إيحاءات من (وحي القلم- للرافعي) - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إيحاءات من (وحي القلم- للرافعي)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-05-08, 15:21   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

تتمــــة القراءة ...
من المعروف عن الرافعي قوته في حججه التي يقدمها كدلائل لأقواله و منه فإنه أبدى في مقدمة مقاله "صعاليك الصحافة1" التأكيد على تلك الحجية التي في نفسه و في قلمه , و أنه ليس من أولئك الذين يواربون في فعلهم أو قولهم أو حكمهم على الأشياء بل ظاهره كباطنه لا عوارض تتدخل في نفسه عندما يأتي على فعل أو قول ... و من هاته المقدمة ندلل و نؤكد على شخصية الرافعي الصلبة الرصينة في كتاباته و أنه ينطلق من زاوية البحث عن الحقيقة و التأكيد دائما على جلائها و وجودها , و هذا لب ما افتتح به مقدمته هناك تأكيدا و تمهيدا و تهديدا .
ثم بادر لتوصيف ناموس الصحافة الذي يضبطها و يسيرها و ربما اختصره في قوله " تمامها في مراعاة قواعد النقص في القارئ " أو في توصيفي لها بـــأنها "مُسَيَّرَة غَيْر مُخَّيـرَّة" , فهي تتبع ما تمليه عليها ظروف الجمهور القارئ لها أكثر من أي شيء آخر , و ذلك إما اهتماما أو إلماما أو تتبعا لرغبات القارئ و ميوله و نزعاته أكثر شيء فيها , و هذه متغيرة غير ثابتة فيها و في الجمهور فننظرها دائما متجددة متقدة دوريا و باستمرار , و هذا أمر متجذر فيها يبعدها كثيرا عن مسار الأدب ... ثم الرافعي في هذه الديباجة الندية قدم تعريفين موجزين للعمل في الصحافة و طريقتها و الأدب و رسوخه العميق و طريقة أسلوبه , و كذلك شأن كل من يعمل في الصحافة و من تخصص في الأدب معرفة و عملا ... هذا ما تم في فهمنا الآن و نأتي إلى حواره مع الجاحظ في منامه و هو مجرد تفسير دقيق لما ورد في المقدمة التي ابتدأ بها تصحيفه لحال الأدب و الصحافة ... يتبع إن شاء الله .

يا جمعا طيبا أضاء ربوع المكان بنور أقلام مدرارة جبارة .. أين أنتم من ذا المكان هنا .








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-05-09, 19:42   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

واستَجبنا لِندائِك أخي طاهِر..

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته



صعاليك الصحافة "2"

ممّا ورد في مطلع الجزء الثّاني من صعاليك الصّحافة حديث الشّيخ أبو عثمان عن قذارة وبشاعة الجوّ الذي يعيشه ويعايشه بعض رجال الصّحافة من ذلٍّ يُجبَرونَ على تحمّلِه
(حتّى وهم على درايةٍ بخطأ ما يُكلَّفون به، بل ويُؤمرون بابتكار الأكاذيب المنافية للواقع..)

فتحدّث عن الذّباب ليصِلنا بالمشهد البشِع الذي يعيشه والذي يوحي بِدناءة ما يُعرَض على القرّاء..

وتحدّثَ عن أهل السّياسة واتّجاهاتهم الزّائفة والبعيدة عن مبادئ الحريّة..

ومعاناته ورئيسه في العمل، والذي يهتمّ باستغلال ثروته اللّغويّة في مقاصدِه الدّنيئة انتقاصا منه لِاستقامة شخصه ونقاء ضميره وانتهاكا لآرائه، وهو الأبعدُ عن هذا الخُبث والأصدق في نواياه.

هذا الأخير الذي يرفضُ أن يُبنى كلامه على أفكارٍ متناقِضة صادرةٍ عن فكره !

فهذا أمر خطيرٌ يُظهر بُؤَرَ التّضليل والاحتيال الذي تنتهجه الصّحافة..

ولن يَقبل التّأقلُم مع هذا الوضع إلاّ الجاهلُ المُساق أو اللّئيمُ بطبعه والمُساير لما يحقّق الشّهرة ويملأ الجيوب دون العقول..

وثالثهُما من يُرغَم وهو مدركٌ للحقائِق..وهذا حال الشّيخ أبو عُثمان الذي عارضَ مطلب رئيسِه.

طبعا ظهر جليّا أنّ مبدأ الشّيخ أبو عُثمان ورئيسه لا يتوافقان،
فالأوّل مبنيّ على نزاهة الفِكر وصدق الفِكرة وصواب الرّأي وغرضه أخلاقي، أمّا الثّاني فمبنيٌّ على الحيلة والمراوغة والكذب وغرضه ماديّ..

ونقرأ بوضوحٍ أيضا علاقة الصّحافة بالسّياسة، فللصّحافة يدٌ في تعكير الأجواء السياسيّة والتّأثيرِ على الرّأي العامّ..ولها قدرة اللّعب على الحبلين بطريقة التّعبئة الإعلاميّة المشوِّشة، والرّامية لِجذب انتباه العامّة، دون وضع اعتِبار لوجوب التِزام السّير المنظِّم والمدروس اجتِنابا لانزلاقٍ قد تكون السّبب الرّئيسي في حدوثِه !

ولا يقتصِرُ هدمُها على الجانِب السّياسي بل حتّى أهمّ جوانِب الحياة..وأذكُر منها الجانب الدّيني والاجتِماعي..التي نشهَدُ لها بِبصمةٍ سلبيّة يندى لها الجبين.

واشمئزازُ الشّيخ أبو عُثمان من الصّحافة تُقرئه آراؤُه وانفعالاتُه ورفضِه التّعايُش مع تيّاراتِها المشوِّهة للوقائِع والمجرّدة من الصِّدق..

حيث يرى في حريّة التّعبير انضِباطا تقوّمه قوانين تترأسُّها الأخلاق، فوحدها الأخلاق من تورِدُ نتاجا صافيا لا شوائِب فيه، لتُعطينا مدلولا سليما على القيم المهنيّة التي للأسف تكاد تنعدِم إن لم تكُن قد أُعدِمت نهائيّا تحت مِقصلةِ (طمس القوميّة العربيّة)

ــ

ولي عودة أخرى إن شاء الله









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2011-05-09 في 19:49.
رد مع اقتباس
قديم 2011-05-27, 19:49   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
صُبح الأندلس
عضو فضي
 
الصورة الرمزية صُبح الأندلس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أين صاحب الموضوع ؟
فقد عاد بنا إلى الزمن الجميل؛ زمن الرافعي و من شاكله من أدباء العربية ، ثم توقف عند منتصفه، فلا نحن واصلنا المسير و لا نحن قدرنا على الرجوع
.
و الكونتور يدور










رد مع اقتباس
قديم 2011-05-27, 23:53   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صُبْح مشاهدة المشاركة
أين صاحب الموضوع ؟
فقد عاد بنا إلى الزمن الجميل؛ زمن الرافعي و من شاكله من أدباء العربية ، ثم توقف عند منتصفه، فلا نحن واصلنا المسير و لا نحن قدرنا على الرجوع .
و الكونتور يدور
أخــتاه،
يبدو أنّ كهرباء الرّوح صعقت الفكر فألجمته
وكلّ الأعذار نلتمسها له إلى أن يستعيدَ نشاطه

عسى أن يكون مانع حضورِه خيرا إن شاء الله









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-28, 08:30   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
صُبح الأندلس
عضو فضي
 
الصورة الرمزية صُبح الأندلس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صـفوة النّـفس مشاهدة المشاركة
أخــتاه،
يبدو أنّ كهرباء الرّوح صعقت الفكر فألجمته
وكلّ الأعذار نلتمسها له إلى أن يستعيدَ نشاطه

عسى أن يكون مانع حضورِه خيرا إن شاء الله
لا أظن الكوثري ممن تصعق الكهرباء فكره ،فهو أقوى منها ، و كذلك عهدناه ، و عسى العودة تكون قريبا إن شاء الله.









آخر تعديل صُبح الأندلس 2011-05-28 في 14:14.
رد مع اقتباس
قديم 2011-05-28, 14:18   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
الكوثري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الكوثري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شاكرا لكل من سأل عن الفقير،وكذا كل من مررت بذهنه فلم يفعل شكرا من قلبي الذي ابتلاه الله فجمع المتناقضات !!

وهبوني متُّ فأكملوا وسيروا على خطى الرافعي فإنه مفتاح كبير لمن كان عنده الاستعداد للكتابة في العربية، وأنا مدين لأبي سامي كل حرف أكتبه فيعجب الناس...

وإنه لمما يخجل منه المرء أن يسأل عنك شخص جمعتك به العضوية وزاد عليك بالإشراف ،ثم بعد هذا هو مؤنث؛ والله إنه لَمَا يُخْجِلُ "مثلي"...

قلبي موجود حيث يوجد ذكر للرافعي وإن على سبيل الحديث والمسامرة فكيف إذا كان الحديث عن فنه وأدبه و"رسالته" ويبدو أنني لما أفق من (ضربة الكهرباء بعدُ) وأنابيبي وأسلاكي ضعيفة لا تحتمل ،وقد توزعت قلبي نوازع ومنازع لا أقدر معها سوى القراءة والكتابة قليلا قليلا.

سائلا لكم التوفيق والسداد وأن يكون كل حرف استفاده شخص في صحيفة هذا الرجل الذي علمني ولا يزال.











رد مع اقتباس
قديم 2011-06-01, 19:09   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا أهل هذا المكان من بالله عليكم يُخرِجنا من بُؤرة الصّمت؟

وإلاّ فما علينا سوى أن نُشكِّل فسحة أخرى رغم أنّ طيّ صفحات المواضيع القيِّمة يُؤلمُني..









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-01, 19:39   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
بل نحن الآن رهن بصاحب الموضوع و مديره
الذي تركنا نجول و نتقوّل الحديث هنا لوحدنا ...
ثم إنطوى يكابد حالته الكهربائية الميؤس منها
و يقيس بجهاز (الفولط..حب) شدتها و حدتها
فيرتد مؤشر قلبه محروقا غير مستقر في مكانه ...
أخي الكوثري
عليك بأقرب طبيب و إلا تطورت الحالة:d
ثم لا ندري بعدها أنعزيك أم نهنيك
على إستعادة قلبك أو فقده
لا تأخذ من كلامي غير المزاح









آخر تعديل طاهر القلب 2011-06-01 في 22:34.
رد مع اقتباس
قديم 2011-06-02, 01:40   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
الكوثري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الكوثري
 

 

 
إحصائية العضو










Rosiecheeks معذرة ..

تحية عطرة ، في هذا الليل بأخَرة.

لا أريد منكم التوقف،ولا أريد إحراجكم بما يلزمكم به قانون المنتدى،وأرى أنه لو جدّ جديد لأي قارئٍ معنا أن يكتبَ فيُرفعَ الموضوع كما لو أنه ثبت بمسمار من الفيض ومن الذاكرة،وفي هذا حل وسط ورفع للحرج من جهتيْن؛جهة القانون،وجهة الاكمال على هذه المدرجة المستمرة !!

ومما زاد من "زهدي" وتثاقلي عن الكتاب في هذا الموضع الشائك (الأدب -الأدباء-الصحافة) عكوفي هذه الأيام على مقالات شاكر تقف فيها على حقائق تاريخية وأدبية وإنسانية تجعلك تفيض لو أردتَ تكتب رأيك في هذه الثلاثية التي كان يجب أن تكون مقدسة فإذا هي كما نراها مدنّسة على صفحات تباع بـــ(الف دورو غيرِ أحمر) وقد تدبّجت وتأنقت و"تكرفطت" وقبلها ألقاب طويلة لا طال تحتها ولا رادّ منها و(أنموذجي) دائما سي الزاوي الهاوي الذي يتلذذ بترجيع الصدى لكتابات غربية أو متخفية وقد صبغتْ بألوان عربية،ولوكٍ للكلام واستخفاف بعقول الناس ولا تسمع إلا مطا ومطقاً ( كآكل العسل يتمطق بعد أكله من تحلب الريق وشهو الحلو !! ) وقد قرأت مقال الشيخ شاكر عنوانه: الحرف العربي واللاتينية فتراخيت وتراجعت،بعد أن كانت نيتي معقودة على نشر ما تقمشته فأسميته: هجاء وتهجية.

فهذا مثال واحد أعانيه ،مع قلة المساعد وتعكر صفو النفس وركود الذهن،وهذه معذرةٌ مني لكم -وإن كنت أعلم من نفسي التكاسل قبل موضوعكم هذا- فلست ( نظاميا ) لا في دراستي ولا معيشتي ولهذا أهرب من مثل هذه الالتزامات التي توقعني في الحرج مع من لا أريد أن تصل كلمتهم إلى التراب -وحاشاهم-ثم زد حديث الكهرباء الذي زاد من " فوضى حواسي " وأحيانا أجدني أكتب على غير نظام وحين أعاود النظر فيه أجد معانيه في نفسي مستقيمة لكن العبارة تخون،والتركيب يضطرب،فأتندم على ما أكتب..!!

فالتمسوا لأخيكم العذر.

والسلام ختام.











رد مع اقتباس
قديم 2011-06-11, 14:45   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
الكوثري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الكوثري
 

 

 
إحصائية العضو










Lightbulb

جهِدت في البحث عن نسختي من (وحي القلم) ولم أعثر عليها؛فلا أزال قديم الطراز وأحب أن أتحسس الورق بيدي وقلم الرصاص بين أصابع الكتابة الثلاثة......وعلى رأي والدتي: شوف وين راه مقيوس وأنت عندك الخردة بزاف !!!

ولشدّ ما عالجت نفسي لمعاودة قراءة المقالات لكنها تأبى وهي حرون،وكأني بها ستلين وتنقاد حبا في الرافعي.

فقلت لي نفسي لأكتب في موضوع الرافعي إلا يكن فكرة تقتنص فتدوّن فلا أقل من تجديد الرحمة على أبي سامي.

رحمة الله عليك من أديب ورحمة الله عليك من غيور ورحمة الله عليك من عالم بأسرار الللسان،ورحمة الله عليك من إنسان بكل ما فيه وعليه

اللهم ارحم عبدك مصطفى صادق وارفع درجته وصُبّ عليه شآبيب رحمتك.
على رجاء المعاودة قريبا بإذن الله.











رد مع اقتباس
قديم 2011-06-13, 21:40   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
الكوثري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الكوثري
 

 

 
إحصائية العضو










Lightbulb قراءة ...

الحمد لله وحده،والصلاة على من لا نبي بعده.

السلام عليكم جميعا ورحمة الله.

ها أنا أبادر بعد انقطاع وما أتلبث إلا يسيرا وهروبا من المؤاخذة على الرِسْلة ووناء الهمّة،ولأن الفائدة لا ينفيها أن تكون من القليل إذا لم يتسير غيرها،وكما قيل:لجلجلة المضغة عند الجوع خير من جمود الفكيْن....
ولو نحن راعينا في قضية الموضوع الصحافة وعلاقاتها بالأدب لكانت الكلمة بسطر والأسطر بمقال،وقد تغني المقالات وفهم أبعادها "الثلاثية" عن نفض سواد الليل وبياض النهار عنها .!!

وقد صرنا في زمن تسمَّى فيه كتّاب الصحافة (وأقلام الصحافة) بالمحرِّرين،وقد تعلم أن اللقب قديما ؛أيام عافية المسلمين مذمّة لهم *1 ،فإن الاصطلاح أيامئذ يراد به كاتب الخط أو الناسخ حسبُ،لأنه يحرر الأصول ويضبط الأحرف ويراعي النِّسَب بين ما يعزله من بياض الكاغط عن يمين الكتاب وشماله وأعلاه وأسفله،وتباعد ما بين السطور ..الخ مما مرجع ذلك كلِّه إلى لفظة "التحرير"، قال الجاحظ في المحرِّر وكاتب الرسائل ومكانتهما من الديوان: ((... لا يحضر كاتب الرسائل لنائبة، ولا يُفْزَع إليه في حادثة، فإذا أبرم الوزراء فيها التدبير،ووقفوا منها على التقدير طُرِحتْ إليه الرقعة بمعاني الأمر ينسِّق فيه القول،فإذا فرغ من نظامه واستوى له كلامه أحضر له محرِّرا ...)) وقال في المحرِّ أيْضاً : (( .. وبخطه يكون جمال كتُب الخليفة ...*2))،ومن أراد التوسع في (حرفة المحرِّر) عند المسلمين قبل أن تنقلب حقائقهُم،ويصير المحررون هن صنّاع الرأي،بعد أن كانوا مجرد كاتبيه ومزوِّقيه؛ ينظر في الفهرست لابن النديم الفصل الذي عقده (لعائلة البربري المحرر)،وخدمتهم للملوك: الفن الأول من المقالة الأولى عقب الحديث عن خط المصاحف وما يتفرع عن هذا الفن الجليل .

ولو نظرنا في مقابل ذلك في لفظيْ الأدب والأديب لكان أيسر تعريف وعلى التجوّز أنه ملم بفُصَح الكلام،وتمكنه من استعمالها في تصريف الكلام وتنزيله،ومعرفة الإعراب والأبنية والتصاريف،وذو نظر قيِّم – مستقيم- في معاني البلاغة وأساليب الفصاحة والاقتدار عليها،ومعرفةٍ برجال الأدب وتاريخهم،ومراتبهم وطبقات كلامهم وآثارهم واختلاف العصور بها،وأثر تفاوتهم في هذا الاختلاف ،وملكة نقدية تعرَف بها مواطن المؤاخذة،ووجوه الحسن ومواطن القوة،ومسالك الجدة،ومسارب الدَخَل والضعف،ثم لا تكون هذه جميعُها وإحسان المشاركة فيها هي معنى (الأدب والأديب)، وليس الأدب الكفاية في ناحية من فروع المعرفة العربية وعلومها وفنونها؛ حتى يختضَّ بواحد منها –فروع من فروعها- فيقال للمتوفر على النحوي نحوي،وعلى اللغة لغوي،وعلى التصريف صرْفي، قال ابن قتيبة : من أراد أن يكون عالما فليطلب فنا واحدا،ومن أراد أن يكون أديبا فليتوسع في العلوم ..اه ،وتعريف ابن خلدون: الأدب أن تأخذ من كل علم بطرَف...لأن الأديب هو لسان ثقافته،وترجمان أمته، يعرف بها مجموع إنساني ثقافة مجموع – شعب-آخر،وما اختزنه فاختزله في كلام سام عال في إفادته من شعر وقصة ومثل وأغنية أو مقطوعة الخ، وهو هو لسان قومه ليبين لهم وينقل إليهم، ولا يخرج عن قواعد ولا أساليب لغته،لأن الأمم بلغاتها وثقافتها، وتبقى المعاني مطروحة مطروقة تتقارضها الأمم،وتتفاوت في الإبداع والسبْق،وهي سنة طبيعية ثانبة،ومع هذا الثبات حسن القيام على اللغة ؛دون إقحام لأجنبي إلا لضرورة علمية أو ثقافية بعد إخضاعها وامتحانها على اللغة الأمِّ لأن لكل لغة خصائص وميزات تزيلها عن باقي لغات العالم،فإذا كان الأدب مرآة الشعوب فيها الأخلاق والطباع والعادات لأمة من الأمم،فإن للعربية من ذلك ما يميزها؛بل تزيد ..

لا أذهب بعيدا في انتزاع المثال على ذلك فهو جلي كغرة الفرس الأدهم،ولو تتبع متقصٍ ألفاظ الشعراء الدائرة على ألسنتهم- شعرا ونثرا- خذ مثلا بعض أشعار أبي بكر الداني المعروف بابن اللبانة شاعر المعتمد ابن عباد حيا وميتا يمدحه ويمدحُ أولاده الأربعة:

بغيثك في محل، يغيثك في رديٍّ ** يروعك في درع، يروقك في بردِ
جمال وإجمال،وسبقٌ وصولة ** كشمس الضحى،كالمزن كالبرق كالرعدِ
بمهجته شاد العلا ثم زادها ** بناءً حَجاجِحةٍ لدّ
بأربعة مثلِ الطباع تركبوا ** لتعديل جسم المجد والشرف العِدِِّ

تعرف بالبيت الأخير المامه بالطب والأخلاط الأربعة- وقد يسمونها الأمزجة الأربعة- كيف (وظف) هذه المعرفة في أدبه وشعره،وهناك أُخَر تعرف بها أنه كان يعرف الفلك والهندسة والرياضيات؛بله الشطرنج،اسمعه يقول بعد المحنة الأغماتية لابن عبّاد:

لكل شيئ من الأشياء ميقاتُ ** وللمنى من منايهُنّ عاياتُ
والدهر في صبغة الحرباء منغمسٌ ** ألوانُ حالاته فيها استحالات
ونحن من لُعَب الشطرنج في يده ** وربما قُمرت بالبيدق "الشاةُ" !!
وقل لعالّمِها الأرضي: قد كُتمتْ ** سريرة العالم العلوي أغماتُ


وهذا مثال من البساطة يدلك ويحفزك على أن تبلغ "الإحاطة"

وخذ مثالا آخر في خبر أديب الأندلس وإمامها في (علم الأدب) أبو محمد عبد المجيد ابن عبدون مع أبي بكر ابن زهر الوزير الأندلسي الذي كان أيسر وأصغر محفوظاته كتاب الأغاني،ثم انظر كلمة الأستاذ تاويت الطنجي محقق رحلة ابن خلدون في هامش ص 38 عند ذكر ابن خلدون أيام طلبه العلمَ،وهذا الخبران يدوران حول كتاب الأغاني،ثم انظر علم هذاك وإبداع هذا،ومن شمر وتبع وتقصص وصبر على ذلك يخرج بمعجم يصح تسميته: معجم تاريخ الألفاظ، ولوجد كذلك تحت الألفاظ أسماء علوم ومعارف،(وُظِّفَتْ) في التشبيهات والكنايات والاستعارات،لتعبرعما يختلج من عواطف وآلام،وليُبِين عمّا تجده النفس في بعض الحالات،وتعرف به تأريخَ ألفاظ ومصطلحات(والحَمُولات الدلالية المكتسبة مع الزمن)والأردية التي لبِستها أثوابا،واكتسبتها أسبابا،وتجد ألفاظاً تخبرك من نفسها –لو أنعمنا النظر- أنها قوية راسخة الدلالة في تاريخ الأمة، أو
هي متراخية،والمعارف متراجعة أو عاريةفي مركَب مُقاد لا قائد؛أشبه ما تكون بالحرف الزائد؛ذكره وحذفه سيان،وأخرى تدلك عن نفسها أنها دارت في الألسن وجرت بها الأقلام ؛والقلم أحد اللسانيْن (ولعل بهذا نفهم لم قيّد علماؤنا الألفاظ فقالوا: أفصح وفصيح ودخيل ومعرب ومولّد)

وعجيبةٌ عُلْقة – علاقة- الأحرف و الإنسان،وأعجب منه اللسان ونعمة البيان...

... وهذا عمل شاقّ وأنّى هذا، مع وناءِ "هذا" وهو جهد دون عمُر الانسان،اللهم إلا العمل الجماعي ،ولكن مجامعنا اللغويةقليل مستيقظها،وجامعاتنا راقد متيقظها ...!!

ولو نحن أردنا الكرامة؛ وقلنا للكرى مهْ،ولم يثبطنا سقوط أنجم أمتنا في سماء الأمم،والسير في طريق التاريخ المتحرك،مستمدين من التاريخ الثابت بين الانسانية-كناية عن تراثنا وثقافتنا- وكان حرسها اللوم،وكان غايتنا ألا نقنع بالقمم ولا بما دون النجوم لنفخنا الروح في أحرف مهملة و"أفعال" مَوَات،وقبل هذا حب يأخذ عليك السمع والبصر،وإخلاص يملا عليك وجودك،وهمّ جمره يتلظى في فؤادك ليعطيك بقدر خدمتك ومحبتك عندها نعيد بعض تاريخ كنا صنّاعه ومجد كنا روّاده والآداب مرآة الشعوب


ولو أردنا توصيف بعض الداء،ونظرنا إلى الأدباء كتاب الصحف تعرف كيف ابتُذِل هذا اللقب،ولم يحرم منه إلا العامة ممن لا يحسنون مسك القلم بالأصابع الثلاثة،واستعاضوا عنها بالبصْم؛الذين يسميهم المشارقة: البصمجيّة،وانظر إلى هذا (الانتاج الادبي) الذي يباع بألف "دُوُرو" كأننا في حلقة ولسان الحال : زوروا تنورو،وقعدو تبورو،وما ظنك بأوراق أدب جل مواضيعها الهشك بشك،والمتكلمة تقول بملء الفم : "أنا هيفاء"








... / ... يتبع


* * * * * ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * * * * *

*1 :الذم متجه إلى التوظيف لا الوظيفة من حيث هي من جملة الصنائع التي يحتاجها أي مجموع،وهي تقدر بقدرها في التراتبية،في هذا البناء الانساني في أي مدنية تحترم خصائصها الثقافية ومكونات هويتها.

*2 :عندنا في أمثالهم العربية: ما لم يجمعْه العلم ، يسيغه الخطّ.









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-13, 21:54   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
الكوثري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الكوثري
 

 

 
إحصائية العضو










Lightbulb تتمة :

وبعــــــد:


لله درّ الرافعي ما كان أبلغ تشبيهاته وأعمقها فهو يشبه الصحافة المتقيدة بأوهام الجمهور إذ شبههم بالمرأة التي لم تلد لزوجها،لها منه الأمر والطاعة،وهي على هواه وحكمه،وليس لها من تأمر وتجعله في طاعتها وأمرها،وهذه المرأة بهذا الوصف لا يهمها بيتها واستقراره إلا بقدر استقرارها واستمرها(مصلحة آنية ظرفية كما هو الشأن في الصحافة وكما يقال في لغة الصحافة)،واعجب للذين هم بــ"ألْفاتهم" وقودها،وبأبناء جيوبهم مقادتُها –أي: موجِّهُوها إلى حيث يريدون،ولو ليموا قالوا: الجمهور عاوز كده !!- دع عنك رأس المال المموِّن المسيِّر،ومالك الأصول والأسهم،واللوبي الذي يخدم فكرة أيّاً كانت، ويتضاعف البلاء لو هي فكرة عدوة للأمة وتاريخها ومستقبلها تحاول فسخا ومسخا، والمال إلا يكن عونا وسندا،إمّالا هوهدْم وسلب،وهذه إشكالية أخرى تطرح تقييد الحرية وإباحتها إطلاقا،وأجرة العامل بها،وضروراته الملحة التي هي قريبة بما كان يعرف في تاريخنا بالكدية.

اسمع الرافعي :

وقال الذي عرفني به: حضرته عمرو أفندي الجاحظ.. وهو أديب الجريدة.
قلت: شيخنا أبو عثمان عمرو بن بحر؟
فضحك الجاحظ وقال: وأديب الجريدة، أي شحاذ الجريدة، يكتب لها كما يقرأ القارئ على ضريح: بالرغيف والجبن والبيض والقرش..
قلت: إنا للّه! فكيف انتهيت يا أبا عثمان إلى هذه النهاية وكنت من أعاجيب الدنيا؟ وكيف خبت في الصحافة وكنت رأسًا في الكلام؟
قال: نجحت أخلاقي فخابت آمالي، ولو جاء الوضع بالعكس لكان الأمر بالعكس؛ والمصيبة في هذه الصحف أن رجلًا واحدًا هو قانون كل رجل هنا.
قلت: وذاك الرجل الواحد ما قانونه؟
قال: له ثلاثة قوانين: الجهات العالية وما يستوحيه منها، والجهات النازلة وما يوحيه إليها، وقانون الصلة بين الجهتين وهو..
قلت: وهو ماذا؟
فحملق في وقال: ما هذه البلادة؟ وهو الذي "هو".. أما ترى الصحيفة ككل شيء يباع؟ وأنت فخيرني -ولك الدولة والصولة عند القراء- ألم تر بعينيك أنك لو جئت تدفع ثمانمائة قرش، لكنت في نفوسهم أعظم مما أنت وقد جئت تهدي ثمانمائة صفحة من البيان والأدب؟ ...اه


قلت :يذكرني هذا بقول القائل:

وما أنا عن تحصيل دنيا بعاجز** ولكن أرى تحصيلها بالدنيّة
وإن طاوعتني (رقة الحال) مرة** أبت فعلها (أخلاق) نفس أبيّة

وحقيقة الأدب وفلسفته أبعد ما تكون عن هذا الوصف،لأنه يراد لما يستقبل من اليوم والليل،غايته الانسان في كل جيل،فالأدب بمعنى من المعاني مورِّث الخصائص اللغوية والثقافية،وانظر أين صحافتنا اليوم من كل هذا؛إلا قليلا تصدر صباحا وعليها طبائع أصحابها وأمزجتهم،ثم هي لفافات سمك "وسلاطهْ" مساءً، ثم لا يكون أكبر أمرها عند خاصة القرّاء إلا "الأرشيف " حيث الظلمة والرطوبة،ودعك من فعل "الجمهور" فهو كما علمت عند الأرصفة وسوق الخضار،وباختصار: (أدب جوطابل)،وأنا كثيرا ما أتخيل "مشهد"الصباح ولهفة القراء وسعيَهم للشراء،ثم "مشهد"مساء عند الحواتة فيه السردين واللاتشهْ، فيترآى لي أن هذه الصحف كالنعناع،تجده في الصباح نديا مغريا،وفي المساء ذابلا متراخيا !!

والصحافة بطبيعتها تطلب أول ما تطلب السياسي والسياسة، ثم الرياضي والرياضي،ثم الفن والفنّان، ثم يجئ بعد هؤلاء جميعا الأدب والأديب،والفكر والمفكر،ثم لا يكون كلام هذين إلا في ذيلهما وفي آخر صفحاتها؛منها نهر أو نهران -كناية عن العمود الصحفي- فهي على هذا الوصف وبه إلا أقلاما تجاهد هذا الغث وتدرؤه بالقليل من سمينها،والأدب فوق هؤلاء جميعا،وفوق الزمان والمكان،غايته المنشودة الخلود،والتأثر في النفوس وتهذيبها والترويح عنها بما يجده من ألمه وهمِّه،( نريد الصحافة الثقيلة المركزة،فيها عصرات الفكر،ودراسات معمقة، لاصحافة خفيفة ؛أخبار وتعاليق وعناوين كما قال فتحي يكن عليه رحمة الله) جرفنا سيل الصحافة الصفراء أولا ثم ها هي اليوم حمراء،والله أعلم ما تكون عليه من ألوانها في قابل الأيام؛ولعلها تكون "عُرْيانة" من كل لون ...!!

لنقرأ جواب الجاحظ عن سبب تعنيف وتبكيت رئيس التحرير له:


قلت: يا شيخنا، دعنا الآن من الرواية والحفظ والحسن والأحنف؛ فماذا دهاك عند رئيس التحرير؟
قال: لم أحسن المهاترة في المقال الذي كتبته اليوم... ويقول رئيس التحرير: إن كان نصف التمويه رذيلة؟ فإن نصفه الآخر يدل على أنه تمويه. ويقول: إن سمو الكتابة انحطاط فصيح؛ لأن القراء في هذا العهد لا يخرجون من حفظ القرآن والحديث ودراسة كتب العلماء والفصحاء، بل من الروايات والمجلات الهزلية. وحفظ القرآن والحديث وكلام العلماء يضع في النفس قانون النفس، ويجعل معانيها مهيأة بالطبيعة للاستجابة لتلك المعاني الكبيرة في الدين والفضيلة والجد والقوة؛ ولكن ماذا تصنع الروايات والمجلات وصورالممثلات المغنيات وخبر الطالب فلان والطالبة فلانة والمسارح والملاهي؟
ويقول رئيس التحرير: إن الكاتب الذي لا يسأل نفسه ما يقال عني في التاريخ، هو كاتب الصحافة الحقيقي؛ لأن القروش هي القروش والتاريخ هو التاريخ؛ ومطبعة الصحيفة الناجحة هي بنت خالة مطبعة البنك الأهلي؛ ولا يتحقق نسب ما بينهما إلا في إخراج الورق الذي يصرف كله ولا يرد منه شيء!
إنهم يريدون إظهار المخازي مكتوبة، كحوادث الفجور والسرقة والقتل والعشق وغيرها؛ يزعمون أنها أخبار تروى وتقص للحكاية أو العبرة، والحقيقة أنها أخبارهم إلى أعصاب القراء...




والكلمة التي سمّى بها أبو سامي مقالاته وعنونها بها ( صعاليك الصحافة) كلمة متجزنة ومختزلة؛اختزن بها هذه المعاني وأخواتها،واختزل بها وصف الصحافة،وقل إن شئت: صعاليك الأدب،وصدرها برؤيا رآها،وهي عادة كل إنسان،يزيد الأديب بها أنه يأخذ منها لأدبه خيالا وأحلاما والإبداع فيهما،والرؤى من عطايا السماء،وبما أن الأدب وفنونه من أخص العلوم الانسانية وألصقها بحياتهم وعواطفهم ووجدانهم، لم يفوت الرافعي منامه و (وظفه) في أدبه،وكذلك ينبغي لكل متأدب ناشئ،فهي مادّة خام وتريد صانعا صائغا متقنا متفننا يعطيها لبوس روحه وفكره ويترجمها بسلانه وعلى لغته ؛لتكون حديث الناس حاضراً ومستقبلا،وهي هكذا الفنون بمسرحها وشاشتها ولوحاتها وموسيقاها تأخذ من الانسان،والادباء والفنانون أكثرمن يتتبع ويتقصص آمال وآلام الناس يأخدون منها "سنياريوهات" و"حكايات" و" روايات" والأديب واحد من الناس قد يمتح من غور نفسه،وما يُلقّاه من غيب،وما يعيشه بدمه وأعصابه،وللرافعي مقال (تاريخ يتكلم) من فيض منامه في "وحي قلمه"،وأغلب الظن أنه من لم يكن مشتركا عند سونلغاز الدراويش فلا يتعبنّ نفسَه وليختر موقعا آخر يمتح منه،ويترصد فيه حركة باطن الانسان في مقهى أو bus ..!!









رد مع اقتباس
قديم 2011-06-13, 22:41   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
الله ينور عليك أخي الكوثري على ردك الماتع الممتع بكل مما فيه و ما يحويه و ما يوحيه من معان و عبر , ربما كانت لتضيق منها كتب و مجلدات لما يرى من صحافة اليوم و أدب اليوم و جمهور اليوم ... بوركت أخي
ربما كبحت بهذا أقلامنا فلم و لن تجاريك إستنباطا و إستنطاقا و إسترقاقا ... لإيحاءات المقال المتدارس " صعاليك الصحافة " و كذا تلك الجذوة المتقدة سطوعا التي ينبئنا بها صاحب المقالات بخطوات ثابتة محكمة , فألف رحمة عليه و لله دره من أديب لبيب ترك خير ميراث لأسوء ورثة ...









رد مع اقتباس
قديم 2011-11-14, 12:34   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
الكوثري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الكوثري
 

 

 
إحصائية العضو










Lightbulb الرافعي بأقلام جزائرية .....













السلام عليكم جميعا ورحمة الله.

البارحة كنت أبحث عن جريدة الشهاب لصاحبها فقيد العربية والجزائر النزيه النبيه الشيخ عبد الحميد ابن باديس الصنهاجي فأحالني محرك البحث على المنتدى، وقد رفعها أخ لنا بالمنتدى ،جزاه الله خيرا،وقد وجدتني أطالع مقالا بقلم الأديب عبد الحميد حيرش في الجزء الخامس من المجلد الثالث عشر منها بتاريخ جمادى الأولى من عام 1356 هجرية الواقعة في 10 جويلية 1973،أيْ: بعد وفاة الرافعي بستين يوما أو تكاد؛ يوم كان مغربيُّها يحفل ويأبه لمشرقيِّها،ويوم كانت العربية تجمع أبناءها بعد أن جمعهم الاسلام، برابطة الأدب والارث المشترك.

فتذكرت هذا الموضوع عن أدب الرافعي ،فقلت لنفسي :لأشارك الناس هذه الصفحات المعدودات من جريدة الشهاب؛ التي كانت أعمالها محمودة كلُّها فالكاتب فيها عبد الحميد وصاحب الجريدة عبد الحميد.وانظر كيف كانت رابطة الأدب تجعل قلما مغربيا يرثي ويؤبن قلما مشرقيا،لا على واقع اليوم الذي نعيشه متوزَّعين منهَبين كل "قطر"* وقطعة في مجرة غير مجرة القطر والقطعة الأخرى ،بدعوى السلامة والتخفي شعارنا : تخطي راسي وتفوت !! ** ولتر أيها القارئ جرائد وصحف تلك الأيام في المغرب العربي وفي مشرقه،والأسلوب العربي الذي كان ينضح منها،ويفوح ريحه الطيب قبل حروفه

و لرفع الموضوع؛لاعلى المعهود "النِــتِّــيِّ"،ولكن لتجديد الرحمات على أبي سامي جزاء ما جاهد وناضل،وفكر وقدر،وكتب وأدّب،و زيارة لمعهد من معاهد الأحبة فيه آثارهم أراها كلما أومض برق أشواقهم،وطرب القلب لذكراهم،و للتغني بالطلل لا على عادة الشعراء في بكائهم،فالسر في الساكن لا في الطلل كما تقول العرب،وما أشبه هذه الحيطان على صفحات الانترنت،التي يسميها بعضهم حيطان المجانين بحائط مبكى الشعراء ***



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

* لفظة قُطْر أعني بها دولة قَطَر،وهي حال موصِّفة لتشرذم العرب وتدسس بعضهم لبعض ،وختل بعضهم لبعض


** هذا مثل جزائري عامي ،مؤداه : كل إنسان يطلب سلامته حسبُ،ويقول: نفسي نفسي

*** في اللفظ تورية ،وتشبيه حالنا بحال ذلك اليهودي الذي أفلس فأخرج دفاتره يتذكر أيام الربح والتجْر الجاري مع النفَس التي تدفعها رياح القرض والربا ،وتشبيه بكاء الشعراء بحائط البراق // عند حارة المغاربة// الذي زُوِّرَ حائطاً للمبكى ...!!

وفي اللفظ في هذا السياق ما لا يخفى









آخر تعديل الكوثري 2011-11-15 في 10:17.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(وحي, للرافعي), القلم-, إيحاءات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc