المناهي اللفظية .. الاداب الاسلاميه - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المناهي اللفظية .. الاداب الاسلاميه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-05-18, 05:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




ما حكم قول البعض ؛ في مزبلة التاريخ .

السؤال :

ما حكم قول البعض: " مزبلة التاريخ " أليست من سب الدهر ؟

أليس من الأفضل القول مثلاً: مزبلة البشرية ؟ وشكراً


الجواب :

الحمد لله

أولا :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ )

رواه البخاري (4826) ومسلم (2246) .

والحديث له تفسيران مشهوران :

التفسير الأول :

نهي عن سب الدهر ؛ لأن الله تعالى هو خالق الدهر ومقدر أحداثه فسب أيامه ولياليه وما يقع فيه من مصائب وبلاء هو في حقيقته سب لمن قدّرها وخلقها وهو الله تعالى .

قال البيهقي رحمه الله تعالى :

" قال الشافعي في رواية حرملة: وإنما تأويله ، والله أعلم ، أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت ، أو هرم ، أو تلف أو غير ذلك ، فيقولون: إنما يهلكنا الدهر ، وهو الليل والنهار .. فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر ، وأبادهم الدهر ؛ فيجعلون الليل والنهار اللذين يفعلان ذلك

فيذمون الدهر ، فإنه الذي يفنينا ويفعل بنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الدهر ) على أنه الذي يفنيكم ، والذي يفعل بكم هذه الأشياء ، فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء فإنما تسبوا الله تبارك وتعالى ، فإن الله فاعل هذه الأشياء .

قال الشيخ: وطرق هذا الحديث وما حفظ بعض رواته من الزيادة فيه دليل على صحة هذا التأويل "

انتهى من " السنن الكبرى" (7 / 131) .

التفسير الثاني :

أنه نهي عن سبّ الدهر لأنه اسم من اسماء الله تعالى ومعناه القديم الأزلي .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" والقول الثاني: قول نعيم بن حماد ، وطائفة معه من أهل الحديث والصوفية: إن الدهر من أسماء الله تعالى ، ومعناه القديم الأزلي .

ورووا في بعض الأدعية: يا دهر ! يا ديهور ! يا ديهار ! وهذا المعنى صحيح ؛ لأن الله سبحانه هو الأول ليس قبله شيء ، وهو الآخر ليس بعده شيء ؛ فهذا المعنى صحيح إنما النزاع في كونه يسمى دهرا بكل حال .

فقد أجمع المسلمون وهو مما علم بالعقل الصريح أن الله سبحانه وتعالى ليس هو الدهر الذي هو الزمان ، أو ما يجري مجرى الزمان ...

" انتهى . "مجموع الفتاوى" (2 / 494) .

ثانيا :

وعلى أي تفسير حمل الحديث السابق ؛ فإن مقولة " مزبلة التاريخ " لا تدخل في معنى الحديث ونهيه ؛ ولا يراد بها لا سب الزمان ، ولا سب الحياة ، ولا سب التاريخ أو عيبه ، إنما يراد بها سب الشخص المعين ، أو الطائفة المعينة ، أو من يقال عنه : إلى "مزبلة التاريخ" ؛ ومراد قائل ذلك :

أن التاريخ ، إن ذكر هذا الشخص المعين : فلن يذكر بخير ، وأعماله شر وسوء .

وإن وضعه في مكان : فسوف يضعه في أسوأ مكان يوضع فيه "شيء" ، وأرذله ، وهو "المزبلة" .

وهذا كله إنما هو من باب : مجاز القول ، وكناياته ، ويراد به : عيب الشخص المعين ، أو الطائفة ، كما سبق ، ولا علاقة لهذا أصلا : بذم التاريخ ، أو الزمان .

والحاصل ؛ أن مقولة " مزبلة التاريخ " لا يتناولها حديث النهي عن سب الدهر ؛ لأنها موجهة فقط لوصف أفعال البشر الدنيئة التي تقع تحت مسؤوليتهم وتصدر باختيارهم وارادتهم .

لكن يجب على قائل ذلك : أن يتنبه ، فلا يوقعها إلا على من يستحقها من الكفار ، وعتاة أهل الشر والبغي والطغيان ، ويحذر من التساهل فيها ، فيقع هو في البغي والعدوان ، أو الغيبة والبهتان.

والله أعلم .

الخلاصة ؛ أن مقولة في "مزبلة التاريخ" لا تحمل المعنى الذي من أجله جاء النهي عن "سبّ الدهر " .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-05-18, 05:05   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم مقولة غضب الطبيعة التي
تذكر في بعض الأفلام الوثائقية

السؤال:

ما حكم مشاهدة الأفلام الوثائقية فى أوقات الفراغ التى لا تحتوى على محاذير شرعية ، ولكن المتحدث فيها أحيانا يقول : (غضب الطبيعة) ، أو ( أن الطبيعة قالت عكس ذلك) ، وبالتأكيد هو لم يقصد المعنى الكفري ، ولكن يقولها على سبيل المجاز ، فما حكم مشاهدتها ؟ مع بيان حرمة هذه العبارات .


الجواب :

الحمد لله

لا حرج في مشاهدة الأفلام الوثائقية الخالية من المحاذير الشرعية، إذا لم تشغل عن واجب.

ولا يجوز نسبة شيء للطبيعة كالغضب والقول والهبة ، ولو على سبيل المجاز؛ لما في ذلك من مشابهة الملاحدة والإيهام بصحة قولهم ، فإن الملاحدة ينسبون الأفعال للطبيعة على أنها الخالقة والموجدة ، وذلك كفر لا شك فيه، فوجب الحذر من قولهم ، والبعد عن مشابهتهم .

ومعلوم أن الطبيعة خلق من خلق الله تعالى لا تصرّف لها من ذاتها ، إلا بما أمرها الله به من إغراق أو هدم أو غيره ، كما قال: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) الزخرف/55، وآسفونا: أغضبونا.

وقال سبحانه: (وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ * فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) العنكبوت/39، 40 .

وقد أدب الله عباده المؤمنين بترك موافقة أهل الباطل في كلماتهم، فقال: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) البقرة/104 .

قال ابن كثير رحمه الله:

"نهى الله تعالى المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم ، وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص -عليهم لعائن الله-فإذا أرادوا أن يقولوا: اسمع لنا، يقولون: راعنا. يورّون بالرعونة، كما قال تعالى: (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم

وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) [النساء: 46] وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم، بأنهم كانوا إذا سلموا إنما يقولون: السام عليكم. والسام هو: الموت. ولهذا أمرنا أن نرد عليهم بـ "وعليكم". وإنما يستجاب لنا فيهم ، ولا يستجاب لهم فينا.

والغرض: أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولا وفعلا. فقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم) .

وروى الإمام أحمد: ... عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "... من تشبه بقوم فهو منهم".

ففيه دلالة على النهي الشديد والتهديد والوعيد ، على التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم ، ولباسهم وأعيادهم ، وعباداتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نُقرّ عليها" .

انتهى ، مختصرا ، من "تفسير ابن كثير" (1/373).

وفي "فتاوى اللجنة الدائمة " : " لا يجوز أن يقال ولا أن يكتب : " لا زال في عالمنا بعض هبات الطبيعة " ولو ادعَى في ذلك أنه مجاز ؛ لأن فيه تلبيسا على الناس ، وإيناسا للقلوب بما عليه أهل الإلحاد ، إذ لا يزال كثير من الكفرة ينكر الرب ، ويسند إحداث الخير والشر إلى غير الله حقيقة

فينبغي للمسلم أن يصون لسانه وقلمه عن مثل هذه العبارات ؛ صيانة لنفسه عن مشاركة أهل الإلحاد في شعارهم ومظاهرهم ، وبعدا عما يلهجون به في حديثهم ، حتى يكون طاهرا من شوائب الشرك في سيرته الظاهرة ، وعقيدته الباطنة ، ويجب عليه قبول النصيحة ، وألا يتمحل لتصحيح خطئه ، وينتحل الأعذار لتبرير موقفه ، فالحق أحق أن يتبع ، وقد قال الأول : إياك وما يعتذر منه "

انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 162).

والمشاهد لهذه الأفلام إذا أنكر هذه العبارات ولم يرضها، فلا شيء عليه.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-18, 05:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما حكم قول الإنسان والنبي ؟

السؤال:


قرات فى فتوى عن حكم قول " والنبى " التى انتشرت بشكل كبير جدا فى بلدي ، فقال : " فإن كان قصد القائل الحلف بالنبي فلا يجوز ، وأما إن قصد القائل التوسل إلى الغير لقضاء حاجته

فهذا جائز، وهو جارٍ على عادة العرب ، من قولهم : سألتك بالله والرحم ، وأنشدك بالله والرحم ، وهو أحد القولين في تفسير قوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) فما صحة هذا القول ؟

الجواب

الحمد لله


"عرضت هذا السؤال على شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى ، فأفاد :

" هذا التفصيل له وجه ، ولكن لا ينبغي التعويل عليه ، لأنه :

-سيكون سبيلا لإشاعة الحلف بغير الله .

-أن التفريق بينهما عسير ، وألفاظ العامة متشابهة ، ولا يتأتَّى التمييز بينها لكل أحد ".
انتهى .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-18, 05:15   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل تجوز نسبة الظن لله ؟

السؤال:


هل تجوز نسبة الظن لله ؛ كأن يقول أحدهم : كن عند ظن الله بك ، أو عند حسن ظن الله بك ؟

الجواب :


الحمد لله

عرضت هذا السؤال على شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى ، فأفاد : " أن التعبير بهذا اللفظ باطل ومنكر ، فلا تجوز إضافة الظن لله ، ولا يقال إن الله ظن كذا أو حسن ظن الله بفلان كذا ، ونحو ذلك " انتهى .

والله أعلم .

محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-18, 05:20   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عزم على المعصية مقترنة بقوله
بإذن الله أو إن شاء الله


السؤال:


ما حكم من ربط مشيئة الله وإذنه مع معصيته ، مثل : بإذن الله عندما أعود سوف أسمع أغاني ، وهكذا ؟


الجواب :

الحمد لله

الغالب في تعليق بعض العامة معاصيهم على إذن الله ومشيئته ، أنهم يريدون بذلك تأكيد العزم على المعصية ، والتصريح بالنية الحاضرة للوقوع فيها، فهو تعليق يقصد به عند قائله العزم على المعصية .

ولا يخفى على المسلمين أن العزم على المعصية ، ورجاء الوقوع فيها في قابل الأيام، معصية سابقة على الفعل نفسه ، ونية آثمة يحاسب المرء عليها إذا انعقد عزمه على ذلك وركنت نفسه إليه ، أو تكلم بها، أو بدأ بالبحث عن أسبابها فعلا، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا ، أَوْ يَعمَلُوا بِهِ)

رواه البخاري (2528) ، ومسلم (127)

يقول ابن حجر رحمه الله:

" اقتران الفعل بالهم أو بالعزم لا نزاع في المؤاخذة به"

انتهى من "فتح الباري" (13/34) .

ومثاله في السنة ذاك الذي صرح بنيته وعزمه على إنفاق المال في المعصية ، فقال: ( لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلاَنٍ ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ) رواه الترمذي في "السنن" (رقم/2325) وقال: حسن صحيح .

ومثاله أيضا ما ذكره العلماء عن نذر المعصية ، فمن نذر الوقوع في المعصية فقد عقد عزمه عليها، ولم يكتف بذلك ، حتى تلفظ بلسانه بها، بل وربطها بألفاظ الإلزام والالتزام التي هي عبارات شديدة وأكيدة ، ولها حرمتها في الشريعة الإسلامية ، ومع ذلك بقي الأمر في دائرة "نذر المعصية"، ولم يخرجه العلماء إلى دائرة التكفير ، أو استحلال الحرام المعلوم تحريمه من الدين بالضرورة.

وذكر مشيئة الله في سياق العزم على المعصية يدل على ضعف الوازع الديني ، والوازع الأدبي مع الله سبحانه ؛ فذكر الله ومشيئته إنما شرعت طلبا للاستعانة بالله تعالى ، وتبركا بذكر اسمه ، ورجاء وقوع المطلوب ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم للمريض: (لاَ بَأْسَ ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ)

رواه البخاري في "صحيحه" (3616)

وذلك لا يليق إلا بالطاعات أو المباحات ، أما المعاصي والآثام فحقها التوبة منها ، والاستغفار لها ، وليس التهاون بها بذكر اسم الله معها .

نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعن جميع المسلمين.

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-19, 15:31   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
aminemohcine
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكِ










رد مع اقتباس
قديم 2018-05-19, 21:32   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aminemohcine مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكِ
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب اخي الكريم
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-22, 22:47   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حكم قول : " الله محبة " .

السؤال:

هل كلمة ( الله محبة ) تجوز شرعا ؟ ؛ لأني سمعت الشيخ ديدات رحمة الله عليه يقول عنها : لا تجوز ، لله الاسماء الحسنى فأدعوه بها ، وهي ليست من الاسماء الحسنى ، وكثير من الناس يقولون : الله محبة يرجى التوضيح .


الجواب:

الحمد لله

أولا :

لا يجوز إطلاق "الله محبة" على الله سبحانه وتعالى ، وذلك للأسباب الآتية :

1- أن هذه الكلمة "الله محبة" هي شعار للنصارى ، فهم الذين يطلقون هذه الكلمة على الله ، ولا يجوز لمسلم أن يتشبه بالمشركين وأهل الضلال فيما هو من خصائصهم وشعاراتهم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) رواه أبو داود (3512)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم ، كما في قوله : (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)"

انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص 83 ).

2- أن معنى هذه الكلمة معنى فاسد ، لا يجوز أن ينسب إلى الله تعالى ؛ فإنهم يزعمون أن معناها : "أن الله خلقنا لأنه يحبنا" ، ولذلك فإنه "بذل ابنه الوحيد من أجلنا" !!

اما الكلام على عقيدة الصلب والفداء عند النصارى وبيان بطلانها ، وبطلان القول ببنوة المسيح عليه السلام

أما رفض المسلمين لهذه الفكرة فليس فيه عجب ولا غرابة ، إذ كان القرآن الذي يؤمنون به ، ويصدقون بخبره قد نفى ذلك الأمر نفيا قاطعا ، كما قال الله تعالى : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) النساء/157

لكن الشأن إنما هو في النصارى الذين صارت عقيدة الصلب والفداء عندهم من الأهمية بمكانٍ ، بحيث صار الصليب شعارا لدينهم !!

والعجيب أنهم يختلفون في شكل هذا الصليب اختلافا يُلمح إلى تخبطهم في أصل هذه الفرية !!

إن كل ما يتعلق بقصة الصلب هو محل اختلاف بين أناجيلهم ومؤرخيهم :

فقد اختلفوا في وقت العشاء الأخير بزعمهم ، الذي كان مقدمة من مقدمات الصلب ، واختلفوا في التلميذ الخائن الذي دل على السيد المسيح :

هل كان قبل العشاء الأخير بيوم على الأقل ، كما يروي لوقا ، أو أثناءه ، بعد أن أعطاه المسيح اللقمة ، كما يروي يوحنا ؟!

وهل المسيح هو الذي حمل صليبه كما يروي يوحنا ، على ما كان معتادا فيمن يصلب ، على حد قول نيتنهام ، أو هو سمعان القيرواني ، كما يروي الثلاثة الآخرون ؟!

وإذا كانوا قد ذكروا أن اثنين من اللصوص صلبا كما صلب المسيح ، أحدهما عن يمينه ، والآخر عن شماله ، فما كان موقف هذين المصلوبين من المسيح المصلوب ، بزعمهم :

هل عيره اللصان بصلبه ، وأن ربه أسلمه إلى أعدائه ، أو عيره أحدهما فقط ، والثاني انتهر هذا المُعَيِّر ؟!

ثم في أي ساعة كان هذا الصلب : الثالثة كما يروي مرقس ، أو السادسة كما يروي يوحنا ؟!

وماذا حدث بعد الصلب الذي زعموه :

إن مرقس يروي أن حجاب الهيكل قد انشق من فوق إلى أسفل ، ويزيد متى أن الأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، وقام كثير من القديسين من قبورهم ، ودخلوا المدينة المقدسة ، وظهروا لكثيرين ، بينما لوقا يروي أن الشمس أظلمت ، وانشق حجاب الهيكل من وسطه ، فلما رأى قائد المائة ما كان ، مجد الله قائلا : بالحقيقة كان هذا الإنسان بارا .

وأما يوحنا فلا يعلم عن ذلك شيئا !!

وليس هذا فقط هو كل ما تحويه قصة الصلب ، كما توردها الأناجيل ، من عناصر الضعف ، ودلائل البطلان ، وإنما يمكن للناظر في تفاصيل الروايات التي توردها الأناجيل لهذه القصة أن يلمس بأدنى نظر ما بينها من اختلاف شديد في تفاصيل تلك القصة ، وما دار حولها ، بحيث يتعذر الإيمان بذلك كله ، أو التصديق بأي ذلك كان !!

وكم هي شاقة تلك المحاولة اليائسة لسد تلك الثغرات ، وستر عورات الكتب المحرفة ، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه المحفوظ : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) النساء/82 إنها محاولة قروي ساذج لإقناع العلماء أن قنابل الذَّرَّة مصنوعة من كيزان الذٌّرَة ، على حد تعبير بعض الدعاة !!

وبعيدا عن سقوط الثقة بأخبار الأناجيل المحرفة ، والتي اعترف أهلها أنفسهم بأنها لم تنزل على المسيح هكذا ، بل ولا كتبت في حياته ، فإن شهود الإثبات جميعاً لم يحضروا الواقعة التي يشهدون فيها، كما قال مرقس: { فتركه الجميع وهربوا } ( مرقس 14/50 )

وإزاء ذلك الموقف الذي لم يشهده أحد ممن حكاه ، فلتذهب الظنون كل مذهب ، والخيال مثل الشِّعر : أعذبه أكذبه !!

ولنكمل صورة الحديث عن أسطورة صلب المسيح عليه السلام ، بما ذكرته الأناجيل من تنبؤات المسيح بنجاته من القتل :

ذات مرة أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة الحرس ليمسكوا به ، فقال لهم :

{ سأبقى معكم وقتا قليلا ، ثم أمضي إلى الذي أرسلني ، ستطلبوني فلا تجدوني ، وحيث أكون أنا لا تقدرون أن تجيئوا } [ يوحنا : 7/32-34 }

وفي موقف آخر يقول :

{ أنا ذاهب ، وستطلبوني ، وفي خطيئتكم تموتون ، وحيث أنا ذاهب لا تقدرون أنتم أن تجيئوا .

فقال اليهود : لعله سيقتل نفسه ، لأنه قال : حيث أنا ذاهب لا تقدرون أن تجيئوا .

وقال لهم : أنتم من أسفل ، أما أنا فمن فوق ، أنتم من هذا العالم ، وما أنا من هذا العالم .....

متى رفعتم ابن الإنسان ، عرفتم أني أنا هو ، وأني لا أعمل شيئا من عندي ، ولا أقول إلا ما علمني الآب ، والآب الذي أرسلني هو معي ، وما تركني وحدي ، لأني في كل حين أعمل ما يرضيه } . [ يوحنا : 8/21-29 ]

ثم يعود ليقول لهم آخر الأمر :

{ لن تروني إلا يوم تهتفون : تبارك الآتي باسم الرب . وخرج يسوع من الهيكل ...} [ متى : 32/39 ، 24/1 ] وأيضا : [ لوقا 13/35 ] .

لقد كان المسيح ، كما تصوره هذه النصوص وغيرها أيضا ، على ثقة من أن الله ـ تعالى ـ لن يسلمه إلى أعدائه ، ولن يتخلى عنه :

{ تجيء ساعة ، بل جاءت الآن ، تتفرقون فيها ، كل واحد في سبيله ، وتتركوني وحدي ؛ ولكن لا أكون وحدي ، لأن الآب معي ... ستعانون الشدة في هذا العالم ، فتشجعوا ؛ أنا غلبت العالم !! } [ يوحنا : 16/32-33] .

ولأجل هذا كان المارة ، بل كل من حضر التمثيلية المزعومة لصلبه (!!) يسخرون من المسيح ، حاشاه من ذلك صلى الله عليه وسلم ، كما يقول كاتب هذا الإنجيل :

{ وكان المارة يهزون رؤوسهم ويشتمونه ، ويقولون : ... إن كنت ابن الله ، فخلص نفسك ، وانزل عن الصليب . وكان رؤساء الكهنة ، ومعلمو الشريعة والشيوخ يستهزئون به ، فيقولون : خلَّصَ غيره ، ولا يقدر أن يخلص نفسه ؟! هو ملك إسرائيل ، فلينزل الآن عن الصليب لنؤمن به ؛ توكَلَ على الله وقال : أنا ابن الله ، فلينقذه الله إن كان راضيا عنه . وعيره اللصان المصلوبان معه أيضا ، فقالا مثل هذا الكلام .}

لكن يبدو أن يقين عسى بمعية الله له قد بدأ يتزعزع ، على ما تصوره أناجيلهم المحرفة ، حاشاه عليه السلام من ذلك :

{ جاء معهم يسوع إلى موضع اسمه جَتْسِماني ، فقال لهم : اجلسوا ههنا حتى أذهب وأصلّي هناك، ثم أخذ معه بطرس وابني زبدي ، وبدأ يشعر بالحزن والكآبة ، فقال لهم: نفسي حزينة حتى الموت ، امكثوا ههنا واسهروا معي . وابتعد عنهم قليلاً وارتمى على وجهه ، وصلّى فقال : إن أمكن يا أبي فلتعبر عني هذه الكأس ، ولكن ليس كما أريد أنا ، بل كما أنت تريد . ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياماً.. وابتعد ثانية ، وصلّى فقال : يا أبي إذا كان لا يمكن أن تعبر عني هذه الكأس، إلا إن أشربها ، فلتكن مشيئتك ، ثم جاء فوجدهم أيضاً نياماً ... وعاد إلى الصلاة مرة ثالثة ، فردد الكلام نفسه . ثم رجع إلى التلاميذ ، وقال لهم : أنيام بعدُ ومستريحون ؟! جاءت الساعة التي فيها يُسْلَم ابن الإنسان إلى أيدي الخاطئين } [ متى 26/36 -40] .

ويصف لوقا المشهد ، فيقول : { ... ووقع في ضيق ، فأجهد نفسه في الصلاة ، وكان عرقه مثل قطرات دم تتساقط على الأرض ، وقام عن الصلاة ، ورجع إلى التلاميذ فوجدهم نياما من الحزن ، فقال لهم ما بالكم نائمين ، قوموا وصلوا لئلا تقعوا في التجربة } [ لوقا 22/44 ] .

ولأجل هذا الاستهزاء بدعوى المسيح ، في زعمهم ، ولأجل ما كان يظنه المسيح من أن الله معه ولن يخذله ، كان منطقيا أن ينهي الكاتب الذي افترى هذا المشهد الدرامي ، بلقطة بائسة تمثل حسرة المسيح ، وخيبة ظنه في معية الله له ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، يقول الكاتب المفتري :

{ وعند الظهر خيم على الأرض كلها ظلام حتى الساعة الثالثة , ونحو الساعة الثالثة صرخ يسوع بصوت عظيم : إلهي ، إلهي ، لماذا تركتني ؟!! } [ متى : 27/38-47 ] وأيضا :

[ مرقس : 15/29-35 ] .

وإذ قد عرفنا قيمة تلك القصة في ميزان النقد ، فإن ما بني عليها من عقيدة الفداء والتضحية تبع لها .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-22, 22:50   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فهذا المعنى لا شك في بطلانه ، فقد خلق الله كل الخلق ، ومنهم الشيطان "إبليس" فهل يحب اللهُ إبليسَ؟! وهو أكفر الخلق بالله .

لقد خلق الله كل البشر ، فهل يحب اللهُ فرعونَ والنمرودَ ؟! وهما من هما في الكفر بالله ، والعتو عليه ، وحربه ، وعداوته ؟!!

هل يحب اللهُ أعداءه وأعداء أنبيائه ؟! هل يحب الله قتلة الأنبياء ؟! هل يحب اللهُ من يشرك به ويتطاول عليه وينسب إليه النقائص؟!

إن مفهوم "الله محبة" الذي يثبته من ينسب هذه الكلمة إلى الله : مفهوم باطل ، ولذلك لا تجد هذا الوصف ـ "الله محبة" ـ ثابتا لله تعالى في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية ، بل في الكتاب الذي يؤمن به النصارى بعهديه : القديم والجديد ، لا تجد أن الله وصف نفسه بهذا الوصف ، ولا وصفه به أحد الأنبياء ، وإنما أطلق ذلك على الله يوحنا وبولس ، ونحوهما .

3- أن من يطلق هذا الوصف على الله تعالى "الله محبة" يغفل ، أو يتغافل عن جانب آخر من صفات الله تعالى ، فإن الناس سوف ينقسمون يوم القيامة إلى قسمين لا ثالث لهما: قسم آمنوا بالله ورسله وأطاعوه ، فهؤلاء يرضى الله عنهم ويدخلهم دار النعيم ، وقسم آخر كفروا بالله ورسله ، فهؤلاء يغضب الله عليهم ، ويدخلهم دار العذاب الأليم .

فهناك من صفات الله ما يدل على الرحمة والرأفة ، والإحسان والعفو والمغفرة والفضل ... إلخ ، وبهذه الصفات أدخل الله تعالى الجنة من أدخل من عباده .

وهناك من صفات الله تعالى ما يدل على الغضب والكراهية والانتقام وشدة العذاب ... إلخ ، وبهذه الصفات أدخل الله النار من أدخل من عبيده .

فالذي ينظر إلى جانب واحد من الصفات دون الآخر هو قاصر النظر ، لم يحقق العبودية التي أرادها الله منه .
ولذلك حذرنا العلماء من ذلك المزلق ، وقال من قال منهم : " مَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِالْحُبِّ وَحْدَهُ : فَهُوَ زِنْدِيقٌ ، وَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِالْخَوْفِ وَحْدَهُ : فَهُوَ حروري ، وَمَنْ عَبْدَهُ بِالرَّجَاءِ وَحْدَهُ :

فَهُوَ مُرْجِئٌ وَمَنْ عَبَدَهُ بِالْحُبِّ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ : فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُوَحِّدٌ "، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح ذلك : " وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحُبَّ الْمُجَرَّدَ تَنْبَسِطُ النُّفُوسُ فِيهِ حَتَّى تَتَوَسَّعَ فِي أَهْوَائِهَا ، إذَا لَمْ يَزَعْهَا وَازِعُ الْخَشْيَةِ لِلَّهِ ، حَتَّى قَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى : {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} ، وَيُوجَدُ فِي مُدَّعِي الْمَحَبَّةِ مِنْ مُخَالَفَةِ الشَّرِيعَةِ مَا لَا يُوجَدُ فِي أَهْلِ الْخَشْيَةِ "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (10/81) .

ثانيا :

أما مفهوم "محبة الله تعالى لعبده" في الإسلام :

فإن من أعلى الغايات التي يسعى إليه المؤمن أن يفوز بمحبة الله له ، ولن تجد في القرآن الكريم أن محبة الله تعالى مبذولة لكل الخلق ، أو لكل البشر كما يزعم من يقول : "الله محبة" ؛ ولكنك تجدها لطائفة من البشر ، وهم الذين آمنوا بالله وأطاعوه ، وقد ذكر الله لنا صفات من يحبهم الله تعالى وأعمالَهم حتى يكون ذلك باعثا لنا إلى الاتصاف بتلك الصفات ، والقيام بتلك الطاعات ، حتى نفوز بمحبة الله تعالى لنا .

قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة/222.

)فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) آل عمران /76.

)وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران /134.

)إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) آل عمران /159.

)إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) المائدة /42.

)إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ) الصف /4.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) المائدة/54.

وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى قائلا : (اللهم إني أسألك حبك) رواه الترمذي (3235) ونقل تصحيحه عن الإمام البخاري ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

وفي المقابل تجد في القرآن الكريم صفات وأعمالا كثيرة أخبرنا الله تعالى أنه لا يحب أهلها ، وذلك حتى نتجنب تلك الصفات والأعمال ونحذر من الاتصاف بها ، قال الله تعالى :

)وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) البقرة/276.

)فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) آل عمران /32.

)وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) آل عمران /57.

)إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) النساء /36.

)إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) النساء/107.

)وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) المائدة/64.

)وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأنعام /141.

)إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) الأنفال /58.

)إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) النحل/23.

)إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) الحج/38.

(وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة/190.

وبهذا يتبين أن "محبة الله تعالى" ليست لكل الخلق ، ولا لكل البشر ، وإنما هي لمن آمن بالله ورسله ، وأطاع الله تعالى ، واتصف بالصفات التي يحبها الله .

نسأل الله تعالى أن يرزقنا محبته ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-22, 22:56   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم مهاترة بعض العوام
بقولهم: ما لك على ربي؟


السؤال :


نحن نعلم أن سب الله ورسوله كفر أكبر مخرج من الملة ، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وجب قتله بإجماع المسلمين ، هناك أناس يقولون أقوالا ـ والعياذ بالله ـ مثل " ما لَك على ربي ، وأجيت على ربي ، ومالْ ربي عليك"

. فهل يعتبر هذا كفرا أكبر مخرجا من الملة ؟

وهل يعتبر من السب والشتم على الله الذي يوجب القتل في الإسلام إذا كان هناك دولة إسلامية حاكمة ؟

وسؤال آخر يختص بهذا: من سب الله ورسوله كفر بالله ، والآن يريد التوبة والاستغفار، فهل يجب عليه الاغتسال ؟

وإن لم يغتسل هل يبقى على الكفر ؟

أم أن الغسل يكون واجبا فقط عندما يهتدي كافر إلى الإسلام ؟

الجواب :

الحمد لله


لا تزال آفات اللسان بالمرء حتى تكبه في النار على وجهه ، وقد لا يكون ذلك بسبب اعتقاد جازم باطل ، ولا بسبب معاملة سيئة مع الناس، وإنما بسبب ضعف الوازع الأدبي مع الله عز وجل، وخفوت جانب تعظيم الله سبحانه في قلبه وعقله .

ذلك أن إدخال لفظ الجلالة " الله "، أو اسم الربوبية " ربي "، أو " ربنا "، في مهاترات الناس ومشاحناتهم فيما بينهم ، وكأن الله سبحانه وتعالى شاخص بينهم في هذا الإسفاف: لا يصدر عن مسلم يعظم الله في قلبه حق التعظيم ، ويشهد له بالكمال والجلال ، يقول عز وجل: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحج/ 74.

والمسلم مطالبٌ بالتأدب مع الله سبحانه وتعالى في ألفاظه أعظم الأدب ، فلا يجمع مع مشيئته مشيئة أخرى بواو العطف، فلا يقول: ما شاء الله وشئت، رغم عذر التخريج اللغوي لهذا الجمع، كما قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَالَ: مَا شَاءَ اللهُ. فَلْيَفْصِلْ بَيْنَهُمَا: ثُمَّ شِئْتَ) رواه أحمد في "المسند " (45/ 43) بسند صحيح.

ولا يُقحم اسم الربوبية في تعامله مع سيده ، رغم صحة ذلك لغة أيضا، كما قال عليه الصلاة والسلام: (لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ: أَطْعِمْ رَبَّكَ. وَضِّئْ رَبَّكَ. اسْقِ رَبَّكَ. وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي مَوْلاَيَ)

رواه البخاري (2552) ، ومسلم (2249) .

وكمال التأدب مع الله سبحانه يقضي على المسلم بمراعاة الألفاظ إلى الغاية الممكنة ، وانتقاء أحسنها وأكملها في الحديث عن الله سبحانه .

ومن باب أولى أن ينزه المرء لفظ "الجلالة" أو "الربوبية" عن لغط القول وارتفاع الأصوات بينهم، كي لا تهوي به كلمة واحدة في النار من حيث يشعر أو لا يشعر.

وهذه الألفاظ الواردة في السؤال يستعملها بعض العوام - من أهل البلاد التي تقال فيها - في سياق المغاضبة والتهجم على المخاطَب ، ولكي يَشعرَ المخاطَبُ بعظيم ما فعله، وشديد ما أغضب مخاصمه منه ، يقحم كلمة "ربي"، يريد أن ما واجهتني به من أذى وعدوان ، بلغ مني أعظم مبلغ

ونال مني أكبر نوال، فلا يجد ما يعبر عن ذلك سوى التعبير بكلمة "ربي"؛ لأنها أعظم ما يخص الإنسان، فيقول: ما لَكْ على ربي! أو: فكأنه يقول له: ما شأنك وشأني! وكأنك تتقصد أذاي في كل شيء، وفي أعظم شيء عندي! ونحو ذلك من المعاني والسياقات.

ونحوها أيضا: أجيت على ربي! يريدون بها أنك جئت وأصبت كل شأني وأحوالي.

فهي كلمة خاطئة آثمة ولا شك؛ لأن سياقها ليس سياق الأدب والتعظيم، ومستعملوها هم السوقة من الناس ، لكن توضيح معناها السابق يجعلنا نتوقف في التكفير بها مطلقا، كما لا نفتي بأنها ليست مكفرة مطلقا .

بل الواجب على مَن جَرَت على لسانه نحو هذه المقولات المتنوعة أن يستفتي أهل العلم في بلده عن تلك الواقعة ، وما قصده في كلامه ، والسياق الذي أدى به إليه ، كي يتمكن المفتي من تحديد إن كانت كلمة مكفرة صدرت استهزاء أو سبا وتنقيصا لله سبحانه ، أم لا.

وفي جميع الأحوال، فإن الاغتسال ليس شرطا من شروط التوبة، سواء التوبة من الردة أو من كلمة السوء، وإنما هو واجب - في قول المالكية والحنابلة - للمرتد أو الكافر الأصلي الذي دخل في الإسلام من جديد

ولكن لو لم يغتسل ، وصدقت توبته وإسلامه، فإن الله عز وجل يتقبل منه، ولا يحرمه فضل التوبة بسبب عدم اغتساله.

نسأل الله تعالى لنا ولجميع المسلمين الهداية لأحسن الأقوال والأعمال، لا يهدي لأحسنها إلا هو عز وجل.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-22, 23:00   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

هل يجوز تسمية نصوص الإنجيل والتوراة آيات ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

إذا كان المقصود بإطلاق " آيات " على فواصل التوراة والإنجيل الحقيقيين ، اللذين أنزلهما الله عز وجل قبل التبديل والتحريف ، فلا حرج في ذلك ، كما سمى القرآن الكريم نفسه فواصل التوراة والإنجيل بأنها " آيات "، ولكن القرآن تحدث عن الكتابين بما هما " كلام الله "، وليس عن الكتابين المحرفين المبدلين .

يقول الله عز وجل : ( وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ )البقرة/ 41.

وقال تعالى : ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُون ) آل عمران/ 113 .

ويقول جل وعلا : ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون ) المائدة/ 44.

ويقول سبحانه : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين ) الأعراف/ 175.
ويقول أيضا : ( وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) القصص/ 45.

ويقول عزوجل : ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) الجمعة/ 5.

كلها آيات قرآنية كريمة ، تطلق على ما نزل في التوراة والإنجيل من رب العالمين بأنها " آيات "، وما هذا إلا لأنها كلام الله جل وعلا ، دون تبديل أو تحريف .

يقول الإمام الطبري رحمه الله :

" القول في تأويل قوله : ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ) اختلف في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : تلك آيات التوراة "

انتهى من " جامع البيان " (15/ 11) .

ومنه ما ثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما من إطلاق ( آية الرجم ) على ما ورد في التوراة في شأن الرجم . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ : " كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ ، فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا ، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى ( آيَةِ الرَّجْمِ ) "

رواه البخاري (3635) ، ومسلم (1699) .

وذلك لأن القرآن الكريم أخبر في هذه الحادثة أن التوراة فيها حكم الرجم ، وهو حكم الله الذي جاء به موسى عليه السلام لليهود ، وذلك في قوله تعالى : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّه )المائدة/ 43 ، ولذلك ساغ أن يطلق الصحابي ، على ما ورد في التوراة في شأن الرجم : أنه " آية الرجم ".

ولأجل ذلك ، فقد عبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، عن مضمون قوله تعالى : ( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ )المائدة/ 45 بأنها : " آية التوراة "، كما في " مجموع الفتاوى " (14/85)، وذلك لأنه مضمونُ حقٍّ شهد القرآن الكريم به .
ثانيا :

أما إذا كان السياق يتحدث عن التوراة أو الإنجيل المحرفين ، بما هما عليه في أيدي الناس اليوم ، وما فيهما من الفقرات المشتملة على الشرك ، أو الأخبار الكاذبة ، أو إطلاق صفات النقص على الله عز وجل ، أو كان السياق يتحدث عن بعض فقراتهما المطبوعة اليوم ، التي لا نعلم عن حقيقة أمرها شيئا ، لكونها مما سكت القرآن الكريم عن مضمونها ، فلا يجوز إطلاق وصف " الآيات " على هذه الفواصل ، بهذا الاعتبار ، وذلك لما يلي :

1. لما في هذا الإطلاق من إيهام المصداقية ، وتنزيل المحرف منزلة المحفوظ المنزل من عند الله تعالى ، وإيهام تساوي القرآن الكريم بالكتب الدينية المطبوعة اليوم ، ولا شك أن دفع هذا الإيهام مطلب شرعي ، ومقصد عقائدي .

2. ولأننا لم نجد – بعد بحث مجهد – أحدا من علماء الإسلام يطلق هذا الإطلاق ، فيصف فقرة من التوراة أو الإنجيل محرفة ، أو مناقضة لما في القرآن ، أو حتى مسكوتا عنها ، بأنها " آية ".

ولذلك قال أبو الوليد الباجي رحمه الله :

" فصول التوراة تسمى ( آيات ) ، لما تضمنته من الهدى والحق الذي نزل على سبيل الهدى والحق ، ما لم ينسخ ، فإذا نسخ حكمها وتلاوتها امتنع ذلك فيها " .

انتهى من " المنتقى شرح الموطأ " (7/ 133) .

فانظر كيف قيد رحمه الله ( الآيات ) بما تحقق اشتماله على الحق ، أما المحرف أو المنسوخ فلا يوصف بذلك ، ومراده بالمنسوخ هنا المنسوخ في شريعة التوراة نفسها .

فكيف بما حرفته أيدي العابثين ، من غير إذن ولا سلطان ، من رب العالمين .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-22, 23:10   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

ما صحة المقولة التالية التي تتداول على ألسنة العامة : " لقمة في فم جائع خير من بناء آلف جامع " ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذه المقولة : " لقمة في فم جائع ، خير من بناء ألف جامع " ، قد يظن بعض الناس أنها حديث نبوي ، وهذا ليس بصحيح .
قال العجلوني في "كشف الخفاء" (2 / 145) :

" ( لقمة في بطن الجائع أفضل من عمارة ألف جامع ) الظاهر أنه ليس بحديث " انتهى .

وقال محمد بن محمد درويش الحوت الشافعي رحمه الله تعالى : " ( لقمة في بطن جائع خير من بناء جامع ) : ليس بحديث "

انتهى من " أسنى المطالب " (ص 250) .

وهي مقولة باطلة من حيث المعنى ، فكيف يصح تفضيل لقمة واحدة على بناء ألف مسجد يعبد الله فيها ؟!

وتفضيل الأعمال بعضها على بعض بهذه الطريقة وإثبات المفاضلة بالعدد لا يمكن معرفته إلا بثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو باب لا يدخله الاجتهاد ولا القياس .

ثانيا :

هل الأفضل إطعام الجائع أو بناء المسجد ؟

إذا نظرنا إلى هذه المسألة من حيث الأصل ، فلا شك أن بناء مسجد واحد أفضل من إطعام الجائع :

1-فالمسجد يحقق مصالح المسلمين الدينية ، وإطعام الجائع يحقق من حيث الأصل مصلحة دنيوية ، ولا شك أن المصالح الدينية أولى ومقدمة على المصالح الدنيوية .

قال ابن الأمير الحاج رحمه الله تعالى :

" (ويقدم حفظ الدين) من الضروريات على ما عداه عند المعارضة لأنه المقصود الأعظم قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) وغيره مقصود من أجله ، ولأن ثمرته أكمل الثمرات ، وهي نيل السعادة الأبدية في جوار رب العالمين " .

انتهى من " التقرير والتحبير " (3/294).

2- إطعام الجائع الواحد أو عدة جائعين هو نفع متعد لفئة محدودة ومصلحته محدودة ، أما بناء المسجد الواحد فنفعه متعد لجماعة المسلمين والمصالح المتولدة عنه أيضا متعددة فيحقق مصلحة إقامة الشعائر وتفقيه المسلمين وتربيتهم وجمع كلمتهم وحلّ مشاكلهم .

ولا شك أن فعلا يتعدى نفعه إلى كثيرين والمصالح الناشئة عنه كثيرة هو أفضل من فعل يتعدى نفعه لفئة قليلة ، والمصالح الناشئة عنه أقل .

قال عز الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى :

" كل مطيع لله محسن إلى نفسه ، فإن كان إحسانه متعديا إلى غيره تعدّد أجره بتعدد من تعلق به إحسانه ، وكان أجره على ذلك مختلفا باختلاف ما تسبّب إليه من جلب المصالح ودرء المفاسد "

انتهى من " القواعد الكبرى " (2 / 394) .

3- إطعام الجائع هو صدقة غير جارية من حيث الأصل ، أمّا بناء المسجد الواحد فهو صدقة جارية يبقى أجرها مستمرا يلحق الباني ما بقي هذا المسجد .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ) رواه ابن ماجه (242) ، وحسّنه الألباني في " صحيح سنن ابن ماجه " .

ثالثا :

ما سبق ذكره من المفاضلة هو من حيث الأصل ، لكن الأولى والأفضل هو القيام بهما معا إذا كانت هناك قدرة .
قال عز الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى :

" إذا اجتمعت المصالح الأخروية الخالصة ، فإن أمكن تحصيلها حصلناها ، وإن تعذر تحصيلها حصلنا الأصلح فالأصلح والأفضل فالأفضل " .

انتهى من " القواعد الكبرى " (1 / 91) .

لكن إذا تعارضا ولم يمكن القيام إلا بواحد منهما ، فهنا يرجع إلى الترجيح بين هذه المصالح ، كما مرّ في كلام الشيخ عز الدين بن عبد السلام .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" الشّريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها ، وأنّها ترجّح خير الخيرين وشرّ الشّرّين ، وتحصيل أعظم المصلحَتين بتفويت أدناهما ، وتدفع أعظم المفسدتَين باحتمال أدناهما "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (20/48) .

وفي هذه الحالة قد يقترن بإطعام الجائع من القرائن في بعض الأحيان ما يجعله أفضل من بناء الجامع .

فمثلا : البلدة التي أصابتها مجاعة تهدّ قوة أهلها وتقعدهم عن الحركة فإطعامهم في هذه الحالة أولى من بناء مسجد لهم لن يأتي إليه أحد ، وموتهم بسبب الجوع مفسدة لا يمكن تداركها ، أما بناء المسجد فيمكن تداركه في المستقبل .
أو بلدة للمسلمين في حالة حرب وتكالب عليها الأعداء ونفذ طعامهم فلا شك أن تقوية شوكتهم بالطعام أولى من بناء مسجد تهدمه المعارك .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-25, 23:10   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حكم عبارة تفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم
بدلا من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


السؤال:


في البلاد الفارسية يترجمون "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بقولهم "تفضل الرسول صلى الله عليه وسلم " احتراما زائدا ؛ فهل هذا جائز أم مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ؟ علما بأن كلمة قال بالفارسية "گفت" وتفضل " فرمود " ، وهي موجودة في كتب الحديث المترجمة .


الجواب :


الحمد لله


لفظة " تفضل " لها معنيان :

المعنى الأول :

معنى عرفي : حيث جرت عادة الناس على استعمالها بقصد الأدب وإظهار الاحترام .

مثل قولنا : تفضل علينا المحاضر أو الشيخ ببيان كذا وكذا ...

المعنى الثاني :

معنى لغوي : ومعناه فعل الإنسان لشيء على سبيل الإحسان مع عدم وجوبه عليه .

جاء في " لسان العرب " (11 / 525) :

" وأَفْضَلَ الرجل على فلان وتَفَضَّلَ بمعنى إذا أناله من فضله وأحسن إليه ، والإفضال: الإحسان " انتهى .
ويقولون في معنى التّبرع : " وتَبَرَّعَ بالعَطاءِ : تَفَضَّلَ بما لا يجب عليه "
.
انتهى من " القاموس المحيط " ( ص 703 ) .

ولا يظهر أن من يستعمل هذا التعبير ، يدور في ذهنه المعنى الثاني أصلا ، وإنما مراده بذلك : المعنى الأول ، كما قال السائل : إنهم يفعلون ذلك من باب الاحترام الزائد .

وهذا المقصد ، وإن كان مقصدا حسنا في نفسه ؛ إلا أنه مخالف لطريقة الصحابة والتابعين والأئمة ، وهم أكثر الناس محبةً للرسول صلى الله عليه وسلم ، وتعظيما له ، وتأدبا معه ، ومع ذلك كانوا يقولون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يظن أحد أنه أعظم تأدبا مع الرسول صلى الله عليه وسلم من الصحابة وأئمة الدين .

قال الإمام ابن كثير رحمه الله ـ

في تفسيره لقوله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ) الأحقاف/11 ـ

"وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها" .

انتهى من " تفسير ابن كثير" (7/278).

فالخير كل الخير في اتباع السلف ، فهم أكمل الناس دينا وأحسنهم أدبا .

نسأل الله تعالى أن يوفقنا للسير على منهاجهم .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-25, 23:13   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل يجوز أن يقال للشخص في مصنعه أو في سلطانه : " إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " ؟

الجواب :

الحمد لله

لا يجوز لأحد أن يبالغ في ثنائه ومدحه لشخص ؛ حتى يثبت له من الصفات ما لا يجوز إلا لله عز وجل .

وقد جاءت نصوص الشرع بالنهي عن الغلو في الدين ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" الغلو هو مجاوزة الحد ، بأن يزاد في حمد الشيء ، أو ذمه ، على ما يستحق ، ونحو ذلك "

انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم " (ص 106) .

وقد روى الإمام أحمد (12551) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا، وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ، لَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللهُ ) وصححه الألباني في "الصحيحة" (1097) .

ولا شك أن قول القائل : " فلان في مصنعه إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " من أعظم المبالغة في وصف شخص ما ، وتسلطه ، واقتداره على تصرفه في مكانه ؛ فإن الذي يقول للشيء كن فيكون هو الله وحده ، وليس ذلك لأحد سواه ، لا في بيته ولا في سلطانه ، ولا في ملكه ولا بين خدمه ولا بين أولاده وزوجاته.

وكم من مريد أمرا في سلطانه منعه الله بقدرته ومشيئته من تنفيذ ذلك الأمر ، إما بموته ، أو بعصيان مَنْ أَمَره ، أو برجوعه عما أمر ، أو بخلاف من هو أشد منه بأسا وقوة ، من ملك أو أمير أو ذي سلطان ، أو بغير ذلك من الأسباب التي يقدرها الله تعالى ؛ وذلك لأن مشيئة العبد ليست مستقلة ، إنما هي تابعة لمشيئة الله تعالى ، كما قال الله : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير / 29 .

فقد يشاء العبد شيئا ولا يكون ، أما الله سبحانه وتعالى ، فهو وحده : الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، الذي يقول للشيء : كن ، فيكون .

فلا يجوز لأحد أن يصف إنسانا بأنه يقول للشيء كن فيكون ، فذلك الوصف لا يكون إلا لله عز وجل .

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

سمعت من بعض الناس يقول حديثا قدسيا عبارته: "عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا يقول للشيء: كن، فيكون"، هل هذا حديث قدسي صحيح، أم غير صحيح؟

فأجابوا : " هذا الحديث لم نعثر عليه في شيء من كتب السنة، ومعناه يدل على أنه موضوع، إذ إنه ينزل العبد
المخلوق الضعيف منزلة الخالق القوي سبحانه، أو يجعله شريكا له، تعالى الله عن أن يكون له شريك في ملكه.
واعتقادُه شركٌ وكفر؛ لأن الله سبحانه هو الذي يقول للشيء: كن، فيكون، كما في قوله عز وجل: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) يس/82 "
.
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/ 471) .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-05-25, 23:18   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل صحيح أن يثرب كان اسما
للمدينة ثم نهي عن استعماله ؟


السؤال:


قرأت في بعض كتب السيرة أن اسم "يثرب" يطلق على المدينة المنورة ، وفي بعض الكتب الأخرى يطلق على سوريا ، فما الصحيح ؟ وسمعت أحدهم يلقي دروساً في السيرة فأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن استخدام اسم يثرب، فأرجو منكم التوضيح

الجواب :

الحمد لله

أولا :

" يثرب " كان اسماً للمدينة النبوية في الجاهلية . فعَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( رَأَيْتُ فِي المَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا اليَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِيَ المَدِينَةُ يَثْرِبُ ) رواه البخاري (3622) ، ومسلم (2272) .

قال النووي رحمه الله تعالى :

" وأما " يثرب " فهو اسمها في الجاهلية ، فسماها الله تعالى المدينة ، وسماها رسول الله طيبة وطابة "

انتهى من " شرح صحيح مسلم " (15/31) .

فبعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم صارت تسمى المدينة .

ومن ذلك قول الله تعالى : ( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ ) التوبة /120.
وسميت طيبة وطابة .

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ اللهَ تَعَالَى سَمَّى الْمَدِينَةَ طَابَةَ ) رواه مسلم (1385) .

وعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّهَا طَيْبَةُ - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - ، وَإِنَّهَا تَنْفِي الْخَبَثَ ، كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ ) رواه البخاري (4589) ، ورواه مسلم (1384) واللفظ له .

ثانيا :

ينبغي للمسلم أن يسمي المدينة بهذا الاسم (المدينة ، أو طيبة ، أوطابة) فهي الأسماء الشرعية لها .

وقد ورد في السنة ما يشير إلى النهي عن تسميتها بـ " يثرب " .

عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ القُرَى ، يَقُولُونَ يَثْرِبُ ، وَهِيَ المَدِينَةُ ) رواه البخاري (1871) ، ومسلم (1382) .

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى :

" وفي هذا الحديث دليل على كراهية تسمية المدينة بيثرب على ما كانت تسمى في الجاهلية "

انتهى من " التمهيد " (23/171) .

قال القرطبي رحمه الله تعالى :

" ( يقولون : يثرب ، وهي المدينة ) ؛ أي : تسميها الناس : يثرب ، والذي ينبغي أن تُسمَّى به : المدينة . فكأن النبي صلى الله عليه وسلم كره ذلك الاسم ، على عادته في كراهة الأسماء غير المستحسنة ، وتبديلها بالمستحب منها . وذلك : أن يثرب لفظ مأخود من الثرب ، وهو الفساد ، والتثريب : وهو المؤاخذة بالذنب

. وكل ذلك من قبيل ما يكره ، وقد فهم العلماء من هذا : منع أن يقال : يثرب . حتى قال عيسى بن دينار : مَن سمَّاها يثرب كُتِبت عليه خطيئة . فأما قوله تعالى : ( يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ) الأحزاب (13) ، هو حكاية عن قول المنافقين ، وقيل : سُميت : يثرب بأرض هناك ، المدينة ناحية منها . وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم : طيبة ، وطابة ، من الطيب

" انتهى من " المفهم " (3/498) .

وأما إطلاق اسم "يثرب" على سوريا ، فقد وجدنا أن هناك قرية في سوريا تابعة لمحافظة الرقة تسمى "يثرب" . وكذلك وجدنا منطقة في العراق تابعة لمحافظة صلاح الدين تسمى بهذا الاسم أيضا .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله الاداب الاسلاميه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc