الاعلان عن الفائز - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الاعلان عن الفائز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-06-19, 13:42   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
صوت خافت
عضو مبـدع
 
الأوسمة
وسام التميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخت مروة .. جزاك الله خير ،،

مرحبًا أخي جيرو .. تحية طيبة لك، وثانية لقلمك وعقلك ،وثالثة لأهلك وخاصتك ، ورابعة لأهل الجزائر قاطبة ..
أسعدني مرورك وأبهجني حظورك .. دعواتي الصادقة والخالصة بدوام التوفيق لك ،،

الأخت نسائم الربيع .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. جزاك الله خير .. والشكر موصول أيضا
لجميــــع أعضاءا للجنة الكرام ..

أخي سراب 88 .. مرحبا بك بالنسبة للمسابقة أفيدك أن هذه المسابقة هي المرحلة النهائية لسلسلة
متتابعة .. والمسابقة كانت مفتوحة للجميع بنُسخِها الخمس ..








 


قديم 2009-06-19, 15:03   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
سمير زمال
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ماشاء الله ...أمرطيب ..أعانكم الله ووفقكم










قديم 2009-06-20, 10:17   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
سليم_الجزائر
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سليم_الجزائر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

متى ستبدا المسابقة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟اننا نطوق لقراءة ابداعات المتسابقينهيا انطلقوا وفقكم الله










قديم 2009-06-20, 11:38   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
صوت خافت
عضو مبـدع
 
الأوسمة
وسام التميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

الأخت maymay .. وبالتوفيق لك أيضا ،،


أخي داوود 47 .. ولك تحيتي وودادي .. مرحب بك ،،


ليلي بن محمد .. أمة الإسلام عودي .. أهلا بكما .. وسيكون لي رد لاحقا إن شاء الله تعالى على
ماتفضلتما بطرحه .. مسرتي ،،


الأخت ذات النورين .. جزاك الله خير على حسن دعائك ،،

الأخت فاطمة بن عيسى .. التوفيق حليفك إن شاء الله ،،











قديم 2009-06-20, 11:50   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
صوت خافت
عضو مبـدع
 
الأوسمة
وسام التميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي سمير زمّال .. جزاك الله خير .. سعدنا بك ،،


أخي سليم .. مرحبًا ألف شرُفنا بحظورك .. ماشاء الله مبارك ماسمعنا ..
لن نخبرك بموعد المسابقة حتى تخبرنا بموعد ..... ........ههه
تقصد متى تعلن النتائج .. إن شاء الله بعد الاستطلاع بأيام قليلة ..










قديم 2009-06-20, 11:58   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
jiji rap
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية jiji rap
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تمنياتي بالتوفيق لكل المشاركين










قديم 2009-06-20, 17:04   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
حمـ 0418 ــزة
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية حمـ 0418 ــزة
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

بالتوفيق للجميع
مع انتظار عودة احد اقلام المنتدى المميز
اخونا صالح القسنطيني
سلام










قديم 2009-06-20, 17:14   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse


السلام عليكم
تحياتي لك الأخ بدر ولكل أعضاء اللجنة ولكل الأعضاء الذين تمنوا لنا التوفيق.
والله لا أمر صعب أن تجد نفسك في منافسة مع من تحب من الأعضاء، ولكن في نفس الوقت سيكون الأمر أكثر متعه وإفادة بالنسبة للكل
أتمنى للجميع التوفيق إن شاء الله ولي عودة قريبا من خلال مشاركتي
بارك الله في الجميع









قديم 2009-06-20, 19:19   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
سليم_الجزائر
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سليم_الجزائر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ان شاء الله ولكم مني كل المنى والدعاء بالتوفيق اكيد ان المسابقة ستكون ممتعة ومفيدة في نفس الوقت هيا احزموا امتعتكم وشدوا رحالكم الى عالم من الخيال والمجاز والجمال الادبي والفكري رفقة االفرسان الشجعان والفارس المغوار صالح القسنطيني










قديم 2009-06-20, 19:28   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
سليم_الجزائر
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سليم_الجزائر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ان شاء الله ولكم مني كل المنى والدعاء بالتوفيق اكيد ان المسابقة ستكون ممتعة ومفيدة في نفس الوقت هيا احزموا امتعتكم وشدوا رحالكم الى عالم من الخيال والمجاز والجمال الادبي والفكري رفقة االفرسان الشجعان والفارس المغوار صالح القسنطيني










قديم 2009-06-20, 21:00   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
salma02
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية salma02
 

 

 
الأوسمة
وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله تعالى

بارك الله في القائمين على المسابقة
و اتمنى ان يكون الفوز من نصيبي
هههههههههه لست انانية
لكني اشعر بسعادةى لانني من ضمن المتنافسين
و هذا يكفي
بارك الله في كل من مر على هذه الصفحة و عطرها بكلمة او دعاء او دعوة
و خاصة كل من وقف و اهتم لغياب صاحب اول وسام
الاخ صالح


تقبلوا تحيات اختكم في الله سلمى










قديم 2009-06-20, 21:09   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
** مريم **
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ** مريم **
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام التميّز بخيمة الجلفة وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و فقكم الله اخوتي .










قديم 2009-06-21, 12:28   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
sissaoui ou
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sissaoui ou
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

*********حظ سعيد للجميع***********










قديم 2009-06-22, 09:45   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمــــــــــة الله و بركاته

((لم أنقل و لا كلمة واحدة في كل ما أثبته ولله الحمد و المنّة))


الحمد لله مظهر النعم، كاشف السوء و النقم، جعل قلوب بني آدم المؤمنين مضغة بالخير تزمزم، و جعل قلوب بعض الناس بالشك و الريبة و سوء الظن تحترق و تتفحّم، و جعل أواصـر الأخوة و الصداقة بين المؤمنين عنوانا مقدّم، و المحبة سائرة بينهم على ساق و قدم، و التعاون و النصح بينهم لهم شيم، ابتغاء لوجه الله من غير دنيا و لا رحم، و أحمده حمد الشاكرين إذ صيرني عبدا لا تأخذه في خالقه لومــة لائم، و لا يخشى و لا يخاف أحدا من بني آدم، عارفا قدر نفسه و لحدوده ملتزم، مقدما للنصيحة ناقدا و لو رمي بسهم، مناصرا لكل أخ قد ظلم، و هذا ما أمرنا به بل بذلك فضّلنا على سائر الأمم، و لكــــــــــــــن يعترني الغضب و التسرع و النقص وصف لي لازم.

و بعد:

قد وعدتك أخي الحبيب ((صوت خافت)) بوعد مقدّم، بأن أكتب فيك كلمات يسمعها الأصمّ، جزاءا وفاقا لما لك علينا من فضل و كرم، كلمات صادقة وافق فيها القلب القلم، و اتّحدت فيها النفس مع ما قد رُقم، و قد كتبتها و القلب مجروحا يقطر بالدم، و الحزن قد سكنه و عليه قد خيّم، و قد تقطعت أوصاله و علاه وجع و سقم، و الله ربي وحده المستعان و ناصري و نسأله حسن الختم، ثم قد عزمت على ما لكم به علم، و هممت على الذي لك قد رقم، و لكنّك – أخي – خيّرتني بين أمرين و أغرقتني في الغمّ، و قلّبتني من الغمّ إلى الهمّ، و لا أدري ما ستسفر عنه الأيام و لكن لتعلم يا حبيب أنّي ما أعدت بعث الاسم من بين الرّكم، إلا لحاجة في نفسي و سأعيد دفنه فاعذرني يا حبيب و المؤمن يقبل عذر أخيه فلا تكثر عليّ يا كبير اللوم.

ثم بعد: هذا ما وعدتك به و قد رقمته و حبّرته ظهر يوم الثلاثاء 22 جمادى الآخرة 1430 الموافق لــــــ 16 جوان 2009.

بدر هلّ علينا من أرض الحجاز-------------------- بنوره و ضياءه قد سدّ الأفق

قمر بديع غار منه الزمــــــــان -------------------- لحسن بهائه الأرض تصــفّق

غيث نافع جادت به السمــــــاء -------------------- خيرات المنتدى بزلاله تتدفّـق

نجم ساطع في علا الفضــــــاء -------------------- نوره الوضّاح سطع كالفلـــق

من بلاد خير و صلاح و علـم -------------------- و سنّة و راية التوحيد تخفّـق

طلع كريم قد سبق الكبـــــــار -------------------- و صاحب دين و مقام صدـق

قلم قل له الشبيه في الأقــران -------------------- صادعا بالحق و للباطل يحرق

هو الحبيب الكريم صـوت خا -------------------- فــت لاح في المنتدى كالبـرق

يا بلاد اطربي و افرحــــــــي -------------------- و دعي العصافير فيك تزقزق

خيِّـــر على ربوعك يمشي -------------------- تزهر الأرض و بخطاه ترتـق

يا زائرا قاصدا بلاد الحبيب -------------------- انقل مني سلاما بالعطر معبّــق

لأخي بدر عزيــــز قلــــب -------------------- و النفس بذكره تطرب و تحلّـق

قد تمنيّت أن أكتب سفــــرا -------------------- و عذري لك أن القلب قد انشق

و رجائي بك قبول عذري -------------------- و الحمد لله ناصر كل ذي الحق





ثم بعد:
قد يتعبر البعض هذه الكلمات خربشة حقها أن تطمس فلا تذكر، و تنسى فلا تذكر، و تمحى فلا تشهر، كما قد يعتبرها البعض – بحسن ظن منهم بكاتبها أخوهم صالح– عبارات خرجت من قلب محب للخير، حريص على التواصل مع إخوانه و مدّ الجسر، و جوابا مني (على) الصنف الأول من البشر، أنّي لن أرفع رأسا و لن ألق بأسا لكل مكبّت عن الخير، و لإخوانه دائما محتقر، و الجواب مني (لـــ )لصنف الثاني أقصر أن أخطّه بحر، و إنّما أرجو الله لهم التوفيق مطلق العمر.

و الصلاة و السلام على سيّد العرب و العجم، النّبي الرسول الأعظم، و الإمام الأمّة المقدّم، خير من سار على الأرض بقدم، و أزكى من أقلّت الغبراء تحت الأديم، و أشرف من أظلّت الزرقاء بسحاب و غمائم، صاحب الجود و الكرم، بلغ الشرف و العلا و نال جميع القمم، ليس له نظير في البشر و لا توأم، و ليس له في مكانته منافس و لا مزاحم، أزكانا نسبا ، و أرفعنا حسبا، و أطهرنا بطنا، و أسمانا فخدا، صاحب اللواء المعقود، و الحوض المورود، و الشفاعة العظمى، و الفضيلة الكبرى، و سيد كل من تكلّم بكلم، و لجميع الناس داعيا و للخير معلّم، فما أعظمه حبيبنا و قائدنا و أسوتنا و إمامنا من بين سائر أفراد جميع الأمم.


أخوكم و محبّكم salahcon25 باسمه الجديد الذي سيظهر بعد ايام، القسنطيني باسمه الذي سيدفن.

و السلام عليكم و رحمــــــــــــــة الله و بركاته.









قديم 2009-06-22, 09:47   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الله و بركاته

(( هذا نصّ نثري أشبـــــــــه ما يكون بالمقامة))

ليس المقام مقامي، و قد اجتهدت لحفظ ماء وجه قلمي، لا من أجل الوسام الفاني، و إنّما طلبا للأجر الباقي، فأنا الضعيف و ليس لي القلم الذي به أكتب به عن النبّي العربيّ الأميّ .

بسم الله الرحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الرّحيم

و بــــــــــــــــــــــــــــه أستعين

لقد أرسل الله سبحانه و تعالى رسله و أنبياءه تباعا بالحق، لهداية جميع البشر و الخلق، و لبيان سبل الغواية و الضلال من طريق الهدى والحق، بهم التوحيد و الإخلاص عن الكفر و الشرك قد انشقّ، و بواسطتهم ظهر و بان بين بني آدم الفرق، فهذا مكذّب ملحد معارض في الضلال قد غرق، و ذاك مسلم مؤمن موحّد بالرسل قد صدّق، فكان النّاس أصنافا منهم المؤمن و فيهم الكافر و بينهما من قد نافق، رسلا فّضلهم الله و أكرمهم بعالي المنازل و المراتب فسموا السمّو المطلق، و لم يكن لهم في شرفهم و رفعة قدرهم مزاحم بحقّ، فكانوا كالنجوم في سماء الأفق، و في الضياء قد فاقوا وميض البرق.

و الله سبحانه و تعالى هو الحكيم العليم، خلق الخلق و فاوت بينهم جهة التشريف و التكريم، فخلق الشهور و الأيّام، و جعل رمضان سيّد شهور العام، و خلق الأماكن و البقاع، و جعل مكّة أشرف الأصقاع، و جعل من الماء كلّ شيء حيّا، و فضّل ماء زمزم تفضيلا كليّا، و صيّر الأيام و الساعات و اللّيالي، و جعل العشر الأواخر من رمضان أشرفها على التوالي، و جعل أفضل الأيّام يوم عرفة، و أفضل الليالي ليلة القدر و العلم و المعرفة، و أنزل بالحق جميع الكتب مرّ الزمان، و جعل أفضلها على الإطلاق القرآن، و هذه سنّة الله و لها في القرآن ذكر و بيان ، و قد أجراها و أخضع لها الإنسان، فخلق بني آدم من صلصال كالفخّار، و فضّل منهم الأنبياء الأخيار، و فضّل من الأنبياء الرسّل الأطهار، و فضّل من الرسل أولى العزم منهم خيرة الأخيار، و فضّل من أولي العزم منهم الخليلين محمّد و إبراهيم المختار، و فضّل من الخليلين محمّد المختبى سيّد ولد آدم بلا فخر و لا استكبار، فهو عليه الصلاة و السّلام خيرة الخيرة الكبار، و صفوة الصفوة العظماء الأبرار، و زبدة الخلق و الرسل و الأنبياء مرّ العصور و الأدهار، و خلاصة الخلاصة عليه من الله صلاة و سلام ما تعاقب ليل و نهار، و صدق الله القائل: (( و ربّك يخلق ما يشاء و يختار))

خلق الله الخلق و بينهم غايـــر ---------------- لحكمة عن علم فنعم القادر

و جعل محمّدا الصفوة المختار ---------------- فأكرم بعظمته نبيّنا الطاهر

فضلّه و اصطفاه مرّ الدهــــــر ---------------- فنعم النبّي الصفوة الأغـرّ

شرف نسبه قد بان و ظهــــــر ---------------- و فضله عن الأنبياء اشتهر

و لرفعة خلقه سامي القــــــدر ---------------- و هو المقدّم بأرض الحشر


قد وقفت وقوف من به مرض مُضرّ، فلا أدري على ماذا أقف في هذه الأسطر، هل أتكلّم عن خَلقه عليه الصلاة و السّلام و نور وجهه قد فاق القمر، أم أجري قلمي فأتعبه بذكر خُلقه فتزهق روح قلمي قبل أن أذكر من ذلك العشر، أن أجمل في سيرته و عليها الكلام أقصر، و لكن أيّ إجمال ينفع و سيرته تشعبت حال الحضر و السفر، أم ألتفت إلى ذلك الوالد الناصح معلّم الخير، أم إلى ذلك المجاهد بسيفه و لسانه و لجميع خصمه بالحجّة و البرهان قد قهر، أم أنظر إلى ذلك العادل المنصف مع المحبّ و مع الظالم و من به غدر، أمّ أسيّر فكري إلى ذلك العابد العامل الزاهد و بالدّنيا مقدار قلامة لم يغترّ، أم إلى ذلك المتواضع الذي لم يشهد تواضعه عصر، فسيرته بجميع فصولها و رياضها و نفيس دررها عبرة لكلّ معتبر، بل هي مدرسة لكلّ متعلّم و بها نفتخر، كتبت بمداد من عطر، و سطّرت بعود العنبر، و زيّنت تلك الصفحات بالياقوت و الزمرّد المبهر، لقد وقفت وقفة العاجز الضعيف فهل لي عندكم من عذر، أما علمتم أنّه لن يحيط أحد بصفاته و ما خفي منها أضعاف ما ظهر، و عن مقامه يتخلّف كل شعر، و عن وصفه يقصر كل نثر.

أرشدتمونا لكلمات من درر، لأمير الشعراء و الشعر، و طلبتم منّا بناء النص على ما من كلامه ظهر، و هو قد أغرق كلماته في المعاني السامية منها البيّن و منها ما بين الكلمات ستر، و هو لطول باعه و علوّ كعبه لم يحشو كلامه و جنّبه الحشر، و لكن فيه البيّن الجليّ و الخفيّ الدقيق المستقرّ.


و أنا الضعيف ماذا أقول و أسطرّ في محمّد النبيّ الرسول؟؟!! هل أقول لك التحيّة و المجد يا قمر، و أنت بدر السماء، أم أقول لك العلوّ و الضياء يا نجم الفضاء، أم أقول لك مطلق الشرف يا شمس كاشفة الظلماء، أم أقول لك الرفعة يا سحب و ما فيك من غيث و ماء، أم أقول قد أخذت العموم و الشمول النافع يا نسيم الهواء، أم أقول لك الشرف عدد حبّ رمال البيداء، أم أقول قد عجزت أن أحيط بصفاتك يا محمّد الرسول النبيّ سيّد العظماء.

ماذا أقول، و ماذا أذكر ............................ ؟؟!!

ولكـن مالا يدرك كلّه لا يترك جلّه إهمالا، و ((سأجمل الكلام إجمالا))، و أحفظ ماء وجه قلمي للنّبيّ صلى الله عليه و على آله و سلّم إجلالا، و كلّي رجاء و أبتهل لله ابتهالا، بأن لا أخلّ بالمقام إخلالا، و أن لا أمّل القارئ من كلماتي إملالا، و قد اجتهدت في نثر معنى الأبيات امتثالا.


إنّ لكلّ أمّة قائد عظيم، و لكلّ شعب مقدّم جسيم، و قد كان لهذه الأمّة نبيّها العليم، و رسولها الحكيم، محمّد بن عبد الله الرّحيم، قائدها الحليم، سيّد البشر الكريم، و إمام العظماء، و قائد الزعماء، و فريد الفضلاء، الذي خصّ بقبة فلك الكبراء، و به ختمت جميع عقول العقلاء، بل قد فاق الرسل و الأنبياء، قدوّة العبّاد و الأولياء، و زهرة الموحدين الحنفاء، و كل عظيم حاشا الرسل و الأنبياء فهو معه من الغرباء.

رموزهم و قادتهم يخطئون و يصيبون، و يقبل منهم و يردّون، و إن أصابوا فما أكثر ما يغلطون، و إن اجتهدوا فما أعظم ما يقصرّون، و لكن نبيّنا هو المعصوم، و قوله هو الفصل و الكلام المحسوم، بعيد غاية البعد عن الخلل، و ترّفع عن الخطأ و الزلل، و كلامه و قوله و فعله بعيد عن العلل، فما نطق عن الهوى، بل كلامه وحي يوحى، علّمه شديد القوى، فما ضلّ نبيّنا و ما غوى، دعا للعلم و العمل و الورع و التقوى، و هل يزلّ من عصمه و أيّده العليّ الأعلى.

هو محمّد بن عبد الله سيّد العرب و العجم، ما ولدت نظيره و لا مثيله امرأة و لا رحم، و ليس له من البشر ندّ و لا توأم، أفضل من سار على الأرض بقدم، و أزكى من أقلّت الغبراء تحت الأديم، و أشرف من أظلّت الزرقاء بسحب و غمائم، إمام الأنبياء و الرّسول المقدّم، و سيّد الخلق النبيّ الأعظم، لشرفه به الله النبوّة قد ختم، و أنزل عليه الكتاب المهيمن الحاسم، فما كان له في مكانته منافس و لا مزاحم، صاحب الجود و الكرم، و لواء الحمد به وسم، و سيّد كل من تكلّم و نطق بكلم، إمام أمّة بلغ في علاه جميع القمم، داعيا للخير ناصحا لجميع الناس ناصحا معلّما، بخلقه و قوله و أفعاله داعيا للخير و النعم، فما أعظمه نبيّنا و حبيبنا و قائدنا و أسوتنا و إمامنا من بين أفراد سائر الأمم، تقصر عن الإحاطة بفضله الهمم، و لن يعطي حقّه كلّ ما زُبر و سُطّر و رُقِم، و هل يحيط بنور الشمس و ضياء القمر أقلام فكيف بقلم ، فضله بين البشر أشهر من نار على علم، نطق به الجماد و الحجر الأصم، و تغنّى و طرب به الخلق البهم، ونطق بشرفه كل أبكم، و شهد لك بذلك ربّه فقال في الكتاب المحكم، (( و إنّك لعلى خلق عظيم)) و قال (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم))

أفضلنا نسبا، و أعلانا حسبنا، و أشرفنا بطنا، و أزكانا فخدا، نسبه ليس فيه شائبة سوء و و لا كدر، فهو النسب الزكيّ العطر، قال عن نفسه صلى الله عليه و على آله و سلّم، كما صحّ في الأثر (( أنا سيّد ولد آدم و لا فخر)) سيّدنا في دار الدنيا و يوم الحساب في أرض المحشر، خصّه الله بفضائل في القرآن و السنّة لها ذكر، و بجزء من ذلك شهدت سورة الكوثر، فله الحوض و نهر الكوثر، و لعدوّه و شانئه الويل و القطع و البتر.

ولد عليه الصلاة و السلام و قد حفّته العناية الربانية، و توالت عليه اللطائف الإلهية، و خصه الله بربوبية الخاصة، و اصطنعه لنفسه بالمعاني السماوية، و أكرمه كرامة بعد أخرى مطلق الأيام المتتالية.

لو تكلّمت الأمصار، و نطقت الأعصار، و خطبت الأقطار، و غنّت الأشجار، و قالت الأحجار، لأجمعوا على أنّ مولد النبيّ عليه الصلاة و السلام قد فجّرت به الأنوار، و سدل على الأرض الخير المدرار، و تبسم الزمان وما ذهبت بسمته و لا فرحه غار، فرح الزمان بمولده لأن به سترفع راية الحق، و أشرقت السماء لأنّ به الباطل سيحرق، و طربت الأرض لأن به الهدى لها قد عانق، و استبشرت الملائكة لأنّه الله به ينصب العدل و الميزان، و فرحت الدنيا بولادته لأنّ به على ربوعها سيكون لراية النور خفقان.

بولادته عليه الصلاة و السلام قد رسم للهدى الطريق، و بان من الباطل الحق، و ميّز الكذب عن الصدق، و بين التوحيد عن الشرك قد فرّق، و سعد بنور رسالته و هدي جميع الخلق.

بولادته قد رفعت للعلم الرايات، و نصب للعدل الأولية الخافقات، و ظهر زكاة النفوس الطاهرات، و نزل على الباطل الشهب الحارقات، و فرق في الأخلاق بين الصاعدات و النازلات، و ميّز بين القيم الساقطة و العاليات، و ضرب على الأرض أستار الزاكيات، و ثبّت بدعائم النبوّة الشامخات، و سعد بولادته جميع الكائنات.

بولادته قد فتح بالوحي باب السماء، و كان الوحي على الأرض أفضل من الماء، به سدلت العفة و وضع الحياء، و ثبّت الصدق و الوفاء، و تفتّح عقل البشر و صار له نماء، و غذّت القلوب بالإيمان و سعد جميع الأحياء.

فهذا ما رتق من الخير بولادته و بان، فكيف لا يفرح و يتبسّم الزّمان؟؟

اصطنعه الله لنفسه، فخصه من بين عشيرته و قومه، فحلّاه كسوة الإيمان من قبل، و أرخى عليه رونق النبّوة الحلل، و عليه من خيره الفيّاض قد أسدل، فوسم بصفات النبوّة قبل مبعثه و كان له منها بعد مبعثه عظيم المنزل.


فضله بين العرب قبل مبعثه قد علم و تطاير، أقرّ له بذلك الموافق و المخالف النّكر، فقد شهد و أقرّ له بذلك أبو سفيان عند هرقل عظيم الروم بني الأصفر، و كان يومها أبو سفيان على ملّة الكفر، بل لقّب بينهم بألقاب الرفعة و الفخر، فاق في صفاته الشمس و القمر، بل كل من على الأرض من البشر، فهو محمّد الصادق الأمين الأغرّ، الذي لم يخالط فسق و لا فجور لا كبر، خلقه طيّب أزكى من نسيم العطر، و قد فاق في سعة صفاته و كثرة خصاله الحميدة البحر، سطّر التاريخ سيرته العطرة على صفحات من درر، و زبرت الأيام حياته فكانت من أنفس الجوهر، و حفظت أقواله و أفعاله بأفخر الحبر، و دوّن الناس ما له فكان من عظيم الأمر، فكان بحقّ فريد العصر، و وحيد الدهر، و جوهرة كلّ مصر، و شامة كلّ قطر، عليه من الله الصلاة و السلام من غير نقص و لا انقطاع و لا بتر.

قد جمعت فيه أجل صفات البشر، ثم كساه الله و برونق النبوة و ثوب الرسالة ستر، فهو الصادق في أقواله، المخلص في أفعاله، الكريم في طباعه، الحليم مع خصمه، الشجاع في إقدامه، الرفيق بقومه، العادل مع زوجاته، العابد لربّه، الشاكر لنعمه، المظهر لآلئه، العادل في حكمه، المنصف مع خصمه، المحب لصحبه.

عليه رونق النبوة ظهر و بان، فما فارقه منها شيء مطلق الزمان، فهو الصادق الصديق سيّد أهل العلم و العرفان، و المقدام قبة فلك الشجعان، و من جمع جميع خصال الإسلام و الإيمان، و خص بالدرجة الرفيعة في مقام الإحسان.

عليه من رونق النبّوة أستار، وجهه وضّاح و ثغره باسم بوقار، و حسن الأدب مطيّته باستمرار، و أعانة النّاس له شعار، و عليه من السكنية أنوار

هو محمّد صلى الله عليه و على آله و سّلم الأمين، شهد له بعظيم صفاته جميع المسلمين، و كل النبييّن المتقدّمين، بل قد أقرّ له بذلك الملحدين و الكفار و المستشرقين، و بذلك نطق بنو آدم المنصفين، فاجتمعوا و أجمعوا عن علم و يقين، على أنّه صلى الله عليه و على آله و سلّم سيّد الأوّلين و الآخرين، قبل النبوة و بعدها إلى يوم الدين، و ما عرف مثله الماضون، و لن يعرف نظيره الآتون.

بفضله السماء قــــــد نطقت ---------------- و بكبريائه الأرض قد تغنّـت

عظيمٌ أمّةٌ به الأمم افتخرت ---------------- من خُلقه جميع العقول حارت

عن منزلته الألسن قصرت ---------------- و لعالي مكانته النفوس علمت

بحسن سيرته الإنس اقتدت ---------------- و الجن على أثره قــد سارت

هو محمّد اسم على مسمّى فقد جمعت فيه خصال الحمد، و هو أحمد و قد كان أعظم الناس حمدا للفرد الصمد، و هو الماحي الذي محا الله به الشرك و للكفر أزهق و بدّد، و هو الحاشر الذي يحشر الناس على عقبيه من قرب و من بعد، و هو العاقب الذي ليس بعده نبيّ للأبد، و هذا ما صحّ من أسمائه عليه الصلاة و الصلاة و هي خمسة من جهة العدد.

هو سيّدنا صلى الله عليه و على آله و سلّم في خلقه، و إمامنا في عمله، و قدوتنا في قوله، و قائدنا في فعله، و معلّمنا من فضله، و مرشدنا إلى مرضاة ربّه، نزل عليه الوحي و هو متعبّد في غار حراء، فأشرقت الأرض بنور الشريعة الغرّاء، و الملّة الحنفية السمحاء، و العقيدة الصحيحة البيضاء، القيّمة المستقيمة الغير عوجاء، خاتم الرّسل و الأنبياء، و صفوة العابدين و الأولياء، جمعت فيه جميع خصال الصدق و الوفاء، و وقفت عند قدميه دقائق حسن الصحب و الإخاء، و سالت يده بالجود و الكرم و العطاء، و سبحت نفسه في أسمى معاني الخوف و الرّجاء، فاق في علوّه مقام الجوزاء، و تخلّف عن مقامه جميع العظماء، و خصّ بالمعراج و الإسراء.

لشرفه ذكر في التوراة و الإنجيل، و أيّد و نصر بروح القدس جبريل، و أثنى الله عليه الثناء العطر في التنزيل، فضله بان من غير تكلّف و لا تأويل، و مكانته لها ثبوت و تأصيل، لن تغيّر مطلقا و لن يلحقها تحويل، بيّن الله به الفروع و الأصول، هداية و إرشادا لكلّ من أراد الوصول، و لكل من نصح نفسه و الخير هدفه المأمول.

بعثه الله على حين فترة من الرّسل، و قد انقطع بالنّاس كلّ حبل، و تمزّقوا فما بقي لهم وصل، و ليس لهم شريعة صحيحة معتمدة لها التخاصم و إليها الفصل، قد انتشر فيهم الشرك و أطبق، و على رؤوسهم الظلم و التعصب المقيت قد خيّم و حلّق، و العرب و العجم في جهل عميق، و قد تاهوا في أودية الشرك و الكفر و الظلم السحيق، و من غير روية فيما بينهم تقاتلوا، و من غير حلم تقاطعوا و تهاجروا، فكانوا و على كثرتهم قبائلا متفرّقة، و بطونا فينا بينهم متناحرة، فذهبت قوّتهم أدراج الرياح، و العصبية بينهم نتن ريحها قد انتشر و فاح، و الدم فيما بينهم قد هتك و ساح، و الشر و الفتنة بريقها قد لاح.

فجاء البشير النّذير، و النبيّ الرّسول الكبير، و المجاهد النّحرير، فأشرقت الأرض بالأنوار، و رتقت السماء بالخير المدرار، و ربت الأرض بالصالحات الأزهار، و تفجّرت من بين يديه الخيرات، و توالت على البسيطة البركات، و تتابعت على العرب المسرّات، و تعاقبت عليهم النعم الظاهرات. قام فيهم داعيا، و للخير معلما، و للشرك محاربا، و للتوحيد مبيّنا، فجمعهم و قال بأعلى صوته: ((يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفحلوا، كلمة يخضع لكم بها العرب و العجم))، و يكون لكم معها الرفعة و يغرقكم الله في النعم. فجوبه عليه الصّلاة و السلام بالقوة و حورب، و اجتمعت قريش على عداوته و قطع النسب، بل عاندوا و كابروا و أشبعوه الشتم و السبّ، و عودي من عشيرته الأقرب فالأقرب، و لا تخفى عليكم قصة أبي لهب، و لكّنه عليه الصلاة و الله لربّه صبر، و من أجل تبليغ الرسالة سار و للمشاق كابد فذاق الحلو و المرّ، إلى أن أظهره الله على خصمه و نُصر، و أيّده بعظيم توفيقه و رفع له القدر.

جاء على حين فترة من المرسلين، و انقطاع النبيّين، و أيّده الله بالكتاب و القرآن، و به أقام و وضع الميزان، و كسر شوكة الظلم و الطغيان، و حرّق الأصنام و الأوثان، و حارب فأذلّ أمّة المجوس عبّاد النيران، و أخزى النصارى عبّاد الصلبان، و رغم أنف اليهود أهل الغضب و البطلان، علّمنا الدين و الإحسان، و أرشدنا للإسلام و الإيمان، و شرح لنا بسنّته الطريق التي رسمت في القرآن.

من أجل دين الله فارق الأرض و الوطن، و خرج مهاجرا إلى الله محتسبا الأجر مكابدا المحن ، فقدم إلى المدينة و بنى فيها اللّبنة الأولى للمجتمع الإسلامي، و وضع دعائمه المستمدّة من الوحي الربانّي، و عقد هناك لواء الدفاع و الجهاد، فكسر الله به الله شوكة الظلم و الكفر و العناد.

بالله عليكم أيّ كلمات نقولها في الّذي علّمنا الإيمان و التوحيد، و حارب و أزهق الشرك و التنديد، و دعا للحق جميع العبيد، و عرّفنا بأسماء و صفات المعبود، و أتحف بالهدى و العلم كل من في الوجود، به عرفنا الفرد الصمد، و نفينا عنه الصاحبة و الولد. فما أعظمه نبينا محمّد، دعانا لأشرف المقاصد، و بيّن لنا و رسم أعلا الموارد، علمنا الصدق و الإخلاص و كانت الأمّة في بحور الكذب و الشرك عائمة، و دعانا للهدى و الحق و الصلاح و الأمم في الباطل و الظلم و الفساد هائمة، رفع رايات العلم النافع فكانت لها قائمة، و مزّق ألوية الجهل القاتمة.

قام فينا للتوحيد داعيـــا ---------------- و للنفوس بالإيمان مزكيا

له العلا النبيّ المرضيا ---------------- دعا لله بالجهر و مخافيـا

من اتّبعه فازا و ما شقيا ---------------- و العذاب للعصاة مواليا

رغّبنا إلى الجنّة الباهيا ---------------- و رهّبنا من النّار العاتيا

بهدي الخليل إبراهيم قد تمسّك، و بين آثاره و صفاته قد شابك، و لطريقه و ملّته قد سلك.

فهو محمّد صلى الله عليه و على آله و سلّم، الزوج المثالي، و الوالد الرّؤوف الربّاني، و الصاحب الصادق في إخلاصه متفاني، هو العامل بجدّ مر اللّحظات و الثواني، بيّن حق الزوجات و كان أوّل من تحلّى بها، و أظهر حقوق المرأة و هو أوّل من أكرمها، و نشر حقوق الأبناء، و أذاع و أشاع حقّ الصحف و الأصدقاء.

هو الرمز لكل فضيلة، و هو الوسام الوضّاح لكل كبيرة، و هو الشامة لكل جميلة، و هو العلم لكلّ جليلة، بيده راية الأخلاق السامية، و بيمينه علم القيم العالية، وضع تحت قدميه الدار الفانية، و آثر عليها و طلب الدار الباقية.

محمّد عليه الصلاة و السّلام هو الإمام العابد، و التقيّ الورع الزاهد، عبد ربّه و شكر، و له أخلص الدين فما قصّر، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، فأبان لربّه الشكر و العبادة و لهما أظهر.

محمّد عليه الصلاة و السلام هو الإمام المتواضع، الذي لم يرد من الدنيا نصيب و لها الرأس لم يرفع، قد كان للملوك القصور المشيّدة، و الخيل و البغال المسوّمة، و الجحافل و الجيوش المؤيّدة، و الحرس و العسس المقيّدة، و الخدم و الحشم المعبّدة، و كل ذلك غايتهم، و نعيم الدنيا الزائل قصدهم، و عليه جمعوا نيّتهم، فضرب عليه الصلاة و السلام للتواضع أحسن مثال، و لزهده في الدنيا صار الوصول إلى مثله من المحال، كان – بأبي و أمي – يلبس القميص المرقوع، و يربط على بطنه الحجر من شدة الجوع، فلله درّه و نبيّنا المرفوع.

محمّد صلى الله عليه و على آله و سلّم هو نعم الصاحب لصاحبه، و نعم الصديق لصديقه، عاشر الصحابة فما سمعوا منه عيب، بل عامل الكفار و المشركين فما علموا له سبّ، فكان له مع أعدائه مطلق القدر من صغره إلى الشيب.

هو العابد المجاهد أحيا كلّ لياليه بالقيام، و ما أكثر ما زيّن نهاره بالصيام، الفارس في الميدان المقدام، رفع السيف بيده من أجل إعلاء كلمة التوحيد، و قاتل الكفار و المشركين و لهم مزّق الفؤاد و الحق بهم التشريد، كل ذلك لا من أجل نصيب دنيا، و لا من أجل حظ قليل له تمنّى، بل من أجل دين الله و شريعة الله و مصلحة لجميع خلق الله.

محمّد سبق الأنبياء الأقران، و عبد و حقّق جميع مقامات عبودية الرحمن، علّمنا السنّة و التوحيد و القرآن، و إكرام الضيفان، و الرفق بالإخوان، و برّ الأقارب و الأهل و الجيران.

خاض بسيفه من أجل تبليغ دين الله الغزوات، و عقد في بدر من أجل التوحيد الرايات، و كان له من الصحب في أحد محن و مصيبات، فقد كسروا رباعيته و شجّوا رأسه كفار قريش عليهم من الله اللّعنات، و لكن خرجوا منها بخالص الحسنات، و ما هان و ما استكان بل واصل الجهاد كاسرا لجميع الشوكات، مذللا لجميع العقبات، ملحقا الغزوة بالغزوة و السرّية بالسريّة مرّ الساّعات، إلى أن نصره الله و أكرمه بالفتح المبين الذي تفجّرت به الخيرات، فدخل مكّة عزيزا ظاهرا بعد أن خرج منها فارا بدينه عليه من الله جميع الصلوات. و لنا في جهاده عليه الصلاة و السلام الدروس و العبر النافعات، فما تعمّد قتل النفس و إراقة الدماء رغبة في الدنيا و جنيا للثروات، و إنّما إظهارا لدين الله و حصدا للنفوس الخبيثة المحبّة للكفر و المنكرات.

و قبل أن يغزو قوما يعدوهم للإسلام و يحذّر، و يبشّرهم و ينذر، و الطريق لهم رسم و سهّل و يسّر، فإذا عاندوا و و أظهروا الكبر، و أيقن أنّه لن ينفعهم عذر، سلّ في وجوهم سيفه و قطع لهم الدبر، فهذا هو الحق الوضاح فهل من معتبر !!!

محمّد صاحب اللّواء المعقود، و الحوض المورود، و الشفاعة العظمى، و الوسيلة الكبرى، أوّل من يشقّ على قبره، و أزكى من جلس تحت عرش ربّه، تخلّف الأنبياء و المرسلون عن الشفاعة الكبيرة، فقال – بأي هو و أمي – لنا لها فما أعظمها من جليلة.

له يوم القيامة بأرض المحشر، مطلق الرفعة و السيادة و القدر، و له بدار الجنّة و أرض المستقر، عالي المكانة في جنّات الفردوس كما في الخبر، أوّل من يدخل الجنّة و تفتح له أبوابها، بعد أن شفع لأمّته و أكرمها، جلس على مقاعد من نور تحت عرش ربّه، و من حوضه الطهور سقى أمّته.

محمّد عليه الصلاة و السلام الرّجل الأمّة، بشمسه الله كشف الظلمة، و أذهب عن الأرض الغمّة، و بدّد نيران النقمة، و أجزل به علينا عظيم النعمة، و أغرقنا في كبير المنّة، علّمنا الحق و السنّة، و أظهر لنا العلم و المعرفة و الحكمة، بُعث لكافة الناس بشيرا و نذيرا و رحمة.

محمّد عليه الصلاة و السّلام نبّئ بـ (اقرأ) و أرسل بـ (يا أيّها المدّثر)، فكان علما للعلم، و صرخا شامخا للعمل و الحلم، علّم النّاس و رفع عنهم الجهل، و دعاهم بقوله و فعله للعمل و كان نعم العامل الأوّل.

إنّ لمحمّد صلى الله عليه و على آله و سلم مدرسة قد أخرجت النّجباء، و تمخّضت بالحكماء، فلم يعرف نظيرها العقلاء، منها خرج أبو بكر الصديق، الخليفة كبير الإيمان و التصديق، و له مقام عالي التحقيق، المعروف بقوّة بصيرته و التدقيق، و منها خرج عمر بن الخطاب، الذي مزّق الباطل تمزيقا و صيّره كالسراب، و هي التي أثمرت بعثمان ذي النورين، المتصدق بجميع ماله مرتين، صاحب الهجرتين، و المقدّم في البيعتين، و منها خرج عليّ بن المطّلب، الذي ذهب به الشرف كلّ مذهب، و كسر الله على يديه الأوثان و النّصب. مدرسة أخرجت أجيالا من الصحب الكرام، و زفت لنا طيبا من الأقوال و الأفعال العظام.
مدرسة محكمة الأسس، لم يشهد مثلها الجن و الإنس، جمعت بين العرب و الروم و الفرس، نظمت في سلكها سلمان الفارسيّ، و بلال بن رباح الحبشيّ، و صهيب الرّومي، مدرسة جمعت بين العلم و العمّل، فكان للأمّة الرّيادة و السيّادة و الصفّ الأوّل، و نافست فسبقت جميع الدّول.

محمّد صلى الله عليه و على آله و سلّم النبيّ المجتبى، و الرسول المصطفى، إمام الأنبياء، و غرّة الأولياء، السالم من كل نقص يلحق البشر أو عيب، و الذي له جميع خصال الرفعة و الهيب، به تنزّلت الخيرات، و كشفت عن الأرض الظلمات، يغضب لله غضب البحر الخضمّ الهائج، و لكل ضعيف مكسور الخاطر بالرفق و الحلم قد عالج، دعا النّاس أجمعين لسوق الفلاح، و للطريق الموصل قد كشف و أشاح، فضله الله و رفع قدره فله حمد، و بما جاءنا من الهدى و النور نصحنا و العرب أسعد، وضع على ظهره روث الجزور، فصبر حتى أيّده الله و قطع به الشرك من مكّة و استأصله من الجذور، رفع الله به العرب لمقام العزّ، و لعرش الشيطان و الشرك و الباطل و البدع قد هزّ، زكّى الله بنوره النفوس، و أذل له العرب و الروم و الفرس، علّم العرب الطهارة و العفاف، و رغّبهم في الحلال من العيش و الكفاف، و هو القدوة الإمام، و قائدنا إلى دار السّلام.


هذا جزء سير من صفاته، و نزغ قليل من أخلاقه، فقد جمع ما تفرّق في غيره، و حوى ما خصّ به الأنبياء قبله، فسار على أثر إبراهيم الخليل، بل فاقه في الصفات و الخير الجزيل، فكلّ ما لإبراهيم من صفات الكمال، فهي ثابة لنبيّنا من غير نقص و لا إخلال

هذا هو النبيّ العربي، و الإمام الأمّة الأمّي، فاق كل عربي و عجمي.

هذا هو نبيّنا الحبيب، و ذلك هو رسولنا الأريب، و إمامنا القدوة النجيب، أحبته جميع القلوب السليمة، و رغبت إليه كل النفوس المستقيمة.

هذا هو نبيّنا الذي أهدى و نذر عمره للإسلام، و تعبت عن الإحاطة بسيرته و أخلاقه الأقلام، فريد جميع الأنام، و علم لا حدّ له من بين الأعلام.

صلى الله عليه و على آله و سلّم مرّ الزمان، و جزاه عنّا من خير ما يجازي به نبيا عن أمّته بإحسان، و رفع قدره بدعائنا في دار الجنان.
























موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc