرف على حاجة من حاجات الدنيا فيذكره الله من فوق سبع سموات فيقول: ملائكتي إن عبدي هذا قد أشرف على حاجة من حاجات الدنيا فإن فتحتها له فتحت له بابا من أبواب النار. ولكن أزوها عنه فيصبح العبد عاضا على أنامله فيقول من دهاني، من سبقني، وما هي إلا رحمه رحمه الله بها"،


وفي مسند الإمام أحمد من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قلت: " يا رسول الله ما أراك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم "


وقال شيخ الإسلام أخبرنا علي بن بشر أخبرنا ابن مندة أخبرنا خيثمة بن سليمان حدثنا السري حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي سعيد البقال عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما " أن اليهود أتو النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عن خلق السماوات والأرض فذكر حديثا طويلا قال ثم ماذا يا محمد قال: "ثم استوى على العرش، قال أصبت يا محمد لو أتممت ثم استراح فغضب غضبا شديدا فأنزل الله { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} ".


وهذا شيء يسير جدا مما ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النصوص التي تثبت علو الله جل وعلى واستواءه على عرشه فوق سماواته.










قديم 2011-06-21, 10:33   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
samou el fedjm
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أقوال الأئمة الأربعة في استواء الله على عرشه فوق سماواته



الامام أبو حنيفة:


قال:«من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر, وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض» . الفقه الأبسط ص 46، ونقل نحو هذا اللفظ شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/4، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص139، والذهبي في العلو ص 101 - 102، وابن قدامة في العلو ص116، وابن أبي العز في شرح الطحاوية ص 301.


ولما سئُل عن النزول الإلهي قال:«ينزل بلا كيف». عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ص456، وسكت عليه الكوثري ,وشرح العقيدة الطحاوية ص245 , وشرح الفقه الأكبر للقاري ص60.


وقال أبو حنيفة:«والله تعالى يدعى من أعلى لا من أسفل لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء»6. الفقه الأبسط ص51.


وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده قال:«إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض, فقال له رجل: أرأيت قول الله تعالى: ?وَهُوَ مَعَكُمْ? (الحديد: آية 4)، قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه»2. الأسماء والصفات ص 429.


وقال: «لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين, وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف, وهو قول أهل السنة والجماعة وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته ورضاه ثوابه, ونصفه كما وصف نفسه أُحدٌ صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد, حيٌّ قادر سميع بصير عالم, يد الله فوق أيديهم ليست كأيدي خلقه ووجهه ليس كوجوه خلقه»3. الفقه الأبسط ص56.


وقال:«لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء بل يصفه بما وصف به نفسه ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله وتعالى رب العالمين»4. شرح العقيدة الطحاوية (2/427) جلاء العينين ص368


وقال:«وهو يغضب ويرضى ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه»7. الفقه الأبسط ص56 ,


وقال:«وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا, ويقدر لا كقدرتنا, ويرى لا كرؤيتنا, ويسمع لا كسمعنا, ويتكلم لا ككلامنا»8. الفقه الأكبر ص302


روى البيهقي في كتاب « الأسماء والصفات » بإسناده إلى نعيم ابن حماد قال : سمعت نوح بن أبي مريم أبا عصمة يقول : كنا عند أبي حنيفة أول ما ظهر إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهماً فدخلت الكوفة فأظنني أقل ما رأيت عليها عشره آلاف من الناس تدعو إلى رأيها فقيل لها : إن ههنا رجلا قد نظر في المعقول يقال له أبو حنيفة . فأتته فقالت : أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك . أين إلهك الذي تعبده ؟ فسكت عنها ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ، ثم خرج إليها وقد وضع كتاباً : الله تبارك و في السماء دوتعالىن الأرض . فقال له رجل : أرأيت قول الله عز وجل : ? وهو معكم ? قال : هو كما تكتب إلى الرجل إني معك وأنت غائب عنه .
قال البيهقي : لقد أصاب أبو حنيفة رضي الله عنه فيما نفى عن الله عز وجل من الكون في الأرض ، وفيما ذكر من تأويل الآية ، وتبع مطلق السمع في قوله : إن الله عز وجل في السماء ، وقد رواه الذهبي في كتاب « العلو » من طريق البيهقي . وقال أبو مطيع البلخي في كتاب « الفقه الأكبر » المشهور ، سألت أبا حنيفة عمن يقول : لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض . قال : قد كفر ، لأن الله عز وجل يقول : استوى ? وعرشه فوق سبع سمواته ،فقلت : إنه يقول : ? على العرش استوى ? ولكن لا يدري العرش في السماء أو ?الرحمن على العرشفي الأرض ، فقال : إذا أنكر أنه في السماء كفر لأنه تعالى في أعلى عليين ، وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في « القاعدة المراكشية » والحافظ الذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » .



الامام مالك:




أخرج أبو داوود عن عبد الله بن نافع قال:« قال مالك : الله في السماء وعلمه في كل مكان». رواه أبو داوود في مسائل الإمام أحمد ص263 , وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة ص11 الطبعة القديمة , وابن عبد البر في التمهيد (7/13.


وأخرج أبو نعيم عن جعفر بن عبد الله قال:« كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله, الرحمن على العرش استوى، كيف استوى ؟.
فما وجد مالك من شيء ما وجد في مسألته , فنظر إلى الأرض وجعل ينكت في بعود يده حتى علاه الرحضاء – يعني العرق – ثم رأسه ورمى العود وقال:« الكيف منه غير معقول, والاستواء منه غير مجهول , والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج» الحلية (6/325 , 326 )، وأخرجه أيضاً الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ص17-18 , من طريق جعفر بن عبد الله عن مالك وابن عبد البر في التمهيد (7/151) من طريق عبد الله بن نافع عن مالك والبيهقي في الأسماء والصفات ص408، من طريق عبد الله بن وهب عن مالك، قال الحافظ بن حجر في الفتح (13/406 – 407) إسناده جيد وصححه الذهبي في العلو ص103 .


وأخرج الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال:« سألت مالكاً والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات فقالوا أمروها فجاءت» . أخرج هذا الأثر الدارقطني في الصفات ص75 , والآجري في الشريعة ص314، والبيهقي في الاعتقاد ص118 , وابن عبد البر في التمهيد (7/149).


وقال ابن عبد البر ( سئُل مالك أيُرى الله يوم القيامة ؟ فقال : نعم يقول الله عزوجل وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ? (القيامة: آية 22 و23)، وقال لقوم آخرينكَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ? (المطففين: آية 15)»13. الانتفاء ص36.


وأورد القاضي عياض في ترتيب المدارك عن ابن نافع وأشهب قالا : وأحدهم يزيد على الآخر يا أبا عبد الله ?" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" ? ينظرون إلى الله ؟ قال: نعم بأعينهم هاتين , فقلت له : فإن قوماً يقولون لا ينظر إلى الله , إن ناظرة بمعنى منتظرة إلى الثواب قال : كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام ?رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ? (الأعراف: آية 143)، أفترى موسى سأل ربه محالاً ؟ فقال ? لَنْ تَرَانِي? (الأعراف: آية 143)، أي في الدنيا لأنها دار فناء , ولا ينظر ما يبقى بما يفنى , فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى وقال الله: ?كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ? (المطففين: آية 15)».


وأخرج أبو نعيم عن يحيى بن الربيع قال:« كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل فقال يا أبا عبد الله, ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق ؟.
فقال مالك: زنديق فاقتلوه , فقال : يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاماً سمعته , فقال : لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك , وعظم هذا القول». الحلية (6/325) وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/249) , من طريق أبي محمد يحيى بن خلف عن مالك , وأورده القاضي عياض في ترتيب المدارك (2/44).


روى أبو داود في كتاب « المسائل » وأبو بكر الآجري في كتاب « الشريعة » من طريق أبي داود ومن طريق الفضل بن زياد كلاهما عن الإمام أحمد بن حنبل قال : حدثني سريج بن النعمان قال : حدثنا عبد الله بن نافع قال : قال مالك بن أنس : الله عز وجل في السماء ، وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان ، وقد رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب « السنة » عن أبيه ، وزاد بعد قوله وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء ، وتلا هذه الآية : ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ? وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في « القاعدة المراكشية » أن المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنه قال : الله في السماء ، وعلمه في كل مكان ، حتى ذكر ذلك مكي خطيب قرطبة في « كتاب التفسير » الذي جمعه من كلام مالك ، ونقله أبو عمر الطلمنكي ، وأبو عمر بن عبد البر ، وابن أبي زيد في المختصر , وغير واحد ونقله أيضاً عن مالك غير هؤلاء ممن لا يحصى عددهم مثل أحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله والأثرم والخلال والآجري وابن بطة وطوائف غير هؤلاء من المصنفين في السنة - إلى أن قال : وكلام أئمة المالكية وقدمائهم في الإثبات كثير مشهور حتى علماؤهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة على أن الله بذاته فوق عرشه . انتهى .



الامام الشافعي:





قال الشافعي:« القول في السُّنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول تالله وأن الله عالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء». اجتماع الجيوش الإسلامية ص165 , إثبات العلو ص124 , وانظر مجموع الفتاوى (4/181-183) , والعلو للذهبي ص120 , ومختصره للألباني ص176.


و روى بن قدامة في صفة العلو عن الشافعي أنه قال: "خلافة أبي بكر حق قضاها الله في سمائه، وجمع عليها قلوب أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم.


وأورد الذهبي عن المزني قال:« قلت : إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي , فصرت إليه وهو في مسجد مصر , فلما جثوتُ بين يديه قلت : هجس في ضميري مسألة في التوحيد فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك ؟ فغضب ثم قال : أتدري أين أنت ؟ قلت نعم . قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون, أَبَلغَك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك ؟ قلت: لا قال: هل تكلم فيه الصحابة ؟ قلت: لا, قال: تدري كم نجماً في السماء ؟ قلت: لا, قال: فكوكب منها تعرف جنسه, طلوعه, أفوله, ممَ خُلق ؟ قلت: لا, قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقَه ؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه فقال : شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق إذ هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى قول الله تعالى: ?وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ? (البقرة: الآيتان 163، 164)، فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف على ما لم يبلغه عقلك»20. سير أعلام النبلاء (10/31)



أحمد بن حنبل:





أورد ابن أبي يعلى عن أبي بكر المروزي قال:« سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها وقال: تلقتها الأمة بالقبول وتمرّ الأخبار كما جاءت»21. طبقات الحنابلة (1/56).


قول الإمام أحمد:« نحن نؤمن بأن الله على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حدّ ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد , فصفات الله منه وله وهو كما وصف نفسه لا تدركه الأبصار»25. درء تعارض العقل والنقل (2/30).


وأورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد22 وفيه:« صفوا الله بما وصف به نفسه , وانفوا عن الله ما نفاه عن نفسه ...»23. مناقب الإمام أحمد ص221.


جاء في كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد قوله:« وزعم – جهم بن صفوان – أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدّث عن رسوله كان كافراً وكان من المشبهة»24. الرد على الجهمية ص104.




جاء في العقيدة التي رواها أبو العباس الإصطخري عن الإمام احمد في إثبات علو الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة , وأنه بائن من خلقه , وأنه مع الخلق بعلمه لا يخلو من علمه مكان . فليراجع كلامه فإنه مهم جداً


وعن عبد الله بن المبارك أنه قيل له : بماذا نعرف ربنا ؟ قال : بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه , ولا نقول كما تقول الجهمية إنه ههنا في الأرض . قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية : وهكذا قال الإمام أحمد وغيره ,
وقال الذهبي : قيل هذا لأحمد بن حنبل فقال : هكذا هو عندنا ,


وروى القاضي أبو الحسن في « طبقات الحنابلة » عن يوسف بن موسى القطان قال : قيل لأبي عبد الله : والله تعالى فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه بكل مكان ؟ قال : نعم على عرشه , ولا يخلو شيء من علمه .


وذكر الذهبي في كتاب « العلو » عن أبي طالب أحمد بن حميد قال : سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال : الله معنا وتلا : ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ? فقال : قد تجهم هذا , يأخذون بآخر الآية ويَدَعون أولها . هلاّ قرأت عليه : ? ألم تر أن الله يعلم ? فعلمه معهم . وقال في سورة ق? : ? ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ? فعلمه معهم .


وقال المروذي : قلت لأبي عبد الله : إن رجلا قال أقول كما قال الله : ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ? أقول هذا ولا أجاوزه إلى غيره . فقال أبو عبد الله : هذا كلام الجهمية , بل علمه معهم فأول الآية يدل على أنه علمه . رواه ابن بطة في كتاب « الإبانة » عن عمر بن محمد بن رجاء عن محمد بن داود عن المروذي .



وقال الشريف أبو علي محمد بن أحمد بن أبي موسى في عقيدة له ذكرها القاضي أبو الحسين في « طبقات الحنابلة » سئل الإمام أحمد ابن محمد بن حنبل عن قوله عز وجل : ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ? فقال علمه .

.
وذكر الإمام أحمد في كتاب « الرد على الجهمية » أنهم قالوا : إن الله تحت الأرض السابعة كما هو على العرش , فهو على العرش , وفي السموات , وفي الأرض , ولا يخلو منه مكان , ولا يكون في مكان دون مكان , وتلوا آية من القرآن : ? وهو الله في السموات وفي الأرض ? فقلنا : قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظمة الرب شيء : أجسامكم وأجوافكم وأجواف الخنازير والوحوش , والأماكن القذرة ليس فيها من عظمة الرب شيء . وقد أخبرنا أنه في السماء – ثم ذكر أحمد الأدلة من القرآن على أن الله تعالى في السماء , وقال بعد ذلك : وإنما معنى قول الله جل ثناؤه : ? وهو الله في السموات وفي الأرض ? يقول : هو إله من في السموات , وإله من في الأرض , وهو على العرش , وقد أحاط علمه بما دون العرش , ولا يخلو من علم الله مكان ولا يكون علم الله في مكان دون مكان , فذلك قوله : ? لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ? .



وقال الإمام أحمد أيضاً : « بيان ما تأولت الجهمية من قول الله : ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ? قالوا : إن الله معنا وفينا . فقلنا : الله جل ثناؤه يقول : ? ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ? ثم قال : ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ? يعني الله بعلمه ? ولا خمسة إلا هو سادسهم ? يعني الله بعلمه ? ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم ? يعني بعلمه فيهم ? أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ? يفتح الخبر بعلمه ويختم الخبر بعلمه » .



وقال الإمام أحمد أيضاً : « بيان ما ذكر الله في القرآن : ? وهو معكم ? وهذا على وجوه : قال الله جل ثناؤه لموسى : ? إنني معكما ? يقول : في الدفع عنكما . وقال : ? ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ قال لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ? يقول : في الدفع عنا . وقال : ? كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ? يقول في النصر لهم على عدوهم . وقال : ? فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ? في النصر لكم على عدوكم . وقال : ? ولا يستخفون من الله وهو معهم ? يقول : بعلمه فيهم . وقال : ? فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ? قال كلا إن معي ربي سيهدين ? يقول : في العون على فرعون . ثم ذكر الإمام أحمد بعد هذا التفصيل أن الحجة ظهرت على الجهمي بما ادعى على الله أنه مع خلقه » . انتهى .










قديم 2011-06-21, 12:33   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اشتد عجبي من الاخ جمال وكأنه يستنبط من الكتاب والسنة مباشرة؟ انت كذلك تقتبس من منتديات الوهابية وهل يخفى هذا على احد؟
واذا كان الاقتباس من منتديات الصوفية، اين الاشكال؟ العبرة بالمضمون الذي تهربت منه كعادتك.
اتحداك الان تتبث خلاف ما قلناه لك في تلك الردود الواضحة الجلية وهي والحمد لله معتقد جماهير علماء الامة والسواد الاعظم. واتحداك كذلك ان تزايد على ذلك.
نصيحة لوجه الله اخي جمال: حاول ان تطالع كتب التوحيد الخاصة بالسادة الاشاعرة ـ لا لتأخد بمعتقدهم ـ ولكن لتتعلم طريقة تحقيق الامور، مثل ذكر ان المسالة خلافية مثلا،او ذكر الراي والراي الاخر والرد عليه دون حذف او تحوير او تحريف، تحقيق المسائل بدقةو......... افعل ولن تندم.










قديم 2011-06-21, 21:29   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وبعد:
أخي الفاضل ((قذائف الحق)) المتأمل لكلامك يجد جله -إن لم أقل كله- خارج محل البحث لأن الموضوع يتناول الموقف الحق من((ضفة العلو)) لله تعالى وليس عن مذهب ابن عثيمين أو السحيمي أو التويجري فيى العقيدة فهؤلاء رغم أنهم سلفيين على الحق أفتخر بهم لكن العبرة دائما بدليل فإنني بحمد الله تعالى سلفي-مع تقصير مني- ولست عثيميني ولا بازي ولا سحيمي فالدليل أحب إلينا من هؤلاء بل هؤلاء أنفسهم يدعون إلى الدليل ويحذرون طلابهم من التقليد والتعصب وهذا أمر معروف عند السلفيين بل مشهور عندهم وهو من البديهيات في دينهم فقد اشتهر على لسانهم((إن صح الحديث فهو مذهبي)) وهذا هو الفارق بيني وبينك فأنا أحتج بالدليل وأفرق بين الإحتجاج الذي يكون بالكتاب والسنة وما أجمع عليه الأمة وبين الاستشهاد كإستشهادي بكلام الأئئمة وتحرير مذاهبهم فليس الغرض منه جعل كلامهم معصوما بل للأستشهاد والإعتضاد وبيان إجماعهم الذي هو حجة لا ينبغي ومع هذا كله سأرد على ما اتهمتهم به ,لا لأني أقلدهم بل لأمط انتقادك لهم لم يكن صوابا فالصواب أحب إلي من أي شيء .

والآن نبدأ بما قلته عن العلامة ابن عثيمين:


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قذائف الحق مشاهدة المشاركة
المنتدى : وثائق التجسيم الوهابي تفسير إبن عثيمين للاستواء
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قذائف الحق مشاهدة المشاركة
تفسير إبن عثيمين للاستواء




يفسر ابن عثيمين معني الاستواء في كتابه العقيدة الواسطية ويقول في الاستواء ما لم يقوله مالك في الخمر
واليكم صفحة مصورة من كتابه العقيدة الواسطية:

إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.



عنوانك مخالف لما نقلته عن العثيمين فقولك((التجسيم الوهابي)) فيه خطئين شنيعين :
الخطأ الأول:دعوى وجود فرقة إسمها الوهابية!! وزعمك أن العلامة ابن عثمين ينتسب إليها فهذه دعوى لا دليل فيها وذلك لسببين:
السبب الأول: لا توجد فرقة تسمي نفسها وهابية أصلا بخلاف الأشعرية نسبة للأشعري والجهمية نسبة لجهم ابن صفوان .
السبب الثاني:محمد ابن عبد الوهاب الذي تنسبون له هذه الطائفة المزعومة لم يأتي في دعوته بجديد لا في الفقه ولا في العقيدة
قال الإمام ابن باديس(" قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية ، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ : " الوهابيين " . لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ؛ أهل إثبات وتنزيه ، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار ، ويصدقون بالرؤية ، ويثبتون الشفاعة ، ويرضون عن جميع السلف ، ولا يكفرون بالكبيرة ، ويثبتون الكرامة .
وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال والأعمال والعقائد ، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير ، وزيغهم المبين
).
الخطأ الثاني: رميك لابن العثيمين بالتجسيم لأنه فسر الإستواء بالعلو والإستقرار .فهذا يعد منك خطأ فادح واضح للعيان وبيان ذلك من وجهين:
الوجه الأول:أن كلامك هذا يستلزم الطعن في القرآن الكريم فيستلزم بذلك الطعن في ظاهر كلام ربنا عز وجل لأن المعنى الظاهر للإستواء في قوله تعالى ((
{ثم استوى على العرش} ونعلم أن ثم تفيد ‏الترتيب. ‏
وقال سبحانه وتعالى في وصف كتابه العزير((تنزيلا ممن خلق الأرض ‏والسموات العلى/الرحمان على العرش استوى)طه(4-5).‏
وقد فسر الطبري رحمه الله الاستواء ‏‎:‎‏ بالعلو و الارتفاع
وقال مجاهد رحمه الله((استوى ‏‎:‎علا على العرش)
وقال سفيان الثوري ‏‎:‎‏ كنت عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن فسأله رجل ‏فقال(الرحمان على العرش استوى)طه5 ,كيف استوى؟قال((الكيف غير معقول ‏‏,الاستواء منه غير مجهول , ومن الله الرسالة,وعلى الرسول البلاغ ,وعلينا ‏التصديق).
فأنت يا((قذائف الحق)) قد ادعيت أن ظاهر القرآن,الذي هو حجة الله ‏على عباده ,والذي هو خير الكلام ,وأصدقه,وأحسنه,وأفصحه,وهو الذي ‏هدى الله به عباده,وجعله شفاء لما في الصدور,وهدى ورحمة ‏للمؤمنين,ولم ينزل كتاب من السماء أهدى منه ,ولا أحسن ,ولا ‏أكمل,فانتهكت حرمته ,وادعيت أن ظاهره يستلزم التشبيه والتجسيم ‏‏.وهذا الإلزام إنما هو لمن جاء بالنصوص الدالة على علو الله على ‏عرشه,وتكلم بها,ودعا الأمة إلى الإيمان بها ومعرفتها,ونهاهم عن ‏تحريفها وتبدليها.‏
يا قوم والله العظيم أسأتم***بأئئمة الإسلام ظن الشأنِ.‏
ما ذنبهم ونبيهم قد قال***ما قالوا كذلك منزل الفرقانِ
ما الذنب إلا للنصوص لديكم***إذ جسمت بل شبهت صنفان ِ‏
ما ذنب من قد قال ما نطقت به***مِنْ غير تحريفٍ ولا عدوانِ
الوجه الثاني: دعواك أن العلو يستلزم التجسيم ! دعوى لا تصح لا عقلا ولا نقلا إلا بالدعاوي الكاذبة.فدعوى هذا ‏اللزوم عين البهت والكذب الصراح,بل العرش خلق من خلقه,ولا ‏يلزم من كونه فوق السموات كلها أن يكون مركبا من جواهر الفردة ‏ولا من المادة والصورة ولا مماثلا لغيره من الأجسام ,وكذلك جبريل ‏مخلوق من مخلوقاته وهو ذو قوة وحياء وسمع وبصر وأجنحة ويصعد ‏وينزل ويرى بالأبصار ,ولا يلزم منه وصفه بذلك أن يكون مركبا من ‏الجواهر الفردة,ولا من المادة والصورة,ولا أن يكون جسمه مماثلا ‏لأجسام الشياطين,فدعونا من هذا الفشر.والهذيان,والدعاوى ‏الكاذبة,والتفاوت الذي بين الله وخلقه أعظم من التفاوت الذي بين ‏جسم العرش وجسم الثرى والهواء والماء,وأعظم من التفاوت الذي بين ‏أجسام الملائكة وأجسام الشياطين,والعاقل إذا أطلق على جسم صفة ‏من صفاته-وعنده من كل وجه موصوف بتلك الصفة-لم يلزم من ‏ذلك تماثلها,فإذا أطلق على الرجيع,الذي بلغ غاية الخبث,أنه جسم ‏قائم بنفسه ذو رائحة ولون,وأطلق ذلك على المسك,لم يقل ذو حس ‏سليم ولا عقل مستقيم,إنهما متماثلان,وأين التفاوت الذي بينهما من ‏التفاوت الذي بين الله وخلقه ,فَكَمْ تُلَبِسُونْ وكم تُدلسونْ وكم ‏تُمَوِّهون؟ ‏‎!‎
فكيف يجوز بعد هذا أن يقال ‏‎:‎‏ إذا كان الرحمن فوق العرش أن يكون ‏مماثلا لخلقه؟ ‏‎!‎‏ والله تعالى ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ولا ‏أفعاله حتَّى لو قُدِّر لزوم ذلك كله لكان التزامه سهل من تعطيل علوه ‏على عرشه,وجعله بمنزلة المعدوم الممتنع,الذي لا هو داخل العالم ولا ‏خارجه..‏
عطلتم السبع السموات العلى والعرش أخليتم من الرحمن.









قديم 2011-06-21, 21:52   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
الله غالب
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا اخ جمال هذا ليس كلامنا نحن حتى تتشكك فيه، هذا كلام سلف الامة من العلماء، وامامك الهوامش والمصادر فتحقق بنفسك.
لقد كنا متأكدين انك ستلجا الى الهروب والنفاد بالجلد، ثم تحريف اقوالنا واضافة اشياء لم تصدر عنا اطلاقا وامامكم ايها الاخوة وقارنوا بين ما قلنا وبين ما يدعيه الاخ جمال.
والذي اعجبني في الاخ جمال انه دخل في الفلسلفة وعلم الكلام دون ان يشعر ليرد علينا؟؟ وهو لطالما انتقدهما؟؟؟؟؟
اما قضية الوهابية فأترك للاخوة المشاركين الفصل في هذه القضية، فلقد هرمنا من اجل اقناعكم لكن لاجدو
ى.










قديم 2011-06-22, 19:41   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم بعد:



إثبات صفة الوجه لله تعالى والرد على من حرف ذلك:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قذائف الحق مشاهدة المشاركة
هذه بعض اقوال الوهابية في التجسيم ونبدا بابن القيم ,وابن عثيمين.
قال ابن القيم في مختصر الصواعق ص 386 , المثال الخامس : وجه الرب جلا جلاله حيث ورد في الكتاب والسنة فليس بمجاز بل على حقيقته , واختلف المعطلون فيجهة التجوز في هذا فقالت طائفة : لفظ الوجه زائدا والتقدير ويبقى ربك .

أقول:
إن الجهمي يزعم ويكذب على الله تعالى ويدعي أن الله ليس له وجه بل يزيد على ذلك ويتهم كلام الله تعالى بالتجسيم بل يذهب إلى أكثر من ذلك ويدعي أن صفات الله ليست على الحقيقة بل على المجاز!!!!.
والجواب عليه بما يلي:
1-
أنَّ الأصلَ الحقيقةُ والمجازُ على خلافِ الأصْلِ. والقولُ بالمجازِ في الصِّفاتِ، يفضي بصاحبهِ إلى تكذيبِ النُّصوصِ الصَّريحةِ الصَّحيحةِ المحكمةِ، المفهومةِ اللَّفظِ، المعقولةِ المعنى وذلك أجمع أهل السنة قاطبة على أن صفات الله تعالى حقيقة وليست مجازا
قالَ أبو عمرو الدانيُّ رحمه الله: «كُلُّ ما قالَهُ اللهُ تعالى، فعلى الحقيقةِ، لا على المجازِ، ولا تُحْمَلُ صِفَاتُ اللهِ تعالى على العُقُولِ والمَقَايِيسِ، ولا يُوصَفُ إلَّا بما وَصَفَ به نَفْسَهُ أو وَصَفَهُ به نَبِيُّهُ، أو أَجْمَعَتِ الأُمَّةُ عليهِ».
وقال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله: «أهلُ السُّنةِ مجمعونَ على الإقرارِ بالصِّفاتِ الواردةِ كلِّها في القرآنِ والسُّنَّةِ والإيمانِ بها وحملهَا على الحقيقةِ لا على المجازِ إلَّا أنَّهم لا يكيِّفونَ شيئًا منْ ذلكَ»
قالَ الذهبيُّ معقبًا: صدقَ والله، فإنَّ منْ تأوَّلَ سائرَ الصفاتِ، وحملَ ما وردَ منها على مجازِ الكلامِ، أدَّاهُ ذلكَ السلبُ إلى تعطيلِ الرَّبِّ، وأنْ يُشابه المعدومَ، كما نُقِلَ عنْ حماد بن زيد أنَّهُ قال: «مثَلُ الجهميَّةِ، كقومٍ قالوا: في دارنا نخلة، قيل: لها سعفٌ؟ قالوا: لا، قيلَ: فلها كَرَبٌ؟ قالوا: لا، قيل: لها رطبٌ وقِنْوٌ؟ قالوا: لا، قيلَ: فلها ساقٌ؟ قالوا: لا، قيل: فما في داركم نخلة»

وقالَ الحافظُ الإمامُ أبو أحمد بن علي بن محمد القصَّاب رحمه الله (400هـ): « كلُّ صِفَةٍ وَصَفَ اللهُ بها نفسَه، أو وَصَفَهُ بها نبيُّه، فهي صفةٌ حقيقيةٌ لا مجازًا»
قال الذهبيُّ رحمه الله معقِّبًا: «نعمْ لوْ كانتْ صفاتُه مجازًا لَتَحَتَّمَ تأويلُهَا ولقيلَ: معنى البصرِ كذا، ومعنى السَّمعِ كذا، ومعنى الحياةِ كذا، ولفُسِّرَت بغيرِ السَّابقِ إلى الأفهامِ، فلمَّا كانَ مذهبُ السَّلفِ إمرارهَا بلا تأويلٍ عُلِمَ أنَّها غيرُ محمولةٍ على المَجَازِ وأنَّها حَقٌّ بَيِّنٌ».
وقال رحمه الله: «إنَّ النُّصوصَ في الصفاتِ واضحةٌ، ولو كانتِ الصفاتُ تُردُّ إلى المجازِ، لبطلَ أنْ تكونَ صفاتٍ لله، وإنَّما الصفةُ تابعةٌ للموصوفِ، فهو موجودٌ حقيقةً لا مجازًا، وصفاتهُ ليستْ مجازًا، فإذا كانَ لا مثلَ لهُ ولا نظيرَ لزمَ أنْ يكونَ لا مِثْلَ لها»

2-وصفة الوجه لا تخرج عما سبق بيانه فهي صفة على الحقيقة كما أثبتها الله تعالى لنفسه:

الأدله على إثبات صفة الوجه لله تعالى من القرآن الكريم

1- قوله تعالى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ) الرحمن 27
2- قال تعالى فى سورة القصص: (
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ) القصص 88
3- قوله تعالى فى سورة الروم: (
ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ) 38 الروم
4- وقال تعالى فى سورة الإنسان : (
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ) الإنسان آية 9
5- وقال تعالى فى سورة الليل : (
إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى )الليل آية 20

الأدلة على إثبات صفة الوجه من السنه المطهرة

1- في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم "و أَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ "
الراوي: عمار بن ياسر المحدث: الألباني - المصدر: حديث الآحاد - الصفحة أو الرقم: 22خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد


2- وفي الحديث "جنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب ، آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن"
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7444
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

3 - قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات . فقال : " إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام . يخفض القسط ويرفعه . يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار . وعمل النهار قبل عمل الليل . حجابه النور . ( وفي رواية أبي بكر : النار ) لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " .
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 179
خلاصة حكم المحدث: صحيح

بعض أقوال الصحابة رضوان الله عليهم في إثبات الوجه لله تعالى:

1-أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

عن أبي بكر الصديق في قوله تعالى : للذين أحسنوا الحسنى و زيادة قال : النظر إلى وجه الله تعالى و فيه عن ابن مسعود

الراوي: عامر بن سعد المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 473خلاصة حكم المحدث: صحيح موقوف .

2-ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه:
قال t في قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} يونس26: (الزيادة: النظر إلى وجه الله)[اللالكائي (3/459) والبيهقي في الأسماء والصفات (ص133).].
وقال t في قوله تعالى: {إلى ربها ناظرة} القيامة23: (نظرت إلى خالقها)[وروى الآجري في الشريعة (ص270) وعزاه السيوطي في الدر المنثور لابن المنذر.].

ما نقل عن السلف-الصحابة ومن بعدهم- في إثبات صفة الوجه لله :
قال اللالكائي في شرح أصول أهل السنة (3/454): (سياق ما فسر من الآيات في كتاب الله عزوجل على أن المؤمنين يرون الله عزوجل يوم القيامة بأبصارهم:
قال الله عزوجل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة روى عن النبي صلى الله عليه وسلمفيما صح عنه من تفسيره أنه النظر إلى الله عزوجل.
وروى ذلك من الصحابة: عن أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وأبي موسى الأشعري وابن مسعود وابن عباس.
ومن التابعين: عبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن المسبب والحسن وعكرمة وعامر بن سعد البجلي وأبي اسحاق السبيعي ومجاهد وعبد الرحمن بن سابط وقتادة والضحاك وأبو سنان ... -ثم ساقها بأسانيدها،
ثم أسند عن مجاهد من طريق ابن أبي حاتم أنه قال: ({للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} يونس26، قال: الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى الرب) اهـ.

أقوال أئمة السنة في إثبات صفة الوجه مع الرد على من أنكر ذلك:
1-قال عبد الواحد التميمي (ت: 410 هـ) في "معتقد الإمام أحمد" (ص/ 33) : "ومذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه: أن لله عز وجل وجهاً لا كالصور المصورة، والأعيان المخططة، بل وجه وصفة له بقوله "كل شيء هالك إلا وجهه" ومن غير معناه فقد ألحد عنه، وذلك عنده وجه في الحقيقة دون المجاز ، ووجه الله باق لا يبلى، وصفة له لا تفنى. ومن أدعى أن وجهه نفسه فقد ألحد، ومن غير معناه فقد كفر، وليس معنى وجه معنى جسم عنده ولا صورة ولا تخطيط، ومن قال ذلك فقد ابتدع" أ.هـ.

2-قال ابن جرير (ت: 310 هـ) في " التبصير في معالم الدين" (ص 142): وله ]سبحانه[ يدان ويمين وأصابع ، وليست جارحة، ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق، لا مقبوضتان عن الخير. ووجهٌ لا كج وارح الخلق التي من لحم ودم " أ.هـ. المراد
3-قال أبو عثمان إسماعيل الصابوني (ت:449 هـ) في "عقيدة أصحاب الحديث" (ص/ 165) : " وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن ، ووردت به الأخبار الصحاح من : " السمع ، والبصر ، والعين ، والوجه ، والعلم ، والقوة ، والقدرة "
4-قال البغوي (ت:516 هـ) في "شرح السنة " (1/168): "والإصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عز وجل وكذلك كل ما جاء به الكتاب أو السنة من هذا القبيل من صفات الله تعالى؛ كالنفس، والوجه، والعين، واليد، والرجل، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا, والاستواء على العرش، والضحك، والفرح" أ.هـ.


سؤالي للأخ"قذائف الحق""
هل ستتهم ربك ونبيك عليهم الصلاة والسلام بالوهابية والتجسيم؟.
وهل ستتهم الصحابة والسلف جميعا بالوهابية والتجسيم؟.
وهل ستتهم أئمة السنة عبر العصور بالوهابية والتجسيم؟.
أم ستتهم نفسك بالتعطيل والتحريف؟!.

بيان إختلاف أجدادك الأشاعرة في إثبات صفة الوجه وغيرها بين محرف ومعطل ومثبت:

أعترف العز بن عبد السلام بكثرة اختلاف الأشاعرة على ربهم قائلاًً " والعجيب أن الأشعرية أختلفوا في كثير من الصفات كالقدم والبقاء والوجه واليدين والعينين وفي الأحوال وفي تعدد الكلام واتحاده (قواعد الأحكام الكبري 170 .)

الأشاعرة يخالفون شيخهم الأشعري:

قال أبي الحسن الأشعري في فصل(الإختلاف في العين والوجه واليد ونحوها)):""وقال أصحاب الحديث:لسنا نقول في ذلك إلا ماقاله الله عز وجل أو جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فنقول:وجه بلا كيف,ويدان وعينان بلا كيف)انتهى .

فهل شيخكم وإماكم الذي تتعصبون له وتقلدونه مجسم ؟


يتبع بالكلام عن الصورة لله تعالى كما أخبرنا نبيه عليه الصلاة والسلام.........

















قديم 2011-06-22, 20:16   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الرد على الجهمية الذين أنكروا الصورة الله عز وجل






أهل السنة مشبهة.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قذائف الحق مشاهدة المشاركة
ثم ياتي شيخ التجسيم ابن عثيمين ويقول عن الوجه :
((ولعلنا بالمناسبة لا ننسى ما مر من قول النبي عليه الصلاة والسلام: "إن الله خلق آدم على صورته ، وذكرنا أن أحد الوجهين الصحيحين في تأويلها أن الله خلق آدم على الصورة التي اختارها واعتنى بها، ولهذا أضافها الله إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم، كإضافة الناقة والبيت إلى الله والمساجد إلى الله. والقول الثاني: أنه على صورته حقيقة ولا يلزم من ذلك التماثل.))
وكما ذكرت ان ابن عثيمين ذكر في العقيدة الواسطية في حديث (خلق ادم علي صورة الرحمن بانها صورة فوتوغرافية لا اختلاف بينها وبين صورة الاصل).
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قذائف الحق مشاهدة المشاركة
الصورة الفوتوغرافية لمعبود الوهابية


ابن عثيمين حبر الوهابية يأتي بجريرة لعمري انها من شر ما جاء به فقد اثبت تشابه شبه صورة ادم عليه السلام بصورة الله والعياذ بالله ومن افك هذا الرجل ضرب مثلا بالصورة الفوتوغرافية لايجاد الشبه بين الصورتين.

وذكر ذلك في كتابه العقيدة الواسطية صفحة 65 طبعة دار المنار ، ثم يستدل هذا المتناقض ويقول لا يمكن ان يتناقض هذا الحديث مع قوله تعالي (ليس كمثله شيء).
سبحان الله علي عقلية هذا الرجل يقول صورة فوتو غرافية طبق الاصل ثم ياتي ويقول لا تناقض.

إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.


ويقول في نفس الكتاب صفحة 60 : ( لا يمكن التماثل بين الخالق والمخلوق باي حال من الاحوال). أهـ
فمن نصدق يا ابن عثيمين؟


أقول: ملخص ما نسخه "قذائف الحق" من منتديات الأحابش والصوفية أنه يستنكر على أهل السنة الذين يسميهم بالوهابية والتجسيم-وقد سبق دحض هذه الأسطورة- إثباتهم الصورة لله تعالى دون تمثيل ولا تكييف والجواب عليه بما يلي:
أولا : لقد بينت في المشاركة السابقة إجماع أهل السنة على أن الصفات تحمل على الحقيقة لا المجاز كما بينت فساد القول بالمجاز بالأدلة التي احتد بها الذهبي وغيره-راجع المشاركة السابقة- وعليه فإن الصورة إذا ثبتت في النصوص فلا يسعنا إلا إثباتها تصديقا منا لله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام
ثانيا:أما دعواك في أن الهاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم(((خلق الله آدم على صورته)) ترجع إلى آدم وليس الله تعالى فهذا مردود عليك بالحديث الآخر ((((ماجاء ما جاء في الصحيحين( أن الله عز وجل يأتي المؤمنين يوم القيامة في غير صورته فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مقامنا حتى يأتي ربنا فيأتيهم على صورته التي يعرفونها). فحتى لو سلمنا بدعواك أن الهاء تعود إلى آدم في الحديث الأول فإن لنا أحاديث الآخرى فيها إثبات الصورة لله تعالى كما في الحديث السابق.
ثالثا: أما دعواك التشبيه والتمثيل وقولك((صورة فوتغرافية)) فهذا ناتجك عن تكفيرك المبني على التشبيه فأنت المشبه أولا لأنك ظننت أن ظاهر كلام النبي صلى الله عليه وسلم يفيد التشبيه لهذا هربت من هذا التشبيه الذي صوره الشيطان في عقلك إلى التعطيل والتحريف .
جاء في رسالة إثبات الفوقيةالمنسوبة للجويني: (والذي شرح الله صدري في حالِ هؤلاء الشِّيوخِ الذين أوَّلوا الاستواء بالاستيلاءِ، والنُّزولِ بنُزُولِ الأمر، واليدينِ بالنعمتين والقدرتين هو علمي بأنهم ما فهِموا صِفاتِ الرَّبِ تعالى إلا ما يليقُ بالمخلوقين فما فهِموا عن الله استواءً يليقُ به ولا نُزُولاً يليقُ به، ولا يدَيْنِ تَليقُ بعظمته بلا تكييفٍ ولا تشبيهٍ، فلذلك حرَّفُوا الكَلِمَ عن مَواضِعِهِ وعَطَّلوا ما وصَفَ الله تعالى نفسَهُ به ونذكُر بيانَ ذلك إن شاء الله تعالى.)).
رابعا: التشبيه هي أن تقول صورة كصورة ويد كيد لا أن تقول لله صورة وللمخلوق صورة فهنا التشبيه في الأسماء لا المسميات وإلا فلكل موجودين وإلا ولهم قدر مشترك فالله عزوجل موجود والعبد موجود لكن لا تماثل بينهما.
وإلا فقد وقعتم في تشبيه الخالق بالمعدوم فمن لا صورة له ولا هو داخل العالم ولا خارج ولا فهو معدوم ولو طلبت منك أن تعرفي المعدوم لقلت نفس الكلام الذي تقولونه في الله فتأملي.
والذي لا ينزل ولا يأتي ولا يتكلم فهو جماد ولو سألتك عن تعريف الجماد لكان وصفك له بما وصفتي به ربك فتأملي كذلك.
وفي الأخير:

أقوال أئمة السنة في إثبات الصورة لله تعالى وبيان قول الجهمية في ذلك:
1-قال الإمام الآجري رحمه الله في كتابه "الشريعة" ص"314".
باب: الإيمان بأن الله عز وجل خلق آدم على صورته بلا كيف، ثم ساق رحمه الله الأحاديث في ذلك ثم قال: "هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها ولا يقال فيها كيف؟ ولم؟ بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر كما قال من تقدّم من أئمة المسلمين".
2- قال الإمام أحمد رحمه الله: "من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه"[1].
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال رجل لأبي: إن فلاناً يقول في حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم على صورته" فقال على صورة الرجل قال أبي: كذب هذا، هذا قول الجهمية أي فائدة في هذا"[2].


رد شبهة التشبيه:

أما دعوى التشبيه و المماثلة فقد ردها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بقوله:
((
ولكن ليس في هذا الحديث ما يدل على أن صورة آدم عليه السلام مماثلة لصورة الله تعالى ، بل هذا المعنى باطل قطعاً ، ولم يرده الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن الله تعالى يقول : ( ليس كمثله شيء ) ولا يلزم من تشبيه شيء بشيء أن يون مثله مطابقاً له من كلِّ وجه ، بل تحصل المشابهة بالاشتراك في بعض الصفات ولا يشترط تطابق كل الصفات وتماثلها .

ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ "رواه البخاري (3327) ومسلم (2834)

فليس معنى هذا الحديث أنهم دخلوا الجنة وصورتهم مطابقة لصورة القمر من كلّ وجه ، وإلا لزم من ذلك أنهم دخلوا الجنة وليس لهم أعين ولا أفواه ، وإن شئنا قلنا : دخلوا وهم أحجار !!

وإنما معنى الحديث أنهم على صورة القمر في الحسن والوضاءة والجمال واستنارة الوجه ، وما أشبه ذلك .

فإذا قلت : ما هي الصورة التي تكون لله عز وجل ويكون آدم عليها ؟

قلنا : إن الله عز وجل له وجه وله عين وله يد وله رجل عز وجل ، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان فهناك شيء من الشبه ، لكن ليس على سبيل المماثلة ، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه بالقمر ، لكن بدون مماثلة . وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة ، من أن جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليست مماثلة لصفات المخلوقين من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل
.))شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص/107-110.

وردها كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بحجج قوية فقال(((
في منهاج السنة (ج2/111): "ومذهب سلف الأمة وأئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل يثبتون لله ما أثبته من الصفات وينفون عنه مماثلة المخلوقات يثبتون له صفات الكمال وينفون عنه ضروب الأمثال، ينزهونه عن النقص والتعطيل وعن التشبيه والتمثيل إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ). رد على الممثلة (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ). رد على المعطلة.
ومن جعل صفات الخالق مثل صفات المخلوق فهو المشبه المبطل المذموم. وإن أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات فلا يقال له علم ولا قدرة ولا حياة، لأن العبد موصوف بهذه الصفات فلزمه أن لا يقال له: حي عليم قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء وكذلك في كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك.

وهم يوافقون أهل السنة على أن الله موجود حي عليم قادر والمخلوق يقال له موجود حي عليم قدير ولا يقال هذا تشبيه يجب نفيه. وهذا مما يدل عليه الكتاب والسنة وصريح العقل ولا يمكن أن يخالف فيه عاقل، فإن الله تعالى سمّى نفسه بأسماء وسمّى بعض عباده بأسماء، وكذلك سمى صفاته بأسماء وسمى بعضها صفات خلقه.

وليس المسمى كالمسمي، فسمى نفسه حياً، عليماً، قديراً، رؤوفاً، رحيماً، عزيزاً، حكيماً، سميعاً، بصيراً، ملكاً، مؤمناً، جباراً، متكبراً كقوله: (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ). [سورة البقرة: 255]. وقوله: (إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ). [سورة الشورى: 50]. وقال: (وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ). [سورة البقرة: 225]. وقال: (وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ). [سورة البقرة: 228، 240]. وقال: (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ). [سورة الحج: 65]. وقال: (إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً). [سورة النساء: 58]. وقال: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ).[سورة الحشر: 23].

وقد سمى بعض عباده حياً فقال: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ). [سورة الروم: 19]. وبعضهم عليماً بقوله: (وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ). [سورة الذاريات: 28]. وبعضهم حليماً بقوله: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ). [سورة الصافات: 101]. وبعضهم رؤوفاً رحيماً بقوله: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ). [سورة التوبة: 128]. وبعضهم سميعاً بصيراً بقوله: (فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً). [سورة الإنسان: 2]. وبعضهم عزيزاً بقوله: (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ). [سورة يوسف: 51]. وبعضهم ملكاً بقوله: (وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً). [سورة الكهف: 79]. وبعضهم مؤمناً بقوله: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً). [سورة السجدة: 18]. وبعضهم جباراً متكبراً بقوله: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ). [سورة غافر: 35].

ومعلوم أنه لا يماثل الحيُّ الحيَّ ولا العليمُ العليمَ ولا العزيزُ العزيزَ ولا الرؤوفُ الرؤوفَ ولا الرحيمُ الرحيمَ ولا الملكُ الملكَ ولا الجبارُ الجبارَ ولا المتكبرُ المتكبرَ.




----------------
(1) انظر ابطال التأويلات لأبي يعلى ج1/88
(2)المصدر السابق










قديم 2011-06-22, 20:18   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قذائف الحق مشاهدة المشاركة
هل الله في السماء؟ حديث الجارية أين الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الجارية أين الله
ماذا يقول أهل العلم بحديث الجارية الذي فيه لفظ : أين الله ، فقالت الجارية : في السماء ؟
حديث الجارية روي بعدة ألفاظ مختلفة منها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة.
ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد.
ومنها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه باب تحريم الكلام في الصلاة دون كتاب الإيمان من طريق هلال بن أبي ميمونة عن عطاء ابـن يسار عن معاوية بن الحكم السُّلَمي قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قِبَلَ أُحد والجوَّانية فاطَّلَعتُ ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني ءادمَ ءاسفُ كما يأسفون لكني صككتها صكَّةً فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظَّمَ ذلك علي قُلتُ يا رسول الله أفلا أُعتقُها؟ قال: إئتني بها، فأتيته بها، فقال لها: أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟قالت أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنةٌ.
وجاء من وجه ءاخر عند الإمام مالك في الموطأ: باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة بلفظ: أين الله وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله بزيادة: أتوقنين بالبعث بعد الموت دون لفظ: فإنها مؤمنة من طريق ابن شهاب في الثانية.
وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: اتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة.
وهي رواية صحيحة.
وفي رواية لأبى داود في سننه: باب: تشميت العاطس في الصلاة، وباب: في الرقبة المؤمنة ، من طريق يزيد بن هارون قال أخبرني المسعودي عن عون بن عبد الله عن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية سوداء فقال: يا رسول الله إن عليَّ رقبة مؤمنة، فقال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء بإصبعها، فقال لها: من أنا؟ فأشارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى السماء، يعني أنت رسول الله.
وفي لفظ من طريق الحجاج بن الصواف قالت في السماء..
وفي رواية لأحمد أنها أشارت إلى السماء بإصبعها السبابة
وفي رواية لعبد الرزاق في مصنفه باب ما يجوز من الرقاب بلفظ: أين ربك؟ فأشارت إلى السماء. وبلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا لله؟ قالت نعم.
كذا روى الدارمي في السنن بلفظ: أتشهدين من حديث الشريد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن على أمي رقبة وإن عندي جارية سوداء...الحديث.
وقد جاءت رواية: أيـن الله التي رواها عطاء بن يسار بلفظ ءاخر من طريق سعيد بن زيد عن توبة العنبري عن عطاء بن يسار قال حدثني صاحب الجارية وهي بلفظ: فمد النبي يده إليها مستفهما من في السمـاء؟ قالت الله... الحديث.
أي دون أن يقول لها لفظ أين الله الذي يتشبث به المتعصبون مـن وهابية وغيرهم تبعا لشيخهم ابن تيمية لإثباتهم الحيز والجهة لله.
وأوردها الذهبي في كتاب العلو وذكر سندها المزي في تحفة الأشراف.

قال فيه الإمام النووي في شرح صحيح مسلم الجزء الخامس كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة باب تحريم الكلام في الصَّلاة ونسخ ما كان من إباحته :
" هذا الحديث من أحاديث الصّفات، وفيها مذهبان تقدَّم ذكرهما مرَّات في كتاب الإيمان: أحدهما: الإيمان به من غير خوض في معناه، مع اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شىء، وتنـزيهه عن سمات المخلوقات. والثَّاني: تأويله بما يليق به.
فمن قال بهذا قال: كان المراد امتحانها هل هي موحِّدة تقرُّ بأنَّ الخالق المدبِّر الفعَّال هو الله وحده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي استقبل السَّماء، كما إذا صلَّى المصلِّي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنَّه منحصر في السَّماء، كما أنَّه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلِّين، أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي بين أيديهم، فلمَّا قالت: في السَّماء علم أنَّها موحِّدة وليست عابدة للأوثان.
قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16] ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم" انتهى.
وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي في كتابه المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ما نصه :
" وقيل في تأويل هذا الحديث: إن النبي صلى الله عليه وسلم سألها بأين عن الرتبة المعنوية التي هي راجعة إلى جلاله تعالى وعظمته التي بها باين كلَّ مَن نُسبت إليه الإلهية وهذا كما يقال: أين الثريا من الثرى؟! والبصر من العمى؟! أي بعُدَ ما بينهما واختصت الثريا والبصر بالشرف والرفعة على هذا يكون قولها في السماء أي في غاية العلو والرفعة وهذا كما يقال: فلان في السماء ومناط الثريا" اهـ .
وقال الرازي أيضا في كتابه أساس التقديس:
" إن لفظ أين كما يجعل سؤالا عن المكان فقد يجعل سؤالا عن المنـزلة والدرجة يقال أين فلان من فلان فلعل السؤال كان عن المنـزلة وأشار بها إلى السماء أي هو رفيع القدر جدا " .اهـ
وفي كتاب إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للإمام محمد بن خليفة الأبي ما نصه:
وقيل إنما سألها بأين عما تعتقده من عظمة الله تعالى، وإشارتها إلى السماء إخبار عن جلاله في نفسها، فقد قال القاضي عياض لم يختلف المسلمون في تأويل ما يوهم أنه تعالى في السماء كقوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء}.اهـ
ومثله في كتاب مكمل إكمال الإكمال شرح صحيح مسلم للإمام محمد السنوسي الحسني.
وقال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار :
فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أين الله فأشارت إلى السماء) ولا نظن برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من أحد أن يثبت لله تعالى جهة ولا مكانًا، ولا حجة لهم في الآية، لأن الكفر خبث من حيث الاعتقاد، والمصروف إلى الكفارة ليس هو الاعتقاد إنما المصروف إلى الكفارة المالية، ومن حيث المالية هو عيب يسير على شرف الزوال"اهـ.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح سنن الترمذي :
" أين الله؟ والمراد بالسؤال بها عنه تعالى المكانة فإن المكان يستحيل عليه.اهـ
وقال الحافظ ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه بعد رواية حديث معاوية بن الحكم : قلت
" قد ثبت عند العلماء أن الله تعالى لا يحويه السماء والأرض ولا تضمه الأقطار وإنما عرف بإشارتها تعظيم الخالق عندها.اهـ
وقال الباجي:
لعلها تريد وصفه بالعلو وبذلك يوصف كل من شأنه العلو فيقال فلان في السماء بمعنى علو حاله ورفعته وشرفه.اهـ
وقال البيضاوي:
لم يرد به السؤال عن مكانه فإنه منـزه عنه والرسول أعلى من أن يسأل ذلك.اهـ
وقال الإمام الحجة تقي الدين السبكي في رده على نونية ابن قيم الجوزية المسمى بالسيف الصقيل:
أما القول فقوله صلى الله عليه وسلم للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل لأنه مشَّاء على بدعة لا يقبل غيرها.اهـ
قال الفخر الرازي:
وأما عدم صحة الاحتجاج بحديث الجارية في إثبات المكان له تعالى فللبراهين القائمة في تنـزه الله سبحانه عن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات، قال الله تعالى: {قل لمن ما في السموات والأرض قل لله} [الأنعام:12] وهذا مشعر بأن المكان وكل ما فيه ملك لله تعالى، وقال تعالى: {وله ما سكن في الليل والنهار} [الأنعام:13] وذلك يدل على أن الزمان وكل ما فيه ملك لله تعالى فهاتان الآيتان تدلان على أن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات كلها ملك لله تعالى وذلك يدل على تنـزيه الله سبحانه عن المكان والزمان.اهـ
وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المفسر في كتاب التذكار في أفضل الأذكار:
لأن كل من في السموات والأرض وما فيهما خلق الله تعالى وملك له وإذا كان كذلك يستحيل على الله أن يكون في السماء أو في الأرض إذ لو كان في شىء لكان محصورا أو محدودا ولو كان كذلك لكان محدثا وهذا مذهب أهل الحق والتحقيق وعلى هذه القاعدة قوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء} وقوله عليه السلام للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، ولم يُنكر عليها وما كان مثله ليس على ظاهره بل هو مؤول تأويلات صحيحة قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم.اهـ

الحافظ أبو سليمان الخطابي
قال الحافظ أبو سليمان الخطابي في شرحه على أبي داود ما نصه: وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: أعتقها فإنها مؤمنة ولم يكن ظهر لـه من إيمانها أكثر من قولـه حين سألها أيـن الله فقالت: في السماء وسألها من أنا فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا السؤال عن أمارة الإيمان وسمة أهله وليس بسؤال عن أصل الإيمان وصفة حقيقته ولو أن كافرا يريد الانتقال من الكفر إلى دين الإسلام فوصف من الإيمان هذا القدر الذي تكلمت به الجارية لم يصر به مسلما حتى يشهد أن لا إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويـتـبرى من دينه الذي كان يعتقده، وإنما هذا كرجل وامرأة يوجدان في بيت فيقال للرجل من هذه منك فيقول زوجتي وتصدقه المرأة فإنا نصدقهما في قولهما ولا نكشف عن أمرهما ولا نطالبهما بشرائط عقد الزوجية حتى إذا جاءانا وهما أجنبيان يريدان ابتداء عقد النكاح بينهما فإنا نطالبهما حينئذ بشرائط عقد الزوجية من إحضار الولي والشهود وتسمية المهر كذلك الكافر إذا عرض عليه الإسلام لم يقتصر منه على أن يقول إني مسلم حتى يصف الإيمان بكماله وشرائطه وإذا جاءنا من نجهل حاله بالكفر والإيمان فقال إني مسلم قبلناه وكذلك إذا رأينا عليه أمارة المسلمين من هيئة وشارة ونحوهما حكمنا بإسلامه إلى أن يظهر لنا منه خلاف ذلك.اهـ.
كلام نفيس للإمام السهيلي
ولأبي القاسم السهيلي على هذا الحديث كلام نفيس ومن كلامه فيما نقله الشيخ محمد الشنقيطي في كتابه استحالة المعية بالذات ما نصه:
السؤال بأين ينقسم إلى ثلاثة أقسام اثنان جائزان وواحد لا يجوز:
الأول: على جهة الاختبار للمسؤول ليعرف مكانه من العلم والإيمان كسؤاله عليه الصلاة والسلام للأمة.
والثاني: السؤال عن مستقر ملكوت الله تعالى وموضع سلطانه كعرشه وكرسيه وملائكته.
والثالث: السؤال بأين عن ذات الرب سبحانه وتعالى وهذا سؤال فاسد لا يجوز ولا يجاب عنه سائله، وإنما سبيل المسؤول عنه أن يبين له فساد سؤاله كما قال سيدنا علي كرم الله تعالى وجهه ورضي عنه حين سئل: أين الله؟ فقال: الذي أين الأين لا يقال فيه أيـن. فبين للسائل فساد سؤاله بأن الأينية مخلوقة والذي خلقها لا محالة قد كان قبل أن يخلقها ولا أينية له وصفات نفسه لا تتغير فهو بعد أن خلق الأينية على ما كان قبل أن يخلقها، وإنما مثل هذا السائل كمن سأل عن لون العلم أو طعم الظن أو الشك فيقال له من عرف حقيقة العلم أو الظن ثم سأل هذا السؤال فهو متناقض لأن اللون والطعم من صفات الأجسام وقد سألت عن غير جسم فسؤالك فاسد محال لتناقضه.اهـ
الإمام البياضي
وفي كتاب إشارات المرام للإمام البياضي ممزوجا بالمتن: ولا يتطرق إليه سمات الـحدوث والفناء كما أشار إليه بقوله فيه [وعليه] أي يُخرّج على أنه يدعى من أعلى ويوصف بنعوت الجلال وصفات الكبرياء [ما روي في الحديث أن رجلا] وهو عمرو بن الشريد كما رواه أبو هريرة وعبد الله بن رواحة كما بيّنه الإمام في مسنده بتخريج الحارثي وطلحة والبلخلي والخوارزمي [أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأمة سوداء فقال: وجب علي عتق رقبة مؤمنة] قال: إن أمي هلكت وأمرت أن أعتق عنها رقبة مؤمنة ولا أملك إلا هذه وهي جارية سوداء أعجمية لا تدري ما الصلاة أفتجزيني هذه؟ عما لزم بالوصية كما في مصنف الحافظ عبد الرزاق وليس في الروايات الصحيحة أنها كانت خرساء كما قيل [فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أمؤمنة أنت؟ قالت نعم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: أين الله؟] سائلا عن المنزلة والعلو على العباد علوّ القهر والغلبة، ومشيرا أنه إذا دعاه العباد استقبلوا السماء دون ظاهره من الجهة، لكن لما كان التنـزيه عن الجهة مما يقصر عنه عقول العامة فضلا عن النساء حتى يكاد يجزم بنفي ما ليس في الجهة، كان الأقرب إلى إصلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهرا في الجهة كما في شرح المقاصد، [فأشارت إلى السماء] إشارة إلى أعلى المنازل كما يقال فلان في السماء أي رفيع القدر جدا كما في التقديس للرازي [فقال: أعتقها فإنها مؤمنة]. ثم قال: [فأشار إلى الجواب بأن السؤال والتقرير لا يدلان على المكان بالجهة لمنع البراهين اليقينية عن حقيقة الأينية]. ثم قال البياضي:
الرابعة: أنه عليه الصلاة والسلام أراد امتحانها هل تُقرُّ بأن الخالق الفعال المتعالي هو الله الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما دل السؤال والتقرير كما في شرح مسلم للنووي، وإليه أشار بترتيب التخريج أنه يدعى من أعلى لا من أسفل.
الخامسة: أنها كانت أعجمية لا تقدر أن تفصح عما في ضميرها من اعتقاد التوحيد بالعبارة فتعرف بالإشارة أن معبودها إله السماء فإنهم كانوا يسمون الله إله السماء كما دل السؤال، والاكتفاء بتلك الإشارة كما في الكفاية لنور الدين البخاري.اهـ
الإمام المازري المالكي
وفي كتاب استحالة المعية بالذات وما يضاهيها من متشابه الصفات للشيخ المحدث محمد الشنقيطي ما نصه: وقال المازري: وقيل وقع السؤال لها بأين لأجل أنه صلى الله عليه وسلم أراد السؤال عما تعتقده من جلالة البارئ وعظمته جل وعلا، فأشارت إلى السمـاء إخباراً عن جلالته سبحانه وتعالى في نفسها، لأنها قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين.اهـ
الإمام ابن فورك
وقال الإمام الحجة أبو بكر بن فورك: إن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ استعلام لمنـزلته وقدره عندها وفي قلبها وأشارت إلى السماء فدلت بإشارتها على أنه في السماء عندها على قول القائل إذا أراد أن يخبر عن رفعة وعلو منـزلة فلان في السماء أي هو رفيع الشأن عظيم القدر كذلك قولها في السماء على طريق الإشارة إليها تنبيها عـن مكانته في قلبها ومعرفتها به وإنما أشارت إلى السماء لأنها كانت خرساء فدلت بإشارتها على مثل دلالة العبارة على نحو هذا المعنى وإذا كان كذلك لم يجز أن يحمل على غيره مما يقتضي الحد والتشبيه والتمكين في المكان والتكييف.اهـ

وقال بعض العلماء إن الرواية الموافقة للأصول هي رواية مالك وفيها أن الرسول قال لها:"أتشهدين أن لا إله إلا الله" قالت: "نعم" قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم". أخرجها الإمامان إماما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ومالك بن أنس رضي الله عنهما.
أما أحمد فأخرج عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمَةٍ سوداء فقال: "يا رسول الله إن عليَّ رقبه مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة فأعتقها" فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتشهدين أن لا إله الا الله" قالت: "نعم"، قال: "أتشهدين أني رسول الله" قالت: "نعم"، قال: "أتؤمنين بالبعث بعد الموت" قالت: "نعم"، قال: "أعتقها"، ورجاله رجال الصحيح.
وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة. وهي رواية صحيحة.
ومنها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت: يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها، فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة. ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكـبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد.
قال بعض العلماء :
ظاهر هذا الحديث ( الذي فيه حكم على الجارية بالإسلام لأنها قالت : في السماء ) يخالف الحديث المتواتر الذي رواه خمسة عشر صحابيا.
وهذا الحديث المتواتر الذي يعارض حديث الجارية قوله عليه الصلاة والسلام: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله}.
هذا الحديث فيه أنّ الرسول لا يحكم بإسلام الشخص الذي يريد الدخول بالإسلام إلا بالشهادتين.
لأن من أصول الشريعة أن الشخص لا يحكم له بقول " الله في السماء " بالإسلام لأن هذا القول مشترك بين اليهود والنصارى وغيرهم وإنما الأصل المعروف في شريعة الله ما جاء في الحديث: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله "اهـ
ولفظ رواية مالك : أتشهدين ، موافق للأصول .
لذا حكم الحافظ أبو بكر البيهقي وغيره باضطراب حديث الجارية هذا.
- الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى قال في " الأسماء والصفات " : " وهذا صحيح قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الاوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ؟ وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه ، وقد ذكرت في كتاب الظهار من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث " (انظر السنن الكبرى 7 / 388) .
- الحافظ البزار قال بعد أن روى الحديث من طريق من طرقه (كما في كشف الاستار 1 / 14) :
" وهذا قد روي نحوه بألفاظ مختلفة " .
-قال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار :
فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا" اهـ
- قال الامام الحافظ تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى في كتابه " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل " ص (94) :
" أقول : أما القول : فقوله للجارية " أين الله ؟ قالت : في السماء " وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل "اهـ
-الحافظ ابن حجر العسقلاني قال في " التلخيص الحبير " (3 / 223) ما نصه :
" وفي اللفظ مخالفة كثيرة " اه‍ .
قال الحافظ في " فتح الباري " (1 / 221) :
" فإن إدراك العقول لاسرار الربوبية قاصر فلا يتوجه على حكمه لم ولا كيف ؟ كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث . . " اه‍ .
- المحدث الكوثري حكم بالاضطراب في تعليقه على " الأسماء والصفات " ص (422) فقال :
" وقصة الجارية مذكورة فيما بأيدينا من نسخ مسلم لعلها زيدت فيما بعد إتماما للحديث ، أو كانت نسخة المصنف ناقصة ؟ وقد أشار المصنف - أي البيهقي - إلى اضطراب الحديث بقوله (وقد ذكرت في كتاب الظهار - من السنن - مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث) . . . " اه‍
وفي تعليقه رحمه الله تعالى على كتاب الحافظ السبكي " السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل " ص (94) توسع في مبحث اضطرابه .
- المحدث عبد الله ابن الصديق ذكر في تعليقه على كتاب " التمهيد " (7 / 135) للحافظ ابن عبد البر عن لفظ " أين الله " ما نصه :
" رواه مسلم وأبو داود والنسائي . وقد تصرف الرواة في ألفاظه ، فروي بهذا اللفظ كما هنا وبلفظ " من ربك ؟ " قالت : الله ربي . وبلفظ " أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ " قالت : نعم . وقد أستوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي . . . "
و حديث الجارية ليس معناه أن الله ساكن السماء كما توهم بعض الجهلة بل لكان معناه أن الله عالي القدر جدا ، وعلى هذا المعنى أقر بعضهم صحة رواية مسلم هذه.
ونقول للمشبهة : لو كان الأمر كما تدعون من حمل ءاية (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) ) على ظاهرها وحمل حديث الجارية على ظاهره لتناقض القرءان بعضه مع بعض والحديث بعضه مع بعض ، فما تقولون في قوله تعالى ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115)) فإمّا أن تجعلوا القرءان مناقضا بعضه لبعض والحديث مناقضا بعضه لبعض فهذا اعتراف بكفركم لأن القرءان ينـزه عن المناقضة وحديث الرسول كذلك ، وإن أولتم ءاية ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) ولم تأولوا ءاية الاستواء فهذا تحكّم أي قول بلا دليل .
وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان أحدكم في صلاته فإنه يناجي ربه فلا يبصقن في قبلته ولا عن يمينه فإن ربه بينه وبين قبلته " ، وهذا الحديث أقوى إسنادا من حديث الجارية .
وأخرج البخاري أيضا عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ": (يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده). " .
وفي مسند الامام أحمد :" أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ما تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا ان الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته". اهـ
فيقال للمعترض : إذا أخذت حديث الجارية على ظاهره وهذين الحديثين على ظاهرهما لَبَطَلَ زعمك أن الله في السماء وإن أَوَّلْت هذين الحديثين ولم تؤوِّل حديث الجارية فهذا تحكم ـ أي قول بلا دليل ـ ويصدق عليك قول الله في اليهود ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ &nbsp(البقرة: من الآية85) وكذلك ماذا تقول في قوله تعالى : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) فإن أوَّلته فلِمَ لا تؤول حديث الجارية . وقد جاء في تفسير هذه الآية عن مجاهد تلميذ ابن عباس : " قِبلَةُ الله " ، ففسر الوجه بالقبلة ، أي لصلاة النفل في السفر على الراحلة .
وفي صحيح مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فأكثروا الدعاء " . اهـ
ونختم هذا الجواب بما في كتاب رد المحتار على الدر المختار > كتاب الصلاة > باب شروط الصلاة
استقبال القبلة ) حقيقة أو حكما كعاجز ، والشرط حصوله لا طلبه، وهو شرط زائد للابتلاء قوله (للابتلاء ) علة لمحذوف أي شرطه الله تعالى لاختبار المكلفين لأن فطرة المكلف المعتقد استحالة الجهة عليه تعالى تقتضي عدم التوجه في الصلاة إلى جهة مخصوصة فأمرهم على خلاف ما تقتضيه فطرتهم اختبارا لهم هل يطيعون أو لا كما في البحر ح . قلت : وهذا كما ابتلى الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم حيث جعله قبلة لسجودهم. اهـ




'الحمد لله وبعد:
كلام صاحب الموضوع مليئ بالتلبيس والتدليس وحشو الألفاظ المجملة الحادثة التي قد تقبل حق وقد تقبل باطل وبيان ذلك:
أولا:معنى الله في السماء لا يعني أن الله داخل السماء فهذا محال إنما يراد بالسماء العلو .
كما يراد ب(في) (على) وهذا ليس من التأويل في شيء
كما قال ابن الأعرابي : [كل ما علاك فهو ‏سماء ‏ ‏ ]، ‏
ومما يؤكد أن السماء‎ ‎لفظ اصطلاحي يراد به العلو هو قول النبي صلى الله عليه ‏وسلم‎ ): ‎الخيمة درّة طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل ‏للمؤمن لا‎ ‎يراهم الآخرون‎ » (‎متفق عليه‎).
يبين ذلك أيضاً قول الإمام‎ ‎النووي رحمه الله: « قوله (طولها في السماء‎) ‎أي في‎ ‎العلو‎ » [‎شرح النووي على مسلم ج 17/176‏‎].‎
يقول الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :‏
وأما قوله تعالى : ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ ) الملك/16 فمعناه ‏مَن على السماء يعني على العرش ، وقد يكون في بمعنى على ، ألا ترى إلى ‏قوله تعالى : ( فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) التوبة/2 أي : على الأرض . ‏وكذلك قوله : ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) طه/71 " انتهى. " التمهيد " ‏‏(7/130) . ‏
وقال أبي الحسن الأشعري في كتاب الإبانة((ومنها قول الله عز وجل : ( أأمنتم ‏من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) ثم قال‎ : ‎فالسموات فوقها العرش , فلما ‏كان العرش فوق السموات قال : (أأمنتم من في السماء‎ ‎‏)‏‎ ‎لأنه مستو على ‏العرش الذي فوق السموات , وكل ما علا فهو سماء . فالعرش أعلى السموات‎ , ‎وليس إذا قال : ( أأمنتم من في السماء) يعني جميع السموات . وإنما أراد ‏العرش‎ ‎الذي هو أعلى السموات إلى أن قال : ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون ‏أيديهم إذا دعوا‎ ‎نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو ‏فوق السموات , فلولا أن الله‎ ‎عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو ‏العرش)) . انتهى‎


ثانيا:لفظ جسم لفظ مجمل لم يرد في الكتاب ولا في السنة فماذا تعنون به؟
أتعنون به أنه ما يتضمن مماثلة الله لشي من المخلوقات في شيء من صفاته,فالله سبحانه منزه عن أن يوصف بشيء من ‏الصفات المختصة بالمخلوقين ,وكل ما اختص بالمخلوق فهو صفة نقص,والله تعالى منزه عن كل نقصو مستحق لغاية ‏الكمال,وليس له مثل في شيء من صفات الكمال فهو منزه عن النقص مطلقا ومنزه في الكمال أن يكون له مثل كما قال ‏تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} سورة الإخلاص فبين أنه أحد صمد واسمه ‏الأحد يتضمن نفى المثل واسمه الصمد يتضمن جميع صفات‎ ‎الكمال .‏
‏ وإذا كان الله ليس من جنس الماء والهواء ولا الروح المنفوخة فينا ولا من جنس الملائكة ولا الأفلاك ‏فلأن لا يكون من جنس بدن الإنسان ولحمه وعصبه وعظامه ويده ورجله ووجهه وغير ذلك من أعضائه ‏وأبعاضه أولى وأحرى.‏
وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه ‏غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة
والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك فهو ‏من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله.‏
وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار,ويتكلم,و يُكلِمْ,ويسمع,ويبصر,ويرضى ‏ويغضب,فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها,فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما,ولا ‏نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية,ولا نجحد ‏صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه,لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما ‏مشبها.‏
فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ***على عرشه إني إذا لمجسم ‏
وإن كان تشبيها ثبوت صفاته***فمن ذلك التشبيه لا أتكتم
وإن كان تنزيها جحود استوائه***وأوصافه أو كونه يتكلم
فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا***بتوفيقه والله أعلى وأعلم.‏
وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية,فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ ‏الجمع الأعظم مشيرا له.‏
وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه.‏
وإن أردتم بالجسم ما يلحقه(من) و(إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده,وعلاج برسوله ‏صلى الله عليه وسلم إليه,وإليه يصعد الكلم الطيب,وعنده المسيح رفع إليه.‏
وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه.‏


ثالثا:ما نقلته عن بعض الأئمة في نفي الحدود والجهات لا علاقة له ألتبة بنفي العلو فنحن نثبت العلو كما أثبت الله لنفسه ولا نخوض في الكيفية والكلام عن حدود وجهات وقعود وجلوس فكل هذا لم يثبت في الكتاب والسنة ولو ثبت لأثبتناه لأننا مؤمنون موحدون.
شبهة الجهة ‏‎:‎
والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد ب ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون ‏مخلوقا كما إذا أريد ب ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما ‏إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء ‏والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين ‏للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء ‏موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم . وكذلك ‏يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن ‏أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل ).‏
وقد يقول قائل ‏‎:‎‏ ((هل كان الله تعالى في هذا الحال – أي قبل خلق الكون – جهة وغيرها , إن قالوا نعم ‏كفروا ‏وتناقضوا )‏ شبهة ذكرها سعيد فودة.‏
والجواب ما جاء في رسالة إثبات الفوقية للجويني ‏‎:‎
‏((، فلما اقتضت الإرادة المقدسة بخلق الأكوان المحدثة المخلوقة المحدودة ذات الجهات اقتضت الإرادة ‏المقدسة على أن يكون الكون له جهات من العلو، والسفل، وهو سبحانه منزه عن صفات الحدث، فكوَّن ‏الأكوان، وجعل لها جهتا العلو والسفل، واقتضت الحكمة الإلهية أن يكون الكون في جملة التحت؛ ‏لكونه مربوباً مخلوقاً، واقتضت العظمة الربانية أن يكون هو فوق الكون باعتبار الكون لا باعتبار ‏فردانيته إذ لا فوق فيها ولا تحت، ولكن الرب سبحانه وتعالى كما كان في قدمه وأزليته، فهو الآن كما ‏كان، لكن لما حدث المربوب المخلوق، والجهات، والحدود ذو الخلا، والملا، وذو الفوقية، والتحتية، ‏كان مقتضى حكم عظمة الربوبية أن يكون فوق ملكه، وأن تكون المملكة تحته باعتبار الحدوث من ‏الكون لا باعتبار القدم من المكون، فإذا أشير إليه يستحيل أن يشار إليه من جهة التحتية، أو من جهة ‏اليمنى، أو من جهة اليسرى، بل لا يليق أن يشار إليه من جهة العلو والفوقية)).

وما قيل في الجهة يقال في المكان والحد وغيرها من الألفاظ المحدثة التي أحدثها أهل الكلام ليحاربوا نصوص الكتاب والسنة.
رابعا:أما عن قولكم(كان الله ولا مكان) فهذا صحيح نحن نقول به ولكن نسألكم:لما خلق الله العالم هل خلقه في نفسه أم خاجا عنها؟!
سادسا:بلا شك أن الله خالق المكان والزمان فهو إذن فوق المكان والزمان على العرش حيث لا مكان ولا زمان .

-إن قلتم ان إثبات العلو تشبيه بالمخلوق فنقول لكم إنكار العلو تشبيه بالعدم فالذي لا داخل ولا خارج يعتبر عدما.
-إستدلالكم بحديث''اللهم أنت الأول فليس قبلك شىء، وأنت الآخر فليس بعدك شىء، وأنت الظاهر فليس فوقك شىء، أنت الباطن فليس دونك شىء" رواه مسلم، خلاصة الدرجة: صحيح .
إستدلال باطل بل هو حجة عليكم يهدم أصولكم من أساسها
لأن قول النبي صلى الله عليه وسلم((أنت الظاهر فليس فوقك شيء,وأنت الباطن فليس دونك شيء))إثبات صريح لفوقية الله ‏على كل شيء,ونفيها عن كل شيء,فإن الظاهر معناه ‏‎:‎‏ هو العالي فوق كل شيء فلا شيء أعلى منه .وهذا غاية الكمال ‏في العلو أن لا يكون فوق العالي شيء موجود ,والله موصوف بذلك.
و النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏‎:‎‏ ((وأنت الباطن فليس دونك شيء)) ولم يقل ‏‎:‎‏ ((فليس تحتك شيء)).‏
والمعنى ‏‎:‎‏ ليس دون الله شيء,لا أحد يدبر دون الله,لا أحد ينفرد بشيء دون الله,ولا أحد يخفى على الله,كل ‏شيء فالله محيط به,ولهذا قال ‏‎:‎‏ (ليس دونك شيء)) يعني ‏‎:‎‏ لا يحول دونك شيء ,ولا يمنع دونك شيء,ولا ينفع ‏ذا الجد منك الجد.....وهكذا
قال ابن جرير : (( والباطن )) يقول : وهو الباطن لجميع الأشياء ، فلا شيء أقرب إلى‎ ‎شيء منه ‏، كما قال : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد‎ )) .

وقال الخطابي‎ : (( ‎الباطن )) هو المحتجب عن أبصار الخلق ، وهو الذي لايستولي عليه توهم ‏الكيفية ،‎ ‎وقد يكون معنى الظهور والبطون احتجابه عن أبصار الناظرين ، وتجليه لبصائر ‏المتفكرين‎ ‎، ويكون معناه : العالم بما ظهر من الأمور ، والمطلع على ما بطن من الغيوب‎ .

قال ابن القيم : وهو تبارك وتعالى كما أنه العالي على خلقه بذاته فليس‎ ‎فوقه شيء ، فهو (الباطن) ‏بذاته فليس دونه شيء ، بل ظهر على كل شيء فكان فوقه ، وبطن‎ ‎فكان أقرب إلى كل شيء من ‏نفسه .... وبطونه سبحانه إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقر ب‎ ‎إليه من نفسه .. فما من ظاهر إلا ‏والله فوقه ، وما من باطن إلا والله دونه ... وعلا‎ ‎كل شيء بظهوره ، ودنا من كل شيء ببطونه ، ‏فلا توارى منه سماءٌ سماءً ولا أرضٌ أرضاً‎ ‎، ولا يحجب عنه ظاهر باطناً ، بل الباطن له ظاهر ‏، والغيب عنده شهادة ، والبعيد منه‎ ‎قريب والسر عنده علانية‎ .‎
فهذا الحديث إحدى حجج إثبات العلو لله تعالى .

سابعا:كل ما نقلته من كلام أئمتك الأشاعرة إنما هو الكلام عن حد ومكان وجهة وباقي الألفاظ المحدثة التي لا علاقة لها بالعلو فإن نفي المكانؤ أو نفي الحد لا يلزم منه نفي علو الله على خلقه واستواءه على عرشه في شيء لأن هذه الألفاظ محدثة قد تحتمل حق كما تحتمل باطل .
ولست أدري لما كلما نحدثكم عن العلو تحدثنا عن المكان والجهة والحد والجسم!!!!!.
نحن لا نقول بهذه الألفاظ لأنها لم ترد لا في كتاب ولا في سنة.

ثامنا:أما إستدلالكم بحديث ((إذا قام أحدكم إلى الصلاة ,فإن الله قبل وجهه ,فلا يبصق قبل وجهه)) على نفي العلو.‏
فهو إستدلال باطل كاسد عاطل إذ لا تعارض بين هذا وبين علو الله تعالى على خلقه . ‏
لهذا قال ابن عبد البر تعليقا على الحديث((وقد نزع بهذا الحديث بعض من ذهب مذهب المعتزلة في أن الله عزوجل في ‏كل مكان ,وليس على العرش,وهذا جدل من قائله))(2).‏
وقد رد على الشبهة شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (5/101) : ‏
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : ( إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ فَلا يَبْصُقْ قِبَلَ وَجْهِهِ ) حَقٌّ عَلَى ظَاهِرِهِ ، ‏وَهُوَ سُبْحَانَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ وَهُوَ قِبَلَ وَجْهِ الْمُصَلِّي ; بَلْ هَذَا الْوَصْفُ يَثْبُتُ لِلْمَخْلُوقَاتِ . فَإِنَّ الإِنْسَانَ لَوْ أَنَّهُ يُنَاجِي السَّمَاءَ ‏أَوْ يُنَاجِي الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَكَانَتْ السَّمَاءُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَوْقَهُ وَكَانَتْ أَيْضًا قِبَلَ وَجْهِهِ اهـ . ‏
وقال أيضاً (5/672) : ‏
وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ مَنْ تَوَجَّهَ إلَى الْقَمَرِ وَخَاطَبَهُ - إذَا قُدِّرَ أَنْ يُخَاطِبَهُ - لا يَتَوَجَّهُ إلَيْهِ إلا بِوَجْهِهِ مَعَ كَوْنِهِ فَوْقَهُ ، فَهُوَ ‏مُسْتَقْبِلٌ لَهُ بِوَجْهِهِ مَعَ كَوْنِهِ فَوْقَهُ . . . فَكَذَلِكَ الْعَبْدُ إذَا قَامَ إلَى الصَّلاةِ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ وَهُوَ فَوْقَهُ ، فَيَدْعُوهُ مِنْ تِلْقَائِهِ لا ‏مِنْ يَمِينِهِ وَلا مِنْ شِمَالِهِ ، وَيَدْعُوهُ مِنْ الْعُلُوِّ لا مِنْ السُّفْلِ اهـ ‏

تاسعا:ذكر الله تعالى قربه من بعض عباده في حالتين اثنتين فقط: الأولى: ذكر في معرض إجابة دعاء من دعاه ‏حيث يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ومعنى ‏القرب هنا واضح، وهو قرب إجابة من دعاه، إذ هو معه، قريب منه، يرى مكانه، ويسمع دعاءه، ويعلم ‏ما يريد العبد أن يقوله قبل أن يقوله لأنه هو الذي وفقه ليدعوه، ثم هو الذي يجيب دعاءه، فهذا قربه من ‏داعيه. يقول بعض أهل العلم: إن الآية المذكورة نزلت جواباً للصحابة رضي الله عنهم حين سألوا رسول ‏الله عليه الصلاة والسلام قائلين: "ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه"؟ فأنزل الله هذه الآية. ‏
الثانية: ذكر القرب في إثابة عابديه، والمتقربين إليه بالأعمال الصالحة، وذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ‏‏"أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد"، وقال عليه الصلاة والسلام: "أقرب ما يكون الرب من ‏العبد في جوف الليل الآخر"423. وورد في صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ‏‏"كنا مع النبي عليه الصلاة والسلام في سفر، فارتفعت أصواتنا بالتكبير، فقال: "يا أيها الناس! أربعوا على ‏أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إن الذي تدعونه سميع قريب، أقرب إلى أحدكم من عنق ‏راحلته". هكذا ينتهي الحديث عن المعية والقرب معاً بهد التوفيق بينهما، وبين علو الله تعالى على خلقه، ‏لنثبت بأنه تعالى مع عباده، وقريب منهم وهو في علوه، والعلو وصف ذاتي له سبحانه، دائماً وأبداً.))
والسلف "أهل السنة والجماعة" يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اللائق بالله عز ‏وجل من غير تكييف ولا تمثيل. قال شيخ الإسلام ابن تيميه في شرح حديث النزول ص466 جـ5 ‏من مجموع الفتاوى: "وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال ‏الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة ‏الإسلام المشهورين وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر". أهـ.‏
‏ فأي مانع يمنع من القول بأنه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه؟‏
‏ وأي مانع يمنع من إتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل؟
‏ وهل هذا إلا من كماله أن يكون فعالاً لما يريد على الوجه الذي يليق به؟
وقال سبحانه وتعالى ‏‎:‎‏ ((فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ))‏‎]‎هود61‏‎[‎
وقال عز وجل ‏‎:‎‏ ((وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ))‏‎]‎هود90‏‎[‎‏.‏
ومعلوم أن قوله: {قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} مقرون بالتوبة والاستغفار، أراد به قريب مجيب ‏لاستغفار المستغفرين التائبين إليه، كما أنه رحيم ودود بهم، وقد قرن القريب ‏بالمجيب، ومعلوم أنه لا يقال: إنه مجيب لكل موجود، وإنما الإجابة لمن سأله ‏ودعاه، فكذلك قربه سبحانه وتعالى.‏
وقال تعالى ‏‎:‎‏ ((إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))‏‎]‎الأعراف56‏‎[‎‏ ‏
فذكر الخبر وهو ((قريب)) عن لفظ ((الرحمة)) وهي مؤنثة,إيذانا بقربه تعالى من المحسنين,فكأنه ‏قال ‏‎:‎‏ إن الله برحمته قريب من المحسنين.‏
ويوضح ذلك ‏‎:‎‏ أن الرحمة لما كانت صفة من صفات الله تعالى,وصفاته قائمة بذاته,فإذا كانت ‏قريبة من المحسنين,فهو قريب سبحانه منهم قطعا.‏
فالرب تبارك وتعالى قريب من المحسنين،‎ ‎ورحمته قريبة منهم، وقربه يستلزم قرب رحمته. ففي حذف التاء ههنا ‏تنبيه على هذه‎ ‎الفائدة العظيمة الجليلة. إن الله تعالى قريب من المحسنين، وذلك يستلزم القربين‏‎: ‎قربه وقرب رحمته؛ ‏ولو قال: إن رحمة الله قريبة من المحسنين،لم يدل على قربه تعالى‎ ‎منهم؛ لأن قربه تعالى أخص من قرب رحمته، ‏والأعم لا يستلزم الأخص، بخلاف قربه، فإنه لما كان أخص استلزم الأعم، وهو قرب رحمته.‏
فكان في بيان قربه سبحانه من المحسنين، من‎ ‎التحريض‎ ‎على‎ ‎الإحسان، واستدعائه من النفوس، وترغيبها فيه غاية ‏حظ لها، وأشرفه وأجلُّه على‎ ‎الإطلاق، وهو أفضل إعطاء أُعطيه العبد، وهو قربه تبارك وتعالى من عبده، الذي هو‎ ‎غاية الأماني، ونهاية الآمال، وقرة العيون، وحياة القلوب، وسعادة العبد كلها. فكان‎ ‎في العدول عن ( قريبة ) إلى ( ‏قريب ) من استدعاء الإحسان، وترغيب النفوس فيه، ما لا‎ ‎يختلف بعده إلا من غلبت عليه شقاوته، ولا قوة إلا بالله.‏
فتبين بهذا ‏‎:‎‏ أن الله سبحانه وتعالى قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربا ليس له نظير وهو مع ذلك فوق سماواته ‏على عرشه فإنّ علوّه سبحانه على سمواته من لوازم ذاته فلا يكون قط إلاّ عاليا ولا ‏يكون فوقه‎ ‎شيء البتة كما قال أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم((وأنت الظاهر ‏فليس فوقك شيء).

والحمد لله رب العالمين









قديم 2011-06-22, 20:57   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قذائف الحق مشاهدة المشاركة

الحمد لله الاول الذي ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء واصلي واسلم علي خير مبعوث لخير امة.
حقيقة لقد ادهش كتاب المتجسم الدارمي (النقض علي بشر) جميع عقيدة أهل التجسيم بما فيهم ابن تيمية وابن القيم لان هذا الكتاب قد عبر عما في دواخلهم والذي خافوا اخراجه فيكون سببا في هلاكهم .
وهذا ابن تيمية يثني علي كتاب الدارمي وليس حظ ابن القييم في الثناء علي هذا الكتاب باقل مما قاله ابن تيمية فيه.
فقد قال ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الاسلامية طبعة دار الكتاب العربي تحقيق فواز احمد زمرلي صفحة 139 :قال في ثناءه علي الدارمي مستشهدا:
قال فيه ابو الفضل الفرات : ما رايت مثل عثمان سعيد ولا راي عثمان مثل نفسه.
وهذه حقيقة لان ما ذكره الدارمي لم يتجرأ أحد من أهل الاسلام علي ذكره وقد افتى أهل العلم بكفر المجسم لذلك احجم أهل العلم في الخوض في لجة التشبيه.
ثم يقول ابن القيم مستشهدا بكلام الدارمي من كتابه السابق ذكره :وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالي فوق عرشه فوق سماواته لا ينزل قبل يوم القيامة الي الارض.
ثم يمضي هذا المتجسم المفتري علي الله ويقول وتتشقق السموات يومئذ لنزوله وتنزل الملائكة تنزيلا ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية كما قال الله سبحانه وتعالي ورسوله صلي الله عليه وسلم ، فلم يشك المسلمون ان الله لا ينزل الي الارض قبل يوم لقيامة لشيء من امور الدنيا .

كان عليك أن ترد على كلام الدارمي بالحجة والبرهان لا الخروج عن الموضوع والتهجم على شخص الإمام الدارمي رحمه الله فلسنا هاهنا نتكلم عن عقيدة هذا أو ذاك بل عن الأدلة والنصوص الأثرية فلا تخلط بين الدليل وبين صاحبه !.

لكنك أثبت عجزك وهروبك عن الرد على الإمام الدرامي فلم تجد سبيلا إلا التهجم عليه مع أن كلامه لا يخالف أئمة أهل السنة في شيء

فقد قال الإمام المشهور ابن أبي زمنين رحمه الله(399ه)تعليقا على حديث ‏النزول ‏‎: ‎‏ هذا الحديث بين أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون ‏الأرض,وهو أيضا بين في كتاب الله,وفي غير ما حديث عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم .ثم ذكر آيات دالة على علو الله تعالى)).



وقال ابن عبد البر رحمه الله((هذا الحديث ثابت من جهة النقل ,صحيح ‏الإسناد,لا يختلف أهل الحديث في صحته و فيه دليل على أن الله عز و ‏جل في السماء على العرش من فوص سبع سماوات,وعلمه في كل مكان كما ‏قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر,ثم ذكر الآيات الدالة على علو ‏الله عز وجل(

أما فرية التجسيم والتشبيه فليست بجديدة من أتباع المريسي وجهم بن صفوان فقد تعودنا عليها منهم فكل من آمن بصفات الله عز وجل فهوعندكم تارة مشبه وتارة مجسم أما المكذبون المحرفون والمعطلون فهم عندكم منزهون. وما هم والله إلا جاهلون بعيدون عن نور الكتاب والسنة فهم لا يفهمون من النصوص إلا التشبيه والتجسيم كما بينت آنفا.

إن نفيكم لعلو الله تعالى على العرش أو نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة ‏بدعوى التجسيم خطأ في اللفظ والمعنى ,وجناية على ألفاظ الوحي.‏
أما اللفظي ‏‎:‎فتسميتكم علو الله على العرش أونزوله إلى السماء الدنيا تجسيما وتشبيها ‏وتحيزا.وتواصيكم بهذا المكر الكبار إلى نفي ما دل عليه الوحي,والعقل ‏والفطرة,فكذبتم على القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم ‏وعلى اللغة,ووضعتم لصفاته ألفاظا منكم بدأت وإليكم تعود.‏
وأما خطأكم في المعنى ‏‎:‎‏ فنفيكم,وتعطيلكم لعلو الرحمن أو نزوله بواسطة هذه ‏التسميات والألقاب ,فنفيتم المعنى الحق وسميتموه بالاسم المنكر ,وكنتم ‏في ذلك بمنزلة من سمع أن في العسل شفاء ولم يراه,فسأل عنه فقيل له ‏‎:‎‏ ‏مائع رقيق أصفر يشبه العذرة تتقيأه الزنابير,ومن لم يعرف العسل ينفر ‏عنه بهذا التعريف ,ومن عرفه وذاقه لم يزده هذا التعريف عنده إلا محبة ‏له,ورغبة فيه,وما أحسن ما قال القائل ‏‎:‎
تقول هذا جني النحل تمدحه***وإن تشاء قل ذا قيئ الزنابير‏
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما***والحق قد يعتريه سوء التعبير.

ومن عادة أهل السنة أنهم يستفصلون في مثل هذه الألفاظ التي أحدثتموها فنقول لكم:

وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه ‏غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة
والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك فهو ‏من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله.‏
وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار,ويتكلم,و يُكلِمْ,ويسمع,ويبصر,ويرضى ‏ويغضب,فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها,فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما,ولا ‏نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية,ولا نجحد ‏صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه,لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما ‏مشبها.‏
فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ***على عرشه إني إذا لمجسم ‏
وإن كان تشبيها ثبوت صفاته***فمن ذلك التشبيه لا أتكتم
وإن كان تنزيها جحود استوائه***وأوصافه أو كونه يتكلم
فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا***بتوفيقه والله أعلى وأعلم.‏
وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية,فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ ‏الجمع الأعظم مشيرا له.‏
وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه.‏
وإن أردتم بالجسم ما يلحقه(من) و(إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده,وعلاج برسوله ‏صلى الله عليه وسلم إليه,وإليه يصعد الكلم الطيب,وعنده المسيح رفع إليه.‏
وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه.‏
أما قولك((فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس))فهذا جهل كبير منك لأن كتاب الدارمي قد أثنى عليه الأئمة الكبار بل ونقلوا منه لكونه ثقة من إمام ثقة

فلو كان الأمر على طريقتك أيها الجهمي لما اعتمده الحافظ ابن حجر قط ولا الحافظ الذهبي ولاابن كثير وغيرهم من الحفاظ الجبال الذين اعتمدوه في عزو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم


و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو :


قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( الاية 11 من سورة الواقعة ) :

وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان" ) اهـ ج7 ص517


و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215 :

وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ : عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين ، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ : كُلّهَا فِي الْقُرْآن ( هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم ) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ

و قال في الفتح ج 20 ص 484 :

وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله ) اهـ


و قال السيوطي في الدر المنثور ( تفسير الاية 29 من سورة البقرة ):
(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال : بين السماء والأرض خمسمائة عام ، وما بين كل سماءين خمسمائة عام ، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام ، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام . والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه . ) اهـ

و قال في موضع آخر ( تفسير الاية 8 من سورة التغابن) :

(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال : سيد السموات السماء التي فيها العرش ، وسيد الأرضين التي نحن عليها ) اهـ


و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال :
(1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة { ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد
على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة
} ) اهـ ج1 / 338-339
و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب :

4158 - عن عمر قال : ان هذا القرآن كلام الله ، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم.
(الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2 /329

و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع


و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت - :

( سُئِلَ ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ ؟ ( فَأَجَابَ ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا .
ا هـ .


و بعد هذا : أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير : ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب طافح بالتجسيم كما ذكرت وتوهمت!.






و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو :


قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( الاية 11 من سورة الواقعة ) :

وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان" ) اهـ ج7 ص517


و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215 :

وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ : عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين ، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ : كُلّهَا فِي الْقُرْآن ( هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم ) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ

و قال في الفتح ج 20 ص 484 :

وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله ) اهـ


و قال السيوطي في الدر المنثور ( تفسير الاية 29 من سورة البقرة ):
(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال : بين السماء والأرض خمسمائة عام ، وما بين كل سماءين خمسمائة عام ، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام ، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام . والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه . ) اهـ

و قال في موضع آخر ( تفسير الاية 8 من سورة التغابن) :

(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال : سيد السموات السماء التي فيها العرش ، وسيد الأرضين التي نحن عليها ) اهـ


و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال :
(1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة { ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد
على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة
} ) اهـ ج1 / 338-339
و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب :

4158 - عن عمر قال : ان هذا القرآن كلام الله ، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم.
(الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2 /329

و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع


و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت - :

( سُئِلَ ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ ؟ ( فَأَجَابَ ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا .
ا هـ .


و بعد هذا : أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير : ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب طافح بالتجسيم كما ذكرت وتوهمت!.









 

الكلمات الدلالية (Tags)
منكر, مقني, الردود, العزيز, الودود..متجدد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc