26- وتركتُ خاطبـــي ...!!
تقــــول صاحبتنـــــا :-
ضاقت علي الأرض بما رحبت ، وأثقلها ما مر بها وما حَملت !
فما عدت أطيق الكلام مع أحد ، ودوام وقتي أبكي للرب الصمد
وكان هذا لضغوطات غير ما صدر عن الجرّاح من قرارات :
فقد خضت مع خاطبي مشكلات ، تزامنت مع ما مرّ بي من ملابسات
ويحسن أن أقص عليكم ما حدث من البداية ؛ لتعلموا كيف تسلسلت أحداث الحكاية
قد كنت قبل أن أمرض لزواجي الوشيك أستعد ، وكان ذلك قبل سبعة أشهر بالعدد
وقد كان خاطبي أحد الأفاضل ، نعدّ لعرسنا بجد و بلا أدنى مشاكل .
فلما حدث أن مرضت وبعد شهرين بالعدد ، عرضت عليه انهاء الأمر والترك
فقد أشفقت عليه من الانتظار ، وبخاصة بعد حيرة الأطباء وما قد صار
فتمسك - أكرمه الله - بالبقاء ، و رفض أن يتركني بإيباء !!
وكان كل يوم يأتي إلى المشفى ؛ سائلا عن الأخبار راجيا الله أن أشفى .
وكم أجللته لموقفه الكريم ، وما رأيت منه إلا كل خلق رائق و سليم !
وكم أهداني - أكرمه الله - من محارم ورقية ، وغيرها وغيرها بسخاء ونفس رضية !!
فكانت أفعاله - أكرمه الله - داعمة ، ولم أجد عليه حتى ذات يوم لائمة .
ففي صباح يوم من أواخر أيامي في المشفى الأول :
أعلمتني طبيبتي بضرورة نقل بعض الدماء للرقي بحالتي ..
وكانت طبيبة دمثة الأخلاق ، أعددتها من ألطاف الرزاق
ظللنا على تواصل بعد أن تركتُ مشفاها ، تسأل عن حالتي وترعاها
تبغي وجه الله مولاها ، أحسن الله إليها ورعاها .
قالت لي تلك الطبيبة وقد كانت من نفسي قريبة :
ستحتاجين إلى بعض الدماء ... ؟
فأجبتها :لكن ... ليس من السوق برجاء ...؟
قالت حفظها الإله : الحق معك ، انظري فصيلتك ، ثم أحضري ثلاثة من قرابتك ..
فقلت بيسر و سلاسة : أظن أن خاطبي أحد هؤلاء الثلاثة ...
و ............ يتبــــــــــع .