صنف الشركاء الاجتماعيون وضعية أساتذة التعليم الابتدائي بالمنظومة التربوية، بالوضعية "المزرية" مقارنة بأساتذة التعليم المتوسط والثانوي، فأجر أستاذ الابتدائي أقل بكثير رغم تدريسه 32 ساعة أسبوعيا وإشرافه على 11 مادة، مقابل ساعات تدريس أقل بالمتوسط والثانوي.
أكدت النقابة الوطنية لعمال التربية (الأسانتيو) على لسان الناطق الرسمي قويدر يحياوي، أن أساتذة التعليم الابتدائي "مظلومون" مقارنة بزملائهم رغم تدريسهم حجما ساعيا أكبر في المنظومة التربوية، فمعلمو العربية يُدرسون 30 ساعة أسبوعيا والفرنسية 15 إلى 21 ويُجبرون على تحضير 7 مذكرات يوميا بالمنزل، في حين يدرّس أستاذ المتوسط 24 ساعة أما الثانوي 18 ساعة. والإشكال حسب المتحدث لـ"الشروق" أن أساتذة المتوسط والثانوي يتلقون أجرا إضافيا على تدريس الساعات الإضافية، في حين يُجبر معلمو الابتدائي على تقديم دروس الدعم للسنة الخامسة ابتدائي مجانا، "وإضافة لكل هذا يتولون مهام المشرف التربوي، فينظمون دخول وخروج التلاميذ، يراقبونهم في الساحة، وداخل المطعم.. لطالما طالبنا وزارة التربية بتعيين مشرفين تربويين بالابتدائيات".
وخير دليل على الإهمال الذي يلاقيه التعليم الابتدائي حسب (الأسانتيو) هو إسناد مهمة تسيير الابتدائيات ومنذ العهد الاستعماري للبلديات، في حين تتولى وزارة التربية الإشراف على التعليم المتوسط والثانوي، وحسب محدثنا "التعليم الابتدائي ركيزة المنظومة التربوية، لكنه في آخر اهتمامات الحكومة.. فهل لم تجد بن غبريط غير "العامية" لترفع بها "الميزيرية" عن تلاميذ وأساتذة الابتدائي؟.. كل مرة تخرج علينا الوزارة بتوصيات لصالح هذا الطور، لكن لا شيء تجسد على أرض الواقع، آخرها توصيات الندوة الوطنية في جويلية 2014 والتي لا تزال في أدراج مكتب الوزيرة.. ما لم يتم تنصيب المجلس الأعلى للتربية والمرصد الوطني للتربية والتكوين، ستبقى جميع التوصيات "موقوفة التنفيذ" وبعيدة عن المنهجية والييداغوجية" يقول يحياوي.
وبدوره اعتبر رئيس النقابة الوطنية المنسقة لأساتذة التعليم الابتدائي (سناباب) محمد حميدات، أن التعليم الابتدائي يعاني في الجزائر، فزيادة على الحجم الساعي الكبير المجهد للطفل والأستاذ فكريا وجسديا ( 30 ساعة لتلاميذ 1 و2 و3 ابتدائي و22 ساعة لصفوف 4 و5 و6)، فالأستاذ يدرس 11 مادة تضاف لها المواد "اللاصفية" وهي التربية البدنية، الأناشيد والرسم، فيما يدرس أستاذ المتوسط والثانوي مادة واحدة فقط، وشبكة أجورهم هي الأقل رغم امتلاكهم نفس شهادة أستاذ المتوسط والثانوي.
وتطرق محدثنا إلى معاناة الابتدائيات في المناطق النائية من مشاكل بالجملة "المطاعم والنقل المدرسي غائبان، وأساتذة اللغة الفرنسية شبه منعدمين..". مستغربا تأكيد الوزيرة نورية بن غبريط ومنذ تعيينها على رأس الوزارة ولا تزال تصرح بأن اهتمامها الأكبر ستوليه للتعليم الابتدائي، فأين هذا الاهتمام؟