الدعوة إلى وحدة الأديان - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الدعوة إلى وحدة الأديان

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-03-25, 14:31   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
notajsim
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الحق تعالى : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران



و قال لرسوله الكريم عنهم :

لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)


قال تعالى :

وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)









 


قديم 2015-03-25, 19:27   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




بسم الله الرّحمن الرّحيم


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ببوشة مشاهدة المشاركة
رجوعا الى صلب الموضوع ارجو ان يكو لديك ردا على كلام العلامة ابن باديس الذي

يقر و يصرح فيه بعدم نسخ الاديان,وكذلك ما جاء في كتاب التفسير الموضوعي

للقران الذي يقر فيه اكثر من 30 عالما بوجود معابد و كنائس لليهود و النصارى في

زمن رسولنا الكريم يعبد فيها الله برعاية من المسلمين انفسهم و اخبارا من الله عز وجل.

و لزيادة توضيح ذلك يرجى فهم كلام الشيخ ابن تيمية في كتابه هذا.










أبدأ كلامي بكلام الشيخ ابن باديس رحمه الله الذي قاله في خاتمة : ( رسالة جواب سؤال عن سوء مقال: ) قال رحمه الله:


( الواجب على كلّ مسلم في كلّ مكان أن يعتقد عقدًا يتشرّبه قلبه ، وتسكن له نفسه ، وينشرح له صدره ، ويلهج به لسانه ، وتنبني عليه أعماله ، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان وقواعد الإسلام و وطرائق الإحسان ، إنّما هو في القرآن والسُنَّة الصّحيحة ، وعمل السّلف الصّالح ، من الصّحابة والتّابعين وأتباع التّابعين ، وأنّ كلّ ما خرج عن هذه الأصول ، ولم يحضى لديها بالقَبُول ، قولاً كان أو عملاً أو عقدًا أو حالاً ، فإنّه باطلٌ من أصله ، مردودٌ على صاحبه ، كائنًا مَن كان ، في كلّ مكان وزمان ..)



يقول ابن باديس رحمه الله في تفسيره سورة المائدة الآية 15، 16 :

(تفسير ابن باديس الجزء1/صفحة 106/107/108/109 /

عنوانه: جالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير

( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾ )

أرسل الله محمّدًا صلى الله عليه وسلم لجميع الأمم ، فكانت رسالته عامّة وكانت دعوته عامّة مثلها ، وجاءت آيات القرآن بالدعوة العامّة في مقامات ، و بالدعوة الخاصة لبعض من شملتهم الدعوة العامة في مقامات أخرى .

ولمّا أرسل الله محمّدًا صلى الله عليه وسلم كان الخلق قسمين أهل الكتاب -وهم اليهود والنصارى - وغيرهم .

وكان أشرف القسمين أهل الكتاب بما عندهم من النصيب من الكتاب الذي أتوه على نسيانهم لحظ منه وتحريفهم لما حرّفوا ، وكانوا أولى القسمين باتّباع محمّد صلى الله عليه وسلم بما عرفوا قبله من الكتب و الأنبياء .

فلهذا وذاك كانت تُوجّه إليهم الدعوة الخاصّة بمثل قوله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا ) إلى آخر الآيتين .

وفي ندائهم ب: ياأهل الكتاب تشريفٌ وتعظيمٌ لهم بإضافتهم للكتب ، وبَعْثٌ لهم على قَبُول ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنّه جاء بكتاب وهم أهل الكتاب ، واحتجاجٌ عليهم بأنّ الإيمان بالكتاب الذي عندكم بمقتضى الإيمان بالكتاب الذي جاء به لأنّه من جنسه .

أدب واقتداء :

هذا هو أدب الإسلام في دعوة غير أهله ، ليعلّمنا كيف ينبغي أن نختار عند الدعوة لأحدٍ أحسن ما يُدعَى به ، وكيف ننتقي ما يناسب ما نريد دعوته إليه ، فدعاء الشخص بما يحبّ مما يلفته إليك ويفتح لك سمعه وقلبه ، ودعاؤه بما يكره يكون أوّل حائل يبعد بينك وبينه .

وإذا كان هذا الأدب عامًّا في كلّ تداع وتخاطب ، فأحقّ النّاس بمراعاته هم الدعاة إلى الله والمبيّنون لدينه سواء دعوا المسلمين أو غير المسلمين .

بيانه لهم وحجّته عليهم

كانت كتبهم مقصورة على أحبارهم ورهبانهم مخفيةً عندهم لاتصل إليها أيدي عامّتهم ، فكانوا يُظهرون منها مايشاءون ، ولاتعرف عامّتهم منها إلاّ ما أظهروا ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أمّيّ من أمة أميّة يبيّن لهم بما أنزل الله عليه وأوحى إليه به من آيات الله وحججه وأحكامه وكلمات رسله فيما عندهم ممّا هو حجّة عليهم مقدارًا كثيرًا ، ويتجاوز عن كثير فيما عندهم من ذكر قبائح أسلافهم وذمّهم ، وما لقي رسل الله عليهم الصلاة والسلام من عنتهم وشرّهم وأذاهم .

فكان هذا البيان العليم وهذا الخُلُقُ الكريم من هذا النبي الأمّي كافيًا أن يعرّفهم بنبوّته وصدق دعوته ونهوض حجّته ، ولهذا ذكر الله هذا البيان وهذا التّجاوز في أوّل صفاته لمّا أخبرهم بمجيئه إليهم بقوله: ( يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) .

تمثيل:

وفي أوّل الإصحاح العشرين من سفر اللاويين التصريح برجم الزناة ، فأبطل أحبارهم هذا الحكم وعوّضوه بغيره من التخفيف وكتموا النّص ، فبيّنه لهم النبي صلى الله عليه وسلم ، والقصة مشهورة في كتب السنن (29).

جاءت صفات النبي صلى الله عليه وسلم التي لاتنطبق على غيره فكتموها ، مثل قول عيسى عليه الصلاة والسلام في الفقرة الثانية عشرة وما بعدها في الإصحاح السادس عشر من إنجيل يوحنا : ( إن لي أمورًا كثيرةً أيضًا لأقول لكم ، ولكن لاتستطيعون أن تحتملوا الآن ، وأمّا متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق ، لأنّه لايتكلّم من نفسه ، بل كلّ ما يسمع يتكلّم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنّه يأخذ مما هو لي ويخبركم ).

صرح عيسى -عليه الصلاة والسلام –بأنّ الله هو الإله وحده ، وأنّ عيسى رسوله ، فكتموها ، وقالوا فيه ما قالوا.

جاء في الفقرة الثانية من الإصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا قول عيسى عليه الصلاة والسلام : ( وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته ).

وأمثال هذا فيما عندهم كثير .


أدب واقتداء :

على الداعي إلى الله والمناظر في العلم أن يقصد إحقاق الحق وإبطال الباطل ، وإقناع الخصم بالحق وجلبه إليه ، فيقتصر من كلّ حديثه على ما يحصل له ذلك ، ويتجنّب ذكر العيوب والمثالب ، ولو كانت هنالك عيوب ومثالب –اقتداءًا بهذا الأدب القرآني في التجاوز ممّا في القوم عن كثير .

وفي ذكر العيوب والمثالب خروجٌ عن القصد ، وبعدٌ عن الأدب ، وتعدٍّ عن الخصم وإبعاد له، وتنفير عن الإستماع والقَبُول وهما المقصود من الدعوة والمناظرة .


نعمة الإظهار والبيان بالرّسول والقرآن :

لقد كان الناس –أهل الكتاب وغيرهم –قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في ظلام من الجهل بالله وبأنبيائه وشرعه .

ومن الجهل بآيات الله في أنفسهم وفي الكون ، ومن الجهل بنعم الله عليهم ، في أنفسهم بالعقل والفكر والإستعداد للخير والكمال ، وفي العالم المسخّر لهم بما أودع فيه من مرافق العيش والعمران والحياة ، ومن الجهل بقيمة أنفسهم الإنسانية وكرامتها وحرّيتها.

فلمّا بعث الله محمّدًا كان بقوله وبفعله وبسيرته معرّفًا للخلق بما كانوا يجهلون ، فكان نورًا ساطع في ذلك الظلام الحالك فبدّده عن البصائر .

وكما أن النور الكوني يظهر الموجودات الكونية فلايُحرم منها إلاّ معدوم البصر.

فكذلك كان محمد صلى الله عليه وسلم ذلك النور الربّاني مجلّيًا للحقائق البشرية كلّها ، ولايُحرم من إدراكها إلاّ مطموسو البصائر الذين زاغوا فأزاغ الله قلوبهم .

وكما كن محمد صلى الله عليه وسلم نورًا تنبعث من أقواله وأفعاله وسيرته الأشعّة الكاشفة للحقائق ، كذلك كان الكتاب الكريم الذي أنزله الله عليه يبيّن بسوره وآياته وكلماته تلك الحقائق أجلى بيان .

فبمحمد صلى الله عليه وسلم وكتابه تمّت نعمة الله تعالى على البشرية كلّها بإظهار وبيان كلّ ماتحتاج إلى إظهاره وبيانه .

ولمّا دعا الله إلى تصديق رسوله بالحجة العلمية الخلقية من بيانه وتجاوزه ، ذكّر بهذه النّعمة العظمى في قوله : (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) ص:110

وفي آخر الصفحة 114 ومايليها من الصفحة 115 يقول الشيخ رحمه الله :

وقد منّ الله بفضله على العباد بهذا النبي الكريم والكتاب العظيم ، فمَن آمن بهما واتّبعهما ففيهما ما يهديه إلى كلّ ما يحتاج إليه في كلّ سبيل من تلك السُبُل في الحياة ، باتّباعهما- واتّباعهما اتّباع لرضوان الله – يوفّقه الله ويسدّده في سلوك تلك السُّبُل –الفردية الجماعية والأممية –إلى ما يُفضي به إلى السّلامة والنجاة .

وتكون تلك السُبُل كلّها له سُبُل سلام ، أي سلامة ونجاة لأنّها أفضت به بإرشاد الله وتوفيقه جزاء لاتّباعه وتصديقه إليها ، كما قال تعالى " يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ "

ثمّ في الصفحة رقم 116 يقول الشيخ رحمه الله وعنون لذلك عنوان :

الإسلام هو السّبيل الجامع العام :

ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، والقرآن العظيم هو دين الله الإسلام .

فكلّ ما دلّ الله عليه الخلق بهما ، وما وفق إليه من العلم والعمل باتّباعهما فهو من الإسلام .

ولهذا لمّا ذكر تعالى إرشاده وتوفيقه للذين اتّبعوا رضوانه وإخراجهم من الظلمات إلى النور ، ذكر إرشاده وتوفيقه لهم إلى الطريق المستوي الموصل إلى الكمال والسعادة ومرضاة الله ، الجامع لذلك كلّه (وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ).

وفي تفسير سورة النحل الآية 125 آخر كلام قاله من الصفحة 135 ويتمّه ما في الصفحة 136 :

وأمر نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس أجمعين –وحذف معمول (ادع ) لإفادة العموم إلى هذه السبيل فقال تعالى : " ادْعُ إلى سبيل ربّك "


اهتداء:

أمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يدعو إلى سبيل ربّه ، وهو الأمين المعصوم ، فما ترك شيئًا من سبيل ربّه إلاّ دعا إليه .

فعرفنا بهذا أنّ مالم يَدْعُ إليه محمد صلى الله عليه وسلم فليس من سبيل الربّ جلّ جلاله .

فاهتدينا بهذا –وأمثاله كثير –إلى الفرق بين الحق والباطل ، والهدى والضّلال ، ودعاة الله ودعاة الشّيطان .

فَمَن دعا إلى ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم فهو من دعاة الله ، يدعو إلى الحق والهُدى . ومَن دعا إلى مالم يدعُ إليه محمد صلى الله عليه وسلم فهو من دعاة الشيطان ، يدعو إلى الباطل والضّلال .


ثم ذكر الشيخ ابن باديس رحمه الله أركان الدعوة إلى الله وهي أربعة:ص:137 من تفسير سورة النحل .

الداعي : وهو النبي صلى الله عليه وسلم .

والمدعو : وهم جميع الناس .

والمدعو إليه : وهو سبيل الربّ جلّ جلاله ، والدعوة إلى سبيله الموصل إليه دعوة إليه ، فالمدعو إليه في الحقيقة هو الله تعالى .

والبيان عن الدعوة :وتجيء الآيات القرآنية منها ما هو حديث وبيان عن الدّاعي ، ومنها ماهو حديث وبيان عن المدعو إليه ، ومنها حديث وبيان عن بيان الدعوة ، وتتضمّن كلّ آيةٍ جاءت في واحدٍ الذكر أو الإشارة للثلاثة الأخرى.




المجلد الأول من تفسير ابن باديس رحمه الله .


https://www.archive.org/download/waq98435/01_98435.pdf



تنبيه مهمّ :



النقاش يُتبع إن شاء الله مع التنبيه للأخ ببوشة حين علّق :





هذا كلامي:

اقتباس:
وبعد تحريفهم للدّين جاء محمد رسول الله وخاتم النّبيين يجدّد الملّة الحنيفية ، و ويقول بحديثه : " لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ "
وهذا ردّه :
اقتباس:
هذا الحديث يتعارض مع الكثير من الايات

و حتى لو سلمنا جدلا انه صحيح متنا فهو

يتحدث عن الايمان و ليس الاتباع.


اعلم أخي الكريم أنّ الإيمان......يقتضي الإتّباع ( يعني العمل بذلك الإيمان )....وهذا ما قرّر في أصول الإيمان .

وعلى ماأظنّ أن الشيخ ابن باديس رحمه الله قاله فيما نقلته إليكم أعلاه .


والفاهم يفهم بسرعة ما قاله الشيخ رحمه الله والذي يدلّ على أنّ الكتب المحرفة لايمكن العمل بها وأنّ دين محمد صلى الله عليه وسلم جاء لتوضيح ما كان عليه الأنبياء والمرسلون قبله من عقائد وأعمال وأخلاق ، فهذا يجعلنا نتمسّك بما جاء به خاتم الأنبياء والرسل وسيد ولد آدم حتّى نسلم وننجو من هول يوم القيامة .


ولي عودة أخرى إن شاء الله حول المسائل الأخرى مثل أنّ عيسى عليه السلام هل يعمل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم أم لا؟ .


وفّقني الله وإيّاكم للحقّ والطّريق المستقيم .


وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك .











قديم 2015-03-25, 20:11   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




بسم الله الرّحمن الرّحيم

فرغم تنوّع الإنجيل واختلافه : لوقا ومتى ويوحنا ...ومرقس ، وهذا دليل على أنّ التحريف أصاب الإنجيل لأنّ كل كتاب يتكلّم بغير ما يتكلم به الآخر .


وقبل أن أعرض عليكم تفصيل النقاش أذكّركم بآية قرآنية واضحة جليّة لمن كان ذا فهم صحيح وسليم :


( وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) ) سورة البقرة .

يشرحها الإمام الطبري الذي يعتمد في تفسيراته عليه الشيخ ابن باديس رحمهما الله.

يقول الطبري رحمه الله :


وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى


الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } يَعْنِي جَلّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ : { وَقَالُوا } وَقَالَتْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى : { لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة } .

فَإِنْ قَالَ قَائِل : وَكَيْف جَمَعَ الْيَهُود وَالنَّصَارَى فِي هَذَا الْخَبَر مَعَ اخْتِلَاف مَقَالَة الْفَرِيقَيْنِ ؟, وَالْيَهُود تَدْفَع النَّصَارَى عَنْ أَنْ يَكُون لَهَا فِي ثَوَاب اللَّه نَصِيب , وَالنَّصَارَى تَدْفَع الْيَهُود عَنْ مِثْل ذَلِكَ ؟ قِيلَ : إنَّ مَعْنَى ذَلِكَ بِخِلَافِ الَّذِي ذَهَبَتْ إلَيْهِ , وَإِنَّمَا عَنَى بِهِ : وَقَالَتْ الْيَهُود : لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا , وَقَالَتْ النَّصَارَى : لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا النَّصَارَى .

وَلَكِنَّ مَعْنَى الْكَلَام لَمَّا كَانَ مَفْهُومًا عِنْد الْمُخَاطَبِينَ بِهِ مَعْنَاهُ جُمِعَ الْفَرِيقَانِ فِي الْخَبَر عَنْهُمَا , فَقِيلَ : { قَالُوا لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } الْآيَة , أَيْ قَالَتْ الْيَهُود : لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا , وَقَالَتْ النَّصَارَى : لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا .

وَأَمَّا قَوْله : { مَنْ كَانَ هُودًا } فَإِنَّ فِي الْهُود قَوْلَيْنِ : أَحَدهمَا أَنْ يَكُون جَمْع هَائِد , كَمَا جَاءَ عُوط جَمْع عَائِط , وَعُوذ جَمَعَ عَائِذ , وَحُول جَمْع حَائِل , فَيَكُون جَمْعًا لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّث بِلَفْظِ وَاحِد ; وَالْهَائِد : التَّائِب الرَّاجِع إلَى الْحَقّ . وَالْآخَر أَنْ يَكُون مَصْدَرًا عَنْ الْجَمِيع , كَمَا يُقَال : " رَجُل صَوْم وَقَوْم صَوْم " , و " رَجُل فِطْر وَقَوْم فِطْر وَنِسْوَة فِطْر "

. وَقَدْ قِيلَ : إنَّ قَوْله : { إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا } إنَّمَا هُوَ قَوْله : إلَّا مَنْ كَانَ يَهُودًا ; وَلَكِنَّهُ حَذَفَ الْيَاء الزَّائِدَة , وَرَجَعَ إلَى الْفِعْل مِنْ الْيَهُودِيَّة . وَقِيلَ : إنَّهُ فِي قِرَاءَة أُبَيٍّ : " إلَّا مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا " . وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى مَعْنَى النَّصَارَى وَلِمَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ وَجُمِعَتْ كَذَلِكَ بِمَا أَغْنَى عَنْ إعَادَته .

(تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ )

وَأَمَّا قَوْله : { تِلْكَ أَمَانِيّهمْ } فَإِنَّهُ خَبَر مِنْ اللَّه تَعَالَى ذِكْره عَنْ قَوْل الَّذِينَ قَالُوا : { لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } أَنَّهُ أَمَانِيّ مِنْهُمْ يَتَمَنَّوْنَهَا عَلَى اللَّه بِغَيْرِ حَقّ وَلَا حُجَّة وَلَا بُرْهَان وَلَا يَقِين عِلْم بِصِحَّةِ مَا يَدَّعُونَ , وَلَكِنْ بِادِّعَاءِ الْأَبَاطِيل وَأَمَانِيّ النَّفُوس الْكَاذِبَة .

كَمَا : 1492 - حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : ثنا يَزِيد بْن زُرَيْعٍ , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : { تِلْكَ أَمَانِيّهمْ } أَمَانِيّ يَتَمَنَّوْنَهَا عَلَى اللَّه كَاذِبَة . 1493 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ : ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع : { تِلْكَ أَمَانِيّهمْ } قَالَ : أَمَانِيّ تَمَنَّوْا عَلَى اللَّه بِغَيْرِ الْحَقّ .


قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } . وَهَذَا أَمْر مِنْ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدُعَاءِ الَّذِينَ { قَالُوا لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } إلَى أَمْر عَدْل بَيْن جَمِيع الْفِرَق مُسْلِمهَا وَيَهُودِهَا وَنَصَارَاهَا , وَهُوَ إقَامَة الْحُجَّة عَلَى دَعْوَاهُمْ الَّتِي ادَّعَوْا مِنْ أَنَّ الْجَنَّة لَا يَدْخُلهَا إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى .

يَقُول اللَّه لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مُحَمَّد قُلْ لِلزَّاعِمِينَ أَنَّ الْجَنَّة لَا يَدْخُلهَا إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى دُون غَيْرهمْ مِنْ سَائِر الْبَشَر : هَاتُوا بُرْهَانكُمْ عَلَى مَا تَزْعُمُونَ مِنْ ذَلِكَ فَنُسَلِّم لَكُمْ دَعْوَاكُمْ إنْ كُنْتُمْ فِي دَعْوَاكُمْ مِنْ أَنَّ الْجَنَّة لَا يَدْخُلهَا إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى مُحِقِّينَ .

وَالْبُرْهَان : هُوَ الْبَيَان وَالْحُجَّة وَالْبَيِّنَة . كَمَا : 1494 - حَدَّثَنَا بِشْر بْن مُعَاذ , قَالَ : ثنا يَزِيد بْن زُرَيْعٍ , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة : { هَاتُوا بُرْهَانكُمْ } هَاتُوا بَيِّنَتكُمْ . 1495 - حَدَّثَنِي مُوسَى , قَالَ : ثنا عَمْرو , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ : { هَاتُوا بُرْهَانكُمْ } هَاتُوا حُجَّتكُمْ . 1496 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثنا حَجَّاج , عَنْ ابْن جُرَيْجٍ , عَنْ مُجَاهِد : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ } قَالَ : حُجَّتكُمْ . 1497 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ : ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ } أَيْ حُجَّتكُمْ . وَهَذَا الْكَلَام وَإِنْ كَانَ ظَاهِره ظَاهِر دُعَاء الْقَائِلِينَ : { لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } إلَى إحْضَار حُجَّة عَلَى دَعْوَاهُمْ مَا ادَّعَوْا مِنْ ذَلِكَ , فَإِنَّهُ بِمَعْنَى تَكْذِيب مِنْ اللَّه لَهُمْ فِي دَعْوَاهُمْ وَقَيْلهمْ ; لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا قَادِرِينَ عَلَى إحْضَار بُرْهَان عَلَى دَعْوَاهُمْ تِلْكَ أَبَدًا .

وَقَدْ أَبَانَ قَوْله : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن } عَلَى أَنَّ الَّذِي ذَكَرْنَا مِنْ الْكَلَام بِمَعْنَى التَّكْذِيب لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي دَعْوَاهُمْ مَا ذَكَرَ اللَّه عَنْهُمْ . وَأَمَّا تَأْوِيل قَوْله : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانكُمْ } فَإِنَّهُ : أَحْضَرُوا وَأَتَوْا بِهِ .

https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/taba...a2-aya111.html



بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ } أَنَّهُ لَيْسَ كَمَا قَالَ الزَّاعِمُونَ { لَنْ يَدْخُل الْجَنَّة إلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى } وَلَكِنْ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن , فَهُوَ الَّذِي يَدْخُلهَا وَيُنَعَّم فِيهَا .

كَمَا : 1498 - حَدَّثَنِي مُوسَى , قَالَ : ثنا عَمْرو , قَالَ : ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ , قَالَ : أَخْبَرَهُمْ أَنَّ مَنْ يَدْخُل الْجَنَّة هُوَ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ الْآيَة . وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى { بَلَى } فِيمَا مَضَى قَبْل . وَأَمَّا قَوْله : { مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } فَإِنَّهُ يَعْنِي بِإِسْلَامِ الْوَجْه التَّذَلُّل لِطَاعَتِهِ وَالْإِذْعَان لِأَمْرِهِ .

وَأَصْل الْإِسْلَام : الِاسْتِسْلَام ; لِأَنَّهُ مِنْ اسْتَسْلَمْت لِأَمْرِهِ , وَهُوَ الْخُضُوع لِأَمْرِهِ . وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُسْلِم مُسْلِمًا بِخُضُوعِ جَوَارِحه لِطَاعَةِ رَبّه .

كَمَا : 1499 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا إسْحَاق , قَالَ : ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } يَقُول : أَخْلَص لِلَّهِ . وَكَمَا قَالَ زَيْد بْن عَمْرو بْن نُفَيْل : وَأَسْلَمْت وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمْت لَهُ الْمُزْن تَحْمِل عَذْبًا زُلَالًا يَعْنِي بِذَلِكَ : اسْتَسْلَمْت لِطَاعَةِ مَنْ اسْتَسْلَمَ لِطَاعَتِهِ الْمُزْن وَانْقَادَتْ لَهُ .

وَخَصَّ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ بِالْخَبَرِ عَمَّنْ أَخْبَرَ عَنْهُ بِقَوْلِهِ : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } بِإِسْلَامِ وَجْهه لَهُ دُون سَائِر جَوَارِحه ; لِأَنَّ أَكْرَم أَعْضَاء ابْن آدَم وَجَوَارِحه وَجْهه , وَهُوَ أَعْظَمهَا عَلَيْهِ حُرْمَة وَحَقًّا , فَإِذَا خَضَعَ لِشَيْءِ وَجْهه الَّذِي هُوَ أَكْرَم أَجْزَاء جَسَده عَلَيْهِ فَغَيْره مِنْ أَجْزَاء جَسَده أَحْرَى أَنْ يَكُون أَخْضَع لَهُ .

وَلِذَلِكَ تَذْكُر الْعَرَب فِي مَنْطِقهَا الْخَبَر عَنْ الشَّيْء فَتُضِيفهُ إلَى وَجْهه وَهِيَ تَعْنِي بِذَلِكَ نَفْس الشَّيْء وَعَيْنه , كَقَوْلِ الْأَعْشَى : أُؤَوِّل الْحُكْم عَلَى وَجْهه لَيْسَ قَضَائِي بِالْهَوَى الْجَائِر يَعْنِي بِقَوْلِهِ : " عَلَى وَجْهه " : عَلَى مَا هُوَ بِهِ مِنْ صِحَّته وَصَوَابه .

وَكَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّة : فَطَاوَعْت هَمِّي وَانْجَلَى وَجْه بَازِل مِنْ الْأَمْر لَمْ يَتْرُك خِلَاجًا بِزَوْلِهَا يُرِيد : " وَانْجَلَى الْبَازِل مِنْ الْأَمْر فَتَبَيَّنَ " , وَمَا أَشْبَه ذَلِكَ , إذْ كَانَ حُسْن كُلّ شَيْء وَقُبْحه فِي وَجْهه , وَكَانَ فِي وَصْفهَا مِنْ الشَّيْء وَجْهه بِمَا تَصِفهُ بِهِ إبَانَة عَنْ عَيْن الشَّيْء وَنَفْسه .

فَكَذَلِكَ مَعْنَى قَوْله جَلّ ثَنَاؤُهُ : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } إنَّمَا يَعْنِي : بَلَى مَنْ أَسْلَمَ لِلَّهِ بَدَنه , فَخَضَعَ لَهُ بِالطَّاعَةِ جَسَده ; { وَهُوَ مُحْسِن } فِي إسْلَامه لَهُ جَسَده , { فَلَهُ أَجْره عِنْد رَبّه } . فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْوَجْه مِنْ ذِكْر جَسَده لِدَلَالَةِ الْكَلَام عَلَى الْمَعْنَى الَّذِي أُرِيدَ بِهِ بِذِكْرِ الْوَجْه .

وَهُوَ مُحْسِنٌ

وَأَمَّا قَوْله : { وَهُوَ مُحْسِن } فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ فِي حَال إحْسَانه . وَتَأْوِيل الْكَلَام : بَلَى مَنْ أَخْلَص طَاعَته لِلَّهِ وَعِبَادَته لَهُ مُحْسِنًا فِي فِعْله ذَلِكَ .

فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { فَلَهُ أَجْره عِنْد رَبّه } . يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلّ ثَنَاؤُهُ : { فَلَهُ أَجْره عِنْد رَبّه } فَلِلْمُسْلِمِ وَجْهه لِلَّهِ مُحْسِنًا جَزَاؤُهُ وَثَوَابه عَلَى إسْلَامه وَطَاعَته رَبّه عِنْد اللَّه فِي مُعَاده .


وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ

وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : { وَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ } عَلَى الْمُسْلِمِينَ وُجُوههمْ لِلَّهِ وَهُمْ مُحْسِنُونَ , الْمُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين فِي الْآخِرَة مِنْ عِقَابه وَعَذَاب جَحِيمه , وَمَا قَدِمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالهمْ .


وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : { وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ عَلَى مَا خَلَفُوا وَرَاءَهُمْ فِي الدُّنْيَا , وَلَا أَنْ يَمْنَعُوا مَا قَدِمُوا عَلَيْهِ مِنْ نَعِيم مَا أَعَدَّ اللَّه لِأَهْلِ طَاعَته . وَإِنَّمَا قَالَ جَلّ ثَنَاؤُهُ : { وَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } وَقَدْ قَالَ قَبْل : { فَلَهُ أَجْره عِنْد رَبّه } لِأَنَّ " مَنْ " الَّتِي فِي قَوْله : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } فِي لَفْظ وَاحِد وَمَعْنَى جَمِيع , فَالتَّوْحِيد فِي قَوْله : { فَلَهُ أَجْره } لِلَّفْظِ , وَالْجَمْع فِي قَوْله : { وَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ } لِلْمَعْنَى .


https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/taba...a2-aya112.html


للكلام بقية إن شاء الله













قديم 2015-03-25, 20:37   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



بسم الله الرّحمن الرّحيم


قال الشيخ السعدي في تفسيره للآيات التالية من سورة المائدة :



( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ( 12 ) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( 13 ) ) .

يخبر تعالى أنه أخذ على بني إسرائيل الميثاق الثقيل المؤكد، وذكر صفة الميثاق وأجرهم إن قاموا به، وإثمهم إن لم يقوموا به، ثم ذكر أنهم ما قاموا به، وذكر ما عاقبهم به، فقال: ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) أي: عهدهم المؤكد الغليظ، ( وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ) أي: رئيسا وعريفا على من تحته، ليكون ناظرا عليهم، حاثا لهم على القيام بما أُمِرُوا به، مطالبا يدعوهم.

( وَقَالَ اللَّهُ ) للنقباء الذين تحملوا من الأعباء ما تحملوا: ( إِنِّي مَعَكُمْ ) أي: بالعون والنصر، فإن المعونة بقدر المؤنة.

ثم ذكر ما واثقهم عليه فقال: ( لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ ) ظاهرا وباطنا، بالإتيان بما يلزم وينبغي فيها، والمداومة على ذلك ( وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ) لمستحقيها ( وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي ) جميعهم، الذين أفضلهم وأكملهم محمد صلى الله عليه وسلم، ( وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ) أي: عظمتموهم، وأديتم ما يجب لهم من الاحترام والطاعة ( وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) وهو الصدقة والإحسان، الصادر عن الصدق والإخلاص وطيب المكسب، فإذا قمتم بذلك ( لأكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) فجمع لهم بين حصول المحبوب بالجنة وما فيها من النعيم، واندفاع المكروه بتكفير السيئات، ودفع ما يترتب عليها من العقوبات.

( فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ) العهد والميثاق المؤكد بالأيمان والالتزامات، المقرون بالترغيب بذكر ثوابه.

( فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ) أي: عن عمد وعلم، فيستحق ما يستحقه الضالون من حرمان الثواب، وحصول العقاب. فكأنه قيل: ليت شعري ماذا فعلوا؟ وهل وفّوا بما عاهدوا الله عليه أم نكثوا؟

فبيّن أنّهم نقضوا ذلك فقال: ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِيثَاقَهُمْ ) .

أي: بسببه عاقبناهم بعدة عقوبات: الأولى: أنا ( لَعَنَّاهُمْ ) أي: طردناهم وأبعدناهم من رحمتنا، حيث أغلقوا على أنفسهم أبواب الرحمة، ولم يقوموا بالعهد الذي أخذ عليهم، الذي هو سببها الأعظم.

الثانية: قوله: ( وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ) أي: غليظة لا تجدي فيها المواعظ، ولا تنفعها الآيات والنذر، فلا يرغبهم تشويق، ولا يزعجهم تخويف، وهذا من أعظم العقوبات على العبد، أن يكون قلبه بهذه الصفة التي لا يفيده الهدى, والخير إلا شرا.

الثالثة: أنهم ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ ) أي: ابتلوا بالتغيير والتبديل، فيجعلون للكلم الذي أراد الله معنى غير ما أراده الله ولا رسوله.

الرابعة: أنهم ( نَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) فإنّهم ذكروا بالتوراة، وبما أنزل الله على موسى، فنسوا حظا منه، وهذا شامل لنسيان علمه، وأنهم نسوه وضاع عنهم، ولم يوجد كثير مما أنساهم الله إياه عقوبة منه لهم.

وشامل لنسيان العمل الذي هو الترك، فلم يوفقوا للقيام بما أمروا به، ويستدل بهذا على أهل الكتاب بإنكارهم بعض الذي قد ذكر في كتابهم، أو وقع في زمانهم، أنه مما نسوه.

الخامسة: الخيانة المستمرة التي ( لا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ ) أي: خيانة لله ولعباده المؤمنين.

ومن أعظم الخيانة منهم، كتمهم [ عن ] من يعظهم ويحسن فيهم الظن الحق، وإبقاؤهم على كفرهم، فهذه خيانة عظيمة. وهذه الخصال الذميمة، حاصلة لكل من اتصف بصفاتهم.

فكل من لم يقم بما أمر الله به، وأخذ به عليه الالتزام، كان له نصيب من اللعنة وقسوة القلب، والابتلاء بتحريف الكلم، وأنه لا يوفق للصواب، ونسيان حظ مما ذُكِّر به، وأنه لا بد أن يبتلى بالخيانة، نسأل الله العافية.

وسمى الله تعالى ما ذكروا به حظا، لأنه هو أعظم الحظوظ، وما عداه فإنما هي حظوظ دنيوية، كما قال تعالى: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وقال في الحظ النافع: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

وقوله: ( إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ ) أي: فإنهم وفوا بما عاهدوا الله عليه فوفقهم وهداهم للصراط المستقيم.

( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ) أي: لا تؤاخذهم بما يصدر منهم من الأذى، الذي يقتضي أن يعفى عنهم، واصفح، فإن ذلك من الإحسان ( إن اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) والإحسان: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه، فإنه يراك. وفي حق المخلوقين: بذل النفع الديني والدنيوي لهم.


وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ( 14 ) .

أي: وكما أخذنا على اليهود العهد والميثاق، فكذلك أخذنا على ( الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ) لعيسى ابن مريم، وزكوا أنفسهم بالإيمان بالله ورسله وما جاءوا به، فنقضوا العهد، ( فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) نسيانا علميا، ونسيانا عمليا. ( فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) أي: سلطنا بعضهم على بعض، وصار بينهم من الشرور والإحن ما يقتضي بغض بعضهم بعضا ومعاداة بعضهم بعضا إلى يوم القيامة، وهذا أمر مشاهد، فإن النصارى لم يزالوا ولا يزالون في بغض وعداوة وشقاق. ( وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) فيعاقبهم عليه.


يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ( 15 ) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 16 ) .

لمّا ذكر تعالى ما أخذه الله على أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وأنهم نقضوا ذلك إلا قليلا منهم، أمرهم جميعا أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، واحتج عليهم بآية قاطعة دالة على صحة نبوته، وهي: أنه بين لهم كثيرا مما يُخْفُون عن الناس، حتى عن العوام من أهل ملتهم، فإذا كانوا هم المشار إليهم في العلم ولا علم عند أحد في ذلك الوقت إلا ما عندهم، فالحريص على العلم لا سبيل له إلى إدراكه إلا منهم، فإتيان الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن العظيم الذي بيَّن به ما كانوا يتكاتمونه بينهم، وهو أُمِّيّ لا يقرأ ولا يكتب - من أدل الدلائل على القطع برسالته، وذلك مثل صفة محمد في كتبهم، ووجود البشائر به في كتبهم، وبيان آية الرجم ونحو ذلك.

( وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) أي: يترك بيان ما لا تقتضيه الحكمة.

( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ ) وهو القرآن، يستضاء به في ظلمات الجهالة وعماية الضلالة.

( وَكِتَابٌ مُبِينٌ ) لكل ما يحتاج الخلق إليه من أمور دينهم ودنياهم. من العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله، ومن العلم بأحكامه الشرعية وأحكامه الجزائية.

ثم ذكر مَنْ الذي يهتدي بهذا القرآن، وما هو السبب الذي من العبد لحصول ذلك، فقال: ( يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ ) أي: يهدي به من اجتهد وحرص على بلوغ مرضاة الله، وصار قصده حسنا - سبل السلام التي تسلم صاحبها من العذاب، وتوصله إلى دار السلام، وهو العلم بالحق والعمل به، إجمالا وتفصيلا.

( وَيُخْرِجُهُم مِنَ ) ظلمات الكفر والبدعة والمعصية، والجهل والغفلة، إلى نور الإيمان والسنة والطاعة والعلم، والذكر. وكل هذه الهداية بإذن الله، الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن. ( وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) .


لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 17 ) .

لما ذكر تعالى أخذ الميثاق على أهل الكتابين، وأنهم لم يقوموا به بل نقضوه، ذكر أقوالهم الشنيعة.

فذكر قول النصارى، القول الذي ما قاله أحد غيرهم، بأن الله هو المسيح ابن مريم، ووجه شبهتهم أنه ولد من غير أب، فاعتقدوا فيه هذا الاعتقاد الباطل مع أن حواء نظيره، خُلِقَت بلا أم، وآدم أولى منه، خلق بلا أب ولا أم، فهلا ادعوا فيهما الإلهية كما ادعوها في المسيح؟

فدل على أن قولهم اتباع هوى من غير برهان ولا شبهة. فرد الله عليهم بأدلة عقلية واضحة فقال: ( قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأرْضِ جَمِيعًا ) .

فإذا كان المذكورون لا امتناع عندهم يمنعهم لو أراد الله أن يهلكهم، ولا قدرة لهم على ذلك - دل على بطلان إلهية من لا يمتنع من الإهلاك، ولا في قوته شيء من الفكاك.

ومن الأدلة أن ( لِلَّهِ ) وحده ( مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ ) يتصرف فيهم بحكمه الكوني والشرعي والجزائي، وهم مملوكون مدبرون، فهل يليق أن يكون المملوك العبد الفقير، إلها معبودا غنيا من كل وجه؟ هذا من أعظم المحال.

ولا وجه لاستغرابهم لخلق المسيح عيسى ابن مريم من غير أب، فإن الله ( يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ) إن شاء من أب وأم، كسائر بني آدم، وإن شاء من أب بلا أم، كحواء. وإن شاء من أم بلا أب، كعيسى. وإن شاء من غير أب ولا أم [ كآدم ] .


وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ( 18 ) .

فنوع خليقته تعالى بمشيئته النافذة، التي لا يستعصي عليها شيء، ولهذا قال: وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

ومن مقالات اليهود والنصارى أن كلا منهما ادعى دعوى باطلة، يزكون بها أنفسهم، بأن قال كل منهما: ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) .

والابن في لغتهم هو الحبيب، ولم يريدوا البنوة الحقيقية، فإن هذا ليس من مذهبهم إلا مذهب النصارى في المسيح.
قال الله ردا عليهم حيث ادعوا بلا برهان: ( قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ) ؟

فلو كنتم أحبابه ما عذبكم [ لكون الله لا يحب إلا من قام بمراضيه ] .

( بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ) تجري عليكم أحكام العدل والفضل ( يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ) إذا أتوا بأسباب المغفرة أو أسباب العذاب، ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) أي: فأي شيء خصكم بهذه الفضيلة، وأنتم من جملة المماليك ومن جملة من يرجع إلى الله في الدار الآخرة، فيجازيكم بأعمالكم.


يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 19 )
.

يدعو تبارك وتعالى أهل الكتاب - بسبب ما من عليهم من كتابه- أن يؤمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ويشكروا الله تعالى الذي أرسله إليهم على حين ( فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ ) وشدة حاجة إليه.

وهذا ممّا يدعو إلى الإيمان به، وأنه يبين لهم جميع المطالب الإلهية والأحكام الشرعية.

وقد قطع الله بذلك حجتهم، لئلا يقولوا: ( مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ) يبشر بالثواب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها. وينذر بالعقاب العاجل والآجل، وبالأعمال الموجبة لذلك، وصفة العاملين بها.

( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) انقادت الأشياء طوعا وإذعانا لقدرته، فلا يستعصي عليه شيء منها، ومن قدرته أن أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأنه يثيب من أطاعهم ويعاقب من عصاهم.


https://www.e-quran.com/saady/saady-s5.html


وهذا كلّه يقوّي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لاَ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثم لا يُؤْمِنْ بالذي جئت به إِلاَّ دخل النَّارِ )



وللحديث بقية إن شاء الله










قديم 2015-03-25, 21:12   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





بسم الله الرّحمن الرّحيم



قال الشيخ محمد علي فركوس وفّقه الله بالأدلّة والبرهان السّاطع :


[ ومن جهةٍ أخرى فإنَّ المعلوم بالضرورة أنَّ الله أرسل نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الخلق كافَّةً بشيرًا ونذيرًا إنسِهم وجِنِّهم، وحكمُه باقٍ إلى قيام الساعة.

وقد صحَّ -بالنّصوص الحديثية- أنَّ عيسى عليه السلام حين ينزل من السماء فإنّه يكون متَّبِعًا لشريعة محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم كما جاء في حديث: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّكُمْ مِنْكُمْ»، وقد فسَّره ابنُ أبي ذئبٍ(٣٣) -أحدُ رُوَاته- بقوله: «فأمَّكم بكتاب ربِّكم تبارك وتعالى وسنَّةِ نبيِّكم صلَّى الله عليه وسلَّم»(٣٤).

بل الأنبياءُ جميعًا لو كانوا أحياءً بعد بِعثته صلَّى الله عليه وسلَّم ما وَسِعَهم إلاَّ اتِّباعُه، وهو الميثاقُ الذي أخذه الله عليهم في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) [آل عمران: ٨١](٣٥).

وقد ثَبَت مِن حديث جابر بن عبد الله(٣٦) رضي الله عنهما في قصَّة عمرَ بنِ الخطَّاب(٣٧) رضي الله عنه حين أمسك بصحيفةٍ من التوراة فأنكر عليه صلَّى الله عليه وسلَّم وقال له: «أَمُتَهَوِّكُونَ(٣٨)فِيهَا يَا ابْنَ الخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لاَ تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي»(٣٩).

قال ابن أبي العزِّ(٤٠) -رحمه الله-: «وأمَّا من يتعلَّق بقصَّة موسى مع الخَضِر عليه السلام، في تجويز الاستغناء عن الوحي بالعلم اللَّدُنيِّ الذي يدَّعيه بعضُ مَن عَدِم التوفيقَ؛ فهو مُلْحِدٌ زنديقٌ، فإنَّ موسى عليه السلام لم يكن مبعوثًا إلى الخَضِر، ولم يكن الخَضِرُ مأمورًا بمتابعته، ولهذا قال له: «أنت موسى بني إسرائيل؟» قال: «نعم»، ومحمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم مبعوثٌ إلى جميع الثَّقَلين، ولو كان موسى وعيسى حيَّين لكانا مِن أتباعه، وإذا نزل عيسى عليه السلام إلى الأرض إنما يحكم بشريعة محمَّدٍ، فمَن ادَّعى أنه مع محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم كالخَضِر مع موسى، أو جوَّز ذلك لأحدٍ من الأمَّة؛ فلْيجدِّدْ إسلامَه، ولْيَشهدْ شهادةَ الحقِّ، فإنه مفارِقٌ لدين الإسلام بالكلِّيَّة، فضلاً عن أن يكون من أولياء الله، وإنما هو مِن أولياء الشيطان، وهذا الموضع مفرِّقٌ بين زنادقة القوم وأهل الاستقامة، وكذا مَن يقول بأنَّ الكعبة تطوف برجالٍ منهم حيث كانوا!! فهلاَّ خرجت الكعبةُ إلى الحُدَيْبِيَة فطَافَتْ برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين أُحْصِرَ عنها وهو يوَدُّ منها نظرةً؟! وهؤلاء لهم شَبَهٌ بالذين وصَفَهم الله تعالى حيث يقول: ﴿بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً. كَلاَّ بَلْ لاَ يَخَافُونَ الآخِرَةَ. كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ. وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدَّثِّر: ٥٢-٥٦]»(٤١).

وعليه، فإنّه إذا كان لا يُستثنى أحدٌ من متابعة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من الأنبياء والمرسلين؛ فالخَضِرُ إن كان نبيًّا فلا يخرج حكمُه عن سائر الأنبياء، وإن كان وليًّا فحريٌّ أن لا ينفكَّ عن شريعة محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم بالأَوْلى، وغيرُه مِن الأولياء بالأحرى.]

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(٣٣) هو أبو الحارث محمَّدُ بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئبٍ القرشيُّ العامريُّ المدنيُّ، صاحب الإمام مالكٍ -رحمه الله-، فقيهٌ ثقةٌ فاضلٌ، حدَّث عن عكرمة وشعبة بن دينارٍ وسعيدٍ المقبُريِّ ونافعٍ وغيرهم، وحدَّث عنه خلقٌ كثيرٌ كابن المبارك والقعنَبيِّ ويحيى القطَّان، كان مولدُه -رحمه الله- سنة (٨٠ﻫ)، وتوفِّي سنة (١٥٩ﻫ).
انظر ترجمته في: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٤/ ١٧٩)، «المعارف» لابن قتيبة (٤٨٥)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٧/ ٣١٣)، «مشاهير علماء الأمصار» لابن حبَّان (٢٢٣)، «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (٢/ ٢٩٦، ٣٠٥)، «التعديل والتجريح» للباجي (٢/ ٦٦٠)، «طبقات الشيرازي» (٦٧)، «تاريخ إربل» لابن المستوفي (٢/ ٦٠٦)، «تهذيب الأسماء واللغات» للنووي (١/ ٨٦)، «وفيات الأعيان» لابن خلِّكان (٤/ ١٨٣)، «تهذيب الكمال» للمزِّي (٢٥/ ٦٣٠)، «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٧/ ١٣٩)، «تهذيب التهذيب» لابن حجر (٩/ ٣٠٣)، «طبقات الحفَّاظ» للسيوطي (٨٩)، «شذرات الذهب» لابن العماد (١/ ٢٤٥).

(٣٤) أخرجه مسلم في «الإيمان» (١٥٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(٣٥) انظر: «تفسير ابن كثير» (١/ ٣٧٨).

(٣٦) هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حَرام بن كعبٍ الأنصاريُّ الخزرجيُّ، من فضلاء الصحابة المتحَفين بحبِّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأُمُّه نُسَيْبَةُ بنت عُقْبة، تجتمع هي وأبوه في جدِّهما حَرامٍ، ويُكنَّى بأبي عبد الله، شهد العَقَبةَ الثانية مع أبيه وهو صبيٌّ، وكان مجاهدًا، ففي «صحيح مسلمٍ» عن جابرٍ أنه قال: «غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً»، قال جابرٌ: «لم أشهد بدرًا ولا أحدًا، منعني أبي، فلمَّا قُتل يوم أحدٍ لم أتخلَّف عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في غزوةٍ قطُّ»، جرى على يده أو بسببه معجزاتٌ باهرةٌ لرسول الله، وشهد صفِّين مع عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه، وعَمِيَ في آخِر عمره، وتُوفِّي جابرٌ سنة (٧٨ﻫ)، وكان آخِرَ مَن مات ممَّن شهد العقبة الثانية، وآخِرَ مَن مات بالمدينة مِن الصحابة رضي الله عنهم، وصلَّى عليه أبان بن عثمان وكان أميرَ المدينة، وكان عُمُر جابرٍ أربعًا وتسعين سنةً.

ويُعَدُّ جابرٌ أحد المكثرين مِن رواية الحديث، وله ١٥٤٠ حديثًا، ويلي المرتبة الخامسة بعد أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالكٍ وعائشة وابن عبَّاس رضي الله عنهم.
انظر ترجمته وأحاديثه في: «مسند أحمد» (٣/ ٢٩٢)، «التاريخ الكبير» (٢/ ٢٠٧) و«التاريخ الصغير» (١/ ١٩٠، ٢٢١، ٢٢٤) كلاهما للبخاري، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٢/ ٤٩٢)، «المستدرك» للحاكم (٣/ ٥٦٤)، «الاستيعاب» لابن عبد البرِّ (١/ ٢١٩)، «جامع الأصول» لابن الأثير (٩/ ٨٦)، «أسد الغابة» (١/ ٢٥٦) و«الكامل» (٤/ ٤٤٧) كلاهما لابن الأثير، «سير أعلام النبلاء» (٣/ ١٨٩) و«دول الإسلام» (١/ ٥٦) كلاهما للذهبي، «البداية والنهاية» لابن كثير (٩/ ٢٢)، «وفيات ابن قنفذ» (٢٣)، «الإصابة» (١/ ٢١٣) و«تهذيب التهذيب» (٢/ ٤٢) لابن حجر، «طبقات الحفَّاظ» للسيوطي (١٩)، «شذرات الذهب» لابن العماد (١/ ٨٤)، «الرياض المستطابة» للعامري (٤٤)، «الفكر السامي» للحجوي (١/ ٢/ ٢٥)، «تاريخ التراث العربي» لسزكين (١/ ١٢٠)، ومؤلَّفنا: «الإعلام» (٥٧).

(٣٧) هو أبو حفصٍ عمرُ بن الخطَّاب بن نُفَيْل بن عبد العزَّى، القرشيُّ العدويُّ المدنيُّ، الفاروق، الخليفة الثاني لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، كنَّاه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أبا حفصٍ، وله الفضل على الأمَّة سياسةً وفتحًا وعدلاً واستقامةً، وهو الصادق الملهم، له موافقاتٌ مع ربِّه في بضعة عشر موضعًا، وهو أوَّل قاضٍ في الإسلام: ولاَّه أبو بكرٍ، وله مناقب وفضائل كثيرةٌ، وَلِيَ الخلافةَ عشر سنين ونصفًا، وتوفِّي سنة (٢٣ﻫ) وهو ابن ٦٣ سنةً، ودُفن مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في بيت عائشة رضي الله عنها.
انظر ترجمته وأحاديثه في: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٣/ ٢٦٥)، «مسند أحمد» (١/ ١٤)، «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٦/ ١٠٥)، «المستدرك» للحاكم (٣/ ٨٠)، «الاستيعاب» لابن عبد البرِّ (٣/ ١١٤٤)، «شرح السنَّة» للبغوي (١٤/ ٨٢)، «الكامل» (٢/ ٤٢٥) و«أسد الغابة» (٤/ ٥٢) كلاهما لابن الأثير، «الكاشف» للذهبي (٢/ ٣٠٩)، «البداية والنهاية» لابن كثير (٧/ ١٨)، «تاريخ ابن خلدون» (٤/ ٩٠٣)، «وفيات ابن قنفذ» (١٠)، «الإصابة» (٢/ ٥١٨) و«تهذيب التهذيب» (٧/ ٤٣٨) كلاهما لابن حجر، «طبقات الحفَّاظ» للسيوطي (١٣)، «شذرات الذهب» لابن العماد (١/ ٣٣)، «الفكر السامي» للحجوي (١/ ١/ ١٧٤)، «الرياض المستطابة» للعامري (١٤٧)، ومؤلَّفنا: «الإعلام» (٢٥٩).

(٣٨) قال ابن الأثير في [«النهاية» (٥/ ٢٨٢)]: «التهوُّك كالتهوُّر، وهو الوقوع في الأمر بغير رويَّةٍ، والمتهوِّك: الذي يقع في كلِّ أمرٍ، وقيل: هو التحيُّر».

(٣٩) أخرجه أحمد في «مسنده» (١٥١٥٦)، وحسَّنه الألباني في «إرواء الغليل» (٦/ ٣٤).

(٤٠) هو أبو الحسن صدرُ الدين عليُّ بن عليِّ بن محمَّد بن أبي العزِّ الصالحيُّ الدمشقيُّ، فقيهٌ علاَّمةٌ حنفيٌّ، تولَّى التدريسَ في مدارسَ شتَّى للحنفية وكذا الخطابة، ووَلِيَ قضاءَ الحنفية بدمشق، له عدَّة مؤلَّفاتٍ منها: «شرح العقيدة الطحاوية»، و«التنبيه على مشكلات الهداية»، و«النور اللامع في ما يُعمل به في الجامع»، توفِّي -رحمه الله- بدمشق سنة (٧٩٢ﻫ).

انظر ترجمته في: «الثغر البسَّام» لابن طولون (٢٠١)، «الكتيبة الكامنة» (٣/ ٨٧) و«إنباء الغمر» (٢/ ٩٥) كلاهما لابن حجر، «شذرات الذهب» لابن العماد (٦/ ٣٢٦)، «الأعلام» للزركلي (٥/ ١٢٩)، «هديَّة العارفين» للبغدادي (١/ ٧٢٦)، «معجم المؤلِّفين» لكحالة (٣/ ٣٨٠)، ترجمة ابن أبي العزِّ لعبد الله التركي في مقدِّمة تحقيقه على «شرح العقيدة الطحاوية».

(٤١) «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العزِّ (٥٧٧).



المصدر:

بدعة تقسيم الدين إلى حقيقةٍ وشريعةٍ وآثارُها السيِّئة على الأمَّة


https://ferkous.com/home/?q=art-mois-91



حقيقة نزول عيسى عليه الصلاة والسلام


إن نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام كما دل عليه القرآن فقد أخبر به الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتواتر النقل عنه بذلك، وأجمع عليه علماء الأمة سلفا وخلفا، واعتبروه مما يجب اعتقاده والإيمان به‏.‏

قال السفاريني‏:‏ ‏"‏ونزوله عليه الصلاة والسلام ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة‏:‏

أما الكتاب؛ فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ‏}‏ ؛ أي‏:‏ ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى، وذلك عند نزوله من السماء آخر الزمان، حتى تكون الملة واحدة؛ ملة إبراهيم حنيفا مسلما‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏ ‏"‏وأما السُنّة؛ ففي ‏"‏الصحيحين‏"‏وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية‏ )‏ الحديث‏.‏ وفي مسلم عنه‏:‏ ‏(‏والله؛ لينزلن ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب‏ )‏ بنحوه‏.‏ وأخرج مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم تعال صلِّ بنا‏!‏ فيقول لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة ‏)‏ ‏.‏


وأما الإجماع؛ فقد أجمعت الأمّة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنّما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة أو من لا يعتد بخلافه‏.‏

وقد انعقد إجماع الأمة على أن ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية، وليس بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء، وإن كانت النبوة قائمة به، وهو متصف بها، ويتسلم الأمر من المهدي، ويكون المهدي من أصحابه وأتباعه كسائر أصحاب المهدي‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏انتهى كلام السفاريني رحمه الله‏.‏

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ ‏"‏وعيسى حي في السماء لم يمت بعد، وإذا نزل من السماء؛ لم يحكم إلا بالكتاب والسُنّة، لا بشيء يخالف ذلك‏"‏‏.‏

وقال أيضا‏:‏ ‏"‏عيسى عليه السلام حي، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا؛ فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية‏ )‏ ‏.‏ وثبت في الصحيح عنه‏:‏ ‏(‏أنه ينزل على المنارة البيضاء شرق دمشق ويقتل الدجال ‏)‏ ‏.‏ ومن فارقت روحه جسده؛ لم ينزل جسده من السماء، وإذا أحيي؛ فإنه يقوم من قبره‏.‏

وأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا‏}‏ ؛ فهذا دليل على أنّه لم يعن بذلك الموت؛ إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين؛ فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء، فعلم أن ليس في ذلك خاصية، وكذلك قوله‏:‏ ‏{‏وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا‏}‏ ، ولو كان قد فارقت روحه جسده؛ لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء‏.‏

وقد قال تعالى في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ‏}‏ ؛ فقوله هنا‏:‏ ‏{‏بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ‏}‏ ؛ يبيّن أنّه رفع بدنه وروحه؛ كما ثبت في الصحيح أنه ينزل بدنه وروحه؛ إذ لو أريد موته لقال‏:‏ وما قتلوه وما صلبوه بل مات‏.‏

ولهذا قال من قال من العلماء‏:‏ ‏{‏إِنِّي مُتَوَفِّيكَ‏}‏ ؛ أي‏:‏ قابضك، أي‏:‏ قابض روحك وبدنك، يقال‏:‏ توفيت الحساب واستوفيته، ولفظ التوفي لا يقتضي توفي الروح دون البدن ولا توفيهما جميعا إلا بقرينة منفصلة، وقد يراد به توفي النوم؛ كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا‏}‏ ، وقوله‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ‏}‏ ‏"‏انتهى‏.‏

وقال القاضي عياض‏:‏ ‏"‏نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة؛ للأحاديث الصحيحة في ذلك، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله، فوجب إثباته‏.‏ وأنكر ذلك بعض المعتزلة والجهمية ومن وافقهم، وزعموا أن هذه الأحاديث مردودة بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وخاتم النبيين‏}‏ ، وبقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا نبي بعدي‏)‏ ، وبإجماع المسلمين أنه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم وأن شريعته مؤبدة إلى يوم القيامة ولا تنسخ‏!‏ وهذا استدلال فاسد؛ لأنه ليس المراد بنزول عيسى عليه السلام أنه ينزل نبيا بشرع ينسخ شرعنا، ولا في هذه الأحاديث ولا في غيرها شيء من هذا، بل صحت هذه الأحاديث هنا وما سبق في كتاب الإيمان وغيرها أنه ينزل حكما مقسطا يحكم بشرعنا ويحيي من أمور شرعنا ما هجره الناس‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏انتهى‏.‏

أقول‏:‏ وفي عصرنا هذا ينكر بعض الكتاب الجهال وأنصاف العلماء نزول عيسى عليه السلام؛ اعتمادا على عقولهم وأفكارهم، ويطعنون في الأحاديث الصحيحة، أو يؤولونها بتأويلات باطلة، والواجب على المسلم التصديق بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح عنه واعتقاده؛ لأن ذلك من الإيمان بالغيب الذي أطلع الله ورسوله عليه‏.‏‏.‏‏.‏

قال العلامة السفاريني رحمه الله‏:‏ ‏"‏ويكون مقررا لشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه رسول لهذه الأمة كما مر، ويكون قد علم أحكام هذه الشريعة بأمر الله تعالى وهو في السماء قبل أن ينزل‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏وزعم بعض العلماء أنه بنزول سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام يرفع التكليف، وهذا مردود؛ للأخبار الواردة أنه يكون مقررا لأحكام هذه الشريعة ومجددا لها؛ إذ هي آخر الشرائع، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم آخر الرسل، والدنيا لا تبقى بلا تكليف؛ فإن بقاء الدنيا إنما يكون بمقتضى التكليف إلى أن لا يقال في الأرض الله الله، ذكره القرطبي في ‏"‏تذكرته‏"‏‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏وأما مدّته ووفاته؛ فقد ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الطبراني وابن عساكر‏:‏ أنه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏ينزل عيسى ابن مريم، فيمكث في الناس أربعين سنة‏ )‏ ‏.‏ وعند الإمام أحمد وابن أبي شيبة وأبي داود وابن جرير وابن حبان عنه‏:‏ أنه يمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفنوه عند نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ‏"‏‏.‏ انتهى كلامه‏.‏


نقلاً من كتاب الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد

لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله



https://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=37157












قديم 2015-03-27, 15:04   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي


أتعتقد أن التحول من الإسلام إلى اليهودية والمسيحية
ليس ردة و كفر ؟


قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: 19]
قال العلاَّمة ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية:
﴿﴿ وقوله: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾ إخبار من الله تعالى بأنَّه لا دِين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتِّباع الرُّسل فيما بعثهم الله به في كلِّ حين، حتَّى ختموا بمحمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، الَّذي سدَّ جميع الطُّرق إليه إلاَّ من جهة محمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ، فمن لقي الله بعد بعثة محمَّد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ بدِين على غير شريعته، فليس بمتقبَّل»(1).

إن الدين الإسلامي بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أصبح هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
لقول الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ
دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ

وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ
اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

والادلة في هذا المعنى كثيرة، الثابتة والدالة بأن الديانة اليهودية والديانة النصرانية قد نسختا بشريعة محمد صلى الله عليه
وسلم، وأن ما فيهما من حق أثبته الإسلام
وما فيهما من باطل هو مما حرفه القوم وبدلوه حسب أهوائهم.


فالإسلام
بعد بعثت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هو الدين الصحيح المطلوب من أهل الأرض
وهو الدين الذي بشر به جميع الأنبياء.


أما من استقام على دين المسيح وآمن به
و كل من آمن بالله واليوم الآخر من جميع الأمم واتبع الرسل
واستقام على دينه حتى مات عليه
قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم
فهو بإذن الله في الجنة.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
فمن آمن بالله ورسله من هذه الأمم ومن بني إسرائيل من اليهود والنصارى ومن غيرهم، من الأمم كلهم إلى الجنة
كل من تابع الرسل من أولهم إلى آخرهم،
قبل بعثت محمد - صلى الله عليه وسلم
فهو إلى الجنة، ومن عصاهم وخالفهم فهو إلى النار
.












آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-03-27 في 15:09.
موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
الميدان, الدعوة, وحدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc