القاهرة (رويترز) - استعد نشطاء لاكبر احتجاجات حتى الآن يوم الجمعة سعيا إلى انهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك الذي مضى عليه 30 عاما بينما اشتبك محتجون مع قوات الامن في وقت مبكر يوم الجمعة في مدينة السويس الشرقية.
وكان المحتجون المصريون الذين ألهمتهم أحداث الثورة الشعبية التي اطاحت برئيس تونس زين العابدين بن على قاموا باحتجاجات حاشدة منذ يوم الثلاثاء في تفجر لم يسبقه مثيل للغضب من حكم الرئيس مبارك.
وقال محتج عمره 16 عاما في السويس في وقت متأخر يوم الخميس "هذه ثورة. سنعود كل يوم الى هنا."
ودعا داعية الاصلاح الحاصل على جائزة نوبل للسلام محمد البرادعي الذي عاد الى البلاد من فيينا يوم الخميس الرئيس مبارك الى الاستقالة وقال انه سينضم الى الاحتجاجات يوم الجمعة.
وتعطلت خدمات الانترنت في انحاء البلاد بعد منتصف الليل. وبدا ايضا ان خدمات الرسائل النصية عبر الهاتف المحمول تعطلت جزئيا ولا تعمل الا بشكل متقطع. وتنفي الحكومة انها عطلت شبكات الاتصالات.
وكان النشطاء اعتمدوا على شبكة الانترنت وغيرها من خدمات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك لتنظيم تحركاتهم.
وقال بي.جيه كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في رسالة على موقع تويتر "اننا قلقون ان خدمات الاتصالات ومنها الانترنت وخدمات التواصل الاجتماعي وحتى خدمة تويتر يجري حجبها في مصر."
وأوردت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أكثر من 30 مسجدا وكنيسة من المتوقع ان يتجمع فيها المحتجون.
وقالت الصفحة إن مسلمي مصر ومسيحييها سيخرجون لمحاربة الفساد والبطالة والقمع وغياب الحرية. واضافت ان اكثر من 70 الف شخص لبوا النداء واشتركوا في الموقع.
وفي مدينة السويس أطلقت الشرطة طلقات مطاطية واستخدمت مدافع المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لفض مئات المحتجين الذين يطالبون بانهاء حكم مبارك. ورد المحتجون برشق صفوف الشرطة بالحجارة وقنابل البنزين.
وظل مئات االمتظاهرين في شوارع السويس واتجهت مجموعات من المحتجين نحو مركز للشرطة حتى ساعة متأخرة يوم الخميس. وسحب المتظاهرون الجرحى من رفاقهم الى الازقة الجانبية.
وفي مظاهرة حاشدة أخرى بالقرب من الجيزة في ضواحي القاهرة استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين في وقت متأخر من ليل الخميس.
وقتلت قوات الامن شابا بدويا بالنيران خلال احتجاج يوم الخميس في محافظة شمال سيناء ليرتفع بذلك عدد القتلى الى خمسة في ثالث أيام لاحتجاجات.
وظهر في لقطات فيديو حصلت عليها رويترز رجل بين مجموعة من المحتجين على مسافة من قوات الامن وقد انهار فجأة مصابا بجرح من طلق ناري وسحبه متظاهرون اخرون بعيدا. وجرى توزيع الفيديو على نطاق واسع عبر الانترنت مذكيا مشاعر الغضب.
وقال محام ان السلطات المصرية اعتقلت أعضاء في الاخوان المسلمين بينهم ثمانية على الاقل من قياديي الجماعة يوم الجمعة.
وجماعة الاخوان المسلمين ليست المحرك للاحتجاجات لكن كثيرا من اتباعها من المتوقع ان ينضموا الى المظاهرات المزمع القيام بها بعد صلاة الجمعة.
وكانت الحكومة اطلقت تحذيرات الى المتظاهرين الشبان الا يسمحوا للاخوان باستغلال الاحتجاجات فيما تسميه السلطات "جدول اعمالها الخفي". وتقول الجماعة انه يجري استغلالها ككبش فداء.
ويقول محمد البرادعي داعية الاصلاح واحد شخصيات المعارضة ان الحكومة تستخدم المعارضة الاسلامية ذريعة لحكم مستبد.
ودعت الولايات المتحدة التي ترى مبارك حليفا حيويا ومتراسا للسلام في الشرق الاوسط الى الهدوء وحثت مصر على اجراء اصلاحات تلبي مطالب المحتجين. وتخشى كذلك من أن يستغل المتشددون الاسلاميون الغضب المتواصل.
وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في أول تعليق له على الاضطرابات في مصر ان الاصلاحات السياسية "ضرورية بشكل مطلق" ولكنه أضاف ان مبارك كان "متعاونا جدا في سلسلة من القضايا الصعبة في الشرق الاوسط."
وقال أوباما في مقابلة مع موقع يو تيوب "لكني قلت له دوما ان التأكد من المضي قدما في الاصلاح -الاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي- ضروري بشكل مطلق من أجل مصلحة مصر على المدى البعيد."
وأضاف "يمكنك أن تلاحظ الاحباط المكبوت من خلال ما يحدث في الشوارع."
وكما هو الحال في بلدان اخرى كثيرة في انحاء الشرق الاوسط يشعر المصريون بالاستياء من الغلاء والبطالة وغياب الحرية.
ويعيش في مصر 80 مليونا ثلثاهم دون الثلاثين من العمر ويشكلون 90 في المئة من العاطلين عن العمل. ويعيش نحو 40 في المئة على أقل من دولارين في اليوم وثلث السكان أميون.
وكان فيسبوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ادوات رئيسية في حشد التأييد للاحتجاجات والابلاغ عن اماكن التجمع وتقديم نصائح بشأن كيفية تفادي الاعتقال او التغلب على اثار غازات الدموع.
وكتب ابو مصطفى احد مستخدمي تويتر يقول "يوم الجمعة سيكون اليوم الذي سنخرج فيه منصورين على الطغاة والمستبدين الذين حكموا البلاد طويلا."
وكتب مستخدم اخر يدعي على م. على فيسبوك يقول "لقد بدأنا المسيرة على طريق الحرية ولن نتوقف."
وحثت الحكومة المصريين على التحلي بضبط النفس يوم الجمعة لكنها قالت انها تضمن حرية التعبير.
وقال الامين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر صفوت الشريف انه لا أحد من قيادات الحزب هرب الى خارج البلاد بعد احتجاج "يوم الغضب" الذي بدأ يوم الثلاثاء.
وقال في مؤتمر صحفي "قيادات مصر والحزب الوطني لا تعرف الهروب وليس على رأسنا بطحة." وأضاف "نحن موجودون وسنظل واقفين شامخين من أجل الوطن."
وقال البرادعي (68 عاما) ان كثيرا من المصريين لم يعودوا يتحملون حكومة مبارك حتى ولو لفترة انتقالية ورفض افتراض أن الزعماء العرب المستبدين مثل مبارك هم المتراس ضد التطرف الاسلامي باعتباره افتراضا "زائفا بشكل واضح".
وقال "اذا كنا نتحدث عن مصر فان هناك طيفا كاملا من الناس العلمانيين والليبراليين والمؤيدين لاقتصاد السوق واذا منحوا فرصة سينظمون أنفسهم لانتخاب حكومة عصرية ومعتدلة."
وقال البرادعي للصحفيين في مطار القاهرة انه سيشارك في احتجاجات يوم الجمعة لكنه استدرك بقوله "أتمنى ألا نضطر الى الخروج الى الشوارع لحمل النظام على التحرك."
من ياسمين صالح وشيرين المدني
__________
الحذر من البرادعي فهو أخبث من مووباراااااااك