الجامعة ايام زمان كانت تنتج لنا نخبة من المتخصصين في شتى العلوم المتوفرة فيها ، ان المجتمع كان يتزود بهذه الطاقات التي تساهمت في حركيته ، وتغيير انماطه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية
كانت الجامعة فضاء للإبداع والخلق العلمي والمعرفة ......... !
اما اليوم التعليم الجامعي في بلادنا فقد معناه شكلا ومضمونا خاصة بعد تطبيق نظام lmd الجديد الذي لم يعد قادر على الاستجابة للأوضاع الاجتماعية الجديدة والعالمية
فجهود الدولة في ترقية التعليم الجامعي يبقى دائما دون مردود يذكر لماذا ؟
1/ كفاءة الاستاذ
الكفاءة والمهارة والخبرة غائبة لدى اغلبية الاساتذة ، المعرفة التي يملكها الاستاذ في مجال تخصصه لا تعكس الشهادة العلمية التي يحوزها و اساليب او استراتيجيات التدريس غير كافية لديه المعنى لا يملك اية مهارة في التدريس
الدقة في الاداء غائبة تماما
يمارس تعليم فوضوي متسلط يقتل الابداعات ويفرض على الطالب خضوع طويل في اتجاه واحد
ما يقدم للطالب من اغلبية الاساتذة لا يساعدهم على تطوير مهاراتهم في مجال الاحتفاظ بالأفكار والموضوعات التي درسوها
طرق التدريس الحديثة غير مطبقة في جامعاتنا ايصال المعلومات للطلبة مازالت تخضع للأسلوب التقليدي الذي لا يساعد الطالب على استيعاب الدروس
الطالب ما زال سلبي يتلقى المعلومات من الاستاذ دون يشارك في بناءها ، ويطلب منه ان يتذكر تلك المعلومات او المعارف او النظريات التي اخذها ، او يشرح المفاهيم التي سمعها في الدرس ولم يستوعبها او يفهمها
اسلوب ايصال المعلومات للطلبة من معظم الاساتذة يرتكز على النمط التقليدي الذي يجعل الطالب سلبي مستوى الاستجابة لديه تكون ضعيفة لان المعلومات التي تصل اليه مبهمة وغير مفهومة وبالتالي لا يستفيد منها لان نقلها اليه لم يتركز على المهارة والخبرة التعليمية
دور الاستاذ في التعليم العالي لا يعني التلقين انما خلق الظروف والدوافع والبيئة التي تجعل الطالب مهتما بالمادة التي يدرسها
ان الملل والضجر الذي يعاني منه الطلبة اثناء الحصص التدريسية راجع الى :
1/ اسلوب التدريس عقيم وغير مشوق
2/ انعدام الانتباه والذهن وغياب التركيز لدى الطلبة بسبب سرعة الاستاذ في الالقاء دون شرح
3/ امكانيات الاستاذ المعرفية ضعيفة، التكوين النظري لديه ناقص ( من مخلفات النظام LMD )
4/ نوع المواد المختارة قديمة
5/ نوع الدروس المعتمدة
6/ قلة المراجع والمصادر الحديثة ــ حتى المكتبات الجامعية اصبحت نادرة الكتب الحديثة
الاستاذ الجامعي اصبح لا يكلف نفسه في تحضير الدروس المطالب بشرحها للطلبة وانما اكتفى فقط بنقلها من شبكة الانترنيت الى الطلبة عبر اسلوب الاملاء او تقديمها على شكل مطويات كمادة جامدة
لقد تحولت دروس المحاضرات الى حصص املائية والاعمال التطبيقية الى حصة قراءة
نتيجة التعليم الهابط الذي تعاني منه الجامعة اثر على امكانيات الطلبة حيث قلص من جهودهم في اكتساب العلوم
معظم الطلبة اصبحوا يعتمدون على شبكة الانترنيت في كثير من الاعمال المطلوبة منهم بدلا من البحث عن المعلومات في الكتب واستنباطها منها حتى يتم تركيزها في الذاكرة ، المعلومة اذا تم نقلها من شبكة الانترنيت قد تتعرض الى نسيانها وتتدحرج الى الصفوف الاخيرة من الذاكرة بعد ذلك يصعب تذكرها لأنها لم يتم استيعابها بالشكل الجيد ونقصد : البحث عنها (تنوع المصادر)ــ استنباطها (منهجية اقتباس المعلومات من المصادر)ــ كتابتها ( الممارسة)ــ حديثة المصدر(قديمة ، حديثة ) ــ ومؤلفها كل هذه تساعد في حفظها في الذاكرة واسترجاعها عند اللزوم
ان الاستاذ الجامعي بهذا الاسلوب يساهم في قتل قدرات واستعدادات وامكانيات الطلبة ويجعل منهم كسالى وغشاشين وغير منضبطين وهذا ما يظهر جليا على سلوك طلابنا
فالطالب اصبح لا يكلف نفسه في البحث عن المعلومات في الكتب وانما يبحث عنها في شبكة الانترنيت كبحوث جاهزة ينقلها بطريقة النسخ ثم يعرضها اثناء الحصة على شكل نشرة اخبارية او قراءة دون اي تعقيب او اعتراض من الاستاذ
الطلبة بهذا الاسلوب لم يحصل لديهم اي تطور في عملياتهم الذهنية او الفكرية معلوماتهم لم تتوسع ويتضح ذلك من خلال اجابتهم في الاختبارات والمسابقات ( تكوين هزيل )
ان الاسلوب التدريس المتبع في الجامعة القائم على اساس التلقين والاستحضار يساعد على الجمود الفكري وعدم تحرير عقول الطلبة لاكتساب المعلومات والمعارف الجديدة
2/ النظام التعليمي القائم في جامعتنا
ساهم الى حد كبير في تراجع قدرا ت الطلبة العلمية وتنمية مهاراتهم ، المستوى العلمي انخفض واصبحت المعلومة لديهم شبه منعدمة ،
ان اهداف الجامعة تزويد الطلبة بثقافة علمية تمكنهم من فهم العلم الذي يدرسونه وتنمية قدراتهم ومهارتهم ليستطيعوا بها مواجهة التغييرات الحياتية الجديدة ــ مستحدثات الحياة التي تستلزم من معارف ومهارات لمواجهتها
لكن ان تبقى الجامعة تعتمد على حشو اذهان الطلبة بمعلومات جامدة غير فعالة او مجدية في حياتهم اليومية والعملية الافضل ان تغلق بدلا من اهدار الاموال بدون فائدة
لقد ساهم النظام التعليمي في الجامعة الى تكريس النمط السطحي في اكتساب المعرفة والمهارات
عن طريق :
1/ كثرة العطل والمناسبات والاضرابات وغير من عوامل هدر الوقت اثرت على اتمام البرنامج
2/ اساليب التدريس المعتمدة من قبل جل الاساتذة تقليدية التلقين والحفظ
3/ اعتماد اساليب التقويم التي تشدد على الحفظ ومستويات التفكير الدنيا
4/ زيادة كم المعلومات التي تتضمنها كل مادة دراسية من دون النظر الى اهميتها وصلتها بحياة الطالب ومتطلباته
5/ اكتساب معلومات وبيانات مبتورة في المواضيع المقررة عليهم ترجع الى نقص خبرة الاستاذ وعدم وجود مصادر متنوعة تساعد الطالب على تنمية قدراته ومهارته المعرفية
6 / عدم تشجيع التوسع في الافكار وصقلها فالطالب يمنع عليه ان يفكر ويعمل ويناقش ويبتكر وينتج المطلوب منه حفظ المعلومات التي تملا عليه ثم العمل على استرجاعها
الاقتراحات
ان ثورة المعلومات والتدفق العلمي والانترنيت والتكنولوجيا الحديثة تفرض على الجامعة احداث ثورة في طرائق التدريس القائمة حاليا على اسلوب التقليدي الذي اصبح لا يواكب الجديد في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
ــ الزام الاستاذ ان يقوم بالتهيئة والتحضير لكل موضوع قبل تناوله مع طلبته ( للقضاء على الدروس الارتجالية)
ــ يجب على الاستاذ ان ينوع من المصادر التي يلجأ اليها عند تناول الموضوعات المختلفة
(للقضاء على ظاهرة الاملاء من مصدر واحد ) مثل ما هو معمول به في اكثر من جامعة
ــ يجب على الاستاذ ان يفتح باب النقاش امام الطلبة ويكون مستعدا للإجابة عن كل تساؤلات الطلبة حول الموضوع الذي يدرسونه
ـــيجب على الاستاذ ان يكون ملما بأكثر من طريقة او اسلوب لتنفيذ عملية التدريس
ــ يجب ان تكون لغة الاستاذ سليمة ومفهومة لدى الطلبة وتناسب مستواهم العقلي
ـــ يجب على الاستاذ تجنب اسلوب التلقين والاستحضار والتركيز على بناء المعرفة ( بناء المعرفة وانتاجها واعادة انتاجها افضل من تلقين المعرفة وحفظها )
ـــيجب على الاستاذ عرض لمادته العلمية بشكل واضح يمكن الطلبة من استيعابها ( وضوح العرض يساعد في تحصيل الطلبة )
ــ استخدام الاستاذ الوسائل التقنية في عرض المعلومات على الطلبة
ــ يحافظ على وقت الحصة ولا يضيع من الدرس فيما لا فائدة فيه ( الزمن الحصة غير محترم من جل الاساتذة نصفه يذهب في الموضوعات التي لا تهم الطلبة )
ــ اعادة النظر في طرق التدريس ومحتوى المنهاج المتبع في الجامعات لتحقيق اهداف ومتطلبات العصر وتحدياته وما يسمى بالعولمة وما تشكله من تحد ثقافي واجتماعي واقتصادي
ــ الوزرة الوصية عليها ان تعمل على حسين واحكام عملية التعليم في الجامعة
ــ الوزارة الوصية عليها ان تلزم الاساتذة على التجديد والابتكار لينيروا عقول الطلبة ، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم المعرفية