لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 29 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-10, 11:20   رقم المشاركة : 421
معلومات العضو
jenanjnn86
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية jenanjnn86
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم أنا طالبة ثانية ماستر تاريخ عنوان مذكرتي الحياة الاجتماعية للجزائر خلال العهد العثماني ارجو مساعدتي









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 11:24   رقم المشاركة : 422
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenanjnn86 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ثانية ماستر تاريخ عنوان مذكرتي الحياة الاجتماعية للجزائر خلال العهد العثماني ارجو مساعدتي
الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م
من طرف عنتر فتح الله في الثلاثاء مارس 24, 2009 9:04 pm

أ-الوضع الصحي:
1- إنتشار الأمراض و الأوبئة:
شهدت الجزائر العثمانية تقهقرا إقتصاديا و اضمحلالا اجتماعيا واكبه سوء الأحوال الصحية و المعاشية خلال القرنين الرابع عشر (14مـ) والخـامس عشر (15مـ) بعد الحروب الطويلة و ما نجم عنها من خراب للمدن و عمال يقول ناصر الدين سعيدوني اصبحت دلس و هنين مجرد خرائب[33] ثم ما لبثت. أن تحسنت أوضاع البلاد طيلة القرن السادس عشر (16) و النصف الاول من القرن السابع عشر بعد قدوم الموريسكيين واستقرارهم بالجهات الساحلية يستصلحون أراضيها ويعمرون مدنها و قراها وتوسع عمران مدن الجزائر و دلس و تنس و شرشال والقليعة و البليدة و عنابة وقسنطينة و وهران و تلمسان و مستغانم و قلعة بني راشد و مازونة و المدية ومليانة و زمورة و غيرها و انتشرت إلى القرى والعمارة الريفية القريبة منها[34] .
لم يطل هذا التحسن كثيرا إذ عرفت البلاد ركودا اقتصاديا و انكماشا عمرانيا طيلة النصف الثاني من القرن السابع عشر (17مـ) و النصف الأول من القرن الثامن عشر (18مـ) بعد ذلك ساءت الأوضاع الإقتصادية و أقفرت الأرياف والمدن من سكانها و تكاثرت الأعراض و الأوبئة الفتأكة مما أثر سلبا على حالة السكان الصحية و المعاشية و ترك آثارا سيئة على أوضاعهم الإجتماعية[35].
إبتداءا من أواخر القرن الثامن عشر (18مـ) تضاءل عدد سكان المدن وتناقص سكان الأرياف مما تسبب في ضعف قوة الأوجاق[36] أدى هذا الوضع إلى تناقص عدد التجار و قدرة الحرفيين و الصناع و إفتقار الأرياف إلى اليد العامة الزراعية.
و الظاهر أن ذلك التدهور يرجع إلى إنتقال العدوى و إنتشار الأمراض من الأقطار المجاورة بسبب صلة الجزائر ببلدان البحر الابيض المتوسط و انفتاحها على أقاليم السودان و علاقتها التجارية مع أوربا و ارتباطها الروحي بالمشرق الإسلامي[37].
مما ساعد على إنتشار هذه الأمراض واستيطانها في البلاد انتشار المستنقعات بالسهول الساحلية وحول المدن الكبرى وبالرجوع إلى المعلومات التي أكـدها كل من هايدو « Haédo » و شاو « Show » و لوجي دوتاسي « Laugy Detassy » أو شالر « Shaler ».
تستنج أن الأدوية و العقاقير المحضرة كانت غير متوفرة و حتى الصيدلية الوحدة لمدينة الجزائر كانت لا تتوفر إلا على بعض العقاقير و الحشائش و كان الباش خراح "القائم" عليها يجهل مواصفاتها و فوائدها الطبية[38].
الطاعون:
شكل الطاعون أخطر مرض عانت منه كل الفئات الإجتماعية بالجزائر خلال العهد العثماني، كما تعرضت إلى ضرباته الحادة كل العناصر الاجنبية المقيمة بالبلاد لقد تكرر ظهوره في شكل تواتر حلقات متعاقبة مع الأوبئة المستوطنة بالمنطقة تسببت في إنهيار ديمغرافي و أدت إلى تدهور الوضع الصحي الذي اثر بدوره سلبا على إقتصاديات البلاد تاركا تشوهات خطيرة في البيئة الإجتماعية[39].
لقد أثر وباء للطاعون على الأوضاع الصحية للجزائر العثمانية و ارتبط بالعوامل الأخرى التي أثرت على الوضع الصحي للسكان مثل الإضطربات الجوية والتدبدبات المناخية و فترات الجفاف و الفياضانات بالإضافة إلى إجتياح الجراد وما نتج عنه من الزلازل و الحرائق و ما ترتب عنها من تخريب و تدمير[40].
و مما زاد الأحوال الصحية سوءا أن الحكام العثمانيين لم يهتموا بميدان الصحة و لم يعطوها الأهمية التي تستحقها فمن ذلك أنهم ولم يتخذوا أي إجراء وقائي ضد تنامي هذه الأمراض[41]، أما أماكن العلاج فكانت محصورة حول بعض المصحات و الملاجيء مثل زنقة الهواء و ملجأ الأمراض العقلية المخصص للأتراك بالإضافة إلى مارستانات[42] رجال الدين المسحيين التي كانت تنفق عليها الدول الأوربية[43].
و ما يمكن ملاحظته أن الأوبئة كانت تتكرر كل عشرة أعوام أو خمسة عشر عاما وأنها في بعض الأحيان استمرت لبضع سنوات كما حدث خلال أعوام 1784-1798 كما مني القرن السابع عشر ( 17مـ) بانتشار الأوبئة في مختلف جهات البلاد مدة حوالي 39سنة أما القرن الثامن عشر (18مـ) فقد ظهرت أثناءه الأوبئة[44] طيلة السنوات التالية:
1700-1728-1732-1738-1740-1744-1749-1784-1785-1786-1793-1794-1797-1798-1799.
كما اشتدت حدة الأمراض و عمت جميع أرجاء البلاد من 1804- إلى 1808 و من 1818 إلى 1822. وكان الطاعون سنة 1740مـ، و دام ثلاث سنوات و قضى خلالها على 10000 نسمة ، و كان يهلك في الشهر الأول ما بين 300 و 400 نسمة في اليوم.
كما أدى وباء 1786-1787م إلى هلاك 16721 نسمة بمدينة الجزائر فتناقص عدد سكانها إلى 50000 نسمة كما تسبب في موت ثلثي سكان مدينة عنابة.
أما وباء عامي –1792 1798 فإنه أضر بجميع الجهات لاسيما وهران والجزائر وقسنطينة. وفي سنتي 1817-1818 انتشر الوباء في الجزائر و قضى على أكثر من 14000[45].
و هكذا اصبح وباء الطاعون[46] من مظاهر البيئة الجزائرية فتكرر ظهوره بها بإستمرار و قد كان مرتبطا بحركة الأسطول الجزائري و إحتكاكه الدائم بموانئ المشرق التي كانـ مصدرا لمختلف أوبئة الطاعون، حتى عدت الجزائر من مراكزه الدائمة و بيئاته المفضلة و هذا ما عبر عنه "بنزاك" « Panzac » بقوله :وباء الطاعون من الظواهر المستمرة و الدائمة في الجزائر العثمانية « La peste est une constante de l'Algérie ottomane »[47].
لقد اصبحت عدوى الطاعون تنتقل بسرعة في جميع جهات البلاد، و مسافة انتشاره قدرت بـحوالي 200 إلى 400 كلم سنويا وقد يستغرق إنتقالها أحيانا أسابيع قليلة لإجتياح منطقة ما تبعا لشدته و للكثافة السكانية في المنطقة التي تتعرض له[48].
و مع بداية القرن السابع عشر (17مـ) تميز الطاعون بتواتره "للتكراري" إذ نعاقب بصورة مثيرة للدهشة، عانت خلالها إيالة الجزائر من إجتياح المرض أكثر من إيالة تونس التي تضررت هي الأخرى من جراء انتشار الأوبئة بنسبة 26 سنة معدية.
بينما كان نصيب المغرب من الطاعون فترة لا تتجاوز 12 سنة[49].
أما في القرن الثامن عشر (18مـ) فقد تكرر وباء الطاعون و بلغ مجموع السنوات التي انتشر خلالها الطاعون أثناء هذا القرن 63 سنة في مدينة الجزائر وحدها و قد توزعت كمايلي:
§ سنوات 1717-1718-1723-1730-1731-1732
§ سنوات 1738 إلى 1758، انتشرت إلى مناطق بعيدة كالقالة و عنابة قدرت نسبة الوفيات في مدينة الجزائر، سنة 1740 ما بين 200 و 400 وفاة يوميا.
§ سنوات 1778 إلى 1804 ، انتشر وباء الطاعون في جميع الجهات و كان شديد الوطأة على السكان.
§ 1805-1815، زاد في حدته حدوث المجاعات التي تعتبر أثارها الديمغرافية أخطر من بعض الحروب.
لقد كانت أوبئة القرنين السابع عشر (17مـ) و الثامن عشر (18مـ) أكثر حدة و شدة من التي إجتاحت الجزائر أثناء القرن السادس عشر (16مـ)، إذ تشير العديد من التقارير العسكرية و المراسلات القنصلية إلى إستمرار "الوباء الفتاك" أو "الوباء الخطير جدا" [50]لفترات متعاقبة تناهز الواحدة منها 15 إلى 20 سنة وتعقبها عادة فترة خمود لا تتجاوز الست سنوات[51

عنتر فتح الله
المدير


https://almontada-el3arabi.yoo7.com/t42-topic









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 11:25   رقم المشاركة : 423
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenanjnn86 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ثانية ماستر تاريخ عنوان مذكرتي الحياة الاجتماعية للجزائر خلال العهد العثماني ارجو مساعدتي

الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م ..02 يتبع
من طرف عنتر فتح الله في الثلاثاء مارس 24, 2009 8:49 pm

مخطط للنظام السياسي و الإداري للجزائر العثمانية في عهد الدايا
و قسمت الجزائر من الناحية الإدارية إلى أربعة أقاليم رئيسية هي:
1- دار السلطان: كانت تضم مدينة الجزائر و ضواحيها
2- بايلك الغرب: كانت عاصمته مازونة ثم معسكر و أخيرا وهران بعد جلاء الإسبان عنها عام 1792م
3- بايلك التيطري، ضم المناطق الوسطى و مناطق جنوب دار السلطان و كانت عاصمته المدية.
4- بايلك الشرق: يقع من شرقي من دار السلطان و بايلك التيطري كان أكبر المقاطعات و الأقاليم ، و كانت عاصمته قسنطينة.
كانت هذه المقاطعات مقسمة إلى قيادات و على رأس كل منها شيخ قبيلة و كان الجهاز الإداري جهازا لامركزيا حيث أن اية علاقة للحكومة برعاياها كانت علاقة غير مباشرة، تعتمد على استعمال الزعماء المحليين لجمع الشرائب و فرض الأمن يمكن استنتاج أهم الخصائص التي ميزت الدولة الجزائرية أنذاك كمايلي:
1- لم يعد تعيين رجال الحكم قائم على الإنتخاب من طرف ممثلي الشعب فلم يكن النظام السياسي ملكيا وراثيا ولكنه لم يرتق إلى نظام جمهوري..
2- حافظ النظام الإداري على التقسيمات القبلية و الزعامات المحلية فلم تتبلور الصفة العصرية للدولة[4].
3- لم تختلف وضعية الجزائر كما كانت عليه لقبه العالم الإسلامي و لكنها كانت مختلفة كما كان يحدث و العالم الأوربي الذي تكونت فيه دول ذات حكومات مركزية أخذت تتأهب لفرض سيطرتها على العالم[5].
الحياة الإجتماعية و الإقتصادية:
عند دراسة أوجه النشاط الإقتصادي و الحياة الإجتماعية للجزائر العثمانية يلاحظ الطابع الزراعي و الرعوي الذي تمركز أساسا في الارياف و أطراف المدن هذا في حين أن الحواضر تكاد تنفرد بالنشاط الحرفي لو لا وجود قدر قليل من نشاط حرفي متواضع يهدف إلى تلبية الضرورات المنزلية و يقوم على الإكتفاء الذاتي في الأرياف. و إلى جانب ذلك لعبت التجارة الخارجية و الداخلية دورا مهما داخل البنية الإقتصادية للمجتمع الجزائري عموما و البنية الحضرية بشكل خاص[6].
لقد هيمن النشاط الإقتصادي في الأرياف الجزائرية و بخاصة النشاط الزراعي و الرعوي[7]، و فيما يخص أشكال الإنتاج، فإنها كانت موزعة على أربعة مجالات طبيعية تتمثل في المرتفعات الجبلية و التلال و السهوب و أطراف الحواضر تشكل في مجملها كلا إجتماعيا و إقتصاديا يمز الريف الجزائري والإمتدادات الريفية التابعة للحواضر.
بالرغم من تنوع هذه المناطق التي تنتحل هذا النمط من العيش فإن الإنتماء إلى الجماعة العمرانية (Communauté) يشكل الشرط الضروري لاستمرار الحياة الإجتماعية ففي كنف هذا التجمع تتحقق ملكية العضو لشروط العمل و الإنتاج أي أن إنتماء الفرد للجماعة شرط تحقيق وجوده فهي تتوسط العلاقة فيما بينه و بين الأرض و وسائل العمل، و هكذا فإن العائلة الممتدة تشرف في المرتفعات الجبلية و بشكل نسبي على الملكية الصغيرة التي تعتبر مجالها واضحا و بين حرائق الجيران و هي (أي الأسرة الممتدة) تمثل الأسرة النووية ( الصغيرة) وجودها ضمنها[8].
و تعتبر "التويزا" « Touiza » أكثر اشكال التضامن القروي شهرة و هي كثيرا ما تجد الفرصة للظهور في أراضي الأوقاف و يلاحظ أن الأب أو الأخ الأكبر في كل أسرة هو الذي يمثل أفراد أسرته في احتفالات القرية و ينوب عنها في التجمعات التي تعقد في المسجد[9].
و من أجل تأمين إعادة انتاجها فإن الأسرة تضيف إلى أنشطتها المعروفة بعض الصناعات الحرفية المرتبطة باستغلالها و التي أحيانا ما يوجه بعضها نحو السوق. أم الملكية غير المنقولة التي تتحقق من خلال الهيبة أو الميراث فرغم كونها ملكية خاصة إلا أنها تبقى تندرج تحت استحواذ العائلة.
إن وضعية الأراضي الزراعية في الجزائر خلال العهد العثماني أصبحت تتصف بمظاهر الصراع الخفي و الإحتكاك المستمر بين أسلوبين من الإنتاج، و نمطين من المعيشة مختلفين أحدهما يرتكز على الإرتباط بالأرض و حيازتها و الأخر يمتهن الرعي و العزوف عن خدمة الأرض[10].
و هكذا لم يبق من الأقاليم المحتفظة بطابعه الزراعي المتمسكة بتقاليده الفلاحية سوى فحوص المدن الكبرى و بلاد القبائل ، و شمال قسنطينة و التيطري و سهل متيجة و سهل غريس[11].
و الجدير بالملاحظة أن العثمانيين قد عملوا جاهدين على الإحتفاظ بالأوضاع السائدة، فأبقوا في غالب الأحيان ملاك الأراضي و أقروا العشائر المتعاملة معهم على الأراضي التي
ت استحوذوا عليها بغية الحصول على تأييد شيوخ القبائل و مساندة رؤساء الزوايا لهم و لم يهتموا بصفة خاصة إلا بما تذره الأرض من إنتاج و ما توفره من جبايات[12].
إن التطور الذي انتهت إليه وضعية الأرض من ناحية الإنتاج لم يكن نتيجة لسياسة معينة من طرف الحكام العثمانيين و إنما كان نتيجة تحول بطيء فرضته الأحوال الإقتصادية و ساهمت فيه الأوضاع الإجتماعية و تسببت فيه حاجة الحكام إلى موارد البلاد "إثر تزايد" الضغط الأوربي على السواحل و إنفتاح البلاد على التجارة الأوربية.
لقد نتج عن كثرة المطالب المالية وقلة الجبايات على الأراضي الزراعية وتعدد المغارم،إهمال الزراعة و تحول قسم من السكان من الإشتغال بالفلاحة إلى مزاولة حرفة الرعي وفي بعض الأحيان اضطر المزارعون إلى الثورة على الحكام و قد انعكس هذا الوضع على الحياة السياسية[13]، إذ أن تحول السلطة إلى الدايات أدى إلى تضررالزراعة، وتحول كثير من الأراضي المنتجة للحبوب إلى ملكيات للبايلك أو مزارع مشاعة بين أفراد القبائل الحليفة "قبائل المخزن" أو العشائر الخاضعة "قبائل الرعية" بعد أن انقطع سيل الهجرة الأندلسية، و تسببت الحملات العسكرية التي كانت تنطلق من مراكز البايلك لجمع الضرائب و أخذ المغارم في الحلاق أضرار فادحة بأهالي الريف و غالبا ما تمكن المحلة أو الفرقة العسكرية مدة طويلة قد تصل على ستة أشهر تتحول أثناءها الأرياف و توجب الضرائب و يعاقب العقاب الممتنعون فمحلة بايلك الشرق تنطلق من قسنطينة و تنقسم إلى فيلقين أحدهما يجوب الهضاب العليا و التل الجنوبي و الأخرى تقصد مناطق التل الشمالية المتاخمة لساحل البحر، أما محلة بايلك البيطري فتتوجه من مدينتي الجزائر والمدية نحو سهل عريب و بني سليمان و البرواقية، بينما محلة بايلك الغرب تخرج من مازونة أو معسكر نحو سهول غريس و وادي مينا وجهات السرسو و تاهرت[14].
وبظهور دايات أقوياء وأكفاء و استقرار نظام الحكم على توسع أراضي الدولة بمواطن العشائر التي ثم إخضاعها،في الوقت الذي استقرت في أوضاع الملكيات المشاعة، وبدأ قسم من الملكيات الخاصة يتحول بفحوص المدن إلى أوقاف أهلية يعود ربحها بعد انقراض عقب محبسها على المؤسسات الدينية و المشاريع الخيرية.
كما هو الحال بفحوص مدن الجزائر و البليدة و القليعة[15].
وبعد مـوت الـداي محمد عثمان باشا تولى مقاليد الحكم الداي باشا حسان (1791-1798مـ) و الداي مصطفى باشا (1798-1805مـ) اللذان انتهجا سياسة جديدة، قوامها تصدير المزيد من المحاصيل الزراعية إلى خارج البلاد عن طريق الشركات الأوربية و المحتكرين اليهود أمثال بكري و بوشناق ، في الوقت الذي كانت فيه البلاد معرضة للمجاعة نتيجة القحط الذي أضر بالزراعة في السنوات التالية 1788 و 1779 و 1800 و 1807م و1816 و 1819[16]، ويلاحظ أن السماسرة اليهود كانوا يصدرون كميات كبيرة من الحبوب أثناء هذه الفترة.
ففي عام 1793م و مثل على ذلك تم شحن مائة سفينة من ميناء وهران قدرت حمولتها بـ 75000 قتطار من القمح و 6000 قنطار من الشعير مما تسبب في حدوث اضطرابات في جهاز الحكم فاغتيل ستة دايات من مجموع ثمانية في مدة قصيرة[17].
لقد أدى الضغط المتزايد على الأرياف إلى قلة الإنتاج و إهمال الزراعة وإعلان العصيان و حدثت سلسلة من الثورات في جميع الجهات مثل منطقة جرجرة (1804-1810-1823م) و شمال قسنطينة (1804م) و الغرب الجزائري (1803-1809م) و مناطق النمامشة و الأوراس ، ووادي سوف( 1818-1823).
و قد شملت الثورات مناطق الحبوب حيث أعلنت التيجانية العصبان سنة 1818 م، هذا في الوقت الذي كان فيه الصراع محتدما مع حكام تونس من 1806م إلى غاية 1817[18]، مما أدى إلى هجرة جزء من السكان هربا من الإنتقام و تجنب لبطش الحملات العسكرية، و لم يعد الحكام يسيطرون بالفعل إلا على سدس أراضي التل الخصبة حبس بعض التقديرات[19]، حيث اصبحت ملكيات أو الدولة هي السائدة في الأرياف في الوقت الذي تركزت فيه الملكيات الخاصة بالمناطق الجبلية الممتنعة عن الحكام، و الملكيات المشاعة في السهوب الداخلية حيث تربى المواشي ولا تزرع الأرض إلا من أجل الحصول على الضروري من الأقوات و نظرا لهذه الأوضاع السيئة و الظروف الصعبة فقد فقد الفلاح الجزائري الرغبة في العمل حتى أنه، في سنة 1786م لم يجد ملاك الأراضي بسهل عنابة الخصيب من يقوم بحصاد حقولهم فاضطروا إلى التنازل عن نصف الإنتاج لمن يقوم بحصـاد القمح بعد أن تخوف كثير من الفلاحين من انتشار الوباء و فاضطروا إلى قبول الحصول على خمس المحصول بينما استحوذ عمال البايلك و الملاك المقيمون بالمدن على أربعة أخماس المحصول بدون مجهود و عليه فقد تقلصت الأراضي الزراعية وتناقصت المساحات المستغلة حتى أصبحت عشية الإحتلال الفرنسي 1830م لا تتجاوز359040 هكتارا[20].
أما النظام الجبائي المطبق على الأراضي الفلاحية فإنه لم يخرج في أساسه عن مبدأ الجباية في الإسلام[21]، و حاول الحكام رفع الإنتاج الزراعي بالإلتجاء إلى الحملات العسكرية لإرغام السكان على تقديم المزيد من المحاصيل الزراعية وباحتكار تجارة الحبوب و تسخير الفلاحين بالأرياف لخدمة أراضي الدولة لإنتاج المزيد من المحاصيل، و قد أنشأوا لهذا الغرض العديد من المظاهر العامة في مراكز الحاميات، و أقيمت المطاحن الهوائية بالقرب من المدن حيث كان قياد البايلك يكلفون بإحصاء المحاصيل الزراعية، و مراقبة مواشي البايلك، و تحديد مقدار الضرائب التي كانت تتقاضاه الدولة عن تلك المحاصيل و المواشي............ يتبع.

عنتر فتح الله
المدير
https://almontada-el3arabi.yoo7.com/t40-topic









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 11:28   رقم المشاركة : 424
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenanjnn86 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ثانية ماستر تاريخ عنوان مذكرتي الحياة الاجتماعية للجزائر خلال العهد العثماني ارجو مساعدتي
موضوع: الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م الجمعة 26 ديسمبر - 18:50
الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م

د. محمد مكحلي [1]

قسم التاريخ- كلية الآداب و العلوم الإنسانية- جامعة الجيلالي اليابس / سيدي بلعباس / الجزائر

تقديم:

بتعيين خير الدين بيلرياي " أصبحت الجزائر إحدى الولايات الثلاث للإمبراطورية العثمانية وأصبح لبايلر باي الجزائر بمقتضى هذا التعيين حق التصرف المطلق في الجزائر مع الإشراف على إقليمي تونس و طرابلس، لكن هذا الإشراف لم يدم طويلا فقد ألغى العثمانيون نظام البايلر باي سنة 1588م خوفا من أن يفكر هؤلاء الولاة في الإنفصال فأصبحت الجزائر ولاية عادية يعين على رأسها باشا تغيره الأستانة كل ثلاث سنوات[2].

لم يهتم الباشوات بشؤون الرعية بل انصرف همهم إلى جمع اكبر قسط من الأموال في انتظار مدة الولاية، وبذلك انتقلت السلطة من أيديهم إلى ضباط الجيش الذين بدأ نفوذهم يتعاظم تدريجيا مع بداية سنة 1659م، وأصبح حكام الجزائر العثمانية يعينون من بينهم ضابطا برتبة أغا كحاكم فعلي على الولايات غير أن هذه المرحلة لم تطل مدتها و ذلك لأن الأغا لم يكن يستقر في منصبه أكثر من شهرين نتيجة للتنافس الشديد بين الضباط على الحكم[3].

فكانت الجزائر خلال الفترة من 1518-1671م إيالة عثمانية تتلقى المساعدة المالية و العسكرية من الخلافة و قد اهتم الحكام في هذه المرحلة بتوحيد الجزائر سياسيا و ذلك بالقضاء على الإمارات المستقلة وإخضاعها لسلطة مركزية مقرها مدينة الجزائر كما وجهوا جهودهم لتحرير موانئ البلاد من السيطرة الإسبانية وفرض سيطرة الأسطول على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط.

مع بداية سنة 1671م دخلت الجزائر مرحلة جديدة تميزت بتولي طائفة رياس البحر السلطة، و هم ضباط البحر الذين نصبوا نظاما جديدا يتمثل في تعيين حاكم للبلاد يلقب بالداي.

و قد التزم الدايات بحفظ الإرتباط مع الدولة العثمانية باعتبارها خلافة إسلامية، لكنهم سلكوا سياسة مستقلة فيما يتعلق بالشؤون الخاصة للبلاد ، فالداي هو الذي :

§ يعقد الإتفاقيات الدولية

§ يستقبل البعثات الدبلوماسية ( القناصل)

§ يعلن الحرب و يبرم معاهدات السلام

لما استقر نظام الدايات تكون في مدينة الجزائر ديوان مستقل هو أشبه بمجلس الوزراء، فهناك وكيل الخرج المختص بشؤون البحرية، و البيت مالجي المختص بالشؤون المالية و رئيس أمين مدينة الجزائر و خوجة الخيل الذي كان يشكل حلقة إتصال بين الجزائريين و الحكومة.مخطط للنظام السياسي و الإداري للجزائر العثمانية في عهد الدايات




و قسمت الجزائر من الناحية الإدارية إلى أربعة أقاليم رئيسية هي:

1- دار السلطان: كانت تضم مدينة الجزائر و ضواحيها

2- بايلك الغرب: كانت عاصمته مازونة ثم معسكر و أخيرا وهران بعد جلاء الإسبان عنها عام 1792م

3- بايلك التيطري، ضم المناطق الوسطى و مناطق جنوب دار السلطان و كانت عاصمته المدية.

4- بايلك الشرق: يقع من شرقي من دار السلطان و بايلك التيطري كان أكبر المقاطعات و الأقاليم ، و كانت عاصمته قسنطينة.

كانت هذه المقاطعات مقسمة إلى قيادات و على رأس كل منها شيخ قبيلة و كان الجهاز الإداري جهازا لامركزيا حيث أن اية علاقة للحكومة برعاياها كانت علاقة غير مباشرة، تعتمد على استعمال الزعماء المحليين لجمع الشرائب و فرض الأمن يمكن استنتاج أهم الخصائص التي ميزت الدولة الجزائرية أنذاك كمايلي:

1- لم يعد تعيين رجال الحكم قائم على الإنتخاب من طرف ممثلي الشعب فلم يكن النظام السياسي ملكيا وراثيا ولكنه لم يرتق إلى نظام جمهوري..

2- حافظ النظام الإداري على التقسيمات القبلية و الزعامات المحلية فلم تتبلور الصفة العصرية للدولة[4].

3- لم تختلف وضعية الجزائر كما كانت عليه لقبه العالم الإسلامي و لكنها كانت مختلفة كما كان يحدث و العالم الأوربي الذي تكونت فيه دول ذات حكومات مركزية أخذت تتأهب لفرض سيطرتها على العالم[5].

الحياة الإجتماعية و الإقتصادية:

عند دراسة أوجه النشاط الإقتصادي و الحياة الإجتماعية للجزائر العثمانية يلاحظ الطابع الزراعي و الرعوي الذي تمركز أساسا في الارياف و أطراف المدن هذا في حين أن الحواضر تكاد تنفرد بالنشاط الحرفي لو لا وجود قدر قليل من نشاط حرفي متواضع يهدف إلى تلبية الضرورات المنزلية و يقوم على الإكتفاء الذاتي في الأرياف. و إلى جانب ذلك لعبت التجارة الخارجية و الداخلية دورا مهما داخل البنية الإقتصادية للمجتمع الجزائري عموما و البنية الحضرية بشكل خاص[6].

لقد هيمن النشاط الإقتصادي في الأرياف الجزائرية و بخاصة النشاط الزراعي و الرعوي[7]، و فيما يخص أشكال الإنتاج، فإنها كانت موزعة على أربعة مجالات طبيعية تتمثل في المرتفعات الجبلية و التلال و السهوب و أطراف الحواضر تشكل في مجملها كلا إجتماعيا و إقتصاديا يمز الريف الجزائري والإمتدادات الريفية التابعة للحواضر.

بالرغم من تنوع هذه المناطق التي تنتحل هذا النمط من العيش فإن الإنتماء إلى الجماعة العمرانية (Communauté) يشكل الشرط الضروري لاستمرار الحياة الإجتماعية ففي كنف هذا التجمع تتحقق ملكية العضو لشروط العمل و الإنتاج أي أن إنتماء الفرد للجماعة شرط تحقيق وجوده فهي تتوسط العلاقة فيما بينه و بين الأرض و وسائل العمل، و هكذا فإن العائلة الممتدة تشرف في المرتفعات الجبلية و بشكل نسبي على الملكية الصغيرة التي تعتبر مجالها واضحا و بين حرائق الجيران و هي (أي الأسرة الممتدة) تمثل الأسرة النووية ( الصغيرة) وجودها ضمنها[8].

و تعتبر "التويزا" « Touiza » أكثر اشكال التضامن القروي شهرة و هي كثيرا ما تجد الفرصة للظهور في أراضي الأوقاف و يلاحظ أن الأب أو الأخ الأكبر في كل أسرة هو الذي يمثل أفراد أسرته في احتفالات القرية و ينوب عنها في التجمعات التي تعقد في المسجد[9].

و من أجل تأمين إعادة انتاجها فإن الأسرة تضيف إلى أنشطتها المعروفة بعض الصناعات الحرفية المرتبطة باستغلالها و التي أحيانا ما يوجه بعضها نحو السوق. أم الملكية غير المنقولة التي تتحقق من خلال الهيبة أو الميراث فرغم كونها ملكية خاصة إلا أنها تبقى تندرج تحت استحواذ العائلة.

إن وضعية الأراضي الزراعية في الجزائر خلال العهد العثماني أصبحت تتصف بمظاهر الصراع الخفي و الإحتكاك المستمر بين أسلوبين من الإنتاج، و نمطين من المعيشة مختلفين أحدهما يرتكز على الإرتباط بالأرض و حيازتها و الأخر يمتهن الرعي و العزوف عن خدمة الأرض[10].

و هكذا لم يبق من الأقاليم المحتفظة بطابعه الزراعي المتمسكة بتقاليده الفلاحية سوى فحوص المدن الكبرى و بلاد القبائل ، و شمال قسنطينة و التيطري و سهل متيجة و سهل غريس[11].

و الجدير بالملاحظة أن العثمانيين قد عملوا جاهدين على الإحتفاظ بالأوضاع السائدة، فأبقوا في غالب الأحيان ملاك الأراضي و أقروا العشائر المتعاملة معهم على الأراضي التي

ت استحوذوا عليها بغية الحصول على تأييد شيوخ القبائل و مساندة رؤساء الزوايا لهم و لم يهتموا بصفة خاصة إلا بما تذره الأرض من إنتاج و ما توفره من جبايات[12].

إن التطور الذي انتهت إليه وضعية الأرض من ناحية الإنتاج لم يكن نتيجة لسياسة معينة من طرف الحكام العثمانيين و إنما كان نتيجة تحول بطيء فرضته الأحوال الإقتصادية و ساهمت فيه الأوضاع الإجتماعية و تسببت فيه حاجة الحكام إلى موارد البلاد "إثر تزايد" الضغط الأوربي على السواحل و إنفتاح البلاد على التجارة الأوربية.

لقد نتج عن كثرة المطالب المالية وقلة الجبايات على الأراضي الزراعية وتعدد المغارم،إهمال الزراعة و تحول قسم من السكان من الإشتغال بالفلاحة إلى مزاولة حرفة الرعي وفي بعض الأحيان اضطر المزارعون إلى الثورة على الحكام و قد انعكس هذا الوضع على الحياة السياسية[13]، إذ أن تحول السلطة إلى الدايات أدى إلى تضررالزراعة، وتحول كثير من الأراضي المنتجة للحبوب إلى ملكيات للبايلك أو مزارع مشاعة بين أفراد القبائل الحليفة "قبائل المخزن" أو العشائر الخاضعة "قبائل الرعية" بعد أن انقطع سيل الهجرة الأندلسية، و تسببت الحملات العسكرية التي كانت تنطلق من مراكز البايلك لجمع الضرائب و أخذ المغارم في الحلاق أضرار فادحة بأهالي الريف و غالبا ما تمكن المحلة أو الفرقة العسكرية مدة طويلة قد تصل على ستة أشهر تتحول أثناءها الأرياف و توجب الضرائب و يعاقب العقاب الممتنعون فمحلة بايلك الشرق تنطلق من قسنطينة و تنقسم إلى فيلقين أحدهما يجوب الهضاب العليا و التل الجنوبي و الأخرى تقصد مناطق التل الشمالية المتاخمة لساحل البحر، أما محلة بايلك البيطري فتتوجه من مدينتي الجزائر والمدية نحو سهل عريب و بني سليمان و البرواقية، بينما محلة بايلك الغرب تخرج من مازونة أو معسكر نحو سهول غريس و وادي مينا وجهات السرسو و تاهرت[14].

وبظهور دايات أقوياء وأكفاء و استقرار نظام الحكم على توسع أراضي الدولة بمواطن العشائر التي ثم إخضاعها،في الوقت الذي استقرت في أوضاع الملكيات المشاعة، وبدأ قسم من الملكيات الخاصة يتحول بفحوص المدن إلى أوقاف أهلية يعود ربحها بعد انقراض عقب محبسها على المؤسسات الدينية و المشاريع الخيرية.

كما هو الحال بفحوص مدن الجزائر و البليدة و القليعة[15].

وبعد مـوت الـداي محمد عثمان باشا تولى مقاليد الحكم الداي باشا حسان (1791-1798مـ) و الداي مصطفى باشا (1798-1805مـ) اللذان انتهجا سياسة جديدة، قوامها تصدير المزيد من المحاصيل الزراعية إلى خارج البلاد عن طريق الشركات الأوربية و المحتكرين اليهود أمثال بكري و بوشناق ، في الوقت الذي كانت فيه البلاد معرضة للمجاعة نتيجة القحط الذي أضر بالزراعة في السنوات التالية 1788 و 1779 و 1800 و 1807م و1816 و 1819[16]، ويلاحظ أن السماسرة اليهود كانوا يصدرون كميات كبيرة من الحبوب أثناء هذه الفترة.

ففي عام 1793م و مثل على ذلك تم شحن مائة سفينة من ميناء وهران قدرت حمولتها بـ 75000 قتطار من القمح و 6000 قنطار من الشعير مما تسبب في حدوث اضطرابات في جهاز الحكم فاغتيل ستة دايات من مجموع ثمانية في مدة قصيرة[17].

لقد أدى الضغط المتزايد على الأرياف إلى قلة الإنتاج و إهمال الزراعة وإعلان العصيان و حدثت سلسلة من الثورات في جميع الجهات مثل منطقة جرجرة (1804-1810-1823م) و شمال قسنطينة (1804م) و الغرب الجزائري (1803-1809م) و مناطق النمامشة و الأوراس ، ووادي سوف( 1818-1823).

و قد شملت الثورات مناطق الحبوب حيث أعلنت التيجانية العصبان سنة 1818 م، هذا في الوقت الذي كان فيه الصراع محتدما مع حكام تونس من 1806م إلى غاية 1817[18]، مما أدى إلى هجرة جزء من السكان هربا من الإنتقام و تجنب لبطش الحملات العسكرية، و لم يعد الحكام يسيطرون بالفعل إلا على سدس أراضي التل الخصبة حبس بعض التقديرات[19]، حيث اصبحت ملكيات أو الدولة هي السائدة في الأرياف في الوقت الذي تركزت فيه الملكيات الخاصة بالمناطق الجبلية الممتنعة عن الحكام، و الملكيات المشاعة في السهوب الداخلية حيث تربى المواشي ولا تزرع الأرض إلا من أجل الحصول على الضروري من الأقوات و نظرا لهذه الأوضاع السيئة و الظروف الصعبة فقد فقد الفلاح الجزائري الرغبة في العمل حتى أنه، في سنة 1786م لم يجد ملاك الأراضي بسهل عنابة الخصيب من يقوم بحصاد حقولهم فاضطروا إلى التنازل عن نصف الإنتاج لمن يقوم بحصـاد القمح بعد أن تخوف كثير من الفلاحين من انتشار الوباء و فاضطروا إلى قبول الحصول على خمس المحصول بينما استحوذ عمال البايلك و الملاك المقيمون بالمدن على أربعة أخماس المحصول بدون مجهود و عليه فقد تقلصت الأراضي الزراعية وتناقصت المساحات المستغلة حتى أصبحت عشية الإحتلال الفرنسي 1830م لا تتجاوز359040 هكتارا[20].

أما النظام الجبائي المطبق على الأراضي الفلاحية فإنه لم يخرج في أساسه عن مبدأ الجباية في الإسلام[21]، و حاول الحكام رفع الإنتاج الزراعي بالإلتجاء إلى الحملات العسكرية لإرغام السكان على تقديم المزيد من المحاصيل الزراعية وباحتكار تجارة الحبوب و تسخير الفلاحين بالأرياف لخدمة أراضي الدولة لإنتاج المزيد من المحاصيل، و قد أنشأوا لهذا الغرض العديد من المظاهر العامة في مراكز الحاميات، و أقيمت المطاحن الهوائية بالقرب من المدن حيث كان قياد البايلك يكلفون بإحصاء المحاصيل الزراعية، و مراقبة مواشي البايلك، و تحديد مقدار الضرائب التي كانت تتقاضاه الدولة عن تلك المحاصيل و المواشي.
https://goundi.yoo7.com/t18-topic









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 11:29   رقم المشاركة : 425
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenanjnn86 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ثانية ماستر تاريخ عنوان مذكرتي الحياة الاجتماعية للجزائر خلال العهد العثماني ارجو مساعدتي
الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م

د. محمد مكحلي [1]

قسم التاريخ- كلية الآداب و العلوم الإنسانية- جامعة الجيلالي اليابس / سيدي بلعباس / الجزائر

تقديم:

بتعيين خير الدين بيلرياي " أصبحت الجزائر إحدى الولايات الثلاث للإمبراطورية العثمانية وأصبح لبايلر باي الجزائر بمقتضى هذا التعيين حق التصرف المطلق في الجزائر مع الإشراف على إقليمي تونس و طرابلس، لكن هذا الإشراف لم يدم طويلا فقد ألغى العثمانيون نظام البايلر باي سنة 1588م خوفا من أن يفكر هؤلاء الولاة في الإنفصال فأصبحت الجزائر ولاية عادية يعين على رأسها باشا تغيره الأستانة كل ثلاث سنوات[2].

لم يهتم الباشوات بشؤون الرعية بل انصرف همهم إلى جمع اكبر قسط من الأموال في انتظار مدة الولاية، وبذلك انتقلت السلطة من أيديهم إلى ضباط الجيش الذين بدأ نفوذهم يتعاظم تدريجيا مع بداية سنة 1659م، وأصبح حكام الجزائر العثمانية يعينون من بينهم ضابطا برتبة أغا كحاكم فعلي على الولايات غير أن هذه المرحلة لم تطل مدتها و ذلك لأن الأغا لم يكن يستقر في منصبه أكثر من شهرين نتيجة للتنافس الشديد بين الضباط على الحكم[3].

فكانت الجزائر خلال الفترة من 1518-1671م إيالة عثمانية تتلقى المساعدة المالية و العسكرية من الخلافة و قد اهتم الحكام في هذه المرحلة بتوحيد الجزائر سياسيا و ذلك بالقضاء على الإمارات المستقلة وإخضاعها لسلطة مركزية مقرها مدينة الجزائر كما وجهوا جهودهم لتحرير موانئ البلاد من السيطرة الإسبانية وفرض سيطرة الأسطول على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط.

مع بداية سنة 1671م دخلت الجزائر مرحلة جديدة تميزت بتولي طائفة رياس البحر السلطة، و هم ضباط البحر الذين نصبوا نظاما جديدا يتمثل في تعيين حاكم للبلاد يلقب بالداي.

و قد التزم الدايات بحفظ الإرتباط مع الدولة العثمانية باعتبارها خلافة إسلامية، لكنهم سلكوا سياسة مستقلة فيما يتعلق بالشؤون الخاصة للبلاد ، فالداي هو الذي :

§ يعقد الإتفاقيات الدولية

§ يستقبل البعثات الدبلوماسية ( القناصل)

§ يعلن الحرب و يبرم معاهدات السلام

لما استقر نظام الدايات تكون في مدينة الجزائر ديوان مستقل هو أشبه بمجلس الوزراء، فهناك وكيل الخرج المختص بشؤون البحرية، و البيت مالجي المختص بالشؤون المالية و رئيس أمين مدينة الجزائر و خوجة الخيل الذي كان يشكل حلقة إتصال بين الجزائريين و الحكومة.
ابو احسان
2008-01-01, 12:33
مخطط للنظام السياسي و الإداري للجزائر العثمانية في عهد الدايات




و قسمت الجزائر من الناحية الإدارية إلى أربعة أقاليم رئيسية هي:

1- دار السلطان: كانت تضم مدينة الجزائر و ضواحيها

2- بايلك الغرب: كانت عاصمته مازونة ثم معسكر و أخيرا وهران بعد جلاء الإسبان عنها عام 1792م

3- بايلك التيطري، ضم المناطق الوسطى و مناطق جنوب دار السلطان و كانت عاصمته المدية.

4- بايلك الشرق: يقع من شرقي من دار السلطان و بايلك التيطري كان أكبر المقاطعات و الأقاليم ، و كانت عاصمته قسنطينة.

كانت هذه المقاطعات مقسمة إلى قيادات و على رأس كل منها شيخ قبيلة و كان الجهاز الإداري جهازا لامركزيا حيث أن اية علاقة للحكومة برعاياها كانت علاقة غير مباشرة، تعتمد على استعمال الزعماء المحليين لجمع الشرائب و فرض الأمن يمكن استنتاج أهم الخصائص التي ميزت الدولة الجزائرية أنذاك كمايلي:

1- لم يعد تعيين رجال الحكم قائم على الإنتخاب من طرف ممثلي الشعب فلم يكن النظام السياسي ملكيا وراثيا ولكنه لم يرتق إلى نظام جمهوري..

2- حافظ النظام الإداري على التقسيمات القبلية و الزعامات المحلية فلم تتبلور الصفة العصرية للدولة[4].

3- لم تختلف وضعية الجزائر كما كانت عليه لقبه العالم الإسلامي و لكنها كانت مختلفة كما كان يحدث و العالم الأوربي الذي تكونت فيه دول ذات حكومات مركزية أخذت تتأهب لفرض سيطرتها على العالم[5].

الحياة الإجتماعية و الإقتصادية:

عند دراسة أوجه النشاط الإقتصادي و الحياة الإجتماعية للجزائر العثمانية يلاحظ الطابع الزراعي و الرعوي الذي تمركز أساسا في الارياف و أطراف المدن هذا في حين أن الحواضر تكاد تنفرد بالنشاط الحرفي لو لا وجود قدر قليل من نشاط حرفي متواضع يهدف إلى تلبية الضرورات المنزلية و يقوم على الإكتفاء الذاتي في الأرياف. و إلى جانب ذلك لعبت التجارة الخارجية و الداخلية دورا مهما داخل البنية الإقتصادية للمجتمع الجزائري عموما و البنية الحضرية بشكل خاص[6].

لقد هيمن النشاط الإقتصادي في الأرياف الجزائرية و بخاصة النشاط الزراعي و الرعوي[7]، و فيما يخص أشكال الإنتاج، فإنها كانت موزعة على أربعة مجالات طبيعية تتمثل في المرتفعات الجبلية و التلال و السهوب و أطراف الحواضر تشكل في مجملها كلا إجتماعيا و إقتصاديا يمز الريف الجزائري والإمتدادات الريفية التابعة للحواضر.

بالرغم من تنوع هذه المناطق التي تنتحل هذا النمط من العيش فإن الإنتماء إلى الجماعة العمرانية (Communauté) يشكل الشرط الضروري لاستمرار الحياة الإجتماعية ففي كنف هذا التجمع تتحقق ملكية العضو لشروط العمل و الإنتاج أي أن إنتماء الفرد للجماعة شرط تحقيق وجوده فهي تتوسط العلاقة فيما بينه و بين الأرض و وسائل العمل، و هكذا فإن العائلة الممتدة تشرف في المرتفعات الجبلية و بشكل نسبي على الملكية الصغيرة التي تعتبر مجالها واضحا و بين حرائق الجيران و هي (أي الأسرة الممتدة) تمثل الأسرة النووية ( الصغيرة) وجودها ضمنها[8].

و تعتبر "التويزا" « Touiza » أكثر اشكال التضامن القروي شهرة و هي كثيرا ما تجد الفرصة للظهور في أراضي الأوقاف و يلاحظ أن الأب أو الأخ الأكبر في كل أسرة هو الذي يمثل أفراد أسرته في احتفالات القرية و ينوب عنها في التجمعات التي تعقد في المسجد[9].

و من أجل تأمين إعادة انتاجها فإن الأسرة تضيف إلى أنشطتها المعروفة بعض الصناعات الحرفية المرتبطة باستغلالها و التي أحيانا ما يوجه بعضها نحو السوق. أم الملكية غير المنقولة التي تتحقق من خلال الهيبة أو الميراث فرغم كونها ملكية خاصة إلا أنها تبقى تندرج تحت استحواذ العائلة.

إن وضعية الأراضي الزراعية في الجزائر خلال العهد العثماني أصبحت تتصف بمظاهر الصراع الخفي و الإحتكاك المستمر بين أسلوبين من الإنتاج، و نمطين من المعيشة مختلفين أحدهما يرتكز على الإرتباط بالأرض و حيازتها و الأخر يمتهن الرعي و العزوف عن خدمة الأرض[10].

و هكذا لم يبق من الأقاليم المحتفظة بطابعه الزراعي المتمسكة بتقاليده الفلاحية سوى فحوص المدن الكبرى و بلاد القبائل ، و شمال قسنطينة و التيطري و سهل متيجة و سهل غريس[11].

و الجدير بالملاحظة أن العثمانيين قد عملوا جاهدين على الإحتفاظ بالأوضاع السائدة، فأبقوا في غالب الأحيان ملاك الأراضي و أقروا العشائر المتعاملة معهم على الأراضي التي

ت استحوذوا عليها بغية الحصول على تأييد شيوخ القبائل و مساندة رؤساء الزوايا لهم و لم يهتموا بصفة خاصة إلا بما تذره الأرض من إنتاج و ما توفره من جبايات[12].

إن التطور الذي انتهت إليه وضعية الأرض من ناحية الإنتاج لم يكن نتيجة لسياسة معينة من طرف الحكام العثمانيين و إنما كان نتيجة تحول بطيء فرضته الأحوال الإقتصادية و ساهمت فيه الأوضاع الإجتماعية و تسببت فيه حاجة الحكام إلى موارد البلاد "إثر تزايد" الضغط الأوربي على السواحل و إنفتاح البلاد على التجارة الأوربية.

لقد نتج عن كثرة المطالب المالية وقلة الجبايات على الأراضي الزراعية وتعدد المغارم،إهمال الزراعة و تحول قسم من السكان من الإشتغال بالفلاحة إلى مزاولة حرفة الرعي وفي بعض الأحيان اضطر المزارعون إلى الثورة على الحكام و قد انعكس هذا الوضع على الحياة السياسية[13]، إذ أن تحول السلطة إلى الدايات أدى إلى تضررالزراعة، وتحول كثير من الأراضي المنتجة للحبوب إلى ملكيات للبايلك أو مزارع مشاعة بين أفراد القبائل الحليفة "قبائل المخزن" أو العشائر الخاضعة "قبائل الرعية" بعد أن انقطع سيل الهجرة الأندلسية، و تسببت الحملات العسكرية التي كانت تنطلق من مراكز البايلك لجمع الضرائب و أخذ المغارم في الحلاق أضرار فادحة بأهالي الريف و غالبا ما تمكن المحلة أو الفرقة العسكرية مدة طويلة قد تصل على ستة أشهر تتحول أثناءها الأرياف و توجب الضرائب و يعاقب العقاب الممتنعون فمحلة بايلك الشرق تنطلق من قسنطينة و تنقسم إلى فيلقين أحدهما يجوب الهضاب العليا و التل الجنوبي و الأخرى تقصد مناطق التل الشمالية المتاخمة لساحل البحر، أما محلة بايلك البيطري فتتوجه من مدينتي الجزائر والمدية نحو سهل عريب و بني سليمان و البرواقية، بينما محلة بايلك الغرب تخرج من مازونة أو معسكر نحو سهول غريس و وادي مينا وجهات السرسو و تاهرت[14].

وبظهور دايات أقوياء وأكفاء و استقرار نظام الحكم على توسع أراضي الدولة بمواطن العشائر التي ثم إخضاعها،في الوقت الذي ا

https://www.djelfa.info/vb/archive/in...p/t-28081.html









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 11:32   رقم المشاركة : 426
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenanjnn86 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ثانية ماستر تاريخ عنوان مذكرتي الحياة الاجتماعية للجزائر خلال العهد العثماني ارجو مساعدتي



الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م


تقديم:
بتعيين خير الدين بيلرياي " أصبحت الجزائر إحدى الولايات الثلاث للإمبراطورية العثمانية وأصبح لبايلر باي الجزائر بمقتضى هذا التعيين حق التصرف المطلق في الجزائر مع الإشراف على إقليمي تونس و طرابلس، لكن هذا الإشراف لم يدم طويلا فقد ألغى العثمانيون نظام البايلر باي سنة 1588م خوفا من أن يفكر هؤلاء الولاة في الإنفصال فأصبحت الجزائر ولاية عادية يعين على رأسها باشا تغيره الأستانة كل ثلاث سنوات لم يهتم الباشوات بشؤون الرعية بل انصرف همهم إلى جمع اكبر قسط من الأموال في انتظار مدة الولاية، وبذلك انتقلت السلطة من أيديهم إلى ضباط الجيش الذين بدأ نفوذهم يتعاظم تدريجيا مع بداية سنة 1659م، وأصبح حكام الجزائر العثمانية يعينون من بينهم ضابطا برتبة أغا كحاكم فعلي على الولايات غير أن هذه المرحلة لم تطل مدتها و ذلك لأن الأغا لم يكن يستقر في منصبه أكثر من شهرين نتيجة للتنافس الشديد بين الضباط على الحكم فكانت الجزائر خلال الفترة من 1518-1671م إيالة عثمانية تتلقى المساعدة المالية و العسكرية من الخلافة و قد اهتم الحكام في هذه المرحلة بتوحيد الجزائر سياسيا و ذلك بالقضاء على الإمارات المستقلة وإخضاعها لسلطة مركزية مقرها مدينة الجزائر كما وجهوا جهودهم لتحرير موانئ البلاد من السيطرة الإسبانية وفرض سيطرة الأسطول على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط مع بداية سنة 1671م دخلت الجزائر مرحلة جديدة تميزت بتولي طائفة رياس البحر السلطة، و هم ضباط البحر الذين نصبوا نظاما جديدا يتمثل في تعيين حاكم للبلاد يلقب بالداي و قد التزم الدايات بحفظ الإرتباط مع الدولة العثمانية باعتبارها خلافة إسلامية، لكنهم سلكوا سياسة مستقلة فيما يتعلق بالشؤون الخاصة للبلاد فالداي هو الذي :

- يعقد الإتفاقيات الدولية
- يستقبل البعثات الدبلوماسية ( القناصل )
- يعلن الحرب و يبرم معاهدات السلام

لما استقر نظام الدايات تكون في مدينة الجزائر ديوان مستقل هو أشبه بمجلس الوزراء، فهناك وكيل الخرج المختص بشؤون البحرية، و البيت مالجي المختص بالشؤون المالية و رئيس أمين مدينة الجزائر و خوجة الخيل الذي كان يشكل حلقة إتصال بين الجزائريين و الحكومة.


مخطط للنظام السياسي و الإداري للجزائر العثمانية في عهد الدايات

و قسمت الجزائر من الناحية الإدارية إلى أربعة أقاليم رئيسية هي:

- دار السلطان : كانت تضم مدينة الجزائر و ضواحيها
- بايلك الغرب: كانت عاصمته مازونة ثم معسكر و أخيرا وهران بعد جلاء الإسبان عنها عام 1792م
- بايلك التيطري، ضم المناطق الوسطى و مناطق جنوب دار السلطان و كانت عاصمته المدية.
- بايلك الشرق : يقع من شرقي من دار السلطان و بايلك التيطري كان أكبر المقاطعات و الأقاليم ، و كانت عاصمته قسنطينة.

كانت هذه المقاطعات مقسمة إلى قيادات و على رأس كل منها شيخ قبيلة و كان الجهاز الإداري جهازا لامركزيا حيث أن اية علاقة للحكومة برعاياها كانت علاقة غير مباشرة، تعتمد على استعمال الزعماء المحليين لجمع الشرائب و فرض الأمن يمكن استنتاج أهم الخصائص التي ميزت الدولة الجزائرية أنذاك كمايلي:

- لم يعد تعيين رجال الحكم قائم على الإنتخاب من طرف ممثلي الشعب فلم يكن النظام السياسي ملكيا وراثيا ولكنه لم يرتق إلى نظام جمهوري..
- حافظ النظام الإداري على التقسيمات القبلية و الزعامات المحلية فلم تتبلور الصفة العصرية للدولة
- لم تختلف وضعية الجزائر كما كانت عليه لقبه العالم الإسلامي و لكنها كانت مختلفة كما كان يحدث و العالم الأوربي الذي تكونت فيه دول ذات حكومات مركزية أخذت تتأهب لفرض سيطرتها على العالم

الحياة الإجتماعية و الإقتصادية:

عند دراسة أوجه النشاط الإقتصادي و الحياة الإجتماعية للجزائر العثمانية يلاحظ الطابع الزراعي و الرعوي الذي تمركز أساسا في الارياف و أطراف المدن هذا في حين أن الحواضر تكاد تنفرد بالنشاط الحرفي لو لا وجود قدر قليل من نشاط حرفي متواضع يهدف إلى تلبية الضرورات المنزلية و يقوم على الإكتفاء الذاتي في الأرياف. و إلى جانب ذلك لعبت التجارة الخارجية و الداخلية دورا مهما داخل البنية الإقتصادية للمجتمع الجزائري عموما و البنية الحضرية بشكل خاص
لقد هيمن النشاط الإقتصادي في الأرياف الجزائرية و بخاصة النشاط الزراعي و الرعوي، و فيما يخص أشكال الإنتاج، فإنها كانت موزعة على أربعة مجالات طبيعية تتمثل في المرتفعات الجبلية و التلال و السهوب و أطراف الحواضر تشكل في مجملها كلا إجتماعيا و إقتصاديا يمز الريف الجزائري والإمتدادات الريفية التابعة للحواضر.

بالرغم من تنوع هذه المناطق التي تنتحل هذا النمط من العيش فإن الإنتماء إلى الجماعة العمرانية (Communauté) يشكل الشرط الضروري لاستمرار الحياة الإجتماعية ففي كنف هذا التجمع تتحقق ملكية العضو لشروط العمل و الإنتاج أي أن إنتماء الفرد للجماعة شرط تحقيق وجوده فهي تتوسط العلاقة فيما بينه و بين الأرض و وسائل العمل، و هكذا فإن العائلة الممتدة تشرف في المرتفعات الجبلية و بشكل نسبي على الملكية الصغيرة التي تعتبر مجالها واضحا و بين حرائق الجيران و هي (أي الأسرة الممتدة) تمثل الأسرة النووية ( الصغيرة) وجودها ضمنها

و تعتبر "التويزا" « Touiza » أكثر اشكال التضامن القروي شهرة و هي كثيرا ما تجد الفرصة للظهور في أراضي الأوقاف و يلاحظ أن الأب أو الأخ الأكبر في كل أسرة هو الذي يمثل أفراد أسرته في احتفالات القرية و ينوب عنها في التجمعات التي تعقد في المسجدو من أجل تأمين إعادة انتاجها فإن الأسرة تضيف إلى أنشطتها المعروفة بعض الصناعات الحرفية المرتبطة باستغلالها و التي أحيانا ما يوجه بعضها نحو السوق. أم الملكية غير المنقولة التي تتحقق من خلال الهيبة أو الميراث فرغم كونها ملكية خاصة إلا أنها تبقى تندرج تحت استحواذ العائلة

.إن وضعية الأراضي الزراعية في الجزائر خلال العهد العثماني أصبحت تتصف بمظاهر الصراع الخفي و الإحتكاك المستمر بين أسلوبين من الإنتاج، و نمطين من المعيشة مختلفين أحدهما يرتكز على الإرتباط بالأرض و حيازتها و الأخر يمتهن الرعي و العزوف عن خدمة الأرض و هكذا لم يبق من الأقاليم المحتفظة بطابعه الزراعي المتمسكة بتقاليده الفلاحية سوى فحوص المدن الكبرى و بلاد القبائل ، و شمال قسنطينة و التيطري و سهل متيجة و سهل غريس و الجدير بالملاحظة أن العثمانيين قد عملوا جاهدين على الإحتفاظ بالأوضاع السائدة، فأبقوا في غالب الأحيان ملاك الأراضي و أقروا العشائر المتعاملة معهم على الأراضي التي استحوذوا عليها بغية الحصول على تأييد شيوخ القبائل و مساندة رؤساء الزوايا لهم و لم يهتموا بصفة خاصة إلا بما تذره الأرض من إنتاج و ما توفره من جبايات إن التطور الذي انتهت إليه وضعية الأرض من ناحية الإنتاج لم يكن نتيجة لسياسة معينة من طرف الحكام العثمانيين و إنما كان نتيجة تحول بطيء فرضته الأحوال الإقتصادية و ساهمت فيه الأوضاع الإجتماعية و تسببت فيه حاجة الحكام إلى موارد البلاد "إثر تزايد" الضغط الأوربي على السواحل و إنفتاح البلاد على التجارة الأوربية.

لقد نتج عن كثرة المطالب المالية وقلة الجبايات على الأراضي الزراعية وتعدد المغارم،إهمال الزراعة و تحول قسم من السكان من الإشتغال بالفلاحة إلى مزاولة حرفة الرعي وفي بعض الأحيان اضطر المزارعون إلى الثورة على الحكام و قد انع** هذا الوضع على الحياة السياسية، إذ أن تحول السلطة إلى الدايات أدى إلى تضررالزراعة، وتحول كثير من الأراضي المنتجة للحبوب إلى ملكيات للبايلك أو مزارع مشاعة بين أفراد القبائل الحليفة "قبائل المخزن" أو العشائر الخاضعة "قبائل الرعية" بعد أن انقطع سيل الهجرة الأندلسية، و تسببت الحملات العسكرية التي كانت تنطلق من مراكز البايلك لجمع الضرائب و أخذ المغارم في الحلاق أضرار فادحة بأهالي الريف و غالبا ما تمكن المحلة أو الفرقة العسكرية مدة طويلة قد تصل على ستة أشهر تتحول أثناءها الأرياف و توجب الضرائب و يعاقب العقاب الممتنعون فمحلة بايلك الشرق تنطلق من قسنطينة و تنقسم إلى فيلقين أحدهما يجوب الهضاب العليا و التل الجنوبي و الأخرى تقصد مناطق التل الشمالية المتاخمة لساحل البحر، أما محلة بايلك البيطري فتتوجه من مدينتي الجزائر والمدية نحو سهل عريب و بني سليمان و البرواقية، بينما محلة بايلك الغرب تخرج من مازونة أو معسكر نحو سهول غريس و وادي مينا وجهات السرسو و تاهرت وبظهور دايات أقوياء وأكفاء و استقرار نظام الحكم على توسع أراضي الدولة بمواطن العشائر التي ثم إخضاعها،في الوقت الذي استقرت في أوضاع الملكيات المشاعة، وبدأ قسم من الملكيات الخاصة يتحول بفحوص المدن إلى أوقاف أهلية يعود ربحها بعد انقراض عقب محبسها على المؤسسات الدينية و المشاريع الخيرية.

كما هو الحال بفحوص مدن الجزائر و البليدة و القليعة
وبعد مـوت الـداي محمد عثمان باشا تولى مقاليد الحكم الداي باشا حسان (1791-1798مـ) و الداي مصطفى باشا ( (1798-1805 مـ اللذان انتهجا سياسة جديدة، قوامها تصدير المزيد من المحاصيل الزراعية إلى خارج البلاد عن طريق الشركات الأوربية و المحتكرين اليهود أمثال بكري و بوشناق ، في الوقت الذي كانت فيه البلاد معرضة للمجاعة نتيجة القحط الذي أضر بالزراعة في السنوات التالية 1788 و 1779 و 1800 و 1807م و1816 و 1819، ويلاحظ أن السماسرة اليهود كانوا يصدرون كميات كبيرة من الحبوب أثناء هذه الفترة.

ففي عام 1793م و مثل على ذلك تم شحن مائة سفينة من ميناء وهران قدرت حمولتها بـ 75000 قتطار من القمح و 6000 قنطار من الشعير مما تسبب في حدوث اضطرابات في جهاز الحكم فاغتيل ستة دايات من مجموع ثمانية في مدة قصيرة

لقد أدى الضغط المتزايد على الأرياف إلى قلة الإنتاج و إهمال الزراعة وإعلان العصيان و حدثت سلسلة من الثورات في جميع الجهات مثل منطقة جرجرة (1804-1810-1823م) و شمال قسنطينة (1804م) و الغرب الجزائري (1803-1809م) و مناطق النمامشة و الأوراس ، ووادي سوف( 1818-1823).

و قد شملت الثورات مناطق الحبوب حيث أعلنت التيجانية العصبان سنة 1818 م، هذا في الوقت الذي كان فيه الصراع محتدما مع حكام تونس من 1806م إلى غاية 1817، مما أدى إلى هجرة جزء من السكان هربا من الإنتقام و تجنب لبطش الحملات العسكرية، و لم يعد الحكام يسيطرون بالفعل إلا على سدس أراضي التل الخصبة حبس بعض التقديرات، حيث اصبحت ملكيات أو الدولة هي السائدة في الأرياف في الوقت الذي تركزت فيه الملكيات الخاصة بالمناطق الجبلية الممتنعة عن الحكام، و الملكيات المشاعة في السهوب الداخلية حيث تربى المواشي ولا تزرع الأرض إلا من أجل الحصول على الضروري من الأقوات و نظرا لهذه الأوضاع السيئة و الظروف الصعبة فقد فقد الفلاح الجزائري الرغبة في العمل حتى أنه، في سنة 1786م لم يجد ملاك الأراضي بسهل عنابة الخصيب من يقوم بحصاد حقولهم فاضطروا إلى التنازل عن نصف الإنتاج لمن يقوم بحصـاد القمح بعد أن تخوف كثير من الفلاحين من انتشار الوباء و فاضطروا إلى قبول الحصول على خمس المحصول بينما استحوذ عمال البايلك و الملاك المقيمون بالمدن على أربعة أخماس المحصول بدون مجهود و عليه فقد تقلصت الأراضي الزراعية وتناقصت المساحات المستغلة حتى أصبحت عشية الإحتلال الفرنسي 1830م لا تتجاوز359040 هكتارا
أما النظام الجبائي المطبق على الأراضي الفلاحية فإنه لم يخرج في أساسه عن مبدأ الجباية في الإسلام، و حاول الحكام رفع الإنتاج الزراعي بالإلتجاء إلى الحملات العسكرية لإرغام السكان على تقديم المزيد من المحاصيل الزراعية وباحتكار تجارة الحبوب و تسخير الفلاحين بالأرياف لخدمة أراضي الدولة لإنتاج المزيد من المحاصيل، و قد أنشأوا لهذا الغرض العديد من المظاهر العامة في مراكز الحاميات، و أقيمت المطاحن الهوائية بالقرب من المدن حيث كان قياد البايلك يكلفون بإحصاء المحاصيل الزراعية، و مراقبة مواشي البايلك، و تحديد مقدار الضرائب التي كانت تتقاضاه الدولة عن تلك المحاصيل و المواشي.



https://www.rayanaljazair.com/vb/t7819.html









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 11:34   رقم المشاركة : 427
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenanjnn86 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ثانية ماستر تاريخ عنوان مذكرتي الحياة الاجتماعية للجزائر خلال العهد العثماني ارجو مساعدتي
الحياة الإجتماعية في مدينة الجزائر أواخر العهد العثماني.

المبحث الأول: فكرة عامة عن الحياة الإجتماعية.
المبحث الثاني: سكان مدينة الجزائر.
I- البنية السكانية.
1- الأتراك العثمانيين.
2- فئة الكراغلة.
3- فئة الحضر.
أ- جماعة الأشراف.
ب – الجالية الأندلسية.
4- فئة البراني
أ- جماعة البساكرة.
ب – جماعة بني مزاب.
جـ- الجماعة الجيجلية.
د- جماعة الأغواطيين.
هـ- جماعة القبائل.
5- الجالية اليهودية.
6- فئة المسيحيين.
7- جماعة الزنوج.
II- الحياة الإجتماعية للسكان في الجزائر.
1- المقاهي.
2-الأسواق.
3- الحمامات.
4- العادات والتقاليد.
5- الطعام.
6- اللباس.
المبحث الأول: فكرة عامة عن الحياة الإجتماعية.
نظرا لدقة البحث وما يترتب عليه من طبيعة خاصة حاولنا إبراز الأهمية العظمى لهذا الموضوع، وذلك من خلال الإرتباط الوثيق للتنظيم العثماني من جهة، وتعقد الحياة الإجتماعية في العصر العثماني من جهة أخرى، والذي تولد عن زيادة عدد السكان ومطالبهم وما صاحب ذلك من أمور. الأمر الذي أدى إلى إختلاف المؤرخين في تقديرهم لأعداد السكان بسبب تفشي أمراض لم تكن معروفة من قبل. ونتج هذا الإختلاف عن عدم إهتمام السلطات التركية بعمليات الإحصاء.
ومما لاشك فيه أن هناك عوامل أثرت في الحياة الإجتماعية والثقافية في الجزائر أواخر العهد العثماني، خاصة الوجود المسيحي، واليهودي، وهجرة الأندلسيين خلال القرن التاسع هجري، كما إتسمت الأوضاع الإجتماعية بالفوضى والإضطرابات، وتأثرها أيضا بالأمراض والأوبئة، وحتى الكوارث الطبيعية، إذ كانت الحياة الريفية تعرف قساوة شديدة فكثيرا ما كانت تتعرض للغارات التركية لعدم إستجابتها للضرائب المفروضة عليها، وكذا كانت القبائل الجزائرية تعيش صرا عات دموية نتيجة السياسة التركية المنتهجة والتي كانت تستهدف الحيلولة دون وحدتها، كونه يشكل خطر على وجود الحكام الأتراك، الأمر الذي حال دون إنصهار المجتمع في بوتقة واحدة مع الأتراك، حيث بقي المجتمع يعيش فترة موحشة وعداوات قاتلة([1]). كما شهدت الجزائر خلال القرنين 14 و15م تدهورا إقتصاديا وإنحطاطا إجتماعيا صاحبه سوء الأحوال الصحية والمعيشية وزادت من حدتها هجمات الإسبان على السواحل مما أدى إلى إنعدام الأمن الذي ساعد على تخريب المدينة مثل دلس وبجاية، إضافة إلى إنتشار الأوبئة إثر ظهور المجاعات والجفاف خلال 1584، و1663، و1787.




مما أدى إلى إختلال عدد السكان حيث نزل من مائة وثلاثون ألف نسمة إلى أربعين ألف نسمة في القرن التاسع عشر ميلادي([2])، في حين أن القرن التاسع العشر ميلادي تميز بشدة الأمراض وقوة إنتشارها في مختلف جهات الوطن، ويضاف إلى هذا حدوث الكوارث الطبيعية التي أدت إلى تضرر الإقتصاد وتناقص عدد السكان منها زلزال 1716 الذي خرب مدينة الجزائر، إضافة إلى الفيضانات والعواصف التي غطت بها المياه مساحة واسعة كفيضانات عام 1816([3]).
وهكذا تميزت المرحلة الأخيرة من العهد العثماني بالجزائر بفترات عصيبة وقاسية، نتيجة تدهور الأوضاع الإقتصادية والذي أثر سلبا على الحالة الصحية والمعيشية، كما إنعكس بدوره على الوضع الديمغرافي بعدم استقراره من حيث العدد والكثافة، إذ نجد أغلبة السكان يعيشون في الريف الجزائري بنسبة 90% ([4]) بينما نجد أقلية ضئيلة بالمدن لا تتجاوز 5%([5])، ويعود هذا التدهور في الجانب الإجتماعي لعدم إهتمام الحكام الأتراك بأمور الصحة حيث إنحصر العلاج في بعض المصحات كمصحة زنقة الهواء، وملجأ الأمراض العقلية الخاصة بالأتراك، كما أن هذا الإهمال أدى إلى إنتقال العدوى من المشرق وإنتشار الأمراض بالجزائر منها الطاعون،والكوليرا، وما ساعدها على التوطن إنتشار المستنقعات بالسهول الساحلية، وحول المدن الكبرى مثل عنابة، والجزائر، ووهران.
وكذا عدم إلتزام السكان بالقواعد الصحية، وإنعدام الأدوية حتى بالصيدلية الموجودة بالجزائر ما عدا بعض الحشائش والعقاقير([6]) .



- المبحث الثاني: سكان مدينة الجزائر.
I- البنية السكانية:
إن تصنيف سكان مدينة الجزائر، وتقسيمهم في العهد العثماني موضوع البحث، نظرا لإمكانية إخضاعه وفق معايير وأسس مختلفة. ولهذا لابد من التساؤل عن التركيبة السكانية في المجتمع الذي كان يعيش في أرجاء هذه المدينة، فمما كان يتشكل؟.
يمكننا تقسيم سكان مدينة الجزائر في العهد العثماني على معيار الجنس إلى قسمين:
ذكور وإناث، كمختلف سكان العالم، وكان عدد الرجال يفوق الإناث وذلك راجع إلى أن أغلب المهجرين والأسرى كانوا من الذكور. كما عرف أن النساء لا يختلطن بالرجال، وذلك إتباعا لتعاليم الإسلام وما عرف عن المجتمع الجزائري الأصيل، حيث لعبت المرأة دورا أساسيا في الميدان الإقتصادي والإجتماعي، والسياسي والثقافي، فكانت لا تظهر إلا نادرا وتكون مسدلة على وجهها من الرأس إلى الرجلين([7]).
أما إذا إعتمدنا على أساس الطبقات فيمكن القول أن المجتمع الجزائري في العهد العثماني كان متباين الأصول.([8]) ، إذ كان يتشكل من الأتراك والجزائريين، والكراغلة والمهاجرين الأندلسيين، والزنزج، واليهود، والأروبيين([9]) ، هذا جعل التنظيم العثماني يتخذ شكلا هرميا أخل بالتوازن من حيث المستوى المعيشي على أساس الثروة مما أدى إلى ظهور الطبقة التي تحكمت فيها مختلف الظروف([10]).
1- الأتراك العثمانيون: يحتلون قمة الهرم الإجتماعي، ويمثلون أعلى السلم، إذ بيدهم سلطة البلاد مثل البايات والباشوات، والأغوات وأعضاء الديوان([11])، ويؤلف غالبيته فرق
الجند " الإنكشارية " الذين كانو يقيمون في حصون وثكنات المدينة.([12])
وكانت هذه الفئة قليلة العدد، حيث قدرها ها يدو في القرن16م بنحو 1600 منزل للأتراك العثمانيين بالمولد، إضافة إلى الأعلاج وهم عثمانيين بالمهنة والمسيحيين بالدم والأصل. ويشكلون غالبية طبقة الرياس مثل علج علي، وحسن أغا، وهم قوة فعالة في الجهاد البحري حيث وصل عددهم عام 1649م بثمانية ألاف من الذكور وألف ومائتين من الإناث.
ورغم أنهم من أصول وأجناس مختلفة اللسان، والعرف، والجغرافية، إلا أنهم إتفقوا في الولاء للإسلام، والسلطان العثماني.([13])
وقد كان الأتراك متواجدين في كل القطاعات، ولهم إمتيازات واسعة بسيطرتهم على الجزائر حتى نهاية حكمهم بها عام 1830م، وهم بذلك الطبقة الأرستقراطية بيدها الوظائف العليا، وقيادة الجيش وطائفة الرياس، قصد إبقاء المناصب الحكومية بيدهم.([14])
فقد كان نشاطهم عاملا من عوامل إزهار الحياة الإجتماعية والإقتصادية في المدينة، بنشرهم بعض العادات والتقاليد خاصة في مجال الأكولات والملابس، إضافة إلى الفن المعماري والموسيقي، كما ساعدوا على إدخال المذهب الحنفي والطرق الصوفية بربط المجتمع الجزائري بالمجتمع الشرقي([15])، فإستغلو بذلك الأفكار السياسية والدينية السائدة لتثبيت أقدامهم وإنشاء قاعدة لهم على السواحل التي إتخذها الإسبان والبرتغال ملجأ لهم.
وما ميز هذه الفئة أنهم كانوا ينظرون إلى السكان نظرة إستعلاء وإحتقار، وتميزت العلاقة بينهما بالعداء المتبادل والنفور، وهذا ما أكده هايدو في قوله: " لا يوجد في الإمبراطورية العثمانية علاقة أسوء من علاقة الترك بالعرب في مملكة الجزائر"([16]).
فكانوا منعزلين عن بقية السكان، معروفين بالفساد والإنحراف، وقوة البدن والخشونة. في الطبع، وحب الجندية والفروسية.([17])
وعليه ساعد الأتراك الجزائر في الحفاظ على هويتها الإسلامية، ومقومات شخصيتها وتراثها، فهم مدينون حضاريا للحضارة العربية، والفارسية، والبيزنطية، كما أنهم ساهما في تعزيز العلاقات الإجتماعية بين فئات المجتمع الجزائري بأسس قائمة على العقيدة الإسلامية.
2- فئة الكراغلة: إحتلت المرتبة الثانية، وهم المولدين بين نتيجة التزاوج بين الجند الإنكشاري ورياس البحر بالنساء الجزائريات، وكانت هذه الفئة تطمح بالميلاد واللغة والإنتماء العائلي للإرتقاء إلى المرتبة الأولى في المجتمع. لكن الحكام العثمانيين منعوهم من ذلك، وإعتبروهم أبناء عبيد، لأن وجودهم في مناصب الدولة أو الجيش يشكل خطرا على مصالحهم بحكم الإنتماء إلى أهالي الجزائر.([18]) ، ولهذا كان وجودهم يعبر عن إرادة الأتراك في الحفاظ على طائفتهم.
وظهرت هذه الفئة لأول مرة في المدن التي كانت تقيم بها الحاميات العثمانية خاصة مدينة الجزائر وقسنطينة، وتلمسان، وعنابة، وبسكرة، وقد بلغ عددهم مع نهاية القرن 18م بمدينة الجزائر نحو 600 نسمة([19]) ، وكان الكراغلة يشكلون طبقة وسطى تمارس العديد من الوظائف كالتجارة والمهام الإدارية المتوسطة، وأيضا الإنضمام إلى صفوف الجيش والحصول على إمتيازات العثمانيين، ومع مطلع القرن 19م أصبحت معظم المهام الإدارية بالجزائر من إختصاصهم ، كما كانو هم العنصر المسيطر من حيث العدد والنفوذ في منطقة تبسة، فيملكون الأراضي ويرتفعون عن خدمتها، ويقطنون أحسن وأجمل الأحياء([20])، إضافة إلى أنهم لعبوا دورا هاما في بعض الأحداث، إذ وقفوا
إلى جانب الداي علي خوجة لإخماد التمرد الإنكشاري في سنة1817م، وساعدهم هذا على الإحتفاظ ببعض الإمتيازات وتوليهم المناصب الهامة نتيجة سياسة الترضية التي إنتهجها بعض القادة أمثال الداي شعبان أغا الذي قام بترقية بعض الكراغلة إلى مناصب سامية حيث ولى بايلك الغرب الكرغلي مصطفى العمر سنة 1636- 1648، ومع نهاية العهد العثماني أصبح همهم تنمية ثرواتهم وتنشيط تجارتهم.([21])
وهكذا أدت سياسة التقارب إلى حدوث أثر نسبي في العلاقة بين الكراغلة والأهالي، إذ أصبح الجزائري ينظر إلى الكرغلي نظرة مساوية للأتراك السادة.
وعلى العموم إعتنق بعضم الإسلام، وأصبح تركيا لغة وجنسا، ويأمون المساجد الحنفية، كما إستطاعوا الإرتقاء إلى مراكز النفوذ، وتحسين حياتهم بأنفسهم.
كما إختلطوا بأهلها وأثروا في الحياة السياسية والإجتماعية الجزائرية، حيث كان سكان بعض الغرب الجزائري على صلة بالإسبان في وهران.([22])
3- فئة الحضر: يحتلون المرتبة الثالثة في الهرم الإجتماعي، وتضم هذه الفئة كل من، العلماء والتجار، وأصحاب الحرف، والصناع، والكتاب، والإداريين، كما تتألف أساسا من المجموعات السكانية، القاطنة بالمدينة بشكل دائم، والتي تعود أصولها إلى الفترة الإسلامية، وما إنضم إليهم من أندلسيين وأشراف، وهم بذلك خليط من قبيلتي بني هلال المتواجدة في سهل متيجة، والمغاربة من قبيلتي بني مزغنة أحفاد الضنهاجيين كانت لهذه الفئة دورها الإجتماعي و الإقتصادي والعسكري، لكنها محرومة من المهام السياسة، وذلك لإحتكار العثمانيين للسلطة([23])، وقد مارسوا العديد من الحرف والمهن فكان منهم الصناع، والتجار النشيطون، والتجار المغامرون والفقهاء، والبناؤون، والنجارون، كما كان منهم أصحاب المحلات التجارية وحتى أصحاب البساتين التي تنتج فيها كل أنواع الخضر والفواكه، كما يربون عليها الأبقار والأغنام المخصصة للإستهلاك من طرف سكانها.([24])
ومن أهم العناصر المشكلة لهذه الفئة: الجالية الأندلسية وطبقة الأشراف.
أ- جماعة الأشراف: تمثل فئة قليلة العدد، إلا أنها تعود في نسبها إلى أهل البيت. والتي إشتهر معظم أفرادها بالإحترام، والتقدير للحكام وباقي السكان.
وإقتصر نشاطهم في المحافظة على إمتيازاتهم، إضافة إلى أنهم لم يؤثروا في نظام الحكم.([25])
وقد إستقروا الأشراف في المدينة منذ القديم، وهم أحسن وضعية من الأهالي كونهم معفون من الرسوم من خلال الإمتيازات التي منحهم إياها عروج.
ويشتغل أفرادها في التجارة والصناعة، والبساتين وتتمثل منتوجاتهم في القمح والشعير، والحرير، والأغنام، والأبقار.([26])
ب- الجالية الأندلسية: يعتبررون من أبرز العناصر السكانية المشكلة للمجتمع الجزائري، نظرا لقوتهم العددية، ولدورهم في شتى مجالات الحياة، ويعود تواجدهم بالجزائر إلى الفترة الإسلامية.
ثم تواصلت هجراتهم إلى الجزائر، حتى قوي شأنهم وإزداد نفوذهم خلال القرن 15م مع إضطهاد الإسبان لهم وتهديداتهم في عقيدتهم ولغتهم.([27])
كان للأندلسيين تأثير في المجتمع الجزائري ومكسب تاريخي في المغرب الإسلامي وخسارة الإسبان. لكونهم أكثر ثقافة وتطورا ونشاطا، وإستقرت هذه الجالية في كل من شرشال، تنس، دلس، ومستغانم، وقاموا بتشييد مدن جديدة كالبليدة، كما ساهموا في تطوير البحرية الجزائرية بأموالهم وخبراتهم في صناعة السفن والأسلحة، وكذا معرفتهم بالملاحة.
إضافة إلى مساهمتهم في المجال الإقتصادي بتطويرهم للمهن والأشغال اليدوية كونهم يمارسون كل الأشكال الفنونية كالخياطة والخزف، والنجارة، والفخار. خاصة صناعة الحرير بإدخالهم لدودة القز. ولم يكتفوا بهذا الحد بل ساهموا في تطوير الفلاحة من خلال وضع تقنيات الري بإنشاء السواقي، أما الجانب العمراني فقاموا بتحصين المدينة بواسطة بناء الحصون منها حصن الجزيرة، إضافة إلى هذا تفننوا في النحت والموسيقى، والخط والتعليم، والطب والوراقة.([28])
كما عملوا على إثراء الحياة الإجتماعية بتقاليدهم وعاداتهم، حيث تميزوا برقة الذوق وتميزهم في المأكولات كطبق اللحم الحلو، والملبس كالقفطان.
رغم مشاركتهم في الأعمال التجارية، والبحرية، والإقتصادية، إلا أنهم لم يطمعوا في الإرتقاء إلى المناصب السياسية.([29])
4- فئة البراني([30]): هم سكان المدينة المؤقتين، أي الناصر المحلية الوافدة إليها من مختلف الأقاليم المجاورة لها([31])، وحتى من داخل البلاد بغرض البحث عن العمل لكسب لقمة العيش، وهم بذلك عبارة عن بدو يسكنون الخيام ويعرفون بإسم القبيلة.
وينتسبون إلى موطنهم الأصلي وعلى رأس كل منها أمين مكلف بالسهر على مصالحها وتولى شؤونها ويساعده في ذلك أعوان.([32])
وإختصت كل جماعة من جماعة البرانية في المدينة بالقيام بأعمال معينة، وأبرز تلك الجماعات السكانية التي كانت تشكل جزءا هاما وفعالا في المجتمع الجزائري منذ إستقرارها بالمدينة.([33])


أ- جماعة البساكرة: تتكون من أهالي مناطق الزيبان ووادي ريغ ووادي سوف وتوقرت.([34]) وهم حوالي إثني عشر قبيلة إنضوت تحت البساكرة الذين قدموا إلى المدينة بحثا عن العمل للعيش، وكان زعيم هذه الجماعة يعرف بالبسكري([35])، وقد عمل أفرادها في مختلف المهن المتواضعة والأعمال الشاقة، كالقيام بحراسة المدينة ليلا بغلق أبواب أحيائها بعد صلاة المغرب([36])، كما أوكل إليهم إحضار المياه إلى المنازل وتنظيف الشوارع وقنوات المياه، وحفر الآبار وكذا حمل البضائع، وجمع الأوساخ.([37])
ب- جماعة بني ميزاب: ينتسب إليها السكان المنحدرون من غرداية وبني يزقن، ومليكة، وبريان، والقرارة بالإضافة إلى سكان بني ميزاب ومناطق الشعانبة وورقلة، وهم من أتباع المذهب الإباضي([38])، وقد تخصص أفرادها في تسيير وإدارة الحمامات، ومطاحن الحبوب، كما كان منهم البقالون، والجزارون، وكذلك بيع اللحوم ونقلها مع البضائع كما إشتغلوا بالمقاهي والدكاكين، والمتاجرة في ريش النعام والعبيد([39]).
وهكذا عرفت هذه الفئة في تفانيها في العمل والحرص على وجود السلع ونزاهتها.
وقد بلغ عددهم مطلع القرن19م حوالي ألف نسمة.
جـ- الجماعة الجيجلية: يعتبرون من أقدم العناصر البرانية المستقرة بالجزائر، لكسب قوتها منذ إستقرار الأخوين بربروس عروج وخير الدين بجيجل. وقد إختصوا بالعمل في المطاحن والمخابز.([40])


د- جماعة الأغواطيين: ينتسبون إلى مدينة الأغواط وقبيلتي الزناجرة وأولاد نايل([41])، ويرجعون إلى العناصر النازحة من الجنوب، وهم فئة قليلة العدد والأهمية، إذ يقومون بأعمال متواضعة، كإستخلاص الزيوت والمتاجرة فيها، ويشتغل البعض الأخر في نقل البضائع وأعمال التنظيف، وأيضا الكيل والوزن في الأسواق.([42])
هـ- جماعة القبائل: يعود أصلهم إلى المناطق الجبلية القريبة من مدينة الجزائر لغرض العمل ومعظمهم من جرجرة، إذ بلغ عددهم في القرن19م نحو أربعة ألاف نسمة، إشتغلوا في الدكاكين والبساتين، وتجارة الفحم والألبان والزيوت.([43])
5- الجالية اليهودية: تشكل العنصر المهم بين الدخلاء، ويتفرعون حسب أصولهم إلى ثلاثة أقسام: اليهود الأهالي التوشابيم المستقرين منذ العهد الروماني([44])، ثم عرفوا باليهود العرب من طرف المسلمين الجزائريين([45])، أما يهود الميغورشيم والمعروفين باليهود الأندلسيين إضافة إلى يهود الإفرنج أو يهود النصارى الذين جاءوا من البلدان الأوروبية خاصة إيطاليا، كيهود ليفورن وإستوطنوا الجزائر كعائلتي بكري وبوشناق.([46])
وكان يتولى تسيير شؤونهم مقدم اليهود، ولقد مارسوا الكثير من الحرف أهمها التجارة، إذ كان لهم متاجر لبيع الخردوات، وكان منهم البقالون، والخياطون، وصانعوا لزجاج.
بالإضافة إلى صك العملة، وصناعة المجوهرات خاصة الحلي والمرجان، وكذا بروزهم في بيع الغنائم البحرية كالخمور واللحوم([47])، وأيضا لعبوا دورا لوساطة التجارية والسمسرة حتى أصبحوا من كبار الأغنياء.
برز اليهود في المعاملات التجارية والمفاوضات بين التجار، هذا مكنهم من إحتكار التجارة الخارجية من طرف عائلتي بكري وبوشناق([48])، كما ساهموا في التأثير على الحياة السياسية والإقتصادية خاصة في المراحل الأخيرة من الحكم العثماني([49])، رغم حرمانهم من ممارسة الحياة الإدارية، إلا أنهم تمكنوا من دخول خزينة الدولة الجزائرية وإطلعوا على أسرارها.
لكن هذا لم يمنع أن يبقوا من أدنى الطوائف الحرة في المجتمع الجزائري، حيث كانوا يخشون السلطة إلى درجة أنهم عاملوا عبيدهم معاملة حسنة.([50])
6- فئة المسيحيين: عرفوا بالدخلاء أي العناصر الأجنبية عن المجتمع الجزائري الإسلامي، وهم لا يرقون في الأهمية بالنسبة للطبقات الأخرى، كانت هذه الفئة تضم التجار الأجانب والقناصل ورجال البعثات الدينية والتبشيرية([51]) ، وكذا جماعات الأسرى المسيحيين وهم الأغلبية في المجتمع الجزائري وغدوا إليه لأغراض سياسية وإقتصادية ودينية([52])، وقد عمل بعضهم في النشاط البحري على السواحل الجزائرية، أما البقية الأخرى عملت في المزارع وشق الطرق، وبهذا إستفاد الجزائريون من الأجانب الأوروبيين من خلال التعرف على الروم والتبادل في التجارب والمهارات العسكرية. خاصة بناء السفن وحماية المراسي. كما إشتغل العبيد المسيحيون في رعاية البساتين وخدمة قصورالدايات.
وبلغ عددهم في القرن 18م نحو 1800- 2000 أسير كان مصدرهم القرصنة والحملات الأوروبية على الجزائر، حيث جاءوا من فرنسا، وإيطاليا،وإسبانيا، وروسيا، مارسوا مختلف الأعمال الشاقة كالنظافة والتجديف مقابل حريتهم([53]).
إذ كانت حياتهم عموما حسنة لهم لغة للتخاطب بها([54]) .أما القناصل ورجال الدين يعيشون في معزل عن باقي السكان وغير مجبرين بدفع الضرائب وحتى القوانين المعمول بها. بالإضافة إلى أنهم يسكنون منازل خاصة ضمن أحياء معروفة بهم كحي باب الوادي.([55])
7- جماعة الزنوج: تتكون من الأحرار والعبيد السود الذين جاءوا عبر الواحات الصحراوية بحثا عن العمل([56]). كان أغلبهم من السينغال والسودان، قد بلغ عددهم في القرن 18م مابين 2000- 3500 نسمة بمدينة الجزائر. إشتغل هؤلاء العبيد في الأعمال المنزلية من خلال قيامهم بالتنظيف والغسيل([57]). أما الأحرار فكانوا في شكل جماعات منظمة يرأسها أمين يدعى قائد الوصفان([58]). ومارسوا مختلف المهن كالبناء والنسيج، إضافة إلى ممارسة بعض الفنون كالغناء والرقص،والموسيقى([59]).
II- الحياة الإجتماعية للسكان في الجزائر:
تميزت الحياة الإجتماعية لسكان الجزائر أواخر العهد العثماني بطابع خاص. من حيث طريقة العيش التي ميزت المجتمع وطغت عليه بعاداتها وتقاليدها التي تجسدت في الحفلات الدينية وكذا حفلات الأعراس. بالإضافة إلى مختلف المرافق الإجتماعية كالأسواق والمقاهي، والحمامات.
1- المقاهي: تعتبر من الأماكن التي يقصدها الرجال في الجزائر، فهي بمثابة مؤسسة يتم فيها عقد الصفقات، كما هو المكان الذي يقصده الأجنبي قصد الإحتكاك بالشعب الجزائري بهدف التعرف على حقيقته وتعلم لغته.
لقد أخذت المقاهي إنتشارا واسعا في الجزائر. خاصة في الطريق المؤدي إلى الميناء وعرف بعدها بحي المقاهي وقدر عددها نحوى ستين مقهى، يجتمع فيها الناس منذ الصباح الباكر حتى تمتلئ القاعة تدريجيا. لكن ما يميزها هو طريقة الجلوس حيث يجلس الأتراك علة المقاعد لتناول القهوة أو الشاي كونهم الطبقة الأرستقراطية. أما البقية يجلسون على الحصير المفروش على الأرض. هذا وأنها لا تخلوا من الموسيقى والغناء بعد صلاة الظهر إذ كانت تلقى إقبالا كبيرا من الزبائن ([60]).
2- الأسواق: عرفت الجزائر ظهور بعض الأسواق التي يتم فيها بيع مختلف السلع والبضائع كالعطور والمنسوجات والمجوهرات. من أشهرها سوق بوفاريك.([61])
إضافة إلى وجود عدة أنواع أخرى، كانت مقسمة إلى فنادق، حيث خصص كل واحد منها لنوع من البضاعات كقاعة الزيت ، وقاعة الجلد([62]).
وكانت هذه الأسواق مكسب رزق للسكان في الجزائر. خاصة الصناعة اليدوية التي إختص بها بعض السكان مثل صناعة الحلي، والأسرجة، كما كان يوجد بالأحياء الجزائرية أسواق كثيرة منها سوق باب عزون، وسوق باب الوادي. وقد لوحظ بهذه الأسواق الذهب المكسيكي، والماس الهندي، وحرير الشرق وأقمشتهم، إذ كانت السفن ذات الأعلام المختلفة تدخل وتخرج من الجزائر مليئة بالثروات الإحتياطية([63]).
3- الحمامات: تعتبر من الأماكن العامة، وتظهر في كل الأحياء الجزائرية حتى أنه يصعب التفريق بينها وبين البيوت العادية، تتميز هذه الحمامات ببناياتها الواسعة والمجهزة بالماء البارد والساخن كما تتوفر على كل ما يحتاجه الزبون من راحة وإستجمام كونها نظيفة ومضاءة في السقوف إضافة إلى وجود غرف واسعة وجانبية توضع فيها ثياب الزبائن، وفيها خدم يحرسون على راحة الزبون وتلبية طلباته.
وعليه كان للحمامات أغراض مختلفة، خاصة الإجتماعية كونها تعد مقصد الناس بالأخص النساء، وكانت في الحمامات تناقش كل الأعمال منها التجارية وتحكى الأمور العائلية بين الأصدقاء، كما تعالج أمور الزواج([64]).


4- العادات والتقاليد:
مارس سكان الجزائر عادات مختلفة وكثيرة منها حفلات الختان والخطبة والزواج وإستقبال وتوديع الحجاج، إضافة إلى المناسبات الدينية كشهر رمضان الذي كانت تقام فيه عادات خاصة ميزته عن باقي الشهور الأخرى، كختم القرآن في المساجد وإضاءة الشموع، ومجمع الشعائر الدينية التي تقام في أنحا الجزائر([65]) كما كان الناس فيهذا الشهر الفضيل يسهرون ويخرجون لزيارة الأقارب والجيران خاصة النساء حتى اللواتي لا يخرجن إلا نادرا لتبادل أطراف الحديث والإستمتاع بالسهرة حسب طريقتهم أما الرجال يتوجهن إلى المساجد للصلاة والقيام بالعبادة ثم يذهبون إلى المقاهي وأماكن التسلية، وهكذا يعد شهر رمضان من أهم الأشهر السنوية التي تبعث الفرح والسرور في نفوس السكان([66]).
وبعده مباشرة يأتي عيد الفطر المبارك الذي يحتفل بها السكان، حيث يستيقضون على الموسيقى، ويرتدون أجمل الثياب المطروزة من الذهب والفضة، وحتى المصنوعة من الصوف والقطن. وبعد صلاة العيد وتبادل التهاني يذهب الناس إلى زيارة المقابر والأقرب والجيران.
كما تمارس في عيد الأضحى المبارك أيضا مراسيم دينية. حيث تقام الصلاة في المساجد صباحا، ثم يتم ذبح الأضحية التي تعد كأمر مميز، إضافة إلى القيام بالألعاب البهلوانية المختلفة بحضور الداي وكبار رجال الدولة.
أما المولد النبوي الشريف فكان فيه الإحتفال مميز، حيث تكون مختلف الأطباق من الحلويات والمأكولات كما تشعل فيه الشموع. وكان ليوم الجمعة أيضا مظهر خاص حيث تغلق أبواب المدينة عند الصلاة، وتغلق الدكاكين ولا تفتح إلا بعد الصلاة، وتخرج بعض العائلات في نزهة أو زيارة بعضهم البعض، أما النساء فيكتفين بزيارة المقابر([67]).
وعند أفراح الزواج والأعياد العائلية، فكان السكان يستلفون من بعضهم الحلي والجواهر الثمينة، ويرتكز هذا على الثقة وكرامة الناس، فكانت بعض الأسر الغنية تشتري الحلي الفاخر ويعار للفقراء والأيتام عند زواجهم([68]). كما عرفت وإنتشرت ظاهرة الزواج في وسط المجتمع الجزائري. لكن رغم ذلك إلا أن الرجل كان يكتفي بمرأة واحدة رغم تعدد الزوجات في الإسلام، كما كانت هناك حلقات الإنشاد وإنتشار المسرح مثل مسرح القرقوز.
5- الطعام:
كانت الجزائر مليئة بمختلف أنواع الأطعمة، من لحوم وأسماك، غير أن طعام سكان المدينة إقتصر على السمك([69])، إضافة إلى الكسكس كان الطبق الشعبي المشهور وكان يفتل بشكل حبات صغيرة ويقدم بالخضر، إضافة إلى ما شيع عن المجتمع الجزائري هو الاستهلاك الكثير للحم الثور المجفف والقليل من لحم البقر.
6- اللباس:
كان تنسيق اللباس من أقدم الأركان التي قامت عليها الدولة العثمانية، وهو بذلك يميز الشعوب عن بعضها البعض، وكانت نوعية الملابس تختلف بإختلاف الطبقات، وثروة الأفراد وفصول السنة([70])، فملابس الأتراك والكراغلة مزينة بحواشي من الذهب أو الفضة، أو الحرير حسب رغبة الشخص، وهي عبارة عن سراويل عريضة مصنوعة من القطن وقميص من الكتان، وسترة قصيرة من الكتان أو القطن، ثم قفطان مفتوح في المقدمة وله ألوان كثيرة، كما يلبسون أحذية عالية من الجلد([71]). كما تميز الرجل العثماني عن نضيره الأوروبي بالطربوش حيث كان رجال البلاط والجند إختيار اللون الأبيض كعلامة لقلا نسهم الطويلة المخروطية الشكل.
فكان الداي يرتد الصدرية المصنوعة من الكتان الخشن يضعها فوق القميص وفوقها يضع البديع، كما يرتدي الجبادولي المصنوع من الحرير، يكون مطروزا بخيوط ذهبية، ثم يشد ثيابه بواسطة الحزام المطروز بالذهب أيضا وفي الأخير يضع البرنوس الأسود أو الأبيض اللون، أما السراويل فتكون عريضة حتى تساعدهم على إمتطاء الجياد، وأحذيتهم تتخذ في مقدمتها شكل القلنسوة. ويضع الداي وحاشيته العمامة التي هي لحاف من القماش الأبيض.
في حين كانت ملابس الجنود عبارة عن سراويل من الصوف الخشن والبرنوس الأبيض اللون([72]).وان الألوان لم تحدد بإستثناء اليهود الذي خصص لهم اللون الأسود([73]).
وكان لباس المرأة العربية في الجزائر الحايك الذي يتكون من قميص صغير وسروال ضيق ينزل نحو الأسفل، وثوب من الحرير وأيضا تلبس الحذاء، كما تضع المرأة الحلي الثقيل من خواتم وأقراط، وأساور وخلاخل من الذهب أو الفضة.
ولباس الرأس مصنوع من الذهب أو الفضة، ويكون شكله مخروطي، وفوقه تضع الحجاب ذو الطرز الخفيف آو الثقيل حسب الذوق.
أما ملابس نساء الأتراك فهي الفارمة التي تكون مفتوحة عند الصدر ومشدودة بحزام عند البطن، كما تلبس المرأة المعطف، وإذا كانت داخل بيتها ترتدي سروال ومع خروجها تلبس ثوب مزركش ذو ثلاث طبقات حتى الركبتان والحزام عبارة عن لحاف قماش عريض ثم تضع الحايك الأبيض اللون وتغطي وجهها بالعجار([74]).
إضافة إلى هذا شغلت المرأة دورا هاما في المجتمع الجزائري، حيث كانت تشترك في السياسة العامة للبلاد من خلال تدخلها في توجيه القرارات، أو حتى التأثير على أزواجهن في إتخاذ القرارات الحاسمة نتيجة الزواج السياسي([75]). كما أدت خدمات دينية وإجتماعية وخيرية، فهي التي توقف الأوقاف على الفقراء والمساكين، وتوزع الكتب على المساجد ومراكز التعليم كما تقوم على الطرق الصوفية، في حين أن دورها في الحياة الثقافية كان محدودا جدا، فلم تقم بالشعر والأدب، لكنا مثلت الجانب الثقافي وتفننت فيه من خلال ما أبدعته في النسيج والطرز، والحياكة والصياغة، فهي التي كانت تنتج المناديل والبرانيس، والزرابي وبها إعتبرت منتجة ومستهلكة.
كما كانت تقوم بالمهام المنزلية احسن تمثيل، فإعتنت بتربية الأطفال حتى أصبح الطفل الحضري مضرب للمثل في الجمال والذوق، كما تعتني بنظافة بيتها الذي يمكن التنقل فيه حافيا، أما أوقات فراغها فتقضيها في الحمام أو زيارة الأقارب([76]).


[1]- صالح فركوس، مرجع سابق، ص 170.

[2]- ناصر الدين سعيدوني، ورقات جزائرية. دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني، ط1 دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2000، ص58.

[3]- ناصر الدين سعيدوني، ورقات جزائرية...، مرجع سابق، ص564.

[4]-صالح عباد، مرجع سابق، ص354.

[5]- ناصر الدين سعيدوني، النظام المالي للجزائر...، مرجع سابق، ص41.

[6]- ناصر الدين سعيدوني، ورقات...، مرجع سابق، ص559- 564.

[7]- عبد القادر حليمي، مرجع سابق، ص 258.

[8]- نفسه، ص268.

[9]- صالح فركوس، مرجع سابق، ص126.

[10]- أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، الجزء 1، ص 147.

[11]- نفسه، ص153.

[12]- ناصر الدين سعيدوني والشيخ البوعبدلي المهدي، الجزائر في التاريخ. العهد العثماني، ج4، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1984، ص93.

[13]- صالح عباد، مرجع سابق، ص93.

[14]- ناصر الدين سعيدوني، النظام المالي...، مرجع سابق، ص40-42.

[15]-أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، ج1، ص149.

[16]- ناصر الدين سعيدوني النظام المالي...، مرجع سابق، ص43.

[17]- أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، ج1، ص153.أنظر أيضا.صالح عباد، مرجع سابق، ص357.

[18]- نفسه، ص149.

[19]- سعيدوني، النظام المالي...، مرجع سابق، ص44.

[20]- صالح عباد، مرجع سابق، ص 357.

[21]- سعيدوني، النظام المالي...، مرجع سابق، ص96.

[22]- نفسه، ص43

[23]- أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، ج1، ص149.أنظر أيضا. سعيدوني، مرجع سابق، ص97

[24]- سعيدوني والبوعبدلي، مرجع سابق، ص97.

[25]- عبد القادر حليمي، مرجع سابق، ص268

[26]- صالح عباد، مرجع سابق، ص358

[27]- أبو القاسم سعد الله ، مرجع سابق، ج1، ص148.

[28]- جون وولف، الجزائر وأروبا.1500م- 1830م، ترجمة وتعليق أبو القاسم سعد، المؤسسة الوطنية للكتاب. الجزائر، 1986، ص163.

[29]- عمار بوحوش، مرجع سابق، ص57.

[30]- برانية كلمة مأخوذة من الدرجة. " وبر " معناها خارج: والبراني هو الشخص الغريب.

-[31]-SHUVAL TAL, Ville d'Alger Vers la fin de , paris, 1998, p.126.

[32]- محمد الطيب عقاب، مرجع سابق، ص26.

[33]- شوفاليه كورين، الثلاثون سنة الأولى لقيام مدينة الجزائر، ( 1510- 1540 )، ترجمة جمال حمانة، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2007، ص17.

[34]- ناصر الدين سعيدوني والبوعبدلي، مرجع سابق، ص100.

[35]نفسه، ص200.

[36]- سبنسر وليم، الجزائر في عهد رياس البحر، ترجمة وتعليق وتقديم عبد القادر زبادة، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، دون تاريخ، ص83.

[37]عبد القادر حليمي، مرجع سابق، ص266.

[38]- سعيدوني والبوعبدلي، مرجع سابق، ص99. أنظر أيضا العربي إيشبودان، مرجع سابق، ص48.

[39]- عمار بوحوش، مرجع سابق، ص75.

[40]- سعيدوني والبوعبدلي، مرجع سابق، ص101.أنضر أيضا
- SHUVAL. Tal.op,Cit,p128.

[41]- سعيدوني والبوعبدلي، مرجع سابق، ص200.

[42]-سعيدوني، النظام المالي...، مرجع سابق، ص45.أنظر أيضا
- SHUVAL. Tal, op . Cit, p129.

[43]- صالح عباد، مرجع سابق، ص359. أنظر أيضا العربي إيشودان، مرجع سابق، ص49.

[44]-فوزي سعد الله، يهود الجزائر. هؤلاء المجهولين، شركة الأمة للطباعة والنشر، الجزائر، 1995، ص120.

[45]- عبد الحميد بن أشنهو، مرجع سابق، ص88.

[46]- أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، الجزء 1، ص146.
* ظهرت عائلتي بكري وبوشناق بمدينة الجزائر عام 1774 من حيث أول إقامة وإستقرار تجاري لها.

[47]- بن أشنهو، مرجع سابق، ص90. أنظر أيضا. كورين شوفاليه، مصدر سابق، ص67.

[48]- فوزي سعد الله، مرجع سابق، ص163.

[49]- شلروليم، مذكرات وليم شلر قنصل أمريكا في الجزائر.( 1816- 1824) ، تعريب وتعليق وتقديم إسماعيل العربي الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر،1982،ص89.

[50]- فوزي سعد الله، مرجع سابق، ص134.

[51]- أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، الجزء 1، ص150.

[52]- ناصر الدين سعيدوني، النظام المالي...، مرجع سابق، ص45.

[53]- صالح عباد مرجع سابق، ص 263.

[54]- سعيدوني والبوعبدلي، مرجع سابق، ص105.

[55]- أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، ج1، ص144.

[56]- سعيدوني والبوعبدلي، مرجع سابق، ص100.

[57]- نفسه، ص101.

[58]- عبد القادر نور الدين، صفحات في تاريخ مدينة الجزائر من أقدم عصورها إلى إنتهاء العهد التركي، ط2، مطبعة البعث، قسنطينة، 1965،ص138.

[59]- سعيدوني والبوعبدلي، مرجع سابق، ص99.

[60]- سيمون بفايفز، مرجع سابق، ص112- 113.

[61]-شالروليم، مصدر سابق، ص78.

[62]- عبد الحميد بن اشنهو، مرجع سابق، ص126.

[63]- نفسه، ص93.

[64]- سبنسر وليم، مرجع ساق، ص97. أنظر أيضا كورين شوفاليه، مرجع سابق، ص58.

[65]-أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي( 1500- 1830) ، ج1، ط1، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1998 ص155.

[66]-دودو، مرجع سابق، ص116، 117.

[67]-أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، ج1، ص156.

[68]- حمدان بن عثمان خوجة، مصدر سابق، ض103.

[69]- شالر، مصدر سابق، ص88.

[70]- كارل بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية، ترجمة منير البعلبكي، أمين فارس، ط1، دار العلم للملايين، بيروت لبنان، 1948، ص412.

[71]سبنسر، مصدر سابق، ص87.

[72]- حمدان خوجة، المرأة مصدر سابق، ص56.

[73]- عبد الحميد بن أشنهو، مرجع سابق، ص408.

[74]- سبنسر، مصدر سابق، ص84.

[75]- أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، ج4، ص62 و64.

[76]- نفسه، ص157

07-24-2009, 12:43 PM #2

https://www.algeria-tody.com/forum/sh...ad.php?p=27301









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 11:36   رقم المشاركة : 428
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenanjnn86 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ثانية ماستر تاريخ عنوان مذكرتي الحياة الاجتماعية للجزائر خلال العهد العثماني ارجو مساعدتي
الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م))[/size]

[color=#000000]
بقلم: د. محمد مكحلي [1]
قسم التاريخ- كلية الآداب و العلوم الإنسانية- جامعة الجيلالي اليابس، سيدي بلعباس، الجزائر[color=#000000]
[right]




[center][right]بتعيين خير الدين بيلرياي " أصبحت الجزائر
إحدى الولايات الثلاث للإمبراطورية العثمانية وأصبح لبايلر باي الجزائر
بمقتضى هذا التعيين حق التصرف المطلق في الجزائر مع الإشراف على إقليمي
تونس و طرابلس، لكن هذا الإشراف لم يدم طويلا فقد ألغى العثمانيون نظام
البايلر باي سنة 1588م خوفا من أن يفكر هؤلاء الولاة في الإنفصال فأصبحت
الجزائر ولاية عادية يعين على رأسها باشا تغيره الأستانة كل ثلاث
سنوات[2].

لم يهتم الباشوات بشؤون الرعية بل انصرف همهم إلى جمع اكبر قسط
من الأموال في انتظار مدة الولاية، وبذلك انتقلت السلطة من أيديهم إلى
ضباط الجيش الذين بدأ نفوذهم يتعاظم تدريجيا مع بداية سنة 1659م، وأصبح
حكام الجزائر العثمانية يعينون من بينهم ضابطا برتبة أغا كحاكم فعلي على
الولايات غير أن هذه المرحلة لم تطل مدتها و ذلك لأن الأغا لم يكن يستقر
في منصبه أكثر من شهرين نتيجة للتنافس الشديد بين الضباط على الحكم[3].

فكانت الجزائر خلال الفترة من 1518-1671م إيالة عثمانية تتلقى
المساعدة المالية و العسكرية من الخلافة و قد اهتم الحكام في هذه المرحلة
بتوحيد الجزائر سياسيا و ذلك بالقضاء على الإمارات المستقلة وإخضاعها
لسلطة مركزية مقرها مدينة الجزائر كما وجهوا جهودهم لتحرير موانئ البلاد
من السيطرة الإسبانية وفرض سيطرة الأسطول على الحوض الغربي للبحر الأبيض
المتوسط.

[right]مع بداية سنة
1671م دخلت الجزائر مرحلة جديدة تميزت بتولي طائفة رياس البحر السلطة، و
هم ضباط البحر الذين نصبوا نظاما جديدا يتمثل في تعيين حاكم للبلاد يلقب
بالداي.
و قد التزم الدايات بحفظ الإرتباط مع
الدولة العثمانية باعتبارها خلافة إسلامية، لكنهم سلكوا سياسة مستقلة فيما
يتعلق بالشؤون الخاصة للبلاد ، فالداي هو الذي :
- يعقد الإتفاقيات الدولية
- يستقبل البعثات الدبلوماسية ( القناصل)
- يعلن الحرب و يبرم معاهدات السلام
لما استقر نظام الدايات تكون في مدينة
الجزائر ديوان مستقل هو أشبه بمجلس الوزراء، فهناك وكيل الخرج المختص
بشؤون البحرية، و البيت مالجي المختص بالشؤون المالية و رئيس أمين مدينة
الجزائر و خوجة الخيل الذي كان يشكل حلقة إتصال بين الجزائريين و الحكومة.
و قسمت الجزائر من الناحية الإدارية إلى أربعة أقاليم رئيسية هي:
1- دار السلطان: كانت تضم مدينة الجزائر و ضواحيها
2- بايلك الغرب: كانت عاصمته مازونة ثم معسكر و أخيرا وهران بعد جلاء الإسبان عنها عام 1792م
3- بايلك التيطري، ضم المناطق الوسطى و مناطق جنوب دار السلطان و كانت عاصمته المدية.
4- بايلك الشرق: يقع من شرقي من دار السلطان و بايلك التيطري كان أكبر المقاطعات و الأقاليم ، و كانت عاصمته قسنطينة.
كانت هذه المقاطعات مقسمة إلى قيادات و
على رأس كل منها شيخ قبيلة و كان الجهاز الإداري جهازا لامركزيا حيث أن
اية علاقة للحكومة برعاياها كانت علاقة غير مباشرة، تعتمد على استعمال
الزعماء المحليين لجمع الشرائب و فرض الأمن يمكن استنتاج أهم الخصائص التي
ميزت الدولة الجزائرية أنذاك كمايلي:
1- لم يعد تعيين رجال الحكم قائم على
الإنتخاب من طرف ممثلي الشعب فلم يكن النظام السياسي ملكيا وراثيا ولكنه
لم يرتق إلى نظام جمهوري..
2- حافظ النظام الإداري على التقسيمات القبلية و الزعامات المحلية فلم تتبلور الصفة العصرية للدولة[4].
3- لم تختلف وضعية الجزائر كما كانت عليه
لقبه العالم الإسلامي و لكنها كانت مختلفة كما كان يحدث و العالم الأوربي
الذي تكونت فيه دول ذات حكومات مركزية أخذت تتأهب لفرض سيطرتها على
العالم[5].

[img]
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.

[/img]


[size=12]الحياة الإجتماعية و الإقتصادية:
عند دراسة أوجه النشاط الإقتصادي و
الحياة الإجتماعية للجزائر العثمانية يلاحظ الطابع الزراعي و الرعوي الذي
تمركز أساسا في الارياف و أطراف المدن هذا في حين أن الحواضر تكاد تنفرد
بالنشاط الحرفي لو لا وجود قدر قليل من نشاط حرفي متواضع يهدف إلى تلبية
الضرورات المنزلية و يقوم على الإكتفاء الذاتي في الأرياف. و إلى جانب ذلك
لعبت التجارة الخارجية و الداخلية دورا مهما داخل البنية الإقتصادية
للمجتمع الجزائري عموما و البنية الحضرية بشكل خاص[6].
لقد هيمن النشاط الإقتصادي في
الأرياف الجزائرية و بخاصة النشاط الزراعي و الرعوي[7]، و فيما يخص أشكال
الإنتاج، فإنها كانت موزعة على أربعة مجالات طبيعية تتمثل في المرتفعات
الجبلية و التلال و السهوب و أطراف الحواضر تشكل في مجملها كلا إجتماعيا و
إقتصاديا يمز الريف الجزائري والإمتدادات الريفية التابعة للحواضر.
بالرغم من تنوع هذه المناطق
التي تنتحل هذا النمط من العيش فإن الإنتماء إلى الجماعة العمرانية
(Communauté) يشكل الشرط الضروري لاستمرار الحياة الإجتماعية ففي كنف هذا
التجمع تتحقق ملكية العضو لشروط العمل و الإنتاج أي أن إنتماء الفرد
للجماعة شرط تحقيق وجوده فهي تتوسط العلاقة فيما بينه و بين الأرض و وسائل
العمل، و هكذا فإن العائلة الممتدة تشرف في المرتفعات الجبلية و بشكل
نسبي على الملكية الصغيرة التي تعتبر مجالها واضحا و بين حرائق الجيران و
هي (أي الأسرة الممتدة) تمثل الأسرة النووية ( الصغيرة) وجودها ضمنها[8].
و تعتبر "التويزا" « Touiza »
أكثر اشكال التضامن القروي شهرة و هي كثيرا ما تجد الفرصة للظهور في أراضي
الأوقاف و يلاحظ أن الأب أو الأخ الأكبر في كل أسرة هو الذي يمثل أفراد
أسرته في احتفالات القرية و ينوب عنها في التجمعات التي تعقد في المسجد[9].
و من أجل تأمين إعادة انتاجها
فإن الأسرة تضيف إلى أنشطتها المعروفة بعض الصناعات الحرفية المرتبطة
باستغلالها و التي أحيانا ما يوجه بعضها نحو السوق. أم الملكية غير
المنقولة التي تتحقق من خلال الهيبة أو الميراث فرغم كونها ملكية خاصة إلا
أنها تبقى تندرج تحت استحواذ العائلة.
إن وضعية الأراضي الزراعية في
الجزائر خلال العهد العثماني أصبحت تتصف بمظاهر الصراع الخفي و الإحتكاك
المستمر بين أسلوبين من الإنتاج، و نمطين من المعيشة مختلفين أحدهما يرتكز
على الإرتباط بالأرض و حيازتها و الأخر يمتهن الرعي و العزوف عن خدمة
الأرض[10].
و هكذا لم يبق من الأقاليم
المحتفظة بطابعه الزراعي المتمسكة بتقاليده الفلاحية سوى فحوص المدن
الكبرى و بلاد القبائل ، و شمال قسنطينة و التيطري و سهل متيجة و سهل
غريس[11].
و الجدير بالملاحظة أن
العثمانيين قد عملوا جاهدين على الإحتفاظ بالأوضاع السائدة، فأبقوا في
غالب الأحيان ملاك الأراضي و أقروا العشائر المتعاملة معهم على الأراضي
التي
استحوذوا عليها بغية الحصول على تأييد
شيوخ القبائل و مساندة رؤساء الزوايا لهم و لم يهتموا بصفة خاصة إلا بما
تذره الأرض من إنتاج و ما توفره من جبايات[12].
إن التطور الذي انتهت إليه
وضعية الأرض من ناحية الإنتاج لم يكن نتيجة لسياسة معينة من طرف الحكام
العثمانيين و إنما كان نتيجة تحول بطيء فرضته الأحوال الإقتصادية و ساهمت
فيه الأوضاع الإجتماعية و تسببت فيه حاجة الحكام إلى موارد البلاد "إثر
تزايد" الضغط الأوربي على السواحل و إنفتاح البلاد على التجارة الأوربية.
لقد نتج عن كثرة المطالب
المالية وقلة الجبايات على الأراضي الزراعية وتعدد المغارم،إهمال الزراعة و
تحول قسم من السكان من الإشتغال بالفلاحة إلى مزاولة حرفة الرعي وفي بعض
الأحيان اضطر المزارعون إلى الثورة على الحكام و قد انعكس هذا الوضع على
الحياة السياسية[13]، إذ أن تحول السلطة إلى الدايات أدى إلى تضررالزراعة،
وتحول كثير من الأراضي المنتجة للحبوب إلى ملكيات للبايلك أو مزارع مشاعة
بين أفراد القبائل الحليفة "قبائل المخزن" أو العشائر الخاضعة "قبائل
الرعية" بعد أن انقطع سيل الهجرة الأندلسية، و تسببت الحملات العسكرية التي
كانت تنطلق من مراكز البايلك لجمع الضرائب و أخذ المغارم في الحلاق أضرار
فادحة بأهالي الريف و غالبا ما تمكن المحلة أو الفرقة العسكرية مدة طويلة
قد تصل على ستة أشهر تتحول أثناءها الأرياف و توجب الضرائب و يعاقب
العقاب الممتنعون فمحلة بايلك الشرق تنطلق من قسنطينة و تنقسم إلى فيلقين
أحدهما يجوب الهضاب العليا و التل الجنوبي و الأخرى تقصد مناطق التل
الشمالية المتاخمة لساحل البحر، أما محلة بايلك البيطري فتتوجه من مدينتي
الجزائر والمدية نحو سهل عريب و بني سليمان و البرواقية، بينما محلة بايلك
الغرب تخرج من مازونة أو معسكر نحو سهول غريس و وادي مينا وجهات السرسو و
تاهرت[14].
وبظهور دايات أقوياء وأكفاء و
استقرار نظام الحكم على توسع أراضي الدولة بمواطن العشائر التي ثم
إخضاعها،في الوقت الذي استقرت في أوضاع الملكيات المشاعة، وبدأ قسم من
الملكيات الخاصة يتحول بفحوص المدن إلى أوقاف أهلية يعود ربحها بعد انقراض
عقب محبسها على المؤسسات الدينية و المشاريع الخيرية. كما هو الحال بخصوص
مدن الجزائر و البليدة و القليعة[15].
وبعد مـوت الـداي محمد عثمان
باشا تولى مقاليد الحكم الداي باشا حسان (1791-1798مـ) و الداي مصطفى
باشا (1798-1805مـ) اللذان انتهجا سياسة جديدة، قوامها تصدير المزيد من
المحاصيل الزراعية إلى خارج البلاد عن طريق الشركات الأوربية و المحتكرين
اليهود أمثال بكري و بوشناق ، في الوقت الذي كانت فيه البلاد معرضة
للمجاعة نتيجة القحط الذي أضر بالزراعة في السنوات التالية 1788 و 1779 و
1800 و 1807م و1816 و 1819[16]، ويلاحظ أن السماسرة اليهود كانوا يصدرون
كميات كبيرة من الحبوب أثناء هذه الفترة.
ففي عام 1793م و مثل على ذلك تم
شحن مائة سفينة من ميناء وهران قدرت حمولتها بـ 75000 قتطار من القمح و
6000 قنطار من الشعير مما تسبب في حدوث اضطرابات في جهاز الحكم فاغتيل ستة
دايات من مجموع ثمانية في مدة قصيرة[17].
لقد أدى الضغط المتزايد على
الأرياف إلى قلة الإنتاج و إهمال الزراعة وإعلان العصيان و حدثت سلسلة من
الثورات في جميع الجهات مثل منطقة جرجرة (1804-1810-1823م) و شمال قسنطينة
(1804م) و الغرب الجزائري (1803-1809م) و مناطق النمامشة و الأوراس ،
ووادي سوف( 1818-1823).
و قد شملت الثورات مناطق الحبوب
حيث أعلنت التيجانية العصبان سنة 1818 م، هذا في الوقت الذي كان فيه
الصراع محتدما مع حكام تونس من 1806م إلى غاية 1817[18]، مما أدى إلى هجرة
جزء من السكان هربا من الإنتقام و تجنب لبطش الحملات العسكرية، و لم يعد
الحكام يسيطرون بالفعل إلا على سدس أراضي التل الخصبة حبس بعض
التقديرات[19]، حيث اصبحت ملكيات أو الدولة هي السائدة في الأرياف في
الوقت الذي تركزت فيه الملكيات الخاصة بالمناطق الجبلية الممتنعة عن
الحكام، و الملكيات المشاعة في السهوب الداخلية حيث تربى المواشي ولا تزرع
الأرض إلا من أجل الحصول على الضروري من الأقوات و نظرا لهذه الأوضاع
السيئة و الظروف الصعبة فقد فقد الفلاح الجزائري الرغبة في العمل حتى
أنه، في سنة 1786م لم يجد ملاك الأراضي بسهل عنابة الخصيب من يقوم بحصاد
حقولهم فاضطروا إلى التنازل عن نصف الإنتاج لمن يقوم بحصـاد القمح بعد أن
تخوف كثير من الفلاحين من انتشار الوباء و فاضطروا إلى قبول الحصول على
خمس المحصول بينما استحوذ عمال البايلك و الملاك المقيمون بالمدن على
أربعة أخماس المحصول بدون مجهود و عليه فقد تقلصت الأراضي الزراعية
وتناقصت المساحات المستغلة حتى أصبحت عشية الإحتلال الفرنسي 1830م لا
تتجاوز359040 هكتارا[20].
أما النظام الجبائي المطبق على
الأراضي الفلاحية فإنه لم يخرج في أساسه عن مبدأ الجباية في الإسلام[21]، و
حاول الحكام رفع الإنتاج الزراعي بالإلتجاء إلى الحملات العسكرية لإرغام
السكان على تقديم المزيد من المحاصيل الزراعية وباحتكار تجارة الحبوب و
تسخير الفلاحين بالأرياف لخدمة أراضي الدولة لإنتاج المزيد من المحاصيل، و
قد أنشأوا لهذا الغرض العديد من المظاهر العامة في مراكز الحاميات، و
أقيمت المطاحن الهوائية بالقرب من المدن حيث كان قياد البايلك يكلفون
بإحصاء المحاصيل الزراعية، و مراقبة مواشي البايلك، و تحديد مقدار الضرائب
التي كانت تتقاضاه الدولة عن تلك المحاصيل و المواشي.
الصناعة و التجارة:
لقد شهد النشاط الصناعي خلال
فترة الدراسة 1707-1827 ثلاثة اشكال من النشاط وهي الشكل الحرفي للإنتاج و
شكل البايلك للإنتاج (التابع للسلطة أو البايلك) والشكل السابق للتصنيع «
Forme pré facturière »
1- الشكل الحرفي للإنتاج:
يظهر هذا النموذج من خلال
الصناعة المنزلية فقد أدى إلى تطور إنتاجية النشاط الزراعي الرعوي إلى
بدايات لتخصيص جزء من سكان الريف في بعض الصناعات مثل صناعة الأحذية و
اللباس أو بعض عمال الحرارة مع بقائهم في بعض الأحيان مرتبطين بالنشاط
الزراعي الرعوي كما كان الأمر في المرتفعات الجبلية.
بعد إزدهار النشاط التجاري توسيع
التجارة و اتساع المدن خلال اندماج التشكيلة الإجتماعية في المجال
الإقتصادي للخلافة العثمانية نشطت الصناعات وامتدت حتى أصبحت لا يخلو
إقليم من الأقاليم من بعضها[22].
و كانت هذه الحرف تستجيب
للمتطلبات المحلية للمدن أو المناطق المجاورة وكان بعضها يصدر إلى الخارج،
كما كانت هذه الحرف تعرف تنظيما اجتماعيا محكما و توزيعا اجتماعيا للعمل
له قواعده و حدوده فكل فـرقة كـانت لـها نقاباتها أي أن هذه الصناعات
التقليدية لها تنظيمات مهنية حيث كان لمختلف الحرف فكان تنظيمات للدباغين
الإسكافيين لصانعي البرادع وتنظيمات لحائكي الصوف و القطن و الحرير و
المطرازين و الصباغين البراميا وللنجارين و للحدادين و لصانعي الأسلحة و
صانعي المجوهرات[23].
و كذلك كان لكل حرفة نظامها
الخاص و مسؤولها الذي يشرف عليها الذي يطلق عليه "الأمين" أو "النقيب" و
كان ينتخب يختار بأغلبية أصوات الحرفيين و هو يلتزم بالدفاع عن ممثليه
أما السلطات و يعتبر النقيب إضافة إلى إشرافه على البيع والشراء الأمر و
الموجه للتعاونية وفق قواعد العزف و هو أيضا يراقب جودة المنتوج و يفك
النزاعات التي نشأ بين المعلم و الصناع أو بين رؤساء الورشات ويقوم بتعليم
المبتدئين أصول الحرفة و العمل.
و من الناحية الإجتماعية كان
النشاط الحرفي يشهد تمايزا اجتماعيا يستند في أغلبه إلى العامل العرقي فكل
حرفة كانت خاضعة لجماعة عرقية كما كان لكل حرفة شاركها فيهود الجزائر و
قسنطينة مثلا كانوا يحتكرون الصناعات الخاصة بالمعادن الثمينة في الوقت
الذي كانت فيه السلطة تحتكر بعض البضائع و المشاغل و كانت عملية الإحتكار
التي تمارسها السلطة العثمانية عاملا في إعاقة و منع تطور الحرفيين
الأثرياء إلى شكل صناعي أكثر تطورا[24].
و عليه فالسلطة العثمانية و
الجزائر كانت تحتكر جزءا من النشاط الصناعي مثل صناعة السفن و مسابك
المدافع و مطاحن الدقيق و المحاجر وهذه الصناعات الإستخراجية كانت تمثل
مجموعة الضروريات التي تستند إليها قوة البايلك[25]،وقد أدى هذا الوضع
إلى تدعيم سلطة الداي الإقتصادية و السياسية على هذا النحو و احتكار
الدولة للتجارة الخارجية و كذا اشتداد المنافسة الأوروبية للمنتجات
المحلية إلى إفشال تحول البرجوازية الجزائرية إلى برجوازية تحويلية على
غرار البرجوازية الأوربية التي وضعت الحرف تحت تصرفها و لم تضيق عليها
مجال الإستثمار في هذا المجال.
إن المتمعن في هرم القوة في
المجتمع يلاحظ على رأسه الأقلية التركية الحاكمة التي استأثرت بمقاليد
الحكم والصناعات الكبرى، و تستحوذ على 1,5 مليون هكتار من الملكية
العقارية إلى جانب ما تدر عليها عوائد الضرائب و التجارة و حسب البعض فإن
السيطرة التركية بلغت ذورة شرعيتها مع ظهور فكرة الحدود و السيادة
الإقليمية[26] و ذلك منذ القرن السادس عشر (16مـ) وقد تمكنت بعد فترة
وجيزة من تكوين جيش بحري مكنها من السيطرة على غرب البحر الأبيض المتوسط
حيث استمرت هذه السيطرة زهاد ثلاثة قرون و بفضلها عاشت الجزائر إلى غاية
مطلع القرن التاسع عشر (19): يذكر أجيرون شارل روبير « Agéron Charles
Robert » أن مدينة الجزائر اشتهرت بمحاربتها إلى حد أن سبع دول كانت تدفع
للداي حربه منتظمة كما كانت هناك ثماني دول منها إنجلترا يقدم إليه
الهدايا النقدية و العينية حتى تتجنب التعرض لقرصانها[27].

و قد أورد يحيي بوعزيز[28] نقلا عن "هنري فارو" مبلغ ما تدفعه دول أوربا و مدنها للجزائر من الضرائب و صنفها على النحو التالي:
- الولايات المتحدة، هولندا، البرتغال، نابولي، السويد، النرويج، الدانمارك، تدفع ضريبة كل عامين .
- الدانمارك و النرويج و السويد، تدفع
ضرائب أخرى في شكل اسلحة و حبال وصواري و دخيرة البارود و رصاص و حديد
تقدر قيمتها بمبلغ 25 ألف فرنك.
- إسبانيا و فرنسا و إنجلترا و هانوفر و
سردينيا و الطوسكان و دافوس والبندقية تدفع هدايا دورية للدايات و
الباشوات و أعضاء الديوان عند إبرام المعاهدات و تعيين القناصل لها
بالجزائر.
- هامبورغ و بريم تدفعان أدوات الحرب و
التمونيات الحربية النمسا و روسيا لا تدفعان الضرائب و لكن تدفعان أموالا
طائلة لفداء أسراها الكثيرين بالجزائر و يضيف أيضا نقلا عن ليون فالبير «
Leon Valiber » تسيء من التفصيل عن ما تدفعه دول أوربا إلى الجزائر .
- مملكة الصقيليتين:تدفع مبلغ 44 ألف بياستير سنويا منها 24 ألف نقد والباقي في شكل بضائع.
- ممكلة الطوسكان :تدفع 23 ألف بياشر كلها قدم حددت قنصلها بالجزائر
- مملكة سردينيا :تدفع مبلغا كبيرا من المال كلما جددت قنصلها بالجزائر .
- البرتغال تدفع نفس ما تدفع نفس ما تدفعه الصقليتان
- إسبانيا : تدفع مبالغ مالية كلما حددت قنصلها
- النمسا تدفع هدايا دورية مباشرة و عن طريق الدولة العثمانية
- إنجلترا تدفع 600 جنيه إسترلينن كلما جددت قنصلها
- هولندا تدفع نفس مبلغ إنجلترا
- أمريكا تدفع نفس مبلغ بريطانيا
- هانوفر، بريم الألمانيتان: تدفعان مبالغ مالية كبيرة كلما حددت قناصلها.
- السويد و الدانمارك تدفعان مبالغ مالية كبيرة سنوية في شكل مواد حربية قيمتها 400 بياستر.
أدت القوة العسكرية على الخارجي كذا
الداخلي إلى تحول المجموعة العسكرية تدريجيا إلى وضع شبه إقطاعي[29] في
الداخل و استنادا إلى هذه الشرعية راحت هذه القوى تدعم نفوذها بواسطة بعض
الشرائح الإجتماعية في مواجهة قوة القبائل التي لا تعترف بالولاء الديني و
لا تدفع الضرائب إلا تحت أسنة الرمــاح و من بين هذه الشرائح الإجتماعية
الكراغلة[30] و الذين يرون أنهم ينتمون إلى العائلات الكبيرة «Les
familles des grandes tentes» و إلى جانب الكراغلة نجد الأندلسين
الموريسكيين المطرودين من الاندلس الذين لعبوا دورا هاما في إعادة إحياء
النشاط الحرفي و إلى جانب هؤلاء نجد القبائل التابعة للسلطة و تدعى قبائل
المخزن التي تلعب دور الشرطي أما القبائل المنشقة و هي يستغل أٍراضي
البايلك و يتمتع بتفويضها بجباية الضرائب من القبائل الأخرى[31].
لقد كشفت عملية التداول التجاري عن وجود
تبادل سلعي بسيط و تداول سلعي لراسمال وقد عرفت الجزائر نموذجين لهذا
الشكل الأخير للتجارة (التداول السلعي ) يتمثلان في تجارة القوافل الكبرى و
التجارة مع أوربا.
تبين عملية التبادل السلعي البسيط الداخلي
عن وجود تقسيم نسبي للعمل بين المدن و القرى، يقتصرغالبا على المقايضة
سواء بالنسبة للتبادل الحاصل بين الشمال و الجنوب (تمور-مقابل حبوب) أو
ذلك الذي يتم بين السهول و المناطق حيث تتم مقايضة الخضار و الفواكه و
الزيت و منتجات الحرف مقابل الحبوب بينما يدل النوع الثاني من أشكال
التجارة على توافر الصلات بين إفريقيا و أوربا.
و منذ القرن التاسع عشر بدأت الحرف و مختلف
الانشطة التقليدية الجزائرية و العهد العثماني و معها الإقتصاد الحضري في
التدهور لصالح المنتجات الأوربية ثم لم يقتصر الأمر على الحواضر حين إمتد
هذا التأثير إلى داخل الأرياف[32] .
أ-الوضع الصحي:
1- إنتشار الأمراض و الأوبئة:
شهدت الجزائر العثمانية تقهقرا إقتصاديا و
اضمحلالا اجتماعيا واكبه سوء الأحوال الصحية و المعاشية خلال القرنين
الرابع عشر (14مـ) والخـامس عشر (15مـ) بعد الحروب الطويلة و ما نجم عنها
من خراب للمدن و عمال يقول ناصر الدين سعيدوني اصبحت دلس و هنين مجرد
خرائب[33] ثم ما لبثت. أن تحسنت أوضاع البلاد طيلة القرن السادس عشر (16) و
النصف الاول من القرن السابع عشر بعد قدوم الموريسكيين واستقرارهم
بالجهات الساحلية يستصلحون أراضيها ويعمرون مدنها و قراها وتوسع عمران مدن
الجزائر و دلس و تنس و شرشال والقليعة و البليدة و عنابة وقسنطينة و
وهران و تلمسان و مستغانم و قلعة بني راشد و مازونة و المدية ومليانة و
زمورة و غيرها و انتشرت إلى القرى والعمارة الريفية القريبة منها[34] .
لم يطل هذا التحسن كثيرا إذ عرفت البلاد
ركودا اقتصاديا و انكماشا عمرانيا طيلة النصف الثاني من القرن السابع عشر
(17مـ) و النصف الأول من القرن الثامن عشر (18مـ) بعد ذلك ساءت الأوضاع
الإقتصادية و أقفرت الأرياف والمدن من سكانها و تكاثرت الأعراض و الأوبئة
الفتأكة مما أثر سلبا على حالة السكان الصحية و المعاشية و ترك آثارا سيئة
على أوضاعهم الإجتماعية[35].
إبتداءا من أواخر القرن الثامن عشر (18مـ)
تضاءل عدد سكان المدن وتناقص سكان الأرياف مما تسبب في ضعف قوة
الأوجاق[36] أدى هذا الوضع إلى تناقص عدد التجار و قدرة الحرفيين و الصناع
و إفتقار الأرياف إلى اليد العامة الزراعية.
و الظاهر أن ذلك التدهور يرجع إلى إنتقال
العدوى و إنتشار الأمراض من الأقطار المجاورة بسبب صلة الجزائر ببلدان
البحر الابيض المتوسط و انفتاحها على أقاليم السودان و علاقتها التجارية
مع أوربا و ارتباطها الروحي بالمشرق الإسلامي[37].
مما ساعد على إنتشار هذه الأمراض
واستيطانها في البلاد انتشار المستنقعات بالسهول الساحلية وحول المدن
الكبرى وبالرجوع إلى المعلومات التي أكـدها كل من هايدو « Haédo » و شاو «
Show » و لوجي دوتاسي « Laugy Detassy » أو شالر « Shaler ».
تستنج أن الأدوية و العقاقير المحضرة كانت
غير متوفرة و حتى الصيدلية الوحدة لمدينة الجزائر كانت لا تتوفر إلا على
بعض العقاقير و الحشائش و كان الباش خراح "القائم" عليها يجهل مواصفاتها و
فوائدها الطبية[38].
الطاعون:
شكل الطاعون أخطر مرض عانت منه كل الفئات
الإجتماعية بالجزائر خلال العهد العثماني، كما تعرضت إلى ضرباته الحادة كل
العناصر الاجنبية المقيمة بالبلاد لقد تكرر ظهوره في شكل تواتر حلقات
متعاقبة مع الأوبئة المستوطنة بالمنطقة تسببت في إنهيار ديمغرافي و أدت إلى
تدهور الوضع الصحي الذي اثر بدوره سلبا على إقتصاديات البلاد تاركا
تشوهات خطيرة في البيئة الإجتماعية[39].
لقد أثر وباء للطاعون على الأوضاع الصحية
للجزائر العثمانية و ارتبط بالعوامل الأخرى التي أثرت على الوضع الصحي
للسكان مثل الإضطربات الجوية والتدبدبات المناخية و فترات الجفاف و
الفياضانات بالإضافة إلى إجتياح الجراد وما نتج عنه من الزلازل و الحرائق و
ما ترتب عنها من تخريب و تدمير[40].
و مما زاد الأحوال الصحية سوءا أن الحكام
العثمانيين لم يهتموا بميدان الصحة و لم يعطوها الأهمية التي تستحقها فمن
ذلك أنهم ولم يتخذوا أي إجراء وقائي ضد تنامي هذه الأمراض[41]، أما أماكن
العلاج فكانت محصورة حول بعض المصحات و الملاجيء مثل زنقة الهواء و ملجأ
الأمراض العقلية المخصص للأتراك بالإضافة إلى مارستانات[42] رجال الدين
المسحيين التي كانت تنفق عليها الدول الأوربية[43].
و ما يمكن ملاحظته أن الأوبئة كانت تتكرر
كل عشرة أعوام أو خمسة عشر عاما وأنها في بعض الأحيان استمرت لبضع سنوات
كما حدث خلال أعوام 1784-1798 كما مني القرن السابع عشر ( 17مـ) بانتشار
الأوبئة في مختلف جهات البلاد مدة حوالي 39سنة أما القرن الثامن عشر
(18مـ) فقد ظهرت أثناءه الأوبئة[44] طيلة السنوات التالية:
1700-1728-1732-1738-1740-1744-1749-1784-1785-1786-1793-1794-1797-1798-1799.
كما اشتدت حدة الأمراض و عمت
جميع أرجاء البلاد من 1804- إلى 1808 و من 1818 إلى 1822. وكان الطاعون
سنة 1740مـ، و دام ثلاث سنوات و قضى خلالها على 10000 نسمة ، و كان يهلك
في الشهر الأول ما بين 300 و 400 نسمة في اليوم.
كما أدى وباء 1786-1787م إلى هلاك 16721
نسمة بمدينة الجزائر فتناقص عدد سكانها إلى 50000 نسمة كما تسبب في موت
ثلثي سكان مدينة عنابة.
أما وباء عامي –1792 1798 فإنه
أضر بجميع الجهات لاسيما وهران والجزائر وقسنطينة. وفي سنتي 1817-1818
انتشر الوباء في الجزائر و قضى على أكثر من 14000[45].
و هكذا اصبح وباء الطاعون[46] من
مظاهر البيئة الجزائرية فتكرر ظهوره بها بإستمرار و قد كان مرتبطا بحركة
الأسطول الجزائري و إحتكاكه الدائم بموانئ المشرق التي كانـ مصدرا لمختلف
أوبئة الطاعون، حتى عدت الجزائر من مراكزه الدائمة و بيئاته المفضلة و هذا
ما عبر عنه "بنزاك" « Panzac » بقوله :وباء الطاعون من الظواهر المستمرة و
الدائمة في الجزائر العثمانية « La peste est une constante de l'Algérie
ottomane »[47].
لقد اصبحت عدوى الطاعون تنتقل بسرعة في
جميع جهات البلاد، و مسافة انتشاره قدرت بـحوالي 200 إلى 400 كلم سنويا
وقد يستغرق إنتقالها أحيانا أسابيع قليلة لإجتياح منطقة ما تبعا لشدته و
للكثافة السكانية في المنطقة التي تتعرض له[48].
و مع بداية القرن السابع عشر (17مـ) تميز
الطاعون بتواتره "للتكراري" إذ نعاقب بصورة مثيرة للدهشة، عانت خلالها
إيالة الجزائر من إجتياح المرض أكثر من إيالة تونس التي تضررت هي الأخرى
من جراء انتشار الأوبئة بنسبة 26 سنة معدية. بينما كان نصيب المغرب من
الطاعون فترة لا تتجاوز 12 سنة[49].
أما في القرن الثامن عشر (18مـ) فقد تكرر
وباء الطاعون و بلغ مجموع السنوات التي انتشر خلالها الطاعون أثناء هذا
القرن 63 سنة في مدينة الجزائر وحدها و قد توزعت كمايلي:
- سنوات 1717-1718-1723-1730-1731-1732
- سنوات 1738 إلى 1758، انتشرت إلى مناطق
بعيدة كالقالة و عنابة قدرت نسبة الوفيات في مدينة الجزائر، سنة 1740 ما
بين 200 و 400 وفاة يوميا.
- سنوات 1778 إلى 1804 ، انتشر وباء الطاعون في جميع الجهات و كان شديد الوطأة على السكان.
- 1805-1815، زاد في حدته حدوث المجاعات التي تعتبر أثارها الديمغرافية أخطر من بعض الحروب.
لقد كانت أوبئة القرنين السابع عشر (17مـ)
و الثامن عشر (18مـ) أكثر حدة و شدة من التي إجتاحت الجزائر أثناء القرن
السادس عشر (16مـ)، إذ تشير العديد من التقارير العسكرية و المراسلات
القنصلية إلى إستمرار "الوباء الفتاك" أو "الوباء الخطير جدا" [50]لفترات
متعاقبة تناهز الواحدة منها 15 إلى 20 سنة وتعقبها عادة فترة خمود لا
تتجاوز الست سنوات[51].
ب- الكوارث الطبيعية
1-الزلازل:
لقد رافق إشتداد الطاعون و إنتشاره بالقطر
الجزائري خلال العهد العثماني سلسلة من الهزات الأرضية العنيفة و الشديدة
و التي تسببت في تخريب وتحطيم بعض المدن، و اسفر عنها في أحيان كثيرة
خسائر في الأرواح و الممتلكات كزلزال مدينتي الجزائر و المدية سنة 1632، و
الذي قالت بشأنه بعض الروايات أنه أهلك جل سكان مدينة الجزائر، و زلزال
عام 1665 و الذي صاحبه خسوف الشمس وتأثرت به حتى السواحل الأوربية
بالإضافة إلى زلزال 1676 الذي دام عدة أشهر ، و تسبب في الثورة ضد الداي
الذي نقم عليه الأهالي و اتهموه بسوء الطالع[52].
أهم الزلازل:
لقد تعرضت السواحل الجزائرية إلى عدة زلازل عنيفة و قوية خلفت عددي القتلى و خسائر جسيمة فمنها.
1- زلزال 1716: الذي تخربت من جرائه مدن
شرشال و بجاية و مدينة الجزائر و تكررت نتيجة هزات إرتدادية طيلة ايام
الثالث (3) و الخامس (5) والسادس و العشرين (26) من شهر فبراير و قد هلك
من سكان الجزائر تحت الأنقاض ما لا يقل عن 20000 نسمة حسب بعض
المصادر[53].
نظرا لاشتداد حدة الزلازل اضطر الاهالي
للخروج إلى ضواحي المدن ومنها ضواحي مدينة الجزائر بعد أن تهدمت منازلهم،
مما جعل الداي يصر على معاقبة اللصوص، و القضاء على أعمال الفوضى التي
صاحبته هذه الزلازل ثم تكرر حدوث الزلازل بمدن مليانة و عنابة و الجزائر
أعوام 1723-1724 و تضررت شرشال من جراء زلازل 1735.
2-زلزال 1755:
يقال عنه زلزال لشبونة[54] و هو زلزال قوي
شمل الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط فلم يبق منزل لم يتأثر بحدثه في
مدينة الجزائر، و قد أدى هذا الزلزال إلى إنقطاع المياه و تهدم الخبايا، و
قد صاحبه ظهور الحرائق للبعض الأحياء و شيوع أعمال النهب و الفوضى لمدة
شهرين استمر فيها تكرر الهزات الإرتدادية الارضية.
3-زلزال 1760:
كسابقيه كان شديدا و عنيفا خرب مدينة
البليدة[55] و اضر ضررا بالغا بمدينة الجزائر الامر الذي أدى حدا بالسكان
إلى الإلتجاء إلى الحرائق و البساتين.
4-زلزال 1790:
حدث هذا الزلزال بوهران و كان دا فائدة على الجيش الجزائري الذي كان يحاصر المدينة تمهيدا لاسترجاعها من أيدي الإسبان[56].
5-زلازل 1818 و 1825:
تكررت الزلازل في الجزائر بحيث عمت أغلب
المدن الساحلية و المناطق القريبة من مدينة الجزائر، منها الزلازل الذي
ضرب الأطلس البليدي و أدى إلى هدم الدور و المساكن و خراب مدينة
البليدة[57] والذي استمرت هزات من 2 إلى 6 ماي 1825 و أدت إلى هلاك أكثر
من 7000 قتيل[58].
و قد تركت هذه الكوارث الطبيعية نتائج
سلبية على الوضع الديمغرافي للبلاد و على الحالة الصحية ، كما اثرت في
نفوس الأاهالي و أدت بهم إلى النقمة من الحكام و الثورة عليهم محملين
إياهم سب البلاوي و المأساة.
2- الفيضانات و الحرائق:
اعتبرت الفياضانات و الحرائق من أهم
الآفات و الكوراث التي أضرت بالجزائر خلال العهد العثماني، بحيث تسببت في
حدوث مجاعات و إختفاء الأقوات وموت الكثير من السكان.
لقد اعتاد الناس حدوث المجاعات إثر سنوات
القحط و الجفاف و في أعقاب زحف الجراد الأمر الذي كان يؤدي إلى إنتشار
الأمراض و تكاثر الأوبئة .
و من الفيضانات التي عرفتها الجزائر خلال
فترة الدراسة تلك التي تميزت بفداحة خطرها و ذلك خلال سنوات
1727-1731-1733-1734-1736-1740-1753-1755-1757-1791-1812-1816[59].
نتيجة لهذا تضررت أوضاع الجزائر
الإقتصادية و مما زاد في الطين بلة سوء تصرف الحكام و إنعدام الأمن و شيوع
الإصطراب الذي إرتبط بظهور الأمراض الفتاكة والحوادث الطبيعية المدمرة،
الأمر الذي أدى إلى تشتت و هلاك كثير من سكان الجزائر و إشتداد الضائقة
الإقتصادية بفعل غلاء الأاسعار وشح الأقوات و إتلاف المزروعات[60] و بذلك
تناقص عدد سكان و بقيت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية غير مستغلة و
تحول جزء من هذه الملكيات إلى مؤسسة الأوقاف[61].

3- الجراد و الجفاف:
مع الزلازل و الفيضانات عرفت الجزائر آفات
أخرى تمثلت في غزو الجراد و إ،تشار الجفاف مما أضر أيما ضرر بالجزائر
إبان العهد العثماني إجتماعيا و صحيا و إقتصاديا وتسبب في إختفاء الأقوات و
هلاك كثير من السكان .
أما سنوات زحف الجراد فمن أكثرها ضرر خلال أعوام فترة الدراسة 1710-1716-1724-1725-1760-1778-1779-1780.
وأما السنوات التي عرفت فيها البلاد
إنتشار الجفاف فكانت في الفترات الممتدة من 1734 إلى 1737 و من عام 1778
إلى 1779 و كذلك سنة 1800 وأعوام 1800-1807-1816-1819[62].
4- المجاعات:
عرفت الجزائر خلال العهد العثماني عدة
مجاعات كان أثرها وخيما على الوضع الإجتماعي و الصحي و الإقتصادي للبلاد
منها مجاعة 1778 و 1779م والتي قيل عنها أن الناس كانوا يموتون بالمئات في
شوارع مدينتي الجزائر و قسنطينة[63] و كذلك الشأن بالنسبة لمجاعة 1787 و
1789م التي كان من أسبابها الجراد مع الوباء و كذلك أيضا يمكن الاشارة إلى
مجاعة 1794 التي اتسمت فيها الأوضاع بالتردي والفوضى و غلاء الأسعار و
غياب الأقوات[64].
و يـذكر عبد الرحمن الجيلالي أن الـجزائر
ما كـادت تنتهي و تـستريح من ويـلات الحرب المحزنة حتى فـاجـاها الجدب
والـقحط بكامل الـبلاد وأصبحت تعاني من أزمة مجاعة حادة و خانقة ارتفعت
فيها الأسعار و غلا المعاش غلاءا فاحشا، حتى بلغ يومئد سعر الصاع الجزائري
و هو ما يزن 34 كيلو تقريبا من البر فمات الناس جوعا و استمر للحال على
ذلك بضع سنين و كان محمد الكبير باي وهران يأتي بالقمح من بلاد أوربا و
يوزعه على الأهالي مجانا، و أعفى المزارعين و الفلاحين من دفع الضرائب و
الخراج عن أراضيهم[65].
جـ-الوضع البشري:
فيما يخص الإحصائيات مجموع سكان الجزائر
يلاحظ اختلاف ملحوظ عند المؤلفين و المتخصصين بهذا المجال و بخاصة من حيث
العدد و الكثافة و هذا يعود إلى الأوضاع الصحية و الأحوال المعاشية و
الظروف الطبيعية.
و الظاهر أن التعداد الإجمالي لسكان
الإيالة الجزائرية كان يبلغ في نهاية الحكم العثماني حوالي ثلاثة ملايين
نسمة إذا أخذنا بعين الإعتبار كل الإحتمالات الواردة و التقديرات
الإعتباطية أو الإحصاءات المفرطة و استبعدنا قول حمدان خوجة بأن سكان
الجزائر كان يبلغ العشرة ملايين نسمة (10 م ن)[66].
و اذا اعتبرنا الوضع الديمغرافي للمدن
الجزائرية خلال العهد العثماني استطعنا الوقوف على تعداد سكان مدينة
الجزائر الذي كان يتراوح حسب ما أورده "شاو" Show » بالنسبة سنة 1724 ما
بين 40.000 و 180.000 .
أما تقديرات "فنتور دوبارادي" « Venture
de paradis » لسنة 1789م فلم تتجاوز الخمسين ألف نسمة و مع نهاية العهد
العثماني لم يكن يتجاوز عدد سكان مدينة الجزائر خمسة و ثلاثين ألف
نسمة[67] و رغم ما يلاحظ من التناقص والإنكماش الذي أصبحت عليه مدينة
الجزائر فإن كل الإحصائيات تؤكد أنها كانت في طليعة المدن و بعد هذا الجرد
يمكننا التعرف على الخارطة السكانية للجزائر خلال فترة الدراسة.
إن البنية الإجتماعية للمجتمع الجزائري كانت تتميز بنوعيتها القبلية خارج المراكز الحضرية و تنوعيتها الطائفية داخلها. أهمها:
1- الأتراك: كان عددهم غداة الإحتلال الفرنسي يتراوح بين حوالي عشرة آلاف و ثلاثين ألف نسمة من الأصليين و المندمجين[68].
2- الكراغلة: هم المنحدرون من آباء أتراك
أصلا بالمهنة من الإنكشاريين و الراس و أمهات جزائيات في "حالة الجزائر" و
كان عددهم يبلغ خمسة آلاف نسمة عام 1808 حسب تقديرات بوتان (Boutin) و
أكثر من 16000 نسمة مقابل 14000 نسمة تركيا بمدينة الجزائر في القرن
الثامن عشر (18مـ).
3- البرانية و الدخلاء:هم الأهالي للحديثو الإستيطان بالمدن[69].
4- الحضر أو البلدية:يتكونون أساسا من
الموريسكيين الأندلسيين الذين فروا من الإضطهاد والإبادة الجماعية (محاكم
التفتيش) بالإضافة إلى بقية الأهالي من المستوطنين القدماء في هذه المدن.
5- اليهود:هم الذين كانوا موجودين بكثرة
في قطاع التجارة و في مختلف القطاعات السياسية للمتعاقبة على رقم قلتهم و
قد جاء بعضهم من أوربا في القرن الثامن عشر (18مـ) و استوطنوا مدينة
الجزائر كما ارتفع عددهم نسبيا مع هجرة الموريسكيين طمعا في حماية
المسلمين لهم و بخاصة في مدينتي الجزائر و قسنطينة التي بلغ عددهم فيها
قرابة عشر سكانها.
هذا بالإضافة إلى أقليات مسيحية أوربية
(فرنسيين، مالطيين، إيطاليين ، إسبان..) و كان مجموع هذه الفئات لا يمثل
حسب بعض المصادر أزيد من 6 بالمئة في أحسن الأحوال من مجموع سكان الجزائر،
أما خارج المدن و الحواضر الكبرى، فكان عمق الجزائر و سوادها عبارة عن
أرياف ذات بنية قبلية تمثل حوالي 94 بالمئة الباقية[70].
و عليه فيمكن تصنيف سكان الريف في الجزائر إبان العهد العثماني تبعا لعلاقاتهم بالحكم البيلكي إلى الأنواع القبلية التالية:
1- قبائل الرعية: تسود فيما كان يسمى بـ "الأوطان" و هي مناطق محيطة بالمدن خاضعة للبايلك
2- قبائل المخزن: هي قبائل أعوان للسلطة في إخضاع قبائل الرعية تمثل دورها في جمع الضرائب، و كان بعض قادتها أتراكا[71].
3- القبائل الاحلاف: هي القبائل التي كانت
تتبادل الخدمات و المصالح مع السلطة و كانت موجودة أساسا بين قبائل
الرعية و القبائل المستقلة مشكلة مناطق عازلة و أحزمة وقائية للسلطة.
4- القبائل المستقلة: كانت موجودة أساس
بالمناطق الجبلية[72] (الظهرة، الونشريس، قسنطينة) وبشمال الصحراء و هي
مناطق يقع معظمها في شرق الجزائر و بخاصة منه ما كان يعرف ببايلك
الشرق.[73]
[img]
تكبير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.

[/img]





الهوامش والمراجع:
[1] د. محمد مكحلي، تاريخ و مكان الميلاد: 28/09/1961 بسيدي بلعباس.
أستاذ محاضر في قسم التاريخ- كلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة
الجيلالي اليابس- سيدي بلعباس- الجزائر. حاصل على شهادة الليسانس تاريخ،
وشهادة الدراسات المعمقة تاريخ، وشهادة الماجستير أنثروبولوجيا إجتماعية
وثقافية، وشهادة دكتوراه تاريخ حديث ومعاصر. بالإضافة إلى شهادة دكتوراه
انتروبولوجيا في طريق المناقشة. عضو في مخبر للبحث في التاريخ المحلي
للغرب الجزائري. المشاركة في العديد من الملتقيات والندوات الفكرية في
الداخل والخارج.
[2] البوعبدلي المهدي: الجزائر في التاريخ (العهد العثماني) ، وزارة الثقافة 1984.
راجع شوفاليه كورين الثلاثون سنة الأولى لقيام دولة مدينة الجزائر 1510-1541 تر جمال حمادنة د م ج الجزائر 19991 ص ص 20-24-27.
[3] شوفاليه كورين ، المرجع السابق

ينظر MZALI Mohamed: les beys de tunis et le roi des français M.T.E et S.N.E.D 1976.
[4] قيرة إسماعيل، غربي علي: دليو فضيل، فيلالي صالح: مستقبل الديمقراطية
في الجزائر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ، يناير 2002 ص 53.
ينظر سعيدني ناصر الدين، النظام المالي للجزائر خلال العهد العثماني م و ك 1986.
ينظر أيضا سعيدوني ناصر الدين، دراسات في الملكية العقارية م و ك 1984.
[5] فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة إلخ......
[6] زمام نور الدين: السلطة الحاكمة و الخيارات التنموية بالمجتمع الجزائري 1962-1998 دار الكتاب العربي 2002
ص 16
[7] زمام نور الدين، المرجع السابق، ص 18..
[8] نفسه ص 18.
عند دراسته للملكية العقارية في منطقة القبائل انتهى كارل ماركس بقوله "
لا زال في الجزائر بعد الهند أقوى أثار الشكل القديم للملكية في الأرض حيث
تمثل العشيرة و الملكية الموحدة للعائلة ، هنا الأنواع السائدة في ملكية
الأرض"، زمام نور الدين ص 18. ينظر سعيدوني ناصر الدين ، دراسات في
الملكية العقارية م و ك الجزاء 1986.
[9] زمام نور الدين: المرجع السابق ص19.
[10] سعيدوني ناصر الدين: دراسات في الملكية العقارية ص 27.
[11] المرجع السابق.
[12] نفسه ص 28.
[13] نفسه ص 32.
[14] نفسه.
ينظر سعيدوني ناصر الدين، النظام العالي للجزائر و العهد العثماني م و ك 1986
ينظر أيضا الجيلالي عبد الرحمن بن محمد، تاريخ الجزائر العام د م ج ج3 ، 1982.
ينظر القشاعي موساوي فلة، النظام الضريبي بالريف القسنطيني أواخر العهد
العثماني (1771-1837) ، رسالة ماجستير في التاريخ الحديث و المعاصر معهد
التاريخ ، جامعة الجزائر 1991.
[15] سعيدوني ناصر الدين، المرجع السابق ص 36.
[16] نفسه
ينظر العنتري محمد صالح: سنين القحط و المسخبة ببلاد قسنطينة مخطوط رقم 2330 المكتبة الوطنية .
[17] 1805-1817:هم مصطفى باشا،1805:أحمد باشا،1808:الغسال،1809:الحاج علي باشا،1809:محمد باشا،1814:عمر آغا،1817
ينظر أيضا بلح

https://karim123k.yoo7.com/t843-topic









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 11:48   رقم المشاركة : 429
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenanjnn86 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أنا طالبة ثانية ماستر تاريخ عنوان مذكرتي الحياة الاجتماعية للجزائر خلال العهد العثماني ارجو مساعدتي
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=28081


https://chafik-sniper.ibda3.org/t840-topic









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-10, 19:36   رقم المشاركة : 430
معلومات العضو
الفاكر
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية الفاكر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لو سمحتي اختي عندي بحث حول الفيس بوك .لم اعرف العناصر والنقاط التي اطرق اليها في هذا البحث من فضلك ساعديني
ولا تنسي بحثي حول النظرية التطورية للانسان










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 15:59   رقم المشاركة : 431
معلومات العضو
عاشور ميسي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي اريد مساعدتكم اخواني

السلام عليكم خاوتي

الله يستركم اذا تقدرو تعاونوني راني محتاج بحث بأسرع وقت حول :

نظام المعلومات في المنظمة

و جزاكم الله خيرآ










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 17:57   رقم المشاركة : 432
معلومات العضو
الأرض الطيبة
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية الأرض الطيبة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يارب أجعله من الأوائل الجنة ،اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة
أريد مساعدة في ما يخص مدكرت تخرجي بعنوان الإتصال الداخلي ودوره في ترشيد قرارات المؤسسة
أريد منك أن تساعدوني في بعض الكتب خاصة بترشيد قرارات الؤسسة
وشكراااااااااا جزيلا










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 20:02   رقم المشاركة : 433
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشور ميسي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم خاوتي

الله يستركم اذا تقدرو تعاونوني راني محتاج بحث بأسرع وقت حول :

نظام المعلومات في المنظمة

و جزاكم الله خيرآ
3 إدارة نظام المعلومات في المنظمة:
المعلومات هي تلك البيانات والحقائق والأوصاف التي تساعد الإدارة على تصور ما يحيط بها، وتفسير ما يحدث من ظواهر وأحداث، وصولا إلى التنبؤ الدقيق بما يمكن أن يحدث في المستقبل ومن ثم يكون في إمكان الإدارة تعظيم قدرتها على إجراء الاتصالات واتخاذ القرارات ورسم الخطط الملائمة، والرقابة على مختلف أوجه النشاط، بل ويمكن للمنظمة تعديل الأوضاع السائدة والسيطرة على المواقف المتوقعة: وبذلك تظهر أهمية المعلومات في:
¬ حصر وتسجيل الأحداث الماضية والتعرف على العوامل والمتغيرات المحيطة بها.
¬ دراسة ووصف الأحداث المعاصرة والاستفادة من الخبرات الماضية في تفسيرها للتعرف على المتغيرات الجديدة التي ترتبت عليها الاتجاهات الناشئة عن الموقف.
¬ الاعتماد على ما سبق في التبوء بالاتجاهات والأحداث المستقبلية تحسبا لها، والعمل على التكيف معها سواء كانت فرصة أو تهديد.
إن الاستفادة من عنصر المعلومات بهذه الطريقة يتطلب من المنظمة تبني إطار مفهومي عام الذي تتكامل فيه تكنولوجيا المعلومات، مع الأفكار المتصلة بظاهرة المعلومات، وبقصد تحقيق هذا التكامل فإن المنظرين والمهنيين ارتكزوا على مفهومي "الارتباطات الموضوعية" و "النظم" من أجل ذلك فقد تم وضع عمليات تخليق المعلومات برفع من كفاءة هذه الوظيفة عن أي أسلوب آخر لذلك، وقد ترتب على ذلك بالضرورة إعداد وتطبيق نظم المعلومات بغرض جمع البيانات، وإعدادها بطريقة تسمح بإنتاج نوعيات مختلف من المعلومات التي يمكن استخدامها سواء عن طريق أفراد داخل التنظيم أو جهات خارجة عنه.


أ- مفهوم نظم المعلومات:
إن الوقوف على مفهوم شامل لنظم المعلومات يتطلب الإشارة إلى مفاهيم كل من المعلومات والنظام، فالأخير هو مجموعة مترابطة من الموارد في تفاعل متواصل في إطار بيئة خاصة لتحقيق هدف معين، أما المعلومات فهي تشبه ترتيب وتحويل بيانات صارت ذات قيمة للمستفيد، ومنه يمكن أن تستنتج التعاريف التالية لنظم المعلومات، والتي تختلف بحسب وجهات النظر التي ينظر إليها.
فمن الناحية الفنية هي: مجموعة من الإجراءات التي تقوم بجمع واسترجاع وتشغيل وتخزين المعلومات لتدعيم اتخاذ القرارات والرقابة في التنظيم، ومساعدة المديرين والعاملين في تحليل العقبات، وتطوير المنتجات المقدمة، وخلق متطلبات جديدة".
ومن الناحية الهيكلية هي: هيكل متفاعل ومستمر معنى بالمستقبل، يضم الأفراد والمعدات والإجراءات، يصمم لتوليه وتشغيل وتوصل المعلومات التي تساعد على اتخاذ القرارات.
ومن الناحية الإدارية هي: حل تنظيمي وإداري مبني على تكنولوجيا المعلومات لمواجهة التحديات المفروضة من البيئة.
ومن الناحية التقنية هي: مجموعة من الإجراءات التي يوجد بينها علاقات قائمة بغرض تحقيق هدف أو أهداف معينة، وينطوي تحقيق هذه الأهداف على القيام بعدد من الأنشطة المتكاملة.
إن تقديم نظم المعلومات المنظمة بهذا الشكل قد مر بعدة مراحل تطورية ساهمت فيه تطور متغيرات المحيط منذ العام 1950 أين كانت نظم المعلومات نظما تشغيلية تهدف إلى إدخال الآلية على العمليات، والشكل التالي يوضح تطور نظم المعلومات في المنظمة.
ب- أنشطة نظم المعلومات ومواردها:
يعتبر نظام المعلومات وحدة رسمية تتكون من عدد من الموارد، ويمكن ترتيب وتنظيم هذه الموارد بطرق متعددة وذلك بحسب حجم وطبيعة التنظيم المعين، وعادة ما يتكون هيكل نظام المعلومات من مكونين رئيسيين هما:
- متطلبات الاحتياجات من المعلومات.
- متطلبات تصميم نظام المعلومات.
فالنظام يحتاج إلى موارد خاصة، تشمل العناصر البشرية (مشغلين، مستفيدين) العناصر المادية (آلات، الشبكات)، عناصر البرمجة (بيانات، برامج التشغيل)، ويقوم النظام باستخدام هذه الموارد للقيام بالأنشطة الرئيسية له وهي:
أنشطة المدخلات: وتنطلق بتحديد أهداف النظام وطبيعة المخرجات المرغوبة، ومن ثم تجميع البيانات ذات الأهمية، وتستند العملية على استخدام قواعد البيانات والوسائل التكنولوجية.
أنشطة التحويل: والتي بموجبها يتم تحويل البيانات الخام إلى معلومات قابلة للاستخدام، حيث يتم أولا تحديد المدخلات التي يمكن أن تكون متاحة لنشاط التشغيل ومن تم تحديد التشغيل المطلوب مع الأخذ بعين الاعتبار الأفراد والمعدات والبرامج الضرورية لتنفيذ التشغيل.
أنشطة المخرجات: وهي المنتوج النهائي لنظام المعلومات في صورة رسائل أو تقارير ذات قيمة، وذلك من خلال عمليات التخزين والاسترجاع ومن ثم التحويل إلى مراكز القرار أو إلى الأجزاء الأخرى من التنظيم، الأمر الذي يتطلب تحديد ما يرسل إلى من يرسل وكيف يرسل.
أنشطة التغذية العكسية: وتتمثل في عمليات الضبط الذاتي التي يوفرها النظام لنفسه، والتي تسمح بمعالجة الانحرافات الواقعة في المعلومات وفقا لمعايير على مستوى مدخلات البيانات أو عمليات التشغيل.
أنشطة التحكم: وهي العمليات التي تضمن التدفق والأداء السليم لمختلف أنشطة نظام المعلومات، بالرقابة السابقة من خلال عملية التخطيط وأثناء عملية التنفيذ.
ويتكون نظام المعلومات من مجموعة من النظم الفرعية التي تتكامل فيما بينها، وتستقبل مخرجات بعضها كمدخلات للبعض الآخر، وتحصل هذه النظم على مدخلاتها من البيئة الداخلية للمنظمة، التي تعكس النشاطات التشغيلية، ومن البيئة الخارجية التي تحصل منها على بيانات متنوعة تتعلق بالنواحي الاقتصادية، التقنية، التكنولوجية، والشكل أدناه يبين موارد وأنشطة نظم المعلومات.
https://www.hrdiscussion.com/hr5803.html









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 20:04   رقم المشاركة : 434
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشور ميسي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم خاوتي

الله يستركم اذا تقدرو تعاونوني راني محتاج بحث بأسرع وقت حول :

نظام المعلومات في المنظمة

و جزاكم الله خيرآ



الأستاذ الدكتور عامر قنديلجي والدكتور علاء الدين الجنابي

أولاً: نظم المعلومات التي تخدم الهرم الإداري للمنظمة
Information systems serve each level organizational hierarchy

نستطيع أن نصنف نظم المعلومات التي تخدم المنظمات وتنظيماتها المتسلسلة الهرمية في اتجاهين أساسيين، هما: النظم التي تخدم كل مستوى من المستويات التنظيمية الأربعة المتسلسلة إدارياً، ثم النظم الشمولية التي تتعامل مع هذه المستويات، وعددها ستة نظم. وسنوضح لكلا من هذين التقسيمين بالآتي.
أ. النظم الأربعة التي تخدم المستويات التنظيمية:
- بسبب وجود اهتمامات متباينة ومختلفة، وكذلك تخصصات ومستويات هي الأخرى متباينة ومختلفة، في المنظمة، فإن هنالك أنواعاً من النظم، هي الأخرى فيها نوع من التباين والاختلاف. ومن الجدير بالذكر هنا أنه لا يوجد نظام معلومات منفرد واحد يمكن أن يزود كل المعلومات التي تحتاجها المنظمة، بمستوياتها المتعددة.
- ومن جانب آخر فأنه من الممكن تقسيم وتصنيف نظم المعلومات، وعلى أساس المستويات التنظيمية الأساسية التي تقدم الدعم لها، ابتداء من المستوى الأدنى، وصعوداً إلى المستويات الأعلى، وكآلاتي:
1. مستوى العمليات level operational، والذي يمثل القاعدة الأساسية لحركة المنظمة، ويشتمل على إدارة عملياتها
2. المستوى المعرفي level knowledge ، والذي يشتمل على العاملين في مجالات البيانات والمعلومات والمعرفة
3. المستوى الإداري management level ، والذي يشتمل على إدارات المنظمة الوسطى
4. المستوى الإستراتيجي strategic level، والذي يشتمل على الإدارات العليا، أو إدارات العمل الاستراتيجي في المنظمة
ب. النظم الستة التي تتعامل مع المستويات التنظيمية:
وهذه المستويات الأربعة، التي أشرنا إليها وأوضحناها في المخطط، تحصل على الخدمات المعلوماتية عادة من خلال ستة أنواع من نظم المعلومات في المنظمات المعاصرة، والتي تصمم لأغراض مختلفة، ولجمهور من المستخدمين المختلفين، هي:
1. نظم معالجة المعاملات (التجارية) transaction processing systems
والتي تتخصص في التعامل مع مجالات عدة في المنظمة، مثل متابعة الطلبات ومعالجتها، ومتابعة ما يتعلق بالأجور، وكذلك السيطرة على المكائن والمعدات، ومتابعة التعويضات. وكلها تخدم مستوى العمليات والتعاملات التجارية في المنظمة، التي تتابع انسيابية العمل اليومي الروتيني للتعاملات التي هي ضرورية لأداء أعمال المنظمة track the flow of the daily routine transactions that are necessary to conduct business..
2. نظم المكتب office systems
والتي تتعلق بوظائف المعالجة المحوسبة للكلمات، والنشر المكتبي، وتصوير الوثائق التي تعتمد عليها أعمال وإجراءات المنظمة، وكذلك تأمين التقويمات الزمنية calendars المطلوبة
3. نظم العمل المعرفي knowledge work systems
وتتعلق وظائفها بالمحطات الهندسية، ومعالجة البيانات، ومحطات الرسومات، والمحطات الإدارية، وتصوير الوثائق، والمفكرات اليومية الإلكترونية والتي تخدم مستوي العمل المعرفي وكذلك مستوى نظم المكتب.
4. نظم دعم القرار decision-support systems
والمتعلقة أعمالها بتحليل مبيعات الإقليم الذي تقدم خدماتها ومنتجاتها له، وكذلك جدولة الإنتاج، وتحليل التكاليف والأسعار والأرباح، إضافة إلى تكاليف العقود.
5. نظم المعلومات الإدارية management information systems.
مثل التحليل الإقليمي للمبيعات، وتحليل التكاليف، والموازنة السنوية، وإعادة توزيع التحليل، والتي هي تخدم نظم دعم القرار ونظم المعلومات الإدارية
6. نظم الدعم التنفيذي executive support systems .
ومن الأمثلة على نظم دعم الإدارات العليا التي تخدم المستوى الإستراتيجي، تنبؤات اتجاهات المبيعات، تطوير خطة العمليات، تنبؤات الموازنة.
ثانياًً: نظم معالجة التعاملات/المعاملات التجارية
Transaction processing systems / TPS
هنالك خمسة أنواع من نظم التعاملات، أو المعاملات التجارية في المنظمة، هي:
أ. نظم المبيعات والتسويق Sales/marketing systems. وتؤدي وظائف عدة، منها: إدارة المبيعات، وبحوث السوق، والتحسين، وتحديد الأسعار، ووظائف المنتجات الجديدة.
ومن أمثلتها التطبيقية نظم معلومات طلبات المبيعات order information systems ، ونظم بحث السوق market research systems، ونظم وكالة وعمولة المبيعات sales commission systems
ب. نظم التصنيع والإنتاج Manufacturing/production systems: وظائفها الأساسية هي الجدولة scheduling ، والمشتريات purchasing ، والشحن والاستلام shipping/receiving ، وهندسة العمليات engineering ، ووظائف العمليات operations functions الأخرى. ومن أمثلتها: نظم السيطرة على المكائن machine control systems ونظم طلبات الشراء purchase order systems ، ونظم السيطرة النوعية quality control systems
ج. نظم التمويل والمحاسبة Finance/accounting systems: والتي تؤمن وظائف الموازنة budgeting ، وعمل ما يسمى بالأستاذ العام general ledger ، والكشوفات والفواتير billing ، ومحاسبة التكاليف cost accounting functions. ومن أمثلة نظمها وتطبيقاتها: نظم الحسابات المستلمة والمدفوعة accounts receivable/payable systems ، ونظم إدارة التمويل funds management systems، ونظم الأستاذ العام general ledger systems
د. نظم الموارد البشرية Human resource systems والتي تؤمن سجلات العاملين personnel records ، والامتيازات benefits ، والتعويضات compensation ، وعلاقات العاملين labor relations ، والتدريب training ، ووظائف المرتبات والأجور payroll functions. ومن أمثلتها نظم سجلات العاملين/الموظفين systems employee records ، ونظم الامتيازات benefit systems ، ونظم التعويضات systems compensation ، ونظم السيرة المهنية career path systems
هـ. نظم أخرى. وتعتمد على طبيعة عمل المنظمة وتخصصاتها. فإذا كانت جامعة مثلاً فإن وظائفها تكون: القبول admissions ، وسجلات المساقات course records، وشؤون الخريجين Alumni...الخ.

ثالثاً: نشاطات نظم معالجة التعاملات الرئيسية
Transaction processing systems basic activities
نظم معالجة التعاملات تعمل على الحصول على، ومعالجة البيانات التي تقدم توصيفات لتعاملات الأعمال. كذلك تعمل على تحديث قواعد بيانات المنظمة، وتنتج شتى أنواع المعلومات والمخرجات. وعموماً فإن نشاطات نظم معالجة التعاملات الرئيسية يمكن أن نحددها بإدخال البيانات Data entry، ومعالجة التعاملاتTransaction processing ، وإدامة قواعد البياناتDatabase maintenance ، وإنتاج وتوليد التقارير والوثائق Document and report generation ، ومعالجة الاستعلامInquiry processing
1. إدخال البيانات Data entry: الحصول على البيانات الخاصة بالأعمال هي الخطوة الأولى والنشاط الأول من نشاطات وخطوات دورة معالجة التعاملات. مثال ذلك، بيانات التعاملات ربما تجمع عن طريق نقطة أو محطة المبيعات point-of-sale terminal باستخدام المسح الضوئيOptical scanning للرموز المسجلة على البضاعةBar codes ، وكذلك قارئ بطاقة الائتمانCredit card readers ، وذلك يتم في متجر لبيع التجزئة أو المفرد، أو أعمال أخرى. أو أن بيانات التعاملات يمكن أن ترسل عن طريق تجارة إلكترونية موقع على الويب في الإنترنت. فيكون هنالك تسجيل ومراجعة للبيانات بغرض أن تؤمن للمعالجة.
2. معالجة التعاملات Transaction processing: وتعمل نظم معالجة التعاملات التجارية عادة بطريقتين رئيسيتين،هما: المعالجة بالدفعاتBatch processing ، حيث يتم معالجة بيانات التعاملات بعد أن تتجمع في خلال فترة زمنية محددة، وبشكل منظم. أما الطريقة الثانية فهي المعالجة بالوقت الحقيقيReal-time processing ، الذي يسمى المعالجة على الخط المباشر Online processing ، حيث يتم معالجة البيانات فوراً، بعد تنفيذ المعاملة، ويعتمد ذلك على الإمكانات المتاحة في نظم المعلومات
3. إدامة قواعد البياناتDatabase maintenance: حيث يتم مراجعة وإدامة وتغذية قاعدة بيانات المنظمة، بواسطة المعالجة التي تتم في نظم تعاملاتها، لكي تبقى القاعدة دائماً صحيحة وبياناتها مستحدثة. وينبغي أن يتم التحديث بشكل يومي منتظم، بغرض أن تبقى بيانات قاعدة بيانات المنظمة دقيقة وحديثة. فالمبيعات التي تتم إلى زبون ما فإنها تنعكس على زيادة في رصيد الزبون، من جهة، وكذلك على نقص في جرد الموجودات من المنتجات.
4. إنتاج وتوليد الوثائق والتقاريرDocument and report generation: حيث تنتج نظم معلومات التعاملات شتى أنواع الوثائق التقارير، مثل طلبات الشراء Purchase orders، وصولات البيع والدفعPaychecks and sales receipts. وقد تأخذ التقارير شكل قائمة الدفع أو المرتب الشهري، أو تقارير مراجعة الحساباتPayroll register, or edit reports
5. معالجة الاستعلامInquiry processing : فالعديد من نظم التعاملات تسمح للمستخدم من استخدام الإنترنت، والإنترانت، والأكسترانت، ومتصفحات الويب، أو لغات إدارة استعلام قواعد البياناتDatabase management query ********s ، لغرض توجيه الاستفسارات واستلام الردود، المتعلقة بنتائج نشاطات معالجة التعاملات. مثال ذلك قد تحتاج الحصول على اجابة على نتيجة طلبات المبيعات، أو الرصيد، وتحصل غلى الإجابة من خلال شاشة حاسوبك الشخصي. وهكذا
رابعاً: ملاحظات أساسية عن نظم المعلومات الأخرى
Other types of Information systems
1. نظم معالجة التعاملات الرئيسيةTransaction processing systems . والذي تطرقنا إليه سابقاً
2. نظم العمل المعرفي Knowledge Work Systems/ KWS
- هو نظام على المستوى المعرفي، تكون مدخلاته ومخرجاته كالآتي:
مدخلات النظام Inputs: أوجه مختلفة من التصميمات Design specs
نوع المعالجة Processing: نمذجة أو عمل نماذج Modeling
مخرجات النظام Outputs: تصاميم Designs ، رسومات graphics
المستخدمون Users: الموظفون الفنيون والمتخصصون Technical staff and professionals
- مثال على ذلك: محطة عمل هندسية Engineering work station
3. نظم حوسبة (أتمتة) المكتب Office Automation Systems
- يهدف إلى تحقيق هدف مكتب بلا ورق “Paperless Office”
- وإعادة تصميم لانسيابية العمل Redesign of work flow
- والتكامل في البرمجياتIntegrated software
- وعمل تصاميم Ergonomic design
- هنالك فضاء عمل مشرق، ومفرحBright, cheerful work space
4. نظم المعلومات الإدارية Management Information Systems
- مدخلات النظام Inputs : بيانات ذات قيمة عالية High volume data
- نوع المعالجة Processing: نماذج بسيطة Simple models
- مخرجات النظام Outputs: تقارير موجزة Summary reports
- المستخدمون Users: المدراء الوسط Middle managers
مثال على ذلك: إنجاز الموازنة السنوية Annual budgeting
- قرارات مبنية وشبه مبنيةStructured and semi-structured decisions
- تقارير خاصة بالسيطرةReport control orientation
- بيانات سابقة وحاليةPast and present data
- شؤون موجهة داخلياInternal orientation
- إجراءات تصميم طويلة الأمد Lengthy design process
5. نظم دعم القرار Decision Support Systems/DSS
- على مستوى الإدارة
مدخلات النظام: بيانات ذات قيمة واطئة
المعالجة: تفاعلية
مخرجات النظام: تحليل قرارات
مثال: تحليل تكاليف عقود
- وهي نظم معلومات على مستوى إدارة المنظمة والتي تدمج بين البيانات وبين نماذج تحليلية معقدة ومتطورة
- نماذج تحليلية أو أداة تحليل بيانات لغرض دعم صنع القرارات غير الروتينية
- نظم دعم القرار تساعد المديرين في صناعة قراراتهم التي تكون فريدة، وسريعة التغيير، وليس من السهل تحديدها مسبقاً
- نظم دعم القرار يتوجهون نحو المشكلات التي تكون طرق وإجراءات الوصول إلى الحلول هي ليست معرفة ومحددة مسبقاً
- وبالرغم من أن نظم دعم القرار تستخدم معلومات من نظم معالجة التعاملاتTPS ونظم المعلومات الإداريةMIS ، إلا أنها تأتي بالمعلومات من مصادر خارجية external sources، مثل أسعار الأسهم الجاريةcurrent stock prices ، أو أسعار المنتجات المتوفرة لدى المنافسينproduct prices of competitors
6. نظم دعم الإدارة التنفيذية Excusive Support Systems/ESS
- موجهة إلى المستوى الاستراتيجي
مدخلات النظام: بيانات تجميعية إجمالية aggregate data
المعالجة: تفاعليةInteractive
مخرجات النظام: تقديم مشاريعProjections
مثال: سنوات خطة عمل لخمسة سنوات5-year operating plan :
- المدراء في الإدارة العليا يستخدمون نظم دعم الإدارات التنفيذية بغرض صناعة القرارات
- نظم دعم الإدارة التنفيذية مصمم لتوحيد ودمجincorporate بيانات تخص أحداث وموضوعات خارجية، مثل قوانين جديدة للضرائب أو موضوعات تخص المنافسين، مع معلومات داخلية مستخلصة من نظم المعلومات الإداريةMIS ونظم دعم القرارات DSS
- تعتمد نظم دعم الإدارة التنفيذية برمجيات رسومات هي الأكثر تطوراً، لتستطيع أن تقدم بيانات من مصادر عدة، بشكل مباشر، إلى المدراء التنفيذيين، أو مجالس الإدارة فيها.
- نظم دعم الإدارة التنفيذية يستخدم عادة نماذج تحليلية بشكل أقل

خامساً: نظم المعلومات التي تخدم المجالات الوظيفية للأعمال
Information systems serving each of the major functional areas of a business.
هنالك نظم معلومات لكل مستوى وظيفي في المنظمة الواحدة، تدعم مجالات الوظائف الرئيسية فيها، وهي كالآتي:
1. نظم معلومات التسويق marketing information systems، أو نظم معلومات المبيعات والتسويق Sales and marketing information systems:
ويشتمل على إدارة علاقات الزبائنCustomer relation management ، والتسويق المتفاعلInteractive marketing ، والبيع المحوسب Sales force automation. وتعمل نظم معلومات المبيعات والتسويق في إطار النشاطات التالية:
أ. يساعد الشركة في تحديد الزبائن وتوجهاتهم نحو المنتجات والخدمات help the firm identify customers for the organization's products and services.
ب. تساعد مثل هذه النظم على تطوير، وتحسين، وبيع، وتزويد الشركة بدعم مستمر لمنتجاتها وخدماتها help develop, promote, sell, and provide ongoing customer support for the firm's products and services.
ج. عدد من نظم معلومات المبيعات والتسويق تقوم بنشاطات أخرى، من ضمنها إجراءات الطلبات order processing ، وتحليل السوق market analysis ، وتحليل الأسعار pricing analysis ، وتوقعات توجهات المبيعات sales trend forecasting
2. نظم معلومات التصنيع والإنتاج Manufacturing and production information systems
ويطلق عليه بعض الكتاب عمليات الإنتاج Production operations
وهو نظام يزود بالآتي:
أ. بمعلومات تخص التخطيط، وتطوير الإنتاج، وجدولة الإنتاج والخدمات provide information for planning, product development, production or service scheduling
ب‌. يزود بمعلومات تتعلق بالسيطرة على انسيابية المنتجات والخدمات controlling the flow of products and services
ج. هنالك عدد من نظم التصنيع والانتاج التي تساعد في السيطرة على المكائن، وتخطيط الانتاج، وتأمين تسهيلات موقعية أخرى machine control, CAD, production planning, and facilities ********.
3. نظم معلومات الموارد البشرية Human resources inf. systems
أ‌. تؤمن مثل هذه النظم سجلات العاملين، ومتابعة مهارات العاملين maintain employee records; track employee skills, job performance
ب‌. دعم التخطيط لتعويضات العاملين، وبضمنها المتطلبات القانونية support planning for employee compensation, including pensions and benefits, legal and regulatory requirements
ج. التطوير والتدريب المهني training and development, career pathing
د. تخطيط الموارد البشرية human resources planning
4. نظم معلومات التمويل والمحاسبة Finance and accounting information systems
أ‌. متابعة ممتلكات المنظمة المالية، وانسيابية التمويل track the organization's financial assets and fund flows
ب. يساعد في متابعة أعمال الحسابات القابلة للاستلام، وتحليل السندات والأوراق التجارية، والموازنة، وتخطيط الأرباح accounts receivable, portfolio analysis, budgeting, and profit planning.
ويقسم عدد من الكتاب هذا النظام إلى نظامين: الأول نظام المحاسبةAccounting ، والثاني للتمويل Finance ،
سادساً: نظم معلومات التسويق، والتسويق التفاعلي
Marketing Information Systems
and Interactive Marketing
وظائف إدارة الأعمال بالنسبة للتسويق تتعلق بالتخطيط، والتحسين، والبيع للمنتجات المتوفرة، في الأسواق الموجودة. وكذلك في تطوير المنتجات الجديدة لأسواق جديدة، بغرض تقديم أفضل الخدمات للزبائن الحاليين وكذلك الزبائن المحتملين. وعلى هذا الأساس فإن التسويق يلعب دوراً أساسياً في عملية إدارة أعمال المنشأة. وإن الشركات والمنشآت قد لجأت إلى تكنولوجيا المعلومات لكي تساعدها في أداء الوظائف الأساسية للتسويق في وجه التغيرات المتسارعة في البيئة المعاصرة.
ويوضح المخطط التالي كيف أن نظم معلومات التسويق تزود بتكنولوجيات المعلومات التي تدعم العناصر الرئيسية لوظائف التسويق. مثال ذلك فإن مواقع الويب الإنترنت، أو عن طريق الإنترانت المرتبط بالإنترنت، والخدمات الأخرى التي تؤمن إجراءات سوق تفاعلية Interactive marketing ممكنة، حيث يستطيع الزبائن من أن يكونوا شركاء في تكوين، وتسويق، وشراء، وتحسين المنتجات والخدمات. ونظم أتمتة أو حوسبة قوى المبيعاتSales force automation تستخدم حوسبة متنقلة وتكنولوجيا الإنترنت لأتمتة أو حوسبة العديد من نشاطات معالجة المعلومات لأغراض دعم المبيعات وإدارتها. وكذلك تعمل نظم المعلومات الأخرى على مساعدة مديري التسويق في إدارة علاقات الزبون، وتخطيط الإنتاج، ووضع الأسعار، وقرارات إدارة الإنتاج الأخرى، والإعلان، والترويج للمبيعات، واستراتيجيات التسويق المستهدفة، وبحوث التسويق وخططها.
السوق التفاعلية Interactive marketing:
ويقصد به إجراءات التي يركز عليها الزبون في التسويق، والتي يكون أساسها استخدام الإنترنت، والإنترانت، والأكسترانت، بغرض إنشاء تعاملات تتجه بطريقين Two-way transaction، بين الأعمال وزبائنها، أو بينها وبين المهمين من زبائنها. وإن الهدف من السوق التفاعلي هو تمكين الشركة من استخدام هذه الأنواع الثلاثة من الشبكات بطريقة مربحة ومفيدة، تعمل على اجتذاب الزبائن وإبقائهم ليصبحوا شركاء مع الأعمال في تامين، وشراء، وتحسين المنتجات والخدمات.
ففي السوق التفاعلية لا يكون الزبائن مجرد مشاركين خاملين، بحيث يستلمون إعلانات إعلامية قبل الشراء، ولكنهم يشاركون بشكل نشيط في اتصالات شبكية عملية وإجراءات تفاعلية. فالسوق التفاعلية تشجع الزبائن على أن يصبحوا جزء من عمليات تطوير الإنتاج. وهذا يتم باستخدام تكنولوجيا الإنترنت بطرق شتى، مثل الحوارات أو الدردشة ومجاميع النقاش Chat and discussion groups، ونماذج استبيانات من خلال الويبWeb forms and questionnaires ، والمراسلات عبر البريد الإلكتروني. وعلى هذا الأساس فإنه يكون للسوق التفاعلية مردودات غنية بالنسبة إلى بيانات التسويق المهمة، وأفكار عن المنتجات الجديدة، وعلاقات متينة مع الزبائن.
سابعاً: العلاقة المتداخلة بين نظم المعلومات
Interrelations between systems
هنالك علاقة متداخلة، من جهة، ومتكاملة، من جهة أخرى، بين كل نظم المعلومات، التي تخدم مستويات مختلفة في المنظمة.
ويعتبر نظام معلومات التعاملات (التجارية) مصدر البيانات الرئيسي لكل أنواع نظم المعلومات الأخرى، بينما يكون نظام دعم الإدارة التنفيذية العليا في المنظمة، هو بشكل رئيسي مستلماً للبيانات من نظم المعلومات، في المستويات الأدنى. كذلك فإن كل الأنواع الأخرى من النظم يحتمل أن تتبادل بالبيانات مع بعضها البعض الآخر. وإن تبادل البيانات بين نظم المعلومات قد يشمل النظم الأخرى التي تخدم مجالات وظيفية مختلفة.
ومن الممكن توضيح صورة هذا النوع من العلاقات المتبادلة والمتداخلة بين نظم المعلومات، من خلال المخطط رقم (22) التالي:

ثامناً: نظم المنشأة: فوائدها وتحديات تنفيذها
enterprise systems: benefits and challenges of implementing
هي عبارة عن نظم تسعى إلى تخطيط موارد المنشأة بغرض تزويد عموم المنشأة (أو المنظمة) بنوع من التكامل، من خلال المنطلقات الآتية:
- تبني العديد من المنظمات ما يسمى بنظم المنشأة Enterprise systems، والذي يسمى أيضاً تخطيط موارد المنشأة Enterprise Resource Planning/ ERP، بغرض تزويد عموم المنظمة أو الشركة بنوع من التكامل.
- برمجيات المنشأة تعمل على عمل نموذج لحوسبة العديد من عمليات وإجراءات إدارة الأعمال Enterprise software model and automates many business process، مثل تنظيم ملفات الطلبات، أو جدولة الشحن، بالإضافة إلى تكامل المعلومات عبر الشركة أو المنظمة، والحد من الروابط المكلفة والمعقدة بين نظم الحواسيب في مختلف الأماكن في المشروع
- وتستطيع المعلومات من الانسياب من خلال الشركة Information can flow throughout the firm ، وعلى هذا الأساس تستطيع أن تتشارك بإجراءات إدارة الأعمال في التصنيع، والمحاسبة، والموارد البشرية، والجوانب الأخرى في الش
فوائد نظم المنشأة:
وعلى أساس ما تقدم فإننا نستطيع تحديد فوائد نظم المنشأة بالآتي:
1. تأمين قاعدة متكاملة وواسعة في المنظمة لغرض تنسيق العمليات المشتركة الداخلية: منظمة واحدة One organization
2. توحد العمليات الأساسية للمبيعات والإنتاج والتمويل والموارد البشرية والسوقية (اللوجستية)، في نظام برمجي واحد، بغرض تأمين انسيابية المعلومات عبر المنظمة
3. يمكن لنظام المنشأة أن يساعد في إيجاد منظمة اكثر تماسكاً، حيث يكون فيها كل شخص يستخدم نظام معالجات ومعلومات موحد، وان يمكنوا من قياس عملهم على أساس معايير أداء موحدة عبر كل أرجاء المنظمة
4. التنسيق في المبيعات، والإنتاج، والتمويل، والإجراءات اللوجستية التي يؤمنها نظام المشاريع، والذي يساعد المنظمات في الاستجابة بشكل أسرع لطلبات الزبائن
تحديات نظم المنشأة:
أما الجوانب السلبية والتحديات التي ينبغي أن تضعها المنظمة في الاعتبار فيمكن أن نلخصها بالآتي:
1. صعبة البناء Difficult to build. فهي بالرغم من أنها أثبتت فوائد تنظيمية على مستوى التنسيق والكفاءة، وصناعة القرار، إلا أنها صعبة في بنائها
2. من النواحي التكنولوجية تتطلب استثمارات تكنولوجية كبيرة
3. تتطلب تغييرات واسعة وجذرية في إدارة الأعمال
4. تحتاج الشركات إلى إعادة النظر والعمل بإجراءاتها وأعمالها بغرض جعل المعلومات تنساب بينها بسهولة
5. ينبغي على العاملين القيام بأعمال ومسؤوليات وظيفية جديدة
6. تحتاج نظم المشاريع إلى برامجيات معقدة
7. تحتاج إلى استثمار واسع في الوقت والمال والخبرة
8. نظراً لأن نظم المنشأة هي متكاملة، لذا فإنه من الصعب إجراء تغيير في جزء واحد من الأعمال، من دون التأثير على بقية الأجزاء كذلك
ويمثل المخطط التالي رقم (23) تصوراً لنظام المنشأة التي كتبنا عنه في السطور السابقة
تاسعاً: إدارة سلسلة التوريد ونشاطاتها في المنظمة
supply chain management
- من تطبيقات المنشأة Enterprise applications: إدارة سلسلة التوريد أو التجهيزSupply chain management، والتجارة التعاونية Collaborative commerce، والشبكات الصناعيةIndustrial networks ، وإدارة علاقات الزبونCustomer relation management ، واتلي سنأتي على ذكرها.
إدارة سلسلة التجهيز Supply chain management
من تطبيقات نظم المنشأة ، ما يسمى بإدارة سلسلة التوريد supply chain management هي عبارة عن ربط وثيق وتنسيق في النشاطات التي تشتمل على مبيعات، وتأمين أو صنع، وتحريك المنتجات. وتربط إدارة سلسلة التجهيز بين المجهز زالمصنع والموزع والزبون، لعمليات لوجسية أو سوقية، بغرض التقليص في الوقت، والفائض عن المطلوب، وتكاليف الجرد.
وسلسلة التجهيز هذه هي شبكة من المنظمات، ومن إجراءات عمل تسعى إلى تدبير وتأمين المواد، وتحويل المواد الأولية إلى منتجات مصنعة، نهائية أو وسيطة، بالإضافة إلى توزيع المنتجات إلى الزبائن.
وتربط سلسلة التجهيز بين المجهزين، ومعامل التصنيع، ومراكز التوزيع، وجهات التفريغ، وأماكن بيع المفرد، والأفراد، والمعلومات المطلوبة لهم، من خلال إجراءات محددة، مثل: التدبير، والسيطرة المخزنية، والجرد، والتوزيع، والإيصال إلى بضائع التجهيز والخدمات، من المصادر
فالمواد والمعلومات وإجراءات التسديد تنساب من خلال سلسلة التجهيز هذه في اتجاهين: البضائع تبدأ كمواد أولية وتتحرك إلى نظم الإنتاج، حتى تصل إلى الزبائن. كذلك تشتمل سلسلة التجهيز على حركة معاكسة، حيث تعود المواد لتنساب بالإتجاه المعاكس، من المشترين (رجوعاً) إلى البائعين

عاشراً: التجارة التعاونية، والشبكات الصناعية الخاصة، وإدارة علاقات الزبون
Collaborative commerce, Private industrial networks & Customer relationship management
التجارة التعاونية Collaborative commerce:
هي استخدام التكنولوجية الرقمية لتمكين مجموعة من المنظمات في تأمين التصميم، والتطوير، والبناء، والإدارة، بشكل تعاوني لمنتجاتها طيلة فترة انتاجها.
فالشركات تستطيع أن توحد نظمها مع نماذج سلسلة التجهيز بغرض تنسيق توقعات الطلب، وتخطيط الموارد، وتخطيط الانتاج، وسد واستمال النقص، والشحن، والتخزين. فالشركات تستطيع أن تعمل بشكل مشترك مع المجهزين على تصميم الإنتاج والتسويق.
ويستطيع الزبائن أن يؤمنوا تغذية راجعة إلى المسوقين ليستخدموها في تحسين تصاميم انتاجهم، وفي الدعم والخدمة. وعن طريق تجهيز الأدوات البرمجية المناسبة يستطيعون أن يساعدو الشركات في تصميم وتطوير بعض أنواع المنتجات.
الشبكات الصناعية الخاصة Private industrial networks:
- لقد ساعدت تكنولوجيا الإنترنت في جعل الشبكات الصناعية تسهم في إجراءات الأعمال الداخلية للمنظمات Interorganizational business processes ، عن طريق تزويدها بمنصة أو قاعدة Platform تمكن مختلف النظم من الشركات المختلفة في تبادل المعلومات. وقد ساعدت الشبكة العنكبوتية على تمكين الشبكات الصناعية الخاصة من التنسيق في مجال إجراءات أعمال التبادل بين المنظمات Transorganizational business process، والذي يؤمن بنية تحتية ارتكازية للتعاون في مجال النشاطات التجارية.
- وعموماً فإن الشبكات الصناعية الخاصة تسمح بالآتي:
1. المشاركة في تصميم الإنتاج، وتطويره، والتسويق، والجرد، وجدولة الإنتاج
2. الاستفادة من البريد الإلكتروني، وتأمين الرسومات والأشكال المطلوبة
3. العديد من هذه الشبكات هي مملوكة وتدار من قبل الشركات التي تستخدمها فعلاً، في عمليات تنسيق المشتريات، والطلبات، والنشاطات الأخرى مع المجهزين، والموزعين، واختيار نماذج لإدارة الأعمال

إدارة علاقات الزبون Customer relationship management:
أما إدارة علاقات الزبون هي الطريقة التي تتعامل بها الشركة مع زبائنها الحاليين والمحتملين الجدد. وإن إدارة مثل هذه العلاقات هو موضوع يخص إدارة الأعمال واستثمار التكنولوجيا المستخدمة في نظم المعلومات، بغرض توحيد إجراءات إدارة الأعمال المحيطة بتفاعل الشركة مع عملائها في المبيعات، والتسويق، والخدمات الأخرى المقدمة لهم.
فنظام إدارة علاقات الزبون النموذجي يزود الخدمة، من طرف أو نهاية إلى طرف، بالنسبة للزبائن ورعايتهم، من خلال استلام طلباتهم وإرسال منجاتهم
حادي عشر: دور نظم إدارة المعرفة في المنظمة
Role of knowledge management systems in the enterprise
1. إيجاد وتأمين المعرفةCreating knowledge : تعمل نظم المعلومات المعرفية بتجهيز العاملين في الحقل المعرفي بالرسومات، والتحليلات، والاتصالات، ووسائل إدارة الوثائق، إضافة إلى الوصول إلى مصادر المعلومات والمعرفة الداخلية والخارجية.
2. اكتشاف وتصنيف المعرفة Discovering and codifying knowledge نظم الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence systems يستطيع أن يستنبط، ويدمج الخبرات، من الخبراء البشر لغرض إيجاد نماذج وعلاقات، في كميات كبيرة من البيانات. ونظم دعم القرار DDS تقوم بتحليل قواعد بيانات واسعة، وتستطيع أيضاً اكتشاف معارف جديدة
3. المشاركة بالمعرفة Sharing knowledge ك فنظم التعاون الجماعية تستطيع أن تساعد العاملين في الوصول، والعمل في آن واحد، على نفس الوثيقة، ومن مواقع مختلفة، ومن ثم التنسيق بين نشاطهم
4. توزيع المعرفة Distributing knowledge : فنظم المكتب وأدوات الاتصال تستطيع تأمين الوثائق والأشكال الأخرى من المعلومات، وتوزيعها على العاملين في مجال المعلومات والمعرفة، بغرض ربط المكاتب إلى وحدات الأعمال الأخرى داخل الشركة وخارجها.

ثاني عشر: اهتمام المديرين بعمليات الأعمال وتكاملها
Managers should pay attention to business processes and integrate them
تشير إجراءات الأعمال إلى طريقة تنظيم العمل، وتنسيقه، وتسلط الأضواء على تقديم الخدمات والمنتجات الجيدة.
-Business processes refer to the manner in which work is organized, coordinated, and focused to produce a valuable product to services.
- إجراءات الأعمال تؤمن انسيابية عمل متماسكة للمواد، والمعلومات، والمعرفة. وكذلك الطرق التي تختارها الإدارة لتنسيق العمل.
-Business processes are concrete workflows of material, information, and knowledge, and they also represent unique ways in which organizations coordinate work, information, and knowledge, and the ways in which management choose to coordinate work.
- على الرغم من أن كل من وظائف الأعمال الرئيسية لها إجراءاتها، فإن العديد منها لها وظائف متداخلة، مثل إنجاز الطلباتAlthough each of the major business functions has its own set of business processes, many other business processes are cross-functional, such as fulfilling an order.

- نظم المعلومات تستطيع أن تساعد المنظمات على تأمين كفاءات عالية عن طريق أتمتة أجزاء من تلك العمليات، أو عن طريق مساعدة المنظمة على إعادة التفكير، وصقل مثل هذه العمليات، وخاصة تلك التي لها علاقة بإدارة علاقة العملاء وإدارة سلسلة التجهيز.-Information systems can help organizations achieve great efficiencies by automating parts of these processes or by helping organizations rethink and streamline these processes, especially those for customer relationship management and supply chain management.
- فإدارة علاقة العملاء تستخدم نظم معلومات لغرض تنسيق كل عمليات الأعمال المحيطة بالحركة المتداخلة للشركة، مما له علاقة بالعملاء. Customer relationship management uses information systems to coordinate all of the business processes surrounding firm’s interactions with its customers.-
- إدارة سلسلة التجهيز هي الترابط الوثيق للأنشطة ذات العلاقة بشراء، وصنع، وتحريك المنتج . ونظم المعلومات تجعل إدارة سلسلة التجهيز أكثر كفاءة، عن طريق مساعدة الشركات بتنسيق، وجدولة، وتدابير السيطرة، والإنتاج، وإدارة جرد المخازن، وتوزيع المنتجات والخدمات للعملاءSupply chain management is the close linkage of activities involved in buying, making, and moving a product. Information systems make supply chain management more efficient by helping companies coordinate, schedule, and control procurement, production, inventory management, and delivery of products and services to customers.

ثالث عشر: منافع استخدام نظم المعلومات لدعم إدارة سلسلة التجهيز والتجارة التعاونية
the benefits of using inf. Systems to support supply chain management and collaborated commerce
1. نظم المنشأة والشبكات الصناعية يمكن أن تؤمن الكفاءات، من خلال التنسيق الأفضل لعمليات وإجراءات الأعمال الداخلية والخارجية.
Enterprise systems and industrial networks promise efficiencies from better coordination of both internal and external business processes.
2. نظم المشروع تستطيع أن تساعد في إيجاد منظمة موحدة، والتي من خلالها كل شخص يستخدم عمليات ومعلومات متشابهة، ويقيسون أعمالهم بمقاييس أداء المنظمة الواسعة
Enterprise systems can help create a uniform organization in which everyone uses similar processes and information, and measures their work in terms of organization-wide performance standards.
3. نظام المنشأة يمكن أن يزود الإدارة ببيانات أفضل حول إجراءات الأعمال وأداء تنظيمي شمولي An enterprise system could supply management with better data about business processes and overall organizational performance.
4. نظم المشروع يكون قاعدة (منصة) تكنولوجية واحدة، ، حيث يكون تعريف البيانات نمطي
من خلال المنظمة. فالتنسيق في المبيعات، والإنتاج، والتمويل، والإجراءات اللوجستية تؤمن بواسطة نظم المنشأة، لتساعد المنظمة على التجاوب السريع مع طلبات العملاء
Enterprise systems feature a single information technology platform where data definitions are standardized across the organization. The coordination of sales, production, finance, and logistics processes provided by enterprise systems helps organizations respond rapidly to customer demands.
5. الحقيقة أن نظم الشركات والصناعات الواسعة صعبة التطبيق بنجاح. إنها تتطلب تغيير تنظيمي شامل، باستخدام تكنولوجيات معقدة. كذلك فهي تتطلب تكاليف متوفرة كبيرة، وعلى مدى المنافع طويلة الأجل، والتي من الصعب احتسابها مقدماً.
The reality is that firm and industry-wide systems are very difficult to implement successfully. They require extensive organizational change, use complicated technologies, and require large up-front costs for long-term benefits that are difficult to quantify in advance.
- وحال تطبيق نظم المنشآت والمشاريع فإنها تكون صعبة التغيير. حيث أن منظور الإدارة ومتطلباتها تستوجب أن تأخذ بالاعتبار نظرة واسعة ووجهة نظر للشركة والصناعة للمشاكل، وأن تجد الحلول التي تدرك القيمة الإستراتيجية من الاستثمار.
Once implemented, enterprise systems are very difficult to change. Management vision and foresight are required to take a firm and industry wide view of problems and to find solutions that realize strategic value from the investment.

رابع عشر: أنواع نظم المعلومات من حيث التخصصات الموضوعية
Types of Information Systems: specialization
- تتوزع نظم المعلومات المتخصصة على عدد من المعارف والتخصصات. فهنالك، على سبيل المثال، نظم المعلومات التسويقية Marketing Information Systems/MkIS، ونظم المعلومات الجغرافيةGeographic Information Systems/GIS ، ونظم المعلومات المحاسبية Accounting Information Systems ونظم المعلومات المكتبية، أو نظم إدارة المكتبةLibrary Management Systems/LMS، ونظم المعلومات الحاسوبية Computer Information Systems/GIS

1. نظم المعلومات التسويقية Marketing Information Systems/MkIS
نظم المعلومات التسويقية عبارة عن مجموعة من الطرق والإجراءات التي تؤمن تخطيط، وتحليل، وعرض للمعلومات الضرورية لقرارات التسويقa set of methods and procedures for planning, analyzing and presenting information necessary for marketing decisions. ويركز هذا النوع من النظم على نشاطات المبيعات عادة sales activities .
ونظام المعلومات التسويقي هو ليس إلا طريقة للوصول إلى جمع، ومعالجة، وتخزين المعلومات التي يحتاجها المديرون العاملون في مجال التسويق، في المنظمات، لأغراض صناعة القرار
MkIS is but a structured approach for gathering, processing and storing information needed by the marketing manager for decision-making
وقد تنامى الاعتماد على هذا النظام في ضوء الحاجة الماسة إلية، وفي ضوء الإهتمام الضروري والمتنامي بنظم وتكنولوجيا المعلومات.
ولا تعتبر نظم المعلومات التسويقي في الوقت الحاضر كنظم للإدارة فحسب، بل هي نظم تشغيلية كذلك، حيث توجه هذه النظم نحو نشاطات التسويق.
كذلك فإن نظم المعلومات التسويقية يمكن أن تكون كبيرة ومتطورة في جمع الخبرات المناسبة لفسح المجال واسعاً أمام قرارات المنظمة. وفي هذا المجال فإن استخدام الإنترنت والشبكة العنكبوتية يكون مناسباً جداً في تطوير وتحسين المبيعات والخدمات، والترويج لها.

2. نظم المعلومات الجغرافيةGeographic Information Systems/GIS
نظم المعلومات الجغرافية هي نوع من النظم الحاسوبية، التي تشتمل على مكونات مادية، ومكونات برمجية، وبيانات، تسمح بالعمل الخرائطي والجغرافي للأماكن والمواقع التي يكون لها مقاطع مترابطة، وتمتلك عناصر جغرافية ذات علاقة.
GIS is a type of computer system made of hardware, software, and data that allows the mapping of spatially related layers that have a common geographic component.
وهذا النوع من العمل الطبقي الجغرافي يمكن أن يسمح للبيانات من أن تعرض وتحلل في عدد من الأشكال الجغرافية، وتقليديا يكون ذلك على الخرائط. والبيانات التي هي في أشكال جغرافية غالبا ما تكشف معلومات يكون من الصعب فهمها وملاحظتها في أية طريقة فيها مخرجات حاسوبية تقليدية أخرى، مثل المخططات، أو الجداول، أو القوائم. مثال ذلك فان استخدام نظام بيانات سكاني طبقي layering demographic data حسب توزيع الأعمار والدخل، موجودة في مواقع مخزونة لدى جهة معينة على خارطة، يمكن الاستفادة منها.
وعلى أساس ما تقدم فإن نظم المعلومات الجغرافي تعتمد على النظم الحاسوبية المعاصرة، في إدخال وتخزين، ومعالجة، وتحليل البيانات المطلوبة، ومن ثم السعي إلى استخراج المعلومات المطلوبة، والمرتبطة بالموارد أو النتاجات الحضارية، التي هي ناجمة عن تفاعل الإنسان، من جهة، والطبيعة، من جهة أخرى، مرتبطة بمكان أو موقع جغرافي محدد. ويسمح نظام المعلومات الجغرافي بتجميع وتفسير بيانات ومعلومات كبيرة ومعقدة، لها علاقة بالبيئة، والتوزيع السكاني، وتوزيع الدخل، والتخطيط العمراني والإقليمي، والجيولوجيا، وأية موضوعات أخرى مرتبطة بالتوزيع الجغرافي، ومجمعة من جهات ومصادر متعددة، ومن ثم معالجتها وتحويلها إلى أشكال مفهومة تعين صانعي القرارات في إنجاز أعمالهم واتخاذ قراراتهم بالشكل المناسب، وبالاتجاه السليم.

3. نظم المعلومات المحاسبية Accounting Information Systems/AIS
تحتاج المنظمات المعاصرة أن يكون العاملون فيها، ومن ضمنهم المديرون التنفيذيين والعاملون في مجال المحاسبة والنمويل، لديهم المهرة الكافية والوافية في مجالات عمل الحواسيب ونظم المعلومات المحوسبة.
وتحاول المنظمات أن تستخدم وتوظف خريجي الكليات من الذين يحملون مثل هذه المؤهلات والمهارات، إلا أن الجامعات لا زالت تكافح وتسعى لتأمين البرامج والمساقات المناسبة لتأمين تلبية مثل تلك الحاجات المتنامية.
وقد أعلنت العديد من الجمعيات والمنظمات المهنية العالمية المتخصصة في مجال المحاسبة عن حاجتها إلى مفاهيم الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات لتكون جزءاً من المعرفة، والمهارات، والقدرات للمهن المحاسبية. وإن مثل هذه الجمعيات والمنظمات تعلن بأن مهنة المهنيين المتخصصين في المجال المحاسبي ينبغي أن يكونوا قادرين على تطبيق برامجيات التطوير والتحسين المنتجة، مثل صفحات الجداول وبرامجيات محاسبية محددة، وأن يكونوا قادرين على تفسير وتكامل وتطبيق تكنولوجيا المعلومات Accounting professionals should be able to apply productivity improvement software, such as spreadsheets and accounting-specific software, and be able to interpret, integrate, and implement information technology.
تخصص نظم المعلومات المحاسبية يربط معاً مجموعة مهارات في تخصصين ومجالين للخبرات المتنامية والمتغيرة بشكل سريع، هما المحاسبة وتكنولوجيا المعلومات.
The Accounting Information Systems/AIS major joins together the skill sets of tow areas experiencing rapid growth and change, accounting and information technology.
التجارة الإلكترونيةe. Commerce ، اتصالات الأعمال إلى الأعمال المباشرةdirect business-to-business communication ، ومعالجة الأعمال من دون استخدام للورقpaperless working processes، ومستجدات تكنولوجية أخرى and many other technology-intensive innovations قد أوجدت تحديات وفرص جديدة للمحاسبين الذين يمتلكون أيضاَ خبرات في نظم المعلومات.
إن العديد من الوظائف التقليدية المحاسبية قد دمجت وشملت في نظم تتطلب خليط جديد من المعرفة التكنولوجية والمحاسبية. وإن تخصص نظم المعلومات المحاسبية هو مصمم لتزويد هذا النوع من الدمج للمعرفة ومجموعات المهارات لمواجهة هذه التحديات والفرص الجديدة لعالم تكنولوجيا المعلومات والتعامل معها.

4. نظم إدارة المكتبة Library Management Systems/LMS
وهنالك مسميات أخرى لهذا لنوع من التخصص مثل: نظام معلومات المكتبة Library Information Science/LIS . ويؤمن هذا النوع من النظم المحوسبة خدمات تعاونية متقدمة متعددة للمكتبات ومراكز المعلومات المشاركة، وخاصة المكتبات المدرسية. ومن تلك الخدمات: إجراءات الفهرسة التعاونية المحوسبة، والإعارة ومتابعة المواد المعارة، إجراءات التزويد والمسلسلات (الدوريات) يمكن أن يتم التعامل معها بسرعة، وبكفاءة، وبسهولة.
وإن مديري المكتبات الذين يستخدمون هذا النظام يمكن أن يحققوا العديد من الإنجازات لمكتباتهم والمستفيدين من خدماتها، ومواده. ويمكن أن نوجز مثل هذه الخدمات بالآتي:
1. متابعة عدد الكتب التي تقرأ من قبل القراء والمستخدمين، ضمن برنامج القراءة والمطالعة.
2. لمتابعة الكتب والمواد التي تم استعارتها، من قبل المستخدمين، مما يؤدي إلى التقليل من عدد الكتب والمواد التي يمكن أن تفقد من المجموعة
3. للتحري عن توجهات وعادات القراءة عند المستفيدين، لغرض متابعة سياسة أكثر كفاءة وتأثيراً في اقتناء وشراء الكتب والمواد الأخرى، وتطويرها.
4. متابعة طلبات المستفيدين من المكتبة، عن طريق البريد الإلكتروني، فيما يتعلق بالمقالات المتاحة، من خلال قواعد البيانات والإنترنت
5. التمكن من تنفيذ طلبات الشراء والاشتراك والاقتناء على الخط المباشر، وكذلك متابعة مثل هذه الطلبات، بطريقة سهلة وسريعة وسهلة.
6. لتحديث الاشتراكات بالدوريات المطلوبة للمكتبة
7. التمكن من الارتباط بالشبكة العنكبوتية/الويب، التي تشتمل على مجاميع كبيرة، ومتنامية من المواد التعليمية المتاحة
8. لإضافة أو حذف مواقع على الويب، بغرض تعزيز المناهج الدراسية للجهات المعنية بالخدمة المكتبية والمعلوماتية
9. لتمكين إدارة المكتبة من متابعة الكتب والمواد التي استحق موعد استرجاعها من المستفيدين، أو إعادة استعارتها
10. أية خدمات وتسهيلات محوسبة أخرى للمستفيدين من خدمات ونشاطات المكتبة

5. نظم المعلومات الحاسوبية Computer Information Systems/CIS
لقد أخذت نظم المعلومات الحاسوبية طريقها، كمفهوم تطبقي مهني أو كمسمى أكاديمي علمي، كتحول طبيعي في مختلف المجتمعات الغربية والعربية لما شهدته الحواسيب بوجه خاص وتكنولوجيا المعلومات بشكل عام من تطور وتأثير في مجمل حركة المجتمع. ويستخدم مفهوم نظم المعلومات الحاسوبية الذي يشار إليه بالرمز المختصر CIS بشكل أساس في مجال التدريس والتعليم الأكاديمي، على مستوى الدراسات الجامعية الأولية، وخاصة البكالوريوس، وكذلك على المستويات الأكاديمية العليا والأخرى.
وتركز تدريسات نظم المعلومات الحاسوبية عالمياً على مواد ومفردات عدة، مثل عدد من مساقات الرياضيات several mathematical courses، مثل الإحصاء الرياضي ونظام العد العشري وغيرها
probability theory, mathematical statistics, discrete mathematics, decision science, algorithms and their practical uses, computer ********s,COBOL ...

https://www.minshawi.com/other/gendelgy2.htm









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-11, 20:31   رقم المشاركة : 435
معلومات العضو
natuyox
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الكتاب عبد المجيد مزيان

بحثت عن الكتاب عبد المجيد مزيان (النظريات الاقتصادية عند ابن خلدون وأسسها من الفكر الإسلامي والواقع المجتمعي )ولاكن بدون جدوى جل ماوجدته مختصرات لهذه الكتب او مواقع تقوم بالبيع عن طريق النت وكما تعلمون نحن هنا في الجزائري ليست هناك طريقة للشراء عبر النت لهذا انا ارجوكم لمن لديه هذا الكتاب ان يمتعني به










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:09

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc