بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ طرحي لهذا الموضوع أعني تعدد الزوجات ليس من أجل جدال المراهقات وسماع اللغط واللغو الذي لا فائدة منه والذي مللنا من سماعه وإنما من أجل توضيح هذا الأمر وإزالة بعض الإشكالات التي تطرح حوله .
فليعلم كل مسلم أن الزواج هو تشريع من رب العالمين وفطرة غرسها الله في النفوس ولا يكون الزواج زواجا إلا إذا كان على سنة الله ورسوله والفارق بين الزواج والزنا 4 أركان : الولي ، الصيغة ، المهر ، الشهود ، إضافة إلى واجبات الزوجين إتجاه بعضهما البعض والتي لا تكون إلا في الزواج الشرعي .
من هذا المنطلق علينا أن نعلم بالضرورة كمسلمين أن الزواج لا يخضع إلّا للحلال والحرام أو بصيغة أوضح لا يخضع إلا لشرع الله رب العالمين ، فلا يوجد معنى للزواج خارج إطار الشريعة الإسلامية وسنضرب بذلك مثالا حتى يتضح الأمر :
لو أن كافرا تزوج بكافرة ، و هذه الكافرة أسلمت لوجب عليها مفارقة هذا الرجل فورا ، فزواج الكفار ليس له أي معنى فهو مثل العلاقات الغير الشرعية وتوثيق العلاقة بعقد مدني لا يعطيها أي شرعية.
فالرجل المسلم حتى لو كان أفجر الناس ولو أنه لم يفتح طيلة حياته القرآن ولم يسمع طيلة حياته بحديث فإنه عندما يتزوج يجب عليه أن يرجع إلى الشرع وإلى أركان الزواج التي حددها الشرع وإلى شروطه وواجباته حتى يكون متزوجا وإلا تكون علاقته زنا .
من خلال هذه المقدمة نعود إلى السؤال المطروح : ما هو رأينا في تعدد الزوجات ؟
الجواب : أن الزواج بأربعة نساء حلال شرعا لا نقاش فيه ولا جدال ، ولنعبر بصيغة أخرى لعلها تكون أوضح ، الرجل المسلم له الحق في 4 عقود شرعية فإن أضاف العقد الخامس فإن علاقته غير شرعية ويكون واقعا في الزنا ، أما العقود الأربعة فهي حلال حلال حلال عليه بدون أي إشكال .
ولقد أباح الله سبحانه الزواج بأربعة بشرط العدل ، ولكن عدم وجود العدل لا يعني إبطال العلاقة واخراجها عن شرعيتها وانما يعني أن الزوج يأثم بعدم عدله.
يعني إذا تزوج رجل إمرأتين ولم يعدل بينهما فإنه يأثم على فعله ولكن لا يبطل زواجه ، فالزواج يبقى صحيحا ؛ أرجو أن يتم إستوعاب هذه النقطة جيدا .
و لقد رغّب الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم في النكاح
فقد قال الله تعالى : وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) سورة النور
عن أنس إبن مالك رضي الله عنه : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمُرُ بالباءةِ وينهى عن التَّبتُّلِ نهيًا شديدًا ويقولُ: ( تزوَّجوا الوَدودَ الوَلودَ فإنِّي مُكاثرٌ الأنبياءَ يومَ القيامةِ )
المحدث:ابن حبان المصدر:صحيح ابن حبان الجزء أو الصفحة:4028 حكم المحدث:أخرجه في صحيحه
فالزواج كله خير والزيادة في الزواج زيادة في الخير وما كان الزواج في ذاته يوما من الأيام شرّا ، ومن فوائد التعدد :
1 : تحصيل العفّة المطلوبة لصيانة النفس عن الحرام والتفرغ لعبادة الله
2: الزيادة في الرزق
3 : تكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم
4 : زواج النساء المحرومات نظرا لكونهن أكثر من الرجال
5 : وقاية المجتمع من مظاهر الإنحراف والرذيلة
6 : تقوية الروابط الإجتماعية
7 : زيادة القوة النفسية للرجل وذلك حينما يتحمل المسؤلية
8 : إنتهاء شبح الخيانات الزوجية
ولهذا رأينا أن يتحمّل كلّ رجل المسؤولية وأن يتوكل على الله فهو الذي وعده بأن يغنيه بالزواج ، وعلى كلّ إمرأة أن تتق الله وتنزع عن افكارها خواطر المسلسلات وترّهاتهم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .