رسالتي لكم قبل مماتي [ ضاقت روحي فعدت إليكم ] !

[arenouba]

رسالتي الاخيرة اليكم

لأني خسرت حروبي الأخيرة ..
فإني أموتُ , وأهربُ , وأتركُ كلّ شيء ورائي .. أترك كلماتي ، مواضيعي و سطوري المعدوادات
لأن حياتي معاكم صارت قصيرة , فإني أموتُ , وأرحل , وأترك خلفي صوت بكائي ، أنيني و إن لم تسمعوه ، لكن الروح تسعى و تدور و تلجأ للقرآن لبلوغ ذرة راحة ، تضحك معكم تارة ، و أخرى حزينة منزوية ... ..


وإنّي أموتُ سريعاً .. قبل حلول الظلام .

وكلّ السّطور التي كتبتُ إليكُم صارت حِبال , وكلّ الهموم التي مالت عليّ صارت جِبال , وإني أموت سريعاً قبل إنتهاء الكلام و قبل وضع النقطة آخر السطر ، و ربما قبل أن أنهي رسالتي ،لكنني متيقنة أن ورقتي ساقطة و لو بعد دهر و إنها لفانية و الروح مقبوضة ، و إنا لله لراجعون .

وإني أموتُ قريباً , وأترك عُمري لكم , وأترك حُزني لكم , وفرحي القصير الذي لم يدم سوى ضِحْكَتين , وبيتي و عائلتي و أحبابي و أصدقائي ,
وغرفة نومي الصغيرة قبل سنينَ طوال ، و غرفتي في المستشفى التي لبثت فيها سنتين ، و مازلت إلى أن أن أموت ، لربما سأعود ؟ هل سأعود ؟ حقا لعائلتي و أختي التي اشتقت لوجهها ,

وإني أموت .. قبل أن أجهّز حقيبة سفري , وقبل أن أعدّ لنفسي العشاء الأخير ، و قبل أن أصنع كفني الأبيض الجميل . ..

وإني أموت , وقد لا أستطيع سماع الذي قد يقال, .. عنّي , لأنّي هناك ، هناك بعيدا لا أعلم أين أنا ..

وإني أموتُ قبل أواني , كفرح اليتامى
وإني أموت قبل كلامي .. إليكم , يطير حماما
وإني أموت غريبةً , كمجنونة , وحيدةً , وحيدةً , وحيدةً لا أثير الإنتباه .. إلا بعد سنينَ طوال

وقد أطلّ عليكم من بين النجوم , وقد أشير إليكم ..
وقد أطلّ برأسي الصغير من بين الغيوم , وقد أنادي عليكم :
" سلاماً سلاما " ..
وقد تسمعوني , و قد لا تسمعوني .! .

وإني أموت جميلة بشكلٍ مرتّب , وشكلٍ منظّم , وشكلٍ أنيق ، و إن الجمال لفي القلب ..
بشكلٍ يشبهُ استقامة رمحٍ , وقوف مؤذّن , دُعاء نبيّ , وطول ملاك .

وإني أموت قبيحوً بشكل يشبه فوضى حياتي , وأبلعُ ملحاً ينزّ من عيني الصغيرة ووسط جفوني ..
وقت البُكاء ..
وإني بكيتُ كثيراً حتى تعبت ، تعبت و تعبت
,
تعبتُ كثيراً حتّى كتبت , كتبتُ كثيراً حتّى بكيت ..
وضِعْتُ كثيراً بين حروف الأبجديّة , وإني صغيرةٌ على غَزلِ القصائِد ولا أتقنُ صُنع الجمال ..
ولا أستطيع كِتابة سطرينِ بشكلٍ يليق .

وقد أستقيل من المنتدى قبل وفاتي , وأكتبُ سبباً يقولُ :
لماذا استقلت .! .

وقد أطلق على شِعري الرّصاص بالرشاش , وابحثُ عمّن يلمّ رفاتي , وأترك ورقاً يقولُ :
لماذا أنا .!

ربما هذه الرسالة حزينة لكن قدر الله و ما شاء فعل

تأثرت بك زينب ، حتى كتبت و بكيت