اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدو الصغير
السلام عليكم ورحمة الله
عكفت في الأيام الخوالي في مكتبتي أطالع بعضا من كتبي تحكي عن حياة الصالحين من الأولين والتابعين، علني أستفيد من تجاربهم في الحياة وأستشرف بعض الأسرار المتعلقة بعبادتهم وقربهم من خالقهم، غير أنني عجبت تمام العجب من حالهم وبهت من ما قرأت، وما شدني أكثر إليهم كثرة عبادتهم وتنوعها وحرصهم على كل صغيرة وكبيرة تقربهم إلى خالقهم، ومن بين ما قرأت عنهم أن :
- منهم من من لم تفته صلاة الجماعة أربعين عاما.
- ومنهم من كان يصلى الفجر بوضوء العشاء كل ليلة.
- ومنهم من كان يختم القرآن في كل ليلة.
- ومنهم من كان يصوم النهار ويقوم الليل من غير انقطاع.
- ومنهم من يمر على الآية من كتاب الله فيغشى عليه من وقعها.
- وهذا أبوبكر الصديق رضي الله عنه أحد المبشرين بالجنة يقول والله لا آمن مكر الله ولو كانت إحدى قدمي في الجنة.
- وهذا الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأحد المبشرين بالجنة حينما أتته الوفاة يضع خده على التراب ويقول لعل الله ينظر إلي على هذه الحال فيرحمني.
- وهذه أم المؤمنين عائشة في لحظات موتها تقول" والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً"
- …….
ثم رجعت إلى نفسي وتساءلت : أين أنت من هؤلاء؟ وأين عملك من عملهم؟ هل تطمع أن تدخل الجنة وما لك شيء مما لديهم؟
ولقد خطر ببالي أن أعد زمن عبادتي وقربي من ربي طيلة حياتي، فبدأت بالعد وقلت فرضا أنني سأعيش سبعين سنة إن شاء الله وقدر لي ذلك، هذا العمر القصير منه خمس عشرة سنة سن الصبا حيث لا يدري الصبي ما يصنع ولا يعي ما يقول، فما بقيت إلا خمسا وخمسين سنة نصفها نوم والنائم مرفوع عنه القلم، فما بقي إلا حوالي اثنين وعشرين سنة، فما مقدارعبادتي في هذه السنوات القلائل؟ لا شيء حسب علمي عدى بعض ركيعات الصلاة المفروضة وبقية الأركان المفروضة والمقدور عنها ولا أدري أتقبلت أم لم تتقبل مع تقصير كبير وتفريط مني ومعاصي لا حصر لها،
فقالت لي نفسي في كبر وخبث : أبهذا العمل الذي لا يكاد يذكر تطمع دخول الجنة؟ هيهات لمثلك أن يدخل الجنة، أين عملك مما اطلعت عليه من حياة الصالحين والعباد ممن سبقوك، ما أرى لك في المركب من بضاعة رابحة وما أرى سفينة العمر إلا قربت من ساحل القبر فما أنت فاعل؟ فاضطرب فؤادي وتحير فكري وكاد يطيش عقلي وقلت هلكت وربي، وأخدت أبالغ في الفكر محاولا الخلاص من هذا الهم بكل حيلة وبكل وجه، فما رأيت طريقا للخلاص، ومازلت على تلكم الحال إلى أن تأملت حالي ورجعت إلى نفسي واستغفرت ربي فاستشعرت بعض نسائم الفرج، فقد تذكرت قوله تعالى( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)، ثم تذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه "ما منكم من أحد ينجيه عمله. قالوا : ولا أنت؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدن الله برحمته"، وقوله أيضا "من قال : لا إله إلا الله دخل الجنة"، فسكنت نفسي واطمئنت من فزع ما أصابها، ثم عزمت على تجديد التوبة والإستغفار في كل حين عل الله يتغمدني برحمته التي وسعت كل شيء سائلا المولى عز وجل أن يلهمني يقظة تامة تصرف عني رقاد الغفلات، وعملا صالحا آمن معه الندم يوم الإنتقال، هذا حالي يا أخوان فهل تراه حالكم كحالي؟؟ سلام.
|
عمر بن الخطاب تكتب بهذا الشكل لأن كلمة ابن جاءت بين علمين ........إذا كان الفعل الماضي على وزن استفعل فلا داعي لكتابة الهمزة مثلا استنتاج .....استفعال........بارك الله فيك...حاول الـتأكد