قال الشيخ الشعراوي (( أن الله في كل مكان ! - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قال الشيخ الشعراوي (( أن الله في كل مكان !

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-02-09, 15:06   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة

قد اجبت ايتها الحشوية الصغيرة ، ولا داعي لكثرة الكتابة والتنميق والتدليس والكذب والافتراء على اهل السنة والجماعة. ادرجي ايتها الحشوية الصغيرة، هل عجز رجالكم عن الكلام ؟؟؟
لم تجب يا متمشعر الكبير بل هروب من سؤال لان ليس لديك جواب وعجزت ..ومازلت أنتظر الجواب
لكن من الكتاب والسنة وليس من خرطي وتفلسيف المعطلة
أين الله جل وعلا؟
لو لا حظت في موضوعي الاول عن شيخ الاشعرية كتبت
اقتباس:
.للامانة العلمية وحفظ اصحابها واخواننا الافاضل سنكرر من الارشيف اخواننا ان شاء الله
اما الرجال يوجد والحمد لله ما هذا إلا بفضلهم بارك الله فيهم ويوجد هنا في المنتدى الكثير من إخواني فلا تحول الموضوع عن مساره لا همك حق ولا شئ سوى التباهي وتفلسف هنا وهناك عجزت فلا تفلسف عنا لاننا ليس نحن هنا للهو والحمد لله سيدخل العامة وسيرون من هو كلامه مدجج بكتاب الله ورسوله
يا قومنا والله إن لقولنا‎ ‎ألفا تدل عليه بل ألفان

عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الأ‎ ‎ولى وذوق حلاوة القرآن

كل يدل بأنه سبحانه‎ ‎فوق السماء مباين الأكوان

أترون أنا تاركون ذا كله‎ ‎لجعاجع التعطيل والهذيان









 


قديم 2013-02-09, 15:15   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


بيان مخالفة متأخري الأشاعرة للأشعري وكبار أصحابه:


33-حاول هذا الجهمي الإنتساب لأبي حسن الأشعري بل وزعم أنه يقولون بما في كتاب الإبانة الخيالي(لا الحقيقي الموجود بين أيدينا اليوم) فقال:
قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى ( التبيين ص/388 ) :
( بل هم ـ يعني الأشاعرة ـ يعتقدون ما فيها ـ أي الإبانة ـ أسدّ اعتقاد , ويعتمدون عليها أشدّ اعتماد , فإنهم بحمد الله ليسوا معتزلة ولا نفاة لصفات الله معطلة , لكنهم يثبتون له سبحانه ما أثبته لنفسه من الصفات , ويصفونه بما اتصف به في محكم الآيات , وبما وصفه به نبيّه صلى الله عليه وسلم في صحيح الروايات , وينزهونه عن سمات النقص والآفات ) اهـ . وهذا الذي قاله الحافظ ابن عساكر منطبق على كتاب الإبانة الذي ألفه الإمام , أما ما يوجد اليوم في أيدي الناس منها فلا ثقة به ولا يصح أن يمثل ـ في الغالب ـ اعتقاد الإمام أو الأشاعرة كما أثبتنا ذلك , إلا فيما وافق قول الكافة .





أقول:
وهذا الكلام الذي نقلته عن ابن عساكر لأقوى رد على تمسحكم بالإمام الأشعري فأنتم تقولون بالتحريف أو التعطيل بخلاف الأشعري الذي يقول بالإثبات كما ترى من كلام ابن عساكر وهذا الذي نقله ابن عساكر عن الأشعري هو قول أهل السنة السلفيين الذين وصفتموهم بالحشوية وغيرها من الألقاب التنفيرية.
ولا بد أن تعلم أيضا أن الأشعري وكبار أصحابه كأبي الحسن الطبري ,وأبي عبد الله بن مجاهد الباهلي ,ثم من بعدهم كأبي بكر الباقلاني وأبي إسحاق الإسفرائيني ,لم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية لله تعالى التي في القرآن كاليدين والعينين والاستواء ونحوها بخلاف متأخري الأشاعرة(جهمية العصر) من أتباع الرازي والجويني وأبي حامد ونحوهم الذين تناولوها بالتحريف تارة وبالتعطيل تارة فانقسموا إلى طائفتين متضاربتين (الأشاعرة المفوضة والأشاعرة المؤولة) وكلا الطائفتين تلعن أختها كما سبق بيانه أعلاه!!!!.
قال أبو عباس أحمد بن ثابت الطرقي الخافظ صاحب كتابف((اللوامع في الجمع بين الصحاح والجوامع)) في بيان مسألة الإستواء من تأليفه((ورأيت هؤلاء الجهمية-يشير إلى متأخري الأشاعرة- ينتمون-في نفي العرش,وتعطيل الإستواء-إلى أبي الحسن الأشعري,وما هذا بأول باطل ادعوه,وكذب تعاطوه,فقد قرأت في كتابه الموسوم ب(الإبانة في أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكر على إثبات الاستواء,وقال في جملة ذلك((ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم,يقولون جميعا: يا ساكن العرش)) ثم قال((ومن حلفهم جميعها قولهم: لا والذي احتجب بسبع سماوات ))(11)

وأعظم حجة على مخالفة الأشاعرة للأشعري : أن إيراد الأشعري التأويلات الأعتزالية كقولهم ( استوي ) أي استولي انما كان على سبيل الإنكار لا الاستحسان . ويدل عليه قوله (فان قيل : قد أنكرتم قول المعتزلة) (12).
وبهذا يرد على من زعموا أن المعتزلة وافقت أهل السنة في تأويل الاستواء بالاستيلاء والنزول بنزول الرحمة واليد بالقدرة وكتاب تبيين كذب المفتري الذي يحتج به متأخري الأشاعرة اعظم حجة عليهم .
الحجة الثانية : ذكر الحافظ ابن عساكر في تبيينه أن المعتزلة قالت استوي أي استولي وأن المشبهة قالت استوي بذاته بحركة وانتقال . ثم قال كلمة تهتك ستر الكذابين ، قال " فسلك أبو الحسن طريقاً وسطاً بينهما " (13) ، وإنما ذكرت ذلك لتبيين كذب المفتري فيما نسبه إلى أبي الحسن الأشعري من موافقة المعتزلة في تأويل الاستواء بالاستيلاء !!
وسرد الذهبي عقيدة الأشعري وخروجه عن التأويل الذي كان عليه المعتزلة ، وقول الذهبي هذا دليل على ان المعتزلة كانوا ينفون الصفات بطريقة التأويل (14).

غير أن المنتسبين إلى الأشعري في العصر الحالي يجهلون نهاية حاله رحمه الله من إثبات ما أثبته الله ورسوله . ويجهلون حقيقة مهمة وهي أن طريقة ووسيلة المعتزلة في نفي الصفات إنما كانت في التأويل ، فلما جهلوا ذلك تبنوا تأويلات المعتزلة ودافعوا عنها معتقدين أنها تاويلات أهل السنة بينما هي عين تأويلات المعتزلة .
وظنوا أن المعتزلة كانوا ينفون الصفات وهذا غير صحيح وإنما كانوا يقولون ما يقوله كثيرون اليوم : نؤمن بهذه الصفات لكننا نعتقد أن ظاهرها غير مراد (15).

ولذلك نقل أبو الحسن الأشعري لنا تأويلاتهم فقال :
" قالت المعتزلة : نزول الله معناه نزول آياته أو نزول الملك بأمره " (16).
وفي ذلك دليل على ان المعتزلة كانوا يعتمدون التأويل فإنه لما ترك أبو الحسن الأشعري الاعتزال ترك معه التأويل . واعتبر تأويل المعتزلة إنكارا لصفات الله . فأعرض عن طريقتهم وأعلن في كتابه الابانة أنه على ما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل ، وهذا الكتاب الذي لا يزال يتجاهله من ينتسبون للأشعري إلى اليوم .
قال " وقالت المعتزلة ( الرحمن على العرش استوي ) يعني استولي (17).



من الأدلة على مخالفة الأشاعرة للأشعري :


قال ابو الحسن الاشعري " وقالت المعتزلة : نزول الله معناه نزول آياته أو نزول الملك بأمره(18) وذكر الأشعري والجويني وابن خزيمة أن فرعون " كذب موسي في قوله : إن الله سبحانه فوق السموات "(19).
أما الماتريدية والأشاعرة فقد ذهبوا إلى نفس تأويل المعتزلة كالرازي والأيجي والجويني وشراح الجوهرة (20) . وهذا هو تأويل بشر المريسي عينه وهو والد المعتزلة ومؤسسهم حيث قال بأن نزول الله عبارة عن نزول أمره أو نزول رحمته (21).
واعترف ابن فورك أن المتأخرين من الأشاعرة ذهبوا إلى تأويل الاستواء بالقهر والغلبة خلاف قول الاشعري والمتقدمين من أصحابه وأعتبر أبو منصور البغدادي أن قول المعتزلة ( استوي: أي استولي ) قولاً فاسداً باطلاً .(22)
قال الأشعري " وقالت المعتزلة : يد الله بمعني نعمة الله " وقال أبو منصور البغدادي : " وقالت المعتزلة يد الله معناه : قدره الله قال : وقولهم باطل " (23) . وقال " وقال القدرية " (24)يد الله أي قدرته " وقولهم باطل : قا ل" وزعم الجبائي من المعتزلة أن يد الله بمعني النعمة " وهذا خطأ " (25).
وذكر الاشعري أن الجبائي – من المعتزلة – لا يجوز عنده أن يوصف الله بالفوقية ، فإن وجد في القرآن ما يثبت الفوقية فهو مؤول بالقهر والاستيلاء وان الله مسئول على العباد " (26).


(استفدت هاهنا من كتاب(الأشاعرة في ميزان أهل السنة) لفيصل جاسم ,وموسوعة أهل السنة في نقد الأحباش لدمشقية)).

يتبع....
----------------------------------------------------------
(1) طبقات الفقهاء الشافعيين(1/210) ونقله عنه المرتضى الزبيدي في إتحاف سادة المتقين (2/4),ولم يتعقبه.
(2) سير أعلام النبلاء(15/86)
(3) كتاب العرش للذهبي(ص302-303).
(4) مجموع الفتاوى(3/228).
(5) غرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة واللباب (ص385-386).
(6) نقض التأسيس(ص90-91) .
(7) سير أعلام النبلاء(14/198).
(8) العلو(ص205).
(9) نقص التأسيس(ص123).
(10)درء التعارض(10/248).
(11)نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس(ص87-88),وابن درباس في((رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري))ص111.
(12) تبيين كذب المفتري 157 – 158 .
(13) تبيين كذب المفتري ص 150
(14) سير أعلام النبلاء 18 : 284 .
(15) متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار المعتزلي ص 19 .
(16) مقالات الإسلاميين 291 تبيين كذب المفتري 150 .
(17) مقالات الإسلاميين 157 و 211 رسالة الأشعري إلى أهل الثغر ص 233 –234 التبيين لأبن عساكر 150 وأنظر رسائل العدل والتوحيد لمجموعة من المعتزلة 1 / 216 وشرح الأصول الخمسة 226 ومتشابعه القرآن 72 للقاضي عبد الجبار .
(18) مقالات الإسلاميين 291 وأنظر تبيين كذب المفتري لأبن عساكر 150 .
(19) الإبانة 106 رسالة في إثبات الاستواء والفوقية 1 / 177 ضمن المنيرية والتوحيد لأبن خزيمة 114 .
(20) أساس التقديس :162 ومشكل الحديث 98 – 99 والمواقف 298 والإرشاد 156 وجوهرة التوحيد 93 .
(21) أنظررد عثمان بن سعيد علي بشر المريسي العنيد 20 وشرح الأصول الخمسة 229 ومتشابه القرآن للقاضي عبد الجبار 121 .
(22) الأسماء والصفات 3 / 152 – 153 تحقيق الأحباش .
(23) مقالات الإسلاميين 157و 167 و 211 و 195 و 218 و 291 . الإبانة 95 تبيين كذب المفتري 150 وأصول الدين 110 وأنظر شرح الأصول الخمسة 228 ومتشابه القرآن 231 للقاضي عبد الجبار المعتزلي .
(24) والقدرية هم المعتزلة .
(25) أصول الدين 110- 111 .
(26) مقالات الإسلاميين 532 .









قديم 2013-02-09, 15:17   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

-الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:


قال قيس بن أبي حازم: (لما قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره، فقالوا: يا أمير المؤمنين لو ركبت برذوناً تلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر: لا أراكم ههنا، إنما الأمر من ههنا وأشار بيده إلى السماء، خلوا سبيل جملي)[1].
وفيه تحقيق علو الله تعالى وأنه في السماء، وفيه جواز الإشارة إليه في السماء.



2-ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنه



عن عطاء: عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز وجل {تجري بأعيننا} القمر14، قال: أشار بيده إلى عينيه[2].

وهذا تحقيق لصفة العين لله تعالى. وليس في إشارة ابن عباس رضي الله عنه إلى عينه تمثيل عين الله تعالى بعين المخلوق إنما أراد تقريب الفهم إلى أذهان وإثبات صفة العين لله تعالى وإلا فالخلق مفطورون على تنزيه الله تعالى عن المماثلة والمشابهة بخلقه فلم يكن في أذهان السلف شيء إسمه التشبيه ألبتة إلا أن جاء الجهمية وأضرابهم من أهل الكلام وشبهوا الله بخلقه ابتداءا في أذهانهم ثم هربوا بهذا التشبيه إلى التعطيل أو التحريف فأصلوا وقعدوا البدع والمحدثات فتناقضوا وتفرقوا إلى أقسام متناحرة فيما بينها .

3- الإمام التابعي ربيعة بن عمرو الخرشي (64هـ)



قال في قول الله تعالى: {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} الزمر67، قال: (ويده الأخرى خلو ليس فيها شيء)[3].
وهذا ظاهر في إثبات حقيقة اليد لله، وأنها ليست النعمة أو القدرة.

4-الإمام التابعي حكيم بن جابر بن طارق بن عوف الأحمسي (82 هـ)


قال: (إن الله تبارك وتعالى لم يمس بيده من خلقه غير ثلاثة أشياء خلق الجنة بيده ثم جعل ترابها الورس والزعفران وجبالها المسك وخلق آدم بيده وكتب التوراة لموسى)[4].

وفيه تحقيق صفة اليد التي من شأنها المسيس.

5 -زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (93 هـ)



قال مستقيم: قال كنا عند علي بن حسين ،قال: فكان يأتيه السائل، قال: فيقوم حتى يناوله، ويقول: إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، قال: وأومأ بكفيه)[5].

وفيه تحقيق صفة اليد لله تعالى.


6- التابعي العابد خالد بن معدان الكلاعي الحمصي (103 هـ)


قال: (إن الله عز وجل لم يمس بيده إلا آدم صلوات الله عليه خلقه بيده، والجنة، والتوراة كتبها بيده)[6].


7-عكرمة أبو عبد الله مولى بن عباس (104 هـ)



قال: (إن الله عز وجل لم يمس بيده شيئا إلا ثلاثا : خلق آدم بيده ، وغرس الجنة بيده ، وكتب التوراة بيده)[7].


8- الإمام التابعي عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة (117 هـ)



قال نافع بن عمر الجمحي: (سألت ابن أبي مليكة عن يد الله: أواحدة أو اثنتان؟ قال: بل اثنتان)[8].

وفيه إثبات حقيقة اليد لله عز وجل، وإبطال حملها على المجاز والقول بأنها النعمة أو القدرة.


9- الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (150 هـ)


قال: (لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه)[9] اهـ.

وقال أيضاً: (وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: يده قدرته أو نعمته، لأن فيه إبطال الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال)[10] اهـ.

وقال أيضاً في إثبات النزول لله: (ينزل بلا كيف)[11] اهـ.

وفيه إثبات أن الرضى والوجه واليد ونحوها صفات لله تعالى غير مؤولة.


-10 عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون (164 هـ)



قال بعدما ذكر جملة من صفات الله تعالى: (إلى أشباه هذا مما لا نحصيه، وقال تعالى {وهو السميع البصير} الشورى11، و{اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} الطور 48، وقال تعالى {ولتصنع على عيني} طه 39، وقال تعالى {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} ص75، وقال تعالى {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} الزمر67، فوالله ما دلهم على عظم ما وصفه من نفسه، وما تحيط به قبضته، إلا صغر نظيرها منهم عندهم)[12] اهـ.

فقوله "فوالله ما دلهم على عظم ما وصفه من نفسه، وما تحيط به قبضته، إلا صغر نظيرها منهم عندهم" صريح في أن ما أثبته الله تعالى لنفسه من الصفات حق على حقيقته، وأن أصل ما وُصف به ربنا من الصفات هو نظير ما وصف به المخلوق في أصل معنى الصفة لا في الحقيقة.



11-الإمام حماد بن زيد (179 هـ)



سأل بشر بن السري حماد بن زيد فقال: يا أبا إسماعيل الحديث الذي جاء: "ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا" قال: (حق، كل ذلك كيف شاء الله)[13] اهـ.

وقوله "حق" ظاهر في إثبات حقيقته، لأنه سؤال عن إمرار ما دل عليه ظاهره وإثباته صفة لله، لا عن ثبوته في نفس الأمر، وإلا لكان الجواب: هو صحيح، ونحو ذلك. كما أن قوله "كيف شاء الله" دال أيضاً على أن نزول الرب على حقيقته لغة، إلا أننا لا نعلم كيفيته. ولو لم يكن على حقيقته لما قال "كيف شاء الله". بل يقول: هو نزول أمره، أو رحمته.

وقال أيضاً: (مثل الجهمية مثل رجل قيل له: في دارك نخلة؟ قال : نعم. قيل: فلها خوص؟ قال: لا. قيل: فلها سعف؟ قال: لا. قيل: فلها كرب؟ قال: لا. قيل: فلها جذع؟ قال: لا. قيل: فلها أصل؟ قل: لا. قيل: فلا نخلة في دارك.

هؤلاء الجهمية قيل لهم: لكم رب يتكلم؟ قالوا: لا. قيل: فله يد؟ قالوا: لا. قيل: فيرضى ويغضب؟ قالوا: لا. قيل: فلا رب لكم)
[14] اهـ.

12- الفضيل بن عياض (187هـ)


قال الفضيل بن عياض: (وكل هذا النزول، والضحك، وهذه المباهاة، وهذا الإطلاع، كما يشاء أن ينزل، وكما يشاء أن يباهي، وكما يشاء أن يضحك، وكما يشاء أن يطلع، فليس لنا أن نتوهم كيف وكيف، فاذا قال الجهمى: أنا أكفر برب يزول عن مكانه. فقل: بل أومن برب يفعل ما يشاء )[15] اهـ.

وفيه أن النزول على حقيقته في اللغة، إذ لو كان مجازاً ولم يكن صفة لله تعالى على الحقيقة، لما اعترض الجهمي على إثباته بكونه يستلزم الزوال الذي هو من لوازم حقيقة المخلوق، وهذا بظنهم الفاسد، وإلا فإنه لا يلزم في حق الخالق ما يلزم في حق المخلوق. وسيأتي تقرير هذا الأصل في الفصل السادس.



-13 الإمام محمد بن إدريس الشافعي القرشى (204 هـ)



قال يونس بن عبد الأعلى المصري: سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما ينبغي أن يؤمن به فقال: (لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم .... - إلى أن قال: ونحو ذلك أخبار الله سبحانه وتعالى إيانا أنه سميع، وأن له يدين بقوله {بل يداه مبسوطتان} المائدة64، وأن له يميناً بقوله {والسموات مطويات بيمينه}الزمر67، وأن له وجهاً ... – ثم ذكر صفة القدم، والضحك، والنزول، والعينين، والرؤية، والأصابع، ثم قال:

فإن هذه المعاني التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم مما لا يُدرك حقيقته بالفكر والروية، فلا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها، فإن كان الوارد بذلك خبراً يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته، والشهادة عليه كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يثبت هذه الصفات وينفي التشبيه، كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى11)[16]اهـ.

فتأمل قوله: "وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته" أي حقيقة اتصاف الله به.


14-الإمام الحافظ يحيى بن معين (233 هـ)



قال يحيى بن معين: (إذا سمعت الجهمي يقول: أنا كفرت برب ينزل. فقل: أن أؤمن برب يفعل ما يريد)[17] اهـ.

فبين أن النزول فعل الرب، لا فعل ملك، ولا غيره.



-15 إمام أهل السنة أحمد بن حنبل (241 هـ)

قال حنبل بن إسحاق : (قلت لأبي عبد الله : ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم. قلت: نزوله بعلمه أم بماذا؟ قال: فقال لي: اسكت عن هذا، وغضب غضباً شديداً، وقال: مالك ولهذا؟ أمض الحديث كما روي بلا كيف)[18] اهـ.

وقال حنبل: (سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تُروى أن الله سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا، وأن الله يُرى، وأن الله يضع قدمه، وما أشبه هذه الأحاديث.
فقال أبو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى، ولا نرد منها شيئاً، ونعلم أن ما جاء به رسول الله حق إذا كانت أسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وقال حنبل في موضع آخر عن أحمد: ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف نفسه، قد أجمل الله الصفة فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء، وصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه. قال: فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، ولا نتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه بما وصف به نفسه، ولا نتعدى ذلك، ولا يبلغ صفته الواصفون، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته بشناعة شنعت، وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضعه كنفه عليه فهذا كله يدل على أن الله سبحانه وتعالى يرى في الآخرة)[19] اهـ.

ومراد الإمام أحمد بشناعة من شنع: الجهمية ومن شاكلهم من أصناف المعطلة الذي ينكرون حقائق الصفات لله تعالى، ويفهمون منها ما يُعلم من حقيقة صفة المخلوق، ويُلزمون صفة الله تعالى ما يَلزم من صفة المخلوق، وينسبون من أثبتها إلى التشبيه، فبين رحمه الله أن تشنيعهم هذا لا يمنع من إثباتها على حقيقتها اللائقة بالله تعالى، مع نفي مماثلتها لصفة المخلوق.

واستدلاله أيضاً رحمه الله بهذه الصفات على إثبات رؤية الله تعالى دال على أن الصفات حقيقة على ظاهرها، وإلا لو كانت مجازات لم يكن فيها دلالة على رؤية الله.

وقال أيضاً في إنكاره على من تأول الضحك لله بضحك الزرع: (قال المروذي: سألت أبا عبد الله عن عبد الله التيمي فقال: صدوق وقد كتبت عنه من الرقائق، ولكن حكي عنه أنه ذكر حديث الضحك فقال: مثل الزرع، وهذا كلام الجهمية)[20] اهـ.

وهذا صريح منه كما ترى في أن تأويل الصفات على هذا النحو هو قول الجهمية، وأن الصفة على حقيقتها، لا تطلب لها المعاني المجازية.

وقال يوسف بن موسى: (قيل لأبي عبد الله: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء من غير وصف؟ قال: نعم)[21] اهـ.

وهذا صريح أيضاً في إثبات النزول الحقيقي لله لا المجازي، كالقول بأنه نزول ملك أو نزول أمره. ولذلك قال عن نزوله (كيف شاء).

وقال في كتابه "الرد على الجهمية والزنادقة" في "باب بيان ما أنكرت الجهمية من أن يكون الله كلم موسى": (قال أحمد رضى الله عنه فلما خنقته الحجج قال: إن الله كلم موسى، إلا أن كلامه غيره. فقلنا: وغيره مخلوق؟ قال: نعم. فقلنا: هذا مثل قولكم الأول، إلا أنكم تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرون. وحديث الزهري قال: "لما سمع موسى كلام ربه قال: يا رب هذا الذي سمعته هو كلامك؟ قال: نعم يا موسى هو كلامي، إنما كلمتك بقوة عشرة آلاف لسان، ولي قوة الألسن كلها، وأنا أقوى من ذلك، وإنما كلمتك على قدر ما يطيق بدنك، ولو كلمتك بأكثر من ذلك لمت.

قال: فلما رجع موسى إلى قومه قالوا له: صف لنا كلام ربك؟ قال: سبحان الله وهل أستطيع أن أصفه لكم. قالوا: فشبِّهه؟ قال: هل سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل في أحلى حلاوة سمعتموها فكأنه مثله
[22])[23] اهـ.

وليس أبْيَنَ من هذا في أن الله يتكلم حقيقة بصوت عظيم لائق به لا يشبه أصوات الخلق.


16- الإمام إسماعيل بن يحيى المزني المصري الشافعي (264 هـ)


قال في "شرح السنة" له: (عالٍ على عرشه في مجده بذاته، وهو دانٍ بعلمه من خلقه .... ))إلى أن قال حاكياً الإجماع على هذا: هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى، وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضى ....)[24].

فتأمل حكايته الإجماع على أن الله عز وجل قد علا عرشه بذاته ونفسه، وهذا تحقيق لصفة الاستواء على العرش، وهو علوه عليه وارتفاعه.



-17 الإمام الحافظ محمد بن عيسى الترمذي أبو عيسى (279 هـ)



قال في سننه في الصفات: (وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا ويُؤمن بها، ولا يُتوهم، ولا يُقال كيف؟ هكذا رُوي عن مالك، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالوا: هذا تشبيه)[25] اهـ.

ومعلوم أنه لو لم يُثبت السلف الصفات كالنزول وغيرها على الحقيقة، وأنها صفات الله، لم يكن لاتهام الجهمية لهم بالتشبيه معنى ولا كان تفويضه للكيفية فائدة.



-18 الإمام العلامة الحافظ الناقد عثمان بن سعيد الدارمي (280 هـ)



قال في "الرد على المريسي" في تحقيق نزول الله بنفسه: (فادعى المعارض أن الله لا ينزل بنفسه إنما ينزل أمره ورحمته ... إلى أن قال: وهذا أيضاً من حجج النساء والصبيان ومن ليس عنده بيان)[26] اهـ.

وقال في تحقيق صفة اليد لله عز وجل: (وإلا فمن ادعى أن الله لم يَلِ خلق شيء صغير أو كبير فقد كفر. غير أنه ولي خلق الأشياء بأمره، وقوله، وإرادته. وولي خلق آدم بيده مسيساً)[27] اهـ.

وهذا صريح في إثبات حقيقة اليد لله تعالى.

وقال في تحقيق إتيان الله بنفسه يوم القيامة: (وادعيت أيها المريسي في قول الله تعالى {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك} الأنعام158، وفي قوله {إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} البقرة210، فادعيت أن هذا ليس منه بإتيان لما أنه غير متحرك عندك، ولكن يأتي يوم القيامة بزعمك، وقوله {يأتيهم الله في ظلل من الغمام} البقرة210، ولا يأتي هو بنفسه)[28] اهـ.

وقال في الرد على تأويلات المريسي : (فيقال لك أيها المريسي المدعي في الظاهر لما أنت منتف في الباطن: قد قرأنا القرآن كما قرأت، وعقلنا عن الله أنه ليس كمثله شيء، وقد نفينا عن الله ما نفى عن نفسه، ووصفناه بما وصف به نفسه فلم نعده، وأبيت أن تصفه بما وصف به نفسه، ووصفته بخلاف ما وصف به نفسه.

أخبرنا الله في كتابه أنه ذو سمع، وبصر، ويدين، ووجه، ونفس، وكلام، وأنه فوق عرشه فوق سماواته، فآمنا بجميع ما وصف به نفسه كما وصفه بلا كيف. ونفيتها أنت عنه كلها أجمع بعمايات من الحجج، وتكييف، فادعيت أن وجهه: كله، وأنه لا يوصف بنفس، وأن سمعه: إدراك الصوت إياه، وأن بصره: مشاهدة الألوان كالجبال والحجارة والأصنام التي تنظر إليك بعيون لا تبصر، وأن يديه: رزقاه موسعه ومقتوره، وأن علمه وكلامه مخلوقان محدثان. وأن أسماءه مستعارة مخلوقة محدثة، وأن فوق العرش منه مثل ما هو أسفل سافلين، وأنه في صفاته كقول الناس في كذا وكقول العرب في كذا، تضرب له الأمثال تشبيهاً بغير شكلها، وتمثيلاً بغير مثلها، فأي تكييف أوحش من هذا إذا نفيت هذه الصفات وغيرها عن الله تعالى بهذه الأمثال والضلالات المضلات؟
)[29] اهـ.

ما أروعه من كلام وأبينه من حجة في إثبات السلف للصفات حقيقة لا مجازاً.



-19 الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (310 هـ)



قال بعد ذكره لجملة من صفات الله تعالى: (فإن قال لنا قائل: فما الصواب في معاني هذه الصفات التي ذكرت، وجاء ببعضها كتاب الله عز جل ووحيه، وجاء ببعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قيل: الصواب من هذا القول عندنا: أن نثبت حقائقها على ما نعرف من جهة الإثبات ونفي التشبيه، كما نفى عن نفسه جل ثناؤه فقال {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} الشورى11، . ..) إلى أن قال: (فنثبت كل هذه المعاني التي ذكرنا أنها جاءت بها الأخبار والكتاب والتنزيل على ما يُعقل من حقيقة الإثبات، وننفي عنه التشبيه فنقول:

يسمع جل ثناؤه الأصوات، لا بخرق في أذن، ولا جارحة كجوارح بني آدم. وكذلك يبصر الأشخاص ببصر لا يشبه أبصار بني آدم التي هي جوارح لهم.

وله يدان ويمين وأصابع، وليست جارحة، ولكن يدان مبسوطتان بالنعم على الخلق، لا مقبوضتان عن الخير. ووجه لا كجوارح بني آدم التي من لحم ودم.

ونقول: يضحك إلى من شاء من خلقه. لا تقول: إن ذلك كشر عن أنياب.

ويهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا.)[36] اهـ.

وقال بعد أن أبطل تفسير المعطلة لمجيء الله: بمجيء أمره: (فإن قال لنا منهم قائل: فما أنت قائل في معنى ذلك؟

قيل له: معنى ذلك ما دل عليه ظاهر الخبر، وليس عندنا للخبر إلا التسليم والإيمان به، فنقول: يجيء ربنا جل جلاله يوم القيامة والملك صفاً صفاً، ويهبط إلى السماء الدنيا وينزل إليها في كل ليلة، ولا نقول: معنى ذلك ينزل أمره، بل نقول: أمره نازل إليها في كل لحظة وساعة، وإلى غيرها من جميع خلقه الموجودين ما دامت موجودة. ولا تخلو ساعة من أمره فلا وجه لخصوص نزول أمره إليها وقتاً دون وقت، ما دامت موجودة باقية.

وكالذي قلنا في هذه المعاني من القول: الصواب من القيل في كل ما ورد به الخبر في صفات الله عز وجل وأسمائه تعالى ذكره بنحو ما ذكرناه
)[37] اهـ.



20- إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة (311 هـ)



قال في "كتاب التوحيد" في إثبات حقيقة الوجه لله: (ولما كان الوجه في تلك الآية مرفوعة، التي كانت صفة الوجه مرفوعة، فقال: {ذو الجلال والإكرام} الرحمن27، فتفهموا يا ذوي الحجا هذا البيان، الذي هو مفهومٌ في خطاب العرب، ولا تغالطوا فتتركوا سواء السبيل، وفي هاتين الآيتين دلالة أن وجه الله صفة من صفات الله، صفات الذات، لا أن وجه الله: هو الله، ولا أن وجهه غيره، كما زعمت المعطلة الجهمية، ...)[38] اهـ.

وقال في بيان حقيقة صفة اليدين: (الجهمية المعطلة جاهلون بالتشبيه نحن نقول: لله جل وعلا يدان كما أعلمنا الخالق البارئ في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونقول: كلتا يدي ربنا عز وجل يمين، على ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ونقول: إن الله عز وجل يقبض الأرض جميعاً بإحدى يديه، ويطوي السماء بيده الأخرى، وكلتا يديه يمين، لا شمال فيهما، ونقول: من كان من بني آدم سليم الأعضاء والأركان، مستوي التركيب، لا نقص في يديه، أقوى بني آدم، وأشدهم بطشاً له يدان عاجز عن أن يقبض على قدر أقل من شعرة واحدة، من جزء من أجزاء كثيرة، على أرض واحدة من سبع أرضين .... – إلى أن قال: فكيف يكون - يا ذوي الحجا - من وصف يد خالقه بما بينا من القوة والأيدي، ووصف يد المخلوقين بالضعف والعجز مشبهاً يد الخالق بيد المخلوقين؟ ...- إلى أن قال: نقول: لله يدان مبسوطتان، ينفق كيف يشاء، بهما خلق الله آدم عليه السلام، وبيده كتب التوراة لموسى عليه السلام، ويداه قديمتان لم تزالا باقيتين، وأيدي المخلوقين محدثة غير قديمة، فانية غير باقية، بالية تصير ميتة ، ثم رميماً ،ثم ينشئه الله خلقاً آخر تبارك الله أحسن الخالقين، فأي تشبيه يلزم أصحابنا - أيها العقلاء - إذا أثبتوا للخالق ما أثبته الخالق لنفسه، وأثبته له نبيه المصطفى r، ..)[39] اهـ.

فتأمل ذكره لما اتصفت به يد الله تعالى من الكمال والعظمة، مما تعجز عنه يد المخلوق، الأمر الذي ينبؤك أن صفة اليدين لله تعالى على الحقيقة لا على المجاز، كما هي في المخلوق حقيقة لا مجاز.

وقال في تحقيق صفة النزول لله بعد أن ذكر الأدلة من السنة: (وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح : أن الله جل وعلا فوق سماء الدنيا، الذي أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه ينزل إليه، إذ محال في لغة العرب أن يقول : نزل من أسفل إلى أعلى ، ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل)[40] اهـ.

الملاحظة الثانية :أن هذا الجهمي الناقل لهذه الأقوال متناقض أشد التناقض, ولا يقف على مذهب واحد بل يرقص على مذهبين متناقضين فتارة يشيد بالتعطيل(التفويض)) وينصر ذلك بأقوال بعض السلف التي يفسرها على غير وجهها ويحملها على غير سياقها وهذا منه غير مستغرب فالرجل حرف صفات الله تعالى فكيف لا يحرف كلام البشر - كما سبق بيانه عند الكلام على معنى قول السلف((أجروها على ظاهرها)) -وهاهو الآن الجهمي نفسه الذي كان ينصر التعطيل(التفويض)) ينقل أقوال الأشاعرة المؤولة ومن وقع في أخطاءهم في التأويل(التحريف)) لينصر بذلك مذهب التحريف(التأويل) فتبين بهذا أن الجهمي لا هو مؤول ولا هو مفوض بل مجادل بالباطل همه الطعن في مخالفه ومحاولة إطفاء نور الحق بشتى الطرق الممكنة ولو بالرقص على مذهبين متناقضين كما بينا آنفا عند الكلام عن تناقض الأشاعرة وطعنهم في بعضهم البعض(طعن المؤولة في المفوضة))) وسيأتي رد المفوضة على المؤولة من باب الإنصاف!

الملاحظة الثالثة :أن الجهمي احتج بأقوال علماء مذهبه على طريقة المثل الجزائري(عويشة تزكي عويشة)) أو المثل العربي((القرد عند أمه غزال)) أو(قال من يشهد للعروس قال أمها))) فاحتج الجهمي بأقوال الأشاعرة المؤولة كالباقلاني و الجويني والقرطبي وبدر الدين بن جماعة والبيضاوي وابن فورك و القسطلاني والسيوطي و الزرقاني والملا علي القاري من أجل نصرة مذهب التحريف الذي رده السلف جميعا وهذا باعتراف الأشاعرة المفوضة أنفسهم والذي أشاد بهم هذا الجهمي وبمذهبه التفويضي(=التجهيلي) قبلها بل وبعدها بسطور لهذا سأكتفي بنقل ردود شيوخه الأشاعرة المفوضة على شيوخه الأشاعرة المؤولة وإلا ففي أقوال السلف وأئمة السنة كفاية لكن أنقل أقوال الأشاعرة المفوضة من باب إلزام الجهمي ومن باب(من فمك أدينك)) ليتبين بذلك خلطه وخبطه في العقيدة وليعلم القارئ أن القوم ليسوا على عقيدة واحدة كما يدعون ولا علاقة لمذهبهم بنور الوحي كما يزعمون .

اخي في الله جمال لبليدي












قديم 2013-02-09, 15:19   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

معنى قول الطحاوي(لا تحتويه الجهات الست)):

أما قول الطحاوي(لا تحتويه الجهات الست)) فقد تقدم بيان معناه وهو أن الله لا يحل في أحد من خلقه فـ(لا تحويه الجهات الست) التي هي مخلوقاته، بل هو فوق الجهات والمخلوقات كلها. وهو رد على الحلُولِيَّة والجهمية الذين كانوا يقولون بأن الله حالٌّ في خلقه، وأنه في كل مكان، تعالى الله علو الكبيرا.
قال ابن القيم: وكذلك قولهم ننزهه عن الجهة؛ إن أردتم أنه منزه عن جهة وجودية تحيط به وتحويه ‏وتحصره إحاطة الظرف بالمظروف فنعم هو أعظم من ذلك وأكبر وأعلى. ولكن لا يلزم من كونه فوق ‏العرش هذا المعنى. وإن أردتم بالجهة أمراً يوجب مباينة الخالق للمخلوق, وعلوه على خلقه, واستواءه ‏على عرشه فنفيكم لهذا المعنى الباطل, وتسميته جهة اصطلاح منكم توصلتم به إلى نفي ما دل عليه ‏العقل والنقل والفطرة, وسميتم ما فوق العالم جهة, وقلتم منزه عن الجهات, وسميتم العرش حيزاً, و ‏قلتم ليس بمتحيز, وسميتم الصفات أعراضاً, وقلتم الرب منزه عن قيام الأعراض به([2]).‏
ومنه يتبين أن لفظة الجهة غير وارد في الكتاب والسنة وعليه فلا ينبغي إثباتها ولا نفيها لأن في كل من الإثبات ‏والنفي ما تقدم من المحذور ولو لم يكن في إثبات الجهة إلا إفساح المجال للمخالف أن ينسب إلى متبني العلو ما لا ‏يقولون به لكفى.‏
وقال القرطبي ( 671 هـ ) بعدما ذكر مذهب المعطلة نفاة العلو لله تعالى ( وقد كان السلف ‏الأول لا يقولون بنفي الجهة , ولا ينطقون بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله , كما نطق كتابه ‏وأخبرت رسله , ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة .... , وإنما جهلوا ‏كيفية الاستواء ) الجامع لأحكام القرآن 7/219-220‏
وكذلك لا ينبغي نفي الجهة توهما من أن إثبات العلو لله تعالى يلزم منه إثبات الجهة لأن في ذلك محاذير عديدة منها ‏نفي الأدلة القاطعة على العلو له تعالى . ومنها نفي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة فصرح بنفيها ‏المعتزلة والشيعة وعلل ابن المطهر الشيعي في ( منهاجه ) النفي المذكور بقوله : ( لأنه ليس في جهة ) وأما ‏الأشاعرة أو على الأصح متأخروهم الذين أثبتوا الرؤية فتناقضوا حين قالوا : ( إنه يرى لا في جهة ) يعنون العلو










قديم 2013-02-10, 08:58   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في كتابه ( من فيض الرحمن ) ص97 :

"فالرسول الذي لا ينطق عن الهوى قال هذا الحديث ، وهو يعرف أن ما فيه سوف يتأكد في التطبيق الكوني ؛ قال هذا الحديث :
( من أصاب مالاً من مهاوش أذهبه الله في نهابر )
وأنا أكررها عليكم حتى تحفظوها جيداً !!!،
وحتى نجعله ادستوراً لنا في حياتنا !!!! "
انتهى كلامه رحمه الله
وهذا حديث مكذوب موضوع !!
وفي كتابه ( الدعاء المستجاب ) ص88 ذكر حديثاً قدسياً هذا لفظه :
(عبدي أطعني
أجعلك عبداً ربانياً تقول للشيء:
كن فيكون !!!!!
وهذا حديث لا أصل له !
,تناقله غلاة الصوفية
ولا أصل له في كتب السنة إطلاقا !!!
وأين هذاالكلام الباطل المنسوب ظلما وزورا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم من قوله تعالى :
(إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون
(وقوله سبحانه :
(( ألا له الخلق والأمر )) ,
فجعل هؤلاء الصوفية ما لله للأولياء !!
ولا حول و لا قوة إلابالله وقد كان الشعراوي يستدل كثيرا جدا بالأحاديث الموضوعة والضعيفة جدا
,خاصة التي كانت تؤيد بعض معتقدات الصوفية الباطلة ,
وما كان ذلك منه إلا جهلا بعلم الحديث وتعصبا لمذهبه الصوفي




هل كان النبي
صلى الله عليه وسلم
نوراً أم بشراً ؟
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم نوراً ، أم بشراً ،
وهل صحيح أنه لم يكن له ظل حتى وإن كان في الضوء ؟.
الحمد لله
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم أجمعين ، وهو بشر من بني آدم ، وُلِد من أبوين ، يأكل الطعام ويتزوج النساء ، يجوع ويمرض ، ويفرح ويحزن ، ومن أظهر مظاهر بشريته أن الله سبحانه توفاه كما يتوفى الأنفس ، ولكن الذي يميز النبي صلى الله عليه وسلم هو النبوة والرسالة والوحي .
قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) الكهف/110 .
وحال النبي صلى الله عليه وسلم في بشريته هو حال جميع الأنبياء والمرسلين .
قال الله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ) الأنبياء/8 .
وقد أنكر الله على الذين تعجبوا من بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال سبحانه : ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ ) الفرقان/7 .
فلا يجوز تجاوز ما يقرره القرآن الكريم من رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبشريته ، ومن ذلك : أنه لا يجوز وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه نور أو لا ظل له ، أو أنه خلق من نور ، بل هذا من الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لاْ تُطْرُونِيْ كَمَا أُطرِيَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَقُولُوْا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ) رواه البخاري (6830) .
وقد ثبت أن الملائكة هي التي خلقت من نور ، وليس أحد من بني آدم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خُلِقَت المَلائِكَةُ مِن نُورٍ ، وَخُلِقَ إِبلِيسُ مِن نَارِ السَّمومِ ، وَخُلِقَ آدَمُ عَلَيهِ السَّلامُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم ) رواه مسلم (2996) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (458) :
" وفيه إشارة إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) !
ونحوه من الأحاديث التي تقول بأنه صلى الله عليه وسلم خلق من نور ، فإن هذا الحديث دليل واضح على أن الملائكة فقط هم الذين خلقوا من نور ، دون آدم وبنيه ، فتـنبّه ولا تكن من الغافلين " انتهى .
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي :
هنا في الباكستان علماء فرقة ( البريلوية ) يعتقدون أنه لا ظل للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا دلالة على عدم بشرية النبي صلى الله عليه وسلم . هل هذا الحديث صحيح . ليس الظل للنبي صلى الله عليه وسلم ؟
فأجابت : " هذا القول باطل ، مناف لنصوص القرآن والسنة الصريحة الدالة على أنه صلوات الله وسلامه عليه بشر لا يختلف في تكوينه البشري عن الناس ، وأن له ظلا كما لأي إنسان ، وما أكرمه الله به من الرسالة لا يخرجه عن وصفه البشري الذي خلقه الله عليه من أم وأب ، قال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوْحَى إِلَيَّ ) الآية ، وقال تعالى : ( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) الآية .
أما ما يروى من أن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله ، فهو حديث موضوع " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/464) - من أصاب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر

الراوي: أبو سلمة الحمصي المحدث: الذهبي - المصدر: ميزان الاعتدال - الصفحة أو الرقم: 3/253
خلاصة حكم المحدث: [فيه عمرو بن الحصين ذكر من جرحه]



2 - من أصاب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر

الراوي: سليمان بن سليم أبو سلمة الحمصي المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم: 2/678
خلاصة حكم المحدث: ضعيف جداً



3 - من أصاب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر

الراوي: سليمان بن سليم أبو سلمة الحمصي المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 464
خلاصة حكم المحدث: هو مع ضعفه مرسل



4 - من أصاب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر

الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 975
خلاصة حكم المحدث: ضعيف



5 - من أصاب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر

الراوي: أبو سلمة الحمصي المحدث: العجلوني - المصدر: كشف الخفاء - الصفحة أو الرقم: 2/295
خلاصة حكم المحدث: أبو سلمة الحمصي ضعيف ولا صحبة له



6 - من أصاب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر

الراوي: - المحدث: محمد جار الله الصعدي - المصدر: النوافح العطرة - الصفحة أو الرقم: 359
خلاصة حكم المحدث: لا يصح



7 - من أصاب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر

الراوي: أبو سلمة الحمصي المحدث: السفاريني الحنبلي - المصدر: شرح كتاب الشهاب - الصفحة أو الرقم: 65
خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف



8 - من أصاب مالا من نهاوش ، أذهبه الله في نهابر

الراوي: سليمان بن سليم أبو سلمة الحمصي المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 41
خلاصة حكم المحدث: لا يصح



9 - من أصاب مالا في نهاوش ، أذهبه الله في نهابر

الراوي: سليمان بن سليم أبو سلمة الحمصي المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - الصفحة أو الرقم: 5424
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
.

