شيرين أبو عاقلة فلسطينية ومن القدس، تحمل جنسية أخرى وهي أمريكية، ربما قطرية أيضا، صحافية ومراسلة الجزيرة، تغتال مرتين من عصابات الإحتلال الصهيونية.
مرة وهي حية برصاصة الغدر الصهيونية الإجرامية، عندما كانت تغطي أحداثا متردية بجنين، رغم أنها صحافية تحمل خوذة وترتدي سترة مكتوب بها "صحافة من الظهر والصدر"، زيادة على أن كل العساكر الصهاينة بما فيهم قوات الحرس والشرطة يعرفونها أنها صحافية ومراسلة قناة الجزيرة منذ سنوات.
إن شيرين أبو عاقلة أغتيلت غدرا نهارا جهارا مع سبق الإصرار والترصد ومن قناص إسرائيلي محترف وعن قرب لأنه لا مجال للخطأ، إستهدفها شخصيا ولفظت أنفاسها حينا، ما يعد ذلك جريمة حرب قائمة بكل أركانها، ذلك ما أكدته نتائج تقرير تشريح جثتها.
إن شيرين أغتيلت لأنها شاهدة على أحداث وجرائم إرتكبتها عصابات الصهيونية الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني، ليس فقط تلك التي نقلتها للعالم عبر قناة الجزيرة، وإنما أحداثا كتمتها ولم تستطيع البوح بها، لأن الإتفاقية بين قطر وإسرائيل التي بموجبها أعتمدت الجزيرة لتغطية الأخبار الفلسطينية والإسرائيلة "بكل موضوعية" لا تسمح بذلك، وخوفا من أن يأتي يوما تبوح بها.
أغتيلت رغم أنها تحمل أيضا الجنسية الأمريكية، إلا أن السلطات الأمريكية لم تحرك ساكنا.
أغتيلت في زمن التطبيع العربي الإسرائيلي والرضى عنه، ولم تغتال في زمن المواجهة والعداء.
ما يدل أن هناك أطرافا على توافق في إسكات هذا الشاهد.
ومرة ثانية وهي فارقة للحياة عندما إعتدت قوات الإحتلال على فقيدة الصحافة وهو يحمل على أكتاف المشيعين بحجة أنه مسجى بالعلم الفلسطيني، رغم أن إسرائيل ككيان تعترف بالسلطة الفلسطينية المنبثقة من إتفاقيات أوسلو، وراية هذه السلطة هي نفسها المسجى بها نعش شيرين.
وعليه فإن ما أثار نرفزة القوات الإسرائيلية وجعلها تتصرف بهذا الحقد والعشوائية، ليس العلم، وإنما تلك الألوان المختلفة من أطياف الشعب الفلسطيني التي شاركت في مسيرة تشييع نعش أبو عاقلة "أيقونة الصحافة" إلى مثواه الأخير، رغم أنها مسيحية الديانة.
إن عرب التطبيع وأمريكا والعالم الغربي لم يتدخل حتى في ضمان جنازة سلمية وهادئة لمراسلة الجزيرة القطرية.
بقلم الأستاذ/ محند زكريني