متى يعلنون وفاة كل النقابات ؟
أحاولُ منذ مدة رسْمَ نقابة
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلا يذبحون الأيلين الذين افنوا حياتهم في تربية الاجيال...ولا يقمعون أساتذة ومؤهلاتهمْ...
رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ منخرطيها لهم
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ النقابة لا يمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون المناصب بثانيةٍ واحدهْ.
أحاول منذ البداياتِ...
أن لا أكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ.. منها.
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتضيها.
فبعضُ انجازاتهم قبْرٌ ،للبقية
وبعضُ المحاضر كَفَنْ.
تحاول كل نقابة منهم آن تتبرأ من الابتدائي
ومن لعْنةِ المبتدأ والخبرْ... و الخشيبات والقريصات والقطع والأعمدة والصفائح ونسو
أنهم من هنا كانت انطلاقتهم
وبعد آن حققوا جل مبتغاهم انفضوا عن العهد.
أغسِلَ وجهي وأفكاري وأفكار هذه النقابات ولا انتظر محاضر أو سمعت اليوم أو صلني خبر
بماء المطرْ.. النقي الطاهر ما فيه شوارد.
أحاول من هذه النقابات أن تستقيل...
وداعا نقابة المراكز...
وداعا نقابة نزهة ورحلات...
وداعا نقابة صالونات...
أحاول رسْمَ نقابة
تُسمّى - مجازا - نقابة الوفاء
مبدآها ثابتٌ
وأفكارها ثابتة
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ التربية بعدها
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فسمعت بنقابي بالغرب يتطاول على أساتذته ويطلب منهم إعادة تكوينهم
وقيادي من نقابة من الشرق يشرح محاضر الاتفاق ويعتبره انجاز
ولو تتبع مسار تفاوض لاعتقدت آن الوزارة ارحم بنا منهم
ونقابة من كثرة وفاءها لمنخرطيها تدخل في إضراب من اجل براءة مناضلها
بينما الآلاف من هم مسجونين بقانون يبدو لهم ٠٠٠٠٠٠٠٠
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال النقابات.
وهم يرعدونَ ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الإضرابات ، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...