*************************


قال الفضيل بن عياض:
من عظّم صاحب بدعة
فقد أعان على هدم الإسلام
ومن تبسم في وجه مبتدع
فقد استخف بما أنزل الله U على محمد r
ومن زوّج كريمته من مبتدع
فقد قطـع رحمها
ومن تبع جنازة مبتدع
لم يزل في سخط الله حتى يرجع
شرح السنّة للإمام البربهاري ص
139
ولقد سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
-رحمه الله-
عن دراسة اللغة العربية فقط على رجل من أهل البدع
وكان الشيخ يشدد جدًا في الدراسة على أهل البدع
يقول:
حتى ولا اللغة العربية
لأن تبقى جاهلًا في اللغة العربية
خيرٌ من أن تدرس على مبتدع
لأن في ذهابك للدراسة عليه مفسدتين:
المفسدة الأولى:

أن الناس يغترون بك فيذهبون إليه، لمَّا يرونك ذاهبًا وغاديًا إليه
إذًا هذا هو توقيره!
الناس يرونك تذهب وتأتي إليه فيقولون هذا رجل من أهل العلم
وما يأتيه فلان ويأتيه فلان والناس تزدحم على بابه وعلى حلقته وعلى درسه إذًا هذا عالم
ووضع له القبول وهذا رجل صاحب دين وصاحب علم
فيأتون ويأخذون منه فيقعون في ضلالاته.

المفسدة الثانية:
هي متعلقة به هو، إذ لما يراك قادمًا إليه دارسًا عليه يزداد تمسكًا ببدعته، ويقول:
انظروا إلى هذا!
يحذركم مما أنا عليه ويظن أنه على عقيدة تخالفني، وهو محتاج إلى ما عندي من العلم
فمتى يرجع العالم إلى عقيدة طالبه؟.

ولكن اصحاب البدع هم كما قال
الإمام البربهاري –رحمه الله-كما في "طبقات الحنابلة" (1/190): (مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون).











قديم 2013-02-10, 09:07   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




هذه مجموعة روابط أغلبها فيديوهات ترد على شبهات الشعراوي الصوفية التي تجيز دعاء الاموات من دون الله وتفتح الباب لها. فقد كثر احتجاج القبوريين بفتاوى الشعراوي الشاذة وهذا جهد العبد الضعيف في محاربة هذا الوضع المخزي.

دعاء الموتى خلل في العقل قبل أن يكون خلل في العقيدة.


لعل هذا يفيد الباحث عن الحق
سؤال: هل دعاء الموتى ركن في الدين حتى يستميت عباد القبور في الدفاع عنه ؟؟

اكيد وراء الاكمة ما وراءها في الدفاع الغير معقول عن عبادة الاموات ؟!!!

كل ما يخص الشعراوي بالصوت والصورة على هذا الرابط

https://alsoufia.weebly.com/157516041...015751578.html

اللات صنم فوق الارض والبدوي وثن تحت الارض



https://www.youtube.com/watch?v=pFZG1H5onZE


نسخة للمشاهدة والحفظ في موقع أرشيف
https://www.archive.org/details/Badawi-Idol

نسخة اخرى للحفظ والمشاهدة
https://www.4shared.com/file/25253065.../________.html



https://www.youtube.com/watch?v=DOd8npQunZg


الشعراوي والموالد:عجول للسيدة نفيسة! والحسين! والبدوي!
https://www.youtube.com/watch?v=3zqElaDeDQc

الشعراوي وعمر ابن الفارض والسيدة نفيسة
https://www.youtube.com/watch?v=UNt801ZjyRs





الشعراوي يدعو الرسول الرزق ولا يدعو الله الواحد الرزاق

https://www.youtube.com/watch?v=hWCHWk_4JcE

الشعراوي والقبورية وشبهة: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم

https://www.youtube.com/watch?v=TTZ2UMVjehk

المغامسي يبين خطأ فتوى الشيخ الشعراوي في الاضرحة

https://www.youtube.com/watch?v=XpptN4-zank

تصوف الشيخ الشعراوي : رسالة أخوية الى محبيه .. جزء 1 من 2

https://www.youtube.com/watch?v=RfFy5TWRqdg

تصوف الشيخ الشعراوي : رسالة أخوية الى محبيه .. جزء 2 من 2

https://www.youtube.com/watch?v=lh0VvOc3NsI


هل يكذب الصوفي محمد عبده يماني لأجل شيخه الشعراوي؟
https://www.youtube.com/watch?v=Upu44zQGuB8

الصوفي محمد عبده يماني والتلبيس على علماء المملكة
https://www.youtube.com/watch?v=DEu9q6zhQQY


هل الشيخ الشعراوي مفسر ؟





قاعدة : كل من يدافع عن بناء المساجد على القبور - غالبا - يدعو الاموات

للمزيــــــــــــــــــــــــــد
















قديم 2013-02-10, 09:13   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الى صوفي قال ان ابن كثير ليس على العقيدة التكفيرية !
فهل هذان الامامان تكفيريان ؟


والامامان رحمهما الله تعالى يصفان اعتقاد جهلة مصر في السيدة نفيسة.


- قال الإمام الذهبي : ولم يبلغنا كبير شيء من أخبارها ، ولجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف، ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة ، وكان ذلك من دسائس دعاة العبيدية. السير 10/106

- قال ابن كثير :" وإلى الآن قد بالغ العامة في اعتقادهم فيها، وفي غيرها كثيراً جداً، ولاسيما عوام مصر، فإنهم يطلقون فيها عبارات بشعة، مجازفة، تؤدي إلى الكفر والشرك ،وربما نسبها بعضهم إلى زين العابدين، وليست من سلالته، ومن زعم أنها تفك من الخشب،أو أنها تنفع أوتضر بعد مشيئة الله فهو مشرك - رحمها الله وأكرمها- " البداية 10/274




فهل يتعض اتباع فكر العبيدية !!!










قديم 2013-02-10, 09:14   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


الشعراوي وزيارة عمر ابن الفارض والسيدة نفيسة
https://www.youtube.com/watch?v=UNt801ZjyRs

الشعراوي والموالد:عجول للسيدة نفيسة! والحسين! والبدوي!

https://www.youtube.com/watch?v=3zqElaDeDQc


الحمد لله يوجد من يهتم سواء موافقا أو مخالفا بشرط : النقد بأدب وعلم وباخلاص.
هذه مجموعة من الفيديوهات بخصوص مخالفات الشعراوي للسنة . الرابط العربي رابط مباشر بصيغة wmv والرابط الانجليزي هو رابط لصفحة الفيديو وفيها صيغ اخرى لنفس الفيديو ان شاء الله.



الشعراوي وبناء المساجد على القبور

https://www.archive.org/details/She3rawee






الشعراوي و آية: لو انهم إذ ظلموا - دعاء الموتى

https://www.archive.org/details/She3rawyAndDeadMadad




الشعراوي وسماع الموتى
https://www.archive.org/details/She3r...TheDeadHearing



الشعراوي و التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم واالعباس رضي الله عنه

https://www.archive.org/details/She3r...sulWith3abbass




تلاميذ الشعراوي ورؤية النبي يقظة و الاستغاثة

https://www.archive.org/details/She3rawyStudentAndSeeingProphetEtc



الشعراوي و ذبح العجول للبدوي و الحسين و السيدة نفيسة (رابط flv)

https://www.archive.org/details/She3r...NafeesaHussein










قديم 2013-02-10, 09:36   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فمن المعلوم عند القاصي والداني تلك العلاقة الحميمة بين الأشعرية الجهمية والصوفية القبورية حتى إنك لا تجد أشعرياً إلا وهو صوفي طرقي أيضاً ،

قال الهروي في ذم الكلام 1309 - سمعت أحمد بن أبي نصر يقول: ((رأينا محمد بن الحسين السلمي يلعن الكلابية)).


وهذا إسنادٌ صحيح كله صوفية ، ومحمد بن الحسين السلمي هو أبو عبد الرحمن السلمي صاحب طبقات الصوفية ، وهو من مراجع الأشاعرة المتأخرين المتصوفة كالقشيري صاحب الرسالة ، فهذا الخبر ينزل كالصاعقة على الأشاعرة


وذلك أن ابن كلاب هو شيخ قديم للأشاعرة كما قال ابن حزم ، والكلابية أقرب إلى السنة من الأشاعرة المتأخرين فإن الكلابية يظهرون إثبات الصفات الذاتية على طريقتهم البدعية في الجمع بين الإثبات والنفي فيقولون ( لله يد ليست بجارحة ) مثلاً ، وأما متأخري الأشاعرة فمذهبهم أبلغ في النفي ينفون الصفات الذاتية ويوافقون الجهمية الأوائل في نفي العلو ، بل ويكفرون مثبتي الصفات فهم أحق بهذا اللعن من الكلابية


فإن قيل : كيف يلعنهم وقد نهي عن لعن المعين من أهل الإسلام ؟


فيقال : هذا له تخريجان


التخريج الأول : أنه كان يذهب لتكفير الأشعرية أو الكلابية


وهذا مذهب لجماعة من العلماء فقد كان يذهب إليه أبو إسماعيل الهروي الأنصاري صاحب ذم الكلام ، وكذا ابن عبد الهادي المبرد صاحب جمع الجيوش والدساكر


قال الحاكم في معرفة علوم الحديث 161 - سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : « من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته ، فهو كافر بربه يستتاب ، فإن تاب ، وإلا ضربت عنقه ، وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون ، والمعاهدون بنتن ريح جيفته ، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين ، إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم »


وهذا إسناد صحيح ، والأشاعرة لا يقرون بالعلو ، وأما الكلابية فالصفات الفعلية ينفونها وعامتهم على إثبات العلو ، وقد نقل نص ابن خزيمة هذا ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية


فإن قيل : هذا تكفير عام وليس تكفيراً للأعيان


فيقال : هذا صحيح وكذلك كان تكفير السلف للجهمية وإذا استجازوا التكفير ، فلا ضير في اللعن العام


قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/ 396) : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ تَمِيْمٍ اللَّبْلِيُّ ببَعْلَبَكَّ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَوْحٍ بِهَرَاةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ المَلِيْحِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَفَّافُ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ السَّرَّاجُ إِمْلاَءً، قَالَ:

مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللهَ - تَعَالَى - يَعْجَبُ، وَيَضْحَكُ ، وَيَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُوْلُ: (مَنْ يَسْأَلُنِي، فَأُعْطِيَهُ =) ، فَهُوَ زِنْدِيْقٌ كَافِرٌ يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقه، وَلاَ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَلاَ يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ المُسْلِمِيْنَ"


وهذا إسناد قوي ، وعامة المتأخرين من الأشاعرة ينكرون هذا كله


فإن قيل : الجهمية كفروهم لأنهم أنكروا وأما الأشاعرة فيؤولون


فيقال : الجهمية الأوائل أيضاً يؤولون


قال الترمذي في جامعه :" وَأَمَّا الجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا: هَذَا تَشْبِيهٌ، وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابهِ اليَدَ وَالسَّمْعَ وَالبَصَرَ، فَتَأَوَّلَتِ الجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ العِلْمِ، وَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ، وَقَالُوا: إِنَّ مَعْنَى اليَدِ هَاهُنَا القُوَّةُ"


ومن نظر في رد الدارمي على المريسي علم أن المريسي كان مؤولاً بل استفاد الأشاعرة من تأويلاته كثيراً


قال شيخ الإسلام في الفتوى الحموية الكبرى ص245 :" وهذه التأويلات الموجودة اليوم بأيدي الناس مثل أكثر التأويلات التي ذكرها أبو بكر بن فورك في كتاب «التأويلات» وذكرها أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي سماه «تأسيس التقديس» ويوجد كثير منها في كلام خلق كثير غير هؤلاء مثل أبي علي الجبّائي، وعبد الجبار بن أحمد الهمذاني، وأبي الحسين البصري، وأبي الوفاء بن عقيل، وأبي حامد الغزالي وغيرهم، هي بعينها التأويلات التي ذكرها بشر المريسي التي ذكرها في كتابه، وإن كان قد يوجد في كلام بعض هؤلاء رد التأويل"


وقال اللالكائي في السنة (2/43) :" سياق ما دل من الآيات من كتاب الله تعالى وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين على أن القرآن تكلم الله به على الحقيقة ، وأنه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمره أن يتحدى به ، وأن يدعو الناس إليه ، وأنه القرآن على الحقيقة . متلو في المحاريب ، مكتوب في المصاحف ، محفوظ في صدور الرجال ، ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن ، وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب ، بل هو صفة من صفات ذاته ، لم يزل به متكلما ، ومن قال غير هذا فهو كافر ضال مضل مبتدع مخالف لمذاهب السنة والجماعة"


والقول بالحكاية أوا لعبارة هو قول الأشعرية والماتردية ، وهذا الكلام يدل على تكفير اللالكائي لهم



وقال الهروي في ذم الكلام 1315 - ((ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة، وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم ومشائخنا)).


فهذان شيخان من شيوخ الهروي على التكفير


وقال يوسف ابن عبد الهادي المبرد في جمع الجيوش والدساكر 105 - وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْزَةَ، وَأَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ، يَقُولانِ: وَجَدْنَا أَبَا الْعَبَّاسِ النَّهَاوَنْدِيَّ عَلَى الإِنْكَارِ عَلَى أَهْلِ الْكَلامِ، وَتَكْفِيرِ الأَشْعَرِيَّةِ، وَذَكَرَ أَعْظَمَ شَأْنِهِ فِي الإِنْكَارِ عَلَى أَبِي الْفَوَارِسِ الْقرماسينِيِّ، وَهِجْرَانِهِ إِيَّاهُ لِحَرْفٍ وَاحِدٍ


106 - وَبِهِ إِلَى الأَنْصَارِيِّ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَمْزَةَ، يَقُولُ: لَمَّا اشْتَدَّ الْهِجْرَانُ بَيْنَ النَّهَاوَنْدِيِّ وَأَبِي الْفَوَارِسِ، سَأَلُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الدِّينَوَرِيَّ، فَقَالَ: لَقِيتُ أَلْفَ شَيْخٍ عَلَى مَا عَلَيْهِ النَّهَاوَنْدِيُّ


فهذا النهاوندي ومعه ألف على التكفير


وقال السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت ص155 :" ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أوّل له ولا آخر كافر بإجماعهم"


وهذا هو قول الأشاعرة ( أعني الإنكار ) وهو قال هذا الكلام في معرض الرد عليهم


وقال ابن رجب فب ذيل طبقات الحنابلة (1/303) :" عبد الساتر بن عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن ماضي المقدسي الفقيه، تقي الدين، أبو محمد: سمع من موسى بن عبد القادر، وابن الزبيدي: والشيخ موفق الدين وغيرهم.

وتفقه علي التقي بن العز، ومهر في المذهب، وعني بالسنة. وجمع فيها. وناظر الخصوم وكفَّرَهم. وكان صاحب جرأة، وتحرق على الأشعرية، فرموه بالتجسيم"


وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية الخلاف في تكفيرهم فقال في تلبيس الجهمية (5/ 150) :" وهو حال من أقر بعامة أسمائه وصفاته ، وإنما جحد منها شيئاً يسيراً كما يوجد في بعض الصفاتية كثيراً


وهؤلاء يؤمنون ببعض أسماء الله عز وجل ويكفرون ببعض ، ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض لهذا تنازع الناس في إيمانهم وكفرهم "


وقال ابن القيم في مختصر الصواعق المرسلة (4/ 1382) وهو يتكلم عن الأشعرية :" فتأمل هذه الأخوة التي بين هؤلاء وبين المعتزلة الذين اتفق السلف على تكفيرهم ، وأنهم زادوا على المعتزلة في التعطيل "


وصرح بتكفيرهم ابن قدامة المقدسي حيث قال في المناظرة على القرآن ص50 :" وَهَذَا حَال هَؤُلَاءِ الْقَوْم لَا محَالة فهم زنادقة بِغَيْر شكّ فَإِنَّهُ لَا شكّ فِي أَنهم يظهرون تَعْظِيم الْمَصَاحِف إيهاما أَن فِيهَا الْقُرْآن ويعتقدون فِي الْبَاطِن أَنه لَيْسَ فِيهَا إِلَّا الْوَرق والمداد ويظهرون تَعْظِيم الْقُرْآن ويجتمعون لقرَاءَته فِي المحافل والأعرية ويعتقدون أَنه من تأليف جِبْرِيل وَعبارَته ويظهرون أَن مُوسَى سمع كَلَام الله من الله ثمَّ يَقُولُونَ لَيْسَ بِصَوْت"



وقال ابن الحنبلي في الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة (2/451) :" فهؤلاء الأصناف كلها جهمية وهم كفار زنادقة "


وصرح شيخ الإسلام في درء التعارض أن منكري العلو واقعون في الكفر الأكبر فقال (7/27) :" وجواب هذا أن يقال القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة بعد تدبر ذلك كالعلم بالأكل والشرب في الجنة والعلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب والعلم بأن الله بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير والعلم بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما بل نصوص العلو قد قيل إنها تبلغ مئين من المواضع

والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين متواترة موافقة لذلك فلم يكن بنا حاجة إلى نفي ذلك من لفظ معين قد يقال إنه يحتمل التأويل ولهذا لم يكن بين الصحابة والتابعين نزاع في ذلك كما تنطق بذلك كتب الآثار المستفيضة المتواترة في ذلك وهذا يعلمه من له عناية بهذا الشأن أعظم مما يعلمون أحاديث الرجم والشفاعة

والحوض والميزان وأعظم مما يعلمون النصوص الدالة على خبر الواحد والإجماع والقياس وأكثر مما يعلمون النصوص الدالة على الشفعة وسجود السهو ومنع نكاح المرأة على عمتها وخالتها ومنع ميراث القاتل ونحو ذلك مما تلقاه عامة الأمة بالقبول

ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك _ يعني علو الله على خلقه _ لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين والأمور المعلومة بالضرورة عند السلف والأئمة وعلماء الدين"


وقال شيخ الإسلام الرد على البكري (2/494) :" و لهذا كنت أقول للجهمية من الحلولية و النفاة الذين نفوا أن الله تعالى فوق العرش لما وقعت محنتهم أنا لو وافقتكم كنت كافرا لأني أعلم أن قولكم كفر و أنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهال وكان هذا خطابا لعلمائهم و قضاتهم و شيوخهم وأمرائهم و أصل جهلهم شبهات عقلية حصلت لرؤوسهم في قصور من معرفة المنقول الصحيح و المعقول الصريح الموافق له وكان هذا خطابنا"


فصرح شيخ الإسلام أن قولهم كفري فقوله ( الحلولية ) يريد به من يقول ( الله في كل مكان ) و ( النفاة ) يريد بهم من يقول ( لا داخل العالم ولا خارجه ) ، فمن نسب لشيخ الإسلام أنه لا يكفر الأشاعرة مطلقاً سواءً من قامت عليهم الحجة أم لم تقم فقد غلط عليه



وليعلم أن قول الأشاعرة في الإيمان قول كفري ، وهو أن الإيمان اعتقاد فقط ، وبعضهم يقول تصديق ، بل حقيقة قولهم أنه قول الجهم


قال السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت ص273 :" ويقولون _ يعني الأشاعرة _ : الإِيمان: التصديق

وعلى أصلهم أن من صدق بقلبه ولم ينطق بلسانه فهو مؤمن، (لأمرين):

أحدهما: أن أصل الإيمان عندهم المعرفة كما قال جهم.

والثاني: أن الكلام معنى في النفس فهو إذا صدق بقلبه فقد تكلم على أصلهم به"


فتأمل كيف صرح أن قولهم في الإيمان هو الجهم


قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (7/ 582) :" وبهذا وغيره يتبين فساد قول جهم والصالحي ومن إتبعهما فى الإيمان كالأشعرى فى أشهر قوليه وأكثر أصحابه وطائفة من متأخرى أصحاب أبى حنيفة كالماتريدى ونحوه حيث جعلوه مجرد تصديق فى القلب يتساوى فيه العباد"


فتأمل كيف صرح بأن قول الأشعري والماتردي في الإيمان هو قول الجهم


إذا علمت هذا فاعلم أن قول الجهمية في الإيمان عند السلف قول كفري حتى عند مرجئة الفقهاء !


قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (7/307) :" قَالَ الحميدي: سَمِعْت وَكِيعًا يَقُولُ: أَهْلُ السُّنَّةِ يَقُولُونَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَالْمُرْجِئَةُ يَقُولُونَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ. وَالْجَهْمِيَّة يَقُولُونَ: الْإِيمَانُ الْمَعْرِفَةُ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ: وَهَذَا كُفْرٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الكلابي: سَمِعْت وَكِيعًا يَقُولُ: الْجَهْمِيَّة شَرٌّ مِنْ الْقَدَرِيَّةِ قَالَ: وَقَالَ وَكِيعٌ: الْمُرْجِئَةُ: الَّذِينَ يَقُولُونَ: الْإِقْرَارُ يُجْزِئُ عَنْ الْعَمَلِ؛ وَمَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ هَلَكَ؛ وَمَنْ قَالَ: النِّيَّةُ تُجْزِئُ عَنْ الْعَمَلِ فَهُوَ كُفْرٌ وَهُوَ قَوْلُ جَهْمٍ وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ"


وقال المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/324) :" وقد جامعتنا في هذا المرجئة كلها على أن الإقرار باللسان من الإيمان إلا فرقة من الجهمية كفرت عندنا ، وعند المرجئة بزعمهم أن الإيمان هو المعرفة فقط"


وقال ابن مفلح في الفروع (12/ 450) :" قَالَ صَاحِبُ الْمُحَرَّرِ : وَالصَّحِيحُ أَنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ كَفَّرْنَا فِيهَا الدَّاعِيَةَ فَإِنَّا نُفَسِّقُ الْمُقَلِّدَ فِيهَا ، كَمَنْ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ ، أَوْ أَنَّ أَلْفَاظَنَا بِهِ مَخْلُوقَةٌ ، أَوْ أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ ، أَوْ أَنَّ أَسْمَاءَهُ مَخْلُوقَةٌ ، أَوْ أَنَّهُ لَا يَرَى فِي الْآخِرَةِ ، أَوْ يَسُبَّ الصَّحَابَةَ تَدَيُّنًا ، أَوْ أَنَّ الْإِيمَانَ مُجَرَّدُ الِاعْتِقَادِ ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ ، فَمَنْ كَانَ عَالِمًا فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْبِدَعِ يَدْعُو إلَيْهِ وَيُنَاظِرُ عَلَيْهِ فَهُوَ مَحْكُومٌ بِكُفْرِهِ ، نَصَّ أَحْمَدُ صَرِيحًا عَلَى ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ"


فتأمل كيف صرح بتكفير من يقول الإيمان اعتقاد فقط وهو قول أكثر الأشعرية


إذا علمت عرفت ما في قول الذهبي في ترجمة عبد الغني المقدسي (21/ 442) :" وَأَسوَأ شَيْء قَالَهُ: أَنَّهُ ضللَ العُلَمَاء الحَاضِرِيْنَ، وَأَنَّهُ عَلَى الحَقِّ، فَقَالَ كلمَة فِيْهَا شَرّ وَفسَاد وَإِثَارَة لِلبلاَء، رَحِمَ اللهُ الجَمِيْع وَغفر لَهُم، فَمَا قصدهُم إِلاَّ تَعَظِيْم البَارِي- عَزَّ وَجَلَّ- مِنَ الطّرفِيْن"


أقول : لو لم يكن من ضلال الأشاعرة إلا نفي الصفات ، لكان كافياً في تضليلهم ، فكيف وهؤلاء قد كفروا عبد الغني المقدسي فكفروه بالسنة وإثبات الصفات وهذا ضلال فوق ضلالهم الأصلي ، وأما تعظيم الباري فهذا يدعيه الجهمية الذين كفرهم السلف ، فليس في قول عبد الغني أي سوء بل عالماً جليلاً عارفاً بما يخرج من رأسه ، وهل يضار السني بالتصريح أنه على الحق سبحان الله !


المخرج الثاني : تجويز لعن أهل البدع


قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)


قال ابن القيم في مدارج السالكين (1/363) :" ولهذا شرط الله تعالى في توبة الكاتمين ما أنزل الله من البينات والهدى البيان لأن ذنبهم لما كان بالكتمان كانت توبتهم منه بالبيان قال الله تعالى( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ) وذنب المبتدع فوق ذنب الكاتم لأن ذاك كتم الحق وهذا كتمه ودعا إلى خلافه فكل مبتدع كاتم ولا ينعكس "



وقال مسلم في صحيحه 5166- [43-1978] حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، كِلاَهُمَا عَنْ مَرْوَانَ ، قَالَ زُهَيْرٌ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيْكَ ، قَالَ : فَغَضِبَ ، وَقَالَ : مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيَّ شَيْئًا يَكْتُمُهُ النَّاسَ ، غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ حَدَّثَنِي بِكَلِمَاتٍ أَرْبَعٍ ، قَالَ : فَقَالَ : مَا هُنَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ.



قال الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد (1/156) :" قوله: "ولعن الله من آوى محدثًا". أما "آوى" بفتح الهمزة ممدودة أي: ضم إليه وحمى، وقال أبو السعادات: يقال: أويت إلى المنْزل وآويت غيري وأويته، وأنكر بعضهم المقصور المتعدي. وقال الأزهري: هي لغة فصيحة.

وأما "محدثًا" فقال أبو السعادات: يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول، فمعنى الكسر: من نصر جانيًا وآواه وأجاره من خصمه، وحال بينه وبين أن يقتص منه، والفتح: هو الأمر المبتدع نفسه، ويكون معنى الإيواء فيه الرضى به والصبر عليه، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر عليها فاعلها، ولم ينكر عليه، فقد آواه. قلت: الظاهر أنه على الرواية الأولى يعم المعنيين، لأن المحدث أعم من أن يكون بجناية أو ببدعة في الدين، بل المحدث بالبدعة في الدين شر من المحدث بالجناية، فإيواؤه أعظم إثمًا، ولهذا عده ابن القيم في كتاب "الكبائر" وقال: هذه الكبيرة تختلف مراتبها باختلاف مراتب الحدث في نفسه، فكلما كان الحدث في نفسه أكبر، كانت الكبيرة أعظم"


وقال أبو داود في سننه 5153 - حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة ثنا سليمان بن حيان عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال

: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم يشكو جاره فقال " اذهب فاصبر " فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال " اذهب فاطرح متاعك في الطريق " فطرح متاعه في الطريق فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره فجعل الناس يلعنونه فعل الله به وفعل وفعل فجاءه إليه جاره فقال له ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه .


والبدع أذية للمسلمين عامة


قال أحمد في مسنده 19415 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْحَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ الْعَبْسِيُّ كُوفِيٌّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْأَزَارِقَةَ، لَعَنَ اللَّهُ الْأَزَارِقَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ» ، قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا؟ قَالَ: «بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا» . قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: «وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ، فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ، وَإِلَّا فَدَعْهُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ»


ونفاة الصفات شر من الخوارج لأن الخوارج يكفرون الناس بالذنوب ونفاة الصفات يكفروهم بالتوحيد والإيمان بالنصوص


قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية (2/45) :" ولا يقدر احد ان ينقل عن احد من سلف الامة وأئمتها في القرون الثلاثة حرفا واحدا يخالف ذلك لم يقولوا شيئا من عبارات النافية ان الله ليس في السماء والله ليس فوق العرش ولا انه لا داخل العالم ولا خارجه ولا ان جميع الامكنة بالنسبة اليه سواء ولا انه في كل مكان او انه لا تجوز الاشارة الحسية اليه ولا نحو ذلك من العبارات التي تطلقها النفاة لان يكون فوق العرش لا نصا ولا ظاهرا بل هم مطبقون متفقون على انه نفسه فوق العرش وعلى ذم من ينكر ذلك بأعظم مما يذم به غيره من اهل البدع مثل القدرية والخوارج والروافض ونحوهم

واذا كان كذلك فليعلم ان الرازي ونحوه من الجاحدين لان يكون الله نفسه فوق العالم هم مخالفون لجميع سلف الامة وائمتها الذين لهم في الامة لسان صدق ومخالفون لعامة من يثبت الصفات من الفقهاء وأهل الحديث"


فصرح شيخ الإسلام أن السلف ذموا نفاة العلو بأعظم مما ذموا به الخوارج والقدرية والروافض


وقال عبد الله بن أحمد في السنة 757 - حدثني أبي ، نا بهز ، نا عكرمة بن عمار ، قال : سمعت القاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله « يلعنان القدرية الذين يكذبون بقدر الله عز وجل حتى يؤمنوا بخيره وشره »


وقال حرب الكرماني في مسائله (2/887) : سألت إسحاق _ يعني ابن راهوية _ عن لعن أهل البدع قال: يستوجبون اللعنة.


قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (15/ 125) :" وَامتَثَل ابْنُ سُبُكْتِكِين أَمرَ القَادِر، فَبَثَّ السُّنَّة بِممَالِكه، وَتهدَّد بِقَتْلِ الرَّافِضَة وَالإِسْمَاعِيْليَّة وَالقرَامطَة، وَالمشبِّهَة وَالجَهْمِيَّة وَالمُعْتَزِلَة.

وَلُعنُوا عَلَى المنَابِرِ"


فهذا مأخذ لعن الكلابية أو الأشعرية ، فمن زعم أن هذا غلو فقد أنكر أمراً ما أحاط به تمام الإحاطة


وعوداً على موقف متقدمي الصوفية من الأشاعرة


وقال الهروي في ذم الكلام 1332 - سمعت أحمد بن أبي نصر الماليني يقول:

((دخلت جامع عمرو بن العاص رضي الله عنه [بـ]ـمصر في نفر من أصحابي، فلما جلسنا؛ جاء شيخٌ، فقال: أنتم أهل خراسان أهل سنة، وهذا [هو] موضع الأشعرية؛ فقوموا)).



أحمد بن أبي نصر قال الحافظ الذهبي في ترجمته :" الإمام، المحدث، الزاهد، الجوال، أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل، الأنصاري الهروي، الماليني الصوفي، الملقب بطاووس الفقراء. ارتحل في طلب العلم إلى الآفاق ولقي المشايخ وحَصَّلَ وجمع وصَنَّفَ الكتب الطوال والمصنفات الكبار"


واعلم رحمك أن أبا الحسن الأشعري إمام الأشعرية ، قد اختلف في أمر رجوعه وكتابه الإبانة في الجملة على السنة ، وعليه مآخذ


غير أن الذي ينبغي أن يعلم أن الأشعري لم يكن من أهل الحديث وما عرف بكتابته والعناية به


وليس له كلام البتة في تصحيح الأحاديث وتعليلها


ولو كان كذلك لروى أصحابه الذين يعظمونه أخباراً من طريقه


فهذا ابن عساكر صنف تاريخاً ضخماً أسند فيه كل شيء لم أرَ فيه خبراً واحداً أسنده من طريق الأشعري


وما ادعاه محقق جمع الجيوش من أن الأشعري له تفسيراً مسنداً ، تبعاً لابن عساكر والسبكي


فهذه دعوى من رجل متعصب للأشعري _ أعني ابن عساكر والسبكي _ وإلا لماذا لا يروي الأشاعرة أخباراً من طريقه ، وإنما أسند السبكي أربعة أخبار رواها الأشعري عن زكريا الساجي فقط لا غير ، والله أعلم بصحتها له


ولو كان حقاً ذا رواية لتكلم أهل الحديث في ضبطه تعديلاً أو تجريحاً ، لأنه راوية ومن طبقة الطبراني ، ولا أعرف كلاماً لأهل الحديث في عصره في روايته على شهرته مما يدل على أنه ما كان من أهل الرواية



قال أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام
1271 - سمعت غير واحد من مشائخنا، [منهم] منصور بن إسماعيل الفقيه؛ قال: سمعت محمد بن محمد بن عبد الله الحاكم يقول: سمعت أبا زيد -ح-.
وكتب به إلي أحمد بن الفضل البخاري أبو الحسن؛ قال: سمعت أبا زيد الفقيه المروزي يقول:

((أتيت أبا الحسن الأشعري بالبصرة، فأخذت عنه شيئاً من الكلام، فرأيت من ليلتي في المنام كأني عميت، فقصصتها على المعبر؛ فقال: إنك تأخذ علماً تضل به. فأمسكت عن الأشعري، فرآني بعد يوماً في الطريق، فقال لي: يا أبا زيد! أما تأنف أن ترجع إلى خراسان عالماً بالفروع جاهلاً بالأصول؟ فقصصت عليه الرؤيا؛ فقال: اكتمها علي ها هنا)).


1272 - وسمعت أحمد بن محمد بن إسماعيل السيرجاني يحكيه عن بعض فقهاء مرو، عن أبي زيد كذلك.


هذا إسناد صحيح


وقال الهروي في ذم الكلام 1274 - سمعت يحيى بن عمار يقول: سمعت زاهر بن أحمد -وكان للمسلمين إماماً- يقول:

((نظرت في صير باب؛ فرأيت أبا الحسن الأشعري يبول في البالوعة، فدخلت عليه، فحانت الصلاة، فقام يصلي وما كان استنجى ولا تمسح ولا توضأ، فذكرت الوضوء؛ فقال: لست بمحدث)).


إسناده صحيح وقال الذهبي في السير معلقاً :" لعله نسي "


وإن كان الذهبي أمكنه الاعتذار لهذه فكيف يمكنه الاعتذار للرواية التالية


وقال الهروي في ذم الكلام 1275 - وسمعت منصور بن إسماعيل الفقيه يقول: سمعت زاهراً [يقول]:

((دورت في أخمص الأشعري بالنقش دائرةً وهو قائل؛ فرأيت السواد بعد ست لم يغسله)).


وهذا إسنادٌ صحيح ، ولعله تاب من هذا كله بعد توبته من الاعتزال ، وإن كانت القصة بعد التوبة فلا حل عندي لما فيها من الإشكال العظيم ، وقد زعم ابن عساكر أن الأشعري كان زاهداً عابداً متقللاً بخلاف هذه الرواية ، والله أعلم بالصواب


وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص39: فأخبرني الشيخ أبو المظفر أحمد بن أبي العباس الحسن بن محمد البسطامي الشعيري ببسطام قال أنا جدي لأمي الشيخ الزاهد أبو الفضل محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن سهل السهلكي البسطامي قال سمعت محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الواعظ رحمه الله يقول سمعت أحمد بن الحسين المتكلم قال سمعت بعض أصحابنا يقول إن الشيخ أبا الحسن رحمه الله لما تبحر في كلام الإعتزال وبلغ غاية كان يورد الأسئلة على أستاذيه في الدرس ولا يجد فيها جوابا شافيا فتحير في ذلك فحكى عنه إنه قال وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد فقمت وصليت ركعتين وسألت الله تعالى أن يهديني الطريق المستقيم ونمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عليك بسنتي فانتبهت وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار فأثبته ونبذت ما سواه ورائي ظهريا


وهذا إسناد فيه إبهام وجهالة شديدة


وقد علم القاصي والداني ثناء الدارقطني على الباقلاني الأشعري ، ولعل سبب هذا الثناء أن الباقلاني كان يتستر بمذهب أهل الحديث ، ويزعم أنه منهم تقيةً


قال أبو نصر السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت ص 305 :" وكان أبو بكر بن الباقلاني من أكثرهم استعمالاً لهذه الطريقة _ يعني التقية _ وقد وشح كتبه بمدح أصحاب الحديث واستدل على الأقاويل بالأحاديث في الظاهر، وأكثر الثناء على أحمد بن حنبل رحمة الله عليه، وأشار في رسائل له إلى أنه كان يعرف الكلام، وأنه لا خلاف بين أحمد والأشعري وهذا من رقة الدين، وقلة الحياء"


والخلاصة أنه لا ينبغي اتهام أبو إسماعيل الهروي بالغلو لأنه كان يكفر الأشعرية ويلعنهم فهذا مذهب لطائفة من أهل العلم قد علمتهم مآخذهم


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم










قديم 2013-02-10, 09:37   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نقض عقائد الأشاعرة والماتريدية
تأليف خالد علي المرضي الغامدي
الناشر دار أطلس الخضراء
تحميل الكتاب










قديم 2013-02-10, 09:44   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في رد شبهة قبوري بآية :
﴿ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ﴾ [ الكهف : 21 ]


بقلم : فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي فركوس - حفظه الله -



الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين ، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين ، أمَّا بعد :


ففي محاولة الهجوم على دعوة التوحيد وتحقير الدعاة إليه وتهوين مكانتهم ، وجعل قضية المساجد التي بها قبور قضية فقهية فرعية لا ترقى في أن تكون سببًا للتهوين في التفريق بين المسلمين والتنابز بالألقاب والتباعد والهجران ، وفي ظل تعظيم القبور والمشاهد والأضرحة تولى من يؤيِّد تشييد المساجد عليها واعتبار أن الصلاة فيها تصل إلى درجة الاستحباب بالانتصار لهذا المعتقد بشبهة من آية من سورة الكهف في قوله - تعالى - : ﴿ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ﴾ [ الكهف : 21 ] ، حيث قال - هداه الله - :

« ووجه الاستدلال بالآية أنَّها أشارت إلى قصَّة أصحاب الكهف ، حينما عثر عليهم الناس ، فقال بعضهم : نبني عليهم بُنيانًا ، وقال آخرون : لنتَّخذنَّ عليهم مسجدًا .
والسياق يدلُّ على أنَّ الأَوَّل : قول المشركين ، والثاني : قول الموحِّدين ، والآية طرحت القولين دون استنكار ، ولو كان فيهما شيء من الباطل لكان من المناسب أن تشير إليه ، وتدلُّ على بطلانه بقرينة ما ، وتقريرها للقولين يدلُّ على إمضاء الشريعة لهما ، بل إنَّها طرحت قول الموحِّدين بسياقٍ يفيد المدح ، وذلك بدليل المقابلة بينه وبين قول المشركين المحفوف بالتشكيك ، بينما جاء قول الموحِّدين قاطعًا ﴿ لَنَتَّخِذَنَّ ﴾ نابعًا من رؤية إيمانية ، فليس المطلوب عندهم مجرَّد البناء ، وإنَّما المطلوب هو المسجد . وهذا القول يدلُّ على أنَّ أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله معترفين بالعبادة والصلاة .

قال الرازي في تفسير ﴿ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴾ :نعبد الله فيه ، ونستبقي آثارَ أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد ( «تفسير الرازي» (11/106) ) .

وقال الشوكاني : ذكر اتخاذ المسجد يُشعر بأنَّ هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون ، وقيل : هم أهل السلطان والملوك من القوم المذكورين ، فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم ، والأوَّل أولى («فتح القدير» في التفسير للشوكاني (3/277) ) .

وقال الزجاجي : هذا يدلُّ على أنَّه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور ؛ لأنَّ المساجد للمؤمنين . هذا بخصوص ما ذكر في كتاب الله فيما يخصُّ مسألة بناء المسجد على القبر » .


وبعد الأمانة في النقل أقول - وبالله التوفيق والسداد - :

فلا دلالة في الآية على جواز الصلاة بالمسجد الذي به ضريح أحدِ الأنبياء عليهم السلام أو الصالحين ، بَلْهَ أن تصل إلى درجة الاستحباب ؛ لأنَّ غاية ما يدل عليه أنَّ الذين اتخذوا مسجدًا على قبور الصالحين كانوا من النصارى الذين لعنهم النبيُّ - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - كما صرَّح به غير واحدٍ من أهل التفسير ، وقد بَيَّن النبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - إنكاره هذا الصنيع المسنون لليهود والنصارى في أربعة عشر حديثًا منها :


- حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - في مرضه الذي لم يقم منه : « لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ » . لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ ، غَيْرَ أَنَّهُ خُشِيَ أن يُتخذَ مَسجدًا ( أخرجه البخاري : كتاب الجنائز ، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره : (1324) ، ومسلم : كتاب المساجد ومواضع الصلاة : (1184) ) .

- وعن عائشة وابن عباس - رضي الله عنهم - قَالاَ : لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولَ اللهِ ، طَفِقَ يَطْرَحُ خمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ ، فَقَالَ وَهُوَ كَذلِكَ : « لَعْنَةُ اللهُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارى . اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ » يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا ( أخرجه البخاري : كتاب المساجد ، باب الصلاة في البيعة : (425) ، ومسلم ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة : (1187) ) .

- وعن جندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - أنه سَمِعَ النَّبِيَّ ، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : « ... أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ . إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذٰلِكَ » ( أخرجه مسلم ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة : (1188) ) .

- وعن عائشة - رضي الله عنها - : لَمَّا كانَ مَرَضُ رسولِ الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - تَذَاكَرَ بعضُ نسائِهِ كنيسةً بأرضِ الحَبَشَةِ يقال لها مَارِيَةُ ، وقد كانتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيْبَةَ - رضي الله عنهما - قد أَتَتَا أرضَ الحَبَشَةِ فَذَكَرْنَ من حُسْنِهَا وتصاوِيْرِهَا قالتْ : فقالَ النبيُّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : « إنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيْهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ ، أُولِئَِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ » ( أخرجه البخاري : كتاب المساجد ، باب الصلاة في البيعة : (424) ، ومسلم ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة : (1181) ، واللفظ للبيهقي في « السنن الكبرى » : (7321) ).

قال القرطبي - رحمه الله - : « قال علماؤنا : ففعل ذلك أوائلهم ليتأنَّسوا برؤية تلك الصُّوَر ويتذكَّروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون الله - عزَّ وجلَّ -عند قبورهم ، فمضت لهم بذلك أزمان ، ثمَّ أنهم خَلَف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم ، ووسوس لهم الشيطان أنَّ آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها ؛ فحذَّر النبيُّ - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - عن مثل ذلك ، وشدَّد النكير والوعيد على من فعل ذلك ، وسدَّ الذرائع المؤدِّية إلى ذلك ، فقال : " اشتدَّ غضب الله على قوم ٱتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد " »( « تفسير القرطبي » (2/85) (10/380) ) .

وقال ابن رجب - رحمه الله - : « هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين ، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى ، ولا ريب أنَّ كُلَّ واحدٍ منهما محرَّم على انفراد ، فتصوير صور الآدميِّين محرَّم ، وبناءُ القبور على المساجد بانفراده محرَّم كما دلَّت عليه النصوص أخرى يأتي ذكر بعضها ... فإن اجتمع بناء المسجد على القبور ونحوها من آثار الصالحين مع تصوير صورهم فلا شكَّ في تحريمه ، سواء كانت صورًا مجسّدة كالأصنام أو على حائطٍ ونحوه ، كما يفعله النصارى في كنائسهم ، والتصاوير التي في الكنيسة التي ذكرتها أم حبيبة وأم سلمة أنهما رأتاها بالحبشة كانت على الحيطان ونحوها ، ولم يكن لها ظل ، وكانت أم سلمة وأم حبيبة قد هاجرتا إلى الحبشة .

فتصوير الصور على مثل صور الأنبياء والصالحين ؛ للتبرك بها والاستشفاع بها محرم في دين الإسلام ، وهو من جنس عبادة الأوثان ، وهو الذي أخبر النبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم - أنَّ أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة .
وتصوير الصور للتآنس برؤيتها أو للتَّنَزُّه بذلك والتلهي محرَّم ، وهو من الكبائر وفاعله من أشدِّ الناس عذابًا يوم القيامة ، فإنه ظالم ممثل بأفعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره ، والله - تعالى - ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [ الشورى : 11 ] ، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه وتعالى » ( «فتح الباري» (3/197) ).

وقال الألوسي - رحمه الله - : « هذا ، واستدلَّ بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة فيها وممَّن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطلٌ عاطلٌ فاسدٌ كاسدٌ فقد روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - : « لَعَنَ اللهُ تَعَالَى زَائِرَاتِ القُبُورِ وَالمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسُّرَجَ » ( أخرجه أبو داود (3236) ، والترمذي (320) ، والنسائي (2043) ، وأحمد (3108) ، من حديث أبي صالح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ، والحديث بهذا السياق ضعيف ، قال ابن رجب الحنبلي في « فتح الباري » (3/201) : « وقال مسلم في كتاب التفصيل : هذا الحديث ليس بثابت ، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه ، ولا يثبت له سماع من ابن عباس » . لكن ورد له شواهد تقويه في « لعن زائرات القبور » ، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره : « لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ » ، وأخرى في « اتخاذ المساجد على القبور » وقد تواتر ذلك عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - . انظر: « الإرواء » (3/212) ، و « السلسلة الضعيفة » (1/393) للألباني )... إلى غير ذلك من الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة .

وذكر ابن حجر في « الزواجر » ( « الزواجر » للهيثمي (194) في الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون : اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانًا ، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها ) : « أنه وقع في كلام بعض الشافعية عدّ اتخاذ القبور مساجد والصلاة إليها واستلامها والطواف بها ونحو ذلك من الكبائر » ( « تفسير الألوسي » (11/196) ) .

قلت : وليس النهي منقولاً عن الشافعية فقط بل عند كافَّة المذاهب ، فمن ذلك ما قاله القرطبي المالكي - رحمه الله - في معرض إيراده حديث عائشة - رضي الله عنها- : « قال علماؤنا : وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد » ( « تفسير القرطبي » (10/380) ) .

وقال ابن قدامة الحنبلي - رحمه الله - : « ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر ، ولأنَّ النبيَّ - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - قال : « لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ » يحذر ما صنعوا ... ، ولأنَّ تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها ، والتقرُّب إليها ، وقد روينا أنَّ ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات باتخاذ صورهم ومسحها والصلاة عندها » ( « المغني » (1/360) ) .

وقال الزيلعي الحنفي - رحمه الله - : « ويكره أن يبنى على القبر أو يقعد عليه أو ينام عليه أو يوطأ عليه أو يقضى عليه حاجة الإنسان ... أو يصلى إليه أو يصلى بين القبور ... ونهى - عليه الصلاة والسلام - عن اتخاذ القبور مساجد » ( « تبيين الحقائق » للزيلعي (1/246) ) .

وهكذا صرَّح عامَّة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد عليها مُتابعةً منهم للسُّنَّة الصحيحة الصريحة من غير اختلافٍ بين الأئمة المعروفين ، قال ابن تيمية - رحمه الله - : « ويحرم الإسراج على القبور ، واتخاذ المساجد عليها وبنيها ويتعيَّن إزالتها، ولا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين » ( « اختيارات ابن تيمية » للبعلي (81) ) .

هذا ، وإن كان المنقول عن طائفة أهل العلم أطلقت الكراهة على بناء المساجد على القبور ، فإنه ينبغي أن تحمل على الكراهة التحريمية إحسانًا للظنِّ بالعلماء لئلاَّ يُظنَّ بهم أنهم يجوزون نهيًا تواتر عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - أنّه لَعَن فاعله وشدَّد النكير والوعيد على فعله .

فالحاصل أنه اجتمع في اتخاذ القبور مساجد فتنتين وقع بسببها الضلال والانحراف العقدي :

الأولى : فتنة القبور ، وهي أعظم الفتنتين ومبتدأها حيث عظموها تعظيمًا مبتدعًا آل بهم إلى الشرك .

الثانية : فتنة التماثيل والصور التي وضعت للتأسي والتذكار ثمَّ نسي القصد وآل بهم الأمر إلى عبادتها .

فكان المغضوب عليهم والضالون يبنون المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم ، وقد جاءت النصوص الصحيحة والصريحة متواترة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بنهي أُمَّته عن ذلك والتغليظ فيه في غير موطن حتى في وقت مفارقته الدنيا .

قال ابن القيم - رحمه الله - : « وبالجملة فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه ، وفهم عن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - مقاصده ، جزم جزمًا لا يحتمل النقيض أنَّ هذه المبالغة منه باللعن والنهى بصيغتيه : صيغة : « لا تفعلوا » ، وصيغة : « إني أنهاكم » ليس لأجل النجاسة ، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه ، وارتكب ما عنه نهاه ، واتبع هواه ، ولم يخش ربه ومولاه ، وقلّ نصيبه أو عدم عن تحقيق شهادة أن لا إله إلاَّ الله . فإنَّ هذا وأمثاله من النبيِّ - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - صيانةً لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه ، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه . فأبى المشركون إلا معصية لأمره ، وارتكابًا لنهيه ، وغرَّهم الشيطان . فقال : بل هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين . وكُلَّما كنتم أشدّ لها تعظيمًا ، وأشدّ فيهم غلوًّا ، كنتم بقربهم أسعد ، ومن أعدائهم أبعد .

ولعمر الله، من هذا الباب بعينه دخل على عبَّاد يغوث ويعوق ونسر ، ومنه دخل على عباد الأصنام منذ كانوا إلى يوم القيامة . فجمع المشركون بين الغلو فيهم ، والطعن في طريقتهم وهدى الله أهل التوحيد لسلوك طريقتهم ، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها : من العبودية وسلب خصائص الإلهية عنهم ، وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم » ( « إغاثة اللهفان » (1/189) ) .

هذا، وعلى فرض أنَّ الذين غلبوا على أمرهم - في الآية - لم يكونوا نصارى فلا يتمُّ التسليم بأنهم كانوا مؤمنين ، بل هم الملوك والولاة كما ذكر ذلك ابن رجب وابن كثير والآلوسي وغيرهم ( انظر : « روح المعاني » للآلوسي (15/236). « فتح الباري » لابن رجب (3/194). و « تفسير ابن كثير » (3/78) ) ، وقد كانوا أهل شرك أو فجور ، حيث إن لفظة « لَنَتَخِذَنَّ » تلائم أهل القهر والغلبة من الملوك والولاة ، دون « اتخذوا » بصيغة الطلب المعبر بها الطائفة الأولى ؛ ذلك لأنَّ مثل هذا الفعل تنسبه الولاة إلى نفسها ، وضمير « أَمْرهِمْ » هنا للموصول المراد به الولاة ، ومعنى غلبتهم على أمرهم : أنهم إذا أرادوا أمرًا لم يتعسَّر عليهم ، ولم يحل بينه وبينهم أحد ، كما قال - تعالى - : ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ [ يوسف : 21 ] .

قال ابن رجب - رحمه الله - : « فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور ، وذلك يشعر بأن مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى ، وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المتبعين لما أنزل الله على رسله من الهدى » ( « فتح الباري» (3/194)).


قلت : وليس في الآية إقرار على فعلهم ، بل فيها إنكار ، لأنه يكتفى في الردِّ على الكفار أو الفجار عزو حكاية القول إليهم ، إذ المعلوم - أصوليًّا - أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون المسكوت عنه صادرًا من كافر أو فاجر فلا عبرة فيه لما علم بالضرورة إنكاره - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - لما يفعله الكفار والفجار ، كما أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون الشارع قد بَيَّن حكمه بيانًا يسقط عنه وجوب الإنكار وقد لعنهم الله - تعالى - على لسان نبيِّه - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - فأيُّ إنكار أوضح من هذا ؟
وإذا سلَّمنا - جدلاً - أنهم كانوا مسلمين فلا يتمُّ التسليم بأنَّ فعلهم محمودٌ شرعًا ورد - على وجه الصلاح - تمسُّكًا بشريعة نبي مرسل .

قال ابن كثير - رحمه الله - بعد ما حكى عن ابن جرير القولين : « والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ ، ولكن هل هم محمودون أم لا ؟ فيه نظر ؛ لأنَّ النبيَّ - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - قال : « لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ واَلنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ » يحذر ما فعلوا ، وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق ، أمر أن يخفى عن الناس ، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده ، فيها شيء من الملاحم وغيرها » ( « تفسير ابن كثير » (3/78) ) .

وعلى تقدير أنهم أهل إيمان وصلاح ، ووقع صنيعهم محمودًا بالنظر لتمسكهم بشريعة نبي مرسل ، فجوابه من جهتين :

الجهة الأولى : لا يلزم الأخذ بمضمون الآية الدالة على جواز بناء المسجد على القبر ؛ لأنَّ ما تقرر - أصوليا - « أنَّ شَرْعَ مَنْ قَبْلَنَا لَيْسَ شَرْعٌ لَنَا » ، ولا يحلُّ الحكم بشريعة نبيّ مَن قبلنا لقوله - تعالى - : ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [ المائدة : 48 ] ، ولقوله - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - : « فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ » فذكر منها : « أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَأَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - بُعِثَ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ وَالنَّاسِ كَافَّةً » ( أخرجه مسلم ، كتاب «الصلاة» (1167) ، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، ورواية «الأحمر والأسود» أخرجها : الدارمي في «سننه» (2375) ، وأحمد (20792) ،من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - ، وأحمد كذلك : (2737) ، من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - . قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/261) : « رجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث » ، وصححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد» (4/261) ، والألباني في «الإرواء» (1/316) ) ، فدلَّ ذلك على أنه لم يبعث الله - تعالى - إلينا أحدًا من الأنبياء غير محمَّد - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - ، وإنما كان غيره يبعث إلى قومه فقط لا إلى غير قومه .

الجهة الثانية : وعلى تقدير أنَّ شرع من قبلنا شرع لنا فمشروط بعدم التصريح في شرعنا ما يخالفه ، ويبطله ، فإن ورد في شرعنا ما ينسخه لم يكن شرعًا لنا بلا خلاف ، كالأصرار والأغلال التي كانت عليهم في قوله - تعالى - : ﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [ الأعراف : 157 ] ، وقد جاءت النصوص الحديثية متضافرةً ومتواترة تنسخ هذا الحكم وتنهى عن بناء المساجد على القبور وتغلِّظ النكير .

قال ابن تيمية - رحمه الله - : « فإنَّ الله تعالى قد أخبر عن سجود إخوة يوسف وأبويه وأخبر عن الذين غلبوا على أهل الكهف أنهم قالوا : ﴿ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا ﴾ ونحن قد نهينا عن بناء المساجد على القبور » ( « مجموع الفتاوى » (1/300).) .

وقال ابن كثير - رحمه الله - : « وهذا كان شائعاً فيمن كان قبلنا ، فأمَّا في شرعنا فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - أنه قال : « لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا » ( « البداية والنهاية » (2/116)) .

قال الآلوسي - رحمه الله - : « مذهبنا في شرع من قبلنا وإن كان أنه يلزمنا على أنه شريعتنا ، لكن لا مُطلقًا ، بل إن قصَّ اللهُ - تعالى - علينا بلا إنكار ، وإنكارُ رسوله - صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - كإنكاره - عزَّ وجلَّ - ، وقد سمعتَ أنه - عليه الصلاة والسلام - لَعَنَ الذين يتخذون المساجد على القبور ، على أن كون ما ذكر من شرائع من قبلنا ممنوع ، وكيف يمكن أن يكون اتخاذ المساجد على القبور من الشرائع المتقدمة مع ما سمعت من لعن اليهود والنصارى حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، والآية ليست كالآيات التي ذكرنا آنفًا احتجاج الأئمة بها ، وليس فيها أكثر من حكاية قول طائفة من الناس وعزمهم على فعل ذلك ، وليست خارجة مخرج المدح لهم والحض على التأسِّي بهم ، فمتى لم يثبت أنَّ فيهم معصومًا لا يدل على فعلهم - فضلاً عن عزمهم - على مشروعية ما كانوا بصدده . وممَّا يقوِّي قِلة الوثوق بفعلهم القول بأنَّ المراد بهم الأمراء والسلاطين كما روي عن قتادة » ( « روح المعاني » (5/31) ) .

فالحاصل: إن كان بناء المساجد على القبور سُنَّة النصارى ، فإن كان شرعًا لهم فقد نسخه الإسلام بما نطقت الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة ، وإن كان بدعةً منهم فأجدر بتركها والتخلي عنها إذ « كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ » ( أخرجه أبو داود ، كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4607) ، والترمذي ، كتاب العلم ، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (2676) ، وابن ماجه ، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين (42) ، وأحمد (17608) ، من حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - ، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير» (9/582) ، والألباني في «السلسلة الصحيحة» (2735) ، وحسَّنه الوادعي في «الصحيح المسند» (938) ) ، ولا يستدلُّ بالآية بمعزل عمَّا تقتضيه الأحاديث الثابتة اكتفاءً بالقرآن الكريم واستغناءً عن السُّنَّة المُطهَّرة فإنَّ هذا من صنيع أهل الأهواء والبدع ، وأهلُ الحقِّ يؤمنون بالوحيين ، ويعلمون أنَّ طاعة الرسول من طاعة الله - تعالى - ، ويعملون بمقتضاهما، قال - تعالى - : ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ﴾ [ النساء : 80 ] ، وقال - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - : « أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ القُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ » ( أخرجه أحمد (16722) ، من حديث المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - . وأخرجه أبو داود كتاب السنة ، باب في لزوم السنة (4604) بلفظ : « أَلاَ إِني أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ » ، والحديث صححه الألباني في «المشكاة» (1/57) ) ، وفي روايةٍ : «أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ مِثْل مَا حَرَّمَ اللهُ » ( أخرجه أحمد (16743) ، والدارمي (592) ، من حديث المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - . والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع» (8186) ) ، وفي سياق تمثيل من يكتفي بالقرآن ويستغني عن السُّنَّة ، يقول الألباني - رحمه الله - : « وما مثل من يستدلُّ بهذه الآية على خلاف الأحاديث المتقدِّمة إلاَّ كمثل من يستدلُّ على جواز صنع التماثيل والأصنام بقوله - تعالى - في الجِنِّ الذين كانوا مُذَلَّلِين لسليمان - عليه السلام - : ﴿ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ﴾ [ سبأ : 13 ] ، يستدل بها على خلاف الأحاديث الصحيحة التي تحرم التماثيل والتصاوير ، وما يفعل ذلك مسلمٌ يؤمن بحديثه - صَلَّى الله عليه وآله وسلم - » ( «تحذير الساجد» للألباني (83) ).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليمًا.



الجزائر في : 16 المحرم 1430ﻫ
الموافق ﻟ :13 جانفي 2009م


المصدر : https://ferkous.com/rep/M36.php






















قديم 2013-02-10, 11:59   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطوف الجنة مشاهدة المشاركة
نستشهد عليكم بكلام مخالفيكم كالروافض
يقول العالم الإمامي الشيعي المازندراني: (الأشاعرة يثبتون له تعالى صفات الجسم ولوازم الجسمية ويتبرؤن من التجسيم.. وهذا تناقض يلتزمون به ولا يبالون، وهذا يدل على عدم تفطنهم لكثير من اللوازم البينة أيضاً، وعندنا هو عين التجسيم).

فإن كان المخالفون ليسوا حجة عليك فكيف يكون اعلامك حجة لك !!
هذا مفيد فكثير من القبوريين الجهمية يقعون في هذا الخطأ المنهجي (ولا أستبعد ذلك عمدا ) فيسردون لك أقوال أعلام مذهبهم.

دعيك من الخرطي فالرافضة معتزلة بعد ان كانو مجسمة خلص ، ولك انت تطلعي على الشهرستاني، وحتما ستعرفين من هم اهل السنة ومن هم الحشوية ومنهم الرافضة









قديم 2013-02-10, 12:43   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطوف الجنة مشاهدة المشاركة
الإمام الصحاوي سلفي قح وهذا الكلام الذي نقلته عنه يعتبر خارج محل النزال فلا أخالفه ألبتة في أن الله تعالى لا تحوية الجهات الست بل هو فوق الجهات الست .
قال ابن القيم: ((وكذلك قولهم ننزهه عن الجهة؛ إن أردتم أنه منزه عن جهة وجودية تحيط به وتحويه ‏وتحصره إحاطة الظرف بالمظروف فنعم هو أعظم من ذلك وأكبر وأعلى. ولكن لا يلزم من كونه فوق ‏العرش هذا المعنى. وإن أردتم بالجهة أمراً يوجب مباينة الخالق للمخلوق, وعلوه على خلقه, واستواءه ‏على عرشه فنفيكم لهذا المعنى الباطل, وتسميته جهة اصطلاح منكم توصلتم به إلى نفي ما دل عليه ‏العقل والنقل والفطرة, وسميتم ما فوق العالم جهة, وقلتم منزه عن الجهات, وسميتم العرش حيزاً, و ‏قلتم ليس بمتحيز, وسميتم الصفات أعراضاً, وقلتم الرب منزه عن قيام الأعراض به)) مختصر الصواعق" (1/181).‏

هل هناك جهات مخلوقة واخرى غير مخلوقة؟؟؟ وبن قيم الجوزية يثبت ان الله قاعد على العرش ويقعد سيدنا محمد معه ، تعالى الله علوا كبيرا.
-المخالف لا يدرك خطورة مايقول من تشبيه وتجسيم .









قديم 2013-02-10, 14:19   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة

هل هناك جهات مخلوقة واخرى غير مخلوقة؟؟؟ وبن قيم الجوزية يثبت ان الله قاعد على العرش ويقعد سيدنا محمد معه ، تعالى الله علوا كبيرا.
-المخالف لا يدرك خطورة مايقول من تشبيه وتجسيم .
ايها المتلون تقصد ابن تيمية لان ابن القيم الجوزي تلميذه هو من نسبوا اليه تلك الافتراات ..لانك ترداد مستنقعات المظلمة من الاحباش والروافض اليك الرد ..
ابنَ تيميةَ -رحمه الله- كان سابقًا لزمانه، بحرًا في كُلِّ فنٍّ لا تكاد تُكدّره الدِّلاءُ، ارتقى في مدارج العلم والكمال حتى بلغ ذِرْوَةَ المجد العلميِّ والنبوغِ الفكري، فسما عن الجيل الذي يعيش بينه، فهذه المنـزلةُ التي حباه الله بها -وإن كان يُغبَط عليها- إلاّ أنها في الوقت نفسه ابتلاءٌ له وامتحان، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَشَدُّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ..»(١- أخرجه الترمذي في «الزهد»، باب ما جاء في الصبر على البلاء: (2398)، وابن ماجه في «الفتن»، باب الصبر على البلاء: (4023)، والدارمي في «سننه»: (2681)، وابن حبان في «صحيحه»: (2900)، والحاكم في «المستدرك»: (120)، وأحمد: (1497)، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (3/52)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (143)، وحسنه الوادعي في «الصحيح المسند»: (377))، وفي مقابل هذه النعمة التي منحها الله له لاقى من خصومه ومخالفيه أنواعًا من الافتراءات وألوانًا من التُّهم دفع ثمنها باهضًا، وكما قيل: «وَلاَبُدَّ دُونَ الشَّهْدِ مِنْ إِبَرِ النَّحْلِ»(٢- من ديوان أبي الطيب المتنبي في مدح أبي الفوارس دليز بن لشكروز، وكان قد أتى الكوفة لقتال الخارجي الذي نجم بها من بني كلاب، وانصرف الخارجي قبل وصول دليز إليها. وانظر «التمثيل والمحاضرة» للثعالبي: الفصل الثالث فيما يكثر التمثيل به في جميع الأشياء. و«نفح الطيب» للمقري: (4/501)).


وميزةُ ابنِ تيميةَ -رحمه الله- في تآليفه الكثيرة العامرة ومناظراته العلمية الدَّقيقة أن يستوثقَ من كلام المخالفين عند تعرُّضه لهم بالنقد والتفنيد والتقويم، فلا يُسنِد لهم أقوالاً يفترضها لهم تَقَوُّلاً ثمّ يجيب عنها ويناقشها بالردِّ والقَبول، كما هو صنيعُ كثيرٍ من خصومه الأقدمين والمُحْدَثين والمعاصرين، وإنما يُسْنِدُ لهم القولَ عن بيِّنةٍ بالمشافهة أو بنقل مستوثق من كتاب يعرفه، يخطِّئ الآراء الفاسدة الناشئة عن ضلال الأفكار وانحراف المعتقدات، ويدمغ الباطلَ بالبرهان والحجّة، والكتاب والسُّنَّة، فوقع كلامُه في نفوس المخالفين له موقعَ التسليم، ولعِظم الدهشة التي أصيبوا بها لم يطيقوا نقضَهُ إلاّ من جهة اختلاق أقوالٍ نسبوها إليه افتراءًَ وتزويرًا ولا حقيقة لها ولا محصِّل.

قال ابنُ تيمية -رحمه الله-:

«وَكَانَ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ زُوِّرَ عَلَيَّ كِتَابٌ إلَى الأَمِيرِ رُكْنِ الدِّينِ الجاشنكير أُسْتَاذِ دَارِ السُّلْطَانِ يَتَضَمَّنُ ذِكْرَ عَقِيدَةٍ مُحَرَّفَةٍ وَلَمْ أَعْلَمْ بِحَقِيقَتِهِ؛ لَكِنْ عَلِمْت أَنَّهُ مَكْذُوبٌ»(٣- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (3/160))، لذلك كان سبيلُ النقد الموجّه له ضعيفًا من جهة التوثُّق من أقواله، أو من جهة الجهل بمقصده ومرماه، أو عدم الإدراك لمغزاه، أو ترتبه كأثرٍ ناتجٍ عن تعصّب لآرائهم أو آراء كبرائهم.


ومن ضروب النقد التي شَنَّهَا عليه خصومُهُ لَمَّا أَلَّفَ ردَّه على الإخنائي، وحرّم فيه بناءً على النصوص الحديثية شدَّ الرحال لزيارة القبور، وهي من أشدّ المعارضات التي لَقِيَهَا ابنُ تيمية -رحمه الله- من خصومه، ولا تزال ساحتها حامية الوطيس بين أهل التوحيد وأهل القبور من الصوفية وأهل الطرق وغيرِهم، كما وُجّهت له انتقادات بسبب تأليفه للفتوى الحموية التي أبرز فيها معتقدَ أهل السُّنَّة وما يجب اعتقاده بالأخصِّ في مسائل الأسماء والصفات، وقد لاقى بسببها من خصومه معارضةً وتشنيعًا، وبالأخصّ الأشاعرة الذين كانوا يمثلون –آنذاك- الأغلبية من الناس، ومن صُوَر النقد -أيضًا- أنه نسب إليه التناقض في قوله ﺑ: «قدم جنس الكلام وحدوث آحاده»، وأنه القائل ﺑ: «حلول الحوادث بالذات» وغيرها من الانتقادات والمعارضات.


ولعلّ أقوى موجةِ نقدٍ نشهدها اليوم ما يُروِّجه بعضُ أساتذة الفلسفة والمنطق اليوناني ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ﴾ [الأعراف: 202]،
من نسبة تهمة التشبيه والتجسيم لابن تيمية -رحمه الله- في محاولات جريئة ومسطّرة، تتطابق وقولَ ابن العربي المالكي(٤- هو محمّد بن عبد الله بن محمّد المعافري الإشبيلي، الشهير بأبي بكر ابن العربي المالكي، كان من كبار علماء الأندلس، ولي قضاء إشبيلية ثمّ صرف من القضاء، وأقبل على نشر العلم،

وله تصانيف شهيرة منها:
«العواصم من القواصم»، و«أحكام القرآن»، و«قانون التأويل»، و«عارضة الأحوذي»، و«المحصول في الأصول»
توفي بالقرب من فاس سنة (543)، وحمل إليها ودفن بها.
انظر ترجمته في: «الصلة لابن بشكوال»: (2/590)، «المرقبة العليا» للنباهي» (105)، «وفيات الأعيان» لابن خلكان: (4/296)، «الديباج المذهب» لابن فرحون: (281)، «الوفيات» لابن قنفد: (279)، «شذرات الذهب» لابن العماد: (4/141)، «الفكر السامي» للحجوي: (2/221) ):
«والناس إذا لم يجدوا عيبًا لأحد، وغلبهم حسدهم وعداوتهم له أحدثوا له عيوبًا.. فيقذفوا في قلوب الناس ما لا يرضاه الله تعالى وليحتقروا السلف ويهونوا الدين»(٥- «العواصم من القواصم»: (2/469))،
والكيِّس إذا أنعم النظر يُدرك أنَّ النقد غيرُ موجّهٍ لشيخ الإسلام على الخصوص وإنما يستهدف المنهجَ السلفيَّ المتمسّك بدعوته بُغيةَ إفساد الناس عليه وإبعادهم عنه والانتقاص من علمائه ونسبة المآخذ لرواده.


ومما نسبوا إليه من القول -جريًا على ما ذكره ابن بطوطة(٦- هو الرحالة المؤرّخ محمّد بن عبد الله اللواتي المعروف بابن بطوطة، ولد بطنجة بالمغرب الأقصى سنة 703ﻫ، وطاف ببلدان عدة في قارات مختلفة، واتصل بكثير من الملوك والأمراء والعلماء، ثمّ عاد إلى المغرب الأقصى، وانقطع إلى «أبي عنان» من ملوك بني مرين، وتوفي بمراكش سنة 779ﻫ،
من آثاره: رحلته المسماة ﺑ: «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار». انظر ترجمته في: «إيضاح المكنون» للبغدادي: (1/262)، «الأعلام» للزركلي: (7/114)، «معجم المؤلفين» لكحالة: (3/451) ) في رحلته- أنه حضر يوم الجمعة، وهو يعظ الناس على المنبر الجامع إلى أن قال: «فذكر حديث النزول، فَنَزل على المنبر درجتين فقال: كَنُزولي هذا»(٧- «رحلة ابن بطوطة»: (95، 96))،

كما نسبوا إليه -كذبًا وافتراءً- القولَ: «بأنّ الله يَنْزل إلى السماء الدنيا إلى مرجة خضراء، وفي رجليه نعلان من ذهب»(٨- «الإمام ابن تيمية وموقفه من قضية التأويل» للجنيد: (414)، «حياة ابن تيمية» لبهجة البيطار»: (50))،
وأنه قال -أيضًا-: «إنّ الله يجلس على العرش وقد خلى مكانًا يقعد فيه رسول الله»(٩- المصدران السابقان. في مسألة إقعاد النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على العرش ليس فيها إلاّ حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، حَكَمَ عليه أهلُ الحديثِ بأنه باطلٌ، وله طَريقٌ موصولةٌ وموقوفةٌ لا يثبت إسنادُها. [انظر: «السلسلة الضعيفة» للألباني: (2/255) برقم: (865)].


وابن تيمية -رحمه الله- في هذه المسألة إنما حكى أنّ مِنَ السَّلَفِ مَنْ قال بذلك وأنكرها آخرون، حيث قال في «مجموع الفتاوى» (4/374):
«قد حَدَّث العلماءُ المرضيُّون وأولياؤُه المقبولون أنّ محمّدًا رسولُ الله يجلسه ربُّه على العرش معه، وروى ذلك محمّد بن فضيل عن الليث عن مجاهد في تفسير ﴿عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79]، ذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة، قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أنّ المقام المحمود هو الشفاعة باتفاق الأئمّة من جميع من ينتحل الإسلام ويدّعيه لا يقول إنّ إجلاسه على العرش منكر».

قلت: وما حكاه عنهم ونقله هو صادق فيه،
قال ابن حجر في «فتح الباري» (2/95): «وقيل إجلاسه على العرش، وقيل على الكرسي، وحكى كِلاَ القولين جماعةٌ»،

ولا يلزم من حكاية مذهب مجاهد وغيره القول به والتزامه. وعلى تقدير التسليم بصِحَّة نِسْبَة هذه المسألة لابن تيمية -رحمه الله- فقد تكلّم فيها جماعةٌ من السَّلَف كمجاهد، ورواه الطبري عن جماعة من السلف ولم ينكر رواية مجاهد في إقعاد النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على العرش، وأيّد كلام مجاهد أبو بكر المروزي وأبو داود السجستاني صاحب السنن، وإبراهيم الحربي ومحمّد بن مصعب العابد شيخ بغداد وخلق كثير.

ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله في «درء تعارض العقل والنقل» (3/19):
«حديث قعود الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على العرش رواه بعض الناس من طُرُقٍ كثيرةٍ مرفوعةٍ وهي كلّها موضوعة، وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف، وكان السلف والأئمّة يروونه ولا ينكرونه، ويتلقَّونه بالقَبول، وقد يقال: إنّ مثل هذا لا يقال إلاّ توقيفًا لكن لابدّ من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من كلام غيره، سواء كان من المقبول أو من المردود» )


ليت الإخوة الأشاعرة يجيبون عن السؤال ((أين الله))؟!.
فقد قرأت كل المشاركات ولم أجد إجابة صريحة؟
الإجابة التي وجدتها من الأشاعرة هي(هو على كان)).
والرد هو:
لكن لما خلق الله الكون هل جعل الكون في الأسفل أو في العلو؟!.
إن قلتم في الأسفل فهذا يعني أن الله في العلو لأنه كما ذكرتم(هو على ماكان)).
وإن قلتم في العلو فقد جعلت خالقكم في السفل وهذا كفر صريح عياذا بالله.


انا اثبت ما جاء في القران والسنة فقط لا ازيد كما اشاء وانقص كما ابغي. الله يقول انه على العرش في السماء ولما نقول كما جاء تظنوننا من الكاذبين ???
اما شجاعتي فلن تخولني لكي اضيف ما لم ياتي في الكتاب والسنة فلما اقرء ان الله في السماء على العرش لن اات بشجاعة لاعطله. واقول انه ليس موجود فيما معناه

نعم انا سالت سؤالا وسؤالا لكنكم لا تجيبوا عن الاسئلة واذا اجبتم عليها فمن بنات افكاركم فانتم تخافون من الاستدلال بالكتاب والسنة. لذلك تذهبون الى بتر النصوص وتحريفها وتاويلها لتعطيل الله جل وعلا فوق كل شيء لا بل يفضحهم والدليل على ذلك اجابتك على السؤال انت قلت فوق العرش كتاب عند الله. انا فهمت ان الكتاب فوق العرش والله على العرش لكني اريد فهمك هل افهم انك فهمت ان الكتاب على العرش والله ليس على العرش. يجب عليك التصريح بتعطيلك. فقولك فوق العرش يوجد كتاب (وفقط ام ماذا) وكانك لا تريد الاية {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}. بطريقة غير مباشرة تكذب هذه الاية الصريحة التي تدل على ان الله على العرش. مما جعل اخوانك في التعطيل والتحريف يخافون من ان يجيبوا جوابك.
يعني لماذا لم تجب عن السؤال رقم 1 القائل اين الله... ثم هذا السؤال الذي صعب على تحريفك لاية الاستواء على العرش هو اولى للمناقشة ان كنت تريد الاستدلال بالوحي. اما الفضيحة فلا يهمنا هنا فضيحة بل يهمنا الحق فقط وكل جواب ياخذنا للحق نجيب عليه ونناقش اجابته ...لانني لو كنت اريد غير ذلك لقلت لك الله على العرش فوق السماء بائن عن خلقه واذا كنت ترى غير ذلك فاقسم انه ليس في السماء على العرش وليس بائن من خلقه واسال الله ان يحشرك مع امام التعطيل فرعون الذي امر اشيخ المعطلين هامان ان يبني له صرحا ليصعد الى السماء ويبين ان الكليم موسى عليه السلام من الكاذبين ان كان كما قلت انا









 

الكلمات الدلالية (Tags)
مكان, الله, الشيخ, الشعراوي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc