القبائل الأمازيغية - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى القبائل العربية و البربرية

منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القبائل الأمازيغية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-29, 18:52   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
lamine chawi
عضو جديد
 
الصورة الرمزية lamine chawi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع رائع شكرا









 


قديم 2012-03-30, 08:04   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
basic2000
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية basic2000
 

 

 
إحصائية العضو










17 شكرا أخي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamine chawi مشاهدة المشاركة
موضوع رائع شكرا
شكرا أخي على هذا التشجيع و أضنك الوحيد الذي تجاوب معي و تمعن وفهم ما أقول










قديم 2012-03-30, 11:52   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم شكرا على الموضوع الكريم الاخ basic2000 تقبلوا تحياتنا الكريمة










قديم 2012-03-30, 15:22   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
basic2000
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية basic2000
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الطيباوي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم شكرا على الموضوع الكريم الاخ basic2000 تقبلوا تحياتنا الكريمة











قديم 2012-03-30, 16:47   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
basic2000
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية basic2000
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي لبربر أقدم أمة عرفها التاريخ

البربر أقدم أمة عرفها التاريخ في الشمال الإفريقي ولا خلاف في ذلك ، إنما الاختلاف بين المؤرخين العرب في تفسير لفظة ( البربر ) فمنهم من أعطاها تفسيرا لغويا ، لأن لغة البربر غير مفهومة لديهم فقيل لهم :" ما أكثر بربرتكم" ومنهم من أعطاها تفسيرا آخر فيرى أن اسم البربر نسبة إلى أحد أبائهم البعيدين و هو (بر بن قيس عيلان )و لكن أكثر الكتاب يرفضون هذا الرأي و منهم ابن خلدون الذي أستقر رأيه على أن البربر من ولد كنعان بن حام بن نوح أي أن البربر حاميون أفريقيون بينما العرب ساميون . وكذلك ابن حزم الذي ينفي انتماء البربر لحمير و ينكر قطعا هجرتهم من بلاد اليمن أو الجزيرة العربية عموما، فهو القائل : "......وهذا باطل لاشك فيه،و ما علم النسابون لقيس ابنا اسمه ( بر ) أصلا ،و لا كان لحمير طريق إلى بلاد البربر، إلا في أكاذيب مؤرخي اليمن " فالبربر إذن ليسوا من أصول عربية مثل ما يرّوج بعض الكتاب المعاصرين ، مستغلين التشابه الكبير بن الرجل العربي و البربري في الملامح و أساليب المعيشة وهذا أمر طبيعي فشبه الجزيرة العربية امتداد طبيعي لبلاد المغرب ، وطبيعة بلاد المغرب و مناخها تشبه بلاد العرب و لاسيما في جزئها الجنوبي حيث يغلب على أهلها الطابع الصحراوي .

إذن لماذا يكذب مؤرخوا اليمن؟؟؟ هل كان عندهم مصلحة آن ذاك في هذا الإنتماء؟؟؟










قديم 2012-03-31, 03:22   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
allamallamallam
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة basic2000 مشاهدة المشاركة
هل هناك فرق بين أمة البربر و قبائل الأمازيغ ؟
الامازيغ فرع من البربر و البربر شعب من الشعوب الكنعانيه الفلسطينيه

والله اعلم









قديم 2012-03-31, 10:52   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
basic2000
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية basic2000
 

 

 
إحصائية العضو










Smile

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة allamallamallam مشاهدة المشاركة
الامازيغ فرع من البربر و البربر شعب من الشعوب الكنعانيه الفلسطينيه

والله اعلم
هذا ما نريد قوله الامازيغ فرع من شعوب البربر









قديم 2012-03-31, 20:40   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
basic2000
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية basic2000
 

 

 
إحصائية العضو










B9 هل البربر والأمازيغيون من العرب؟

اشتهر لدى الكثيرين اليوم -بسبب وسائل الاعلام وحديثها عن الأمازيغية ونحوها- أن هناك "عرب" و "بربر" , والصواب أن البربر ليسوا جنساً خارج العرب مطلقاً, بل فيهم خلاف شديد: هل هم من العرب أم لا؟
والبربر بعضهم بمصر وأكثرهم بالمغرب, وجمهور النسابين على أنهم من العرب, وإنما اختلفوا في الى أي العرب يدلون بنسبهم, وقد لخص العلامة القلقشندي خلاف النسابين في أي العرب هم؟ وذلك في كتابيه الشهيرين:
"نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب"
وكتابه الآخر المختصر :
"قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان"
وهما من عمد هذا الفن.
حيث يقول القلقشندي:
(البربر: ببائين موحدتين بينهما راء ثانية في الآخر، جيل عظيم من الناس ببلاد المغرب، وبعضهم بمصر، وقد اختلف في نسبهم اختلافاً كثيراً:
1.فذهبت طائفة من النسابين إلى أنهم من العرب، ثم اختلف في ذلك:
أ. فقيل أوزاع من اليمن.
ب. وقيل من غسان، وغيرهم تفرقوا عند سيل العرم، قاله المسعودي.
ج.وقيل خلفهم إبرهة ذو المنار أجلُّ تبابعة اليمن حين غزا المغرب.
د.وقيل من ولد لقمان بن حمير بن سبا، بعث سرية من بنيه إلى المغرب ليعمروه فنزلوه وتناسلوا فيه.
هـ.وقيل من لخم وجذام كانوا نازلين بفلسطين من الشام إلى أن أحرجهم منها بعض ملوك فارس فلجأوا إلى مصر، فمنعهم ملوكها من نزولها فذهبوا إلى المغرب فنزلوه.
2.وذهب قوم إلى أنهم من ولد لقشان بن إبراهيم الخليل عليه السلام.
3.وذكر الحمداني: أنهم من ولد برا بن قيدار بن أسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام وأنه كان قد ارتكب معصية فطرده أبوه، وقال له البرابر، "إذهب يابر، فما أنت بر".
4. وقيل هم من ولد بربر بن ثملا بن مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام.
5. وقيل من ولد بربر بن كسلاجم بن حام بن نوح.
6. وقيل من ولد ثميلاً بن ماراب بن عمرو بن عملاق بن لاود بن ارم ابن سام بن نوح.
7. وقيل من ولد قبط بن حام بن نوح.
8. وقيل اخلاط من كنعان، والعماليق.
9.وقيل من حمير ونصر والقبط.
10. وقيل من ولد جالوت ملك بني اسرائيل، وأنه لما قتل داوود عليه السلام جالوت تفرقوا في البلاد، فلما غزا افريقيس المغرب نقلهم من سواحل الشام وأسكنهم المغرب وسماهم البربر, وقيل أخرجهم داود عليه السلام من الشام فصاروا إلى المغرب) نهاية الأرب باختصار

هذه خلاصة ماقاله النسابون في نسبهم, وقد شنع ابن حزم على من رفع نسبهم الى آباء متقدمين غابرين بقوله في كتابه "جمهرة أنساب العرب" :
(قال قوم: إنهم من بقايا ولد حام بن نوح, وادعت طوائف منهم إلى اليمن، إلى حمير، وبعضهم إلى بر بن قيس عيلان: وهذا باطل لا شك فيه. وما علم النسابون لقيس عيلان ابناً اسمه بر أصلاً, ولا كان لحمير طريق إلى بلاد البربر، إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن) جمهرة أنساب العرب.

وفي سبب تسميتهم بالبربر اختلاف, وقد ذكر العلامة ابن خلدون أن ذلك عائد إلى "نطقهم" كما يقول في تاريخه:
(ولغتهم من الرطانة الاعجمية متميزة بنوعها وهى التى اختصوا من أجلها بهذا الاسم يقال ان افريقش ابن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة لما غزا المغرب وافريقية وقتل الملك جرجيس وبنى المدن والامصار وباسمه زعموا سميت افريقية لما رأى هذا الجيل من الاعاجم وسمع رطانتهم ووعى اختلافها وتنوعها تعجب من ذلك وقال ما أكثر بربرتكم فسموا بالبربر والبربرة بلسان العرب هي اختلاط الاصوات غير المفهومة ومنه يقال بربر الاسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة)

ويذكر النسابون أنهم بطون كثيرة وشعوب متفرقة, ولكن يجمعها كما ذكر ابن خلدون -وعنه نقل القلقشندي- أنهم يرجعون إلى أصلين عظيمين, كما يقول ابن خلدون:
( وأما شعوب هذا الجيل وبطونهم فان علماء النسب متفقون على أنهم يجمعهم جذمان عظيمان: وهما برنس ومادغيس, ويلقب ماد غيس بالابتر, فلذلك يقال لشعوبه البتر, ويقال لشعوب برنس البرانس)

أما كثرة فروعهم فلاتطعن في عروبتهم, ذلك أنه من المقرر في "أصول علم النسب" قاعدة التفرع إذا تباعد الزمن كما قال الماوردي: (إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوباً، والعمائر قبائل، يعني: وتصير البطون عمائر، والأفخاذ بطوناً، والفصائل أفخاذاً، والحادث بعد ذلك فصائل).


أما من ذكر أن قبح اسمهم وأنه خارج عن المعهود في أسماء العرب فليس بصحيح, فقد قال القلقشندي وهو يقرر أصول علم النسب:
(الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء، ككلب وحنظلة وضِرار وحرب، وما أشبه ذلك، وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء، كفلاح ونجاح، ونحو ذلك. والمعنى فيه ما حُكي: أنه قيل لأبي الدُّقيش الكلابي: لِمَ تسمون أبناءكم بشرّ الأسماء، نحو كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء، نحو مرزوق ورَباح، فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا)










قديم 2012-03-31, 21:11   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
basic2000
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية basic2000
 

 

 
إحصائية العضو










Mh51 الضأن البربري

الأسم الأنجليزي: Argali
الأسم العلمي: Ovis ammon



الموطن الحالي للضأن
الأروي هو النوع الوحيد من الضأن البري او الضأن البربري الذي يستوطن قارة افريقيا . وهو من انواع الحيوانات الفطرية المهددة بالانقراض . وقد ورد ضمن قائمة الملحق الثالث في اتفاقية سايتس الدولية للاتجار في الانواع الفطرية المهددة بالانقراض ومنتجاتها . ويسميه البربر في شمال افريقيا بالأوداد.
يعيش في قارة اسيا جنس من الضأن البري او الكبش البري يضم خمسة انواع مختلفة عن نوع الأروي الافريقي في انعدام وجود اللحية في ذكورها وضمور القرون في إناثها . وينتشر الضأن البري الآسيوي في مناطق شاسعة من آسيا الصغرى وأوروبا وإيران وجنوب الاتحاد السوفيتي السابق وافغانستان وشمال الهند والنيبال ومنغوليا والصين ، إضافة الى شمال العراق وسلطنة عمان وجنوب المملكة العربية السعودية التي شوهد فيها سابقا وتم اصطياد افراد منه في عدد من المناطق فيها .
تم تدجين الضأن البري منذ آلاف السنين في المنطقة العربية وكان مصدرا للحوم والجلود آن ذاك . ثم تدهورت اعداده في القرن الميلادي السابق وصار على قائمة الانواع المهددة بالانقراض .


نشاطه وغذاؤه
يعيش الأروي فرادى او في مجموعات صغيرة، في المناطق الجبلية الصخرية من صحراء الشمال الافريقي ، حيث ينتشر من موريتانيا غربا الى غرب مصر ، وكذلك في دول مالي والنيجر والسودان . وهو حيوان نهاري النشاط ينشط عادة خلال فترة الصباح الباكر والمساء المفضلة للتغذية لتفادي القيظ مثله في ذلك مثل باقي الانواع نهارية النشاط التي تقطن الصحراء . يستطيع الحيوان الاستغناء عن شرب الماء لفترات طويلة الا انه حين يجد الماء يشرب منه بنهم كبير ، وهو يتغذى على الاعشاب والاشنات والحشائش والنباتات بوجه عام .

صفات الأروي
يبلغ ارتفاع الحيوان عن سطح الارض عند الكتف 110 سنتيمتر، ويتراوح طول الجسم من 130 الى 165 سنتيمترا ، وطول الذيل من 15 الى 20سنتيمترا ، وهو اطول من ذيول معظم أنواع الضأن . الوزن من30 الى 45 كيلوجراما ، ويصل طول القرن الى حوالي 85 سنتيمترا وهو أشبه بقرون الماعز من حيث كونها لاتحتوي على تجاعيد او حلقات .
يغطي الجسم شعر كثيف قصير لونه رملي مائل الى البني ، والاجزاء التحتية من الجسم ذات لون فاتح ويميز الجنسين في هذا النوع عن انواع الضأن البرية الاخرى وجود شعر كثيف يشبه اللحية ، يتدلي اسفل الذقن ، إلا انه يمتد في الذكور الى اسفل الرقبة والصدر والجزء الاعلى من القدمين الأماميين .
يشبه الماعز في طول وجهه ، وانعدام الغدد بين حوافره . جسمه قوي بادي القوة ، الرأس مستطيل والعنق قصير ، العين كبيرة والاذن صغيرة مدببة .




التزاوج وفترة الحمل
فترة الحمل 160 يوما ، وتلد الأنثى مرة الى مرتين في الستة تضع كل مرة من صغير واحد الى ثلاثة صغار في فصل الربيع غالبا (من شهر مارس الى مايو) وتقع فترة ذروة التزاوج في فصل الخريف من شهر (سبتمبر الى نوفمبر) وسن فطام الصغار عن الام من ثلاثة الى اربعة اشهر ، ويصل الحيوان الى سن البلوغ عند عمر 18 شهرا . ويعمر حتى 20عاما في البرية.




التخفي من الاعداء
النمر والوشق هما اهم الاعداء الطبيعية التي تفترس الضأن البري او الأروي لذا يساعده لون جسمه المشابه للبيئة في التخفي من اعدائه كما تساعده قدرته الفائقة على تسلق الصخور والتحرك في المناطق الوعرة في الهروب منها وقد ساهم ذلك في منع انقراضه حتى الان لصعوبة وصول الانسان اليه في كثير من المناطق الوعرة.
لوحظ ان اعداد الحيوان تتناقص بشكل حاد بسبب فترات الجفاف الطويلة إضافة الى تزايد معدلات اصطياده من قبل السكان المحليين. قام بعض الامريكيين بنقل اعداد منه الى مزارع صحراوية واسعة تقع في جنوب وغرب ولاية تكساس بالولايات المتحدة الامريكية في نهاية الخمسينات من القرن الميلادي المنصرم ، وتركوه ليعيش طليقا في مساحات من الاراضي الغنية بالمراعي ، مما ساعد على تكاثره وتوافره.










قديم 2012-03-31, 23:53   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
basic2000
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية basic2000
 

 

 
إحصائية العضو










B9 الحضارة المصرية الأمازيغية(1)


صورة لأمازيغ التمحو

عندما نتصفح شبكة الإنترنت نجد كثيرا من الدراسات والمقالات بعضها يشير إلى الجذور الأمازيغية للحضارة المصرية القديمة والبعض الآخر يصرح ويؤكد على ذلك ولكن معظم هذه الكتابات، للأسف، يمكن اعتبارها ضعيفة لا يصح الاستشهاد بها في بحث من البحوث الأكاديمية. وذلك لأنها تتناول بعض الحقائق دون الإشارة إلى المصادر والمراجع، وبعضها لا يحمل أسماء المؤلفين رغم أنه يحمل معلومات تاريخية كثيرا ما تكون صحيحة. والحق أن الكثير من هذه المقالات تستند إلى حقائق تاريخية صحيحة نوعا ما إلا أنها لا تشير إلى المصادر بشكل يزيد البحث توثيقا ويزيد القارئ اطمئنانا، وهذا برأيي لا يشجعنا على الأخذ بها حتى وإن كان بعض أصحابها متخصصين في التاريخ وحتى وإن كان بعضهم يحمل شواهد عليا في هذا الميدان. لذا سأحاول أن أشير إلى المصادر التاريخية، من خلال هذه الورقة، حتى وإن كان ذلك يقتضي بعض التفاصيل قد تكون مملة لدى القارئ. وذلك من أجل أن نبين ماذا نقصد بقولنا (الحضارة المصرية الأمازيغية). لعل الأدلة الأثرية على الجذورالأمازيغية للحضارة الفرعونية تفوق الكتابات التاريخية التي تناولت هذا الموضوع. وذلك لأنه كان هناك حرص واضح، من طرف الدول الاستعمارية، على إفراغ شمال أفريقيا من شعبها الأصلي من خلال إفراغها من تاريخها الحقيقي وإفراغها من ثقافتها الأصيلة، وهذا يعني إعادة إعمارها بشعوب أخرى مزيفة من خلال تحريف تاريخها الحقيقي وتزييف ثقافتها الأصيلة وتغريب أو تشريق أهلها. فلا ينبغي للقارئ الأمازيغي أن يشك في هذه المسألة فهي صحيحة وواضحة وضوح الشمس. على سبيل المثال وليس الحصر، من الواضح أنهم يركزون على أمجاد ما يسمى قرطاج ويتغاضون عن حقيقة أن القرطاجيين قد تحولوا إلى أفارقة (أمازيغ) و لم يكتفوا قط بالاعتماد على أنفسهم، في بناء حضارة قرطاج، بل اعتمدوا على الأمازيغ إلى أبعد الحدود وهذا يعترف به حتى بعض المشارقة ولو باستحياء [1] ولقد أشار المؤرخون إلى زواج الملك الأمازيغي "هيارباس" من الأميرة الفينيقية "أليسا" منذ فجر الدولة القرطاجية [2] رغم الأسطورة التي يزعم صاحبها بأن أليسا قد طلبت من الملك الأمازيغي "هيارباس" أن يمهلها بعض الوقت وأنها نصبت، بعد ثلاثة أشهر، محرقة كبيرة عند أبواب المدينة وقررت أن تقدم ذبيحة لروح زوجها الأول، وبعد أن أهلكت ضحايا كثيرين ارتمت بدورها في المحرقة [3] فهذه الأسطورة تناقض نفسها بنفسها أولا ثم تتناقض مع الواقع القرطاجي بعد ذلك ثانيا.

أما تناقضها مع نفسها فمن الحماقة أن تقوم أميرة محنكة كأليسا بقطع كل هذه المسافة (الفاصلة بين لبنان و تمازغا ) متحدية كل المخاطر وتحصل، في النهاية، على أرض مقدمة لها على طبق من الذهب ثم تلقي بنفسها في النار بعد أن حصلت على كل ما تريد ! .

أما التناقض مع الواقع القرطاجي، بعد ذلك، فلا شك أن أليسا لو انتحرت بهذه الطريقة، وفي هذا الوقت المبكر من تأسيس مدينة قرطاج، لكانت قد دبت الفتنة في صفوف رفاقها و من الطبيعي أن تذهب قرطاج أدراج الرياح مع العلم أنه من الصعب أن نجد من يحكمها ما دامت الأميرة قد انتحرت.

تقول "مادلين هورس ميادان" عن زواج أليسا الفينيقية من الملك الأمازيغي "هيارباس": "ولم تستطع أن ترفض لأن ذلك الملك كان قويا وقادرا على أن يهدد أمن مدينة قرطاج التي ما برحت عاجزة عن مجابهة الحرب.[4] ما دامت الأميرة مستعدة للانتحار، كتعبير عن رفضها للزواج بملك، أفلم تخش أن يهدد أمن مدينتها بعد موتها؟ برأيي أن هذا يصب في محاولة التغاضي عن الدور الأمازيغي في حضارة قرطاج وغيرها رغم أن ذلك ضرب من المستحيل لأن حضارة قرطاج لم تنجز شيئا إلا على يد الإنسان الأمازيغي. لم تنتصر في حرب إلا بالجيش الأمازيغي، وأخيرا لم تنهار إلا على يد الجيش الأمازيغي بعد أن طغت وظهر فسادها في البر والبحر، لكنهم يحاولون التغاضي الكلي أحيانا عن الدور الأمازيغي لأن التركيز على قرطاج البائدة لن يحرجهم وذلك لأن القرطاجي الفينيقي هو أيضا دخيل على تمازغا ولن يزايد عليهم في كلونياليتهم، أضف إلى ذلك أن هذا القرطاجي الفينيقي قد انقرض ولم يعد هناك داعي لإخفاء تاريخه أما الأمازيغي الأصلي فمن الخطر على المستعمر أن يعترف له بدور حضاري أو تاريخي أو ثقافي لأنه مازال حيا ومازال بإمكانه أن يوظف ذلك ضد المستعمر. وكذلك لا حرج عند الغربي من الحديث عن عروبة شمال أفريقيا لأن المشارقة لن يكون بمقدورهم أن يزايدوا عليه في شأنها، ويبدو أن كثيرا من البسطاء الأمازيغ والعرب يعتقدون بأن فرنسا، على سبيل المثال، هي التي تقف وراء المطالب الثقافية الأمازيغية بغية التفرقة وينسون الدورالكبير الذي لعبته فرنسا هذه في تعريب شمال أفريقيا وعلى رأسها المغرب الأقصى !

إن من يقرأ التاريخ جيدا سيجد بأن المؤرخ الغربي الكلونيالي (أكيد لا أعمم لأن الشرفاء موجودون دائما) عندما لا يجد طريقة لتغريب عنصر من العناصر الأمازيغية يحاول أن يدفع به إلى المشرق إذ تراه يعربه نيابة عن المشارقة، وهذا كله من أجل إفراغ تمازغا (شمال أفريقيا) من دورها الحضاري، كما قلت آنفا. إلا أن تمازغا، على ما يبدو، كانت أقوى من ذلك كله. فلقد تعب الأعداء والطامعون في إخفاء كل ما من شأنه أن يثبت للإنسان الأمازيغي بأنه صاحب تمازغا وصاحب اللغة الأمازيغية المتميزة والمهمشة من طرف الاستعمارات المتعاقبة على تمازغا، وأن له مطلق الحق في أن يحيي ثقافته وتاريخه في بلاده. وأن كل من تضمه تمازغا يمكن اعتباره أمازيغيا ما دامت الأمازيغية ليست عرقية ولا عنصرية كما يتصور بعض البسطاء المكذوب عليهم من طرف بعض الابتلاعيين العنصريين بحق والذي لم يكفهم أن يفرضوا تاريخهم وثقافاتهم على بلدانهم الأصلية فحسب، بل حاولوا، وما زالوا يحاولون، أن يفرضوها على العالم أجمع وهذا ما لا تفعله الأمازيغية (والحمد لله) إذ تدعو لإحياء تراث الأمازيغ بأوسع ما للكلمة من معنى وتدعو للمحافظة على ثقافة وتاريخ الأمازيغ داخل أراضي تمازغا وليس خارجها، ويمكن القول بأن هذا لا يمت للتعصب العرقي بصلة على الإطلاق بل يتعلق بالرغبة الطبيعية في إحياء والتمسك بالهوية الحقيقية الأصيلة، وهذا أمر يسير على خطاه الكل وتقره أعراف الكل وإلا فإن أية مراوغة، من طرف الآخر، يجب أن تنطبق عليه بالدرجة الأولى قبل غيره، وهذا يعني أنه يتوجب عليه الكف عن نشر ثقافته وفرضها على الآخرين. هذا رغم أنه لا مجال للمقارنة بين من يحاول أن يفرض نفسه على الآخرين، خارج بلده، ومن يحاول أن يفرض نفسه على نفسه داخل بلده. فالأمر واضح لا داعي للتعقيدات الفارغة التي لا تستند إلى مثقال حرف من الواقع الملموس.



رغم توفر كم كبير من الإشارات الدالة على الأصول الأمازيغية للحضارة المصرية القديمة، منذ زمن بعيد، إلا أن هذه الإشارات تزداد توفرا بين الحين والآخر. لقد كنا، على سبيل المثال، نعتقد بأن الفراعنة أول من مارس عملية التحنيط ثم اكتشفنا، بعد ذلك، بأن الأمازيغ قد سبقوهم إلى هذه العادة ومن المعلوم أنه قد تم العثور على أقدم مومياء أمازيغية في منطقة "اكاكوس" الليبية سنة 1958 م. وهي أقدم من المومياء المصرية بحوالي 1500سنة !. هذا بالإضافة إلى كثير من القرائن الآثرية الأخرى التي تشمل مختلف المظاهر الحضارية والتي تكاد تؤكد بأن الحضارة الفرعونية قد أسسها الأمازيغ الذين كانوا يعيشون في منطقة الصحراء الكبرى إلى غير ذلك مما سنتطرق إليه من خلال هذه الورقة من الإشارات والأدلة والأراء التأريخية التي تصب في هذا الموضوع. ورغم أن قصة الإله "آمون" ، على سبيل المثال، ما تزال فيها نقاش إلا أن المرجح أن هذا الإله أمازيغي انتقل من شمال أفريقيا إلى مصر. لا بل من الصعب جدا أن نجلعه مصريا رغم أن معظم الدراسات قد انصبت على مصر القديمة وتمجيدها ومحاولات محلية وغيرها لجعل هذه الحضارة ذاتية، أي أن الفراعنة وجدوا في أرض النيل منذ أقدم الدهور الخ. ورغم أن التاريخ الأمازيغي، كما قلنا، لم يتطرق إليه المؤرخ النمطي عادة إلا من أجل طمسه إلا أننا ما زلنا نرى الحقيقة تقهرهم وتجعل بعضهم يتفوه بها على استحياء وبشيء من الغموض وهو يخشى أن يكتشف ابن شمال أفريقيا الأمازيغة بأن له تاريخا مشرفا غنيا يجب التنقيب عنه وإخراجه إلى الحاضر. رغم كل هذا ورغم اكتفاء الأمازيغي بما يقدمه الأعداء، الذين سيطروا على الساحة، من الاعترافات هنا وهناك بماضي شمال أفريقيا إلا أن المؤرخ الأمازيغي يستطيع أن يثبت للجميع بأن للأمازيغ تاريخا مجيدا ولهم دور كبير جدا في صنع الحضارة البشرية.

سبق أن تحدثت عن الفراعنة الأمازيغ[5] الذين حكموا مصر وأسسوا هناك أسر أمازيغية فرعونية ابتداء من سنة 950 ق.م. وكنت قد ذكرت بأن الفراعنة القدماء أيضا من المرجح أن يكونوا ذوي أصول أمازيغية. من خلال هذا الموضوع سأتحدث عن بعض الإشارات التي تقوي الاحتمال بأن يكون الفراعنة القدماء من أصول أمازيغية، وسأستعرض ما أمكن من اتجاهات المؤرخين الذين لمح بعضهم وصرح البعض الآخر بأن الفراعنة القدماء ينحدرون من أصول أمازيغية فعلا هاجروا إلى أرض النيل واستقروا هناك بعد أن دخلوا حياة الزراعة في هذه الأرض المهيأة طبيعيا لذلك مما يعني الاستقرار بدل الترحال وراء الماشية والصيد وغير ذلك مما تفرضه معظم أراضي أمازيغ الشرق (ليبيا) في ذلك الوقت. قد يبدو غريبا عن القارئ أن نعتبر مصر القديمة عبارة عن حضارة مصرية أمازيغة ولكن في الحقيقة هذا ليس كلاما جديدا بل يعرفه المؤرخون منذ القدم وكل ما في الأمر أن هذه الاتجاهات التاريخية كنا نجدها مبعثرة هنا وهناك تحتاج للجمع والتمحيص والتصفية، ومن ثم تقديمها في صيغة أكثر تبسيطا ووضوحا للقارئ. مما لا شك فيه أن كثيرا من القراء الذين يقرؤون تاريخ مصر القديمة ربما يمرون على النقوش والآثار والكتابات التاريخية التي تتحدث عن شعب التحنو والتمحو والليبو والمشوش الخ دون أن يعرفوا بأن هؤلاء هم أمازيغ أقحاح، فلو كانت مثل هذه الأسماء معروفة لدى الجميع، وعلى وجه الخصوص القارئ الأمازيغي، لما كان من الغريب أن نتحدث، منذ زمن طويل، عن الحضارة المصرية الأمازيغية دون أي عجب أو استغراب، وهي العبارة التي تستمد مقبوليتها وصحتها ودقتها أولا من كون الأمازيغ قد حكموا مصر لأكثر من قرنين، فيما بعد، وهذا محل إجماع المؤرخين. ثانيا تستمد مقبوليتها من كون الأصول الفرعونية نفسها من الجائز، إن لم نقل من المؤكد، أنها أمازيغية. أقول هذا فقط من أجل أن أوضح للقارئ بداية بأن عنوان هذه الورقة ليس اندفاعيا أو طائشا أو إيديولوجيا أو يندرج في محاولة ما لابتلاع الحضارة المصرية، بل إن ما يدور حوله الموضوع هنا قائم على أسس تاريخية تجعله مشروعا إلى أبعد الحدود خاصة وأنه يستند إلى أقوال مؤرخين ليسوا أمازيغ بالضرورة إن لم نقل ليسوا أمازيغ بالمرة.

مما يكاد يجمع عليه المؤرخون أن هناك تفاعلا وتشابها في التقاليد والعادات واللغة الخ بين المصريين القدماء والأمازيغ، وأن هذا التشابه نابع من التفاعل الذي كان قائما بين الحضارتين منذ فجر البشرية، فهو ليس وليد الفترة التي استولى فيها الأمازيغ على عرش النيل، بعد نهاية الأسرة المصرية الواحدة والعشرين سنة 950 ق.م، بل كان قائما منذ بدأت ملامح الحضارة الفرعونية تتشكل وتظهر على مسرح التاريخ. هناك رسوم وصور وآثار وعلامات تشير أحيانا، بشكل واضح، إلى أن الفراعنة ينحدرون من أصول أمازيغية، بالإضافة إلى عدد لا بأس به من القرائن التاريخية بين الأحداث والمظاهر التي تصب في هذا الاتجاه. لو بدأنا التركيز على فراعنة ما قبل عصر الأسرات فلا شك أننا سنتوصل إلى ما يرجح كفة هذا الاعتقاد.

لكي نعرف كيف تحدث المصريون القدماء عن علاقتهم بأرض النيل وما إذا كانوا يقولون بأنها بلدهم الأصلي منذ بدء الخليقة أم لا، فلعل من الجدير أن نشير إلى أن المؤرخ اليوناني "هيرودوت"، الذي يعتبر كتابه مصدرا من المصادر الكبرى في تاريخ مصر، يشير إلى نقطة هامة فيما قاله المصريون وما قاله حتى المؤرخون الإغريق وغيرهم ممن سبقوه ، ومن ثم يبني علاقة المصري القديم بأرض النيل انطلاقا من رأيه الشخصي نوعا ما. يقول هيرودوت في شأن العلاقة التاريخية التي تربط المصري القديم بأرض النيل: "وإذا نحن أخذنا بآراء الأيونيين في مصر، وهم يظنون بأن الدلتا وحدها هي مصر، ويقولون إن ساحلها يمتد أربعين "إسيخينوس" من المرقب المسمى باسم "برسيوس" حتى ملاحات الفرع البيلوزي وأنها تمتد حد قولهم، من البحر في الداخل حتى مدينة "كاركاسوروس" التي يتفرع النيل عندها إلى الفرعين" البيلوزي" و"الكانوبي" أما بقية مصر - في رأيهم- فهي جزء من ليبيا وجزء من بلاد العرب" [6] يكفي أن نلاحظ هنا بأن قدماء المؤرخين، الذين أشار إليهم هيرودوت، كانوا يعتبرون الأراضي المصرية الحالية ليبية ماعدا الدلتا. لنتابع كلامه بعد ذلك حيث يقول: "فإذا سلمنا بهذا القول، كان معناه أنه لم يكن للمصريين وطن فيما مضى. في الواقع أن الدلتا، كما يؤكد المصريون أنفسهم، وحسب اعتقادي الشخصي، أرض طميية، وأنها في نهاية القول حديثة التكوين، وعلى ذلك إذا لم يكن لهم وطن من قبل فلماذا يعتقدون أنهم أقدم شعوب العالم؟ ولماذا يحاولون المستحيل لإثبات ذلك؟ " [7] أود أن أشرح بعض المصطلحات الواردة في كلام هيرودوت أولا: أربعين إسيخينوس يبلغ ما يعادل 2,475 كم، ولكن المسافة في الواقع-حسب أحمد بدوي- لا تعدو أكثر من نحو 270 كم[8]. بالنسبة إلى المرقب المذكور أعلاه فأغلب الظن أن يكون على بعد قريب من المكان المعروف باسم "أبو قير" [9] ويقول أحمد بدوي بأن "برسيوس" مرقب في أقصى الغرب من دلتا النيل، بالقرب من"أبو قير" [10] وأن البليوزي هو "تل الفرما" ومكانها اليوم بين "تل أبي صيفه" وتل "الفراعين" [11] أما كاركاسوروس: فأغلب الظن أنها المكان المعروف اليوم باسم "الوراق"[12]

لاحظ أن هيرودوت ينقل إلينا أراء المصريين القدماء، الذين يقولون بأن الدلتا حديثة التكوين. وبربطنا ذلك مع ما جاء به المؤرخون الأيونيون الذين سبقوه، وهو يقصد ما رواه سلفه (هيكاتيه المالطي) [13]، في أن الدلتا وحدها هي مصر وأن بقية الأراضي، المعروفة بالمصرية فيما بعد، هي جزء من ليبيا (أمازيغية) وجزء من بلاد العرب، سنستنتج معه ما يبدو طبيعيا ومنطقيا، ألا وهو أن المصريين القدماء لم يكن لهم وطن فيما مضى. وفي نفس الوقت نلاحظ أن باقي الأرض، التي قال بأنها ليبية، من الطبيعي أنها كانت مسكونة من طرف الأمازيغ. إذا جمعنا هذه المسألة مع هذا الاستنتاج الأولي، الذي خلص إليه هيرودوت، فإن هذا يعني أن أرض الدلتا كانت خالية في حين كانت بلاد ليبيا مأهولة. سيلاحظ القارئ بأنني غفلت الجزء الذي يقول هيرودوت بأنه من بلاد العرب، وذلك لأننا بصدد دراسة التشابه والتفاعل القائمين بين الفراعنة والأمازيغ، فبما أننا لم نجد ما يدل على العروبة في أرض النيل، بينما نجد كما هائلا من مظاهر التشابه بين الأمازيغ والفراعنة، كان من الطبيعي أن يتركز البحث في موضوع العلاقة بين الأمازيغ وأرض النيل. إذن فلقد وجدنا أن الدلتا وحدها هي مصر (بالنسبة إلى المؤرخ القديم) وأن باقي الأراضي هي ليبية (أمازيغية). وقلنا بأن هذا يعني أن الدلتا كانت خالية. فلنلاحظ أن هيرودوت يضم اعتقاده إلى ما قاله المصريون القدماء، ألا وهو أن الدلتا أرض طميية وأنها حديثة التكون ولهذا ترك هيرودوت سؤاله مطروحا هنا، أي ما دام المصريون القدماء يؤكدون هذه المعطيات التاريخية فلماذا يعتقدون، أو بالأحرى يدعون، بأنهم أقدم شعوب العالم؟

إذا تأملنا جيدا سنجد بأن سؤال هيرودوت لا يبدو دقيقا، منذ الوهلة الأولى، وذلك لأن ادعاء المصريين القدماء بأنهم من أقدم شعوب الأرض لا يتنافى مع كون الدلتا حديثة التكوين، لأنهم لم يقولوا بأنهم كانوا يعيشون في الدلتا منذ بدء الخليقة وأنهم (فيها) أقدم شعوب العالم، وبالتالي فإن أقدميتهم لا تعني أقدمية الدلتا بالضرورة. إذن فإن سؤال هيرودوت كان يتضمن علاقة المصري القديم بأرض الدلتا وما دامت هذه الأخيرة حديثة التكوين، لأنها أرض طميية، فهذا يعني (حسب استنتاجه الأولي ) بأن المصري القديم هو حديث العهد بها أيضا. وهذا ما أدركه بعد ذلك، وإن عبر عنه بشكل خافت، إذ يقول: "ومهما يكون من أمر فأنا لا أصدق أبدا أن المصريين وجدوا في نفس الوقت الذي تكونت فيه الدلتا التي يسميها الأيونيون "مصر" بل هم قد عاشوا دائما منذ بدء الخليقة البشرية. ولما أخذت بلادهم في الامتداد بقي الكثير منهم في الوراء، بينما انحدر الكثيرون تدريجيا إلى الأرض الجديدة، وأيا كان الأمر فقد كانت طيبة التي بلغ محيطها 6120 ستاد تسمى منذ القدم "مصر" " [14] من الواضح أن كلام هيرودوت يشير إلى انتقال ما إلا أنه كان غامضا ولم يوضح لنا ماذا يقصد بقوله "بقي الكثير منهم في الوراء" وكأنه لا يهمه سوى أن يتحدث عن المصري القديم داخل مصر بغض النظر عن التطرق إلى مسألة الأصول والجذور.

وبعد ذلك يذوب كلامه كالملح عندما يلقي بثقل الأقدمية المصرية على "طيبة" فهذا يوضح تعبه في استغوار ما تيسر من أقدمية المصري القديم في أرض النيل عندما يعيده إلى طيبة وكأنها قديمة جدا برأيه. يقول أحمد بدوي في شأن حديث هيرودوت عن طيبة هنا " أكبر الظن أن يكون ذلك أثرا من آثار الدور الهائل الذي ملأ به الزمن أسماع الدنيا من شهرة "طيبة" وذكراها الخالدة منذ نهضتها المعروفة إبان الثورة على الهكسوس" [15] كما ينفي أن يكون لاسم "مصر" صلة بطيبة. إذا كانت شهرة هذه الأخيرة تعود إلى العصر الذي تم فيه طرد الهكسوس من مصر فهي إذن حديثة ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نقول بأنها قديمة بالشكل الذي يميل إليه المؤرخ هيرودوت. إن ما يجوز أخذه من كلام هذا الأخير، في هذا الصدد وفقا للمنطق السليم، هو أن الدلتا حديثة التكوين وكفى. أما المصري القديم (سواء كان من أقدم أو من أحدث شعوب العالم) فقد انتقل إليها من مكان آخر إلا أن هذا لا يمنع أن تكون طيبة قديمة أو غير ذلك فنحن نحلل ما هو أمامنا فحسب ونقول بأن هيرودوت لم يكن دقيقا هنا. على كل حال نستشف من الاستنتاجات التي توصل إليها أنه يكاد يصرح بأن الليبيين (الأمازيغ) هم الذين نزحوا إلى هذه الأرض التي اتفقنا على أنها جديدة، ومن المحتمل أنه يقصد أن الإنسان المصري جاء من طيبة وتوجه شمالا. وسواء كان الأمر كذلك أم لا أعتقد بأنه يقربنا كثيرا من هذا الاستنتاج، وإلا فمن هم هؤلاء الذين انحدروا إلى الأرض الجديدة (الدلتا) ما دامت غير مأهولة من قبل وما دامت الأراضي المصرية الأخرى هي جزء من ليبيا؟. لنساير قليلا اجتهادات هيرودوت الشخصية إذ يقول: "أما إذا كان رأي الأيونيين صحيحا فأحب أن أبين أن اليونانيين والأيونيين بالذات لا يفقهون حسابا حين يزعمون أن العالم جميعه من ثلاثة أجزء، أوروبا وآسيا وليبيا إذ يجب عليهم أن يضيفوا إلى ذلك رابعا وهو دلتا "مصر" ذلك لأنها إذا لم تكن جزء من آسية ولا جزء من ليبيا. لأن النيل في الواقع على هذا الحساب، ليس هو الذي يفصل آسية عن ليبيا ولكن عند رأس هذه الدلتا يتفرع النيل فرعين بحيث تصبح مشاعا بين آسيا وليبيا."[16]

أول ما يمكن استشفافه من هذا الكلام أن المؤرخين اليونان وغيرهم، قبل زمن هيرودوت، كانوا يرون ليبيا أكثر حضورا من مصر، على مسرح التاريخ، سواء كان السبب في ذلك علمهم الواسع أم جهلهم المدقع. وربما كان للجهل نصيب في هذا الكلام والحق أنهم أطلقوا ليبيا على كل ما أدركوه من شمال أفريقيا ولا يستبعد أن نقول بأنهم لم يدركوا من أفريقيا غير هذا الشمال.

على كل حال لو كانت مصر أكثر حضورا آنذاك لكانت قد فرضت نفسها عليهم. فهذا واضح في كلام هيرودوت. بل يبدو من كلام هذا الأخير وكأنه أراد أن يؤكد اكتشافه لمصر بالنسبة للإغريق القدماء. حتى وإن لم تكن آنذاك بلاد الأمازيغ في حضارة تفرض على هؤلاء المؤرخين أن يعتبروها الجزء الثالث من هذا العالم فأعتقد أن شساعة أرضها كانت السبب الأساسي وأنه يكاد يكون واضحا بأنهم كانوا يعتبرون مصر جزء من تمازغا (ليبيا) التي تعتبر بلدا عملاقا بالنسبة إلى أرض مصر.

بما أن الأمازيغ الذين كانوا أكثر وأقدم احتكاكا مع المصريين القدماء هم "التحنو" فسأتحدث قليلا عنهم لأن هؤلاء قد جاء ذكرهم بكثافة، على ما يبدو، منذ زمن طويل من خلال الآثار والنقوش والرسوم الفرعونية.

بالنسبة إلى من لا يعرف تجدر الإشارة إلى أن التحنو هم الأمازيغ بالضبط كما ذكرت في البداية. ولقد جاء ذكرهم في بعض النقوش المصرية بهذا الاسم، كما هو معروف لدى المؤرخين. ثم إن العودة إلى دراسة تاريخ التحنو أو التمحو بالضبط قد أسقطت النظرية الغربية التي كانت تحاول ابتلاع تمازغا بحجة أن الأمازيغ يعودون، أو بعضهم على الأقل، إلى أصول آرية. والدليل على ذلك- حسب رأيهم- أن بشرة هؤلاء تميل إلى الشقرة وعيونهم تميل إلى الزرقة، وظنوا بأن ذلك يعود إلى فترة الوندال (المتأخرة جدا) أو غيرهم من القبائل الأروبية التي يفترض أن بعضها قد زار السواحل الشمالية لأفريقيا. إلا أنهم عندما اكتشفوا بأن أمازيغ التمحو كانوا أيضا ذوي بشرة تميل إلى الشقرة وعيون تميل إلى الزرقة تأكدوا من أن الأمازيغ أبناء هذه الأرض منذ أقدم الدهور ولا علاقة لهم بالآريين أو غير ذلك من هذا القبيل. لقد ورد اسم تحنو في نصوص رعمسيس الثالث إلا أن ذكر التحنو، أو تحنى (Tjehnu, Thny) قد جاء في النقوش المصرية منذ فجر التاريخ المصري، وأقدم إشارة إليهم ترجع إلى عهد الملك العقرب، إذ كتب اسم بلادهم على أثر يصور أسلابا أحضرت من هناك، ثم من عهد الملك نعرمر Narm، ومنذ الدولة القديمة حتى الأسرة الثامنة عشرة كان سكان تحنو (T Jehnu) Thnu يذكرون باعتبارهم "حاتيوعا" Hatyu-ca وهو لفظ كان يطلق على الأمراء المصريين [17] فما يجدر تأمله، في هذه النقطة، هو أن أمازيغ التحنو (حاتيوعا) كان يطلق اسمهم على الأمراء المصريين، وقد يكون لهذه المسألة علاقة بحكمهم لمصر(منذ ما قبل الأسرات !)، ثم لا ننسى بأن الملك "نعرمر" هو الفرعون "مينا" الذي أسس أول أسرة فرعونية وقام بتوحيد مصر لأول مرة. فكل هذا يعني أن أمازيغ التحنو كان لهم احتكاك واضح بالفراعنة منذ فجر التاريخ المصري القديم بغض النظر عما إذا كان الفراعنة إخوانهم ينحدرون من أصول أمازيغية مثلهم أو لا.










قديم 2012-04-01, 00:12   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

. - الأصول والجذور اليمنية لقبائـل البَربَر في بلاد المغرب الدكتور محمد العروسي استاذ الاثار و العمارة اليمنية بجامعة صنعاء



بدأ اهتمامي بهذا الموضوع خلال سنوات دراستي في جمهورية فرنسا (1988-1994م)، حينها تعرفت على عدد من الإخوة الزملاء القادمين من بلدان المغرب العربي ( المملكة المغربية وتونس وليبيا والجزائر وتشاد وموريتانيا) إلى فرنسا للدراسة، وكان من بينهم زملاء وزميلات من قبائل البربر من المملكة المغربية والجمهورية التونسية ومن أبناء القبائل من جمهورية الجزائر ذكر لي البعض منهم بأن أصولهم من اليمن من قبائل يمنية هاجرت قبل مئات السنين إلى المغرب واستقرت فيها ويذكرون لي أسماء بعض المصادر والمراجع وكتب النسابة التي توضح وتؤكد صحة ذلك، والحقيقة أن أول ما لاحظته هو أن أسماء وألقاب أسر هؤلاء الزملاء والزميلات من أبناء قبائل البربر الذين تعرفت عليهم في فرنسا هي أسماء قبائل وأسر يمنية معروفة قديماً وغالبيتها لا تزال موجودة في اليمـن وتعرف بهذه الأسماء حتى اليوم.

لقد شعرت بالسعادة بتعرفي عليهم وشعرت بالتشويق والحماس والاندفاع نحو البحث عن إجابات لأسئلة واستفسارات تبادرت إلى ذهني ودارت في رأسي عن موضوعين:

الموضوع الأول الهجرات اليمنية إلى بلاد المغرب العربي عبر العصور ؛ وعن أسماء وتاريخ القبائل والأسر اليمنية التي استقرت في تلك البلاد؟ و تراثها وعاداتها وتقاليدها ؛ ما هي المعلومات التي تزودنا بها المصادر التاريخية عن الشخصيات التاريخية التي اشتهرت وذاع صيتها من أبناء هذه القبائل والأسر ونبغت في المجالات المختلفة؟
الموضوع الثاني : هل حدثت هجرة أو هجرات عكسية: بمعنى آخر هل هاجرت قبائل وأسر من بلاد المغرب العربي إلى اليمن واستقرت فيها؟ إذا كان ذلك قد حدث فعلاً فينبغي أن يتم دراسة هذا الموضوع ودراسة علمية دقيقة ؟ ولابد من الرد على نفس الاستفسارات التي نحاول الإجابة عليها حول الموضوعين
وأخيراً يجب دراسة العلاقات اليمنية المغاربية عبر التاريخ؟

يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على ما تمكنا من جمعه حتى الآن من المعطيات والشواهد التاريخية والمادية الدالة على الأصول والجذور اليمنية لقبائل البربر في بلاد المغرب العربي، ومناقشة وتحليل هذه المعطيات بأسلوب علمي ومنطقي بعيداً عن التحيز والتعصب. سنبدأ أولاً بالتعريف بالبربر.

البربر مجموعة من القبائل تشكل جزاءً هاماً من سكان دول المغرب العربي الكبير؛ منذ العصور القديمة سكن الجزء الأكبر من هذه القبائل في المناطق الداخلية وسكنت بعض القبائل الصغيرة منها في المدن والمناطق الساحلية في بلاد المغرب العربي، ومن أشهر وأكبر قبائل البربر: صنهاجة وكتامة وعهامة ولواتة وزناتة وزويلة، وتعتبر قبيلة صنهاجة أكبر وأشهر قبائل البربر التي انتشرت وسكنت على مساحة الأرض الواقعة بين المغرب الأدنى (الجمهورية التونسية والمغرب الأقصى المملكة المغربية).

هل نستطيع تأكيد وإثبات أو نفي يمنية قبائل البربر في بلاد المغرب العربي من خلال الأدلة التاريخية والمادية المتوفرة لدينا في الوقت الحالي؟ وهل يمكن أن نبني استنتاجاتنا في هذا الموضوع للخروج برؤية حاسمة على المعلومات التي تزودنا بها أقدم مؤلفات المؤرخين والنسابة والرواة العرب المسلمين، والمراجع والدراسات والتقارير التي نشرت في العصر الحديث؟ هل تم فحص وتحليل هذه المعطيات ومقارنتها بالمصادر المادية الموجودة في تراث هذه القبائل كالتراث المعماري واللغوي والثقافي والغنائي ومقارنته مع ما يماثله من التراث اليمني؟
أمـا عن أصول وجذور هذه القبائل فالحقيقة أن انتساب قبائل البربر إلى اليمن قضية أثيرت منذ عصر ما قبل الإسلام ؛ ففي بداية العصر الإسلامي التقى المسلمون الفاتحون بأبناء قبائل البربر الذين قالوا لهؤلاء الفاتحين بثقة واعتزاز نحن من حمير هاجر أجدادنا من اليمـن إلى هذه البلاد.

هذه القضية تناولها العديد من العلماء والنسابة والرواة العرب المسلمين في مؤلفاتهم وتركزت نقاشاتهم وتحليلاتهم بدرجة رئيسة على موضوع انتساب قبائل البربر إلى قبائل حميرية، وفي العصر الحديث ظهرت بعض النظريات والآراء حول أصل قبائل البربر ، فبينما يرى عدد من الباحثين بأن قبائل البربر يمانية من حمير يعتقد عدد آخر منهم بأن أصولها ترجع إلى قبائل سكنت بعض مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، ويطلق هؤلاء على أبناء البربر الجنس المتوسطي وهذا مصطلح جديد ظهر في القرن الماضي، والرأي الثالث يؤيد هذه الافتراضية والتسمية (الجنس المتوسطي)، وذهب فريق ثالث من باحثين، أوروبيين في الغالب، إلى التأكيد بأن أصل قبائل البربر أوروبي، وأخيراً هناك من الباحثين من يفترض بأن البربر هم من الجنس الحامي (من الأفارقة الزنوج)، وهذه الآراء الأخيرة حديثة ويعتقد بأنها بعيدة عن الواقع والحقيقة ولا توجد أية أدلة تؤكد صحتها.

يذكر عدد من المؤرخين في العصر الحديث (الألماني ماينهوف) بأنه يوجد وجود جنس حامي قدم من الجزيرة العربية واستقر في السودان وفي أماكن أخرى منها بلاد المغرب العربي، ويذكر العالم الفرنسي دو لافوس الذي صنف اللغات الأفريقية في سنة 1923م بأن اللغة الحامية هي لغة سامية تشمل البربرية والمصرية والكوشية، ومن خلال ذلك يؤكد بعض الباحثين في العصر الحديث بأن لغة البربر هي من اللغات السامية منهم العالم الألماني روسلر الذي يؤكد بأن اللغة البربرية هي إحدى اللغات السامية ويقول ( إن مجرد التفكير في إرجاع السامية والبربرية إلى أصلين مختلفين غير معقول) وذلك نظراً للتطابق والتشابه الموجود بينهما.
أصل قبائل البربر من اليمن:

هناك بعض الأدلة التاريخية والمادية التي تدل على أن أصل قبائل البربر من اليمن، وهذه الأدلة هي:
تؤكد الدراسات الحديثة بأنه حدثت موجات هجرة كبيرة من الجزيرة العربية في فترات مختلفة من عصور ما قبل الإسلام ؛ يقـول العالم المصري الدكتور احمد فخري " هناك حقيقة مهمة وهي أنه في الألف الرابع قبل الميلاد وصلت هجرات من جنوب الجزيرة العربية إلى مصر ويذكر الدكتور أسعد أشقر بأنه : ليس من قبيل المصادفة أن تقع عام 3500 ق.م موجة هجرة من الجزيرة العربية إلى بلاد الرافدين وموجة هجرة إلى سورية ومصر في وقت واحد.
ورد في المصادر التاريخية العربية ولإسلامية معلومات غزيرة عن استقرار جنود وعشائر يمنية في قرطاجة ومدن ومناطق مختلفة في شمال إفريقيا في عصر ما قبل الإسلام، يقول الشاعر الحميري :

ومنـا بأرض الغرب جنـدٌ تعلــقوا إلى بربـر حتى أتـوا أرض بربـر
ويذكـر العالم عبد الرحمن ابن خلدون في صفحة 96 في الجزء السادس من كتابه العبر ..بأن البربر ينتسبون إلى بربر الذي ينتسب إلى يعرب بن قحطان، وهوا هنا يتفق مع ما ذكره العالم الهمداني في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي الذي يقول في الجزء الأول من كتابه الإكليل: بأن قبائل صنهاجة وكتامة وعهامة ولواته وزناته تنتسب إلى بنو مرة بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سباء بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

يجمع النسابة والمؤرخون العرب المسلمون على أن معظم قبائل البربر تنتسب إلى أمازيغ بن كنعان، ويذكر المؤرخ والنسابة أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني- توفي بعد سنة 334هـ/945م- في الجزء الأول من كتابه الإكليل (ص 45) بأن كنعان هو أحد أولاد عويلم بن سام وبأن موطن الكنعانيون الأصلي هوا جنوب الجزيرة العربية.
يؤكد أشهر وأقدم العلماء والنسابة والرواة العرب المسلمين في مؤلفاتهم بأن غالبية قبائل البربر ينحدرون من أصول يمنية حميرية ، ومنهم العالم ابن خلدون.


وجود تشابه لغوي أكثر من مائة كلمة في لغة البربر ولا تستخدم هذه الكلمات إلا في اليمن والجزيرة العربية.
وجود تشابه بين كل من الأغاني والموسيقى الشعبية في بعض المناطق اليمنية وأغاني وموسيقى البربر، وقد أكدت هذا التشابه الكبير دراسات حديثة لعلماء أوروبيين في مجال الموسيقى أقدمهم روبرت لخمان سنة 1922م ؛ وهانس هلفرتس الذي قام في النصف الأول من القرن العشرين (1933-1935م) باختيار أغنيتين يمنيتين من محافظة صنعاء : الأغنية الأولى من منطقة بني إسماعيل في مديرية حراز والأغنية الثانية من منطقة بني مطر وتمت مقارنتهما بأغنيتين من أغاني البربر من منطقة القبائل في الجزائر، فوجد تشابه كبير بينها وتماثل في الإيقاع والترنيمة وذكر هؤلاء العلماء بأن وجود هذا التشابه الكبير لا يحدث مصادفة بل يحتم على المرء افتراض وجود علاقة حميمة بين البربر واليمنيين، فالسمات الموجودة في الأغاني والألحان التراثية اليمنية موجودة تماماً في الأغاني والألحان التراثية البربرية (والتصفيق والمُحجرة)، وتظهر بوضوح كامل في طرق أدائها وألحانها التي تتطابق تماما.
وجود تشابه بين فنون وأساليب وطرز العمارة والزخرفة في اليمن وفي مدن مناطق مختلفة في بلاد المغرب العربي منها المناطق التي تسكنها قبائل البربر، مثال ذلك تشابه العمائر السكنية المتعددة الطوابق في جبال اليمن مع مثيلاتها في جبال أطلس المنطقة الرئيسة لقبائل البربر، وهذه المباني السكنية ذات سمات معمارية واحدة.

وجود تشابه في طرق وأساليب الزراعة والري وبناء المدرجات الزراعية وقنوات الري في كل من اليمن وبعض المناطق في دول المغرب العربي.

الخاتمة:

في كل بلاد المغرب العربي حاليا توجـد الكثير من القبائل والأسر التي يعود أصلها إلى اليمن، بعضها هاجرت من اليمن قبل الإسلام والبعض الآخر هاجرت إليها في العصر الإسلامي من هذه القبائل قبائل البربر التي انتشرت في البوادي والحواضر في بلاد المغرب العربي ومارس ويمارس أبنائها حياتهم الاجتماعية والاقتصادية على نحو يشبه كثيرا حياة القبائل اليمنية، لقد ساهمت هذه القبائل جميعها في الفتوحات ونشر الدين الإسلامي والعلم والثقافة والبناء والتنمية وتطوير البلدان والمناطق التي استقرت فيها، وأثبتت هذه الهجرات عبر التاريخ مقدرة اليمني الفائقة على الاندماج والتعايش والانسجام مع كل المجتمعات والثقافات والأمم والشعوب في كل العصور، وبرغم مرور مئات السنين على هجرات اليمنيين واستقرارهم في تلك البلدان لم يستطع الزمن محو وطمس هويتهم اليمنية ومساهماتهم الرائدة في بناء وتعمير وتطوير تلك البلاد ؛ لليمنيين تأثيرات وبصمات جميلة وإبداعية تظهر حتى اليوم بوضوح على العمائر والمنشآت التاريخية التي شيدوها أو شاركوا في بنائها في بلدان المغرب العربي كالجوامع والمساجد والمدن والقصور والحصون والقلاع والمنشات التجارية والسكنية والخدمية، كما تظهر في الفنون والآداب واللغة وفي العادات والتقاليد.

المعلومات المتوفرة حالياً عن يمنية قبائل البربر عبارة عن معلومات وروايات وتحليلات لما كتبه الكثير من المؤرخين والنسابة العرب المسلمين وللنتائج التي توصلت إليها دراسات سطحية متواضعة لبعض الباحثين العرب والمسلمين والأوروبيين في العصر الحديث عن أصل قبائل البربر الذي يعتز ويفخر الكثير من أبنائها حتى اليوم بانتسابهم إلى اليمن ؛ هذه البحوث المتواضعة يجب أن تكون حافزاً لإنجاز دراسات علميـة متعمقة في هذا الموضوع وفي موضوع الهجرات اليمنية وإنجازات اليمنيين في البلدان التي هاجروا إليها واستقروا فيها عبر التاريخ، ولكي تكون هذه الدراسات كاملة لابد من التواصل معهم والإطلاع على ما لديهم من وثائق ومصادر ومراجع، وكل ما كتب عنهم في تلك البلدان قديماً وحديثاً.

د. محمد العروسي *أستاذ الآثار والعمارة اليمنية بجامعة صنعاء












قديم 2012-04-02, 03:18   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
اوشن
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية اوشن
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة allamallamallam مشاهدة المشاركة
الامازيغ فرع من البربر و البربر شعب من الشعوب الكنعانيه الفلسطينيه

والله اعلم
لا حول و لا قوة الا بالله
ياخي الامازيغ هم شعب شمال افريقيا و سماهم الرومان البربر barbaros اي الرافضين للحضارة الهمج لان كل خارج عن الحضارة الرومانية و اليونانية يسمونه بربري اي همجي و قد اطلقو هذا اللقب على الامازيغ و القبائل الجرمانية و القبائل السلافية و القبائل البريطانية و القبائل الغالية
و جاء العرب الذين لم تكن لهم قبل الاسلام اي معرفة بالامازيغ على الاطلاق فأخذو التسمية الرومانية و كعادة العرب في حبها جعل جذر لكل اسم في لغتها فقد قالو ان ذلك راجع الى بربرتهم اي اختلاف الاصوات و تداخلها اي عجمتهم التامة
فكيف تقول ان الامازيغ فرع من البربر ؟
فهل تقول بالمنظور نفسه ان الجرمان فرع من فروع البربر و ان السلاف فرع من فروع البربر ؟
من اين اتحفتنا بهذه ؟
ربي يهديك









قديم 2012-04-02, 20:58   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
basic2000
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية basic2000
 

 

 
إحصائية العضو










B9 الحضارة المصرية الأمازيغية(2)






من خلال الجزء الأول من هذا البحث توقفنا عند الاسم الهيروغليفي" حاتيوعا" الذي قلنا أنه كان يطلق على أمازيغ التحنو كما كان يطلق على الأمراء المصريين القدامى أيضا، وقلنا بأن ذلك قد يكون له علاقة بحكم أمازيغ التحنو لمصر ما قبل الأسرات. والآن سنواصل الحديث عن أمازيغ التحنو وعن طبيعة تواجدهم في أرض النيل من خلال ما تعكسه النقوش والآثار والرسوم الفرعونية التي تركت هناك بكثرة. فبعد أن خلص إلى أن اسم "حاتيوعا" كان يطلق على أمازيغ التحنو مستشهدا بما جاء به "جاردنر" [1] يقول محمد بيومي مهران: "وبذا فإن "تحنو" اسم منطقة جغرافية وليس اسما لقوم، هذا وقد ذكرت بلاد تحنو كذلك على أثر من عهد الملك منحوتب (نب حتب رع) من الأسرة الحادية عشرة، إلى جانب قومي النوبيين والأسيويين، كما جاء ذكرهم في قصة "سنوهى" بأنهم الذين يسكنون بلاد تحنو" [2] حتى وإن كان اسم التحنو يطلق على منطقة جغرافية فلا مانع من أن يطلق، بعد ذلك أو قبله، على سكان هذه المنطقة، فهذا شيء طبيعي. ويرى أحمد فخري أن كلمة تحنو قد استعملت منذ الأسرة الثانية عشرة للسكان كذلك، وذلك حين فقدت كلمة "تحنو" معناها الأصلي. [3] وعلى كل حال فمن الواضح أن اسم "التحنو"، في اللغة المصرية القديمة، كان يطلق على أمازيغ الشرق (ليبيا) أو جزء من هؤلاء على الأقل، وبالتحديد الذين يفترض أنهم هاجروا إلى أرض النيل منذ القدم. وأما موقع أرض تحنو، فكانت تقع-دون شك-إلى الغرب من مصر، ذلك لأنها تذكر دائما عندما تذكر أسماء البلاد التي تقع غربي مصر، كما أنها تذكر بموقعها الغربي عند الحديث عن جيران مصر، هذا إلى أن نقوش "ساحورع" قد ذكرت لنا بلاد تحنو T Jehnu-Thny بأنها غربي مصر [4] ومن المعلوم أن المقصود بكونها غربي مصر لا يعني خلف الحدود الحالية، على سيبل المثال، بل إن امتداد أرض "التحنو" كان يشمل أراضي اعتبرت فيما بعد بأنها مصرية كما سنرى لاحقا. ما دام الاسم كان يطلق على منطقة جغرافية (حتى وإن لم يكن من المستبعد أن يطلق على سكان هذه المنطقة كما أشرت أعلاه) فمن الجدير أن نتابع التنقيب عن هذه المنطقة، كما جاءت عند المؤرخين وكما كانت عند الفراعنة، لكي نقترب أكثر من فهم علاقة الأمازيغ بأرض النيل.

يقول محمد بيومي مهران عن أرض التحنو "ويحددها لنا "هولشر" بطريقة أكثر دقة، فيرى أن هذا الاسم كان يطلق غالبا على المكان الذي يستخرج منه النطرون الذي كان يستعمل في مصر لتحضير طلاء أشكال الخزف والزجاج، ولكن هذه البقعة ليس فيها من الخيرات، ما يصلح لسكنى عدد كبير من الناس، وكذلك يلاحظ أن تصوير الأشجار ضمن الغنائم –كما في لوحتي العقرب ونعرمر- يوحي إلينا بأن أرض تحنو لا تشمل بلادا صحراوية فحسب، بل تشمل كذلك بقاعا خصبة في غربي وادي النيل، ومن هنا يتجه الإنسان إلى التفكير في واحة قد تكون واحة الفيوم"[5] إذا سلمنا بهذا التفسير فهو يعني أن الأمازيغ (التحنو) كانوا يعيشون داخل الأراضي التي أصبح جزء منها فيما بعد مصريا. يعني أنهم كانوا من المكونات الأساسية للشعب المصري القديم. ويذكر هولشر-أن "بسنج" قد أكد ذلك إذ شاهد في نقش من عهد منحوتب وفيه يعلق أحد رؤساء صور سمك في حزامه، ومن هنا استنتج أن الفيوم هي موطنه، كما أن الإله "سبك" (التمساح) منذ القدم كان يقدس في الفيوم، كما أننا نرى "سبك" في نص يرجع إلى عهد طهراقا يمثل بلاد تحنو، (كما كان الإله "ددون"يمثل النوبة، و"سبد" يمثل بلاد آسيا، و"حور" يمثل مصر، كما أننا نشاهد سبك يمثل عدة مرات بوصفه سيد بلاد "باش" وهي –طبقا لنصوص ساحورع- جزء من بلاد تحنو كما ذكرته نصوص الأهرام [6]
سأعود إلى كلمة "باش" بعد قليل وما أود قوله الآن هو: إذا سلمنا بما يقوله المؤرخون، المذكورون بأن الفيوم أيضا كانت تقع ضمن بلاد أمازيغ التحنو، فبكل بساطة واختصار يصبح من الطبيعي، ومنطقيا أن نتحدث عن دورهم الأساسي في تأسيس الحضارة المصرية.

لأن القول بأن الفيوم كانت أرضا أمازيغية يعني أن الأمازيغ كانوا في قلب مصر وليس على التخوم فحسب، وبالتالي فمن غير المعقول أن ننفي دورهم الأساسي في إنشاء الحضارة المصرية القديمة حتى وإن تغاضينا عما يقوله المؤرخون الذين صرحوا بأن المصريين القدماء ينحدرون من أصول أمازيغية (ليبية) أصلا. سأتحدث قليلا عن اسم آخر كان يحيل على الأمازيغ، عند المصريين القدماء، إلى جانب اسم "تحنو" وهو "باش". لقد ورد في نصوص الأهرام "سبك سيد باش" ثم ذكر بعد ذلك مباشرة أهل ("اععوا" العظام جدا الذين في مقدمة "تحنو") كما ذكر في كتاب الموتى بأن "سبك سيد باش" عدة مرات ويذكر هولشر كذلك أن "زيتة" تكلم بإسهاب عن موقع بلاد "باش" بوصفها غربي مصر، ثم يقرر بعد مناقشة طويلة أن بلاد تحنو تقع في إقليم وادي النطرون والفيوم، وأن قوم تحنو قد استوطنوها، خاصة وأنه ليس لدينا ما يناقض ذلك من نقوش الأسرة الخامسة بصفة خاصة [7]. أعتقد، أمام هذه المعطيات، بأنه من الصعب أن نفرق بين المصري والأمازيغي القديمين في أرض النيل.

هذا ولا ننسى بأن الدلتا حديثة التكوين- حسب هيرودوت- كما قلنا في الجزء الأول من هذا البحث [8] ولقد قلنا بأن هيرودوت لم يفصح عما إذا كان النازحون إلى أرض الدلتا قد هاجروا من شرق تمازغا (ليبيا) أم جاؤوا من الجنوب (منطقة طيبة) التي افترضنا أنها كانت مأهولة منذ القدم حتى وإن وجدنا بأن كلام هيرودوت في شأن أقدميتها غير دقيق آخذين بعين الاعتبار ما قاله الدكتور أحمد بدوي من أن شهرة طيبة ترجع إلى زمن الثورة على الهكسوس وهو الزمن الذي أشرنا إلى أنه متأخر جدا ولا يصلح أن يدل على أقدميه طيبة أو غيرها. ومن أجل توخي ما أمكن من الدقة لنفرض أن ما يقصد هيرودوت هو أن سكان الدلتا قد جاؤوا من منطقة طيبة وتوجهوا شمالا على ضفاف النيل، وأقول حتى في هذه الحالة نجد احتمال أن يكون الفراعنة من أصول أمازيغية واردا وبقوة. وسوف نتطرق لاحقا إلى الإشارات الدالة على ذلك من خلال حديثنا عن حضارة نقادة مثلا. أود أن أذكر الآن بأن هناك من يعترض على أن تكون أرض الفيوم من ضمن بلاد التحنو (الأمازيغ) في القدم. ويعترض الدكتورأحمد فخري على هذه النظرية، بأن كلا من المكانين-وادي النطرون والفيوم- كان معروفا للمصريين جيدا، وقد وجدت أسماؤها على آثار الأسرتين الرابعة والخامسة، كما أن وادي النطرون مكان فقير يستطيع بالكاد إعالة ما يزيد على ألفين من السكان وفي مستوى معيشي فقير، ومن هنا فإن هذا المكان لا يمكن أن يكون مقرا لهؤلاء القوم الذين كانوا مزعجين للفراعنة باستمرار، أما عن الفيوم فقد كان ينظر إليها منذ بداية التاريخ المصري بوصفها إحدى الأقاليم المصرية، وكانت تسمى البحيرة، ومن هنا فيجب علينا أن نبحث عن مكان آخر، ويرى بعد ذلك أن مريوط وواحة سيوة والبحرية وبرقة هي الأماكن التي يحتمل أنها كانت أرضا للتحنو، ويرى أن تفسير "نيوبري" بأنها بلد الزيتون معقول، ذلك لأن أشجار الزيتون تنمو بكثرة في مريوط والواحات وبرقة، وربما سمى المصريون هذا الإقليم باسم الشجرة الغير مألوفة في مصر، وإن كانوا قد استعملوا زيتها [9]. من الواضح أن كلام فخري مجرد اعتراض يخلو من أية قيمة علمية أو منطقية.

وهو على كل حال لا يرتقي إلى دقة الاستدلال الذي وجدناه عند المؤرخين الغربيين مثل هولشر وزيتة الخ. أعتقد أنه لا يستند، في نفي أن تكون الفيوم أرضا أمازيغية، إلى أي أساس إلا قوله بأنها كان ينظر إليها، منذ القدم، بوصفها أرضا مصرية وهذا برأيي لا يتنافى مع كونها كانت تقع ضمن بلاد التحنو (الأمازيغ) لأنها ببساطة أصبحت مصرية منذ القدم. فهل هذا يعني أنه لا يجوز لنا البحث عن الجديد في هذا الملف؟ ولا يجوز أن نتفوه بشيء جديد حتى وإن اكتشفنا بأنه يتناقض مع كثير من المسلمات التي درجنا عليها من قبل؟ إن اعتراض فخري (حسب ما جاء من حجته في كلام محمد بيومي مهران) لا قيمة له بالمرة وليس من المستبعد أن يكون كلاما وجدانيا خارجا عن الأسس العلمية والمقصود منه تكريس الاعتقاد بأن الحضارة المصرية أنشأها نخبة من أبناء النيل دون الاختلاط بأحد. وبمتابعة عناصر التشابه الذي كان قائما بين الأمازيغ والفراعنة القدماء يقول مصطفى كمال عبد العليم: "وإذا اقتربنا من عصر ما قبل الأسرات وعندما كانت المحاولات تبذل لتوحيد مصر بشطريها؛ الوجه البحري والوجه القبلي، لوجدنا لوحة لملك الوجه القبلي الملقب بالعقرب وقد قسمت إلى أربعة صفوف أفقية. وقد ظهرت في الصفوف الثلاثة الأولى صور ثيران وحمير وكباش، وفي الصف الرابع صورة لشجرة يظن أنها من نوع الزيتون، وكتب أمام الشجرة علامة تصويرية تعتبر من أقدم العلامات الكتابية، وتدل على كلمة تحنو " [10]. ولكن إذا لم تكن تعني الكثير هذه الكلمة الدالة على التحنو (الأمازيغ) الواردة هنا فما هي في الواقع إلا جزء قليل من العلامات التي يشير بعضها بقوة إلى الأصل الأمازيغي للفراعنة القدماء كما سنرى لاحقا. أعتقد أن ما ذكره مصطفى كمال عن الملك العقرب هنا قد تحدث عنه المؤرخون الغربيون أيضا ولقد ذكره "جاردنر" كما جاء في حديث محمد بيومي مهران الذي قال: "ويرى جاردنر أن التحنو يظهرون وكأن بينهم وبين المصريين قرابة وثيقة، وقد وضع اسم تحنو على لوحة الملك العقرب بين عدد من الأشجار، ويذكر جاردنر أن نيوبري اعتقد أنها شجر الزيتون، ومما له أهمية في هذا الصدد، أن هناك نوعا من الزيت قد ذكر باسم "حاتت تحنو Hatt-Thnu (أي زيت من الدرجة الأولى)، وقد كتبت هنا كلمة "تحنو"، بنفس الطريقة التي كتبت بها "بلاد تحنو" وقد برهن نيوبري أن شجر الزيتون يعد من الأشجار المتوطنة في الشمال الغربي من أفريقيا" [11] إن تفسير نيوبري لتلك الأشجار بأنها أشجار الزيتون لا يتعارض مع ما تدل عليه الآثار الفرعونية من كون التحنو كانوا داخل مصر وأن الفراعنة الأوائل قد حاربوهم، مع من حاربوا، من أجل توحيد مصر كما أسلفنا، لأن امتداد أرض التحنو إلى الفيوم مثلا لا يلغي أن تكون هناك إشارة إلى موطن يقع خلف التخوم الغربية الحالية لمصر. أعتقد أن هذه النقطة لا بد من الانتباه إليها، خاصة وقد رأينا سالفا بأن أحمد فخري، مثلا، أشار إليها بما قد يعطي للقارئ انطباعا بأن وجود ذكر للتحنو في برقة وغيرها يعني عدم وجودهم في الفيوم أو غيرها، وهذا غير دقيق طبعا. ولقد ذكر بيومي مهران نفسه بأن هناك من يعارض نيوبري في قوله بأن تلك الأشجار هي أشجار الزيتون حيث يقول: وليس هناك من ريب في أن لوحة الملك العقرب هذه- أو لوحة تيحنو- إنما تمثل أقدم إشارة واضحة إلى الليبيين في الآثار المصرية، حيث ظهر في أحد وجهي اللوحة من أسفل أشجار يفترض "نيوبري" أنها أشجار الزيتون ، وإن عارضه في ذلك "كيمر" هذا وقد ميز "زيتة"، إلى جانب الأشجار، العلامة الهيروغليفية الدالة على بلاد التحنو، وهي أرض الليبيين المعروفين باسم "جحنيو" (تحنيو)، وليس الأمر في حاجة إلى كثير من البراعة للقول بأن الماشية عبارة عن غنيمة وأن الأشجار يستخرج منها زيت "جحنيو" الذي له قيمة كبيرة" [12] كان علي أن أذكر بأن "كيمر" مثلا قد عارض "نيوبري" في تفسيره تلك الأشجار وقوله بأنها أشجار الزيتون. فربما هناك من يتصور بأن مادام أقدم ذكر للتحنو (الأمازيغ) في الآثار المصرية مقرونا بأشجار الزيتون فإذن كانوا في منطقة برقة وغيرها كما ذهب أحمد فخري مثلا. وهذا غير دقيق لأن هناك، كما رأينا وسنرى، إشارات أخرى تدل على كونهم متغلغلين في قلب مصر حتى وإن ورد ذكر لهم مع هذه الأشجار، وحتى وإن قلنا بأنها أشجار الزيتون، على سبيل المثال، فما يدل على الوجود الأمازيغي القديم جدا في قلب مصر ليس من السهل أن نطمسه بل من شأنه أن يقودنا، في نهاية الدراسة المعمقة والجادة، إلى نتائج خطيرة على رأسها احتمال أن يكون الأمازيغ هم الحكام الأوائل للدلتا نفسها قبل أن يظهر الفرعون نعرمر (مينا) الذي وحد مصر !. ويرى جاردنر، بعد ذلك، أن ملاحظة نيوبري رغم أنها لم تساعدنا على تحديد موقع بلاد تحنو بالضبط، فإن وجهة نظره بأنها تقع مباشرة في الغرب من الشمال الغربي للدلتا، تتفق مع حقائق أخرى في رأينا، ففي حملة سنوسرت الأول ضد بلاد تحنو، قد أحضر معه أسرى وصفوا بأنهم (هؤلاء الذين هم في أرض تحنو) هذا فضلا عن إحضاره ماشية كان من المستحيل أن تجد ما يلزمها إلا في أرض على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، هذا ولدينا طقوس تربط بلاد تحنو بغرب الدلتا، منها الإله "تحنوى" (أي صاحب تحنو)، فإنه يوجد ضمن آلهة أخرى من آلهة الوجه البحري، ويمكن توحيده بالإله (حور تحنو) الذي ذكر في مناسبات مماثلة ذكرها- فيما يرى جاردنر-"نافيل" في كتابه المسمى "قاعة العمد" كما يذكر جاردنر أن "كيس Kees"قد وحد هذا الإله بإله تحنو صاحب الذراع العالمية، والذي ذكر عدة مرات في عهد الدولة القديمة، وكذلك نجد الآلهة "نايت" صاحبة تحنو قد ذكرت. [13] من هنا نعود إلى الوجود الأمازيغي في منطقة الفيوم وكذلك إلى كلمة "باش" انطلاقا من هذه المعطيات "وعند هذه النقطة يرى "جاردنر" أنه يجب أن نناقش بعض الحقائق التي دعت "زيته" وتبعه فيها "هولشر" إلى أن يقترح بأن الفيوم ربما كانت في الأزمنة القديمة ضمن بلاد تحنو، فقد سجل في مناظر المعبد الجنزري لـ "ساحورع" كلمة "باش" (والمعروف بـ "باخو" Ba h W وهو اسم، على الرغم من أنه أطلق فيما بعد على جبل يعرف بأنه الأفق الشرقي لمصر، كان في الأصل جبلا في الغرب، وكان الإله "باخو" هو الإله "سبك" الذي يمثل في صورة تمساح ولم تكن عبادة "سبك" قاصرة على الفيوم، بل إن قائمة أدفو العظيمة وصفته بأنه إله المقاطعة الرابعة من مصر السفلى وكذلك وصف سبك بأنه ابن الإلهة "نايت"، وقد عبد في المقاطعة الصاوية (نسبة إلى صا الحجر) [14] مع العلم أن الإلهة "نايت" أمازيغية. ويضيف محمد بيومي مهران قائلا: "وكل ما يمكن استنتاجه مما سبق أن "تحنو" تقع في غربي مصر، وأن تحنو الدولة القديمة، وما فيها من آلهة مصر السفلى وما فيها من أسماء مصرية الأصل وملابس رؤسائها التي تتفق تماما مع الملابس المصرية يدل على أن بلادهم كانت تشمتل التخوم الغربية للدلتا، أو كانت تقع على حدودها تماما." [15] إذا قلنا بأن بلاد التحنو(الأمازيغ) كانت تشتمل التخوم الغربية للدلتا أو كانت تقع على حدودها، كخلاصة القول مما توصل إليه المؤرخون المذكورون في هذا الصدد، فهل يصح أن نقارن ذلك بما ورد في تاريخ هيرودوت من أن أرض الدلتا كانت أرضا طميية وأنها بالتالي حديثة التكوين؟ [16].

إذا سلمنا بصحة هذا التساؤل فسيبقى علينا أن نبحث عن الزمن الذي شهد بداية الوجود الأمازيغي في أرض النيل. هل كانوا هناك قبل أن يأتي الفراعنة القدماء من مكانهم الأصلي أم هاجروا شرقا بعد أن أصبحت الدلتا مأهولة؟ إذا كان تواجدهم هناك قبل أن يأتي إليها الفراعنة المصريون فمن المستبعد أن نقول بأنهم لم يحكموا الدلتا قبل الفراعنة لأنه من المستحيل أن يتركوا النيل ويكتفوا بموطنهم على تخوم الدلتا، أما إذا هاجروا إلى هناك بعد أن أصبحت أرض النيل مأهولة فهذا يعني أنه علينا أن نبحث عن الموطن المحدد الذي جاء منه الفراعنة الأوائل بالضبط وهذا لكي نتوصل إلى أدلة يقينية مقنعة على ما إذا كان الفراعنة ينحدرون من أصول أمازيغية أم أنهم جاؤوا من مكان آخر إلى منطقة الدلتا. وإلى حد هذه اللحظة نرى هناك تشابها بين فراعنة ما قبل الأسرات والأمازيغ (التحنو) واضحا في حين لا نكاد نجده بين الفراعنة وغير التحنو، أو على الأقل لا نجده بهذا الوضوح كما رأينا وكما سنرى لاحقا. لنتابع ورود كلمة "التحنو" في عهد مرنبتاح ورعمسيس الثالث على سبيل المثال، ولكي نوضح أكثر بأن التحنو كانوا أمازيغ يتكلمون اللغة الأمازيغية يقول محمد بيومي مهران:"وأما في غزوات مرنبتاح ورعمسيس الثالث، فنلاحظ أن كلمة تحنو، وعبارة قوم تحنو، قد استعملت كلها في الغالب بمعنى تقليدي مبهم، ولكن لما كانت نقوش الكرنك العظيمة التي تركها مرنبتاح تقرر: "أن أمير ليبو قد انقض على أرض التحنو Hast nt Thnu فيمكننا أن نعتبرالتعبير يدل على أن هذا الإقليم مازال هو الملاصق للدلتا مباشرة من جهة الغرب، ومن المحتمل أنهم كانوا دائما يعدون من أصل ليبي، ذو بشرة بيضاء، ويتكلمون لغة بربرية" [17]. من المعلوم أن المقصود بـ(اللغة البربرية) هي اللغة الأمازيغية لأن هذه الشتيمة قد درج عليها الباحثون رغم ما تثيره من الالتباسات. ويقول في شأن التشابه بين الأمازيغ والمصريين القدماء: " وأما عن التشابه بينهم وبين المصريين، فقد كانوا سمرا مثلهم، كما كانوا يختتنون مثلهم كذلك، وكان التحنو يعلقون في ملابسهم ذيولا (الذيل المعلق في الحزام) كالتي كان يعلقها الفراعين، ويحلون جباههم بخصلة من الشعر تحاكي صورة الصل المقدس الذي كان يتحلى به الفرعون ليحميه من شر الأعداء إذا هاجموه، ويذكر الدكتور سليم حسن أن "مولر" يرى أن خصلة الشعر التي تزين الجبهة هذه، توجد كذلك عند الحاميين الذين يسكنون جنوبي مصر، وكذلك عند أهل كريت، هذا فضلا عن أننا نراها حتى في يومنا هذا في شرقي آسيا وقد ظن البعض أن هذه الخصلة هي الصل نفسه، بيد أن من يمعن النظر يجدها خصلة شعر وحسب، وكانوا كذلك يرتدون قرابا يضعون فيها عضو التذكير، وهي التي لبسها مصريو عصر ما قبل التاريخ، وهذه الخصائص كانت تميز التحنو عن الليبيين وعن التمحو كذلك." [18] على ذكر أهل كريت، أود أن أقول بأن هناك صلة أنثروبولوجية بين الإنسان الأمازيغي والإنسان الكريتي، وقد يكون لهذه المسألة علاقة بما أشار إليه الباحث أعلاه من الطقوس أو العادات التي يتشارك فيها الكريتي مع الأمازيغي. وعلى كل حال هذا موضوع خاص لا يتسع المجال الآن للتطرق إليه. لا أعتقد أن الحديث عن التشابه النابع من الصدفة واردا هنا فلا بد من القول بأنه نابع من احتكاك حضاري ثقافي مكثف بين المصري و الأمازيغي القديمين، ومن الواضح، كما ذكرنا سالفا، بأن هناك مؤرخين يعتقدون بأن الفراعنة أنفسهم ينحدرون من أصول ليبية (أمازيغية) ومن أجل إبراز هذه المسألة أكثر للقارئ يتوجب علينا استقراء واستخراج كثير من المعطيات المختلفة والدالة، بشكل صحيح علميا، على أن سكان النيل الأوائل كانوا من أصول ليبية (أمازيغية). وهذا ما سنسعى إليه حتى يكون القارئ أمام هذه المعطيات بحيث يمكنه أن يعيد إنتاجها والمقارنة بين بعضها والبعض الآخر ليتوصل إلى ما توصلنا إليه وما توصل إليه المؤرخون الذين تحدثوا في هذا الموضوع. إذا تركنا الاعتقادات الجاهزة للحظة وعدنا إلى المعطيات الأساسية التي تدل على الصلة القائمة بين المصريين والأمازيغ القدماء نجد مثلا بأن هناك تشابها بين المصريين والأمازيغ القدماء في الأسماء أيضا ويقول محمد بيومي مهران عن أمازيغ التحنو:" بل إنهم كانوا يشبهون المصريين في الأسماء، فمثلا "ونى" و"خوتفس" والأول اسم القائد المعروف في الأسرة السادسة، والثاني (ومعناه: المحمى من والده) اسم كثير التداول بين الأعلام المصرية، يضاف إلى ذلك أن لفظة "تحنو" ترجع إلى أصل مصري بمعنى البراق (وقد تعزى إلى الملابس البراقة التي يلبسها التحنو)، ونفس الكلمة تحنو معناها زجاج أو قاشاني، وقد استعملت لفظة "تحنو" لتدل على الزجاج، كما أن كلمة "صيني" تدل على القشاني المجلوب من الصين أولا"[19] وفي الحقيقة أود أن أترك التشابه اللغوي إلى فصل مخصص لذلك فمن المعلوم أن هناك علاقة كبيرة بين اللغة الأمازيغية والهيروغليفية، أما الآن فأود أن أواصل البحث عن اسم التحنو وعن علاقته بأرض النيل لعلنا نوفر أكثر ما يمكن من المعطيات التي تسمح لنا بالتوصل إلى استنتاجات سليمة من الناحية العلمية. فكما أشرت سالفا كان هناك ذكر للتحنو (الأمازيغ) منذ فجر التاريخ المصري القديم وقد عاد اسم التحنو الهيروغليفي للظهور مرة أخرى على أسطوانة من العاج عثر عليها في مدينة هيراكونيولبيس (الكوم الأحمر شمال أدفو صعيد مصر). وتحمل اسم الملك نعرمر. وقد ظهر الملك في هذه اللوحة وهو يضرب جماعة من الأسرى نقش فوقهم اسم تحنو "[20] مع العلم أن الملك نعرمر هو الفرعون "مينا" الذي أسس الأسرة الأولى في مصر وقام بتوحيدها. وعند هذه النقطة يقول مصطفى كمال عبد العليم: "ونتساءل هل نفهم من هذا الشاهد أن الليبيين كانوا من بين سكان الدلتا الذين كان ينبغي لنعرمر محاربتهم أثناء محاولته توحيد البلاد في مملكة واحدة؟ إذا سلمنا أن ثمة عناصر ليبية قدمت من ليبيا واستقرت في غربي الدلتا فإنه يتحتم علينا أن نرجح أن الليبيين التحنو كانوا بالفعل عنصرا متميزا بين سكان الوجه البحري. ونرى على أثار الملك عجا خليفة الملك نعرمر إشارات كثيرة إلى حروبه مع الليبيين وإلى تشييده بعض المعابد، وبخاصة للربة نيت- حتب وربما كانت هي الأخرى من نفس هذه المدينة وقد تكرر اسم التحنو في نصوص الأسرتين الثانية والثالثة (2778-2723 ق.م) بوصفهم جماعات كان ينبغي على بعض فراعنة هاتين الأسرتين محاربتها والتصدي لوقف هجماتها". [21] إن هذا يعني أن الليبيين (الأمازيغ) كانوا شبه مندمجين في المجتمع المصري أصلا وكان على الفراعنة الأوائل، كما نرى، أن يحاربوهم مع باقي المصريين الانفصاليين (إن جاز التعبير ) من أجل توحيد مصر. وإلا فما علاقتهم بما يحدث داخل مصر من التوحيد والانفصال لو كانوا وراء التخوم الغربية للدلتا وبالتالي لا يعنون الفراعنة الأوائل في شيء؟. أعتقد أن مجرد اكتشافنا لوجود الأمازيغ في أرض الدلتا، منذ تأسيس الأسرة الأولى، يكفي للقول بأنه من الصعب أن نفترض بأنهم لم يشاركوا في إدارة مصر وأنهم بالتالي لم يشاركوا في إنشاء الحضارة المصرية سواء من قريب أو من بعيد.










قديم 2012-04-02, 23:54   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
فارس بني مازيغ
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة basic2000 مشاهدة المشاركة
اشتهر لدى الكثيرين اليوم -بسبب وسائل الاعلام وحديثها عن الأمازيغية ونحوها- أن هناك "عرب" و "بربر" , والصواب أن البربر ليسوا جنساً خارج العرب مطلقاً, بل فيهم خلاف شديد: هل هم من العرب أم لا؟
والبربر بعضهم بمصر وأكثرهم بالمغرب, وجمهور النسابين على أنهم من العرب, وإنما اختلفوا في الى أي العرب يدلون بنسبهم, وقد لخص العلامة القلقشندي خلاف النسابين في أي العرب هم؟ وذلك في كتابيه الشهيرين:
"نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب"
وكتابه الآخر المختصر :
"قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان"
وهما من عمد هذا الفن.
حيث يقول القلقشندي:
(البربر: ببائين موحدتين بينهما راء ثانية في الآخر، جيل عظيم من الناس ببلاد المغرب، وبعضهم بمصر، وقد اختلف في نسبهم اختلافاً كثيراً:
1.فذهبت طائفة من النسابين إلى أنهم من العرب، ثم اختلف في ذلك:
أ. فقيل أوزاع من اليمن.
ب. وقيل من غسان، وغيرهم تفرقوا عند سيل العرم، قاله المسعودي.
ج.وقيل خلفهم إبرهة ذو المنار أجلُّ تبابعة اليمن حين غزا المغرب.
د.وقيل من ولد لقمان بن حمير بن سبا، بعث سرية من بنيه إلى المغرب ليعمروه فنزلوه وتناسلوا فيه.
هـ.وقيل من لخم وجذام كانوا نازلين بفلسطين من الشام إلى أن أحرجهم منها بعض ملوك فارس فلجأوا إلى مصر، فمنعهم ملوكها من نزولها فذهبوا إلى المغرب فنزلوه.
2.وذهب قوم إلى أنهم من ولد لقشان بن إبراهيم الخليل عليه السلام.
3.وذكر الحمداني: أنهم من ولد برا بن قيدار بن أسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام وأنه كان قد ارتكب معصية فطرده أبوه، وقال له البرابر، "إذهب يابر، فما أنت بر".
4. وقيل هم من ولد بربر بن ثملا بن مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام.
5. وقيل من ولد بربر بن كسلاجم بن حام بن نوح.
6. وقيل من ولد ثميلاً بن ماراب بن عمرو بن عملاق بن لاود بن ارم ابن سام بن نوح.
7. وقيل من ولد قبط بن حام بن نوح.
8. وقيل اخلاط من كنعان، والعماليق.
9.وقيل من حمير ونصر والقبط.
10. وقيل من ولد جالوت ملك بني اسرائيل، وأنه لما قتل داوود عليه السلام جالوت تفرقوا في البلاد، فلما غزا افريقيس المغرب نقلهم من سواحل الشام وأسكنهم المغرب وسماهم البربر, وقيل أخرجهم داود عليه السلام من الشام فصاروا إلى المغرب) نهاية الأرب باختصار

هذه خلاصة ماقاله النسابون في نسبهم, وقد شنع ابن حزم على من رفع نسبهم الى آباء متقدمين غابرين بقوله في كتابه "جمهرة أنساب العرب" :
(قال قوم: إنهم من بقايا ولد حام بن نوح, وادعت طوائف منهم إلى اليمن، إلى حمير، وبعضهم إلى بر بن قيس عيلان: وهذا باطل لا شك فيه. وما علم النسابون لقيس عيلان ابناً اسمه بر أصلاً, ولا كان لحمير طريق إلى بلاد البربر، إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن) جمهرة أنساب العرب.

وفي سبب تسميتهم بالبربر اختلاف, وقد ذكر العلامة ابن خلدون أن ذلك عائد إلى "نطقهم" كما يقول في تاريخه:
(ولغتهم من الرطانة الاعجمية متميزة بنوعها وهى التى اختصوا من أجلها بهذا الاسم يقال ان افريقش ابن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة لما غزا المغرب وافريقية وقتل الملك جرجيس وبنى المدن والامصار وباسمه زعموا سميت افريقية لما رأى هذا الجيل من الاعاجم وسمع رطانتهم ووعى اختلافها وتنوعها تعجب من ذلك وقال ما أكثر بربرتكم فسموا بالبربر والبربرة بلسان العرب هي اختلاط الاصوات غير المفهومة ومنه يقال بربر الاسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة)

ويذكر النسابون أنهم بطون كثيرة وشعوب متفرقة, ولكن يجمعها كما ذكر ابن خلدون -وعنه نقل القلقشندي- أنهم يرجعون إلى أصلين عظيمين, كما يقول ابن خلدون:
( وأما شعوب هذا الجيل وبطونهم فان علماء النسب متفقون على أنهم يجمعهم جذمان عظيمان: وهما برنس ومادغيس, ويلقب ماد غيس بالابتر, فلذلك يقال لشعوبه البتر, ويقال لشعوب برنس البرانس)

أما كثرة فروعهم فلاتطعن في عروبتهم, ذلك أنه من المقرر في "أصول علم النسب" قاعدة التفرع إذا تباعد الزمن كما قال الماوردي: (إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوباً، والعمائر قبائل، يعني: وتصير البطون عمائر، والأفخاذ بطوناً، والفصائل أفخاذاً، والحادث بعد ذلك فصائل).


أما من ذكر أن قبح اسمهم وأنه خارج عن المعهود في أسماء العرب فليس بصحيح, فقد قال القلقشندي وهو يقرر أصول علم النسب:
(الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء، ككلب وحنظلة وضِرار وحرب، وما أشبه ذلك، وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء، كفلاح ونجاح، ونحو ذلك. والمعنى فيه ما حُكي: أنه قيل لأبي الدُّقيش الكلابي: لِمَ تسمون أبناءكم بشرّ الأسماء، نحو كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء، نحو مرزوق ورَباح، فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا)
ما هذا يا basic ؟ هل نقلته لتبين ان هذه نظرية موجودة لتناقشها او نقلتها لانك تعتقد صحتها ؟









قديم 2012-04-03, 00:04   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
فارس بني مازيغ
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوشن مشاهدة المشاركة
لا حول و لا قوة الا بالله
ياخي الامازيغ هم شعب شمال افريقيا و سماهم الرومان البربر barbaros اي الرافضين للحضارة الهمج لان كل خارج عن الحضارة الرومانية و اليونانية يسمونه بربري اي همجي و قد اطلقو هذا اللقب على الامازيغ و القبائل الجرمانية و القبائل السلافية و القبائل البريطانية و القبائل الغالية
و جاء العرب الذين لم تكن لهم قبل الاسلام اي معرفة بالامازيغ على الاطلاق فأخذو التسمية الرومانية و كعادة العرب في حبها جعل جذر لكل اسم في لغتها فقد قالو ان ذلك راجع الى بربرتهم اي اختلاف الاصوات و تداخلها اي عجمتهم التامة
فكيف تقول ان الامازيغ فرع من البربر ؟
فهل تقول بالمنظور نفسه ان الجرمان فرع من فروع البربر و ان السلاف فرع من فروع البربر ؟
من اين اتحفتنا بهذه ؟
ربي يهديك
يا اوشن
تبقى تتبع فيه ؟ انت تعلم انه يتحدث بما يجود به فكره و عليه سنعتبر هذه مجرد نظريات وضعها العالم الكبير فريد زمانه و سابق اوانه السيد المبجل حجة النسابين و امام المؤرخين و حائز علم الاولين الذي لا يدرك علمه الآخرين العلامة الكبير و درة علم النساب اللاما اللاما اللاما
ناقش من يأتون من اجل حوار علمي اما ذوي الشطحات الروحانية فدعهم للحظرة و البندير و الجاوي بارك الله فيك اخي
شك ذلقاري و ديما غرك الدليل و نتا يوتش سيا و سيون ادجيت يوتش اسيدي









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
البربر و قبائل الأمازيغ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc