۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝ - الصفحة 273 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

۝۞مُفرَدَاتٌ قُرءانيّةٌ ۝ ومُصْطَلحَاتٌ فُرقَانِيَّةٌ۞۝

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-05-12, 15:45   رقم المشاركة : 4081
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18))) يوسف

ما معنى قوله تعالى
((فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18))) يوسف
شرح الكلمات :
{ وأجمعوا } : أي أمرهم على إلقائه في غيابة الجب .
{ في غيابة الجب } : أي في ظلمة البئر .
{ وأوحينا إليه } : أي أعلمناه بطريق خفي سريع .
{ عشاء } : أي بعد غروب الشمس أول الليل .
{ نستبق } : أي بالمناضلة .
{ عند متاعنا } : أي أمتعتنا من ثياب وغيرها .
{ وما أنت بمؤمن لنا } : أي بمصدّق لنا .
{ بدم كذب } : أي بدم مكذوب أي دم سخلة وليس دم يوسف .
{ بل سولت لكم } : أي زينت وحسنت .
{ على ما تصفون } : أي من الكذب .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في الإِخبار عما عزم عليه إخوة يوسف أن يفعلوه فقد أقنعوا والدهم يوم أمس على إرسال يوسف معهم إلى البر وها هم أولاء وقد أخذوه معهم وخرجوا به ، وما إن بعدوا به حتى تغّيرت وجوههم عليه وصار يتلقى الكلمات النابية والوكز والضرب أحيانا ، وقد أجمعوا أمرهم على إلقائه في بئر معلومة لهم في الصحراء ، ونفذوا مؤامرتهم وألقوا أخاهم وهو يبكي بأعلى صوته وقد انتزعوا منه قميصه وتركوه مكتوفا في قعر البئر . وهنا أوحى الله تعالى إليه أي أعلمه بما شاء من وسائط العلم انه سينبئهم في يوم من الأيام بعملهم الشنيع هذا وهو معنى قوله تعالى في السياق { وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون } وبعد أن فرغوا من أخيهم ذبحوا سخلة ولطخوا بدمها قميصه ، وعادوا إلى أبيهم مساء يبكون يحملون الفاجعة إلى أبيهم الشيخ الكبير قال تعالى { وجاءوا أباهم عشاء } أي ليلا { يبكون } وقالوا معتذرين { يا أبانا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا } أي بمصدق لنا { ولو كنا صادقين } وقد دلت عباراتهم على كذبهم قال تعالى { وجاءوا على قميصه بدم كذب } أي ذي كذب أو مكذوب إذ هو دم سخلة ذبحوها فأكلوها ولطخوا ببعض دمها قميص يوسف أخيهم ونظر يعقوب إلى القميص وهو ملطخ بالدم الكذب ولم يكن به خرق ولا تمزيق فقال إن هذا الذئب لحليم إذ أكل يوسف ولم يخرق ثوبه ، ثم قال ما أخبر تعالى عنه بقوله { قال بل سولت لكم أنفسكم أمراًؤ أي لم يكن الأمر كما وصفتم وادعيتم وإنما سولت لكم أنفسكم أمراً فنفذتموه . { فصبر جميل } أي فأمري صبر جميع والصبر الجميل هو الذي لا جزع فيه ولا شكوى معه . { والله المستعان على ما تصفون } أي من الكذب .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- جواز صدور الذنب الكبير من الرجل المؤمن المهيء للكمال مستقبلا .
2- لطف الله تعالى بيوسف وإكرامه له بإِعلامه إياه أنه سينّبىء إخوته بفعلتهم هذه وضمن ذلك بشره بسلامة الحال وحسن المآل .
3- اختيار الليل للاعتذار دون النهار لأن العين تستحي من العين كما يقال . وكما قيل « كيف يرجوا الحياء منه صديق . . . ومكان الحياء منه خراب . يريد عينيه لا تبصران .
4- فضيلة الصبر الجميل وهو الخالي من الجزع والشكوى معاً .
أيسر التفاسير ابو بكر الجزائري








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-05-12, 15:48   رقم المشاركة : 4082
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) )) يوسف

ما معنى قوله تعالى
((وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) )) يوسف
شرح الكلمات :
{ سيارة } : رُفْقَة من الناس تسير مع بعضها بعضا .
{ واردهم } : أي الذين يرد لهم الماء .
{ فأدلى دلوه } : أي دلى دلوه في البئر .
{ وأسروه بضاعة } : أي أخفوه كبضاعة من البضائع .
{ وشروه بثمن بخس } : أي باعوا بثمن ناقص .
{ وقال الذي اشتراه } : أي الرجل الذي اشتراه واسمه قطفير ولقبه العزيز .
{ اكرمي مثواه } : أي أكرمي موضع إقامته بمعنى اكرميه وأحسني إليه .
{ أو نتخذه ولدا } : أي نتبناه فقال ذلك لأنه لم يكن يولد له .
{ من تأويل الأحاديث } : أي تعبير الرؤيا .
{ ولما بلغ أشده } : أي قوته البدنية والعقلية .
{ حكما وعلما } : أي حكمة ومعرفة أي حكمة في التدبير ومعرفة في الدين .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في الحديث عن يوسف وإخوته إنه لما ألقى يوسف في الجب وترك هناك جاءت قافلة من بلاد مدين تريد مصر فأرسلوا وارداً لهم يستقي لهم الماء فأدلى دلوه في البئر فتعلق به يوسف فخرج معه وما إن رآه المدلي حتى صاح قائلا يا بشراي هذا غلام وكان إخوة يوسف يترددون علىلبئر يتعرفون على مصير أخيرهم فلما رأوه بأيدي الوارد ورفقائه قالوا لهم هذا عبد لنا أبق ، وإن رأيتم شراءه بعناه لكم فقالوا ذاك الذي نريد فباعوه لهم بثمن ناقص وأسره الذين اشتروا أي أخفوه عن رجال القافلة حتى لا يطالبوهم بالاشتراك فيه معهم ، وقالوا هذه بضاعة كلفنا أصحاب الماء بإِيصالها إلى صاحبها بمصر . هذا ما دل عليه قوله تعالى { وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة } { وشروه بثمن بخس دراهم معدودة } .
وكونها معدودة غير موزونة دال على قلتها { وكانوا فيه من الزاهدين } أي إخوته لا الذين اشتروه . ولما وصلوا به مصر باعوه من وزير يقال له قطفير العزيز فتفرس فيه الخير فقال لا مرأته زليخا أكرمي مقامه بيننا رجاء أن ينفعنا في الخدمة أو نبيعه بثمن غال ، أو نتخذه ولداً حيث نحن لا يولد لنا . هذا معنى قوله تعالى { وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً } قال تعالى . { وكذلك مكّنا ليوسف في الأرض } أي وكما نجيناه من القتل والجب والعطفنا عليه العزيز مكّنا له في الأرض فيما بعد فصار ملك مصر بما فيها يحكمها ويسوسها بالعد والرحمة ، وقوله تعالى { ولنعلمه من تأويل الأحاديث } أي ولنعلمه تعبير الرؤا من أحاديث الناس ومايقصونه منه . وقوله تعالى { والله غالب على أمره } أي على أمر يوسف فلم يقدر إخوته أن يبلغوا منه مرادهم كما هو تعالى غال بعلى كل أمر أراده فلا يول بينه وبين مراده أحد وكيف وهو العزيز الحكيم . وقوله { ولكن أكثر الناس لا يعلمون } إذ لو علموا لفوضوا أمرهم إليه وتوكلوا عليه ولم يحاولوا معصيته بالخروج عن طاعته .
وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم على ما يجد من أقربائه من أذى إذ يوسف ناله الأذى من أخوته الذين هم أقرب الناس إليه بعد والديه . وقوله تعالى { ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلما وكذلك نجزي المحسنين } أي ولما بلغ يوسف اكتمال قوته البدنية بتجاوز سن الصبا إلى سن الشباب وقوته العقلية بتجاوزه سن الشباب إلى سن الكهولة آتيناه حكماً وعلما أي حكمة وهي الإِصابة في الأمور وعلما وهو الفقه في الدين ، وكما آتينا يوسف الحكمة والعلم نجزي المحسنين طاعتنا بالصبر والصدق وحسن التوكل وفي هذا بشارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن العاقبة وأن الله تعالى سينصره على أعدائه ويمكن له منهم .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- جواز الفرح بما يسر والإِعلان عنه .
2- جوازالاحتياط لأمر الدين والدنيا .
3- اطلاق لفظ الشراء على البيع .
4- نسخ التبنّي في الإِسلام .
5- معرفة تعبير الرؤا كرامة لمن علّمه الله ذلك .
6- من غالب الله غُلِبَ .
7- بلوغ الأشد يبتدى بانتهاء الصبا والدخول البلوغ .
8- حسن الجزاء مشروط بحسن القصد والعمل .
أيسر التفاسير ابو بكر الجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-12, 15:50   رقم المشاركة : 4083
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) )) سورة يوسف

ما معنى قوله تعالى
((وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) )) سورة يوسف
شرح الكلمات :
{ راودته } : أي طالبته لحاجتها تريد أن ينزل عن إرادته لإِرادتها وهو يأبى .
{ التي هو في بيتها } : أي زليخا امرأة العزيز .
{ وغلّقت الأبواب } : أغلقتها بالمغّاليق .
{ هيت لك } : أي تعال عندي .
{ معاذ الله } : أي أعوذ بالله أي أتحصن وأحتمي به من فعل ما لا يجوز .
{ أحسن مثواي } : أي إقامتي في بيته .
{ همت به } : أي لتبطش به ضربا .
{ وهم بها } : أي ليدفع صولتها عليه .
{ برهان ربّه } : ألهمه ربّه أن الخير في عدم ضربها .
{ السوء والفحشاء } : السوء ما يسوء وهو ضربها ، والفحشاء الخصلة القبيحة .
{ المخلصين } : أي الذين استخلصناهم لولايتنا وطاعتنا ومحبتنا .
{ وقدت قميصه } : أي قطعته من وراء .
{ وألفيا سيدها } : أي وَجَدَا العزيز زوجها وكانوا يطلقون على الزوج لفظ السيد لأنه يملك المرأة .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في الحديث عن يوسف وام جرى له من أحداث في بيت العزيز الذي اشتراه إنه ما إن أوصى العزيز امرأته بإِكرام يوسف حتى بادرت إلى ذلك فأحسنت طعامه وشرابه ولباسه وفراشه ، ونظراً إلى ما تجلبه الخلوة بين الرجل والمرأة من إثارة الغريزة الجنسية لا سيما إذا طالت المدة ، وأمن الخوف وقلت التقوى حتى راودته بالفعل عن نفسه أي طلبت منه نفسه ليواقعها بعد أن اتخذت الأسباب المؤمنّة حيث غلّقت أبواب الحجرة والبهو والحديقة ، وقالت تعالى إليّ . وكان رد يوسف على طلبها حازماً قاطعا للمع وهذا هو المطلوب في مثل هذا الموقف قال تعالى مخبراً عما جرى في القصر حيث لا يعلم أحدٌ من الناس ما جرى وما تم فيه من أحداث . { وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون } . إنها بعد أن اتخذت كل ما يلزم للحصول على رغبتها منه أجابها قائلا { إنه ربي أحسن مثواي } يريد العزيز أحسن إقامتي فكيف أخونه في أهله . وفي نفس الوقت أن سيده الحق الله جل جلاله قد أحسن مثواه بما سخّر له فكيف يخونه فيما حرم عليه . وقوله إنه لا يفلح الظالمون تعليل ثان فالظلم بِوَضْع الشيء في غير موضعه يخيب في سعيه ويخسر في دنياه وأُخراه فكيف أرضى لنفسي ولَكَ بذَلك وقوله تعالى { ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربُه } أي همت بضربه لامتناعه عن إجابتها لطلبها بعد مراودات طالت مدتها ، وهم هو بها أي بضربها دفعاً عن نفسه إلا إنه أراه الله برهاناً في نفسه فلم يضربها وآثر الفرار إلى خارج البيت ، ولحقته تجري وراءه لترده خشية أن يعلم أحد بما صنعت معه . واستبقا الباب هو يريد الخروج وهي تريد رده إلى البيت خشية الفضيحة وأخذته من قميصه فقدته أى شقته من دُبر أي من وراء لأنه أمامها وهي وراءه .
وقوله تعالى : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء } أي هكذا نصرف عن يوسف السوء فلا يفعله والفحشاء فلا يقربها ، وعلل لذلك بقوله إنه من عبادنا المخلصين أي الذين استخلصناهم لعبادتنا ومحبتنا فلا نرضى لهم أن يتلوثوا بآثار الذنوب والمعاصي . وقوله تعالى { وألفيا سيّدها لدى الباب } أي ووجدا زوجها عند الباب جالساً في حال هروبه منها وهي تجرى وراءه حتى انتهيا إلى الباب وإذا بالعزيز جالس عنده فخافت المعرة على نفسها فبادرت بالاعتذار قائلة ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أي يوما أو يومين ، أو عذاب أليم يكون جزاءاً له كأن يضرب ضربا مبرحا .
أيسر التفاسير ابو بكر الجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-12, 15:53   رقم المشاركة : 4084
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) )) يوسف
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) )) يوسف
شرح الكلمات :
{ وشهد شاهد من أهلها } : أي ابن عمها .
{ قُدَّ من قُبل } : أي من قدام .
{ قدَّ من دبُر } : أي من وراء أي من خلف .
{ إنه من كيدكن } : أي قولها ، ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً .
{ يوسف أعرض عن هذا } : أي عن هذا الأمر ولا تذكره لكيلا يشيع .
{ من الخاطئين } : المرتكبين للخطايا الآثمين .
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث عن يوسف وأحداث القصة فقد ادعت زليخا أن يوسف راودها عن نفسها وطالبت بعقوبة فقالت { ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم } وهنا رد يوسف ما قذفته به ، ولولا أنها قذفته ما أخبرعن مراودتها إياه فقال ما أخبر تعالى به في هذه الآيات { هي راودتني عن نفسي } وهنا انطق الله جل جلاله طفلاً رضيعاً إكراما لعبده وصفيّه يوسف فقال هذا الطفل والذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم شاهد يوسف { إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين } هذا ما قضى به الشاهد الصغير . { فلما رأى قميصه قد من دبر قال } . { إنه } أي قولها { ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً } { من كيدكن } أي من صنيع النساء { إن كيدكن عظيم } ، ثم قال ليوسف يا يوسف { أعرض عن هذا } الأمر ولا تذكره لأجد لكيلا يفشوا فيضر . وقال لزليخا { استغفري لذنبك } أي اطلب العفو من زوجك ليصفح عنك ولا يؤاخذك بما فرط منك من ذنب إنك كنت من الخاطئين أي الآثمين من الناس هذا ما تضمنته الآية الأربع في هذا السياق الكريم .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- مشروعية الدفاع عن النفس ولو بما يُسئُ إلى الخصم .
2- إكرام الله تعالى لأوليائه حيث أنطق طفلا في المهد فحكم ببراءة يوسف .
3- تقرير أن كيد النساء عظيم وهو كذلك .
4- استحباب الستر على المسيء وكراهية إشاعة الذنوب بين الناس .
أيسر التفاسير ابو بكر الجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-12, 15:56   رقم المشاركة : 4085
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ما معنى قوله تعالى ...وما الدروس والعبر من هذه الآيات
((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) )) سورة يوسف

ما معنى قوله تعالى ...وما الدروس والعبر من هذه الآيات
((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) )) سورة يوسف
شرح الكلمات :
{ في المدينة } : أي عاصمة مصر يومئذ .
{ تراود فتاها } : أي عبدها الكنعاني .
{ قد شغفها حبا } : أي دخل حبّه شغاف قلبها أي أحاط بقلبها فتملكه عليها .
{ إنا لنراها في ضلال مبين } : أي في خطأ بيّن بسبب حبها إياه .
{ فلما سمعت بمكرهن } : أي بما تحدثن به عنها في غيبتها .
{ وأعتدت لهن متكئا } : أي وأعدت لهن فراشا ووسائد للاتكاء عليها .
{ أكبرنه } : أي أعظمنه في نفوسهن .
{ فذلك الذي لمتنني فيه } : أي قلتن كيف تحب عبداً كنعانياً .
{ فاستعصم } : أي امتنع مستمسكا بعفته وطهارته .
{ الصاغرين } : الذليلين المهانين .
{ أصب إليهن } : أمل إليهن .
{ وأكن من الجاهلين } : أي المذنبين إذ لا يذنب إلا من جهل قدرة الله واطلاعه عليه .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في قصة يوسف إنه بعد الحكم الذي أصدره شاهد يوسف عليه السلام انتقلالخبر إلى نساء بعض الوزراء فاجتمعن في بيت إحداهن وتحدثن بما هو لوم لامرأة العزيز حيث راودت عبداً لها كنعانياً عن نفسه وهو ما أخبر تعالى عنه في الآيات الآتية قال تعالى { وقال نسوة في المدينة } أي عاصمة مصر يومئذ { امرأة العزيز تراود فتاها } أي عبدها { عن نفسه قد شغفها حبا } أي قد بلغ حبها إياه شغفا قلبها أي غشاءه . { إنا لنراها { أي نظنها { في ضلال مبين } أي خطأ واضح : إذ كيف تحب عبداً وهي من هي في شرفها وعلّو مكانتها . قوله تعالى { فلام سمعت بمكرهن } أي ما تحدثن به في غيبتها { أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وآتت كل واحدة منهن سكينا } أي فقابلت مكرهن بمكر أعظم منه فأعدت لهن حفلة طعام وشراب فلما أخذن في الأكل يقطعن بالسكاكين الفواكه كالأتراج وغيره أمرته أن يخرج عليهن ليرينه فيعجبن برؤيته فيذهلن عن أنفسهن ويقطعن أيديهن بدل الفاكهة التي يقطعنها للأكل وبذلك تكون قد دفعت عن نفسها المعرة والملامة ، وهذا ما جاء في قوله تعالى { وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا } أي إنسان من الناس . { إن هذا إلا ملك } أي ما هذا إلا ملك { كريم } وذلك لجماله وما وهبه الله تعالى من حسن وجمال في خلقه وخلقه . وهنا قالت ما أخبر تعالى به في قوله { قالت فذلكن الذي لمتنني فيه } أي هذا هو التفي الجميل الذي لمتنني في حبه ومراودته عن نفسه { ولقد راودته عن نفسه فاستعصم } أي راودته فعلا وامتنع عن أجابتي . { ولئن لم يفعل ما آمره } أي به مما أريده منه { ليسجنن وليكونن من الصاغرين } أي الذليلين المهانين . وهكذا اسمعته تهديدها أمام النسوة المعجبات به . ومن هنا فزع يوسف إلى ربّه ليخلصه من مكر هذه المرأة وكيدها فقال ما أخبر تعالى به عنه { قال ربّ السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه } أي يا رب فلا عد كلامه هذا سؤالاً لربه ودعاء السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه من الإِثم ، { وإلاّ تصرف عني كيدهن } أي كيد النسوة { أصب إليهن } أي أَمِلْ إليهن { وأكن } أي بفعل ذلك { من الجاهلين } أي الآثمين بارتكاب معصيتك وها ما لا أريده وهو مافررت منه { فاستجاب له ربه } أي أجابه في دعائه وصرف عنه كيدهن إنه تعالى هو السميع لأقوال عباده ودُعَاءِ عبده وصفيه يوسف عليه السلام العيلم بأحوال وأعمال عباده ومنهم عبده يوسف . ولذا استجاب له فطمأنه وأذهب الألم ألم الخوف من نفسه ، وله الحمد والمنة .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :الدروس والعبر
1- بيان طبيعة الإِنسان في حب الاطلاع وتتبع الأخبار .
2- رغبة الإِنسان في الثأر لكرامته ، وما يحميه من دم أو مال أو عرض .
3- ضعف النساء أمام الرجال ، وعدم قدرتهن على التحمل كالرجال .
4- إيثار يوسف عليه السلام السجن على معصية الله تعالى وهذه مظاهر الصديقية .
5- الجهل بالله تعالى وبأسمائه وصفاته ووعده ووعيده وشرعه هو سبب كل الجرائم في الأرض .

أيسر التفاسير ابو بكر الجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-12, 16:00   رقم المشاركة : 4086
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما معنى قوله تعالى ...وما الدروس والعبر من هذه الآيات
((وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) )) سورة يوسف
شرح الكلمات :
{ في المدينة } : أي عاصمة مصر يومئذ .
{ تراود فتاها } : أي عبدها الكنعاني .
{ قد شغفها حبا } : أي دخل حبّه شغاف قلبها أي أحاط بقلبها فتملكه عليها .
{ إنا لنراها في ضلال مبين } : أي في خطأ بيّن بسبب حبها إياه .
{ فلما سمعت بمكرهن } : أي بما تحدثن به عنها في غيبتها .
{ وأعتدت لهن متكئا } : أي وأعدت لهن فراشا ووسائد للاتكاء عليها .
{ أكبرنه } : أي أعظمنه في نفوسهن .
{ فذلك الذي لمتنني فيه } : أي قلتن كيف تحب عبداً كنعانياً .
{ فاستعصم } : أي امتنع مستمسكا بعفته وطهارته .
{ الصاغرين } : الذليلين المهانين .
{ أصب إليهن } : أمل إليهن .
{ وأكن من الجاهلين } : أي المذنبين إذ لا يذنب إلا من جهل قدرة الله واطلاعه عليه .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في قصة يوسف إنه بعد الحكم الذي أصدره شاهد يوسف عليه السلام انتقلالخبر إلى نساء بعض الوزراء فاجتمعن في بيت إحداهن وتحدثن بما هو لوم لامرأة العزيز حيث راودت عبداً لها كنعانياً عن نفسه وهو ما أخبر تعالى عنه في الآيات الآتية قال تعالى { وقال نسوة في المدينة } أي عاصمة مصر يومئذ { امرأة العزيز تراود فتاها } أي عبدها { عن نفسه قد شغفها حبا } أي قد بلغ حبها إياه شغفا قلبها أي غشاءه . { إنا لنراها { أي نظنها { في ضلال مبين } أي خطأ واضح : إذ كيف تحب عبداً وهي من هي في شرفها وعلّو مكانتها . قوله تعالى { فلام سمعت بمكرهن } أي ما تحدثن به في غيبتها { أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وآتت كل واحدة منهن سكينا } أي فقابلت مكرهن بمكر أعظم منه فأعدت لهن حفلة طعام وشراب فلما أخذن في الأكل يقطعن بالسكاكين الفواكه كالأتراج وغيره أمرته أن يخرج عليهن ليرينه فيعجبن برؤيته فيذهلن عن أنفسهن ويقطعن أيديهن بدل الفاكهة التي يقطعنها للأكل وبذلك تكون قد دفعت عن نفسها المعرة والملامة ، وهذا ما جاء في قوله تعالى { وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا } أي إنسان من الناس . { إن هذا إلا ملك } أي ما هذا إلا ملك { كريم } وذلك لجماله وما وهبه الله تعالى من حسن وجمال في خلقه وخلقه . وهنا قالت ما أخبر تعالى به في قوله { قالت فذلكن الذي لمتنني فيه } أي هذا هو التفي الجميل الذي لمتنني في حبه ومراودته عن نفسه { ولقد راودته عن نفسه فاستعصم } أي راودته فعلا وامتنع عن أجابتي . { ولئن لم يفعل ما آمره } أي به مما أريده منه { ليسجنن وليكونن من الصاغرين } أي الذليلين المهانين . وهكذا اسمعته تهديدها أمام النسوة المعجبات به . ومن هنا فزع يوسف إلى ربّه ليخلصه من مكر هذه المرأة وكيدها فقال ما أخبر تعالى به عنه { قال ربّ السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه } أي يا رب فلا عد كلامه هذا سؤالاً لربه ودعاء السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه من الإِثم ، { وإلاّ تصرف عني كيدهن } أي كيد النسوة { أصب إليهن } أي أَمِلْ إليهن { وأكن } أي بفعل ذلك { من الجاهلين } أي الآثمين بارتكاب معصيتك وها ما لا أريده وهو مافررت منه { فاستجاب له ربه } أي أجابه في دعائه وصرف عنه كيدهن إنه تعالى هو السميع لأقوال عباده ودُعَاءِ عبده وصفيه يوسف عليه السلام العيلم بأحوال وأعمال عباده ومنهم عبده يوسف . ولذا استجاب له فطمأنه وأذهب الألم ألم الخوف من نفسه ، وله الحمد والمنة .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :الدروس والعبر
1- بيان طبيعة الإِنسان في حب الاطلاع وتتبع الأخبار .
2- رغبة الإِنسان في الثأر لكرامته ، وما يحميه من دم أو مال أو عرض .
3- ضعف النساء أمام الرجال ، وعدم قدرتهن على التحمل كالرجال .
4- إيثار يوسف عليه السلام السجن على معصية الله تعالى وهذه مظاهر الصديقية .
5- الجهل بالله تعالى وبأسمائه وصفاته ووعده ووعيده وشرعه هو سبب كل الجرائم في الأرض .

أيسر التفاسير ابو بكر الجزائري










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-12, 16:04   رقم المشاركة : 4087
معلومات العضو
المسافر 09
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية المسافر 09
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38))) سورة يوسف
ما معنى قوله تعالى
((ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38))) سورة يوسف
شرح الكلمات :
{ ثم بدا لهم } : أي ظهر لهم .
{ الآيات } : أي الدلائل على براءة يوسف .
{ أعصر خمرا } : أي أعصر عنباً ليكون خمرا .
{ واتبعت ملة } : أي دين .
{ ما كان لنا } : أي ما انبغى لنا ولا صح منّا .
{ أن نشرك بالله من شيء } : أي أن أشرك بالله شيئا من الشرك وإن قل ولا من الشركاء وإن عظموا أو حقروا .
{ ذلك من فضل الله علينا } : أي ذلك التوحيد والدين الحق .
{ وعلى الناس } : إذ جاءتهم الرسل به ولكنهم ما شكروا فلم يتبعوا .
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث عن يوسف عليه السلام وما حدث له بعد ظهور براءتة من تهمة امرأة العزيز قال تعالى { ثم بدا لهم نم بعد ما رأوا الآية ليسجننه حتى حين } أي ثم ظهر للعزيز ومن معه من بعد ما رأوا الدلائل الواضحة على براءة يوسف وذلك كقدّ القميص من دُبر ونطق الطفل وحكمه في القضية بقوله { إن كان قميصه } الخ وهي أدلة كافية في براءة يوسف إلا أنهم رأوا سجنه إلى حين ما ، أي ريثما تسكن النفوس وتنسى الحادثة ولم يبق لها ذكر بين الناس . وقوله تعالى { ودخل معه السجن فتيان } أي فقرروا سجنه وادخلوه لاسجن ودخل معه فتيان أي خادمان كانا يخدمان ملك البلاد بتهمة وجهت إليهما . وقوله تعالى { قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين } وكان هذا الطلب منهما بعد أن أعجبا بسلوكه مع أهل السجن وحسن معاملته وسألاه عن معارفه فأجابهم بأنه يعرف تعبير الرؤيا فعندئذ قالا هيا نجربه فندعي أنا رأينا كذا وكذا وسألاه فأجابهما بما أخبر تعالى به في هذه الآيات : { قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما } ولالفظ محتمل لما يأتيهما في المنام أو اليقظة وهو لما علمه الله تعالى يخبرها به قبل وصوله إليهما وبما يؤول إليه ، وعلل لهما مبيّناً سبب علمه هذا بقوله { ذلكما مما علّمني ربّي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة كافرون } وهم الكنعانيون والمصريون إذ كانوا مشركين يعبدون الشمس ويعقوب ، ثم واصل حديثه معهما دعوة لهما إلى الإِيمان بالله والدخول في الإِسلام فقال { ما كان لنا } أي ما ينبغي لنا أن نشرك بالله من شيء فنؤمن به ونَعْبُدُه معه ، ثم أخبرهما أن هذا لم يكن باجتهاد منهم ولا باحتيال ، وإنما هو من فضل الله تعالى عليهم ، فقال ذلك من فضل الله علينا ، وعلى الناس إذ خلقهم ورزقهم وكلأهم ودعاهم إلى الهدى وبيذنه لهم ولكن أكثر الناس لا يشركون فيهم لا يؤمنون ولا يعبدون .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- دخل يوسف السجن بداية أحداث ظاهرها محرق وباطنها مشرق .
2- دخول السجن ليس دائما دليلا على أنه بيت المجرمين والمنحرفين إذ دخله صفيٌ لله تعالى يوسف عليه السلام .
3- تعبير الرؤى تابع لصفاء الروح وقوة الفراسة وهي في يوسف علم لدني خاص .
4- استغلال المناسبات للدعوة إلى الله تعالى كما استغلها يوسف عليه السلام .
5- وجوب البراءة من الشرك وأهله .
6- اطلاق لفظ الآباء على الجدود إذ كل واحد هو أب لمن بعده .
أيسر التفاسير ابو بكر الجزائري









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-13, 19:13   رقم المشاركة : 4088
معلومات العضو
radhia yep
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا جزيلا استفدت كيرا الله يحفدكم










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-14, 22:15   رقم المشاركة : 4089
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) )) سورة يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[يوسف/39-40-41-41]
ثم إن يوسف عليه السلام أقبل على الفتيين بالمخاطبة والدعاء لهما إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، وخلع ما سواه من الأوثان التي يعبدها قومهما، فقال‏:‏ ‏ (( ‏أأرباب متفرقون خير أم اللّه الواحد القهار‏)) ‏ أي الذي ذل كل شيء لعز جلاله وعظمة سلطانه، ثم بين لهما أن التي يعبدونها ويسمونها آلهة إنما هو تسمية من تلقاء أنفسهم، تلقاها خلفهم عن سلفهم، وليس لذلك مستند من عند اللّه، ولهذا قال‏:‏ ‏ (( ‏ما أنزل اللّه بها من سلطان‏)) ‏ أي حجة ولا برهان، ثم أخبرهم أن الحكم والتصرف والمشيئة والملك كله للّه، وقد أمر عباده قاطبة أن لا يعبدوا إلا إياه، ثم قال تعالى‏:‏ ‏ (( ‏ذلك الدين القيم‏)) ‏ أي هذا الذي أدعوكم إليه من توحيد اللّه وإخلاص العمل له، هو الدين المستقيم الذي أمر اللّه به، وأنزل به الحجة والبرهان الذي يحبه ويرضاه، ‏ (( ‏ولكن أكثر الناس لا يعلمون‏)) ‏ أي فلهذا كان أكثرهم مشركين، ‏ (( ‏وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين‏)) ‏ جعل سؤالهما له سبباً إلى دعائهما إلى التوحيد والإسلام، لما رأى في سجيتهما من قبول الخير، والإقبال عليه والإنصات إليه، ولهذا لما فرغ من دعوتهما شرع في تعبير رؤياهما من غير تكرار السؤال فقال‏:
يقول لهما‏:‏ ‏ (( ‏يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا‏)) ‏ وهو الذي رأى أنه يعصر خمراً ولكنه لم يعيِّنه لئلا يحزن ذاك، ولهذا أبهمه في قوله‏:‏ ‏ (( ‏وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه‏)) ‏ وهو الذي رأى أنه يحمل فوق رأسه خبزاً، ثم أعلمهما أن هذا قد فرغ منه، وهو واقع لا محالة لأن الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت‏.‏ قال الثوري‏:‏ لما قالا ما قالا، وأخبرهما قالا‏:‏ ما رأينا شيئاً، فقال‏:‏ ‏ (( ‏قضي الأمر الذي فيه تستفتيان‏))
ولما ظن يوسف عليه السلام أن الساقي ناج، قال له يوسف خفية عن الآخر‏:‏ ‏ (( ‏اذكرني عند ربك‏)) ‏ يقول‏:‏ اذكر قصتي عند ربك وهو الملك فنسي ذلك الموصى أن يذكر مولاه الملك بذلك وكان من جملة مكايد الشيطان لئلا يطلع نبي اللّه من السجن، هذا هو الصواب أن الضمير في قوله‏:‏ ‏ (( ‏فأنساه الشيطان ذكر ربه‏)) ‏ عائد على الناجي، كما قاله مجاهد وغير واحد؛ ويقال إن الضمير عائد على يوسف عليه السلام، رواه ابن جرير عن ابن عباس ومجاهد أيضاً، وأما البضع فقال مجاهد وقتادة‏:‏ هو ما بين الثلاث إلى التسع، وقال وهب بن منبه‏:‏ مكث أيوب في البلاء سبعاً، ويوسف في السجن سبعاً‏.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-14, 22:20   رقم المشاركة : 4090
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) )) سورة يوسف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49) )) يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[يوسف/43-44-45--46]
[يوسف 47- 48- 49]
هذه الرؤيا من ملك مصر مما قدر اللّه تعالى أنها كانت سبباً لخروج يوسف عليه السلام من السجن معززاً مكرماً وذلك أن الملك رأى هذه الرؤيا فهالته، وتعجب من أمرها، وما يكون تفسيرها، فجمع الكهنة وكبار دولته وأمراءه، فقص عليهم ما رأى وسألهم عن تأويلها، فلم يعرفوا ذلك، واعتذروا إليه بأنها (( أضغاث أحلام)) أي أخلاط أحلام اقتضته رؤياك هذه، (( وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين)) أي لو كانت رؤيا صحيحة من أخلاط لما كان لنا معرفة بتأويلها وهو تعبيرها؛ وعند ذلك تذكر الذي نجا من ذنيك الفتيين اللذين كانا في السجن مع يوسف، وكان الشيطان قد أنساه ماوصاه به يوسف من ذكر أمره للملك، فعند ذلك تذكر (( بعد أمة)) أي مدة، فقال للملك: (( أنا أنبئكم بتأويله)) أي بتأويل هذا المنام (( فأرسلون))أي فابعثون إلى يوسف الصديق إلى السجن، ومعنى الكلام فبعثوه فجاء فقال: (( يوسف أيها الصديق أفتنا)) وذكر المنام الذي رآه الملك، فعند ذلك ذكر له يوسف عليه السلام تعبيرها من غير تعنيف للفتى في نسيانه ما أوصاه به ومن غير اشتراط للخروج قبل ذلك، بل قال: (( تزرعون سبع سنين دأبا)) أي يأتيكم الخصب والمطر سبع سنين متواليات، (( فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون)) : أي مهما استغللتم وهذه السبع السنين الخصب فادخروه في سنبله ليكون أبقى له وأبعد عن إسراع الفساد إليه إلا المقدار الذي تأكلونه، وليكن قليلاً لا تسرفوا فيه، لتنتفعوا في السبع الشداد، وهن السبع السنين المحل التي تعقب هذه السبع المتواليات، وهن البقرات العجاف اللاتي تأكل السمان، لأن سني الجدب يؤكل فيها ما جمعوه في سني الخصب، وهن السنبلات اليابسات، وأخبرهم أنهن لا ينبتن شيئاً وما بذروه فلا يرجعون منه إلى شيء، ولهذا قال: (( يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون)) ثم بشَّرهم بعد الجدب العام المتوالي بأنه يعقبهم بعد ذلك (( عام فيه يغاث الناس)) أي يأتيهم الغيث وهو المطر، وتغل البلاد، ويعصر الناس ما كانوا يعصرون على عادتهم من زيت وسكر ونحوه.
تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-14, 22:43   رقم المشاركة : 4091
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) )) يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[يوسف/50-51-52]
((
وقال الملك )) لما جاءه الرسول وأخبره بتأويلها (( ائتوني به )) أي بالذي عبرها (( فلما جاءه )) أي يوسف (( الرسول )) وطلبه للخروج (( قال )) قاصدا إظهار براءته (( ارجع إلى ربك فاسأله )) أن يسأل (( ما بال )) حال (( النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي )) سيدي (( بكيدهن عليم )) فرجع فأخبر الملك فجمعهن .
(( قال ما خطبكن )) شأنكن (( إذ راودتن يوسف عن نفسه )) هل وجدتن منه ميلا إليكن (( قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص )) وضح (( الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين )) في قوله (هي راودتني عن نفسي) فأخبر يوسف بذلك فقال .
((
ذلك )) أي طلب البراءة (( ليعلم )) العزيز (( أني لم أخنه )) في أهله (( بالغيب )) حال (( وأن الله لا يهدي كيد الخائنين )) ثم تواضع لله فقال.
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-14, 23:08   رقم المشاركة : 4092
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57) )) سورة يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[يوسف/53-54-55-56-57]
((
وما أبري نفسي )) من الزلل (( إن النفس )) الجنس (( لأمَّارة )) كثيرة الأمر (( بالسوء إلا ما )) بمعنى من (( رحم ربي )) فعصمه (( إن ربي غفور رحيم ))
((
وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي )) أجعله خالصا لي دون شريك فجاءه الرسول وقال: أجب الملك فقام وودع أهل السجن ودعا لهم ثم اغتسل ولبس ثيابا حسانا ودخل عليه (( فلما كلمه قال )) له (( إنك اليوم لدينا مكين أمين )) ذو مكانة وأمانة على أمرنا فماذا ترى أن نفعل ؟ قال: اجمع الطعام وازرع زرعا كثيرا في هذه السنين المخصبة وادخر الطعام في سنبله فتأتي إليك الخلق ليمتاروا منك فقال: ومن لي بهذا ؟ .
((
قال )) يوسف (( اجعلني على خزائن الأرض )) أرض مصر (( إني حفيظ عليم )) ذو حفظ وعلم بأمرها، وقيل كاتب حاسب
(( وكذلك )) كإنعامنا عليه بالخلاص من السجن (( مكنَّا ليوسف في الأرض )) أرض مصر (( يتبوّأُ )) ينزل (( منها حيث يشاء )) بعد الضيق والحبس وفي القصة أن الملك توَّجه وختَّمه وولاه مكان العزيز وعزله ومات بعد، فزوجه امرأته فوجدها عذراء وولدت له ولدين، وأقام العدل بمصر ودانت له الرقاب (( نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ))
((
ولأجر الآخرة خير )) من أجر الدنيا (( للذين آمنوا وكانوا يتقون )) ودخلت سنو القحط وأصاب أرض كنعان والشام .
تفسير الإمامين الجليلين الجلالين رحمهما الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-14, 23:15   رقم المشاركة : 4093
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










M001

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيمن عبد الله مشاهدة المشاركة
ما معنى قوله تعالى
((وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) )) يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[يوسف/
58-59-60-61]
.
قوله تعالى (( وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه)) أي جاءوا إلى مصر لما أصابهم القحط ليمتاروا؛ وهذا من اختصار القرآن المعجز. قال ابن عباس وغيره : لما أصاب الناس القحط والشدة، ونزل ذلك بأرض كنعان بعث يعقوب عليه السلام ولده للميرة، وذاع أمر يوسف عليه السلام في الآفاق، للينه وقربه ورحمته ورأفته وعدله وسيرته؛ وكان يوسف عليه السلام حين نزلت الشدة بالناس، يجلس للناس عند البيع بنفسه، فيعطيهم من الطعام على عدد رءوسهم، لكل رأس وسقا. (( فعرفهم)) يوسف (( وهم له منكرون)) لأنهم خلقوه صبيا، ولم يتوهموا أنه بعد العبودية يبلغ إلى تلك الحال من المملكة، مع طول المدة؛ وهي أربعون سنة. وقيل : أنكروه لأنهم اعتقدوا أنه ملك كافر : وقيل : رأوه لابس حرير، وفي عنقه طوق ذهب، وعلى رأسه تاج، وقد تزيا بزي فرعون مصر؛ ويوسف رآهم على ما كان عهدهم في الملبس والحلية. ويحتمل أنهم رأوه وراء ستر فلم يعرفوه. وقيل : أنكروه لأمر خارق امتحانا امتحن الله به يعقوب
قوله تعالى (( ولما جهزهم بجهازهم)) يقال : جهزت القوم تجهيزا أي تكلفت لهم بجهازهم للسفر؛ وجهاز العروس ما يحتاج إليه عند الإهداء إلى الزوج؛ وجوز بعض الكوفيين الجِهاز بكسر الجيم؛ والجهاز في هذه الآية الطعام الذي امتاروه من عنده. قال السدي : وكان مع إخوة يوسف أحد عشر بعيرا، وهم عشرة، فقالوا ليوسف : إن لنا أخا تخلف عنا، وبعيره معنا؛ فسألهم لم تخلف؟ فقالوا : لحب أبيه إياه، وذكروا له أنه كان له أخ أكبر منه فخرج إلى البرية فهلك؛ فقال لهم : أردت أن أرى أخاكم هذا الذي ذكرتم، لأعلم وجه محبة أبيكم إياه، وأعلم صدقكم؛ ويروى أنهم تركوا عنده شمعون رهينة، حتى يأتوا بأخيه بنيامين. وقال ابن عباس : قال يوسف للترجمان قل لهم : لغتكم مخالفة للغتنا، وزيكم مخالف لزينا، فلعلكم جواسيس؛ فقالوا : والله! ما نحن بجواسيس، بل نحن بنو أب واحد، فهو شيخ صديق؛ قال : فكم عدتكم؟ قالوا : كنا اثني عشر فذهب أخ لنا إلى البرية فهلك فيها؛ قال : فأين الآخر؟ قالوا : عند أبينا؛ قال : فمن يعلم صدقكم؟ قالوا : لا يعرفنا ههنا أحد، وقد عرفناك أنسابنا، فبأي شيء تسكن نفسك إلينا؟ فقال يوسف (( ائتوني بأخ لكم من أبيكم)) إن كنتم صادقين؛ فأنا أرضى بذلك ((ألا ترون أني أوفي الكيل)) أي أتمه ولا أبخسه، وأزيدكم حمل بعير لأخيكم (( فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي)) توعدهم ألا يبيعهم الطعام إن لم يأتوا به. قال تعالى: (( ألا ترون أني أوفي الكيل)) يحتمل وجهين : أحدهما : أنه رخص لهم في السعر فصار زيادة في الكيل. والثاني : أنه كال لهم بمكيال واف. (( وأنا خير المنزلين)) فيه وجهان : أحدهما : أنه خير المضيفين، لأنه أحسن ضيافتهم؛ قاله مجاهد. الثاني : وهو محتمل؛ أي خير من نزلتم عليه من المأمونين؛ وهو على التأويل الأول مأخوذ من النزل وهو الطعام، وعلى الثاني من المنزل وهو الدار. قوله تعالى‏ (( ‏فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي‏)) ‏ أي فلا أبيعكم شيئا فيما بعد، لأنه قد وفاهم كيلهم في هذه الحال‏.‏ (( ‏ولا تقربون‏)) ‏ أي لا أنزلكم عندي منزلة القريب، ولم يرد أنهم يبعدون منه ولا يعودون إليه؛ لأنه على العود حثهم‏.‏ قال السدي‏:‏ وطلب منهم رهينة حتى يرجعوا؛ فارتهن شمعون عنده؛ قال الكلبي‏:‏ إنما اختار شمعون منهم لأنه كان يوم الجب أجملهم قولا، وأحسنهم رأيا‏.‏ و‏ (( ‏تقربون‏)) ‏ في موضع جزم بالنهي، فلذلك حذفت منه النون وحذفت الياء؛ لأنه رأس آية؛ ولو كان خبرا لكان ‏"‏تقربون‏"‏ بفتح النون‏.‏ قوله تعالى‏ (( ‏قالوا سنراود عنه أباه)) ‏ أي سنطلبه منه، ونسأله أن يرسله معنا‏.‏ ‏ (( ‏وإنا لفاعلون)) ‏ أي لضامنون المجيء به، ومحتالون في ذلك‏.‏ مسألة‏:‏ إن قيل‏:‏ كيف استجاز يوسف إدخال الحزن على أبيه بطلب أخيه‏؟‏ قيل له‏:‏ عن هذا أربعة أجوبة‏:‏ أحدها‏:‏ يجوز أن يكون الله عز وجل أمره بذلك ابتلاء ليعقوب، ليعظم له الثواب؛ فاتبع أمره فيه‏.‏ الثاني‏:‏ يجوز أن يكون أراد بذلك أن ينبه يعقوب على حال يوسف عليهما السلام‏.‏ الثالث‏:‏ لتتضاعف المسرة ليعقوب برجوع ولديه عليه‏.‏ الرابع‏:‏ ليقدم سرور أخيه بالاجتماع معه قبل إخوته؛ لميل كان منه إليه؛ والأول أظهر‏.‏ والله أعلم‏.‏

تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.









رد مع اقتباس
قديم 2014-05-15, 07:28   رقم المشاركة : 4094
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

آية (11):
* كيف تقرأ (قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ (11) يوسف)؟ وهل عرفت القبائل هذه القراءة بهذه الطريقة؟(د.فاضل السامرائى)
الوارد فيها إما الإشمام أن تشم الحركة وهذه لا تتبين في النطق وإنما في النظر لا تُسمع وإنما هي ضم الشفتين لا تظهر بالنطق إشمام الكسرة ضمة أو الضمة كسرة . هذه قراءة وقراءة بالإدغام الكامل من دون إشمام أو مع تحريك الشفتين ضم الشفتين وانفراج ما بينهما مهذه لا تسمع وإنما تتبين من حركة الشَفَة وكلتاهما واردة لأن الذين قرأوا بهذه وهم من القُرّاء السبع.
جاءت من فعل أمِن يأمن. الأصل أن يقال لا تأمَنُنا، تأمن (النون مرفوعة) والنون في (نا) نون المتكلم مفعول به والفاعل أنت، هذا هو الأصل. وفي غير القرآن نقول تأمننا. القرآءة التي وردت عندنا قراءتين: إدغام النون في النون فصارت تأمنّا، فيها قراءتان إما الإشمام وإما من دون إشمام إدغام والقراءة سُنة متبعة. والعرب قد تدغم الفعل وهذا سماعي لأنه عندنا إدغام واجب قياسي. هي وردت وقرئت بالإدغام، النون ليس فيها فتح وإنما ساكنة (تأمنْا) و(نا) مفتوحة مع الألف ونكتبها مع شدّة. النحاة يقولون قبل الألف هي فتحة دائمة وهذه قاعدة عند العرب وخاصة عند المتقدمين. أيّ ألف لا يمكن أن يكون قبلها من الحركات إلا فتحة وإن كان المحدثين يقولون هي واحدة وليس قبلها شيء لكن المتقدمين يقولون لا بد أن يكون قبلها فتحة قطعاً ولا يمكن أن يكون قبلها حركة. أي ألف في أي كلمة لا يمكن أن يكون ما قبلها إلا مفتوحاً إذن في (تأمنا) لا بد من الفتحة في النون قبل الألف










رد مع اقتباس
قديم 2014-05-15, 07:36   رقم المشاركة : 4095
معلومات العضو
أيمن عبد الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية أيمن عبد الله
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

*ما الفرق من الناحية البيانية بين (ولمّا) و(فلمّا) في سورة يوسف؟(د.فاضل السامرائى)
(ولمّا) و(فلمّا) وردت في السورة 19 مرة، 6 مرّات (ولمّا) والباقي (فلمّا) فكيف نفرق بينهم؟ هناك سبيلين للتمييز بين (لمّا) و(فلمّا) الطريقة الأولى إحصائية والثانية معنوية:
الطريقة الإحصائية للحفظ: يحفظ أمكنة (لمّا) الستة وهي (ولمّا بلغ أشدّه، ولمّا جهزهم بجهازهم، ولمّا فتحوا متاعهم، ولمّا فصلت العير، ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم، ولمّا دخلوا على يوسف) والباقي يكون (فلمّا).أما من الناحية التعبيرية: فالفاء تدلّ على الترتيب والتعقيب أما الواو فهي لمطلق الجمع. يأتي بالفاء عندما يكون هناك تعقيب (قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ {14} فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ {15}) لا يوجد فاصل زمني بين الأمرين ، وكذلك في قصة يوسف مع امرأة العزيز في قوله تعالى (وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)) جاء بـ (فلمّا) لأن الآية في نفس المشهد والموقف ولا يحتمل التأخيروالأحداث تسلسلت وتعاقبت الأحداث تأتي الواحدة تلوالأخرىوليس بين الأحداث أي تراخي أو فترة زمنية فاصلة طويلة. أما في الآية التي جاء فيها (ولمّا) استغرق سنوات طويلة حتى بلغ أشدّه (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {22}) وكذلك لما ذهب اخوة يوسف إليه في مصر استغرق الأمر زمناً حتى سافروا ووصلوا إلى يوسف بعد أن كلّمهم أبوهم (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)).










آخر تعديل أيمن عبد الله 2014-05-15 في 07:40.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مُفرَدَاتٌ, قُرءانيّةٌ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc