التّعريف بفنّ القصّة - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء > فنّ القصّة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التّعريف بفنّ القصّة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-12-16, 18:50   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










افتراضي

لقد حاولت مرات عديدة أن أرد على محاولاتك المتعددة والمتنوعة ولكن في كل مرة يخونني المتصفح ، وقد راسلتك إلكترونيا منذ مدة بمجرد أن وردت هذه المحاولة في المنتدى في قسم الخواطر ..
إليك كل تحياتي وتقديري .









 


رد مع اقتباس
قديم 2009-12-18, 23:26   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
أريج الغار
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أريج الغار
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أحسن خاطرة 
إحصائية العضو










A7

قبل كل شيء .. أعتز بقراءة مواضيعك الخلاّقة ..

و بعدها أعتذر عن تأخر الرد ..
قرأت موضوعك مسبقا و ألوم الأخت العمر سراب على إغلاقها له .. فعن نفسي أنا لا أطلع على مجال القصة كثيرا .. حبذا لو كانت القصة تنشر مثلها مثل الخواطر الأخرى .. إنها نتاج إبداع كذلك !!
**
أخي العمر الضائع :
موقف أليم .. عبثا ما ستحاول نسيانه و لكن لن تتمكن من ذلك .. أتعلم لم؟؟ لأنك عشته و تعاملت معه بعاطفة ..
لكن الأشد ألما .. صبي غادر دنيا مشتاقا لأبيه .
**
مع ذلك دعنا نلق بالا للناحية الجيدة ..
غادرها ساعيا للعلم !!
*****
تحياتي على صياغتك الرائعة
دمت مبدعا مع خالص عرفاني ..
تحياتي الأبدية / أريج









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-19, 00:13   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أريج الغار مشاهدة المشاركة


قرأت موضوعك مسبقا و ألوم الأخت العمر سراب على إغلاقها له .. فعن نفسي أنا لا أطلع على مجال القصة كثيرا .. حبذا لو كانت القصة تنشر مثلها مثل الخواطر الأخرى .. إنها نتاج إبداع كذلك !!
غاليتي أريج،
بالنّسبة لموضوع الأخ العمر الضّائِع فقد أغلقته بعد أن أخبرته و لأنّ الأمرَ كان منطقيّاً، وذلِك لإتباع الموضوع بالقِسم المخصّص لذلك
ولعلمي بأنّ القصّة نتاج إبداع كما تفضّلتِ بالقول..فقد سعيتُ لحِفظِها من الضّياع كلّما طُوِيت الصّفحات..
أحيانا كثيرة لا يُردُّ عليها و بالتّالي سرعانَ ما تدخُل في طيِّ الإهمال ومن ثَمّ النّسيان
لأنّي لاحظتُ أنّ القليل القليل من يولي هذا الجانِب أهميّة ..
رغم أنّها تحمِلُ من العِبر والقيم ما يدفعُنا لعدم تهميشِها.

تمنّيتُ أن يكونَ قسما مخصّصا لها كما هو الحال ببعض المنتديات،
و سأسعى لذلك إن شاء الله إن حالفني الحظّ ووجدت أذانا صاغية

تحيّاتي..









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2009-12-19 في 00:16.
رد مع اقتباس
قديم 2009-12-20, 12:01   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
العمرالضائع
رحــمه الله
 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=أريج الغار;2027283]

قبل كل شيء .. أعتز بقراءة مواضيعك الخلاّقة ..

و بعدها أعتذر عن تأخر الرد ..
قرأت موضوعك مسبقا و ألوم الأخت العمر سراب على إغلاقها له .. فعن نفسي أنا لا أطلع على مجال القصة كثيرا .. حبذا لو كانت القصة تنشر مثلها مثل الخواطر الأخرى .. إنها نتاج إبداع كذلك !!





**
أخي العمر الضائع :
موقف أليم .. عبثا ما ستحاول نسيانه و لكن لن تتمكن من ذلك .. أتعلم لم؟؟ لأنك عشته و تعاملت معه بعاطفة ..
لكن الأشد ألما .. صبي غادر دنيا مشتاقا لأبيه .
**
مع ذلك دعنا نلق بالا للناحية الجيدة ..
غادرها ساعيا للعلم !!
*****
تحياتي على صياغتك الرائعة
دمت مبدعا مع خالص عرفاني ..
تحياتي الأبدية / أريج




ذات القدر الرفيع اني اعتز كثيرا بوجودك ، وقدراتك المذهله { رجاء لا تذهبي بعيدا الى تاويلات اخرى} انا اقول الحقيقة، واعجب كثيرا لمن يفهم الشاردة والملمح :
.....مشتاقا الى ابيه ، ......ساعيا للعلم
انا قصدت تلك اللقطات فعلا وتعبت في تصويرها ، ولم يفطن اليها
الا قلة فيما ارى ان لم يكن شخص واحد ، ولم اضع تلك القبلة على
الجبين عبثا ...لن استرسل
ولكن ما اقوله عنك صحيح واقسم على ذلك
صدقيني ولا تلقي بالا لكلام اخر ، انت فذة بالفعل ، وليتك تصدقينني !
بالامس رفعت قصة ، كانت واقعية ، ثم حذفتها لانها لم ترق لا لك ولا لاختنا العمر سراب / لك تحياتي









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-20, 12:09   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
أريج الغار
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أريج الغار
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة أحسن خاطرة 
إحصائية العضو










A7

ما جعلك تثق أنها لم ترقني ؟؟؟
هيا أطلعني على العنوان لعلي لم أقرأها أصلا .. فأنا في فترة إمتحانات و لا أتطلع على كل شيء أثناء إستراحتي ..










رد مع اقتباس
قديم 2009-12-20, 12:42   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
العمرالضائع
رحــمه الله
 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=أريج الغار;2032582]

ما جعلك تثق أنها لم ترقني ؟؟؟
هيا أطلعني على العنوان لعلي لم أقرأها أصلا .. فأنا في فترة إمتحانات و لا أتطلع على كل شيء أثناء إستراحتي

العنوان هو : اخر ما قال لي
ساعيد رفعها لو اردت
بالتوفيق في امتحاناتك









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-21, 10:52   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










Hourse قصة جديدة : العقدة

العقــــــــــدَةُ
ينفتح الباب أمامه ، يتصبب العرق من جبينه ، تصدر الآهات من قلبه حمما ملتهبة ، يحاول فك رباط العنق الذي يعصر أنفاسه عصرا ، يجر قدميه جرا ، يتهالك على أقرب كرسي ، يسرع إليه الجميع و كل الثلة المنتظرة :/ واشي سهل ربي ../ ثم سرعان ما يردف آخر عندما يرى وجومه و شروده :/ هذا ما كنا خايفين منه ، عرسان العام هذا الكل – تربطوا - .. / .
تقبر الزغاريد في الحنجرة ، تكبر مساحة الحزن ، يتكهرب الجو ، تضيع الابتسامات وراء حزن ظاهر ، تقطب العجائز الوجوه فتزداد التجاعيد وضوحا ،، تتجمهر النسوة حول العروسة التي غرقت في بكاء لا ينتهي ،، تنظر من خلال العبرات المتساقطة على الثياب البيض التي لفوها بها ، تمنت لو مزقتها شر تمزيق أو داستها على الأرض ../آه ،، أين أنت أيتها السعادة ،، و أين شهر العسل و هذه بداية المأساة ؟! /.
-/ لا تحزن يا ولدي ،، اصبر ،كل شيء يفوت ../ ينظر إلى والده ، تمنى لو سأله سؤالا وحيدا :/ هل حدث لك مثلما حدث لي عند زواجك ؟!/ ، يلجم الحياء لسانه ، بقيت نظراته ثابتة ، لم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء ،/ ماذا يقولون عني ؟!، ما هوش راجل.../ وطبعا مقياس الرجولة عندهم هو انقضاء هذه المهمة في أسرع ما يمكن و كأننا في سباقات السرعة ../ تمنى لو كان في مقدوره أن يصرخ في هذا الجمع المحيط به:/ تفرقوا ،، روحوا لدياركم ../ لكن خوفه من كبر الفضيحة يوقفه عند حده.
يجمع قواه المبعثرة ، يصر على إعادة المغامرة ثم ليكن ما يكون ، ينهض بكل ثقله ، يدفع قدميه دفعا ، يدخل الغرفة المبعثرة ثانية ، يغلق الباب دونه ، هاهي شريكة حياته كما تركها في ثيابها البيضاء تقاوم موجة الدموع التي أغرقتها ،، ماذا يقول لها ؟! هل يذكرها بذكريات الصبا و آلاف الآمال التي نسجاها معا أم يزرع في فؤادها المضطرب الصبر و الشجاعة ؟! ، ما السبيل إلى ذلك و قلبه يرتعد فرقا و عضلة الحجاب الحاجز تضغط على غشاء القلب فتعصره؟ يتقدم منها ، يمسك يدها ،يحس ببرودة الثلج ، يسري في بدنه تيارا باردا يجمد أعصابه و يتركه جثة بلا روح ، يمسح دموعها، يجلس بجانبها ، يحاول أن يقوي من عزيمتها ، أصوات الدفوف تمزق نياط القلب ،تتعالى الزغاريد ، صراخ يصم الأذان، صفير الصغار بمزاميرهم يذكره بيوم النشور و البعث ، يزداد الخوف و ينتشر الرعب ، يحس و كأنه قادم على مغامرة نهايتها الموت ،،يعربد الموج بقوة ، يصطدم بالصخور الشاطئية الباردة فيعود القهقرى ، يعاود الكرة ، و يعاود و لكن دون جدوى ،،يجمع كيانه الممزق ، يدير قفل الباب ، تتوقف أصوات الدفوف و المزامير و الحناجر ، تنظر إليه النسوة ، يلتف حوله الصغار ،أصوات عديدة تقرع مسامعه : ( واشي ربي سهل ...) بماذا يجيب ؟! تمنى لو صرخ في وجوههم : / ربي دائما يسهل أنتم مصيبتي ../ ، تموت الكلمات في الحنجرة ، يندفع بسرعة خارجا ، يعترضه والده و رفاقه : / واشي ربي سهل ../ هل يكذب عليهم ؟! تضيع العبارات فيسقط على البلاط يلتمس برودته حتى تطفئ نار قلبه المشتعلة .
-
/ يا حسرة ،، ربطوه زي أصاحبه ../
-
/ إذا تربط الرجل لازم يروح – للطالب – يحل له العقدة ../
تتبادر إلى مسامعه الكلمات خافتة كالهدوء الذي يسبق العاصفة ،، هل قدر عليه أن يعيش إلا مع (الطالب ) و العقد ؟!!.
علموه منذ الصغر إن الأبالسة و بنات الجن تسكن أفئدة البشر فعلقوا على صدره و طرزوا في ثيابه الحروز و تركوه يواجه الحياة ، ينهش من كبريائه الجريح و يمتص من دمه المتدفق ،، يغمض عينة ثانية ، صوت الدف يمزق صمت المكان ، ضجيج رقص، غناء أشبه بالبكاء: ( يا أولاد الصالحين..) مقطع واحد بقي مستقرا في ذاكرته المبعثرة ، " الطالب " بجبته البيضاء في حوار لا ينتهي مع من يسميهم الجن ،، العرق يتصبب من جبينه ،،الفوضى،، الدفء ،، الغناء ،، البكاء ،،و يختلط كل شيء ، لم يعد يبصر إلا – الطالب – بشعره المتدلي على الكتفين و لم يعد يسمع إلا أصوات آدمية تتخاطب فيما بينها ../ يا شهبار يا ولد بنت الأخيار أخرج و إلا كويتك بالنار ،،/ يزداد الضجيج ، ثم فجأة ينتهي كل شيء ، صمت رهيب عرف بعده أن ما يدعى – الجن – قد خرج من جسده لكنه عليه أن لا يتخلى على الحرز و إلا عاد قرينه ليستقر في أعماق قلبه .
-/ شوف يا ولدي ،، إذا لم تقدر هذه المرة لازم تشوف أنت و امرأتك – الطالب ../ أعادته كلمات والده للواقع ،، هل يرجع ثانية – للطالب – و قد حمد الله على أن الماضي لم يعد إلا ذكرى ؟ ينظر إلى والده بعين نصف مغمضة ، هل يصارحه بالسبب الذي جعله عاجزا إلى هذا الوقت ؟! هل يقول له :/ إنه أنتم و هذا الضجيج الذي يزيد المرء خوفا ورهبا ../ .
يعتدل في جلسته ، يمسح العرق المنسكب، يجمع كل قواه ، يمط شفتيه ، يخرج سيجارة ، يشعلها ، يأخذ نفسا كبيرا ، ينفث ، يحوقل في سره ، ينظر إلى والده ، يجمع الكلمات المبعثرة في ذاكرته ثم .....
-
/ لن أدخل هذه المرة إلى الغرفة حتى يتفرق كل هذا الجمع و تغادر النسوة الغرفة المجاورة ../ ، ينظر إليه والده ، يبدو على وجهه تصميم على تنفيذ ما أقتنع به، قرر والده أن يدعه يجرب حظه للمرة الأخيرة قبل أن يحمله – للطالب - ،، يحس بالسكينة تعود إلى كيانه المهزوز ، يدوس بقية السيجارة بعقب الحذاء ، يندفع صوت الغرفة ، يدفع الباب و يدخل .....
هامش
: لم يمض إلا وقتا يسيرا على دخوله الغرفة حتى خرج مبتسما مع صوت طلقة نارية .









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-21, 21:07   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
العواد
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية العواد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي العقدة...

أخي محرز ..عشت معك وقائع العرس وسمعت صوت الدف والزغاريد ..لكن ...........................(بعيدا عن الطالب...)
تصويرك للحدث كان مشوقا ننتظر جديدك..تقبل تشكراتي....









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-22, 14:55   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










افتراضي

أرجو أن تكون أخي - العواد - قد تناولت بعض الحلويات في العرس ........
المؤسف أن أعراسنا ابتعدت كثيرا عن الشرع الإسلامي الحنيف ، لذلك كثر السحر والربط والطلاق .........
دمت صديقا وفيا .










رد مع اقتباس
قديم 2009-12-22, 15:42   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيتوني محرز مشاهدة المشاركة
العقــــــــــدَةُ
ينفتح الباب أمامه ، يتصبب العرق من جبينه ، تصدر الآهات من قلبه حمما ملتهبة ، يحاول فك رباط العنق الذي يعصر أنفاسه عصرا ، يجر قدميه جرا ، يتهالك على أقرب كرسي ، يسرع إليه الجميع و كل الثلة المنتظرة :/ واشي سهل ربي ../ ثم سرعان ما يردف آخر عندما يرى وجومه و شروده :/ هذا ما كنا خايفين منه ، عرسان العام هذا الكل – تربطوا - .. / .
تقبر الزغاريد في الحنجرة ، تكبر مساحة الحزن ، يتكهرب الجو ، تضيع الابتسامات وراء حزن ظاهر ، تقطب العجائز الوجوه فتزداد التجاعيد وضوحا ،، تتجمهر النسوة حول العروسة التي غرقت في بكاء لا ينتهي ،، تنظر من خلال العبرات المتساقطة على الثياب البيض التي لفوها بها ، تمنت لو مزقتها شر تمزيق أو داستها على الأرض ../آه ،، أين أنت أيتها السعادة ،، و أين شهر العسل و هذه بداية المأساة ؟! /.
-/ لا تحزن يا ولدي ،، اصبر ،كل شيء يفوت ../ ينظر إلى والده ، تمنى لو سأله سؤالا وحيدا :/ هل حدث لك مثلما حدث لي عند زواجك ؟!/ ، يلجم الحياء لسانه ، بقيت نظراته ثابتة ، لم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء ،/ ماذا يقولون عني ؟!، ما هوش راجل.../ وطبعا مقياس الرجولة عندهم هو انقضاء هذه المهمة في أسرع ما يمكن و كأننا في سباقات السرعة ../ تمنى لو كان في مقدوره أن يصرخ في هذا الجمع المحيط به:/ تفرقوا ،، روحوا لدياركم ../ لكن خوفه من كبر الفضيحة يوقفه عند حده.
يجمع قواه المبعثرة ، يصر على إعادة المغامرة ثم ليكن ما يكون ، ينهض بكل ثقله ، يدفع قدميه دفعا ، يدخل الغرفة المبعثرة ثانية ، يغلق الباب دونه ، هاهي شريكة حياته كما تركها في ثيابها البيضاء تقاوم موجة الدموع التي أغرقتها ،، ماذا يقول لها ؟! هل يذكرها بذكريات الصبا و آلاف الآمال التي نسجاها معا أم يزرع في فؤادها المضطرب الصبر و الشجاعة ؟! ، ما السبيل إلى ذلك و قلبه يرتعد فرقا و عضلة الحجاب الحاجز تضغط على غشاء القلب فتعصره؟ يتقدم منها ، يمسك يدها ،يحس ببرودة الثلج ، يسري في بدنه تيارا باردا يجمد أعصابه و يتركه جثة بلا روح ، يمسح دموعها، يجلس بجانبها ، يحاول أن يقوي من عزيمتها ، أصوات الدفوف تمزق نياط القلب ،تتعالى الزغاريد ، صراخ يصم الأذان، صفير الصغار بمزاميرهم يذكره بيوم النشور و البعث ، يزداد الخوف و ينتشر الرعب ، يحس و كأنه قادم على مغامرة نهايتها الموت ،،يعربد الموج بقوة ، يصطدم بالصخور الشاطئية الباردة فيعود القهقرى ، يعاود الكرة ، و يعاود و لكن دون جدوى ،،يجمع كيانه الممزق ، يدير قفل الباب ، تتوقف أصوات الدفوف و المزامير و الحناجر ، تنظر إليه النسوة ، يلتف حوله الصغار ،أصوات عديدة تقرع مسامعه : ( واشي ربي سهل ...) بماذا يجيب ؟! تمنى لو صرخ في وجوههم : / ربي دائما يسهل أنتم مصيبتي ../ ، تموت الكلمات في الحنجرة ، يندفع بسرعة خارجا ، يعترضه والده و رفاقه : / واشي ربي سهل ../ هل يكذب عليهم ؟! تضيع العبارات فيسقط على البلاط يلتمس برودته حتى تطفئ نار قلبه المشتعلة .
-
/ يا حسرة ،، ربطوه زي أصاحبه ../
-
/ إذا تربط الرجل لازم يروح – للطالب – يحل له العقدة ../
تتبادر إلى مسامعه الكلمات خافتة كالهدوء الذي يسبق العاصفة ،، هل قدر عليه أن يعيش إلا مع (الطالب ) و العقد ؟!!.
علموه منذ الصغر إن الأبالسة و بنات الجن تسكن أفئدة البشر فعلقوا على صدره و طرزوا في ثيابه الحروز و تركوه يواجه الحياة ، ينهش من كبريائه الجريح و يمتص من دمه المتدفق ،، يغمض عينة ثانية ، صوت الدف يمزق صمت المكان ، ضجيج رقص، غناء أشبه بالبكاء: ( يا أولاد الصالحين..) مقطع واحد بقي مستقرا في ذاكرته المبعثرة ، " الطالب " بجبته البيضاء في حوار لا ينتهي مع من يسميهم الجن ،، العرق يتصبب من جبينه ،،الفوضى،، الدفء ،، الغناء ،، البكاء ،،و يختلط كل شيء ، لم يعد يبصر إلا – الطالب – بشعره المتدلي على الكتفين و لم يعد يسمع إلا أصوات آدمية تتخاطب فيما بينها ../ يا شهبار يا ولد بنت الأخيار أخرج و إلا كويتك بالنار ،،/ يزداد الضجيج ، ثم فجأة ينتهي كل شيء ، صمت رهيب عرف بعده أن ما يدعى – الجن – قد خرج من جسده لكنه عليه أن لا يتخلى على الحرز و إلا عاد قرينه ليستقر في أعماق قلبه .
-/ شوف يا ولدي ،، إذا لم تقدر هذه المرة لازم تشوف أنت و امرأتك – الطالب ../ أعادته كلمات والده للواقع ،، هل يرجع ثانية – للطالب – و قد حمد الله على أن الماضي لم يعد إلا ذكرى ؟ ينظر إلى والده بعين نصف مغمضة ، هل يصارحه بالسبب الذي جعله عاجزا إلى هذا الوقت ؟! هل يقول له :/ إنه أنتم و هذا الضجيج الذي يزيد المرء خوفا ورهبا ../ .
يعتدل في جلسته ، يمسح العرق المنسكب، يجمع كل قواه ، يمط شفتيه ، يخرج سيجارة ، يشعلها ، يأخذ نفسا كبيرا ، ينفث ، يحوقل في سره ، ينظر إلى والده ، يجمع الكلمات المبعثرة في ذاكرته ثم .....
-
/ لن أدخل هذه المرة إلى الغرفة حتى يتفرق كل هذا الجمع و تغادر النسوة الغرفة المجاورة ../ ، ينظر إليه والده ، يبدو على وجهه تصميم على تنفيذ ما أقتنع به، قرر والده أن يدعه يجرب حظه للمرة الأخيرة قبل أن يحمله – للطالب - ،، يحس بالسكينة تعود إلى كيانه المهزوز ، يدوس بقية السيجارة بعقب الحذاء ، يندفع صوت الغرفة ، يدفع الباب و يدخل .....
هامش
: لم يمض إلا وقتا يسيرا على دخوله الغرفة حتى خرج مبتسما مع صوت طلقة نارية .
للأسف أخي بهذه الحالات قلّ ما نجِدُ من يُهدّيئ الأمور..بل تجِدُ من يغتنمون فُرصة إظرام لهيبِ الشكّ مما ينتج عليه الطّلاق و فُقدان الثّقة بالنّفس
و أغلب النّاس يقعون ضحيّة جهلِهِم بوجوب أن يتوفّر جوّا للعريسين خالٍ من الصّخب والضّرب، فينسبون العجزَ للرّجل أو يقذفون الزّو جة بباطلٍ
أو يتحجّجون بالسّحر الذي يتسبب في إيقاع الأزواج بهذه الحالات التي غالباً ما تعصِفُ بحياتِهِم من بداية الطّريق.
لهذا فعلينا أن نتّخِذ من ديننا حمايةً تحول دون وقوعنا ضحايا جهلِنا و إن يكن تحول دون تمكّن السّحرة من تحقيقِ مساعيهم الدّنيئة
لأنّ ديننا يحصّن المسلم من كلّ مكروه إلاّ ماكتبه الله لعباده المؤمنين.
بارك الله فيك أخي محرز..
دمت ودام وفاؤك لهذا الفنّ..
كلّ التقدير والاحترام









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-22, 21:04   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










افتراضي

سعدت بمرورك الكريم ..
فعلا يا - أختاه - عندما تغيب الفكرة يبزغ الصنم ، وعندما تغيب القيم والمبادئ تظهر الترهات والمعاصي ، وعندما يغيب ( بضم الياء) الحق ينتشر الباطل ويطغى ...... ولكن عزاؤنا إن من بيننا - وأنت منهم - من يدق يوميا مسمارا في نعش الزيف والباطل .


دمت في خدمة الكلمة الصادقة المعطاءة .










رد مع اقتباس
قديم 2009-12-30, 21:46   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamed8517 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

بسم الله الرحمان الرحيم




- الدَين ْ-

حزن عميق يلف المكان وصمت رهيب يخيم على الوجوه لم تعد
الكلمات تسعف أحدا لم يجد الحضور كلمات ملائمة لمواساة ذلك
الشيخ المسن ..لقد فقد العم محمد اليوم كل ما يملكه في هذه الحياة ..
الشئ الوحيد الذي ملكه وملكه لم يستطع دفن دموعه كما كان يدفن
جثمان زوجته وقف في صمت وأقبرها كأنما أقبر الدنيا بأسرها

معها وأجهش بالبكاء واحتضن ولديه وغاب مع الغروب يجر

أحزانه خلفه

عاد الشيخ المسن الى منزله وبدأ يجول بنظراته الحزينة داخل كل

جزء من ذلك البيت الكئيب كما لو أنه يشكوى أحزانه ويلقي آلامه
على كل ناحية .. يستعيد ذكريات ماضية تلك الذكريات التي كانت

تملأها عليه زوجته طوال سنوات حياة الزوجية التي لم تعرف

البؤس قط هاهو الآن – عمي محمد – يقاسي وحده بين جدران

سجنه الجديد المكان الوحيد الذي عرفه وأسس عشه فيه أين خرج

ولداه الى الحياة

لم يقطع ذلك السكون الرهيب سوى صوت ابنه وليد : أبي يجب أن

أذهب الآن عائلتي وأولادي في انتظاري كذلك عملي وكما تعلم لا

أستطيع التأخر لكن أعدك أبي أن لا أنفك أزورك أنا وأختي مريم
ولن نتركك لوحدتك أبدا .. و أحتضنه وقبل رأسه ومضى مع أخته

.. كانت تلك الكلمات تسقط على الشيخ كسقوط المطرقة على

السندان لكن برباطة جأش مصطنعة أخذ يودعهما ويفتعل الابتسامة

التي أيقن أنها قد غادرت بلا رجعة مع زوجته الحنون

كان الولدان يزوران الشيخ كل ليلة تقريبا لفترة من الزمن وكان
هذا اللقاء متنفس الشيخ الوحيد وروضته الغناء ونور ظلمته ووحدته
الموحشة فكان يقضي أجمل اللحظات بين أحضانهما ... ينصرفون

بعدها والشيخ يحذوه أملٌٌ وشوقٌ للقاء القريب القادم

تمر الأيام في عجالة يرن جرس الهاتف ، يرن معه قلب وعقل
الشيخ الذي لم يعتد منذ زمن سماع صوته .. الشيخ : اللهم اجعله

خيرا
يرفع السماعة – أبي اتصلت لاعتذر منك لأني لا أستطيع المجيء

اليوم كعادتي .. ابني مريض ويجب أن أبقى معه – لا عليك بنيتي
طهورا ان شاء الله قالها الشيخ في حزن وأسى ..

وكعادته ذهب الشيخ بخطواته المتثاقلة المحملة بكل ذكرياته الحلوة
والمرة ذهب ليعد لاستقبال ولده و وحيده .. انتظر ساعات وساعات
ولم يأت أحد فنام الشيخ على ذكرياته ، نام نوما عميقا كما لو أنه

يود نسيان ما جرى معه اليوم



الأيام تمر بسرعة ..لكنها تمر بصعوبة بالغة على العم محمد لتقطع

على جبينه مزيدا من التجاعيد مسجلة مرور الأيام والأشهر حاملة

الكثير من الآلام .. آلام تذبح الأمل وتذبح معها الشيخ المسن ...

يأتي العيد السعيد كانت هاته أول مناسبة سعيدة يقضيها الشيخ

وحيدا في غياب زوجته الشمس التي أفلت من حياته فأجهش بالبكاء

حتى لم تعد تحمله قدماه وسقط على الأرض مغشيا عليه ولم يعاود

النهوض

-الآن ولداه بجانبه وهو يتماثل للشفاء ..يقف الشيخ على باب

الغرفة المجاورة -

وليد مخاطبا أخته وزوجها يجب أن نضع حدا لهذا ..لم أعد أحتمل
..!!!
مريم ولا أنا .. .!!!
مشاغل أبنائي كثيرة ولم أعد أجد وقتا حتى لقضاء حاجياتهم ..

يجب أن نجد حلا ..؟؟؟
وليد – في أسى وحزن – لم يبقى لنا حل سوى ..... .......دار

المسنين
الكل في الغرفة يصيح : دار المسنين



-وساد المكان صمت رهيب -


وهنا يدخل الشيخ ليقطع الحوار الشيطاني وعلى فمه ابتسامة
مصطنعة تنم عن الكثير : أولادي لقد اتخذت قرارا غير قابل
للنقاش ولا للجدال سوف أقيم في دار المسنين .

رحل الشيخ من بيته .. رحل حاملا معه ذكرياته أفراحه وأحزانه ..
كانت هي مؤنسه الوحيد أزاح عن طريقه الباب العتيق كأنما أراد
أن يزيح معه همومه وآلامه ... هو الآن في دار المسنين ورغم

العناية الكاملة التي يحضى بها بين أقرانه لم يستطع الابتعاد عن
آلامه كأنما لا يستطيع التخلي عنها أو كأنما يستعذبها في صمت ..

هاهو ابنه وليد يجلس الآن على شرفة الغرفة المظلمة – المظلمة

بالأحزان والمليئة بالحسرة والكمد – يسترجع ذكرياته بينما يتأمل

خارجا بقية أقرانه من المسنين وهم يجوبون باحة الدار بخطوات

متثاقلة في صمت رهيب ويتذكر أيامه الخوالي ومع كل زفير يلقي

آهاته ليقر في نفسه * والله كما تدين تدان *



.................................................


* أتمنى أن أرى آراكم وانتقاداتكم ونصائحكم أخوتي

الكرام ..أخواتي الكريمات



* ولاتنسو الوالدة الكريمة بدعواتكم .. جزاكم الله خيرا
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أوّلا دعني أرحّب بإشراقتِك التي أضاءت هذا القِسم..
و ثانيا أسأل الله العظيم ربّ العرشِ العظيم أن يُشفي والِدتَك وكلّ المسلمين والمُسلِمات..
و إليك قراءة بسيطة لقصّتِك:
،،،
صدقت أخي محمّد حين ختمت نصّك بهذا المثل الذي يستوقِف أنفاسنا لنتذكّرَ في ما تحمله معانيه..
أجـل هو الجزاءُ الأكيد الذي يُجازى به كلّ من قدّم لغيره صنيعاً ليكون بالمِثل..فمن أحسنَ لغيرهِ وجد من يردّ عليه بِحُسنِ الأفعال و من أساء أُسيئَ إليه..
"فكما تُدينُ تُدان"

وهذا إن صحّ القولُ، لُبُّ النصّ الذي جاءَ مُكلّلا بجمالِ الأسلوب و مُشبعاً بقوّةِ المعنى..رغم بساطةِ اللّفظ ووقوفاً امامَ المعنى دعني أُصدِقُك القول أنّ الأفكار مهما كانت سطحيّة احتوت نبرةً مميّزة صقلها صِدقُ مشاعِرك التي جعلتنا نستشعِرُ حرارةَ الأحداث و نتخيّلُها و نتألّمُ مع الضحيّة " الأب "
و شخصيّاً رقَّ قلبي لهذا الرّجل المسنّ الذي راودته عاصِفة هدمت هدوءَ أيّام كانت معه رفيقة دربه..
لتكونَ نهايته المأساويّة بين أنيابِ الوِحدة القاتلة والأمرّ أنّ المتسبّب في هذا فلذتا كبده..
،،،،
وتبقى العِبرة قيّمة تجعلُنا نفكّرُ في مصيرٍ قد يبصم نهاية مطافِنا في حالِ تناسينا حقوق والدينا.

لأختِم بقوله تعالى: بعد باسم الله الرّحمنِ الرّحيم
قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء، 23-24)
،،،،

بالتّوفيق أخي محمّد في محاولاتٍ أخرى، واعذر مروري الخاطِف..
تقديري واحتِرامي









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2009-12-30 في 21:59.
رد مع اقتباس
قديم 2010-01-19, 21:18   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










افتراضي زوبعة في قلب برئ

زوبعة في قلب برئ
علموه منذ الصغر أن الغول يسكن أعماق البشر ،كانوا يخوفونه بالأشباح التي ستقتحم عليه غرفة نومه بين لحظة وأخرى ، أرضعته أمه الخوف والشك في كل ما يحيط به ، انزوى في المنزل ، ذبلت طفولته كنبتة أهملت دون سقي فأنحنى قوامها واستسلمت للرياح في خضوع وخنوع ،تكوم في غرفته يقتات من جسده وينهش من ملامح شخصيته الضبابية ، يبدو له الأمل في الخروج من هذا المستنقع الآسن سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، يستسلم للبكاء لعله يخفف قليلا من آلامه وقهره ، شحب وجهه وغارت عيناه وشاخت شياطين المرض والأسقام في جسمه تسقيه سم الألم سقيا فيثور ولكن على من ؟ على نفسه المقهورة ،فتكون ثورته كزوبعة في فنجان حديدي لا يتكسر بل مع كل ثورة من ثورات غضبه يزداد الحبل شدا على عنقه الصغير وتزداد الأشواك إنغرازا في جسده المنهك ..
حملوه إلى – الطالب- ليقوم بتجاربه على هذا – الحيوان ألمخبري – عسى أن يكتشف سر نظرية علمية جديدة في ضربات الجن وصولاتهم ، فيغرق في جو البخور و ما يعرف ب - الجاوي -، كلمات المشعوذ تبقى تتردد على مسامعه فتنفذ إلى أعماقه عنوة وبكل إصرار : ( يا شهبار ، يا ولد بنت لخيار ،اخرج وإلا كويتك بالنار ..) .
حملوه إلى المدرسة مثل أبناء الأمراء في سيارة فخمة ، ألبسوه أحلى الثياب والحلل المطرزة فبدأ كطاووس بين الداخلين الجدد إلى معترك الحياة المدرسية ، تمنى لو كانت هذه الحلة تعكس بصدق ما في قلبه الدامي وهو يرى أترابه الطلقاء ، في عيونهم عرف معنى الحرية و الإنعتاق و في ابتسامتهم عرف معنى الحياة التي حرم منها في – قبو – منزلهم تمنى لو ألبسوا قلبه الكسير حلة الطمأنينة و الأمن لفرح في هذا اليوم فغنى و رقص و ركض و سرّ من أعماقه ،،، و لكن أنى له ذلك و هو يسير مطرق الرأس بين والده و شقيقه الأكبر كبضاعة ثمينة يخاف عليها من التزييف و ذهبا و تركاه وحيدا في الوحدة الصفية بحثا عن رفيقه الدائم – الحرز – فلم يجده ، أحس بالانقباض ، يد حديدية تضغط على عنقه ، تتردد أنفاسه مسرعة ، العرق ينسكب من جبينه ، فلتكن المواجهة ... و لكن أين السلاح ؟ و لم يزودوه إلا بسلاح الدموع و الخجل و إطراق الرأس و كانت المواجهة : - ما اسمك ؟ جاءه السؤال كصاعقة خرت لها قواه الهشة ، نظر إلى مصدر الصوت ، لم يتعود على مثل هذه اللهجة ، كانت أمه تخاف عليه من النسيم العليل ، بل كانت تواجه كل من ينطق معه و لو ببنت شفة مواجهة عنيفة بحجة أنه مريض . حاول أن يجيب ، أن يعلم هذا الشخص باسمه : أحمد الشاب الذي مات قبل أن يعرف طعم الحياة و نكهتها .
- هيا تكلم ... ألا تعرف اسمك ؟ ماذا يقول له ؟ أنّ أهله علموه ألا ينطق إلا في حضورهم ، و أنه إذا تكلم غضب الجن الذي يسكنه ، فيجعل نفسه منطقة للإعصار المدمر .
- اجلس أيها الحمار ...
وجلس في خنوع ، وسيل الدمع ينهمر من عينيه ، و لأول مرة يرضى عن هذا الاسم ، بل يقتنع به – الحمار – و من غير الحيوان يحيا حياته ؟.
و استمر أحمد على هذا المنوال في دراسته ، فكانت الإنذارات و التوبيخ ثم طرد أخيرا و لم يكمل دراسته الابتدائية بعد ،، طرد إلى أين ؟ إلى المنزل و لم يبق من عائلته سوى شقيقه الذي رحل إلى بلاد الغربة بحثا عن المجهول ،، أجل ،، رحل والداه و لم يتركا له سوى الخجل و الكبت و الخوف ، بل ازدادت حياته برحيلهما كآبة و حزنا و ضياعا ، حتى الغرفة الوحيدة التي كان يخلو فيها مخففا أهوال المواجهات المدرسية فقدها بعد أن باعها شقيقه لتسديد بعض الديون المتراكمة على كاهله .
طرد من المدرسة ليتلقفه الشارع بحنو ، لم يجد غرفة تؤويه ولا طعاما يسد جوعته ، ولا شربة ماء تروي عطشه ، بل لم يجد الحصن المنيع الذي يقيه العواصف والأعاصير ، لم يجد قلب أمه المنفطر حبا وعطاء وحرصا على حياته .. شيء واحد فرح به هو هذه الحرية التي ينعم بها ، فليركض ويرقص ويغني فلا أحد يلومه ، فهو في مدرسة الشارع الرحبة المتحررة المحررة ..
ونقل خطواته في كل مكان وكأنه يبحث عن شيء ضاع منه ، عن الحلقة المفقودة في مسلسل حياته الشقية .. ولما أظلم الليل وأسدل ستائره الحالكة السواد على الكون تراءت له الأشباح ترقص على نغم أنفاسه المترددة من شدة الخوف ... أين المفر ؟ ، تلاحقه الخيالات وتتبادر إلى مسامعه أصوات آدمية قادمة من اللاوجود ، لم يستطع تمييزها يزداد الصراخ ، ضربات الدفوف ودقات الطبول ، وينمو الصخب فيتكهرب الجو ، الكل يرقص ويغني ، تظهر له صورة أمه تبتسم : ( اليوم عرسك يا أحمد ..) ، لم يعد يتحمل ، فيصرخ بكل قوة : ( أمي .. أمي ..) ، يتطحلب على الأرض ، يتلوى من وقع العرس الجهنمي في كيانه ، يقاوم انهياره بعزيمة فولاذية ، ينهض ، يستوي جالسا ، تمتد يده إلى جيبه ، يخرج ورقة وقلم ...
هامش : في صباح يوم خريفي وجد عمال البلدية جثة شاب لم يتجاوز عمره أربعة عشر سنة ملقاة على أرضية أحد الشوارع ، لم يتمكن أي شخص من تحديد هويته ، لم يعرف عنه إلا انه شاب مات مبتسما وبجانبه ورقة مصفرة رثة كتبت فيها هذه العبارات : ( أمي .. أمي ..إني قادم إلى العروسة التي اخترتها لي ، لا ..لا تخافي يا أمي ، لن أرفض لك طلبا فأنا دائما ابنك البار ، لكن قبل أن أجئ أطلب منك طلبا بسيطا وهو أن تعذريني فقد مزقت الحرز المعلق على صدري وأنا أتلوى من شدة الألم اعدي لي حرزا جديدا فأنا آتي إليك حالا .. أعرف يا أمي إنك تحبينني ولكني أحبك كما أحب الحرية والتحرر ..أنا يا أمي طائر جميل من شدة حبكم له أغلقتم عليه القفص الذهبي ومنعتم عنه النشيد حتى لا يبح صوته فمات .. أنا يا أمي زهرة غرستموها في حديقة القلب وسقيتموها بكل ماء الحياة على أمل أن تنبت وتزهر فتعطي أطيب الثمر ، ولم تعلموا أنكم مع قطرات الماء الزائدة تعلنون تعفني ووفاتي ... أقسم بالله إني أحبك فوق كل شيء ما عدا الله لأنك علمتني أن لا شيء فوق الله ، ولأني أهواك واهوى حروزك فأعدي لي حرزا تحيكه يد الرحمان وتنسجه يد الملائكة ..إني آت يا أمي ..انتظريني عند بوابة الحياة الأخرى ولنسر معا على بركة الله .........) .









رد مع اقتباس
قديم 2010-01-24, 20:57   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










Unhappy

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيتوني محرز مشاهدة المشاركة
زوبعة في قلب برئ
علموه منذ الصغر أن الغول يسكن أعماق البشر ،كانوا يخوفونه بالأشباح التي ستقتحم عليه غرفة نومه بين لحظة وأخرى ، أرضعته أمه الخوف والشك في كل ما يحيط به ، انزوى في المنزل ، ذبلت طفولته كنبتة أهملت دون سقي فأنحنى قوامها واستسلمت للرياح في خضوع وخنوع ،تكوم في غرفته يقتات من جسده وينهش من ملامح شخصيته الضبابية ، يبدو له الأمل في الخروج من هذا المستنقع الآسن سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، يستسلم للبكاء لعله يخفف قليلا من آلامه وقهره ، شحب وجهه وغارت عيناه وشاخت شياطين المرض والأسقام في جسمه تسقيه سم الألم سقيا فيثور ولكن على من ؟ على نفسه المقهورة ،فتكون ثورته كزوبعة في فنجان حديدي لا يتكسر بل مع كل ثورة من ثورات غضبه يزداد الحبل شدا على عنقه الصغير وتزداد الأشواك إنغرازا في جسده المنهك ..
حملوه إلى – الطالب- ليقوم بتجاربه على هذا – الحيوان ألمخبري – عسى أن يكتشف سر نظرية علمية جديدة في ضربات الجن وصولاتهم ، فيغرق في جو البخور و ما يعرف ب - الجاوي -، كلمات المشعوذ تبقى تتردد على مسامعه فتنفذ إلى أعماقه عنوة وبكل إصرار : ( يا شهبار ، يا ولد بنت لخيار ،اخرج وإلا كويتك بالنار ..) .
حملوه إلى المدرسة مثل أبناء الأمراء في سيارة فخمة ، ألبسوه أحلى الثياب والحلل المطرزة فبدأ كطاووس بين الداخلين الجدد إلى معترك الحياة المدرسية ، تمنى لو كانت هذه الحلة تعكس بصدق ما في قلبه الدامي وهو يرى أترابه الطلقاء ، في عيونهم عرف معنى الحرية و الإنعتاق و في ابتسامتهم عرف معنى الحياة التي حرم منها في – قبو – منزلهم تمنى لو ألبسوا قلبه الكسير حلة الطمأنينة و الأمن لفرح في هذا اليوم فغنى و رقص و ركض و سرّ من أعماقه ،،، و لكن أنى له ذلك و هو يسير مطرق الرأس بين والده و شقيقه الأكبر كبضاعة ثمينة يخاف عليها من التزييف و ذهبا و تركاه وحيدا في الوحدة الصفية بحثا عن رفيقه الدائم – الحرز – فلم يجده ، أحس بالانقباض ، يد حديدية تضغط على عنقه ، تتردد أنفاسه مسرعة ، العرق ينسكب من جبينه ، فلتكن المواجهة ... و لكن أين السلاح ؟ و لم يزودوه إلا بسلاح الدموع و الخجل و إطراق الرأس و كانت المواجهة : - ما اسمك ؟ جاءه السؤال كصاعقة خرت لها قواه الهشة ، نظر إلى مصدر الصوت ، لم يتعود على مثل هذه اللهجة ، كانت أمه تخاف عليه من النسيم العليل ، بل كانت تواجه كل من ينطق معه و لو ببنت شفة مواجهة عنيفة بحجة أنه مريض . حاول أن يجيب ، أن يعلم هذا الشخص باسمه : أحمد الشاب الذي مات قبل أن يعرف طعم الحياة و نكهتها .
- هيا تكلم ... ألا تعرف اسمك ؟ ماذا يقول له ؟ أنّ أهله علموه ألا ينطق إلا في حضورهم ، و أنه إذا تكلم غضب الجن الذي يسكنه ، فيجعل نفسه منطقة للإعصار المدمر .
- اجلس أيها الحمار ...
وجلس في خنوع ، وسيل الدمع ينهمر من عينيه ، و لأول مرة يرضى عن هذا الاسم ، بل يقتنع به – الحمار – و من غير الحيوان يحيا حياته ؟.
و استمر أحمد على هذا المنوال في دراسته ، فكانت الإنذارات و التوبيخ ثم طرد أخيرا و لم يكمل دراسته الابتدائية بعد ،، طرد إلى أين ؟ إلى المنزل و لم يبق من عائلته سوى شقيقه الذي رحل إلى بلاد الغربة بحثا عن المجهول ،، أجل ،، رحل والداه و لم يتركا له سوى الخجل و الكبت و الخوف ، بل ازدادت حياته برحيلهما كآبة و حزنا و ضياعا ، حتى الغرفة الوحيدة التي كان يخلو فيها مخففا أهوال المواجهات المدرسية فقدها بعد أن باعها شقيقه لتسديد بعض الديون المتراكمة على كاهله .
طرد من المدرسة ليتلقفه الشارع بحنو ، لم يجد غرفة تؤويه ولا طعاما يسد جوعته ، ولا شربة ماء تروي عطشه ، بل لم يجد الحصن المنيع الذي يقيه العواصف والأعاصير ، لم يجد قلب أمه المنفطر حبا وعطاء وحرصا على حياته .. شيء واحد فرح به هو هذه الحرية التي ينعم بها ، فليركض ويرقص ويغني فلا أحد يلومه ، فهو في مدرسة الشارع الرحبة المتحررة المحررة ..
ونقل خطواته في كل مكان وكأنه يبحث عن شيء ضاع منه ، عن الحلقة المفقودة في مسلسل حياته الشقية .. ولما أظلم الليل وأسدل ستائره الحالكة السواد على الكون تراءت له الأشباح ترقص على نغم أنفاسه المترددة من شدة الخوف ... أين المفر ؟ ، تلاحقه الخيالات وتتبادر إلى مسامعه أصوات آدمية قادمة من اللاوجود ، لم يستطع تمييزها يزداد الصراخ ، ضربات الدفوف ودقات الطبول ، وينمو الصخب فيتكهرب الجو ، الكل يرقص ويغني ، تظهر له صورة أمه تبتسم : ( اليوم عرسك يا أحمد ..) ، لم يعد يتحمل ، فيصرخ بكل قوة : ( أمي .. أمي ..) ، يتطحلب على الأرض ، يتلوى من وقع العرس الجهنمي في كيانه ، يقاوم انهياره بعزيمة فولاذية ، ينهض ، يستوي جالسا ، تمتد يده إلى جيبه ، يخرج ورقة وقلم ...
هامش : في صباح يوم خريفي وجد عمال البلدية جثة شاب لم يتجاوز عمره أربعة عشر سنة ملقاة على أرضية أحد الشوارع ، لم يتمكن أي شخص من تحديد هويته ، لم يعرف عنه إلا انه شاب مات مبتسما وبجانبه ورقة مصفرة رثة كتبت فيها هذه العبارات : ( أمي .. أمي ..إني قادم إلى العروسة التي اخترتها لي ، لا ..لا تخافي يا أمي ، لن أرفض لك طلبا فأنا دائما ابنك البار ، لكن قبل أن أجئ أطلب منك طلبا بسيطا وهو أن تعذريني فقد مزقت الحرز المعلق على صدري وأنا أتلوى من شدة الألم اعدي لي حرزا جديدا فأنا آتي إليك حالا .. أعرف يا أمي إنك تحبينني ولكني أحبك كما أحب الحرية والتحرر ..أنا يا أمي طائر جميل من شدة حبكم له أغلقتم عليه القفص الذهبي ومنعتم عنه النشيد حتى لا يبح صوته فمات .. أنا يا أمي زهرة غرستموها في حديقة القلب وسقيتموها بكل ماء الحياة على أمل أن تنبت وتزهر فتعطي أطيب الثمر ، ولم تعلموا أنكم مع قطرات الماء الزائدة تعلنون تعفني ووفاتي ... أقسم بالله إني أحبك فوق كل شيء ما عدا الله لأنك علمتني أن لا شيء فوق الله ، ولأني أهواك واهوى حروزك فأعدي لي حرزا تحيكه يد الرحمان وتنسجه يد الملائكة ..إني آت يا أمي ..انتظريني عند بوابة الحياة الأخرى ولنسر معا على بركة الله .........) .

بهذا المدخل سأتكلّمُ بصفةٍ عامّة..
فحين يغلّف الجهل بأُسُسِ التّربيّة السّليمة، قلوب الأمّهات لا محالةَ يُخفِقنَ في أداءِ واجِبِهنّ تُجاه الأبناء..
فلا يقتصِرُ هذا الأخير على إطعامِهِم و غسل ملابِسِهِم..بلِ الجوهرُ في تنشئةِ الطِّفل هو تقويمِ شخصيّته عبرَ ضوابِطَ شرعيّة..فلا تنشغِل عليهِم بِمهامِها سواء كانت منزليّة أو عمليّة لأنّهم الأولى برِعايتِها و عطفِها الذي يُعطيهِم دفئاً يحولُ دونَ أن تُوجّهَ أنظارُهم لجهةٍ أخرى بُغيةَ تحصيلِ الحنان.

و إن قلنا الدّفء والحنان فلا نعني أن نستسلِم لخوفِنا على أبناءِنا من نسيمِ الهواء..لِنُغلِقَ عليهِم نوافِذَ الحياة و نحتجِزهم في بؤرةِ حبّنا و خوفِنا عليهِم..مثل الحالةالتي سنتطرّق إليها في النصّ الذي بين أيدينا..والذي يُعالِجُ واقعاً مرّا لطِفلٍ يفتقِدُ لمعنى الطّفولة..فتهاوت بداخله صُورٌ لم يُلامسها قلبه فحرّكت هواجِسه وسط كبتٍ لازم عقله الصّغير الذي أثقله التّفكير فيما حوله..هكذا يُقفِلُ الطّفلُ على نفسه كلّ الأبواب فيمتنع عن تأمّله فيما قد يقلِبُ حياته لشيء يُزيحُ عنه ألمَ الوِحدة و اليأس..

وعودةً لما قلناه سابِقا عن جهلِ وُلاّة الأمر عامّةً (الوالدين) في أسُس التّربيّة، يتفطّنون لحالةِ ابنِهم بعد أن يغرق في وحلِ عذابه و يلتحِف نُقص شخصيّته..ليهرعوا لأساليبَ لا تجدي نفعاً..ظنّا منهم بِتعرّضه لمسٍّ شيطاني، مُتجاهلين أنّهُم عجنوه و شكّلوه في قالبٍ مُفرغٍ من الدّاخل..

فلا يجبُ أن يقتصِرَ اهتِمامنا بِنموّ أجسادِهم أمام أعيُننا.. ونُهمِلَ النموّ الجوهري الذي يُشكّلُ روحَ الطّفلِ وعقله..
...
وهكذا يصطدِمُ الطِّفلُ يوم تحرّره من قيودِ المنزل وذهابه إلى المدرسة..بِواقعٍ تُزخرِفه مشاهِدُ أخرى تُخالِفُ مشاهِدَ حياته..حين تُلامِسُ عيناهُ ألوانَ حياةٍ جديدة..و يرى غيره في بساطةٍ يتوقُ لأن يلتحِفها كثوبٍ فيقتلِعَ عنه ثوبه الفاخِر الذي لم يمنحه أبسطَ حقوق الطّفولة في أسمى صُورِها..
لكِن صقلت شخصيّته مخاوفَ باتت تُلازمه تماما كما لازمه الفشل في الدّراسة ولم يجِد في مستقبله سوى عُصارةِ تربيةِ والديه من الخوف والكبت و الضّعفِ المُستخلِصِ من الإحاطة الزّائدةِ لِوالدته به خوفاً عليه من الشّارِع..الذي كان الحُضنَ البديلَ بعد رحيلِهما..

وكم هي مؤلمةٌ نهاية هذا الشابّ الصّغير الذي وافته المنيّة عليلا مُرهقَ النّفسِ من سجنِ الحياةِ الذي عايشها ولم يتذوّق حلاوتها..
نِهايةٌ تقشعِرُّ لها الأبدان وتنذرِفُ لها الدّموع تحسُّرا على أمثالِ هذه النّفوس البريئة التي تندفن يوم وِلادتِها..

فهل آن أوانُ عودتِنا إلى التّربية الصّحيحة لأبنائنا حتّى نتمكّن من تنشئتِهم وِفق مقوّمات إيجابيّة تُثمِرُ قلوباً قويّة و مفعمة بالحياة و متوهِّجة بالإيمانِ كسِلاحٍ دينيٍّ يهديهِم أسمة المشاعِر الإنسانيّة..

أن نخافَ على أبنائِنا شيءٌ معقولٌ و لكِن لِنحذر من الحبِّ المُفسِدِ لبناءِ شخصيّاتهم..
،،،،
ماذا عساني أقول أيّها الكاتب الجميل جمال ما تخطّ أناملك و تنسجُ أفكارك القيِّمة..
سوى أن أعترِف بإمكانيّاتِك في رسمِ صورٍ واقعيّة نقِف أمام روعتِها بخشوعٍ و إعجاب..
دُمت لقسمِ الإبداع أيّها القلمُ المِعطاء..









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2010-01-24 في 21:09.
رد مع اقتباس
قديم 2010-01-25, 11:31   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










افتراضي

كلماتك معبرة ..
لديك القدرة على تفكيك شفرة القصة وبامتياز..
ما وددت إيصاله للقراء قمت مشكورة بإيصاله بيسر ودراية

دمت قلما موجها معبرا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القصّة))((¤¤))°°, بفنّ, خاصّ, °°((¤¤))((قِسم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc