وَبِهِ أقول فهل من قائل؟! - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وَبِهِ أقول فهل من قائل؟!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-07-31, 06:49   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *Jugurtha* مشاهدة المشاركة

بارك الله فيك على ما تفضلتَ به وإن كانَ أكثر ما ذكرته يتحدث عن هجر أهل المعاصي والفجور وليس هذا محلُّ بحثنا فليس كل مبتدع فاجر ولا كلُّ فاجرٍ مبتدع


وفيك بارك الله أخي يوغرطة
عجَّلتَ عليَّ بعض الشيء مع أني ذكرتُ: يتبع إن شاء الله
أما كان من حقي عليك الصبر حتى أكمل ، ولكن لا عليك أحسن الله إليك
ملاحظة : وقع سقط في أصل المشاركة يا حبذا لو تتداركه في الاقتباس حتى تستقيم الجملة (نحويا ) :
اقتباس:
قبل أن تعرف الجواب هل (كان) سؤالكَ سؤالاً استفساريا أم سؤالا اختباريا أم سؤالا تعجيزيا ؟



وعوداً على ذي بدء : لا يا أخي ليس الأمر كما ذكرتَ، لأن موضع الشاهد قد لونته باللون الأحمر ، فأعد البصر كرتين ينقلب إليك على غير ما أنت به ظنين، وإليك التبيين :
المشاركة رقم (10) : لا تجالسوا أهل الخصومات، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله .
من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافرا ،
..ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تعتقد مودتهم ، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم ، ثم ذكر بعض الآثار عن السلف في هجر المبتدعة) .
المشاركة رقم(11): وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى
وروى جويبر عن الضحاك قال: ( دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة)) اهـ
المشاركة رقم(12): وقد ذهب إلى هذا جماعة من أئمة هذه الأمة ، وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم: أحمد بن حنبل والأوزاعي، وابن المبارك، فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع،
قالوا: ينهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا ألحق بهم ، يعنون في الحكم )
المشاركة رقم(14):(الصحيح في معنى هذه الآية أنها دالة على هجران أهـل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم ..
المشاركة رقم(15): تتكلم عن القدرية وحكم الإمام مالك فيهم
وهم أهل بدعة منكرة فيها وصف الله بالجهل وأن الأمر أنف = أي أن الله لا يعلم بالحوادث إلا بعد وقوعها ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيراً ) و هم ليسوا من أهل المعاصي كما لا يخفى
المشاركة رقم(17): وفي سنن أبي داود -رحمه الله تعالى-:

باب مجانبة أهل الأهواء أوبغضهم، وباب ترك السلام على أهل الأهواء
وفي رياض الصالحين للنووي -رحمه الله تعالى- :
باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق
وفي شرح السنة للبغوي -رحمه الله تعالى- : باب مجانبة أهل الأهواء
- وفي الترغيب والترهيب للمنذري رحمة الله تعالى :
الترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب
المشاركة رقم(18): قول البغوي: وظهور الأهواء والبدع فيهم ، ... الأهواء والبدع معتقداً
المشاركة رقم(19): قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:
( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)
متفق عليه
وابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال ، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم بقوله:
« فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم »

المشاركة رقم(20): عن القدرية النفاة للقدر / عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم قال:


« لكل أمة مجوس، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر،
إن مرضوا فلاتعودوهم،وإن ماتوا فلا تشهدوهم » .

رواه أحمد، والطبراني والحاكم وهو في صحيح الجامع(5163)
المشاركة رقم(20): عن المُحدِثِ في الدين / حديث الصحيفة المشهور عن علي -رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- وفيه

«المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»
متفق عليه




هل هذا هو محل البحث أم الأمر كما قلت :وليس هذا محلُّ بحثنا
أمَّا قولكَ: ( فليس كل مبتدع فاجر ولا كلُّ فاجرٍ مبتدع ) فهو حق لا مرية فيه

ومعذرة على تكرار النقل، فقد اقتضاه المقام لإيضاح المقال










 


قديم 2012-07-31, 07:10   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *jugurtha* مشاهدة المشاركة

فكثيرٌ من المبتدعة هم أهل خيرٍ وصلاح منهم من خدم الإسلام وأقامهُ وخدمَ العلم الشرعي....صلاح الدين الايوبي مثلاً كان أشعريا مُتصوفا وأغلبُ شرّاح الصحيحين و كتب السنن أشاعرة !
كما قلتَ القرطبي -- ليس وهابيا -- فلو وضعناهُ في ميزان السلف فهو أشعري مبتدع وجب هجره وتأنيبهُ ...ذكرتَ أقوالاً لإبن العربي والبغوي والنّووي والمنذري وهم من أئمة الأشعرية....أرأيتَ كيف تستدل بكلام المبتدعة لتُثبتَ هجر المبتدعة !!

أخي الفاضل وقع لك شيء من التجاوز في التعميم فأخطأت النتيجة

توضيح وبيان :
- ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه وليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه
- وهناك فرق بين من أراد الخير فأخطأه ومن أراد الشر فأصابه
- البدع ليست على مرتبة واحدة، منها ما هو مخرج من دائرة أهل السنة ومنها ما هو ليس بمخرج من دائرة أهل السنة ، بعبارة موجزة = هناك بدع مكفرة وهناك بدع مفسقة وبينهما درجات ورتب، واستحضر في ذهنك من يقول بخلق القرآن ومن يقول بوحدة الوجود ومن يقول أن علي -رضي الله عنه - أولى بالنبوة من خير الورى -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهلمَّ سحباَ
عفانا الله وإياكم من البدع وأهلها، وإليك بيان علمائنا المعاصرين ، رحم الله أمواتهم وحفظ أحياءهم


التبيان : أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين ، لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون ، ولا ينقصون قدرهم ، ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل ، والتأول له ، والترحم عليه ، كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه ؛ لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه ، وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال .
وقد وُجد في زماننا هذا من نال من الإمامين ابن حجر والنووي ، فحكم عليهما بأنهم مبتدعة ضالون ! ، وبلغت السفاهة ببعضهم أن قال بوجوب إحراق كتابيهما "فتح الباري" و "شرح مسلم " ! .
وليس معنى هذا أنهما لم يخطئا في مسائل من الشرع ، وبخاصة في باب صفات الله تعالى ، وقد علَّق عليها علماؤنا ، وبينوها ، وردوا عليهما ، مع الترحم عليهما ، والثناء بما يستحقانه ، والدعاء لهما ، والوصية بالاستفادة من كتبهما ، وهذا هو الإنصاف الذي عُرف به أهل السنَّة والجماعة ، بخلاف من بدَّعهما ، وضلَّلهما ، وقال بإحراق كتبهما ، وبخلاف من استدل بكلامهما كأنه شرع منزَّل ، وجعل ما يعتقدانه هو الحق الذي لا ريب فيه ، وسنذكر ما يتيسر من كلام علمائنا ليقف المسلم على الإنصاف ، والعلم ، والحكم بالعدل على هذين الإمامين .


1-سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟

فأجابوا :
" موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى ، أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء ، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير ، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود
"فتاوى اللجنة الدائمة"(3/241) .

2-وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- :
بالنسبة للعلماء الذين وقعوا في بعض الأخطاء في العقيدة ، كالأسماء والصفات ، وغيرها ، تمر علينا أسماؤهم في الجامعة حال الدراسة ، فما حكم الترحُّم عليهم ؟ .
الشيخ : مثل مَن ؟ .
السائل : مثل : الزمخشري ، والزركشي ، وغيرهما .
الشيخ : الزركشي في ماذا ؟ .
السائل : في باب الأسماء والصفات .
فأجاب :
"على كل حال ، هناك أناس ينتسبون لطائفة معينة شعارها البدعة ، كالمعتزلة مثلاً ، ومنهم الزمخشري ، فالزمخشري مُعتزلي ، ويصف المثْبِتِين للصفات بأنهم : حَشَوِية ، مُجَسِّمة ، ويُضَلِّلهم فهو معتزلي ، ولهذا يجب على مَن طالع كتابه "الكشاف" في تفسير القرآن أن يحترز من كلامه في باب الصفات ، لكنه من حيث البلاغة ، والدلالات البلاغية اللغوية جيد ، يُنْتَفع بكتابه كثيراً ، إلا أنه خَطَرٌ على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئاً ، لكن هناك علماء مشهودٌ لهم بالخير ، لا ينتسبون إلى طائفة معينة مِن أهل البدع ، لكن في كلامهم شيءٌ من كلام أهل البدع ؛ مثل ابن حجر العسقلاني ، والنووي رحمهما الله ، فإن بعض السفهاء من الناس قدحوا فيهما قدحاً تامّاً مطلقاً من كل وجه ، حتى قيل لي : إن بعض الناس يقول : يجب أن يُحْرَقَ " فتح الباري " ؛ لأن ابن حجر أشعري ، وهذا غير صحيح ، فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحداً قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه ، ويدلك على أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته - ولا أَتَأَلَّى على الله - قد قبلها : ما كان لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس ، لدى طلبة العلم ، بل حتى عند العامة ، فالآن كتاب " رياض الصالحين " يُقرأ في كل مجلس , ويُقرأ في كل مسجد ، وينتفع الناس به انتفاعاً عظيماً ، وأتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل هذا الكتاب ، كلٌّ ينتفع به في بيته ، وفي مسجده ، فكيف يقال عن هذين : إنهما مبتِدعان ضالان ، لا يجوز الترحُّم عليهما ، ولا يجوز القراءة في كتبهما ! ويجب إحراق " فتح الباري " ، و " شرح صحيح مسلم " ؟! سبحان الله ! فإني أقول لهؤلاء بلسان الحال ، وبلسان المقال :
أَقِلُّوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللومِ * أو سدوا المكان الذي سدوا
من كان يستطيع أن يقدم للإسلام والمسلمين مثلما قدَّم هذان الرجلان ، إلا أن يشاء الله ، فأنا أقول : غفر الله للنووي ، ولابن حجر العسقلاني ، ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم الإسلام والمسلمين ، وأمِّنوا على ذلك " انتهى .
"لقاءات الباب المفتوح"(43/السؤال رقم 9) .

3-وسئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان- حفظه الله- :
لقد ظهر بين طلاب العلم اختلاف في تعريف المبتدع ، فقال بعضهم : هو من قال أو فعل البدعة ، ولو لم تقع عليه الحجة ، ومنهم من قال لابد من إقامة الحجة عليه ، ومنهم من فرَّق بين العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، وظهر من بعض هذه الأقوال تبديع ابن حجر والنووي ، وعدم الترحم عليهم ؟
فأجاب :

" أولاً: لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق ؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع ، وأيضاً هذا يُحدث العداوة والبغضاء بينهم ، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم ، وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه ، بل فيه مضرة عليهم ، وعلى غيرهم .
ثانياً: البدعة : ما أحدث في الدين مما ليس منه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) - رواه البخاري - ، وإذا فعل الشيء المخالف جاهلاً : فإنه يعذر بجهله ، ولا يحكم عليه بأنه مبتدع ، لكن ما عمله يعتبر بدعة .
ثالثاً: من كان عنده أخطاء اجتهادية تأوَّل فيها غيره ، كابن حجر ، والنووي ، وما قد يقع منهما من تأويل بعض الصفات : لا يُحكم عليه بأنه مبتدع ، ولكن يُقال : هذا الذي حصل منهما خطأ ، ويرجى لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهما إمامان جليلان ، موثوقان عند أهل العلم " انتهى .
"المنتقى من فتاوى الفوزان" (2/211 ، 212) .

4- وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله- :
" مثل النووي ، وابن حجر العسقلاني ، وأمثالهم ، من الظلم أن يقال عنهم : إنهم من أهل البدع ، أنا أعرف أنهما وافقوا " الأشاعرة " ، لكنهما ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنَّة ، وإنما وهِموا ، وظنُّوا أنما ورثوه من العقيدة الأشعرية : ظنوا شيئين اثنين :
أولاً: أن الإمام الأشعري يقول ذلك ، وهو لا يقول ذلك إلاَّ قديماً ؛ لأنه رجع عنه .
وثانياً: توهموه صواباً ، وليس بصواب .
انتهى من (شريط رقم 666) "من هو الكافر ومن هو المبتدع ".


فرحم الله الإمامين : النووي وابن حجر ، وغفر لهما ما أخطآ فيه .












قديم 2012-07-31, 08:26   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *jugurtha* مشاهدة المشاركة

قال أحمد بن حنبل في اسحاق بن راهويه :
لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق،
وإن كان يخالفنا في أشياء،
فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا.
«السير» (11/371)


إن أبا نعيم الحافظ ذُكر له ابن مندة،
فقال:
كان جبلا من الجبال!
قال الذهبي رحمه الله معلقاً:
فهذا يقوله أبو نعيم مع الوحشة الشديدة التي بينه وبينه

السير (17/32)


أخي الفاضل يوغرطة هنا يَحِقُ لي أن أقول بأن الذي ذكرته ( ليس هذا محلُّ بحثنا ) = وأنه خارج عن محل النزاع ؟
- لأن الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية كلاهما من أهل السنة أَتبَاعَ السَّلف
- وكذلك أبو نعيم وابن مندة ، فما وجه ذِكر هؤلاء وأولئك فيما نحن بصدده
لأن اختلاف أهل السنة حاصل لا ينكره أحد - رحم الله أهل السنة -
فهذا حال العلم ولا يزال الناس على هذا السبيل من طلب الحق وتجاذبه حتى يلقوا الله تبارك وتعالى .
وأهل الأنصاف لا يفسدهم الخلاف بل يشد من عزمهم في الطلب والتحصيل حتى يعاينوا الحق بالتوفيق

وليس كل خلاف جاء معتبراً * إلا خلاف له حظ من النظر




قال الإمام شمس الدين الذهبي-رحمه الله- في "السير"(5/271):

( ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه وإتباعه
يغفر له زللـهُ ، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه نعم؛ ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك)

وقال- رحمه الله-في"السير" (14/40):


( ولو أنَّا كُلَّما أخطأ إمام في اجتهاد في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له؛ قمنا عليه وبدَّعناه وهجرناه،
لَـمَا سلم معنا لا "ابن نصر" ولا "ابن مندة"
ولا من هو أكبر منهما، واللهُ هو هادي الخلق إلى الحق، وهو ارحم الراحمين، فنعوذ باللهِ من الهوى و الفضاضة).










قديم 2012-07-31, 10:10   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *Jugurtha* مشاهدة المشاركة
نختم ببعض الدرر السلفية :
في مقدمة التحقيق لكتاب الصلاة للامام احمد [ص 21]

قال المرّوذي: ( سألت أبا عبدالله عن قومٍ من أهل البدع يُتعرّضون ويُكفّرون ؟ قال : لا تتعرّضوا لهم ، قلت : وأيّ شيء تكره أن يُحبسوا ؟ قال : لهم والداتٌ وأخوات ) .
قال ابن كثير في البداية والنهاية [11 /114] في محمد بن عبدالله الناشي المعتزلي .
قلت: وهذه القصيدة تدل على فضيلته وبراعته وفصاحته وبلاغته وعلمه وفهمه وحفظه وحسن لفظه واطلاعه واضطلاعه واقتداره على نظم هذا النسب الشريف في سلك شعره وغوصه على هذه المعاني التي هي جواهر نفيسة من قاموس بحره فرحمه الله وأثابه وأحسن مصيره وإيابه.

هناك فرق من كان منهجه العلمي متأسس على الكتاب والسنة ثم وقعت له بعض الهنات والزلات التي لا يتابع عليها، لأن العصمة دُفِنت يوم وارى التراب المعصوم بأبي هو وأمي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بخلاف أهل الأهواء والبدعة الذين انغمسوا فيها من أُخمص القدم إلى مُشاشة الرأس، وأرجو أن تكون قد فهمتَ مني الذي أريد




- ولا أخفيك أنه كان لي مع الأخ الحبيب "جمال البليدي " مناقشة هادئة قد طال عهدُها (وقد حال عليها الحول)
ثم أحجمت عن المواصلة لأسباب خاصة لا داعي لِذكرها ، وهذا رابطها ( هنا )
وإليك بعض التتمة للبحث المشار إليه


قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-كما في "الاستقامة" (1/297-298)


عن أهل الفضل والصلاح الذين نقل عنهم شهود سماع الصوفية متأولين
( والذين شهدوا هذا اللغو متأولين من أهل الصدق والإخلاص والصلاح غمرت حسناتهم ما كان لهم فيه وفي غيره من السيئات أو الخطأ في مواقع الإجتهاد وهذا سبيل كل صالحي هذه الأمة في خطئهم وزلاتهم ).


قال ابن القيم -رحمه الله-في "مدارج السالكين"(2/39-40) وهو يدافع عن أبي إسماعيل الهروي :
(هذا ونحوه من الشطحات التي ترجى مغفرتها بكثرة الحسنات، ويستغرقها كمال الصدق وصحة المعاملة وقوة الإخلاص وتجريد التوحيد، ولم تضمن العصمة لبشر بعد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهذه الشطحات أوجــبـت فتنـــة على طـائفـتـين من الناس.
إحداهما: حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملتهم فأهدروها لأجل هذه الشطحات وأنكروها غايـــة الإنكار، وأساءوا الظـن بـهم مطلــقا؛ وهذا عــدوان وإسراف! فلو كان كلُّ من أخطأ أو غـلط تُركَ جُـمـلُـــةً وأُهدِرت مـَحَاسِنُهُ لَفسدَتِ العُلُومُ والصِنَاعَاتُ والحكم وتعطلت معالمها .
والطائفة الثانية : حجبوا بما رأوه من محاسن القوم وصفاء قلوبهم وصحة عزائمهم وحسن معاملاتهم عن رؤية عيوب شطحاتهم ونقصانها فسحبوا عليها ذيل المحاسن وأجروا عليها حُكم القبول والانتصار لها واستظهروا بها في سلوكهم وهؤلاء أيضا معتدون مفرطون.
والطائفة الثالثة: وهم أَهْلُ العَدلِ وَالإنِصَافِ الذين أعطوا كل ذي حق حقه، وأنزلوا كل ذي منزلة منزلته؛ فلم يحكموا للصحيح بحكم السقيم المعلول، ولا للمعلول السقيم بحكم الصحيح بل قبلوا ما يقبل وردوا ما يرد ).

وفي" مفتاح دار السعادة" (1/176)-جعلنا الله وإياه من أهلها -يقول:
( مِنْ قَوَاعِدِ الشَّرعِ وَالحِكْمَةِ –أيضا- أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر، فإنه يحتمل له مالا يحتمل لغيره ويعفي عنه مالا يعفي عن غيره، فإن المعصية خبث "وَالمَاءُ إِذَا بَلَغَ قُلَّتَينِ لَمْ يَحْمِلِ الخَبَثِ" بخلاف الماء القليل فإنه يحمل أدنى خبث، ومِن هذا قول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لعمر-رضي الله عنه- ( وَمَا يُدرِيْكَ؟ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْر،ٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرتُ لَكُمْ) وهذا هو الـمَانِعُ لَهُ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من قَتلِ من جَسَّ عليه وعلى المسلمين؛ وارتكب مثل ذلك الذنب العظيم، فأخبر-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- :(أنه شهد بدراً )؛ فدل على أن مقتضى عقوبته قائم لكن منع من ترتب أثره عليه مَا لَهُ من المشهد العظيم، فوقعت تلك السقطة العظيمة مغتفرة في جنب مَا لَهُ من الحسنات، ولما حضَّ النبيُّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- على الصدقة؛ فأخرج عثمان -رضي الله عنه-تلك الصدقة العظيمة قال: ( مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعدَهَا)، وقال لطلحة -رضي الله عنه-لـَمَّا تطاطأ للنبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم،حتى صعد على ظهره إلى الصخرة: ( أَوْجَبَ طَلْحَة)، وهذا موسى عليه السلام كلَّم الرحمن عز وجل ألقى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه له ؛ ألقاها على الأرض حتى تَكَسَّرَتْ، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-وقال :"شَابٌ بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرَ مِمَا يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي" ،وأخذ بلحية هارون عليه السلام وجره إليه وهو نبي الله، وكلُّ هذا لم يُنقص مِنْ قَدْرِهِ شَيئًا عند ربه؛ وربُّــــــــهُ- تعالى- يُكْرِمُهُ وَيُحِبُّهُ، فإنَّ الأمر الذي قام به موسى عليه السلام، والعدو الذي برز له والصبر الذي صبره والأذى الذي أُوذيه في الله؛ أمر لا تؤثر فيه أمثال هذه الأمور ولا تغير في وجهه ولا تخفض منزلته وهذا أمر معلوم عند الناس مستقر في فطرهم؛ أنَّ من له ألوفٌ من الحسنات فإنه يسامح بالسيئة والسيئتين –ونحوها- حتى انه ليختلج داعي عقوبته على إساءته، وداعي شكره على إحسانه فيغلب داعي الشكر لداعي العقوبة كما قيـل :
وإذا الحبيب أتى بذنـب واحـد.... جاءت محاسنه بألف شفيع
وقال آخر: فإن يكن الفعل الذي ساء واحدا ... فأفعاله اللاتي سـررن كثير
والله سبحانه يوازن يوم القيامة بين حسنات العبد وسيئاته فأيهما غلب كان التأثير له، فيفعل بأهل الحسنات الكثيرة والذين آثروا محابه ومراضيه وغلبتهم دواعي طبعهم -أحيانا -من العفو والمسامحة مالا يفعله مع غيرهم ).



وفي"إعلام الموقعين" (3/283)، قال-رحمه الله-
(معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم، وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها، لا يوجب اطراح أقوالهم جملة، وتنقصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عند القصد، وقصد السبيل بينهما،
فلا نُؤَثِّمُ وَلاَ نُعَصِّمُ )
إلى أن قال-رحمه الله- ((ومَنْ لَهُ عِلْمٌ بِالشَرعِ وَالوَاقِعِ يَعلَمُ قَطعًا؛ أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور- بل ومأجور- لاجتهاده؛ فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين )).












قديم 2012-07-31, 10:43   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

.
-قال-الذهبي -رحمه الله-في "سير أعلام النبلاء" (16/285)- في ترجمة القفَّال الشَّاشِي -:
( قال أبو الحسن الصفار: سمعت أبا سهل الصعلوكي، وسُئِلَ عن تفسير أبي بكر القَفَّال،
فقال:قَدَّسَهُ مِنْ وَجْهٍ، وَدَنَّسَهُ مِنْ وَجْهٍ، أي: دنسه من جهة نصره للاعتزال.
قلت: قد مر موته، والكمال عزيز، وإنما يمدح العالم بكثرة ماله من الفضائل،
فلا تدفن المحاسن لورطة، ولعله رجع عنها، وقد يغفر له باستفراغه الوسع في طلب الحق ولا قوة إلا بالله ).

-وقال-رحمه الله-في"السير" (20/45-46):

(نسأل الله العفو والمغفرة لأهل التوحيد، ونبرأ إلى الله من الهوى والبدع، ونحب السنة وأهلها،
ونحب العالم على ما فيه من الإتِّباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويلٍ سائغ، وإنَّما العبرة بكثرة المحاسن).

- وفي "مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي"-رحمه الله-(2/637) قال:
( إن أكثر الأئمة غلطوا في مسائل يسيرة، مما لا يقدح في إمامتهم وعلمهم، فكان ماذا ؟
فلقد انغمر ذلك في محاسنهم وكثرة صوابهم ، وحسن مقاصدهم ونصرهم للدين ).

- وقال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله-" تاريخ نجد " (2 / 161):
( فإذا تحققتم الخطأ بَيَّنتُمُوهُ ، وَلَم تُهدِرُوا جَمِيعَ المحاسِنِ لأَجلِ مَسأَلَةٍ أَوْ مِائَةٍ أَوْ مِائَتَينِ أَخْطَأْتُ فِيْهِنَّ، فَإِنَنِي لاَ أَدَّعِي العِصْمَةَ ).









قديم 2012-07-31, 10:57   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

المُوازَنَةُ في الوَلاَءِ وَ البَرَاءِ والحُبِّ وَالبُغضِ




قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:

( وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعادات والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام و الإهانة فيجتمع له من هذا وهذا ،كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته؛
هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة،
وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم ).


مجموع الفتاوى (28/209-210)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:


( ثم الناس في الحب والبغض والموالاة والمعاداة، هم أيضا مجتهدون يصيبون تارة ويخطئون تارة، وكثير من الناس إذا علم من الرجل ما يحبه أحب الرجل مطلقا وأعرض عن سيئاته ، وإذا علم منه ما يبغضه أبغضه مطلقا واعرض عن حسناته،
وهذا من أقوال أهل البدع والخوارج والمعتزلة والمرجئة
وأهل السنة والجماعة:
يقولون ما دل عليه الكتاب والسنة و الإجماع ؛وهو أن المؤمن يستحق وعد الله وفضله والثواب على حسناته، ويستحق العقاب على سيئاته ،وإن الشخص الواحد يجتمع فيه ما يثاب عليه وما يعاقب عليه وما يحمد عليه وما يذم عليه وما يحب منه وما يبغض منه فهذا وهذا ).



"مجموع الفتاوى"(11/15-16)









قديم 2012-07-31, 11:10   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

قال العلامة ابن أبي العز الحنفي-رحمه الله –

( الحب والبغض بحسب ما فيهم من خصال الخير والشر، فإن العبد يجتمع فيه سبب الوَلاية وسبب العداوة و الحب والبغض،
فيكون محبوباً من وجه ومبغوضاً من وجه.. ).
"شرح الطحاوية" (ص434)



قال الإمام عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله -
( وليعلم أن المؤمن تجب موالاته ومحبته على ما معه من الإيمان، ويبغض ويعادى على ما معه من المعاصي)
«مجموعة الرسائل النجدية» (2 /135)



وقال الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
(وبُغض المبتدع على قدر بدعته إذا كانت غير مكفرة على قدرها، والعاصي على قدر معصيته، ويحبه في الله على قدر إسلامه....)

وقالرحمه الله تعالى -:
(الحب في الله أن تحب من أجل الله-جل وعلا-؛ لأنك رأيته ذا تقوى وإيمان فتحبه في الله، وتبغض في الله لأنك رأيته كافراً عاصياً لله فتبغضه في الله، أو عاصياً وإن كان مسلماً فتبغضه بقدر ما عنده من المعاصي، هكذا المؤمن يتسع قلبه لهذا أو هذا يحب في الله أهل الإيمان والتقوى، ويبغض في الله أهل الكفر والشرور والمعاصي، ويكون قلبه متسعاً لهذا وهذا، وإذا كان الرجل فيه خير وشر كالمسلم العاصي أحبه من أجل إسلامه وأبغضه من أجل ما عنده من المعاصي، فيكون فيه الأمران الشعبتان شعبة الحب والبغض، فأهل الإيمان وأهل الاستقامة يحبهم حباً كاملاً، وأهل الكفر يبغضهم بغضاً كاملاً، وصاحب الشائبتين صاحب المعاصي يحبه على قدرما عنده من الإيمان والإسلام، ويبغضه على قدر ما عنده من المعاصي والمخالفات ).


يقول الإمام الفقيه "محمد صالح ابن عثيمين"-رحمه الله-:
( فإذا قلنا فإنه لا يخرج من الإيمان، فهل نحبه على سبيل الإطلاق ؟ أو نكرهه على سبيل الإطلاق ؟
لا هذا ولا هذا ! نحبُّهُ بما معه من الإيمان، ونكرهه بما معه من المعاصي).

"شرح الواسطية"(2/247)



يقول الشيخ المحدث "مقبل بن هادي الوادعي" -رحمه الله-:
( الحكومات نحبها بقدر ما فيها من الخير، ونبغضها بقدر ما فيها من الشر ).

"هذه دعوتنا"ص(20) فقرة (27)









قديم 2012-07-31, 11:31   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الشيخ صاحب الفضيلة "صالح بن فوزان الفوزان"
في رسالة "الولاء والبراء" 27-30):



( أقسام الناس فيما يجب في حقهم من الولاء والبراء
الناس في الولاء والبراء على ثلاثة أقسام :
القسم الأول: من يُحبُّ محبة خالصة لا معاداة معها وهم المؤمنون الخُلَّص من الأنبياء والصدِّقين والشهداء والصالحين وفي مقدمتهم .....
القسم الثاني: من يُبغضُ ويُعادى بُغضاً ومعاداة خالصين لا محبة ولا موالاة معهما؛ وهم الكفار الخلص من الكفار والمشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين على اختلاف أجناسهم
القسم الثالث:من يحب من وجه ويبغض من وجه، فيجمع فيه المحبة والعداوة ؛ وهم عُصاة المؤمنين(1) يحبون لما فيهم من الإيمان، ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الشرك والكفر ، ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم فلا يجوز السكوت على معاصيهم بل ينكر عليهم ويؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ،وتقام عليهم الحدود والتعزيرات حتى يكفوا عن معاصيهم ويتوبوا من سيئاتهم ،ولكن لا يبغضون بغضاً خالصاً ويتبرأُ منهم كماتقوله الخوارج في مرتكب الكبيرة التي في دون الشرك، ولا يحبون ويوالون حباً وموالاة خالصين كما تقوله المرجئة،يعتدل في شأنهم على ما ذكرنا كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ).


وانظر مجلة البحوث الإسلامية الجزء(25) العدد(176)ص(126-127).







(1) - ويدخل في ذلك أهل البدع الذين بدعتهم غير مكفرة.









قديم 2012-07-31, 11:52   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

الموازنة في حق رجالات العلم والدعوة




قال شيخ الإسلام ابن تَيمِيَّة -رحمَهُ اللهُ-:



( الرجل العظيم في العلم والدين والدعوة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة، قد يحصل منه نوعٌ من الاجتهاد
مقروناً بالظن ونوع من الهوى الخفي ، فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي إتباعه فيه ،وان كان من أولياء الله المتقين،
ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين :


- طــــــــائفة تُعظِّمُه فتريدُ تصويبَ ذلك الفعل وإتِّباعِهِ عليه


- وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحاً في ولايته وتـقواه، وكونه من أهل الجنَّــة، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان،

وكلا هذين الطرفين فاسد، والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا،
ومن سلك طريق الاعتدال؛ عظَّم من يستحق التعظيم ، وأحبه ووالاه، وأعطى الحق حقَّه، فيعظم الحق ويرحم الخلق،
ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات، فيحمد ويذم ، ويثاب ويعاقب ، ويُحبُّ من وجه ويُبغَضُ من وجـه
وَهَذَا مَذهَبُ أهَلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَة خـــــلافاً للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم ).



"منهاج السنة النبوية" (4/543)









قديم 2012-07-31, 11:58   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

المُوازَنَةُ في التَّرَحُّمِ واللَّعْنِ




فكما أنه يجوز لعن المبتدع أو الفاسق والدعاء عليه، لا يمنع من الدعاء له والترحم عليه، وهذا الذي عليه مذهب أهل السنة والجماعة، مادام أنه لا يزال مسلماً؛ فلعنه والدعاء عليه من وجه، والترحم والدعاء له من وجه آخر؛ وذلك أن المسلم إذا كان مبتدعاً أو فاسقاً يجتمع فيه- عند أهل السنة- موجب الثواب والعقاب ، فيدعى له ويُترحم عليه لإسلامه وما فيه من خصال الخير ، ويدعى عليه ويُلعن لبدعته أو فسقه وما فيه من خصال الشر


وهذا ما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- حيث قال:

(ومن جوَّز من أهل السنة والجماعة لعن الفاسق الـمُعَيَّن، فإنه يقول يجوز أُصلي عليه وألعنه، فإنه مستحق للثواب ومستحق للعقاب،
فالصلاة عليه لإستحقاقه الثواب ،واللعنة له لإستحقاقه العقاب، واللعنة البعد عن الرحمة، والصلاة عليه سبب للرحمة ، فيرحم من وجه ويبعد من وجه ،
وهذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وسائر أهل السنة و الجماعــــة).




"منهاج السنة النبوية" (5/570)









قديم 2012-07-31, 12:26   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


المُــــــوَازَنَةُ مَعَ الفِرَقِ الأُخْـــــــرَى


قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله -:

( واللهُ قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني
-فضلاً عن رافضي- قولاً فيه حق؛ أن نتركه، أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل، دون ما فيه من الحق..)

إلى أن قال (ولهذا لم نرد ما تقوله المعتزلة والرافضة من حق، بل قبلناه...).اﻫ
"منهاج السنة" (2/342 ـــ343)

وقال - أيضًا -رحمه الله -:

(والصواب: الإقرار بما فيها -يعني طريقة الصوفية- وفي غيرها من موافقة الكتاب والسنة،
والإنكار لما فيها وفي غيرها من مخالفة الكتاب والسنة...).اﻫ
"مجموع الفتاوى" (10/82)


- قال ابن قيم الجوزية -رحمه الله-:

( ولولا أن المقصود ذِكرُ الطبقات لذكرنا ما لِهذِهِ المذاهب وما عليها ، وبيَّينَّا تناقضَ أهلها وما وَافقُوا فيه الحقَّ وما خالفوه، بالعلم والعدل لا بالجهل والظلم، فإنَّ كلَّ طائفة منها معها حق وباطل! فالواجب موافقتهم فيما قالوه من الحق وردِّ قالوه من الباطل، ومن فَتَحَ اللهُ لَهُ بهذا الطريق، فقد فُتِحَ له من العلم والدين كل باب ويسر عليه فيهما الأسباب، والله المستعـــان).
"طريق الهجرتين" (386-387)

وقال-رحمه الله-

( فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان
ولو كان مع من يبغضه ويعاديه ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه فهو ممن هدى لما اختلف فيه من الحق ).
"الصواعق المرسلة"(2/516)









قديم 2012-07-31, 12:43   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


قلتُ- أبو الحارث العبد الضعيف-:

وهذا الكلام المنقول عن شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم- رحمة الله عليهما-
ليس على إطلاقه لمن هبَّ ودبَّ من عامة المسلمين، إنما هو خــــاص بالعلماء أو لمن أذنوا له من طلاب العلم أن ينظر في كتب الطوائف الأخرى ؛ ممن لهم تشبع بالعلم الشرعي الصحيح، ويملكون آلة التمييز إمَّا للرد عليها أو تمييز صوابها من خطئها، فحينئذٍ يُقبل الحق ويُردُّ الباطل ،وهذا ما كان عليه السلف الصــــالح من قبول ما عند الطوائف الأخرى من الـــحق ورد ما عندهم من باطل، ففي هذا الحال الموالي منها والمعادي سواء ،لأنَّ من تكلم بالحق يُقبل قولُهُ ولا يُردُّ ولو كان مُعَادياً، ويُردُّ الباطل على من تكلم به ولو كان موالياً ؛
كما يُروى مرفوعاً ولا يثبت ( الحِكْمَةُ ضَالَةُ المُؤْمِنِ، أَيْنَمَا وَجَدَهَا فَــهُوَ أَحَقُّ بِأَخْذِهَا ) .


وهذا أيضًا ما قرره العلامة السعدي في تفسير سورة المائدة الآية (8)
فقد قال رحمه الله -:
"﴿ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ أي لا يحملنكم بُغْضُ قوم على أن لا تعدلوا، كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم؛ فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم؛ فاشهدوا له، ولو كان كافرًا أو مبتدعًا،
فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق، لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق"
"تيسير الكريم الرحمن".









قديم 2012-07-31, 19:39   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *Jugurtha* مشاهدة المشاركة
الإمام البخاري مثلا قال التهانوي: فهذا إمام المحدثين البخاري رحمه الله، لم يسلم من الرمي بالبدعة أيضا، فقد رماه الذهلي في مسألة القرآن بالقول بالخلق.
وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي، وأبو زرعة، ثم تركا حديثه عند ما كتب إليهما -- قواعد في علوم الحديث: 240 و إن كان رده على الجهمية فإنه أنكر مقالتهم: إن القرآن مخلوق ، وكفرهم وقال: هم شر من اليهود والنصارى . مع أنه أظهر لنفسه مقالة حسين الكرابيسي: إن القرآن كلام الله غير مخلوق، وإن ألفاظنا به مخلوقة ......
وقال الحاكم: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم: سمعت ابن علي المخلدي:
سمعت محمد بن يحيى يقول: قد أظهر هذا البخاري قول اللفظية، واللفظية عندي شر من الجهمية .
(5) ...فلو وضعنا البخاري في ميزان قواعدكم في هجر المبتدع وتأنيبه وزجره وحرق كتبه لما ألف البخاري صحيحه ولما وصلَ إلينا نصف الدين فتأمل ....



أخي يوغرطة - سامحك الله - ما هذه التجاوزات، أَمَا عَلِمتَ بأن المقدمة محض أفتراء فكيف وصلت إلى هذه النتيجة ؟
كلنا يعلم بأنه لا يستقيم الظل والعود أعود ، وأن ما بُنِيَ على فاسد فهو فاسد ، ورُبَّ مُخَطِّئٍ هو المخطِئ

إليك البيان، واضح للعيان
التفصيل في قول الإمام أحمد-رحمه الله-
( من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع )


قوله : ( وأن الله تكلم به حقيقة) بناء على الأصل؛ أن جميع الصفات حقيقية، وإذا كان كلام الله حقيقة؛
فلا يمكن أن يكون مخلوقاً؛ لأنه صفته، وصفة الخالق غير مخلوقة؛ كما أن صفة المخلوق مخلوقة.
وقد قال الإمام أحمد : ( من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ فهو جهمي، ومن قال : غير مخلوق؛ فهو مبتدع).
فنقول : اللفظ يطلق على معنيين : على المصدر الذي هو فعل الفاعل، وعلى الملفوظ به:
أما على المعنى الأول الذي هو المصدر؛ فلا شك أن ألفاظنا بالقرآن وغير القرآن مخلوقة.
لأننا إذا قلنا: إن اللفظ هو التلفظ؛ فهذا الصوت الخارج من حركة الفم واللسان والشفتين مخلوق.
فإذا أريد باللفظ التلفظ؛ فهو مخلوق ، سواء كان الملفوظ به قرآناً أو حديثاً أو كلاماً أحدثته من عندك.
- أما إذا قصد باللفظ الملفوظ به ؛ فهذا منه مخلوق، ومنه غير مخلوق، وعليه؛ إذا كان الملفوظ به هو القرآن؛ فليس بمخلوق.
هذا تفصيل القول في هذه المسألة.
- لكن الإمام أحمد رحمه الله قال: ( من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ فهو جهمي) قال ذلك لأحد احتمالين:
- إما أن هذا القول من شعار الجهمية؛ كان الإمام أحمد يقول: إذا سمعت الرجل يقول: لفظي بالقرآن مخلوق؛ فاعمل أنه جهمي.
- وإما أن يكون ذلك حين يريد القائل باللفظ الملفوظ به، وهذا أقرب؛ لأن الإمام أحمد نفسه فسره؛
قال: ( من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ يريد به القرآن ؛ فهو جهمي).
- وحينئذ يتضح معنى قوله: ( من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ فهو جهمي) لأنه أرد الملفوظ به
ولا شك أن الذي يريد باللفظ هنا الملفوظ به جهمي.
- أما من قال : غير مخلوق؛ فالإمام أحمد يقول : مبتدع؛ لأن هذا ما عهد عن السلف،
وما كانوا يقولون مثل هذا القول؛ يقولون: القرآن كلام الله ؛ فقط.

"شرح العقيدة الواسطية" فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله-




والآن حان موعد آذان :المغرب

بمدينة حاسي مسعود

فتأهبوا للصلاة والافطار

يرحمكم الله .









قديم 2012-08-01, 16:36   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

وقد زعم بعض الناس أن الإمام البخاري قال: "لفظي بالقرآن مخلوق"
ولكن بعد التحقيق تبين أن نسبة هذا القول للإمام البخاري -رحمه الله-
من قبيل شهادة الزور عليه، وأنه براء من هذه المقالة
- قال محمد بن نصر سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: "من زعم أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب،
فإني لم أقله.
فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا، وأكثروا فيه. فقال: ليس إلا ما أقول".
(طبقات الحنابلة) (1 / 277 )، (سير أعلام النبلاء) ( 12 / 457 ).


وقال أبو عمرو الخفاف: " أتيت البخاري فناظرته في الأحاديث حتى طابت نفسه.
فقلت: يا أبا عبد الله ها هنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة،
فقال: يا أبا عمرو، احفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة
ومكة والمدينة أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله إلا أني قلتُ:
أفعال العباد مخلوقة ".
(تاريخ بغداد) ( 2 / 32 ) ، (مقدمة فتح الباري) (492)، (سير أعلام النبلاء) ( 12 / 457-458 ).


قال ابن قيم الجوزيةرحمه الله-:

"وأئمة السنة والحديث يميزون بين ما قام بالعبد وما قام بالرب، والقرآن عندهم جميعه كلام الله، حروفه ومعانيه
، وأصوات العباد وحركاتهم وآداؤهم وتلفظهم كل ذلك مخلوق بائن عن الله"
إلى أن قال: "البخاري أعلم بهذه المسألة وأولى بالصواب فيها من جميع من خالفه، وكلامه أوضح وأمتن من كلام أبي عبد الله،
فإن الإمام أحمد سد الذريعة حيث منع إطلاق لفظ المخلوق نفيًا وإثباتًا عن اللفظ"
إلى أن قال: "والذي قصده أحمد أن اللفظ يراد به أمران:
أحدهما: الملفوظ نفسه، وهو غير مقدور للعبد، ولا فعل له.
الثاني: التلفظ به والأداء له وفعل العبد، فإطلاق الخلق على اللفظ قد يوهم المعنى الأول، وهو خطأ، وإطلاق نفي الخلق عليه قد يوهم المعنى الثاني، فمنع الإطلاقين، وأبو عبد الله البخاري ميَّز وفصل، وأشبع الكلام في ذلك، وفرق بين ماقام بالرب وما قام بالعبد، وأوقع المخلوق على تلفظ العباد وأصواتهم وحركاتهم وأكسابهم، ونفى اسم الخلق عن الملفوظ وهو الذي سمعه جبرائيل من الله، وسمعه محمد من جبرائيل).









قديم 2012-08-01, 16:45   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي يوغرطة -زادك الله من فضله -
لعل هذه آخر مشاركة لي في هذا الموضوع
لذا لا أبخل عليك بصورة من الـمُثُل العُليا عن شيخ الإسلام- رحمه الله -
في معاملته ورحمته بشانئيه ومعانديه ومخالفيه فيمن ضربوه والأكثر من ذلك فيمن أفتوا بقتله






موقفه لما قام عليه بعض مقلدة أهل البدع وضربوه وآذوه:


"... رحل فيما بلغني إلى أخيه الشيخ شرف الدين وهو في مسكنه بالقاهرة فقال له إن جماعة بجامع مصر قد تعصبوا على الشيخ
وَتَفَرَّدُوا بِهِ وَضَرَبُوهُ


فقال حسبنا الله ونعم الوكيل وكان بعض أصحاب الشيخ (ابن تيمية) جالسا عند شرف الدين قال فقمت من عنده وجئت إلى مصر
فوجدت خلقا كثيرا من الحسينية وغيرها رجالا وفرسانا يسألون عن الشيخ (ابن تيمية) فجئت فوجدته بمسجد الفخر كاتب المماليك على البحر
واجتمع عنده جماعة وتتابع الناس وقال له بعضهم:
يا سيدي قد جاء خلق من الحسينية ولو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا .
فقال لهم الشيخ (ابن تيمية): لأي شيء ؟ قال: لأجلك !
فقال لهم: هذا ما يحق
فقالوا: نحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك فنقتلهم ونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق وأثاروا هذه الفتنة على الناس
فقال لهم: هذا ما يحل
قالوا: فهذا الذي قد فعلوه معك يحل، هذا شيء لا نصبر عليه ولا بد أن نروح إليهم ونقاتلهم على ما فعلوا .
والشيخ ينهاهم ويزجرهم فلما أكثروا في القول
قال لهم: إما أن يكون الحق لي أو لكم أو لله فإن كان الحق لي فهم في حل منه وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني ولا تستفتوني
فافعلوا ما شئتم وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه إن شاء كما يشاء
قالوا: فهذا الذي فعلوه معك هو حلال لهم
قال: هذا الذي فعلوه قد يكونون مثابين عليه مأجورين فيه
قالوا: فتكون أنت على الباطل وهم على الحق ، فإذا كنت تقول إنهم مأجورين فاسمع منهم ووافقهم على قولهم
فقال لهم: ما الأمر كما تزعمون فإنهم قد يكونون مجتهدين مخطئين ففعلوا ذلك باجتهادهم والمجتهد المخطئ له أجر"
(العقود الدرية ص 302)




قال بعض أصحاب شيخ الإسلام-رحمه الله-:


"وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية -رحمه الله- يذكر أن السلطان لما جلسا (يعني السلطان وشيخ الإسلام) بالشباك
أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاه في قتل بعضهم
قال: ففهمت مقصوده وأن عنده حنقا شديدا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير
فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك
أمَّا أنا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم
قال فكان القاضي زيد الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول- بعد ذلك-:
ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا"



(العقود الدرية ص 298)











 

الكلمات الدلالية (Tags)
أقول, وبِهِ, قائل؟!


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc