فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة - الصفحة 26 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-22, 17:13   رقم المشاركة : 376
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث:( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا) حديث ضعيف لا يصح

السؤال


ما معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن خير أجناد الأرض جند مصر ) أليس أصل اليهود الذين آمنوا مع رسول الله موسى صلى الله عليه وسلم من مصر ، أليس جند مصر هم من اكتفوا بتحرير سيناء عام 1973

ولم يحاربوا من أجل القدس . وشكرا .


الجواب

الحمد لله

الحديث المقصود في السؤال جزء من خطبة طويلة لعمرو بن العاص رضي الله عنهما ، خطبها في أهل مصر ، فكان مما قال لهم : حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

: ( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض . فقال له أبو بكر : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : لأنهم في رباط إلى يوم القيامة

) أخرج هذه الخطبة ابن عبد الحكم (ت257هـ) في " فتوح مصر " (ص/189)

والدارقطني في " المؤتلف والمختلف " (2/1003) ، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (46/162)

وأخرجها ابن زولاق الحسن بن إبراهيم الليثي (ت 387هـ) في " فضائل مصر " (ص/83) ، وعزاه المقريزي في " إمتاع الأسماع " (14/185) لابن يونس .

جميعهم من طريق ابن لهيعة ، عن الأسود بن مالك الحميري ، عن بحير بن ذاخر المعافري، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه .

وهذا إسناد ضعيف ، فيه علل ثلاثة :

عبد الله بن لهيعة : قال الذهبي رحمه الله في " الكاشف " (ص/590): " العمل على تضعيف حديثه " انتهى.

الأسود بن مالك : لم أقف له على ترجمة .

بحير بن ذاخر المعافري : ترجم له البخاري في " التاريخ الكبير " (2/138)

وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (2/411)، والذهبي في " تاريخ الإسلام " (7/326) ولم يذكر فيه أحد جرحا ولا تعديلا، وإنما ذكره ابن حبان في " الثقات " (4/81).

وبهذا يتبين أن الحديث ضعيف جدا ، فلا يستشكل المعنى بعد ضعف السند .

وعلى كل حال : فأجناد المسلمين فيهم الخير الكثير ، وكل من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله

وفي وصاية رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولا يجوز إطلاق الأحكام العامة على أجناد بلاد معينة بغير دليل صحيح

وخسارة بعض المعارك ليس دليلا على فساد جميع الجند

كما أن النصر في المعركة ليس دليلا على صلاح جميع الجند .

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-22, 17:19   رقم المشاركة : 377
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

هل ثمة دعاء خاص يحفظ من موت الفجأة ؟

السؤال

هل يوجد دعاء يحفظك من موت الفجأة ? وما هو ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

موت الفجأة من أقدار الله التي يقضي بها في عباده ، بأن يصيب الموتُ العبدَ مفاجأة من غير إمهال ولا إخطار ، وإنما هجوما تنسل به الروح من غير معاناة سكرات الموت ومقدماته .

وهو صورة من صور الموت التي وجدت قديما ، وزاد انتشارها حديثا بسبب حوادث السير المعروفة اليوم ، والعدوان على الشعوب والأفراد بآلات القتل الحديثة الفاتكة .

وقد جاء في بعض الآثار والأحاديث أن انتشار موت الفجأة من علامات الساعة ، حسَّن هذه الآثار الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص/506) وقال : له طرق يقوي بعضها بعضا

والألباني في " السلسلة الصحيحة " (5/370)، ويمكن الاطلاع عليها في كتاب : "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة " (2/236) للشيخ حمود التويجري .

ثانيا :

ثم إن موت الفجأة يحتمل أن يكون خيرا ، ويحتمل أن يكون شرا ، وذلك بحسب اختلاف حال المتوفى ، وما له عند الله عز وجل :

1- فإذا كان المتوفَّى من أهل الصلاح والخير ، وله عند الله من الحسنات والأعمال الصالحة ما يُرجَى أن تكون نورا بين يديه يوم القيامة :

فجميع صور الموت بالنسبة له من الخير ، سواء موت الفجأة ، أو بعد معاناة سكرات الموت : موت الفجأة رحمة وتخفيف وعفو من رب العباد

فلا يجد من ألم الموت وشدة سكراته ومعاناة مرضه شيئا يذكر ، وإن وقع له ذلك ولم يكن موته فجأة كان تكفيرا لسيئاته

ورفعة لدرجاته عند الله ، وذلك تصديق لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمر المؤمن كله له خير ، وأن موت المؤمن راحة له من نصب الدنيا وعذابها ، إلى نعيم الآخرة .

2- أما إذا كان المتوفَّى من المقصرين أو الفسقة الظلمة أو الكفرة :

فموت الفجأة بالنسبة له نقمة وغضب ، إذ عوجل بالموت قبل التوبة ، ولم يمهل كي يستدرك ما مضى من تفريطه وتقصيره

فأُخِذَ أخذةَ انتقام وغضب كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (مَوْتُ الْفَجْأَةِ أَخْذَةُ أَسَفٍ ) رواه أبو داود (رقم/3110) .

ولما كان الجزم بصلاح النفس أو تقصيرها من الأمور العسرة ، وتتفاوت فيها القلوب ، وتتنازعها أسباب الورع والخوف أو الثبات واليقين ، وجدنا في الآثار عن السلف بعض الاختلاف في نظرتهم لموت الفجأة

فمَن غَلَّبَ جانب الخوف من الله ، وظنَّ في نفسه التقصير

: كان يستعيذ من موت الفجأة ، ويرجو أن يكفر الله خطاياه بمعالجة سكرات الموت، ومَن غَلَّب جانب الرجاء ، وسعة رحمة الله : رأى في موت الفجأة فرجا ورحمة وعفوا من الله عز وجل .

فإذا قرأنا عن السلف كلاما عن موت الفجأة ظاهره التعارض ، فهو في الحقيقة والباطن ليس اختلاف تعارض ، وإنما اختلاف تنوع .

عن عبد الله بن مسعود وعائشة رضي الله عنهما قالا :

" أسف على الفاجر وراحة للمؤمن : يعني الفجأة " انتهى.

" مصنف ابن أبي شيبة " (3/370)، " السنن الكبرى " للبيهقي (3/379).

وعن تميم بن سلمة ، قال : مات منا رجل بغتة ، فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخذة غضب , فذكرته لإبراهيم - وقل ما كنا نذكر لإبراهيم حديثا إلا وجدنا عنده فيه - فقال : كانوا يكرهون أخذة كأخذة الأسف .

" مصنف ابن أبي شيبة " (3/370)

ثالثا:

أما الأحاديث المرفوعة فلم يصح منها شيء سوى الحديث المذكور سابقا : ( موت الفجأة أخذة أسف )

مع أن بعض أهل العلم تكلم فيه ، وأشار الحافظ ابن حجر رحمه الله إلى أنه روي مرفوعا وموقوفا ، وذكر أنه الإمام البخاري رحمه الله أشار بترجمته إلى أنه في إسناده مقالا.

ينظر: فتح الباري ، للحافظ ابن حجر (3/254) .

أما غيره من الأحاديث المتعلقة بموت الفجأة مدحا أو ذما ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ منها : فلم يصح منها شيء .

ولذلك قال الفيروزأبادي رحمه الله :

" ما ثبت فيه شيء " انتهى.

" سفر السعادة " (ص/353)

رابعاً :

لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء خاص يحفظ من موت الفجأة ، وما ينتشر في المنتديات عن ذلك الدعاء الذي يكتب لمن قاله أجر (360) حجة ، ويحفظ من موت الفجأة وغير ذلك

إنما هو كذب موضوع لا أصل له في كتب السنة

والأولى أن يدعو الإنسان بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به :

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ :

كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ )

رواه مسلم (2739)

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-23, 23:57   رقم المشاركة : 378
معلومات العضو
zakaria226
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 16:28   رقم المشاركة : 379
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zakaria226 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدي حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
وجزاك الله عني كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 16:32   رقم المشاركة : 380
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل يصح حديث (لن يغلب عسر يسرين) ؟

السؤال

في قوله تعالى : ( إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا )

قال الرسول صلى الله عليه وسلم - بما معناه- : ( اصبروا فلا يهزم عسر يسرين )، هل هذا الحديث صحيح ؟

وإن كان ، فما هو نص الحديث الصحيح ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

ورد هذا الحديث من طريقين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ـ فيما نعلم ـ وكلاهما ضعيف .

الأول : من مراسيل الحسن البصري ، ومراسيله ـ كما هو معلوم ـ ضعيفة ، بل من أضعف المراسيل .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

"ضعيف : أخرجه الحاكم (2/ 528) عن إسحاق بن إبراهيم الصنعاني : أنبأ عبد الرزاق : أنبأ معمر ، عن أيوب ، عن الحسن : في قول الله عز وجل : (إن مع العسر يسراً)

قال : خرج النبي صلي الله عليه وسلم يوماً مسروراً فرحاً ، وهو يضحك وهو يقول : (لن يغلب عسر يسرين)

وقال هو والذهبي : مرسل . فعلة الحديث الإرسال .

كذلك أخرجه ابن جرير في "التفسير" (30/ 151) من مرسل الحسن وقتادة ، ولا يقوي أحدهما الآخر ؛ لاحتمال أن يكونا تلقياه من شيخ واحد ، واحتمال أن يكون تابعياً مثلهما ، واحتمال أن يكون ضعيفاً أو مجهولاً

وهو السبب في عدم الاحتجاج بالحديث المرسل وجعلهم إياه من أقسام الحديث الضعيف ، كما هو مقرر في علم المصطلح " انتهى باختصار.

"السلسلة الضعيفة" (4342) .

الثاني : من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما .

رواه ابن مردويه – كما عزاه إليه الزيلعي في " تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف " (4/236) – قال :

" فيه مرفوع آخر رواه ابن مردويه في تفسيره فقال :

حدثنا أحمد بن محمد بن السري ، ثنا المنذر بن محمد بن المنذر ، ثني أبي ، ثنا يحيى بن محمد بن هانئ ، عن محمد بن إسحاق ، ثني الحسن بن عطية العوفي ، عن أبيه

عن جابر بن عبد الله قال : ( لما نزلت : ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابشروا لن يغلب عسر يسرين ) " انتهى.

وهذا إسناد ضعيف بسبب الحسن بن عطية العوفي ، فقد اتفق أهل العلم على تضعيفه . انظر: "تهذيب التهذيب" (2/294) ، ولذلك ضعف الحافظ ابن حجر حديث جابر هذا في

"فتح الباري" (8/712) .

ثانيا :

ثبت هذا من كلام بعض الصحابة رضوان الله عليهم ، أصحها ما رواه الحاكم في "المستدرك" (2/329) بسند صحيح ، قال فيه الحاكم : صحيح على شرط مسلم . ووافقه الذهبي في "التلخيص"

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (أنه بلغه أن أبا عبيدة حصر بالشام ، وقد تألب عليه القوم ، فكتب إليه عمر : سلام عليك ، أما بعد : فإنه ما ينزل بعبد مؤمن من منزلة شدة إلا يجعل الله له بعدها فرجا

ولن يغلب عسر يسرين ، و ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) قال : فكتب إليه أبو عبيدة : سلام عليك .

وأما بعد : فإن الله يقول في كتابه : ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ) إلى آخرها

. قال : فخرج عمر بكتابه فقعد على المنبر فقرأ على أهل المدينة ثم قال : يا أهل المدينة ! إنما يعرض بكم أبو عبيدة أن ارغبوا في الجهاد ) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" قوله تعالى : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) فالعسر - وإن تكرر مرتين - فتكرر بلفظ المعرفة ، فهو واحد ، واليسر تكرر بلفظ النكرة

فهو يسران ، فالعسر محفوف بيسرين ، يسر قبله ، ويسر بعده ، فلن يغلب عسر يسرين " انتهى.

" بدائع الفوائد " (2/155) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" قال تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) قال ابن عباس عند هذه الآية : (لن يغلب عسر يسرين) قال أهل البلاغة : توجيه كلامه : أن العسر لم يذكر إلا مرة واحدة

( فإن مع العسر يسراً ) ، ( إن مع العسر يسرا ) العسر الأول أعيد في الثانية بأل ، فأل هنا للعهد الذكري ، وأما اليسر فإنه لم يأت معرفاً بل جاء منكراً

والقاعدة : أنه إذا كرر الاسم مرتين بصيغة التنكير أن الثانية غير الأول إلا ما ندر ، والعكس إذا كرر الاسم مرتين وهو معرف فالثاني هو الأول إلا ما ندر

إذاً : في الآيتين الكريمتين يسران ، وفيهما عسر واحد ؛ لأن العسر كرر مرتين بصيغة التعريف .

( فإن مع العسر يسرا ) هذا الكلام خبر من الله عز وجل ، وخبره أكمل الأخبار صدقاً ، ووعده لا يخلف ، فكلما تعسر عليك الأمر فنتظر التيسير " انتهى باختصار.

" لقاءات الباب المفتوح " (لقاء رقم/80)

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) رواه أحمد (5/19) طبعة مؤسسة الرسالة وصححه المحققون

وقال ابن رجب : حسن جيد . "

جامع العلوم والحكم " (1/459) .

فينبغي للعبد أن يحسن ظنه بالله ، وأن يقوى يقينه بفرج من عنده سبحانه ، فهو عز وجل عند حسن ظن عبده به ، وأن يبذل أسباب الفرج من الصبر والتقوى وحمد الله على كل حال

قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا . ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ) الطلاق/4- 5 .

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

" ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب ، واليسر بالعسر : أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وحصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين ، وتعلق قلبه بالله وحده ، وهذا هو حقيقة التوكل على الله

وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج - فإن الله يكفي مَن توكل عليه ، كما قال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) " انتهى.

" جامع العلوم والحكم " (ص/197) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 16:35   رقم المشاركة : 381
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث (لا تمارضوا فتمرضوا)

السؤال

ما صحة الحديث : (لا تمارضوا فتمرضوا ، ولا تحفروا قبوركم فتموتوا) ؟

وما حكم من يتمارض ليأخذ ما ليس حقه في عمله كموظف حكومة؟


الجواب

الحمد لله

هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .

قال ابن أبي حاتم رحمه الله :

"سألت أبي عن حديث رواه عاصم بن إبراهيم الداري

عن محمد بن سليمان الصنعاني ، عن منذر بن النعمان الأفطس ، عن وهب بن منبه ، عن عبد الله بن عباس ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تمارضوا فتمرضوا ، ولا تحفروا قبوركم فتموتوا) .

قال أبي : هذا حديث منكر " انتهى .

"العلل" (2/321) .

وقال السخاوي رحمه الله :

"أسنده الديلمي من جهة أبي حاتم الرازي : حدثنا عاصم بن إبراهيم ، عن المنذر بن النعمان ، عن وهب بن قيس به مرفوعا . وعلى كل حال فلا يصح ، وإن وقع لبعض أصحابنا

وأما الزيادة التي على ألسنة كثير من العامة فيه ، وهي : (فتموتوا فتدخلوا النار) فلا أصل لها أصلا" انتهى .

"المقاصد الحسنة" (716) .

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

"منكر ... وعلته محمد بن سليمان هذا قال الذهبي في "الميزان" : مجهول ، والحديث الذي رواه منكر ، يعني هذا" انتهى .

"السلسلة الضعيفة" (259) ، وانظر "الفوائد المجموعة" للشوكاني (262) ، "الأسرار المرفوعة" لعلي القاري (590) .

والتمارض : يعني التظاهر بالمرض مع أن الحقيقة السلامة منه ، وهو من الكذب على الناس، ومن النفاق العملي الظاهر ، ولا يجوز للمسلم أن يتظاهر بأمر مخالف للحقيقة .

وتشتد الحرمة إذا تظاهر بهذا المرض للوصول إلى مراده بالكذب والحيلة والتزوير ، كحال أولئك العمال والموظفين الذين يتمارضون ليحصلوا على ما لا يستحقون من الأجازات أو التعويضات أو غيره

وكلها يأكلها أصحابها سحتا نسأل الله السلامة والعافية .

وقد سبق التحذير من هذا العمل في جواب السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 16:42   رقم المشاركة : 382
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الأعذار الطبية الكاذبة التي يقدمها الطلبة والموظفون

السؤال

ما حكم ما يفعله بعض الموظفين والطلاب من إحضار أعذار طبية كاذبة ، وفي الحقيقة يكون سبب غيابهم ليس مرضيا ، وإنما لأجل سفر مثلا

أو نوم ، وهل يجوز لو غاب طالب عن الامتحان بسبب أنه نام ولم ينتبه للمنبه مثلا ، وتأخر على موعد الامتحان - أن يستعين بالأعذار الطبية الكاذبة لأنه في الحقيقة معذور ؟


الجواب

الحمد لله

الواجب على المسلم حفظ الأمانة وأداؤها ، ومراقبة الله تعالى في جميع أمره ، فيصدق في قوله وعمله ، ولا يسلك مسالك الخيانة والشبهة ، ولا يرد موارد الظن والريبة .

يقول الله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) النساء/58 .

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (2/338) :

" يُخبرُ تعالى أنَّه يأمر بأداء الأمانات إلى أهلها ، وفي حديث الحسن عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك ) رواه الإمام أحمد وأهل السنن

وهو يَعمُّ جميع الأمانات الواجبة على الإنسان : من حقوق الله عزَّ وجلَّ على عباده من الصلاة والزكاة والصيام

والكفارات والنذور وغير ذلك مِمَّا هو مؤتَمَن عليه لا يطَّلع عليه العباد ، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض ، كالودائع وغير ذلك مِمَّا يأتَمنون به من غير اطلاع بينة على ذلك

فأمر الله عزَّ وجلَّ بأدائها ، فمَن لَم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة " انتهى .

والتقصير في أداء العمل بالتغيب عنه أو عدم إتمامه أو الإهمال فيه يُعَدُّ من الخيانة المحرَّمة ، فكيف إذا جمع مع ذلك الكذب واختلاق الأعذار بطريقة أو بأخرى ؟!

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ) رواه مسلم (2553)

والموظف الذي يُقَصِّرُ في وظيفته ، ثم يأتي بأعذارٍ طبيةٍ مختلقةٍ يشعر في قرارةِ قلبه ونفسه بالإثم والخطأ ، ويكره أن يطَّلِع الناس على فعلته

حتى من المقربين إليه ، فهو يحب أن يظهر بمظهر الأمين الصادق المنتج الملتزم بوظيفته وعمله .

سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : ما حكم تقدم الموظف لدائرة حكومية يعمل فيها بطلب إجازة مرضية وهو غير صادق ؟
فأجابوا : "

إذا كان واقع الموظف كما ذكر فلا يجوز ذلك ؛ لما فيه من الكذب وغش الدولة ، وأخذ ما يقابل أيام الإجازة المرضية الكاذبة من المال بغير حق " انتهى .

فتاوى اللجنة الدائمة" (15/152-153)

وسئلوا أيضا (15/153-154) :

" إنني أعمل مدرسا ، وكذلك زوجتي مدرسة - والحمد لله - ، ويحصل بعض الأيام أن نتغيب كلانا أو أحدنا ، ليس لعذر شرعي ، وإنما بسبب نوم أو كسل

وفي اليوم التالي نأتي بأعذار كاذبة ، وأحيانا يتغاضى عنا مديرونا ، فما الحكم في ذلك ؟

وماذا نعمل بالراتب الذي تقاضيناه على تلك الأيام التي لم نحضرها للدوام ؟

علما أننا نندم على غيابنا في ذلك اليوم ، ونعزم على عدم العودة ، ثم نعود أخرى .

فأجابوا :

" الواجب على من وُكل إليه عمل يتقاضى في مقابله راتبا أن يؤدي العمل على الوجه المطلوب ، فإن أخل بذلك من غير عذر شرعي لم يحل له ما يتقاضاه من الراتب

لأنه يأخذه في غير مقابل ، وعليه : يجب عليكم التوبة ، وعدم العودة إلى ما ذكرت ، والتزم الأمانة في أداء العمل الذي يوكل إليك ، والتصدق فيما يقابل ما أخذت من راتب بدون عذر شرعي " انتهى .

وسئلوا أيضا (15/156) :

" كيف يكون الإخلاص في العمل ، وهل هو من الأمانة المذكورة في القرآن ؟

فأجابوا :

" الإخلاص في العمل الوظيفي أو المستأجر عليه هو : أداؤه على الوجه المطلوب والمتفق عليه في العقد أو النظام الوظيفي ، وهو من الأمانة التي يجب أداؤها ، كما في قوله تعالى :

( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) " انتهى .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى "مجموع الفتاوى" (5/40) :

" الواجب على الموظف أن يؤدي الأمانة بصدق وإخلاص وعناية , وحفظا للوقت ، حتى تبرأ الذمة

ويطيب الكسب ، ويرضي ربه ، وينصح لدولته في هذا الأمر أو للشركة التي هو فيها أو لأي جهة يعمل فيها , هذا هو الواجب على الموظف أن يتقي الله وأن يؤدي الأمانة بغاية الإتقان وغاية النصح

يرجو ثواب الله ويخشى عقابه ويعمل بقوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )

ومن خصال أهل النفاق الخيانة في الأمانات ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) متفقعليه .

فلا يجوز للمسلم أن يتشبه بأهل النفاق ، بل يجب عليه أن يبتعد عن صفاتهم ، وأن يحافظ على أمانته ، وأن يؤدي عمله بغاية العناية ، ويحفظ وقته ، ولو تساهل رئيسه

ولو لم يأمره رئيسه ، فلا يقعد عن العمل أو يتساهل فيه ، بل ينبغي أن يجتهد حتى يكون خيرا من رئيسه في أداء العمل ، والنصح في الأمانة ، وحتى يكون قدوة حسنة لغيره " انتهى .

وليتق الله كذلك الأطباء الذين يعينون هؤلاء الموظفين المقصرين على تقصيرهم ، فيكتبون لهم الأعذار وهم يعلمون أنها غير حقيقية ولا واقعية

فيكونون سببا في فساد الموظفين وتشجيع الإهمال والتقصير وأكل أموال الناس بالباطل .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "اللقاء الشهري" (7/سؤال رقم 4)

هل يجوز للطبيب أن يعطي أحداً من الناس إجازة مرضية - وخاصة للموظفين - عندما يكون هذا الشخص لا يحتاج حقيقة إلى هذه الإجازة

وهذا الطبيب لم يعاين هذا الشخص ولم يكشف عليه ، وهل يأثم الطبيب لو أعطى المريض إجازة مرضية أكثر مما يستحق ؟

فأجاب :

" في الصحيحين عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :

( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وكان متكئاً فجلس ، فقال : وقول الزور وشهادة الزور )

ولا شك أن الطبيب إذا أعطى شخصاً إجازة مرضية وهو ليس بمريض لا شك أنه قال الزور وشهد شهادة الزور

وأنه آثم وأتى كبيرة من أكبر الكبائر ، وكذلك الذي أخذ هذه الإجازة آثم وكاذب على الجهات المسئولة ، وآكل للمال بالباطل ، فإن الراتب الذي يقابل هذه الإجازة أخذه بغير حق

وكذلك إذا أعطاه أكثر مما يحتاج ، مثل أن يحتاج إلى ثلاثة أيام إجازة مرضية ويعطيه أربعاً ، فإن هذا حرام من أكبر الكبائر .

والحقيقة أن الإنسان كلما فكر في مثل هذه الأمور يعجب كيف يقع هذا في شأن المسلم ، ألسنا كلنا مسلمين ؟ أليس دين الإسلام يحرم هذا ؟ أليس العقل المجرد عن الإيمان والإسلام يحرم هذا ؟ الجواب : بلى

لكن مع الأسف أن يقع هذا من المسلمين ، ويكون وصمة عار في جبين كل مسلم . الآن يقول بعض السفهاء : إن الكفار أنصح من المسلمين وأصدق من المسلمين وأوفى من المسلمين

وهذا قد يكون صدقاً في بعض الأحيان ، لكننا نقول لهذا : دين الإسلام أكمل من كل ما سواه من الأديان ، ومنهج الإسلام خير من كل منهج ، وشرعة الإسلام فوق كل شريعة

لكن البلاء من أهل الإسلام وليس من الإسلام ، وما دمت رجلاً أنتمي إلى الإسلام وأفخر به وأعتز به وأرجو به ثواب الله ، فلماذا أخالف شريعة الإسلام ؟! لماذا أقول الزور ؟

لماذا أشهد الزور ؟ لماذا آكل المال بالباطل ؟

لماذا أخون الجهات المسئولة ؟ كل هذا مما يؤسف له ، وكل هذا مما أوجب تأخر المسلمين وتسلط الأعداء عليهم . إخواننا المسلمين في بعض الجهات الإسلامية ينحرون نحر الخروف

يذبحون ذبحاً ، تنتهك حرماتهم ، تسبى ذراريهم ، تغتنم أموالهم ، لماذا ؟ كل هذا بذنوبنا ومعاصينا . فنسأل الله أن يعاملنا بعفوه وأن ينصرنا على أعدائنا " انتهى .

والطالب في ذلك كالموظف لا يجوز له أن يكذب ويأتي بشهادة زور .

نسأل الله الهداية للجميع .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 16:47   رقم المشاركة : 383
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما صحة حديث (إن الله يبغض الحبر السمين) ؟

السؤال

هل هذا الحديث صحيح (إن الله يبغض الحبر السمين) ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً :

بعد البحث عن هذا الحديث تبين لنا أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا تصح نسبته إليه ، ولم يثبت عمن يُروَى عنهم أيضا من الصحابة رضوان الله عليهم .

وقد روي هذا الحديث عن الصحابي أبي أمامة رضي الله عنه .

عزاه إليه أبو الليث السمرقندي في " بستان العارفين "

– كما قال السخاوي في " المقاصد الحسنة (207) -

ولكن لم نقف على أصل هذه الرواية ، والسمرقندي تروج عليه الأحاديث الموضوعة

كما قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (16/323)، فلا تقبل منه نسبة هذا الحديث إلى أبي أمامة رضي الله عنه ، ولذلك تعقبه السخاوي بقوله : " ولكن ما علمته في المرفوع " انتهى .

وقد روي بسند ضعيف عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً .

فعن سعيد بن جبير قال : (جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف ، فخاصم النبي صلى الله عليه وسلم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى

هل تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟

قال : وكان حبرا سمينا ، فغضب وقال : ما أنزل الله على بشر من شيء .

فقال له أصحابه الذين معه : ويحك ولا على موسى؟ قال : ما أنزل الله على بشر من شيء

فأنزل الله عز وجل : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ

اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) الأنعام/91 .

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (4/1342) ، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" (11/521) كلاهما من طريق يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة القمي ، عن سعيد بن جبير به .

وهذا إسناد ضعيف بسبب يعقوب بن عبد الله القمي ، قال فيه الدارقطني : ليس بالقوي . انظر: "ميزان الاعتدال" (4/452) ، وقال ابن مندة في جعفر بن أبي المغيرة :

ليس هو بالقوى في سعيد بن جبير . انظر: "ميزان الاعتدال" (1/417) .

ثانياً :

روي هذا القول عن عمر بن الخطاب وابن مسعود رضي الله عنهما ولا يصح عنهما .

أما قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقد رواه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (81) ، وفي "إصلاح المال" (333) قال : حدثنا خالد بن مرداس ، قال : حدثنا المعلى الجعفي ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : قال عمر .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه المعلى بن هلال بن سويد الحضرمي ، ويقال الجعفي ، أبو عبد الله الطحان الكوفي العابد : كذاب وضاع باتفاق النقاد . انظر : "

ميزان الاعتدال" (4/152) .

وأما قول ابن مسعود رضي الله عنه ، فقد عزاه إليه الغزالي في "إحياء علوم الدين" (3/81) ، ولم نقف عليه بعد البحث ، وكتب الغزالي مليئة بما لا أصل له .

فالحاصل : أنه لم يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه الكرام .

والثابت في شريعتنا ذم السمن لمن تكلفه بالإسراف في الملذات من الطعام والشراب والاشتغال به عن العمل النافع الصالح الذي يستغرق على المسلم عمره ووقته .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ . وَقَالَ اقْرَءُوا : (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) رواه البخاري (4729) ومسلم (2785) .

قال النووي رحمه الله :

"فيه ذم السِّمَن" انتهى .

"شرح مسلم" (17/129) .

وقال القرطبي رحمه الله :

"في هذا الحديث من الفقه : ذم السِّمَن لمن تكلفه ، لما في ذلك من تكلف المطاعم والاشتغال بها عن المكارم ، بل يدل على تحريم الأكل الزائد على قدر الكفاية المبتغى به الترفه والسمن.

ومن حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خيركم قرني ثم الذين يلونهم - قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة - ثم إن من بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون

ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يوفون ، ويظهر فيهم السمن) وهذا ذم ، وسبب ذلك : أن السمن المكتسب إنما هو من كثرة الأكل والشره ، والدعة والراحة والأمن والاسترسال مع النفس على شهواتها

فهو عبد نفسه ، لا عبد ربه ، ومن كان هذا حاله وقع لا محالة في الحرام ، وكل لحم تولد عن سحت فالنار أولى به ، وقد ذم الله تعالى الكفار بكثرة الأكل فقال

: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) محمد/12، فإذا كان المؤمن يتشبه بهم ، ويتنعم بتنعمهم في كل أحواله وأزمانه ، فأين حقيقة الإيمان

والقيام بوظائف الإسلام ؟! ومن كثر أكله وشربه كثر نهمه وحرصه ، وزاد بالليل كسله ونومه ، فكان نهاره هائما ، وليله نائما " انتهى باختصار .

"الجامع لأحكام القرآن" (11/67) .

وقد روى أبو نعيم رحمه الله في "حلية الأولياء" (9/146) بسنده إلى الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال : (ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن . قيل له : ولم؟

قال : لأن العاقل لا يخلو من إحدى خلتين : إما أن يغتم لآخرته ومعاده ، أو لدنياه ومعاشه ، والشحم مع الغم لا ينعقد ، فإذا خلا من المعنيين صار في حد البهائم ، فيعقد الشحم) .

والمقصود من ذلك كله ذم السِّمَن الناتج عن الإسراف والفراغ والاستغراق في ملذات الدنيا عن العمل للآخرة ، أما من أصابه السمن لعلة أو لطبيعة جسمه عن غير إسراف ولا إفراط فهذا لا عتب عليه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 16:50   رقم المشاركة : 384
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث : ( مصر كنانة الله في أرضه ) لا أصل له

السؤال

ما مدى صحة حديث : ( مصر كنانة الله في أرضه ) ، وما معناه ؟

الجواب

الحمد لله

هذا الحديث لا أصل له ، ولم يرو في كتب السنة ، وقد نص العلماء على ذلك :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" هذا مأثور لكن ما أعرف إسناده " انتهى.

" أحاديث القصاص " (ص/87)

يقول بدر الدين الزركشي رحمه الله :

" لم أجده " انتهى.

" التذكرة " (ص/191)

وقال السخاوي رحمه الله :

" لم أره بهذا اللفظ في مصر " انتهى.

" المقاصد الحسنة " (ص/609)

وقال السيوطي رحمه الله :

" لا أصل له " انتهى.

" الدرر المنتثرة " (ص/17)

وقال الشيخ مرعي الكرمي رحمه الله:

" لا أصل له " انتهى.

" الفوائد الموضوعة " (ص/107)

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

" لا أصل له " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (رقم/888)

والكنانة هي الجعبة الصغيرة من الجلد لحفظ النبل والسهام

فكأن هذا الأثر يشبه مصر بكنانة السهام التي يصيب الله تعالى بها الطغاة والظالمين والمتجبرين ، فيرميهم بأهلها الذين هم جند الله ، ولذلك جاء في بعض الكتب تكملة الأثر السابق بقولهم : ما طلبها عدو إلا أهلكه الله .

وقد ورد نحو هذا الأثر في بلاد الشام أيضاً :

يقول الملا علي قاري رحمه الله :

" وقد ورد لفظ الكنانة في الشام ، أخرجه ابن عساكر عن عون بن عبد الله بن عتبة قال : قرأت فيما أنزل الله على بعض الأنبياء أن الله يقول : الشام كنانتي

فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم . موضوع مبناه ، وإن كان صحيحاً عندنا معناه " انتهى.

" الأسرار المرفوعة " (ص/319)

ونحن نرجو أن تكون مصر والشام وسائر بلاد المسلمين منطلقاً لجند الله لتحرير أراضي المسلمين المحتلة ، وإرجاع العزة المسلوبة لهذه الأمة .

هذا وقد صح في فضائل مصر حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا )

قَالَ : فَمَرَّ بِرَبِيعَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ يَتَنَازَعَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَخَرَجَ مِنْهَا.

رواه مسلم (رقم/2543)

قال النووي رحمه الله :

" قال العلماء : القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما ، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به .

وأما الذمة : فهي الحرمة والحق ، وهي هنا بمعنى الذمام .

وأما الرحم : فلكون هاجر أم إسماعيل منهم .

وأما الصهر : فلكون مارية أم إبراهيم منهم " انتهى.

" شرح مسلم " (16/97)

وقال المناوي رحمه الله :

" أي : اطلبوا الوصية من أنفسكم بإتيان أهلها خيراً ، أو معناه : اقبلوا وصيتي فيهم ، يقال أوصيته فاستوصى أي قبل الوصية ، يعني : إذا استوليتم عليهم

وتمكنتم منهم ، فأحسنوا إليهم ، وقابلوهم بالعفو عما تنكرون ، ولا يحملنكم سوء أفعالهم وقبح أقوالهم على الإساءة إليهم ، فالخطاب للولاة من الأمراء والقضاة .

ثم علَّلَه بقوله : ( فإن لهم ذمة ) ذماماً وحرمة وأماناً من جهة إبراهيم بن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فإن أمه مارية منهم .

( ورحماً ) بفتح فكسر : قرابة ، لأن هاجر أم إسماعيل منهم " انتهى.

" فيض القدير " (1/523-524)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 16:53   رقم المشاركة : 385
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قراءة سورة يس في الصباح والمساء ؟

السؤال


أود أن أسأل عن صحة حديث : ( من قرأ " يس "

إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح ) انتهى . وعن ما ورد عن مداومة الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءتها فجراً .


الجواب

الحمد لله


هذا الأثر المذكور في السؤال روي من قول التابعي الجليل يحيى بن أبي كثير رحمه الله أنه قال :

( من قرأ " يس " إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح . قال : وأنبأنا مَن جرَّبَ ذلك )

رواه ابن الضريس في " فضائل القرآن " (رقم/218، ص/101)

قال : أخبرنا عباس بن الوليد ، ثنا عامر بن يساف ، عن يحيى بن أبي كثير قال ... فذكره .

ثم قال في (حديث رقم/220) :

أخبرنا علي بن الحسن ، ثنا عامر بن يساف ، عن يحيى بن أبي كثير قال : من قرأ... مثل حديث عباس .

فمدار هذا الأثر على عامر بن يساف ، وقد اختلف فيه أهل الجرح والتعديل ، قال ابن عدي : منكر الحديث عن الثقات ، ومع ضعفه يكتب حديثه

. وقال أبو داود : ليس به بأس ، رجل صالح

. وقال العجلي : يكتب حديثه وفيه ضعف . وذكره بن حبان في الثقات . انظر " لسان الميزان " (3/224)

وقال أبو حاتم : هو صالح . " الجرح والتعديل " (6/329) وجاء في "تعجيل المنفعة " (1/207):

واختلف فيه قول يحيى بن معين، فقال ابن البرقي عنه : ثقة . وقال عباس الدوري عنه : ليس بشيء .

وانظر: " تهذيب التهذيب " (5/66)

ورواية الدوري عن ابن معين أرجح من رواية ابن البرقي .

فتحصل من كلام الأئمة أن تفرد عامر بن يساف غير مقبول لوجود المناكير في حديثه . ولذلك قال الذهبي : له مناكير . وقال الحافظ في " تقريب التهذيب ": لين الحديث .

وبهذا يتبين ضعف روايته لهذا الأثر عن يحيى بن أبي كثير .

على أنَّه ، لو قدر صحته ، فليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ولا كلام أحد من أصحابه ، وإنما هو من كلام يحيى ، وهو من صغار التابعين ، توفي سنة (132هـ) .

قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله :

" العمدة في دين الله عز وجل : صحة النقل ، وثبوت العرش ، وهذا أثر منكر لا يصح " انتهى.

" أحاديث ومرويات في الميزان " (ص/75) طبعة ملتقى أهل الحديث.

كما لم نقف على حديث يدل على مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة " يس " فجراً ، وقد سبق في موقعنا بيان أن جميع الأحاديث المروية في فضل هذه السورة ضعيفة

يمكن مراجعة ذلك في جواب السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 16:57   رقم المشاركة : 386
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فضل سورة ( يس )

السؤال


هل هناك أحاديث صحيحة في فضل قراءة سورة ( يس ) ؟

البعض يقول : إنها لِمَا قُرِأت له ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

سورة ( يس ) من سور القرآن المكية العظيمة

عدد آياتها ثلاث وثمانون آية ، فواصلها القصيرة لها وقع قوي في النفوس المؤمنة ، موضوعاتها الرئيسية هي موضوعات السور المكية ، تحدثت عن توحيد الألوهية والربوبية وعاقبة المكذبين بهما

والقضية التي يشتد عليها التركيز في السورة هي قضية البعث والنشور .

ثانياً :

قد وردت عدة أحاديث في فضائل هذه السورة ، أكثرها مكذوبة موضوعة ، وبعضها ضعيف ضعفا يسيرا ، ولم نقف على حديث صحيح مخصوص في فضل سورة ( يس ) .

فمما ورد من فضائلها ويضعفه أهل العلم بالحديث – وإنما نسوقه هنا للتنبيه عليه - :

( إن لكل شيء قلبا ، وقلب القرآن ( يس ) ، من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات )

( من قرأ سورة ( يس ) في ليلة أصبح مغفورا له )

( من داوم على قراءتها كل ليلة ثم مات مات شهيدا )

( من دخل المقابر فقرأ سورة ( يس ) ، خفف عنهم يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات )

انظر "الموضوعات" لابن الجوزي (2/313) ، "الفوائد المجموعة" للشوكاني (942،979) ، وانظر للأهمية رسالة : " حديث قلب القرآن يس في الميزان ، وجملة مما روي في فضائلها " لفضيلة الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف ، حفظه الله .

ثالثا :

ومما يرويه الناس حديث ( يس لما قرئت له ) ، ويعنون به أن قراءة سورة ( يس ) يحصل معها قضاء الحوائج وتسهيل الأمور التي ينويها القارئ بقراءته .

والواجب التنبيه على بطلان نسبة هذا الكلام إلى السنة النبوية ، أو إلى أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة ، فلم يأت عن أحد منهم مثل هذا التقرير ، بل ينبهون على بطلان ذلك .

يقول السخاوي رحمه الله عن هذا الحديث :

" لا أصل له بهذا اللفظ "

انتهى . "المقاصد الحسنة" (741) ، وقال القاضي زكريا في حاشية البيضاوي : موضوع

. كما في "كشف الخفاء" (2/2215)

ومثله في كتاب "الشذرة في الأحاديث المشتهرة" لابن طولون الصالحي (2/1158) وفي "الأسرار المرفوعة" للقاري (619) وغيرها . وانظر رسالة الشيخ محمد عمرو المشار إليها : " حديث قلب القرآن يس .. " ص 80 هـ 1 .

ولا يجوز لأحد أن ينسب هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أن يتحدث به في مجالس الناس

ومن يزعم أن التجربة تدل على صحة هذا الحديث ، يقال له : والتجربة وقعت من كثير ممن قرأ ( يس ) لقضاء حاجته فلم يقضها الله له ، فلماذا نأخذ بتجربتك ولا نأخذ بتجربة غيرك !؟

وما ينقله الإمام ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (3/742) عن بعض أهل العلم :

" أنَّ مِن خصائص هذه السورة أنها لا تُقرَأ عند أمر عسير إلا يسره الله تعالى " انتهى .

فهو اجتهاد منهم ليس عليه دليل من الكتاب أو السنة أو أقوال الصحابة والتابعين ، ومثل هذا الاجتهاد لا يجوز نسبته إلى الله تعالى ورسوله ، إنما ينسب مثل هذا إلى قائله

بحيث يكون صوابه له وخطؤه عليه ، ولا يجوز أن ينسب إلى كتاب الله تعالى أو سنة رسوله ما نتيقن أنه منه .

قال الله تعالى : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ

على أننا ننبه هنا إلى أن كثيرا ممن تقضى له الحاجات عند دعائه ، أو قراءته لمثل ذلك ، إنما تقضى له لأجل ما قام بقلبه من الاضطرار والفقر إلى ربه ، وصدق اللجوء إليه

لا لأجل ما قرأه من دعاء ، أو دعا عنده من قبر أو نحو ذلك .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطرا اضطرارا لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له ، لصدق توجهه إلى الله

وإن كان تحري الدعاء عند الوثن شركا ، ولو استجيب له على يد المتوسل به ، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته ، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي في النار ، إذا لم يعف الله عنه ..."

ثم يقول : " ومن هنا يغلط كثير من الناس ؛ فإنهم يبلغهم أن بعض الأعيان من الصالحين عبدوا عبادة أو دعوا دعاء ، ووجدوا أثر تلك العبادة وذلك الدعاء

فيجعلون ذلك دليلا على استحسان تلك العبادة والدعاء ، ويجعلون ذلك العمل سُنّة ، كأنه قد فعله نبي ؛ وهذا غلط لما ذكرناه ، خصوصا إذا كان ذلك العمل إنما كان أثره بصدق قام بقلب فاعله حين الفعل

ثم تفعله الأتباع صورة لا صدقا ، فيُضَرون به ؛ لأنه ليس العمل مشروعا فيكونَ لهم ثواب المتبعين ، ولا قام بهم صدق ذلك الفاعل ، الذي لعله بصدق الطلب وصحة القصد يكفر عن الفاعل " .

انتهى من اقتضاء الصراط المستقيم (2/698، 700)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 17:02   رقم المشاركة : 387
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ليس هذا بحديث : الدنيا سوق ربح فيه قوم وخسر آخرون

السؤال

انتشرت في بعض الرسائل البريدية نصائح عن استغلال الدنيا بالطاعات ويذكر فيها : ( الدنيا سوق ربح فيها قوم ، وخسر آخرون ) ما صحة هذا الحديث ؟

الجواب

الحمد لله


ليس هذا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ فيما نعلم ـ ، وإنما هو حكمة من الحكم المأثورة ، يَقصِد بها الواعظ تذكيرَ الناس بحقيقة الدنيا

وأنها مزرعة للآخرة ، فالسعيدُ من يفهم حقيقتها ويجتهد فيها بما يكون به رابحاً لا خاسراً.

روى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (55/149) بسنده إلى سفيان بن عيينة رحمه الله قال :

" دخل محمد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز يوم ولي

فقال : يا أمير المؤمنين ! إنما الدنيا سوق من الأسواق ، فمنها خرج الناس بما ربحوا منها لآخرتهم ، وخرجوا منها بما يضرهم ، فكم من قوم غرَّهم مثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت فاستوعبهم

وخرجوا من الدنيا مرملين [المُرْمِل هو من نفد زاده] ، لم يأخذوا من أمر الدنيا والآخرة ، فاقتَسَم مالَهم من لم يحمدهم ، وصاروا إلى من لم يعذرهم ، فانظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت فابتغ به البدل حيث يجوز البدل

ولا تذهبن إلى سلعة قد بارت على غيرك ترجو جوازها عنك . يا أمير المؤمنين ! افتح الأبواب ، وسهل الحُجَّاب ، وانصر المظلوم " انتهى .

وقال الشيخ عطية سالم رحمه الله :

" وكنت قد سمعت من الشيخ – يعني محمد الأمين الشنقيطي - رحمة الله تعالى علينا وعليه يقول:

إن العمر وزمن الحياة حجة على الإنسان ، كالرسالة والنذارة سواء ، وذكر قوله تعالى : ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ النَّذِيرُ )

فجعل في الآية التعمير ، وهو إشغال العمر موجباً للتذكر والتأمل ، ومهلة للعمل ، كما تخبر إنساناً بأمر ثم تمهله إلى أن يفعل ما أمر به ، فهو أمكن في الحجة عليه .

فكان القسم في العصر على الربح والخسران

يعني في سورة العصر ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) - أنسبَ ما يكون بينهما ، إذ جعلت حياة الإنسان كسوق قائمة ، والسلعة فيه العمل ، والعامل هو الإنسان

كما قال تعالى : (هلْ أَدُلُّكمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) .

وفي الحديث الصحيح عند مسلم : ( سبحان الله تملأ الميزان - وفيه - : كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) ، فإن كان يشغل عمره في الخير فقد ربح وأعتق نفسه ، وإلاَّ فقد خسر وأهلكها .

ويشير لذلك أيضاً قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الّجَنَّةَ) .

فصح أن الدنيا سوق ، والسلعة فيها عمل الإنسان ، والمعاملة فيه مع الله تعالى " انتهى .

" أضواء البيان " (8/445-446) .

وما تجده في بعض مواقع الفرق المبتدعة من نقل هذا الكلام بعنوان : قال عليه السلام : ( الدنيا سوق ربح فيه قوم ، وخسر آخرون ) فهم لا يقصدون بذلك النبي عليه الصلاة والسلام

وإنما يريدون بعض أئمة آل البيت ، وهم يسوقونه كعادتهم من غير إسناد ولا توثيق ، والواجب الحذر من كل ما ينقلونه ، فمادة علومهم ومواقعهم هي الكذب والافتراء.

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 17:05   رقم المشاركة : 388
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث مكذوب في فضل سجدة الشكر

السؤال


فضل سجدة الشكر : ( إن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة ، فيقول : يا ملائكتي ! انظروا إلى عبدي ، أدى فريضتي

وأتم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ، يا ملائكتي ماذا له ؟ فتقول الملائكة : يا ربنا رحمتك . ثم يقول الرب تعالى : ثم ماذا له ؟ فتقول الملائكة : يا ربنا جنتك . فيقول الرب تعالى : ثم ماذا ؟

فتقول الملائكة : يا ربنا كفاه ما همه . فيقول الله سبحانه وتعالى : ثم ماذا ؟

فلا يبقى شيء من الخير إلا قالته الملائكة . فيقول الله تعالى : يا ملائكتي ثم ماذا ؟

فتقول الملائكة : يا ربنا لا علم لنا . فيقول الله تعالى : لأشكرنه كما شكرني ، وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي ) . أفتوني بارك الله فيكم : ما صحته ؟


الجواب

الحمد لله

سجود الشكر مستحب ، وهو سجدة واحدة يسجدها المسلم عند حدوث نعمة أو اندفاع نقمة ، واستحبابها ثبت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وفعل أصحابه الكرام رضي الله عنهم .

فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ) رواه أبو داود (2774) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

وقد سجد كعب بن مالك رضي الله عنه حين جاءه خبر توبة الله عليه . رواه البخاري (4418) ومسلم (2769) .

وسجد أبو بكر رضي الله عنه شكرا حين جاءه خبر قتل مسيلمة الكذاب .

وسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين رأى ذا الثدية بين قتلى الخوارج .

انظر : "مصنف ابن أبي شيبة" (2/366-368) .

وأما الحديث الوارد في السؤال فلم يروه أحد من علماء الحديث الثقات ، ولم يذكره أحد في كتب السنة والآثار ، وإنما تذكره بعض كتب الشيعة المليئة بالأحاديث المكذوبة

ككتاب " من لا يحضره الفقيه " (1/333، حديث رقم/979، باب سجدة الشكر والقول فيها ، وكتاب " تهذيب الأحكام " للطوسي (2/110)، وإنما يسندانه إلى جعفر الصادق

وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن في إسناده محمد بن أبي عمير ، جاء في ترجمته في " لسان الميزان " (5/221) " محمد بن أبي عمير ، عن أبيه : حدَّث عنه ابن جريج : مجهول . انتهى .

وفي إسناده أيضا كل من حريز بن أبي حريز ، ومرازم بن حكيم ، ولم يذكر أحد من أهل العلم فيهما توثيقاً ، وانظر ترجمتهما في "لسان الميزان" (2/181 ، 186) .

فالحاصل : أنه لا تجوز نسبة هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجب الحذر من نشره بين الناس .

وانظر لمزيد الفائدة جواب السؤالين القادمين

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-24, 17:09   رقم المشاركة : 389
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

صفة سجدة الشكر

السؤال

ما هي صفة صلاة الشكر لله تعالى على عملٍ ما ، أركانها وشروطها؟

الجواب

الحمد لله

سجدة الشكر مشروعة لما يسر ، من جلب نفع ودفع ضر ، وقد دلت على ذلك الأحاديث والآثار ، فمن الأحاديث حديث أبي بكرة رضي الله عنه :

( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسره وبشر به خر ساجدا شكرا لله تعالى ) رواه الخمسة إلا النسائي ، قال الترمذي: حسن غريب

ولفظ أحمد : أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر جند له على عدوهم ورأسه في حجر عائشة ، فقام فخر ساجداً . أخرجه أحمد 5/45، والحاكم 4/291.

ومنها : حديث عبد الرحمن بن عوف قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته فدخل واستقبل القبلة فخر ساجدا فأطال السجود ثم رفـــع رأسه وقال :

( إن جبريل أتاني فبشرني ، فقال : إن الله عز وجل يقول لك : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه ، فسجدت لله شكرا ) رواه أحمد

قال المنذري : وقد جاء حديث سجدة الشكر من حديث البراء بإسناد صحيح ومن حديث كعب بن مالك وغير ذلك . انتهى . وأما الآثار فمنها : أن أبا بكر رضي الله عنه سجد حين جاءه خبر قتل مسيلمة

. رواه سعيد بن منصور في سننه ، وسجد علي رضي الله عنه حين وجد ذا الثدية في الخوارج . رواه أحمد في المسند ، وسجد كعب بن مالك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لما بشر بتوبة الله عليه . وقصته متفق عليها .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء7/266


.............

ماذا يقول في سجود الشكر؟


السؤال


ماذا يقول في سجود الشكر ؟.


الجواب

الحمد لله


لم يرد في الأحاديث تخصيص سجود الشكر بدعاء معين ، ولذلك قال العلماء : يقول في سجود الشكر ما يقوله في سجود الصلاة من التسبيح والدعاء .

فيقول : سبحان ربي الأعلى ، اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ . ثم يدعو بما أحب .

قال ابن قدامة رحمه الله : صفة سجود الشكر في أفعاله وأحكامه وشروطه كصفة سجود التلاوة اهـ المغني 2/372 . وقال في سجود التلاوة : ويقول في سجوده ما يقول في سجود الصلاة اهـ المغني 2/362 .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

: يكون سجود الشكر عن مصيبة اندفعت أو لنعمة تهيأت للإنسان وهو كالتلاوة خارج الصلاة ، فبعض العلماء يرى له الوضوء والتكبير ، وبعضهم يرى التكبيرة الأولى فقط ، ثم يخر ساجدا ويدعو بعد قوله سبحان ربي الأعلى

اهـ فتاوى منار الإسلام 1/205 .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-26, 16:46   رقم المشاركة : 390
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل جاء في قول لا إله إلا الله عدد الحركات والسكون فضل خاص ؟


السؤال

كثيرا ما رأيتها في المنتديات والإيميل تأتيني : قال رجل من السلف : لا إله إلا الله عدد ما كان , وعدد ما يكون , وعدد الحركات والسكون

وبعد مرور سنة كاملة قالها مرة أخرى ، فقالت الملائكة : إننا لم ننتهِ من كتابة حسنات السنة الماضية .


الجواب

الحمد لله

لا يصح نسبة الأجر والفضل إلى هذا الدعاء ، أو غيره من الأدعية والأذكار والعبادات ، بغير دليل صحيح من الكتاب والسنة .

والأثر المذكور في السؤال لم يرد في كتب أهل العلم ، ولا رواه المحدثون في كتبهم المسندة

فلا يجوز نشره بين الناس ولا التحديث به إلا على وجه التحذير منه

والواجب على المسلمين الحذر من نشر الكذب على الدين ، ومن تساهل في ذلك أصابه نصيب من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على من كذب عليه متعمداً .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال الآتي :

ما صحة دعاء امرأة تقول : لا إله إلا الله عدد ما كان وما يكون ، وعدد حركاته ، وعدد خلقه من خلق آدم حتى يبعثون .

فقال :

أشبه ما يكون هذا الدعاء بالتنطع ، ولو قالت : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، أو لا إله إلا الله عدد خلقه ، لكفاها عن ذلك كله

وكان من ذكر النبي عليه الصلاة والسلام : ( سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، سبحان الله وبحمده رضا نفسه ، سبحان الله وبحمده زنة عرشه ، سبحان الله وبحمده مداد كلماته )

هذا من أجمع ما يكون من التسبيح ، وأما هذه الأشياء التي يأتي بها بعض الناس يعجبه السجع الذي فيها والمعنى المبتكر ! فإن العدول عنها إلى ما جاءت به السنة هو الخير " انتهى.

" لقاءات الباب المفتوح " (لقاء رقم/63، سؤال رقم/14)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله علوم الحديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc