لتنتفضي اخية - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لتنتفضي اخية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-02-04, 11:37   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
ملك روحي 17
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ملك روحي 17
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أقول لك شكراا بالنيابة على كل فتاة
شكرا على هذه الباقة من الكلمــــــات
ننتظـــر جديــــدك بفـــــــــارغ الصبــر









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-02-04, 18:30   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك روحي 17 مشاهدة المشاركة
أقول لك شكراا بالنيابة على كل فتاة
شكرا على هذه الباقة من الكلمــــــات
ننتظـــر جديــــدك بفـــــــــارغ الصبــر
fبارك الله فيك ................وجزاك كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2011-02-14, 17:17   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم ........................










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-16, 11:19   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Hourse الوحدة العربية

السلام عليكم ورحمة الله اليكم قصيدة هشام الجخ



اسبح باسمك الله
وليس سواك اخشاه
واعلم انى لى قدرا سألقاه .. سألقاه
وقد علمت فى صغرى بان عروبتى شرفى
وناصيتى وعنوانى
وكنا فى مدارسنا نردد بعض الحان
نغنى بيننا مثلا
بلاد العرب أوطانى - وكل العرب اخوانى
وكنا نرسم العربى ممشوقا بهامته
له صدر يصد الريح اذ تعوى
مهابا فى عباءته
وكنا محض اطفال
تحركنا مشاعرنا
ونسرح فى الحكايات التى تروى بطولاتنا
وان بلادنا تمتد من أقصى الى أقصى
وان حروبنا كانت لاجل المسجد الاقصى
وان عدونا صهيون
شيطان له ذيل
وان جيوش امتنا
لها فعل كما السيل
سأبحر عندما اكبر
امر بشاطىء البحرين فى ليبيا
واجنى التمر من بغداد فى سوريا
واعبر من موريتانيا الى السودان
اسافر عبر مقديشيو الى لبنان
وكنت اخبىء الاشعار فى قلبى ووجدانى
بلاد العرب اوطانى وكل العرب اخوانى
وحين كبرت
لم احصل على تأشيرة للبحر
لم ابحر
وأوقفنى جواز غير مختوم على الشباك
لم اعبر
حين كبرت
لم ابحر ولم اعبر
كبرت انا
وهذا الطفل لم يكبر

تقاتلنا طفولتنا
وافكار تعلمنا مبادئنا على يدكم ايا حكام امتنا
تعذبنا طفولتنا
وافكار تعلمنا مبادئها على يدكم ايا حكام امتنا
الستم من نشأنا فى مدارسكم
تعلمنا مناهجكم
تعلمنا على يدكم بان الثعلب المكار منتظر سيأكل نعجة الحمقى اذا للنوم ما خلدوا
الست من تعلمتم بان العود محمى بحزمته ضعيف حين ينفرد
لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا
الستم م
ن تعلمنا على يدكم ان اعتصموا بحبل الله واتحدوا

لماذا تحجبون الشمس بالاعلام
تقاسمتم عروبتنا ودخلم بينكم صرنا كما الانعام
سيبقى الطفل فى صدرى يعاديكم
تقسمنا على يدكم فتبت كل ايديكم

انا العربى لا اخجل
ولدت بتونس الخضراء من اصل عمانى
وعمرى زاد عن الف وامى ماتزل تحبل
انا العربى فى بغداد لى نخل
وفى السودان شريانى
انا مصرى موريتانيا وجيبوتى وعمانى
مسيحى وسنى وشيعى و كردى وجرزى وعلوى
انا لا احفظ الاسماء والحكام اذ ترحل
تشتتنا على يدكم
وكل الناس تتكتل
سئمنا من تشتتنا وكل الناس تتكتل
ملئتم فكرنا كذبا ووتزيرا وتأليفا
اتجمعنا يد الله وتبعدنا يد الفيفا

هجرنا ديننا عمدا
فعدنا الاوس والخزرج
نولى جهلنا فينا
وننتظر الغبا مخرج
ايا حكام امتنا يبقى الطفل فى صدرى يعاديكم
يقاضيكم
ويعلن شعبنا العربى متحدا
فلا السودان منقسم
ولا الجولان محتل
ولا لبنان منكسر يدواى الجرح منفردا
سيجمع لؤلؤات خلجينا العربى فى السودان يزرعها
فينبت حبها فى المغرب العربى قمحا
يعصرون الناس زيتا فى فلسطين الابيه
يشربون الاهل فى الصومال ابد
ا

سيخرج من عبائتكم رعاها الله
للجمهور متقدا
هو الجمهور لا انتم
هو الحكام لا انتم
اتسمعنى جحافلكم
اتسمعنى دواوين المعاقل فى حكومتكم
هو الحكام لا انتم ولا اخشى لكم احدا
هو الاسلام لا انتم فكفوا عن تجارتكم
والا صار مرتدا
وخافوا ان هذا الشعب حمال
وان النوق ان صرمت
فلن تجدوا لها لبنا ولن تجدوا ولدا

انا باق وشرعى فى الهوا باق
سقينا الظلم اوعية
سقينا الجهل ادعية
مللنا السقى والساقى
احذركم
سنبقى رغم فتنتكم
فهذا الشعب موصول
حبائلكم وان ضعفت
فحبل الله مفتول
ساكبر تاركا للطفل
فرشاتى والوانى
ويبقى يرسم العربى
ممشوقا بهامته
ويبقى صوت الحانى
بلاد العرب اوطانى
وكل العرب اخوانى

هشام الجخ










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-16, 11:44   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

انعم الله صباحكم ..............................










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-16, 13:17   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
قلم : داعية
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

هكـذا عرفت حروفكـ تلآمس شغآف القلـب ... و رويدا رويدا حتى تسكنـه في كل خلآيـآهـ ....

كلمـآت تبحـر بي إلـى سوآحل عآلمـكـ .. هنـاااكـ حيث الحرف يتدفق من نبعه الأصيل ...

سلمـت على هذا البـوح المميـز و السآحـر ...

و كلنا بـ شوق إلى جديـدكـ.....

ودي و تحيتي ....

دمت بهذا التألق و الإبدآع ...










رد مع اقتباس
قديم 2011-04-16, 13:28   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملتح وابتسم مشاهدة المشاركة
هكـذا عرفت حروفكـ تلآمس شغآف القلـب ... و رويدا رويدا حتى تسكنـه في كل خلآيـآهـ ....

كلمـآت تبحـر بي إلـى سوآحل عآلمـكـ .. هنـاااكـ حيث الحرف يتدفق من نبعه الأصيل ...

سلمـت على هذا البـوح المميـز و السآحـر ...

و كلنا بـ شوق إلى جديـدكـ.....

ودي و تحيتي ....

دمت بهذا التألق و الإبدآع ...
طبت اخي وطاب مقامكم بيننا .....................









رد مع اقتباس
قديم 2011-04-18, 18:48   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مرحبا بكم ....................










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-05, 08:49   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي رمضان أقبل

[center[size="5"]] رمضان أقبل [/center]

رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ *** فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ

عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلةٍ *** فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ

وتَهـيّؤوا لِـتَصَـبُّرٍ ومـشـقَّةٍ *** فأجـورُ من صَبَروا بغير حسابِ

اللهُ يَجزي الصائـميـنَ لأنـهم *** مِنْ أَجلِـهِ سَخِـروا بكلِّ صعابِ

لا يَدخـلُ الـريَّـانَ إلا صائـمٌ *** أَكْرِمْ بـبابِ الصْـومِ في الأبوابِ

وَوَقـاهـم المَولى بحرِّ نَهـارِهم ***ريـحَ السَّمـومِ وشرَّ كلِّ عـذابِ

وسُقوا رحيـقَ السَّلْسبيـلِ مزاجُهُ *** مِنْ زنجبـيـلٍ فاقَ كلَّ شَـرابِ

هـذا جـزاءُ الصائـمينَ لربِّهم *** سـَعِدوا بخيـرِ كرامةٍ وجَـنابِ

الصومُ جُنَّـةُ صائـمٍ مـن مَأْثَمٍ ***يَنْـهى عن الفحشـاء والأوشابِ

الصـومُ تصفيـدُ الغرائزِ جملةً *** وتـحـررٌ من رِبْـقـةٍ بـرقابِ

ما صامَ مَنْ لم يَرْعَ حـقَّ مجاورٍ *** وأُخُـوَّةٍ وقـرابـةٍ وصـحـابِ

ما صـامَ مَنْ أكَلَ اللحومَ بِغيـبَةٍ *** أو قـالَ شـراً أو سَعَى لخـرابِ

ما صـامَ مَـنْ أدّى شهادةَ كاذبٍ *** وأَخَـلَّ بـالأَخــلاقِ والآدابِ

الصومُ مـدرسةُ التعفُّـف ِوالتُّقى *** وتـقـاربِ البُعَداءِ والأغـرابِ

الصومُ رابـطةُ الإخـاءِ قويـةً *** وحبالُ وُدِّ الأهْـلِ والأصحـابِ

الصومُ درسٌ في التسـاوي حافلٌ *** بالجودِ والإيثـارِ والـتَّـرحْابِ

شهـرُ العـزيمة والتصبُّرِ والإبا *** وصفاءِ روحٍ واحتمالِ صعـابِ

كَمْ مِـنْ صيامٍ ما جَـنَى أصَحابُه *** غيرَ الظَّما والجوعِ والأتـعـابِ

ما كلُّ مَنْ تَرَك الطـعامَ بـصائمٍ *** وكذاك تاركُ شـهـوةٍ وشـرابِ

الصومُ أسـمى غايـةٍ لم يَرْتَـقِ *** لعُلاهُ مثلُ الرسْـلِ والأصحـابِ

صامَ الـنبيُّ وصـحْبُهُ فـتبرّؤوا *** عَنْ أن يَشيبوا صومَهـم بالعـابِ

قـومٌ هـمُ الأملاكُ أو أشباهُـها *** تَمشي وتـأْكلُ دُثِّرَتْ بثـيـابِ

صَقَـلَ الصـيامُ نفوسَهم وقلوبَهم *** فَغَـدَوا حديـثَ الدَّهرِ والأحقابِ

صامـوا عـن الدنيا وإغْراءاتِها*** صاموا عن الشَّـهَواتِ والآرابِ

سـارَ الغزاةُ إلى الأعادي صُوَّماً *** فَتَحوا بشهْرِ الصْومِ كُلَّ رحـابِ

مَلكوا ولكن ما سَهَوا عن صومِهم *** وقيامِـهـم لـتلاوةٍ وكـتـابِ

هم في الضُّحى آسادُ هـيجاءٍ لهم *** قَصْفُ الرعودِ و بارقاتُ حرابِ

لكـنَّهـم عند الدُّجى رهـبانُـه *** يَبكونَ يَنْتَحِبونَ في المـحـرابِ

أكـرمْ بهمْ في الصائمينَ ومرحباً *** بقدومِ شهرِ الصِّيدِ و الأنـجـابِ

[/SIZE]










رد مع اقتباس
قديم 2011-08-05, 22:43   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي











ி ιllιl رمضًــــآن كــَريـــمَ (( ^_^ ))









رد مع اقتباس
قديم 2011-08-06, 10:50   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatimazahra2011 مشاهدة المشاركة










ி ιllιl رمضًــــآن كــَريـــمَ (( ^_^ ))
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2012-01-04, 11:45   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










M001 القحـــــــــــــطاني

[size="4"][color="blue"][b]نونية القحطاني

نونية الإمام القحطاني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه ،،،
وبعد :
فنونية الإمام القحطاني رحمه الله من أروع المنظومات في العقيدة وأصول الدين والأحكام الشرعية والأخلاق ، وأسهلها للحفظ ، وأعذبها عبارة ، وقد حوت أكثر مباحث العقيدة والتوحيد والأحكام الفقهية .
وقبل ذكر المنظومة ، نقدم بترجمة للناظم رحمه الله .
ترجمة الناظم :
قال أحمد بن المقري التلمساني في" نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب " :
أبو عبد الله محمد بن صالح القحطاني، المعافري الأندلسي المالكي رحل إلى المشرق فسمع بالشام خيثمة بن سليمان، وبمكّة أبا سعيد ابن الأعرابي، وببغداد إسماعيل بن محمد الصفّار، وسمع بالمغرب بكر ابن حماد التّاهرتي ومحمد بن وضاح وقاسم بن أصبغ، وبمصر جماعة من أصحاب يونس والمزني. روى عنه أبو عبد الله الحاكم وقال: اجتمعنا به بهمذان، مات ببخارى سنة (383) ، وقيل: سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وسبعين.
وقال فيه أبو سعيد الإدريسي: إنّه كان من أفاضل الناس، ومن ثقاتهم
هوأبو عبد الله محمد بن صالح بن السمح بن صالح بن هاشم بن غريب القحطاني المالكي المعاركي الأندلسي.

وذكره ابن الفرضي في "تاريخ علماء الأندلس" فقال :
محمد بن صالح المُعافري: من أهل قرطبة.
سمع بقرطبة : من قاسم بن أصبغ وغيره ، ورحل إلى المشرِق فسمع بمكة: من ابن الأَعرابيّ ومن غيره من المكييّن ودخل العراق فكتبَ بها عن كثير من مُحَدِّثيها. وكان كتّابة للحديث، ورحل إلى خُراسَان فتَرَدّد بها، واستوطن بُخَارَى ولم يزل مقيماً فيها إلى أن تُوفِّيَ رحمه الله : سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة فيما ذكره عبد الرحمن بن عبد الله التَّاجر . انتهى من تاريخ ابن الفرضي .

وقال غنجار، في "تاريخ بخارى": هو محمد بن صالح بن محمد بن السمح المعافري الأندلسي، كان فقيهاً حافظاً، جمع تاريخاً لأهل الأندلس. روى عن محمد بن رفاعة، ومحمد بن الوضاح، وإبراهيم بن القزاز، والحسن بن سعد، وأحمد بن حزم، والقاسم بن أصبغ، الأندلسيين. وسمع بالشام خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وببغداد إسماعيل بن محمد الصفار. ذكره أبو سعد الإدريسي في تاريخ سمرقند وقال: أبوعبد الله الفقيه القحطاني، قدم علينا سمرقند قبل الخمسين والثلاثمائة، وكتبت بها عن مشايخنا للأندلسيين،سمعناه منه بسمرقند، وكان من أفضل الناس، ومن ثقاتهم، جمع منه الحديث شيئاً لا يوصف، من مشايخ الأندلس والمغرب والشام والحجاز والعراق والجبال وخراسان ما وراء النهر، مات رحمه الله ببخارى في نيف وسبعين وثلاثمائة.
ذكره الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور فقال: محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن نزار بن عمر بن ثعلبة القحطاني المعافري ، الفقيه الأندلسي المالكي ، وكان ممن رحل من المغرب إلى المشرق، وإنا اجتمعنا بهمذان، في شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، فتوجه منها إلى أصبهان وقد كان سمع في بلاده وبمصر من أصحاب يونس بن عبد الأعلى وأبي إبراهيم المزني، وبالحجاز من أبي سعيد بن الإعرابي، وبالشام من خيثمة بن سليمان ، وبالجزيرة من أصحاب عليّ بن حرب، وببغداد من إسماعيل الصفار، ورد نيسابور في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين، سمع الكثير، ثم خرج إلى مروان ومنها إلى أبي بكر بن حنيف فبقي بها إلى أن توفي رحمه الله ببخارى ، في رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وقال غنجار: توفي أبو عبد الله الأندلسي ببخارى، سنة تسع وسبعين وثلاثمائة. إنتهى من الأنساب .


وقال السمعاني فيه: كان فقيهاً حافظاً، رحل في طلب العلم إلى المشرق والمغرب، رحمه الله تعالى. إنتهى من نفح الطيب للتلمساني .


مقدمة النونية
[COLOR="Blue"]
يا منزِّل الآيات والفرقان ‍***
إشرح به صدري لمعرفة الهدى ****‍
يسِّر بِِهِ أمري وقَضِّ مآربي *** ‍
واحطُطْ بِِهِ ِوزري وأخلص نيَّتي *** ‍
واكشف به ضري وحقق توبتي ***‍
طَهِّرْ به قلبي وَصَفِّ سريرتي ***
واقطع به طمعي وشرّف همتي *** ‍
أسهر به ليلي وأظْمِ جوارحي *** ‍
أمزُجْه يا رب بِلَحْمِي معْ دمي *** ‍
بيني وبينـك حرمة القرآن
واعصم به قلبي من الشيطان
وأَجِرْ بـه جسـدي من النيران
واشْدُدْ به أزري وأصلح شاني
واربح به بيعي بلا خسران
أجمل به ذكري وعلِّ مكاني
كثِّرْ بِِهِ ورعي وأحْيِ جَناني
أسبل بفيض دموعها أجفاني
واغسل به قلبي من الأضغاني

فصل
أنت الذي صورتني وخلقتني ‍
أنت الذي علمتني ورحمتني ‍
أنت الذي أطعمتني وسقيتني ‍
وجبرتني وسترتني ونصرتني ‍
أنت الذي آويتني وحبوتني ‍
وزرعت لي بين القلوب مودةً ‍
ونشرت لي في العالمين محاسناً ‍
وجعلت ذكري في البرية شائعاً ‍
والله لو علموا قبيح سريرتي ‍
ولأعرضوا عني وملّوا صحبتي ‍
لكن سترت معايبي ومثالبي ‍
فَلَكَ المحامد والمدائح كلها ‍
ولقد مننت عليّ ربِّ بأَنْعُمٍ ‍
فوحق حكمتك التي آتيتني ‍
لئنِ اجْتَبْتَنِي من رضاك معونةٌ ‍
لأُسبحنك بكرة وعشيةً ‍
ولأذكرنّك قائماً أو قاعداً ‍
ولأكتمنّ عن البرية خلتي ‍
ولأقصدنّك في جميع حوائجي ‍
ولأحسمنّ عن الأنام مطامعي ‍
ولأجعلنّ رضاك أكبر همتي ‍
ولأكسونّ عيوب نفسي بالتقى ‍
ولأمنعنّ النفس عن شهواتها ‍
ولأتلونّ حروف وحيك في الدجى ‍
وهديتني لشرائع الإيمان
وجعلت صدري واعيَ القرآن
من غير كَسْبِ يَدٍ ولا دُكَّان
وغمرتني بالفضل والإحسان
وهديتني من حيرة الخذلان
وعطفت منك برحمةٍ وحنان
وسترت عن أبصارهم عصياني
حتى جعلت جميعهم إخواني
لأبى السلام عليّ مَنْ يلقاني
وَلَبُؤْتُ بعد كرامةٍ بِهوانِ
وحلمت عن سقطي وعن طغياني
بخواطري وجوارحي ولساني
مالي بشكرِ أقلهن يدان
حتى شددت بنورها برهاني
حتى تقوِّي أيدُها إيماني
ولتخدمنك في الدجى أركاني
ولأشكرنّك سائر الأحيان
ولأشكونّ إليك جهد زماني
من دون قصد فلانةٍ وفلانِ
بحسام يأسٍ لَمْ تَشُبْه بناني
ولأضربنّ من الهوى شيطاني
ولأقبضنّ عن الفجور عناني
ولأجعلنّ الزهد من أعواني
ولأحرقنّ بنوره شيطاني



بعض من معتقد أهل السنة في كتاب الله عزوجل وبعض صفاته
أنت الذي يا ربِّ قلتَ ‍
ونظمته ببلاغةٍ أزليَّةٍ ‍
وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه ‍
فالله ربي لم يزل متكلما ‍
نادى بصوتٍ حين كلّم عبدَه ‍
وكذا ينادي في القيامة ربنا ‍
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا ‍
هذا حديث نبينا عن ربه ‍
لسنا نشبه صوته بكلامنا ‍
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته ‍
وهو المحيط بكل شيء علمه ‍
من ذا يكيف ذاته وصفاته ‍
سبحانه ملكا على العرش استوى ‍
وكلامه القرآن أنزل آيه ‍
صلى عليه الله خير صلاته ‍
هو جاء بالقرآن من عند الذي ‍
تنزيل رب العالمين ووحيه ‍
وكلام ربي لا يجيء بمثله ‍
وهو المصون من الأباطل كلها ‍
من كان يزعم أن يباري نظمه ‍
فليأت منه بسورة أو آية ‍
فلينفردْ باسم الألوهية وليكن ‍
فإذا تناقض نظمه فليلبسن ‍
أو فليقرّ بأنه تنزيل من ‍
لا ريب فيه بأنه تنزيله ‍
الله فصله وأحكم آيه ‍
هو قوله وكلامه وخطابه ‍
هو حكمه هو علمه هو نوره ‍
جمع العلوم دقيقها وجليلها ‍
قصص على خير البرية قصة ‍
وأبان فيه حلاله وحرامه ‍
من قال إن الله خالق قوله ‍
من قال فيه عبارة وحكاية ‍
من قال إن حروفه مخلوقة ‍
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا ‍
والوقف في القرآن خبث باطل ‍
قل: غير مخلوق كلام إلهنا ‍
أهل الشريعة أيقنوا بنزوله ‍
وتجنب اللفظين إن كليهما ‍
يأيها السني خذ بوصيتي ‍
واقبل وصية مشفق متودد ‍
كن في أمورك كلها متوسطا ‍
واعلم بأن الله رب واحد ‍
الأول المبدي بغير بداية ‍
وكلامه صفة له وجلالة ‍
ركن الديانة أن تصدق بالقضا ‍
الله قد علم السعادة والشقا ‍
لا يملك العبد الضعيف لنفسه ‍
سبحان من يجري الأمور بحكمة ‍
نفذت مشيئته بسابق علمه ‍
والكل في أم الكتاب مسطّر ‍
فاقصد هُدِيت ولا تكن متغاليا ‍
دِنْ بالشريعة والكتاب كليهما ‍
والخير والشر اللذان كلاهما ‍
ولكل عبد حافظان لكل ما ‍
أُمِرَا بِكَتْبِ كلامه وفعاله ‍
والله صدق وعده ووعيده ‍
والله أكبر أن تحد صفاته ‍
حروفه ووصفته بالوعظ والتبيانِ
تكييفها يخفى على الأذهانِ
من قبل خلق الخلق في أزمانِ
حقاً إذا ما شاء ذو إحسانِ
موسى فَأَسْمَعَهُ بلا كتمانِ
جهراً فيسمع صوته الثقلانِ
قول الإله المالك الديانِ
صدقا بلا كذب ولا بهتانِ
إذ ليس يُدْرَكُ وصفه بعيانِ
أبداً ولا يحويه قطر مكانِ
من غير إغفالٍ ولا نسيانِ
وهو القديم مكوّن الأكوان
وحوى جميع الملك والسلطان
وَحْيَاً على المبعوث من عدنان
ما لاح في فلكيهما القمران
لا تعتريه نوائب الحدثان
بشهادة الأحبار والرهبان
أحد ولو جُمِعَتْ له الثقلان
ومن الزيادة فيه والنقصان
ويراه مثل الشعر والهذيان
فإذا رأى النظمين يشتبهان
ربَّ البرية وليقل سبحاني
ثوب النقيصة صاغرا بهوان
سمّاه في نص الكتاب مثاني
وبداية التنزيل في رمضان
وتلاه تنزيلا بلا ألحان
بفصاحة وبلاغة وبيان
وصراطه الهادي إلى الرضوان
فيه يصول العالم الرباني
ربي فأحسن أيما إحسان
ونهى عن الآثام والعصيان
فقد استحل عبادة الأوثان
فغدا يجرع من حميم آن
فالعنه ثم اهجره كل أوان
إلا بعبسة مالك الغضبان
وخداع كل مذبذب حيران
واعجل ولا تك في الإجابة واني
والقائلون بخلقه شكلان
ومقال جهم عندنا سيان
واخصص بذلك جملة الإخوان
واسمع بفهم حاضر يقظان
عدلا بلا نقص ولا رجحان
متنزه عن ثالث أو ثان
والآخر المفني وليس بفان
منه بلا أمد ولا حدثان
لا خير في بيت بلا أركان
وهما ومنزلتاهما ضدان
رشدا ولا يقدر على خذلان
في الخلق بالأرزاق والحرمان
في خلقه عدلا بلا عُدْوان
من غير إغفال ولا نقصان
إن القدور تفور بالغليان
فكلاهما للدين واسطتان
بجميع ما تأتيه محتفظان
يقع الجزاء عليه مخلوقان
وهما لأمر الله مؤتمران
مما يعاين شخصه العينان
أو أن يقاس بجملة الأعيان

الحياة في القبر والبعث يوم القيامة وصفة مجئ الله تعالى

وحياتنا في القبر بعد مماتنا ‍
والقبر صح نعيمه وعذابه ‍
والبعث بعد الموت وعد صادق ‍
وصراطنا حق وحوض نبينا ‍
يسقى بها السني أعذب شربة ‍
وكذلك الأعمال يومئذ ترى ‍
والكتب يومئذ تطاير في الورى ‍
والله يومئذ يجيء لعرضنا ‍
والأشعريّ يقول: يأتي أمره ‍
والله في القرآن أخبر أنه ‍
وعليه عرض الخلق يوم معادهم ‍
والله يومئذ نراه كما نرى ‍
يوم القيامة لو علمت بهوله ‍
يوم تشققت السماء لهوله ‍
يوم عبوس قمطرير شره ‍
والجنة العليا ونار جهنم ‍
يوم يجيء المتقون لربهم ‍
ويجيء فيه المجرمون إلى لظى ‍
ودخول بعض المسلمين جهنما ‍
والله يرحمهم بصحة عقدهم ‍
وشفيعهم عند الخروج محمد ‍
حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا ‍
فالله يجمعنا وإياهم بها ‍
حقا ويسألنا به الملكان
وكلاهما للناس مدخران
بإعادة الأرواح في الأبدان
صدق له عدد النجوم أواني
ويذاد كل مخالف فتان
موضوعة في كفة الميزان
بشمائل الأيدي وبالأيمان
مع أنه في كل وقت داني
ويعيب وصف الله بالإتيان
يأتي بغير تنقل وتدان
للحكم كي يتناصف الخصمان
قمرا بدا للست بعد ثمان
لفررت من أهل ومن أوطان
وتشيب فيه مفارق الولدان
في الخلق منتشر عظيم الشان
داران للخصمين دائمتان
وفدا على نجب من العقيان
يتلمظون تلمُّظ العطشان
بكبائر الآثام والطغيان
ويبدلوا من خوفهم بأمان
وطهورهم في شاطئ الحيوان
جنات عدن وهي خير جنان
من غير تعذيب وغير هوان

أداء الصلاة في وقتها والزكاة والحج والصيام وبعض السنن
وإذا دعيت إلى أداء فريضة ‍
قم بالصلاة الخمس واعرف قدرها ‍
لا تمنعن زكاة مالك ظالما ‍
والوتر بعد الفرض آكد سنة ‍
مع كل برّ صلّها أو فاجر ‍
وصيامنا رمضان فرض واجب ‍
صلى النبي به ثلاثا رغبة ‍
إن التراوح راحة في ليلة ‍
والله ما جعل التراوح منكرا ‍
والحج مفترض عليك وشرطه ‍
كبر هديت على الجنائز أربعا ‍
إن الصلاة على الجنائز عندنا ‍
إن الأهلة للأنام مواقت ‍
لا تفطرن ولا تصم حتى يرى ‍
متثبتان على الذي يريانه ‍
لا تقصدن ليوم شك عامدا ‍
فانشط ولا تك في الإجابة واني
فلهن عند الله أعظم شان
فصلاتنا وزكاتنا أختان
والجمعة الزهراء والعيدان
ما لم يكن في دينه بمشان
وقيامنا المسنون في رمضان
وروى الجماعة أنها ثنتان
ونشاط كل عويجز كسلان
إلا المجوس وشيعة الصلبان
أمن الطريق وصحة الأبدان
واسأل لها بالعفو والغفران
فرض الكفاية لا على الأعيان
وبها يقوم حساب كل زمان
شخص الهلال من الورى إثنان
حران في نقليهما ثقتان
فتصومه وتقول من رمضان

بيان عقيدة الروافض
لا تعتقد دين الروافض إنهم ‍
جعلوا الشهور على قياس حسابهم ‍
ولربما نقص الذي هو عندهم ‍
إن الروافض شر من وطئ الحصى ‍
مدحوا النبي وخونوا أصحابه ‍
حبوا قرابته وسبوا صحبه ‍
أهل المحال وحزبة الشيطان
ولربما كملا لنا شهران
واف وأوفى صاحب النقصان
من كل إنس ناطق أو جان
ورموهم بالظلم والعدوان
جدلان عند الله منتقضان

المدح والثناء على النبي وآله وخلفائه وصحابته
فكأنما آل النبي وصحبه ‍
فئتان عقدهما شريعة أحمد ‍
فئتان سالكتان في سبل الهدى ‍
قل إن خير الأنبياء محمد ‍
وأجل صحب الرسل صحب محمد ‍
رجلان قد خلقا لنصرمحمد ‍
فهما اللذان تظاهرا لنبينا ‍
بنتاهما أسنى نساء نبينا ‍
أبواهما أسنى صحابة أحمد ‍
وهما وزيراه اللذان هما هما ‍
وهما لأحمد ناظراه وسمعه ‍
كانا على الإسلام أشفق أهله ‍
أصفاهما أقواهما أخشاهما ‍
أسناهما أزكاهما أعلاهما ‍
صديق أحمد صاحب الغار الذي ‍
أعني أبا بكر الذي لم يختلف ‍
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم ‍
وأبو المطهرة التي تنزيهها ‍
أكرم بعائشة الرضى من حرة ‍
هي زوج خير الأنبياء وبكره ‍
هي عرسه هي أنسه هي إلفه ‍
أوليس والدها يصافي بعلها ‍
لما قضى صديق أحمد نحبه ‍
أعني به الفاروق فرق عنوة ‍
هو أظهر الإسلام بعد خفائه ‍
ومضى وخلى الأمر شورى بينهم ‍
من كان يسهر ليلة في ركعة ‍
ولي الخلافة صهر أحمد بعده ‍
زوج البتول أخا الرسول وركنه ‍
سبحان من جعل الخلافة رتبة ‍
واستخلف الأصحاب كي لا يدعي ‍
أكرم بفاطمة البتول وبعلها ‍
غصنان أصلهما بروضة أحمد ‍
أكرم بطلحة والزبير وسعدهم ‍
وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى ‍
قل خير قول في صحابة أحمد ‍
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى ‍
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم ‍
والله يوم الحشر ينزع كل ما ‍
والويل للركب الذين سعوا إلى ‍
ويل لمن قتل الحسين فإنه ‍
لسنا نكفر مسلما بكبيرة ‍
روح يضم جميعها جسدان
بأبي وأمي ذانك الفئتان
وهما بدين الله قائمتان
وأجل من يمشي على الكثبان
وكذاك أفضل صحبه العمران
بدمي ونفسي ذانك الرجلان
في نصره وهما له صهران
وهما له بالوحي صاحبتان
يا حبذا الأبوان والبنتان
لفضائل الأعمال مستبقان
وبقربه في القبر مضطجعان
وهما لدين محمد جبلان
أتقاهما في السر والإعلان
أوفاهما في الوزن والرجحان
هو في المغارة والنبي اثنان
من شرعنا في فضله رجلان
وإمامهم حقا بلا بطلان
قد جاءنا في النور والفرقان
بكر مطهرة الإزار حصان
وعروسه من جملة النسوان
هي حبه صدقا بلا أدهان
وهما بروح الله مؤتلفان
دفع الخلافة للإمام الثاني
بالسيف بين الكفر والإيمان
ومحا الظلام وباح بالكتمان
في الأمر فاجتمعوا على عثمان
وترا فيكمل ختمة القرآن
أعني علي العالم الرباني
ليث الحروب منازل الأقران
وبنى الإمامة أيما بنيان
من بعد أحمد في النبوة ثاني
وبمن هما لمحمد سبطان
لله در الأصل والغصنان
وسعيدهم وبعابد الرحمن
وامدح جماعة بيعة الرضوان
وامدح جميع الآل والنسوان
بسيوفهم يوم التقى الجمعان
وكلاهما في الحشر مرحومان
تحوي صدورهم من الأضغان
عثمان فاجتمعوا على العصيان
قد باء من مولاه بالخسران
فالله ذو عفو وذو غفران

رواية الحديث

لا تقبلن من التوارخ كلما ‍
ارو الحديث المنتقى عن أهله ‍
كابن المسيب والعلاء ومالك ‍
واحفظ رواية جعفر بن محمد ‍
جمع الرواة وخط كل بنان
سيما ذوي الأحلام والأسنان
والليث والزهري أو سفيان
فمكانه فيها أجل مكان



معتقد اهل السنة في آل البيت وبيان معتقد الروافض وبيان معتقد الخوارج

واحفظ لأهل البيت واجب حقهم ‍
لا تنتقصه ولا تزد في قدره ‍
إحداهما لا ترتضيه خليفة ‍
والعن زنادقة الجهالة إنهم ‍
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا ‍
لا تركنن إلى الروافض إنهم ‍
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد ‍
حب الصحابة والقرابة سنة ‍
إحذر عقاب الله وارج ثوابه ‍

واعرف عليا أيما عرفان
فعليه تَصْلَى النار طائفتان
وتنصه الأخرى إلها ثاني
أعناقهم غلت إلى الأذقان
بفساد ملة صاحب الإيوان
شتموا الصحابة دون ما برهان
وودادهم فرض على الإنسان
ألقى بها ربي إذا أحياني
حتى تكون كمن له قلبان


الإيمان قول وعمل واعتقاد

إيماننا بالله بين ثلاثة ‍
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى ‍
عمل وقول واعتقاد جنان
وكلاهما في القلب يعتلجان

وعظ وتذكير
وإذا خلوت بريبة في ظلمة ‍
فاستحي من نظر الإله وقل لها ‍
والنفس داعية إلى الطغيان
إن الذي خلق الظلام يراني


نصيحة الى طالب العلم بإتباع الهدى والتحذير من علم النجوم والأفلاك والفلسفة والمنطق
كن طالبا للعلم واعمل صالحا ‍
لا تتبع علم النجوم فإنه ‍
علم النجوم وعلم شرع محمد ‍
لو كان علم للكواكب أو قضا ‍
والشمس في الحمل المضيء ‍
والشمس محرقة لستة أنجم ‍
ولربما اسودا وغاب ضياهما ‍
أردد على من يطمئن إليهما ‍
يا من يحب المشتري وعطاردا ‍
ِلمَ يهبطان ويعلوان تشرفاً؟ ‍
أتخاف من زحل وترجو المشتري ‍
والله لو ملكا حياة أو فنا ‍
وليفسحا في مدتي ويوسعا ‍
بل كل ذلك في يد الله الذي ‍
فقد استوى زحل ونجم المشتري ‍
والزهرة الغراء مع مريخها ‍
إن قابلت وتربعت وتثلثت ‍
ألها دليل سعادة أو شقوة ‍
من قال بالتأثير فهو معطل ‍
إن النجوم على ثلاثة أوجه ‍
بعض النجوم خلقن زينة للسما ‍
وكواكب تهدي المسافر في السرى ‍
لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا ‍
والله يمطرنا الغيوث بفضله ‍
من قال إن الغيث جاء بهنعة ‍
فقد افترا إثما وبهتانا ولم ‍
وكذا الطبيعة للشريعة ضدها ‍
وإذا طلبت طبائعا مستسلما ‍
علم الفلاسفة الغواة طبيعة ‍
لولا الطبيعة عندهم وفعالها ‍
والبحر عنصر كل ماء عندهم ‍
والغيث أبخرة تصاعد كلما ‍
والرعد عند الفيلسوف بزعمه ‍
والبرق عندهم شواظ خارج ‍
كذب أرسطاليسهم في قوله ‍
الغيث يفرغ في السحاب من السما ‍
لا قطرة إلا وينزل نحوها ‍
والرعد صيحة مالك وهو اسمه ‍
والبرق شوظ النار يزجرها به ‍
أفكان يعلم ذا أرسطاليسهم ‍
أم غاب تحت الأرض أم صعد السما ‍
أم كان دبّر ليلها ونهارها ‍
أم سار بطليموس بين نجومها ‍
أم كان أطلع شمسها وهلالها ‍
أم كان أرسل ريحها وسحابها ‍
بل كان ذلك حكمة الله الذي ‍
لا تستمع قول الضوارب بالحصا ‍
فالفرقتان كذوبتان على القضا ‍
كذب المهندس والمنجم مثله ‍
الأرض عند كليهما كروية ‍
والأرض عند أولي النهى لسطيحة ‍
والله صيرها فراشا للورى ‍
والله أخبر أنها مسطوحة ‍
أأحاط بالأرض المحيطة علمهم ‍
أم يخبرون بطولها وبعرضها ‍
أم فجروا أنهارها وعيونها ‍
أم أخرجوا أثمارها ونباتها ‍
أم هل لهم علم بعد ثمارها ‍
الله أحكم خلق ذلك كله ‍
قل للطبيب الفيلسوف بزعمه ‍
أين الطبيعة عند كونك نطفة ‍
أين الطبيعة حين عدت عليقة ‍
أين الطبيعة عند كونك مضغة ‍
أترى الطبيعة صورتك مصورا ‍
أترى الطبيعة أخرجتك منكسا ‍
أم فجرت لك باللبان ثديها ‍
أم صيرت في والديك محبة ‍
يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى ‍
فهما إلى سبل الهدى سببان
متعلق بزخارف الكهان
في قلب عبد ليس يجتمعان
لم يهبط المريخ في السرطان
سريعة وهبوطها في كوكب الميزان
لكنها والبدر ينخسفان
وهما لخوف الله يرتعدان
ويظن أن كليهما ربان
ويظن أنهما له سعدان
وبوهج حر الشمس يحترقان
وكلاهما عبدان مملوكان
لسجدت نحوهما ليصطنعان
رزقي وبالإحسان يكتنفاني
ذلت لعزة وجهه الثقلان
والرأس والذنب العظيم الشان
وعطارد الوقاد مع كيوان
وتسدست وتلاحقت بقران
لا والذي برأى الورى وبراني
للشرع متبع لقول ثان
فاسمع مقال الناقد الدهقان
كالدر فوق ترائب النسوان
ورجوم كل مثابر شيطان
إذ كل يوم ربنا في شأن
لا نوء عواء ولا دبران
أو صرفة أو كوكب الميزان
ينزل به الرحمن من سلطان
ولقل ما يتجمع الضدان
فاطلب شواظ النار في الغدران
ومعاد أرواح بلا أبدان
لم يمش فوق الأرض من حيوان
والشمس أول عنصر النيران
دامت بهطل الوابل الهتان
صوت اصطكاك السحب في الأعنان
بين السحاب يضيء في الأحيان
هذا وأسرف أيما هذيان
ويكيله ميكال بالميزان
ملك إلى الآكام والفيضان
يزجي السحاب كسائق الأظعان
زجر الحداة العيس بالقضبان
تدبير ما انفردت به الجهتان
فرأى بها الملكوت رأي عيان
أم كان يعلم كيف يختلفان
حتى رأى السيار والمتواني
أم هل تبصر كيف يعتقبان
بالغيث يهمل أيما هملان
بقضائه متصرف الأزمان
والزاجرين الطير بالطيران
وبعلم غيب الله جاهلتان
فهما لعلم الله مدعيان
وهما بهذا القول مقترنان
بدليل صدق واضح القرآن
وبنى السماء بأحسن البنيان
وأبان ذلك أيما تبيان
أم بالجبال الشمخ الأكنان
أم هل هما في القدر مستويان
ماء به يروى صدى العطشان
والنخل ذات الطلع والقنوان
أم باختلاف الطعم والألوان
صنعا وأتقن أيما إتقان
إن الطبيعة علمها برهان
في البطن إذ مشجت به الماآن
في أربعين وأربعين تواني
في أربعين وقد مضى العددان
بمسامع ونواظر وبنان
من بطن أمك واهي الأركان
فرضعتها حتى مضى الحولان
فهما بما يرضيك مغتبطان
بالمنطق الرومي واليوناني



شريعة الإسلام هي أفضل شريعة وهي شريعة كل الرسل من النبي آدم إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
وشريعة الإسلام أفضل شرعة ‍
هو دين رب العالمين وشرعه ‍
هو دين آدم والملائك قبله ‍
وله دعا هود النبي وصالح ‍
وبه أتى لوط وصاحب مدين ‍
هو دين إبراهيم وابنيه معا ‍
وبه حمى الله الذبيح من البلا ‍
هو دين يعقوب النبي ويونس ‍
هو دين داود الخليفة وابنه ‍
هو دين يحيى مع أبيه وأمه ‍
وله دعا عيسى بن مريم قومه ‍
والله أنطقه صبيا بالهدى ‍
وكمال دين الله شرع محمد ‍
الطيب الزاكي الذي لم يجتمع ‍
الطاهر النسوان والولد الذي ‍
وأولو النبوة والهدى ما منهم ‍
بل مسلمون ومؤمنون بربهم ‍
‍ دين النبي الصادق العدنان
وهو القديم وسيد الأديان
هو دين نوح صاحب الطوفان
وهما لدين الله معتقدان
فكلاهما في الدين مجتهدان
وبه نجا من نفحة النيران
لما فداه بأعظم القربان
وكلاهما في الله مبتليان
وبه أذل له ملوك الجان
نعم الصبي وحبذا الشيخان
لم يدعهم لعبادة الصلبان
في المهد ثم سما على الصبيان
صلى عليه منزل القرآن
يوما على زلل له ابوان
من ظهره الزهراء والحسنان
أحد يهودي ولا نصراني
حنفاء في الإسرار والإعلان



فصل
ولملة الإسلام خمس عقائد ‍
لا تعص ربك قائلا أو فاعلا ‍
جمل زمانك بالسكوت فإنه ‍
كن حلس بيتك إن سمعت بفتنة ‍
أد الفرائض لا تكن متوانيا ‍
والله أنطقني بها وهداني
فكلاهما في الصحف مكتوبان
زين الحليم وسترة الحيران
وتوق كل منافق فتان
فتكون عند الله شر مهان

الوضوء والغسل وسننهما وأحكامهما

أدم السواك مع الوضوء فإنه ‍
سم الإله لدى الوضوء بنية ‍
فأساس أعمال الورى نياتهم ‍
أسبغ وضوءك لا تفرق شمله ‍
فإذا انتشقت فلا تبالغ جيدا ‍
وعليك فرضا غسل وجهك كله ‍
واغسل يديك إلى المرافق مسبغا ‍
وامسح برأسك كله مستوفيا ‍
وكذا التمضمض في وضوئك سنة ‍
والوجه والكفان غسل كليهما ‍
غسل اليدين لدى الوضوء نظافة ‍
سيما إذا ما قمت في غسق الدجى ‍
وكذلك الرجلان غسلهما معا ‍
لا تستمع قول الروافض إنهم ‍
يتأولون قراءة منسوخة ‍
إحداهما نزلت لتنسخ أختها ‍
مرضى الإله مطهر الأسنان
ثم استعذ من فتنة الولهان
وعلى الأساس قواعد البنيان
فالفور والإسباغ مفترضان
لكنه شم بلا إمعان
والماء متبع به الجفنان
فكلاهما في الغسل مدخولان
والماء ممسوح به الأذنان
بالماء ثم تمجه الشفتان
فرض ويدخل فيهما العظمان
أمر النبي بها على استحسان
واستيقظت من نومك العينان
فرض ويدخل فيهما الكعبان
من رأيهم أن تمسح الرجلان
بقراءة وهما منزلتان
لكن هما في الصحف مثبتتان

غسل النبي وصحبه أقدامهم ‍
والسنة البيضاء عند أولي النهى ‍
فإذا استوت رجلاك في خفيهما ‍
وأردت تجديد الطهارة محدثا ‍
وإذا أردت طهارة لجنابة ‍
غسل الجنابة في الرقاب أمانة ‍
فإذا ابتليت فبادرن بغسلها ‍
وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا ‍
وإذا عدمت الماء فكن متيمما ‍
متيمما صليت أو متوضئا ‍
والغسل فرض والتدلك سنة ‍
والماء ما لم تستحل أوصافه ‍
فإذا صفى في لونه أو طعمه ‍
فهناك سمي طاهرا ومطهرا ‍
فإذا صفى في لونه أو طعمه ‍
جاز الوضوء لنا به وطهورنا ‍
ومتى تمت في الماء نفس لم يجز ‍
إلا إذا كان الغدير مرجرجا ‍
أو كانت الميتات مما لم تسل ‍
والبحر اجمعه طهور ماءه ‍
إياك نفسك والعدو وكيده ‍
أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا ‍
فقليل مائك في وضوئك خدعة ‍
وتعود مغسولاته ممسوحة ‍
وكثير مائك في وضوئك بدعة ‍
لا تكثرن ولا تقلل واقتصد ‍
لم يختلف في غسلهم رجلان
في الحكم قاضية على القرآن
وهما من الأحداث طاهرتان
فتمامها أن يمسح الخفان
فلتخلعا ولتغسل القدمان
فأداءها من أكمل الإيمان
لا خير في متثبط كسلان
حتى يعم جميعه الكفان
من طيب ترب الأرض والجدران
فكلاهما في الشرع مجزيتان
وهما بمذهب مالك فرضان
بنجاسة أو سائر الأدهان
مع ريحه من جملة الأضغان
هذان أبلغ وصفه هذان
من حمأة الآبار والغاران
فاسمع بقلب حاضر يقظان
منه الطهور لعلة السيلان
غدقا بلا كيل ولا ميزان
والما قليل طاب للغسلان
وتحل ميتته من الحيتان
فكلاهما لأذاك مبتديان
فكلاهما في العلم محذوران
لتعود صحته إلى البطلان
فاحذر غرور المارد الخوان
يدعو إلى الوسواس والهملان
فالقصد والتوفيق مصطحبان

الاستنجاء وأحكامه
وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة ‍
من أجل أن لكل مخرج غائط ‍
وإذا الأذى قد جاز موضع عادة ‍
لم يجزنا حجر ولا حجران
شرجا تضم عليه ناحيتان
لم يجز إلا الماء بالإمعان

نواقض الوضوء
نقض الوضوء بقبلة أو لمسة ‍
أو بوله أو غائط أو نومة ‍
ومن المذي أو الودي كلاهما ‍
ولربما نفخ الخبيث بمكره ‍
وبيان ذلك صوته أو ريحه ‍
أو طول نوم أو بمس ختان
أو نفخة في السر والإعلان
من حيث يبدو البول ينحدران
حتى يضم لنفخة الفخذان
هاتان بينتان صادقتان

موجبات الغسل
والغسل فرض من ثلاثة أوجه ‍
إنزاله في نومه أو يقظة ‍
وتطهر الزوجين فرض واجب ‍
فكلاهما إن انزلا أو اكسلا ‍
واغسل إذا أمذيت فرجك كله ‍
دفق المنى وحيضة النسوان
حالان للتطهير موجبتان
عند الجماع إذا التقى الفرجان
فهما بحكم الشرع يغتسلان
والانثيان فليس يفترضان


أحكام الحائض والنفساء
والحيض والنفساء أصل واحد ‍
وإذا أعادت بعد شهرين الدما ‍
فلتغتسل لصلاتها وصيامها ‍
فالنصف تترك صومها وصلاتها ‍
وإذا صفا منها واشرق لونه ‍
تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها ‍
فالشرع والقرآن قد حكما به ‍
ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل ‍
عند انقطاع الدم يغتسلان
تلك استحاضة بعد ذي الشهران
والمستحاضة دهرها نصفان
ودم المحيض وغيره لونان
فصلاتها والصوم مفترضان
إن الصلاة تعود كل زمان
بين النساء فليس يطرحان
أو لا فغاية طهرها شهران

حكم مسّ النساء
مس النساء على الرجال محرم ‍
لا تلق ربك سارقا أو خائنا ‍
حرث السباخ خسارة الحرثان
أو شاربا أو ظالما أو زاني

حد الزنى وحكم شرب الخمر
قل إن رجم الزانيين كليهما ‍
والرجم في القرآن فرض لازم ‍
والخمر يحرم بيعها وشراؤها ‍
في الشرع والقرآن حرم شربها ‍
فرض إذا زنيا على الإحصان
للمحصنين ويجلد البكران
سيان ذلك عندنا سيان
وكلاهما لا شك متبعان

اشرط الساعة
أيقن بأشراط القيامة كلها ‍
كالشمس تطلع من مكان غروبها ‍
وخروج يأجوج ومأجوج معا ‍
ونزول عيسى قاتلا دجالهم ‍
واذكر خروج فصيل ناقة صالح ‍
والوحي يرفع والصلاة من الورى ‍
واسمع هديت نصيحتي وبياني
وخروج دجال وهول دخان
من كل صقع شاسع ومكان
يقضي بحكم العدل والإحسان
يسم الورى بالكفر والإيمان
وهما لعقد الدين واسطتان

مواقيت الصلاة
صلّ الصلاة الخمس أول وقتها ‍
قصر الصلاة على المسافر واجب ‍
كلتاهما في أصل مذهب مالك ‍
وإذا المسافر غاب عن أبياته ‍
وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا ‍
والشمس حين تزول من كبد السما ‍
والظهر آخر وقتها متعلق ‍
لا تلتفت ما دمت فيها قائما ‍
وكذا الصلاة غروب شمس نهارنا ‍
والصبح منفرد بوقت مفرد ‍
فجر وإسفار وبين كليهما ‍
وارقب طلوع الفجر واستيقن به ‍
فجر كذوب ثم فجر صادق ‍
والظل في الأزمان مختلف كما ‍
إذ كل واحدة لها وقتان
وأقلّ حد القصر مرحلتان
خمسون ميلا نقصها ميلان
فالقصر والإفطار مفعولان
في الحضر والأسفار كاملتان
فالظهر ثم العصر واجبتان
بالعصر والوقتان مشتبكان
واخشع بقلب خائف رهبان
وعشائنا وقتان متصلان
لكن لها وقتان مفرودان
وقت لكل مطول متوان
فالفجر عند شيوخنا فجران
ولربما في العين يشتبهان
زمن الشتا والصيف مختلفان

الائتمام بالإمام وسجود السهو
فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتا ‍
ولكل سهو سجدتان فصلها ‍
واسكت إذا ما كان ذا إعلان
قبل السلام وبعده قولان

فرائض وسنن الصلاة
سنن الصلاة مبينة وفروضها ‍
فرض الصلاة ركوعها وسجودها ‍
تحريمها تكبيرها وحلالها ‍
والحمد فرض في الصلاة قراتها ‍
في كل ركعات الصلاة معادة ‍
وإذا نسيت قراتها في ركعة ‍
إتبع إمامك خافضا أو رافعا ‍
لا ترفعنْ قبل الأمام ولا تضع ‍
إن الشريعة سنة وفريضة ‍
لكن آذان الصبح عند شيوخنا ‍
هي رخصة في الصبح لا في غيرها ‍
أحسن صلاتك راكعا ساجدا ‍
لا تدخلن إلى صلاتك حاقنا ‍
فاسأل شيوخ الفقه والإحسان
ما إن تخالف فيهما رجلان
تسليمها وكلاهما فرضان
آياتها سبع وهن تبياني
فيها ببسملة فخذ مثاني
فاستوف ركعتها بغير توان
فكلاهما فعلان محمودان
فكلاهما امران مذمومان
وهما لدين محمد عقدان
من قبل أن يتبين الفجران
من أجل يقظة غافل وسنان
بتطمن وترفق وتدان
فالإحتقان يخل بالأركان

صيام شهر رمضان واحكامه
بيت من الليل الصيام بنية ‍
يجزيك في رمضان نية ليلة ‍
رمضان شهر كامل في عقدنا ‍
إلا المسافر والمريض فقد أتى ‍
وكذاك حمل والرضاع كلاهما ‍
عجل بفطرك والسحور مؤخر ‍
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا ‍
من قبل أن يتميز الخيطان
إذ ليس مختلطا بعقد ثان
ما حله يوم ولا يومان
تأخير صومهما لوقت ثان
في فطره لنسائنا عذران
فكلاهما أمران مرغوبان
أطبق على عينيك بالأجفان



نواهي نهى عنها الشرع
لا تمشِ ذا وجهين من بين الورى ‍
لا تحسدن أحدا على نعمائه ‍
لا تسع بين الصاحبين نميمة ‍
شرّ البرية من له وجهان
إن الحسود لحكم ربك شان
فلأجلها يتباغض الخلان

العين والسحر وحكمه وحده
والعين حق غير سابقة لما ‍
والسحر كفر فعله لا علمه ‍
والقتل حد الساحرين إذا هم ‍
يقضى من الأرزاق والحرمان
من ههنا يتفرق الحكمان
عملوا به للكفى والطغيان

طاعة الوالدين وطاعة السلطان في غير معصية
وتحرّ برّ الوالدين فإنه ‍
لا تخرجنّ على الأمام محاربا ‍
ومتى أًمرت ببدعة أو زلة ‍
الدين رأس المال فاستمسك به ‍
فرض عليك وطاعة السلطان
ولو أنه رجل من الحبشان
فاهرب بدينك آخر البلدان
فضياعه من أعظم الخسران

حرمة الاختلاء بالأجنبية ووجوب غض البصر
لا تخل بامرأة لديك بريبة ‍
إن الرجال الناظرين إلى النسا ‍
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها ‍
لا تقبلن من النساء مودة ‍
لا تتركن أحدا بأهلك خاليا ‍
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا ‍
لو كنت في النساك مثل بنان
مثل الكلاب تطوف باللحمان
أكلت بلا عوض ولا أثمان
فقلوبهن سريعة الميلان
فعلى النساء تقاتل الأخوان
ومحاسن الأحداث والصبيان

الطلاق
لا تجعلن طلاق أهلك عرضة ‍
إن الطلاق مع العتاق كلاهما ‍
واحفر لسرك في فؤادك ملحدا ‍
إن الطلاق لأخبث الأيمان
قسمان عند الله ممقوتان
وادفنه في الاحشاء أي دفان

الصديق
‍إن الصديق مع العدو كلاهما ‍
لا يبدو منك إلى صديقك زلة ‍
في السر عند أولى النهى شكلان
واجعل فؤادك أوثق الخلان

منهيات
لا تحقرن من الذنوب صغارها ‍
وإذا نذرت فكن بنذرك موفيا ‍
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا ‍
والقطر منه تدفق الخلجان
فالنذر مثل العهد مسئولان
عن عيب نفسك إنه عيبان

النهي عن الجدال وخاصة مع أهل الأهواء والبدع واحكامه
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما ‍
واحذر مجادلة الرجال فإنها ‍
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد ‍
فاجعل كتاب الله درعا سابغا ‍
والسنة البيضاء دونك جنة ‍
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى ‍
واطعن برمح الحق كل معاند ‍
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص ‍
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه ‍
أصل الجدال من السؤال وفرعه ‍
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد ‍
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به ‍
فلربما انهزم المحارب عامدا ‍
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا ‍
ولربما ضحك الخصوم لدهشة ‍
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم ‍
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح ‍
واحذر مناظرة بمجلس خيفة ‍
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا ‍
ويكون بينكما حكيم حاكما ‍
إن الجدال يخل بالأديان
تدعو إلى الشحناء والشنآن
لك مهربا وتلاقت الصفان
والشرع سيفك وابد في الميدان
واركب جواد العزم في الجولان
فالصبر أوثق عدة الإنسان
لله در الفارس الطعان
متجرد لله غير جبان
كالثعلب البري في الروغان
حسن الجواب بأحسن التبيان
لفظ السؤال كلاهما عيبان
فالعجب يخمد جمرة الإحسان
ثم انثنى قسطا على الفرسان
فلربما ألقوك في بحران
فاثبت ولا تنكل عن البرهان
إن البلاغة لجمت ببيان
فكلاهما خلقان مذمومان
حتى تبدل خيفة بأمان
وانصفه أنت بحسب ما تريان
عدلا إذا جئتاه تحتكمان

فوائد ودرر للإنسان المسلم السني
كن طول دهرك ساكتا متواضعا ‍
واخلع رداء الكبر عنك فإنه ‍
كن فاعلا للخير قوالا له ‍
من غوث ملهوف وشبعة جائع ‍
فإذا عملت الخير لا تمنن به ‍
أشكر على النعماء واصبر للبلا ‍
لا تشكون بعلة أو قلة ‍
صن حر وجهك بالقناعة إنما ‍
بالله ثق وله أنب وبه استعن ‍
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا ‍
وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها ‍
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا ‍
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا ‍
فهما لكل فضيلة بابان
لا يستقل بحمله الكتفان
فالقول مثل الفعل مقترنان
ودثار عريان وفدية عان
لا خير في متمدح منان
فكلاهما خلقان ممدوحان
فهما لعرض المرء فاضحتان
صون الوجوه مروءة الفتيان
فإذا فعلت فأنت خير معان
حذر الممات ولا تقل لم يان
فالعسر فرد بعده يسران
فجسوم أهل العلم غير سمان
فالله يبغض عابدا شهواني

احكام عامة للمسلم في الاكل والشرب والدواء والنكاح والجماع
اقلل طعامك ما استطعت فإنه ‍
واملك هواك بضبط بطنك إنه ‍
ومن استذل لفرجه ولبطنه ‍
حصن التداوي المجاعة والظما ‍
أظمئ نهارك ترو في دار العلا ‍
حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا ‍
إياك والغضب الشديد على الدوا ‍
دبر دواءك قبل شربك وليكن ‍
وتداو بالعسل المصفى واحتجم ‍
لا تدخل الحمام شبعان الحشا ‍
والنوم فوق السطح من تحت السما ‍
لا تفن عمرك في الجماع فإنه ‍
إحذرك من نَفَسِ العجوز وبضعها ‍
عانق من النسوان كل فتية ‍
نفع الجسوم وصحة الأبدان
شر الرجال العاجز البطنان
فهما له مع ذا الهوى بطنان
وهما لفك نفوسنا قيدان
يوما يطول تلهف العطشان
سيما مع التقليل والإدمان
فلربما أفضى إلى الخذلان
متألف الأجزاء والأوزان
فهما لدائك كله برءان
لا خير في الحمام للشبعان
يفني ويذهب نضرة الأبدان
يكسو الوجوه بحلة اليرقان
فهما لجسم ضجيعها سقمان
أنفاسها كروائح الريحان

حكم المعازف والنايات
لا خير في صور المعازف كلها ‍
إن التقي لربه متنزه ‍
وتلاوة القرآن من أهل التقى ‍
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة ‍
وحنينه في الليل أطيب مسمع ‍
والرقص والإيقاع في القضبان
عن صوت أوتار وسمع أغان
سيما بحسن شجا وحسن بيان
من صوت مزمار ونقر مثان
من نغمة النايات والعيدان

الزهد في الدنيا وحقوق اليتيم والجار والضيف وحكم القسم بالله
أعرض عن الدنيا الدنيّة زاهدا ‍
زهد عن الدنيا وزهد في الثنا ‍
لا تنتهب مال اليتامى ظالما ‍
واحفظ لجارك حقه وذمامه ‍
واضحك لضيفك حين ينزل رحله ‍
واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا ‍
واصدق ولا تحلف بربك كاذبا ‍
وتوق أيمان الغموس فإنها ‍
فالزهد عند أولي النهى زهدان
طوبى لمن أمسى له الزهدان
ودع الربا فكلاهما فسقان
ولكل جار مسلم حقان
إن الكريم يسر بالضيفان
فوصالهم خير من الهجران
وتحر في كفارة الإيمان
تدع الديار بلاقع الحيطان

النكاح وعدة المرأة والطلاق
حد النكاح من الحرائر أربع ‍
لا تنكحن محدة في عدة ‍
عدد النساء لها فرائض أربع ‍
تطليق زوج داخل أو موته ‍
وحدودهن على ثلاثة أقرؤ ‍
وكذاك عدة من توفي زوجها ‍
عدد الحوامل من طلاق أو فنا ‍
وكذاك حكم السقط في إسقاطه ‍
من لم تحض أو من تقلص حيضها ‍
كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر ‍
عدد الجوار من الطلاق بحيضة ‍
فبطلقتين تبين من زوج لها ‍
وكذا الحرائر فالثلاث تبينها ‍
فلتنكحا زوجيهما عن غبطة ‍
حتى إذا امتزج النكاح بدلسة ‍
إياك والتيس المحلل إنه ‍
لعن النبي محللا ومحللا ‍
لا تضربن أمة ولا عبدا جنى ‍
فاطلب ذوات الدين والإحصان
فنكاحها وزناؤها شبهان
لكن يضم جميعها أصلان
قبل الدخول وبعده سيان
أو أشهر وكلاهما جسران
سبعون يوما بعدها شهران
وضع الأجنة صارخا أو فاني
حكم التمام كلاهما وضعان
قد صح في كلتيهما العددان
حكماهما في النص مستويان
ومن الوفاة الخمس والشهران
لا رد إلا بعد زوج ثاني
فيحل تلك وهذه زوجان
ورضا بلا دلس ولا عصيان
فهما مع الزوجين زانيتان
والمستحل لردها تيسان
فكلاهما في الشرع ملعونان
فكلاهما بيديك مأسوران

الجنة وصفتهاوصفة اهلها وحورها
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب ‍
في جنة طابت وطاب نعيمها ‍
أنهارها تجري لهم من تحتهم ‍
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد ‍
قصرت بها للمتقين كواعبا ‍
بيض الوجوه شعورهن حوالك ‍
فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا ‍
خضر الثياب ثديهن نواهد ‍
طوبى لقوم هن أزواج لهم ‍
يسقون من خمر لذيذ شربها ‍
لو تنظر الحوراء عند وليها ‍
يتنازعان الكأس في أيديهما ‍
ولربما تسقيه كأسا ثانيا ‍
يتحدثان على الأرائك خلوة ‍
أكرم بجنات النعيم وأهلها ‍
جيران رب العالمين وحزبه ‍
هم يسمعون كلامه ويرونه ‍
وعليهم فيهما ملابس سندس ‍
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد ‍
وخواتم من عسجد وأساور ‍
وطعامهم من لحم طير ناعم ‍
وصحافهم ذهب ودر فائق ‍
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها ‍
كن محسنا فيما استطعت فربما ‍
واعمل لجنات النعيم وطيبها ‍
لعناق خيرات هناك حسان
من كل فاكهة بها زوجان
محفوفة بالنخل والرمان
وقصورها من خالص العقيان
شبهن بالياقوت والمرجان
حمر الخدود عواتق الأجفان
هيف الخصور نواعم الأبدان
صفر الحلي عواطر الأردان
في دار عدن في محل أمان
بأنامل الخدام والولدان
وهما فويق الفرش متكئان
وهما بلذة شربها فرحان
وكلاهما برضابها حلوان
وهما بثوب الوصل مشتملان
إخوان صدق أيما إخوان
أكرم بهم في صفوة الجيران
والمقلتان إليه ناظرتان
وعلى المفارق أحسن التيجان
أو فضة من خالص العقيان
من فضة كسيت بها الزندان
كالبخت يطعم سائر الألوان
سبعون الفا فوق ألف خوان
شوق الغريب لرؤية الأوطان
تجزى عن الإحسان بالإحسان
فنعيمها يبقى وليس بفان

نصائح واحكام عامة لكل مسلم سني
أدِمِ الصيام مع القيام تعبدا ‍
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم ‍
فلربما تأتي المنية بغتة ‍
يا حبذا عينان في غسق الدجى ‍
لا تقذفن المحصنات ولا تقل ‍
لا تدخلن بيوت قوم حضر ‍
لا تجزعن إذا دهتك مصيبة ‍
فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها ‍
فكلاهما عملان مقبولان
إلا كنومة حائر ولهان
فتساق من فرش إلى الأكفان
من خشية الرحمن باكيتان
ما ليس تعلمه من البهتان
إلا بنحنحة أو استئذان
إن الصبور ثوابه ضعفان
الله حسبي وحده وكفاني

الحث على علم الفقه وعلى علم الميراث
وعليك بالفقه المبين شرعنا ‍
علم الحساب وعلم شرع محمد ‍
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى ‍
لولا الحساب وضربه وكسوره ‍
وفرائض الميراث والقرآن
علمان مطلوبان متبعان
وجرى خصام الولد والشيبان
لم ينقسم سهم ولا سهمان



التحذير من علم الكلام
لا تلتمس علم الكلام فإنه ‍
لا يصحب البدعيّ إلا مثله ‍
علم الكلام وعلم شرع محمد ‍
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الألى ‍
حملوا الأمور على قياس عقولهم ‍
مُرْجِيّهم يزري على قدريّهم ‍
ويسبّ مختاريُّهم دوريَّهم ‍
ويعيب كراميهم وهبيهم ‍
لحجاجهم شبه تخال ورونق ‍
دع أشعريهم ومعتزليهم ‍
كل يقيس بعقله سبل الهدى ‍
فالله يجزيهم بما هم أهله ‍
من قاس شرع محمد في عقله ‍
يدعو إلى التعطيل والهيمان
تحت الدخان تأجج النيران
يتغايران وليس يشتبهان
جحدوا الشرائع غرة وأمان
فتبلدوا كتبلّد الحيران
والفرقتان لدي كافرتان
والقرمطي ملاعن الرفضان
وكلاهما يروي عن ابن أبان
مثل السراب يلوح للظمآن
يتناقرون تناقر الغربان
ويتيه تيه الواله الهيمان
وله الثنا من قولهم برّاني
قذفت به الأهواء في غدران

عقيدة اهل السنة في صفات الله عزوجل
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر ‍
والله ربي ما تكيف ذاته ‍
أمرر أحاديث الصفات كما أتت ‍
هو مذهب الزهري ووافق مالك ‍
لله وجه لا يحد بصورة ‍
وله يدان كما يقول إلهنا ‍
كلتا يدي ربي يمين وصفها ‍
كرسيه وسع السموات العلا ‍
والله يضحك لا كضحك عبيده ‍
والله ينزل كل آخر ليلة ‍
فيقول هل من سائل فأجيبه ‍
حاشا الإله بأن تكيف ذاته ‍
والأصل أن الله ليس كمثله ‍
وحديثه القرآن وهو كلامه ‍
لسنا نشبه ربنا بعباده ‍
فالصوت ليس بموجب تجسيمه ‍
حركات السننا وصوت حلوقنا ‍
وكما يقول الله ربي لم يزل حيا ‍
وحياة ربي لم تزل صفة له ‍
وكذاك صوت الهنا ونداؤه ‍
وحياتنا بحرارة وبرودة ‍
وقوامها برطوبة ويبوسة ‍
سبحان ربي عن صفات عباده ‍
أني أقول فأنصتوا لمقالتي ‍
إن الذي هو في المصاحف مثبت ‍
هو قول ربي آية وحروفه ‍
من قال في القرآن ضد مقالتي ‍
هو في المصاحف والصدور حقيقة ‍
وكذا الحروف المستقر حسابها ‍
هي من كلام الله جل جلاله ‍
حاء وميم قول ربي وحده ‍
من قال في القران ما قد قاله ‍
فقد افترى كذبا وأثما واقتدى ‍
خالطتهم حينا فلو عاشرتهم ‍
تعس العمي أبو العلاء فانه ‍
ولقد نظمت قصيدتين بهجوه ‍
فيما به يتصرف الملوان
بخواطر الأوهام والأذهان
من غير تأويل ولا هذيان
وكلاهما في شرعنا علمان
ولربنا عينان ناظرتان
ويمينه جلت عن الإيمان
وهما على الثقلين منفقتان
والأرض وهو يعمه القدمان
والكيف ممتنع على الرحمن
لسمائه الدنيا بلا كتمان
فأنا القريب أجيب من ناداني
فالكيف والتمثيل منتفيان
شيء تعالى الرب ذو الإحسان
صوت وحرف ليس يفترقان
رب وعبد كيف يشتبهان
إذ كانت الصفتان تختلفان
مخلوقة وجميع ذلك فإني
وليس كسائر الحيوان
سبحانه من كامل ذي الشان
حقا أتى في محكم القرآن
والله لا يعزى له هذان
ضدان أزواج هما ضدان
أو أن يكون مركبا جسداني
يا معشر الخلطاء والأخوان
بأنامل الأشياخ والشبان
ومدادنا والرق مخلوقان
فالعنه كل إقامة وآذان
ايقن بذلك أيما ايقان
عشرون حرفا بعدهن ثماني
حقا وهن أصول كل بيان
من غير أنصار ولا أعوان
عبد الجليل وشيعة اللحيان
بكلاب كلب معرة النعمان
لضربتهم بصوارمي ولساني
قد كان مجموعا له العميان
أبيات كل قصيدة مئتان

الرد على الاشاعرة وبيان معتقدهم
والآن أهجو الاشعريَّ وحزبه ‍
يا معشر المتكلمين عدوتم ‍
كفَّرتم أهل الشريعة والهدى ‍
فلأنصرن الحق حتى أنني ‍
الله صيرني عصا موسى لكم ‍
بأدلة القرآن ابطل سحركم ‍
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني ‍
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت ‍
والله صيرني عليكم نقمة ‍
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا ‍
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى ‍
بين ابن حنبل وابن إسماعيلكم ‍
داريتم علم الكلام تشزرا ‍
الفقه مفتقر لخمس دعائم ‍
حلم وإتباع لسنة أحمد ‍
أثرتم الدنيا على أديانكم ‍
وفتحتم أفواهكم وبطونكم ‍
كذبتم أقوالكم بفعالكم ‍
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم ‍
يتكالبان على الحرام وأهله ‍
يا اشعرية هل شعرتم أنني ‍
أنا في كبود الأشعرية قرحة ‍
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم ‍
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها ‍
والله أيدني وثبت حجتي ‍
والحمد لله المهيمن دائما ‍
أحسبتم يا اشعرية إنني ‍
أفتستر الشمس المضيئة بالسها ‍
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم ‍
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم ‍
أزعمتم أن القرآن عبارة ‍
إيمان جبريل وإيما الذي ‍
هذا الجويهر والعريض بزعمكم ‍
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما ‍
أفمسلم هو عندكم أم كافر ‍
عطلتم السبع السموات العلا ‍
وزعمتم أن البلاغ لأحمد ‍
هذي الشقاسق والمخارف والهوى ‍
سميتم علم الأصول ضلالة ‍
ونعت محارمكم على أمثالكم ‍
أني اعتصمت بجبل شرع محمد ‍
اشعرتم يا اشعرية أنني ‍
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم ‍
أذهبتم نور القرآن وحسنه ‍
فوحق جبار على العرش استوى ‍
ووحق من ختم الرسالة والهدى ‍
لأقطعن بمعولي أعراضكم ‍
ولأهجونكم واثلب حزبكم ‍
ولأهتكن بمنطقي أستاركم ‍
ولأهجون صغيركم وكبيركم ‍
ولأنزلن إليكم بصواعقي ‍
ولأقطعن بسيف حقي زوركم ‍
ولأقصدن الله في خذلانكم ‍
ولأحملن على عتاة طغاتكم ‍
ولأرمينكم بصخر مجانقي ‍
ولأكبتن إلى البلاد بسبكم ‍
ولأدحضن بحجتي شبهاتكم ‍
ولأغضبن لقول ربي فيكم ‍
ولأضربنكم بصارم مقولي ‍
ولأسعطن من الفضول أنوفكم ‍
إني بحمد الله عند قتالكم ‍
وإذا ضربت فلا تخيب مضاربي ‍
وإذا حملت على الكتيبة منكم ‍
الشرع والقرآن أكبر عدتي ‍
ثقلا على أبدانكم ورؤوسكم ‍
إن أنتم سالمتم سولمتم ‍
ولئن ابيتم واعتديتم في الهوى ‍
يا اشعرية يا اسافلة الورى ‍
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم ‍
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني ‍
تغلي قلوبكم علي بحرها ‍
موتوا بغيضكم وموتوا حسرة ‍
قد عشت مسرورا ومت مخفرا ‍
وأباحني جنات عدن آمنا ‍
ولقيت أحمد في الجنان وصحبه ‍
لم أدخر عملا لربي صالحا ‍
‍ وأذيع ما كتموا من البهتان
عدوان أهل السبت في الحيتان
وطعنتم بالبغي والعدوان
آسطو على ساداتكم بطعاني
حتى تلقف افككم ثعباني
وبه ازلزل كل من لاقاني
من كيد كل منافق خوان
أو أصبحت قفرا بلا عمران
ولهتك ستر جميعكم أبقاني
اعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا مرهف ماضي الغرار يماني
سخط يذيقكم الحميم الآن
والفقه ليس لكم عليه يدان
لم يجتمع منها لكم ثنتان
وتقى وكف أذى وفهم معان
لا خير في دنيا بلا أديان
فبلغتم الدنيا بغير توان
وحملتم الدنيا على الأديان
فئتان للرحمن عاصيتان
فعل الكلاب بجيفة اللحمان
رمد العيون وحكة الأجفان
اربو فأقتل كل من يشناني
فصرفت منهم كل من ناواني
فوجدتها قولا بلا برهان
والله من شبهاتهم نجاني
حمدا يلقح فطنتي وجناني
ممن يقعقع خلفه بشنان
أم هل يقاس البحر بالخلجان
حمرا بلا عن ولا أرسان
وكسرتكم كسرا بلا جبران
فهما كما تحكون قرآنان
ركب المعاصي عندكم سيان
أهما لمعرفة الهدى أصلان
وأقر بالإسلام والفرقان
أم عاقل أم جاهل أم واني
والعرش اخليتم من الرحمن
في آية من جملة القرآن
والمذهب المستحدث الشيطاني
كاسم النبيذ لخمرة الأدنان
والله عنها صانني وحماني
وعضضته بنواجذ الأسنان
طوفان بحر أيما طوفان
أنا سمكم في السر والإعلان
من كل قلب واله لهفان
من غير تمثيل كقول الجاني
بمحمد فزها به الحرمان
ما دام يصحب مهجتي جثماني
حتى تغيب جثتي أكفاني
حتى أبلغ قاصيا أو داني
غيظا لمن قد سبني وهجاني
ولتحرقن كبودكم نيراني
وليخمدن شواظكم طوفاني
وليمنعن جميعكم خذلاني
حمل الأسود على قطيع الضان
حتى يهد عتوكم سلطاني
فيسير سير البزل بالركبان
حتى يغطي جهلكم عرفاني
غضب النمور وجملة العقبان
ضربا يزعزع أنفس الشجعان
سعطا يعطس منه كل جبان
لمحكم في الحرب ثبت جنان
وإذا طعنت فلا يروغ طعاني
مزقتها بلوامع البرهان
فهما لقطع حجاجكم سيفان
فهما لكسر رؤوسكم حجران
وسلمتم من حيرة الخذلان
فنضالكم في ذمتي وضماني
يا عمي يا صم بلا آذان
بغضا أقل قليله أضغاني
كيلا يرى إنسانكم إنساني
حنقا وغيظا أيما غليان
وأسا علي وعضوا كل بنان
ولقيت ربي سرني ورعاني
ومن الجحيم بفضله عافاني
والكل عند لقائهم أدناني
لكن بإسخاطي لكم أرضاني

اعتزاز وافتخار الشاعر بعلمه وعشيرته
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدا ‍
وأنا المحب لأهل سنة أحمد ‍
سل عن بني قحطان كيف فعالهم ‍
سل كيف نثرهم الكلام ونظمهم ‍
نصروا بألسنة حداد سلق ‍
سل عنهم عند الجدال إذا التقى ‍
نحن الملوك بنو الملوك وراثة ‍
أنا غصة في حلق من عاداني
وأنا الأديب الشاعر القحطاني
يوم الهياج إذا التقى الزحفان
وها لهم سيفان مسلولان
مثل الأسنة شرعت لطعان
منهم ومن أضدادهم خصمان
أسد الحروب ولا النسا بزوان

تتمة الرد وهجاء الأشاعرة
يا أشعرية يا جميع من أدعى ‍
جاءتكم سنية مأمونة ‍
خرز القوافي بالمدائح والهجا ‍
يهوي فصيح القول من لهواته ‍
بدعا وأهواء بلا برهان
من شاعر ذرب اللسان معان
فكأن جملتها لدي عواني
كالصخر يهبط من ذرى كهلان



خاتمة ونهاية النونية
إني قصدت جميعكم بقصيدة ‍
هي للروافض درة عمرية ‍
هي للمنجم والطبيب منية ‍
هي في رؤوس المارقين شقيقة ‍
هي في قلوب الأشعرية كلهم ‍
لكن لأهل الحق شهد صافيا ‍
وأنا الذي حبرتها وجعلتها ‍
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي ‍
مع أنها جمعت علوما جمة ‍
أبياتها مثل الحدائق تجتنى ‍
وكأن رسم سطورها في طرسها ‍
والله أسأله قبول قصيدتي ‍
صلى الإله على النبي محمد ‍
وعلى جميع بناته ونسائه ‍
بالله قولوا كلما أنشدتم ‍
هتكت ستوركم على البلدان
تركت رؤوسهم بلا آذان
فكلاهما ملقان مختلفان
ضربت لفرط صداعها الصدغان
صاب وفي الأجساد كالسعدان
أو تمر يثرب ذلك الصيحاني
منظومة كقلائد المرجان
وصفعت كل مخالف صفعان
مما يضيق لشرحها ديواني
سمعا وليس يملهن الجاني
وشي تنمقه أكف غواني
مني وأشكره لما أولاني
ما ناح قمري على الأغصان
وعلى جميع الصحب والإخوان
رحم الإله صداك يا قحطاني[
/COLOR]










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-04, 12:35   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










M001 نونيـــــة إبن القيم

[size="1"]

  • الكافية الشافية
  • في الانتصار للفرقة الناجية
  • للامام ابن قيّم الجوزية
  • 25 شعبان 1423 هجرية
  • القصيدة النونية
  • حكم المحبة ثابت الأركان*** ما للصدود بفسخ ذاك يدان
  • أني وقاضي الحسن نفذ حكمها*** فلذا أقر بذلك الخصمان
  • وأتت شهود الوصل تشهد أنه*** حق جرى في مجلس الاحسان
  • فتأكد الحكم العزيز فلم يجد*** فسخ الوشاة اليه من سلطان
  • وأتى الوشاة فصادفوا الحكم الذي *** حكموا به متيقن البطلان
  • ماصادف الحكم المحل ولا هو استوفى الشروط فصار ذا بطلان
  • فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرا *** بفساد حكم الهجر والسلوان
  • وحكى لك الحكم المحال ونقضه*** فاسمع اذا˝ يا من له أذنان
  • حكم الوشاة بغير ما برهان *** أن المحبة والصدود لدان
  • والله ما هذا بحكم مقسط *** أين الغرام وصد ذي هجران
  • شتان بين الحالتين فان ترد*** جمعا فما الضدان يجتمعان
  • يا والها هانت عليه نفسه *** اذ باعها غبنا بكل هوان
  • أتبيع من يهواه نفسه طائعا *** بالصد والتعذيب والهجران
  • أجهلت أوصاف المبيع وقدره*** أم كنت ذا جهل بذي الأثمان
  • واها لقلب لا يفارق طيره الأغـ*** صان قائمة على الكثبان
  • ويظل يسجع فوقها ولغيره *** منها الثمار وكل قطيف دان
  • ويبيت يبكي والمواصل ضاحك*** ويظل يشكو وهو ذو شكران
  • هذا ولو أن الجمال معلق*** بالنجم همّ اليه بالطيران
  • لله زائره بليل لم تخف*** عس الأمير ومرصد السجان
  • قطعت بلاد الشام ثم تيممت*** من أرض طيبة مطلع الايمان
  • وأتت على وادي العقيق فجاوزت*** ميقاته حلا بلا نكران
  • وأتت على وادي الأراك ولم يكن*** قصدا لها فألا بأن ستراني
  • وأتت على عرفات ثم محسر*** ومنى فكم نحرته من قربان
  • وأتت على الجمرات ثم تيممت*** ذات الستور وربة الأركان
  • هذا وما طافت ولا استلمت ولا*** رمت الجمار ولا سعت لقران
  • ورقت الى أعلى الصفا فتيممت*** دارا هنالك للمحث العاني
  • أترى الدليل أعارها أثوابه** والريج أعطتها من الخفقان
  • والله لو أن الدليل مكانها*** ما كان ذلك منه في امكان
  • هذا ولو سارت مسير الريح ما*** وصلت به ليلا الى نعمان
  • سارت وكان دليلها في سيره*** سعد السعود وليس بالدبران
  • وردت جفار الدمع وهي غزيرة*** فلذاك ما احتاجت ورود الضان
  • وعلت على مين الهوى وتزودت***ذكر الحبيب ووصلة المتداني
  • جهم بن صفوان وشيعته الألى*** جحدوا صفات الخالق الديان
  • بل عطلوا منه السموات العلى*** والعرش أخلوه من الرحمن
  • ونفوا كلام الرب جل جلاله*** وقضوا له بالخلق والحدثان
  • قالوا وليس لربنا سمع ولا*** بصر ولا وجه، فكيف يدان
  • وكذاك ليس لربنا من قدرة*** وإرادة أورحمة وحنان
  • كلا ولا وصف يقوم به سوى*** ذات مجردة بغير معان
  • وحياته هي نفسه وكلامه*** هو غيره فاعجب لهذا البهتان
  • وكذاك قالوا ما له من خلقه***أحد يكون خليله النفساني
  • وخليله المحتاج عندهم وفي*** ذا الوصف يدخل عابد الأوثان
  • فالكل مفتقر اليه لذاته*** في أسر قبضته ذليل عان
  • ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ*** ـقسري يوم ذبائح القربان
  • اذ قال ابراهيم ليس خليله*** كلا ولا موسى الكليم الداني
  • شكر الضحية كل صاحب سنة*** لله درك من أخي قربان
  • والعبد عندهم فليس بفاعل*** بل فعله كتحرك الرجفان
  • وهبوب ريح أو تحرك نائم*** وتحرك الأشجار للميلان
  • والله يصليه على ما ليس من*** أفعاله حر الحميم الآن
  • لكن يعاقبه على أفعاله*** فيه تعالى الله ذو الاحسان
  • والظلم عندهم المحال لذاته*** أنى ينزه عنه ذو السلطان
  • ويكون مدحا ذلك التنزيه ما*** هذا بمقبول لدى الأذهان
  • وكذلك قالوا ماله من حكمة*** هي غاية للأمر والاتقان
  • ما ثم غير مشيئة قد رجحت*** مثلا على مثل بلا رجحان
  • هذا وما تلك المشيئة وثفه*** بل ذاته أو فعله قولان
  • وكلامه مذ كان غيرا كان مخـ *** ـلوقا له من جملة الأكوان
  • قالوا واقرار العباد بأنه*** خلاقهم هو منتهى الايمان
  • والناس في الايمان شيء واحد*** كالمشط عند تماثل الأسنان
  • فاسأل أبا جهل وسيعته ومن*** والاهم من عابدي الأثوان
  • وسل اليهود وكل أقلف مشرك*** عبد المسيح مقبل الصلبان
  • واسأل ثمود وعاد بل سل قبلهم*** أعداء نوح أمة الطوفان
  • واسأل أبا الجن اللعين أتعرف الـ *** خلاق أم أصبحت ذا نكران
  • واسأل شرار الخلق أغلى أمة*** لوطية هم ناكحو الذكران
  • واسأل كذاك أمام كل معطل*** فرعون مع قارون مع هامان
  • هل كان فيهم منكر للخالق الـ *** ـرب العظيم مكوّن الأكوان
  • فليبشروا ما فيهم من كافر*** هم عند جهم كاملوا الايمان
  • وقضى بأن الله كان معطلا***والفعل ممتنع بلا امكان
  • ثم استحال وصار مقدورا له*** من غير أمر قام بالديان
  • بل حاله سبحانه في ذاته*** قبل الحدوث وبعدها سيان
  • وقضى بأن النار لم تخلق ولا*** جنات عدن بل هما عدمان
  • فإذا هما خلقا ليوم معادنا*** فهنا على الأوقات فانيتان
  • وتلطف العلاف من أتباعه*** فأتى بضحكة جاهل مجان
  • قال الفناء يكون في الحركات لا*** في الذات واعجبا لذا الهذيان
  • أيصير أهل الخلد في جناتهم*** وجحيمهم كحجارة البنيان
  • ما حال من قد كان يغشى أهله*** عند انقضاء تحرك الحيوان
  • وكذاك ما حال الذي رفعت يدا*** ه أكلة من صفحة وخوان
  • فتناهت الحركات قبل وصولها*** للفم عند تفتح الأسنان
  • وكذاك ما حال الذي امتدت يدا*** منه الى قنو من القنوات
  • فتناهت الحراكت قبل الأخذ هل*** يبقى كذلك سائر الأزمان
  • تبا لهاتيك العقول فانها*** والله قد مسخت على الأبدان
  • تبا لمن أضحى يقدمها على ال*** آثار والأخبار والقرآن
  • وقضى بأن الله يعدم خلقه*** عدما ويقلبه وجودا ثان
  • العرش والكرسي والأرواح وال*** أملاك الأفلاك والقمران
  • والأرض والبحر المحيط وسائر ال*** أكوان من عرض ومن جثمان
  • كل سيفنيه الفناء المحض لا*** محض الوجود اعادة بزمان
  • هذا المعاد وذلك المبدا الذي*** جهم وقد نسبوه للقرآن
  • هذا الذي قاد ابن سينا والألى*** قالوا مقالته الى الكفران
  • لم تقبل الأذهان ذا وتوهموا *** أن الرسول عناه بالايمان
  • هذا كتاب الله أنى قالوا ذا*** أو عبده المبعوث بالبرهان
  • أو صحبه من بعده أو تابع*** لهم على الايمان والاحسان
  • بل صرح الوحي المبين بأنه*** حقا مغير هذه الأكوان
  • فيبدل الله السموات العلى*** والأرض أيضا ذات تبديلان
  • وهما كتبديل الجلود لساكني النـ*** ـيران عند النضج من نيران
  • وكذاك يقبض أرضه وسماءه*** بيديه ما العدمان مقبوضان
  • وتحدث الأرض التي كنا بها*** اخبارها في الحشر للرحمن
  • وتظل تشهد وهي عدل بالذي*** من فوقها قد أحدث الثقلان
  • أفيشهد العدم الذي هو كاسمه*** لا شيء، هذا ليس في الامكان
  • لكن تسوى ثم تبسط ثم تشـ***ـهد ثم تبدل وهي ذات كيان
  • وتمد أيضا مثل مد اديمنا*** من غير أودية ولا كثبان
  • وتقيء يوم العرض من أكبادها*** كالاسطوان نفائس الأثمان
  • كل يراه بعينه وعيانه*** ما لامرئ بالأخذ منه يدان
  • وكذا الجبال تفتّ فتا˝ محكما*** فتعود مثل الرمل ذي الكثبان
  • وتكون كالعهن الذي ألوانه*** وصباغه من سائر الألوان
  • وتبس بسا مثل ذاك فتنثني*** مثل الهباء لناظر الانسان
  • وكذا البحار فانها مسجورة*** قد فجرت تفجير ذي سلطان
  • وكذلك القمران يأذن ربنا*** لهما فيجتمعان يلتقيان
  • هذي مكوّرة وهذا خاسف*** وكلاهما في النار مطروحان
  • وكواكب الأفلاك تنثر كلها*** كلآلئ نثرت على ميدان
  • وكذا السماء تشق ظاهرا*** وتمور أيما موران
  • وتصير بعد الانشقاق كمثل ها*** ذا المهل أو تك وردة كدهان
  • والعرش والكرسي لا يفنيهما*** أيضا وأنهما لمخلوقان
  • والحور لا تفني كذلك جنة الـ*** مأوى وما فيها من الولدان
  • ولأجل هذا قال جهم انها*** عدم ولم تخلق الى ذا الآن
  • والأنبياء فانهم تحت الثرى*** أجسامهم حفظت من الديدان
  • ما للبلى بلحومهم وجسومهم*** ابدا وهم تحت التراب يدان
  • وكذلك الأرواح لا تبلى كما*** منه تركب خلقة الانسان
  • وكذاك عجب الظهر لا يبلى بل*** تبلى الجسوم ولا بلى اللحمان
  • ولأجل ذلك لم يقر الجهم ما ال*** ارواح خارجة عن الأبدان
  • لكنها من بعض أعراض بها***قامت وذا في غاية البطلان
  • فالشأن للأرواح بعد فراقها*** أبدانها والله أعظم شأن
  • إما عذاب او نعيم دائم*** قد نعمت بالروح والريحان
  • وتصير طيرا سارحا مع شكلها*** تجني الثمار بجنة الحيوان
  • وتظل واردة لانهار بها*** حتى تعود لذلك الجثمان
  • لكن أرواح الذين استشهدوا*** في جوف طير أخضر ريان
  • فلهم بذاك مزية في عيشهم*** ونعيمهم للروح والأبدان
  • بذلوا الجسوم أربهم فأعاضهم*** أجسام تلك الطير بالاحسان
  • ولها قناديل اليها تنتهي*** مأوى لها كمساكن الانسان
  • فالروح بعد الموت أكمل حالة*** منها بهذي الدار في جثمان
  • وعذاب أشقاها أشد من الذي*** قد عاينت أبصارنا بعيان
  • والقائلون بأنها عرض أبوا*** ذا كله تبا لذي نكران
  • وإذا أراد الله إخراج الورى*** بعد الممات الى المعاد الثاني
  • ألقى على الأرض التي هم تحتها*** والله مقتدر وذو سلطان
  • مطرا غليظا أيضا متتابعا*** عشرا وعشرا بعدها عشران
  • فتظل تنبت منه أجسام الورى*** ولحومهم كمنابت الريحان
  • حتى إذا ما الأم حان ولادها*** وتمخضت فنفاسها متدان
  • أوحى لها رب السماء فشققت*** فبدا الجنين كأكمل الشبان
  • وتخلت الأم الولود وأخرجت*** أثقالها أنثى ومن ذكران
  • والله ينشئ خلقه في نشأة*** اخرى كما قد قال في القرآن
  • هذا الذي جاء الكتاب وسنة الـ***ـهادي به فأحرص على الايمان
  • ما قال ان الله يعدم خلقه*** طرأ كقول الجاهل الحيران
  • وقضى بأن الله ليس بفاعل*** فعلا يقوم به بلا برهان
  • بل فعله المفعول خارج ذاته*** كالوصف غير الذات في الحسبان
  • والجبر مذهبه الذي قرت به*** عين العصاة وشيعة الشيطان
  • كانوا على وجل من العصيان ذا*** هو فعلهم والذنب للانسان
  • واللوم لا يعدوه اذ هو فاعل*** بإرادة وبقدرة الحيوان
  • فأراحهم جهم وشيعته من ألـ*** لوم العنيف وما قضوا بأمان
  • لكنهم حملوا ذنوبهم على*** رب العباد بعزة وأمان
  • وتبرأوا منها وقالوا انها*** أفعاله ما حيلة الانسان
  • ما كلف الجبار نفسا وسعها*** انى وقد جبرت على العصيان
  • وكذا على الطاعات أيضا قد غدت*** مجبورة فلها اذا جبران
  • والعبد في التحقيق شبه نعامة*** قد كلفت بالحمل والطيران
  • اذ كان صورتها تدل عليهما*** هذا وليس لها بذاك يدان
  • فلذاك قال بأن طاعات الورى*** وكذاك ما فعلوه من عصيان
  • هي عين فعل الرب لا أفعالهم*** فيصح عنهم عند ذا نفيان
  • نفي لقدرتهم عليها أولا*** وصدورها منهم بنفي ثان
  • فيقال ما صاموا ولا صلوا ولا*** زكوا ولا ذبحوا من القربان
  • وكذاك ما شربوا وما قتلوا وما*** سرقوا ولا فيهم غوي زان
  • وكذاك لم يأتوا اختيار منهم*** بالكفر والاسلام والايمان
  • الا على وجه المجاز لأنها*** قامت بهم كالطعم والألوان
  • جبروا على ما شاءه خلاقهم*** ما ثم ذو عون وغير معان
  • الكل مجبور وغير ميسر*** كالميت أدرج داخل الأكفان
  • وكذاك أفعال المهيمين لم تقم*** أيضا به خوفا من الحدثان
  • فاذا جمعت مقالتيه أنتجا*** كذبا وزورا واضح البهتان
  • اذ ليست الأفعال فعل إلهنا*** والرب ليس بفاعل العصيان
  • فإذا انتفت صفة الاله وفعله*** وكلامه وفعائل الانسان
  • فهناك لا خلق ولا أمر ولا*** وحي ولا تكليف عبد فان
  • وقضى على أسمائه بحدوثها*** وبخلقها من جملة الأكوان
  • فانظر الى تعطيله الأوصاف والـ*** أفعال والأسماء للرحمن
  • ماذا الذي في ضمن ذا التعطيل من*** نفي ومن جحد ومن كفران
  • لكنه أبدى المقالة هكذا*** في قالب التنزيه للرحمن
  • وأتى الى الكفر العظيم فصاغه*** عجلا ليفتن أمة الثيران
  • وكساه أنواع الجواهر والحلى*** من لؤلؤ صاف ومن عقيان
  • فرآه ثيران الورى فأصابهم*** كمصاب اخوتهم قديم زمان
  • عجلان قد فتنا العباد بصوته*** احداهما وبحرفه ذا الثاني
  • والناس اكثرهم فأهل ظواهر*** تبدو لهم ليسوا بأهل معان
  • فهم القشور وبالقشور قوامهم*** واللب خلاصة الانسان
  • ولذا تقسمت الطوائف قوله*** وتوارثوه ارث ذي السهمان
  • لم ينج من أقواله طرا˝ سوى*** أهل الحديث وشيعة القرآن
  • فتبرأوا منها براءة حيدر*** وبراءة المولود من عثمان
  • من كل شيعي خبيث وصفه*** وصف اليهود محللي الحيتان
  • فصل
  • يا أيها الرجل المريد نجاته*** إسمع مقالة ناصح معوان
  • كن في أمورك كلها متمسكا*** بالوحي لا بزخارف الهذيان
  • وانصر كتاب الله والسنن التي*** جاءت عن المبعوث بالفرقان
  • واضرب بسيف الوحي كل معطل*** ضرب المجاهد فوق كل بنان
  • واحمل بعزم الصدق حملة مخلص*** متجرد لله غير جبان
  • واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى*** فإذا أصبت ففي رضا الرحمن
  • واجعل كتاب الله والسنن التي*** ثبتت سلاحك ثم صح بجنان
  • من ذا يبارز فليقدم نفسه*** أو من يسابق يبد في الميدان
  • واصدع بما قال الرسول ولا تخف*** من قلة الأنصار والأعوان
  • فالله ناصر دينه وكتابه*** والله كاف عبده بأمان
  • ولا تخش من كيد العدو ومكرهم*** فقتالهم بالكذب والبهتان
  • فجنود أتباع الرسول ملائك*** وجنودهم فعساكر الشيطان
  • شتان بين العسكرين فمن يكن*** متحيرا فلينظر الفئتان
  • وأثبت وقاتل تحت رايات الهدى*** واصبر فنصر الله ربك دان
  • واذكر مقاتلهم لفرسان الهدى*** للد رد مقاتل الفرسان
  • وادرأ بلفظ النص في محر العدا*** وارجمهم بثواقب الشهبان
  • لا تخش كثرتهم فهم همج الورى*** وذبابه أتخاف من ذبان
  • واشغلهم عند الجدال ببعضهم*** بعضا فذاك الحزم للفرسان
  • وإذا هم حملوا عليك فلا تكن*** فزعا لحملتهم ولا بجبان
  • واثبت ولا تحمل بلا جند فما*** هذا بمحمود لدى الشجعان
  • فاذا رأيت عصابة الاسلام قد*** وافت عساكرها مع السلطان
  • فهناك فاخترق الصفوف ولا تكن*** بالعاجز الواني ولا الفزعان
  • وتعر من ثوبين من يلبسهما*** يلقى الردى بمذمة وهوان
  • ثوب من الجهل المركب فوقه*** ثوب التعصب بئست الثوبان
  • وتحل بالانصاف أفخر حلة*** زينت بها الأعطاف والكتفان
  • واجعل شعارك خشية الرحمن مع*** نصح الرسول فحبذا الأمران
  • وتمسكن بحبله وبوحيه*** وتوكلن حقيقة التكلان
  • فالحق وصف الرب وهو صراطه الـ***هادي اليه لصاحب الايمان
  • وهو الصراط عليه رب العرش أيـ***ضا وذا قد جاء في القرآن
  • والحق منصور وممتحن فلا*** تعجب فهذي سنة الرحمن
  • وبذاك يظهر حزبه من حزبه*** ولأجل ذاك الناس طائفتان
  • ولأجل ذاك الحرب بين الرسل والـ*** كفار مذ قام الورى سجلان
  • لكنما العقبى لأهل الحق أن *** فأتت هنا كان لدى الديان
  • فاجعل لقلبك هجرتين ولا تنم*** فهما على كل امرئ فرضان
  • فالهجرة الأولى الى الرحمن بالـ*** اخلاص في سر وفي اعلان
  • فالقصد وجه الله بالأقوال وال*** اعمال والطاعات والشكران
  • فبذاك ينجو العبد من أشراكه*** ويصير حقا عابد الرحمن
  • والهجرة الأخرى الى المبعوث بالـ*** حق المبين وواضح البرهان
  • فيدور مع قول الرسول وفعله*** نفيا وإثباتا بلا روغان
  • ويحتكم الوحي المبين على الذي*** قال الشيوخ فعنده حكمان
  • لا يحكمان بباطل أبدا وكل*** العدل قد جاءت به الحكمان
  • وهما كتاب الله أعدل حاكم*** فيه الشفا وهداية الحيان
  • والحاكم الثاني كلام رسوله*** ما ثم غيرهما لذي ايمان
  • فاذا دعوك لغير حكمهما فلا*** سمعا لداعي الكفر والعصيان
  • قل لا كرامة لا ولا نعمى ولا***طوعا لمن يدعو الى طغيان
  • وإذا دعيت الى الرسول فقل لهم*** سمعا وطوعا لست ذا عصيان
  • وإذا تكاثرت الخصوم وصيحوا*** فأثبت فصيحتهم كمثل دخان
  • يرقى الى الأوج الرفيع وبعده*** يهوي الى قعر الحضيض الداني
  • هذا وإن قتال حزب الله بالـ*** أعمال لا بكتائب الشجعان
  • والله ما فتحوا البلاد بكثرة*** أنى وأعداءهم بلا حسبان
  • وكذاك ما فتحوا القلوب بهذه الـ*** آراء بل بالعلم والايمان
  • وشجاعة الفرسان نفس الزهد في*** نفس وذا محذور كل جبان
  • وشجاعة الحكام والعلماء زهـ***ـد في الثناء من كل ذي بطلان
  • فإذا هما اجتمعا لقلب صادق*** شدت ركائبه الى الرحمن
  • واقصد الى الأقران لا أطرافها*** فالعز تحت مقاتل الأقران
  • واسمع نصيحة من له خبر بما*** عند الورى من كثرة الجولان
  • ما عندهم والله خير غير ما*** أخذوه عمن جاء بالقرآن
  • والكل بعد فبدعة أو فرية*** أو بحث تشكيك ورأي فلان
  • فاصدع بأمر الله لا تخش الورى*** في الله واخشاه تفز بأمان
  • واهجر ولو كل الورى في ذاته*** لا في هواك ونخوة الشيطان
  • واصبر بغير تسخط وشكاية*** واصفح بغير عتاب من هو جان
  • واهجرهم الهجر الجميل بلا أذى*** أن لم يكن بد من الهجران
  • وانظر الى الأقدار جارية بما*** قد شاء من غي ومن ايمان
  • واجعل لقلبك مقلتين كلاهما*** بالحق في ذا الخلق ناظرتان
  • فانظر بعين الحكم وارحمهم بها*** اذ لا ترد مشيئة الديان
  • وانظر بعين الأمر واحملهم على*** أحكامه فهما اذا نظران
  • واجعل لوجهك مقلتين كلاهما*** من خشية الرحمن باكيتان
  • لو شاء ربك كنت أيضا مثلهم*** فالقلب بين أصابع الرحمن
  • واحذر كمائن نفسك اللاتي متى*** خرجت عليك كسرت كسر مهان
  • واذا انتصرت لها فأنت كمن بغى*** طفي الدخان بموقد النيران
  • والله أخبر وهو أصدق قائل*** ان سوف ينصر عبده بأمان
  • من يعمل السوءى سيجزى مثلها*** أو يعمل الحسنى يفز بجنان
  • هذي وصية ناصح ولنفسه*** وصي وبعد سائر الاخوان
  • فصل
  • فاجلس اذا˝ في مجلس الحكمين للر***حمن لا للنفس والشيطان
  • الأول النقل الصحيح وبعده الـ ***ـعقل الصريح وفطرة الرحمن
  • واحكم اذا في رفقة قد سافروا*** يبغون فاطر هذه الأكوان
  • فترافقوا في سيرهم وتفارقوا*** عند افتراق الطرق بالحيران
  • فأتى فريق ثم قال وجدته*** هذا الوجود بعينه وعيان
  • ما ثم موجود سواه وانما*** غلط اللسان فقال موجودان
  • فهو السماء بعينها ونجومها*** وكذلك الأفلاك والقمران
  • وهو الغمام بعينه والثلج وال*** امطار مع برد ومع حسبان
  • وهو الهواء بعينه والماء والـ*** ترب الثقيل ونفس ذي النيران
  • هذي بسائطه ومنه تركبت*** هذي المظاهر ما هنا شيئان
  • وهو الفقير لها لأجل ظهوره*** فيها كفقر الروح للأبدان
  • وهي التي افتقرت اليه لأنه*** هو ذاتها ووجودها الحقاني
  • وتظل تلبسه وتخلعه وذا الـ***ايجاد والاعدام كل أوان
  • ويظل يلبسها ويخلعها وذا*** حكم المظاهر كي يرى بعيان
  • وتكثر الموجود كالأعضاء في ال*** محسوس من بشر ومن حيوان
  • أو كالقوي في النفس ذلك واحد*** متكثر قامت به الأمران
  • فيكون كلا هذه أجزاؤه*** هذه مقالة مدعي العرفان
  • أو أنها لتكثر الأنواع في*** جنس كما قال الفريق الثاني
  • فيكون كليا وجزئياته*** هذا الوجود فهذه قولان
  • أحداهما نص الفصوص وبعده*** قول ابن سبعين وما القولان
  • عند العفيف التلمساني الذي*** هو غاية في الكفر والبهتان
  • الا من الأغلاط في حس وفي*** وهم وتلك طبيعة الانسان
  • والكل شيء واحد في نفسه*** ما للتعدد فيه من سلطان
  • فالضيف والمأكون شيء واحد*** والوهم يحسب ها هنا شيئان
  • وكذلك الموطوء عين الوطء وال*** وهم البعيد يقول ذا اثنان
  • ولربما قالا مقالته كما*** قد قال قولهما بلا فرقان
  • وأبى سواهم ذا وقال مظاهر*** تجلوه ذات توحد ومثان
  • فالظاهر المجلو شيء واحد*** لكن مظاهره بلا حسبان
  • هذي عبارات لهم مضمونها*** ما ثم غير قط في الأعيان
  • فالقوم ما صانوه عن انس ولا*** جن ولا شجر ولا حيوان
  • كلا ولا علو ولا سفل ولا*** واد ولا جبل ولا كثبان
  • كلا ولا طعم ولا ريح ولا*** صوت ولا لون من الألوان
  • لكنه المطعوم والملبوس والـ*** مشموم والمسموع بالآذان
  • وكذاك قالوا أنه المنكوح والـ*** مذبوح بل عين الغوي الزاني
  • والكفر عندهم هدى ولو أنه*** دين المجوس وعابدي الأوثان
  • وقالوا ما عبدوا سواه وانما*** ضلوا بما خصوا من الأعيان
  • ولو أنهم عموا وقالوا كلها***معبودة ما كان من كفران
  • فالكفر ستر حقيقة المعبود بالـ*** تخصيص عند محقق رباني
  • قالوا ولم يك كافرا في قوله*** أنا ربكم فرعون ذو الطغيان
  • بل كان حقا قوله اذ كان عيـ***ـن الحق مضطلعا بهذا الشان
  • ولذا غدا تطهيره في البحر تطـ***ـهيرا من الأوهام والحسبان
  • قالوا ولم يك منكرا موسى لما*** عبدوه من عجل لذي الخوران
  • الا على من كان ليس بعابد*** معهم وأصبح ضيق الأعطان
  • ولذاك جر بلحية الأخ حيث لم*** يك واسعا في قومه لبطان
  • بل فرق الانكار منه بينهم*** لما سرى في وهمه غيران
  • ولقد رأى ابليس عارفهم فأهـ***ـوى بالسجود هوي ذي خضعان
  • قال له ماذا صنعت فقال هل*** غير الاله وانتما عميان
  • ما ثم غير فاسجدوا أن شئتم*** للشمس والأصنام والشيطان
  • فالكل عين الله عند محقق*** والكل معبود لذي العرفان
  • هذا هو المعبود عندهم فقل*** سبحانك اللهم ذا السبحان
  • يا أمة معبودها موطوؤها*** أين الاله وثغرة الطعان
  • يا أمة قد صار من كفرانها*** جزء يسير جملة جملة الكفران
  • فصل
  • في قدوم ركب آخر
  • وأتى فريق ثم قال وجدته*** بالذات موجودا بكل مكان
  • هو كالهواء بعينه لا عينه***ملأ الخلاء ولا يرى بعيان
  • والقوم ما صانوه عن بئر ولا*** قبر ولا وحش ولا أعطان
  • بل منهم من قد رأى تشبيهه*** بالروح داخل هذه الأبدان
  • ما فيهم ما قال ليس بداخل*** أو خارج عن جملة الأكوان
  • لكنهم حاموا على هذا ولم*** يتجاسروا من عسكر الايمان
  • وعليهم رد الأئمة أحمد*** وصحابه من كل ذي عرفان
  • فهم الخصوم لكل صاحب سنة*** وهم الخصوم لمنزل القرآن
  • ولهم مقالات ذكرها أصولها*** لما ذكرت الجهم في الأوزان
  • فصل
  • في قدوم ركب آخر
  • وأتى فريق ثم قارب وصفه*** هذا ولكن جد في الكفران
  • فأسر قول معطل ومكذب*** في قالب التنزيه للرحمن
  • اذ قال ليس بداخل فينا ولا*** هو خارج عن جملة الأكوان
  • بل قال ليس ببائن عنها ولا***فيها ولا هو عينها ببيان
  • كلا ولا فوق السموات العلى*** والعرش من رب ولا رحمن
  • والعرش ليس عليه معبود سوى العـ***ـدم الذي لا شيء في الأعيان
  • بل حظه من ربه حظ الثري*** منه وحظ قواعد البنيان
  • لو كان فوق العرش كان كهذه الـ*** أجسام سبحان العظيم الشأن
  • ولقد وجدت لفاضل منهم مقا***ما قامه في الناس منذ زمان
  • قال اسمعوا يا قوم أن نبيكم*** قد قال قولا واضح البرهان
  • لا تحكموا بالفضل لي أصلا على*** ذي النون يونس ذلك الغضبان
  • هذا يرد على المجسم قوله*** الله فوق العرش والأكوان
  • ويدل أن الهنا سبحانه*** وبحمد يلقى بكل مكان
  • قالوا له بين لنا هذا فلم*** يفعله فأعطوه من الأثمان
  • الفا من الذهب العتيق فقال في*** تبيانه فاسمع لذا التبيان
  • قد كان يونس في قرار البحر تحـ***ـت الماء في قبر من الحيتان
  • ومحمد صعد السماء وجاوز الـ***ـسبع الطباق وجاز كل عنان
  • وكلاهما في قربه من ربه*** سبحانه إذ ذاك مستويان
  • فالعلو والسفل الذان كلاهما*** في بعده من ضدع طرفان
  • أن ينسبا لله نزه عنهما*** بالاختصاص بل هما سيان
  • في قرب من أضحى مقيما فيهما*** من ربه فكلاهما مثلان
  • فلأجل هذا خص يونس دونهم*** بالذكر تحقيقا لهذا الشان
  • فأتى الثناء عليه من أصحابه*** من كل ناحية بلا حسبان
  • فاحمد الهك أيها السني اذ*** عافاك من تحريف ذي بهتان
  • والله ما يرضى بهذا خائف*** من ربه أمسى على الايمان
  • هذا هو الالحاد حقا بل هو التحـ***ـريف محضا أبرد الهذيان
  • والله ما بلي المجسم قط بمثل ذ*** ي البلوى ولا أمسى بذي الخذلان
  • أمثال ذا التأويل أفسد هـ***ـذه الأديان حين سرى الى الأديان
  • والله لولا الله حافظ دينه*** لتهدمت منه قوى البنيان
  • فصل
  • وأتى فريق ثم قارب وصفه*** هذا وزاد عليه في الميزان
  • قال اسمعوا يا قوم لا تلهيكم*** هذي الأماني هن شر أماني
  • اتعبت راحلتي وكلت مهجتي*** وبذلت مجهودي وقد أعياني
  • فتشت فوق وتحت ثم امامنا*** ووراء ثم يسار مع أيمان
  • ما دلني أحد عليه هنا كم*** كلا ولا بشر اليه هداني
  • الا طوائف بالحديث تمسكت*** تعزي مذاهبها الى القرآن
  • قالوا الذي تبغيه فوق عباده*** فوق السماء فوق كل مكان
  • وهو الذي حقا على العرش استوى*** لكنه استولى على الأكوان
  • واليه يصعد كل قول طيب*** واليه يرفع سعي ذي الشكران
  • والروح والأملاك منه تنزلت*** واليه تعرج عند كل أوان
  • واليه أيدي السائلين توجهت*** نحو العلو بفطرة الرحمن
  • واليه قد عرج الرسول فقدرت*** من قربه من ربه قوسان
  • واليه قد رفع المسيح حقيقة*** ولسوف ينزل كي يرى بعيان
  • واليه تصعد روح كل مصدق*** عند الممات فتنثني بأمان
  • واليه آمال العباد توجهت*** نحو العلو بلا تواصي ثان
  • بل فطرة الله التي لم يفطروا*** ألا عليها الخلق والثقلان
  • ونظير هذا أنهم فطروا على*** اقرارهم لا شك بالديان
  • ولكن أولوا التعطيل منهم أصبحوا*** مرضى بداء الجهل والخذلان
  • فسألت عنهم رفقتي وأحبتي*** أصحاب جهم حزب جنكيز خان
  • من هؤلاء ومن يقال لهم فقد*** جاءوا بأمر مالئ الآذان
  • ولهم علينا صولة ما صالها*** ذو باطل بل صاحب البرهان
  • أو ما سمعتم قولهم وكلامهم***مثل الصواعق ليس ذا لجبان
  • جاءوكم من فوقكم وأتيتم*** من تحتهم ما أنتم سيان
  • جاءكم بالوحي لكن جئتم*** بنحاتة الأفكار والأذهان
  • قالوا مشبهة ومجسمة فلا*** تسمع مقال مجسم حيوان
  • والعنهم لعنا كبيرا واغزهم*** بعساكر التعطيل غير جبان
  • واحكم بسفك دمائهم وبحبسهم*** أو لا فشردهم عن الأوطان
  • حذر صحابك منهم فهم أضل*** من اليهود وعابدي الصلبان
  • واحذر تجادلهم بقال الله أو*** قال الرسول فتنثني بهوان
  • أني وهم أولى به قد أنفذوا*** فيه قوى الأذهان والأبدان
  • فاذا ابتليت بهم فغالطهم على التأ***ويل للأخبار والقرآن
  • وكذاك غالطهم على التكذيب للـ***آحاد ذان لصحبنا أصلان
  • أوصى بها أشياخنا أشياخهم*** فاحفظهما بيديك والأسنان
  • واذا اجتمعت وهو بمشهد مجلس*** فابدر بايراد وشغل زمان
  • لا يملكوه عليك بالآثار والـ*** أخبار والتفسير للفرقان
  • فتصير ان وافقت مثلهم وان*** عارضت زنديقا أخا كفران
  • واذا سكت يقال هذا جاهل*** فابدر ولو بالفشر والهذيان
  • هذا الذي والله أوصانا به*** أشياخنا في سالف الأزمان
  • فرجعت من سفري وقلت لصاحبي*** ومطيتي قد آذنت بحران
  • عطل ركابك واسترح من سيرها*** ما ثم شيء غير ذي الأكوان
  • لو كان للأكوان رب خالق*** كان المجسم صاحب البرهان
  • أو كأن رب بائن عن الورى*** كأن المجسم صاحب الايمان
  • ولكان عند الناس أولى الخلق بال*** اسلام والايمان والاحسان
  • ولكان هذا الحزب فوق رؤوسهم*** لم يختلف منهم عليه اثنان
  • فدع التكاليف التي حملتها*** واخلع عذارك وارم بالأرسان
  • ما ثم فوق العرش من رب ولم*** يتكلم الرحمن بالقرآن
  • لو كان فوق العرش رب ناظر*** لزم التحيز وافتقار مكان
  • لو كان ذا القرآن عين كلامه*** حرفا وصوتا كان ذا جثمان
  • فإذا انتفى هذا وهذا ما الذي*** يبقى على ذا النفي من ايمان
  • فدع الحلال مع الحرام لأهله*** فهما السياج لهم على البستان
  • فاخرقه ثم ادخل ترى في ضمنه*** قد هيئت لك سائر الألوان
  • وترى بها ما لا يراه محجب*** من كل ما تهوى به زوجان
  • واقطع علائقك التي قد قيدت*** هذا الورى من سالف الأزمان
  • لتصير حرا لست تحت أوامر*** كلا ولا نهي ولا فرقان
  • لكن جعلت حجاب نفسك اذ ترى*** فوق السماء للناس من ديان
  • لو قلت ما فوق السماء مدبر*** والعرش نخليه من الرحمان
  • والله ليس مكلما لعباده*** كلا ولا متكلما بقرآن
  • ما قال قط ولا يقول ولا له*** قول بدا منه الى انسان
  • لحللت طلسمه وفزت بكنزه*** وعلمت أن الناس في هذيان
  • لكن زعمت بان ربك بائن*** من خلقه اذ قلت موجودان
  • وزعمت أن الله فوق العرش والكرسي*** حقا فوقه القدمان
  • وزعمت أن الله يسمع خلقه*** ويراهم من فوق سبع ثمان
  • وزعمت أن كلامه منه بدا*** واليه يرجع آخر الأزمان
  • ووصفته بالسمع والبصر الذي*** لا ينبغي الا لذي الجثمان
  • ووصفته بارداة وبقدرة*** وكراهة ومحبة وحنان
  • وزعمت أن الله يعلم كل ما*** في الكون من سر ومن اعلان
  • والعلم وصف زائد عن ذاته*** عرض يقوم بغير ذي جثمان
  • وزعمت أن الله كلم عبده*** موسى فأسمعه ندا الرحمن
  • أفتسمع الآذان غير الحروف والصـ***ـوت الذي خصت به الأذنان
  • وكذا النداء فانه صوت باجمـ***ـاع النحاة وأهل كل لسان
  • لكنه صوت رفيع وهو ضد*** للنجاء كلاهما صوتان
  • فزعمت أن الله ناداه ونا***جاه وفي ذا الزعم محذوران
  • قرب المكان وبعده والصوت بل***نوعاه محذوران ممتنعان
  • وزعمت أن محمدا أسرى به*** ليلا اليه فهو منه دان
  • وزعمت أن محمدا يوم اللقا*** يدنيه رب العرش بالرضوان
  • حتى يرى المختار حقا قاعدا*** معه على العرش الرفيع الشان
  • وزعمت أن لعرشه أطا به*** كالرحل أطّ براكب عجلان
  • وزعمت أن الله أبدى بعضه*** للطور حتى عاد كالكثبان
  • لما تجلى يوم تكليم الرضى*** موسى الكليم مكلم الرحمن
  • وزعمت للمعبود وجها باقيا*** وله يمين بل زعمت يدان
  • وزعمت أن يديه للسبع العلى*** والأرض يوم الحشر قابضتان
  • وزعمت أن يمينه ملآى من الخيرات*** ما غاضت على الأزمان
  • وزعمت أن العدل في الأخرى بها*** رفع وخفض وهو بالميزان
  • وزعمت أن الخلق طرا˝ عنده*** يهتز فوق أصابع الرحمن
  • وزعمت أيضا أن قلب العبد ما*** بين اثنتين من أصابع عان
  • وزعمت أن الله يضحك عندما*** يتقابل الصفان يقتتلان
  • من عبده يأتي فيبدي نحره***لعدوه طلبا لنيل جنان
  • وكذاك يضحك عندما يثب الفتى*** من فرشه لتلاوة القرآن
  • وكذاك يضحك من قنوط عباده*** اذ أجدبوا والغيث منهم دان
  • وزعمت أن الله يرضى عن أولى*** الحسنى ويغضب من اولى العصيان
  • وزعمت أن الله يسمع صوته*** يوم المعاد بعيدهم والداني
  • لما يناديهم أنا الديان لا*** ظلم لدي فيسمع الثقلان
  • وزعمت أن الله يشرق نوره*** في الأرض يوم الفصل والميزان
  • وزعمت أن الله يكشف ساقه*** فيخر ذاك الجمع للأذقان
  • وزعمت أن الله يبسط كفه*** لمسيئنا ليتوب من عصان
  • وزعمت أن يمينه تطوى السما*** طي السجل على كتاب بيان
  • وزعمت أن الله ينزل في الدجى*** في ثلث ليل آخر أو ثان
  • فيقول هل من سائل فأجيبه*** فأنا القريب أجيب من ناداني
  • وزعمت أن له نزولا ثانيا*** يوم القيامة للقضاء الثاني
  • وزعمت أن الله يبدو جهرة*** لعباده حتى يرى بعيان
  • بل يسمعون كلامه ويرونه*** فالمقلتان اليه ناظرتان
  • وزعمت ان لربنا قدما وأن*** الله واضعها على النيران
  • فهناك يدنو بعضها من بعضها*** وتقول قط قط حاجتي وكفاني
  • وزعمت أن الناس يوم مزيدهم*** كل يحاضر ربه ويداني
  • بالحاء مع ضاد وجامع صادها*** وجهان في ذا اللفظ محفوظان
  • في الترمذي ومسند وسواهما*** من كتب تجسيم بلا كتمان
  • ووصفته بصفات حي فاعل*** بالاختيار وذانك الأصلان
  • أصل التفرق بين هذا الخلق فـ***ـي الباري فكن في النفي غير جبان
  • أو لا فلا تلعب يدينك ناقضا*** أو ثالث متناقض صنفان
  • فالناس بين معطل أو مثبت*** نفيا باثبات بلا فرقان
  • والله لست برابع لهم بلى*** اما حمارا أو من الثيران
  • فاسمع بانكار الجميع ولا تكن*** متناقضا رجلا له وجهان
  • أو لا ففرق بين ما أثبته*** ونفيته بالنص والبرهان
  • فالباب باب واحد في النفي*** والاثبات في عقل وفي ميزان
  • فمتى أقر ببعض ذلك مثبت*** لزم الجميع أو ائت بالفرقان
  • ومتى نفى شيئا وأثبت مثله*** فمجسم متناقض ديصان
  • فذروا المراء وصرحوا بمذاهب*** القدماء وانسلخوا من الايمان
  • أو قاتلوا مع أمة التجسيم والتشـ***ـبيه تحت لواء ذي القرآن
  • أو لا فلا تتلاعبوا بعقولكم*** وكتابكم وبسائر الأديان
  • فجميعها قد صرحت بصفاته*** وكلامه وعلوه ببيان
  • والناس بين مصدق أو جاحد*** أو بين ذلك أو شبيه أتان
  • فأصنع من التنزيه ترسا محكما*** وانف الجميع بصنعة وبيان
  • وكذاك لقب مذهب الاثبات*** بالتجسيم ثم احمل على الاقران
  • فمتى سمحت لهم بوصف واحد*** حملوا عليك بحملة الفرسان
  • فصرعت صرعة من غدا متلطيا*** وسط العرين ممزق اللحمان
  • فلذاك أنكرنا الجميع مخافة*** التجسيم ان صرنا الى القرآن
  • ولذا خلعنا ربقة الأديان من*** أعناقنا في سالف الأزمان
  • ولنا ملوك قاوموا الرسل الالى***جاءوا باثبات الصفات كمان
  • في آل فرعون وهامان وقا***رون ونمرود وجنكيز خان
  • ولنا الأئمة كالفلاسفة الألى*** لم يعبأوا أصلا بذي الأديان
  • منهم أرسطو ثم شيعته الى*** هذا الأوان وعند كل أوان
  • ما فيهم من قال ان الله فو***ف العرش خارج هذه الأكوان
  • كلا ولا قالوا بأن الهنا*** متكلم بالوحي والقرآن
  • ولأجل هذا رد فرعون على*** موسى ولم يقدر على الايمان
  • اذ قال موسى ربنا متكلم*** فوق السماء وأنه متداني
  • وكذا ابن سينا لم يكن منكم ولا*** أتباعه بل صانعوا بدهان
  • وكذلك الطوسي لما أن غدا*** ذا قدرة لم يخش من سلطان
  • قتل الخليفة والقضاة وحاملي الـ*** قرآن والفقهاء في البلدان
  • اذ هم مشبهة مجسمة وما*** دانوا بدين أكبار اليونان
  • ولنا الملاحدة الفحول أئمة التـ*** ـعطيل والتسكين آل سنان
  • ولنا تصانيف بها غالبتم*** مثل الشفا ورسائل الاخوان
  • وكذا الاشارات التي هي عندكم*** قد ضمنت لقواطع البرهان
  • قد صرحت بالضد مما جاء في التـ***وراة والانجيل والفرقان
  • هي عندكم مثل النصوص وفوقها*** في حجة قطيعة وبيان
  • واذا تحاكمنا فإن اليهم*** يقع التحاكم لا الى القرآن
  • اذ قد تساعدنا بأن نصوصه*** لفظية عزلت عن الايقان
  • فلذاك حكمنا عليه وأنتم*** قول المعلم أولا والثاني
  • يا ويح جهم وابن درهم والألى*** قالوا بقولها من الخوران
  • بقيت من التشبه فيه بقية*** نقضت قواعده من الأركان
  • بنفي الصفات مخافة التجسيم لا*** يلوي على خبر ولا قرآن
  • ويقول أن الله يسمع أو يرى*** وكذلك يعلم سر كل جنان
  • ويقول أن الله قد شاء الذي*** هو كائن من هذه الأكوان
  • ويقول أن الفعل مقدور له*** والكون ينسبه الى الحدثان
  • وينفيه التجسيم يصرح في الورى*** والله ما هذان متفقان
  • لكننا قلنا محال كل ذا*** حذرا من التجسيم والامكان
  • فصل
  • وأتى فريق ثم قال ألا اسمعوا***قد جئتكم من مطلع الايمان
  • من أرض طيبة من مهاجر أحمد*** بالحق والبرهان والتبيان
  • سافرت في طلب الاله فدلني ال*** هادي عليه ومحكم القرآن
  • مع فطرة الرحمن جل جلاله*** وصريح عقلي فاعقلي ببيان
  • فتوافق الوحي الصريح وفطرة الـ***ـرحمن والمعقول في أيماني
  • شهدوا بأن الله جل جلاله*** متفرد بالملك والسلطان
  • وهو الاله الحلق لا معبود الا*** وجه الأعلى العظيم الشان
  • بل كل معبود سواه فباطل*** من عرشه حتى الحضيض الداني
  • وعبادة الرحمن غاية حبه*** مع ذل عابده هما قطبان
  • وعليهما فلك العبادة دائر***ما دار حتى قامت القطبان
  • ومداره بالأمر أمر رسوله*** لا بالهوى والنفس والشيطان
  • فقيام دين الله بالاخلاص والا***حسان انهما له أصلان
  • لم ينج من غضب الاله وناره *** الا الذي قامت به الأصلان
  • والناس بعد فمشرك بالهه***أو ذو ابتداع أو له الوصفان
  • والله لا يرضى بكثرة فعلنا*** لكن بأحسنه مع الايمان
  • فالعارفون مرادهم إحسانه*** والجاهلون عموا عن الاحسان
  • وكذا قد شهدوا بأن الله ذو*** سمع وذو بصر هما صفتان
  • وهو العلي يرى ويسمع خلقه*** من فوق عرش فوق ست ثمان
  • فيرى دبيب النمل في غسق الدجى*** ويرى كذلك تقلب الأجفان
  • وضجيج أصوات العباد بسمعه*** ولديه لا يتشابه الصوتان
  • وهو العليم بما يوسوس عبده*** في نفسه من غير نطق لسان
  • بل يستوي في علمه الداني مع الـ*** قاصي وذو الأسرار والاعلان
  • وهو العليم بما يكون غدا وما*** قد كان والمعلوم في ذا الآن
  • وبكل شيء لم يكن لو كان كيـ***ـف يكون موجودا لدى الأعيان
  • وهو القدير فكل شيء فهو مقـ*** دور له طوعا بلا عصيان
  • وعموم قدرته تدل بأنه *** هو خالق الأفعال للحيوان
  • هي خلقه حقا وأفعال لهم*** حقا ولا يتناقض الأمران
  • لكن أهل الجبر والتكذيب با***لاقدار ما انفتحت لهم عينان
  • نظروا بعيني أعور اذ فاتهم*** نظر البصير وغرات العينان
  • فحقيقة القدر الذي حار الورى*** في شأنه هو قدرة الرحمن
  • وأستحسن بن عقيل ذا من أحمد*** لما حكاه عن الرضا الرباني
  • قال الامام شفا القلوب بلفظه*** ذات اختصار وهي ذات بيان
  • فصل
  • وله الحياة كمالها فلأجل ذا***ما للمات عليه من سلطان
  • وكذلك القيّوم من أوصافه*** ما للمنام لديه من غشيان
  • وكذاك أوصاف الكمال جميعها*** ثبتت له ومدارها الوصفان
  • فمصحح الأوصاف والأفعال والأ***سماء حقا ذانك الوصفان
  • ولأجل ذا جاء الحديث بأنه*** في آية الكرسي وذي عمران
  • اسم الاله الأعظم اشتملا على اسـ***ـم الحي والقيوم مقترنان
  • فالكل مرجعها الى الاسمين يد**ري ذاك ذو بصر بهذا الشان
  • وله الارادة والكراهة والرضا*** وله المحبة وهو ذو الاحسان
  • وله الكمال المطلق العاري عن التـ***ـشبيه والتمثيل بالانسان
  • وكمال من أعطى الكمال لنفسه*** أولى وأقدم وهو أعظم شان
  • أيكون قد أعطى الكمال لنفسه*** أولى وأقدم أذاك ذو امكان
  • أيكون انسان سميعا مبصرا*** متكلما بمشيئة وبيان
  • وله الحياة وقدرة وإرادة*** والعلم بالكلي والأعيان
  • والله قد أعطاه ذاك ليس هـ***ـذا وصفه فاعجب من البهتان
  • والله ربي لم يزل متكلما*** وكلامه المسموع بالآذان
  • صدق وعدلا أحكمت كلماته*** طلبا واخبار بلا نقصان
  • ورسوله قد عاذ بالكلمات من*** لدغ ومن عين ومن شيطان
  • ايعاذ بالمخلوق حاشاه من الـ*** اشراك وهو معلم الايمان
  • بل عاذ بالكلمات وهي صفاته*** سبحانه ليست من الأكوان
  • وكذلك القرآن عين كلامه المـ***ـسموع منه حقيقة ببيان
  • هو قول ربي كله لا بعضه*** لفظا ومعنى ما هما خلقان
  • تنزيل رب العالمين وقوله*** اللفظ والمعنى بلا روغان
  • لكن أصوات العباد وفعلهم*** كمدادهم والرق مخلوقان
  • فالصوت للقاري ولكن الكلا***م كلام رب العرش ذي الاحسان
  • هذا اذا ما كان ثم وساطة*** كقراءة المخلوق للقرآن
  • فإذا انتفت تلك الوساطة مثل ما*** قد كلم المولود من عمران
  • فهنالك المخلوق نفس السمع لا*** شيء من المسموع فافهم ذان
  • هذا مقالة أحمد ومحمد*** وخصومهم من بعد طائفتان
  • احداهما زعمت بأن كلامه*** خلق له ألفاظ ومعاني
  • والآخرون أبوا وقالوا شطره*** خلق وشطر قام بالرحمن
  • زعموا القرآن عبارة وحكاية*** قلنا كما زعموه قرآنان
  • هذا الذي نتلوه مخلوق كما*** قال الوليد وبعده الفئتان
  • والآخر المعنى القديم فقائم*** بالنفس لم يسمع من الديان
  • والأمر عين النهي واستفهامه*** هو عين اخبار وذو حدان
  • وهو الزبور وعين توراة وانـ***ـجيل وعين الذكر والفرقان
  • الكل شيء واحد في نفسه*** لا يقبل البعيض في الأذهان
  • ما ان له كل ولا بعض ولا*** حرف ولا عربي ولا عبراني
  • ودليلهم في ذاك بيت قاله*** فما يقال الأخطل النصراني
  • يا قوم قد غلط النصارى قبل في*** معنى الكلام وما اهتدوا لبيان
  • ولأجل ذا جعلوا المسيح الههم*** اذ قيل كلمة خالق رحمن
  • ولأجل ذا جعلوه ناسوتا ولا*** هوتا قديما بعد متحدان
  • ونظير هذا من يقول كلامه*** معنى قديم غير ذي حدثان
  • والشطر مخلوق وتلك حروفه*** ناسوته لكن هما غيران
  • فانظر الى ذاك الاتفاق فانه*** عجب وطالع سنة الرحمن
  • وتكايست أخرى وقالت ان ذا*** قول محال وهو خمس معان
  • وتلك التي ذكرت ومعنى جامع*** لجميعها كالأس للبنيان
  • فيكون أنواعا وعند نظيرهم*** أوصافه وهما فمتفقان
  • أن الذي جاء الرسول به لمخـ***ـلوق ولم يسمع من الديان
  • والخلف بينهم فقيل محمد*** أنشاه تعبيرا عن القرآن
  • والاخرون أبو وقالوا انما*** جبريل أنشاه عن المنان
  • وتكايست أخرى وقالت أنه*** نقل من اللوح الرفيع الشأن
  • فاللوح مبدؤه ورب اللوح قد*** أنشأه خلقا فيه ذا حدثان
  • هذا مقالات لهم فانظر ترى*** في كتبهم يا من له عينان
  • لكن أهل الحق قالوا انما*** جبريل بلغه عن الرحمن
  • القاه مسموعا له من ربه*** للصادق المصدوق بالبرهان
  • فصل
  • في مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن
  • واذا أردت
  • مجامع الطرق التي*** فيها افتراق الناس في القرآن
  • فمدارها أصلان قام عليهما*** هذا الخلاف هما له ركنان
  • هل قوله بمشيئة أم لا وهل*** في ذاته أم خارج هذان
  • أصل اختلاف جميع أهل الأرض في*** القرآن فاطلب مقتضى البرهان
  • ثم الالى قالووا بغير مشيئة*** وارادة منه فطائفتان
  • احداهما جعلته معنى قائما*** بالنفس أو قالوا بخمس معان
  • والله أحدث هذه الألفاظ كي*** تبديه معقولا الى الأذهان
  • وكذاك قالوا أنها ليست هي الـ*** ـقرآن بل دلت على القرآن
  • ولربما سمي بها القرآن تسـ***ـمية المجاز وذاك وضع ثان
  • وكذلك اختلفوا فقيل حكاية*** عنه وقيل عبارة لبيان
  • اذ كان ما يحكي كمحكي وهـ***ـذا اللفظ والمعنى فمختلفان
  • ولذا يقال حكى الحديث بعينه*** اذ كان أوله نظير الثاني
  • فلذاك قالوا لا نقول حكاية*** ونقول ذاك عبارة الفرقان
  • والآخرون يرون هذا البحث لفـ***ـظيا وما فيه كبير معان
  • فصل
  • في مذهب الاقترانية
  • والفرقة الأخرى فقالت انه*** لفظا ومعنى ليس ينفصلان
  • واللفظ كالمعنى قديم قائم*** بالنفس ليس بقابل الحدثان
  • فالسين عند الباء لا مسبوقة*** لكن هما حرفان مقترنان
  • والقائلون بهذا يقولون انما*** ترتيبها بالسمع والآذان
  • ولها اقتران ثابت لذواتها*** فأعجب لذا التخليط والهذيان
  • لكن زاغونيهم قد قال ان*** ذواتها ووجودها غيران
  • فترتبت بوجودها لا ذاتها*** يا للعقول وزيغة الأذهان
  • ليس الوجود سوى حقيقتها لذي الـ***أذهان بل في هذه الأعيان
  • لكن اذا أخذ الحقيقة خارجا*** ووجودها ذهنا فمختلفان
  • والعكس أيضا مثل ذا فإذا هما*** اتحدا اعتبارا لم يكن شيئان
  • وبذا يزول جميع أشكالاتهم*** في ذاته ووجوده الرحمن
  • فصل
  • في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والارادة
  • والقائلون بأنه بمشيئته وارادة أيضا فهم صنفان
  • احداهما جعلته خارج ذاته*** كمشيئة للخلق والأكوان
  • قالوا وصار كلامه باضافة الـ*** تشريف مثل البيت ذي الأركان
  • ما قال عندهم ولا هو قائل*** والقول لم يسمع من الديان
  • فالقول مفعول لديهم قائم*** بالغير كالأعراض والأكوان
  • هذي مقالة كل جهمي وهم*** فيها الشيوخ معلم الصبيان
  • لكن أهل الاعتزال قديمهم*** لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني
  • وهم الالى اعتزلوا عن الحسن الر***ضي البصري ذاك العالم الرباني
  • وكذاك أتباع على مناهجهم*** من قبل جهم صاحب الحدثان
  • لكنما متأخروهم بعد ذا***لك وافقوا جهما على الكفران
  • فهم بذا جهمية أهل اعتزا***ل ثوبهم أضحى له علمان
  • ولقد تقلد كفرهم خمسون في*** عشر من العلماء في البلدان
  • واللالكائي الامام حكاه عنـ***ـهم بل حكاه قبله الطبراني
  • فصل
  • في مذهب الكرامية
  • والقائلون بأنه بمشيئة*** في ذاته أيضا فهم نوعان
  • إحداهما جعلته مبدوءا به*** نوعا حذار تسلسل الأعيان
  • فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** اثبات خالق هذه الأكوان
  • فلذاك قالوا أنه ذو أول*** ما للفناء عليه من سلطان
  • وكلامه كفعاله وكلاهما*** ذو مبدأ بل ليس ينتهيان
  • قالوا ولم ينصف خصوم جعجعوا*** وأتوا بتشنيع بلا برهان
  • قلنا كما قالوه في أفعاله*** بل بيننا بون من الفرقان
  • بل نحن أسعد منهم بالحق اذ*** قلنا هما بالله قائمتان
  • وهم فقالوا لم يقم بالله لا*** فعل ولا قول فتعطيلان
  • لفعاله ومقاله شرا وأبـ***طل من حلول حوادث ببيان
  • تعطيله عن فعله وكلامه*** شر من التشنيع بالهذيان
  • هذي مقالات ابن كرام وما*** ردوا عليه قط بالبرهان
  • أني وما قد قال أقرب منهم*** للعقل والآثار والقرآن
  • لكنهم جاءوا له بجعاجع*** وفراقع وقعاقع بشمان
  • فصل
  • في ذكر مذهب أهل الحديث
  • والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ومحمد وأئمة الايمان
  • قالوا بأن الله حقا لم يزل*** متكلما بمشيئة وبيان
  • ان الكلام هو الكمال فكيف يخـ*** لو عنه في أزل بلا أمكان
  • ويصير فيما لم يزل متكلما*** ماذا اقتضاه له من الامكان
  • وتعاقب الكلمات أمر ثابت*** للذات مثل تعاقب الأزمان
  • والله رب العرش قال حقيقة*** حم مع طه بغير قران
  • بل أحرف مترتبات مثل ما*** قد رتبت في مسمع الانسان
  • وقتان في وقت محال هكذا*** حرفان أيضا يوجدا في آن
  • من واحد متكلم بل يوجدا*** بالرسم أو يتكلم الرجلان
  • هذا هو المعقول أما اقترا***ن فليس معقولا لذي الأذهان
  • وكذا كلام من سوى متكلم*** أيضا محال ليس في أمكان
  • الا من قام الكلام به فذا*** ط كلامه المعقول في الأذهان
  • أيكون حيا سامعا أو مبصرا*** من غير سمع وغير عيان
  • والسمع والأبصار قام بغيره*** هذا المحال وواضح البهتان
  • وكذا مريد والارادة لم تكن*** وصفا له هذا من الهذيان
  • وكذا قدير ماله من قدره*** قامت به من أوضح البطلان
  • والله جل جلاله متكلم*** بالنقل والمعقول والبرهان
  • قد أجمعت رسل الاله عليه لم*** ينكره من اتباعهم رجلان
  • فكلامه حقا يقوم به والا*** لم يكن متكلما بقرآن
  • والله قال وقائل وكذا يقول*** الحق ليس كلامه بالفاني
  • ويكلم الثقلين يوم معادهم*** حقا فيسمع قوله الثقلان
  • وكذا يكلم حزبه في جنة الحيـ***ـيوان بالتسليم والرضوان
  • وكذا يكلم رسله يوم اللقا*** حقا فيسألهم عن التبيان
  • ويراجع التكليم جل جلاله*** وقت الجدال له من الانسان
  • ويكلم الكفار في العرصات تو***بيخا وتقريعا بلا غفران
  • ويكلم الكفار أيضا وفي الجحـ***ـيم أن اخسئوا فيها بكل هوان
  • والله قد نادى الكليم وقبله*** سمع الندا في الجنة الأبوان
  • وأتى النداء في تسع آيات له*** وصفا فراجعهما من القرآن
  • وكذا يكلم جبريل بأمره*** حتى ينفذه بكل مكان
  • واذكر حديثا في صحيح محمد*** ذاك البخاري العظيم الشان
  • فيه نداء الله يوم معادنا*** بالصوت يبلغ قاصيا والداني
  • هب أن هذا اللفظ ليس بثابت*** بل ذكره مع حذفه سيان
  • ورواه عندكم البخاري المجسـ***ـم بل رواه مجسم فوقاني
  • أيصح في عقل وفي نقل ندا***ء ليس مسموعا لنا بأذان
  • أم أجمع العلماء والعقلاء من*** أهل اللسان وأهل كل لسان
  • أن الندا الصوت الرفيع وضده*** فهو النجاء كلاهما صوتان
  • والله موصوف بذاك حقيقة*** هذا الحديث ومحكم القرآن
  • واذكر حديثا لابن مسعود صر***يحا أنه ذو أحرف ببيان
  • الحرف منه في الجزا عشر من الـ*** ـحسنات ما فيهن من نقصان
  • وانظر الى السور التي افتتحت بأحـ***ـرفها ترى سرا عظيم الشان
  • لم يأت قط بسورة الا أتى*** في أثرها خبر عن القرآن
  • اذ كان أخبار به عنها وفي*** هذا الشفاء لطالب الايمان
  • ويدل أن كلامه هو نفسها*** لا غيرها والحق ذو تبيان
  • فانظر الى مبدأ الكتاب وبعدها الا*** عراف ثم كذا الى لقمان
  • مع تلوها أيضا ومع حم مع*** يس وافهم مقتضى القرآن
  • فصل
  • في الزامهم القول بنفي الرسالة اذا انتفت صفة الكلام
  • والله عز وجل موص آمر*** ناه منيب مرسل لبيان
  • ومخاطب ومحاسب ومنبيء *** ومحدث ومخبر بالشان
  • ومكلم متكلم بل قائل*** ومحذر ومبشر بأمان
  • هاد يقول الحق يرشد خلقه*** بكلامه للحق والايمان
  • فإذا انتفت صفة الكلام فكل*** هذا منتف متحقق البطلان
  • واذا انتفت صفة الكلام كذلك الـ***ارسال منفي بلا فرقان
  • فرسالة المبعوث تبليغ كلا***م المرسل الداعي بلا نقصان
  • وحقيقة الارسال نفس خطابه*** للمرسلين وانه نوعان
  • نوع بغير وساطة ككلامه*** موسى وجبريل القريب الداني
  • منه واليه من وراء حجابه*** اذ لا تراه ها هنا العينان
  • والآخر التكليم منه بالوسا**طة وهو أيضا عنده ضربان
  • وحي وارسال اليه وذاك في الشـ***ـورى أتى في أحسن التبيان
  • فصل
  • في الزامهم التشبيه للرب بالجماد الناقص
  • اذا انتفت صفة الكلام
  • واذا انتفت صفة الكلام فضدها*** خرس وذلك غاية النقصان
  • فلئن زعمتم أن ذلك في الذي*** هو قابل من أمة الحيوان
  • والرب ليس بقابل صفة الكلا***م فنفيها ما فيه من نقصان
  • فيقال سلب كلامه وقبوله*** صفة الكلام أتم للنقصان
  • اذ أخرس الانسان أكمل حالة*** من ذا الجماد بأوضح البرهان
  • فجحدت أوصاف الكمال مخافة التشـ***ـبيه والتجسيم بالانسان
  • ووقعت في تشبيهه بالناقصات*** الجامدات وذا من الخذلان
  • الله أكبر هتكت أستاركم*** حتى غدوتم ضحكة الصبيان
  • فصل
  • في الزامهم بالقول بأن كلام الخلق،
  • حقه وباطله، عين كلام الله سبحانه
  • أوليس قد قام الدليل بأن أفعـ***ـال العباد خلقة الرحمن
  • من ألف وجه أو قريب الألف يحصيـ***ـها الذي يعني بهذا الشان
  • فيكون كل كلام هذا الخلق*** عين كلامه سبحانه ذي السلطان
  • اذ كان منسوبا اليه كلامه*** خلقا كبيت الله ذي الأركان
  • هذا ولازم قولكم قد قاله*** ذو الاتحاد مصرحا ببيان
  • حذر التناقض اذ تناقضتم ولكـ***ـن طرده في غاية الكفران
  • فلئن زعمتم أن تخصيص القرآ***ن كبيته وكلاهما خلقان
  • فيقال ذا التخصيص لا ينفي العمو***م كرب ذي الأكوان
  • ويقال رب العرش أيضا هكذا*** تخصيصه لاضافة القرآن
  • لا يمنع التعميم في الباقي وذا*** في غاية الايضاح والتبيان
  • فصل
  • في التفريق بين الخلق والأمر
  • ولقد أتى الفرقان بين الخلق وال***أمر الصريح وذاك في الفرقان
  • وكلاهما عند المنازع واحد*** والكل خلق ما هنا شيئان
  • والعطف عندهم كعطف الفرد من*** نوع عليه وذاك في القرآن
  • فيقال هذا ذو امتناع ظاهر*** فيآية التفريق ذو تبيان
  • فالله بعد الخلق أخبر أنها*** قد سخرت بالأمر للجريان
  • وأبان عن تسخيرها سبحانه*** بالأمر بعد الخلق بالتبيان
  • والأمر اما مصدر أو كان مفعـ***ـولا هما في ذاك مستويان
  • مأموره هو قابل للأمر*** كالمصنوع قابل صنعة الرحمن
  • فإذا انتفى الأمر انتفى المأمور*** كالمخلوق ينفى لانتفا الحدثان
  • وانظر الى نظم السياق تجد به*** سرا عجيبا واضح البرهان
  • ذكر الخصوص وبعده متقدما*** والوصف والتعميم في ذا الثاني
  • فأتى بنوعي خلقه وبأمره*** فعلا ووصفا موجزا ببيان
  • فتدبر القرآن ان رمت الهدى*** فالعام تحت تدبر القرآن
  • فصل
  • في التفريق بين ما يضاف الى الرب تعالى
  • من الأوصاف والأعيان
  • والله أخبر في الكتاب بأنه*** منه ومجرور، ( من ) نوعان
  • عين ووصف قائم بالعين فا***لاعيان خلق الخالق الرحمن
  • والوصف بالمجرور قام لأنه*** أولى به في عرف كل لسان
  • ونظير ذا أيضا سواء ما يضا***ف اليه من صفة ومن أعيان
  • فاضافة الأوصاف ثابتة لمن*** قامت به كادراة الرحمن
  • واضافة الأعيان ثابتة له*** ملكا وخلقا ما هما سيان
  • فانظر الى بيت الاله وعلمه*** لما أضيفا كيف يفترقان
  • وكلامه كحياته وكعلمه***في ذي الاضافة اذ هما وصفان
  • لكن ناقته وبيت إلهنا*** فكعبده أيضا هما ذاتان
  • فانظر الى الجهمي لما فاته الـ***ـحق المبين وواضح البرهان
  • كان الجميع لديه بابا واحدا*** والصبح لاح لمن له عينان
  • وأتى ابن حزم بعد ذلك فقال ما*** للناس قرآن لا اثنان
  • بل أربع كل يسمى بالقرآ***ن وذاك قول بين البطلان
  • هذا الذي يتلى وآخر ثابت*** في الرسم يدعى بالمصحف العثماني
  • والثالث محفوظ بين صدورنا*** هذي الثلاثة خليقة الرحمن
  • والرابع المعنى القديم كعلمه*** كل يعبر عنه بالقرآن
  • وأظنه قد رام شيئا لم يجد*** عنه عبارة في ناطق ببيان
  • أن المعين ذو مراتب أربع*** عقلت فلا تخفى على انسان
  • في العين ثم الذهن ثم اللفظ*** ثم الرسم حين تخطه ببنان
  • وعلى الجميع الاسم يطلق لكن*** الأولى به الموجود في الأعيان
  • بخلاف قول ابن الخطيب فإنه*** قد قال أن الوضع للأذهان
  • فالشيء واحد لا أربع*** فدهي ابن حزم قلة الفرقان
  • والله أخبر أنه سبحانه*** متكلم بالوحي والفرقان
  • وكذاك أخبرنا بأن كتابه*** بصدور أهل العلم والايمان
  • وكذاك أخبر أنه المكتوب في*** صحف مطهرة من الرحمن
  • وكذاك أخبر أنه المتلو والمقـ***روء عند تلاوة الانسان
  • والكل شيء واحد لا أنه*** هو أربع وثلاثة واثنان
  • وتلاوة القرآن أفعال لنا*** وكذا الكتابة فهي خط بنان
  • لكنما المتلو والمكتوب والـ***ـمحفوظ قول الواحد الرحمن
  • والعبد يقرؤه بصوت طيب*** وبضده فهما له*** صوتان
  • وكذاك يكتبه بخط جيد*** وبضده فهما له خطان
  • أصواتنا ومدادنا وأدائنا*** والرق ثم كتابة القرآن
  • ولقد أتى في نظمه من قال قو***ل الحق والانصاف غير جبان
  • أن الذي هو في المصاحف مثبت*** بأنامل الأشياخ والشبان
  • هو قول ربي آية وحروفه*** ومدادنا والرق مخلوقان
  • فشفى وفرق بين متلو ومصنـ***ـوع وذاك حقيقة العرفان
  • الكل مخلوق وليس كلامه*** المتلو مخلوقا هنا شيئان
  • فعليك بالتفصيل والتمييز فالا***طلاق والاجمال دون بيان
  • قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ***ـأذهان والآراء كل زمان
  • وتلاوة القرآن في تعريفها*** باللام قد يعني بها شيئان
  • يعني به المتلو فهو كلامه*** هو غير مخلوق كذي الأكوان
  • ويراد أفعال العباد كصوتهم*** وأدائهم وكلاهما خلقان
  • هذا الذي نصت عليه أئمة الـ***ـاسلام أهل العلم والعرفان
  • وهو الذي قصد البخاري الرضي*** لكن تقاصر قاصر الأذهان
  • عن فهمه كتقاصر الأفهام عن*** قول الامام الأعظم الشيباني
  • في اللفظ لما أن نفى الضدين*** عنه واهتدى للنفي ذو عرفان
  • فاللفظ يصلح مصدرا هو فعلنا*** كتلفظ بتلاوة القرآن
  • وكذاك يصلح نفس ملفوظ به***وهو القرآن فذاك محتملان
  • فلذاك أنكر أحمد الأطلاق في*** نفي وأثبات بلا فرقان
  • فصل
  • في كلام الفلاسفة والقرامطة
  • في كلام الرب جل جلاله
  • وأتى ابن سينا القرمطي مصانعا*** للمسلمين بافك ذي بهتان
  • فرآه فيضا فاض من عقل هو الـ*** ـفعال علة هذه الأكوان
  • حتى نلقاه زكي فاضل*** حسن التخيل جيد التبيان
  • فأتى به للعالمين خطابة*** ومواعظا عريت عن البرهان
  • ما صرحت أخباره بالحق بل*** رمزت اليه اشارة لمعان
  • وخطاب هذا الخلق والجمهور بالحـ***ـق الصريح فغير ذي امكان
  • لا يقبلون حقائق المعقول الا*** في مثال الحس والأعيان
  • ومشارب العقلاء لا يردونها*** الا اذا وضعت لهم بأوان
  • من جنس ما ألفت طباعهم من الـ***ـمحسوس في ذا العالم الجثمان
  • فأتوا بتشبيه وتمثيل وتجـ***ـسيم وتخييل الى الأذهان
  • ولذاك يحرم عندهم تأويله*** لكنه حل لذي العرقان
  • فإذا تأولناه كان جناية*** منا وخرق سياج ذا البستان
  • لكن حقيقة قولهم ان قد اتوا*** بالكذب عند مصالح الانسان
  • والفيلسوف وذا الرسول لديهم*** متفاوتان وما هما عدلان
  • أما الرسول ففيلسوف عوامهم***والفيلسوف نبي ذي البرهان
  • والحق عندهم ففيما قاله*** اتباع صاحب منطق اليونان
  • ومضى على هذه المقالة أمة*** خلف ابن سينا فاغتذوا بلبان
  • منهم نصير الكفرة في أصحابه*** الناصرين لملة الشيطان
  • فأسأل بهم ذا خبرة تلقاهم*** أعداء كل موحد رباني
  • وأسأل بهم ذا خبرة تلقاهم*** أعداء رسل الله والقرآن
  • صوفيهم عبد الوجود المطلق*** المعدوم عند العقل في الأعيان
  • أو ملحد بالاتحاد يدين لا بالتوحيـ***ـد منسلخ من الأديان
  • معبوده موطوءه فيه يرى*** وصف الجمال ومظهر الاحسان
  • الله أكبر كم على المذهب الـ***ـملعون بين الناس من شيخان
  • يبقون منهم دعوة ويقبلو***ن أياديا منهم رجا الغفران
  • ولو أنهم عرفوا حقيقة أمرهم*** رجموهم لا شك بالصوان
  • فابذر لهم أن كنت تبغي كشفهم***وافرش لهم كفان من الأتبان
  • وأظهر بمظهر قابل منهم ولا*** تظهر بمظهر صاحب النكران
  • وانظر الى أنهار كفرت فجرت*** وتهم لولا السيف بالجريان
  • فصل
  • في مقالات طوائف الاتحادية في كلام الرب جل جلاله
  • وأتت طوائف الاتحاد بملة*** طمت على ما قال كل لسان
  • قالوا كلام الله كل كلام هذا الـ***ـخلق من جن ومن انسان
  • نظما ونثرا زوره وصحيحه*** صدقا وكذبا واضح البطلان
  • فالسب والشتم القبيح وقذفهم*** للمحصنات وكل نوع اغان
  • والنوح والتعزيم والسحر المبـ***ـين وسائر البهتان والهذيان
  • هو عين قول الله جل جلاله*** وكلامه حقا بلا نكران
  • هذا الذي أدى اليه أصلهم*** وعليه قام مكسح البنيان
  • اذ أصلهم أن الاله حقيقة*** عين الوجود وعين ذي الأكوان
  • فكلامهما وصفاتها هو قوله*** وصفاته ما ها هنا قولان
  • وكذاك قالوا أنه الموصوف بالضـ***ـدين من قبح ومن أحسان
  • وكذلك قد وصفوه أيضا بالكما***ل وضده من سائر النقصان
  • هذي مقالات الطوائف كلها*** حملت اليك رحصة الأثمان
  • وأظن لو فتشت كتب الناس ما*** ألفيتها أبدا بذا التبيان
  • زفت اليك فإن يكن لك ناظر*** أبصرت ذات الحسن والاحسان
  • فاعطف على الجهمية المغل الألي*** خرقوا سياج العقل والقرآن
  • شرد بهم من خلفهم واكسرهم*** بل ناد في ناديهم بأذان
  • أفسدتم المعقول والمنقول والـ***ـمسموع من لغة بكل لسان
  • أيصح وصف الشيء بالمشتق الـ***ـمسلوب معناه لذي الأذهان
  • أيصح صبار ولا صبر له*** ويصح شكار بلا شكران
  • ويصح علام ولا علم له*** ويصح غفار بلا غفران
  • ويقال هذا سامع أو مبصر*** والسمع والأبصار مفقودان
  • هذا محال في العقول وفي النقو***ل وفي اللغات وغير ذي امكان
  • فلئن زعمتم أنه متكلم*** لكن بقول قام بالانسان
  • أو غيره فيقال هذا باطل*** وعليكم في ذاك محذوران
  • نفي اشتقاق اللفظ للموجود معـ***ـناه به وثبوته للثاني
  • أعني الذي ما قام معناه به*** قلب الحقائق أقبح البهتان
  • ونظير ذا اخوان هذا مبصر*** وأخوه معدود من العميان
  • سميه الأعمى بصيرا اذ أخو***ه مبصر وبعكسه في الثاني
  • فلئن زعمتم أن ذلك ثابت*** في فعله كالخلق للأكوان
  • والفعل ليس بقائم بالهنا*** اذ لا يكون محل ذي حدثان
  • ويصح أن يشتق منه خالق*** فكذلك المتكلم الوحداني
  • هو فاعل لكلامه وكتابه*** ليس الكلام له بوصف معان
  • ومخالف المعقول والمنقول والـ***ـفطرات والمسموع للانسان
  • من قال أن كلامه سبحانه*** وصف قديم أحرف ومعان
  • والسين عند الباء ليست بعدها*** لكن هما حرفان مقترنان
  • أو قال أن كلامه سبحانه*** معنى قديم قام بالرحمن
  • ما أن له كل ولا بعض ولا أل***عربي حقيقته ولا العبراني
  • والأمر عين النهي وأستفهامه*** هو عين أخبار بلا فرقان
  • وكلامه كحياته ما ذاك مقـ***ـدور له بل لازم الرحمن
  • هذا الذي قد خالف المعقول والـ***ـمنقول والفطرات للانسان
  • أما الذي قد قال أن كلامه*** ذو أحرف قد رتبت ببيان
  • وكلامه بمشيئة وارادة*** كالفعل منه كلاهما سيان
  • فهو الذي قد قال قولا يعلم الـ*** ـعقلاء صحته بلا نكران
  • فلأي شيء كان ما قد قلتم*** أولى وأقرب منه للبرهان
  • ولأي شيء دائما كفرتم*** أصحاب هذا القول بالعدوان
  • فدعوا الدعاوى وابحثوا معنى*** بتحقيق وانصاف بلا عدوان
  • وارفوا بمذاهبكم وسدوا خرقها*** ان كان ذاك الرفو في الامكان
  • فاحكم هداك الله بينهم فقد*** ادلوا اليك بحجة وبيان
  • لا تنصرن سوى الحديث وأهله*** هم عسكر الايمان والقرآن
  • وتحيزن اليهم لا غيرهم*** لتكون منصورا لدى الرحمن
  • فتقول هذا القدر قد أعيا على*** أهل الكلام وقاده أصلان
  • أحديهما هل فعل مفعوله*** او غيره فهما لهم قولان
  • والقائلون بانه هو عينه*** فروا من الأوصاف بالحدثان
  • لكن حقيقة قولهم وصريحة*** تعطيل خالق هذه الأكوان
  • عن فعله اذ فعله مفعوله*** لكنه ما قام بالرحمن
  • فعلى الحقيقة ما له فعل اذ الـ*** ـمفعول منفصل عن الديان
  • والقائلون بأنه غير له*** متنازعون وهم فطائفتان
  • احداهما قالت قديم قائم*** بالذات وهو كقدرة المنان
  • سموه تكوينا قديما قاله*** اتباع شيخ العالم النعماني
  • وخصومهم لم ينصفوا في رده*** بل كابروهم ما اتوا ببيان
  • والآخرون لما رأوه أمرا حادثا*** بالذات قام وانهم نوعان
  • أحداهما جعلته مفتتحا به***حذر التسلسل ليس ذا امكان
  • هذا الذي قالته كرامية*** ففعاله وكلامه سيان
  • والآخرون أولو الحديث كأحمد*** ذاك ابن حنبل الرضي الشيباني
  • قد قال ان الله حقا لم يزل*** متكلما أن شاء ذو احسان
  • جعل الكلام صفات فعل قائم*** بالذات لم يفقد من الرحمن
  • وكذاك نص على دوام الفعل*** بالاحسان أيضا في مكان ثان
  • وكذا ابن عباس فراجع قوله*** لما أجاب مسائل القرآن
  • وكذاك جعفر الامام الصادق الـ*** ـمقبول عند الخلق ذو العرفان
  • قد قال لم يزل المهيمن محسنا***برا جوادا عند كل أوان
  • وكذا الامام الدارمي فانه*** قد قال ما فيه هدى الحيران
  • قال الحياة مع الفعال كلاهما*** متلازمان فليس يفترقان
  • صدق الامام فكل حي فهو فعال وذا في غاية التبيان
  • الا اذا ما كان ثم موانع***من آفة أو قاسر الحيوان
  • والرب ليس لفعله مانع*** ما شاء كان بقدرة الديان
  • ومشيئة الرحمن لازمة له***وكذاك قدرة ربنا الرحمن
  • هذا وقد فطر الاله عباده*** أن المهيمن دائم الاحسان
  • أو لست تسمع قول كل موحد*** يا دائم المعروف والسلطان
  • وقديم الاحسان الكثير ودائم ال*** جود العظيم وصاحب الغفران
  • من غير انكار عليهم فطرة*** فطروا عليها لا توصي ثان
  • أو ليس فعل الرب تابع وصفه*** وكماله أفذاك ذو حدثان
  • وكماله سبب الفعال وخلقه*** أفعالهم سبب الكمال الثاني
  • أو ما فعال الرب عين كماله*** أفذاك ممتنع عن المنان
  • أزلا الى أن صار فيما لم يزل*** متمكنا والفعل ذو امكان
  • تالله قد ضلت عقول القوم اذ*** قالوا بهذا القول ذي البطلان
  • ماذا الذي أضحى له متجددا*** حتى تمكن فانطقوا ببيان
  • والرب ليس معطلا عن فعله*** بل كل يوم ربنا في شان
  • والأمر والتكوين وصف كماله*** ما فقد ذا ووجوده سيان
  • وتخلف التأثير بعد اتمام مو***جبه محال ليس في الامكان
  • والله ربي لم يزل ذا قدرة*** ومشيئة ويليها وصفان
  • العلم مع وصف الحياة وهذه*** اوصاف ذات الخلق المنان
  • وبها تمام الفعل ليس بدونها*** فعل يتم بواضح البرهان
  • فلأي شيء قد تأخر فعله*** مع موجب قد تمّ بالأركان
  • ما كان ممتنعا عليه الفعل بل*** ما زال فعل الله ذا امكان
  • والله عاب المشركين بأنهم*** عبدوا الحجارة في رضا الشيطان
  • ونعى عليهم كونها لس بخا***لقة وليست ذات نطق وبيان
  • فأبان أن العقل والتكليم من*** أوثانهم لا شك فقودان
  • واذا هما فقدوا فما مسلوبها*** بأله حق هو ذو بطلان
  • والله فهو اله الحق دائما*** أفعنه ذا الوصفان مسلوبان
  • أزلا وليس لفقدها من غاية هذا المحال وأعظم البطلان
  • ان كان رب العرش حقا لم يزل*** أبدا اله الحق ذا سلطان
  • فكذاك أيضا لم يزل متكلما***بل فاعلا ما شاء ذا احسان
  • والله ما في العقل ما يقضي لذا*** بالرد والابطال والنكران
  • بل ليس في المعقول غير ثبوته*** للخالق الأزلي ذي الاحسان
  • هذا وما دون المهيمن حادث*** ليس القديم سواه في الأكوان
  • والله سابق كل شيء غيره*** سبحانه جل العظيم الشان
  • لسنا نقول كما يقول الملحد الـ***زنديق ضاحب منطق اليونان
  • بدوام هذا العام المشهود والـ***أرواح في أزل وليس بفان
  • هذا مقالات الملحدة الألى*** كفروا بخالق هذه الأكوان
  • وأتى ابن سينا بعد ذاك مصانعا*** للمسلمين فقال بالامكان
  • لكنه الأزلي ليس بمحدث*** ما كان معدوما ولا هو فان
  • وأتى بصلح بين طائفتين بينهما الحروب وما هما سلمان
  • أنى يكون المسلمين وشيعة الـ***يونان صلحا قط في الايمان
  • والسيف بين الأنبياء وبينهم*** والحرب بينهم فحرب عوان
  • وكذا أتى الطوسي بالحرب الصر***يح بصارم منه وسل لسان
  • وأتى الى الاسلام ليهدم أصله*** من أسه قواعد البنيان
  • عمر المدارس للفلاسفة الألى*** كفروا بدين الله والقرآن
  • وأتى الى أوقاف أهل الدين بنقلها اليهم فعل ذي أضغان
  • وأراد تحويل الاشارت التي*** هي لابن سينا موضع الفرقان
  • وأراد تحويل الشريعة بالنوا*** ميس التي كانت لذي اليونان
  • لكنه علم اللعين بأن ها***ذا ليس في المقدور والامكان
  • الا اذا قتل الخليفة والقضا***ة وسائر الفقهاء في البلدان
  • فسعى لذلك وساعد المقدور بالأمر الذي هو حكمة الرحمن
  • فأشار أن يضع التتار سيوفهم*** في عسكر الايمان والقرآن
  • لكنهم يبقون أهل مصانع الد*** نيا لأجل مصالح الأبدان
  • فغدا على سيف التتار الألف في*** مثل لها مضروبة بوزان
  • وكذا ثمان مئينهما في الفها***مضروبة بالعد والحسبان
  • حتى بكى الاسلام أعداه اليهود***كذا المجوس وعابد الصلبان
  • فشفى اللعين النفس من حزب الر***سول وعسكر الايمان والقرآن
  • وبوده لو كان في أحد وقد*** شهد الوقيعة مع أبي سفيان
  • لأقر أعينهم وأوفى نذره*** أو ان يرى متمزق اللحمان
  • وشواهد الأحداث ظاهرة على*** ذا العالم المخلوق بالبرهان
  • وأدلة التوحيد تشهد كلها*** بحدوث كل ما سوى الرحمن
  • أو كان غير الله جل جلاله*** معه قديما كان ربا ثان
  • اذ كان عن رب العلى مستغنيا*** فيكون حينئذ لنا ربان
  • والرب باستقلاله متوحد*** أفممكن أن يستقل اثنان
  • لو كان ذاك تنافيا وتساقطا*** فإذا هما عدمان ممتنعان
  • والقهر والتوحيد يشهد منهما*** كل لصاحبه هما عدلان
  • ولذك اقترنا جميعا في صفا***ت الله فانظر ذاك في القرآن
  • فالواحد القهار حقا ليس في الا*** مكان أن تحظى به ذاتان
  • فصل
  • في اعتراضهم على القول بدوام فاعلية الرب تعالى
  • وكلامه والانفصال عنه
  • فلئن زعمتم أن ذاك تسلسل*** قلنا صدقتم وهو ذو امكان
  • كتسلسل التأثير في مستقبل***هل بيت ذلك قط من فرقان
  • والله ما افترقا لذي عقل ولا*** نقل ولا نظر ولا برهان
  • في سلب امكان ولا في ضده*** هذي العقول ونحن ذو أذهان
  • فليأت بالفرقان من هو فاروق*** فرقا يبين لصالح الأذهان
  • وكذاك سوى الجهم بينهما كـ***ـذا العلاف في الانكار والبطلان
  • ولأجل ذا حكما بحكم باطل*** قطعا على الجنات والنيران
  • فالجهم أفنى الذات والعلاف*** للحركات افنى قاله الشوران
  • وأبو علي وابنه والأشعري*** وبعده ابن الطيب الرباني
  • وجميع أرباب الكلام الباطل ال***مذموم عند أئمة الايمان
  • فرقوا وقالوا ذاك فيما لم يزل*** حق وفي أزل بلا امكان
  • قالوا لأجل تناقض الأزلي وال***أحداث ما هذان يجتمعان
  • لكن دوام الفعل في مستقبل*** ما فيه محذور من النكران
  • فانظر الى التلبيس في ذا الفرق تر**ويجا على العوران والعميان
  • ما قال ذو عقل بأن الفرد ذو*** أزل لذي ذهن ولا أعيان
  • بل كل فرد فهو مسبوق بفرد***قلبه أبدا بلا حسبان
  • ونظير هذا كل فرد فهو ملحـ ***ـوق بفرد بعده حكمان
  • النوع والآحاد مسبوق وملحـ ***ـوق وكل فهو منها فان
  • والنوع لا يفنى أخيرا فهو لا*** يفنى كذلك أولا ببيان
  • وتعاقب الآنات أمر ثابت*** في الذهن وهو كذلك في الأعيان
  • فإذا أبيتم ذا وقلتم أول الـ*** ـآنات مفتتح بلا نكران
  • ما كان ذاك الآن مسبوقا يرى*** الا بسلب وجوده الحقاني
  • فيقال ما تعنون بالآنات هل*** تعنون مدة هذه الأزمان
  • من حين أحداث السموات العلى*** والأرض والأفلاك والقمران
  • ونظنكم تعنون ذاك ولم يكن*** من قبلها شيء من الأكوان
  • هل جاءكم في ذاك من أثر ومن *** نص ومن نظر ومن برهان
  • هذا الكتاب وهذه الآثار والمعـ***ـقول في الفطرات والأذهان
  • أنا نحاكمكم الى ما شئتمو*** منها فكل الحق في تبيان
  • أزليس خلق الكون في الأيام كا***ن وذاك مأخوذ من القرآن
  • أوليس ذلكم الزمان بمدة*** لحدوث شيء وهو عين زمان
  • فحقيقة الأزمان نسبة حادث*** لسواه تلك حقيقة الأزمان
  • واذكر حديث السبق للتقدير والتو***قيت قبل جميع ذي الأعيان
  • خمسين ألفا من سنين عدها المخـ***ـتار سابقة لذي الأكوان
  • هذا وعرش الرب فوق الماء من*** قبل السنين بمدة وزمان
  • والناس مختلفون في القلم الذي*** كتب القضاء به من الديان
  • هل كان قبل العرش أو هو بعده*** قولان عند ابي العلا الهمذاني
  • والحق أن العرش قبل لأنه*** قبل الكتابة كان ذا أركان
  • وكتابة القلم الشريف تعقبت*** ايجاده من غير فصل زمان
  • لما براه الله قال أكتب كذا*** فغدا بأمر الله ذا جريان
  • فجرى بما هو كائن أبدا الى*** يوم الميعاد بقدرة الرحمن
  • أفكان رب العرش جل جلاله*** من قبل ذا عجز وذا نقصان
  • أم لم يزل ذا قدرة والفعل مقـ***ـدور له أبدا وذو امكان
  • فلئن سئلت وقلت ما هذا الذي***اداهم لخلاف ذا التبيان
  • ولأي شيء لم يقولوا إنه*** سبحانه هو دائم الاحسان
  • فأعلم بأن القوم لما أسسوا*** أصل الكلام عموا عن القرآن
  • وعن الحديث ومقتضى المعقول بل*** عن فطرة الرحمن والبرهان
  • وبنوا قواعدهم عليه فقادهم*** قسرا الى التعطيل والبطلان
  • نفي القيام لكل أمر حادث*** بالرب خوف تسلسل الأعيان
  • فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** اثبات صانع هذه الأكوان
  • اذ أثبتوه يكون ذي الأجساد حا***دثة فلا تنفك عن حدثان
  • فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن*** لحدوثها اذ ذاك من برهان
  • فلأجل ذا قالوا التسلسل باطلا*** والجسم لا يخلو عن الحدثان
  • فيصح حينئذ حوث الجسم من*** هذا الدليل بواضح البرهان
  • هذي نهايات لاقدام الورى*** في ذا المقام الضيق الأعطان
  • فمن ذا الذي يأتي بفتح بين*** ينجي الورى من غمرة الحيران
  • فالله يجزيه الذي هو أهله*** من جنة المأوى مع الرضوان
  • فاسمع إذا وافهم فذاك معطل*** ومشبه وهداك ذو الغفران
  • هذا الدليل هو الذي أرداهم*** بل هد كل قواعد القرآن
  • وهو الدليل الباطل المردود عند أئمة التحقيق والعرفان
  • ما زال أمر الناس معتدلا الى*** أن دار في الأوراق والأذهان
  • وتمكنت أجزاؤه بقلوبهم*** فأتت لوزمه الى الايمان
  • وفعت قواعده وتحت اسه***فهوى البناء وخر الأركان
  • وجنوا على الاسلام كل جناية*** اذ سلطوا الأعداء بالعدوان
  • حملوا بأسلحة المحال فخانهم*** ذاك السلاح فما اشتفوا بطعان
  • وأتى العدو الى سلاحهم فق***تلهم به في غيبة الفرسان
  • يا محنة الاسلام والقرآن من*** جهل الصديق وبغي ذي طغيان
  • والله لولا الله ناصر دينه*** وكتابه بالحق والبرهان
  • لتخطفت أعداؤنا أرواحنا*** ولقطعت منا عرى الايمان
  • أيكون حقا ذا الدليل وما اهتدى***خير القرون له محال ذان
  • وفتقتم للحق اذ حرموه في*** أصل اليقين ومقعد العرفان
  • وهديتمونا للذي لم يهتدوا*** أبدا به وأشدة الحرمان
  • ودحلتم للحق من باب وما*** دخلوه واعجبا لذا الخذلان
  • وسلكتم طرق الهدى والعلم دو***ن تبيان عجبا لذا الهتان
  • وعرفتم الرحمن بالأجسام*** والاعراض والحركات والألوان
  • وهم فما عرفوه منها بل من*** الايات وهي فغير ذي برهان
  • الله أكبر أنتم أو هم على*** حق وفي غي وفي خسران
  • دع ذا أليس انه قد أبدى لنا*** حق الأدلة وهي في القرآن
  • متنوعات صرفت وتظاهرت*** في كل وجه فهي ذو أفنان
  • معلومة للعقل أو مشهودة*** للحس أو في فطرة الرحمن
  • أسمعتم لدليلكم في بعضها*** خبرا أو أحسستم له ببيان
  • أيكون أصل الدين ما تم الهدى*** الا به وبه قوى الايمان
  • وسواه ليس بموجب من لم يحط*** علما به لم ينج من كفران
  • والله ثم رسوله قد بينا*** طرق الهدى في غاية التبيان
  • فلأي شيء أعرضا عنه ولم*** نسمعه في أثر ولا قرآن
  • لكن أتانا بعد خير قروننا*** بظهور أحداث من الشيطان
  • وعلى لسان الجهم جاؤا حزبه***من كل صاحب بدعة حيران
  • ولذلك اشتد النكير عليهم*** من سائر العلماء في البلدان
  • صاحوا بهم من كل قطر بل رموا*** في أثرهم بثواقب الشهبان
  • عرفوا الذي يفضي اليه قولهم*** ودليلهم بحقيقة العرفان
  • وأخو الجهالة في خفارة جهله*** والجهل قد ينجي من الكفران
  • فصل في الرد عى الجهمية المعطلة القائلين بأنه ليس على العرش اله
  • يعبد ولا فوق السموات اله يصلى له ويسجد، وبيان فساد قولهم
  • عقلا ونقلا ولغة وفطرة
  • والله كان وليس شيء غيره*** ويرى البرية وهي ذو حدثان
  • فسل المعطل هل يراها خارجا*** عن ذاته أم فيه حلت ذان
  • لا بد من احداهما أو أنها*** هي عينه ما ثم مودجودان
  • ما ثم مخلوق وخالقه وما*** شيء مغاير هذه الأعيان
  • لا بد من إحدى ثلا مالها***من رابع خلوا من الروغان
  • ولذاك قال محقق القوم الذي*** رفع القواعد مدعي العرفان
  • هو عين هذا الكون ليس بغيره*** أنى وليس مباين الأكوان
  • كلا وليس مجانبا أيضا لها*** فهو الوجود بعينه وعيان
  • ان لم يكن فوق الخلائق ربها*** فالقول هذا القول في الميزان
  • اذ ليس يعقل بعد الا أنه*** قد حل فيها وهي كالأبدان
  • والروح ذات الحق جل جلاله*** حلت بها كمقالة النصراني
  • فأحكم على من قال ليس بخارج*** عنها ولا فيها بحكم بيان
  • بخلافه الوحيين والاجماع والعقـ***ـل الصريح وفطرة الرحمن
  • فعليه أوقع حد معدوم وذا*** حد المحال بغير ما فرقان
  • يا للعقول اذا نفيتم مخبرا*** ونقيضه هل ذاك في امكان
  • ان كان نفي دخوله وخروجه*** لا يصدقان معا لذي الامكان
  • الا على عدم صريح نفيه*** متحقق ببداهة الانسان
  • أيصح في المعقول يا أهل النهي*** ذاتان لا بالغير قائمتان
  • ليست اباين منهما ذات لأخـ***ـرى أو تحاثيها فيجتمعان
  • ان كان في الدنيا محال فهو ذا*** فارجع الى المعقول والبرهان
  • فلئن زعمتم أن ذلك في الذي*** هو قابل من جسم أو جثمان
  • والرب ليس كذا فنفي دخوله*** وخروجه ما فيه من بطلان
  • فيقال هذا أولا من قولكم*** دعوى مجردة بلا برهان
  • ذاك اصطلاح من فريق فارقوا الـ***ـوحي المبين بحكمة اليونان
  • والشيء يصدق نفيه عن قابل*** وسواه في معهود كل لسان
  • أنسيت نفي الظلم عنه وقولك الـ***ـظلم المحال وليس ذا امكان
  • ونسيت نفي النوم والسنة التي*** ليست لرب العرش في الامكان
  • ونسيت نفي الطعم عنه وليس ذا*** مقبولة والنفي في القرآن
  • ونسيت نفي ولادة أو زوجة*** وهما على الرحمن ممتنعان
  • والله قد وصف الجماد بأنه*** ميت أصم وما له عينان
  • وكذا نفي عنه الشعور ونطقه*** والخلق نفيا واضح التبيان
  • هذا وليس بها قبول للذي*** ينفي ولا من جملة الحيوان
  • ويقال أيضا ثانيا لو صح هـ***ـذا الشرط لما هما ضدان
  • لا في النقيضين اللذين كلاهما*** لا يثبتان وليس يرتفعان
  • ويقال أيضا نفيكم لقبوله*** لها يزيل حقيقة الامكان
  • بل ذا كنفي قيامه بالنفس أو*** بالغير في الفطرات والأذهان
  • فإذا المعطل قال أن قيامه*** بالنفس أو بالغير ذو بطلان
  • إذ ليس يقبل واحد من ذينك الـ***أمرين الا وهو وذو امكان
  • جسم يقوم بنفسه أيضا كذا*** عرض يقوم بغيره اخوان
  • في حكم امكان وليس بواجب*** ما كان فيه حقيقة الامكان
  • فكلاكما ينفي الاله حقيقة*** وكلاكما في نفيه سيان
  • ماذا يرد عليه من هو مثله*** في النفي صرفا اذا هما عدلان
  • والفرق ليس بممكن لك بعد ما*** ضاهيت هذا النفي في البطلان
  • فوزان هذا النفي ما قد قلته*** حرفا بحرف أنتم صنوان
  • والخصم يزعم أن ما هو قابل*** لكليهما فكقابل لمكان
  • فأفرق لنا فرقا يبين مواقع الـ***اثبات والتعطيل بالبرهان
  • أو لا فأعط القوس باريها وخـ***ـل الفشر عنك وكثرة الهذيان
  • فصل
  • في سياق هذا الدليل على وجه آخر
  • وسل المعطل عن مسائل خمسة*** تردى قواعده من الاركان
  • قل للمعطل هل تقول الهنا الـ***ـمعبود حقا خارج الأذهان
  • فاذا نفى هذا فذاك معطل*** لرب حقا بالغ الكفران
  • واذا أقر به فسله ثانيا*** أتراه غير جميع ذي الأكوان
  • فإذا نفى هذا وقال بأنه*** هو عينها ما ها هنا غيران
  • فقد ارتدى بالاتحاد مصرحا*** بالكفر جاحد ربه الرحمن
  • حاشا النصارى أن يكونوا مثله*** وهم الحمير وعابدو الصلبان
  • هم خصصوه بالمسيح وأمه*** وأولاء ما صانوه عن حيوان
  • وإذا أقر بأنه غير الورى*** عبد ومعبود هما شيئان
  • فأسأله هل هذا الورى في ذاته*** أم ذاته فيه هنا أمران
  • وإذا أقر بواحد من ذينك الا*** مرين قبل خده النصراني
  • ويقول أهلا بالذي هو مثلنا*** خشداشنا وحبيبنا الحقاني
  • وإذا نفى الأمرين فأسأله اذا*** هل ذاته استغنت عن الأكوان
  • فلذاك قام بنفسه أم قام بالأ***عيان كالأعراض والأكوان
  • فإذا أقر وقال به هو قائم*** بالنفس فأسأله وقل ذاتان
  • بالنفس قائمتان أخبرني هما*** مثلان أو ضدان أو غيران
  • وعلى التقادير الثلاث فلأنه*** لولا التباين لم يكن شيئان
  • ضدين أو مثلين أو غيرين كا***نابل هما لا لا شك متحدان
  • فلذاك قلنا انكم باب لمن*** بالاتحاد يقول لك بابان
  • نقطتم لهم وهم خطو على*** نقط لكم كمعلم الصبيان
  • فصل
  • في الاشارة الى الطرق النقلية الدالة
  • على أن الله تعالى فوق سمواته على عرشه
  • ولقد أتانا عشر أنواع من المنقول في فوقية الرحمن
  • مع مثلها أيضا تزيد بواحد*** ها نحن نسردها بلا كتمان
  • منها استواء الرب فوق العرش في*** سبع أتت في محكم القرآن
  • وكذلك اطردت بلا لام ولو*** كانت بمعنى اللام في الأذهان
  • لأتت بها في موضع كي يحمل الـ*** باقي عليها بالبيان الثاني
  • ونظير ذا اضمارهم في موضع*** حملا على المذكور في التبيان
  • لا يضمرون مع اطراد دون ذكره***فاذا هم ألفوه إلف لسان
  • حذفوه تخفيفا وإيجازا فلا*** يخفى المراد به على الانسان
  • هذا ومن عشرين وجها يبطل*** التفسير باستولى لذي عرفان
  • قد أفرد بمصنف لامام هذا*** الشان بحر العلم الرباني
  • فصل
  • هذا وثانيها صريح علوه*** وله بحكم صريحة لفظان
  • لفظالعلى ولفظه الأعلى معر***فة لقصد بيان
  • ان العلو له بمطلقه على التـ***ـعميم والاطلاق بالبرهان
  • وله العلو من الوجوه جميعها*** ذاتا وقهرا مع علو الشان
  • لكن نفاة علوه سلبوه أكـ***مال العلو فصار ذا نقصان
  • حاشاه من أفك النفاة وسلبهم*** فله الكمال المطلق الرباني
  • وعلوه فوق الخليقة كلها*** فطرت عليه الخلق والخلقان
  • لا يستطيع معطل تبديلها*** أبدا وذلك سنة الرحمن
  • كل اذا ما نابه أمر يرى*** متوجها بضرورة الانسان
  • نحو العلو فليس يطلب خلفه***وأمامه أو جانب الانسان
  • ونهاية الشبهات تشكيك وتخميش وتغبير على الايمان
  • لا يستطيع تعارض المعلوم والـ*** معقول عند بدائه الانسان
  • فمن المحال القدح في المعلوم*** بالشبهات هذا بين البطلان
  • واذا البدائة قابلتها هذه*** الشبهات لم تحتج الى بطلان
  • شتان بين مقالة أوصى بها*** بعض لبعض أو للثاني
  • ومقالة فطر الاله عباده*** حقا عليها ما هما عدلان
  • فصل
  • هذا وثالثها صريح الفوق مصـ***حوبا بمن وبدونها نوعان
  • احداهما هو قابل التأويل والأ***صل الحقيقة وحدها ببيان
  • فإذا ادعى تأويل ذلك مدع*** لم تقبل الدعوى بلا برهان
  • لكنما المجرور ليس بقابل التأ*** ويل في لغة وعرف لسان
  • وأضخ لفائدة جليل قدرها***تهديك للتحقيق والعرفان
  • ان الكلام اذا أتى بسياقة*** يبدي المراد لمن له أذنان
  • أضحى كنص قاطع لا يقبل التأويل يعرف ذا أولو الأذهان
  • فسياقة الألفاظ مثل شواهد ال***أحوال انهما لنا صنوان
  • احداهما للعين مشهود بها*** لكن ذاك لمسمع الانسان
  • فإذا أتى التأويل بعد سياقة*** تبدي المراد أتى على استهجان
  • وإذا اتى الكتمان بعد شواهد ال***أحوال كان كأقبح الكتمان
  • فتأمل الألفاظ وانظر ما الذي*** سيقت له ان كنت ذا عرفان
  • والفوزق وصف ثابت بالذات من*** كل الوجوه لفاطر الأكوان
  • لكن نفاة الفوق ما وافوا به*** جحدوا كمال الفوق للديان
  • بل فسروه بأن قدر الله أعـ***لى لا بفوق الذات للرحمن
  • قالوا وهذا مثل قول الناس في*** ذهب يرى من خالص العقبان
  • هو فوق جنس الفضة البيضاء لا*** بالذات بل في مقتضى الأثمان
  • والفوق أنواع ثلاث كلها*** لله ثابتة بلا نكران
  • هذا الذي قالوا وفوق القهر وال***فوقية العليا على الأكوان
  • فصل
  • هذا ورابعها عروج الروح وال***أملاك صاعدة الى الرحمن
  • ولقد أتى في سورتين كلاهما اشتملا على التقدير بالأزمان
  • في سورة فيها المعارج قدرت*** خمسين ألفا كامل الحسبان
  • وبسجدة التنزيل ألفا قدرت*** فلأجل ذا قالوا هما يومان
  • يوم المعاد بذي المعارج ذكره*** واليوم في تنزيل في ذا الآن
  • وكلاهما عندي فيوم واحد*** وعروجهم فيه الى الديان
  • فالألف فيه مسافة لنزولهم*** وصعودهم نحو الرفيع الداني
  • هذي السماء فإنها قد قدرت*** خمسين في عشر وذا صنفان
  • لكنما الخمسون ألف مسافة السبع الطباق وبعد ذي الأكوان
  • من عرش رب العالمين الى الثرى*** عند الحضيض الأسفل التحتاني
  • واختار هذا القول في تفسيره البغوي ذاك العالم الرباني
  • ومجاهد قد قال هذا القول لكن ابن اسحاق الجليل الشان
  • قال المسافة بيننا والعرش ذا المقدار في سير من الانسان
  • والقول الأول قول عكرمة وقو***ل قتادة وهما لنا علمان
  • واختاره الحسن الرضي ورواه عن*** بحر العلوم مفسر القرآن
  • ويرجع القول الذي قد قاله*** ساداتنا في فرقهم أمران
  • أحداهما ما في الصحيح لمانع*** لزكاته من هذه الأعيان
  • يكوي بها يوم القيامة ظهره*** وجبينه وكذلك الجنبان
  • خمسون ألفا قد ذاك اليوم في*** هذا الحديث وذاك ذو تبيان
  • فالظاهر اليومان في الوجهين يو***م واحد ما أن هما يومان
  • قالوا وإيراد السياق بين المضـ***ـمون منه بأوضح التبيان
  • فانظر الى الأضمار ضمن يرونه*** ونراه ما تفسيره ببيان
  • فاليوم بالتفسير أولى من عذا***ب واقع للقرب والجيران
  • ويكون ذكر عروجهم في هذه الدنيـ** ـا ويوم قيامة الأبدان
  • فنزولهم أيضا هنالك ثابت*** كنزولهم أيضا هنا للشأن
  • وعروجهم بعد القضا كعروجهم*** أيضا هنا فلهم اذا˝ شانان
  • ويزول هذا السقف يوم معادنا*** فعروجهم للعرش والرحمن
  • هذا وما اتضحت لدي وعلمها المـ***ـوكول بعد لمنزل القرآن
  • وأعوذ بالرحمن من جزم بلا*** علم وهذا غاية الامكان
  • والله أعلم بالمراد بقوله*** ورسوله المبعوث بالفرقان
  • فصل
  • هذا وخامسها صعود كلامنا*** بالطيبات اليه والاحسان
  • وكذا صعود الباقيات الصالحا***ت اليه من أعمال ذي الايمان
  • وكذا صعود تصدق من طيب*** أيضا اليه عند كل أوان
  • وكذا عروج ملائك قد وكلوا*** منا بأعمال وهم بدلان
  • فإليه تعرج بكرة وعشية*** والصبح يجمعهم على القرآن
  • كي يشهدون ويعرجون اليه بالأعمـ***ـال سبحان العظيم الشان
  • وكذاك سعي الليل يرفعه الى الـ***ـرحمن من قبل النهار الثاني
  • وكذاك سعي اليوم يرفعه له*** من قبل ليل حافظ الانسان
  • وكذلك معراج الرسول اليه حـ***ـق ثابت ما فيه من نكران
  • بل جاوز السبع الطباق وقد دنى*** منه الى أن قدرت قوسان
  • بل عاد من موسى اليه صاعدا*** خمسا عداد الفرض في الحسبان
  • وكذاك رفع الروح عيسى المرتضى*** حقا اليه جاء في القرآن
  • وكذاك تصعد روح كل مصدق*** لما تفوز بفرقة الأبدان
  • حقا اليه كي تفوز بقربه*** وتعود يوم العرض للجثمان
  • وكذا دعا المظلوم أيضا صاعد*** حقا اليه قاطع الأكوان
  • فصل
  • هذا وسادسها وسابعها النزول*** كذلك التنزيل للقرآن
  • والله أخبرنا بأن كتابه*** تنزيله بالحق والبرهان
  • أيكون تنزيلا وليس كلام من*** فوق العباد أذاك ذو امكان
  • أيكون تنزيلا من الرحمن والر*** حمن ليس مباين الأكوان
  • وكذا نزول الرب جل جلاله*** في النصف من ليل وذاك الثاني
  • فيقول لست بسائل غيري بأحـ***ـوال العباد أنا العظيم الشأن
  • من ذاك يسألني فيعطي سؤله*** من ذا يتوب اليّ من عصيان
  • من ذاك يسألني فأغفر ذنبه*** فأنا الودود الواسع الغفران
  • من ذا يريد شفاءه من سقمه*** فأنا القريب مجيب من ناداني
  • ذا شأنه سبحانه وبحمده*** حتى يكون الفجر فجرا ثان
  • يا قوم ليس نزوله وعلوه*** حقا لديكم بل هما عدمان
  • وكذا يقول ليس شيئا عندكم*** لا ذا ولا قول سواه ثان
  • كل مجاز لا حقيقة تحته*** أول وزد وانقص بلا برهان
  • هذا وثامنها بسورة غافر*** هو رفعة الدرجات للرحمن
  • درجاته مرفوعة كمعارج*** أيضا له وكلاهما رفعان
  • وفغيل فيها ليس معنى فاعل*** وسياقها يأباه ذو التبيان
  • لكنها مرفوعة درجاته*** لكمال رفعته على الأكوان
  • هذا هو القول الصحيح فلا تحد*** عنه وخذ معناه في القرآن
  • فنظيرها المبدي لنا تفسيرها*** في ذي المعارج ليس يفترقان
  • والروح والأملاك تصعد في معا*** رجه اليه جل ذو السلطان
  • ذا رفعة الدرجات حقا ما هما*** الا سواء أو هما شبهان
  • فخذ الكتاب ببعضه بعضا كذا*** تفسير أهل العلم للقرآن
  • فصل
  • هذا وتاسعها النصوص بأنه*** فوق السماء وذا بلا حسبان
  • فاستحضر الوحيين وأنظر ذاك تلقـ***ـاه مبينا واضح التبيان
  • ولسوف نذكر بعض ذلك عن قر***يب كي تقوم شواهد الايمان
  • واذا أتتك فلا تكن مستوحشا*** منها ولا تك عندها بجبان
  • ليست تدل على انحصار الهنا*** عقلا ولا عرفان ولا بلسان
  • اذ أجمع السلف الكرام بأن معنـ***ـاها كمعنى الفوق بالبرهان
  • أو أن لفظ سمائه يعني به*** نفس العلو المطلق الحقاني
  • والرب فيه وليس يحصره من الـ*** ـمخلوق شيء عز ذو السلطان
  • كل الجهات بأسرها عدمية*** في حقه هو فوقها ببيان
  • قد بان عنها كلها فهو المحيـ***ـط ولا يحاط بخالق الأكوان
  • ما ذاك ينقم بعد ذو التعطيل من*** وصف العلو لربنا الرحمن
  • أيرد ذو عقل سليم قط ذا*** بعد التصور يا أولي الأذهان
  • والله ما رد امرؤ هذا بغـ***ير الجهل أو بحمية الشيطان
  • فصل
  • هذا وعاشرها اختصاص البعض*** من أملاكه بالعند للرحمن
  • وكذا اختصاص كتاب رحمته بعند الله فوق العرش ذو التبيان
  • لو لم يكن سبحانه فوق الورى*** كانوا جميعا عند ذي السلطان
  • ويكون عند الله ابليس وجبريل هما في العند مستويان
  • وتمام ذاك القول أن محبة الرحمن عين ارادة الأكوان
  • وكلاهما محبوبه ومراده*** وكلاهما هو عنده سيان
  • ان قلتم عندية التكوين فالذاتان عند الله مخلوقان
  • أو قلتم عندية التقريب تقريب الحبيب وما هما عدلان
  • فالحب عندكم المشيئة نفسها*** وكلاهما في حكمهما مثلان
  • لكن منازعكم يقول بأنها*** عندية حقا بلا روغان
  • جمعت له حب الاله وقربه*** من ذاته وكرامة الاحسان
  • والحب وصف وهو غير مشيئة*** والعند قرب ظاهر التبيان
  • فصل
  • هذا وحادي عشر هن اشارة*** نحو العلو بإصبع وبنان
  • لله جل جلاه لا غيره*** إذ ذاك اشراك من الانسان
  • ولقد أشار رسوله في مجمع الحج العظيم بموقف الغفران
  • نحو السماء بأصبع قد كرمت*** مستشهدا للواحد الرحمن
  • يا رب فأشهد انني بلغتهم*** ويشير نحوهم لقصد بيان
  • فغدا البنيان مرفعا ومصوبا*** صلى عليك الله ذو الغفران
  • أديت ثم نصحت اذ بلغتنا*** حق البلاغ الواجب الشكران
  • فصل
  • هذا وثاني عشرها وصف الظهو***ر له كما قد جاء في القرآن
  • والظاهر العالي الذي ما فوقه*** شيء كما قد قال ذو البرهان
  • حقا رسول الله ذا تفسيره*** ولقد رواه مسلم بضمان
  • فاقبله لا تقبل سواه من التفا***سير التي قيلت بلا برهان
  • والشيء حين يتم منه علوه*** فظهوره في غاية التبيان
  • أو ما ترى هذي السما وعلوها*** وظهورها وكذلك القمران
  • والعكس أيضا ثابت فسفوله*** وخفاؤه اذ ذاك مصطحبان
  • فانظر الى علو المحيط وأخذه*** صفة الظهور وذاك ذو تبيان
  • وانظر خفاء المركز الأدنى ووصف السفل فيه وكونه تحتاني
  • وظهوره سبحانه بالذات مثل علوه فهما له صفتان
  • لا تجحدنها جحود الجهم أو*** صاف الكمال تكون ذا بهتان
  • وظهوره هو مقتض لعلوه*** وعلوه لظهوره ببيان
  • وكذاك قد دخلت هناك الفاء للتبيب مؤذنة بهذا الشان
  • فتأملن تفسير أعلم خلقه*** بصفاته من جاء بالقرآن
  • اذ قال أنت كذا فليس لضده*** أبدا اليك من تطرق الاتيان









رد مع اقتباس
قديم 2012-01-04, 12:39   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ارجو أن تستفيدوا ..................










رد مع اقتباس
قديم 2012-01-05, 12:55   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B9 ابيات في الزهد والوعظ

يا بائعاً نفسه بيع الهوان لو اسـ ** ـترجعت ذا البيع قبل الفوت لم تخب
وبائعاً طيب عيش ما له خَطَر ** بطيف عيش من الآمال مُنتهب
غُبنت والله غُبنا فاحشا ولَدَى ** يوم التغابن تلقى غاية الحرب
وواردا صفو عيش كله كدر ** أمامك الورد حقا ليس بالكذب
وحاطب الليل في الظلماء منتصبا ** لكل داهية تدني من العطب
ترجو الشفاء بأحداق بها مرض ** فهل سمعت ببرء جاء من عطب
ومفنيا نفسه في إِثر أقبحهم ** وصفا لِلَطْخ جمال فيه مستلب
وواهبا نفسه من مثل ذا سفها ** لو كنت تعرف قدر النفس لم تهب
شاب الصبا والتصابي بعد لم يشب ** وضاع وقتك بين اللهو واللعب
وشمس عمرك قد حان الغروب لها ** والفيء في الأفق الشرقي لم يغب
وفاز بالوصل من قد جد وانقشعت ** عن أُفُقِه ظلمات الليل والسُّحب
كم ذا التخلف والدنيا قد ارتحلت ** ورسل ربك قد وافتك في الطلب
ما في الديار وقد سارت ركائب من ** تهواه للصَبِّ من شُكر ولا أرب
فافرش الخد ذيّاك التراب وقُلْ ** ما قاله صاحب الأشواق والحُقُبِ
ما رَبْع ميّة(1) محفوفاً يطيف به ** غيلان(1) أشهى له من رَبْعك الخَرِب
منازلا كان يهواها ويألفها ** أيام كان منال الوصل عن كثب
ولا الخدود ولو أَدْمين من ضرج ** أشهى إلى ناظري من ربعك الخرب
وكلما جليت تلك الربوع له ** يهوى إليها هوى الماء في الصبب
أحيي له الشوق تذكار العهود بها ** فلو دعي القلب للسَّلوان لم يجب
هذا وكم منزل في الأرض يألفه ** وما له من سواها الدهر من رغب
ما في الخيام أخو وجد يريحك إن ** بثثته بعض شأن الحب فاغترب
وأسر في غمرات الليل مهتدياً ** بنفحة الطيب لا بالعود والحطب
وعاد أخي جبن ومعجزة ** وحارب النفس لا تلقيك في الحرب
وخذ لنفسك نوراً تستضيء به ** يوم اقتسام الورى الأنوار بالرتب

****************************** *****
(1) هما عشيقان



https://www.iraqnaa.com/ico/image/016.gif










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أتذوّق, أتعلّمُ, لتنتفضي, أتود, أحمد, مقتل, الجزائري, الشاعر, الشهي, العربية, الإبداع, الوحدة, القيم, القحـــــــــــــطاني, ابحاث, اختاه, ادخلي, احدث, بقلب, جربوعة, حروفِكُم, رمضان, والوعظ, نونيـــــة, نكهة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc