|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2020-09-02, 04:41 | رقم المشاركة : 31 | ||||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته روى البخاري في صحيحه (2896) عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : " رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ؟ ) . ورواه النسائي (3178) ولفظه : ( إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ ) أن المعصية لها أثر في ضعف العبد وهزيمته بل هذا أمر معروف مقرر ومن يراجع درس غزوة أحد يفهم ذلك جيدا وقد قال الله تعالى : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ) آل عمران/ 165 . فدل ذلك على أن لمعاصي العباد أثرا أي أثر في تسليط عدوهم عليهم ونيلهم منهم وأن أعظم ما ينصر به المؤمنون على عدوهم : صلاتهم ، ودعاؤهم ، وإخلاصهم لله جل جلاله . ولأجل ذلك : بوب الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الجهاد من صحيحه : " بَابٌ: عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ القِتَالِ" وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ " وَقَوْلُهُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [الصف: 3] " انتهى من "صحيح البخاري" (2/20) ط طوق النجاة . و هنا يحضر امام اعيوننا مذابح المسلمين في فلسطين والعالم يجب محاسبة النفس على التقصير في الغزو وفي نيته عند العجز عنه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ ) رواه مسلم (3533) . و يجب تربية الأبناء على عداوة اليهود وأعداء الدين ووجوب جهادهم عند القدرة . والأخذ بجميع أسباب إعداد القوة المادية والمعنوية استعداداً لملاقاة العدو قال الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) الأنفال/60 و اخيرا تذكير النفس والناس بفضل الشهادة في سبيل الله والإلمام بأحكام الجهاد وترك التعلق بالدنيا . و الله اعلم و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
|
||||
2020-09-03, 04:07 | رقم المشاركة : 32 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الجنة هي دار النعيم التي أعدها الله لعباده المتقين وفيها من النعيم ما لا يخطر على البال قال تعالى: ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/ 16- 17 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ، مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ) رواه البخاري (4779). الضحك والمزاح لأهل الجنة داخل في عموم النعيم الذي أعده الله لهم وقد ورد في خصوص الضحك قوله تعالى :( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) المطففين 34-36 . قال ابن كثير رحمه الله في تفسير القران العظيم (8/354) : " فَالْيَوْمَ يَعْنِي: يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ أَيْ: فِي مُقَابَلَةِ مَا ضَحِكَ بِهِمْ أُولَئِك (عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ) أَيْ: إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مُقَابَلَةِ مَنْ زَعَمَ فِيهِمْ أَنَّهُمْ ضَالُّونَ لَيْسُوا بِضَالِّينَ، بَلْ هُمْ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ يَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ فِي دَارِ كَرَامَتِهِ. وَقَوْلُهُ: (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)؟ أَيْ: هَلْ جُوزِيَ الْكُفَّارُ عَلَى مَا كَانُوا يُقَابِلُونَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الِاسْتِهْزَاءِ وَالتَّنَقُّصِ أَمْ لَا؟ يَعْنِي: قَدْ جُوزُوا أَوْفَرَ الْجَزَاءِ وَأَتَمَّهُ وَأَكْمَلَهُ " انتهى . وقوله تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) عبس/ 38-39 . قال القاسمي رحمه الله في "محاسن التأويل" (9/411): (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) أي مضيئة (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) أي مسرورة بنيل كرامة الله والنعيم المتزايد وهي وجوه المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقدموا من الخير والعمل الصالح ما ملأوا به صحفهم" انتهى . وقال الطبري رحمه الله في تفسيره (24/126) : "(ضاحكة) أي : ضاحكة من السرور بما أعطاها الله من النعيم والكرامة" انتهى . وأما المزاح والمداعبة فقد يستدل عليه بقوله تعالى : ( يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ) الطور/ 23 . قال الرازي رحمه الله في "التفسير الكبير" (28/ 211) : "وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (يَتَنازَعُونَ) أَيْ يَتَعَاطَوْنَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ : التَّنَازُعُ التَّجَاذُبُ وَحِينَئِذٍ يَكُونُ تَجَاذُبُهُمْ تَجَاذُبَ مُلَاعَبَةٍ لَا تَجَاذُبَ مُنَازَعَةٍ، وَفِيهِ نَوْعُ لَذَّةٍ " انتهى . والله أعلم . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-05, 05:28 | رقم المشاركة : 33 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته من أعظم الطاعات وأنفع القربات الاستغفار ختام الأعمال الصالحة مع كونها صالحة فتختم الصلوات بالاستغفار وقيام الليل بالاستغفار وكذلك في الحج: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ [سورة البقرة:199]. وختام المجالس الاستغفار الاستغفار بالأسحار بعد قيام الليل في الطاعات أيضًا وليس في المعاصي فقط؛ لأن العبد لا يخلو من التقصير وأما إذا ظلم نفسه فإنه يستغفر ربه: ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [سورة آل عمران:135] وقد أمرنا الله تعالى به فقال: وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [سورة المزمل:20] أَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ [سورة هود:3] فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ [سورة فصلت:6] وهكذا أمر الأنبياء أقوامهم: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ [سورة هود:52] كما قال هود لقومه وكذلك قال صالح -عليه السلام: يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ [سورة هود:61] وقال شعيب لقومه: وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ [سورة هود:90] وقال النبي صلى الله عليه و سلم يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار رواه أحمد: (26279). ندم بالقلب مصحوب باستغفار اللسان طلب المغفرة من الله. إن هنالك أناسًا يأتون يوم القيامة في غاية السرور والحبور لماذا؟ قال صلى الله عليه و سلم طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرا رواه ابن ماجه: (3818). بل إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا؟ من أين لي هذا؟ لا يراه في عمله، فيقول: أنا هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك رواه ابن ماجة: 3660).( وكذلك قال صلى الله عليه و سلم من أحب أن تسره صحيفته فليكثر من الاستغفار الراوي : شداد بن أوس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 3674 | خلاصة حكم المحدث : صحيح فهنيئًا إذًا للمستغفرين وهنيئًا لآباء المستغفرين الذين يستغفرون لهم و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-06, 04:24 | رقم المشاركة : 34 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته هذا الحديث يرويه سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300) والترمذي في "السنن" (2346) وقال : حسن غريب . وقال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه الحديث عن جماعة من الصحابة : " وبالجملة فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر . و الله أعلم . انتهى. "السلسلة الصحيحة" (رقم/2318) يقول المباركفوري رحمه الله في شرح هذا الحديث : " قوله : ( من أصبح منكم ) أي : أيها المؤمنون . ( آمناً ) أي : غير خائف من عدو . ( في سِربه ) أي : في نفسه وقيل : السرب : الجماعة فالمعنى : في أهله وعياله . وقيل بفتح السين أي : في مسلكه وطريقه وقيل بفتحتين أي : في بيته . كذا ذكره القاري عن بعض الشراح . وقال التوربشتي : ( معافى ) اسم مفعول من باب المفاعلة أي : صحيحاً سالماً من العلل والأسقام . ( في جسده ) أي : بدنه ظاهراً وباطناً . ( عنده قوت يومه ) أي : كفاية قوته من وجه الحلال . ( فكأنما حيزت ) : بصيغة المجهول من الحيازة وهي الجمع والضم . ( له ) الضمير عائد لـ ( من ) وزاد في " المشكاة " : " بحذافيرها " . قال القاري : أي : بتمامها ، والحذافير الجوانب وقيل الأعالي ، واحدها : حذفار أو حذفور . والمعنى : فكأنما أعطي الدنيا بأسرها " انتهى. "تحفة الأحوذي" (7/11) وقال المناوي رحمه الله : " يعني : من جمع الله له بين عافية بدنه وأمن قلبه حيث توجه وكفاف عيشه بقوت يومه ، وسلامة أهله فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها بأن يصرفها في طاعة المنعم ، لا في معصية ولا يفتر عن ذكره . قال نفطويه : إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ * ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب فلا تغبطنّ المترَفين فإنه * على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب " انتهى. "فيض القدير" (6/88) والله أعلم . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-08, 05:12 | رقم المشاركة : 35 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ رواه البخاري (1145) ، ومسلم (758). فالمتقرر أن السؤال والاستغفار داخلان في عموم لفظ الدعاء فالسؤال غالبا ما يطلق على طلب النفع سواء كان نفعا دينيا أو دنيويا والاستغفار يطلق على طلب دفع شر الذنب وآثاره السيّئة وإنما خصّا بالذكر من باب عطف الخاص على العام. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " فذكر أولا لفظ الدعاء، ثم ذكر السؤال والاستغفار. والمستغفر سائل ، كما أن السائل داع لكن ذكر السائل لدفع الشر بعد السائل الطالب للخير وذكرهما جميعا بعد ذكر الداعي الذي يتناولهما وغيرهما فهو من باب عطف الخاص على العام " انتهى من "مجموع الفتاوى" (10 / 239). وقد وردت زيادات أخرى: فعند الإمام أحمد في "المسند" (15 / 362): هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ . وعنده أيضا في "المسند" (12 / 478): مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ؟ . وأسلوب الإطناب هنا بذكر الخاص بعد العام فائدته التأكيد على ما قد خصّه بالذكر كما فيه مزيد حث وترغيب في الدعاء وهذا أمر يتذوقه كل مستمع لهذا الحديث فإنه عند سماع الحديث بتمامه يشعر بأهمية الدعاء في هذا الوقت وفضله أكثر مما يشعر به عند سماعه لجزء منه. أن ها هنا مقامين فاضلين مطلوبين : مقام الدعاء والمسألة من الله ، والتضرع إليه ولو من غير صلاة سواء كان قبل أن يصلي أو بعد فراغه من ورده بالليل أو حتى بدون صلاة مطلقا ؛ يستيقظ فيدعو الله ، ويذكره ، ويستغفره ، ثم ينام . والمقام الأرفع : أن يجمع ، مع ذلك كله : ما شاء الله له من صلاته وتهجده بالليل والناس نيام. ويتسغفر ربه في تهجده ذلك ويدعوه بما شاء من خير الدنيا والآخرة . ولهذا كان السلف يفضلون الصلاة في هذا الوقت كما قال الزهري. فعن ابْنُ شِهَابٍ الزهري عَنِ الْأَغَرِّ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ اسْمُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَلِذَلِكَ كَانُوا يُفَضِّلُونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى صَلَاةِ أَوَّلِهِ. رواه الإمام أحمد في "المسند" (13 / 35) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (2 / 196). لفظ الاستغفار مطلق في الحديث ولم يقيد بوصف أو صيغة معينة فكل ما يسمَّى استغفارا في الشرع فهو مرغوب في هذا الوقت سواء كان استغفارا على وجه العموم أو كان استغفارا من ذنب أو تقصير معيّن يتذكره المسلم. و الله اعلم و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-09-09, 04:15 | رقم المشاركة : 36 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته درجة صحة الحديث : هذا الحديث حديث صحيح ثابت في أصح كتابين بعد كتاب الله فقد أخرجه البخاري في صحيحه (1145) ومسلم (1261) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُول مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ" وقد روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوٌ من ثمانية وعشرين صحابياً ـ رضي الله عنهم ـ واتفق أهل السنة على تلقي ذلك بالقبول . ـ أن نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا هو صفة من صفاته الفعلية التي تتعلق بمشيئته وحكمته وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته. فهو سبحانه ينزل كيف شاء، متى شاء سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولا يصح تحريف معنى الحديث بأن يفسر بأن المراد هو نزول أمره أو رحمته ، أو ملك من ملائكته فإن هذا باطل لوجوه : الأول : أن هذا التأويل يخالف ظاهر الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم أضاف النزول إلى الله والأصل أن الشيء إنما يضاف إلى من وقع منه أو قام به فإذا صرف إلى غيره كان ذلك تحريفاً يخالف الأصل . ونحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله وأنه صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق وأصدق الخلق فيما يخبر به فليس في كلامه شيء من الكذب ولا يمكن أن يتقول على الله تعالى شيئاً لا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا في أحكامه قال الله تعالى : ( لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) الحاقة/44ـ46 ثم هو عليه الصلاة والسلام لا يريد إلا الهداية للخلق فإذا قال : " ينزل ربنا " فإن أي قائل يقول بخلاف ظاهر هذا اللفظ كأن يقول : المراد ينزل أمره . فنقول : أأنت أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " ينزل ربنا " وأنت تقول : ينزل أمره أم أنك أنصح للأمة منه حيث عمَّى عليهم فخاطبهم بما يريد خلافه ؟! ولا شك أن الإنسان الذي يخاطب الناس بما يريد خلافه غير ناصح لهم أم تراك أفصح من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! فلا شك أن مثل هذا التحريف لا يخلو من وصمة الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء من النقص الذي لا يرضى به مسلم أبدا ً في جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم . الثاني : أن نزول أمره أو رحمته لا يختص بهذا الجزء من الليل بل أمره ورحمته ينزلان كل وقت . فإن قيل : المراد نزول أمر خاص ورحمة خاصة وهذا لا يلزم أن يكون كل وقت . فالجواب : أنه لو فرض صحة هذا التقدير والتأويل فإن الحديث يدل على أن منتهى نزول هذا الشيء هو السماء الدنيا وأي فائدة لنا في نزول رحمة إلى السماء الدنيا من غير أن تصل لنا ؟! حتى يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عنها ؟! الثالث : أن الحديث دل على أن الذي ينزل يقول : " من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له". ولا يمكن أن يقول ذلك أحد سوى الله تعالى . انظر: ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين (1/ 203-215). و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-11, 04:41 | رقم المشاركة : 37 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الصيد يكون على وجهين : الأول : الصيد للانتفاع بالمصيد ، إما بالأكل ، أو البيع أو التصدق به على المحتاجين أو إهدائه للأصدقاء والأقارب أو غير ذلك من وجوه الانتفاع . فهذا مباح بإجماع العلماء . قال الشيخ ابن عثيمين : " فهذا لا شك في جوازه وهو مما أحله الله عزّ وجل في كتابه وثبتت به السنة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وأجمع عليه المسلمون ". انتهى من " الشرح الممتع " (15/98). الثاني : أن يكون الصيد على سبيل اللهو والعبث والتسلية فقط وإذا صاده تركه دون أن ينتفع به بشيء . فهذا النوع من الصيد مكروه عند بعض العلماء ومنهم من مال إلى تحريمه . ومن الأدلة على كراهته ما جاء عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) . قِيلَ : وَمَا حَقُّهُ ؟. قَالَ : ( أَنْ تَذْبَحَهَا فَتَأْكُلَهَا وَلَا تَقْطَعْ رَأْسَهَا فَيُرْمَى بِهَا ) رواه النسائي (4349) ، والدارمي (1978) وقال الذهبي في " المهذب " (7/3614) : " إسناده جيد" وصححه ابن الملقن في " البدر المنير" (9/376) وحسنه ابن كثير في " إرشاد الفقيه " (1/368) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (1092). قال الشيخ ابن عثيمين : " فهذا مكروه ولو قيل بتحريمه لكان له وجه ؛ لأنه عبث وإضاعة مال ، وإضاعة وقت " انتهى من " الشرح الممتع " (15/98). وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني : " فَلَوْ لَمْ يَقْصِدِ الِانْتِفَاعَ بِهِ حَرُمَ لِأَنَّهُ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ بِإِتْلَافِ نَفْسٍ عَبَثًا " انتهى من " فتح الباري " (9/602). وفي " فتاوى اللجنة الدائمة " (22/ 512) : " أما قتله لمجرد اللعب واللهو فممنوع لما فيه من ضياع المال مع تعذيب الحيوان وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك" انتهى . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-12, 04:21 | رقم المشاركة : 38 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته قال الإمام النسائي رحمه الله في " السنن الكبرى " (9848) : أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بِشْرٍ ، بِطَرَسُوسَ كَتَبْنَا عَنْهُ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ ) . وهكذا رواه الطبراني في " الكبير" (7532) والروياني في " مسنده " (1268) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (124) من طريق محمد بن حمير به . وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (6464) . يرجى لمن حافظ على قراءتها دبر كل صلاة أن يدخل الجنة إذا استقام فأتى ما أمر الله به واجتنب ما نهى الله عنه . قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " يستحب بعد الصلاة بعد التسبيح والتهليل قراءة آية الكرسي ويرجى له بذلك دخول الجنة إذا استقام إذا استقام على دينه ، وحافظ على دينه يرجى له دخول الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( والصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما لم تؤت الكبائر ) رواه مسلم (233) فإذا حافظ على ما أوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليه ، وقرأ آية الكرسي كل هذا من أسباب دخول الجنة إذا قرأها بعد كل صلاة " . انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (4/399-300) . وإذا كانت الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان : إنما تكفر ما بينها إذا اجتنبت الكبائر وهي أركان الإسلام ، ومبانيه العظام فالظاهر أن يكون الفضل الوارد في مثل هذا الحديث أولى بأن يكون معلقا على اجتناب الكبائر . و جاء في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء "تسن قراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين وتكون القراءة سرا ويكون بعد الانتهاء من الذكر بعد السلام والأصل في ذلك ما رواه النسائي وصححه ابن حبان عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي الأنصاري الخزرجي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت) وما رواه أحمد وغيره عن أبي أمامة وغيره (يقرأ سرا بعد كل صلاة آية الكرسي) وصححه في المختارة وزاد فيه الطبراني : (وسورة الإخلاص: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وقال ابن القيم : له طرق تدل على أن له أصلا وما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين دبر كل صلاة) وفي رواية أبي داود : (بالمعوذات)" انتهى . الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الشيخ عبد الله بن غديان الشيخ عبد الله بن قعود . "فتاوى اللجنة الدائمة" (7/108) . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-13, 04:28 | رقم المشاركة : 39 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته هذا من الأحاديث المكذوبة في هذا الموضوع : ( أكرموا الخبز ، فإنه من بركات السماء والأرض من أكل ما يسقط من السفرة غُفر له ) وانظر "الموضوعات" (2/289- 292) و لنا عودة لتوضيح هذه الاحاديث و بدايه موضوع اليوم عن النعم جاءت الشريعة المطهرة باحترام النعم وشكر المنن وتقدير الخير الذي يسخره سبحانه وتعالى للناس . والطعام من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان جعل فيه حياته وقوته كما جعل فيه لذته ولذلك أمر بالحمد بعد تناوله والشكر على إحسانه به . يقول الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) البقرة/172 وقال سبحانه : ( فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) النحل/114 وقال سبحانه : (لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ) يس/35 ولا شك أن من شكر نعمة الطعام احترامها وعدم إلقائها ورفعها عن مواضع الإهانة والقذارة وحفظها عن ما يفسدها . يقول المناوي في "فيض القدير" (1/191) : " حسن الجوار لنعم الله من تعظيمها وتعظيمها من شكرها والرمي بها من الاستخفاف بها وذلك من الكفران والكَفور ممقوت مسلوب ولهذا قالوا : الشكر قيد للنعمة الموجودة وصيد للنعمة المفقودة . وقالوا : كفران النعم بوار فاستدع شاردها بالشكر واستدم هاربها بكرم الجوار . فارتباط النعم بشكرها وزوالها في كفرها فمن عظَّمَها فقد شكرها ومن استخف بها فقد حقرها وعرضها للزوال ولهذا قالوا : لا زوال للنعمة إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت . قال ابن الحاج : كان العارف المرجاني إذا جاءه القمح لم يترك أحدا من فقراء الزاوية ذلك اليوم يعمل عملا حتى يلتقطوا جميع ما سقط من الحب على الباب أو بالطريق . قال : فينبغي للإنسان إذا وجد خبزا أو غيره مما له حرمة مما يؤكل ، أن يرفعه من موضع المهنة إلى محل طاهر يصونه فيه لكن لا يُقَبِّلُهُ ولا يرفعه فوق رأسه كما تفعله العامة ؛ فإنه بدعة . قال : وهذا الباب مجرَّب فمن عظَّم الله بتعظيم نعمه لطف به وأكرمه وإن وقع بالناس شدة جعل له فرجا ومخرجا " انتهى . وقد جاءت النصوص تأمر برفع الطعام الساقط على الأرض : فعَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ ) رواه مسلم (2033) وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ قَالَ وَقَالَ : إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ قَالَ : فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمْ الْبَرَكَةُ ) رواه مسلم (2034) يقول النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (13/206) : " معناه والله أعلم : أن الطعام الذى يحضره الإنسان فيه بركة ولا يُدرى أن تلك البركة فيما أكله أو فيما بقي على أصابعه أو في ما بقي في أسفل القصعة أو فى اللقمة الساقطة فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة وأصل البركة الزيادة وثبوت الخير والإمتاع به والمراد هنا والله أعلم : ما يحصل به التغذية وتسلم عاقبته من أذى ويُقَوِّي على طاعة الله تعالى وغير ذلك " انتهى . و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-09-14, 04:52 | رقم المشاركة : 40 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ما يتناقله بعض الناس من مبالغات في هذا الموضوع هو من الأخبار الكاذبة فقد روى بعض الوضاعين فضائل لمن يرفع اللقمة الساقطة على الأرض ونسبوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وهو بريء منه . يقول الإمام السخاوي رحمه الله في "المقاصد الحسنة" (627) : " حديث ( من أكل ما يسقط من الخِوان والقَصعةِ أمِن من الفقر والبرص والجذام وصُرِفَ عن ولده الحُمقُ ) أبو الشيخ في الثواب عن جابر به مرفوعا . وعن الحجَّاجِ بن علاط مرفوعا أيضا بلفظ : ( أُعطِيَ سعةً من الرزق ووُقِيَ الحمقَ في ولده ، وَوَلَدِ ولده ) والديلمي من طريق الرشيد عن آبائه عن ابن عباس رفعه : ( من أكل ما يسقط من المائدة خرج ولده صباح الوجوه ، ونفى عنه الفقر ) وأخرجه الخطيب في ترجمة عبد الصمد الهاشمي ثم ضعفه وأورده الغزالي في الإحياء بلفظ : ( عاش في سعة ، وعوفي في ولده ) وفي الباب عن أنس أورده الخطيب في ترجمة يونس من المؤتلف وفيه قصة لهدبة بن خالد مع المأمون ، وعن أبي هريرة وكلها مناكير " انتهى . ومن الأحاديث المكذوبة في هذا الموضوع : ( أكرموا الخبز ، فإنه من بركات السماء والأرض من أكل ما يسقط من السفرة غُفر له ) وانظر "الموضوعات" (2/289- 292) "تنزيه الشريعة" (322) "كشف الخفاء" (2/230) فالواجب تحذير الناس من هذه الأحاديث وبيان بطلانها وكذبها ونفيُ الكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال والقربات . مما ينبغي التنبيه عليه ما يفعله بعض الناس حين يرفع الطعام الساقط على الأرض فتجده يقبله ويضعه على جبهته ، فما حكم ذلك ؟ جاء في "الموسوعة الفقهية" (13/133-134) : " صرّح الشّافعيّة بجواز تقبيل الخبز وقالوا : إنّه بدعة مباحة أو حسنة لأنّه لا دليل على التّحريم ولا الكراهة لأنّ المكروه ما ورد عنه نهي أو كان فيه خلاف قويّ ، ولم يرد في ذلك نهي فإن قصد بذلك إكرامه لأجل الأحاديث الواردة في إكرامه فحسن ، ودوسه مكروه كراهة شديدة بل مجرّد إلقائه في الأرض من غير دوس مكروه . وقال صاحب الدّرّ من الحنفيّة مؤيّداً قول الشّافعيّة في جواز تقبيل الخبز : وقواعدنا لا تأباه . أمّا الحنابلة فقالوا : لا يشرع تقبيل الخبز ولا الجمادات إلا ما استثناه الشّرع " انتهى . قال ابن مفلح : ( وهو ظاهر كلام الشيخ تقي الدين فإنه ذكر أنه لا يشرع تقبيل الجمادات إلا ما استثناه الشرع ) الآداب الشرعية (3/231) . وإلى المنع ذهب المالكية أيضا . قالوا : ( وَيُكْرَهُ تَقْبِيلُ الْمُصْحَفِ وَكَذَا الْخُبْزُ وَالْمُعْتَمَدُ أَنَّ امْتِهَانَهُ أي الخبز ـ مَكْرُوهٌ [ الخرشي على خليل ( 2/326) الفواكه الدواني (1/356) ] وقد سبق نص ابن الحاج على أن تقبيل الخبز بدعة . والأظهر ـ والله أعلم ـ ما ذهب إليه المالكية والحنابلة من المنع لقول عمر رضي الله عنه ، لمّا قبل الحجر : ( لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ ) رواه البخاري (1610) ومسلم (1270) . قال الحافظ ابن حجر : " قال شيخنا [ يعني : العراقي ] في شرح الترمذي : فيه كراهة تقبيل ما لم يرد الشرع بتقبيله . والله أعلم . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-09-20 في 04:29.
|
|||
2020-09-18, 04:10 | رقم المشاركة : 41 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أنه قال : ( أَلَاْ أُخْبِرُكُم بِرِجَالِكُم فِي الجَنَّةِ ؟! النَّبِي فِي الجَنَّةِ ، وَالصِّدِّيقُ فِي الجَنَّةِ وَالشَّهِيدُ فِي الجَنَّةِ ، وَالمَوْلُودُ فِي الجَنَّةِ وَالرَّجُلُ يَزُورُ أَخَاهُ فِي نَاحِيَةِ المِصْرِ - لَاْ يَزُورُهُ إِلَّا لِلَّهِ - فِي الجَنَّةِ . أَلَاْ أُخبِرُكُم بِنِسَائِكُم فِي الجَنَّةِ ؟! كُلُّ وَدُودٍ وَلُودٍ إِذَا غَضِبَت أَو أُسِيءَ إِلَيهَا أَو غَضِبَ زَوجُهَا قَالَت : هَذِه يَدِي فِي يَدِكَ لَاْ أَكْتَحِلُ بِغُمضٍ َحتَّى تَرضَى ) روي من حديث أنس وابن عباس وكعب بن عجرة رضي الله عنهم . أخرجها النسائي في الكبرى (5/361) والطبراني في الكبير (19/14) وقال الشيخ الألباني : إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير أن خلفا كان اختلط في الآخر .. لكن للحديث شواهد يتقوى بها . " السلسلة الصحيحة " (287، 3380) قال المناوي رحمه الله : " ( الوَدود ) : بفتح الواو ، أي المتحببة إلى زوجها ( التي إذا ظُلمت ) بالبناء للمفعول يعني ظلمها زوجها بنحو تقصير في إنفاق أو جور في قسم ونحو ذلك ، قالت مستعطفةً له : ( هذه يدي في يدك ) أي : ذاتي في قبضتك ( لا أذوق غُمضا ) بالضم أي : لا أذوق نوما " انتهى. وتَوَسُّمُ صلاحِ الزوجة لا بد أن يتمثل في جميع جوانب الحياة : فهي التي يظن فيها أن تحفظ نفسها وعرضها في حضوره ومغيبه وفي الصغير والكبير . يقول سبحانه وتعالى : ( فالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ) النساء/34 وهي التي تتحلى بالخلق الحسن ، والأدب الرفيع فلا يُعرف منها بذاءة لسان ولا خبث جنان ولا سوء عشرة بل تتحلى بالطيب والنقاء والصفاء وتتزين بحسن الخطاب ولطف المعاملة وأهم من ذلك كله أن تتقبل النصيحة وتستمع إليها بقلبها وعقلها ولا تكون من اللواتي اعتدن الجدال والمراء والكبرياء قال الأصمعيّ : أخبرنا شيخٌ من بني العنبر قال : كان يقال : النساء ثلاث : فهينّةٌ ليّنةٌ عفيفة مسلمة تعين أهلَها على العيش ولا تعينُ العيشَ على أهلِها وأخرى وعاءٌ للولد وأخرى غُلٌ قمٍِلٌ ، يضعه اللّه في عنق من يشاء ويفكّه عمن يشاء وقال بعضهم : خير النساء التي إذا أُعطيت شكرت وإذا حُرمت صبرت ، تسرك إذا نظرت وتطيعك إذا أمرت . وهي التي تحافظ على صلتها بربها وتسعى دوما في رفع رصيدها من الإيمان والتقوى فلا تترك فرضا ، وتحرص على شيء من النفل وتقدم رضى الله سبحانه على كل ما سواه. وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) . والمرأة الصالحة هي التي ترى فيها مربية صادقةً لأبنائك تعلمهم الإسلام والخلق والقرآن وتغرس فيهم حب الله وحب رسوله وحب الخير للناس ولا يكون همُّها من دنياهم فقط أن يبلغوا مراتب الجاه والمال والشهادات بل مراتب التقوى والديانة والخلق والعلم . وبجانب ذلك كله ينبغي أن يختار المسلم الزوجة التي تسكُنُ نفسه برؤيتها ويرضى قلبه بحضورها فتملأُ عليه منزله ودنياه سعة وفرحا وسرورا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُّ النِّسَاءِ خَيرٌ ؟ قال : التِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِليهَا ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَر وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفسِهَا وَلا فِي مَالِهِ بِمَا يَكرَهُ ) رواه أحمد (2/251) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1838) قيل لعائشة رضي الله عنها : أي النساء أفضل ؟ فقالت : التي لا تعرف عيب المقال ، ولا تهتدي لمكر الرجال فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها والإبقاء في الصيانة على أهلها . انظر "محاضرات الأدباء" الراغب الأصفهاني (1/410) وعيون الأخبار لابن قتيبة (1/375) و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-09-20 في 04:28.
|
|||
2020-09-19, 04:32 | رقم المشاركة : 42 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته اليوم يجمعنا حديثين في هذا الباب نكتفي ب احدهما و نواصل شرح الاخر غدا لن قدر الله لنا البقاء و اللقاء فعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ثلاثة أقسم عليهن : ما نقص مالُ عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ) رواه الترمذي (2325) وغيره ، وصححه الألباني . من الأعمالِ العظيمةِ التي تُقرِّبُ إلى اللهِ تعالى: التصدُّق بالمالِ والعفوُ عن الظُّلمِ والتعفُّف عمَّا في أيدي الناسِ والنِّيَّةُ الصَّالحةُ تُبلِّغُ صاحبَها المنازِلَ العاليةَ وهي سببٌ لنيلِ الأَجرِ والثَّوابِ الكبيرِ متى كانتْ صادِقةً وخالصةً للهِ تعالى وفيما يُرْضي اللهَ والنيِّةُ الفاسدةُ تَكونُ على العَكسِ من ذلك. وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ثلاثةٌ أُقسِمُ عَليهِنَّ"، أي: أحلِفُ علَيهنَّ والمرادُ: أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وهو الصَّادقُ المصدوقُ يُخبِرُ عن ثلاثةِ أمورٍ يُؤكِّدُهنَّ بالقسَمِ وذلك بيانٌ لأهمِّيتِهنَّ والحرصِ علَيهِنَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" وأُحَدِّثُكم حَديثًا فاحفَظوه وهذا لِمَزيدِ التأكيدِ على أهميَّةِ ما يَقولُ وقيل: بل هو إخبارٌ عن أهمِّيَّةِ حديثٍ آخَرَ غيرِ الَّذي يُقْسِمُ عليه ثمَّ أخبَرهم صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال: "ما نقَص مالُ عبدٍ مِن صدَقةٍ" أي: ما قَلَّ مالُ عبدٍ مسلِمٍ تصَدَّق به بل يُبارِكُ اللهُ له فيه أو بما وعَدَه مِن مُضاعفةِ الثَّوابِ والأجرِ يومَ القِيامةِ ثمَّ أخبر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن الخَصْلَةِ الثَّانيةِ وهي: "ولا ظلَم عَبدٌ" أي: تعرَّض عبدٌ لظُلمٍ "في مَظلِمةٍ" أي: في قولٍ وفعلٍ، "فصبَر عليها" أي: كان صابِرًا على هذا الظُّلمِ بأنْ صفَح وعفَا، "زادَه اللهُ عِزًّا" أي: كان جَزاؤُه أن يَزيدَه اللهُ بهذا العفوِ والصَّبرِ عِزًّا وشرَفًا ومكانةً عاليةً ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ولا فتَح عبدٌ بابَ مسأَلةٍ" أي: بأن يَمُدَّ يدَه ويسأَلَ النَّاسَ لِيَستكثِرَ مِن أموالِهم في غيرِ حاجةٍ أو ضرورةٍ "إلَّا فتَح اللهُ عليه بابَ فقرٍ" أي: إنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يَفتَحُ عليه بابَ احتياجٍ أو يَسلُبُ مِنه ما أنعَم به عليه "أو كَلِمةً نَحْوَها"، أي: كلمةً في مَعناها. المصدر https://dorar.net/hadith/sharh/73316 و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-09-20, 04:27 | رقم المشاركة : 43 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته " مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر " روى الترمذي (2325) ، وأحمد (18031) عن أبي كَبْشَةَ الأَنَّمَارِيُّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ المَنَازِلِ وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ ) . وقال الترمذي عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " وصححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي " . والحديث يدل على أنه تكفي النية حتى يتحقق هذا الجزاء ولكن يشترط لذلك أن يكون عاجزا عن العمل فإن كان قادرا على العمل كله أو بعضه : فإنه يفعل ما يستطيع منه . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " من نوى الخير وعمل منه مقدوره ، وعجز عن إكماله : كان له أجر عامل " انتهى من " مجموع الفتاوى " (22/243) . وقال رحمه الله أيضا : " الْمُرِيدُ إرَادَةً جَازِمَةً ، مَعَ فِعْلِ الْمَقْدُورِ : هُوَ بِمَنْزِلَةِ الْعَامِلِ الْكَامِلِ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (10/ 731) . وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " إن الذي لا يقدر على عمل معين إما أن يكون لذلك العمل بدل يقدر عليه فهذا لا يثاب على العمل إذا لم يأت ببدله لأنه لو كان صحيح النية لعمل ذلك البدل فعلى هذا يكون حصول الأجر مشروطا بعدم وجود بدله المقدور عليه على أنا نقول : إن من نفع الناس بماله فله أجران . الأول : بحسب ما قام بقلبه من محبة الله ومحبة ما يقرب إليه فهذا الأجر يشركه فيه الفقير إذا نوى نية صحيحة . والأجر الثاني : دفع حاجة المدفوع له فهذا لا يحصل للفقير ، والله أعلم " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (7/244) . وأما قوله : ( فهما في الأجر سواءٌ ) فحمله بعض العلماء على أن المراد استواؤهما في أصلِ أجرِ العمل دون مضاعفته . فالعامل تضاعف له الحسنة بعشر أمثالها أو أكثر أما الناوي فقط فيكتب له الثوب بلا مضاعفة . قال ابن رجب رحمه الله : " وقد حمل قوله : ( فهما في الأجر سواءٌ ) على استوائهما في أصلِ أجرِ العمل ، دون مضاعفته فالمضاعفةُ يختصُّ بها من عَمِلَ العمل دونَ من نواه فلم يعمله فإنَّهما لو استويا مِنْ كلِّ وجه لكُتِبَ لمن همَّ بحسنةٍ ولم يعملها عشرُ حسناتٍ وهو خلافُ النُّصوصِ كلِّها ويدلُّ على ذلك قوله تعالى : ( فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) قال ابن عباس وغيره : القاعدون المفضَّلُ عليهم المجاهدون درجة : همُ القاعدون من أهلِ الأعذار والقاعدون المفضَّل عليهم المجاهدون درجاتٍ : هم القاعدون من غير أهل الأعذار " انتهى من " جامع العلوم والحكم " (2/321) . وقال السندي رحمه الله في " حاشيته على ابن ماجه " : " وَالْمُرَاد يُؤْجَر عَلَى نِيَّة الْخَيْر فَهُوَ فِي أَصْل الْأَجْر أَيْضًا مُسَاوٍ لِلْمُنْفِقِ وَإِنْ كَانَ لِلْمُنْفِقِ زِيَادَة فَإِنَّ مَنْ نَوَى حَسَنَة يُكْتَب لَهُ وَاحِدَة وَإِذَا فَعَلَهَا فَعَشْرَة " انتهى . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-21, 04:23 | رقم المشاركة : 44 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الحلف بغير الله تعالى. عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَلاَ مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلاَ يَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا فَقَالَ: لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ رواه البخاري (3836) ومسلم (1646). وفي رواية للبخاري (2679) ، ومسلم (1646): أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ . قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: " أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها ؛ لا يجوز الحلف بها لأحد " انتهى من "التمهيد" (14 / 367). وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : " – ومن الكبائر- الحلف بغير الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله، فقد أشرك ) وقد قصّر ما شاء أن يقصر من قال: إن ذلك مكروه وصاحب الشرع يجعله شركا فرتبته فوق رتبة الكبائر" انتهى من "إعلام الموقعين" (6 / 571 - 572). والحديث المذكور، هو ما رواه ابْن عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ ) رواه أبو داود (3251) والترمذي (1535) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ " وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (8 / 189). وهذا الشرك قد يكون أكبر وقد يكون أصغر محرّما لكن لا يخرج صاحبه من دائرة الإسلام. فيكون شركا أكبر: إن جعل المقسم به بمنزلة الله في التعظيم والقدرة على النفع والضر كما يفعل بعض عباد القبور من قسمهم بصاحب القبر واعتقادهم أن له قدرة على التصرف بالضر والنفع الغيبي فيجعلونه شهيدا على صدقهم. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " فإن اعتقد في المحلوف به ، من التعظيم ما يعتقده في الله : حرم الحلف به وكان بذلك الاعتقاد كافرا وعليه يتنزل الحديث المذكور " انتهى من "فتح الباري" (11 / 531). قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: " والحلف بغير الله شرك أكبر إن اعتقد أن المحلوف به مساو لله تعالى في التعظيم والعظمة وإلا ؛ فهو شرك أصغر " انتهى من "القول المفيد" (2 / 214). و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-09-22, 04:39 | رقم المشاركة : 45 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته محبة النبي صلى الله عليه وسلم والشوق إليه من أجلّ المطالب النبيلة وأنبل المقاصد الجليلة ولا شك أن ذلك من الإيمان . روى البخاري (15) ومسلم (44) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حال المشتاقين إليه بعد وفاته ممن لم يروه ولم يدركوا زمانه صلى الله عليه وسلم . فروى مسلم (2832) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ ) . وروى الحاكم (6991) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أناسا من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله ) حسنه الألباني في "الصحيحة" (1676) . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " قَالَ الْقُرْطُبِيّ : كُلّ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيمَانًا صَحِيحًا لَا يَخْلُو عَنْ وِجْدَان شَيْء مِنْ تِلْكَ الْمَحَبَّة الرَّاجِحَة غَيْر أَنَّهُمْ مُتَفَاوِتُونَ . فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْمَرْتَبَة بِالْحَظِّ الْأَوْفَى وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْهَا بِالْحَظِّ الْأَدْنَى كَمَنْ كَانَ مُسْتَغْرِقًا فِي الشَّهَوَات مَحْجُوبًا فِي الْغَفَلَات فِي أَكْثَر الْأَوْقَات ، لَكِنَّ الْكَثِير مِنْهُمْ إِذَا ذُكِرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِشْتَاقَ إِلَى رُؤْيَته بِحَيْثُ يُؤْثِرهَا عَلَى أَهْله وَوَلَده وَمَاله وَوَالِده وَيَبْذُل نَفْسه فِي الْأُمُور الْخَطِيرَة وَيَجِد مَخْبَر ذَلِكَ مِنْ نَفْسه وِجْدَانًا لَا تَرَدُّد فِيهِ . غَيْر أَنَّ ذَلِكَ سَرِيع الزَّوَال بِتَوَالِي الْغَفَلَات " انتهى . اللهم اجعلنا دائما من اهل هذه المحبة و الشوق اليه و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc