هلا وحيد
احد العوامل المؤثرة في تكوين واختلافات الشخصيات العربية هي البيئة
لدرجة ان علماء النفس والاجتماع يفرقون بين سكان المناطق الريفية وسكان الصحرا وسكان سواحل البحار وسكان الجبال
من حيث الصفات والسمات
مثلا الشخصية المصرية المشرقية تكوينها وارتباطها بالبيئة
تجد في البيئة المصرية مثلا النيل يشق طريقه متمايلا بهدوء وحوله خضرة علي الجانبين تبعث علي الراحة والاطمئنان وحوله صحراء مترامية من الجانبين جعلت المصري لا يعرف وطنا ومستقرا الا بلده وجعله شديد التعلق بها وبالنيل الذي وهب له الخير حتي الان من الممكن ان يدفع المصري ملايين لمجرد شقة تطل علي النيل
هذه البيئة جعلت المصري اغلب الوقت مستقرا ولا يعرف الترحال
وسط خرير القنوات والترع وانين السواقي ووفرة الغذاء بسبب الارض الخصبة المعطاءة وعدم الحاجة لي التنقل والترحال ومناخا معتدلا معظم فصول السنة وشمس مشرقة
يخلو المناخ من اي اخطار مهددة او تقلبات حادة او عنيفة
هذه هي الطبيعة التي نشأ عليها المصري بين ضفتي النيل من قديم الزمان وتركت بصماتها علي شخصيته
في صورة ميل الي قوة العاطفة والوجدان و الطمأنينة والهدوء والراحة وطول البال والوداعة والمرح والدعابة والوسطية وحب الحياة
و تألق ذلك في شدة الانتماء الي ارضه والتعلق بها والدفاع المستميت عنها لدرجة ادهشت كثير من المؤرخين عبر العصور
هذه الصفات لا ندركها بوضوح الا اذا قارناها بسكان الصحراء المتنقلون والمرتحلون دائما بسبب الطبيعة الجافة القاسية وشح في الغذاء
او سكان سواحل البحار حيث النوات والعواصف الشديدة او من يعيشون في الثلوج ويتغطون باثواب ثقيلة تعيق من حركتهم وتلقائيتهم وسط البرد الشديد الخانق او من يسكنون الغابات ومتوقعين الخطر في اي لحظة او سكان الجبال الصعبة المعيقة للتحرك
الشخصية المصرية مثل الطبيعة المصرية لا تتغير بسهولة ولا تتغير بسرعة بل تميل الي الاستقرار والطمأنينة وتثبيت الوضع القائم كلما امكن والتصادق معه وقبوله
يقول ابن خلدون ((اهل مصر يميلون الي الفرح والمرح ))
يقول جوستاف لوبون والمؤرخ الشهير في كتابه الحضارة المصرية القديمة
((اذاا كان المصري قد شهر بالسهولة والطمأنينة والسأم من سهولة الوضاءة المشرقة التي يعيش فيها فأنه قد جهل الالام المفزعة التي تنشأ علي شواطيء لبحار الموحشة وفي خلال الشفق الاحمر للسما المتقلبة الغادرة ))
لكن حدث تغييرات الان في الطبيعة والبيئة المصرية وبدأت تختلف عن السابق واثرت اثار بسيطة علي الشخصية الاساسية
فقد ادي الازدحام الخانق في بعض المدن الكبيرة والحرارة الزائدة في فصل الصيف اضافة الي ارتفاع معدلات التلوث السمعي ولبصري الي الشعور بالضيق والاختناق وتنامي معدلات العصبية والاستثارة كما انه نتيجة للنمو السكاني الرهيب اصبحت خيرات الارض لا تكفي بعض المصريين ولم يعد مطمئنا ومستقرا مثل ذي قبل وخرج الي مشارق الارض ومغاربها واتي محملا بثقافات مختلفة من بيئات مختلفة
هذا ملخص بسيط لتأثير احد العوامل الكثيرة وهي البيئة فقط علي احدي الشخصيات العربية وهي الشخصية المصرية وساذكر لو توافر وقت ان شاء الله تاثيرها علي الشخصية المغاربية والخليجية والشامية مع ملا حظة انني لن اذكر التاثيرات السلبية علي الشخصيات العربية المختلفة منعا للمشاكل 
واذكر فقط ان هناك عوامل مهمة اخري مثل الاستعمار وطبيعته المتباينة في هذه البلاد المختلفة والدين والانظمة الحاكمة علي مر التاريخ وطبيعة المجتمع
اسف علي الاطالة
سلام اخي