وقفة تأمل و محاسبة - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وقفة تأمل و محاسبة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-02-24, 18:29   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
malake1967
مشرفة عـامّة
 
الصورة الرمزية malake1967
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع مميز يستحق التقييم
بارك الله فيك
وجعله الله في ميزان حسناتك.








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-02-25, 15:35   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
elsafwatc
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2019-03-16, 15:16   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة malake1967 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع مميز يستحق التقييم
بارك الله فيك
وجعله الله في ميزان حسناتك.
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العكر دائما

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عنا كل خير









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-03-16 في 15:17.
رد مع اقتباس
قديم 2019-03-16, 15:18   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elsafwatc مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العكر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2019-03-16, 15:30   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حديث: لا تزول قدما عبد يوم القيامة

عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن [أربع]:

عمره فيمَ أفناه؟

وعن علمه فيمَ فعل؟

وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟

وعن جسمه فيمَ أبلاه))

رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص 4/ 612 (2417)،

والدارمي في المقدمة، باب من كره الشهرة والمعرفة 1/ 144

وأبو يعلى 13/ 428 (7434)

والروياني في مسنده 2/ 337 (1313)

وأبو نعيم في حلية الأولياء 10/ 232، وزيادة (أربع) لهما

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح

وصححه الألباني في الصحيحة (946)، وصحيح الجامع (7300)، وصحيح الترغيب والترهيب (126).


يتعلق بهذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى:

حساب يوم القيامة يدعونا لمحاسبة أنفسنا للإجابة على هذه الأسئلة

فإنه من حاسب نفسه اليوم هان عليه الحساب غدًا؛

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]

قال ابن كثير رحمه الله

في تفسيرها: أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم؛ اهـ

تفسير ابن كثير 4/ 343.

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم

وتزينوا للعرض الأكبر: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18]

رواه أحمد في الزهد ص 120، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس رقم (22) و(16)

وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 52، وابن أبي شيبة 7/ 96 (34459)، وابن المبارك في الزهد ص103، وعلقه الترمذي فقال: يروى عن عمر 4/ 638.

وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى:

(إن المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)

رواه ابن المبارك في الزهد ص103، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس ص18، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 157.


الفائدة الثانية:

كان السلف رحمهم الله من أحرص الناس على محاسبة أنفسهم مع ما هم عليه من التقوى والعمل الصالح؛ روى أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه، فقال له عمر: مَهْ غفر الله لك! فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد؛ رواه مالك

رواه مالك في الموطأ 2/ 988 (1788)، وابن أبي شيبة في مصنفه 7/ 432 (37047)، وابن أبي عاصم في الزهد 1/ 25 (22).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطًا، فسمعته وهو يقول - وبيني وبينه جدارٌ -

وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين! بخ بخ، والله (بُنَيَّ الخطاب) لتتقين الله أو ليعذبنك؛ رواه مالك

رواه مالك في الموطأ 2/ 992 (1800)، ومن طريقه رواه أحمد في الزهد ص115، وابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 292، وابن أبي الدنيا في المحاسبة رقم (3).


الفائدة الثالثة:

دل الحديث على أن الغاية من تعلم العلم هي العمل به؛ لذا رفع الله تعالى درجة العلماء على غيرهم

فقال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]،

وهم أهل الخشية

كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]،

أما تعلُّمه لغير هذا الغرض فإنه يصير وبالًا على صاحبه يوم القيامة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضًا من الدنيا - لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة))، يعني: ريحها؛

رواه أحمد 2/ 338، وأبو داود في كتاب العلم، باب في طلب العلم لغير الله 3/ 323 (3664)

وابن ماجه في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به 1/ 92 (252)

وصححه ابن حبان 1/ 279 (78)

وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 160: هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

وقال النووي في رياض الصالحين ص314: إسناده صحيح.









رد مع اقتباس
قديم 2019-03-17, 18:59   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سبحان الله ... ربي يحفظك ويجعل ما تدونة في ميزان حسناتك ليوم لا ينفع مال ولا بنون .
وجزاك الله عنا وعن الإسلام خيرا .









رد مع اقتباس
قديم 2019-09-07, 16:08   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
سبحان الله ... ربي يحفظك ويجعل ما تدونة في ميزان حسناتك ليوم لا ينفع مال ولا بنون .
وجزاك الله عنا وعن الإسلام خيرا .

الحمد لله الذي برحمته تتم الصالحات

اللهم امين

بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2019-09-08, 14:40   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



فرح الله بتوبة عبده

روى البخاري (6308) ، ومسلم (2747) واللفظ له، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا

هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ .

سبحان الله ...

وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها

ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال :

وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي

, وأمه خلفه تطرده حتى خرج ,

فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا ,

فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ,

ولا من يؤويه غير والدته ,

فرجع مكسور القلب حزينا .

فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام

, وخرجت أمه ,

فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه ,

والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟

ومن يؤويك سواي ؟

ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك .

وارادتي الخير لك ؟

ثم أخذته ودخلت .


فتأمل قول الأم

لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .

وتأمل

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" اللَّه أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَرْحَمِ الْوَالِدَاتِ بِوَلَدِهَا؛ فَإِنَّ مَنْ جَعَلَهَا رَحِيمَةً أَرْحَمُ مِنْهَا " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (16/ 448) .

فمقتضى العقل :

أن الله أرحم من كل راحم من خلقه

مهما بلغت رحمته ؛ لأنه سبحانه هو الذي جعلهم يرحمون

. وقد روى البخاري (6000) ، ومسلم (2752) عن أبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَقُولُ: ( جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا ، وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا ، فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الخَلْقُ ، حَتَّى تَرْفَعَ الفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا، خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ ) .

وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟

فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه

فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .

فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها


حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليه


وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل

, وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي ,ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية ,

ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحث فيه عن هذا الدافع وتستحث هذا الوازع فلا يجيبك .

لقد كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي أن يتوبوا منه

وقال الإمام ابن القيم في "مدارج السالكين" (1/283) :

" المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور ولا يجوز تأخيرها

فمتى أخرها عصى بالتأخير

فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى

وهي توبته من تأخير التوبة

وقل أن تخطر هذه ببال التائب

بل عنده أنه إذا تاب من الذنب لم يبق عليه شيء آخر

وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة

ولا ينجي من هذا إلا توبة عامة

مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم ، فإن ما لا يعلمه العبد من ذنوبه أكثر مما يعلمه

ولا ينفعه في عدم المؤاخذة بها جهله إذا كان متمكنا من العلم

فإنه عاص بترك العلم والعمل

فالمعصية في حقه أشد

وفي صحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( الشِّرْكُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَكَيْفَ الْخَلَاصُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ : أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ ". فَهَذَا طَلَبُ الِاسْتِغْفَارِ مِمَّا يَعْلَمُهُ اللَّهُ أَنَّهُ ذَنْبٌ وَلَا يَعْلَمُهُ الْعَبْدُ

وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو فِي صِلَاتِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي

وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي ، وَخَطَأِي وَعَمْدِي ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ

وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، أَنْتَ إِلَهِيٌّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ". وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ

دِقَّهُ وَجِلَّهُ ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ "

فهذا التعميم وهذا الشمول لتأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه وما لم يعلمه " انتهى.


شروط التوبة الصحيحة هي:

1 - الإقلاع عن الذنب.

2 - الندم على ما فات.

3 - العزم على عدم العودة إليه.

وإذا كانت التوبة من مظالم العباد في مال أو عرض أو نفس ، فتزيد شرطا رابعا، هو: التحلل من صاحب الحق ، أو إعطاؤه حقه.

وقد أمر الله تعالى عباده بالتوبة النصوح ، فقال : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ

وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) التحريم/8

قال البغوي رحمه الله :

" وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهَا :

قَالَ عُمَرُ وَأُبَيٌّ وَمُعَاذٌ: "التَّوْبَةُ النَّصُوحُ" أَنْ يَتُوبَ ثُمَّ لَا يَعُودَ إِلَى الذَّنْبِ، كَمَا لَا يَعُودُ اللَّبَنُ إِلَى الضَّرْعِ .

قَالَ الْحَسَنُ: هِيَ أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ نَادِمًا عَلَى مَا مَضَى؛ مُجْمِعًا عَلَى أَلَّا يَعُودَ فِيهِ .

قَالَ الْكَلْبِيُّ: أَنْ يَسْتَغْفِرَ بِاللِّسَانِ ، وَيَنْدَمَ بِالْقَلْبِ ، وَيُمْسِكَ بِالْبَدَنِ.

قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: تَوْبَةً تَنْصَحُونَ بِهَا أَنْفُسَكُمْ.

قَالَ الْقُرَظِيُّ: يَجْمَعُهَا أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: الِاسْتِغْفَارُ بِاللِّسَانِ ، وَالْإِقْلَاعُ بِالْأَبْدَانِ ، وَإِضْمَارُ تَرْكِ الْعَوْدِ بِالْجَنَانِ ، وَمُهَاجَرَةُ سَيِّئِ الْإِخْوَانِ."

انتهى ، من "تفسير البغوي" (8/169) .


الندم شرط رئيسي

و هو ركن التوبة الأعظم

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ : كَانَ أَبِي عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَسَمِعَهُ يَقُولُ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "النَّدَمُ تَوْبَةٌ"

رواه أحمد (4012) وصححه الألباني

وقد قال بعض أهل العلم :

" يَكْفِي فِي التَّوْبَةِ تَحَقُّقُ النَّدَمِ ؛ فَإِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ الْإِقْلَاعَ عَن الذنوب ، وَالْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ؛ فَهُمَا نَاشِئَانِ عَنِ النَّدَمِ لَا أَصْلَانِ مَعَهُ " .

انظر: "فتح الباري" (13/ 471) .

وقال القاري رحمه الله:

" (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) إِذْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا بَقِيَّةُ الْأَرْكَانِ مِنَ الْقَلْعِ وَالْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ، وَتَدَارُكِ الْحُقُوقِ مَا أَمْكَنَ....

وَالْمُرَادُ : النَّدَامَةُ عَلَى فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا مَعْصِيَةٌ ، لَا غَيْرَ ".

انتهى من "مرقاة المفاتيح" (4/ 1637) .









رد مع اقتباس
قديم 2019-10-20, 15:45   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة واللام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن والاه .

هذه هي الجنة دار السلام ..1

الذي دلت عليه النصوص أن أهل الجنة يكونون على أجمل هيئة

وأحسن خلقة

جردا مردا

على صورة أبيهم آدم عليه السلام

كما روى الترمذي (2468) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاثِينَ أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً ) والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي .

والأجرد : الذي لا شعر له على جسده .

والأمرد : الذي لا لحية له .

وروى الترمذي أيضا(2462)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ لا يَفْنَى شَبَابُهُمْ وَلا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ )

وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى البخاري (3006) ومسلم (5063)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ

آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ ، أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ

لا اخْتِلافَ بَيْنَهُمْ وَلا تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ).

والألوة : العود .

فهذا وغيره يدل على أن أهل الجنة تتبدل هيآتهم لتكون على أحسن الهيآت

فليس فيهم تشوهات ولا غيرها مما يعيب .

الم تستحق ان نستغفر و نعدل الاخطاء من اجلها









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-10-20 في 15:53.
رد مع اقتباس
قديم 2019-10-21, 15:38   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حوض الكوثر ونهر الكوثر

الكوثر في لغة العرب وصف يدل على المبالغة في الكثرة

أما في الشرع فله معنيان :

المعنى الأول :

أنه نهر في الجنة أعطاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم

وهذا المعنى هو المراد في قوله تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) الكوثر/1

كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك

كما روى مسلم في صحيحه ( 607 ) عن أنس رضي الله عنه قال :

" بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ غفا إغفاءة , ثم رفع رأسه متبسما فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟

قال : نزلت علي سورة . فقرأ . بسم الله الرحمن الرحيم . ( إنا أعطيناك الكوثر إلى آخرها )

, ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير , وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة " الحديث .

وعند الترمذي (3284) عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت .. الحديث " وقال الترمذي : إنه حسن صحيح . وصححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي ( 3 / 135 ) .


المعنى الثاني :

أنه حوض عظيم ـ والحوض هو : مجمع الماء ـ يوضع في أرض المحشر يوم القيامة ترد عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة

ولذا يسمى حوض الكوثر والدليل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه ( 4255 )

من حديث أبي ذر " أن الحوض يشخب ( يصب ) فيه ميزابان من الجنة " وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها "

كما قال ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح ( 11 / 466 ) . والله أعلم .


وأما هل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء أم لا ؟

فأما نهر الكوثر الذي يُصب من مائه في الحوض فإنه لم يُنقل نظيره لغير النبي صلى الله عليه وسلم وامتن الله عليه به في السورة فلا يبعد أنه خاص بنبينا صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء .

وأما حوض الكوثر فقد اشتهر عند العلماء اختصاص نبينا صلى الله عليه وسلم به وممن صرح بذلك القرطبي في المفهم . لكن أخرج الترمذي (2367) من حديث سمرة قال

: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لكل نَبِيٍّ حَوْضًا وَإِنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ "

وهذا الحديث جميع أسانيده ضعيفة

لكن بعض العلماء حكم له بالقبول لكثرة أسانيده

كما فعل الألباني في الصحيحة (1589 )

ومنهم من حكم عليه بالضعف .

فإذا ثبت الحديث كان المختص بنبينا صلى الله عليه وسلم النهر دون الحوض ، وإن لم يثبت فلا يبعد أن يكون الحوض أيضا خاصاً به دون غيره . والله أعلم .

وقد ورد في السنة الصحيحة ذكر صفات النهر الذي في الجنة والحوض الذي في أرض المحشر فمن صفات نهر الكوثر الذي في الجنة :

ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

"بينا أنا أسير في الجنة ، إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟

قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال : فضرب الملك بيده ، فإذا طينه أو طيبه مسك أزفر "

وفي المسند ( 12084 ) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أعطيت الكوثر ، فإذا هو نهر يجري على ظهر الأرض

حافتاه قباب اللؤلؤ ، ليس مسقوفاً فضربت بيدي إلى تربته ، فإذا تربته مسك أذفر ، وحصباؤه اللؤلؤ " وصححه الألباني في الصحيحة ( 2513 )

وفي رواية عنه في المسند أيضا ( 12828 ) ‏

أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏سُئِلَ عَنْ ‏ الْكَوْثَرِ فقَالَ : " ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر ( الإبل )

قال عمر إِنَّ تِلْكَ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا يَا ‏‏عُمَر "

‏وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 3740 )


وأما صفات الحوض الذي في أرض المحشر فمنها :

ما رواه البخاري ( 6093 ) ومسلم ( 4244 ) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال :

‏قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "‏ حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبدا " ‏ ‏ ‏ ‏

وفي صحيح مسلم ( 4261 ) عن ‏أَنَسٌ‏ رضي الله عنه قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "‏ ‏تُرَى فِيهِ ‏أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السماء " ‏َو في رواية : " أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ "

وفيه أيضا ( 4256 ) ‏عَنْ ‏ ‏ثَوْبَاَن رضي الله عنه أن النبِيَّ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏َسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ

فَقَالَ : " أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ ‏يَغُتُّ ‏( يصب ) ‏فِيهِ ‏مِيزَابَانِ ‏ ‏يَمُدَّانِهِ ‏ ‏مِنْ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالآخَرُ مِنْ ‏ ‏وَرِق (فضة ) "

وأحاديث الحوض لا شك في تواترها عند أهل العلم بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

فقد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسين صحابيا ، وقد ذكر الحافظ ابن حجر أسماء

رواة أحاديثه من الصحابة في الفتح ( 11/468 )

حتى قال القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم :

" مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به أن الله سبحانه وتعالى قد خص نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالحوض المصرح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي .. "

وأما عن موقع الحوض في أرض المحشر :

فقد اختلف العلماء في هذا : فمنهم من قال :إنه يكون بعد الصراط .

ومنهم من قال : إنه يكون قبل الصراط وهو قول الأكثر وهو الأرجح والله أعلم لأنه يؤخذ بعض من يرد عليه إلى النار ، فلو كان موقعه بعد الصراط لما استطاعوا الوصول إليه لأنهم يكونون قد سقطوا في النار والعياذ بالله .

وفي ختام هذا المبحث لابد من التنبيه على أمر في غاية الأهمية والخطورة وهو:

أنه ليس كل من انتمى للأمة المحمدية سينال نعمة وشرف الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم

ويده الشريفة ، بل قد صرحت الأحاديث أن هناك من رجال هذه الأمة من يذاد ويدفع عن الحوض دفعا شديدا ، نسأل الله العافية . فَمَن هؤلاء الذين سيشربون ومن أولئك الذين سيدفعون ؟

لقد أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا السؤال إجابة واضحة شافية حتى لا يبقى لمعتذر عذر ، ولا لمتقاعس حجة

فقد روى مسلم في صحيحه ( 367 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : " السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا"

قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَال :َ" أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ " فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

فَقَالَ : " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ "

قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا "

والغرّة : بيانض في وجه الفرس

والتحجيل : بياض في قوائمه

و( دهم بهم ) أي : أسود شديد خالص لا يخالطه لون آخر .

وفي البخاري ( 6528 ) ومسلم ( 4243 ) عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَنَا فَرَطُكُمْ ( أي : سابقكم )

عَلَى الْحَوْضِ مَنْ وَرَدَ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ "

قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلا يَقُولُ قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ

فَيَقُول [ أي النبي صلى الله عليه وسلم ُ ] : " إِنَّهُمْ مِنِّي" فَيُقَالُ : إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ . فَأَقُولُ : "سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي "

وعند البخاري في صحيحه ( 2194 ) ومسلم (4257) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَذُودَنَّ رِجَالا عَنْ حَوْضِي كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنْ الإِبِلِ عَنْ الْحَوْضِ "

قال القرطبي رحمه الله :

" قال علماؤنا رحمهم الله أجمعين : فكل من ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ، ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه ،

وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها

والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها [ ومن نحا نحوهم أو سلك طريقهم ] وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق وقتل أهله وإذلالهم والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي

وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع .. "

التذكرة للقرطبي ( 306 )

فعلى العبد أن يجتهد في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفته في أي شيء من هديه رجاء أن يمن الله عليه بالشرب من هذا الحوض المبارك

وإلا فأي خزي وندامة أشد من خزي وندامة من يدفع من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغ به العطش مبلغا لا يطاق ولا يحتمل فيمنع من الشرب من ذاك الماء البارد الطيب

ثم يزاد عليه العذاب والخزي والحسرة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالسحق والبعد والعياذ بالله ، فتصَوُّرُ هذا عذاب ، فكيف بمعاينته والتعرض له ؟!.

نسأل الله أن يمن علينا وعلى إخواننا المسلمين بالتوفيق لمتابعة السنة ومجانبة البدعة والمعصية ... آمين . والحمد لله رب العالمين .

يراجع ( القيامة الكبرى 257 – 262 )

و ( الجنة والنار 166 ، 167 ) للشيخ / عمر الأشقر

و ( فتح الباري للحافظ ابن حجر 11 / 466 ).









رد مع اقتباس
قديم 2019-10-22, 17:10   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



أبواب الجنة

ما معنى الأبواب ؟

وهل كل باب يدخل جنة مختلفة أم كلهم يدخلون نفس المكان ؟

وهل للأبواب علاقة بدرجات الجنة

مثلا باب الجهاد أعلى من باب الصلة ؟


أولا:

وردت عدة نصوص في الكتاب والسنة متحدثة عن أبواب الجنة؛ ومن ذلك:

قال الله تعالى : هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ص/49-51.

وقال سبحانه : وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ الزمر/73.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:

مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ

وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟

قَالَ: نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ رواه البخاري (1897) ، ومسلم (1027).

فهذه النصوص صريحة في أن للجنة أبوابًا ، والأصل أن تحمل ألفاظ الكتاب والسنة على الحقيقة، إلا إذا قام دليل أو قرينة على عدم إرادة هذه الحقيقة.

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

" واعلم أن التحقيق حمل اللفظ على الحقيقة الشرعية، ثم العرفية، ثم اللغوية، ثم المجاز عند القائل به إن دلت عليه قرينة "

انتهى من"مذكرة أصول الفقه" (ص 274).

وأبواب الجنة لم يرد في الشرع تعريف لها، ولا يوجد ما يصرفها عن حقيقتها العرفية واللغوية المتبادرة إلى الذهن

فأبواب الجنة هي أبواب حقيقية يدخل أهل الجنة من خلالها إلى الجنة، فمعنى الباب معروف في اللغة والعرف ، وهو ما نثبته ، لكن شكلها وصورتها من علم الغيب.

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

" وفي هذا الحديث دليل على أن للجنة أبوابا "

انتهى من "التمهيد" (7 / 186).


ثانيا:

وقد ورد في السنة ما يدل على سعة هذه الأبواب:

روى البخاري (4712) ومسلم (194) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى .

وفي لفظ لمسلم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ إِلَى عِضَادَتَيْ الْبَابِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ هَجَرٍ وَمَكَّةَ .

قال النووي رحمه الله :

"قَوْله : ( إِنَّ مَا بَيْن الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة كَمَا بَيْن مَكَّة وَهَجَر أَوْ كَمَا بَيْن مَكَّة وَبُصْرَى ) ( الْمِصْرَاعَانِ ) بِكَسْرِ الْمِيم جَانِبَا الْبَاب , ( وَهَجَر ) بِفَتْحِ الْهَاء وَالْجِيم وَهِيَ مَدِينَة عَظِيمَة هِيَ قَاعِدَة بِلَاد الْبَحْرَيْنِ .

وَأَمَّا ( بُصْرَى ) فَبِضَمِّ الْبَاء وَهِيَ مَدِينَة مَعْرُوفَة بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل , وَهِيَ مَدِينَة حُورَان بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة شَهْر .

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِلَى عِضَادَتَيْ الْبَاب ) هُوَ بِكَسْرِ الْعَيْن قَالَ الْجَوْهَرِيّ : عِضَادَتَا الْبَاب هُمَا خَشَبَتَاهُ مِنْ جَانِبَيْهِ" انتهى باختصار .


ثالثا:

وأما عدد هذه الأبواب: فهو "ثمانية"، كما نصت على ذلك الأحاديث الصحيحة:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ رواه البخاري (3257).

وعن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ، وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ رواه البخاري (3435) ، ومسلم (28) واللفظ له.


ثانيا :

خصص كل باب لطاعة معينة؛ ليدخل عبرها من كان له مزيد اجتهاد في تلك الطاعة، فمثلا باب الصلاة ليس لمن أقام الفرائض وحدها، بل لمن أتبعها بكثرة النوافل.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" وفي الحديث إشعار بقلة من يُدعى من تلك الأبواب كلها.

وفيه إشارة إلى أن المراد ما يتطوع به من الأعمال المذكورة، لا واجباتها؛ لكثرة من يجتمع له العمل بالواجبات كلها، بخلاف التطوعات، فقَلّ من يجتمع له العمل بجميع أنواع التطوعات.

ثم من يجتمع له ذلك إنما يدعى من جميع الأبواب: على سبيل التكريم له؛ وإلا فدخوله إنما يكون من باب واحد، ولعله باب العمل الذي يكون أغلب عليه، والله أعلم " انتهى من"فتح الباري" (7 / 28 - 29).

وقال ابن سيد الناس رحمه الله تعالى:

" والذي ذكره العلماء في فتح أبواب الجنة والدعاء منها ما فيه من التشريف في الموقف، والإشادة بذكر من حصل له ذلك على رؤوس الأشهاد

فليس من يؤذَن له في الدخول من باب لا يتعدّاه، كمن يُتلقى من كل باب، ويدخل من حيث شاء. هذا فائدة التعدد في فتح أبواب الجنة "

انتهى من "النفح الشذي شرح جامع الترمذي" (2 / 13).

والذي يظهر أن هذه الأبواب، إنما يدخل منها العبد إلى عموم الجنة، أو إلى الدرجة التي ينزله الله فيها، وليس إلى منزله الخاص في الجنة؛ وإلا، فأبواب الجنة ثمانية فقط، ولكل داخل إلى الجنة، منزله الخاص فيها.


ثالثا :

الأسباب المدخلة إلى الجنة والمباعدة عن النار

وقد سأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، عن هذه المسألة، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم يدور على التزام الواجبات، والكف عن المحرمات.

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ!

قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ رواه الترمذي (2616) وقال: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ".

وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ رواه مسلم (15).

قال ابن رجب رحمه الله تعالى:

" فهذا الحديث يدل على أن من قام بالواجبات، وانتهى عن المحرمات: دخل الجنة، وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى، أو ما هو قريب منه " انتهى من "جامع العلوم والحكم" (1 / 514).

فطريق الجنة إنما يكون بطاعة الله جل جلاله، بفعل المأمورات، وترك المنهيات.

فترك المحرمات: إنما يسهل على المسلم بإذن الله تعالى بقطع أسبابها


وأهم أسبابها

السبب الأول: الخواطر السيئة.

فيحمي المسلم نفسه عن الخواطر السيئة، فكلما خطر لنفسه خاطر معصية أشغلها بالأفكار والأعمال النافعة

أو على الأقل بالمباح من الأعمال أو اللهو، فدفع الخواطر السيئة أسهل من دفعها بعد أن تصبح أفكارا وعزائم قوية.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" وأول ما يطرق القلب: الخطرة، فإن دفعها استراح مما بعدها، وإن لم يدفعها قويت فصارت: وسوسة

فكان دفعها أصعب. فإن بادر ودفعها، وإلا قويت وصارت: شهوة. فإن عالجها وإلا صارت: إرادة. فإن عالجها وإلا صارت: عزيمة.

ومتى وصلت إلى هذه الحال لم يمكن دفعها، واقترن بها الفعل ولا بد، وما يقدر عليه من مقدماته، وحينئذ ينتقل العلاج إلى أقوى الأدوية، وهو الاستفراغ التام بالتوبة النصوح.

ولا ريب أن دفع مبادئ هذا الداء أوّلا أسهل بكثير من طلب الدواء "

انتهى من " التبيان في أيمان القرآن " (ص 635).


السبب الثاني: أصحاب السوء والبطالون.

فعلى الباحث عن النجاة من المعاصي، أن يهجر كل صاحب سوء أو فارغ لا يشتغل بالمهمات وإن كانوا كما يقال: خفيفي الظل ومضحكين

لأن هؤلاء سم قاتل، يسحبون من يصاحبهم إلى باطلهم، ويعطلونه عن صحبة الصالحين ومنافستهم في الخيرات.

وليحرص في مقابل ذلك على صحبة الصالحين، فسيسحبونه إلى الطاعات وطلب العلم والمنافسة في الخيرات.

فعن أَبِي مُوسَى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ

فَحَامِلُ المِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الكِيرِ : إِمَّا أَنْ يَحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً رواه البخاري (5534) ، ومسلم (2628).

قال النووي رحمه الله تعالى:

" وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة "

انتهى من " شرح صحيح مسلم " (16 / 178).


السبب الثالث: وسائل المعاصي.

فعلى المسلم أن يهجر كل مكان يضعف فيه قلبه ويحن فيه إلى الشهوات، فإن اشتاقت نفسه إلى المرح واللهو، ففي المباح ما يكفيه فلا يتعداه إلى الحرام.

وأما فعل المأمورات: فليعلم أنه إذا حافظ على الواجبات ولم يخل بها، فهذا يكفيه، كما في الأحاديث السابقة.

ومن أهم أسباب المحافظة على الواجبات هو أن يحميها بشيء من النوافل، وعلى المسلم أن يكون حكيما في تعويد نفسه عليها، فلا يهجم مرة واحدة على نوافل عدة، فقد تمل نفسه ويتركها.

فلذا يسوس نفسه بتعويدها على النوافل شيئا فشيئا، فيصبر على نافلة زمنا، حتى إذا اعتادت نفسه وألفتها، أضاف إليها نافلة أخرى

وهكذا يتدرج معها؛ لأن العمل القليل الذي يدوم عليه المسلم أفضل من الكثير الذي لا يداوم عليه.

عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟

قَالَتْ: فُلاَنَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا.قَالَ:

مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا.

وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ

" رواه البخاري (43) ، ومسلم (785).

وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: " سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟

قَالَ: أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ رواه البخاري (6465) ، ومسلم (782).

قال النووي رحمه الله تعالى:

" وإنما كان القليل الدائم خيرا من الكثير المنقطع؛ لأن بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى

ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة "

انتهى من "شرح صحيح مسلم" (6 / 71).

وعلى المسلم في كل هذا أن يلزم قلبه التوكل على الله تعالى والاستعانة به، ودعاءه سبحانه وتعالى بحضور قلب وتضرع إليه بأن يوفقه للخير والهدى.

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ رواه مسلم (2725).

واحرص على تلاوة شيء من القرآن يوميا ، وطالع تفسيرا ميسرا لما تتلوه، كمختصر التفسير، أو تفسير الشيخ السعدي رحمه الله تعالى؛ وكلاهما تفسير نافع سهل الأسلوب والعبارة.


ونسأل الله العظيم لنا ولكم ولجميع المسلمين

أن يصرف قلوبنا إلى الخير

وأن يوفقنا إليه ويثبتنا عليه

وأن يصرفنا عن الشر وأصحابه.


والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2019-10-26, 15:59   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



في بيان قول الله تعالى :

( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )

أولًا :

قال الله تعالى : وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ الزخرف/ 73 .


معنى الآية الكريمة :

أن أهل الجنة، "يقال لهم، على سبيل الامتنان والتفضل : تلك الجنة التي كانت توصف لكم في الدنيا، جعلت لكم كالميراث.

(بما كنتم تعلمون) أي : بسبب ما كنتم تعملون من الأعمال الصالحة

حيث شبه ما استحقوه بسبب أعمالهم من الجنة، ونعيمها الباقي لهم - شُبِّه - بما يُخلِّفه المرء لوارثه، من الأملاك والأرزاق.

وأيًّا ما كان فدخول الجنة، بسبب العمل: لا يتم إلا بفضل الله ورحمته - عَزَّ وَجَلَّ - .

والمراد بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ليس يدخل أحدكم الجنةَ عملُه : أن إدخال العمل الجنة لا يكون على سبيل الاستقلال والسببية التامة ، فلا تعارض.

وقال ابن عباس : خلق الله لكل نفس جنة ونارًا ، فالكافر يرث نار المسلم ، والمسلم يرث جنة الكافر ، وذلك قوله: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا ... الآية "

انتهى من "التفسير الوسيط" (9/ 831).

قال "ابن كثير" في "التفسير" (7/ 239):

" ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ عَلَى وَجْهِ التَّفَضُّلِ وَالِامْتِنَانِ: ( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) أَيْ: أَعْمَالُكُمُ الصَّالِحَةُ كَانَتْ سَبَبًا لِشُمُولِ رَحْمَةِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ ، فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ، وَلَكِنْ بِفَضْلٍ من الله ورحمته .

وَإِنَّمَا الدَّرَجَاتُ تَفَاوُتُهَا بِحَسَبِ عَمَلِ الصَّالِحَاتِ ".

وأورد في تفسير الآية " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ حَسْرَةً، فَيَقُولُ : لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [الزُّمَرِ: 57] وَكُلُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُ : ( وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ) [الْأَعْرَافِ: 43] ، لِيَكُونَ لَهُ شُكْرًا .

قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ما من أَحَدٍ إِلَّا وَلَهُ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ

فَالْكَافِرُ يَرِثُ المؤمنَ منزلَه مِنَ النَّارِ ، وَالْمُؤْمِنُ يَرِثُ الكافرَ مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ"، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )" انتهى .

وقال الشيخ عمر سليمان الأشقر، رحمه الله:

"أهل الجنة يرثون نصيب أهل النار في الجنة:

جعل الله لكل واحد من بني آدم منزلين: منزلاً في الجنة، ومنزلاً في النار، ثم إن من كتب له الشقاوة من أهل الكفر والشرك يرثون منازل أهل الجنة التي كانت لهم في النار

والذين كتب لهم السعادة من أهل الجنة يرثون منازل أهل النار التي كانت لهم في الجنة، قال تعالى في حق المؤمنين المفلحين بعد أن ذكر أعمالهم التي تدخلهم الجنة: (

أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خلدون) [المؤمنون: 10-11] .

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:

" قال ابن أبي حاتم - وساق الإسناد إلى أبي هريرة رضي الله عنه - قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فأما المؤمن فيبني بيته الذي في الجنة، ويهدم بيته الذي في النار ".

وروى عن سعيد بن جبير نحو ذلك، فالمؤمنون يرثون منازل الكفار، لأنهم خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له، فلما قام هؤلاء بما وجب عليهم من العبادة

وترك أولئك ما أمروا به مما خلقوا له، أحرز هؤلاء نصيب أولئك لو كانوا أطاعوا ربهم عز وجل، بل أبلغ من هذا أيضاً، وهو ما ثبت في صحيح مسلم

عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يجيء ناس يوم القيامة من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى".

وفي لفظ له: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا كان يوم القيامة دفع الله لكل مسلم يهودياً أو نصرانياً، فيقال: هذا فكاكك من النار".

وهذا الحديث كقوله تعلى: (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا) [مريم: 63]

وقوله: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) [الزخرف: 72] . فهم يرثون نصيب الكفار في الجنان."

انتهى من "الجنة والنار" (192-193).

ثانيًا :

أهل الجنة - جعلنا الله من أهلها - تتفاوت درجاتهم بحسب أعمالهم

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا ، وَآخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْوًا

فَيَقُولُ اللَّهُ : اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ ، فَيَأْتِيهَا ، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى ، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى ، فَيَقُولُ : اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى ، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى

فَيَقُولُ : اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا - أَوْ : إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا - فَيَقُولُ : تَسْخَرُ مِنِّي - أَوْ : تَضْحَكُ مِنِّي - وَأَنْتَ المَلِكُ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ

وَكَانَ يَقُولُ: ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً​​​​​​​

انتهى ، رواه "البخاري" (6571)

واللفظ له، و"مسلم" (186).

وأما ما ورد في السؤال عن كيفية حصول هذه الوراثة، وعلى أي أساس تقسم "المواريث"

فيبدو أن السائل قد انتقل ذهنه إلى ما يكون من أحوال الناس في ميراث الأموال في الدنيا؛ وهذا لا علاقة له بوجه، بميراث أهل الجنة لمنازل الجنة ودرجاتها.

ولم يبين لنا في شيء من النصوص: كيف يكون ميراث المؤمن لمنزلة الكافر من الجنة، التي حرم منها بسبب كفره؛ والتنقير عن ذلك: تكلف ليس له كبير معنى

ولا يترتب عليه شيء من العمل؛ وبحسب المؤمن أن يعلم أن أهل الإيمان هم الوراثون، الذين يرثون الفردوس، بنعمة الله ورحمته، على ما سبق ذكره وبيانه.

والله أعلم.

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-09, 18:04   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



أسماء جهنم

" نار جهنم لها أسماء متعددة

وهذا التعدد في الأسماء لاختلاف صفاتها .

فتسمى الجحيم

وتسمى جهنم

ولظى

والسعير

وسقر

والحطمة

والهاوية بحسب اختلاف الصفات . والمسمى واحد

فكل ما صح في كتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من أسمائها فإنه يجب على المؤمن أن يصدق به وأن يثبته "


مجموع فتاوى ورسائل العثيمين للسلمان : 2/58

وقد سميت الجحيم

لشدة تأجج نارها .

وسميت جهنم

لبعد قعرها -كما في القاموس-

وسميت لظى

لتلهبها .

وسميت السعير

لأنها تُوقد وتهيج فهي فعيل بمعنى مفعول.

وسميت سقر

وصقر لشدة حرها .

وسميت الحطمة

لحطمها -أي كسرها وهشمها

كل ما يلقى فيها .

وسميت الهاوية

لأنه يُهوى فيها من علو إلى سفل ... وهكذا

وذكر بعض أهل العلم من المفسرين وغيرهم أسماء أخرى غير هذه المذكورة

وذكر بعضهم أن هذه الأسماء المذكورة أسماء لدركات النار وطبقاتها

ثم قسم بعضهم الناس على هذه الطبقات

ولم يصح تقسيم الناس في النار وفق هذا التقسيم -

وإن كان انقسام الناس وتفاوتهم بحسب أعمالهم أمر ثابت بالنصوص الكثيرة -

كما لم يصح تسمية دركات النار على الوجه الذي ذكروه

. والصحيح أن كل واحد من هذه الأسماء التي ذكروها اسم على النار كلها

و ليس لجزء من النار دون جزء.


اليوم الآخر - الجنة والنار-

للدكتور عمر الأشقر : 26.


نسأل الله أن يبعدنا وجميع إخواننا وأخواتنا

عن النار وما قرّب إليها من قول أو عمل .









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-11, 19:22   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا يا دكتور وجعل كل ما تدونة في ميزان حسناتك ورضي عنك .









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-12, 15:18   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا يا دكتور وجعل كل ما تدونة في ميزان حسناتك ورضي عنك .
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

في البدايه الف حمد لله علي السلامة

عودة طيبة اخي الفاضل

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-11-12 في 15:19.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc