حقوق الأبناء على الوالدين - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حقوق الأبناء على الوالدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2022-10-12, 14:18   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ثانيًا: مِن وسائل العقاب:

و قبل عرض تلك الوسائل بالتفصيل

مع الاستدلال بنصوص السنه النبوية الشريفة ...

نحتاج في البدايه نتعرف علي المفاهيم بشكلها العام

نموذج رقم 1

أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم التربوي

مبني على الصبر والحلم والتجاوز..

والتعزير الإيجابي منهج

يقصر دونه كل رجالات التربية في الأرض


أفضل عقاب للطفل هو العقاب النفسي

والإسلام حرص على بناء الشخصية المتزنة

التي ليس فيها ضرب ولا تكسير

أطفالنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض

وهم مسؤوليتنا فهم عجينة طرية نستطيع

أن نشكلها كيفما نشاء

وحين يخطئ الأبناء تختلف طريقة تعامل الآباء

مع أبنائهم بناء على خطأ الأبناء وشخصية الآباء.


و يجب لفت الانتباه

إلى أن هناك من الآباء والأمهات من يتعاملون

مع ابنائهم بقسوة ظنا منهم أنهم بهذه القسوة

يحافظون عليهم وبالتالي تكون النتيجة في الغالب

انحراف هذا الابن هربا من قسوة الأب أو الأم

وهناك من الآباء من يستخدم أسلوب الضرب

وقد يكون هذا الضرب مبرحا مع الابن

فحين يخطئ هذا الابن بغض النظر عن نوع الخطأ

يكون عقابه الضرب

فتكون النتيجة على الأغلب إما شخصية مهتزة

مترددة أو متهورا

لأنه في هذه الحالة يكون قد

اعتاد جسده على الضرب فلم يعد يهتم


وهناك من الآباء من يفرطون في تدليل أبنائهم

فلا يستطيعون أن يردوا لهم طلبا

وبالتالي يكون الناتج ابنا مدللا

لا يتحمل أي مسؤولية.

دين الوسطية

أن ديننا دين وسطية فلا تنطع ولا تشدد

ولا تسيب ولا إفراط

ولا تفريط في الدين بل وسطية

وجميل أن نرى أبناءنا على هذه الوسطية

فنكون لهم خير مثال وقوة

جميل أن نربي أبناءنا على مراقبة الله

وخشيته فهذا هو الضمان الحقيقي الذي تضمن به

حسن سلوكهم وهو الحصن والأمان.


أن أفضل عقاب للطفل هو العقاب النفسي

أي حين يخطئ الطفل في المرة الأولى

أفهمه واتحاور معه بعدها أوضح

له لماذا هذا الخطأ؟

ثم حين يكرر الخطأ أعاقبه بحرمانه

من نظرتي إليه فلا اكلمه ولا أنظر إليه (اتجاهله)


ولا يخشى عليهم لأن الأب أعطى كل مرحلة حقها

وأية مرحلة لم يأخذ فيها حقه ينعكس

على بقية المراحل العمرية المختلفة

فالرجل الذي لم يلعب وهو صغير

ينعكس ذلك عليه في شيخوخته

ومن هنا الإسلام كان حريصا على بناء

الشخصية الإسلامية شخصية متزنة


توجيه نبوي

ضرورة تأديب الطفل دون تعنيف نستشهد

بنبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

وموقفه مع عمر بن أبي سلمة وهو طفل

فيقول عمر بن أبي سلمة

«كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكانت يدي تطيش في الصحفة

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك

فمازالت تلك طعمتي بعد»

https://www.dorar.net/hadith/sharh/14361

ومن ذلك ما ذكره أنس رضي الله عنه:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة

فقلت: والله لا أذهب

وفي نفسي ان أذهب لما أمرني به

نبي الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى

أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق

فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم

قد قبض بقفاي من ورائي

قال: فنظرت اليه وهو يضحك

فقال: يا أنيس أذهبت حيث امرتك؟

قال: قلت نعم أنا ذاهب يا رسول الله

قال أنس والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته

قال لشيء صنعته لم فعلت كذا وكذا

أو لشيء تركته لما فعلت كذا وكذا».

https://dorar.net/hadith/sharh/32995

أليس هذا يبرر لنا التوجيه النبوي

لطفل أساء عند تناوله الطعام فأرشده للصواب فيه

وفي حديث أنس نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم

قد قابل تقاعس أنس بضحكه

وناداه بلفظ التصغير «أنيس» تلطفا به

ودون أن يعنفه النبي صلى الله عليه وسلم على تقاعسه

وبين أنس ان هذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم

معه طوال تسع سنين خدمه فيها

وهذا الأسلوب التربوي المبني على الصبر والحلم

والتجاوز عن الأخطاء والتعزيز الإيجابي

منهج يقصر دونه كل رجالات التربية في الأرض

ولا يمتدح تربويا زجر الطفل وتأديبه عند المخالفة

لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم المربي

الأول للبشرية تجنب هذا الأسلوب

واقتصر على منهج تربية مثالية خالية

من أي شكل من أشكال التعنيف أو اللوم

وهذا من كمال شخصه الكريم وباب عظيم

من أبواب التربية لأن الإكثار من اللوم

يعزز عند الطفل الاستهانة في القبائح

والاستعداد لتقحمها، وتجنبه يعزز عند الطفل

دقة الملاحظة وروح الحياء

وهذا ما حصل عند أنس.


ان الإسلام وضع نظاما متكاملا لتنشئة الأبناء

وتربيتهم بما يكفي بتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم

فهو فهم رشيد ينبع من حرص الإسلام

على العلاقات الأسرية وأهمية الفرد المسلم في المجتمع

وقد وضع نبينا صلى الله عليه وسلم

قاعدة أساسية لتربية الأطفال


إذ حدد سبع سنوات للعب وسبعا للتعليم

والتهذيب وسبعا للمصاحبة ثم اتركوهم

الا ان هناك قواعد أساسية

لابد من ان يمر بها الطفل

أولا اللعب وهو مرحلة تأسيسه قبل البلوغ

حيث منع عنهم الضرب أو الزجر حتى يأخذ

الطفل حقه في التنزه واللعب واللهو

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يلاعب الحسن والحسين إذ يعتليان ظهره

كلما سجد ويقول الرسول الكريم نعم الجمل جملكما

بل انه صلى الله عليه وسلم كان يطيل السجود

حتى لا يؤذي مشاعرهما وذلك ليعلم الأب الرحمة

بأطفاله ويؤكد ان تلك المرحلة

هي مرحلة لعبهم ولهوهم.


كما ان مرحلة التعليم يكون فيها أكثر استجابة

للفهم والوعي فأكثر العلماء المسلمين حصلوا

وحفظوا القرآن في هذه المرحلة

وهي بعد العاشرة وبعدها تأتي مرحلة المصاحبة

وتكون في سن الخامسة عشرة حيث البلوغ

والنصح والرشد ويجب على الأب استعمال أسلوب

آخر إذ يأخذ من موقف الصديق والخليل وليس موقف الند

ثم تأتي مرحلة التحرر وترك الباب لهم ليعتمدوا

على أنفسهم أنتم بذلك جعلتم

الطفل يبحث عن رضاكم لا عما يغضبكم

قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين بتصرف

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء









 


رد مع اقتباس
قديم 2022-10-13, 13:42   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نموذج رقم 2

قبل العقاب التشجيع والثواب يأتي أولاً

التشجيع والثواب هما أول شروط العقاب

إذ يجب عليك كمربي أن تشجع الطفل

وتجعله يشعر بقيمة ما فعل

حتى إن أخطأ فيمكنك معاقبته


وإلا سيشعر الطفل بأنه ليست له قيمة

إذ أنك تعاقبه فقط

ولكن أن تشجعه وتثيبه على فعل

جيد فعله وإن أخطأ تعاقبه

فهذا يشعر الطفل أن العقاب متعلق فقط

بالفعل الذي قام به وليس به كشخص.


الخطوة الأولى في العقاب: التلميح

يخطئ بعض الآباء عندما يشرعون في محاسبة

الطفل منذ أول وهلة أخطأ الطفل فيها

ولكن يجب أن يبدأ المربي أولاً بالتلميح

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

“ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا”


https://www.dorar.net/hadith/sharh/141754

ومن هنا نفهم أن التلميح هو أن تتحدث

عن أشخاص مبهمين

أي غير معروفين للطفل

ولكنهم يفعلون كذا وكذا

– أي نفس أخطاء الطفل –


ومن هنا نحن نلمح للطفل أن الفعل الذي يفعله

هو أمر سيء ويجب عليه ألا يفعله

ولكن بأسلوب غير مباشر

فنحن لم نقل له أنك فعلت كذا

وهذا الأمر خاطئ ولكن قلنا أن هناك أشخاص

كانوا يفعلون كذا وهو شيء خاطئ

وعاقبهم الله أو تم عقابهم.


الخطوة الثانية في العقاب هي النصح سراً

وتكرار النصيحة مع تكرار الخطأ


بعد التلميح سيكون هناك أمراً من أمرين

إما أن الطفل فهم أنه يجب ألا يفعل هذا الفعل

وتوقف عن الخطأ وبهذا يكون الطفل

أقلع عن الخطأ ولا يجوز لك معاقبته


وإما أن لا يقلع عن الخطأ

بعد أن فهم أو أنه لم يفهم التلميح

ومن هناك تنتقل مباشرة إلى النصيحة سراً

فليس هناك داعي أن تنصح طفلك أو ولدك

أمام خاله أو عمته أو أصدقائه أو الجيران


فقط تحدث إليه منفرداً وكلمه بأسلوب لطيف

يبدأ بمدحه في شيء جيد فيه ثم تنصحه

أن يتوقف عن فعل هذا الخطأ

لأنه يؤدي إلى المتاعب كذا وكذا

وعقاب الله في كذا

ثم تثني على الطفل وتؤكد له أنك واثق فيه

وفي قدرته على تخطي هذا الخطأ.


فإن استجاب الطفل كان بها

وإن لم يستجب فعليك أن تعيد النصح

ولكن بأساليب مختلفة ولكن سراً

بمعنى أن تغير من طريقتك في نصحه

تغير الكلام الذي تقوله له بشكل ذكي ومباشر

وهكذا حتى يتوقف عن الخطأ

أو تشعر أنه لا فائدة من النصح

ولكن ينبغي أن تكرر النصح أكثر من مرة

وليس أقل من ثلاث مرات أو أكثر إن استطعت

وكانت لديك الحيل الكثيرة

في تغيير الأسلوب الذي تنصح به.


الخطوة الثالثة في العقاب هي المواجهة

بعد أن لمحت ونصحت

وكررت النصح أكثر من مرة

ولكن ليست هناك فائدة من النصح

ومن هنا تبدأ فترة المواجهة

والتي تبدأ بحرمان الطفل من شيء محبب

إلى نفسه كلعبة أو هدية أو تمنعه من زيارة

أحد أقاربه أو تمنعه من الخروج في رحلة

هو يحبها حتى يشعر أن الخطأ الذي يفعله

سبب له خسارة شيء محبب له.


الخطوة الرابعة في العقاب هي الإعراض عن الطفل

حيث إن لم تأتي المواجهة بنتيجة

فعليك الإعراض عن الطفل لبعض الوقت

كأن لا تكلمه لوقت معين أو تشعره بأنك حزين

من هذا الفعل ومنه لأنه يفعل كذا.


الخطوة الخامسة في العقاب وهي الضرب

إذا لم تفلح أي وسيلة من الوسائل السابقة

فعليك أن تلجأ إلى الضرب

ولكن هناك آداب علمنا رسول الله

إياها للضرب، وهي:


- أن تبدأ بسم الله وألا تزيد عدد الضربات

عن ثلاث والبعض يقول عشر

لقوله صلى الله عليه وسلم

“لا يجلد فوق عشر إلا في حد من حدود الله”.

https://www.dorar.net/hadith/sharh/126611

- ألا تكون عدد الضربات متتابعة حتى لا تتسبب

في ألم الطفل، ولا تكون في مكان واحد

- أن يتجنب الوجه والسوءة

- ألا يكسر عظم أو يجرح لحم

- إذا الطفل استعاذ بالله عز وجل

فيجب عليك كمربي أن تتوقف عن الضرب

فوراً احتراما للفظ الجلالة الله

ولما يبعث به في نفوس الأطفال

من عظمة الله ما يجعلهم يلجئون إليه.


- ألا تسخر من الطفل ولا تشير مكرراً لنواحي

النقص عند الطفل ولا تنفر من الطفل

- لا يجب عليك أن تحتقر الطفل ولا أن تعايره

ولا أن تقارن بينه وبين غيره أبداً

ولا أن تفضل عليه أي طفل آخر

- يجب أن تتجنب العقاب الشديد

فالمقصود من الضرب ليس أن تؤلم الطفل

ولكن أن تعاقبه نفسياً.

ولعلك ترى بعض الأطفال من إن ترفع صوتك

عليهم فقط تجدهم يبكون بكاء مريراً

ومن غيرهم من يضحكون

كلما ازددت قوة في الضرب.


تأكد أنك إن استخدمت الخطوات السابقة

في العقاب جيداً سوف تتغلب

على الخطأ الذي في طفلك

ولكن لا تنتقل مباشرة من خطوة إلى أخرى

قبل أن تحقق الخطوة الأولى

فكلما حققت الهدف الذي ترجوه من الخطوة الأولى

فإنه أفضل لك ولطفلك من أن تحققه

في الخطوة الخامسة مثلاً

وتذكر أن الله هو من يثبت قلوب عباده

على طاعته فأدعو للطفل في كل مرة

وأسمعه دعواتك له الخالصة وأحبه.


قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين بتصرف

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2022-10-13 في 15:32.
رد مع اقتباس
قديم 2022-10-14, 12:21   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ومن أساليب الثواب والعقاب التي يُمكن

أن تستنبط منَ السنة النبوية ما يلي:


ثانيًا: مِن وسائل العقاب:

1- الحِرْمان منَ التشجيع:

من وسائل العقاب التي أرشدت

إليها السنة النبوية: الحِرْمان منَ التشجيع

حيث يعمد المربِّي إلى حرمان مَن يعاقبه

مما كان قد عوَّده من تشجيع

أو مدح، أو ثناء، وما شابه ذلك


يدل لهذا من سنته - صلى الله عليه وسلم -

ما ترويه أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -

في قصة الإفك من موقف الرسول

- صلى الله عليه وسلم - منها حين مرضتْ

وأنه لم يكن يزيد على قوله: ((كيف تِيكُم؟))

أخرجه البخاري (5/601-604)، كتاب الشهادات

باب: تعديل النساء بعضهن بعضًا (2661)


دون أن ترى منه - صلى الله عليه وسلم -

ما كانت تراه من اللُّطْف

الذي كانتْ تعرفه منه حين تمْرض.


وبهذه الطريقة في المعامَلة

يضع الرسول - صلى الله عليه وسلم -

أمام المربِّين وسيلة من وسائل العقاب التربوي

قد تكون من أجدى أنواع العقوبات التي يُمكن

أن يعاقب بها الطفل

وأكثرها ملاءمة لنفسيته

في المراحل الأولى من دراسته


...............................

2- اللَّوم والتوبيخ:

لا بأس أن يلجأ المرَبِّي إلى توبيخ الناشئ

أو المتعلم إذا ما أخطأ خطأ يستوجب العقاب

ويمكن الزجْر عنه بالتوبيخ.


وقد استخدم الرسول - صلى الله عليه وسلم -

أسلوب التوبيخ

حيث دعت الحاجة إلى ذلك

حيث يُروى عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه -:

أنه عَيَّر رجلاً بسواد أمِّه، فوبَّخه رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - قائلاً:

((إنك امرُؤٌ فيك جاهلية))

أخرجه البخاري (1/114) كتاب الإيمان

باب: المعاصي من أمر الجاهلية (30)


لكن ينبغي للمربِّي ألاَّ يُفْرط في استخدام التوبيخ

لأن ذلك قد يكون له تأثير سلبي

على الناشئ

فلا بد أن يراعي المؤدِّب حال الصغار

والفروق بينهم في الطباع والأخلاق

فمنهم مَن يكفي في لومه

وإشعاره بخطئه نظرةٌ قاسية

ومنهم من يرتجف فؤاده بالتلميح

ومنهم مَن لا يردعه إلا التصريح باللوم والتوبيخ


وعلى المربِّي أن يحدِّدَ الطريقة

الملائمة للتوبيخ مع كل منهم.

.........................

3- الهجْر والمقاطعة:

وقد لجأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

إلى هذا الأسلوب في عقابه للثلاثة

الذين خُلِّفوا في غزوة تبوك

حيث أَمَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم

- صحابته ألاَّ يكلِّموهم

فجرت المقاطعة بين المسلمين وبين هؤلاء الثلاثة

حتى ضاقت عليهم أنفسهم

وضاقت عليهم الأرض بما رحبت


وهو حديث كعب بن مالك:

أخرجه البخاري (8/452 - 455)

كتاب المغازي، باب: حديث كعب بن مالك

وقول الله - عز وجل -: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ﴾ (4418)


قال تعالى: ﴿ لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ

الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ

يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ

إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ *

وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ

عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ

وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ

لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 117 - 118].

وهذا يدل على أن مؤدب الناشِئِين يحق له

- بل يجب عليه أحيانًا

أن يَحرم المخطئين من مُعاشَرة زملائهم

فترة من الزَّمَن؛ عقوبة وردعًا لهم

حتى يشعر بندمهم وتوبتهم ورجوعهم إلى الصواب

أو يأخذ عليهم العهْد بذلك

شريطة أن يعرفوا أخطاءهم

وسبب إنزال هذه العقوبة بهم

وأن يتوسَّم فيهم الاستفادة من هذه العقوبة


"أصول التربية الإسلامية وأساليبها" ص (146).

.........................

4- - التشهير:

مع أن الإسلام يؤكِّد على أهمية ستْر العيوب

والستر على المسلمين وعدم التشهير بهم

فإنه في بعض الأحيان يوجد مَن يصرُّون

على ارتكاب الأخطاء

ولا يرتدعون إلا بفضْح أمْرهم والتشهير بهم

فحينئذ يجوز ذلك


لأن الضرورة قد دعت إليه

وقد لَجَأ الرسول - صلى الله عليه وسلم -

إلى هذا الأسلوب من العقاب

فيما يروى عن أبي هريرة -

رضي الله عنه - قال: قال رجل: يا رسول الله

إن لي جارًا يؤذيني، فقال:

((انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق))

فانطلق فأخرج متاعه

فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟

قال: لي جار يؤذيني

فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:

((انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق))

فجعلوا يقولون: "اللهم العنه، اللهم أخْزِه"

فبلغه فأتاه، فقال:

((ارجع إلى منزلك، فوالله لا أؤذيك))


أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (124)

وفي هذا دليل على أن النقد الاجتماعي اللاذع

من أساليب التربية الاجتماعية في الإسلام

ولكن لا يُلجَأ إليه إلا عند الضرورة القصوى

"أصول التربية الإسلامية وأساليبها" ص (145).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-15, 12:59   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع التربية عن طريق أسلوب الثواب والعقاب

ومن أساليب الثواب والعقاب التي يُمكن

أن تستنبط منَ السنة النبوية ما يلي:


ثانيًا: مِن وسائل العقاب:

5- - العقاب البدني:

أقرَّت السنة النبوية العقاب البَدَني كوسيلة

من وسائل مُعالجة الأخطاء

إذا توقَّف العلاج على ذلك

فقد قال رسول الله -

صلى الله عليه وسلم -:

((مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع

واضربوهم عليها وهم أبناء عشر))


https://dorar.net/hadith/sharh/66400

لكن لا بد منَ الحَذَر من المبالغة في العقاب البدني

بل لا بد أن يقتصرَ المربِّي

منه على أقلِّ ما يؤدِّي الغرض

ومن ثم ينبغي أن يراعي المربي

عند إقدامه على العقاب البدني ما يلي:


أولاً: الاكتفاء بإظهار أداة العقاب

إن تم الزجْر بذلك

لأن كثيرًا من الصغار والأطفال يرتدعون

وينزجرون بمجرَّد رؤيتهم للعصا أو السوط

ونحو ذلك من أدوات العقاب البَدَني

فإذا ارتدعوا وانزجروا

فقد حصل المقصود


فلا داعي إلى الإيقاع الفعلي للضَّرْب.

وقد أرشدت السنة النبوية

إلى مجرَّد إظهار أداة العقاب

وهو في حدِّ ذاته وسيلة من وسائل التأديب

حيث يروى عن ابن عباس

- رضي الله عنهما - مرفوعًا:

((علِّقوا السوط حيث يراه أهل البيت

فإنه أدب لهم))


https://dorar.net/hadith/sharh/110399

ثانيًا: الاقتصار على شدِّ الأذن ونحو ذلك

دون لجوء إلى الضرب

حيث كان ذلك مجديًا

لأن الصغير يتعرَّف بذلك على ألم المخالفة

وعذاب الفعل الشنيع الذي ارتكبه

واستحقَّ عليه شدَّ أذنه

فقد قال النووي في "الأذكار":

روِّينا في كتاب ابن السني عن عبدالله

بن بسر المازني الصحابي - رضي الله عنه -

قال: بعثتني أمي إلى رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - بقِطْف من عنب

فأكلْتُ منه قبل أن أبلغه إياه

فلما جئت أخذ بأذني وقال: ((يا غُدَر))


منهج التربية النبوية" ص (192)

الأذكار، للنووي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان

الطبعة الأولى، 1399هـ - 1979م، ص (256)


ثالثًا: عند اللجوء إلى الضرْب ينبغي

ألاَّ تقلَّ سنُّ المضروب عن عشر سنين


لقوله - صلى الله عليه وسلم - في أمر الصلاة:

((واضربوهم عليها وهم أبناء عشر))

https://dorar.net/hadith/sharh/66400

فإذا كانت الصلاة - وهي عماد الدين -

لا يجوز الضرب عليها قبل سن العاشرة

فما عداها من الأمور أهون وأيسر

فلا يعاقب عليه الطفل بالضرب قبل العاشرة أيضًا.


كما ينبغي أن يتراوح عدد الضربات

بين واحدة وثلاث فقط

فقد كان عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله

- يكتب إلى الأمصار: "لا يَقْرِن المعلم

فوق ثلاث؛ فإنها مخافة للغلام".


وعن الضَّحَّاك قال:

"ما ضرب المعلِّم غلامًا

فوق ثلاث، فهو قصاص"

أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "العيال" (1/532).

ولا بد من العدل في الضرْب بين الصبيان

فعن الحسن قال: "إذا لم يعدل المعلم

بين الصبيان كُتِب من الظَّلَمة"


"منهج التربية النبوية" ص (195).

ولا بدَّ - أيضًا - أن تكونَ أداة الضرب

أداة مناسبة لسنِّ الصغير


فلا يضرب بأداة تؤلِمه إيلامًا شديدًا

أو تُحدث له كسورًا

أو جروحًا، أو عاهاتٍ


لأن الغرضَ - أولاً وأخيرًا - من هذا الضرْب

هو التأديب، وليس التشفِّي والانتقام

.ويجتنب المربِّي عند الضرب الوجْه

والرأس بما حوى، والمناطق الحسَّاسة

من الجسم؛ لأن الضرب في هذه المواضع

قد يؤدِّي إلى حدوث عاهات للصغير

وقد نَبَّه النبي - صلى الله عليه وسلم

- إلى ذلك بقوله:

((إذا ضرب أحدكم فليتَّقِ الوجه))


https://dorar.net/hadith/sharh/43205

ومِن حُسْن الأَدَب مع الله - عزَّ وجَلَّ -

ورسوله - صلى الله عليه وسلم -:

أن يرفع المؤدِّب يده عن الصغير

إذا ذكر اسم الله - تعالى -

أو النبي - صلى الله عليه وسلم -

كما هو عادة كثير من الصغار عند تعرُّضهم للعقاب

يدل لذلك ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم

- حيث يقول: ((إذا ضرَب أحدكم خادِمه فذكَر الله

فارفعوا أيديكم))


أخرجه الترمذي (4/297) كتاب البر والصلة

باب: في أدب الخادم (1950)


وقد يقول قائل:

إن الطفل إذا علم بهذا قد يتخذها وسيلة

للتهرُّب من العقوبة، والعَوْد إلى الخطأ

أو يتخذها حيلة للتخلُّص من الضرب

ويعاود فِعْلَه.فالجواب عن ذلك:

أنه يجب الاقتداء بحديث رسول الله -

صلى الله عليه وسلم -

لما فيه من تعظيم الله - تعالى

- في نفس الطفل،

وهو كذلك علاج للضارب من أن حالته

الغضبية كبيرة جدًّا؛ مما استدعى

من الطفل ذكر الله تعالى والاستغاثة به.


ولن نتكلم مع ضعاف الإيمان

الذين إذا سمعوا مثل هذه الاستغاثات


ازدادوا حمقًا وتعسُّفًا وضرْبًا

فهؤلاء بحاجة أن يذكروا ذنوبهم

وتقصيرهم مع ربهم

وحِلم الله - تعالى - عليهم

مع قدرته عليهم في كل آنٍ


وهذا يقودنا إلى أمر مهم

وهو أنه يجب على المربِّي

ألاَّ يُقْدمَ على عملية الضرب والتأديب

وهو في حال غضب شديد

فقد كتب عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله

- إلى أحد عماله: "لا تعاقب رجلاً

عند غضبك عليه؛ بل احبسه حتى

يسكن غضبك، فإن سكن فأخرجه

فعاقبه على قدر ذنبه".


هذه قاعدة تربوية يجب ألاَّ يحيد عنها المربُّون

ولا ينساها الآباء والأمهات:

"لا تؤدِّب وأنت غضبان"

لأن الغضب يفقد صاحبه الحكمة

والبصيرة والروِيَّة في الحكم

والأناة في بحْث الأمور بحثًا عقليًّا

من جميع جوانبها، وحينئذ يأتي الخطأ

ويحدث الظُّلم، ويعيش صاحبه في حالة غضبية

لا يفرق بين الانتقام والتأديب

فالانتقام يصدر عن مبغض كاره

والتأديب يصدر عن قلب رحيم


قبسات من التأديب التربوي" ص (105).

.............

في النهاية ارجوا من الله

إن يكون وفقني في كتابة موضوع هذا البحث

بشكل كامل ونسأل الله كل التوفيق لكم ولنا.

وأسال الله أن يوفقنا عبر صفحات الحياة

لتغدو خرائط الأمل زاهية متألقة ليسعد الجميع.

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc