الإنسان كائن ذو جوانب متعدِّدة؛ منها الجانب الروحي والجسدي والغريزي والأخلاقي، وكل جانب من هذه الجوانب يحتاج إلى التهذيب والتوجيه والتربية، وسنتناول -إن شاء الله- كيفية تربية الأبناء من الجانب الأخلاقي.
من سنة إلى ست سنوات
- تعليم الأخلاق والآداب العامة من خلال ربطها بحب الله له إذا فعلها .
- الابتعاد عن التخويف بالنار.
- التعليم باللُّطف ودون إحراج خاصة أمام الآخرين.
- الابتعاد عن الأساليب المباشرة في التوجيه، فلا تقل له: افعل، أو لا تفعل كذا. ولكن قل له مثلاً: ماذا يحدث إذا فعل الإنسان كذا؟ وسينتبه هو للضرر الذي يمكن أن يتسبَّب فيه.
- علِّميه الأخلاق بالقصة:
فمثلاً تحكي له قصة الولد الكذَّاب الذي ادَّعى الغرق غير مرَّة، والناس يُنقذونه؛ فلما تعرَّض للغرق فعلاً كذَّبه الناس، وتركوه يغرق.
علِّميه التعاون من خلال قصة العجوز وأولاده، وكسر الحطب.
- تعَلِّميه آداب الحديث بالتمثيل؛ فتتظاهر الأمُّ بالكلام، والأب بمقاطعتها، ونسأله: هل نستطيع الكلام والفهم بهذه الطريقة؟
- في هذه السن علِّميه آداب الطعام بهدوء، وصحِّحي له أخطاءه (تناول الطعام وهو مغلق الفم - عدم الحديث أثناء المضغ - عند وجود ضيوف ضع له الطعام منفردًا، أو مع مَنْ هم في مثل سنه - الأكل بيمينه ومما يليه - عدم بعثرة الطعام).
- عند الخطأ الجسيم نُعاقبنه بعدم الحديث معه، لا بالضرب.
من ست سنوات إلى اثنتي عشرة
- في هذه السنِّ يُمكن استخدام الأسلوب المباشر في التوجيه بالإضافة إلى الأساليب غير المباشرة؛ ولكن دون إهانة.
- التعرُّف على أهل زملاء الأبناء في المدرسة له أهمية كبيرة في السيطرة على أخلاقهم.
- تعليم الأبناء حب النبي صلى الله عليه وسلم من خلال قصص السيرة:
أ- احكِ له قصة معاذ ومعوذ ابن عفراء في غزوة بدر.
ب- حدِّثيه عمَّنْ أساءوا للنبي صلى الله عليه وسلم، ووجِّهْهُ للمشاركة في الردِّ عليهم، والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- تعليم الحلال والحرام قضية مهمة:
أ- (اضربي مثلاً بالأغاني الماجنة، أو الفتيات غير المحجبات، أو المدخنين).بر الوالدين:
علِّميه البرَّ بك وبوالده من خلال القصة والقدوة؛ (احك له قصة الثلاثة الذين أُغلِق عليهم الغار، وتضرَّعوا إلى الله بأعمالهم الصالحة- اصطحبيه دائمًا في زيارات والديك وأقاربك).
أ- احكِ له مواقف عملية كنتَ تفعلينها مع والديك، واجعليه يفعلها معك؛ كتقبيل أيدي الوالدين مثلاً.
ب- علِّميه تقبيل رأس الوالدين إجلالاً وإكرامًا - إظهار الفرح بمجيئهما - لا يبدأ أحد من أبنائك الأكل على سفرة الطعام حتى يبدأ والدهم - عدم دخول أحدهم مكانًا وأحد والديه يمشي خلفه، أو يجلس في صدر مجلس دونه، أو يُبدي إزعاجًا ولعبًا وقت نومه وراحته.
ت- اهتم بتحفيظه أناشيد عن الأم والأب.
- الجود والسخاء من الأخلاق المهمة:
ب- علِّميه آداب الطريق وعدم الالتفات في الطرق، وعدم النظر في البيوت، ورد السلام، وعدم إلقاء ما يُؤذي المسلمين بالطرقات، والمشي بالهدوء والسكينة.
ت- ابعثي ولدك لقضاء بعض أمورك التي يستطيعها، ثم اسأليه: ماذا قلتَ؟ وبماذا رددتَ؟ وبماذا ختمتَ كلامك؟ وصحِّحْ له أخطاءه، وأَرْشِديهُ إلى السلام عند الدخول والخروج بتحية الإسلام.
- علِّميه استقبال الضيوف، وحُسن التعامل مع الجيران:
أ- البشر بلقائهم وتحيتهم وجُمل الترحيب بهم، وكذلك جمل السرور والسعادة عند اللقاء وعند استعمال الهاتف.
ب- أظهري له قيمة الجار، والواجب على كل مسلم تجاه الجار، وأن جارك جنتك أو نارك.
ت- أَكْثِري أمامه من الإهداء إلى جيرانك، ومراعاتهم، وعدم إزعاجهم.
- علِّميه الرحمة بالإنسان والحيوان والطير من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد دخلت امرأة النار بسبب هرَّة حبستها حتى ماتت، ولم تُطعمها ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من أطعمة الأرض، فما كان جزاؤها إلا أن أدخلها الله النار[1].
ت- اشتري لها حجابًا جميلاً، واجعليه جائزة لها عن تفوُّقِهَا مثلاً، أو طاعتها لوالديها.
من اثنتي عشرة إلى ثماني عشرة
- المصاحبة من أفضل الطرق للتربية في هذه السنِّ عمومًا.
- نربط لهم بين حُسن الخلق، ورضا الله تعالى ودخول الجنة، وبين سُوء الخلق وغضب الله تعالى ودخول النار.
- نُراعي وجود هفوات نُنصت إليها دون انفعال؛ حتى لا نفقد صراحة الابن.
- ضرورة معرفة أصدقاء الأبناء وصديقات البنات، والتقرُّب من الجميع؛ حتى يمكن السيطرة على التربية، واستبعاد السيئ.
- نفتح قنواتٍ للحوار مع الأبناء لا تنغلق؛ يمكننا من خلالها تقويم الأخلاق، وإعطاء الخبرات.
- مصاحبة الأبناء للصلوات، وخاصة صلاة الجمعة، ومناقشتهم في ما ورد في الخطبة.
- دفعهم إلى تبنِّي مشروع أخلاقي مع أصدقائهم وزملائهم في المدرسة؛ كمشروع الصدق؛ وذلك من خلال تبنِّي حملة لالتزام الصدق، والبُعد عن الكذب من خلال لوحات يكتبونها ويُعَلِّقونها، أو شرائح كمبيوترية يُهدونها لبعضهم.
نُرَكِّز على الأخلاق المتعلِّقة بالشجاعة، والقوَّة بالنسبة إلى الذكور.
أ- أول الشجاعة أن نعلِّمه أن يقول رأيه بصراحة -دون تجاوز- وأن نُنصت له، ونناقشه.
ب- عدم رؤية الأفلام المرعبة، ولو كانت قليلة التخويف؛ فالخوف له عواقب وخيمة على طفلك، فلا تجعله يرى مثل هذا أبدًا.
ت- علِّمْه كيفية الضرب والمنازلة ولو معك على السرير في غرفتك، وقل له: أنت بطل غلبت والدك.
ث- قل له: هذه المضاربة والقوة في وجه الأعداء.
ج- أحضر له الألعاب التي تُعَلِّمه الشجاعة، واصحبه معك إلى الملاهي، وراقبه واجعله يعتمد على نفسه.
ح- اشترك له في أحد الأندية لممارسة ألعاب القوة؛ كالمصارعة والكاراتيه -إن كان يُحِبُّها-.
وضِّح له الفرق بين الشجاعة والوقاحة، وبين استخدام القوَّة لأخذ الحقوق، ونصرة المظلوم، وبين استخدامها لظلم الآخرين من خلال قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الفتاتين.
- علِّمي ابنتك فريضة الحجاب:
أ- قولي لها: إن الحجاب يُرضي الله تعالى، ويُدخلها الجنة.
ب- قَبِّحِي في نظرها الفتيات المتبرِّجات في الطريق، وامنعيها من مشاهدتهن في التلفاز.
أ- أعطه كل فترة مبلغًا ولو يسيرًا يُعطيه لفقير.
ب- أعطه مبلغًا يضعه في صندوق المسجد.
- علِّميه آداب الطريق:
أ- احكِ له حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن حقِّ الطريق.
ب- قُومي بتحويل قناة التلفاز عند ظهور مشهد غير أخلاقي.